ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رؤية الإسلاميين لشكل
الدولة في مصر علي عبدالعال منذ بدأت بشائر النصر تلوح على ثورة
المصريين التي كان على رأس
أهدافها الإطاحة بنظام الرئيس
مبارك واستبداله بنظام جديد
يرسخ لدولة القانون، وحقوق
الإنسان، ويؤكد على الحريات
العامة، أخذ الحديث يدور بقوة
حول دور الإسلاميين في مستقبل
البلاد وشكل الدولة التي ينشدها
هذا المكون الهام من الطيف
المصري. لم تكن هذه التساؤلات بعيدة عن إثارة
الهواجس من وصول الإسلاميين إلى
سدة الحكم وما اصطلح على تسميته
بـ "فزاعة الإسلاميين"
التي استخدمها كثيرا النظام
السابق سواء لدى القوى الدولية
في الخارج أو تجاه بعض مكونات
المجتمع المصري في الداخل خاصة
الأقباط والقوى العلمانية
واليسارية.. وهو ما حدا
بالإسلاميين الإعلان في كثير من
مواقفهم عن شكل الدولة الذي
ينشدونه في مصر المستقبل وحقيقة
مواقفهم من الهيمنة على صناعة
القرار في البلاد. فمن جهتهم، يؤكد الإخوان المسلمون دومًا
أن الدولة التي يتطلعون إليها
إنما هي "دولة مدنية
ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية"،
جاء ذلك في العديد من بياناتهم
ومنها البيان الصحفي حول الثورة
الشعبية في 9 فبراير. وردا على
اتهامات بسعيهم إلى "إقامة
دولة دينية كالتي في إيران"،
اعتبر البيان ذلك افتراء على
الإخوان الذين كرروا كثيرا أن
الدولة التي يريدونها الشعب
فيها "مصدر السلطات وصاحب
السيادة". وأكدوا أيضا على أنهم لا يتطلعون إلى
السلطة ولا يريدون "الرئاسة،
ولا المناصب"، ولا يسعون لكسب
الأغلبية في البرلمان، بل
يتطلعون إلى "الإصلاح الشامل
في المجالات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية
والعلمية والتعليمية
والإعلامية وسائر جوانب الحياة". وحسب المصطلح اليوناني فالدولة الدينية
أو "الثيوقراطية" هي التي
تحكمها حكومة دينية، ويستمد
الحاكم فيه سلطاته مباشرة من
الإله، حيث تكون الطبقة الحاكمة
من الكهنة أو رجال الدين،
والحكومة هي الكهنوت الديني
ذاته أو على الأقل يسود رأي
الكهنوت عليها. لكن يقول
الإسلاميون إنهم لا يعرفون
مطلقا هذا الشكل الذي ساد الغرب
في القرون الوسطى المعروفة
بالمظلمة. فيقول الدكتور يوسف القرضاوي: الدولة
الدينية "الثيوقراطية"
التي عرفها الغرب في العصور
الوسطى والتي يحكمها رجال
الدين، الذين يتحكَّمون في
رِقاب الناس
وضمائرهم أيضًا
باسم "الحق الإلهي" (...)
هي مرفوضة في الإسلام، وليس في
الإسلام رجال دين بالمعنى
الكهنوتي، إنما فيه علماء دين،
يستطيع كل واحد منهم أن يقوم
بالتعلُّم والدراسة، وليس لهم
سلطان على ضمائر الناس، ودخائل
قلوبهم، وهم لا يزيدون عن غيرهم
من الناس في الحقوق، بل كثيرًا
ما يُهضَمون ويُظلَمون. ثم يعرج القرضاوي ليضع رؤيته للدولة، فهي
"دولة مَدَنِيَّة، تقوم
السلطة بها على البَيْعة
والاختيار والشورى والحاكم
فيها وكيل عن الأمة أو أجير لها،
ومن حق الأمة
مُمثَّلة في أهل الحلِّ
والعَقْد فيها
أن تُحاسبه وتُراقبه،
وتأمره وتنهاه، وتُقَوِّمه إن
أعوجَّ، وإلا عزلته، ومن حق كل
مسلم، بل كل مواطن، أن ينكر على
رئيس الدولة نفسه إذا رآه اقترف
منكرًا، أو ضيَّع معروفًا، بل
على الشعب أن يُعلن الثورة عليه
إذا رأى كفرًا بَوَاحًا عنده من
الله برهان". وهو نفس ما يؤكد عليه الكاتب د.حلمي
القاعود حيث يرى الفارق كبيرا
بين الدولة الدينية بمفهومها
الكاثوليكي، والدولة الإسلامية
كما أرساها الإسلام، إذ إن
الدولة الإسلامية هي أول دولة
مدنية في التاريخ يخضع فيها
الناس لسلطة النظام العام أو
القانون، ولا تفتش في الضمائر،
ولا تملك سلطة حرمان أو غفران
لأن "كل إنسان ألزمناه طائره
في عنقه " ( الإسراء : 13) ، "ولا
تزر وازرة وزر أخرى" (الإسراء
: 15) . كما جاء في مقاله "الثورة
بين الدولة الدينية والدولة
المدنية". وفي عمومياتها تقترب هذه الرؤية التي
يقدمها مفكرو الإخوان إلى حد
كبير من الدستور المصري، الذي
تنص المادة الثانية منه على أن
"الإسلام دين الدولة، واللغة
العربية لغتها الرسمية، ومبادئ
الشريعة الإسلامية المصدر
الرئيسي للتشريع". لكن هذه
المادة تجد ما يصفه الإسلاميون
ب "تحرش من قبل البعض" من
وقت لآخر، خاصة من قبل بعض
العلمانيين. إذ أعلن نشطاء
ينتمون إلى أقليات مختلفة في
مصر تأسيس ما سموه «الجبهة
الوطنية المصرية للدفاع عن
الأقليات والدولة المدنية»
وضمت في عضويتها أقباط وبهائيين
وشيعة ونوبيين وأمازيغ، وهي
تهدف إلى صياغة رؤيتهم حول
التعديلات الدستورية. وحددت
شخصيات قبطية مطالبها في بيان
أصدروه، في: أنه يجب أن تتبنى
التعديلات الدستورية حذف أو
تعديل أية مواد تتعارض مع
المادة الأولى الخاصة
بالمواطنة، والمادة رقم 40
الخاصة بالمساواة، والمادة رقم
46 الخاصة بحرية العقيدة. وقال
البيان شارحا هذا المطلب: «ونقصد
بذلك المادة الثانية تحديدا من
الدستور»، كما طالبوا بإصدار
قانون بإلغاء خانة الديانة من
بطاقة الرقم القومي. مدنية "الوسط" واقترابها من رؤية
الإخوان أيضا تتشابه الرؤية التي يقدمها الإخوان
المسلمون مع رؤية حزب "الوسط"
ذوو التوجه الإسلامي، الذي يرى
في مصطلح "الدولة الدينية"
تعبير "لم تألفه ثقافتنا
العربية الإسلامية طوال
تاريخها منذ ما يقرب من 14 قرنا
من الزمان"، على حد قول أبو
العلا ماضي وهو زعيم الحزب في
مقال له تحت عنوان "الدولة
الدينة والدولة المدنية.. رؤية
حزب الوسط ". ويضيف القيادي
السابق في جماعة الإخوان
المسلمين: "لأن الدولة التي
قامت منذ ذلك التاريخ وهي
الدولة الإسلامية لم تكن دولة
دينية بهذا المفهوم الوافد من
الغرب". وإذ يرفض حزب الوسط
هذا الشكل للدولة فإنه يرى أن
النموذج الأنسب في التعبير عن
الدولة غير الدينية هو "الدولة
المدنية"، فهي الدولة التي
يحكم فيها أهل الاختصاص في
الحكم والإدارة والسياسة
والاقتصاد ... الخ وليس علماء
الدين بالتعبير الإسلامي أو "رجال
الدين" بالتعبير المسيحي،
وكذلك هي الدولة القائمة على
قاطنيها الأصليين وهم غالبا
ينحدرون من عرق واحد أو عرق غالب
وإن تعددت دياناتهم ومذاهبهم.
ويرى أبو العلا ماضي أنه من
المهم تجاوز التسميات إلى
المضامين أي أن المضمون للفكرة
هي قيام الدولة على أساس مدني
وعلى دستور بشري أي كان مصدره
وعلى احترام القانون وعلى
المساواة وحرية الاعتقاد ... الخ
فهذا المضمون إذ وُجد في دولة ما
فهذا هو "المطلوب ومحل قبول"
وبالتالي نسميها الدولة
المدنية سواء كانت هذه الدولة
المدنية قديمة كما كان في عابر
الزمان أو الدولة المدنية
الحديثة المعروفة في زماننا هذا.
ويرى حزب الوسط أن الدولة الإسلامية "كان
لها شكل قديم وأصبح لها الآن شكل
حديث"، فحينما نتحدث عن
النموذج القديم للدولة
الإسلامية نقول "الدولة
الإسلامية القديمة" وحينما
نتحدث عن واقع الدولة الإسلامية
الآن نقول "الدولة الإسلامية
الحديثة" فلا يوجد في ذهن
مؤسسي الوسط شكلا مختلف عن
الشكل القائم الآن وإن كان هناك
إضافة فستكون في القيم المطلوب
تفعيلها في الدولة الإسلامية
الحديثة. وجاء في نص برنامج حزب الوسط الجديد في
المحور السياسي "الشعب مصدر
جميع السلطات التي يجب الفصل
بينها واستقلال كل منها عن
الأخرى في إطار من التوازن
العام، وهذا المبدأ يتضمن حق
الشعب في أن يشرع لنفسه وبنفسه
القوانين التي تتفق ومصالحه".
وكذلك يؤمن المؤسسون بتوزيع
السلطات بين السلطات الثلاث
التشريعية والتنفيذية
والقضائية، ويؤمون بالتعددية
الفكرية والدينية والسياسية
والثقافية، ويؤمنون بتداول
السلطة واحترام رأي الناخبين.
وهذه أهم ملامح الدولة المدنية
الحديثة كما يرونها. "الدعوة السلفية" ترفض التخيير
الحاصل بين المدنية والدينية "نريد أن نعيش والإسلام هو مصدر نظم
مجتمعنا، كما أنه مصدر عقيدتنا
وعبادتنا"، هكذا يعبر
السلفيون عن رؤيتهم للحكم،
فالسلفيون من جهتهم يرفضون هذا
التخيير بين مصطلحي "الدولة
المدنية" و"الدولة الدينية"،
لأن الأول يعني الدولة
العلمانية التي تفصل الدين عن
كافة مناحي الحياة (السياسية،
والاقتصادية، والاجتماعية،
والثقافية، والعلمية) وتضعه رهن
الإقامة الجبرية بين جدران
الكنيسة، لكن الإسلام لا يمكن
أن يرضى بهذا الوضع ف "الإسلام
دين ودولة" على حد قول علاء
بكر في مقاله "حول الدولة
المدنية" المنشور على موقع
"صوت السلف". والثاني الدولة الدينية أو "الثيوقراطية"
ارتبط بالمسيحية عندما تحالفت
الكنيسة مع الدولة الرومانية،
فأعطت أوامر الإمبراطور
وتصرفاته قدسية دينية لا يجوز
الاعتراض عليها أو مخالفتها،
فهو يستمد شرعيته من الله ويحكم
بالحق الإلهي، وهو حكاه القرآن
عن تجبر فرعون {مَا أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا أَرَى وَمَا
أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ
الرَّشَادِ} [غافر: 29] . وقد صاحب
قيام هذه الدولة وجود رجال
الدين الذين يمثلون المعرفة
المطلقة والواسطة بين الله
والناس، بل يوزعون صكوك الغفران
!. وقد وقف هؤلاء ضد العلم
وحاربوا العلماء الذين جاءوا
بمعارف تناقض قناعاتهم،
واتخذوا الدين وسيلة لأكل أموال
الناس بالباطل، وهؤلاء ذمهم
القرآن أيضا بقوله: {إِنَّ
كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ
وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ
أَمْوَالَ النَّاسِ
بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ... }[التوبة:
34]. والدولة التي يريدها السلفيون تختلف عن
هذا وذاك، يقول الشيخ عبد
المنعم الشحات: "نظام الحكم
الإسلامي يخالف كلاً مِن
النظامين الغربيين خلافًا
جذريًا؛ فالشريعة فيه حاكمة على
كل أحد، وحق التشريع فيه حق خالص
لله -عز وجل-، (إِنِ الْحُكْمُ
إِلا لِلَّهِ). والرسول - صلى
الله عليه وسلم- مبلِّغ (وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى).
والمجتهدون مستنبطون (لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ) والقضاة مثلهم مثل
القضاة في أي نظام؛ يطبقون
التشريع الذي يأتيهم مِن
المشرِّع". "والدولة الإسلامية لا تعرف العداء
للعلم والعلماء، وترفض استعلاء
جنس على جنس أو قومية على قومية،
ودعوة الإسلام دعوة عالمية، لا
تنحصر في إقليم أو حدود أرضية أو
جنس"، كما يوضح علاء بكر. وهي
"الدولة الإسلامية" تجعل
الهداية في شرع الله - تعالى-،
ويستمد قوانين الأمة منه، في ظل
ثوابت عقائدية وأخلاقية
وتعبدية لا تتغير ولا تتبدل،
ومنهج لمعاملات الأمة يجمع بين
القواعد العامة وبعض التفصيلات
تراعى صلاحية الشريعة لكل زمان
ومكان، ونظام للعقوبة رادع يضمن
للأمة الأمن والأمان، والتكافل
بين أبناء المجتمع الواحد يؤهل
المجتمع للتماسك والتواد
والتواصل. فهي دولة إسلامية "ترجع إلى الدين"،
كتاب الله وسنة نبيه صلى الله
عليه وسلم، "ليس فيها سلطان
لحاكم ولا لعالم". وقد جاء على
رأس توصيات المؤتمر السلفي الذي
عقد في الإسكندرية (الثلاثاء 8
فبراير) حول المستجدات في مصر،
التأكيد على هُويَّة مِصرَ
الإسلاميةِ؛ "كدَولةٍ
إسلاميةٍ مرجعيةُ التشريع فيها
إلى الشريعة الإسلامية"،
وهذه مسألة برأي السلفيين "تُحَتِّمُها
عقيدةُ الأُمَّة وعَقْدُها
الاجتماعيُّ، فضلاً عن
دُستورها وتاريخِها عبر خمسة
عشر قرنًا". وفي مقارنة أجراها ياسر عبد التواب "بين
الدولة اليهودية والدولة
الإسلامية" في مقال حمل نفس
الاسم، ذهب الكاتب السلفي
بناء على معطيات
إلى أن الدولة اليهودية في
إسرائيل دولة عنصرية "تقوم
على التمركز.. دولة تقوم على
التفرد، وعلى رفض الآخرين
باعتبارهم درجة ثانية، وفي نفس
الوقت لا تقبل انضمام أفراد
آخرين إليها، ولا تعطيهم نفس ما
تعطيه للأصليين منهم كما هو
الحال مع اليهود السود من
الفلاشة وغيرهم". لكن الدولة
الإسلامية دولة "منفتحة
الفكر"، ويستلزم من ذلك
الانفتاح أن تكون الدولة
الإسلامية دولة تقبل كل من يرغب
في الانضمام إليها من رعايا
الدول الأخرى، فكل من أراد
الإقامة فيها فله ذلك بغض النظر
عن دينه، "فهو يعيش فيها
بأمان، ويدخل في ذمة المسلمين،
ويحرم الاعتداء عليه أو انتقاص
حقه أو منعه من التصرف في ملكه"،
كما يمكن لغير المسلم تبوأ كثير
من المناصب التي في الدولة ما
عدا المناصب التي بها صفة دينية
أو سيادية. وينتهي عبد التواب
إلى تأكيد أن مفهوم الدولة
الإسلامية يدحض تماما فكرة "الحكم
بالحق الإلهي التي تجعل الأفراد
تروساً في آلة لا رأي لهم إلا
رأي حاكم يدعي العصمة". رؤية الجماعة الإسلامية لشكل الدولة
وموقفها من المدنية والدينية
تقترب كثيرا من الرؤية السلفية،
وإن كان يلحظ المتتبع لكتابات
قادتها في هذا الشأن بعض
التباين، لكن القيادي الشيخ
أسامة حافظ يجمل الموقف هنا
برفض المصلحين (المدنية
والدينية) بالمعنى الغربي
المتعارف عليه، معتبرا التناقض
بين ما هو مدني وما هو ديني لم
يكن موجودًا في الأدبيات
والكتابات الإسلامية عند
العلماء القدامى. "فلم يكن عندنا دولة ثيوقراطية بالمعني
الغربي الذي يضفي القداسة على
الحكم ويجعل حكمه بعضًا من حكم
الله"، على حد قوله، "ولم
يكن عندنا رجال الدين بالمعني
الكنسي الذي يضفي عليه تميزا عن
سائر البشر في لباسه وفي أعماله
وفي مكانته"، وبالتالي لم
ينشأ عندنا هذين الاصطلاحين. لكنه في الوقت
نفسه يصرح
بأنه لا مشاحة في الاصطلاح،
فالدولة المدنية إن كانت بمعني
أن الدولة لها مؤسسات يتولى
إدارتها الأكفأ من أهل العلم
بها وإن الشريعة الإسلامية هي
المرجعية التي تدار بها مؤسسات
الدولة فإن الدولة المدنية تكون
اصطلاحاً مقبولا إسلامياً. كما
جاء في مقال له تحت عنوان "الإسلام
والدولة المدنية"، ويضيف
حافظ: أما إن كانت بمعناها
الغربي الذي يفصل الدين عن
الدولة ومؤسساتها وإدارتها
ويقصر دوره على المساجد وتنظيم
العلاقة بين العبد وربه فهي
مرفوضة لأن هذا المصطلح "لا
يعبر عن مضمون مقبول" إسلاميا. =========================== مراسيم العفو السورية
وسجناء الرأي والمدافعين عن
حقوق الإنسان بدرالدين حسن قربي في كل مرةٍ يُصدِر فيها النظام السوري
مرسوم عفوٍ ما عن بعض السجناء من
مرتكبي الجنح والجنايات يكثر
الكلام اتهاماً وتشكيكاً
بالنوايا فضلاً عن النيل ممن
أُطلق سراحهم ممّن نتمنّى لهم
على الدوام أن يرجعوا إلى
مجتمعهم وقد استفادوا من
عقوبتهم وتابوا عما ارتكبوه بحق
ناسهم ومجتمعهم، وألا يغيب عن
البال أن أحكام كل السجناء
جنحاً كانت أو جرائم هي مشوبة
على الغالب بشبهات الفساد الذي
أصاب القضاء كغيره من مرافق
الحياة السورية. ولمن يتابع هذه
المراسيم يجدها معادة ومتكرّرة
مرات وإنما بتاريخ مختلف ليس
غير. ومع كل منها أيضاً يتساءل
من يتساءل بكلام كثير عن سجناء
الرأي والفكر والناشطين
المدنيين والمدافعين عن حقوق
الإنسان، لماذا لاتشملهم مثل
هذه المراسيم..!؟ ابتداءً، فإنه ينبغي الانتباه من ضمّ
سجناء الرأي والفكر وغيرهم إلى
سجناء الجنح والجريمة، لأننا
بذلك نوافق على فِرية النظام
تُجاههم، ولأنه انتقاص بطريقة
ما من قدر من تقدموا دفاعاً عن
رأي الناس وحريتهم وقهرهم،
فالأصل فيهم أنهم سجناء استبداد
واضطهاد لامبرر له البتة إلا
عند من يرون في حرية الرأي خطراً
على سلطتهم ونظامهم، فهم
يقاربونها باعتبارها بعضاً من
كبائر المحرمات والمنكرات،
ولولا بقايا خوفٍ من المجتع
الدولي لاعتبروها خيانة عظمى
للوطن، وهم بمثل هذه المقاربة
والتعامل معها يمنعون أية
معارضة أو اعتراض، وإن حصل شيء
من هذا فمعالجته عندهم ليست
عصيّة ولاسيما يوم يُغطّى بأمن
الوطن وسلامته. وعليه، فإذا كان
هناك أمل من الشفاء لمن وقعوا في
آثام الجنح والجرائم فموضوع
معالجة معارضي الفساد
والاستبداد في مفاهيم مفبركي
التهم عند من لا أُريكم إلا
ماأرى هو أمر عصيّ على الشفاء،
ولاسيما إذا كانوا من الخصوم
الألدّاء الذين لايقايضون على
قضايا الوطن وحريات مواطنيه. فمنذ أيام قليلة رفض مجلس الشعب السوري
بإجماع أعضائه اقتراحاً من
أحدهم بإيقاف إعلان العمل
بقانون الطوارئ الذي مضى على
إعلانه والعمل به قرابة نصف
قرن، حَكَمتْ فيه السوريين
القوانين والمحاكم الاستثانئية
الأمنية منها والعسكرية
والتعسفية بعيداً عن الحالة
المدنية للدولة، بحجة حالة
الحرب المستمرّة مع العدو
الصهيوني، رغم أن لاأحد أطلق
طلقة واحدة باتجاهه منذ قرابة
أربعين عاماً. وعليه فلحجة
الحرب، ولأنه لاصوت يعلو على
صوت المعركة، وباعتبار النظام
السوري لنفسه أنه الحامل الرئيس
للمشروع الوطني القومي المقاوم
والممانع للأمة من دون جدال،
ومع موافقة الإسلاميين بطريقةٍ
ما على ذلك، خصوصاً منهم
الإخوان المسلمين المصريين
والأردنيين وحماس وحزب الله،
وطيف واسع من كتاب ومفكرين
عروبيين يساريين وليبراليين
وإسلاميين أيضاً، فإن انتقاد
النظام والنيل منه ولو ببعض
كلامٍ عن نهب وفساد وقمع
وانتهاك حريات أو استبداد، هو
في النهاية من وجهة نظر النظام
ومن يرى رؤيته يُضعِف المشروع
ويوهن نفسية الأمة فيُضعّفها في
المواجهة والحرب. ومن ثم فإن كتم
أي انتقاد مهما كان، أو منع
تظاهرة أو قمع أي اعتصام مهما
كان شكله ولونه وسببه، إنما
يراد منه الحفاظ على سلامة
المشروع من الخدش أو التشكيك،
وصحة نفسية الأمة من الوهن. وبمتابعة كل التهم التي يؤخذ بها
المعارضون والناشطون المدنييون
والمدافعون عن حقوق المواطن
السوري، فإننا نجدها محصورة في
مثل هذه التهم. بمعنى آخر، فإن
النظام السوري في كل مواجهاته
الإعلامية يُصرِّح بأنه ليس
عنده سجناء رأي البتة. ولئن ووجه
بالحقائق والأسماء، أجاب
قائلاً وكله ثقة: بأن من أُشيرَ
إليهم هم مخالفوا مراسيم
ومتجاوزوا قانون، وليسوا سجناء
رأي على أية حال. وعليه، فإن سجناء الرأي والمدافعين عن
حقوق المواطن السوري الإنسانية
يوم يعتقلهم النظام ويسجنهم
فلمخالفة القانون، ويوم يرسم
بعفوٍ عن مخالفي القانون فهم
مستثنَون ضمناً لأنهم سجناء رأي
ومعارضة وخارج حسابات رسمه
ومراسيمه، ولِيضع السائلين
وأسئلتهم والمتسائلين
وتساؤلاتهم والمتابعين
والمراقبين أيضاً وكأنهم أمام
طبخة بحصٍ على طريقته، لاخير
فيها ولاتسمن ولاتغني من جوع.
ولئن نبّهتَ ونصحتَ، وقلتَ:
الحقوا أنفسكم، فاعدلوها قبل
تنحّيكم أو تنحيتكم أو رحيلكم
غير مأسوف عليكم، قالوا: نحن
لسنا تونس ولسنا مصر، ولسنا
ليبيا...، نحن لسنا صدّام ولا
مبارك ولا ابن علي...، ولكننا
ندعم القذافي ولا نريد لأحد أن
يتدخّل بالشؤون الداخلية
للشقيقة ليبيا. قالوا، ونحن معهم بما قالوا من صحيح
القول، وإنما الأصح والأشد صحة
أنّنا عرفناكم وعرفكم الناس من
أنتم بمساعدتكم ودعمكم لما
يُفعل بأحفاد المختار. =========================== ماذا يفعل الطيارون
السوريون في ليبيا ؟ عبد الرحمن الكواكبي مواطن سوري منفي عندما نشرت تقرير القناة الفرنسية
الثانية ونشرة إنتلجنس أونلاين
القريبة من أجهزة الاستخبارات
الفرنسية أنباءً عن وجود طيارين
سوريين مرتزقة يقومون بتنفيذ
أوامر الإبادة الجماعية التي
يقوم بها الطاغية القذافي ضد
شعبه الذي لم يطالب بأكثر من حقه
في الحرية والكرامة والعيش
كسائر البشر على وجه الأرض
الذين ينعمون بالأساسيات فقط
مما كفلته الشرعة الدولية لحقوق
الإنسان بادرنا جميعاً نحن
السوريون إلى تكذيب ذلك الخبر
واعتبرناه خبراً ملفقاً من
أجهزة الاستخبارات الفرنسية
على الرغم من عدم وجود أي أسباب
مباشرة أو مستبطنة لأي خلافات
استخباراتية أو حتى سياسية بين
فرنسا ساركوزي والقيادة
السورية راهناً ولمعرفتنا شبه
المتيقنة بأن الجيش السوري هو
جيش وطني وليس تجمعاً من
الميليشيات شبه العسكرية التي
تستطيع تأجير المرتزقة لمن يدفع
لها . ولكن الحيرة والذهول أصابا من مقتلاً
حينما أكدت قناة الجزيرة تلك
الأنباء التي رأيناها ملفقة
سابقاً و استقر ذلك الذهول
المهول حينما شيعت مدينة
السلمية السورية جثمان العقيد
الطيار أحمد الغريب في يوم
الثامن من آذار للعام 2011 دون أن
تصرح قيادة القوى الجوية
السورية عن كيفية سقوط طيارته
ومكان حدوث ذلك الذي إلى تشظي
جثته و مقتله والذي لا أستطيع
وصفه بالاستشهاد إن كان قد قتل
وهو في صفوف كتائب القذافي
الأمنية التي تذبح شعبنا
المجاهد في ليبيا الجريحة . ولأننا تعلمنا في جميع مراحل دراستنا من
الابتدائية و حتى الجامعة بأن
هناك ما يدعى ثقافة قومية
اشتراكية في سورية تعتقد بأن
الوحدة والحرية والاشتراكية هي
النواظم المنهجية للخيار
الأخلاقي الصائب قبل أن يوسم
بأي صبغة أو لون سياسي فإني أدعو
القيادة السورية إلى أن تكذب
تلك الحقائق بالأفعال الحقة
وليس الكلام الخافت الذي بدى
للجميع وكأنه كلام النعامة وهي
تدفن رأسها وعقلها في التراب ،
وأن تقوم بما تمليه عليها
العقيدة التي يفترض اعتقادها
بها والتي تنظر إلى نفسها بأنها
الطليعة الثورية العربية التي
تناضل لتأصيل الوحدة والحرية
والاشتراكية في الوطن العربي
وذلك من خلال إرسال الطيارين
السوريين إلى مطار بنغازي
المحررة للانضمام إلى الثوار
الليبيين هناك وتأمين الغطاء
الجوي الملائم لتقدمهم في زحفهم
المظفر لتحرير ليبيا الجريحة من
طاغيتها وحماية الصدور العارية
لأولئك المجاهدين الأباة الذين
أذهلوا الصحافة الغربية قبل
العربية بمعنوياتهم العالية
وإرادتهم الصابرة والمصابرة
لتحرير كل التراب الليبي من دنس
الطغيان والاستبداد . وقد يرد قائل باستهزاء و استخفاف على طرحي
البديهي آنفاً والمنطلق من
أوليات الفكر القومي التي تم
توطينها في عقول المواطنين
السوريين البسطاء خلال العقود
الخمسة الماضية ، بأن السياسة
ليست بهذه البساطة وأن إرسال
الطائرات السورية إلى ليبيا سوف
يترك وطننا السوري الصغير
مكشوفاً أمام العدو الصهيوني
الغادر إلى ما إلى ذلك من
التبريرات الفذة التي قد يجود
بها أشباه الرجال في أوقات
امتحان الرجال الخلص الصادقين ،
وهي التي لن يتقبلها العقل
الجمعي في سورية لأن مساندة
الثوار الليبيين واجب قومي لكل
من يتفهم عقيدة حزب البعث
العربي الاشتراكي وهم ، أي
الثوار الليبيون ، في الحد
الأدنى يجب اعتبارهم في حكم
مجاهدي حزب الله اللبناني الذي
لم تقصر سورية قيادةً وشعباً في
دعمه الكامل خلال عقود والذي
سوف يشكل سنداً ملائماً للدفاع
عن سورية الأبية في وجه أي عدوان
صهيوني غادر عليها حينما يكون
طياروها العقائديون يساندون
الثوار في ليبيا إلى حين أن
يتحول كل مواطن سوري إلى مقاتل
ومدافع عن أرضه تماماً كما هم كل
مقاتلي حزب الله اللبناني خلال
سويعات قليلة إذا ما حانت ساعة
المواجهة مع العدو الصهيوني
التي طال انتظارها لما يقارب
العقود الأربعة و لكنها لما تأت
بعد ! ولأن حكماء
العرب علمونا بأن البعرة تدل
على البعير وأثر الأقدام على
المسير ولأننا حريصون على أن لا
نشعر بالخزي والعار المستديم
وأن كل ما زرقت به عقولنا من فكر
عقائدي خلال خمسة عقود كان
عبارة عن شعارات فقط ليس هناك من
يعتقد حقاً بها من حامليها ،
ولكي لا تخامرنا ظنون الشيطان
عن العقيد السوري القتيل أحمد
الغريب فلا بد أن تكون الطائرات
السورية المقاتلة في صفوف
الثوار المجاهدين الليبيين لكي
تسجل لها ذاكرة كل المواطنين
السوريين ذلك لأن ذاكرة وضمير
الشعوب ومهما ظن البعض بأنها
سوف تنسى فقد علمنا طوفان الغضب
العربي عكس ذلك وأن من جرب
المجرب عقله مخرب فقط. =========================== ما الذي يفعله السفاح
ومرتزقته واذنابه ؟! د. محمد احمد جميعان هناك من يروج للسفاح الذي يمارس التقتيل
في شعبه ملمعا له عبر كتابات
وبيانات بائسة مقبوضة الثمن بلا
شك لا يمكن هضمها الا في اطار
استرزاق من طاغية في حشرجاته
الاخيرة . فهم ادوات الطاغية واذنابه اضطر النظام
البائد حرقهم لتلميع سفاحه عبر
مبررات واهية مضحكة ترتبط
بالعروبة التي تخلى عنها السفاح
نفسه وتارة بمغالطات تافهة تكشف
حقيقة مقدميها اكثر من خدمة
السفاح نفسه . وهم يتغافلون عمدا عن خطاباته الاخيره
وهو يقول : " ارقصوا ، غنوا .. والشعب الذي لا يحبني
لا يستحق الحياة …. ؟!" هكذا يهدد السفاح ويهدد لفتح مخازن
السلاح ليجعلها نار حمراء ..؟! بالوهم والرعب امضينا حين من الدهر نرسم
اسطورة وهيبة واجلالا لنظام لم
يكن اكثر من اسد من الخيال الذي
اخافنا واختزن في ذاكرتنا ، ساق
علينا الشرف والامانة والعروبة
والوطنية ، واذ بها تجمع من قوت
الشعب وحقوقه ، ليبقى الشعب على
فاقته وجوعه ، مليارات تنهب من
الوطن وخيراته ، رصدت في حسابات
الزعيم الملهم الاوحد واسرته
المبجله في الوقت الذي يتباكى
على الامة. دماء تسفك ، ولا رمش يرف للطغاة واعوانهم
، بل يمعنون بالغي والفجور وكأن
ما يجري فلم سينمائي لغايات
اللهو والتسلية . أي اسفاف هذا الذي لم نكن لندركه لولا
عزيمة الثوار في ليبيا .. ان الانظمة
الفردية التي امسكت السلطة على
مدى عشرات السنين تمكنت من
القبض على مفاصل الدولة واصبح
اقتلاعها يحتاج الى وقت وتضحيات
حتى يسقط الدكتاتور او يهرب،
فلا تجزعوا ايها الشرفاء ولا
تبتئسوا ايها الثوار .. فهم لا يملكون الا خلط الاوراق ليحتفظوا
بمكتسباتهم فلا باس ليعزفوا كل
الحانهم، ويمارسوا كل افلامهم ،
وليمارس الاذناب والمرتزقة
صنعتهم ، فلم يعد هناك من
يشاهدهم او من يطرب لهم، ان
موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب
.. =========================== معركة الأمة الدائرة "بالنيابة"
اليوم في ليبيا نوال السباعي - مدريد من البحرين إلى الرباط ، مرورا بالرياض
والكويت والدوحة وعمان وصنعاء
ودمشق وبيروت والخرطوم
والجزائر ونواكشوط وأسمرة ،
تتسمر العيون على مايجري في مدن
ليبيا ، وشوارعها ، وساحاتها،
ومستشفياتها ، وعلى حدودها
الغربية مع تونس ، يحبس الجميع
أنفاسهم بانتظار الفصل في هذه
المعركة غير المتكافئة ، وهذه
الحرب غير الشريفة التي يشنها
نظام "جماهيري" ، "شعبي"
، "اشتراكي" ، على شعب تجرأ
بعد أربعين عاما أن يرفع درجة
اعتراضه وثورته إلى العصيان
المدني ، بعد أن أعيته الحيل مع
هذا النظام الموميائي الذي بلغت
أكاذيبه أقاصي الأرض وطبقت
دعاواه وخيانته وحماقاته
الآفاق ، يحكم ويتحكم بشعب ضعيف
مختطف عن طريق أذرعته
الاخطبوطية الثمانية ، الذين
لايستحون من الخروج على العالم
للتحدث باسم جماهيرية أبيهم
العظمى ، وكأن انتسابهم إليه
يمنحهم الشرعية المطلقة في حكم
البلاد ونهب العباد، وفي أي
دولة ؟ دولة الشعبيات ، وحكم
الشعب..الذي لاوجود له إلا في
مهرجانات التطبيل والتزمير
للحاكم الفرد ، والرقص والغناء
"الأهبلين" – من اعلُ
هُبل، وليس من الهَبَل
بالاستعمال الشعبي للكلمة - في
حفلات النفاق الجنوني المطبق ،
في حضرة الذبح المسلط على
الأعناق ، وشراء الذمم رخيصة في
سوق نخاسة الهوان الإنساني ،
التي يبيع فيها الإنسان نفسه
ووطنه وشعبه وإيمانه وحريته
وكرامته بحفنة من ماله المنهوب
!!. مايجري في ليبيا ليس حربا يشنها نظام
متسرطن على شعب أعزل ، خدعته
وسائل الإعلام ، وخدع نفسه
ببضعة أسلحة اقتنصها من هنا
وهناك ، لكنها حرب عالمية يشنها
العالم بالنيابة ضد ثورة
المنطقة العربية على الأنظمة
التي تحكمها ، المستعمر يتواطؤ
مع "القذافي " وأبنائه
للقضاء على هذه الثورة في مهدها
، وتأديب شعوب المنطقة ، ممن تظن
في نفسها القدرة على اتباع
خطوات الشعبين في تونس ومصر ، بل
تظن أنه آن الاوان ودقت ساعة
الخلاص من الأوضاع المزرية التي
يعيشها الوطن والإنسان في
المنطقة العربية ، المستعمرة من
أقصاها إلى أقصاها، تستوي في
ذلك تلك الأقطار التي عاد
المستعمر إليها بخيله ورجله ،
أو تلك التي خلف فيها عملائه
يحكمون البلاد بالنيابة عنه ،
يحققون له كل مآربه ، ويحفظون
مصالحه، على الرغم من كل
مايمثله ذلك من تعارض وتضارب مع
مصالح الشعب والأمة. "النظام العالمي" و "المجتمع
الدولي" ، ومعه أنظمة عربية
مماثلة من حيث الشكل والمضمون
للنظام الليبي ، منحوا القذافي
الوقت الكافي ، والأسلحة
اللازمة – وبعضها صنع في
إسرائيل- ، ليقتل شعبه ، ويكفيهم
شر هذه الثورة الإنسانية العظمى
، المرشحة لتكون من أعظم ثورات
الأرض .يتواطؤ الغرب بأجنحته
الحاكمة ، وانتماآته السياسية ،
ومؤسساته الديمقراطية ،
وتطبيله وتزميره بحقوق الإنسان
، مع العقيد الذي لا يتورع عن
إجراء عمليات تجميل لم تغنه عن
قباحة الصورة ، صورة الاستبداد
المطلق ، الذي يمتهن الفساد بكل
أبعاده الأفقية والشاقولية ،
ولايعترف بالشعب ، لأن الشعب
لاوجود له في جغرافيته النفسية
والفكرية ،"من أنتم" ؟!
سؤال صادق ، يطلقه رجل ، حكم
ليبيا 42 عاما ، دون أن يكون
لهؤلاء "الجرذان" و"
المهلوسين" ، أي وجود في ساحة
وعيه التي لم تكن قاصرة ، ولكنها
وفي الغالبية العظمى من الحالات
كانت غير صائبة. ولم لايقصف "العقيد"
شعبه بالطائرات ؟ ومايفعله ليس
بدعاً عما جرى ويجري في المنطقة
العربية منذ خمسين عاماً ، لم
يكن العقيد أول من ضرب شعبه
بالطائرات – ولن يكون قطعاً
الأخير!!-، هذه مزحة !!، فلم يبلغ
عدد قتلى ليبيا حتى الساعة ربع
أعداد القتلى الذين لقوا
مصارعهم على أيدي أنظمة اخرى
ممانعة ومقاومة ، أو غير ممانعة
ولامقاومة !، وخلال ساعتين فقط
من دكّها معاقل المدن أو
القبائل الثائرة بالطائرات ! ،
يومها .. لم تكن في الساحة قنوات
إخبارية عربية تنقل الحدث
،ولاإنترنيت وهواتف محمولة
تستطيع كشف المستور، كانت هناك
وفقط إذاعة لندن الناطقة
بالعربية، وعلى الرغم من أن
جميع وسائل الإعلام العالمية
كانت قد نشرت تلك الأخبار
الفظيعة ، فإن الرأي العام
العربي لم يستطع الإلمام بها ،
وقد استطاعت تلك الأنظمة خديعة
الرأي العام بلافتات المقاومة
والتصدي والقضية ، أو لافتات
الوصاية على الإسلام ، وحمايته
من المسلمين!. في أكثر من قطر عربي ، تعاملت الأنظمة مع
شعوبها الثائرة بتلك الطريقة ،
التي لاتليق إلا بالعدو ، والتي
شهدناها قبل عامين في غزة على
أيدي الصهاينة القتلة ، وماكانت
لتحدث في غزة ولا في لبنان لولا
أنها كانت قد حدثت وتحدث في أكثر
من واحد من أقطار المنطقة!.. حلف
غير مقدس بين الاستعمار الغربي
والاستيطان الاسرائيلي
والأنظمة الحاكمة ، يطبق الخناق
على الأمة ، ويستميت من أجل
بقائها في قمقم العجز والهوان.
بلاد العرب أوطاني .. من الشام
لبغدان ، وهي اليوم كلها من
البحرين إلى أسمرة ، تنتظر ،
تدعو، تفور،تصلي ، وتغلي ،
وتحتمل أكاذيب النظام الليبي
الذي يختلف عن غيره من الأنظمة
المجرمة بشيء واحد ، الوقاحة !،
فلئن كانت بعض أركان النظام
العربي القائم اليوم تستمد
مشروعيتها من إخلاصها في خدمة
مصالح المستعمر ، الذي مازال
يُحكم قبضته على أعناقنا من
خلال هذه الأنظمة ، فإن القذافي
وبكل وقاحة وصدق يقارن قمعه
لشعبه بسحق اسرائيل للشعب
الفلسطيني ، ويعلن ..وقد أصبح في
مصيدة الدم والجراح والآلام
الإنسانية التي لاتكاد تطاق،
يعلن تفانيه في خدمة أسياده من
خلال رسائله التي يذكرهم فيها
بخدماته ، ويريد منهم الاعتراف
بمشروعية اللامشروعية ، وبضمان
توريثه الأرض والشعب
والمليارات والامتيازات
والاستثمارات لأولاده من بعده
،فلا صلاح ولاحياة للشعب الليبي
إلا به وحده!، ولاإصلاح إلا على
يد ابنه مجرم الحرب ، الذي يقتل
ويذبح الشعب ليأتيهم هو
بالديمقراطية وحقوق الإنسان
المفصلة على قياس رأسه
الموسولوني الفاشستي الصغير !،
هكذا !، بكل أبعاد الفاجعة
التاريخية التي تريد أن ترغمنا
على العودة إلى قرون أوربا
الوسطى في مطلع القرن الواحد
والعشرين. هذه المعركة التي تجري اليوم في ليبيا ،
معركة الأمة بالنيابة ، معركة
الحق والباطل، معركة الأنظمة مع
الشعوب ، معركة الحقيقة مع
البهتان ، معركة الواقع البئيس
مع المستقبل الذي يجب ان يكون
مشرقا ، إنها معركة مصر وتونس
بالنيابة مع الذين تجرأت مصر
وتونس على الوقوف في وجوههم ،
معركة اليأس مع الأمل ، معركة
الاستعمار الأخيرة التي يقودها
بالنيابة عنه قذاف الدم والكذب
والخسة ، وأبناؤه المتربعون على
مقالب العمالة والعار ، معركة
أوربة العجوز المهترئة مع آخر
جيوبها التي تمتص دماءها بأنياب
زرعتها في أحشائنا يوم انسحبت
عسكريا من أرضنا ، وتركت هؤلاء
القوم يقومون نيابة عنها
بالاعمال القذرة ، لتغسل يديها
ب "البارفام" الذي لم يغنها
في شيء عن روائح الدم العالقة
بهما. لن تنفع الأنظمة المتسرطنة في المنطقة
العربية جهودهم المستميتة
لإخفاء الحقيقة شيئا ، قتلى
الغارات الجوية ضد ثورات الشعوب
، أولئك الذين ذبحتهم هذه
الأنظمة في سجونها تحت جنح
الظلام ، ثم جاءت بالجرافات
لإخفاء جرائمها ، إن الشهداء
لايموتون ، لأن من أعراف قبائل
مصاصي إنني أراهم ، آتون إليكم
جماعات وأفرادا ، قائمون من
قبورهم السرية ، يلملون عظامهم
التي حاولتم إخفاءها وتفتيتها ،
قادمون إليكم في صمت وصبر
وتصميم على الوصول إلى أعينكم
الوقحة ، لينشبوا فيها اظافرهم
، وليسألونكم بأي ذنب قتلوا ؟،
ذنب الحرية ، الذي لن يغفره لنا
الاستعمار، ولاأذياله ، ذنب
القيامة ، ذنب البعث العظيم ،
لأمة لم ولن تعود إلى المقبرة ،
لقد أذّن الفجر في ساحة التحرير
، وهرب الطاغية في تونس ، وهاهي
ابواب الحرية الحمراء تدق بكل
إصرار وعنف في ليبيا ، ليبيا
الشعب ، ليبيا الشباب ، ليبيا
الأمة ، ليبيا الحرية ، ليبيا
الصامدة الثائرة ، ليبيا الغد
والإنسان ، ليبيا التي عادت
للامة ، بعد طول نأي واختطاف ،
وبقي ان تعود الامة إلى ليبيا ،
تمد لها يد العون، تواسي جراحها
، تضمد آلامها ، تمسح دموع
رجالها ، وتحمل أطفالها ، يغنون
للفجر الذي يشق طريقه عبر مشاهد
الدمار والخراب والآلام ، يشق
طريق مصرا على اختراق الحجب. ليبيا التي يقتل شبابها ، وأطفالها ، من
أجلي وأجلك، من أجل اطفالنا
ومستقبلهم ، أن يستطيعوا العيش
في حرية وكرامة ، ليبيا التي
تدمر شوارعها وبيوتها من أجل أن
تحيا المنامة وجدة وأبوظبي
والعيون ومراكش بسلام ، ومن أجل
أن تسكن دمشق والقاهرة ومقديشو
وعصب والنعمة الأمن والحرية ،
ومن أجل أن يجد الناس أوطانا
كريمة لايهان فيها الإنسان ،
ليبيا تستشهد اليوم من أجلكم
أيها الناطقون بلغة القرآن ، من
أجلك أيها الغد ، فماذا نحن
فاعلون لليبيا؟.! =========================== عملية مغتصبة "ايتامار"
واللطمات المركبة سوسن البرغوتي ليشهد العالم أن الفلسطينيين الأبطال، لن
تعوزهم وسيلة وطريقة، لإصابة
الهدف المنشود، ضد هذه
المغتصبات، التي كال سكانها
للقرى المحيطة بهم التعذيب
والبطش وحرق أشجار الزيتون،
ومصادرة المزيد من أرضنا
الفلسطينية، ومارست أبشع أنواع
العصابات جرائم في حرق النسل
والحرث، غير آبهين بالأطفال
والشيبة والشباب. لطمات صاعقة وجهتها العملية البطولية في
جبل النار، وأولها، لدعاة
التعايش مع اليهود على أرض
فلسطين المقدسة الأبية، فمن
المستحيل أن يعم الاستقرار
والأمن، والحرية والاستقلال،
بوجود هؤلاء المجندين
والمدججين بالسلاح والمدعومين
من نظامهم السارق الناهب، من
صغيرهم إلى كبيرهم. اللطمة الثانية، لعباس وسلطته، بأن
المقاومة بالضفة حاضرة بقوة،
رغم ملاحقة المجاهدين،
واعتقالهم واغتيالهم، وتبادل
الأدوار مع الصهاينة
المستعمرين. اللطمة الثالثة، لأصحاب الطريق الثالث،
وجمهورهم، الذين يتلحفون
بشعارات وطنية حقة، أريد بها
باطل، بإخراج الحركات
المقاومة، من معادلة "المقاومة
السلمية"، ولعمري، إن
العملية من هذا النوع في العمق
الصهيوني، ستقلب الطاولة على
المفاوضات الميتة، وكل دعاة
السلام والحلول التسووية،
وكلمة المقاومة هي العليا. الانتفاضة الثالثة، بدأت منذ وقت، لم
يلحظه كثيرون عمت بصيرتهم، عن
ربط الأمور ورسائل فلسطينية عن
الانتفاضة الثانية، وما
استخدمه المقاومون الأبطال من
وسائل كالحرائق والسلاح
الأبيض، الاشتباكات المباشرة،
والزجاجات الحارقة وحرق إطارات
السيارات، واختطاف جندي صهيوني
في أشهر سابقة، وما زال مصيره
مجهولاً، وكذلك اختفت آثار جندي
الأسبوع الفائت حسبما صرح جيش
العدو.. كما أن العمليات
الاستشهادية كانت من لزوم حقبة
طورتها المقاومة، إلى إطلاق
الصواريخ، وكذلك عملية بطولية،
لم يتبناها أحد، وهي قلب باص
الجنود الصهاينة في حيفا
الكرمل، مما أشعل النيران
بعدها، والعالم كله اهتم بنتيجة
انقلاب الباص، وليس بالحادثة.. لن تعجز الأيادي الطاهرة، والمبرأة من
شياطين الصهاينة ومن لف في
فلكهم، من ابتداع الوسائل
لإرباك العدو، وتفويت الفرصة
لتبرير استمرار نهج التفريط..
لقد أسقطت العملية البطولية
ومثيلاتها، المبادرة العربية،
والتي لا تستحق حتى الالتفات
لها، وسيسقط أبطالنا في القطاع
الصامد والضفة النابضة كل
المكائد والخطط الرافضة "
للعنف" المشروع، وسيخرجون
للعدو من تحت الأرض ومن وراء
الحدود، وأبعد أبعد من أي مكان
يخيل للموساد وقوات الاحتلال
وجيشه الخائب المنهزم، بأن
المقاومة لن تستطيع الوصول إليه. المقاومة توحدنا وتقوي شوكتنا وعزيمتنا..
وتسقط ادعاءات الجبناء بأن
السلام يمكن أن يتحقق، وأن
تقسيم فلسطين والقرارات
الدولية تمنح الفلسطينيين حق
التعايش على أرض فلسطين إلى
جانب الغزاة الصهاينة الهمجيين!. ارفعك لثامك يا غضب، ولتكن ناراً على
الغزاة وبرداً وسلاماً على
أحبابنا، يا أغلى الناس وأعزهم.
هو الغالي الذي يرخص، عندما
تشتد المحن، للأغلى يا أم، كنت
وما زلت أيقونة الفداء والعطاء. أطلقوا البالونات في سماء فلسطين، معلنة
أننا كلنا مقاومة، ولتكن تحية
إلى المجاهدين في جبل النار
وبكل مكان، والنصر آتٍ، مهما
غلت وعزت التضحيات، فمن دماء
شهدائنا، منذ أكثر من قرن،
سنبقى هنا وأينما كنا، أرواحنا
تحج لك يا مسرى النبي، ويا أرض
تلفظهم كما لفظت من قبلهم غزاة
من مشارق الأرض ومغاربها، ويا
شعب عصي على الانكسار والخنوع،
فالحرية تُخضب بدماء الأحرار،
والوطن لا يسترده الضعفاء.. اللهم انصر مجاهدينا، وسدد خطاهم، وأيدهم
بجنود من عندك، يا عزيز يا جبار.
السلام عليكم أبطالنا، أينما
وُجدتم، وحين قضيتم شهداء، وحين
تُبعثون أحياء عند ربكم تُرزقون. =========================== دور النظام السابق في
إحداث الفتنة الطائفية في مصر الدكتور عادل عامر إن إثارة الفتنة الطائفية فى نفس الوقت
الذى تتسلم فيه وزارة يرضى عنها
الشعب و تحريض طلبة الجامعات
على المطالبة بإقالة رؤساء
الجامعات فى مطلب لم يحدث من قبل
فى التاريخ و إشاعة خبر كاذب
بتهديد ضباط الشرطة باﻹضراب
عن العمل (و هم حاليا لا يعملون
أصلا) و غيرها من اﻹضرابات
المشكوك فى من يغذيها و يؤلبها و
الثورة و شبابها منها براء
والذين سقطوا بسقوط الرئيس
المخلوع حسنى مبارك يبذلون الآن
محاولات يائسة لأجل الالتفاف
على الثورة وإجهاضها بداية من
بعض كبار جنرالات الأمن
والفاسدين من رجال الإعمال
وقيادات الحزب الوطني واتحاد
العمال وأعضاء مجلسي الشعب
والشورى وقد لفت نظري أنهم هم
المحرضون على الإضرابات
الفئوية الضيقة لأجل عدم عودة
الاستقرار و عودة الأوضاع إلى
طبيعتها ... في الوقت الذي يحتفل
فيه المصريون بانتصار ثورتهم
البيضاء التي استطاعت أن تقضي
على العديد من المشاكل المزمنة
التي يعاني منها المجتمع عشرات
السنين، وعلى رأسها الطائفية
والعنف والغضب، وبعد الوحدة
والتآخي الذي شهده ميدان
التحرير، قام بعض رموز النظام
السابق وضباط أمن الدولة بإشعال
نيران الفتنة مرةً أخرى، والعمل
على تغذيتها من أجل معاودة
الاشتعال بشكل لا يمكن السيطرة
عليه، والقضاء على الثورة بشكل
نهائي. وعلى الرغم من أننا طوال
ثمانية عشر يومًا من عمر
الثورة، وفي ظلِّ الغياب الأمني
الكامل، واختفاء الشرطة
كليًّا، إلا أننا لم نسمع عن
اعتداء واحد على كنيسة أو حتى
معبد يهودي، فها نحن الآن وبعد
أن بدأت الشرطة تعود لمهامها
وهي فاقدة للثقة في نفسها- نسمع
عن القسيس الذي قُتل، والدير
الذي تعرَّض للقصف. فالمصريون
استيقظوا يوم الجمعة الماضي على
خبر كان كالكابوس بالنسبة لهم،
ألا وهو مقتل مسلمين اثنين
وإصابة ثالث وإشعال النار في
كنيسة وهدمها؛ وذلك بقرية صول
مركز أطفيح محافظة حلوان، وعند
تشييع الجنازة قام البعض بإحراق
الكنيسة. وفي اليوم التالي
تظاهر بضعة آلاف من المسيحيين
أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون،
مطالبين بإعادة بناء الكنيسة،
ورد عليهم المجلس العسكري
بإعادة بناء الكنيسة في موقعها
الأصلي على حساب القوات
المسلحة، ولكنهم زادوا بمطالب
أخرى منها الإفراج عن قسٍّ حُكم
عليه بالسجن في قضية جنائية،
وبالفعل تمَّ تنفيذ هذا المطلب
أيضًا، إلا أنهم قرروا
الاستمرار في اعتصامهم أمام
مبنى الإذاعة والتليفزيون. في
المقابل تظاهر المئات من
السلفيين أمام مجلس الوزراء،
مطالبين بإعادة المسلمات
المحتجزات في الكنائس
والأديرة، في إشارةٍ إلى بعض
المسيحيات اللائي أعلن
اعتناقهن للإسلام ثم اختفين في
الأديرة. وتصاعدت سخونة الأحداث
عندما قطع المسيحيون كوبري
السادس من أكتوبر الحيوي الذي
يمر بوسط القاهرة رابطًا شمالها
بغربها، وأطلقوا أعيرةً ناريةً
في الهواء لإجبار السيارات على
عدم المرور، فيما قطع مسيحيون
آخرون طريق "الأوتوستراد"،
ووقعت مصادمات مع مسلمين، نتج
عنها مقتل شاب مسيحي، وجُرح ما
يزيد على 10 آخرين، وما زالت
المصادمات مستمرة. والسؤال هنا
من المستفيد من إثارة الفتنة
الطائفية والقضاء على الوحدة
التي شهدتها ثورة 25 يناير؟ وهل
هناك أيادٍ خفية تابعة لفلول
النظام السابق هي مَن تُحرِّك
هذه الفتنة؟ وكيف يمكن أن نقضي
على بذور الفتنة الطائفية في
مصر؟ أن التخلص من ميراث الحقد
والفتنة الثقيل الذي زرعه نظام
مبارك طوال ثلاثين سنة في
المجتمع أمرًا ليس بسيطًا؛ لأنه
منذ عام 1971م في حادث الزاوية
الحمراء وقعت 160 حالة توتر طائفي
عنيف مرت على المجتمع مرور
الكرام. أن تغير ثقافة الفتنة
يحتاج إلى دولة حديثة، ودستور
قائم على فكرة المواطنة، ويشترك
فيه الجميع دون تسلط أو تحجر،
بالإضافة إلى إعادة صياغة مناهج
تعليمية جديدة، فضلاً عن إعادة
صياغة دور الكنيسة في تربية
النشء. أن المجتمع يحتاج إلى
دولة مواطنين تكون علاقة
أفرادها بعيدة عن علاقة الإنسان
بينه وبين ربه، حتى لو كان عند
البعض مرجعية دينية ولها أسس،
بالإضافة إلى الحاجة إلى وطن له
مشروع وله حلم، وأن نتعلم مما
سبق أن افتقاد الحلم والرؤية
يصل بالمجتمع إلى أفق مسدود. أن
التصدي لأي عارضٍ ليس صعبًا
ولكنه أحيانًا يكون مزعجًا
ويصبح مزمنًا ولهذا لا يمكن أن
يحل إلا إذا درست أسبابه بعمق
وتركيز شديد، مطالبًا بضرورة أن
نثبت أحقيتنا بالحرية والعدالة
عن طريق محاربة الفتنة، وتفويت
الفرصة على أعدائنا، للخروج من
المحنة أكثر قوةً، وأكثر ثقةً
في أحدنا الآخر، ورغبة في مدِّ
جسور التواصل معه. أن ما يحدث
الآن من إثارة للفتن الطائفية
والاعتداء على دور العبادة كما
حدث في أطفيح، أمر يخالف تعاليم
الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا
إلى احترام دور العبادة لغير
المسلمين، مثلما فعل النبي صلى
الله عليه وسلم، وأعطى العهود
للنصارى بألا تهدم كنائسهم،
وألا يمنعون من الصلاة فيها. أن
هذه الأعمال المرفوضة ليست من
صنع مسلمين فاهمين جيدًا للدين
الإسلامي، وإنما هي قد تكون من
بعض الأشخاص الذين يسعون إلى
انتشار المشاكل في المجتمع
المصري؛ بهدف إحداث الوقيعة بين
المسلمين وغير المسلمين، أن
الروح التي وُجدت طوال أيام
الثورة وسَعِي المسلمين لحماية
دور العبادة بعد غياب الشرطة
تثبت أن الفرقة التي زرعها
النظام السابق ومحاربته
الاستقرار المجتمعي من أجل بقاء
عرشه، أمر مرفوض مجتمعيًّا، وأن
المسلمين والمسحيين كيان واحد.
أنه في ظلِّ هذه المرحلة
الجديدة والتي تحتاج لجهود كل
مصري علينا أن نرتقي لهذه
المرحلة، وأن نكون على قدر
المسئولية، ولهذا لا بد من
القيام بعمل حملات منظمة من
جانب المؤسسة الدينية لتأكيد
الأخوة والترابط بين المسلمين
والمسيحيين، فضلاً عن التأكيد
من جانب الخطاب الديني على حرمة
دور العبادة، وأن الوطن من
الممكن أن يتعرض لأخطار جسيمة
من مثل هذه الأمور؛ لأن هذه
المسألة مسألة دينية واجتماعية
في نفس الوقت، بالإضافة إلى
العمل على وأد الفتنة؛ لأن
وأدها مطلوب شرعًا. ونطالب
المجتمع المصري ككل بأن يتحلى
بقيم التسامح والبعد عن تصيد أي
خطأ من أي طرف للتعليق عليه،
وبروزه واستخدامه في تأجيج
النار، وألا نحاسب أمة بسبب
فرد، حتى نُكمل النصر ونقضي على
المزايدين، ونلتفت لبناء
حضارتنا وتأسيس مشروعاتنا
القومية، من أجل حياة أفضل
لأبنائنا ولمن نحب. وضرورة أن
يتحدى المصريون هذه الأزمة لكي
يثبتوا للعالم أنهم قادرون على
التعايش السلمي بينهم، وأن ما
حدث من تخريب كانت فترة
استثنائية، بالإضافة إلى البعد
عن سماع الأصوات الخارجية، وألا
نعطيهم الفرصة لكي ينفذوا ما
يطمحوا إليه. أنه لا بد من وضع
خطتين للقضاء والتخلص من الفتنة
الطائفية في المجتمع، وهما خطة
قصيرة الأمد عاجلة جدًّا متمثلة
في قيام رجال الدين بالنزول إلى
المناطق التي تشتعل فيها الفتن،
ويقومون بتوعية مواطنيها؛
خاصةً من لهم قبول، بالإضافة
إلى مساعدة الجيش في بناء
الكنيسة مرةً أخرى، وخطة أخرى
طويلة الأجل متمثلة في إيجاد
خطاب ديني متوازن بين الطرفين
يحقق الأخوة والرحمة والتسامح
بين الطرفين. ويبين أن الثورة
المصرية التي قام بها خيرة شباب
مصر، مع الأسف صدَّرت إلينا بعض
الأخلاقيات السيئة، والتي ظهرت
عند قلة من المصريين، أن هؤلاء
هم الذين يقومون بالبلطجة
والاعتداء وإثارة الفوضى في
المجتمع، ومن مظاهر هذه الفوضى
الفتنة الحالية، في حين أن
الثورة أظهرت مدى العلاقة
الطيبة والانسجام والوئام بين
المسلمين والمسحيين. إنه ليس
هناك مشاعر عدائية بين المسلمين
والمسحيين تدفعهم لانتقام من
بعضهم، لكن هناك مجموعة من ضعاف
النفوس يستخدمون ظرف التجاوز
الأخلاقي الذي حدث بين شاب
مسيحي وفتاة مسلمة من أجل إحداث
بلبلة وانقسام في وحدة الصف
المصري وتفتيت التكاتف الذي
أعادته الثورة المصرية
للمجتمع، أنه لا بد من التخلص من
نقيصة الانتقام لشرف الدين من
أعتاب الدين الآخر في حالة حدوث
أي خطأ غير متعمد بين مسلم
ومسيحي. ان المجتمع لا بد أن يتم
بناؤه ثقافيًّا، فضلاً عن أن
يتمَّ محاسبة كل من تسبب في هذا
الجرم، فهؤلاء ليسوا مسلمين،
وما فعلوه ليس مسلكًا محترمًا
ولا عاقلاً للدفاع عن الدين،
موضحًا أن الحملات الزخرفية
التي تدعو للتسامح، وفي نفس
الوقت لا يتم محاسبة الجناة،
أصبحت ليس لها قيمة، وإن لم يتم
التدخل الفوري سيتحول المجتمع
إلى حالةٍ من الفوضى الحقيقية.
أن هناك فئات جديدة وكثيرة ظهرت
في المجتمع بعد أحداث ثورة 25
يناير من شأنها تحاول أن تحاصر
مكاسب الثورة وترجع بالمجتمع
للخلف دور إلى ما قبل 25 يناير.
أنه قبل أن نبحث عن الحلول لا بد
من رصد الواقع الفعلي للمشكلة
ومعرفة حجمها الطبيعي؛ حتى يتم
اختيار الحلول المناسبة لها، أن
زيارة شيخ الأزهر والبابا شنودة
وبعض رجال الدين الإسلامي
والمسيحي لأماكن الفتنة مهمة
جدًّا للتخفيف من الحدة؛ لأن
أهم طرق العلاج هي محاصرة خطورة
المرض...كي يبدأ الشعب البناء
الديمقراطي والاقتصادي
والاجتماعي وكذلك التحقيق
والمحاسبة مع الفاسدين وإعادة
المليارات المنهوبة بواسطة
النظام السابق واعوانة
وزبانيته المهربة في الداخل
والخارج وهم الذين اخرجوا بضع
مئات من الإفراد إمام مسجد
مصطفى محمود بدعوى يوم الوفاء
للعهد البائد ورئيسة وازلامة....
وبعد انهيار الحزب الحاكم نراهم
يبحثون عن أحزاب جديدة كي يعودا
من خلالها إلى مواقعهم مرة أخرى
لإجهاض ثورة الشعب المصري وركوب
الموجة من جديد مع اى نظام....
وارى حاكم وقد لفت نظري بقاء
رؤساء تحرير الصحف الحكومية دون
تغيير وهم الذين وصفوا الثوار
في ميدان التحرير بالخيانة
والعمالة والعمل لحساب أجندات
خارجية وبعد نجاح الثورة لا
زالوا في أماكنهم يحتفلون
بالثوار ويهيكلون التراب على
العهد البائد....ويتحينون الفرصة
لطعن الثورة وأهدافها كذلك
أحزاب المعارضة الرسمية البالغ
عددها أربعة وعشرين حزبا وقد
شاركت النظام في فسادة
والاستمرار في استبداده لأفرق
بين ما يسمى أحزاب رئيسية
وأحزاب كرتونية تابعة لأجهزة
الأمن.... فكلها أحزاب تجاوزتها
الثورة وكانوا ضدها حتى قبل
سقوط النظام وأيضا اتحاد عمال
مصر ونقاباته العامة ولجانه
النقابية وجميعهم جاءا
بالتعيين من قبل أجهزة الأمن
وهم الذين تستروا على بيع شركات
القطاع العام وتفكيكه وتخريبه
وتشريد العمال لصالح قلة من
المغامرين والسماسرة وكان
ولاؤهم دائما للنظام وضد العمال
مقابل إن يتستر النظام على
فسادهم وهو على كل لسان وكانوا
لا هم لهم إلا تحقيق مصالحهم
الشخصية وجني الأموال الطائلة
من أموال العمال والاهم من ذلك
كله ينبغي على الرئيس السابق
واسرتة وحاشيته في شرم الشيخ
التعهد بالامتناع عن ممارسة اى
نشاط سياسي أو مغادرة شرم الشيخ
إلى اى دولة أخرى هذه هي الثورة
المضادة . ولا زالت تقاوم وتحاول
الالتفاف على ثورة الشعب المصري
ثورة 25 يناير العظيمة...تحية إلى
شعب مصر.والمجد للشهداء أن
مجموعة من البلطجية من منطقة
السيدة زينب كانوا السبب في
أحداث منشية ناصر و ما تلاها من
اطلاق نار و سقوط ضحايا بين
المسلمين و الأقباط، وأشار
الائتلاف أن هناك معلومات مؤكدة
بأن من قام بعمليات القتل
والترويع يوم الثلاثاء فى
المقطم ومدينة نصر هم مجموعة من
البلطجية المعروفين بمنطقة
السيدة زينب وتحديداً منطقة
بركة الفيل وعلى رأسهم المسجل
خطر " طارق معتوقة "و
المعروف بعلاقاته وتبعيته
لأعضاء الحزب الوطنى فى المنطقة. =========================== ليبيا .. خطر قائم.... وخطر
دائم معن بشور في مواجهة
المجزرة المستمرة والمتصاعدة
على ارض ليبيا العزيزة بشعبها
المجاهد وثوارها الشجعان، يبرز
كالعادة منطقان خطران يبدوان
متناقضين في المظهر لكنهما
وجهان لخطة واحدة... منطق يريد
استغلال وحشية نظام القذافي
وعائلته، وعدم تورعه عن استخدام
شتى أنواع الأسلحة لارتكاب
مجازر جماعية بحق شعبهم، من اجل
الدعوة إلى تدخل أجنبي بعناوين
مختلفة. أما المنطق
الآخر فهو الذي يريد استغلال
رفض الأمة لأي تدخل أجنبي في
شؤونها الداخلية، خصوصاً بعد
تجارب مريرة، قديمة وجديدة، مع
هذا التدخل فيعلو صوته رفضا
للتدخل، فيما ينخفض صوته أو
يتلاشى إزاء المجازر التي
ترتكبها كتائب القذافي بحق
أبناء ليبيا الأحرار. إن الموقف
الوطني والقومي والإنساني يرفض
المنطقين معاً، فلا يقبل التدخل
الأجنبي مهما كانت مبرراته لأنه
يثق بالشعب الليبي وثواره وجيشه
الوطني وبقدراتهم على حسم
الأمور، خصوصاً إذا توفر لهم
الحد الأدنى من الدعم السياسي
والعسكري، المعنوي والمادي، من
أشقائهم العرب الذين يتابعون
بألم وقلق وأسى الصور التي
تنقلها شاشات التلفزة عن بشاعة
جرائم القذافي. والموقف
الوطني والقومي والإنساني لا
يقبل كذلك السكوت عن جرائم هذا
النظام، ولا يصدق ابدأ إن القوى
الاستعمارية والصهيونية تريد
إسقاطه لأنه كما قال "زعيمه"
القذافي بعظمة لسانه إن "وجودنا
ضمان للسلام والأمن في البحر
المتوسط وأوروبا وما يسمى
بإسرائيل"، ولأنه كما هو
معروف اختار من بين كل زعماء
العالم طوني بلير (مجرم الحرب
وقاتل الملايين في العراق
وأفغانستان وفلسطين ولبنان)
مستشاراً له، ولأن هذا النظام
أعلن استسلامه الكامل للغرب يوم
احتلال العراق بدلاً من أن
يترجم كل "بطولاته"
اللفظية إلى موقف سياسي، على
الأقل، رافض للاحتلال وداعم
معنوي لروح المقاومة ولأن نجل
"الزعيم" يواصل شتم العرب
وإعلانه عن منع العمالة العربية
في بلاده في حقد اسود على فقراء
العرب اللاهثين وراء لقمة العيش
في كل أرجاء العالم. فلم يعد
مقبولاً بعد كل التجارب التي
مررنا بها، أن نتجاهل خطراً
قائماً بذريعة خطر داهم، أو أن
نبرر لخطر داهم للخلاص من خطر
قائم. وكل دعوة
لتدخل أجنبي، بأي عنوان أو
مسمى، للتخلّص من النظام الفاشي
الإجرامي هي دعوة مرفوضة، بل
ومشبوهة، تماماً مثلما إن كل
صيحة بوجه التدخل الأجنبي دون
تحصينها بإدانة جرائم القذافي
والدعوة إلى تنحيه تطرح ألف
علامة استفهام على نوايا
مطلقيها. وإذا كانت
بعض الأنظمة تستدعي تدخلاً
أجنبياً في ليبيا، بذريعة حرصها
على دماء الليبيين، فيما لم
تحرص في أي وقت على دماء
مواطنيها، فلا يجوز أن يكون
الرد على ذلك بالسكوت على مجازر
القذافي بذريعة التدخل الأجنبي. لقد آن
الأوان للوضوح في المواقف، فإذا
كانت ظروف البعض تحول دون
اتخاذهم المواقف البدائية
البسيطة، حتى لا نقول "المبدئية"،
فلا يجوز ان يقع هؤلاء في ألاعيب
الخلط بين خطر قائم وخطر داهم. ولنتذكر
دائماً إن امتنا بقيت مكّبلة
على مدى عقود بسبب أنظمة تستبد
بشعوبها في الداخل وتقف ذليلة
على أبواب المستعمرين في الخارج....
ولقد أتت اللحظة التي
انتظرناها طويلاً فلا تفسدوها
بمنطق يبرر التدخل الاجنبي أو
السكوت عن الجرائم. =========================== آذار هاوار... نداء الأرض
والسماء مسعود عكو سبع سنوات عجاف مرت على آذارنا الدامي،
وما تزال دماء بضع وثلاثون وردة
كردية يروي الثرى. الربيع
السابع يغادرنا وما يزال الطغاة
فارين من وجه العدالة. المجرمون
القتلى، يقتلون شباب الوطن
ويسقون بدمائهم جشع طغيانهم
وجبروتهم الجبان، دكتاتوريات
من ورق، وطاغوت أوهن من بيت
العنكبوت. سبع سنوات مرت على
هاوار الأرض والإنسان، نداء من
أجل الحب والحياة. سبع سنوات مرت على حادثة الملعب البلدي،
حينما هتف الجمهور ضد الاستبداد
والطغيان. قتلوا لأنهم قالوا لا
للظلم وشرعوا فاتحي صدورهم
لتتلقى ببرودة رصاص أخرق خرجت
من بنادق الجبناء. رصاص قتل
الزهور، وما يزال عبيرها يفوح
في الربيع، الرصاص قتل
الأبرياء، أطفأ الشموع،
والقاتل يتلذذ بالحياة. فيطلق
الدوري هاواراً يصل عنان
السماء، لعل هاواره يصل إلى
بارئ أرواح تلك الزهور. آذار هاوار.. نداء الأرض للإنسان، وصرخة
السماء للنجوم. نداء الحرية في
زمن الخوف، ونداء الكرامة في
زمن المهانة. نداء الورود
للندى، وعويل نسوة فقدن فلذات
أكبادهن في يوم جمعة. هاوار
للإنسان كي يفيق من سباته وينظر
حوله، ماذا جرى للطغاة، إنهم
يحترقون بلهيب الشعوب، ويسقط
جبروتهم في درك أسود. آذار هاوار.. نداء الربيع للحجل، ليكتب من
جديد قصة البراعم التي اختنقت
برائحة التفاح الفاسد، السماء
ترسل سماً لتتقل العصافير
والحياة. ليستشهد بلد بأكمله،
ويغادر الحجل بعيداً في السماء.
هاوار الحجل وقبقبته كتبت تاريخ
النسرين، ويقرأ في كل ربيع أجمل
قصيدة لملكة الزهور. آذار هاوار.. بضع كلمات وأغانٍ كثيرة في
ذكرى البلبل الذي غادرنا في
البهار، البلبل الذي مات قبل أن
يغني للهاوار، ونداء الربيع.
لكنه غنى لكل الأشياء، للبهار
والحب والنسرين وللسلام، غنى
بقلبه قبل الكلام، غنى للعشاق
والجبال، والزهور والندى،
ورائحة الزيزفون والمطر، حينما
يفوح الهاوار في كل مكان. آذار هاوار.. يكتب اليوم رسالة الحياة،
وقصيدة الحرية. يرسم الحب
بألوان الربيع وقطرات الندى
المتساقطة من أعين الحور. آذار
هاوار ينادي الحياة، لتكتب
تاريخ الأرض بالمطر، وتحكي
للأطفال حكاية آذار، آذارنا
الأخضر، ويرسل الهدهد إلى
الجبال، لعله يأتينا بخبر يقين.
آذار هاوار يكتب للسماء رسالة
النجوم، ويحكي للقمر حكاية شوق
لقصيدة شعر تلقى حين المساء. آذار هاوار.. نداء الثكالى وعبرات
العشيقات، دموع الرجال وصراخ
الأطفال. آذار هاوار نداء
اللهيب الحارق للأفئدة المليئة
بالأسى. والجروح الخالدة في
الألم، كلها تكتب في آذار قصيدة
الحزن الكردي الراحلة مع
الرياح، حكاية الوطن الغريب
والأرض المسلوبة منذ الأزل،
قصيدة مكتوبة بالدم والتراب. آذار هاوار.. حكاية السماء الملبدة بغيوم
الظلم، وجشع الظلام، حكاية
السجون المليئة بالأحرار. آذار
هاوار ينادي الأرض لتكسر صمت
القضبان، وتحطم أصفاد
الاستغلال. آذار هاوار، نداء
الوطن للحرية والشعب التائق
لنسمات السلام، الحرية القادمة
بلا استسلام. آذار هاوار.. نداء الشهداء، وصرخة
الأحياء، نداء الإنسان إلى
الإنسان. لنبدأ يوماً جديداً
مليئاً بالحياة، لا مكان فيه
للطغاة والظلم والجبناء. حياة
مشرقة كألوان قوس قزح يملي
السماء. آذار هاوار.. صرخة الأرض
ونداء السماء. قصيدة الفراشات،
وحكاية الحجحجيك الثائر
والبيريفانة العاشقة للراعي. آذار هاوار.. يكتب كما كل عام رسالة العشاق
للعشاق، رسالة الأرض للسماء،
ورسالة المطر للربيع، رسالة
الزهور والورود. آذار هاوار..
ينادي الجميع للثورة على
الظلام، كما ثار كاوا على
آزدهاك. ففي كل زمان آزدهاك ولكن
في كل يوم هناك كاوا، يصهر
الحديد ويطلق شرارة التغير
والثورات، ويكفن نفسه بالنار
والحديد. آذار هاوار.. نداء الأرض والسماء، أكتب من
جديد رسالة الحياة، وثورة
الأحياء، ثورة الوطن بكل
ألوانه، ضد الظلم والظلام،
وابدأ رحلة السلام، رحلة الربيع
والأشعار، واكتب اليوم في آذار،
رسالة الحرية والحب القادم
باستمرار، فطوفان التغيير آتٍ
بلا توقف، وسترحل من الوجود كل
الأصنام والطغاة، اصرخ.. فإنك
آذار هاوار. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |