ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لا ممانعة حقيقية إلا بأنظمة ديمقراطية

أحمد أبورتيمة

abu-rtema@hotmail.com

في يوم الجمعة المباركة الثامن من أبريل 2011 وفي نفس الوقت الذي كانت الأراضي المحتلة تشهد فيه تصعيداً إسرائيلياً أسفر عن استشهاد أكثر من عشرة فلسطينيين كانت قوات الأمن التابعة لنظام عربي يرفع شعار الممانعة تطلق النار على أبناء شعبها الذين خرجوا منادين بالحرية لتحصد زهاء الأربعين شهيداً، أي حوالي أربعة أضعاف من قتلهم الاحتلال في نفس اليوم.

هذا النظام العربي الممانع وهو يقتل أبناء شعبه فإنه يبرر ذلك بأنه يتصدى لمؤامرة أجنبية تستهدف النيل من صموده وممانعته، وإذا فهمنا مصطلح الممانعة بأنه يعني إفشال المشروع الإسرائيلي القائم على قتل الفلسطينيين واغتصاب حقوقهم وممارسة أبشع ألوان الظلم عليهم، فهذا يعني أن هذا النظام يجعل من رفضه لسياسة القتل والظلم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مسوغاً لكي يقوم هو بقتل أبناء شعبه، وممارسة الاضطهاد بحقهم.

ما نريد أن نذكر به هذا النظام هو أن المبادئ لا تتجزأ ومن قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً، والإنسان مقدس أياً كان لونه وجنسيته، وميزان الحق لا يفرق بين قطرة دم تراق بأيد عربية أو إسرائيلية، والاستبداد لا يزيد عن كونه وجهاً آخر للاحتلال، ومن يسعى للتحرر من الاحتلال فإنه لا يفعل ذلك ليستبدل به قيداً آخر وسجانين آخرين، فالمعركة ضد الاحتلال وضد الاستبداد واحدة، وحرية الإنسان هي الأصل لا تقبل المقايضة عليها تحت أي ذريعة أو حجة.

لقد جاء الإسلام ليحطم الأصنام كلها ويحرر البشرية من العبودية لغير الله، ومع ذلك فلا تزال الأصنام مزدهرةً في عالمنا العربي بعد أن اتخذت أشكالاً جديدةً، فإن كانت البشرية في عهودها الأولى قد عرفت نوعاً من الصنمية الساذجة المباشرة بتقديم القرابين الإنسانية على مذابح الأصنام الحجرية، فإن هناك أشكالاً أكثر خفاءً من الصنمية لا تزال موجودةً في عصرنا هذا، فلا نزال نقدم القرابين البشرية على مذابح أصنام الشعارات والأيديولوجيات الكاذبة، أو فداءً للقائد البطل الملهم والزعيم الأوحد، ولا يزال يقتل الإنسان وتنتهك كرامته بدعوى مصلحة الوطن أو الحزب أو القومية أو القائد الملهم، وكلها لا تزيد عن كونها أصناماً تعبد من دون الله.

إن القدسية الحقيقية هي للإنسان، فهو سيد الكون وهو بنيان الله في أرضه، وحرية الإنسان هي الأساس، وكل دعوى تقدم أي شعار على حرية الإنسان وكرامته فهي دعوى ساقطة، وهي إحياء للصنمية والشرك الذي جاء دين التوحيد لينسفه.

من روائع ما يلفت إليه القرآن الكريم أنه يقدم كرامة الإنسان على الأوطان، بل إنه يوجب ترك الأوطان إن تعارض البقاء فيها مع كرامة الإنسان، ولا يبرر له القبول بحالة الاستضعاف من أجل البقاء في وطنه "ألم تكن أرضي واسعةً فتهاجروا فيها"، فقدسية الوطن لا تكون إلا حين يعيش أبناؤه فيه أحراراً، أو يكونوا قادرين على الأقل على التعبير عن رفضهم للظلم، وربما يكون في هذا النهج القرآني نسف لثقافة سائدة بيننا تبرر التضحية بكرامة الإنسان في سبيل الأرض والطين.

إن التذرع بالمؤامرة والتحديات الخارجية لتبرير الاستبداد الداخلي ولقتل الأصوات المعارضة هو عمل شائن تمارسه الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، فأي فائدة ترتجى من هذه الأنظمة بعد أن تقتل الإنسان في بلادها، وإذا قتل الإنسان-ليس بالضرورة قتلاً مادياً، ولكن قتلاً روحياً بمصادرة حقه في التعبير عن نفسه- فأي قيمة تبقى للشعارات الوطنية والقومية التي يرددها النظام.

أستحضر أحد الأحاديث النبوية التي تخبرنا عن فتن آخر الزمان حين تحدث مقتلة عظيمة في المسلمين فيعلق النبي صلى الله عليه وسلم عليها ويقول "فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم"، أي ما قيمة ما سيغنمه المسلمون من أموال طائلة بعد أن قتل منهم أكثرهم، وعلى ذلك نقيس ونقول "فبأي ممانعة نفرح، أو أي ميراث نقاسم وقد خسرنا أغلى ما عندنا وهو الإنسان، وما قيمة أن نحرر الجولان أو حتى فلسطين كلها وقد قتلنا الإنسان، وماذا نفعل بالتراب والطين من دون الإنسان؟

 السبيل الأمثل للتصدي للمؤامرات الخارجية وإفشالها لا يكون بتكميم الأفواه ومصادرة الحريات وقتل كرامة الإنسان، بل بتمتين الجبهة الداخلية وإطلاق الحريات وإقامة أنظمة ديمقراطية تعبر عن تطلعات شعوبها، لأن الحكومات حين تكون منتخبةً ديمقراطياً فإنها تكون أكثر انسجاماً مع شعوبها، وتكون صاحبة شرعية راسخة لا تهزها كل المؤامرات الخارجية، فالشرعية المستمدة من الداخل لا يملك أي طرف خارجي أن ينتزعها، ولكن حين تكون شرعية النظام مستمدةً من القوة والإكراه وقمع الناس فإنها تكون في مهب الريح، ولن تصمد أمام عواصف التغيير حين تهب عليها لأن مثلها كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

 لا أتحدث في هذه السطور بمنطق السياسي، بل بمنطق الحق والمبادئ الذي لا يقيم اعتباراً لأي حسابات سياسية ومصالحية حين يتعلق الأمر بانتهاك قضايا الحق والعدل في أي مكان، فمنطق الحق لا يعترف بالحدود الجغرافية والفوارق الوطنية، وقضية أي مظلوم في أي مكان من العالم ينبغي أن تكون قضية الجميع، وحيثما كان الحق والعدل نكون..

إن الدرس المستفاد من العواصف التي تجتاح بعض البلاد العربية هو أن ما بني على باطل فهو باطل وأن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن كل محاولات التزويق والترقيع لا تنجح في قلب الحقائق، وإذا لم يكن البناء قائماً على أسس متينة وقوية فإنه على جرف هار سينهار به يوماً ما.

إن الأساس القوي الذي يحمي الدول والمجتمعات هو العدل الداخلي، واحترام كرامة الإنسان وحريته، وإن أي تشدق بالصمود والممانعة ما لم يسانده رصيد داخلي من احترام كرامة الإنسان فهو ادعاء زائف، لأن المبادئ لا تتجزأ ومن ينتهك حقوق الإنسان من بني جلدته، لا يراهن عليه بأن ينصر قضايا الحق والعدالة خارج بلده، وإن فعل ذلك فإنه سيفعله انطلاقاً من حسابات مصلحية ضيقة وليس كموقف مبدئي أخلاقي، وسيكون مستعداً في أي لحظة للتخلي عن مناصرة تلك القضايا من غير تردد إذا تبين له أن مصلحته في التخلي عنها.

إننا نعيش أياماً مباركةً تهاوت فيها كثير من دعاوى الباطل، وتكشفت الحقائق، وافتضح الزيف، فلم يبق مجال بعد اليوم للدعاوى الكاذبة، والشعارات البراقة الخادعة، ولن يصح إلا الصحيح ، ولا يحق إلا الحق، وإن الممانعة الحقيقية التي تخيف إسرائيل والداعمين لها هي الممانعة النابعة من الشعوب وتطلعاتها لأن الشعوب أكثر استعصاءً على التطويع وأكثر صدقاً وجديةً في مواقفها المعلنة، ومن يريد أن يواجه إسرائيل ويتغلب عليها فإن أفضل ما يمكن أن يفعله في سبيل ذلك هو الإصلاح الداخلي وإعادة الاعتبار لكرامة شعبه المهدورة..

ختاماً وتتمةً للفائدة فإنني أحيلكم لمطالعة ما كتبه الباحث الفلسطيني صالح النعامي حول خرافة ممانعة الأنظمة الاستبدادية في مقالته القيمة التي حملت عنوان "الاستبداد في مواجهة الاستبداد":

http://www.naamy.net/view.php?id=1019

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"..

==================================

الخطوة القادمة لثورة شباب سوريا

لافا خالد

في انتفاضتنا الآذارية عادت الأمور لنصابها الصحيح وتكشفت الحقيقة الأعظم إن الشعب السوري لديه من المقدرات مايفوق ويضاهي أسلحة النظام , فبالرغم من كل ممارسات السلطة في بث روح التفرقة وإشاعة الخلاف بين أبناء الجسد السوري الواحد , خرج الشعب العظيم متكاتفا معا من أقصاه إلى أقصاه يردد بصوت واحد : واحد واحد واحد الشعب السوري واحد

هذا الشعار الذي أرعب النظام وأربكه كثيرا وفعل ما بوسعه ليشيع بوجود فتنة ومندسين وجند لذلك مرتزقة وأبواقا يتفننون في الكذب المتنمق ليثيروا الخلافات ويضللوا الحقيقة هذا الصنف ينطبق عليهم قول الله تعالى" وجعلنا منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت "

نحن الكرد السوريين خاصة خبرنا تماما سياسة التمييز ومحاولات النظام التفريق بيننا وبين إخوتنا العرب في أن يقسمونا لشعب وصفوف" ذاك كردي وهذا هو العربي " الموقف الوطني لكل أبناء سورية تجسد جليا حينما خرج الجميع صفوفا وأرتالا واحدة يهتفون لوطن حر, ولعل الذي زين عرس الإنتفاضة هم شبابنا الثوار الأبطال الذين دفعوا حياتهم ثمنا كي نبقى نحن أحياء أحرار وزاد من ألق الثورة عزيمة شباب الثورة والحرية للوطن سوريا المصممين على الإستمرار في انتزاع حريتهم ويعرفون تماما إن ثمن الحرية مكلف كثيرا

أمر آخر بدا لافتا في ثورة شباب سوريا , لأول مرة تخرج الأحزاب الكلاسيكية من عبائتها وتلتفت لهذا المارد الجبار في عنفوانه وغضبه وجرأته , وبعض هذه الأحزاب بادرت تطالب عونهم بعد أن زادت من تهميشهم فوق تهميش السلطة لهم , شباب سوريا عازمون المضي في ثورتهم ولهم كلمة لمن لم ينضم لقافلة الأحرار لحين اللحظة يقولون لهم التالي :

حتى الذين يختلفون في أفكارهم وإيديولوجياتهم يتفقون على إننا في قارب مشترك، بل في أجمل قارب اسمه الوطن ، ويتفق الجميع على وحدة الشراع ووجهة البوصلة، وحلمنا المشترك بالضفة الآمنة لسوريا التاريخ والحضارة

كلنا متيقنين أن قاربنا الأجمل هو الوطن "سوريا " وفي لحظات توحدنا في الرؤية والهدف قد نجد اختلافا لا حول الضفة والشراع، أو البوصلة والقبطان، بل اختلافا في طريقة الوصول أو آلياتها، أما اليوم وقد أختار أحرار سورية الإنتفاضة هي لحظتكم لتعلنوا البوصلة والإتجاه في ولائكم لسورية الوطن الحر وتعلنوا تضامنكم مع ثورة الشعب للعزة والكرامة والمساوة

هي دعوة لاجل سورية الوطن الذي يمتلك من القلب سعة ليحتوي الجميع على عكس ما رسمه النظام لشعبنا خارطة مجزأة وفستانا ممزقا مخضبا بالدماء

 هي دعوة ومناجاة لكم كلكم يا أبناء وطني وكلكم مشبعون بروح الديمقراطية وانسانيتكم تدعوكم من أجل أن يكون هذا الوطن فسيحا حرا لا يقصى فيها احد من معادلة السياسة والمجتمع وخيرات هذا الوطن, لا بل يمضي بعزم وتصميم لان تكون سوريا المثل والقدوة في ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة

 من أجل أحباب الله شهداء درعا المقاومة واللاذقية الأبية ودوما وبانياس المحاصرة الباسلة وكل مدننا الثائرة

 من أجل من سبق هذه الكوكبة من شهدائنا

 من اجل الأطفال الذين ينتظرون عودة الأب وخروجه من المعتقل ولا يعلمون إن كان ينبض نفسا أم غاب وللابد في تلك الأقبية الحقيرة بفعل فاعل عن الحياة

 من أجل دعاء أم تنتظر ابنها وعينها على الطرقات

من أجل معتقلينا الشرفاء

وكرمى لكل من أحرق أصابع ليستضيئ طريقنا نحن

 علينا أن نمضي يدا واحدة دائما والوقوف بوجه تلك الشرذمة التي حولت كل واحد منا لمشروع اعتقال تعسفي , وكلكم على يقين أن كل من تم اعتقالهم تعسفاً يلعبون دوراً رائداً في بناء موقف جديد ومجتمع جديد, ورؤية أكثر جدة وإشراقا, وأملاً بحياة وطنية عادلة سليمة, تجنح الى آفاق جديدة

غدا جمعة التحدي سنمضي معا يدا واحدة كما قررنا واتفقنا نحن كل ابناء سوريا الشرفاء وعهدا أننا كنا وسنبقى يدا واحدة متفقين بقوة الله وبعزيمتنا في المضي نحو مشوار طويل اخترناه بإرادة وهو حب هذا الوطن والتضحية لأجل شعبه الذي يستحق الأفضل دائما فبيننا وطن والوطن لنا جميعا.

=========================

باطل+ قوة وبطش وكذب # حق

نوال السباعي

هذه المعادلة الرياضية اكتشفتها وأتقنتها في كلية العلوم في جامعة دمشق قبل ثلاثين عاما، نفس الكلية التي خرج طلابها يوم الاثنين الماضي يهتفون للحرية ، وبأن الشعب السوري واحد ،فأبى النظام الذي يخوفنا بالطائفية والانقسام إلا ان يُضرج الحرم الجامعي بدمائهم ، أعادتني صور بطولتهم الخارقة - وكذلك إخوانهم في كلية الآداب في جامعة حلب- إلى أيامنا التي حفلت بحادثات جلل كانت الجامعة فيها أرض كرّ وفرّ وحصار وهجوم مسلح وتفتيش واعتقالات واغتيالات، تعلمنا بعدها هذه المعادلة التي تختصر صورة وطن مذبوح مختطف ، معادلة ترسم معالم قدرتنا على الاستمرار في محاولاتنا قرع باب الحرية ، كما هي محاولات هذا الجيل الذي قُمِع بنفس الأساليب ، لكن الفارق الصارخ ، أنه جيل يفقه متغيرات التاريخ ،ثورته سلمية رغم أنف الكذب والتضليل على الطريقة القذافية المقززة بحذافيرها ، وإنسانية تحررية جامعة ، لاطائفية ولاعرقية ولاقومية ولادينية ، ثورة شعب واحد ليس لأحد فيها فضل غير أبنائه في الداخل ،الذين يُسامون سوء العذاب ، ولايصل من معاناتهم إلى وسائل الإعلام إلا النذر اليسير ، والذي على ندرته يشكل فضيحة رنانة لنظام تواضع الجميع على مراعاة "خصوصيته" في سياق الثورة الكبرى التي تشهدها المنطقة ، إكراما للقضية الفلسطينية التي تعتبر لدى الأمة خطاً أحمر، ولكن وكما قال الصحفي والإعلامي السوري نبيل شبيب : "لاينبغي أن يمر تحرير فلسطين وأهلها عبر تركيع سورية وشعبها".

 

 (باطل زائد بطش لايساوي حق )، حتى لو استمر البطش دهراً ، آلة سحق رهيبة تدور وتفرم كل من يُحَدث نفسه برفع الصوت ، فلاصوت يعلو إلا صوت المعركة ، المعركة …المؤجلة منذ سقطت القدس والجولان ، دون أن تتمكن ذبابة من اختراق الحدود التي تحرسها جيوشنا "الباسلة" ! .

معادلة لاتخطيء ، أثبتها التاريخ ، وبرهنت عليها هبّات شعوبنا بعد سنوات البطش والتكميم والترويض، والتعتيم الإعلامي ، والاستغباء ومحاولات الغسيل الدماغي الجماعية، القوة العمياء لا تحول أصحاب الباطل إلى أصحاب حق ، وهم يجتثون مناوئيهم بأقذر أساليب الوحوش الضارية التي تسلخ جلد فرائسها بعد قتلها ، الاعتداء على المصابين العُزَّل الذين تساقطوا برصاص قوى الأمن السرية والعلنية ، الإجهاز على الجرحى في ساحات معارك غير متكافئة بين أعوان الباطل المدججين بالقوة ، وأصحاب الحق الذين لايملكون إلا أجسادهم وصوتهم الذي أرعب الباطل وزلزله، كذلك فعلت صيحة البوعزيزي في تونس ، وصورة تمزيق وجه خالد سعيد في مصر ، ودموع إيمان العبيدي وثبات رنا العقباني في ليبيا ، وتَلَوي أجساد شباب التغيير في اليمن تحت تأثير السمّ الذي دسّه لهم مجرموا "العائلة المالكة" في الهواء الذي يتنفسون، هكذا فعلت بالشعب السوري جراح أطفال درعا المعتقلين ودماء شهدائها المظلومين، في سياق ثورة عارمة لن تستثني أحدا في المنطقة .

ينهال شياطين الطغيان دون رحمة على جسد ملقى على قارعة الطريق ، بين درعا والحسكة ، مرورا بالقامشلي إلى دوما ، حيث تتقاطع بانياس مع كفر سوسة ، في امتداد يصل القاهرة بتونس ببنغازي ، وطرابلس بصنعاء بالمنامة ، وعمان بالرباط ، وتنفجر من كلية العلوم في دمشق صيحات الحرية تتجاوب مع نداآت الوطن الواحد في جامعة حلب، هاهنا شعب واحد يريد الحرية ، شعب واحد يرفض الطائفية ويرفض الارهاب ويرفض الفتنة ، فزاعات طالما استخدمتها هذه الأنظمة لتبقى في السلطة تمتص دماء الناس ،واحد إثر آخر يستخدمون نفس الفزاعات ، واحد إثر آخر يستخدمون أساليب البطش والكذب ، وواحد إثر آخر سيسقطون ويهزمون، وسيشرق الفجر.

ليعد أصحاب القوة إلى التاريخ ليروا بأن القوة قط لم تغلب الحق ، سبعون عاما من الذبح الشيوعي المتواصل لم تحل دون قيام الشعوب من حفلات ذبحها لتقضي على الشيوعية في عقر دارها ، أربعون عاما من حكم الجنرال فرانكو بالقتل والإرهاب ، لم يمنع أن يبصق الشعب الإسباني على تاريخ الديكتاتورية في إسبانيا ،ان القوة الغاشمة لاتحول قط حق الشعوب في مطالبتها بالحرية والكرامة والحياة إلى باطل ، كائنة ماكانت حجم عمليات التمويه والكذب التي تمارسها سلطات الباطل ، إن الطغيان لحن جنائزي بغيض ، لايمكن لأعداء الحرية أن يجعلوا منه لحناً وطنيا لدول تبنى على جماجم الشعوب إلى الأبد ، فكل هذا الحجم من القوة والجبروت لم تفلح في إقناع أصحاب الحق بالعدول عن المطالبة بحقهم حتى لو فنيت في سبيله الملايين.

=========================

هكذا يكون العلماء يا علماء السلطان!!

محمد فاروق الإمام

في ظل انتشار علماء السلطان في معظم البلدان العربية وخاصة تلك البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية الشمولية التي تتباهي بإعلان الحرب على الله في أدبياتها وثقافتها وإعلامها، وتنازع الله في العبودية والملك والحياة والموت، وتجرد الإنسان من إنسانيته وتذيقه مرَّ العذاب وتسقيه علقم العيش وتمارس بحقه أفظع الجرائم وأشنع الرذائل وتفسد عقله وتطفئ سراجه.. في ظل هذا المستوى المتدني الذي وصلت إليه هذه الأنظمة يطلع علينا علماء السلطان ليقلبوا الحقائق ويسوغوا لهذه الأنظمة ما يفعلوه ويحللون لهم ما يرتكبون من بوائق وما يمارسونه من جرائم، مستشهدين بآيات نزلت وأحاديث رويت بطرق ملتوية وأحكام مريبة، غير ما أراد الله لها وأنزل، وغير ما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورمى.

أمام تكاثر هؤلاء العلماء الذين باعوا دينهم بدنياهم، وقد وقوع الكثيرون من عامة الشعب وغوغائيهم وهوامهم في شباك تضليلهم وافترائهم، رحت أقلب صفحات التاريخ لأتعرف على بعض علماء الأمة الذين كانوا القدوة والنبراس، وكان لنصحهم وإرشادهم للحاكم دون تزلف أو رياء أو نفاق السبب الأول في إرساء حضارة هذه الأمة التي دان لها الشرق والغرب، وكانت مضرب المثل لإنسانيتها وعدالتها مما جعل مفكري الغرب يصفون الفاتحين العرب ب(أعدل الفاتحين). وفي هذا السياق أستشهد بموقف فقيه المدينة أبو حازم الأعرج وهو ينصح بجرأة قل نظيرها الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك:

(في السنة السابعة والتسعين للهجرة, شد خليفة المسلمين الأموي سليمان بن عبد الملك الرحال إلى الديار المقدسة فلما بلغ المدينة, وحط رحاله فيها, أقبل وجوه الناس وذوو الأقدار للسلام عليه والترحيب به ولما فرغ سليمان بن عبد الملك من استقبال المرحبين به قال لبعض جلسائه:

إن النفوس لتصدأ كما تصدأ المعادن إذا لم تجد من يذكرها الفينة بعد الفينة، ويجلو عنها صدأها.

فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين.

فقال: أما في المدينة رجل أدرك طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

يذكرنا؟

 فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين ها هنا أبو حازم الأعرج.

فقال: ومن أبو حازم الأعرج؟

فقالوا: سلمة بن دينار عالم المدينة وإمامها، وأحد التابعين الذين أدركوا عدداً من الصحابة الكرام.

فقال: ادعوه لنا، وتلطفوا في دعوته.

فذهبوا إليه ودعوه.

فلما أتاه.. رحب به وأدنى مجلسه، وقال له معاتباً: ما هذا الجفاء يا أبا حازم؟

فقال: وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين؟

فقال: زارني وجوه الناس ولم تزرني !!.

فقال: إنما يكون الجفاء بعد المعرفة وأنت ما عرفتني قبل اليوم, ولا أنا رأيتك، فأي جفاء وقع مني؟

فقال الخليفة لجلسائه: أصاب الشيخ في اعتذاره، وأخطأ الخليفة في عتبه عليه.

ثم التفت إلى أبي حازم وقال: إن في النفس شئوناً أحببت أن أفضي بها إليك يا أبا حازم.

فقال: هاتها - يا أمير المؤمنين - والله المستعان.

فقال الخليفة: يا أبا حازم, ما لنا نكره الموت؟!.

فقال: لأننا عمرنا دنيانا, وخربنا آخرتنا... فنكره الخروج من العمار إلى الخراب.

فقال الخليفة: صدقت... ثم أردف قائلاً: يا أبا حازم - ليت شعري - ما لنا عند الله غداً ؟.

فقال: اعرض عملك على كتاب الله عز وجل تجد ذلك.

قال: وأين أجده في كتاب الله تعالى؟.

قال: تجده في قوله - علت كلمته: (إن الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم). الانفطار13-14

فقال الخليفة: إذن فأين رحمة الله؟.

فقال أبو حازم: (إن رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). الأعراف56

فقال الخليفة: ليت شعري, كيف القدوم على الله جل وعز غداً ؟

فقال أبو حازم: أما المحسن, فكالغائب يقدم على أهله... وأما المسيء, فكالعبد الهارب يساق إلى مولاه سوقاً.

فبكى الخليفة حتى علا نحيبه، واشتد بكاؤه. ثم قال: يا أبا حازم, كيف لنا أن نصلح؟.

فقال: تدعون عنكم التكبر, وتتحلون بالمروءة.

فقال الخليفة: وهذا المال, ما السبيل إلى تقوى الله فيه؟.

فقال أبو حازم: إذا أخذتموه بحقه... ووضعتموه في أهله.. وقسمتموه بالسوية.. وعدلتم فيه بين الرعية.

فقال الخليفة: يا أبا حازم, أخبرني من أفضل الناس؟.

فقال: أولو المروءة والتقى.

فقال الخليفة: وما أعدل القول يا أبا حازم ؟.

فقال: كلمة حق يقولها المرء عند من يخافه، وعند من يرجوه.

فقال الخليفة: فما أسرع الدعاء إجابة يا أبا حازم؟.

فقال: دعاء المحسن للمحسنين.

فقال الخليفة: وما أفضل الصدقة؟.

فقال: جهد المقل يضعه في يد البائس الفقير من غير أن يتبعه من ولا أذى.

فقال الخليفة: من أكيس الناس يا أبا حازم؟.

فقال: رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها، ثم دل الناس عليها.

فقال الخليفة: فمن أحمق الناس؟.

فقال: رجل انساق مع هوى صاحبه, وصاحبه ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره.

فقال الخليفة: هل لك أن تصحبنا - يا أبا حازم - فتصيب منا ونصيب منك؟.

فقال: كلا يا أمير المؤمنين.

فقال الخليفة: ولم؟!.

فقال: أخشى أن أركن إليكم قليلاً، فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات.

فقال الخليفة: ارفع إلينا حاجتك يا أبا حازم.

فسكت ولم يجب...

فأعاد عليه قوله: ارفع إلينا حاجتك يا أبا حازم نقضها لك مهما كانت.

فقال: حاجتي أن تنقذني من النار، وتدخلني الجنة.

فقال الخليفة: ذلك ليس من شأني يا أبا حازم.

فقال أبو حازم: ما لي من حاجة سواها يا أمير المؤمنين.

فقال الخليفة: ادع لي يا أبا حازم.

فقال: اللهم إن كان عبدك سليمان من أوليائك، فيسره إلى خيري الدنيا والآخرة، وإن كان من أعدائك, فأصلحه واهده إلى ما تحب وترضى.

فقال رجل من الحاضرين:

بئس ما قلت منذ دخلت على أمير المؤمنين.. فلقد جعلت خليفة المسلمين من أعداء الله وآذيته.

فقال أبو حازم: بل بئس ما قلت أنت, فلقد أخذ الله على العلماء الميثاق بأن يقولوا كلمة الحق.

 فقال تعالى: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه) آل عمران 187

ثم التفت إلى الخليفة وقال:

يا أمير المؤمنين, إن الذين مضوا قبلنا من الأمم الخالية، ظلوا في خير وعافية ما دام أمراؤهم يأتون علماءهم رغبةً فيما عندهم، ثم وجد قوم من أراذل الناس تعلموا العلم وأتوا به الأمراء, يريدون أن ينالوا به شيئاً من عرض الدنيا فاستغنت الأمراء عن العلماء فتعسوا ونكسوا, وسقطوا من عين الله عز وجل، ولو أن العلماء زهدوا فيما عند الأمراء، لرغب الأمراء في علمهم، ولكنهم رغبوا فيما عند الأمراء، فزهدوا فيهم وهانوا عليهم.

فقال الخليفة:

صدقت... زدني من موعظتك يا أبا حازم، فما رأيت أحداً الحكمة أقرب إلى فمه منك.

فقال :إن كنت من أهل الاستجابة، فقد قلت لك ما فيه الكفاية، وإن لم تكن من أهلها، فما ينبغي لي أن أرمي عن قوس ليس لها وتر.

فقال الخليفة:

عزمت عليك أن توصيني يا أبا حازم.

فقال:

نعم.. سوف أوصيك وأوجز: عظم ربك عز وجل ونزهه أن يراك حيث نهاك.. وأن يفقدك حيث أمرك.

ثم سلم وانصرف.

فقال له الخليفة:

جزاك الله خيراً من عالم ناصح.

ما كاد أبو حازم يبلغ بيته، حتى وجد أن أمير المؤمنين قد بعث إليه بصرة ملئت دنانير، وكتب إليه يقول: أنفقها, ولك مثلها كثير عندي.

فردها وكتب إليه يقول: يا أمير المؤمنين, أعوذ بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً، وردي عليك باطلاً. فو الله ما أرضى ذلك - يا أمير المؤمنين - لك... فكيف أرضاه لنفسي؟

يا أمير المؤمنين, إن كانت هذه الدنانير لقاء حديثي الذي حدثتك به, فالميتة ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منها... وإن كانت حقاً لي في بيت مال المسلمين فهل سويت بيني وبين الناس جميعاً في هذا الحق؟).

=========================

ملحمة بانياس

نبيل شبيب

يـا  أهـلَ سوريّةَ الشّماءِ في iiالقممِ
يا مركبَ المجدِ.. مجدِ العُرْبِ iiوالعجمِ
يـا  رايـةَ الـحقّ والأحرارُ iiنبضتُهُ
هـاماتُهم  فـي سـماءِ العزّ iiكالعلمِ
لـبّيكِ  درعـا وفـي قلبي مواجعُها
دمـاً يُـراقُ عـلى الـكثبانِ iiوالأكمِ
مـن أضـلعٍ نـزفتْ والحقدُ iiيقذفُها
فـي الـمسجدِ العمريِّ اليومَ iiبالحممِ
إرثٌ قـديـمٌ لـحقدٍ غـيرِ iiمـنقطعٍ
فَـسَلْ  دمـشقَ عنِ الأحقادِ والرّجمِ
ذكـرى  بـمسجدِها لـمْ تندملْ iiأبداً
هـيهاتَ  هـيهاتَ والأحـقادُ لمْ iiتنمِ
فـإذْ دمـشقُ تنادي الأهلَ في iiحلبٍ
وإذ  حـماةُ شـبابٌ صـادقُ iiالهممِ
والـلاذقـيّةُ هـبّتْ دونَـما iiوَجَـلٍ
وهـبَّ في حمصَ ذو بأسٍ وذو iiقدمِ
كـردٌ وعُـرْبٌ على الإسلامِ يجمعُهم
مـعَ  الـكنائسِ في سهلٍ وفي iiعلمِ
قـدْ وحـدّ الوطنُ المعطاءُ iiخطوتَهم
عـلى  الـتّآخي برغمِ الشكّ iiوالتهمِ
هـلْ  فـرّقَ الأهـلَ إلاّ حقدُ iiطاغيةٍ
كـي يـستبدَّ عـلى الأهلينَ iiوالتّخمِ
لـمْ يـنجُ شيخٌ من الإجرامٍ iiمستعراً
لـم يـنجُ طـفلٌ منَ الأصفادِ iiوالنّقمِ
و"طـلُّ" تـشهدُ.. والقضبانُ iiشاهدةٌ
وهـامُ "هـيثمَ".. والـتنكيلُ iiبـالقلمِ
بـئسَ الـرجولةُ.. لا وجدانَ iiيعرفُهُ
حـكمُ الـعصاباتِ إثـماً غيرَ iiمنبهمِ
إنَّ  الـرجولةَ فـي بانْياسَ iiموطنُها
حـيثُ الـشبابُ جـدارٌ غـيرُ iiمنثلمِ
يـحمونَ  بـانْياسَ أجـساداً iiممدّدةً
صـدّوا بـها رَتْـلِ دبّـاباتِ iiمقتحمِ
إنّ  الـرجولة فـي بانْياس iiموطنًُها
ولـيسَ  فـي جوقةِ الأتباعِ iiوالخدمِ
مُـعـربدينَ بـلا عـقلٍ ولا iiخُـلُقٍ
فـي  مـجلسٍ أتقنَ التصفيقَ iiللصنمِ
فـدعْ  رجـولةَ أشـباهِ الرجالِ iiلمنْ
يـحاصرُ  الأهـلَ في بانْياسَ بالرجمِ
وانـظرْ حرائرَ بانياسَ التي iiانتفضتْ
واسمعْ  لصوتٍ تحدّى إثمَ ذي iiصَمَمِ
أَنـا  الأبـيّةُ مـن بـانياسَ يعرفُني
شـعبٌ  يـدوسُ خطامَ البغيِ iiبالقدمِ
هـيهاتَ تـقهرُ بالطغيانَ الحرائرَ iiإنّ
ي "حـرّةٌ.. حـرّةٌ".. يـا فاقدَ الذممِ
نـيرو وفـرعونُ والنمرودُ ما بلغوا
تـلكَ الـحماقةَ إجـراماً بـلا iiنـدمِ
وحــشٌ يـعذّبُ أطـفالاً iiبـمعتقلٍ
ودمـعةُ الأمّ تُبكي الوحشَ في iiالأجمِ
قـدْ  أتـقنَ الوارثُ السفّاحُ سفكَ دمٍ
وضـحكةَ  الأبـلهِ بغياً غيرَ iiمحتشمِ
مـنذا يـقهقهُ منْ نزفِ الدماءِ iiعلى
وقعِ الأنينِ سوى المعتوهِ ذي الوصمِ
أحـاكمٌ  أنـتَ.. والأحرارُ في رسفٍ
أحـاكمٌ أنـتَ.. والأعـوانُ كـالبهمِ
يـا  مـنْ ترونَ إباءَ الشعبِ منقصةً
والـقتلَ مـأثرةً والـشرَّ فـي iiالقيمِ
غوروا..  فقد سئمَ الأحرارُ iiمشهدَكمْ
ولا بـقـاءَ لـوكرِ الـظلمِ iiوالـظلمِ
الـبغيُ صـنعتكمْ والـفتكُ iiديـدنُكمْ
والـبطشُ  إرثـكمُ عـنْ فاسدٍ iiوخِمِ
وتـنـسجونَ  أسـاطـيراً iiمـلفّقةً
حـتى  غَـدوتمْ بها أضحوكةَ iiالأممِ
فـتـرسلونَ  "عـصاباتٍ iiمـسلّحةً"
وتـتْهمونَ  بـها شـعباً غير iiمتّهمِ
"شـبّيحةُ الـبعثِ والزعرانِ" iiنعرفُها
فـبشّرِ  الـشرَّ والأشـرارَ iiبـالعدمِ
وكـمْ زعـمتمْ ثـباتاً فـي ii"ممانعةٍ"
ومـا حفظتمْ سوى الكرسيِّ والوصمِ
لـتنهبوا ثـرواتِ الـشعبِ في iiدَأَبٍ
وتـدفنوا  صـرخةَ الجولانِ منْ iiألمِ
تـأبى الـعروبةُ طـغياناً بـلا iiنسبٍ
والـظلمُ لـلعُربِ عـارٌ غير iiمحتشمِ
يـأبـى  الـمقاومُ تـجّاراً iiبـرايتِهِ
لـمْ  يـطلقوا غـيرَ أطنانٍ من iiالكَلِمِ
تـأبى  فـلسطينُ خـنّاساً iiيساومُها
وفـاجراً يـرتدي أثـوابَ iiمـعتصمِ
مـا  حـرّرَ الأرضَ طاغوتٌ iiبطغمتِهِ
أو حـرّرَ الأرضَ إفـسادٌ بـلا iiشممِ
قـدْ أطـلقتْ سوريةُ الأمجادِ iiثورتَها
والـكونُ  يشهدُ والطاغوتُ في رَغَمِ
فـأسمعِ الـقدسَ أصـداءً تـردّدُها
ثـوراتُ حـقٍّ بـأرضِ العربِ iiكلّهمِ
سـوريـةُ الـيومَ أحـرارٌ وألـويةٌ
فـارحلْ.. كما رحلوا أَوْ فَابْقَ iiتَنْهزِمِ

=========================

سقط الصنم

الدكتور عثمان قدري مكانسي

إلى إخواني وأحبابي في سورية الأبية ، جوهرةِ العرب وفخرِ المسلمين :

سقط الصنم ، سقط الصنمْ

وهوى على صخرٍ أصمْ

صخرِ المروءة والبطولةِ

والكرامة والشمَمْ

وهوى صريعا غيرَ مأسوف عليه

فانهشمْ

***

كم تمادى في عنادٍ وتجبرْ

وتهادى بافتخارٍ وتكبّرْ

وتعالى يحسبُ الشعبَ قطيعاً وتنمّرْ

داس أحلام الرجالِ الصابرينْ

حَطّم الآمالَ ، شأنَ المفسدينْ

يتم الأطفالَ في حقدٍ دفينْ

سوفَ يهوي في أتونٍ يتذمرْ

 فالفدائيون في أرضي دماءٌ تتفجرْ

 يعلنون الثورة َ الشماءَ في

أرض الفدا .. ف ( الله أكبر)

***

إخوتي في حمصَ في درعا الأبيّه

في دمشقَ الشام ِ في الديرِ العليّه

في حماةَ َ العزِّ ، في (أرض الإباء اللاذقيه )

إخوتي في (جبلةِ الخير و بنياس ِ السنيّه )

في روابي إدلبَ الخضرا وفي (حلبَ البهيّه)

في (سويدا القلب) ...في (دوما السخيّه)

أعلنوا الحبّ بروح أخويه

وانبذوا الطغيان من أرض الهدى

بالتحام الشعب في جبهة ودٍّ أبديّة

وابذلوا الغالي فمَهرُ الجوهر المكنونِ

غالٍ يا أخيّه

=========================

النظام السوري وطواحين الكذب

بدرالدين حسن قربي

مع سقوط النظام التونسي والمصري والليبي، انكشفت للناس في كل تلك البلاد حقيقة لايجادل بها إلا من كان من شبيحة هذه الأنظمة وسدنتها، أن كل ماكان يُتداول بين الناس عن حجم فساد هذه الأنظمة واستبدادها وسرقاتها ونهبها لم يكن إلا الجزء اليسير من عظيمٍ مريعٍ كان خافياً ومسكوتاً عنه، إلى حد لايكاد يُصدّق. ويبدو أن النظام السوري رديف هذه الأنظمة فيما هو حاله اليوم وعلى طريقهم ماض ينتظر يومه قدراً مقدوراً، وسيرى الناس بأم أعينهم أن صندوق الطماطم الفاسدة وإن اختلف حجماً وشكلاً، هو نفسه في الفساد والعفونة والروائح الكريهة الفوّاحة من قرطاج إلى أم الدنيا وطرابلس فالشام.

ولئن كان النظام السوري يميّز نفسه عن هذه الأنظمة الراحلة والمتنحية لسببٍ كان يراه ثبت تداعيه مع انتفاضة سلمية شعبية في عموم سورية شعارها الحرية والكرامة، والتي أوشكت أن تُكمل شهرها الأول، فإن مايميّزه حقيقة هو ماكنات فبركةٍ وطواحين كذبٍ تعمل، وشبيحة في الإعلام تُسوّق على مدار الساعة، ولكن ورغم الخبرة المكينة للنظام في هذه المسألة، فإن ضغوط الانتفاضة واتساعها واستمرارها بات يُظهر الضعف والتفكك على البيانات الصادرة والسيناريوهات المؤلفة. ونستدعي للتوضيح ماكان في مدينة بانياس الساحلية وضواحيها خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب استمرار المظاهرات فيها وعدم توقفها، حيث حوصرت بأعدادٍ كبيرة من قوات الأمن والشرطة والجيش بما فيها الدبابات وغيرها ثلاثة أيام سوياً، وتمّ قطع الكهرباء عنها والاتصالات من هاتف وانترنت وجوال، وقام المحاصرِون كل بدوره بما فيهم الشبيحة الذين استباحوا المدينة في الضرب والقتل والسحل والاعتقال، والناس فيها تستصرخ وتستغيث كل على طريقته، ومن رفض من قوات الجيش والشرطة إطلاق النار على أهله ومواطنيه تمّ إطلاق الرصاص عليه فمنهم من قضى فوراً ومنهم من غدا جريحاً مصاباً.

وبإدخال ماكان من قمعٍ وقتلٍ واعتقال مما سبق إلى أجهزه الفبركة والتأليف يصبح الكلام خبراً عن أحداث عنف دامية لضحايا اشتباكاتٍ ومواجهاتٍ مدتها ثلاثة أيام بين قوات أمنٍ وجيشٍ وشرطةٍ بكامل عتادها وعُددها من طرف، ومجموعات مسلحة أثارت الرعب والهلع في نفوس السكان، كانت حصيلتها من الجيش والشرطة عشرة قتلى اثنين برتبة مقدم وخمسة وعشرون مصاباً، ومن المدنيين أربعة قتلى، وتسعة جرحى، ومئة معتقلين. ولئن تساءلنا فيما بين الحقيقة والفبركة، عن المجموعات المسلحة التي اندست في المدينة وأثارت الخوف والفزع في نفوس السكان ماذا فُعِل بها، وأين خسائرها وقد جاءت القوات العتيدة تتعقبها..!!؟ بل أين ذهبت هذه المجموعات المسلحة المندسّة، وانسحبت آمنة مطمئنة ومن دون أية خسائر البتة..!!؟ فلن نسمع جواباً، ولئن سمعنا فكله كاذب على مكذوب، وعاطف على معطوف وحبال دجل قصيرة أمرها معروف. لقد أثار تهافت سيناريوهات الفبركة لعديد من أخبار القتل والقمع أحد كتاب الدراما السوريين المعروفين، فنصح الجهات الإعلامية والأمنية ساخراً أن لو استعانوا بكاتب دراميٍ ما ليحبك لهم الكذبة المكشوفة، فتصبح سالكة ومقبولة.

ماكنات النظام وطواحينه وشبيحة إعلامه مصرّون على الاستخفاف بعقول القراء والمستمعين والمشاهدين على طريقة من أنتم..!!؟ من أنتم..!!؟ ورغم معرفتهم بالحقيقة، فإننا نذكّر بأن الناس والدنيا والعالم كله تغيّر وحتى الحين لاتعرفون من نحن، وبعدين معاكم..! لاعليكم، نعيد: نحن الشعب السوري المسالم الذي خرج من قمقم القمع والقهر يريد إسقاط النظام.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ