ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قليلاً من الحياء يا أجهزة الإعلام السورية!!

محمد فاروق البطل

كأن أجهزة الإعلام السورية وصحفها ومجلاتها  الرسمية لم يكفها خلال خمسين سنة، أن تمجد الفرد، وتؤله الحاكم، وتضفي عليه صفات العصمة والعظمة والبطولة الخارقة. وتنسب إليه المعجزات والخوارق، وتنشد بين يديه الأماديح والأشعار، مما يفتري به المنافقون الكذابون، ومما يدبجه الشعراء الممسوخون.

وفي الوقت الذي تمارس تلك الأجهزة هذه العملية التدجينية السيئة خلال العقود الماضية فإنها تمارس اليوم سخرية من شعبنا الحر في سورية، وتشوه صورته، وتكذب عليه، متابعة لمعلمهم الطاغوت الذي زعم زوراً واستكباراً أن الشعب السوري يحتاج إلى أجيال حتى يتأهل للديمقراطية!! ويبدو أن هذا الطاغوت الفاشل قد تعلَّم الديمقراطية في بريطانيا، فأراد لشعبه أن يقتفي أثره، ويذهب إلى حيث ذهب ليتتلمذ على أيدي البريطانيين، ويكتسب منهم، حتى يكون مؤهلاً للديمقراطية...

وكنماذج لهذه السخرية والتشوية أذكر الصور التالية:

النموذج الأول:

في الرابع من الشهر الجاري (نيسان) كنت أُقلِّب بين القنوات الفضائية فاستوقفتني قناة تُسمّي نفسها (سوريا بلدنا) ولشدَّ ما كانت دهشتي حين وقع نظري على عنوان في أعلى الشاشة يطرح الاستفتاء التالي على أبناء شعبنا الحر الأبي: هل أنت مع بقاء قانون الطوارئ أم مع إلغائه؟!،  وتزداد دهشتي واستغرابي وألمي: أن تكون النسبة ـ كما تزعم القناة الكاذبة ـ هي التالية ـ 80% يطالبون ببقاء القانون الظالم و 20% يطالبون بإلغائه!! و تساءلت في  نفسي هل هناك إهانة تلحق بشعبنا كهذه الإهانة؟! وهل هناك تزييف لإرادة شعبنا أصرخ وأوقح من هذا التزييف؟!.

وأتساءل أيضاً هل هناك شعب يرتضي الذل  والهوان طائعاً غير مكره؟! هل هناك شعب يرتضي أن يكون عبداً أسيراً في ظل هذا القانون الذي يطلق لرجال الأمن الحرية في البطش بهذا الشعب وظلمه، يملكون عليه قراره، يصادرون حريته، يزيِّفون انتخاباته، يكمِّمون أفواهه، يملكون سجنه في أي وقت، يستولون على بيته وماله في كل حين. يغتصبون ابنته وأخته وعرضه إن كان مطلوباً لهم فلم يجدوه، ثم لا يملك أي أحد أن يقول: لا...! ولا يملك أن يلجأ إلى محكمة! ولا يستطيع أن يستعين بمن ينصره! وقد وصل للتو رسالة عبر الإيميل من داخل سوريا لشاب غاضب مقهور يسأل: ماذا عساي أن أفعل؟ اعتقلوا أبي وقتلوه! أخذوا أمي وقتلوها، أخذوا أختي واغتصبوها... ثم تريدون من الشعب المقهور أن لا يثور أيها الأفَّاكون؟!

هل يَعقِل هؤلاء القائمون على هذه القناة ومصمموا هذا الاستفتاء ما يعنيه قانون الطوارئ؟! إنه يعني فيما يعنيه: (تعيين حاكم عرفي يملك أن يتسلط على الأرواح والأعراض والأموال والحريات والمساجد والنقابات) فرض الأحكام العرفية ـ الاستبداد ـ الديكتاتورية ـ إصدار القوانين التعسفية، تبرير المظالم، انعدام الحريات ـ تزييف الانتخابات ـ تأميم الصحافة ـ تأميم الأقلام ـ كم الأفواه ـ نشر قوات الأمن في كل مدينة وكل قرية ، بل وكل بيت ـ إسقاط حصانة القضاء المدني ـ تشكيل المحاكم الاستثنائية والعسكرية ـ  التصنت على الاتصالات والمكالمات ـ الاعتقال التعسفي ـ التعذيب الوحشي مع ضمان الحصانة للجلادين الوحوش حتى لا يلاحقوا أمام القانون والقضاء، إلصاق الاتهامات جزافاًـ  إلغاء الأحزاب ـ عدم الاعتراف بالآخر ـ إلغاء دور منظمات المجتمع المدني ـ إعدام أصحاب الرأي الآخر بموجب قانون 49.

وأخيراً وليس آخراً الحاكم الفرد الديكتاتور وبطانة السوء من حوله يملكون كل شيء ،  والشعب لا يملك أي شيء ، مسلوب الحرية والإرادة والقرار.

إذا كان هؤلاء الجهلة الممسوخون لا يعرفون هذه الكوارث والمآسي بحكم عبوديتهم ونفاقهم واستخذائهم، أو بحكم انتهازيتهم وضمان مصالحهم، فلْيسألوا الأحرار الذين اكتوَوْا بنار هذا القانون الظالم الغاشم البشع المهين النافذ منذ خمسين سنة ، اسألوا السجون التي غصَّت بالأحرار! اسألوا المنافي والمهاجر في أصقاع الأرض والقارات الخمس التي شُرد فيها مئات الألوف! اسألوا أعواد المشانق في تدمر! اسألوا المزة، اسألوا أقبية السجون والزنازين، اسألوا الأيامى والثكالى! اسألوا الأيتام! أسالوا الآباء والشيوخ الذين حرموا العيش مع أبنائهم، ووداعهم قبل الرحيل... كل هؤلاء ضحايا قانوان الطوارئ والأحكام العرفية، والمحاكم العسكرية والاستثنائية، وأوامر الحاكم العرفي...وقرارات محكمة الأمن القومي الظالمة الجائرة.

قانون الطوارئ بين أيدي الطواغيت هو الظلم المحض، هو قانون يبرر لهم سحق الأحرار، هو الاستبداد المقنَّن، هو الديكتاتورية المتجبرة الطاغية، هو التأله الزائف، إنه صياغة جديدة لفرعون العصر الحديث، والذي تمثله الآيات الكريمة على لسان فرعون الأول: [فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى] {النَّازعات:24} . [وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي] {القصص:38}  [قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ] {غافر:29}.

بالتأكيد لا يمكن لأي شعب حر أبي أن يقبل به، فضلاً عن شعبنا السوري الكريم الذي يعشق الحرية، ويرفض الظلم، ويأبى الضيم... خسئتم أيها العبيد المأجورون! أن يكون شعبنا في سورية على النحو الذي تكذبون! وبالصورة التي تزيفون! وبالثقافة التي تنافقون!.

إن كنتم لا تعرفون شعبنا فاقرأوا تاريخه... اقراوا أمجاده عبر التاريخ... اقرأوا حضارته التي نشرها في الآفاق... اقرأوا أيام كفاحه مع الطغيان والاستعمار.

شعبنا في سورية الحرة الأبية رباه الإسلام على العزة والكرامة، رباه على عقيدة (لا إله إلا الله ) (الله أكبر) رباه على ثقافة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) رباه على أن لا يركع إلا لله، وأن لا يسجد إلا لله، و أن لا يخاف إلا الله...

* النموذج الثاني:

كم سخر شعبنا في سورية؟ بل كم سخر العالم من تلك الصور الإعلامية المؤلمة المحزنة، دماء تسيل في درعا! ورئيس يدخل البرلمان ضاحكاً! والنواب المصنوعون يصفقون في أكثر من /45/ مرة، ومما زاد من بشاعة الصورة أن أحد هؤلاء المنافقين الممسوخين يخاطب رئيسه قائلاً: سورية قليلة عليك يا سيادة الرئيس! والعالم العربي قليل عليك...! أنت أهلٌ لتحكم العالم!! وأصنام المسرح الهزلي يصفقون. ذكرني هذا الموقف البشع المشين بموقف لا يقل سوءاً وبشاعة  حيث حكى لي أحد أعضاء القيادة القطرية للحزب المشؤوم حزب البعث أن العقيد صلاح جديد كان صاحب شخصية عسكرية مستبدة ومهيمنة، وكان يدير إحدى جلسات مجلس الثورة، و يبدو أنه قد تعب، فرفع يده يطلب النادل، ليأتيه بفنجان قهوة، , وإذا كل من كان في المجلس ـ وبغير وعي ـ يرفع يده ظناً منهم أن ثمة تصويت بـ (نعم) ويسألهم: على ماذا رفعتم  أيديكم؟! أنا رفعت يدي أطلب النادل، ليأتيني بفنجان قهوة، وقد أجهدني التعب، لكنهم لم يحيروا جواباً، هذه هي حقيقة مجالسهم المسماة كذباً وزوراً مجلس الشعب، يتم اختيار مَن يحسن التصفيق والهتاف والتهريج والنفاق وقول: نعم. وقد طُرد من هذا المجلس من لا يحسن أداء ذلك.

أنا لا أدري كيف سيُكتَب تاريخ سورية الحديث في ظل هذه الطغمة الحاكمة، وهذا الإعلام المزيف، وهذه الصور المعلنة التي تشوه صورة الشعب السوري، وتزيف حقيقته، وتغيِّب الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبنا في سورية: من ظلم، واستبداد، وفساد، وديكتاتورية، ونفاق، وقهر، وعيش تحت خط الفقر، وسجون تغص بنزلائها، وحريات تُنتهك، وأفواه تُكمَّم، وأعراض تُستباح، وكرامات تُداس، و قوانين تُعطَّل، و(أمن) ظالم غاشم، ينتشر في كل مكان، يتصنت على كل مكالمة أو اتصال، وسجون تغص بنزلائها.

* النموذج الثالث:

أسائل أجهزة الإعلام السورية: هل من أحد في العالم صديق أو عدو صدَّقكم فيما كذبتم وافتريتم على أطفال درعا الأبرياء الذين هم في عمر الورود وقد قال رئيسكم: إن هذه العصابات قد تلقت أموالاً، ونفذوا مخططات خارجية وهم على اتصالات مشبوهة!! وردد الببغاوات من الإعلاميين ومِن بعد الرئيس نفس الاتهام ونفس الكذب.

ثم عمدتم إلى أكذوبة أخرى أن سورية مستهدفة، وأن هذه المظاهرات تأتي استجابة لمؤامرات خارجية، وزدتم في الكذب أكثر فقلتم: إنها عصابات مسلحة تطلق النار، وأخرجتم صوراً زائفة مفبركة لملثمين يطلقون النار، وقيل لكم: الملثمون رأيناهم، لكن أين هم المتظاهرون الذين يطلق النار عليهم؟! ومن أول يوم في تاريخ هذه الثورة الحرة الشبابية الأبية قلتم: من أطلق النار فلسطينيون، ثم قلتم: إنهم جاءوا من لبنان ومن مخيم نهر البارد! في كل يوم، بل في كل ساعة لكم أكذوبة مفتراة.

وفي الأيام القليلة الماضية قلتم: عصابات مسلحة تطلق النار على رجال الأمن والشرطة والمتظاهرين ؟! قد تكونون في هذه المرة صادقين! لكن من هذه العصابات! إلى الآن لم تعرضوا على شاشة التلفاز أي عصابة؟ ثم من أين جاءوا بالسلاح ؟ وأنتم تحتكرون السلاح منذ أن تسلمتم حكم البلاد؟ والشعب كله أعزل وميليشياتكم هي وحدها المسلحة ، وأجهزة الأمن والجيش الشعب وأفراد ا لحزب ، و أنتم تعرفون البقية المسلحة...

وأخيراً وليس آخراً ، يبدو أنكم شعرتم بإفلاسكم الإعلامي وقد حاصرتكم أجهزة الإعلام العالمية التي منعتموها عن تغطية الأحداث وتوثيق الأخبار لتنفردوا بنشر الأكاذيب ، وتعرضوا ما تريدون تضليلاً للرأي العام العالمي نعم يبدو أنكم من أجل ذلك رجعتم إلى أرشيفكم القديم ، وتستخرجوا منها اعترافات أخذتموها تحت التعذيب الوحشي والصعق الكهربائي وتقليع الأظافر والتهديد بالأعراض و... لكني أحيطكم علماً أن الزمن قد تغير وأجهزة الإعلام تفضحكم وتصور مخازيكم وتنشر صور الأطفال الذين جلدتم أبشارهم

كل هذه الاتهامات تكيلونها جزافاً لشعب عاش الظلم والقهر والفساد بحكم قانون الطوارئ الذي يعطي فئة قليلة حق التحكم في رقاب البلاد والعباد.

أكثير على هذا الشعب أن يثور؟ أن يرفع صوته؟ أن يتألم؟ إن شعبنا لم يرفع إلا شعار حرية... حرية...وها أنتم أخيراً اعترفتم أن مطالب الشعب مشروعة وعادلة ، وأنه لابدَّ من إصلاح الأوضاع، لماذا حين يطالب الشعب بالحرية والإصلاح تتهمونه بالخيانة والعمالة؟وأخيراً... أخيراُ قد علت أصواتكم وتحركت أقلامكم تعترفون أن ثمة تقصير قد حدث، و أن مظالم قد وقعت!! يبدو أنكم قد أخذتم الضوء الأخضر لتحدثوا في ذلك . ولكن بقدر! وحين تجاوزت رئيسة تحرير جريدة تشرين في حديثها لقناة الجزيرة أقيلت من موقعها...

* النموذج الرابع:

عجبت لإعلامي رسمي سوري ظهر في قناة الجزيرة بلغت به الوقاحة أن يقول للمذيع: الوضع في سورية هادئ والأمن مستتب ! قال له المذيع: لكن ألا ترى إلى المظاهرات الغاضبة في الشارع السوري؟ فقال الإعلامي السوري المضبوع: هذه الصور لمظاهرات في بلاد أخرى تعر ضونها على شاشتكم! قال له المذيع: هذا اتهام فظيع... لكن ألا ترى إلى الأعلام السورية ترفعها سواعد المتظاهرين السوريين؟ أتراها جموع سورية على غير الأرض السورية؟!.

النموذج الخامس:

أليس عاراً على الإعلام السوري ومن وراءهم من المسؤولين أن يزيف حقيقة مطالب الشعب، ويزور هتافاته، أنها هموم ومطالب معيشة تتعلق بالغلاء والخبز والمازوت ، وضعف الراتب ، ونقص فرص العمل ... وهكذا!! بينما الشعب السوري الحر الأبي لم يرفع إلا شعار واحداً وهتافاً واحداً قالوها وعلى مسمع الدنيا: الله... سورية...حرية... وبس، وقالوا : الشعب السوري ما بينذل... ولعلكم بعملية التشويه هذه يبدو أنكم لا تعرفون طبيعة الشعب السوري ولا نفسيته والذي عرف على الدوام أنه لا يساوم على حريته وعزته وكرامته ، وقديماً قيل في المثل : تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها( ) . كما اعتبر العرب أن أهجى بيت في الشعر العربي قول الحطيئة:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها        واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.

وكان سر اعتبار هذا البيت من أشد ابيات الشعر العربي هجاء أنه وصفه بقوله: واقعد فإنك أنت الطاعم  الكلسي أي المطعوم والمكسي.

وسر عجزكم في فهم نفسية الشعب السوري أنكم لا تعرفون طعم الحرية ، ولم تتذوقوا طعم العزة والكرامة ، و أنكم صمَّت آذانكم عن سماع أنَّات الشعب وآلامه ، وعميت عيونكم عن رؤية الكوارث والمآسي التي تنزل بشعبكم ، ثم تحكَّمت فيكم ثقافة الماركسية التي تفسر الأحداث دوماً بالعوامل المادية.

النموذج السادس:

يوم الثلاثاء الماضي كانت قناة : bbc  تستضيف مدير أخبار الشرق العربي الإعلامي د. عبيدة النحاس ودخل على الخط إعلامي سوري من اللاذقية وقال للمذيع: ضيفك هذا، ومن هم على شاكلته، لا ينفع معهم إلا الرصاص؟! هذه لغتكم الوحيدة التي لا تعرفون غيرها لغة العنف والقتل والإرهاب ، علماً أن المعارضة في الداخل وفي الخارج كانوا أشد ما يكونون حرصاً على التحذير من العنف والطائفية . أو رفْع شعارات أخرى غير ما اختاره الشعب: الحرية... الحرية... الإصلاح... الإصلاح... يقولون هذا بأعلى صوت، وهم يرفعون بسواعدهم أغضان الزيتون !!

تباً لكم من إعلاميين مزيفين، يعادون شعبهم الحر الأبي، ويقفون في صف جلاديه وطغاته وسارقيه...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ