ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الثورة السورية .. صناعة
وطنية بامتياز د. عيدة المطلق قناة يوما بعد يوم تتسع مساحات الغضب الشعبي
العربي .. والمشهد الثوري العربي
يحتشد بكثير من الحقائق المؤلمة
.. إذ أن ثمة ظلم فاحش تعانيه
شعوبنا من استبداد لا يرعوي ..
ومن مستبدين يجمعهم الغباء
حيناً والاستغباء حيناً آخر ..
وطغاة يقفزون على حقائق التاريخ
والتطور الإنساني المذهل ..وعلى
حقائق الدين والحضارة .. ظانين
أنهم بذلك يستطيعون الاستمرار
في استغفال الشعوب ، والمضي بها
حتى أدنى مستويات التخلف والضعف
.. !! طغاة حولوا الأوطان إلى بضاعة يمكن جلبها
ساعة عسرة إلى أي مستنقع يريدون
.. طغاة ألغوا معادلة الشعب
والحكم العادل .. لصالح معادلة
العبيد وحكم العائلة .. هم ذاتهم
تم استنساخهم واستزراعهم على
امتداد هذه الجغرافيا
المستباحة !!. المشهد السوري الذي نحن بصدده ما هو إلا
مقطع طولي وعرضي من المشهد
العربي الإسلامي الأوسع .. فسوريا - بما تعنيه من موقع ودور وتاريخ
ومستقبل وتأثير - تقف اليوم على
مفترق طرق خطير ومصيري .. فقد
انتفض الشعب السوري من درعا
وحتى معرة النعمان ومن دير
الزور إلى اللاذقية على نصف قرن
من الفساد والرشوة .. انتفض ضد
الفقر والبطالة والتمييز
والانتهاك المستدام لحقوقه
الطبيعية .. انتفض من أجلا حقه في
التنمية واستعادة أمواله
وثروات وطنه المنهوبة التي
بددها وحش الفساد ..!! انتفص على أقانيم الاستئثار والإقصاء
والتهميش .. على الخوف والقهر
وقمع النظام الأمني المريع..
انتفض من أجل الحرية والخروج من
السجن الكبير ؛ ومن كل السجون
السرية والعلنية (المنتشرة على
مساحة الوطن) التي يقبع فيها
مئات الآلاف من معتقلي الرأي
والمفقودين والمختفين قسرياً ..
انتفض من أجل عودة مئات آلاف
السوريين المهجرين، من
المثقفين والأكاديميين ورجال
الأعمال الممنوعين من العودة
لأوطانهم ..!! انتفض ضد البيروقراطية العقيمة التي رسخت
منظومة الفساد والاستئثار
والهيمنة.. ومن أجل الانفتاح
والتغيير والإصلاح الذي يستعصي
على التحقق رغم الوعود المتكررة
.. انتفض ضد الحلف غير المقدس بين
أجهزة الأمن ورجال الأعمال
والسياسيين.. وعلى غيرها من
الانتهاكات التي مورست عبر أطول
حالة طوارئ في التاريخ الإنساني
.. !! انتفض الشعب السوري برقي وحضارية .. أما
ردة فعل النظام فقد جاءت –
منسجمة مع تاريخه الأسود - لقد
أوغل النظام في البدائية
والوحشية .. مفرطا بالقتل
والترويع والبطش.. فمنذ اللحظة
الأولى لتلك الانتفاضة واجه
النظام المتظاهرون بالرشاشات ..
والقنص العشوائي .. قتل المئات
من الشباب وحتى الأطباء
والمسعفين والأطفال.. دنس
المساجد ، واقتحمها بزعم إيواء
مندسين وإرهابيين .. وفي درعا تم
إعدام "الجندي" – ابن تل
كلخ – لا حترامه قدسية المسجد
العمري ورفضه إطلاق النار على
المصلين فيه.. !! لقد سال في هذا الثورة دم كثير وفي كل مكان
وارتكب النظام المجازر - حتى
فاقت حصيلتها في يوم واحد المئة
والعشرين شهيداً سالت دماؤهم
على مساحة القطر السوري كله.. !! مارست أجهزة النظام كل أفانين التعذيب -
المدانة والمحرمة- وضرب
المتظاهرون بالهراوات والخناجر
والعصي لإخافتهم وتفريقهم .. ومن
ثم بالرصاص والدبابات .. كما
انتهكت كل حقوق الإنسان حتى
تعطيل الاتصالات وحجب المواقع
الإلكترونية !! وبعد ذلك كله .. نحد أنفسنا اليوم أمام
أزمة فكرية أخلاقية.. إذ يخرج
علينا ثلة من مثقفينا يطعنون
الثوار في الظهر .. ليجلد هؤلاء
بسياط بني جلدتهم مرتين الأولى
من أجهزة الأنظمة.. والثانية من
بعض المثقفين والمنظرين الذين
راحوا يشككون بوطنيتهم
ومصداقيتهم.. ! أليس من المعيب أن يروج المثقفون لمزاعم
الأنظمة القمعية .. في توجيه
اتهامات العمالة والتآمر ..
وتنفيذ الأجندات الخارجية
لشباب الثورات الرائعين؟؟ .. فلماذا كل هذه الإساءات المتكاثرة لدماء
الشهداء التي بذلت من أجل
حريتنا نحن .. ومن أجل مستقبل
مشرق لأبنائنا.. ومن أجل أن نحيا
كراماً في وطن عزيز حر.. ؟؟ أليس في هذا الموقف ضد ثوار أمتنا تفويض
لأنظمة القمع باجتراح المزيد من
القتل في الساحات والشوراع ..
وبعد ذلك نعود إلى مقاهينا
نمارس فيها هواية التنظير
للوحدة والقومية والوطنية
ومقارعة الامبريالية ؟؟ إن ما يوجه من انتقادات واتهامات لقوى
الثورة العربية وفي مقدمتها
الثورتين الليبية والسورية
إنما يشكل إساءة عميقة للأمة
بكاملها .. فهذه الأمة هي من أنجب
هؤلاء الثوار الذين يطلقون
عليهم مسميات "الخونة
والعملاء والمندسين
والإرهابيين" – حاشا لله -!!! إن الشباب العربي الثائر –يجترح اليوم
المعجزات .. فهو عبر هذا الطوفان
الثوري يحدث حالة من الصدمة
والترويع تنتقل وفق "قاعدة
الأواني المستطرقة" من بلد
إلى آخر .. ومن سيدي بوزيد إلى
درعا .. !! ففي ظل ذهول الأنظمة تنطلق ملايين
الحناجر الشابة تهتف للحرية
والعدل والحق .. تهتف للوطن،
والوحدة .. وتحتفي بالشهادة
والشهداء .. وتندد بالفساد
والسرقة والرشوة .. وتنادي بسقوط
دولة الاستبداد والقتل والقمع ..
!! ثورة الشباب نجحت – حيث فشل المنظرون - في
توحيد الأمة .. إذ أحبطت – وهي
تحكم الأصنام التي عادت لتنتصب
من جديد في الساحات والميادين
العربية الإسلامية- كل الفتن
واسقطت كل الفزاعات التي
استلتها الأنظمة من أغمادها ....
!! لقد أدهشت ثورة
الشباب العربي كل العالم ..
ونجحت في استقطاب استجابات
شعبية واسعة.. وحافظت على صعودها
بالمثابرة والتضحية والصمود
وأبدعت في وسائلها وطروحاتها
على نحو لم يكن ليخطر ببال حتى
مفجريها ..!! أما بالنسبة للثورة السورية فإن العالم
بأسره يشهد بأن هذه الثورة
انطلقت من داخل سوريا وحدها
لتكون صناعة سورية وطنية
بامتياز ..لا صناعة أيد عابثة
خارجية ..!! الثورة السورية هي صناعة حضارية راقية لا
فتنوية .. ولا صناعة عصابات
مندسة أو إرهابية .. إنها صناعة
سلمية .. لا صناعة عنفية أو مسلحة
.. !! إنها ثورة من أجل مستقبل مختلف لا مجال
فيه لمعادلات الفساد والظلم
والقمع والاستبداد.. وما تفرضه
من آفات الجبن والصمت ، والركوع
والانحناء .. مستقبل سداه الحق
والعدل والكرامة .. ولحمته
الحرية والاحترام .. مستقبل تقوم
فيه دولة القانون والمؤسسات ..
وحكومة الشعب كل الشعب ..
وبرلمان الشعب كل الشعب .. وعليه فإننا في محراب الثورة ... أمام طهر
الشهادة وعلى وهج الدماء
الطاهرة .. "لنقل خيراً أو
نصمت" !! ======================== ثورات شعوبنا تعزِّز ما
في شعبنا بقلم: أمير مخول لا يوجد نظام في العالم غير قابل للسقوط
في ظرف معيّن. ولم يحدث أن سقط
نظام حكم من تلقاء نفسه وما لم
يتم إسقاطه. وأدبيات الثورات في
التاريخ تعلمنا الكثير الكثير. ليرفدها شعبنا العربي بميزات جديدة ودروس
تاريخية تتلاءم مع ثورات عصر
العولمة والمعلوماتيّة، حين
تتحرك الكتلة البشرية الهائلة
وتكبر وتتعاظم بوتيرة غير
مسبوقة. ثورات حرّكتها حركة
اجتماعية- حركتها الناس- بكل
تياراتها وقواها المعنية
بالتغيير وعمليا الغالبية
العظمى من المجتمعات الثائرة.
ثورات العرب سارت وفق "قانون
الثورات" أي تلك اللحظة حين
لا يستطيع المقهورين مواصلة
القبول بحالة القهر ولا يستطيع
النظام القاهر الاستمرار في
أدوات حكمه. ليحدث ما يجرد
تسميته "سقوط الدكتاتوريات
في الربع ساعة الأخيرة". لكن شاهدنا أيضا كيف يتهاوى نظام عربي
حاكم وظالم وطاغي، يكف يتفكك
النظام، وكيف خلقت الناس كل
الناس – الشعب- حالة تصبح
المؤسسة العسكرية كما في تونس
ومصر أمام خيرا وهو أن لا مناص
من التخلي عن رأس النظام بدلا من
مواجهة مع الشعب. أو أن الشعب
خلق معادلة جديدة فيها هو صاحب
الشرعية الفعلي وهو الحاكم حتى
أنه استقطب مواقع قوة في النظام
ذاته بما فيها المؤسسة وأطراف
مركزية في المؤسسة الاقتصادية
والإعلامية والدينية والقضائية
الخ. وحين تفاقم وتراكم الظلم والاستبداد
وامتهان الحق والكرامة
الإنسانية والوطنية والقومية
هذا من جهة وتتراكم حالة الكبت
والاحتقان وتصبح حالة متحركة
تتسارع حركة الشعب الجارفة
ويتعطّل النظام وينهار، أو
تنهار مركباته الأساسية وتبدأ
حالة التحوّل. يصعب الاعتقاد
بأن الثورات التي انفجرت في
تونس ومصر هي حدث مخطّط من قبل
جهة محدّدة، بل يبدو أكثر
حدثّاً تولّد وتفاعل من تلقاء
نفسه وكان الإسهام الأعظم
باعتماد أدوات اتصال غاية
بالسرعة وبالسهولة مثل
الفيسبوك والتويتر والانترنيت
وفضائيات إعلامية بوصفها عوامل
جديدة أتقن استخدامها شباب مصر
وتونس والأقطار العربية قاطبة،
إنها أدوات حديثة وهي ملك
الشباب والأجيال الصاعدة ولغة
تخاطبهم وتواصلهم ونقل همومهم
وأحلامهم وهي أداه تجمعهم ومعهم
كل الشعب. كما أنها جمعت بين
الثورة والثورة التي امتدت بشكل
متزامن في هذا الكمّ من البلدان
العربية. وتزامنها ليس مخططاً
لكنه مؤشر الى أن العالم العربي
الذي عاش عشرات السنين من مشهد
تفكك الأمة عاد اليها وأعاد
تشكلها على أسس تعددية
وديمقراطية على الأقل فيما
يمثله المشهد الحالي ولغاية
الآن، وإن كان مسار التحوّل لا
يزال في بدايته من حيث رسم
المعالم المستقبلية. لكن
المؤشرات تشير الى نهضة عربية
شاملة وليس موضعيّة في هذا
البلد أو ذاك. إنها حالة أمّة لا
حالة شعوب كل على حدة. ولا بأس أن نتمعّن في مشاريعنا الفردية
والجماعية، فكُلّ منا يتمنى ان
يكون في ميادين التحرير العربية
الثائرة وبالذات في ميدان
التحرير كما اسمه في القاهرة،
فكيف نفسِّر هذا الشعور، ويكف
نفسّر متابعتنا الأخبار ليس من
باب المشاهدة بل أكثر بشعور
المشاركة وتمني المشاركة. ان
ثورات العالم العربي هي ثورات
لنا نحن الفلسطينيين- ليس ثورات
غريبة او بعيدة عنا، ولا عن
تاريخ ثوراتنا التحررية،
وشعورنا المذكور يسبق أحيانا
مواقفنا وأصدق منها، انها ثورات
لنا، انها تعيد إحياء المعنى
لصراعنا ونضالنا من أجل الحق
الفلسطيني وتعطيه البعد العربي
المتجدد الذي تراجع في الحقب
الأخيرة، انها تعيد المعنى
للوطن العربي وللآمة العربية
المتحررة. مشهد مكمّل للثورات العربية هذا المشهد
الإسرائيلي الذي لم نشهده في
مثل هذا البؤس والهزيمة منذ
عشرات السنين، بؤس يعكس غياب
الأفق وبداية وتسارع لانهيار
دورها وأثرها ككيان. فهناك
معادلة سادت منذ ستين عاما
وأكثر وهي أن قوة إسرائيل
وجبروتها وأثرها لا تقاس فقط
بما تملك من قوة داخلية وجبروت
عسكري، بل أن أحد أهم مركباتها
الإستراتيجية هو الضعف العربي
واستدامته. وهو ما عكسته الى حد
كبير اتفاقيات كامب ديفيد مع
مصر واتفاقيات أوسلو مع السلطة
الفلسطينية وليدة الاتفاقيات
ذاتها والتي صادقت عليها منظمة
التحرير الفلسطينية وهي في "قمة"
ضعفها كما أكد ذلك في حينه شمعون
بيرس لتبرير الاتفاقيات. كما
وتؤكد السياسة الأمريكية بأعلى
مستوياتها ان غياب حسني مبارك
سيجعل إمكانيات الضغط الأمريكي
على الفلسطينيين أصعب بكثير،
وجاء ذلك في أعقاب الفيتو
الأمريكي في مجلس الأمن ضد
إدانة المستعمرات الإسرائيلية
في الضفة والقدس- وجاء في الموقف
الأمريكي ايضا انه لو كان حسني
مبارك في الحكم لفرض على السلطة
الفلسطينية التراجع عن طرح
اقتراح القرار المذكور أمام
مجلس الأمن، والأمثلة تكاد لا
تحصى على خدمة النظام العربي
البائد لمصالح الولايات
المتحدة وإسرائيل، والكثير
منها فضحته تسريبات ويكليكس
مؤخراً وفضحته الثورة المصرية
بكل ما يتعلق بالارتباط
الاقتصادي والنفطي والعسكري
الاستراتيجي لمصر مع إسرائيل في
إطار المخطط الأمريكي في
المنطقة. ان إحدى معادلات الصراع الجوهرية مع
المشروع الصهيوني بكل تجلياته
الاستعمارية والعنصرية
والعدوانية هو أنه لا يكفي أن
يكون الطرف الفلسطيني او العربي
محقاً بل ن الحق بحاجة الى توزن
قوى تحميه ويوفر إمكانيات
إحقاقه. ان سقوط أنظمة عربية عظمى بمفاهيم
المنطقة والاستراتيجيات
العالمية، هو نقطة تحوّل هائلة
كون هذه الأنظمة وبالذات المصري
اعتُمِدَت من قبل المشاريع
الأمريكية الإسرائيلية
العدوانية كنقاط ارتكاز وثبات
وثوابت في المعادلات المختلفة،
لكن انهيارها مقابل قوة الشعب
الهائلة هي أيضا مؤشر بأن لا
نظام قائم على الغبن التاريخي
ولاحتلال والتطهير العرقي
والعنصري والاستعمار قادر على
مواجهة حركة الشعوب حين تبلور
إرادتها. ولن تكون قوة آخر أنظمة
الفصل العنصري والاستعمار أقوى
من إرادة الشعب الفلسطيني
والشعب العربي عامة. كان ملفتا للنظر هذه الايام هو بؤس ورداءة
الموقف الإسرائيلي وضعفه أمام
عاصفة الشعب العربي، ولم يكن
صدفة أن يتحدث حتى نتانياهو عن
تردي سمعة وموقع إسرائيل عالميا
وعن الخطر الحقيقي من نزع
شرعيتها دوليا. وفي هذا لنا دور
نحن الفلسطينيين ومعنا الشعوب
العربية وكل أنصار الحرية في
العالم. لقد انهار مع انهيار
نظام مبارك وبن علي وتزعزع
غالبية الأنظمة العربية
الحاكمة، انهار خطاب تلك
الأنظمة، الخطاب الظلامي
القائم على اعتبار العدو
الحقيقي للشعوب العربية هو
حركات المقاومة التي تعمل بين
ظهرانيها، وهو استهداف القوى
التي ترفض المشروع الأمريكي
الإسرائيلي في المنطقة ولا
تستسلم لموازين القوى الأخذة
بالانهيار بعد الثورة، وهو
استحداث العداء لإيران ومحاولة
طرح الصراع الأساسي بأنه طائفي
او مذهبي وليس مع العدوان
الأمريكي، احتلال العراق
واستعباد أنظمة المنطقة وخيرات
شعوبها وليس مع إسرائيل
واحتلالها فلسطين. لم يعد مهما
اذا كانت هذه الأنظمة وبالذات
نظام مبارك كانت مقتنعة بهذه
المعادلة ام لا، فانها معادلة
قد طارت مع أصحابها، وحلت
مكانها معادلة ديمقراطية
تعددية بروح الشعب الذي لتحم
ولم تكن الثورة لتنجح لو لم
يمتلئ ميدان التحرير وميادين
التحرير ليس فقط بالناس وبالكتل
البشرية كأعداد وحسب، بل وبشكل
جوهري بتعددية شعبية ضمّت كل
أطياف المجتمع العربي من تيارات
علمانية ودينية وقومية
ليبرالية وشاركت المرأة وشارك
الرجل في أحداث الثورة على أساس
انها تعددية قائمة لكنها مجتمعة
ضمن مرجعية واحدة لا إقصاء فيها
ولا تخلّي لأحد عن المسؤولية
الجماعية، انها مرجعية الشعب
والقرار قرار الشعب المنبثق عن
إرادته المتحررة. وفي حالتنا الفلسطينية فالمعادلات تغيرت
وتتغير أكثر لاحقاً. بقي جوهر
الحق الفلسطيني كما هو، لكن
معادلة وتوازن القوة تغيّر ليس
بين جيش وجيش بل بين نظام
استعماري عنصري عدواني عسكري
وبين إرادات شعوب ومسؤوليات
جديدة لأنظمة جديدة. ومع هذا فلن
نتفاجىء لا من محاولات "الثورة
المضادة" ولا من مساعي التدخل
الأجنبي وبالذات الامبريالي
الأمريكي. لكن الضمان الأهم
والواعد هو قوة الشعب ووعيه
لقوته ولسيادته وللشرعية التي
يمنحها لشكل الحكم الذي يريده. ان شعبنا الفلسطيني هو شعب ثائر ومناضل
ومكافح منذ دخول المشروع
الصهيوني للمنطقة وبالذات منذ
العام 1948، انه شعب مّر ويمر
بمراحل مدّ وجزر في مشروعه
التحرري لاستعادة حقه في فلسطين
وعليها. شعب لم يملك يوماً ترف عدم إدارة الصراع
ومواجهة أعدائه، انه شعب جرّب
كل أشكال المقاومة وهي حق له
وواجب عليه حتى استعادة حقه
وأولا عودة اللاجئين والتخلص من
الاحتلال وتحرير أسراه وتقرير
مصيره وهكذا هي جماهير شعبنا
الفلسطيني في الداخل والتي
ستحيى هذا الشهر يوم الأرض، هذا
اليوم الذي شكّل في العام 1976
ومنذ العام 1976 ملهماً لكل شعبنا
ولكل الشعوب العربية ولكل أنصار
الحرية بالعالم بان المقاومة
الشعبية طريق وحين يلتقي أصحاب
الحق مع الإرادة لإحقاقه لا يقف
بوجههم أي نظام. إن ثورة شعبنا العربية عززت ما في شعبنا،
إنها تأكيد إضافي لنا جميعاً أن
لا شيء في معادلة الصراع القائم
على الحق هو نهاية المطاف،
وطالما لم يجر إحقاق الحق، كامل
الحق.. ========================= السوريون ودروس الثورات
العربية حسام مقلد* أظن أن السياسيين في شتى أنحاء العالم قد
ضحكوا ساخرين من زعم النظام
السوري بأن السلفيين (الأصوليين
الراديكاليين المتشددين
المتزمتين المتطرفين... إلخ!!)
يريدون إقامة إمارة إسلامية لهم
في سوريا، وأظن كذلك أن الشعب
السوري قد ضحك ساخرا هو الآخر
وشر البلية ما يضحك
من زجِّ نظام الأسد بفرية
السلفيين هذه فيما يلاقيه
مؤخراً من احتجاجات شعبية واسعة
من أبناء هذا الشعب الكريم الذي
يرزح تحت ظلم وقهر هذا النظام
الطائفي الظالم المستبد منذ
عقود خلت!! إن كل ما يطالب به الشعب السوري هو
الكرامة والعدالة واحترام حقوق
الإنسان، والعيش في عزة ورخاء
وتنسم عبير الحرية أسوة بغيره
من الشعوب، ولكن للأسف الشديد
بدلا من أن يستجيب النظام
السوري لرغبات شعبه والمسارعة
بتحقيق حقوقه المشروعة هذه نراه
يراوغ ويناور ويخترع القصص
الواهية، ويلقي باللائمة على
المؤامرات الخارجية تارة وعلى
السلفيين تارة أخرى، وبدلا من
الاستماع لصوت العقل والحكمة
والبدء الفوري في إجراء إصلاحات
عملية جذرية وحقيقية تلبي
طموحات ملايين السوريين بدلا من
ذلك كله راح النظام السوري يلعب
نفس اللعبة القديمة
التي لم تنطلِ على أحدٍ من
الشعوب العربية الأخرى
فأوهم الناس والعالم أنه
اتخذ بعض القرارات المهمة
كإلغاء قانون الطوارئ الذي يحكم
به الناس منذ نحو خمسة عقود، ولا
أفهم كيف تسمى هذه الحال حال
طوارئ أي
حال استثنائية
وقد صارت هي القاعدة والأصل
الذي دام ثمانية وأربعين سنة
بالتمام والكمال، حتى إن أغلبية
الشعب السوري قد ولدت وعاشت في
كنف هذه الحال بما فيهم الرئيس
السوري بشار الأسد نفسه؟!! في الحقيقة لم يتقدم النظام السوري أية
خطوة ولو ضئيلة نحو توفير الحد
الأدنى من الحرية والديمقراطية
التي يطالب بها الناس، ولم يتخذ
أية إجراءات حقيقية توحي بأنه
عازم على الاستجابة لهذه
المطالب، وبدلا من ذلك راح يضرب
شعبه بكل قسوة تماما كما يفعل
القذافي، وللتلبيس على الناس في
الداخل والخارج راح يتهم
السلفيين بارتكاب أعمال العنف
وإثارة الشغب والفوضى في
البلاد، ويشن حملة دعاية مضللة
ليسوِّغ من خلالها ما يرتكبه من
جرائم، وما يفعله من بطش بالشعب
السوري الأعزل وشبابه المسالم
المُطالب بحقه في الحياة الحرة
الكريمة، ويزعم أنه إنما يفعل
ذلك حفاظاً على سوريا من هؤلاء
السلفيين القساة غلاظ الأكباد،
وحمايةً لها من ضلالهم وأفكارهم
المتشددة!! وصدقاً لا أدري من أين جاء هؤلاء السلفيون
المزعومون إلى سوريا؟! ولا أعرف
كيف هبطوا عليها فجأة هكذا؟! ولا
أفهم كيف تمكنوا من الإفلات
بهذه السرعة التي تقترب من سرعة
الضوء من قبضة جحافل الأمن
السوري؟! ولا كيف استغفلوا
الرفاق المناضلين في سوريا
الأسد وتمكنوا من تكوين تنظيم
خطير كهذا يضم كل هذه الألوف
المؤلفة من الناس الذين نراهم
يتظاهرون في كل المدن والقرى
السورية؟! وكل هذا محض كذب
وتضليل وافتراء، فما هذه الجموع
المسالمة الثائرة في سوريا إلا
أبناء سوريا وشبابها الطيبين
المسالمين الذين يقفون بصدورهم
العارية أمام آلة القمع
المتوحشة التي يغرس النظام
السوري أنيابها في أجسادهم
البريئة، وحقيقة لا أتخيل أن
النظام السوري يظن أن هناك
شخصاً واحدا فوق هذا الكوكب سوف
يصدق شيئا من هذه الافتراءات
والمزاعم الكاذبة!! ويبدو أن النظام في دمشق لا يدرك أن الزمن
قد تغير فعلا، ولا يعي أنه لن
يقدر على الإفلات بفعلته هذه
المرة لو أقدم على جريمة جديدة
كتلك المذبحة البشعة التي
ارتكبها بحق شعبه في حماة في 2
فبراير (شباط) عام1982م، والتي تعد
أبشع مجزرة وحشية تعرض لها
السوريون في العصر الحديث، حيث
تم قمع الانتفاضة الشعبية آنذاك
بقسوة فاجرة خلَّفت وراءها نحو
ثلاثين ألف شهيد، وخمسين ألف
سجين سياسي، ونحو نصف مليون
إنسان وضعوا على اللائحة
السوداء، وتم تهجير معظمهم
وطردهم خارج سوريا تحت وطأة
تعذيب أجهزة القمع السورية
المتوحشةّّ، ولا تزال معاناتهم
ومعاناة أبنائهم وأحفادهم
مستمرة في المنافي حتى الآن!! ومن خلال تعاطي النظام السوري مع الثورة
الشعبية السلمية الحالية التي
اندلعت شرارتها في محافظة درعا
جنوبي سوريا قبل نحو ستة أسابيع
من الآن يتضح جليا أنه لمَّا
يستوعب بعد ما جرى للأنظمة
العربية الشقيقة
شقيقته في الظلم والقهر
والتنكيل بشعوبها
في مصر وتونس واليمن وليبيا...؛
فلا يزال هذا النظام يمارس لعبة
التضليل ذاتها التي مارسها
طويلا زاعماً أنه النظام
العروبي الوحيد المقاوم الذي
أذل اليهود والأمريكان، وكسر
شوكة الصهاينة بفنون النضال
والمقاومة الباسلة، وأنه كان
على وشك أن يحرر مرتفعات
الجولان السورية من دنس
الاحتلال الإسرائيلي، وكان قاب
قوسين أو أدنى من تحرير الأقصى
الشريف بعد أن حشد لذلك كل قواه
المقاومة المناضلة، وأنه كاد أن
يحقق ذلك الحلم العربي العتيق
لولا هؤلاء السلفيين الجهلة
المتطرفين الذين أفسدوا خطته!! إن النظام السوري يراهن الآن على عدم جدية
الغرب والولايات المتحدة
الأمريكية على وجه الخصوص في
اتخاذ إجراءات عقابية ضده كما
فعلوا بحق القذافي، وقد يكون
محقا في ذلك فبقاء النظام
السوري في الحكم هو في الواقع
أكبر ضمانة لأمن إسرائيل،
ولبقاء الوضع القائم الآن كما
هو عليه، فنظام الأسد الابن
كنظام الأسد الأب يجيد فقط
مقاومة إسرائيل ومحاربتها
وتدميرها على الورق، وفي مخيلته
وعبر أبواقه الإعلامية وحسب،
لكن على أرض الواقع فهو أكبر
ضامن لأمن اليهود وبقائهم في
المنطقة لأطول وقت ممكن. حقيقة أنا لا أفهم كيف تفكر الأنظمة
العربية ومن بينها النظام
السوري فكل ما تتوق إليه هذه
الجماهير العربية الهادرة هو
الحياة الحرة الكريمة القائمة
على الديمقراطية والنزاهة
والشفافية والعدالة
الاجتماعية، فهل هذا كثير
عليها؟! ولكن إذا كان النظام في
دمشق قد عجز عن استيعاب دروس
الثورات العربية، ولم يفهم بعد
أن إرادة الشعوب الحية لا تقهر
بأمر الله تعالى، وإذا كان مصرا
على رهانه الخاسر على دعم
حلفائه في إيران ولبنان، وموقف
بعض العرب المتواطئين
الصامتين، وموقف المنافقين
الأوربيين والأمريكيين وكيلهم
الدائم بمكيالين
فإن التعويل الآن على كافة
أبناء الشعب السوري العظيم أن
يتوحد بكل طوائفه وشرائحه
الاجتماعية، وأن يكون على قلب
رجل واحد، وأن يتحلى بالعزيمة
والإصرار، ويصعِّد دائما من
احتجاجاته السلمية البيضاء،
لاسيما في المدن الكبرى كدمشق
وحلب، ويرفع سقف مطالبه
باستمرار، ولا يستكين أبدا
للظلم والقهر، ولا يخاف من
البطش والقمع والإذلال، ولا
يخشى التنكيل الوحشي الذي يهدده
به زبانية النظام، فهؤلاء لن
يردعهم إلا تكاتف السوريين،
ووقوفهم جميعا بشجاعة أمام
جبروت هذا النظام الفاسد، الذي
كنا نتمنى أن يكون أذكى من ذلك
ويتدارك الأمر ويبادر باتخاذ
قرارات عملية حاسمة وجذرية تؤدي
إلى إصلاح حقيقي، وتلبي طموحات
الشعب السوري في مستقبل أفضل
وحياة أكثر عدالة وحرية
وديمقراطية، وساعتها كان العرب
جميعا فضلا عن السوريين سيلتفون
حول هذا النظام ويفدونه بنفوسهم
وأرواحهم، لكن بكل أسف أثبت
سدنة هذا النظام أنه فقط نظام
حنجوري يقول ما لا يفعل، ويفعل
عكس ما يقول، وكل سوري يعلم تمام
العلم الآن أن هؤلاء الزبانية
لن يتورعوا عن ارتكاب أبشع
الجرائم كما فعلوا من قبل في
سبيل الحفاظ على مصالحهم وبقاء
السلطة في يدهم، وأنه لا يؤمن
جانبهم أبدا بعد الآن، فإذا كان
المنتظر منهم التنكيل بالثوار
على أية حال فليس أمام هؤلاء
الشباب الآن بعد طلب العون
والنصر من الله تعالى سوى الصبر
والثبات ومواصلة الاحتجاج
السلمي حتى يستجيب النظام لكل
مطالبهم، أو يرحل غير مأسوف
عليه كما رحل أقرانه في مصر
وتونس، فليس أمامكم يا شباب
سوريا اليوم إلا كما قال الشاعر
عبد الرحيم محمود: فإما حياة تسرُّ الصديقَ
وإما مماتٌ يغيظُ العِدى وكما قال محمود سامي البارودي: فإمَّا حياة ٌ مثلَ ما تشتهى العلا وإما
ردى ً يشفى منَ الداءِ وفدهُ فتوكلوا على الله أيها الأبطال الأبرار
واثبتوا واصبروا وصابروا "يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ" [آل عمران:200]
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى
أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [يوسف:21]. * كاتب إسلامي مصري. ================================ لماذا معنية إسرائيل
ببقاء النظام السوري؟ صالح النعامي كان بالإمكان ملاحظة وقع الدهشة التي
اعترت مقدم الفترة الإخبارية
الصباحية في الإذاعة
الإسرائيلية باللغة العبرية
عندما أبدى الجنرال المتقاعد
إيفي إيتام، رئيس حزب "
الوطني الديني " سابقاً ووزير
الإسكان الأسبق، قلقه من
إمكانية سقوط نظام الرئيس بشار
الأسد في سوريا. فإيتام، ليس فقط
أحد أكثر الشخصيات تطرفاً في
اليمين الإسرائيلي، بل إنه
شخصياً يقطن في مستوطنة "
كاتسرين "، الواقعة على هضبة
الجولان السورية، التي احتلتها
إسرائيل عام 1967. كان إيتام
قاطعاً وحاسماً في حكمه عندما
علق على الاضطرابات التي تجتاح
سوريا حاليا، قائلاً: "
النظام السوري الحالي هو أفضل
صيغة حكم بالنسبة لإسرائيل "،
معتبراً أنه على الرغم من
المواقف العدائية تجاه إسرائيل
التي يحافظ عليها النظام
السوري، إلا إنه يبقى أفضل من كل
الخيارات الأخرى التي يمكن أن
تحل مكانه في حال سقط. وقد فاجأ
إيتام المستمعين عندما قال إنه
لا يؤمن بأن النظام الحالي في
سوريا " جاد " في مطالبته
باسترداد الجولان. وحاول إيتام
تقديم تفسير سياسي لحكمه هذا
قائلاً: " مشكلة النظام
القائم في سوريا إن شرعيته
تستند إلى تأييد الأقلية
الدينية العلوية، وبالتالي
فإنه معني دائماً بوجود حالة
صراع ظاهرية مع إسرائيل تبرر
بقاءه وديمومته، وبالتالي فإن
هذا النظام غير معني باسترداد
الجولان في أي تسوية سياسية
لأنه يعتقد أن التوصل لتسوية
سياسية، يعني فتح الحوار من
جديد حول شرعية نظام الحكم
وإثارة التساؤلات على مستقبل
سيطرة الأقلية العلوية على
الأكثرية السنية "، على حد
تعبيره. ميزة هدوء الجبهة السورية لكن إن كان
الموقف الصادر عن الجنرال إيتام
مفاجئاً لأنه عكف في الماضي
دائماً على مهاجمة النظام
السوري الحالي، فإن هناك الكثير
من النخب الإسرائيلية الحاكمة
في إسرائيل ترى إن بقاء النظام
الحالي في سوريا هو أفضل
الخيارات بالنسبة لإسرائيل.
فعلى الرغم من أن وزير التعليم
جدعون ساعر يرفض انسحاب إسرائيل
من الجولان، ويطالب بتكثيف
الأنشطة الاستيطانية فيها، إلا
إنه يرى أن بقاء النظام الحالي
في سوريا يمثل مصلحة إسرائيلية.
وخلال لقاء مع نشطاء من حزب
الليكود الحاكم، أشار ساعر إلى
إن أهم عامل يجعله يؤمن بضرورة
بقاء النظام السوري الحالي هو
الهدوء التام الذي عرفته الحدود
السورية الإسرائيلية منذ
انتهاء حرب عام 1973. " لقد دلت
التجربة العملية على أن
السوريين هم الأكثر التزاماً
باتفاقات وقف إطلاق النار
والهدنة، لقد التزم السوريون
ووفوا بتعهداتهم بشأن تأمين
الحدود المشتركة، لم يكن من
الفراغ أن يسمح الهدوء بتعاظم
البناء في المستوطنات اليهودية
على هضبة الجولان، والذي أدى
إلى تضاعف عدد المستوطنين فيها
عدة مرات خلال أكثر من ثلاثة
عقود ". ويرى وزير الدولة
الجنرال المتقاعد يوسي بيليد،
الذي سبق له أن تولي قيادة
المنطقة الشمالية في الجيش
الإسرائيلي أن النظام السوري
خلال عهدي حافظ الأسد ونجله
بشار، لم يبذل جهود حقيقية
لتغيير موازين القوى العسكرية
التي تميل لصالح إسرائيل،
مشيراً إلى أن تسليح الجيش
السوري لا يناسب الحروب
الحالية، وبعيد كل البعد عن
متطلبات أي مواجهة مع إسرائيل،
منوهاً إلى أن ميزان القوى لم
يزدد خلال العقود الأربعة
الماضية إلا ميلاً لصالح
إسرائيل. الأسد لا ينوي تغيير موازين القوى من ناحيته يرى المعلق الإسرائيلي أمنون
أبراموفيتش أن أهم ميزة "
إيجابية " في النظام السوري
القائم، هو حرصه على عدم تغيير
قواعد اللعبة القائمة بين
الجانبين، بحيث أن سوريا لم
تحاول خلال العقود الثلاثة
الماضية تحدي إسرائيل والرد على
الاستفزازات الكثيرة التي قامت
بها ضدها. وأضاف: " أن أكثر
الأطراف العربية التي نجح في
مواجهتها الردع الإسرائيلي هي
سوريا، بلا شك، فقد قمنا بقصف
المنشأة النووية شمال شرق سوريا
في ديسمبر 2006 وتم اغتيال عماد
مغنية، قائد الذراع المسلح لحزب
الله في قلب دمشق، إلى جانب
قيامنا باستهداف مواقع للفصائل
الفلسطينية داخل سوريا، دون أن
يتجرأ نظام الأسد الأب والإبن
على الرد ". ويحذر أبرامفويتش
أنه لا يمكن بالمطلق ضمان أن
يسلك نظام آخر غير النظام
الحالي هذا السلوك. عاموس هارئيل، المعلق العسكري في صحيفة
" هارتس "يتبنى وجهة نظر
مخالفة، ويعتبر أنه يتوجب "
عدم ذرف دمعة واحدة في حال سقط
نظام الأسد "، مشيراً إلى
التحالف بين سوريا وحزب الله
وإيران، بالإضافة إلى السماح
بتواجد قيادات التنظيمات
الفلسطينية على الأرض السورية.
ويضيف: " النظام السوري يسمح
بتسليح حزب الله، ويمنح إيران
موطأ قدم في المنطقة، ويسمح
بتهديد المصالح الإستراتيجية
لإسرائيل ". ويشير هارئيل إلى
أنه على الرغم من التفوق
الإسرائيلي الكبير في المجال
العسكري، إلا أن النظام السوري
ركز على الاستثمار في مجال
اقتناء الصواريخ، مشيراً إلى أن
الصواريخ السورية بإمكانها أن
تصيب كل نقطة في إسرائيل، مما
يجعل سوريا تحت نظام الأسد دولة
" خطيرة ". حماس ستجد حضناً في دمشق في كل الأحوال لكن يرون فريدمان، أستاذ العلوم السياسية
في معهد التخنيون يرفض مقاربة
هارئيل، ويشير إلى أنه على
الرغم من أن هناك احتمال أن
يتخلى أي نظام جديد في سوريا عن
التحالف مع إيران وسوريا، إلا
إنه في المقابل سيعزز علاقاته
مع حركة حماس. وفي مقال تحليله
نشرته النسخة العبرية لموقع
صحيفة " يديعوت أحرنوت "،
نوه فريدمان إلى أن كل
السناريوهات التي وضعت لمرحلة
ما بعد نظام الأسد تؤكد أن جماعة
الإخوان المسلمين سيكون لها
تأثير واسع وكبير على مجريات
الأمور في سوريا " وهذه
الحركة بكل تأكيد ستمد يد العون
لحركة حماس التي تنتمي إلى نفس
العائلة ". بن كاسبيت، كبير
المعلقين في صحيفة " معاريف
" الإسرائيلية يصب جام غضبه
على المنادين بدمقرطة العالم
العربي، ويعتبر أنه بخلاف كل ما
يقال، فإن التحول الديموقراطي
في العالم العربي لا يخدم
المصالح الإسرائيلية على
اعتبار أنه سيجلب حتماً أنظمة
حكم أكثر عداءً لإسرائيل.
وينتقد كاسبيت بشدة بعض الأصوات
التي تنطلق داخل الولايات
المتحدة للمطالبة بمساعدة
الجماهير السورية على التخلص من
نظام الأسد. واضاف: " مع كل
الاحترام لدعاة الديموقراطية،
فإن ما سينتظرنا هنا مواجهة
اتجاهات دينية وعلمانية تعبر عن
الرأي العام السوري بشكل حقيقي،
ونحن ندرك موقف الرأي العام
السوري، كما هو الحال بالنسبة
لموقف الرأي العام العربي بشكل
عام، فالجماهير العربية ترفض
وجودنا، وتساند خيار المقاومة
ضدنا، وبالتالي فإن الحديث عن
نظام يعبر عن الرأي العام
السوري، يعني بالضرورة جلب نظام
معادي لإسرائيل ". ويرفض
كاسبيت الرأي القائل أن
العلمانيين العرب سيكونون أقل
عداءً لإسرائيل من الإسلاميين،
مشدداً على أن الطرفين سيعاديان
إسرائيل استجابة لرغبة الرأي
العام العربي. معضلة الإتفاق مع الديكتاتوريات وهناك من يستنتج مما يحدث في سوريا وحدث
في كل من تونس ومصر بأنه يتوجب
عدم عقد إتفاقيات تسوية مع
أنظمة ديكتاتورية. المستشرق
الإسرائيلي البرفسور أوري
هانتير، أستاذ الدراسات
الاستشراقية في كلية " شومرون
" يرى أن الاتفاقيات مع
الأنظمة الديكتاتورية في
العالم العربي " لا تسوى
الحبر الذي تكتب به "، على
اعتبار أن هناك إمكانية أن يتم
التخلي عن هذا الاتفاقيات في
حال حل محلها أنظمة أخرى. " في اختبار النتيجة يتبين أن رؤساء
الوزراء الإسرائيليين الذين
حذروا من التوقيع على إتفاقيات
مع النظام العلوي في سوريا، قد
قاموا بعمل مسؤول، في حين أن
النخب السياسية التي أبدت
حماساً للتسوية مع سوريا كان من
الممكن أن تتسبب في إلحاق ضرر
كبير بالمصالح الإسرائيلية "،
قال. مما لا شك فيه أن الذي يجعل التطورات في
سوريا بالغة الخطورة بالنسبة
للكثير من النخب الحاكمة في تل
أبيب حقيقة أنها تترافق مع
تحركات قد تؤدي إلى تغيير صيغة
نظام الحكم في الأردن، الذي لا
خلاف داخل إسرائيل على أنه "
أوثق " حلفاء إسرائيل
الاستراتيجيين في المنطقة.
ويخشى الإسرائيليون من أن تغيير
صيغة الحكم في الأردن وسوريا
بعد مصر قد يفضي إلى بلورة ما
يوصف في تل أبيب ب " الطوق
السني "، الذي سيجد ترجمته في
تعاظم تأثير جماعة " الإخوان
المسلمين " على مجريات الأمور
في المنطقة. من هنا فإن النخب الحاكمة في تل أبيب تقبض
أنفاسها بصمت إزاء ما يجري خلف
الحدود مع سوريا، وكلها أمل ألا
تتغير البيئة الإقليمية من
ناحية استراتيجية على النحو
الذي يخلط الأوراق بشكل يضاعف
الأعباء الاستخبارية والعسكرية
على كاهل الكيان الصهيوني.
فلسان حكام تل أبيب يقول: "
مهما كانت طبيعة العلاقات مع
النظام السوري القائم حالياً،
فإن إسرائيل تمكنت من إدارة هذه
العلاقات بشكل يخدم المصالح
الإسرائيلية حتى الآن، ولا يوجد
ضمانة أن تحافظ تل أبيب على
انجازتها في حال تغيرت صيغة
الحكم الحالية في دمشق ". ========================== لا المرتزقة، ولا "البلاطجة"،
ولا "الشبيحة" سيجهضون
ثورة الشعب العربي علي طغاته أ.د. ناصر أحمد سنه* تحية إلي شهدائنا في تونس "الخضراء" . تحية إلي شهدائنا في مصر "المحروسة". تحية إلي شهدائنا في ليبيا "المختار". تحية إلي شهدائنا في اليمن "السعيد". تحية إلي شهدائنا في سوريا "الإباء". تحية إلي أهلنا وأخوتنا في بني غازي وطبرق
واجدابيا والبريقة ومصراته
والزاوية والجبل الغربي وكل مدي
وقري وبلدات الجارة الشقيقة
ليبيا. تحية إلي أهلنا وأخوتنا في صنعاء وتعز
وعدن والحديدة وإب والضالع
ومأرب والمعلا وكل مدن يمننا
السعيد. تحية إلي أهلنا وأخوتنا في درعا
واللاذقية وبانياس ودمشق ودوما
وحمص وحماة والمعضمية ودير
الزور وكل مدينة وقرية على
امتداد الوطن السوري الحبيب. تحية إلي كل من خطا خطوة، وسار مسيرة،
وكتب سطرا، وقال كلمة، في سبيل
رفع الظلم والطغيان والفساد
والاستبداد الجاثم علي صدر
الأمة العربية منذ عقود. أمة لم
تنعم باستقلالها من نير المحتل/
المستخرب الأجنبي حتي جثم علي
صدرها أذياله وعملائه، وإن
بلباس، وبلكنة مختلفة. تحية إلي كل من ضحي بدمه فقُتل شهيداً،
ومن جُرح وسال دمه جريحاً، ومن
قال قولة حق فغُيب سجيناً، ومن
رفع صوته بالحرية والعدالة،
وانتفض جسده ثائراُ منتفضاً
متحررا مُحرراً وطنه السليب. نحن معكم.. صدورنا دون صدوركم، نحورنا دون نحوركم،
أجسادنا دون أجسادكم أيدينا بأيدكم.. يد واحدة ألسنتا تردد خلف هتافاتكم، صرخات الحرية
المدوية. نحزن لحزنكم، نألم لمصابكم. نشيع معكم شهدائكم، نضمد معكم جرحاكم،
نصرخ ونستصرخ من أجل معتقليكم. أيتها النظم الإستيدادية في ليبيا واليمن
وسوريا والعراق وغيرها مضي وولي
زمن القهر والطغيان والفساد
والإفساد والتغييب والنفي
والتهجير والقهر. مضي وولي زمن القهر، والخوف والإذلال،
والظلم والتبعية، وخاب وخسر من
راهن علي موت الشعوب. الشعوب لا تموت ومتحكميها هم إلي زوال. "إما نحكمكم أو نقتلكم".. اهذا هو
ديدنكم وشرعة الغاب لديكم؟؟. لا وألف لا.. لا المرتزقة الذين تجلبون، ولا "البلاطجة"
التي تدفعون، ولا "الشبيحة"
التي تعدون سيجهضون ثورة الشعب
العربي علي طغاته. وستحاسبون. ألا تتعظون من نظرائكم في مصر وتونس. ألا تتعظون من مصير عصابات السراق والقتل
والنهب والفساد والإفساد. إذا الشعب يوماً
أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب
القدر. إنه التوق إلي الإنعتاق والحرية والتحرر.
توق لن يقف في وجهه أحد من
مرتزقة أو بلاطجة أو شبيحة. أن
إرادة الشعوب ستنتصر مهما كانت
التضحيات. فمالكم ترتكبون نفس المجازر بحق الأبرياء
العزل المسالمين، وتستبيحون
الدماء، وتقتاتون علي الأشلاء،
وتسحلون الشهداء؟؟. لقد كسر حاجز الخوف. لن ترهب أحد تلكم
الممارسات القمعية، أو
الإجراءات التسويفية الترقيعية.
النصر للشعوب صبر ساعة، وهم سيهربون وسيتنحون وسيعزلون
وسيحاكمون. الكرامة استحق للشعوب، وسندفع ثمنها. العدل استحقاق للشعوب، وسنقدم ثمنه. الحرية استحقاق للشعوب، وسندفع مهرها. العزة استحقاق للشعوب، وسنموت من أجلها. والذل والصَغار للطغاة والجلادين. الإنصاف والمساواة والرخاء للشعوب. والخزي والشنار للظالمين المستبدين
الفاسدين المفسدين. ولسوف تشرق شمس الحرية في سماء وطننا
العربي، وستنهض شعوبنا بعد كبوة، وسترتاد مكانها ومكانتها اللائقة علي
خريطة الأمم المتحضرة ستسرع في نهوضها ونهضتها عزيزة كريمة
يشار إليها بالبنان. ارفع راسك فوق.. أنت عربي. حريتنا بدينا، كرامتنا بيدنا، مصيرنا بيدنا، هويتنا فخر لنا، أوطاننا ملك لنا، ثرواتنا ذخر لنا، مراراً وتكراراً.. تحية إلي وقود الثورة
العربية الكبرى. تحية إلي
الشباب والشبيبة، والفتيات
والنساء، الرجال والشيوخ،
والأطفال في وطننا العربي.. الحر
الأبي. تضامن وتحية إلي كل الشعب العربي الحر
الأبي الثائر المُنتفض،
والمُراقب المُنتظر. أيها الشعب العربي، نحن شعب واحد، وطن
واحد، أمة واحدة:"إِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ
فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92). *كاتب وأكاديمي. ========================= دعم أمريكي للنظام
السوري ضد ثورة الشعب تحرّر الشعب الثائر أخطر على
العدو الخارجي من ممانعة
الاستبداد نبيل شبيب صدرت سلسلة مواقف وتصريحات عن المسؤولين
الأمريكيين أثناء ثورة شعب
سورية من أجل التغيير الجذري
الشامل، وكان من أبرزها موقفان،
الأول على لسان وزيرة الخارجية
الأمريكية كلينتون (28/3/2011م: لدى
سؤالها عمّا إذا كان من المتوقع
تدخّل الولايات المتحدة في
سورية على غرار تدخلها في ليبيا
بفرض حظر جوي، أجابت قائلة: "كلا"،
وأضافت في نص المقابلة الذي
نشرته شبكة "سي بي إس"
الأمريكية: أن "كلا من هذه
الأوضاع له خصوصيته.. المؤكد
أننا نأسف بشدة للعنف في سورية").
وصدر الموقف الثاني عقب أحداث "الجمعة
العظيمة" وما ارتكبته
السلطات الاستبدادية في سورية
من جرائم جديدة، وقبل تصعيد هذه
الجرائم عبر الاقتحامات
العسكرية لجبلة ودرعا ودوما
بيوم واحد، وكان ذلك الموقف على
لسان الرئيس الأمريكي أوباما،
وجاء فيه: (23/4/2011م: عوضا عن
الاستماع لشعبه، يتهم الرئيس
الأسد الخارجَ ساعياً في الوقت
عينه للحصول على المساعدة
الإيرانية لقمع السوريين
باستخدام السياسات الوحشية
نفسها المستخدمة من قبل حلفائه
الايرانيين). ثورات شعبية خالصة.. وجهود الهيمنة
الأجنبية إن الموقف الرسمي "الصادق" الوحيد
المعبّر عن حقيقة السياسات
الأمريكية والغربية والصهيونية
تجاه الثورات الشعبية العربية
عموما هو ما يُستخلص من تعامل
هذه السياسات علنا مع ثورتي
تونس ومصر، عندما ظهر للعيان
أنّهما انطلقتا من الإرادة
الشعبية وحدها، وسلكتا الطرق
السلمية فقط، وأثبتتا أنّ جميع
ما صدر من اتهامات عن السلطة
الاستبدادية بوجود "أصابع
خارجية" مجرّد افتراءات محضة..
فآنذاك ظهر للعيان أنّ: 1- قوى الهيمنة الأجنبية تريد استمرار
الاستبداد المرتبط بالغرب
والصهيونية.. ولكن لا تملك
الحيلولة دون إسقاطه عند نشوب
الثورة الشعبية ضدّه. 2- أن الثورات الشعبية جعلت التناقض بين
شعارات "الحريات والحقوق
والديمقراطية" وبين هذا "التحالف
بين استبداد دولي واستبداد محلي"
تناقضا فاضحا يوجب تغيير
الأساليب المتبعة.. إنّما لا
يعني ذلك تغيير سياسات الهيمنة. 3- لم يكد يسقط الاستبداد الحاكم في تونس
ثم مصر إلا وبدأت جهود العمل
للتأثير على المرحلة التالية من
الثورتين لترسيخ أسباب نشأة
مرتكزات جديدة يمكن الاعتماد
عليها لاستعادة ما يمكن
استعادته من هيمنة أجنبية
عدوانية استغلالية.. وهذا ما يجب
رصده ورفضه وهو ما يرجى للوعي
الشعبي الكبير ويقظة القيادات
الشبابية أن يمنعا من تحقيق
أغراضه. واندلعت الثورات الشعبية العربية
التالية، في اليمن والبحرين
وليبيا، وهنا لم يعد الحدث
مفاجئا لصانعي القرار من قوى
الهيمنة الدولية، فظهرت أساليب
أخرى للتعامل مع "مطالب
الثورات الشعبية"، ليس على
أساس القاسم المشترك بينها
جميعا: التحرّر من الاستبداد،
بل مع خصوصيات الوضع الآني لكل
بلد وفق ما صنعته التجزئة منذ
مطلع القرن الميلادي العشرين..
وتجدّد التحايل بين المواقف
الرسمية والأغراض الحقيقية. جميع الثورات العربية ثورات شعبية خالصة
نشأة وهدفا، إنّما استند
التعامل عبر القوى الإقليمية مع
البحرين إلى ذريعة التدخل
الإيراني.. وكأنّ وجود قوّة
خارجية "تستغلّ الثورة"
كما يقولون، يسوّغ منع حقوق
وحريات أساسية. بينما استحال
أمام الأوضاع الخاصة باليمن،
وصلابة النواة الشبابية في
ثورته الشعبية، أن يتمّ "إنقاذ
الاستبداد المحلي"، فبدأ
العمل على "تسييس مسار الثورة"
لإجهاض جوهر ما تعنيه وتطلبه،
وللحدّ من نتائجها المحتمة، عبر
"مبادرات سياسية" إقليمية
الصياغة، غربية المنشأ. وأعطى
شذوذ العنف والبطش الإجرامي من
جانب الاستبداد الحاكم في ليبيا
ذريعة لقسط أكبر بكثير وأوضح
للعيان بكثير من المساعي
المباشرة للهيمنة الدولية،
لإجهاض "نتائج الثورة" ما
دام "إجهاضها" بحدّ ذاتها
مستحيلا، ولا تزال الحصيلة
النهائية للتدخل الدولي
بمباركة عربية رهن قدرة الثوار
في ليبيا على الخروج من محنة
التدخل والخروج من محنة
الاستبداد معا، مع تثبيت
استقلاليتهم واستعادة الحرية
والكرامة والسيادة لشعب ليبيا. لا يختلف تعامل قوى الهيمنة الأجنبية،
ولا سيما الصهيوأمريكية، من حيث
المبدأ والجوهر مع ثورة شعب
سورية على الاستبداد المحلي،
إنّما لا يخفى أنّها جارية أيضا
على أرضية "خصوصيات قطرية"
كما أن لكلّ ثورة عربية سبق
اندلاعها وكل ثورة عربية آتية،
خصوصيات قطرية تميّز مجراها،
والتعامل معها، ويجب العمل على
ألاّ يؤثّر ذلك على "النتيجة
النهائية" المطلوبة، أي أنّ
تكون نتيجة خالصة من شوائب
الهيمنة والاستغلال الخارجيين،
وخالصة بأهدافها الجامعة لحرية
الشعب وكرامته وسيادته ووحدته،
جنبا إلى جنب مع فتح الأبواب
أمام تحقيق الأهداف القويمة،
الإقليمية، العربية والإسلامية
وذات الأبعاد الدولية، ومحورها
حاليا هو: المواجهة والمقاومة
والتصدّي لجميع ممارسات
الهيمنة الأجنبية وأشكالها
السياسية والعسكرية
والاقتصادية، عدوانا واغتصابا
وتسلّطا واستغلالا، لا سيما على
صعيد قضية فلسطين المحورية
المشتركة عربيا وإسلاميا. الهيمنة وخصوصيات ثورة الشعب في سورية لا بدّ من رؤية التعامل الصهيوأمريكي مع
ثورة شعب سورية حاليا، على
أنّها تنطوي على عاملين رئيسيين
لا يمكن الفصل بينهما: 1- خصوصيات النظام الحاكم.. 2- خصوصيات الثورة الشعبية ضد النظام
الحاكم.. بغض النظر عن أنّ "تقويم" خصوصيات
النظام الحاكم بمعيار وطني
وعربي وإسلامي، يفرض رؤية
استبداده الدموي الداخلي
الطويل المدى أولا، يمكن الوقوف
جدلا عند من يرونها بعين واحدة،
ولكن هنا ينبغي –على المخلصين-
السؤال عمّا "لم يقدّمه"
تحت عنوان الممانعة والمقاومة،
وليس السؤال عن المقارنة بينه
وبين من "يعادي" المقاومة
ويفتقر إلى "الممانعة". لا شكّ أن النظام الحاكم في سورية مختلف
إلى حدّ بعيد عن الأنظمة التي
تصنّفها قوى الهيمنة الدولية
تحت عنوان "معتدلة"، إنّما
لا يختلف عنها "استبدادا"
إلا من حيث قوّة "تجذّر"
الاستبداد وهمجية عنفه. إنّ "الاستبداد" بحدّ ذاته لم يلعب
قطّ دورا في عداءٍ أو تأييدٍ
يصدران عن القوى الدولية تجاه
الأنظمة، إلا في حدود "الإخراج
السياسي الدعائي" على مستوى
الرأي العام الداخلي لدى قوى
الهيمنة وعلى مستوى الرأي العام
العالمي. لا تواجه قوى الهيمنة الصهيوغربية "خيارين":
ممانعة وتبعية، بل ثلاث خيارات
تبني عليها مواقفها وسياساتها
وممارساتها: 1- لا تريد –في الدرجة الأولى- نشأة أيّ
نظام يتابع على أرض الواقع طريق
التحرير والاستقلال الكامل
والسيادة والبناء والنهوض..
وهذا خيار لا يطرحه أي نظام
قائم، ولكن يمكن أن يتوافر
نتيجة الثورات 2- ولا تريد –في الدرجة الثانية- "طرفا
مساوما" على قضايا فلسطين
والعراق وأفغانستان ولبنان
وسواها.. وهذا بالذات –وليس
الخيار الأول- هو ما يطرحه
النظام الاستبدادي الحاكم في
سورية.. 3- بل تريد –لو استطاعت- أن يكون جميع
الأنظمة، "خاضعة أو طيّعة"
بالكامل، كما كان الحال مع
النظام الحاكم في مصر قبل
الثورة الشعبية.. فإن استحال ذلك
كان الخيار الثاني السابق "أهون
الضررين". إنّ في مقدّمة ما بدّلته الثورات العربية
الشعبية الخالصة، لا سيما في
مصر، هو أنّها أضافت الخيار
الأول الأهمّ –الإرادة الشعبية-
إلى الساحة، وهو ما تسعى قوى
الهيمنة إلى محاربته الآن، ولو
أدّى ذلك إلى القبول على مضض
باستمرار وجود الخيار الثاني –نظم
المساومة باسم الممانعة- بديلا
عنه. لا يجهل صانعو الفكر والقرار في عواصم
الهيمنة، أنّ مستقبل المنطقة
العربية إذا حكمت "الإرادة
الشعبية" أقطارها، فنشأت
أنظمة -تتابع على أرض الواقع
الفعلي - طريق التحرير
والاستقلال الكامل والسيادة
والبناء والنهوض، فلن يكون في
المنطقة مجال للخضوع والانصياع
وما يسمّونه "الاعتدال"
ولن يكون فيها أيضا مكان
للمساومة واعتبار أقصى معايير
سلامة السياسات "الوطنية
والقومية والإسلامية" هو "عدم
المشاركة في التطبيع والتطويع"
أي: الممانعة ولكن دون ممارسة
التحرير، واحتضان المقاومة
ولكن دون صنعها وممارستها داخل
الحدود القطرية. بتعبير آخر: التحييد أو العرقلة في مسار
تصفية قضية فلسطين مثلا، أقلّ
ضررا من التحرير والمقاومة
الفعلية، لا سيّما وأن ذلك يحقق
أهداف أخرى جانبية، مثل التهويل
من أخطار محور الممانعة على
محور الاعتدال، وبالتالي
مضاعفة الارتباط التبعي بقوى
الهيمنة. لو كان باستطاعة قوى الهيمنة أن تدعم في
الأقطار العربية بعد الثورات
الشعبية أنظمة تابعة لها
بالمطلق، لصنعت ذلك، ولن تمتنع
عن بذل الجهود لهذا الهدف، حتى
وإن أدركت استحالة الجمع بين
تحقيقه وبين نشأة "أنظمة حرة
منبثقة عن إرادة شعبية"،
فالاستبداد المحلي هو الحاضنة
الأخطر والوحيدة للاستبداد
الدولي عبر الهيمنة من جهة
والتبعية من جهة أخرى والمساوة
من جهة ثالثة. إنّ استقلال شعب سورية عبر استعادة حريته
وحقوقه وإرادته لا يمكن أن يسفر
في سورية إلا عن نظام حكم أخطر
على أهداف الهيمنة الأجنبية
العدوانية بمختلف أشكالها، من
نظام حكم استبدادي يمارس "الممانعة"
ويدعم "المقاومة".. بشروط
تتحكّم "المساومة" فيها. وإن التقاء ذلك التحرّر المحلي في سورية
مع ما يماثله في أقطار عربية
أخرى، لا سيما مصر، هو في مقدّمة
ما تخشاه قوى الهيمنة
الصهيوغربية، وهو أيضا "جوهر"
مساعيها للتعامل مع حقبة
الثورات الشعبية العربية
والإعداد لما بعدها. لم تتبدّل الرؤى والمخططات طوعا.. بل
كرها، بمفعول ثورات شعوب لم يكن
يريد أصحاب تلك الرؤى والمخططات
من قوى الهيمنة أن تثور ضدّ
الاستبداد المحلي، ضدّ ركائز
الهيمنة سواء بصورة مباشرة، أو
ركائز الهيمنة من خلال ترسيخ
القيود الاستبدادية المفروضة
على الإرادة الشعبية ومقعول
التجزئة فيما بينها عبر الأنظمة
الحاكمة. هذا ما ينبغي أن يكون "المنطلق"
الأوّل في تقويم المواقف
والممارسات الصهيوأمريكية
والغربية عموما تجاه مجرى أحداث
الثورات الشعبية العربية، وفي
مقدّمتها حاليا ثورة شعب سورية. الدعم المغلّف بالنقد العدائي ربما كان في أقوال كلينتون المشار إليها
في المقدّمة بشأن استبعاد
التدخل في سورية كما في حالة
ليبيا، ما يمكن تفسيره على
وجهين: - الوجه الأول: خداع.. كي يأتي التدخل في
مرحلة لاحقة. - الوجه الثاني: تطمين.. كي يتواصل القمع مع
استبعاد تدخل خارجي. ولكن يصعب تفسير أقوال أوباما المشار
إليها في المقدمة أيضا، لا سيما
ما ذكره حول "استعانة النظام
في سورية بالنظام في إيران"
إلاّ على وجه واحد: إعطاء الحكم
الاستبدادي في سورية ذريعة
إضافية لترويج ما يزعمه عن
الثورة الشعبية، أنّها من صنع
جهات خارجية (تعدّدت تسمياتها
المبتكرة وغير المبتكرة
المتناقضة مع بعضها بعضا!..)
لتحقيق أهداف أجنبية في مقدمتها
كسر محور الممانعة والمقاومة،
الذي تشكّل إيران أحد مكوّناته. هنا يظهر ما تعنيه كلمات "دعم القمع
الاستبدادي مغلّفا بالنقد
المتصاعد له. وهذا بعض ما يفسّر
انتقال النظام الحاكم في سورية
بعد يوم واحد، أي مع حلول يوم
24/4/2011م، إلى مرحلة أشدّ وأعتى
وأعنف في القمع الاستبدادي
للثورة، من خلال استخدام
الآليات العسكرية الثقيلة
والقتل الجماعي والاعتقالات
الواسعة النطاق بادئا بجبلة، ثم
مع فجر اليوم التالي في درعا
ودوما.. والذي تجاوز بحجمه
ونوعيته ما كان في التعامل
الهمجي من قبل مع هذه المدن
وكذلك مع بانياس واللاذقية
وسواهما. والمفروض أمام هذا التصعيد وما يسبّبه من
ضحايا ودمار، وكذلك ما يصنعه من
آلام تفتح الثغرات أمام من "يستغيثون
بما يسمّى المجتمع الدولي"..
المفروض أن ينقطع حبل تأثير
ادّعاءاتِ النظام الحاكم بوجود
"أصابع أجنبية"، على فريق
من المخلصين لفلسطين
والمقاومة، إلى درجة التردّد عن
تأييد حق أصيل لشعب سورية، أو
التشكيك في صورته المشروعة، أو
الوقوع في فخّ "مقايضة مرفوضة"
لهذا الحق الأصيل مع حقّ أصيلٍ
لأي شعب من الشعوب، بما في ذلك
شعب فلسطين. وعودة إلى السؤال: هل يمكن فعلا القول إنّ
تصعيد لهجة النقد الأمريكي
للقمع السوري تخدم استمرار هذا
القمع وتصعيده؟. لقد كان من أقوال رئيس وزراء كندا في حقبة
بوش الابن: أصبحنا نخشى خسارة
أصوات الناخبين إذا أظهرنا
توافقنا مع السياسات الأمريكية. وأثناء مرحلة "إسقاط النظام" عبر
ثورة شعب مصر كان كثير من "المفكرين
والخبراء" يؤكّدون للسياسيين
أنّ "دعم الدول الغربية
للثورة" يسيء إليها، ويتحوّل
إلى ورقة في يد النظام
الاستبدادي لدعم اتهاماته
للثورة بأنّها تتحرّك وفق ما
أسماه "أجندة أجنبية!". ربما انطوت تلك المواقف من جانب مفكرين
وخبراء على بعض السذاجة
السياسية، فصانعو القرارات
والمواقف في واشنطون والعواصم
الغربية الأخرى، يعلمون علما
يقينيا، أنّ في مقدّمة ما يسيء
إلى سمعة أي جهة –بما فيها
الثائرون- في البلدان العربية
والإسلامية في الوقت الحاضر (ومن
قبل) أن تجد "تأييدا"
أمريكيا أو غربيا علنيا، ولم كن
ذلك خافيا على كلينتون وأوباما
في التعامل مع ثورة شعب سورية،
ليس في "المثالين"
المذكورين فقط على أقوالهما، بل
في أمثلة عديدة أخرى ظهرت في
الأسابيع السابقة من مسار
الثورة في سورية، وكان من
أبرزها على سبيل المثال التنويه
إلى خطر فتنة طائفية.. في اللحظة
التي حاولت الجهات الرسمية في
سورية التحذير من تلك "الفتنة"
المزعومة أيضا. إنّ ما تمارسه قوى الهيمنة الصهيوأمريكية
عبر مواقفها المعلنة من ثورة
شعب سورية أخطر في صياغته
ومضمونه وأهدافه من مسألة "علاقته"
العدائية التقليدية مع نظام
استبدادي رفض "الانبطاح" –كما
صنع سواه- إنّما لم يكن يرفض "المساومة"
والتلاقي على ما يسمّونه "مصالح
مشتركة" كما هو الحال في
التعامل مع الحدود السورية-العراقية،
أو ما يسمّى "الإرهاب". التأييد المرفوض جملة وتفصيلا التأييد الأمريكي الملغوم لثورة شعب
سورية وكل تأييد مماثل يصدر عن
أي جهة من الجهات تمثّل قوى
الهيمنة والعدوان والاغتصاب
والاحتلال والحروب والاستغلال
مرفوض جملة وتفصيلا.. ولا يوجد "شعب ثائر" في المنطقة
العربية، لا سيما سورية الآن،
يقبل بالوصول إلى "إرادته"
عن طريق أغلال "امتطاء دبابات
أمريكية".. ولا يوجد شعب من الشعوب العربية
والإسلامية، ومنها شعب سورية،
إلا وقد بلغ من الوعي السياسي
الواسع النطاق، ما يجعله يدرك
أن إجرام الاستبداد الدولي
يتلاقى مع إجرام الاستبداد
المحلي ولا يتناقضان، ولا يمكن
استبدال أحدهما بالآخر أو
المفاضلة بينهما أصلا،
فالعلاقة بينهما اندماجية لا
تنفصم. ثورة سورية هي ثورة شعب سورية، ثورة
خالصة، نشأة ومسارا وحصيلة،
ليست من صنع كلينتون وأوباما،
ولا تتأثر بعداء نجاد وخامنئي،
ولا تنتصر بدعم أحد من هؤلاء
وأمثالهم، ولا يخمدها تأييد أو
عداء يصدر عن أحد من هؤلاء أو
سواهم. إن طهارة ثورة شعب سورية من طهارة دماء
شهدائها، وإنّ تأييدها من جانب
من يمارسون القتل والإجرام في
أفغانستان والعراق وفلسطين
وسواها هو ما يستهدف تدنيسها..
وليس دعمها. ومن العبث هنا الحديث بلغة من يتساءلون
ببراءة مزعومة مرفوضة: علام لا
تثقون بما يدعو إليه الغرب بشأن
تحرير الشعوب العربية
والإسلامية من الاستبداد
والاستعباد؟.. لقد قوّض كلَّ احتمال لنشأة ثقة من هذا
القبيل ما صنعته وتصنعه
الدبابات والطائرات والصواريخ
في الأقطار العربية
والإسلامية، وما ينفق من أموال
لإخضاع شعوبها، وما يراق من
دماء على أراضيها، وما يحاك من
مؤامرات "علنية" على قضايا
المصيرية الحاسمة في حاضرها
ومستقبلها، وقوّض كلَّ احتمال
قولُ صانعي القرار في ذلك كلّه
عن أنفسهم وعن سياساتهم، إنّها
سياسات تمليها "المصالح
الذاتية فقط" أي مطامع
الهيمنة العالمية. شعب سورية بجميع فئاته، بجميع ثواره،
بجميع شهدائه وضحاياه، بجميع
مدنه وقراه، يقول لقوى الهيمنة
الأجنبية، الصهيوأمريكية،
والغربية وسواها: انسحبوا من أفغانستان والعراق وفلسطين.. انسحبوا من كافة الأقطار العربية
والإسلامية.. أوقفوا مسلسلات عدوانكم واستغلالكم.. ضعوا حدّا نهائيا لتحالفكم مع الأنظمة
المستبدة.. أخرجوا قواعدكم ومستشاريكم واستثماراتكم
الاستغلالية من أقطارنا
العربية والإسلامية.. أوقفوا تمويل كلّ جهة مشبوهة تخدمكم أكثر
ممّا تخدم الأوطان والشعوب.. تخلّوا عن مخططات الهيمنة والعدوان.. وآنذاك فقط، يمكن الاستماع لِما تقولون،
وربّما تنشأ على أساسه مستقبلا
علاقات "مصالح متبادلة"،
وعلاقات "حوار حضاري"،
وعلاقات "تعاون على قدم
المساواة".. أمّا وأنّكم لا تفعلون، فأنتم أشدّ عداءً
لشعب سورية، وإرادته، وحريته،
وحقوقه، ودماء شهدائه، من
استبداد الفاسد الحاكم الذي
يغلّ إرادته، ويصادر حريته،
وينتهك حقوقه، ويسفك دماءه، رغم
تصعيد جرائمه اليومية.. ولهذا
يثور شعب سورية على هذا
الاستبداد المحلي، وكذلك على
جميع ما يتشبّث به من قمع همجي،
هو في مقدمة ما يصنع الثغرات
الأخطر من سواها أمام تحقيق
أغراض الاستبداد الدولي. ===================== زاهي القائد
=========================== الجبابرة سيشربون من نفس
الكأس التي جرّعوها لشعوبهم محمد فاروق الإمام عندما يتجبر الحكام ويغفلون عن أن الموت
نهايتهم وأن أعمالهم ستعرض على
الله.. يسارع علماء الأمة في وعظ
هؤلاء الطغاة وتنبيههم إلى ما
ينتظرهم من نهاية فظيعة جراء ما
يرتكبوه بحق شعوبهم، ومن هؤلاء
الطغاة الذين ملؤوا الأرض ظلماً
وجوراً وسفكاً لدماء شعوبهم دون
جناية ارتكبوها إلا أنهم فقط
يطالبون بالحرية المصادرة
والكرامة المداسة وإصلاحات
اقتصادية تخفف عن كاهلهم عبء
مصاعب العيش ومتطلبات الحياة
وإيجاد فرص العمل لجيوش الشباب
العاطل عن العمل.. أقول من هؤلاء
الطغاة المستبدين رئيس فرض نفسه
على سورية دون خيار الشعب
وإرادته.. ورث أباه دون وجه حق
وبلا مسوغ قانوني أو دستوري إلا
البندقية والعصا الأمنية
الغليظة التي انتقلت إليه من
أبيه.. الذي أقام الأخاديد في
طول البلاد وعرضها وحفر القبور
الجماعية خلف كل سجن ووراء كل
معتقل وفي قعر كل قبو من أقبية
التحقيق الأمنية.. ونصب المقاصل
والمشانق في كل مدينة وبلدة
وقرية وريف وحضر وعند بوابات كل
محكمة استثنائية وعسكرية، وعاث
في البلاد الفساد وأهلك الحرث
والنسل ونهب ثروات الوطن وأفقر
الناس وتركهم في كثير من
الحالات يقتاتون على ما تحويه
حاويات القمامة بعد أن سُدت كل
سبل الرزق في وجوههم، ونفى وشرد
الآلاف وضيق عليهم تراب بلادهم
ليهيموا في بلاد الله الواسعة
في القارات الخمس المعروفة
لأكثر من ثلاثين سنة بحثاً عن
الأمن الذي افتقدوه في بلدانهم
والعيش الكريم الذي عز وجوده في
أوطانهم.. إنه الرئيس غير الشرعي
لسورية بشار حافظ الأسد الذي
يفعل اليوم بشعب سورية ما لم
يفعله العدو بعدوه.. يقطّع أوصال
الشباب ويقتلع أظافر الفتية
والأطفال ويدوس ظهور الرجال
ويركل وجوههم بحذائه ويجهز على
الجرحى ويختطف جثامين الشهداء
ويذبح الجنود البواسل الشرفاء،
الذين أبوا أن يلوثوا أيديهم
بدماء إخوانهم في الوطن، ويحرم
الناس من الماء والكهرباء
والاتصالات، ويستبيح المدن
بفرقه العسكرية ودباباته
ومدرعاته التي ضلت الطريق
فأدارت ظهرها للعدو الصهيوني
وواجهت صدور الشباب العارية..
كما فعل أباه قبل 44 سنة عندما
تخلى عن الجولان والقنيطرة دون
دفع أو مدافعة والولد سر أبيه. أقول عندما يتجبر الحكام وينتهكون حرمات
شعوبهم ويفسدون في الأرض يهبُ
علماء الأمة وهم نبض الشعوب
وبوصلتهم ليأخذوا على أيديهم لا
يخشون في ذلك لومة لائم ودون
حساب للنتائج، لأنهم يريدون في
ذلك رضا الله وكف يد الظالم عن
ظلمه فهذا هو دور العلماء
ومهمتهم وقد خصهم الله بها دون
عامة الناس.. والذي حدث في بلدي
سورية أن علماء السلطان هم من
تصدوا للأمر ووقفوا إلى جانب
الجلاد متنكرين للضحية..
يسوّغون فعاله ويحللون جرائمه
ويشنعون على الثائرين
المنتفضين أعمالهم ويسفهون
فعالهم ويسوّقون كل ذلك بما
حفظوه من آيات وأحاديث تدعم
افتراءاتهم وأباطيلهم على غير
الوجه الذي أنزلت لأجله هذه
الآيات وقيلت هذه الأحاديث..
محرفين ومدلسين، وقلة من
العلماء وقفوا إلى جانب الشعب
وتقدموا صفوفه وسيحفظ لهم
التاريخ فعلهم. وأمام تجبر بشار اليوم وتطاوله على الشعب
والإيغال في قتله وسفك دمه أعود
بالذاكرة إلى موقف علم من أعلام
هذه الأمة إنه سعيد بن جبير الذي
وقف أمام طاغية عصره الحجاج بن
يوسف الثقفي متحدياً بكل كبرياء
وشجاعة وعزة نفس، كما يفعل
أطفالنا وشبابنا ورجالنا
ونساؤنا في ساحات الحرية اليوم
في درعا ودوما وبانياس وجبلة
والقامشلي وحمص ودير الزور
واللاذقية والمعرة وتل منين
والمعضمية وغيرها من المدن
والقرى السورية، غير هياب
بالموت الذي يساق إليه مرحباً
بلقاء الله متشوقاً لنيل شرف
الشهادة. وكانت جريمة سعيد بن جبير كجريمة شبابنا
السوري اليوم الذي انتفض في وجه
الطاغية يريد انتزاع حريته
واسترجاع كرامته.. ثار سعيد بن
جبير على الحجاج لطغيانه
وجبروته وسفكه لدماء المسلمين
بغير وجه حق، وعارضه جهاراً
ومواجهة وجهاً لوجه وقال له:
أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما
كان من الحجاج إلا أن قرر قتله؛
ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى
لا يسمع من يعارض أو ينصح كما
يفعل اليوم بشار الذي يخشى
الرأي الآخر والصوت الحر الصادق
ويعمل على خنقه وقمعه. قال الحجاج لسعيد: لأقتلنك قتلة ما قتلها
أحد من الناس، فاختر لنفسك. قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة
تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة،
إلا قتلك الله بمثلها يوم
القيامة، فاختر يا بشار أي قتلة
تريدها لشباب سورية فإنك ولا شك
سيقتلك الله بمثلها عاجلاً أو
آجلاً. ضحك سعيد بن جبير، وهو يساق إلى الموت، من
الحجاج وتماديه وجرأته على الله..
فقال الحجاج: أتضحك؟ قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك
على الله.. وهذا حال بشار في
جرأته على الله وحلم الله عليه!!. قال الحجاج: اذبحوه. قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على
أحد بعدي، والشهيد الذي سقط
برصاص الغدر في سورية يدعو
كدعوة سعيد: اللهم لا تسلط بشار
وآل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش
على سوري بعدي. وقتل سعيد بن جبير .. واستجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة في
جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور
الثور الهائج، شهراً كاملاً، لا
يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا
يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما
نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في
أنهار من الدم، وأخذ يقول: مالي
وسعيد، مالي وسعيد، إلى أن مات. وغداً سيصيب بشار ما أصاب الحجاج ويخور
كالثور وهو يسبح في بحر من
الدماء التي سفكها ويصرخ: مالي
ولشعب سورية.. مالي ولشعب سورية. وغداً يا بشار أنت ميت وقد مات أبوك قبلك
ولا تعرف ما فعل الله به فقد
قتله مقابل كل روح أزهقها قتلة
فتصور كم قتلة قتل أباك وقد ازهق
أرواح عشرات الألوف من النساء
والأطفال والشيوخ والرجال،
فالظالم يشرب من نفس الكأس التي
سقى بها شعبه.. ولك العبرة في
شاوشسكو وزين العابدين بن علي
وحسني مبارك، وما ينتظر علي عبد
الله صالح ومعمر القذافي في
قابل الأيام..!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |