ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
أساليب التربية في القرآن
الكريم ذكر
الأهم فالأقل أهميّة الدكتور
عثمان قدري مكانسي
يبدأ الدين في العقيدة
والعبادات بالأهم ثم الأقلّ
أهميّة ، وكلها مهمّة . فينطق
بالشهادتين : شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله .
ثم يبدأ الصلاة ، والصلاة
صلة بين العبد وربّه وأكبر دليل
على تعلقه به سبحانه .
ثم يؤدي الزكاة العبادة
المالية ، وقد قرنت بالصلاة
كثيراً سواء في النص القرآني أم
في السنة النبوية . . .
ثم يأتي الصوم .
وأخيراً يحج من استطاع إلى
الحج سبيلاً .
ـ ذلك أن
الإنسان حين يبدأ بالأهمِّ
الأوجب يسهل عليه ما بعده
، فيفعله دون حرج ، بل يستسيغه
ويلتذ به لأنه ترجمة لما هو أعظم
منه . ولا يُقبل في غالب الأمور
فعلُ ما هو أقل أهميّة لأنه بناء
قائم على ذلك الأساس فإن لم يكن
الأساس موجوداً فعلامَ يقوم
البناء . أما
في الأمور المعيشية كتعلم
الحرفة ، أو الكتابة أو التربية
البدنية فالارتفاع فيها درجة
إثر أخرى يوصل إلى الإتقان
والإبداع .
ـ ومن الأمثلة على ذكر الأهم
فالأقل أهمية قوله
تعالى : (( زُيِّنَ
لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ
مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ
وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ
ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ
حُسْنُ الْمَئَابِ (14) ))(1)
أ ـ بدأ النساء بالنسبة لأن
الفتنة بهنّ أشد ، والالتذاذ
بهنّ أكثر ، وفي الحديث : ((ما
تركت بعدي فتنة أضرَّ على
الرجال من النساء))(2)
.
ب ـ ثم ذكر ما يتولد منهنّ
فقال ((والبنين)) وإنما ثنّى
بالبنين لأنهم ثمرات القلوب
وقرّة الأعين ، كما قال الشاعر
حطان بن المعلّلا :
وإنــمــا أولادنــا
بــيــنــنـــا
أكبـادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني عن الغمض
وقُدِّموا على الأموال لأن
حب الإنسان لولده أكثر من حبه
لماله ، والمال في خدمة المرأة
والولد.
جـ ـ ثم بدأ بالقناطير
المقنطرة من الذهب والفضّة ،
وإنما كان المال محبوباً لحصول
غالب الشهوات به ، (( وَتُحِبُّونَ
الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) )) .
ثم قدّم الذهب على الفضة
لأنه أهم منها ، والاثنان أصل
التعامل .
د ـ ثم قدّم الخيل الأصيلة
الحسان ، ففي ركوبها الزُهوُّ
وقتال العدو وسرعة الجري .
هـ ـ ثم جاءت الأنعام من إبل
وبقر وغنم فمنها المركب والمطعم
والزينة .
و ـ ثم جاء الزرع والغراس
لأن فيهما تحصيل الأقوات .
لكنَّ هذه الشهوات متاع
الحياة الزائل ، وما عند الله
خير وأبقى ، فليكن هم الإنسان
كسب ما عند الله سبحانه .
ـ ومن الأمثلة على ذلك أيضاً
قوله تعالى : أ
ـ ((
حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ
وَبَنَاتُكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ
وَعَمَّاتُكُمْ
وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ
الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ ب ـ وَأُمَّهَاتُكُمُ
اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ
الرَّضَاعَةِ جـ ـ
وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ
وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي
حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ
اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ
فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا
دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ
الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ
وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ
الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ
سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
غَفُورًا رَحِيمًا (23) د
ـ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا
وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ
تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ
مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ
مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ))(3)
. 1
ـ هناك
حرمة بالنسب وهي الأقوى . 2
ـ وهناك
حرمة بالرضاع ثانية . 3
ـ وهناك
حرمة المصاهرة ثالثاً . 4
ـ وهناك
حرمة المتزوجات رابعاً .
أما حرمة النسب فقد بدأ
بالأصل ، ومَن الجنةُ تحت
قدميها ، الأمُّ ثم البنت ، فأنت
أصلها وهي فرعك ، ثم الأخوات
المساويات لك عند والديك ، ثم
العمات ونسبهن أقرب من نسب
الخالات ، ثم تأتي بنات الأخ
وهنَّ أقرب من بنات الأخت ، أما
الجدة فكالأم والحفيدة مثل
البنت ، ولذلك لم تذكرا .
وأما حرمة الرضاع فبدأ
بالأمهات المرضعات ولم تذكر
البنت في الرضاع ، وهي بعد الأم
من الرضاعة تجنباً للتكرار ،
وذكر الأخت من الرضاعة ولم يذكر
العمة والخالة وبنات الأخ وبنات
الأخت من الرضاعة تجنباً
للتكرار كذلك ، وقد ذكرت السنة
النبوية أنه ((يحرم
من الرضاع ما يحرم من النسب))(4)
.
وأما حرمة المصاهرة فتحرِّم
أم الزوجة حرمة أبديّة لأن
مجرّد العقد على البنت يحرِّم
الأم ، ولا تحرم البنت إلا
بالدخول على الأم ، وكذلك
تَحرُم ابنةُ الزوجة الربيبةُ
بعد الفراق ، أما أخوات الزوجة
فتحرمن حرمة مؤقتة ، وكذلك
عماتها وخالاتها وبنات إخوتها
وبنات أخواتها .
ويحرم من المصاهرة زوجة
الأب وزوجة الابن .
كذلك يحرم أن يتزوج الإنسان
امرأة متزوجة ، فلا يجوز إلا عقد
واحد ، وهؤلاء يسمين المحصنات ،
إلا ما ملكت من النساء بالسبي
فيحل وطؤهن بعد الاستبراء
لانقطاع عصمة الكافر، أما غير
ذلك من النساء فيجوز للمسلم أن
يعقد على أربع نساء إن أراد .
وهكذا نجد القرآن يشرّع
حرمة النساء الأهم فالأقلّ
أهمية ، وكلهن مهمات .
ـ ويقول الله تعالى : (( وَالسَّارِقَةُ
فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا
جَزَاءً بِمَا كَسَبَا
نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ))(5)
.
ويقول سبحانه : (( الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ
جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ
بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ
اللَّهِ ))(6)
.
فلماذا قدّم السارق على
السارقة في الآية الأولى ، وقدم
الزانية على الزاني في الآية
الثانية؟
الجواب : أن الرجل على
السرقة أجرأ ، لأنه يرى نفسه
مكلفاً بالإنفاق فَقُدِّم في
الآية الأولى.
والمرأة هي الشهوة ، ومنها
الإغراء ، فهي السبب الأول
الداعي إلى الزنى ، فقدِّمت في
الآية الثانية .
ـ وقال
الله تعالى في توزيع الزكاة : ((
إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ ))(7)
فحصر الله تعالى الصدقات في
ثمانية أصناف .
وقدَّمت الأصناف الأربعة
الأولى للتمليك ، فكل منهم
يأخذ نصيبه بيده ، وأخَّرت
الأصناف الأربعة الثانية لأن
الدفع يكون عنهم لغيرهم .
أما الأصناف الأربعة الأولى
فأولهم الفقير الذي لا شيء له ،
وثانيهم المسكين الذي له بُلغةٌ
من العيش قليلة ، أما الموظف
الذي يجبي الزكاة فله منها أجر ،
والقسم الرابع لا يعمل في
الزكاة، ولا يحتاج إليها ،
لكنَّ الحاكم يعطيه منها لأنه
شريف في قومه ، يتألف قلبه
للإسلام ، فيؤمن ويؤمن مَنْ معه
وراءه كما فعل رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ مع صفوان بن
أمية وغيره .
أما الأصناف الأربعة
الثانية فهم : العبيد تدفع
لأسيادهم فيعتقونهم ،
والغارمون الذين ثقل عليهم
الدين ،وفي تجهيز المجاهدين
والمرابطين في سبيل الله ،
وتجهيز المنقطع بدابة تحمله ،
وزاد يتبلغ فيه في سفره وعدّة
السفر .
ـ ومن الأمثلة على ذكر الأهم
فالأقل أهمية قول الله تعالى : (( وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ
مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا
تُشْرِكْ بِي شَيْئًا
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ
وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ
ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ
فَجٍّ عَمِيقٍ (27)
))(8)
.
والترتيب
كما يلي : أ ـ
أن لا تشرك بي شيئاً : واجعل
بيتي العتيق خالصاً لوجهي . ب ـ
طهَّره من الأوثان والأقذار
لمن يتعبد فيه بالصلاة . جـ ـ
ذكرَ من أركان الصلاة أهمها
: الركوع والسجود ، والركوع يكون
قبل السجود .
وحين يصبح البيت الحرام
جاهزاً للعبادة : أ ـ
يؤذن إبراهيم عليه السلام ،
ويبلّغ الله تعالى صوت نبيه إلى
أصلاب الرجال ، وأرحام النساء
فيجيبون : لبيك اللهم لبّيك . ب ـ
يأتي الرجال على أقدامهم
وراكبين على نوقهم ، ولأن
الحاجِّين على أقدامهم أكثر
قدّموا على الراكبين .
ـ ومن الأمثلة على ذلك قول
الله تعالى : (( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ
نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي
الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ
أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ
يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ
النِّسَاءِ
. . . ))(9)
.
فالزوج يرى كل ما يريده من
امرأته لأنها حلال له .
والأب : يصون عرض ابنته ، فهي
شرفه وعفّته .
والعم أبو الزوج ، يحفظ على
ابنه ما يسوءه ، ويحرص على حفظ
شرفه .
والأبناء
يعتزون بشرف أمهاتهم ، فهم من
لحمهن ودمائهن .
وأبناء الأزواج يعتبرون
زوجات آبائهم كأمهاتهم ،
ويحفظون آباءهم في زوجاتهم .
والإخوان هم الذين كانوا
يحرصون على أخواتهم قبل زواجهن
وما يزالون كذلك .
وأبناء الأخوة لا يرون في
العمات إلا صنو الأمهات وأخوات
الآباء .
وأبناء الأخوات لا يرون في
خالاتهم إلا شرف أمهاتهم .
ثم تأتي نساء المسلمات
الشريفات العفيفات اللواتي
يحفظن شرفهن ، وشرف أخواتهن
المسلمات أين كنّ وأيان كَنَّ .
أما الإماء المشركات فيجوز
لسيدتهن أن تظهر زينتها أمامهنّ
لأنهن ملك اليمين . وكذلك العبيد
فمكانتهم الدونية تمنعهم من
التطاول إلى التفكير في المرأة
الحرّة التي تملكهم وتتصرف فيهم
كما تشاء .
أما نساء غير المسلمين فلا
يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر
زينتها أمامهنّ لفسادهن ،
ولأنهن يصفن المسلمات لأزواجهن
غير مباليات بدين ، ولا حرمة ولا
شرف .
ثم يأتي الجواز للنساء أن
يظهرن أمام العنّين ، الذي لا
يشتهي النساء أو الأبله والمغفل
الذي لا يهمه إلا بطنه .
وأخيراً يجوز للمرأة أن
تظهر زينتها أمام الطفل الغريب
الذي لا يميّز ولا يعرف حاجة
الرجال إلى النساء .
كما أن على المرأة أن تمشي
بأدب ، دون أن تتلوى أو تظهر
زينتها بشكل عفوي
ـ ومن الأمثلة على ذكر الأهم
فالأقل أهمية الآية الحادية
والستون من سورة النور ، التي
تبيح الدخول إلى بيوت الأقارب
دون حرج .
ـ ومن الأمثلة على ذكر الأهم
فالأقل أهميّة قوله تعالى : (( وَإِلَى
مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا
فَقَالَ يَا قَوْمِ أ
ـ اعْبُدُوا
اللَّهَ ب ـ
وَارْجُوا الْيَوْمَ
الْآَخِرَ جـ ـ
وَلَا تَعْثَوْا فِي
الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) ))(10)
.
فإذا عرف العبد ربه عبده ،
وخاف الحساب يوم القيامة أحسَنَ
وعاف الفساد . . .
ـ ومن الأمثلة على ذلك قوله
تعالى :
(( وَمِنْ
آَيَاتِهِ أ
ـ أَنْ
يُرْسِلَ الرِّيَاحَ
مُبَشِّرَاتٍ ب ـ
وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ
رَحْمَتِهِ جـ ـ
وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ
بِأَمْرِهِ د
ـ وَلِتَبْتَغُوا
مِنْ فَضْلِهِ هـ ـ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(46) ))(11)
.
ويتضح الترتيب : أ
ـ يرسل
الرياح فتسوق السحاب مبشرة
بنزول المطر والإنبات والرزق . ب ـ
ثم ينزل الغيث الذي يحيي
البلاد والعباد . جـ ـ
وتحرك الرياح السفن فتسير
إلى المكان الذي يريده
المسافرون . د
ـ ويتاجر
التجار طالبين الرزق من الله
تعالى . هـ ـ
فيرزقهم فيشكرون الله تعالى
على فضله ومنّه وكرمه .
ـ ومن الامثلة على ذلك قوله
تعالى : (( لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ
الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ
رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا
لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ
دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا
(27) ))(12)
.
ذكر سبحانه التحليق قبل
التقصير لأنه أفضل ثواباً .
ـ ومن الأمثلة على ذلك قوله
تعالى : (( إِنْ
يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا
لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ
وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ
وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) ))(13)
.
يوضح الله تعالى خبيئة
أعدائنا فهم حين يضعفون
يتظاهرون بالودِّ والصداقة ،
وإن يظفروا بنا ويتمكنوا منا . أ
ـ يظهروا
عداوتهم لنا . ب ـ
يقتلوا ويدمروا ويسبوا
ويشتموا . جـ ـ
ويتمنّوا من كل قلوبهم أن
يؤدي بنا فعلهم هذا وبطشهم إلى
أن نرتدَّ عن ديننا .
ـ ومن الأمثلة على ذكر الأهم
فالأقل أهمية قوله تعالى :
(( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى
تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ
عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) أ
ـ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ب ـ
وَتُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ
بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ جـ ـ
يَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ د
ـ وَيُدْخِلْكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ هـ ـ وَأُخْرَى
تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ
اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)
))(14)
.
عُدْ إلى الآيات مرة أخرى
لترى الترتيب كما ذكرناه
مسلسلاً ، وتدبّر ذلك .
ـ والمثال الأخير في هذا
العرض ، قوله تعالى :
(( إِنْ
تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ
صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ أ
ـ فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ ب ـ
وَجِبْرِيلُ جـ ـ
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ د
ـ وَالْمَلَائِكَةُ
بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)
))(15)
.
تدبّر هذه الآية مرة أخرى
لترى ذلك الترتيب اللطيف. (1)
سور
آل عمران ، الآية : 14 . (2)
أخرجه
البخاري . (3)
سورة
النساء ، الآيتان : 23 ، 24 . (4)
متفق عليه
. (5)
سورة
المائدة ، الآية : 38 . (6)
سورة
النور ، الآية : 2 . (7)
سورة
التوبة ، الآية : 60 . (8)
سورة الحج
، الآيتان : 26 ، 27 . (9)
سورة
النور ، الآية : 31 . (10)
سورة
العنكبوت ، الآية : 36 . (11)
سورة الروم ،
الآية : 46 . (12)
سورة الفتح ،
الآية : 27 . (13)
سورة
الممتحنة ، الآية : 2 . (14)
سورة الصف ،
الآية : 13 . (15)
سورة التحريم
، الآية : 4 . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |