ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

نظام بلا ذمة ولا ضمير

محمد فاروق الإمام

النظام السوري أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه نظام بلا ذمة ولا ضمير، فلم يجف بعد حبر وعوده التي أطلقتها نيابة عنه مستشارة السيد الرئيس بثينة شعبان، التي قالت في بداية مؤتمرها الصحفي بأن السيد الرئيس بشار الأسد يحب الشعب السوري حباً شديداً وأنه حزن حزناً لا حدود له للدماء التي سالت في درعا وأنه يتقدم بتعازيه لذوي الشهداء وأنه سيعمل على دمل الجراح من خلال قرارات إصلاحية تتناغم مع مطالب الشعب وأمانيه، وأنه أمر كل القوى الأمنية المسلحة بعدم استعمال إطلاق النار حتى ولو اعتدت الجماهير عليهم، وجاء الالتزام بهذه الوعود فوراً حيث فتحت قوى الأمن النار على القادمين من بلدة الصنمين، الذين كانوا يحملون غصون الزيتون ويهتفون سلمية.. سلمية، لتقديم العزاء لأبناء عمومتهم بشهدائهم الذين سقطوا بنيران الأمن السوري، ليضيف رجال الأمن شهداء جدد إلى سجل قائمتهم السوداء، التي أدمت قلوب السوريين في كل البلاد السورية، غير آبهين بأوامر السيد الرئيس التي على ما يبدو لا تشمل دائرة رجال الأمن المحصنين الذين يدينون بالولاء لملوك العصابات التي تحكم سورية بالفعل والذين هم خارج دائرة الولاء لرئيس الجمهورية بشار الأسد، وما يؤكد لنا ذلك الصمت المطبق من قبل الرئيس بشار الأسد وعدم التعليق من قبل مستشارته العتيدة بثينة شعبان، على ما سقط من شهداء وما سفك من دماء في يوم واحد.

هذا الحال يؤكد دعاوي الإعلام السوري بأن من كان وراء أحداث درعا وسقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى كان من فعل عصابة غادرة رجالها مقنعي الوجوه نفذوا أوامر ملوك العصابات التي تحكم سورية حقيقة والمتعددة المسميات (الحرس الجمهوري، مخابرات أمن الدولة، المخابرات العسكرية، مخابرات فرع فلسطين، مخابرات القوى الجوية، الأمن السياسي، فرع مكافحة الإرهاب، زعران شبيبة الثورة، مافيا المال المنهوب والفساد وغيرهم)، إضافة إلى ما جيّشت هذه العصابات من مخبرين وبلطجية، وما استقدمت من قتلة من خارج الحدود للاستعانة بهم عند رفض الشرفاء من مجندينا العسكريين توجيه بنادقهم إلى صدور السوريين، ليقوم هؤلاء بفعل ذلك بدم بارد، كما أكد على ذلك شهود عيان من أهلنا في درعا.

الشعب السوري لم يخذل إخوانه المفجوعين بأبنائهم في درعا، فانتفضوا على قلب رجل واحد في جمعة الانتصار من شمال سورية حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها غير آبهين برصاص الغدر الأمنية التي حصدت العشرات وجرحت المئات، لتصبغ الدماء ميادين وساحات النضال في دمشق واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور وحلب وتل منين ودوما ومضايا والمعضمية وكفر سوسة، ليسجل يوم الجمعة ذروة الغضب السوري ضد النظام السادي الذي يحكم سورية منذ العام 1963 بقيادة حزب البعث الشمولي الإقصائي.

وهكذا دخلت سورية في أتون ثورة فرضها النظام عليها وقد أغمض عينيه وصك أذنيه عن كل المناشدات المطالبة بالإصلاح والتغيير عبر الوسائل السلمية، غير مبالياً بكل نصائح العديدين من القادة من محبي سورية والمشفقين عليها والذين كان آخرهم رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، والقائد الوطني عصام العطار، والقاضي هيثم المالح، والمفكر عارف دليلة، والمناضل رياض الترك، والنائب رياض سيف، والمفكر ميشيل كيلو، ورسائل عديدة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني السورية والعربية والدولية، وكل الأطياف السياسية المعارضة السورية، دون أن تجد كل هذه المناشادات أي آذان صاغية من قبل النظام السوري الذي كان يدير ظهره لها بكل صلف وغرور، معتمداً على ما يملك من عصابات أمنية ومال منهوب وغوغاء من الهتافين والمطبلين والمصفقين.

أخيراً نقول للسيدة بثينة شعبان مشفقين عليها وعلى سيدها بشار الأسد أن الشعب السوري ليس جائعاً لتلقوا إليه بالفتات، فلم نسمع أن أحداً من السوريين مات من جوع، ولكننا سمعنا أن عشرات الألوف من السوريين ماتوا بمقاصل ومشانق ورصاص غدر العصابات الأمنية، التي صنعها النظام ورباها على عينه حتى إذا ما سمنت تمردت عليه وصارت عبئاً عليه وعلى البلاد.

ومن قلب مشفق أقول ليس أمامك يا بثينة شعبان وأمام سيدك بشار الأسد إلا طريقين إما الانضمام إلى صفوف الجماهير الثائرة وتحمل كل النتائج المترتبة على ذلك، ودخولك ودخول سيدك من أوسع بوابات التاريخ الذي سيذكركم ولا شك في قائمة العظماء، أو الرحيل الآمن من سورية وترك الشعب السوري ليتعامل مع هذه العصابات التي خبر قوتها وضعفها ويعرف كيف يتعامل معها، وكيف سيحرر سورية من شرورها وآثامها. 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ