ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا
ثوّارَنا الأحرار في ليبيا لا
تقبلوا التدخّلَ العسكريَّ
الأمريكيَّ الغربيّ بقلم
عصام العطار لا
تقبلوا التدخّلَ العسكريَّ
الأمريكيَّ الغربيَّ وإنْ
تقنَّعَ بألفِ قِناع ،
وتدَثَّرَ بألفِ دِثارٍ من
الإنسانيةِ والغيرةِ على
الإنسانِ وحقوقِ الإنسان ؛
فتاريخُ الولاياتِ المتحدةِ
ودولِ الغربِ في بلادنا العربية
والإسلامية -بما في ذلك ليبيا-
لم يعرفِ المبالاةَ بالإنسانِ
وحقوقِ الإنسان . لم يعرِفْ
بأكثرِهِ إلاّ المطامعَ
والمكاسبَ وسلطانَ القُوّةِ
والقهرِ أو الحيلةِ والخِداع
لبلوغ ما يريدُ من الهيمنةِ
والاستغلال وأكتفي
في هذه الكلمةِ العاجلةِ
والسطورِ القليلةِ بمثَلٍ أو
مَثَلَينِ من التاريخ الليبيّ
نفسه : مَنِ
الذي ينسى الغزوَ الإيطاليَّ
الوحشيَّ الظالِمَ لليبيا
واحتلالَها البلادَ سنةَ 1911-1912م
، وقضاءَها الوحشيَّ الإجراميّ
على المقاومةِ الليبيةِ
الباسلةِ بأقسى وأبشع الوسائل
سنة 1931م ، وشَنْقَ قائدِها
البطلِ المجاهدِ العظيم عمر
المختار وقد ناهز سِنُّه
التسعين ؟! وَأتَى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَديدِه
أَسَـدٌ يُجَـرِّرُ حَيّةً
رَقْطَـاءَ عَضَّتْ بساقَيْهِ القُيودُ فَلَـمْ
يَنُـؤْ
وَمَشَتْ بِهَيْكَلِهِ
السِّـنون فَناءَ تِسْعُونَ لَوْ رَكِبَتْ مَنَاكِبَ
شَاهِقٍ
لَتَرَجَّـلَتْ
هَضَبَـاتُهُ إعيـاءَ والسِّنُّ تَعْطِفُ قَلْبَ كلِّ مُهَذَّبٍ
عَرَفَ الْجُدُودَ
وأَدْرَكَ الآباءَ(1) ومَنْ
مِنَ الْمُعَمَّرِينَ أو
المؤرِّخين أوْ قرّاءِ
التاريخِ مَنْ لم يسمعْ أو
يقرأْ عن اقتسام ليبيا بينَ
البريطانيين والفرنسيين
والإيطاليين في أربعينيّات
القرنِ الماضي . لم يُخَلِّصْ
ليبيا منهم في ذلكَ الوقت إلاّ
تضاربُ المصالحِ بينَهم وبينَ
الولايات المتحدة الأمريكية
وشَرِكاتِها البتروليةِ
النهمةِ المقتدرةِ التي لمحتْ
بعينِ العلمِ والخبرةِ والبحث
ما تخفيه الأرضُ الليبيةُ من
ثرواتٍ بتروليةٍ ضخمة . لولا
نفوذُ هذه الشركات ، ورغبتُها
في الاستئثارِ بهذه الثروات ،
وإبعادِ المنافسين الآخرين ،
لما نجتْ ليبيا من التقسيم ، وما
استطاعت الأممُ المتّحدةُ أن
تُصدرَ قرارَها باستقلالِ
ليبيا وخروجِ القواتِ
الأجنبيةِ منها
أمّا الإداراتُ الأمريكية
فحسبُكَ أن تَرى صدقَها
ونزاهتَها ، واستقامتَها
وعدالتَها ، وردعَها للظالِم ،
وانتصارَها للمظلومِ ،
وبُعْدَها عن العنفِ والإرهابِ
، وتدميرِ المدنِ والقرى وقتلِ
الأبرياء ، وغيرتَها على
الإنسانيةِ والإنسانِ وحقوقِ
الإنسان .. حَسْـبُك أن ترى
أفعالَها وآثارَها وحقيقتَها
بتنوّعِ تَجَلِّياتِها ،
ومختلفِ ألوانِها ، في فلسطينَ
والعراقِ وأفغانستان ، وحيثما
تشاءُ من العالم يا
إخواننا وثوّارنا الأحرار في
ليبيا
لا تقبلوا التدخلَ
العسكريَّ الأمريكيَّ والغربيّ
.. لا تقبلوه مهما كانت الظروف ،
فهو أعظمُ البلاء ، وشرُّ
الشرور
لا تعودوا ببلادكم بأيديكم
من جديد إلى استعمارٍ قديمٍ أو
جديد ؛ فالذين يخطّطون ويمهّدون
من الأمريكيينَ والغربيينَ
لتدخّلٍ عسكريّ ، ويستغلّون
لذلك ظروفكم القاسية الصعبة ،
وظروف العالم العربيّ
والإسلاميّ ، والأجواءَ
العالمية الراهنة ، لتحقيقِ
هيمنتهم الفعلية على البلاد ،
وتحقيقِ أهدافهم الاقتصادية
والسياسية والاستراتيجية في
ليبيا وفي المنطقةِ العربيةِ
كلِّها
إنّ دخولَ قواتٍ أمريكيةٍ
أو غربيةٍ إلى ليبيا لا يهدّدُ
حريتَها واستقلالَها وقرارَها
وأمنَها فقط ؛ ولكنه يهدّدُ
أيضاً في جملةِ ما يُهدِّدُ
وحدةَ العالمِ العربيِّ وأمنَه
، فالذي يُسَيْطِرُ في ليبيا
يمكنه أن يفصلَ المغربَ
العربيَّ عن المشرقِ العربيِّ
إنْ أراد ، وأن يوقِعَ في
العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ
غيرَ قليلٍ مِنَ الأذى على
المدَى الطويلِ والمدى القصير
إننا نجاهدُ ونجاهدُ في
مختلفِ بلادِنا العربية
والإسلاميةِ الآنَ جِهَادَنا
السلميَّ المسؤولَ البصيرَ
لنحرّرَ شعوبَنا وبلادَنا من
الدكتاتوريةِ والاستبدادِ
والاستعبادِ والتبعيةِ
والفسادِ ، وبناءِ حياتِنا
ومستقبلنا على أساس متينٍ من
الحريةِ والكرامةِ ، والمساواة
والعدالة ، والتقدّمِ على كلّ
صعيد
نُريدُ أن نعيشَ أحراراً
أحراراً ، في بلادٍ حُرَّةٍ
حُرَّة ، وأن نستعيدَ مكانَنا
العتيدَ في العالمِ والتاريخ ،
وأن يكونَ لنا دَوْرُنا المجيدُ
في نُصْرَةِ الحقّ والخير ،
وخدمةِ الإنسانيةِ والإنسان ،
وتعاونِ أخيارِ البشر ، وأحرارِ
البشرِ على البرِّ والتقوى لا
على الإثمِ والعدوان ..
وإذا كان علينا أن نرفضَ
الظلمَ والاستبدادَ الداخليَّ
مَرّة ، فإنّ علينا أن نرفض
العدوانَ والاحتلالَ الخارجيَّ
مائةَ مَرّة وَلا تَهِنُوا وَلا
تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ __________ (1) أحمد
شوقي في رثاء عمر المختار ________ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |