ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جمعة
الغضب.. غضب شعب سورية الثائر
تاريخ
سورية مهدكم.. ومستقبل سورية في
أيديكم نبيل
شبيب جمعة
الغضب.. أعلنها الثوار في سورية،
ليوم 29/4/2011م، وحقّ للثوار أن
يغضبوا، نصرة لدرعا وحوران،
وبانياس والساحل، ودوما وريف
دمشق، وحمص وكل مدينة وبلدة في
سورية، وكل إنسان ينتمي حق
الانتماء لهذا الوطن المشترك. حق لهم
أن يغضبوا نصرة للوطن..
والإنسان، نصرة للشعب..
والعدالة، للتاريخ.. والكرامة،
للمستقبل.. والحرية. أحفاد
الأمويين غاضبون إنّها
جمعة الغضب يوم 29/4/2011م، في أرض
الأمويين، ويأتي الحديث عنها في
هذه السطور قبل صلاة الجمعة
وانطلاقة الغضب الثائر على حاكم
جائر، ويتفجّر مع هذه السطور
الإحساس بالفخر.. مع الإحساس
بالغضب، فالغضب واجب مفروض على
من يأبى ذاك النظام الذي يغتال
أرض الأمويين وأحفاد الأمويين،
والفخر واجب مفروض بأولئك
الأحفاد الغاضبين، أحفاد من
حملوا أنوار الحضارة من قلب
الشام إلى أقصى المغرب وأقصى
المشرق من المعمورة.. أحفاد من
أقاموا في الأندلس دولة الحضارة
والعدالة والسماحة، فأضاؤوا
بعطاءاتها ظلمات أوروبا، حتى
أصبحت علومهم ومؤلفاتهم
المراجع الوحيدة في جامعات
أوروبا لأكثر من خمسمائة عام..
ولقد كانت البداية الأولى
للدولة الأموية في الأندلس –أيها
الثوار الأحرار من أحفاد
الأمويين- كانت في مثل عشية هذا
اليوم قبل 13 قرنا ميلاديا.. يوم
28/4/711م، عندما وطأت أقدام طارق
بن زياد أرض الأندلس لأول مرة،
فكأنّكم ماضون اليوم لتفكّوا
أغلال المستقبل المعتقل،
ولتستعيدوا بسمة الوطن
المسروقة، وأنوار حضارته
المنهوبة، في قلب أرض الأمويين
–في قلب العروبة النابض- كأنّكم
على موعد مع ذلك التاريخ
المجيد، وأنتم تصلون مجدا بمجد،
وعزّة بعزة، وكرامة الإنسان
بالأمس البعيد، بكرامة الإنسان
في المستقبل القريب.. القريب
بإذن الله عز وجل. يومذاك..
أيها الثوار الأحرار الغاضبون،
كانت حضارة الأمويين
الأندلسيين حضارة يلتقي على
بنائها وتحت مشاعلها العرب
والبربر وأهلُ الأندلس
الأصليين، من مسلمين ومسيحيين
ويهود. وها
أنتم أولاء تتحركون على خطى
الأجداد وأمجادهم، في أرضهم
الأولى، أرض الأمويين في سورية،
لتستعيدوا بتضحياتكم وبعزيمتكم
وإقدامكم واستبسالكم ووعيكم،
أنوار الحضارة الجامعة لأهل
سورية، على أرض وطنهم المشترك،
أرض العرب والأكراد، من
المسلمين والمسيحيين، من السنة
والعلويين، من البدو والحضر، ما
بين البوكمال وحلب واللاذقية،
وما بين تدمر وحمص وطرطوس وما
بين درعا والسويداء والصنمين.. إنّه
الوطن المشترك لجميع أطياف
الشعب الغاضب.. وإنّه
الغضب ينصبّ على أولئك الذين
يطلقون قذائفهم الغادرة
ليغتالوا وحدة وطنكم، فهم
يعلمون أنّ استبدادهم لا يقوم
إلا على أشلاء الوطن، فيمعنون
فيه تمزيقا منذ اليوم الأول
لولادة استبدادهم المشؤومة..
ويعلمون أنّ فسادهم لا يستشري
إلا بقدر ما يفتك الاستبداد
بأهل الوطن.. فهم يفتكون بأهل
البلد الواحد، دون تمييز.. إلاّ
وهم يتصيّدون كلّ إنسان عزيز
كريم يأبى الخضوع إلا لله وحده،
ويأبى الولاء إلا للحق والعدالة
والوطن وأهله، ويجنّدون لقتله
كل ذي نفس تدنّت بالخضوع
للاستبداد والولاء للفساد، من
شبيحة وبعض "إعلاميين"،
وقناصة وبعض "مفكرين"،
وعصابات مسلّحة وبعض "سياسيين"،
فهؤلاء يقتلون الشعب برصاصهم
وقذائفهم وأولئك يمزّقون الوطن
بأقلامهم وألسنتهم وأظافرهم..
وبئس ما يفعلون. الثوّار..
والفجّار غضب
الثوار الأبرار إذ تنادوا عبر
وسائل الاتصال، وعبر الهتافات،
وعبر بذل الأرواح والدماء،
ليتلاقى أبناء الشعب، جميع
أبناء الشعب، على أرض الوطن
الواحد.. الواحد.. على الحرية
والعدالة والفرص المتكافئة،
على الكرامة والعزة والمساواة..
فإذا بنظام الفرد الزعيم والحزب
المستكبر و"الفرمانات
والمراسيم" والعبث
والعابثين، يسخر من عقولهم
ومشاعرهم.. ينهي حالة الطوارئ
ويحاصر المدن ويقتحمها
بدباباته، يلغي محكمة أمن
الدولة ويملأ المعتقلات
بالأبرياء بلا حساب.. ويواصل
طريق الأشرار الفجّار فيقطع
الماء والكهرباء وينشر الرعب
والفزع ويريق الدماء في جنوب
البلاد بدرعا وأخواتها، وعلى
الساحل في بانياس وأخواتها، وفي
وسط البلاد في حمص وأخواتها،
وفي قلب العاصمة.. قلب العروبة
النابض، في دوما والمعضمية
وأخواتها.. ألا
يحقّ للثوار الأحرار الأطهار
إذن أن يغضبوا، فيعلنوا يوم
الجمعة 29/4/2011م "جمعة الغضب"؟.. غضب
الثوار المسالمون المتحضّرون
وحقّ لهم أن يغضبوا.. إذ يرفعون
أغصان الزيتون يوما بعد يوم،
أسبوعا بعد أسبوع، شارعا بعد
شارع، بلدة بعد بلدة.. ضحية بعد
ضحية، شهيدا بعد شهيد، وإذ
بالنظام الاستبدادي القمعي
يواجههم بالرصاص الحي.. يتساقط
منهم العشرات من الشهداء
والمئات من الجرحى.. ويواصلون
طريقهم مسالمين متحضّرين،
فيضاعف النظام القمعي همجيّة
شبيحته وعصاباته وقناصته
وسجانيه، ويستنفر الدبابات
والمدفعية، ويرفع عدد الشهداء
الأطهار إلى مئات والجرحى إلى
ألوف والمعتقلين إلى ما لم يعد
يمكن إأحصاؤه، ويملأ البيوت
السورية بالأحزان والآلام..
والغضب. ألا
يحق للثوار المسالمين الأبرار
إذن أن يغضبوا، فيعلنوا يوم
الجمعة 29/4/2011م "جمعة الغضب"؟.. يهتفون
"حرية.. حرية".. ينادون
"سلمية.. سلمية".. ويخرج
الأطفال يطلبون آباءهم
المعتقلين.. وتخرج
النساء والأمهات يطلبن
أزواجهنّ وأبناءهنّ المختطفين.. يطالب
الثوار الأحرار بإطلاق سراح
الألوف المؤلّفة من المعتقلين
عبر سنوات وسنوات من الظلم
والبغي والإجرام.. فإذا بالنظام
التعسّفي يردّ على أشواقهم
لحرية القلب والفكر واللسان
والجوارح والحياة، بمزيد من
الاعتقال والتعذيب، ومزيد من
التعسّف والإجرام، ومزيد من
التسلّط على البيوت السورية
والأجساد السورية والأنفس
السورية.. والتراب السوري، حتى
ملأ التراب السوري بالدماء،
وملأ البيوت والأجساد والنفوس
بالغضب. ألا
يحق للثوار ولأهل سورية جميعا
إذن أن يغضبوا، فيعلنوا يوم
الجمعة 29/4/2011م "جمعة الغضب"؟..
غضب
هادر.. وسينتصر الغاضبون إنّه
غضب الحق على الباطل، غضب
الثورة على النظام، غضب
المسالمين على المجرمين.. إنّه
الغضب الذي يعمّ البلاد من
أقصاها إلى أقصاها، على حفنة من
المجرمين يطلّون على الفضائيات
ليزعموا أن الثائرين "حفنة من
المجرمين".. إنّه
الغضب الذي يكسر أغلال البطش،
البطش بالأحرار كلّما تحرّك
طالب في حلب الشهباء.. ليزعم
المبطلون أنّ حلب هادئة.. إنّه
الغضب الذي يكسر حاجز الخوف
والترويع والقتل والتعذيب،
بإطلاق الرصاص منهمرا على
الرؤوس والصدور كلّما توجّه جمع
من المتظاهرين إلى وسط دمشق
الفيحاء.. ليزعم المبطلون أنّ
دمشق هادئة.. كأنّ
الهدوء –الذي زعموا.. أو صنعوه
بأسلوب هدوء المقابر- يبيح
التقتيل في بقية المدن السورية
وبلداتها بلا حساب!.. ألا
يعلمون أنّه لو خرج واحد في
المائة من شعب سورية للتظاهر
رغم القمع والقتل والاعتقال
والتعذيب، فإنهم يمثلون شعب
سورية بذلك.. يمثلون البطولة في
عصر مَن يعتبرون البطولة
بامتطاء الدبابات والمدفعية
وقطع حليب الأطفال عن الأطفال
وقطع الكهرباء ووسائل الاتصال
ليمكن ارتكاب الجريمة وسط
الظلام؟.. ثمّ
عندما يزعمون أن شعب سورية يعدّ
23 مليونا وأن المتظاهرين قلّة
قليلة!.. أفلا
يستحيون من العقلاء؟.. أفلا
يستحقون غضب الشعب.. وغضب
البشرية.. وغضب العزيز الجبار؟.. حكم
جائر.. يتساقط منتحرا أرادها
الثوار ثورة سلمية.. ولا يزال
النظام الاستبدادي مستميتا في
التقتيل والتضليل لتحويلها إلى
حرب أهلية.. وسيسقط قبل أن يحقق
ما يريد. أرادها
الثوار ثورة وطنية جامعة.. ولا
يزال النظام يستخرج كلّ ما في
جعبته من اتهامات عبثية وأكاذيب
مكشوفة، ليحوّل الوطن الواحد
إلى أشلاء، والشعب الواحد إلى
فئات وطوائف، والثورة الأبية
إلى مذابح ومجازر.. وسيسقط قبل
أن يحقق ما يريد. أرادها
الثوار ثورة إصلاح.. ولا يزال
النظام مصرّا على إعطاء الدليل
بعد الدليل على استحالة إصلاحه،
مصرّا على الانتحار ليتحقق
التغيير من بعده، وسيسقط ما دام
مصرّا على باطله، وستحقق الثورة
التغيير آنذاك رغما عنه. إنها
جمعة الغضب.. غضب
الثوار، بالحق على الباطل،
بالعدالة على الظلم، بالصدور
العارية على الدبابات
والمدفعية والرصاص والمعتقل. إنّها
جمعة الغضب.. غضب التاريخ على من
سوّدوا صفحة عهدهم الفاسد الشاذ
ما بين صفحات تاريخ سورية
الأبية. كل يوم
يمضي بعد يوم في عمر الثورة في
سورية الأبية يسجّل خطوة بعد
خطوة على طريق انتصار الحق
بانتصارها، وسقوط الباطل بزوال
النظام.. راحلا كارها لا "متنحيّا"
نادما، فهو الذي يسدّ على نفسه
الأبواب والمنافذ بما يصنع ،
ويزيد الثورة اشتعالا ولهيبا،
ويجعل انتصارها حتما مقضيا..
مهما بطش وأجرم في أيامه
المعدودات الباقية. لقد
سقط النظام الجائر قبل أن يسقط،
وانتهى قبل أن يندحر، وغرق قبل
أن يغرق.. أو لم
يسقط بوش الابن في الحضيض.. يوم
انقضّ على عاصمة الحضارية
العباسية بغداد بالطائرات
والصواريخ، فلفظته الحضارة
البشرية من قبل أن يسقط؟.. أو لم
يسقط شارون.. يوم انقض على جنين،
فتبرّأت منه الإنسانية من قبل
أن يسقط في غيبوبته ما بين حياة
الإجرام وأبدية الجزاء
والعقاب؟.. أو لم
يسقط فرعون.. يوم قال "أنا
ربّكم الأعلى"، من قبل أن
يغرق في البحر وينجو بجسده
ليكون عبرة لمن يعتبر، فذاق
نكال الأولى قبل نكال الآخرة؟.. بلى.. لقد
تجاوزت ثورة الشعب الأبيّ في
سورية لحظة السؤال: هل ستنتصر..
وبلغت لحظة اليقين: كيف ستنتصر..
بعد أن سقط النظام الجائر قبل أن
يسقط، وانتهى قبل أن يندحر،
وغرق قبل أن يغرق. هي
سقطات الانتحار واحدة تلو
الأخرى.. منذ
إطلاق رصاصة القمع الأولى.. منذ
تعذيب أوّل الأبطال من أطفال
الثورة في درعا الحرة الصامدة.. منذ
أول استهزاء صدر عن رأس النظام
القائم في مواجهة الثورة.. منذ
قرّر النظام لنفسه النهاية
بالسقوط لا التنحّي، تجاوزت
ثورة الشعب نقطة اللاعودة، فهي
النهاية التي صنعها النظام
بنفسه لنفسه.. لهذا
لم يعد يوجد (وهذه السطور تُكتب
قبيل هدير الغضب في جمعة الغضب)
ما يدفع إلى الشكّ لحظة واحدة،
أنّها ستكون –بإذن الله- جمعة
أخرى حاسمة في مسيرة الثورة..
حتى تنتصر. لم
ينفع الترهيب والترويع، ولا
الخداع والتضليل، قبل كل جمعة
سابقة، فلم يتوقف تيّار الثورة
المتدفق، ولن ينفع الترهيب
والترويع، مع تواري الخداع
والتضليل، قبل جمعة الغضب، ولن
يتوقف تيّار الثورة المتدفق.. إن هي
إلا أيام أيها الأبطال الأحرار
الثوار الغاضبون.. وتكتبون أنتم
مستقبل سورية، وتمحون أنتم تلك
الصفحة السوداء المظلمة من
تاريخها، لتستعيد أمجاد شعبها،
وتستأنف الطريق الذي وصل
بأجدادكم الأمويين إلى أقصى
المشرق وأقصى المغرب.. فأنتم
وأيم الله على موعد مع التاريخ،
على موعد مع المجد، على موعد مع
المستقبل.. أعلنتم غضبكم على
الظلم والطغيان، وما غضبتم
لأنفسكم، بل لأمتكم ووطنكم
وشعبكم، لدرعا وأطفالها، وحمص
وشبابها، وبانياس ونسائها،
واللاذقية وجميع أحرارها..
غضبتم لسورية وأهلها.. فأبشروا
بالنصر الذي أقسمتم على أنفسكم
أن يكون هو إحدى الحسنيين بين
أيديكم، وقد أصبح قاب قوسين أو
أدنى، وما النصر إلا من عند الله
القويّ العزيز. ========================= انهيار
الدكتاتورية العسكرية العربية الدكتور
لطيف الوكيل هنا
تحليل سياسي للوضع العربي
الراهن تكملة للبحث السابق "
الدكتاتورية العسكرية العربية
احتلال وطني " مصر مثالا. http://www.almitro.com/11/1693.html تتكون
هذه المنظومة العسكرية
المتشابه الأركان والسريان و
المتماسكة ببعضها من الدول
العربية المحكومة من
الجنرالات، مثل تونس
مصر اليمن ليبيا سوريا السودان
الجزائر والعراق سابقا ومن
الملوك، الذين يرتدون ملابس
الجنرالات ويقودون جيوشهم
كالمغرب والأردن فالبحرين.كلما
يسقط احد أركانها تتداعى منظومة
الدكتاتورية العسكرية عليه
بالسهر والحمى فينهار كل منها
على انفراد. ألان
أصبح دكتاتور كل من تلك الدول في
عداد الساقطين والمنتظرين
دورهم للمرور بما مر به الطاغية
صدام المشنوق, لسببين 1
مازاد عن حده من ظلم وقمع للشعوب
العربية انقلب ضده حيث يولد
ويصدر الإرهاب لدرجة
أصبح من مصلحة أسياد تلك الطغاة
إزالة عبيدها لردم منابع
الإرهاب. 2
العامل الحاسم هو الزمن الذي
دفع بجيل الشعب العربي الجديد
إلى الثورة لإسقاط أنظمة
الدكتاتورية العسكرية . بخطوتين
سبق وان جاءت في مقالات سابقة
وأروع ما فيهما هو إصرار الشباب
الثائر، بل الشعوب على الالتزام
الكامل بهما 1
مظاهرات سلمية حضارية 2 تطور
الميديا أي وسائل الأعلام
العالمي الذي يصور العولمة وهي
تلد توائم الثوار والثورات في
ساحات التحرير والتغير وميادين
الثوريات والثوار. بيد أن
الدكتاتورية العسكرية لا تعرف
سوى الانصياع لأوامر القتل
والاحتلال لذا هي
تجر الشعوب نحو القتال ، وكل ما
خيب الثوار أملها ازدادت حيرة
وتعثرت كجبان هارب يطلق الرصاص
من خلفه،لذا ارتعاب الطغاة
وتعصبهم فتفاقم ضلالتهم يصب في
مصلحة الشعوب الثائرة.يقول
المثل نوم الظالم عبادة. حتى
إصرار الدكتاتورين على البقاء
لأيام أطول في السلطة يعطي فرصة
للثوار لتنظيم أحزاب ومنظمات
مجتمع مدني عصرية جديدة قادرة
على إرساء دعائم الديمقراطية. سبق
وان حصلت في سنة 1989موجات تلك
الثورات في أوربا الشرقية. تحقق
نجاح ثورات شعوب المنظومة
الاشتراكية سابقا بالتظاهر
السلمي الحضاري وعدسات الأعلام
المعولم.إن ثورات الشعوب
العربية إذ تستعمل نفس الوسائل
التي أثبتت نجاحها تؤكد على
أنها امتداد لثورات شعوب أوربا
الشرقية. يجب أن
يصبح أ ي دكتاتور بالضرورة
عميلا، لأنه لا يمكن لأي رجل فرض
سيطرته على الشعب والجيش دون
مساعدة خارجية. بين
الجنرال الحاكم والشعب حرب بين
عدوين والجنرال يؤمن بان عدو
عدوي صديقي فهذا ما يوحد الطغاة
ويجمعهم بإسرائيل. الأخيرة
تنتهج عداء أعمى مطلق لكل
الشعوب العربية والإسلامية،
لكن هذه الشمولية جعلت السياسة
الاستراتيجية الإسرائيلية تتجه
باتجاه الدكتاتورية العسكرية
العربية وتحارب المد
الديمقراطي في دول الجوار. وفي
لبنان وتقتل علماء العراق
بمساعدة حكومة البرزاني التي
تأوي معسكرات الموساد في
كردستان العرق. قال
وزير العدل سابقا ورئيس المجلس
الانتقالي عبد الجليل " انه
يجزم بان قوات عسكرية إسرائيلية
تقود كتائب القذافي وحيث
استعادت الأخيرة احتلال المدن
المحررة من قبل الثوار". وضغطت
إسرائيل على دول الحضر الجوي
لتحجيم دور فرنسا (أول
المعترفين بحكومة الثوار) بتسلم
النيتو قيادة تنفيذ العمليات
العسكرية وزادت إسرائيل بمنعها
الولايات المتحدة من المشاركة
بالقتال وكادت كتائب القذافي
تحتل بنغازي،فينتهي الأمر
لصالح الحسم العسكري وليس
الشعبي، في حينها أطلقت
المخابرات الأمريكية حملة
افتراءات على ثوار ليبيا فادعت
بأنهم من القاعدة ومن حزب الله،
لكن إسرائيل ردت على أعقابها
ومن صديقها الحزب الجمهوري
المتحمس للسبب الأول الذي جاء
في أعلاه ثم إن اوباما الذي يرفض
الاستيطان الإسرائيلي قال
ستعرفون بعد حين ،إن ديمقراطية
الشعوب العربية ستصب في مصلحة
إسرائيل وأمريكا" فجاءت مطالبة
مجلس الأمن بتحريض من فرنسا
وتركيا مقابل سكوت أمريكي
لإقرار حضر جوي فوق غزة لحماية
الشعب الفلسطيني أسوة بالليبي. والتحضير
الأوربي بأروقة هيئة الأمم
لتأسيس دولة فلسطين فوق ارض
فلسطين المحتلة1967. يقول
اوباما للسياسة الرجعية
الإسرائيلية ستفهم لكن بعد حين. أي أن
تعميم الديمقراطية سيجلب
التضامن الذي يعزز الأمن بين
دول الشرق الأوسط. بهذه
الضربات الدبلوماسية ضد
الرجعية الإسرائيلية عادت ألان
الأمور إلى نصابها ولابد من
سقوط جميع الطغاة وانتصار ثورة
الشعب الليبي. ألان يقول رئيس
هيئة الأركان الأمريكية مايك
مولن ليس هناك أي مؤشرات لوجود
عناصر لتنظيم القاعدة في صفوف
المعارضة الليبية المسلحة.
الدول المرعوبة من الإرهاب تعرف
أن شبيه الشيء منجذب إليه
وانالإرهابيون يلتجئون حيث
يحكم الطغاة. رائع
شعب اليمن الذي اثبت تأصل
حضارته بمسيرته السلمية وكم
حاول الدكتاتور صالح بل طالح،
جر شباب اليمن إلى القتال وكم
خاب أمله من شعب مسلح نزع سلاحه
ليزحف عليه بهدوء وسلام الرحيل،
كالماء الجارف الذي يزداد غزارة
ثم يرد بأهازيج ودبكات شعبية
وأغاني هزلية تهزئ طاغية متخلف
متشبث لا يريد أن يفهم. إن
الديمقراطية هي التصويت الشعبي حين
قال الشعب انه يريد إسقاط
النظام بهذا سقطت مشروعية
الدستور الذي أتى بنظام الدكتاتورية
العسكرية الساقط بحكم الشعب. اقرأ
المطالب التي شرعها الشعب
المصري السعودية
التي كانت تقاتل إلى جانب طاغية
اليمن وطائراتها تقصف الشعب
اليمني تطلق
مبادرة تؤمن رحيل القتلة ومنهم
الطاغية وبطانته والبعثين
العراقين الذين قتلوا شعب اليمن
الحوثين إلى جانب تصدير
الإرهابيين إلى العراق. لذلك
كان وفد دول الخليج يضم ثلاث من
ساسة العراق وعلى رأسهم برهم
صالح لضمان
عودة آمنة للإرهابيين البعثين
من اليمن بعد سقط النظام. شعب
اليمن يريد إسقاط الأغلال
الحرية والديمقراطية بينما
الوسيط الدكتاتورية السعودية الأكثر
تخلفا من الأنظمة الدكتاتورية،
السعودية لا تطالب إسرائيل
باستعادة جزيرتيها في شمال
البحر الأحمر،بل تمنع شعب
البحرين بقوة السلاح من حكم
نفسه بنفسه. هذه هو
شأن البعثي الإرهابي بالوراثة
بشار الأسد لم ينطق بكلمة واحدة
عندما دمرت إسرائيل المفاعل
النووي السوري، لكنه يقتل شعبه
بالدبابات التي جاءت في سنة 1967
لتحرير الجولان و في أخر المطاف
احتلت درعا.إما طائرات البعث
فهي جاثمة لان طياريها ذهبوا
لقتل شعب ليبيا المناضل من اجل
استنشاقا حرية الإنسان المقدسة.
لمدة
شهر بعد عودة المالكي من سوريا
كان العراق أكثر دول العالم
أمنا ولم تحصل أي عملية إرهابية
ثم عاد الإرهاب البعثي المعهود .
إنها لرسالة واضحة بان مقاليد
حكم الإرهاب في يد البعث السوري.بعد
ذلك ذهب علاوى إلى سوريا كي تضغط
بحكم علاقتها بإيران من أجل
عودة البعثين إلى السلطة في
بغداد. مُصَدر الإرهاب بشار
الأسد تربية البعث يمعن بقتل
المتظاهرين والعسكريين بآن
،يبرر احتلال المدن السورية
وإرغامها على القتال كي لا تظهر
الاحتجاجات والمظاهرات على
حقيقتها السلمية. المطلوب
والمفروض من العراق كدولة
وحكومة ديمقراطية ألا يتشابه
موقفها ومواقف إسرائيل ، بل على
العكس إي وجب مساعدة
الشعب السوري بكل ما يمكن من اجل
إسقاط نظام البعث الإرهابي
الفاشي ولا
يقل في مساعدة الشعب الثائر في
اليمن وفي ليبيا.إكراما لأرواح
ضحايا الإرهاب. دستوريا
العراق ديمقراطي لكن عمليا
دكتاتوري، عديم المعارضة
البرلمانية منصاع للسياسة
الأمريكية.لذا حسب منظمة
الشفافية الدولية، ان حكومة
المالكي والبرزاني هما الأكثر
فشلا وفسادا، أي
الشعب يعاني من كل شيء ولم ينقصه
سوى إطلاق سراح البعثين
الإرهابيين ذلك طلب المظاهرات
العراقية وهذا دليل على أن
البعث سرق الشارع. هنا
مشاركة البعثين في المظاهرات
تمنع الوطنين من التظاهر من اجل
إلزام الحكومة بمبادئ
الديمقراطية، بالتالي تستفيد
حكومة المحاصصة من تلويث
المظاهرة بالبعثين. إن
إسقاط نظام المحاصصة وحكومتي
المالكي والبرزاني ضروري و
مُحق، لكن لا يمكن أن تطالب به
القائمة العراقية وهي ليست
معارضة برلمانية وإنما جزء من
نظام المحاصصة وشريكة في الحكم
العديم المعارضة. السياسة
الأمريكية تحتقر الدستور
العراقي الذي حرم على البعثي
صالح المطلق الترشيح في
الانتخابات لكن امريكا فرضته
نائب لرئيس الوزراء وفرضت منظمة
مجاهدي خلق الإرهابية (وفق
القوانين الأمريكية) على سيادة
العراق. وأخيرا ذهب الوفد
العراقي إلى اليمن ليطمأن
الارهابين البعثين على العودة
الامنة ووفق مصالحة المالكي مع
البعثين الارهابين. اتساقا
مع تصريحات ساسة العراق مثل
الطلباني بمواقف تساند
الدكتاتورية العسكرية العربية
يبدو اشمئزاز العراقي لاختفاء
الثورية والتضامن مع المظلومين
وارد، لكن حصل استثناء في
الادعاء بمساندة شعب البحرين
وهذا ما قزم ثورة الشعب
البحراني إلى ثورة أقلية شيعية.
المالكي كالسعودية بتكرمها على
شعب اليمن بالحرية، أعطى ما لا
يملك من الثورية لشعب الثورة في
البحرين، كان
المالكي يوزع المناصب لاسترضاء
بقاءه في السلطة رغم أن ولايته
منتهية.يحكم بلا قانون ويكتفي
بتسمية نفسه دول القانون. امتص
البطالة بعسكرة المجتمع وهذا هو
شأن الدكتاتورية العسكرية وعين
الارهابين رجال امن ،كي يقل
الإرهاب البعثي في الشارع
فيزداد إرهاب الدولة. ودهر
ولى ولن يعود لساسة مفروضين على
الشعب عسكريا. لا
أبطال سوى الشعوب ولا حياة
كريمة إلا للشعوب الثائرة. بعد
الحرية لابد من برامج سياسية
متطورة لإرساء دعائم
الديمقراطية ،لذلك نقدم هنا
رابط لكتاب مبادئ الديمقراطية
الاجتماعية في القرن الحادي
والعشرين من
ترجمة الكاتب. يتضمن
الكتاب تقديما مخصوصا من
المترجم أ.د. لطيف الوكيل تجدونه
في الرابط الآتي: http://www.averroesuniversity.org/pages/wakeel01.htm كما
يتضمن تقديما ودراسة في
الديموقراطية الاشتراكية بقلم
الأستاذ الدكتور تيسير
عبدالجبار الآلوسي http://www.averroesuniversity.org/pages/p524lw.htm نرجو
لكم اطلاعا نافعا مفيدا ومثمرا
وتفضلوا بالدخول في الرابط في
أدناه: http://www.averroesuniversity.org/pages/Drlatifbook.pdf للحصول
على نسخة ورقية من الكتاب: http://www.rhombos.de/shop/a/show/article/?490 ======================== جان
كورد *
الأوربيون يرحلون عن سوريا
لأنهم عالمون بأن الأيام
القادمة ستكون أشد ظلمة في
سوريا *
السوريون يتم ذبحهم وتقتيلهم
وتعذّيب أولادهم وحتى قلع أظافر
أطفالهم... *
الدول الغربية لا تدري ما تفعله
سوى التباحث حول ضرورة معاقبة
النظام *
الروس والصينيون يحسبون ألف
حساب مالي ويراجعون عقودهم
التجارية والعسكرية مع نظام
الأسد قبل الاقدام على أي
احتجاج *
الكورد يتوقّعون هجوم الشبيحة
والمرتزقة على مناطقهم، بعد أن
دمّرت جنوب البلاد وغربها
ووسطها وريف دمشق ... *
المثقفون السوريون يتنادون ولا
حول ولا قوة لهم *
الأحزاب تهرول وراء الشعب
الثائر *
سوريا تحذف الأصنام وهياكل
الطاغوت من تاريخها... فماذا
بعد، أيتها الجامعة العربية ويا
منظمة العالم الإسلامي، ويا
مجلس الأمن الدولي، إلى متى
الانتظار والحديث الخجول في
اروقتكم الصاخبة ...؟ إنى
لأسمع جعجعة ولا أرى طحناً... هل
يكفي أن تتذمّروا، تحتجوا،
تأففوا وتقولوا للأسد على خجل:
عليك أن تكف عن سفك الدماء
وتدمير البلاد السورية؟ أم يجب
القيام بعمل ما لوقفه عند حده
واسكات فوهات البنادق
والمدافع، ووضع الوحوش الأمنية
في الأقفاص؟ وهل يكفى المطالبة
باجراء تحقيق دولي؟ هل هذا
سيردع نظام الشبيحة والمجرمين؟ المجتمع
الدولي الذي يشبه العائلة
الواحدة مسؤول تماماً عما
يرتكبه النظام السوري اليوم من
مجازر بحق المواطنين العزّل،
فالعائلة مسؤولة عن تصرّفات
أفرادها ولأن سوريا حسب القانون
الدولي ملزمة بتطبيق وتنفيذ
المواثيق والمعاهدات الدولية
وبضرورة احترام حقوق الإنسان،
ولا يحق لأحد أن يدخل حسابات
سياسية أو آيديولوجية الآن في
هذا الموضوع الواضح: موضوع
الفتك بالانسانية في سوريا. الشعب
السوري لا يريد بالتأكيد أن
تتحوّل سوريا إلى ليبيا ثانية،
ولكنه يدرك بأن ما يحدث في درعا
ودوما وحمص وبانياس اليوم لم
يحدث على أيدي القوات
الاسرائيلية عندما احتلت
الجولان...ولذلك لا يتراجع عن
هدفه الأكبر: "الشعب يريد
اسقاط النظام"، ومن أجل ذلك
على المجتمع الدولي سماع صوت
هذا الشعب الجريح في عدة مواضع
جراحاً نازفة، لا الدخول في
مساومات وحوارات فارغة مع نظام
لا يفهم سوى لغة العصا، بعد أن
فشلت كل السبل السلمية من قبل
شعبه لايقافه عند حده. وتجاوزت
الأمور حد "الأزمة السياسية"
إلى حد ارتكاب "المجازر
الوحشية"... المعارضة
السورية من أحزاب وشخصيات وطنية
تحاول لملمة قواها وتوحيد
صفوفها والتخندق خلف الشعب في
مواجهة نظام لم تعد لديه سمة من
سمات النظام السياسي وانما كشف
النقاب عن وجهه ليظهر مثل
ميدوزا الاغريقية بأفاعيها
الكثيرة... الإعلام
العالمي، والعربي الحر، يجهد
مشكوراً لمتابعة أدق تفصيلات
الجريمة الكبرى التي يشهدها
تاريخ سوريا... والكورد
ما زالوا مشتتين، رغم أن الأفعى
قد اقتربت من مناطقهم وفتحت
فاهها ومدّت لسانها لتلدغهم
بسمها الزعاف... فمتى يتحدون؟
ومتى يتحركون معاً بخطاب موحد،
بهدف موحد، براية موحدة،
وبقيادة موحدة؟ أم أنهم
سينتظرون إلى أن ينال المجرمون
منهم ويبددوا كل ما لديهم من
قوّة متواضعة؟ فإلى
متى الانتظار يا رجال الكورد...
والأمل معقود على شبابهم اليوم...
فاتحدوا يا قادة الشباب الكوردي...إتحدوا.
========================= التطورات
العربية والمطلوب فلسطينيا عبد
الكريم عليان الإعلام
الإسرائيلي الرسمي وغير الرسمي
مازال ينقل أخبار العرب الثائرة
دون تحيز لا مع الأنظمة التي
وقعت اتفاقات سلام معها، ولا مع
شعوبها الثائرة التي تصبو إلى
التحول الديمقراطي والمجتمع
المدني الذي تتغني به إسرائيل..
أليس هذا غريبا من دولة تدعي
الديمقراطية والشفافية؟! إنه من
الطبيعي لإسرائيل أن تلتزم
الصمت حيال ما يجري في المنطقة
لعدة أسباب أهمها: بأنها لا تريد
لهذه الشعوب أن تتحول إلى
مجتمعات ديمقراطية متقدمة،
بحيث تبقى هذه الشعوب هزيلة
مُستبَدة تحكمها طبقة من
الأولغارشيا لا يعنيها الوطن
والمواطن بقدر ما تبقى حاكمة
تسيطر على خيرات البلاد وتستعبد
العباد.. والثاني: أن هذه
التحركات أو الثورات في بعض
الأوطان العربية لا تخيف
إسرائيل في المنظور القريب، بل
على العكس من ذلك.. فما حصل في
تونس ومصر سيشغل هذه المجتمعات
فترة طويلة لترتيب أمورهما
الداخلية إن لم يطرأ ما يؤخر أو
يعرقل هذه الدول نحو التقدم
والاستمرار في تحول هذه
المجتمعات نحو الأفضل، أما
ليبيا واليمن ومن بعدهما سوريا
أو دولا أخرى على الطريق فهي
جميعها مؤهلة للانقسام، وهذا
أيضا في صالح إسرائيل التي
اتخذت من جنوب السودان المنقسم
مؤخرا بالطريقة (الديمقراطية)
قاعدة انطلاق قوية للقارة
الأفريقية وكانت بشائرها
الأولى هي: استهداف الطيران
الإسرائيلي العسكري في تدمير
سيارة على أراضي السودان
الشمالي.. وحتى لو تحررت هذه
المجتمعات من الاستبداد فإن
تحول هذه المجتمعات بصورة سريعة
أمر مستبعد؛ لأن التطور والبناء
له شروطه وظروفه، وأن ما أفسده
الدهر لا يمكن أن يصلحه العطار..!
مهما يكن الأمر؛ فما يهم
إسرائيل من تلك الدول هو القوة
العسكرية لتلك الأنظمة والتي
أثبتت الأحداث العربية أن القوة
لتلك الأنظمة بُنيت لحماية
الدكتاتور الجمهوري أو الملك أو
السلطان؛ فها هو بشار الأسد ومن
قبله أبيه يحرك دباباته
ومدرعاته، وربما يلحقها
بالطائرات أيضا إلى درعا ومدن
أخرى في سوريا ! وأن تلك القوة
العربية مجتمعة لا يمكنها
مواجهة إسرائيل.. من جهة أخرى
فإن إسرائيل تراقب عن كثب بحيث
يبقى ميزان القوة دائما لصالحها.. لا
نريد هنا تشخيصا للحراك الشعبي
العربي، سواء في الدول التي
استطاعت إسقاط النظام أم تلك
الدول التي مازالت منتفضة،
وكذلك الدول التي لم تتحرك
شعوبها بعد.. ولو قبلنا بهذه
المقارنة البسيطة بين الدول
العربية الغنية والفقيرة
بإسرائيل؛ لعرفنا جيدا لماذا
تتحرك الشعوب خصوصا في تلك
الدول المواجهة لإسرائيل والتي
كانت طيلة الوقت تبرر عجزها
وفقرها لحالة الحرب القائمة،
أما اليوم وبعد ثلاثين سنة من
اللاحرب واللاسلم، وفي الوقت
الذي تعجز فيه الأنظمة العربية
من توفير سكنا متواضعا
لمواطنيها تقوم إسرائيل ببناء
المساكن على أحدث طراز، ولا
يوجد هناك.. إسرائيلي واحد يعجز
من الحصول على بيت ملائم له، هذا
بالنسبة للسكن فما بالك بالأمن
الغذائي ومتطلبات الحياة
العصرية؟؟ ناهيك عن المنظومة
الاقتصادية لتلك الدول
وإلحاقها بالعولمة الاقتصادية
التي لم توفر العيش الكريم
للمواطن العربي؛ فكيف إذن لهذه
الشعوب أن تقدم الدعم اللازم
لقضيتنا الفلسطينية ؟؟ نعتقد
أن الفلسطينيين أينما كانوا قد
استبشروا فرحا بالانتفاضات
العربية، ومرد ذلك طول زمن
المرارة من الاحتلال من جهة،
وقسوة الأنظمة العربية في
تعاملها معهم وتآمرهم على
قضيتهم منذ حرب فلسطين وجيوش
الإنقاذ إلى يومنا هذا، بل إن
بعض الأنظمة العربية لا تريد
كيانا فلسطينيا وتعمل على عرقلة
أي تحرك يصب في هذا المجال،
والكل يعرف كيف يعامل الفلسطيني
في تلك الدول هذا إن استطاع
الوصول أو الإقامة في تلك
الدول؟ بالإضافة إلى شق الصف
والوحدة الفلسطينية من بعض
الأنظمة المستقطبة للفصائل
الفلسطينية، كذلك لم يظهر حتى
الآن نظاما عربيا واحدا يقود
الأمة العربية نحو النمو
والتطور مقارنة مع التطور
الهائل لكثير من الدول التي
استقلت بعد الدول العربية
كالهند واليابان والباكستان
وغيرهما..ناهيك عن استخدام
الملايين من الأجانب في الدول
العربية الخليجية بالمقابل
هناك الملايين من العرب لم
يجدوا فرصة عمل كي يعيشوا
باستقرار وأمان في أوطانهم.. من
هنا يأتي فرح عموم الفلسطينيين
للحراك الشعبي في الدول العربية
لأنهم جميعا يقرون بأن مجتمعات
عربية قوية هي قوة كبيرة لهم،
وأن التغيير بات مطلوبا ولا يهم
بأي صورة ستكون..؟ لكن
للحالمين الفلسطينيين نقول: لا
تفرحوا كثيرا لأن التغيير
المطلوب لا يتأتى سريعا بالزمن
المطلوب فلسطينيا، وبدلا من أن
نوقف الزمن والمراهنة على
الظروف القادمة لبعض الدول
العربية علينا كفلسطينيين أولا
أن ننتهي من حالة الانقسام فورا
والاحتكام إلى صوت الشعب من
خلال صناديق الانتخابات وبأسرع
وقت ممكن بدون شروط من أحد. ومن
ثم الإجماع على برنامج سياسي
واقتصادي يلتزم الجميع بتنفيذه
ومراقبة ذلك من خلال المجلس
التشريعي المنتخب ومؤسسات
المجتمع المدني بحيث يركز
البرنامج على الاهتمام
بالإنسان الفلسطيني وإعداده
لما يؤول له المستقبل.. ونعتقد
أن السلطة الفلسطينية بقيادة
الرئيس محمود عباس وسلام فياض
قد حققت تطورا ملموسا في هذا
المجال وإن اقتصر ذلك على شق
الوطن في الضفة الفلسطينية
وبقيت غزة المسلوبة تعيش على
حلم الوحدة لتزيد قوتنا قبل
الذهاب إلى استحقاقات أيلول
القادم.. ========================== لماذا
أطلق النظامُ حملتَه اليائسة؟ مجاهد
مأمون ديرانية الانتفاضة
الشعبية في سوريا فاجأت النظام
السوري. ربما لم يفاجئه
توقيتُها بقدر ما فاجأه حجمُها
وزخمها واتساعها، فلا بد أن
الأجهزة الأمنية كانت تُعِدّ
نفسَها لامتداد الغضب العربي
عبر الحدود السورية، ولعلها
قدّرت أن يستغرق وقتاً أطول
لكنه كان آتياً ولا ريب، فلا
يُعقل أن نتخيل أن الأجهزة
الأمنية السورية العتيدة لم تضع
ذلك في حسبانها. لكنْ هل توقعت
هي أو غيرُها انتفاضةً بهذه
القوة والضخامة وبهذه السرعة من
حيث الانتشار؟ لا يبدو، لذلك
كانت السمة العامة لتعامل
الأجهزة القمعية الأمنية مع
الانتفاضة خلال الأسابيع
الأولى هي الاضطراب والارتباك،
سواء في كيفية مواجهة المظاهرات
أو في منهج التعاطي الكلي مع
الأزمة. لعل
شيئاً من هذا الارتباك
والاضطراب مرجعه إلى تعدد "الحكومات
الأمنية" في سوريا، وقد قلنا
من قبل (في الرسالة الحادية عشرة)
إنّ ضَعف رأس النظام يمنح
الأجهزة الأمنية مزيداً من
الاستقلالية واللامركزية، ومن
ثَم فإن كل جهاز يتصرف باجتهاده
وبطريقته الخاصة. لكن الظاهر
أنّ تصاعدَ الانتفاضة وخروجَها
المتسارع من نطاق السيطرة قد
دفع مجموعة القوى الحاكمة (قادة
الأجهزة الأمنية في الدولة) إلى
تبنّي خطة موحدة وعنيفة لقمع
الانتفاضة مرة واحدة وإلى الأبد.
لا
ندري على وجه اليقين متى بدأت
تلك الأجهزةُ تفقد ثقتها
بقدرتها على ضبط الوضع المتفلّت
على الأرض، ولكنْ من المؤكد
أنها بلغت هذه القناعة مع نهاية
"الجمعة العظيمة" التي
شهدت تطوراً نوعياً على مستوى
العاصمة، فقد دخلت دمشقُ في
جوهر الانتفاضة مع تفجر
المظاهرات في وسطها، في الميدان
والزبلطاني وصولاً إلى ساحة
العباسيين، وفي ضواحيها، داريا
والمعضمية والسيدة زينب، وفي
أطرافها الأبعد شرقاً وشمالاً
وغرباً. ويقول تحليل نُشر في
واحد من مراكز الدراسات
الإسرائيلية إن النظام السوري
أدرك مساء الجمعة أنه في خطر
حقيقي، وكانت القشّة التي قصمت
ظهرَ بعيره هي وصول المظاهرات
إلى قطنا. فهذه البلدة القريبة
من دمشق -إلى الجنوب الغربي على
طريق الجولان- تحوّلت في
السنوات العشرين الأخيرة إلى
منطقة عسكرية تضم مجمّعاً
كبيراً لقطعات ولقيادات الجيش،
وأكثر سكانها من الضباط
والعسكريين وعائلاتهم ومن
يعملون في خدمتهم من المدنيين،
وبالقرب منها يقع مطار دمشق
القديم الذي تحول إلى قاعدة
جوية عسكرية بعد بناء وتشغيل
المطار الجديد شرقيّ دمشق. لذلك
كله لم يصدق النظام السوري ولم
يحتمل وصول الانتفاضة إلى هذا
المكان بالذات، وكانت تلك هي
اللحظة التي فقد فيها صبره. مهما
يكن الأمر فقد بات واضحاً
للجميع في نهاية "الجمعة
العظيمة" أن النظام السوري
يسير في طريق النهاية؛ أدرك ذلك
شبابُ الثورة السورية وقد غصت
الشوارع في عشرات المدن السورية
بمئات الآلاف منهم، وأدركه
المراقبون والمحللون الخارجيون
الذين يرصدون الأحداثَ عن كثب،
وأدركه النظام نفسه، لذلك بدأ
التحرك على الفور فيما بدا أنه
خطته اليائسة الأخيرة لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه! ربما
كان مدهشاً أنّ أول إشارة إلى
تحركات القطعات العسكرية
السورية جاءت من إسرائيل، فقد
نشر موقع إسرائيلي عسكري
تقريراً في وقت متأخر من مساء
يوم الجمعة يتحدث عن تحرك وحدات
من الجيش السوري باتجاه المدن،
ويشير إلى أنّ مِن بين هذه
الوحدات قطع من الجيش سُحبت من
جبهة الجولان! وحسب ما أفاد به
تقرير لاحق نُشر في الموقع ذاته
فقد كانت خطة انتشار الجيش
جاهزة لتطبيقها إذا فشلت قوات
الأمن في احتواء الموقف يوم
الجمعة، وهذا يفسّر التحرك
الفوري والسريع على الأرض دون
إضاعة الوقت في التفكير والجدل
بشأن الخطط وتوزيع المسؤوليات. ببساطة
وباختصار يدلنا هذا على أمر في
غاية الأهمية: إن القيادة
الأمنية العليا في سوريا (كائناً
أعضاءُ هذه القيادة من يكونون)
قد أدركت أن النظام في ورطة
حقيقية وأنه يقترب من الوصول
إلى طريق مسدود، ومن الواضح
أنها قد أعدت خطة يائسة لعملية
عسكرية محدودة يتم تنفيذها
كَحَلٍّ نهائي وحاسم، واختارت
مؤشرات معينةً على الأرض لتحدد
مدى ضرورة اللجوء إلى خطة
التدخل العسكري. هذا السيناريو
المتوافق مع الأحداث يفسّر
العنفَ الفظيع الذي واجهت به
قواتُ الأمن مظاهرات "الجمعة
العظيمة" مقارَنةً بمظاهرات
الجمعة السابقة التي لم يُقتل
فيها سوى اثنين أو ثلاثة من
المتظاهرين، وبالمقابل كانت
نتيجة الجمعة الأخيرة مجزرة سقط
فيها نحو مئتي شهيد. إذن فقد
تجنّب النظام التدخلَ العسكري
إلى اللحظة الأخيرة، واستعمل
قبله كل القوة الممكنة ضمن
الأساليب التقليدية التي بدأ
بها منذ اليوم الأول، وحينما
فشل وأثبتت الأحداث أن الانفجار
الشعبي قد تجاوز بالفعل كلَّ
حدود السيطرة تحول فوراً إلى
الخطة البديلة وحرك وحدات الجيش
باتجاه المدن. هل
يمكنكم استخلاص جملة مفيدة من
الفقرة الأخيرة؟ إنها جملة "تجنب
النظام التدخل العسكري إلى
اللحظة الأخيرة"... وهذا معناه
أننا نقترب بسرعة من اللحظة
الأخيرة. أقول إنها "لحظة"
لأنها ستكون المرحلة الختامية
من مراحل الثورة، لكن اللحظات
تقصر وتطول، وهذه اللحظة لن
تكون قصيرة أبداً ولا هيّنة،
لكنّا لا يتسرب إلى قلوبنا
أقلُّ شك في أن العاقبة لنا بإذن
الله وأن العصابة المجرمة إلى
زوال. * * * ولكن
لماذا الجيش؟ الجواب سهل، لأن
الانتفاضة اشتعلت في البلاد
كلها طولاً وعرضاً، والقوى
الأمنية البوليسية التي يملكها
النظام لا تستطيع تغطية ذلك
الانتشار الواسع، ولا سيما وهي
تركز ثقلها في دمشق وحلب اللذين
تستميت في خنق أي بداية جادة
للانتفاضة فيهما، وتعلم أن
خروجهما من نطاق السيطرة يعني
عملياً نهاية النظام. لهذا
السبب لن تغادر فرقةُ الحرس
الجمهوري العاصمةَ أبداً، وقد
أثبتت الفرقة الرابعة (وهي
الوحيدة من فرق الجيش ذات
الأغلبية النصيرية) أثبتت أنها
لا تستطيع التعامل في وقت واحد
مع الأوضاع المتفجرة في مناطق
متباعدة، حتى مع توزيع ألوية
الفرقة على هذه المناطق، حمص
واللاذقية وحوران، والأمن
النظامي والمخابرات والمليشيات
غير النظامية (الشبيحة) عجزت عن
إخماد الانتفاضة رغم العنف
الكبير في التعامل الميداني مع
المتظاهرين وحملات الاعتقال
الواسعة، وهكذا بدا أن كل
الأدوات القمعية التي يملكها
النظام لم تعد كافية، ولم يبقَ
إلا المؤسسة العسكرية التي
تجنّبَ إقحامها إلى النهاية،
تجنباً لعسكرة الأزمة والدخول
في مواجهة مع العالم، وأيضاً
خوفاً من هذه المؤسسة التي لا
يمكن أن يضمن ولاءها كما يضمن
ولاء سائر الأجهزة الخاصة التي
أنشأها ورعاها على عينه خلال
العقود الماضية. وهكذا
تحركت فيالق الجيش الثلاثة:
الفيلق الأول (ومركز قيادته في
دمشق) تحرك لتغطية القسم
الجنوبي من البلاد، من دمشق إلى
أقصى حوران في الجنوب، وهو أقوى
الفيالق وأضخمها، ويضم الفرق
المدرعة الأولى والثالثة
والتاسعة، والفرقتين
الميكانيكيتين الخامسة
والسابعة، بالإضافة إلى أربعة
من ألوية المشاة الآلية
المستقلة وفوجين من القوات
الخاصة (مظليين). الفيلق
الثاني (ومركز قيادته في
الزبداني) تحرك لتغطية وسط
البلاد، وهو يضم الفرقة المدرعة
السابعة والفرقة الميكانيكية
العاشرة وثلاثة ألوية مشاة
مستقلة وفوجين من أفواج القوات
الخاصة (مظليين) وفوجاً واحداً
من أفواج المغاوير. أما الفيلق
الثالث (ومركز قيادته في حلب)
فلم تتضح ملامح تحركاته تماماً.
يُقال إن قسماً منه نُقل إلى
حوران، لكن لا يبدو هذا القول
منطقياً لأنه يُفترَض به أن
يغطي الشمال والمنطقة الساحلية
الغربية، ويضم هذا الفيلق
الفرقتين المدرعتين الحادية
عشرة والثامنة عشرة والفرقة
الميكانيكية السابعة عشرة
ولواء مشاة مستقلاً والفرقة
الرابعة عشرة قوات خاصة وفرقة
حرس حدود وثلاثة ألوية دفاع
ساحلي. بالتأكيد
يجب أن لا نأخذ كل ما ذُكر
سابقاً على أنه أمر قطعي لا
يحتمل الخطأ لأن التحركات
العسكرية تُحاط دائماً
بالكتمان الشديد، فما بالكم بها
في أوقات الأزمات؟ لكن لنعتبره
وصفاً عاماً أو تقريبياً أو
محتمَلاً لخطط النظام الأخيرة
التي بدأ بتنفيذها في محاولة
أخيرة يائسة لضرب الانتفاضة
والقضاء عليها. النظام
جمع جموعه وألقى في الميدان
بقوته كلها، لم يبقَ إلا
العمليات الحربية الحقيقية
الواسعة! إننا نقترب بسرعة من
أول اختبار حقيقي لهذه الخطة،
فلم تبق -وأنا أكتب هذه الكلمات-
إلا خمس عشرة ساعة على موعد صلاة
الجمعة غداً، وإني لأضع يدي على
قلبي تحسباً، ولكن ثقتي في الله
كبيرة. النظام بدأ منذ أيام
باعتقالات واسعة استباقية في
حلب وحمص واللاذقية والقامشلي
وغيرها من مناطق سوريا، وركّز
جهوده في منطقة دمشق بدرجة
مضاعَفة، في محيطها: دوما
وحرستا وقراهما وفي التل ومضايا
والزبداني، وفي دمشق نفسها في
الميدان والمعضمية داريا. إنه
يريد أن يُجهض انتفاضة "جمعة
الغضب" وأن ينزع فتيلها، ويظن
أنه ينجح في ذلك إذا اعتقل ألفاً
من الشبان هنا وألفاً هناك،
لكنْ لا يبدو أنه فهم المسألة
على حقيقتها حتى الساعة. إن
معركته مع أمة لا مع أفراد، فهل
سيعتقل الأمة كلها؟ * * * قبل
ثلاثة أيام نشرت صحيفة "وول
ستريت جورنال" الأميركية
مقالة قالت فيها إن المسؤولين
الأوربيين والأميركيين يشككون
في تمكن الرئيس السوري من تجاوز
ما وصفته الصحيفة بالانتفاضة،
ونقلت عن مسؤول أوربي رفيع
المستوى قوله: "لا نرى كيف
يمكن للأسد أن يعيد المارد إلى
القمقم". وقبلها بيومين قالت
صحيفة معاريف الإسرائيلية إن
مظاهرات "الجمعة العظيمة"
في سوريا أكدت أن الرئيس بشار
الأسد قد اقترب من نهايته
المحتومة، وقالت إنه بدا فاقداً
للسيطرة وشبهَ ضائع في ذلك
اليوم الذي شهد سقوط أكثر من مئة
قتيل، في أكثر الأيام عنفاً منذ
اندلاع الاحتجاجات. وأنا
أقول إننا نقترب بسرعة من فتح
الفصل الأخير في "كتاب الآلام"
الذي قرأناه طوال خمسة عقود. وقد
تطول أيام هذا الفصل وقد نعاني
فيها الكثير، ولكنها -قطعاً-
تستحق كل ما يمكن أن يُدفَع فيها
من أجل طَيّ هذا الكتاب إلى
الأبد. لقد
حشد النظام حشودَه وألقى بورقته
الأخيرة، وغداً يومٌ من الأيام
التي تتحدد فيها مصائرُ الشعوب،
فتوكلوا على الله وأقدموا،
وقدّموا بين أيديكم العزيمةَ
والدعاء، فإما أن ننكسر -لا قدّر
الله- وإما أن ينكسر النظام،
وإذن فابدؤوا بعَدّ ما بقي له من
أيام. =========================== مصر
قلب العروبة وحصن الإسلام!! حسام
مقلد * جاءت
زيارة الدكتور عصام شرف رئيس
وزراء مصر الثورة لعدد من دول
الخليج العربي وما لقيه هناك من
حفاوة كبيرة وترحيب بالغ
تجسيداً لعمق العلاقات
والروابط التاريخية القديمة
التي تربط بين مصر وأشقائها
العرب في كل المجالات، وغني عن
القول إنها ليست مجرد علاقات
دبلوماسية تفرضها المصالح
السياسية والاقتصادية
المتبادلة عادة بين الدول،
وإنما هي علاقات راسخة تؤكدها
حقائق التاريخ والجغرافيا،
وتعمقها وشائج القربى وصلة
الرحم واللغة والدين والهم
العربي الواحد وحلمهم المشترك،
وهذا ليس كلاما إنشائيا
مستهلكا، ولا شعارات جوفاء ترفع
في مثل هذه المناسبات، بل هي
حقيقة وواقع نعيشه يوميا في
أشياء كثيرة من حياتنا، فمصر
حاضرة بقوة في عقل ووجدان وضمير
كل عربي، ومن الطريف في ذلك أننا
كثيرا ما نسمع أشقاءنا العرب في
مختلف وسائل إعلامهم بل وفي
مجالسهم الخاصة يستشهدون
بالأمثال الشعبية المصرية
فتسمعهم يقولون المثل المصري
مسبوقا بقولهم: "على ما قال
إخواننا المصريين" ويخبرني
صديق مصري يعمل مدرساً، وقد سبق
له العمل في عدة دول عربية أن
التلميذ النجيب في هذه الدول
يلقبه أقرانه وأهله وذووه ب "المصري"
تعبيرا عن إعجابهم بنبوغه
وذكائه وفطنته فيشبهونه في ذلك
بالإنسان المصري الذي عرف بهذ
الصفات على مر التاريخ. وفي
الواقع لا نبالغ إن قلنا: إن مصر
هي قلب العروبة وحصن الإسلام،
فهذه حقيقة يقر بها الكثيرون في
شتى الدول العربية والإسلامية،
ويرددونها بكل مشاعر الحب
والفخر والاعتزاز، وقد عبر كبار
المثقفين العرب في معظم الدول
العربية عن أصدق مشاعر الفرح
والبهجة بنجاح الثورة المصرية،
وأعربوا عن عميق إكبارهم
واحترامهم للشخصية المصرية
واعتزازهم بها وبما تحققه من
إنجازات حضارية وثقافية ترفع من
قدر العرب جميعا وتعلي شأنهم في
المحافل الدولية. وقد
أثبتت الثورة المصرية المباركة
بالفعل أن مصر هي قلب العروبة
النابض وحصن الأمة الإسلامية
الحصين، وأن شعبها الحر الأبي
المتدين بطبعه شعب عظيم وعريق،
تمتد جذوره في أعمق أعماق الزمن
والتاريخ والحضارة، وهذا الشعب
العزيز لن يتخاذل أبدا عن
تحمُّلِ مسؤوليته الكبرى
والقيام بدوره التاريخي في
الحفاظ على الأمتين العربية
والإسلامية، ولسوف تفعل مصرُ
وشعبُها بعون الله تعالى
وتوفيقه كما فعلت في معركة (حطين)
بقيادة البطل المسلم صلاح الدين
الأيوبي عندما حرر مجاهدو مصر
القدس والمسجد الأقصى من سيطرة
الصليبيين، ودحروهم وطردوهم شر
طردة من فلسطين الغالية
المباركة، وهيأ جهادُهم
لاندحار الصليبيين من بلاد
الشام كلها، وكما فعلت مصر في
معركة (عين جالوت) بقيادة البطل
المسلم قطز حيث كسرت شوكة
المغول الذين اجتاحوا كل دول
المشرق الإسلامي ودمروا بغداد
حاضرة الخلافة العباسية، ولم
يثبُتْ أمامهم أيُّ جيش، ولم
تقف في وجوههم أية قوة، وتهاوت
تحت سنابك خيولهم الممالكُ
الإسلامية واحدةً تلو الأخرى،
إلى أن وصلوا إلى حدود مصر
فصدَّهم المجاهدُون المصريون
وانتصروا عليهم بفضل الله
تعالى، وهزموهم شر هزيمة،
وردوهم على أعقابهم خاسرين. أما
بخصوص ما أثير مؤخرا من شائعات
في بعض وسائل الإعلام تزعم أن
هناك ضغوطا تمارسها عدة دول
عربية وغربية من بينها السعودية
والكويت ودولة الإمارات
العربية المتحدة... وغيرها
للحيلولة دون محاكمة الرئيس
السابق مبارك محاكمة جادة
وإيداعه السجن كغيره من
المتهمين، بل وصل الأمر لحد
تسريب كلام منسوب لجهات شبه
رسمية على علاقة بالمجلس الأعلى
للقوات المسلحة الحاكم في مصر
حاليا يشير إلى وجود مثل هذه
الضغوط التي تمارس على مصر لمنع
محاكمة مبارك، وأظن أن هذا
الكلام كله مجرد تخرصات ومحض
إشاعات لا أساس لها، وأجزم بأن
المجلس الأعلى للقوات المسلحة
لن يلتفت لمثل هذه الشائعات فمن
القيم العليا والمُثل السامية
والمبادئ الراقية التي تؤكد
روعة وعظمة الثورة المصرية قيمة
العدالة وتطبيقها على الجميع
دون فرق بين حاكم أو محكوم أو
شريف ووضيع؛ فالعدالة هي
العدالة، ويجب أن تطبق على
الجميع بلا أدنى تمييز ودون
رغبة في التشفي، والرئيس المصري
السابق متهم بارتكاب لائحة
طويلة من الجرائم والاتهامات
الموجه إليه تهمةُ ارتكابها بحق
مصر والمصريين، ومنطقي جدا أن
يقدم مبارك على خلفية هذه
الاتهامات كأي مواطن مصري آخر
إلى القضاء الطبيعي للنظر في
هذه الادعاءات، والدستور
والقانون يكفل له كغيره من
الناس الدفاع عن نفسه وتفنيد كل
هذه الدعاوى وإبطالها
إن استطاع
بالطرق القانونية السليمة. وأعتقد
أنه لا يوجد مبرر مطلقا للخوف من
محاكمة مبارك محاكمة عادلة،
وليس في ذلك أبدا أي مساس
بكرامته أو خدشا لماء وجهه، ولا
يوجد أحد من البشر في النهاية
معصوما من الخطأ أو منزها عن
المساءلة والحساب والمحاكمة إن
ارتكب ما يوجب ذلك، وجميل أن
يخضع حكامنا
كغيرهم من حكام العالم
المتحضر للمساءلة
القانونية إن أخطؤوا، أم أن
حكامنا آلهة لا يخطئون آناء
الليل وأطراف النهار؟! ثم أليس
من مصلحة مبارك شخصيا أن يقدم
لمحاكمة عادلة كي يُبرَّأ إن
كان بريئا بالفعل؟! وإن كان
مذنبا وثبتت إدانته فما المصلحة
في إفلات المجرم بذنبه وجرمه من
العقاب؟! وبدهي أن مصالح الدول
الأخرى مع الشعب المصري والدولة
المصرية وليست مع مبارك وفلول
نظامه مهما كان قدم لهم من خدمات...
!! ولأتكلم
بصراحة أكثر فما قيمة مبارك دون
مصر؟! إن مبارك في النهاية ما هو
إلا إنسان سيموت عاجلا أو آجلا
ويذهب إلى ربه كغيره من البشر
ويفضي إلى ما قدمت يداه، إن
مبارك زائل لا محالة، لكن مصر
الدولة والشعب والتاريخ
والمكانة باقية بقاء الحياة إلى
أن يشاء الله تعالى لها ألا تبقى
وتقوم الساعة، فأي عاقل هذا
الذي يربط نفسه بفرد زائل ويسعى
بكل جهده إلى حمايته وإفلاته من
يد العدالة، ويتصادم مع رغبات
خمسة وثمانين مليون إنسان في
الانتصار لأنفسهم ممن ظلمهم من
خلال تقديمه لمحاكمة عادلة
نزيهة أمام القضاء الطبيعي الحر
المستقل؟!! وفي
الحقيقة فإن هذه المحاولات
المؤسفة لمنع محاكمة مبارك،
وإنقاذه من تحمل تبعات جرائمه
ما هي إلا جريمة كبرى ترتكب بحق
مصر وشعبها العريق وأبنائها
الكرام البررة، بل هي في ظني
جريمة ضد مبدأ العدالة
الإنسانية التي يجب أن تأخذ
مجراها لإرساء نموذج قيمي
إنساني في مصر والعالم العربي
يؤكد أن المجرم لن يفلت بجرائمه
دون عقاب، ويكون ذلك سنة حسنة
وسابقة حميدة لردع كل الطغاة
والظالمين في المستقبل. وبقيت
كلمة أود أن أختم بها كلامي: إن
معركة مصر والعرب والمسلمين
ليست مع الماضي مطلقا، بل هي مع
المستقبل المليء بالمصاعب
والتحديات الجدية التي تواجهنا
جميعا على كل الأصعدة وفي مختلف
المجالات، خاصة المجالات
الحيوية: كالغذاء والماء
والدواء، فضلا عن المجالات
التقنية التي نعاني فيها من
التخلف الشديد، ولا أمل لأية
دولة عربية أن تنجح منفردة في
مواجهة كل هذه التحديات مهما
كانت إمكاناتها المادية
والبشرية، والأمل الحقيقي لنا
هو في التعاون والتكاتف
والتكافل والتكامل، وهذا كله
يستدعي وضع خطط عملية حقيقية
وعاجلة لإنشاء شراكات ثنائية
وموسعة بين كافة الدول العربية
لصنع تنمية مستدامة شاملة
ومتكاملة في كل المجالات،
فليتنا نفعل ذلك قبل فوات
الأوان، ليتنا ننفذ أمر الله
تبارك وتعالى القائل: "وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا
وَلَا تَفَرَّقُوا" [آل عمران:103]
لبتنا ننطلق
أفرادا وجماعات
في كل تحركاتنا من قوله عز
وجل: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى
الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ" [المائدة:2]. *
كاتب إسلامي مصري. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |