ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 (( أشباح)) و((فضائيون))

يقتلون الشعب السوري!!!..

جلال / عقاب يحيى - الجزائر

       عندما أتحفنا القذافي بهلوساته تمتّع الناس بها أياماً وهو يصف ثورة الشعب بالملهوسين، المخَدرين، فالقاعدة..وقلنا هي قذافيات إبداعية ضاهت الإعلام المصري الرسمي وهو يريد رسم صور "عناصر غريبة" بين المتظاهرين، أو تفقيسة علي عبد الله صالح عن وجود غرفة عمليات أمريكية إسرائيلية سرعان ما لحسها في اليوم الثاني..

     بعض(المًعجبين) برصانة، ووقار، وعقلانية مملكة الرعب السورية لم يتخيّلوا أبداً أن يبزّ النظام الجميع فيسبقهم ويسجل عليهم تفوقاً، كما تفوّق في ميادين اختصاصه : القمع والقتل، حتى صار حاكم ليبيا أثراً بعد عين في قائمة القتلة الحكام .

    أبداً، وقد خبرنا سنوات طويلة فبركة الخصوم والتحقيقات والمخططات ومسرحة الأحداث، أن ينزل النظام السوري إلى هذا الدرك التعيس، اللهم إلا إذا كان من النوع الخارق الذي يعرف ما يدور في عالم الأشباح، والفضاء، وربما يكون قد اتصل بفضائيين، أو مسكهم بالجرم المشهود وهم يندسون، فيقنصون، فيقتلون المئات بدقة يحسدون عليها، وبنوع من الرصاص يقسم بعض الأطباء (الشرفاء لمهنتهم) أنهم لم يعرفوها بسورية ولا في خبرتهم، وأنها مستوردة من جهات خارجية، مثلما أقسمت بثينة، ورهط الموظفين المُخبرين في القائمة الطويلة المُجهزة(لليوم العظيم) !!! ..بأن القتل نتاج المدسوين، المجهولين الذين لا أحد يعرف كيف اخترقوا جدران قلاعهم التي افتخروا كثيراً بإعلاء جدرانها، وبقدرتهم على سماع دبيب النملة، وهمسة الذبابة، ورعشة المذعورين في أسرّتهم، ذرات الهواء التي يتنفسها المواطن المطيع، القنوع، الساكت !!! ..

أبداً ما تخيّلت أن الأشباح بهذا الحقد الكحلي علينا، وكأنّ بينها وبين شبابنا المسالم، عاري الصدر.. ثارات قديمة مخبوءة في سراديب الانتظار والإعداد، فراحت تقنص، وتتسلل ولا يراها أحد.. وما ظننت أن تطور نظامنا وصل إلى هذا المستوى من التقدّم العلمي والتقني، وفي عالم التجسس والبصبصة والاستشعار حتى يقبض(بالجرم المشهود) على فضائيين نزلوا من كواكب سحيقة البعد وراحوا يقتلون البشر بالجملة، وبتصويب نحسدهم على دقته، وقدرته على الإماتة المباشرة، وليعذرنا النظام على تخلفنا وعدم قدرتنا على فهم المستوى الذي وصل إليه، وإيغاله البعيد في عوالم الغيب والفضاء والماورائيات . ليعذرنا ويرحمنا فنحن في جهل رضينا به، والأهم من ذلك أن أبحاثه، مثل إعلامه وآلياته الداخلية، شديدة السرية، ولا يعرف بها سوى النفر(المؤمن) بفذاذته، ولعله محق.. فمثل هذا الإيغال الاكتشافي يجب أن يبقى سرّ الأسرار، لأنه إن كُشف سيكون هدف المؤامرة الإمبريالية، الصهيونية، العالمية، المذهبية، التي تغار من إنجازات النظام وإبداعاته، والتي تخشى أن يحقق سبقاً لم يجاره به أحدٌ أبداً ..فكيف وهو يثقب فضاءات الفضاء ودهاليز الغموض ويقبض، استشعارياً، على تلك القوى الخفية الحاقدة ؟؟؟؟ ..

*******

    لكن ما (جريمة) شبابنا الذي خرج لانتزاع حقوقه، بل الذي انفجر مخزونه ولم يعد يطيق الصبر وهو لا يعرف أن الأشباح تتربّص به قتلاً، وتقطيعاً للأوصال، وانتقاماً أسود يشبه أفلام الرعب الناجحة ؟؟.

ما جريمتهم والنظام لم يعلمهم مسبقاً بأن غزاة الفضاء اختاروا سورية الأسد، وسورية العزة، والممانعة من بين دول، وأمم، وأنظمة الدنيا قصداً، وبتخطيط مكين لقتل مئات الشباب، وتأليب الأوضاع على النظام، وعلى الوحدة الوطنية، وما يقوم به من إنجازات خارقة ؟؟..

ما ذنبهم أن النظام لم ينذرهم وإلا لظلوا قابعين في يأسهم وبؤسهم وانتظارهم حتى تقوم الساعة، بل لأكثروا حينها من تقبيل أيادي النظام وقلبه الكبير الحريص على كل نقطة دم في شعبه، ولبزّوا، بالتأكيد، فقيهنا الكبير البوطي، وعلامتنا الفطحلي مفتي الجمهورية، ورجال إعلامنا السابقين عصر الفضائيات وثورة المعلومات، الباحثين عن الحقيقة في أعالي الفضاء، وكهوف انطلاق الأشباح ؟؟!!..بل لكانت سورية البلد الحبيب وفّرت شلال الدماء ومنظر مستشارتنا الذي يستجلب البكاء والغم، وغياب رئيسنا المحبوب أياماً وهو يحضّر التحضير لقرارات التغيير ؟؟ ..

******

العجيب الغريب، المريب أن تلك الأشباح، وأولئك الفضائيين يملكون قدرات خارقة على القفز والطيران من ساحة لأخرى، ومن مدينة إلى قرية، بل ومن زنقة قذافية إلى أختها، فتراهم في درعا البلد، ودرعا المحطة، ودرعا المدينة يفتكون بالعشرات، ثم ينتقلون إلى جاسم وطفس والصنمين ونوى وبصرى، وبعد أن يكرعوا مشروباً غير معروف المصدر(لأنهم يتكلمون لغة غريبة) نراهم في دوما والمعضمية والتل، بل ويتجرأون على اقتحام الجامع العمري وبعثرته بالدماء، ويستفشرون في اختراق الأموي الجامع فيسيدون ويميدون، وإذ بهم ينتشرون في مرجة شامة الدنيا فيقتلون ويستبيحون، وإلى قبر الشيخ محي الدين يرتحلون على الطاير، فنراهم في أزقة دمشق وساحاتها، وضواحيها وغوطتها ودوما والمعضمية والتل.. إنه غزو مدروس مدسوس.. وفي حمص يعربدون في (ديك الجن) وكأنهم يرقصون رقصة الحرب التي تقدّم فيها القرابين من الشباب، حتى أن شاهداً لا يأتيه الباطل من بصاصي النظام أقسم أنه رآهم يقتلون الشاب الذي اشرّأب دفينه فمزّق صورة الخالد، ويتجهون إلى الآخرين لتأديبهم . وأقسم رفاق آخرون لذلك البصاص القدسي أنهم انتقلوا في اللحظة ذاتها إلى بانياس وجبلة، ومروا بطرطوس على عجل وكأنهم يتأهبون لفتح اللاذقية فتحاً مبيناً يؤدّبها إلى يوم الدين، هذه المدينة التي كانت عصيّة عليهم، المحصنة، المدججة بفرسان الحب والتسامح والتحضّر..فنجحوا في اقتحام اللاذقية في لحظة طُفئت فيها الكهرباء بفعل فاعل(أكيد من أحدهم).. وهات يا قتل، وهات يا ذبح، وهات يا هصر وحصار وكأنّ بينهم وبين اللاذقية تاريخ انتقام .. وفي حماة ظهرت الأشباح القاتلة تلاحق المنتفضين فتصطاد ما انتقت منهم، وهي تلوّح لهم علانية بصور أمسهم وتنذرهم بالمدلهم من المجازر إن لم يقدّموا قرابين الطاعة، ثم في حلب الشهباء، وفي إدلب وجسر شغورها، ودير الزور، والرقة، والحسكة، والقامشلي.. ونظامنا المسكين ما بيده حيلة سوى الصراخ والاستنجاد فهؤلاء من الجنس الخارق الذين لا يُرون لا بالعين المجردة ولا برادارات النظام المتطورة، وهو يرفض الاستنجاد بالخارج خوفاً من الاتهام بالعجز.. واتهام العجز يحمل مداليل فظيعة ..

تقول تدمر : ما ظننا الأشباح يصلون البادية فينبشون قبور التاريخ ـ الأمس.. جثث النثار في رمال النثار، فتردّ سلمية وصلوا إلينا، وحقدهم بنّي، جاف كسنوات القحط، وزوابع الغبار الذي يعمي بصيرة سلطاتنا المسكينة فلا ترى شيئاً، بل إنها لا تسمع أزيز الرصاص.. ولم يعد بإمكانها تصوير الجثث المتناثرة.. لأن(كاميرا) القائد الصغير امتلأت وشبعت.. وقد حاول(المغوار) القبض على الغزاة فما استطاع، فاكتفى بتصوير أفعالهم بأمل أن يعدّ العدّة لمحاسبتهم وتطهير البلاد من آثامهم قبل أن تغرق بالدماء، أو بسموم رياح السموم.. فيأتي المقسوم .

*****

      الغريب العجيب أيضاً أن أشباح القتل، وغزاة الفضاء القتلة لم يستهدفوا مظاهرات التأييد العفوية التي خرجت حرصاً على البلد وأمنه واستقراره، ولا رجال الأمن الأمناء على حياة وحرية المواطن والبلد، وكأنهم أشفقوا عليهم فتركوهم يشفطون ويزمرون ويقربعون ويهتفون.. حزناً على أرواح من قتل، ودعاء لمن جُرح بالشفاء العاجل، والحقّ أنه لولا تصريحات بعض المسؤولين المسؤولة، والموظفين النجباء.. لما عرفنا ببعضّ الضرّ الذي وقع ببعض المساكين من أجهزة الأمن وهم يقومون بواجب حماية الشباب، والذود عن وطن يتعرّض لغزو مجهول !!!..

****

    سيتحفنا النظام أكثر وهو يفتّح وعينا نحن المتخلفين، وهو يعلمنا كيف نكتشف الحقيقة ولو كانت إبرة في بيدر تبن، كما سيدلنا المحقق حسون : مفتي الجمهورية على بعض بصمات تلك الأشباح والفضائيين، فقد أتعب نفسه وحضر جلسات التحقيق الدقيقة التي أمسكت عنق الحقيقة.. ولأنها خطيرة، وعظيمة يجب ضخّها على دفعات كي لا يصاب شعبنا المرهف بصدمة ترويع (تعيده إلى المربّع الأول) ..

نعم سنكتشف كل يوم الجديد عن هؤلاء الذين لا لون ولا شكل ولا هوية لهم.. الذين يتولون قتل شبابنا بتركيز وتخطيط.. وكأنهم جزء من مؤامرة كبيرة على النظام.. الحريص على حق الشباب المنتفض بالتعبير.. كي يمنعوه من المضي في خلوة ترتيب الإصلاحات المصلحة، والإجراءات المجروءة .

   إنها مؤامرة كونية التقت على هدف واحد : منع نظامنا من حماية الشباب..وإظهاره وكأنه ليس ذلك الغضنفر الذي صال وجال في مرابعنا عقودا فما كلّ، وما تعب، وما ظهر منه زبد الغضب، ولا نرفزة حمل مسؤولية تنوخ الجبال لثقلها.. مما يجعلنا فعلاً، ورغم نزيف الدم، ومناظر الموت نذرف دمع الرحمة عليه فنحن شعب طيّب سريع النسيان..ويعذر عدم قدرة نظامنا على حماية الشعب، وعلى عجزه في وضع حدّ للغزاة الشبحيين والفضائين، فنحن في الأول والأخير بلد عربي، ومن العالم الثالث..وقد علّمنا الدرس، أو فرض علينا بعض التواضع .

*****

سيذكر الشعب كثيراً معمر القذافي، ويستعيده ذكريات وأغاني، ومواويل تندٍّر.. لكن نظامنا العبقري سيحاول طمسه لأنه فريد عصره، ولأنه لا يقبل أن ينافسه أحد في الإبداع، والريادة ..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ