ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حسّان
رياض عبارة
دفع قائلها حياته ثمنا لها، بعد
أن تعرض لأشد أنواع التعذيب
همجية، حتى أذابوا أصابع يده
التي كتبت تلك العبارة بالأسيد،
ثم رموا جثته على قارعة طريق
مهجور. إنه الصحافي اللبناني
الشهير سليم اللوزي صاحب مجلة
الحوادث. ما
يزال في ذاكرتي غلاف المجلة
تملأه صورة حاكم سورية السابق
حافظ الأسد وفوقها بخط عريض :
لماذا يكذب النظام. كان ذلك ربيع
عام 1980 عندما كانت المظاهرات
تشمل جميع المحافظات السورية
منادية بالحرية والكرامة،
بينما كان النظام يتهم الجماهير
أنهم عملاء لنظام (كامب ديفيد)
في مصر ولا يقر بما يطالب به
الشعب. واليوم
نرى أن نظام الابن وارث حكم
سورية من أبيه وَرِثَ عنه الكذب
أيضا. فالتحرك الشعبي في درعا
التي تحملت الكثير من النظام
الأسدي لم يقنع القابضين على
زمام السلطة أنه تحرك سلمي
لمطالب مشروعة، وحتى يبرئوا
أنفسهم من أرواح الشباب
والأطفال التي أزهقوها، وما
يزالون، توصل خبراء الأجهزة
الأمنية إلى إطلاق جملة من
الأكاذيب المفضوحة التي لا
تنطلي على أبسط الناس في عصر
التواصل والإعلام المفتوح. فكان
أول فرية لهم خبرا وزعته وكالة
الأنباء السورية الرسمية "سانا"،
نقلاً عن مصدر مسئول: قيام
أشخاص، انتحلوا صفة ضباط أمن
رفيعي المستوى، بجولات على عدد
من المراكز الأمنية والجهات
الأخرى، والطلب باستخدام القوة
والرصاص الحي ضد المتظاهرين.!!!
هكذا بكل صفاقة واستهتار بعقول
الناس. أما
فضيحتهم الثانية التي أصابت
حلفاء لهم فقد أوردتها صحيفة /الوطن/
، في تقرير لها نشر الاثنين (21/3)،
حيث ذكرت : تقدم عدد من أهالي
درعا بطلب لقوات الأمن (طبعا
الطلب لأن درعا محاصرة من قبلهم)
للسماح بدخول العشرات من الشبان
للمدينة احتفالا "بوصول وفد
رسمي للتعزية بالشهداء وقرار
إطلاق سراح عدد من الموقوفين في
المدينة .. مؤكدين أن تحركهم
سليم وهدفه احتفالي لا أكثر،
وبعد أن وافقت القوات الأمنية
وفتحت الطرق نحو الساعة الرابعة
والنصف دخل قرابة 200 شاب ومنهم
من كان على دراجات نارية،
ولاحظت القوى الأمنية أن عدداً
كبيراً منهم كان ملثما".
وبحسب الصحيفة، التي لم تشر إلى
مصادرها، فقد قالت إنه "تبين
لاحقا لوجهاء درعا، أن أغلبية
من شارك في إحداث الفوضى
والخراب كان من المتطرفين
الفلسطينيين، وأن أبناء درعا
كانوا أقلية". وبالطبع سارعت
الفصائل الفلسطينية العشر
الموجودة في سورية إلى التنصل
من الأمر، وإعلان دعمها لنظام
الممانعة !!! ولم تحفل بالشعب
السوري وشهدائه. وثالث
الأثافي عودتهم إلى الاسطوانة
المشروخة في أن الموساد هو من
يحرك هؤلاء الشباب، ولكنهم
يستدركون : ربما لا يعرفون ذلك
نظرا لتفوق الموساد في الحرب
النفسية !!! أما
خطيئتهم الرابعة فقول رئيس فرع
الهلال الأحمر في درعا خلال
برنامج (بث مباشر) مساء الاثنين
الماضي على الفضائية السورية أن
المندسين تسللوا من الحدود
الجنوبية . وافتراءهم
الأخير كان غداة اقتحامهم
المسجد العمري وخيم الاعتصام
حوله،بعد منتصف ليلة الأربعاء،
إذ صرح ناطق رسمي بأن عصابة قامت
بالاعتداء المسلح بعد منتصف
ليلة أمس على طاقم طبي في سيارة
إسعاف تمر بالقرب من جامع
العمري في درعا"، مشيراً إلى
أن ذلك أدى إلى مقتل طبيب ومسعف
وسائق السيارة، وتابع: عندها
"قامت قوى الأمن القريبة من
المكان بالتصدي للمعتدين،
واستطاعت أن تصيب عدداً منهم
وتعتقل بعضهم، حيث سقط شهيد من
قوى الأمن"، على حد تعبيره.(كأنهم
لم يكونوا قد قطعوا أوصال درعا
وفصلوا البلدة القديمة عن بقية
الأحياء، ووضعوا الحواجز
الإسمنتية في مداخل جميع
الشوارع، بالإضافة لقطعهم
الكهرباء والاتصالات). ألا
تدفعنا هذه السلسلة من الأكاذيب
المفضوحة أن نتساءل : ألا يتعظ
طغاة العرب من الرؤوس التي
تدحرجت أمامهم؟ وأن تيار
الانتفاضة الشعبية لن يقف إلا
عند الشاطئ الأخير: شاطئ الحرية
والكرامة والعزة الوطنية،
وسيكنس معه من لا يتعلمون من
دروس التاريخ التي لا ترحم . ========================= الجامعة
العربية .. أوان التغيير د
. لطفي زغلول الحديث
عن جامعة الدول العربية ذو شجون
وأشجان. بداية فهذه الجامعة لم
تكن في الحقيقة إلا من بنات
أفكار الإستعمار البريطاني
الذي فرضهاعلى الأنظمة العربية
آنذاك كبديل مسخ لمؤسسة وحدة
عربية قومية حقيقية. وليس تجنيا
عليها ولا خروجا عن جادة الصواب
القول بأنها كرست روح
الإستقلالية في إطار سيادات
قطرية ضيقة مستقلة عن بعضها ضمن
حدود مصطنعة باركتها هذه
الأنظمة، وعملت على الحفاظ
عليها والدفاع عنها، وخاضت على
شرفها نزاعات وصراعات مع من
يفترض أنهم أشقاء وأبناء جلدة
واحدة، ويؤمنون بالوحدة
العربية الكبرى. وإذا
كان هذا هو فحوى الأسس التي قامت
عليها، فإن سجلها الأدائي
والإنجازي دليل آخر على عقمها
وافتقارها إلى أبسط بسائط العمل
القومي على اعتبار أنها البيت
العربي الذي تحت سقفه وفي
أحضانه تعقد المؤتمرات
والإجتماعات واللقاءات
والمشاورات العربية، وقبل هذا
وذاك فإنه يفترض بها أن تكون "
مصنعا " لمشروعات قومية ذات
رصيد من الإرادة والنوايا
الصادقة لتوظيفها على أرض
الواقع العربي. إلا أن
المؤمل شيء والواقع شيء آخر
مختلف تماما. فعلى مدى ستة وستين
عاما هي عمرها الزمن " تأسست
في الحادي والعشرين من آذار
1945" عجزت أو تعاجزت هذه
الجامعة أن تطرح مشروعا قوميا
وحدويا واحدا على أي صعيد، سواء
كان اقتصاديا أو ثقافيا أو
تربويا أو إعلاميا أو سياسيا. مثالا
لا حصرا، فعلى الصعيد الإقتصادي
لم تخط خطوة واحدة على طريق
الوحدة الإقتصادية، فتبخرت
أحلام المواطن العربي في السوق
العربية المشتركة، وظل يتحسر
على عملة عربية موحدة تجسد هذه
الوحدة. وعلى ما يبدو أن هذه
السوق قد شطبت من أجندتها
وأجندة الأنظمة السياسية
العربية. على
الصعيد الثقافي ليس هناك أي شكل
من أشكال الوحدة الثقافية
العربية. ولعل آخر اجتماع
لوزراء الثقافة العرب المنعقد
تحت رعايتها قد قطع الشك
باليقين حين لم يتفق على إنشاء
فضائية الثقافة العربية. أما
الصعيد التربوي لا يقل خيبة عن
مثيليه السابقين، فقد ظلت
المناهج التربوية في كل قطر
عربي ترزح في قمقمها الإقليمي
التي تطاولت عليها أيدي الرقيب
الأجنبيي، فسيرها وفقا لرغباته
وأهوائه. وأما على الصعيد
الإعلامي فالحديث عن فضائية
عربية موجهة كان زوبعة في فنجان
وهدأت منذ سنوات. وظل مشروع
صحيفة أو إذاعة عربية مشتركة من
أحلام اليقظة للمواطن العربي
الغيور على أمته. أما
الحديث عن الصعيد السياسي فليس
هناك سوى مؤتمرات القمة الدورية
والطارئة التي نافت عن
الثلاثين، والتي عقدت على مدار
ما ينوف عن خمسة عقود من الزمان،
وما زالت تعقد، والتي أسفرت عن
قرارات هزيلة لم تصل إلى سقف
الأزمات العربية المعاصرة،
فساهمت بذلك في تفاقمها وتوليد
المزيد من مشاعر الإحباط واليأس
لدى المواطن العربي. في ضوء
هذا كله فمما لا شك فيه فإن
المواطن العربي البسيط يسأل
نفسه وغيره: ما الفائدة من
استمرار مؤسسة كجامعة الدول
العربية التي هي في واد وقضايا
شعوبها في واد آخر؟ وهو يسأل
أيضا هل تأسست هذه الجامعة لكي
تكون هدفا بحد ذاته، ولتكون
بالتالي أعلى سقف للأماني
القومية في الوحدة، أم يفترض
أنها وسيلة لمنظومة من الأهداف
القومية تتمثل في تحقيق التحرر
والحرية وكافة أشكال الوحدة
بالإضافة للدفاع عن القضايا
القومية وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية التي سبقت ميلاد
الجامعة، وما زالت تتراجع تحت
سمعها ونظرها إلى أن وصلت إلى
هذه الحال المزرية؟. وما
دمنا بصدد الحديث عن القضية
الفلسطينية، فلنتحدث عن ثلاثة
أمثلة من إفرازاتها. المثال
الأول يتعلق بالإستيطان الذي
استشرى في الأراضي الفلسطينية
والقدس التي أوشك أن يبتلعها
التهويد. المثال الثاني يتعلق
بحصار غزة الخانق، وهنا يتبادر
إلى الأذهان سؤال خطير: ماذا
فعلت جامعة الدول العربية غير
التقاعس والتخاذل والصمت
المريب؟. المثال
الثالث يتعلق بالأحداث الجارية
في ليبيا، لم تجد هذه الجامعة
وسيلة غير التوجه إلى مجلس
الأمن لاستصدار قرار الحظر
الجوي الدولي فوق الأراضي
الليبية، وكأن الأمر لا يعنيها
بأي حال من الأحوال، وقبل ذلك
تعليق مشاركة الوفد الليبي في
الجامعة. السؤال الذي يطرح هنا:
ألم تجد الجامعة وسائل غير تلك
التي التجأت إليها؟، والتي أقل
ما يقال فيها إنها وسائل سالبة،
تدل على أن الجامعة ليس لديها
أية حلول إيجابية تجاه أحداث
ليبيا المؤسفة، ولا تجاه أية
قضية عربية مهما بلغت خطورتها،
وهذا غيض من فيض. في ضوء
هذا كله فمما لا شك فيه أن
المواطن العربي البسيط يسأل
نفسه وغيره: ما الفائدة من
استمرار مؤسسة كجامعة الدول
العربية التي هي في واد وقضايا
شعوبها في واد آخر؟. وهو يسأل
أيضا هل تأسست هذه الجامعة لكي
تكون هدفا بحد ذاته، ولتكون
بالتالي أعلى سقف للأماني
القومية في الوحدة، أم يفترض
أنها وسيلة لمنظومة من الأهداف
القومية تتمثل في تحقيق التحرر
والحرية وكافة أشكال الوحدة
بالإضافة للدفاع عن القضايا
القومية وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية التي سبقت ميلاد
الجامعة وما زالت تتراجع تحت
سمعها ونظرها إلى أن وصلت إلى
هذه الحال المزرية؟. إن هذه
الأسئلة المطروحة ليست بحاجة
إلى كبير عناء لمعرفة الإجابة
عنها. إن الدلائل والقرائن تؤكد
أن هذه الجامعة هي السقف الأعلى
للأماني القومية، وأنها هدف بحد
ذاته وأن القضايا القومية بدءا
بالقضية الفلسطينية وقضية
القدس ومرورا بقضايا ليبيا وكل
الأقطار العربية التي تهب عليها
رياح التغيير، ووقوفا عند
القضية العراقية، إن هذه
القضايا جميعها وما أفرزته وما
يمكن أن تفرزه من تحديات خطيرة
ومزيد من المآسي والكوارث على
العالم العربي، إما أنها لم تعد
قضايا تلامس المشاعر القطرية
السائدة والمتحكمة فيها، أو
أنها عاجزة أن تقوم بردود أفعال
أو مبادرات حيالها توظف في
خدمتها ما وهب الله العالم
العربي من طاقات وموارد
وإمكانيات. كلمة
أخيرة. في ضوء هذه الرياح
التغييرية التي تهب على كثير من
أقطار العالم العربي، والتي آتت
أكلها في بعضها، فإن المطلوب
عدم الوقوف على أطلال الجامعة
العربية، فليس هذا– معاذ الله
– تجنيا على العروبة أو رفضا
لها أو خروجا عليها. إن
المطلوب هو التجديد والتحديث في
الطرح في ضوء تحديات المرحلة..
إن الأنظمة السياسية العربية
مطالبة أن تنفض عنها غبار
تراكمات العجز والتخاذل
والشرذمة والتبعية حفاظا على
هويتها العربية وحاضرها
ومستقبل أجيالها. إنها بحاجة
إلى مؤسسات قومية لا قطرية تنقل
الوطن العربي بثقة واقتدار إلى
القرن الحادي والعشرين قويا
عزيز الجانب، لا أن تبقي عليه
كسيحا تحت مظلة الماضي. إن
جامعة الدول العربية كي تحظى
بقبول وجودها على مستوى
المواطنين العرب، لا بد لها أن
تعيد بناء نفسها من جديد. لا بد
أن تعيد النظر في فعالياتها على
كافة الصعد السياسية
والإقتصادية والثقافية. وإلا
فإنها سوف تصبح من الماضي. =========================== بدرالدين
حسن قربي تغيّر
ثمانية رؤساء في أمريكا مقابل
قذافي واحد في ليبيا واثنين في
سورية فقط لاغير خلال أكثر من
أربعة عقود مضت، أحدهما أخذها
وراثة عن أبيه بعد أن أخذه داعي
الموت، ولولا ذلك لكنّا وليبيا
في الحال سواء بسواء. ولاشك
بأنها مسألة مخزية بل ومقرفة أن
تجد شعباً يتحمل رئيساً مقرفاً
كالقذافي كل هذا الزمن الطويل
جداً يتصرف به كالمعتوه، حابس
على أنفاس ناسه، يذيقهم كل
ألوان الذل والهوان تجويعاً
وقمعاً وقهراً، وتضييعاً
وبعثرة ونهباً لثروة بلد تمور
أرضه بالنفظ. ويوم تنحنحوا
ساعةً من نهارٍ وضيء، وأظهروا
بعض الملل أو الضجر في وجه قذافي
قميء، فقالوا: لا..! لاعتقاله
محامٍ حمل في عنقة وضميره أمانة
المطالبة بدم 1200 ليبي من سجناء
الرأي، كانوا ضحايا مجزرة وحشية
نفذها القذافي بحقهم خلال
ساعتين أو ثلاثة في سجن أبوسليم
عام 1996 بدعوى تمردهم داخل السجن.
من أجل ذلك فَقد ملكُ ملوك
أفريقيا صوابه، وبدا للخلائق
كلها أقرب منه إلى العته
والجنون، لمجرد كلمة تذمر أو
احتجاج سلمي لبعض ساعة من أهالي
الضحايا، ومن ثم كانت ثورة
المقموعين والعطشى إلى الحرية
والكرامة. أما الأدهى من ذلك،
فاتهامه لهم بالهلوسة والإرهاب
ووصفه لهم بالجرذان
والمقمّلين، وتَهدّدهم
بالإبادة وقد بدأها قتلاً
بالآلاف مع تدمير المدن. وعندما
صرخ الناس مستغيثين ومستنجدين
العرب والعجم والشرق والغرب
والضمير العالمي والإنساني،
وأقبل من يأخذ على يده ليحدّ من
توحشه، أخذ على خاطره وهاجت
نخوته وماجت، بل ووصف عملية
المساعدة والإنقاذ بهجمات
صليبية تستهدف ليبيا وثرواتها
ونفطها متناسياً نهبه وعبثه
وجنونه ومافعله في بلده وشعبه. وعلى
نفس النهج والمنهج، احتمل
السورييون حكم الأسد الأب
والابن بمثل مااحتمل الليبيون
أكثر من أربعين سنين عدداً،
ظلماً واضطهاداً وشخصنةً للوطن
بالأب والابن والعائلة وصلت حدّ
التوريث والوثنية، فتحْتَ
شعاراتِ معاً إلى الأبد وما بعد
الأبد، وبالروح بالدم نفديك
ياأسد، قزّموا سورية الشعب
والتاريخ والحضارة بعدد من
أفراد عائلة، رغم أن الوطن
ماكان شخصاً ولا ديناً،
ولاعائلة ولا طائفة، بل خيمة
لكل هؤلاء مادام فيه حرية
وكرامة لمواطنيه. وعليه،
فيوم لاحت ساعة الفرج، وتفجّرت
انتفاضة المظلومين والمقموعين
من المستضعفين، وعرف الشعب
طريقه في وجه نظام عائلةٍ
وقرابات ونافذين أوصل البلاد
والعباد إلى حالٍ مرعبة من
الجوع والفقر والبطالة والقهر،
ويوم صرخ أحرار الشام وحرائرها
من قاع جمهورية الصمت والرعب:
كافٍ وكفانا وكفاية وكِفايات،
وتفجّرت ثورتهم وشعاراتها: الله
وسورية وحرية وبس، ياللي بيقتل
شعبه خاين، طفح الكيل يابشار،
أنقذنا من العصابة، حاميها
حراميها، سلمية سلمية. ورغم أن
الانتفاضة كانت سلمية حقيقة،
ولاتشكل شيئاً في مقابل
ماتحمّله الناس خلال عقود من
النظام الفردي، ولكنها كانت
مخيفة ومرعبة بمعانيها
وشعاراتها التي تعني عودة
الجماهير السورية بكل أديانها
وأعراقها وطوائفها وصغيرها
وكبيرها إلى معالمها الأصيلة
احتماءً بخيمة الوطن الذي ترخص
من أجله الأرواح والدماء، التي
لاتكون للحاكم المستبد الوثن
فرداً أو عائلة، وأن كرامة
الوطن بكرامة مواطنيه حريةً
وعدالةً ومواطنةً، يعيش فيها
الناس كراماً آمنين على حياتهم
ووطنهم حاضراً ومستقبلاً ،
وليسوا فيه عبيداً لحاكم ولا
رهائن لأزلامه، ولا سدنة
لأوثانه. ياأيها
الناس..!! انطلقت شرارة
الانتفاضة من الحريقة تريد
الحرية والكرامة، روائحها
ياسمين الشام وجوريّ حلب،
سلامها سنابل قمح الجزيرة
وحوران، وبشائر نصرها هلّت من
درعا عروس الجنوب ومرابع العز
عشائرَ وقبائلَ وحمولات،
بشعارات رفعتها: الشعب السوري
مابينذل، وكلنا ياناس إخوة طلّ،
والشعب بدو حرية، وبالروح والدم
نفديك ياسورية. رفعتها في وجه
أعداء الحرية ومستعبدي الناس،
فأرعبتهم وهزّت مفاصلهم،
ولكنها أرض البطولات درعا عمّدت
كلامها بدم شبابها الأحرار،
وشهدائها الأبرار، فيما فعله
فيهم حلفاء القذافي ومساندوه
الفجّار. الرحمة
والرضوان لشهداء ثورة الياسمين
على أرض الشام، والحرية لكل
معتقلينا من قامات الوطن
وراياته، والخزي والعار لحلفاء
القذافي ممن يريدون استعباد
السوريين وقد ولدتهم أمهاتم
أحراراً كراماً. الرحمة
والرضوان لشهداء درعا، والتحية
والسلام لأمهاتٍ حرائر، حملت في
بطونها رجالات عز ونصر ونخوة
وشهامة، ولآباء كرام خلّفوا
للوطن شباباً رفضوا قيم القمع
والعبودية، وبدمهم نعوا
للسوريين عهد المستبدين،
وأطلقوا بشائر يوم الجلاء إن
موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب..! =========================== مدينتي
التي حكمها كلب ! وفضل الكلاب
على كثير ممن لبس الثياب.؟ بقلم
– صادق الصافي النرويج
– تروندهايم – قال
الحكيم- كونفوشيوس- أن مايسعى
اليه الأنسان السامي يكمن في
ذاته هو .! أما الدنئ فيسعى لما
لدى الآخرين.؟ أن الرجل العظيم
يكون مطمئناً, يتحرر من القلق .!
بينما الرجل ضيق الأفق , فعادة
ما يكون متوتراً .؟ الأنسان
مخلوق كَرَمَهُ الله تعالى,
بجمال الهيئة وسعة العقل وخصه
بأعمار الأرض , أجتماعي بطبعه,
لديه الرغبة الفطرية الأكيدة في
التواصل مع باقي البشر, بحواسه
ووجدانه ,والمنافسة الضرورية
ضمن تَحَكُمْ الغايات والنوايا-
خيرها وشرها- وسلوك معين لتنظيم
الحياة.؟ وفي
كتاب طريف ملئ بالعبرة ألفه –
أبوبكر محمدبن المرزبان-
المتوفي عام 309هج , عنوان الكتاب–
فَضلُ الكلاب على كثيرمن لبس
الثياب - وله مؤلفات تزيد على
خمسين كتاباً في الآداب وعلوم
القرآن والتأريخ والترجمة من
الفارسية , منها كتاب - مَنْ غَدر
وخان – وقد قال المؤلف المرزبان
, عن سبب تأليف كتابه , ماجاء في
فضل الكلب على شرار الأخوان.!
ومحمود خصاله في السر والأعلان.!
فقد جمع مافيه كفاية وبيان.!
وأستدل بقصة متوارده على الألسن
في ذلك الزمان, يصعب للعقل
تصديقها.؟ أن عبدالله بن هلال
الحمّيري- صاحب الخاتم والسلطه,
وقصته مع جاره, أنه كتب كتاباً
الى أبليس في حاجة له, وأكده
غاية التأكيد ,ومضى وأوصل
الكتاب الى أبليس .! فقرأه وقبله
ووضعه على عينه ,وقال السمع
والطاعه لأبي محمد الحمّيري...
فما حاجتك .؟ قال لي
جارمكّرم لي, شديد الميل اليَّ ,
تفوَق عليَّ وعلى أولادي, أِن
كانت لي حاجة قضاها.! وأِن أحتجت
الى قرضٍ أقرضني وأسعفني.! وأن
غبت خلفني في أهلي وعيالي.!
يبرّهم ما يجد أليه السبيل, من
غير أن يناله منا عوض أو شكر.!
وأبليس يستمع منه القول.. يقول ..هذا
جميل ..هذا جار جيد..,فلما فرغ من
وصفه , قال له أبليس..فما تحب أن
أفعل به .؟..قال..أريد أن تزيل عنه
نعمته.! وتفقره.! فقد أغاظني أمره.؟
وكثرة ماله,وبقاؤه , وطول سلامته
.؟ ..فصرخ أبليس ,صرخة لم يسمع
مثلها من قبل.؟ فاجتمع اليه
عفاريته وجنده, وقالوا لأبليس
ماالخبر.؟ فقال ..أتعلمون أن
الله عز وجل , خلق خلقاً هو شر
مني .؟ قالوا لا.. قال أبليس ,فأنظروا
الى صاحب هذا الرجل حامل الكتاب
,فهو أشر مني.؟ ولو
فتشت في دهرنا هذا لوجدت مثل
صاحب هذا الكتاب كثير ممن
نعاشرهم أو نلتقيهم .؟ وروى
المؤلف أقوالاً في مكانة الوفاء
عند الكلاب, وبعض الوقائع
المثبته لوفاء الكلاب.! فقد روى
عمر بن شعيب عن جده ,قال,رأى رسول
الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
رجلاً قتيلاً,فقال –عليه
الصلاة والسلام- ماشأن هذا
الرجل قتيلاَ؟ فقالوا يارسول
الله أنه وثب –للسرقه- على غنم
بنو زُهره,فأخذ منها شاة, فوثب
عليه كلب الماشية, فقتله .! فقال
–ص- قتل نفسه, وأضاع دينه, وعصى
ربه, وخان أخاه, وكان الكلب
خيراً من هذا الغادر.؟ ثم قال
رسول الله .. أيعجز أحدكم أن يحفظ
أخيه المسلم في نفسه وأهله !
كحفظ هذا الكلب ماشية أربابه.؟ روى أن
أحد الحكماء طلب منه رجل أن يقدم
له النصيحة! فقال ..أزهد في
الدنيا ولاتنازع فيها أهلها,
وأنصح لله تعالى كنصح الكلب
لأهله, فأنهم يجيعونه ويضربونه,
ويأبى ألا أن يحوطهم نعماً.؟
وقال الشعبي..خير خصلة في الكلب
أنه لاينافق في محبته .؟ وقال
أبن عباس..كلب أمين خير من أنسان
خؤون.! وقال شاعر..............................
لكلب الأنس أن فكرت فيه
................................... أشد عليك من
كلب الكلاب لأن الكلب تخسؤءه
فيخسأ ................................... وكلب
الناس يربض للعتاب وذكر
في التراث العربي عن وفاء
الكلاب,أن الكلب يفدي بنفسه,بينما
الأنسان يغدر بصاحبه وصديق عمره
!! وبعض الأعراب, كانوا يسمون
أبناءهم كليب,كلاب, ومكلب,لحبهم
لخصال الكلاب, فهو دليل للضيف,والحراسه
وسمح الرسول –صلى الله عليه
وآله وسلم- بأقتناء كلب الصيد
والحراسة وكلب الماشية وكلب
الحرث . قال
شاعر ..عن الغش والخديعةعند بعض
البشر .. وماأكثرهم.! أنت في
معشر أذا غبت عنهم ..... جعلوا كل
ما يزينك عيبا وأذا
ما رأؤك قالوا جميعاً ...... أنت من
أكرم الرجال علينا وفي
أمر الكلاب روايات عجيبة غريبه..عبر
العصور منها ... كانت
بلاد النرويج وثنية تحكمها
قبائل الفايكنك القساة الأشداء,
ثم أدخل الملك أولاف الأول لهم
الديانة المسيحية قبل ألف عام
وجعل مدينة - تروندهايم – عاصمة
لهم , وأنتهت فترة حكم الفايكنك
أواخر القرن الحادي
عشرالميلادي, وتوالى عدة ملوك
آخرين على الحكم لكن
أغرب حادثة في تأريخ أوربا,
عندما غضب أحد ملوك النرويج على
أهالي مقاطعة تروندهايم ,لتمردهم
عليه, وقيامهم بثورة ضده ,عندما
كان في جولة لتفقد أحد الأقاليم
البعيدة , وعندما سمع بالتمرد
عاد غاضبا ً, فقضى على التمرد,
وعندما أستقر الأمر له نصب كلبه
- الجريهاوند- وتعني – سور-
حاكماً عليهم ... نكاية بهم .؟ وبهذا
كانت مدينتي أول مدينة في
العالم يحكمها – كلب - ...؟ ذُكِرَ
أن الأصمعي سمع يوما,ملكاً,وهويركض
خلف كلب صيد, وقد دنى من غزال,
وهو يقول من الفرح..أيه فديتك
نفسي.؟؟ ========================== شعب
فلسطين يريد.. وطنه .. معيار
الوحدة الوطنية الوطن والشعب
وليس الفصائل نبيل
شبيب مع
هبوب عواصف الثورات العربية
سارع المستبدون واحدا بعد الآخر
إلى تأكيد الاختلاف القائم بين
المواصفات والمعطيات بين
الأقطار العربية، ويكفي ذلك
ليتظاهر كل منهم بالاطمئنان على
النجاة من الريح الثائرة
العاتية. الاختلاف قائم فعلا،
ولكنّ عتوّ الاستبداد واستشراء
الفساد قواسم مشتركة، تجعل من
التغيير الجذري حتمية تاريخية،
وتضع المستبدين جميعا أمام
طريقين: إما التغيير الجذري
بأنفسهم، أو الثورة والتغيير
الجذري رغما عن الاستبداد
والفساد. هل
يمكن أن يسري ذلك على فلسطين
بمجرّد رفع شعار "الشعب يريد
إنهاء الانقسام"؟.. إرادة
الشعوب هي الأساس لشعار "الشعب
يريد.." الاختلاف
بين فلسطين وأخواتها من الأقطار
العربية اختلاف حقيقي جذري لا
مثيل له مع اي قطر آخر، ولا يمكن
تمويهه أو التهوين من شأنه،
فمطالبة الشعوب العربية بإنهاء
الاستبداد والفساد هي مرحلة
تالية للتحرّر الداخلي بعد
تحرير سبق من استعمارٍ رحل
عسكريا منذ زمن، وبقيت من بعده
معادلة الهيمنة والتبعية إرثا
ثقيلا، وهنا يسري بوضوح أنّ
الشعب يريد إسقاط الاستبداد
والفساد، ووضع حدّي نهائي
لمعادلة الهيمنة والتبعية. إذا
صحت استعارة شعار "الشعب يريد.."
كي تُطرح فلسطينيا بصيغة "الشعب
يريد إنهاء الانقسام"، فيجب
أن يكون واضحا كلّ الوضوح أنّ
الانقسام الأخطر من انقسام
فصائلي أو حتى جغرافي، والذي
يجب إنهاؤه أولا هو الانقسام ما
بين الطريقين المتناقضين: "التصفية
والتحرير".. ولا يمكن بحال من
الأحوال أن ينتهي الانقسام وفق
إرادة الشعب لحساب ترسيخ
الاستعمار الصهيوني لفلسطين
والسيطرة الصهيوغربية من
خلاله، وإنذما لصالح المقاومة
المشروعة من أجل تحقيق هدف
التحرير المشروع.. وهذه الإرادة
الشعبية لا تقبل التزييف ولا
التحريف ولا الاختزال. التحرير
هو الهدف الثابت من وراء كل هدف،
وهو الهدف الذي لم يتحقق
بالتزامن مع موجة استقلال
الأقطار العربية من الاستعمار
العسكري الغربي. إنّ
الشعب الذي يريد إنهاء الانقسام
بحق، يريد إنهاء الانقسام من
أجل إنهاء الاحتلال وجميع ما
يرتبط به من اغتصاب وتشريد، ومن
مفاوضات وتصفية، ومن استبداد
وفساد، ومن ذلك ألوان التبعية
المرفوضة جملة وتفصيلا،
للاحتلال والقوى الدولية من
وراء الاحتلال. إن من
أشدّ درجات الانحراف عن "إرادة
الشعب" في شعار "الشعب يريد"
هو ذلك الانحراف عن الهدف
الأكبر الذي يعتبر منطلقا لكل
هدف سواه دون استثناء.. هدف
التحرير، وهو انحراف يمثل حلقة
مكشوفة في سلسلة انحرافات أخرى
مكشوفة، وليس تلبيسه بشعار "الشعب
يريد.." –ولاسواه- ممكنا ولا
كافيا ليواري عن الأنظار محاولة
بائسة لخلط الثوابت
بالانحرافات، والإخلاص
بالنزاعات، وخدمة القضية بخدمة
الاغتصاب. توحيد
الانحرافات.. انحراف يمكن
للانحراف عن هدف التحرير مع ما
يشمله من عودة الارض إلى الشعب
والشعب إلى الأرض، أن يُنسب إلى
فريق أو فصيل أو أفراد ولا يمكن
أن يُنسب إلى شعب فلسطين،
وإرادة شعب فلسطين، بمختلف
فئاته، وجميعها يعاني من
الانقسام بطبقاته المتعدّدة
المتراكمة فوق بعضها بعضا.. فهو
سلسلة انقسامات قائمة على أرض
القضية وواقعها المعاصر من خلال
وجود فئة تعاني من الاغتصاب،
وفئة تعاني من الاحتلال، وفئة
تعاني من الاستبداد والفساد،
وفئة تعاني من التشريد، وفئة
تعاني من الحصار.. وفئة "تقفز"
فوق ذلك كلّه وتعتبر التصفية
وطنية، والتسليم اجتهادا،
والمفاوضات طريق حياة!.. جميع
هذه الانقسامات متداخلة في
بعضها بعضا، ومن لا يراعي ذلك في
أي فعالية يطلقها، وأي حملة
يقوم بها، وأي أنشطة يمارسها،
ينزلق قاصدا أو غير قاصد إلى
استغلالٍ شديد الإساءة لشعار
الشعوب العربية "الشعب يريد.."
وهي تصنع تحوّلا تاريخيا جذريا،
لا بدّ أن تصبّ حصيلته في صالح
قضية فلسطين، بعد كلّ ما صُنع من
نكبات وهزائم وانحرافات. وهذا
ما يضاعف خطورة ذلك التزييف
المرفوض لإرادة شعب فلسطين الذي
يريد قطعا إنهاء الانقسام.. إنما
يريد قطعا التحرير من قبل ومن
بعد، سيّان هل يبقى بعض تلك
الانقسامات مستمرا، فكثير منها
حتمي بسبب استمرار الاغتصاب
والاحتلال، ولا ذنب لشعب فلسطين
فيه، ويستحيل التغلّب عليه دون
تحقيق هدف التحرير.. أمّا ما
ينبغي إنهاؤه فهو "الانقسام"
بمعنى الانحراف عن مسار التحرير
على طريق المقاومة المشروعة. ماذا
لو انتهى الانقسام بين الفصائل
بالعناق بعد الفراق وتشكيل
حكومة وحدة "وطنية!" بعد
تمزيق الوطن وأهله، ثم كانت
الحصيلة التسليم بالاغتصاب
والاحتلال من قبل النكبة الأولى
إلى ما بعد نكبة أوسلو، والمضيّ
على طريق "مشتركة موحّدة"
سبق أن ساهم سالكوها في صناعة
النكبات وفي التخلّي عن
المقاومة المشروعة؟.. إنّ
الحصيلة هي: -
إلحاق من لا يزال متمسّكا
بالثوابت بمن تخلّى عنها.. فيصبح
الحكم على الفريقين مشتركا -
زيادة النسبة المئوية المحدودة
المشاركة في تحقيق هدف "التصفية"
الصهيوغربي.. ويصبح من الواجب
مضاعفة المقاومة - دعم
القوة الاستبدادية العاملة
بوسائل القمع لتمرير مشاريع
التصفية.. ويصبح من الضروري
تنفيذ إرادة الشعب وفق شعار:
الشعب يريد إنهاء الاستبداد. من
الحصيلة أيضا: بقاء إرادة شعب
فلسطين خارج هذا النطاق بقضّه
وقضيضه، وهي الإرادة القادرة
آنذاك على صناعة صيغة جديدة
للمقاومة المشروعة، بعد صيغتها
الأولى التي غلب تعبير العمل
الفدائي على تسميتها وبعد
صيغتها الثانية التي لا تزال
حيّة وغلب تعبير فصائل المقاومة
على تسميتها. إنّ
إرادة شعب فلسطين لا تتبدّل
بشعار ومظاهرات، سواء ساهم في
رفعه وفي إطلاقها الإخلاصُ
للشعار وفق ما يفهمه المخلصون،
أو ساهم التضليل وفق ما يسعى
إليه سواهم. وإنّ
إرادة شعب فلسطين هي التي صنعت
المقاومة قبل النكبة الأولى،
وصنعت المقاومة بعدها، وصنعت
المقاومة بعد النكبة الثانية،
ولا تزال حيّة نابضة بالمقاومة،
ويمكن أن تتجاوز أي فريق أو فصيل
أو فئة أو أفراد، ممّن ينحرف عن
طريق المقاومة المشروعة،
فينحرف بذلك عن إرادة شعب
فلسطين. إنّ
الانقسام الذي تفرض القضية
وتفرض يقظة الشعوب إنهاءه فرضا
هو الانقسام بين شعب يريد
المقاومة ويمارسها صامدا،
وفئات وأفراد انشقت عن طريقه
وخالفت إرادته، ولا ينتهي
الانقسام بتلاقي الشعب معها على
منتصف الطريق، بل بعودتها هي
إلى طريق الشعب وأحضان مقاومته
المشروعة. الشعب
يريد إنهاء الانقسام.. بأن يجمع
الجميع تحت مظلة إرادته وثوابت
قضيته، تحريرا من الاغتصاب،
ومستقبلا حرّا من جميع أشكال
الهيمنة الأجنبية والتبعية
المحلية.. يريد أن يجمع جميع
الفصائل التي تحمل اسما
فلسطينيا، وجميع الأفراد الذي
ينسبون أنفسهم إلى الأرض
الفلسطينية، وجميع الاتجاهات
التي تحمل عناوين فلسطينية.. ومن
يأبى لا يحدث انقساما شعبيا يجب
رتقه، بل يحدث "انفصالا" عن
الشعب وإرادته يجب التراجع عنه. الوطن..
هو جوهر الإرادة الشعبية
والوحدة الوطنية ليست
الوحدة الوطنية مجرّد كلمة.. ولا
يمكن "صياغتها" بابتكار
صور مزيفة تختزلها في تلاقي بضع
فصائل، أو بضع مجموعات سياسية،
أو بضعة عناوين تنظيمية، أو بضع
نخب متعددة المشارب. الوحدة
الوطنية مصطلح ثابت المضمون،
واضح التطبيق على مرّ القرون..
وهي قائمة دوما، لأنّ الإرادة
الشعبية هي التي تثبّت مضمونه،
فلا يقبل التزييف باجتهادات
سياسية ولا بانحرافات توصف
بالاجتهادات. الوحدة
الوطنية وعاء للثوابت الوطنية
الأصيلة.. من يضع نفسه داخل
الوعاء يكن جزءا من الوحدة
الوطنية، ومن لا يضع نفسه داخل
هذا الوعاء يفصل نفسه "فقط"
ولا يصنع شرخا في الشعب وإن
اعتبر –هو- انفصاله ونأيه عن
وعاء الوحدة الوطنية "انقساما"
ثم زعم أن "الشعب يريد إنهاء
الانقسام" بإخراج من يتمسّك
بثوابت الوحدة الوطنية.. ليكون
–مثله- خارج وعائها المشترك. من
يتحرّك على هذا الطريق المنحرف
يقلب الوحدة الوطنية رأسا على
عقب، إذ يريد أن يعرّف "الوطن"
من خلال "توحيد" فصائل أو
أفراد أو اتجاهات أو سياسات..
وهذا مستحيل، فالوطن هو العنصر
"الثابت الأصيل" أرضا
وشعبا وتاريخا ومصيرا وهو الذي
يعرّف الفصائل والاتجاهات،
فيكون منها "الوطني" الذي
يساهم في تمثيل الوحدة الوطنية
على أرض الواقع، ويكون منها غير
الوطني الذي يُرجى له أن يعود
إلى الحاضنة الوطنية، ويمتنع عن
محاولة غير مجدية لتمزيقها.. فهي
غير قابلة للإلغاء أو التمزيق،
فقد تنشأ الفصائل والاتجاهات
ثمّ تموت، ولا تموت معها "الوحدة
الوطنية والأوطان"، كما أنّ
الوطن لا يزول باغتصاب واحتلال
ومعاهدات، إنّما يموت سياسيا
ثمّ يموت فعليا من يتخلّى عن
الوطن لصالح الاغتصاب
والاحتلال بمعاهدات أو دون
معاهدات. ========================= الرابح
الأكبر والخاسر الأكبر وإرادة
الشعوب فلاح
السعدي عام 2011م
هو عام المفاجئات وعام قلب
الموازين والمخططات التي
رسمتها كثير من الدول ومن
القادة في العالم والتي كانت
ترى في نفسها أنها ملكة العالم
والأرض والمتحكمة في الشعوب,
ومثلنا كانت الحضارات الأولى في
العالم هي الحضارات العربية كذا
اليوم فإن التغييرات في العالم
بدأت من التغييرات العربية,
فتسارع الأحداث والحركة
السريعة والإرادة القوية
والإقدام الشجاع للشعوب
العربية أفسد ما خطط له الغرب
منذ السنين غير القليلة الماضية,
وهذا عليه ينطبق ما يقال: (يقدرون
فتضحك الأقدار) أن ما
حصل في العراق وما تبعه من
التحرك الشديد في تونس ثم مصر ثم
اليمن وسلطنة عمان ثم البحرين
كل هذا قد أحبط معنويات إسرائيل
وأمها أمريكا التي ترى نفسها هي
ملكة الشعوب, وترى موهمة عقلها
ان التحكم في العالم بيدها, وتحت
سيطرتها, فلشعوب أقوى من
الطواغيت مهما تملك الطواغيت من
القوة والسلاح والتكنولوجيا
ومهما سيطروا على العالم
الاقتصادي, هذه التغيرات
والتحركات السريعة جعلت أمريكا
في موقف واضح من الضعف والفشل
والخسران مما ادى إلى حصول
إنشقاقات داخلية في حكومتهم
يتوقع من خلفها أحد الأمرين أما
الإطاحة برئيسهم أوباما أو وضعه
تحت مخطط القتل والاغتيال وهذا
هو أوباما الذي حاول في بداية
الأمر أن يلعب لعبة الأم الحنون
للشعوب والاب المسالم تحت عباءة
الذئب العطعوف, ويعتبر بعض
أعضاء الكونغرس الأمريكي
الأمريكي ان او باما كان السبب
في ضعف أمريكا وإرباك إسرائيل
مما وضعه تحت أنظار المحليين
الذين سارعوا للنقد عليه وتحليل
محطات الفشل التي سببها
للولايات المتحدة... ومن
أكبر محطات الفشل هي انفلات
سيطرتهم على الشعوب العربية
وذلك عن طريق الاطاحات
المتوالية بالحكام العملاء
لأمريكا وإسرائيل... فكل ما
بنته أمريكا منذ الماضي تهدم
على يد الشعوب العربية بأيام
قليلة وكل ما خططت له للمستقبل
في الوطن العربي والشرق الأوسط
بالخصوص أدخلها في دوامة الحيرة
والارتباك... وكل ما طمأنت به
إسرائيل من بقائها وثباتها أصبح
في ظل الخطر المهيأ لمسحها من
الوجود على الخارطة الموهومة
التي رسمتها منذ السنين الماضية... فكانت
في ظل تلك المفاجئات المتسارعة
في موقف ضعيف وخاسر لعدة أمور
منها: 1.
أن أمريكا خططت لقيادة
العالم من خلال طرحها للعولمة
وبقوة لتصبح هي المتحكمة في
الكرة الأرضية ومن عليها, هذا
المخطط سرعان ما ذاب في أيام من
تحرك الإرادة العربية. 2.
بعد الإطاحة بصدام الهدام
الذي كان عمليها الأقوى في
الشرق الأوسط, توهمت بأنها
تستطيع أن تبقي وتطيح بمن تريد
وهذا وهم السياسة والسياسيين. 3.
سيطرتها على الموارد
العراقية الأساسية وسرقة
الكثير منها أعطاها سوقا
للانفتاح في الشرق الأوسط مما
أوهمها أن المال محكوم من قبلها
وهذا وهم الاقتصاد الخداع. 4.
تواطوء الحكام معها بما
أوهموا به انفسهم ان أمريكا هي
التي تحميهم في كل حال ضرب بعرض
الجدار أمام سقوط الحكام وبيد
الشعب الأعزل فكيف لو مسك بيده
السلاح. 5.
الرفض العربي لأمريكا
وإسرائيل والذي تزايد يوما بعد
يوم نتيجة للجرائم التي تقوم
بها في مختلف البقاع قد خزّن
الحقد في القلوب العربية على
أمريكا والشعوب العربية حين
تتفجر ثوراتها لا يوقفها السلاح
ولا الغرب لأنها تمتلك إرادة
قوى من إرادة الشعوب الغربية
وحضارة اقدم من حضارة الغرب. 6.
قتل الشعب الأمريكي حرك
مشاعر الغضب على الحكومة
الأمريكية لأن الشعوب بطبية
الحال تبغض الدمار والقتل
والقتال ومنهج أمريكا يخالف
فطرة الإنسان مما أضعفها حتى
أمام شعوبها ولكن مشكلة تعلق
الشعوب الغربية بالمال والرفاه
يضعف إرادتهم. 7.
إنهيار اليابان بجنود الله
التي لا يعلمها إلا هو يعتبر
خطرا مهددا لكل الشعوب مهما
قويت ومهما أوهمت نفسها من
السيطرة على العالم. 8.
الإنتظار في القرارات
الأمريكية والتأني مع الأزمات
الحاصلة دليل على خروج وانفلات
الحبل من يدها في البلدان
العربية فأمريكا باتت لا تصرح
برأي سريع بل تتأنى الموقف كيف
يكون لتعطي رأيها ولذا فهي إلى
اليوم لم تبدي شيئا عن البحرين,
وتأنت في ليبيا لعل حليفها يقف
على قدميه من جديد ولكن حينما
تأزمت المواقف وضعف الحاكم
سارعت للتدخل كي تقول ان لنا
وجود. 9.
أوباما نتيجة ما يمر به من
الأزمات صار اليوم يتودد الى
امريكا اللاتينية وهذا أغضب
شعبها لأنها أهملت للمرات
الكثيرة فمع تواكب الأزمات في
العالم صار أوباما يزور أمريكا
اللاتينية ويتودد اليها وهذا
انما يدل على وصول غضب الثورة
الى أمريكا. فكانت
في هذه هي الأزمات التي مرت بها
الأرض تمثل (( رابح اكبر )) الا
وهو الشعوب العربية (( وخاسر
أكبر )) ألا وهم أمريكا وعملاؤها وإرادة
الشعوب لا تقهر وعزمهم لا يكسر نصر
الله المظلومين في مشارق الأرض
ومغاربها ولمن
يضيف المزيد فله ذلك لأنه مجرد
تحليل لا أكثر ومن الكتّاب
الأجلاء نتعلم,وفقكم الله ======================== عيد
الأم : هَرِمَ الأسرى ورحلت
أمهاتهم بقلم
/ عبد الناصر فروانة "
عيد الأم " .. والذي يصادف في 21
مارس / آذار من كل عام ، هو
مناسبة سعيدة تُكرَّم فيها
الأمهات وتُقدم خلالها الهدايا
الرمزية من الأبناء لأمهاتهم ،
وفرصة رائعة يجب أن (لا)
يُفَوِتها أي ابن لكي يُكرم أمه
بالطريقة التي يحببن أن يُكرمن
بها . فهي
الأم التي ولدت البنين والبنات
وسهرت على تربيتهم وتهذيبهم
ليكونوا جيلاً فعالاً في الثورة
وبناء المجتمع وتشييد الدولة ،
وتظل الأمهات طوال حياتهن يقمن
بالاهتمام بأبنائهن مهما تقدم
بهن العمر ، وتظل قلوبهن تتسع
لهموم الحياة والأبناء معاً ،
وتظل كل قواميس اللغة العربية
بحروفها وكلماتها عاجزة في أن
تفي الأم حقها . و "
عيد الأم " .. هو يوم مؤلم في
حياة الأسرى ، قاسي بقسوة
زنازين العزل الانفرادي ، مُر
بمرارة الحرمان ، شأنه شأن باقي
الأعياد التي تَمر عليهم وهم في
السجون ، حيث يضطرون لقضاء
ساعاته باستعادة شريط الذكريات
، وبين أيديهم مجموعة من الصور
كانت قد وصلتهم في أوقات سابقة ،
فيزداد ألمهم ألماً ، لا سيما من
فقدوا أمهاتهم . وإذا
كان من الواجب الاحتفاء ب "
الأم " في عيدها ، فان آلاف
الأبناء القابعين في سجون
الاحتلال الإسرائيلي قد حرموا
من القيام بذلك ، ومُنعوا قسراً
من تقديم الهدايا الرمزية
لأمهاتهم اللواتي لا زلن على
قيد الحياة ، ( لا ) بل ومنعوا من
تقديم التهاني والكلمات
السعيدة عبر الرسائل والهواتف ،
فيما المئات من الأسرى الأبناء
كبروا وهَرِموا وفقدوا أمهاتهم
اللواتي رحلن بصمت دون وداع
يليق بصبرهن وعطاءهن ومكانتهن ،
وحرموا وللأبد من الإحتفاء بهن
والقيام بالواجب تجاههن . أمهات
أسرى رحلن دون أن يلقي أبنائهن
ولو نظرة الوداع عليهن ، وتركن
أبنائهن في السجون ، خطفهن
الموت دون أن يقولن لنا ولهم
وداعاً ، رحلن عن الحياة بصمت
لظروف طبيعية أو جراء القصف
الإسرائيلي أو بسبب مرض مزمن
وخطير ألم بهن بسبب ممارسات
الاحتلال بحقهن وبحق أبنائهن
الأسرى وبسبب منعهن من زيارة
أبنائهن الأسرى لفترات طويلة. ويمكن
الجزم هنا بأن جميع " الأسرى
القدامى " فقدوا خلال سنوات
اعتقالهم الطويلة أحد الوالدين
وواحد أو أكثر من أسرهم وأحبتهم
، فيما بينهم " اللطيم " وهو
من فقد كلا الوالدين ، وواحد أو
أكثر من الأشقاء والأحبة معاً . هَرِمَ
الأبناء ورحلت الأمهات ويضيف
فروانة في مقالته : سنوات وعقود
طويلة مضت على اعتقال "
الأسرى القدامى " ، فكَبر
الأبناء الأسرى وهرم البعض منهم
، ورحلت أمهات عشرات الأسرى
القدامى المنتظرات لعودتهم
التي لم تتحقق بعد،.. فأي عيد هذا
بالنسبة للأسرى الذي يزيد من
ألمهم ألماً ، ومن حزنهم حزناً ،
فيضطرون رغماً عنهم إستحضار
مشاهد طويلة وذكريات جميلة
عاشوها مع أمهاتهم ، وكلمات
سمعوها من أفواههم في طفولتهم
وشبابهم . وهم
ليسوا وحدهم الذين يستحضرون
أمهاتهم الماجدات ، بل ونحن
معهم نستحضرهن ونستذكر كلماتهن
وصرخاتهن ونعيد للذاكرة مشاهد
رؤيتهن أمام بوابات السجون وعلى
شبك الزيارات وفي الإعتصامات
أمام مقار الصليب الأحمر ، وفي
المسيرات والفعاليات وهن يحملن
صور أبنائهن ويطالبن بحرية
أبنائهن الأسرى . نستحضر
مجموعة من أمهات " الأسرى
القدامى " اللواتي رحلن دون
ان يتحقق حلمهن باحتضان أبنائهن
، نستحضر والدة عميد الأسرى
نائل البرغوثي من رام الله
والمعتقل منذ 33 عاماً ، ووالدة
الأسير فخري البرغوثي ثاني أقدم
أسير ، ووالدة الأسير أكرم
منصور من قلقيلية ثالث أقدم
أسير ، ووالدة عميد أسرى القدس
الأسير فؤاد الرازم التي تمكنت
من زيارته بسجن "أهلي كيدار"
للمرة الأخيرة قبل رحيلها عبر
سيارة اسعاف حيث كانت ترقد على
سرير الموت في غرف العناية
المركزة ، وكذلك والدة الأسير
رزق صلاح من بيت لحم والتي زارت
ابنها هي الأخرى في سجن بئر
السبع عبر سيارة اسعاف . نستحضر
والدة الأسير سعيد بدارنة من
الخليل ، ووالدة الأسير صالح
دار موسى من رام الله ، ووالدة
الأسير أحمد كميل من جنين ،
ووالدة الأسير المقدسي الكفيف
علاء البازيان ، ووالدة
الأسيرين موسى وعايد دوين من
بلدة دورا في الخليل . نستحضر
والدة الأسير مؤيد عبد الصمد من
طولكرم والمعتقل منذ العام 1987 ،
التي توفيت في يوم الأسير
الفلسطيني 17 ابريل عام 2006 . نستحضر
من قطاع غزة والدة الأسير غازي
النمس ، ووالدة الأسير أيمن
الفار ، ووالدة الأسير محمد حرز
، ووالدة الأسير أشرف البلعلوجي
، ووالدة الأسير اسماعيل بخيت ،
ووالدة الأسير عبد الهادي غنيم
، ووالدة الأسير فريد القيسي ،
ووالدة الأسير محمد الفار ،
ووالدة الأسير محمد السكران
ووالدة الأسير روحي مشتهى . والقائمة
هنا تطول وتطول ، وبالتأكيد فان
الذاكرة لم تسعفنا في استحضار
الكل ، لكننا نسجل جُل احترامنا
وتقديرنا ووفائنا لهن جميعاً
ونسأل الله عز وجل أن يسكنهن
فسيح جناته وأن يلهم أبنائهن
الأسرى وأحبتهن الصبر والسلوان
. "
الموت " لم يقتصر على أمهات
الأسرى القدامى .. و"
الموت " لم يقتصر على أمهات
" الأسرى القدامى " وهو
مصطلح يُطلق على الأسرى
المعتقلين منذ ما قبل العام 1993،
بل طال وخطف أمهات وأشقاء
وشقيقات وأحبة مئات الأسرى
الآخرين ، وفي هذا الصدد لا يمكن
الحديث عن أمهات أسرى رحلن ، دون
استحضار " خنساء فلسطين "
الحاجة " ربحية القني " أم
مازن ، من قرية كفر قليل جنوب
نابلس، التي تمنت أن ترى
أبناءها الخمسة المعتقلين في
سجون الاحتلال الإسرائيلي وقد
جمع الله شملهم في سجن واحد
لتتمكن من زيارتهم معاً ، لكن
الموت خطفها عام 2009 قبل أن تتحقق
أمنيتها . " أم
مازن " الأم التي عاشت لأجل
فلسطين وأرضعت أبنائها حليب
الثورة وغرست فيهم حب الوطن ،
فاعتقل الأبناء وتشتتوا ما بين
السجون ورحلت الأم قبل أن تكتحل
عيناها برؤية أي منهم . فيما
تُعتبر الحاجة المسنة " مريم
أبوعطوان " من بلدة دورا غرب
الخليل هي آخر من رحلن من أمهات
الأسرى ، حيث خطفها الموت مساء
يوم الخميس الماضي إثر اصابتها
بنزيف حاد في الشريان التاجي
أثناء ذهابها إلى سجن " ريمون
" لزيارة إبنها الأسير منيف
أبو عطوان المحكوم بالسجن
المؤبد خمس مرات بالإضافة إلى 20
عاماً . الأسرى
يبدعون ... في احياء الذكريات وبالرغم
من غيابهم القسري في سجون
الإحتلال ، إلا أنهم يبدعون في
احياء الذكريات وابتكار وسائل
جديدة لتكريم أمهاتهم من خلال
رسم صور ولوحات معبرة وصنع
مجسمات صغيرة ، أو مدحهن
ورثائهن بمجموعة كلمات أو بضعة
أبيات من الشعر والقصائد
النثرية . ولعل
الأسير " فؤاد الرازم "
المعتقل منذ يناير 1981 ويحمل لقب
عميد الأسرى المقدسيين ، قد
اختصر في رسالة له شعور أبناء
الأسرى الذين لم يتمكنوا من
توديع أمهاتهم ورسم القبلات
الأخيرة على جبينهم بسبب السجن
وقهر السجان ، فيقول : ( رحلت أمي
من البيت فلمن أعود .. ؟! من
سيعانق الصدر الذي بالشوق أعياه
؟! يد من سألثم كل صباح .. ؟!
وبحنان من سأرتوي .. ؟ ) وهناك
مشاهد مؤلمة وقصص كثيرة لأمهات
أسرى لا يزلن على قيد الحياة ،
وقد حرموا من رؤية أبنائهن
الأسرى منذ سنوات طويلة ،
وممنوعين من زيارتهم تحت حجج
أمنية ، ف ( لا ) زيارات و ( لا )
تواصل و( لا ) لقاءات حتى في
لحظات الاحتضار والموت والوداع
الأخير .. كل شيء ممنوع ... أبناء
يتألمون في غياهب السجون ،
وأمهات يخشون شبح الموت والرحيل
قبل أن يعانقوا أبنائهن ..
ويرددن دعائهن المشهور "
اللهم امنحنا طول العمر لنرى
أبناءنا أحراراً وان نضمهم قبل
الرحيل " . نسأل
الله أن يمد بأعمارهن وأن يتحقق
حلمهن باحتضان أبنائهم ولو لمرة
واحدة قبل الرحيل الأبدي وقبل
أن يختطفهن القدر والموت المحتم
... مع خالص تهانينا لأمهات
الأسرى اللواتي لا يزلن على قيد
الحياة وكل عام وهن جميعاً بألف
خير . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |