ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الشعب السوري برهن أنه تجاوز حكامه

بدرالدين حسن قربي

بعد قرابة أسبوع من خروج مارد الحرية والكرامة السوري من قمقمه الشهر الماضي، تمّ الترويج من قبل النظام وجماعته أن هناك حملة إصلاحات قادمة أشير إليها يقودها رئيس، كثيراً مايروج له كإصلاحي من بعد والده (وكأن والده لم يكن إصلاحياً) وماعلى الناس إلا انتظار أسابيع ليروا نتائجها على أرض الواقع.  وإنما مع استمرار الاحتجاجات، فإن محاولات السلطة الإصلاحيه الإيقاع بالمتظاهرين لاستعمال القوة والعنف لم تتوقف لإخراج المطالبات عن سياقها، ليكون مبرراً لها في استعمال القبضة الحديدية، ولكن المحتجين بعزمهم ووعيهم وتأكيداتهم على أن تكون سلمية سلمية أفشلوها. 

وعليه، فمن وعودٍ للناس بالإصلاح قديمة ومتكررة لم تصل إليهم بعد خلال أكثر من أربعين عاماً من الحكم مابين الأب والابن، إلى الوعود الحالية أيضاً، والتي لم تتوقف معها السلطة المُصلِحة أو فرقُ موتها الداعمةُ للإصلاح عن ممارسة صدمات الرعب بالرصاص والنار على مظاهرات الشباب التي لم تتوقف أيضاً رغم ماسمعوا من وعود لأنهم عرب أبناء عرب، حفظوا درسهم وذاكروه جيداً، مما قالته السيدة بثينة شعبان في الشرق الأوسط 31 يناير 2011 عن ثورتي تونس ومصر: هي أن الشعب العربي لا ينسى ولا يُهمل، وها هو يُبرهن أنه قد تجاوز حكامه، وحاله يقول: لقد أمهلناهم طويلاً ولم يعد ينطلي علينا أي تصرّف يفرِّط بحقوقنا.  ومن ثم فإن اعتقاد الشباب وقبلهم الختيارية أن النظام قد أخذ حقّه ومُستحقه من عمر الناس في الإصلاح،  وأن الوطن طفح كَيْله إصلاحاً وتصليحاً، ولكنه لم يستطع أن يخرج بنا من دائرة الحكم الشمولي والحزب الواحد والأجهزة الأمنية القامعة والفساد العميم.  وعليه، فما عجز عن فعله إصلاحاً في عددٍ من عشرات السنين، فهو عن تحقيقه انصلاحاً في أسبوعين ثلاثة أشد عجزاً، إلا إذا كان مراد المرحلة الإصلاحية الجديدة للنظام مزيداً من القمع والقتل والتغييب، وهو مابدا في تصريح الداخلية السورية على طريقة من أنتم..!؟ من أنتم..!؟ وتهديدها السبت الماضي بوصف التظاهرات والاحتجاجات بعمل تخريبي وزرع للفتنة وزعزعة للوحدة الوطنية وضرب للمرتكزات السياسة السورية في الدفاع عن ثوابت الأمة ومصالح الشعب، ومن ثم فلم يعد السكوت عنها ممكناً رغم أنهم لم يسكتوا كما زعموا، بل واجهوها منذ اللحظة الأولى بالقتل والقمع والدم، وهو ماأكده الرئيس السوري في خطابه بأن بعض المسؤولين تهوروا ويجب محاصرة الأمر ومحاسبتهم، ولاننسى هنا أيضاً أن كلام السلطة السورية وتهديدها جاء على شاكلة ماقاله النظام التونسي والمصري في وصف المتظاهرين واحتجاجاتهم.  ومن ثمّ يمكننا القول بأن انتفاضة الحرية والكرامة دخلت أسبوعها الرابع على إيقاع تهديدات الداخلية السورية في مرحلتها الجديدة مع الإصلاحيين القدماء الجدد ووعودهم الحالية بمواجهة المزيد من القمع والقتل وسفك الدماء وفبركة التهم، بل وأكثر بكثير مما واجهته في الأسابيع الثلاثة السابقة التي برغم وجود تعليمات مشدّدة كانت للرئيس بعدم إطلاق النار بتاتاً، فقد واصل الإصلاحيون عملياتهم بالقتل اليومي للمتظاهرين والمحتجين السلميين من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وعصابات مما يسمّى بالشبيحة أو الزعران بما تجاوز حاجز المئتي قتيل ومئات الجرحى تحت سيناريوهات وفبركات أمنية غاية في الكذب والفبركة والغباء في الإخراج.

إن الأسد الأب الراحل وبعد أن أكمل عقده الأول في الحكم دخل مباشرة مرحلةً من الإصلاح وصل فيها حد الإبادة الجماعية التي طالت عشرات الآلاف من المواطنين وأنتجت مثلهم من المفقودين وأمثال أمثالهم من المهجرين والمنفيين، وإنما الأمل في أن لايفكر الابن وقد أكمل عقده الأول أيضاً بالإصلاح في مرحلتة الإصلاحية الجديدة على طريقة الأب ومستشاريه ممن استدعاهم إلى جانبه، فإن ما سُكِت عنه في القرن الماضي قبل عشرات السنين، ليس مقبولاً ولا يُسكَت عنه اليوم وهو أعلم بالأسباب، بل سيأتي يوم ويُتكلم فيه بما كانوا عنه يسكتون.  فخير إصلاح يفعله النظام ويختم به الإصلاحات السابقة، وبعيداً عن التفسيرات والاتهامات والقتل وإراقة الدماء هو الرحيل، فسورية باقية والحكام يرحلون، والشعب السوري مابينذل وكل ناسه إخوة طلّ، وقد قال كلمته: الشعب يريد إسقاط النظام.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ