ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 03/05/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا علماءنا..

د.منير محمد الغضبان

يا علماءنا..

اتقوا الله في هذه الأمة فستحملون أجرها ووزرها اليوم وغداً ويوم القيامة..

يا علماءنا..

أما قرأتم قول الله عز وجل: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون) آل عمران/ 187.

أليس بيان الحق هو رسالتكم التي كلفكم الله بها؟

أليس تعرية النظام السوري لشعبكم هو مهمتكم الأولى؟

أليس كتمان الحقيقة والمداهنة للنظام هو طمس للحق الذي كلفكم الله تعالى بإظهاره؟

وهو نقض للعهد والميثاق الذي واثقكم الله عليه؟

أليس مقتل ماينوف عن سبعمائة شهيد من أبنائكم لايستحق عندكم أن تقولوا الحق ولا تكتمونه؟

وتقولوا أن هذا إجرام في حق شعبكم وأمتكم؟

أم اشتريتم به ثمناً قليلاُ من الحفاظ على وظيفة ، والبقاء في أمان الظالمين حين تسبّحون بحمدهم وتدافعون عنهم أو تسكتون عليهم؟

أنتم الذين تعيشون في سورية ، وعندكم كل الأسرار، وعندكم الفساد الذي يقوده كل المفسدين والفجار من سدنة النظام وحماته.

هل تحسبون حساب الآخرة وأنتم تشاهدون الكفر البواح على القناة الفضائية السورية وهي تقدم الشاعر الفذ الذي يقول إن البعث ديني وبشار ربي. لقد استحى المذيع رغم كل غوصه بالنفاق أن يسكت. واعتبر هذا نفثات شاعر. وقال: مثل الذي يقول لامرأة أثيرة عنده أنا بعبدك.

هل نسيتم ياعلماءنا يوم تحرك الشعب كله. ودخل السجون حين كُتب المقال في مجلة الجندي والذي يريد أن يحول الله - تعالى عما يقولون علواً كبيرا - إلى متحف التاريخ. وقصم الله النظام بحرب 1967م ووصول إسرائيل إلى أبواب دمشق. ولو شاءت لدخلتها بعد أن كان حافظ الأسد يريد أن يرميها في البحر...

وباع الجولان ثمناً لرئاسته للجمهورية ما ينوف عن ثلاثين عاماً.

ياعلماءنا..

أنتم علمتمونا أن تغيير المنكر باللسان هو مهمة العلماء. هل هناك منكر أكبر من أن نبقى خمسين عاماً تحت حكم الأسد وابنه ؟ وتكون قيادتنا بنص الدستور للبعث العربي الاشتراكي؟

ياعلماءنا..

ألم تقرؤوا قوال الله عز وجل :

1 )- (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة/ 159.

هل ترون أنكم ناجون من هذه اللعنة. لعنة الله ولعنة التاريخ وأنتم تكتمون البينات والهدى في مواجهة الظالمين وكشف ظلمهم وجورهم وبغيهم. ولا نجاة من هذه ، اللعنة بالاستغفار والتوبة. إنما النجاة من الهلاك بتبيانه (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيــــنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) البقرة/ 160.

2 ) - ألم تقرؤوا قول الله تعالى عن مجرمي أهل الكتاب: (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون) البقرة/ 101.

أليس من نَبْذِ كتاب الله وراء ظهوركم كأنكم لاتعلمون بما يجري في وطننكم وبلدكم ورمي تعاليمه خلف ظهوركم في اتباع طواغيتكم . وإسباغ التعظيم والتقديس عليهم من دون الله؟

3 ) - ألم تقرؤوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. -ومن يفعله غيركم إن لم تفعلوه؟-

"لتأمرُن بالمعروف ولتنهون عن المنكر و لتأخذن على يد الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم"

ياعلماءنا..

إن مكانتكم عند الله تعالى، بثقل الأمانة وجسامة الخيانة ، فأنتم شهداء الله في أرضه فلا تشهدوا شهادة الزور للطغاة والقتلة المجرمين .

وجسامة الخيانة أن تكون الأمة كلها معلقة بأعناقكم ، ُتسألون عن كل قطرة دم سقطت في هذا الشعب لأنكم لم تساندوه. وخذلتم الناس عن الشهداء ليذهب دمهم هدراً، تحت ستار الخوف من الفتنة. وأنتم أعلم بأنفسكم لم تسكتون؟ ولم لا تحضون الناس على الخروج للتظاهر وتُخذّلونهم عن ذلك ؟ وفي رقابكم كل ذرة صمت عن قول الحق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس .

ياعلماءنا..

إن القضية ليست قضية خلاف في الرأي بمقدار ماهي اختيار بين الجنة والنار.

الجنة، وأنتم على رأس شعبكم ووراء كل واحد منكم عشرات الآلاف تطالبون بإنهاء الباطل وتغيير النظام. وبين النار تُسكتون شعبكم عن الحق وتخذلونه. وتزينون له الباطل. وتشاركون في تقديس هذا الباطل وتعظيمه ، حتى لاتفوتكم الوظيفة والراتب والمركز الاجتماعي .

 تتقدمون أمامه للشهادة أمام الناس؟ وهذه أعظم الشهادات عند الله. "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".

وإما أن تختاروا النار والوظيفة ورضا الحاكم دون رضا الله. ومن التمس رضا الله في سخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى عنه من أسخطه. ومن التمس رضا الناس في سخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه من أرضاه.

ياعلماءنا..

قودوا شعبكم إلى الصبر والنصر والجنة، ولا تقودوه إلى النفاق والكذب والرضوخ للباطل والذل، فتهوَون أنتم وإياه إلى النار.

 (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) الأنفال/ 25.

 

وبين النار حين تُسكِتون أبناء شعبكم عن قول الحق.. وتخذلونه إن قاله.. وتزينون له الباطل.. وتشاركون في تقديس وتعظيم الطاغوت حرصا على الثمن القليل من الوظيفة والراتب والمركز الاجتماعي.. إرضاءً له..

إنها ليست صفقة تجارة عرضة للربح والخسارة.. إنها صفقة مع الله عز وجل عرضة للجنة إن وفيتم بها.. وعرضة للنار إن نكثتم بها.. فالله سائلكم عما أئتمنكم عليه .

يا علماءنا..

إن لكم في إخوانكم الصابرين الثابتين على الحق أسوة.. واختاروا السجون على السجود للحاكم الظالم القاتل المجرم.. وقد يكون الموت والشهادة المصير، لكن الموت خير من النار وبئس المصير..

يا علماءنا..

وأخص بالذكر علماء دمشق وحلب.. أنتم الذين تُفشلون ثورة الشعب ضد الباطل.. وسيلعن الله وسيلعن اللاعنون من يمالئ الباطل ويزينه وأنتم الذين تحملون راية القضاء على الطغيان في الأمة.. وسيحفظكم الله في عليين.. ويحفظ لكم التاريخ هذا المجد ولا طريق ثالث بينهما .. كفى.. كفى.. كفى..

لا تجعلوا الدين أفيون الشعب.. وأنتم أول من ينزل به غضب الله وسخطه قبل الظالمين والمظلومين..

واذكروا الحديث القدسي "أوحى الله تعالى إلى ملائكته أن دمروا قرية فلان.. فاهتاجت الملائكة: يارب إن فيها عبدك الصالح.. فيقول الله به فابدأوا إنه لم يتمعر وجهه لمعصيتي"..

(ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون) هود/ 113.

=======================

رسالة إلى إخواني وأخواتي أحرار سوريا

{ لا تحسبوه شرّاً لكم بل هو خير لكم }

د/ محمد الخالد

أخط هذه الكلمات وقد مضى على الثورة المباركة في سوريا ستة أسابيع ، وعلى حصار درعا المجاهدة الصابرة الأبية من قِبلَ الجيش ، وقوات اللا أمن خمسة أيام مع عزلها عن كل المدن الأخرى ، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والماء ، والدواء وكافة الاحتياجات عنها ، وكأنّ حالها تحكيه هذه الآية الكريمة : { إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر ، وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا}.

ومع هذا الزلزال الشديد يتولد الخوف من المستقبل المجهول لدى البعض فيقولون : إلى متى ؟ وهل هذه الانتفاضة أو الثورة كانت في مصلحة البلد ؟ بل إن البعض أصبح يقول : مالنا ولهذه الورطة مع نظام دموي سفاك ، فلنصبر عشر سنوات أخرى .. إلى ما هنالك من العبارات التي تحمل في طياتها شيئاً من الإحباط والخوف ، بينما الشباب الناشئ شقَّ طريقه ، وكسر حاجز الخوف إلى اللاعودة ، وأمام هذه التساؤلات يأتي الجواب : { لا تحسبوه شرَّاً لكم بل هو خير لكم } .

أما لماذا هو خير ؟ فهذا ما توضحه النقاط التالية :

* إن هذا الجيل الذي خرج اليوم مطالباً بالحرية والكرامة ، جيل ولد في ظل هذا النظام الغاشم فهو لا يعرف إلا ( الزعيم الأوحد ) و ( قائدنا إلى الأبد ) و ( سوريا الأسد ) ولا يعرف إلا أصنام هذا الزعيم ، والشعارات المقززه التي تملأ الشوارع ( منحبك ) ، ورغم هذا الضخ الإعلامي الذي يمدح النظام ، ورغم الإرهاب والبطش الذي يتعرض له كلُّ من ينبس ببنت شفة عن النظام وإذا بهذا الجيل يخرج اليوم ليكسِر هذه الأصنام ، وليمزق هذه اللافتات ويعلنها صريحة ( حرية ، كرامة ، سلمية ) ( والله ما منحبك ) ( الذي يقتل شعبة خائن ) ...نعم لقد حصل كلًّ هذا !! وُالله ماكنتُ أتوقع أن يحصل هذا حتى في الأحلام ... أليس هذا فتح بحدِّ ذاته رغم الثمن الباهظ الذي قدموه .

* رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا على الشهداء والجرحى ، والحصار، ينبغي أن نعلم أن النظام الغاشم وزبانيته ،والمصفقين معه ، ليسوا في راحة وطمأنينة ، بل – والله – إنهم يعيشون في حالة من الرعب والاضطراب والحيرة ، وهم منقسمون على أنفسهم في معالجة هذه الأزمة التي ( جاءتهم من حيث لم يحتسبوا ) وصدق الله العظيم إذ يقول: { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}، بالإضافة إلى أننا – معشر المؤمنين – قتلانا في الجنة ، وقتلاهم في النار.

* لقد عرَّت هذه الثورة المباركة النظام على حقيقته وأظهرت أكذوبة أنه بلد المقاومة وحاضنها وفتحت ملفات حرب 1967م وسقوط الجولان ، وملف مجزره حماة ، ومجزرة تدمر ، وملف آلاف السجناء الذين قضوا نحبهم في السجون ، وملف تسلط الأجهزة الأمنية على العباد ، وملف الفساد والمحسوبيات ، وإلى ما هنالك من الملفات التي كان الكثير من أبناء الشعب السوري وبقية الشعوب الأخرى لا يعلم عنها إلا القليل ، وأصبح يتحدث عنها في أغلب الفضائيات ووسائل الإعلام جهاراً نهاراً ، دون خوف أو وجل ، أو مراعاة لأحد ، والحرب الإعلامية نصف المعركة .

* إن تناول الملف السوري اليوم دولياً على أعلى المستويات في مجلس الأمن ، ومجلس حقوق الإنسان الدولي ، ولدى سفراء الإتحاد الأوربي ، وكثير من الدول الكبرى رغم أننا لا نعوِّل على أولئك كثيراً لثقتنا بأن هذه الدول لا تضحي بهذا النظام بسهولة ، ولكن مع ذلك فهي وسيلة ضغط كبير على النظام السوري ، وخاصة ما صدر عن حقوق الإنسان من تشكيل لجنة للتحقيق في القتلى الذين سقطوا في المظاهرات .

* لقد أيقظت هذه الثورة المباركة جذوة الإيمان في نفوس المسلمين، وزادت صلتهم بالله تعالى ، و مما يدل على ذلك التواصي عن طريق رسائل الجوال بالصيام ، وقراءة القران الكريم ، والإكثار من الدعاء بالإضافة إلى ظهور روح التضحية والبذل ، واستشعار فضل الشهادة في سبيل الله ، وحرص الكثيرين على نيلها ، حتى سمعت من يقول : إن شاباً يقول لأمه : ( وقد كان يقصِّر في صلاته ) من اليوم سألتزم بالصلاة حتى لو نلت الشهادة أنالها بحق ، وآخر قدم للعمرة فكان أول دعاء يدعو به (اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك) والله ما كانت هذه الروح لتسري لولا أن هيأ الله هذه الثورة التي لم تخطر على بال أحد ، و لم يخطط لها أحد .

* لقد فجرت هذه الثورة طاقات وكفاءات وكشفت عن مواهب لدى الكثيرين ما كانت لتظهر لولا توفيق الله تعالى وعونه .

* لقد كشفت هذه الثورة عن معادن الناس ففي المحن يعرف الرجال الأوفياء الشرفاء ، ويفُضح المنافقون الأذلاء ، ومجلس المصفقين كان أكبر شاهد على ذلك وليعلمنَّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

وختاماً فإننا – أمة الإسلام – لا تزيدنا المحن – بإذن الله و عونه – إلا صبراً و إصراراً على التمسك بالحق ، وثقة بأنَّ فرج الله قادم ، و أنه لابد لهذا الليل من آخر مهما طال ، وأن النصر مع الصبر ، وأن مع العسر يسراً ، فلنعش مع كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ولا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .

يا أيها الذين آمنوا اصبروا ورابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون فاللهَ الكريمَ ، أسألُ أن يمنَّ علينا بفرج قريب و نصر عاجل ، وأن يبدلنا من بعد خوفنا أمناً ، إنه سميعٌ مجيب .

اللهم آمين – اللهم آمين

=====================

أيّة "هُويّة" للحراك من أجل الديمقراطية؟!

صبحي غندور*

حينما ينتفض شعبٌ ما في أيِّ بلد من أجل المطالبة بالعدالة السياسية والاجتماعية، تصبح حركته قوة تغيير نحو مستقبل أفضل، بينما العكس يحدث إذا تحرّكت الجماعات البشرية على أساس منطلقات أثنية أو طائفية، حيث أنّ الحروب الأهلية ودمار الأوطان هي النتاج الطبيعي لمثل هذا الحراك.

إنّ التعدّدية بمختلف أشكالها، ومنها الاختلاف في الخلق والأجناس واللغات والطوائف، هي سنّة الخالق الحتمية على هذه الأرض، والطبيعة تؤكّد تلك الحقيقة في كلِّ زمانٍ ومكان. لكن ما هو خيارٌ بشري ومشيئةٌ إنسانية هو كيفيّة التعامل مع هذه "التعدّدية" ومن ثمّ اعتماد ضوابط لأساليب التغيير التي تحدث في المجتمعات القائمة على "التعدّدية".

فليس المطلوب عربياً، وهو غير ممكن أصلاً، أن تتوقّف كل مظاهر الصراعات في المجتمع. فهذه دعوة للجمود ولمناقضة طبيعة الحياة وسنّتها التي تقوم على التحوّل والتغيير باستمرار، وعلى التصارع بين ماضٍ وحاضر ومستقبل. لكن المؤمّل به هو أن تأخذ الصراعات السياسية والاجتماعية أولويّة الاهتمام والتفكير والعمل بدلاً من الصراعات الأخرى التي تجعل الناس مثلاً يحاربون بعضهم البعض فقط لمجرّد توزّعهم على انتماءات أثنية أو طائفية أو قبلية مختلفة.

إنّ المجتمعات الديمقراطية المعاصرة قد توصّلت إلى خلاصات مهمّة يمكن الأخذ بها في أيّ مكان. وأبرز هذه الخلاصات هي التقنين الدستوري السليم لتركيبة المجتمع ممّا يصون حقوق "الأكثرية" والأقلّيات معاً، رغم مبدأ خضوع الجميع لما تختاره أكثرية الناخبين حينما تكون هناك انتخابات عامَّة في البلاد.

وأيضاً لا بدّ في هذه المجتمعات من توافر الحدّ الأدنى من ضمانات الأمن والغذاء، وبعض الضمانات الاجتماعية والصحية، ممّا يكفل التعامل مع مشكلتيْ "الخوف" و"الجوع"، فلا تكون "تذكرة الانتخاب" أسيرة ل"لقمة العيش"، ولا يخشى المواطن من الإدلاء برأيه أو المشاركة بصوته الانتخابي كما يملي عليه ضميره، لا كما يرغب من يتحكّم بلقمة عيشه أو من يرهبه في أمنه وسلامته.

هذه أسس هامّة لبناء المجتمعات الحديثة، ولتوفير المناخ المناسب لوحدة الأوطان، ولتقدّمها السياسي والاجتماعي، ولمنع الاهتراء في أنظمتها وقوانينها، كما هي عاملٌ مهم أيضاً في منع تحوّل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى براكين نار تحرق نفسها ومن حولها.

إذن، من غير توفّر مقومات لبناء نظام سياسي ديمقراطي، فإنّ أيَّ ضغطٍ عنفي لتغييرٍ ما في المجتمع قد يتحوّل إلى أداة تفجير اجتماعي وأمني يصعب التحكّم بنتائجه.

كذلك، فإنّ عدم الالتزام بأساليب التغيير الديمقراطية يعني تحويراً للانقسامات السلمية نحو مسارات عنيفة. فالانقسامات السلمية الصحية في المجتمعات تحتاج لضمانات التغيير الديمقراطي من قِبل الحاكمين والمعارضين معاً.

وتعيش الآن المنطقة العربية بمعظمها مخاطر التهديد للوحدة الوطنية كمحصّلة لمفاهيم أو ممارسات خاطئة لكلٍّ من الوطنية والعروبة والدين. وقد عانى العديد من الأوطان العربية، وما يزال، من أزمات تمييز بين المواطنين، أو نتيجة ضعف بناء الدولة الوطنية، ممّا أضعف الولاء الوطني لدى الناس وجعلهم يبحثون عن أطر فئوية بديلة لمفهوم المواطنة الواحدة المشتركة.

وقد اعتقد بعض العرب، خاصّةً ممّن هم في مواقع الحكم، أنّ إضعاف الهوية الثقافية العربية أو الانتماء للعروبة بشكل عام، سيؤدّي إلى تعزيز الولاء الوطني، لكنّ ذلك كان أشبه بِمن أراد إضعاف التيّارات السياسية الدينية من خلال الابتعاد عن الدين نفسه، عوضاً عن الطرح السليم للعروبة والدين، وبإفساح المجال أيضاً لحرّية التعبير السياسي والفكري للتيّارات كلّها.

إنّ الفهم الصحيح والممارسة السليمة لكلٍّ من (الوطنية والعروبة والدين) يتطلّب أصلاً نبذاً لأسلوب العنف بين أبناء المجتمع الواحد، مهما كانت الظروف والأسباب، وما يستدعيه ذلك من توفّر أجواء سليمة للحوار الوطني الداخلي.

إنّ أساس الخلل الراهن في جسم الأمَّة العربية هو في عقول العديد من المفكرين والسياسيين وعلماء الدين الذين فشلوا عملياً في الحفاظ على الظاهرة الصحية بالتعدّد الطائفي والمذهبي والأثني في مجتمعاتهم، حيث أصبحت الأفكار والممارسات تصبّ كلّها في أطر فئوية موجّهة كالسّهام ضدّ الآخر في ربوع الوطن الواحد.

فالتعدّدية كانت قائمة في البلاد العربية خلال الخمسينات والستينات، لكنّها لم تكن حاجزاً بين الشعوب ولا مانعاً دون خوضٍ مشترك لمعارك التحرّر والاستقلال الوطني، بل كانت مفخرة معارك التحرّر آنذاك أنّها تميّزت بطابع وطني عام صبغ القائمين بها، فكانت فعلاً مجسّدةً لتسمية "حركة تحرّر وطني".

اليوم، نتعايش مع إعلام عربي وطروحات فكرية وسياسية لا تخجل من توزيع العرب على طوائف ومذاهب وأقليات بحيث أصبحت الهويّة الوطنية الواحدة غايةً منشودة بعدما جرى التخلّي المخزي عن الهوية العربية المشتركة.

هو انحطاط، وهو انقسامٌ حاصلٌ الآن بعدما استباحت القوى الأجنبية (الدولية والإقليمية)، وبعض الأطراف العربية، استخدام السلاح الطائفي والمذهبي والأثني في حروبها وصراعاتها المتعدّدة الأمكنة والأزمنة خلال العقود الثلاثة الماضية. وهاهي الأمَّة العربية الآن تعيش تحوّلاتٍ سياسية خطيرة هي نتاج طبيعي لتراكم ما حدث من تفاعلات ومتغيّرات في الثلاثين سنة الماضية، كان "الخارج" و"الداخل" فيها مسؤوليْن عن عصارة السلبيات التي تنخر الآن في جسد الأمَّة.

إنّ الشّباب العربي المعاصر لم يعش حقباتٍ زمنيّة عاشها من سبقه من أجيال أخرى معاصرة، كانت فيها الأمّة العربيّة موحّدةً في مشاعرها وأهدافها وحركتها رغم انقسامها السياسي على مستوى الحكومات. مراحل زمنيّة كان الفرز فيها بالمجتمع يقوم على اتجاهات فكريّة وسياسيّة، لا على أسس طائفيّة أو مذهبيّة أو حتّى إقليميّة. لكن سوء الممارسات في بعض التجارب الماضية، والعطب في البناء السياسي الداخلي، إضافةً إلى التدخّل والتآمر الخارجي، أدّى كلّه للإساءة إلى المفاهيم نفسها، فاستُبدِل الانتماء القومي والوطني بالهويّات الطائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة، وأضحى العرب في كل وادٍ تقسيميٍّ يهيمون، ويقولون ما لا يفعلون!.

هي فرصةٌ هامّة، بل هي مسؤوليّةٌ واجبة، للجيل العربي الجديد المعاصر الآن، أن يدرس ماضي أوطانه وأمَّته بموضوعيّة وتجرّد، وأن يستخلص الدروس والعبر لبناء مستقبلٍ جديد أفضل له وللجيل القادم.

إنّ رفض الواقع والعمل من أجل تغييره هو مدخل صحيح لبناء مستقبل أفضل، لكن حين لا تحضر بمخيّلة الإنسان العربي صورة أفضل بديلة لواقعه، فإنّ النتيجة الحتمية هي السير في طريق مجهول لا تُعرف عقباه. وكذلك هي مشكلة كبرى حين يوجد عمل لكن في اتجاهٍ غير صحيح.

فعسى أن تكون الآن حركة الجيل العربي الجديد دافعاً لترسيخ الهويّة الثقافيّة العربيّة ومضمونها الحضاري، ومنطلقاً لبناء نهضة عربيّة ووطنيّة مشتركة تعتمد مفهوم المواطنة لا الانتماء الطائفي أو المذهبي أو الأصول العرقيّة، وتستهدف الوصول - بأساليب ديمقراطيّة لا عنفيّة - إلى " اتحاد عربي ديمقراطي" حرّ من التدخّل الأجنبي، وتتساوى فيه حقوق الأوطان وواجباتها كما تتساوى في كلٍّ منها حقوق المواطنين.

فالصراع على "الهُويّة" في المنطقة العربية هو جوهر الصراعات السائدة الآن، وهو صراع دولي/إقليمي في إطاره العام الجاري حالياً، ويريد البعض تحويله إلى صراعات طائفية ومذهبية في أكثر من مكان. لكن صمّام الأمان لوحدة الأوطان والمجتمعات العربية يكون في التأكيد على الطبيعة السياسية للصراع وفي ملء الفراغ الكامن عربياً من حيث انعدام المرجعية العربية الفاعلة والمشروع العربي الواحد لمستقبل الأمَّة وأوطانها. وهذا المشروع لن تقوم له قائمة ما لم تكن حاضرةً فيه، ومعاً، ركائزه الثلاث: الديمقراطية والتحرّر الوطني والهويّة العربية.

 *مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

Sobhi@alhewar.com

========================

بسم الله الرحمن الرحيم ،

والحمد لله رب العالمين ,,

والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين

وعلى آله وأصحابه أجمعين ,, أما بعد :

عنوان رسالتي إليكم (إن اعتبرتمونا من أهل البغي ,, فعاملونا معاملة أهل البغي)

أبو أحمد الدرعاوي

أنا مواطن سوري مسلم من درعا ,, أب لـ 3 أطفال .

هذه رسالة أوجهها للشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي طالما حضرت دروسه ، ولكل شيخ جليل عالم بالله سبحانه وتعالى في أمتنا الإسلامية ,,

وتوجيهي للرسالة بداية للشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

أولاً لأنه وكما قال أنه الضامن لما وعد به الرئيس بشار من إصلاحات وتحكيم لشرع الله ,,

وثانياً أنني ممن حضر العديد من الدروس الدينية لشيخنا الجليل وهو من علمائنا الذين تفخر الأمة الإسلامية بهم ,,

وثالثاً لأنني لا زال لدي أملُ بأن شيخنا الجليل ممن لا تلومه في قول كلمة الحق لومة لائم .

أرسلت رسالتي هذه مع فاعل خير لينشرها ويوصلها لكم بأي طريقة ..

لن أطيل عليكم الحديث ...

أعلن النظام الحاكم بأن المخربين في درعا وحوران يخططون للإعلان عن إمارة سلفية!!

ومع أن هذا عاري عن الصحة حيث لم يصدر من أحد في المنطقة ( وأنا ابن المنطقة ) دعوات للانفصال عن بلدنا الحبيب سوريا ,,

ولكن سنفترض جدلاً أن هذا صحيح ,,

وهذا يترتب عليه من المنظور الشرعي أننا ( بغاة ) بخروجنا عن طاعة الحاكم العادل ,,

قال الله تعالى : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين

[ الحجرات : 9 ] .

وهنا سأستدل بما رود في كتاب ( الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي , لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري)

فقال : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما [ الحجرات : 19 ] . يعني : جمعين من المسلمين أخرجهم التنافر إلى القتال فأصلحوا بينهما ، وهذا خطاب ندب إليه كل من قدر على الإصلاح بينهم من الولاة وغير الولاة ، وإن كان بالولاة أخص .

فإن بغت إحداهما على الأخرى والبغي : التعدي بالقوة إلى طلب ما ليس بمستحق . [ ص: 100 ]فقاتلوا التي تبغي فيه وجهان :

أحدهما : تبغي بالتعدي في القتال .

والثاني : تبغي بالعدول عن الصلح .

وهذا الأمر بالقتال مخاطب به الولاة دون غيرهم .

حتى تفيء إلى أمر الله أي : ترجع ، وفيه وجهان :

أحدهما : حتى ترجع إلى الصلح الذي أمر الله به . قاله سعيد بن جبير .

والثاني : حتى ترجع إلى كتاب الله وسنة رسوله ، قاله قتادة . فإن فاءت يعني : رجعت عن البغي .

فأصلحوا بينهما بالعدل فيه وجهان :

أحدهما : بالحق .

والثاني : بكتاب الله .

وأقسطوا يعني : اعدلوا ،ويحتمل وجهين :

أحدهما : اعدلوا في ترك الهوى والممايلة .

والثاني : في ترك العقوبة والمؤاخذة .

إن الله يحب المقسطين يعني العادلين .

قال أبو مالك : في القول والفعل .

فدلت هذه الآية على :

- بقاء البغاة على إيمانهم .

 - ودلت على الابتداء بالصلح قبل قتالهم .

 - ودلت على وجوب قتالهم إن أقاموا على بغيهم .

 - ودلت على الكف عن القتال بعد رجوعهم .

- ودلت على أن لا تباعة عليهم فيما كان بينهم .

فهذه خمسة أحكام دلت عليها هذه الآية فيهم .

وقال الشافعي : وفيها دلالة على أن كل من وجب عليه حق فمنع منه ، وجب قتاله عليه حتى يؤديه. [ ص: 101 ] فروى سلمة بن الأكوع وأبو هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من حمل علينا السلاح فليس منا .

وأما الإجماع الدال على إباحة قتالهم : فهو منعقد عن فعل إمامين :

أحدهما : أبو بكر في قتال مانعي الزكاة.

والثاني : علي بن أبي طالب في قتال من خلع طاعته .

إلى أن جاء في الفرق بين قتال أهل البغي وقال أهل الشرك ( والعياذ بالله أن نكون منهم ) ما يلي :

قال الماوردي : اعلم أن المقصود بقتال أهل البغي كفهم عن البغي ، والمقصود بقتال أهل الحرب قتلهم على الشرك ، فاختلف قتالهما لاختلاف مقصودهما من وجهين:

أحدهما : في صفة الحرب.

والثاني : في حكمها.

فأما اختلافهما في صفة الحرب ، فمن تسعة أوجه:

أحدها : أنه يجوز أن يكبس أهل الحرب في دارهم غرة وبياتا ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي .

[ ص: 132 ] .

والثاني : يجوز أن يحاصر أهل الحرب ويمنعهم الطعام والشراب ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والثالث : يجوز أن يقطع على أهل الحرب نخيلهم وأشجارهم و زروعهم ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والرابع : يجوز أن يفجر على أهل الحرب المياه ليغرقوا ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والخامس : يجوز أن يحرق عليهم منازلهم ، ويلقي عليهم النار ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي ..

والسادس : يجوز أن يلقي على أهل الحرب الحيات والحسك ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والسابع : يجوز أن ينصب على أهل الحرب العرادات ويرميهم بالمنجنيقات ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والثامن : يجوز أن يعقر على أهل الحرب خيلهم إذا قاتلوا عليها ، ولا يجوز أن يفعل ذلك بأهل البغي.

والتاسع : يجوز أن يقاتل أهل الحرب مقبلين ومدبرين ، ولا يقاتل أهل البغي إلا مقبلين ويكف عنهم مدبرين

وأما اختلافهما في حكم الحرب فمن ستة أوجه :

أحدها : يجوز أن يقتل أسرى أهل الحرب ، ولا يجوز أن يقتل أسرى أهل البغي

والثاني : يجوز أن تسبى ذراري أهل الحرب وتغنم أموالهم ، ولا يجوز مثله في أهل البغي.

والثالث : أنه يجوز أن يعهد لأهل الحرب عهدا وهدنة ، ولا يجوز أن يعهد لأهل البغي.

والرابع : يجوز أن يصالح أهل الحرب على مال ، ولا يجوز ذلك مع أهل البغي

والخامس : يجوز أن يسترق أهل الحرب ، ولا يجوز أن يسترق أهل البغي

والسادس : يجوز أن يفادي أهل الحرب على مال وأسرى ، ولا تجوز مفاداة أهل البغي . [ ص: 133 ]

وهذا مقصد الحديث علماؤنا الأفاضل!! إن اعتبرتمونا من أهل البغي فلا يجوز بحكم شرع الله أن نهاجم غرة وبياتاً ... ولا يجوز منع الطعام والشراب عنا ... ولا يجوز إلقاء النار علينا ورمينا بالمدافع والدبابات .. ويقاتل منا من أتاكم بسلاحه مقبلاً ولا يجوز قتاله مدبراً .

فإذا تقرر ما ذكرنا من اختلافهما في صفة الحرب وحكمها ، وأنه لا يجوز أن يرموا بالمنجنيق ، فذلك في حال الاختيار فإن دعت ضرورة في إحدى حالتين جاز أن يرموا به ، وتلقى عليهم النار:

إحداهما : أن يقاتلوا أهل العدل بذلك ، فيجوز أن يقاتلوا عليه بمثله ، قصدا لكفهم عنه لا لمقاتلتهم عليه ، فإن الظلم لا يبيح الظلم ، لكن يستدفع الظلم بما أمكن.

والحالة الثانية : أن يحيطوا بأهل العدل ويخافوا اصطلامهم ، فلا بأس أن يرموهم بالمنجنيق ويلقوا عليهم النار طلبا للخلاص منهم ، لا قصدا لاصطلامهم .

وما زلنا نؤكد أننا لم نرى أي سلاح بيد شبابنا الذين خرجوا بالمظاهرات السلمية ولكن لنفترض تصديقكم للروايات التي يبثها التلفزيون السوري!!

- وقال الشافعي رضي الله عنه : " فإن قتل باغ في المعترك غسل وصلي عليه ودفن . وإن كان من أهل العدل ففيها قولان :

أحدهما : أنه كالشهيد .

والآخر : أنه كالموتى ، إلا من قتله المشركون" .

قال الماوردي : أما إذا كان المقتول في معركة الحرب من أهل البغي : فإنه يغسل ويصلى عليه.

ودليلنا : قول النبي صلى الله عليه وسلم : فرض على أمتي غسل موتاها ، والصلاة عليها.

ولأنه مسلم مقتول بحق ، فلم يمنع قتله من غسله والصلاة عليه ، كالزاني والمقتص منه ، بل هذا أحق بالصلاة منهما : لأن الزاني فاسق ، وهذا متردد الحال بين فسق وعدالة.

وأما جعل ذلك عقوبة ، فالعقوبة إنما تتوجه إلى من يألم بها : ولأن العقوبات تسقط بالموت كالحدود.

فإن قيل : يعاقب بها الحي منهم.

قيل : لا يجوز أن يعاقب أحد بذنب غيره ، على أنهم يرون ترك الصلاة عليهم قربة لهم .

فما بالكم بموتانا وجثثهم مرمية في الشوارع لا يتجرأ أحد على المساس بها ومن يقترب منها يرمى بوابل من النيران!!!!!!

وما بالكم بالجثث المكومة بالثلاجات لأيام وأيام!!!!!

علمائنا الأفاضل ,,,

شيوخنا الكرام ,,,

أليس هذا شرع الله ؟؟

أم أن هنالك شرعاً آخراً تحتكمون إليه؟؟

 - افترضت صدق روايتكم ,,, لأني أب لثلاثة أبناء لا أستطيع تأمين الماء والحليب والغذاء لهم بعد أن قطعتم أوصال مدينتنا وقطعتم الإمدادات عنا ومنعتم أي تموين أن يدخل لنا عقاباً لنا ,,, ولا ألم يعادل ألم أب أو أم لا يقدر على إسكات صرخة طفله في عتمة الليل من الجوع و العطش !!!

 - افترضت صدق روايتكم,,, لأن لي أخاً أصيب بجراح ولا أستطيع تأمين الدواء له بعد أن أمعنت قواتكم الجبارة تخريباً بالصيدليات وقطعاً للطرقات وقنصاً لأي شخص يجرؤ على مغادرة منزله !!!

 - افترضت صدق روايتكم,,, لأن لي جاراً قتل قنصاً منذ أيام ولم يستطع أهله أن يصلوا عليه أو يدفنوه ,,, حتى لم يقدروا أن يحصلوا على جثته!!!

 - فضلاً عن ما تكرمتم به من قطع للتيار الكهربائي عنا وفصل لخطوط الإتصال الأرضي والمحمول عنا لتخوفون أهالينا في الخارج أيضاً!!!!!!

علمائنا الأفاضل .. شيوخنا الكرام ,,,

 

إن لم تصدقوا روايتي فأتوا بأنفسكم واصطحبوا معكم كاميرات تلفزيونكم لتصوروا ما يحدث هنا في درعا وليرى العالم إني صادق .

وبعدها أخبروني لأي شرع تحتكمون ؟؟؟؟؟؟؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

كتبه بتاريخ 29-04-2011م

أبو أحمد الدرعاوي

================================

المصالحة الفلسطينية: العبرة في التنفيذ

بقلم نقولا ناصر*

لا يمكن الحط من أهمية التوصل إلى اتفاق آخر على إنهاء الانقسام الفلسطيني، لكن الامتحان الأكبر للمصالحة الوطنية يظل يكمن في تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير، ففي تنفيذه يكمن الإنجاز الحقيقي لا في إبرامه، نظرا لتكرار فشل أو إفشال تنفيذ الاتفاقيات السابقة.

لذلك فإن الثقة التي أعرب عنها القائد في حركة "حماس" د. محمود الزهار في أن الاتفاق الجديد "سيصمد" لا تبدد القلق الكامن وراء الارتياح العارم الذي ساد الشارع الفلسطيني في أعقاب الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء الماضي.

 

فالعوامل الايجابية التي ترجح التفاؤل بنجاح تنفيذ الاتفاق هذه المرة، مثل المتغيرات الاقليمية العربية ومضاعفاتها على طرفي الانقسام، وانسداد طريق المفاوضات المباشرة، والخذلان الأميركي لمفاوض منظمة التحرير، ووجود مصلحة وطنية ومطالبة شعبية ضاغطة على كلا طرفي الانقسام لانهائه، وتضييق خناق الحصار العسكري المفروض على أحدهما والسياسي والدبلوماسي المفروض على الآخر، هي عوامل تكاد توازن العوامل السلبية التي أفشلت الاتفاقات السابقة.

ومما لا شك فيه أن متغيرات "الربيع العربي" كانت عاملا حاسما في تغيير موقف حركة "فتح" التي "فاجأت الجميع بالموافقة على التعديلات التي تطلبها حماس" على الورقة المصرية كما قال رئيس كتلة الحركة في المجلس التشريعي عزام الأحمد للأخبار المصرية يوم الخميس الماضي.

وفي رأس هذه العوامل الايجابية طبعا التغيير الذي يحدث بطيئا في الموقف المصري بعد ثورة 25 كانون الثاني / يناير الذي جعل القاهرة تقف على مسافة واحدة من طرفي الانقسام وتتخلى عن انحياز نظام الرئيس السابق حسني مبارك إلى أحد الطرفين وضغوطه على الطرف الآخر مما أهل الوساطة المصرية للنجاح في تحقيق اتفاق المصالحة، ويؤهلها كراعية للاتفاق لمواصلة جهودها لضمان تنفيذه وتذليل العقبات المتوقعة أمام تنفيذه.

وإذا كان رفع الحصارالمصري الذي فرضه نظام مبارك على قطاع غزة يمثل مسؤولية تاريخية حاسمة حتى لا يظل الاتفاق الجديد على إنهاء الانقسام مجرد حبر على ورق، ويمثل المساهمة الأهم لمصر في الوصل بين القطاع وبين الضفة الغربية لنهر الأردن كبديل للوصل بينهما عبر دولة الاحتلال الإسرائيلي التي من المؤكد أن تحكم الفصل بينهما ضمن إجراءاتها المتوقعة لإجهاض اتفاق المصالحة، فإن مسؤولية الدول العربية عن الوفاء في الأقل بتعهداتها المالية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية قد لا يقل أهمية في دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية في ضوء مسارعة دولة الاحتلال إلى التلويح بتجميد تحويل الضرائب المستحقة للسلطة بموجب الاتفاقيات الموقعة ومسارعة راعيها الأميركي إلى التلويح بقطع معونات الولايات المتحدة عنها، وسيكون الوفاء بهذه التعهدات مساهمة عملية لهذه الدول في إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي طالما حثت القيادات الفلسطينية على إنهائه.

 

وفي السياق ذاته، يتحمل الاتحاد الأوروبي بصفته المانح الأكبر للسلطة الفلسطينية مسؤولية مماثلة كي لا ينجر مجددا للتبعية لموقف الولايات المتحدة فيكرر انضمامه إليها في فرض حصار اقتصادي على حكومة وحدة وطنية للسلطة الفلسطينية تم الاتفاق على تأليفها في القاهرة الأربعاء الماضي كما فعل مع الحكومة الفلسطينية المماثلة التي تألفت بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 تمهيدا للانقلاب على نتائجها.

ومن العوامل الايجابية فلسطينيا أن العقبة السياسية المتمثلة في الاختلاف على استراتيجة التفاوض والمفاوضات ذاتها ومرجعياتها وثوابتها الوطنية الذي تحطمت على صخرته كل اتفاقيات المصالحة السابقة تبدو هذه المرة قد وجدت سقفا زمنيا يمنع تعويم ما تم الاتفاق عليه سابقا من تفعيل لمنظمة التحرير بربط انتخابات مجلسها الوطني بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسلطة الحكم الذاتي، وبتفعيل اللجنة القيادية للفصائل الفلسطينية كمرجعية للمنظمة خارج الوطن المحتل دون تجاوز اللجنة التنفيذية للمنظمة في الداخل.

 

كما كان الاتفاق على إجراء الانتخابات جميعها بعد مضي عام على توقيع الاتفاق الجديد تعبيرا عن مرونة ذكية تمنح الرئيس محمود عباس مهلته الأخيرة لاختبار حسن نوايا المجتمع الدولي في إنجاز "حل الدولتين" الموعود.

غير أن الامتحان الأكبر للمصالحة ما زال ينتظر الرئيس عباس في مقبل الأيام، إذ عليه أن يثبت قدرته على مقاومة ضغوط دولة الاحتلال وراعيها الأميركي إضافة إلى ضغوط المتضررين فلسطينيا من المصالحة الوطنية والمستفيدين من استمرار الانقسام الذين يجدون أنفسهم الآن في عزلة شعبية خانقة ترجح ألا يجرأوا على معارضة الاتفاق الجديد علنا، وأن يثبت قدرته كذلك على مقاومة إغراءات أي مبادرات أميركية جديدة لاستئناف المفاوضات المباشرة على غرار الفخ الذي وقع فيه في مؤتمر أنابوليس عام 2007 ثم الفخ الذي وقع فيه في بداية عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وكلا الفخين اشترط لاستئناف المفاوضات استمرار الانقسام الفلسطيني التزاما بشروط اللجنة الرباعية الدولية المعروفة.

فمنظمة التحرير لم تكافأ لا أميركيا ولا إسرائيليا بعد أربع سنوات مجانية دون مقابل من الانقسام والتنسيق الأمني مع دولة الاحتلال. ويثبت اتفاق القاهرة الجديد وجود إجماع وطني فلسطيني على إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 بأي شكل من الأشكال، وقد منح الاتفاق عباس مهلة أخيرة كافية لاختبار الطريق التي يراها موصلة إلى هذه الغاية، ومنحه قوة إضافية، بينما يعد وجود حماس في مركز الشريك في صنع القرار الوطني بموجب الاتفاق ضمانة لتحقيق هذا الهدف دون الاجحاف بأي من الثوابت الوطنية التي حولت المفاوضات السابقة بعضها إلى موضوع للتفاوض.

إن ردود الفعل الإسرائيلية والأميركية على اتفاق المصالحة الوطنية الجديد، الذي جاء ك"مفاجأة" للحليفين حسب وسائل إعلامهما، ينبغي أن تعفي طرفي الانقسام من أي اختلاف مجاني على مسائل شائكة مثل "التنسيق الأمني"، فلم يكن هناك على سبيل المثال أي داع للتصريح المستفز وطنيا لعضو مركزية فتح ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بأن هذا التنسيق سوف يستمر في ظل الحكومة الانتقالية خلال عام بعد توقيع الاتفاق، في وقت يخير فيه رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو منظمة التحرير بين السلام معها وبين السلام مع "حماس"، إذ يبدو من شبه المؤكد أن يتذرع نتنياهو "بالسلام" الذي اختارته المنظمة مع حماس التي يصنفها وراعيه الأميركي كمنظمة "إرهابية" كي يوقف من جانبه كل تنسيق مع المنظمة، فلماذا التطوع بالتنسيق الأمني معه من جانب واحد؟

 

لقد كشفت الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس عن وجود "فيتو" أميركي على المصالحة الفلسطينية، وقد أفشل اتفاق المصالحة هذا "الفيتو" الأميركي، لكن واشنطن لم تسقط هذا الفيتو بعد، ومن المؤكد أنها ستبذل قصارى جهدها لمنع تنفيذ الاتفاق كما يستدل من تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور الذي اعتبر حماس "منظمة إرهابية" واشترط بأنه "يجب على أي حكومة فلسطينية أن تقبل" بشروط الرباعية المعروفة كي تتعاطى بلاده معها. وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعد وقت وجيز من تولي مهام منصبها قد أعلنت صراحة رفض إدارتها للتعاون أو لتمويل أي سلطة فلسطينية تضم "حماس" كشريك فيها.

أما نتنياهو فاعتبر بأن الاتفاق "يظهر ضعف السلطة الفلسطينية" ويهدد ب"سيطرة حماس على يهودا والسامرة بالطريقة ذاتها التي سيطرت فيها على قطاع غزة"، بينما اعتبر وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الاتفاق "تجاوزا للخطوط الحمراء"، لتنضم إليه زعيمة المعارضة تسيبي ليفني مشترطة التزام أي حكومة فلسطينية بشروط الرباعية.

ومن الواضح أن خلاصة الموقفين الأميركي والإسرائيلي هي رفض للاتفاق، وإنذار بالتخلي عنه، وإعلان حرب عليه، واستعداد لمنع تنفيذه بكل الطرق، مما ينذر بمواجهة مقبلة ويستدعي التمسك باتفاق المصالحة والعمل المخلص على تنفيذه والالتفاف الوطني حوله كأفضل وسيلة لتوحيد الصف الوطني وترتيب البيت الداخلي استعدادا لها.

* كاتب عربي من فلسطين

nicolanasser@yahoo.com

=======================

اخلاقية الاستعمار الوطني

سمير اسطيفو شبلا

هناك نوعين من الاخلاقيات – اخلاقية الانظمة بشكل عام واخلاقية الشعوب، لايجمعهما سوى الكلمة (اخلاقية) التي تطلق على القيم التي حملها الفرد - ونسجها خلال مسيرة حياته بانتقاله من اخلاقية الطفولة الى اخلاقية نضوج مسؤول/جملة قالها المرحوم الأب د.يوسف حبي في عام 1989، وكل شخص (رَجُل – امرأة – طفل) سارَ وذاق من اخلاقية الطفولة التي تختلف من انسان الى آخر وحسب ظروفه الذاتية في البيت والمدرسة والمجتمع! ويتأثر بمن حوله بشكل او بآخر، لذا يمكن ان تتأخر او تتقدم ولكن بالنتيجة هناك اخلاقية نضوج مسؤول

عليه نرى اليوم ما يحدث من صراع بين اخلاقية الانظمة التي لها اخلاقية خاصة، والبعض يقول: انها – اي الانظمة – تفتقر الى اخلاقيات مسؤولة كنظام وليس كاشخاص، من جانب آخر نجد ان الشعوب تمكنت من رفع الغمامة من عقولها القديمة التي كانت ولا زال القسم منها تسير مع القبيلة والعشيرة والانحناء للحاكم وكأنه – الله نفسه – وبهذا بايديهم وتفكيرهم كرسوا الدكتاتورية المزمنة، ولكن الشعوب اليوم وعت وتثقفت ورأت ثورات الشعوب وخاصة في الشرق، حيث خَبّرت نماذج مختلفة من ثورات الشعوب مقابل نماذج مماثلة من دكتاتوريات الانظمة، اذن امامنا نموذجين اخلاقيين يتقاطعان في مسيرتهما لانهما يعبران عن شريحتين اخلاقيتين مختلفتين في الفكر والتطبيق

اخلاقية النظام المبني على السلطة السياسية والقوة الاقتصادية مستمدة قوتها من الدين في اغلب الاحيان، وهي دكتاتوريات بدرجات منها ثورية/شمولية او ملكيات، مقابل اخلاقيات الشعوب المستمدة من الظلم والقهر والفقر والتهميش والاضطهاد وقول:النعم فقط! والان تمكنوا من قول: اللاء! والبعض ذهب الى ابعد وقال:الف لاء ولاء! لذا كانت شعاراتهم في البداية الاصلاح والخبز والكرامة ولكن عندما واجهوا القمع الوحشي بصدور عارية واغصان الزيتون وسالت الدماء البريئة قالوا: اسقاط وتغيير النظام، نرى ان الانظمة الشمولية والدكتاتورية لم تتعظ من سابقاتها بحيث كل قطرة دم تُسال تصبح مسمار في نعش النظام! ولنقيس عدد الشهداء والقتلى الابرياء الذين يسقطون كل يوم برصاص لصوص الدساتير والنفط والدولارات، لان من يحب شعبه لا يقتله، ومن يقول انه القائد والاب فهل هناك أب يقتل اولاده لانهم يريدون الكرامة والحرية؟؟ لذا الشباب والشابات اليوم قرروا ان لا يبقوا في قاع دكتاتورية الحاكم والمذهب والطائفة بل قرروا الصعود الى سطح الاحداث ومعايشتها بشكل مباشر، لانهم عرفوا بشكل لايقبل الشك ان قائدهم وملهمهم وابوهم لا يحترم كرامتهم ويهضم حقوقهم ويستولي على كيانهم وافكارهم وليس همه الا ارصدة في البنوك الغربية! ولننظر ما فائدتها بالنسبة للمسؤولين المصريين والتونسيين والليبيين وهلم جرا!

نعتقد جازمين ان التغيير يجب ان يحدث ويمر، ان كان عن طريق الاصلاح او تجاوز الانظمة وخاصة الثورية منها، اما الملكية منها وخاصة في الخليج لاهميتها الاقتصادية والاستراتيجية فلا بد ان تتحول الى ملكيات دستورية عاجلاً ام آجلاً وخير مثال الحكم الملكي في انكلتره، ومن يبادر من الملوك والامراء والحكام (سبق وان تطرقنا على الموضوع راجع : لَمْ يَحنْ دورالملوك بعد/ العمود 45)

 اليوم اصبحت الكلمات الكبيرة (الاستعمار – الامبريالية – الصهيونية – البرجوازية ) خالية من جوهرها واصبحت شماعات نغلف بها دكتاتوريتنا وانتماءاتنا الخارجية وبطوننا المنفوخة! لا بل ذهب البعض الى الامام اكثر ووضع لنفسه بطنين مثل حيوان الكنغر!! لاننا خلقنا لانفسنا استعمار وطني وامبرالية داخلية وصهيونية دينية وبرجوازية في طريقة تفكيرنا وفي كل دائرة ومؤسسة مدنية ودينية، لذا فقدت القيادات الاستبدادية والحكام الذين يقولون: نحن كل شيئ اي الكل في الكل! وكأن الاخرين غنم، فقدت مصداقيتها وشرعيتها الحقوقية والقانونية والقيمية والاخلاقية، واحداث اليوم تؤكد انها كانت اخطر من الاستعمار الخارجي واصبح الاستعمار الوطني اكثر خطورة! والامبرالية الداخلية تنين برؤوس سبعة يبلع كل من يتحرك! وهناك برجوازية دينية كبيرة تضاهي الصهيونية العالمية باشواط! اذن الاصلاح لايفيد على الامد البعيد مادام هناك بعبع وطني يجثم على صدر الديمقراطية وحقوق الانسان لا بل الادهى انه يستعملها – اي حقوق الانسان والديمقراطية – كغطاء للقتل والارهاب

واليوم نحن بحاجة ماسة الى قيادة اخلاقية، اي الى قادة لهم روح الخدمة! خدمة الاخرين المختلفين في الدين والمذهب والطائفة والفكر والتاريخ والقومية! يحتضنهم المشترك الاعظم الا وهو :الوطن! وحده الوطن يوحدنا عندما نعزز تنوعنا! اما ان راوحنا في مكاننا ولم ننزع عنا ثوب الانانية والمصالح الشخصية واصبحت ايادينا اكثر سواداً فلا استعمار سوى استعمارنا لشعبنا! لانه أخطر من الامبرالية العالمية ان بقي،،،،،،

======================

رسالة للأخ سري القدوة

جلال / عقاب يحيى

تحياتي الحارة

..الأخ الصديق سري القدوة

وأنا أقرأ مقالاتك عن الأوضاع السورية أتأكد أننا شعب واحد، وأن فلسطين في القلب دوماً، كما هي سورية التي كانت (قلب العروبة النابض).. وفي الوقت الذي أحييك فيه وكافة الأخوة الذين يكتبون من قلبهم عن الأمل الثوري الناهض : ثورة الشعب لانتزاع الحرية أتذكر أصدقاء شهداء كثراً كرّسوا جزءاً كبيراً من حياتهم لمثل هذه اللحظة فاستشهدوا، أو انفجر قلبهم ولم يكحلوا عيونهم برؤية الشعب السوري ينتفض ويعلنها قوية واضحة : يسقط نظام الاستبداد . نظام القتل والأحادية .نظام الطغمة.. فيحضرني الصديق الشهيد خليل الزبن الذي كان عربياً حتى النخاع، متعلقاً بسورية العروبة، سورية الموقف الوطني الداعم للثورة الفلسطينية.. حتى آخر نفس، والفقيد خالد الجندي، وفتحي عبد الحميد.. وكثر..

أذكر أيضاً الشهيد القائد أبوعمار وعيناه صوب البلد العزيز، وهو يحلم أن تعود سورية إلى موقعها الطبيعي : الحاضن الدافئ لفلسطين وثورتها وليس السوط والسكين والخصم.. وكيف كان يتابع بكل اهتمام تطورات الوضع السوري فيشرق إذا ما نجحت قوى المعارضة في توحيد صفوفها، وتجاوز ثانوياتها لوضع هدف التغيير الجذري على جدول التنفيد ..

اليوم أيها الصديق تنطلق الثورة السورية على يد الشباب بعد أن وصل الاحتقان حدّ الانفجار، وبعد أن يأس

 الشعب من وعود النفاق ومناورات الالتفاف لتكشف للجميع، ولمن كان يتدرّع بالممانعة والشعارات الخلبية أن هذا النظام هو الأكثر دموية في عالم نظم الاستبداد والكل الأمني، وانه بدلاً من الاستجابة الواقعية لمطالب الشعب بالإصلاحات الحقيقية التي تكرّس التعددية وتكفّ يد الأجهزة الأمنية الأخطبوطية عن امتهان الوطن والمواطن، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومنع الاعتقال والتعذيب، وعودة المنفيين دون شروط.. كمقدمة لمؤتمر حوار وطني يضمّ كافة أطياف الشعب السوري بغية : وضع دستور جديد للبلاد يكرّس التعددية والتداول السلمي على السلطة، ويقر التحزّب وحرية التعبير والاعتقاد، ويؤسس للدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية بين كافة مكونات سورية السياسية والدينية والمذهبية والقومية، وقانون للإعلام عصري المضمون، تعددي النهج، وتشكيل حكومة مؤقتة تتلوى قيادة مرحلة انتقالية بانتظار إجراء انتخابات رئاسية (وفقاً لتحديد مدة الدورة الرئاسية، ومنع السماح للرئيس بالترشح لأكثر من دورتين)، وانتخابات مجلس نيابي سيّد يكون الرقيب والمحاسب للسلطة التنفيذية، واستقلالية القضاء.. أي توفير مقومات الانتقال ببلدنا من عهد الاستبداد، والشمولية والأحادية إلى التعددية بطريقة سلمية لا تجتثّ ولا تبعد أحداً..

بدلاً من ذلك واجه النظام مطالب شعبنا منذ اليوم الأول بالرصاص الحيّ القاتل في الرأس والعنق( لا توجد لديه خراطيم مياه ولا قنابل مسيلة للدموع)، وبالوقت نفسه أخرج من كيسه المعهود بالتهم المعروفة المألوفة، المقصودة بهدف تلويث ثورة شعبنا من جهة، وطمس جرائمه متوهماً أنه بذلك يهرب من عقاب الشعب ومن تقديمه لمحاكم مجرمي الحرب.. فكانت تنوّعات التآليف البائسة التي وصلت آخر طبعاتها بالسلفيين، والإمارة الإسلامية..وغيرها من الأكاذيب.. وزجّ قطعات الجيش السوري، خاصة الفرقة ال44 التي يقودها الجزار شقيقه ماهر الأسد لقنبلة مدينة درعا وقطع الكهرباء والماء والهاتف عنها.. هي درعا المتاخمة للجولان.. المحتل الذي لم تنطلق منه رصاصة واحدة منذ العام 1973، وبضوء أخضر إسرائيلي يجمّد بنداً من اتفاقية الفصل بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي التي عقدت عام 19474 بين النظام وإسرائيل، والتي تمنع قوات الجيش السوري من التواجد في الشريط الحدودي الجنوبي، أي مدينة درعا ومنطقة حوران على العموم، وكذا محاصرة المدن والمناطق المنتفضة في دوما والمعضمية وحرستا وبانياس وجبلة، واعتقال أعداد كبيرة(غير معروفة نتيجة التعتيم الشامل ومنع أية وسيلة إعلامية من التواجد)..

هذا النظام أيها العزيز هو الابن الشرعي لنظام الأسد الدموي الفاشي، الذي انتهك الجمهورية وأسسها بفرض التوريث، وجوّف حزب البعث بعد إغراقه بالانتهازيين والمرتزقة وكتبة التقارير، وتعويمه كواجهة للتصفيق والتلميع والتهريج، مثله مقل بقية الأجهزة(ولا نقول المؤسسات) ك" الجبهة الوطنية التقدمية"، ومجلس الشعب المهرج،وغيره..

وهو نظام لا يمكنه أن يقدّم الإصلاحات المرجوة، لأنها تتناقض وألف باءاته وارتكازه، ولأنها ـ بنظره ـ بمثابة الانقلاب عليه.. الأمر الذي يدفع شعبنا إلى تقديم مزيد التضحيات على طريق الحرية، كما يعرض بلدنا العزيز لعديد المخاطر التي تلوح في الأفق، والتي يدفع إليها النظام على الطريقة القذافية .

إن الوطنيين السوريين المصممين على تفكيك نظام القهر والاستبداد.. مهما غلت التضحيات.. أكثر حرصاً على مصير ومستقبل بلدهم من طغمة النظام التي لا يهمها سوى البقاء في الحكم، لذلك يرفضون رفضاً قاطعاً الاستقواء بالخارج، أو التدخل في شؤون بلادنا، ويأملون من أمتهم العربية، خاصة على مستوى الشعوب والأحزاب والهيئات والمؤسسات المدنية أن يقفوا إلى جانبه، كما كان دأب الشعب السوري دائماً في تخندقه مع أمته، وفلسطين في القلب منها..

ورغم الدماء.. والجراح، والمعتقلين.. إلا أن شعبنا أكثر تصميماً على المضي بثورته حتى نهاياتها الظافرة..

المجد للشهداء.. والنصر للشعوب العربية.. ولفلسطين القلب الأماني بالوحدة، والاستقلال.. وللقدس عاصمة أبدية..

اعذرني للسرعة والخط.. حيث كتبت تعليقاً فطال..

*كاتب سوري مقيم في الجزائر

============================

هل سينهار الدولار الامريكي؟؟؟

سليمان يوحنا

الاعزاء جميعا

بعد التحية:

رغبت ان ارسل لكم المعلومات ادناه وذلك لأهميتها المالية والاقتصادية والاستثمارية للجميع:

أوّد تذكير الاخوة والاخوات الذين يعتمدون على الدولار الامريكي كعملة في تعاملاتهم واستثماراتهم واعمالهم بأن القرار الاخير"الاسبوع الماضي" للحكومة الامريكية لطبع المزيد من المئات من المليارات من الدولارات والتي تسمى quantitative easing 3 “" لغرض انقاذ البنوك التي هي على وشك الانهيار تحت وطىء الديون الهائلة نتيجة المضاربات في سوق المشتقات Derivatives وغيرها في العقد الاخير وهذه العملية " طبع النقود من دون وجود انتاج اقتصادي فعلي وخفض نسبة الفائدة الرسمي في امريكا الى ادنى مستوى"1%" مما ادى الى هروب الاستثمارات الى الدول التي نسب الفائدة فيها مرتفع مثل استراليا وغيرها " وهذه العملية مستمرة وبالذات منذ 2008 والتي ستؤدي الى المزيد من الانهيار في العملة الامريكية وتضخم عالي Hyper inflation مسببة الارتفاع في اسعار الضروريات بصورة كبيرة مثل المسكن، الغذاء والكهرباء والوقود...الخ وارتفاع ديون الدول الى مستويات غير مسبوقة مما دفع الكثير من الدول الى الاستقطاع من قطاع الخدمات وتقليص البنية التحتية والانتاجية وفقدان الوظائف كنتائج مما يدفع الناس في اغلب الدول الى المظاهرات الكبيرة ضد حكوماتها، علما ان الكثير من البنوك المركزية في الكثير من الدول وبالاخص الاوربية انتهجت نفس المنوال مما تسبب تضخما في اسعار الضروريات للحياة اليومية*ولقد فقد الدولار الامريكي في السنوات الاخيرة 60% من قيمته " حيث فقد 9.7% من قيمته في الاشهر الاربعة الماضية فقط؟؟ مما دفع ويدفع الكثير من الدول لإفراغ خزينها الاحتياطي من العملة الامريكية هروبا وتجنبا للمزيد من الخسائر مما ينذر بالمزيد من الانهيار لعملة الاحتياط العالمية؟! ان ارتفاع قيم العملات الاخرى تجاه الدولار الامريكي لا يعنى في قيمتها الشرائية لأن الارتفاع مثلا في قيمة اليورو او الدولار الاسترالي لم ينعكس على اسعار الضروريات في تلك الدول بل ارتفعت قيمها مما يدل على ان ارتفاع قيمة تلك العملات مرده الى الانهيار لعملة الاحتياط العالمية لا غير! وهناك عاملا آخر لارتفاع اسعار الذهب والنفط وغيرها من المعادن هو المضاربات الكبرى للشركات العالمية والتخلص من الدولار الامريكي عن طريق الاستثمار في الموارد الطبيعية وجني المزيد من الارباح للتعويض عن الخسائر نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2008 .

ما هو الحل:

لقد بدأت مؤسسة ليندون لاروش بالتحذير من هذا الانهيار وبالذات منذ 2007 وكما يعرف اغلبكم من المقالات التي نشرتها في المواقع الالكترونية او التي ارسلتها لبريدكم الالكتروني في الوقت الذي كانت فيه الحكومات واغلب الذين يدعوّن بخبراء الاقتصاد والمال التنكر ونفي وجود اي أزمة اقتصادية؟؟ الحلول التي قدمها الاقتصادي الفيزيائي " ليندون لاروش" هي العودة الى النظام الائتماني Credit System ـــ التي تديره الامم لغرض النفع العام وكما كان النظام الامريكي وغيرها عوضا عن " نظام العولمة" النظام الانكليزي الحالي ومنذ 1971المسيّر من قبل الشركات العالمية الخاصة أي " النظام المالي Financial System" الذي يعتمد على المضاربات ومجرد ضخّ السيولة النقدية لادامة تلك العملية وليس الانتاج الفعلي .

 

يلزمنا العودة الى تثبيت اسعار العملات على احتياط الذهب " اسعار صرف ثابتة " واعادة تنظيم البنوك الخاصة تحت سلطة القانون لمنعها من المضاربات واستغلال استثمارات الناس في المضاربات" المقامرة" وانشاء المصارف الحكومية لخلق ائتمانات كبيرة في البنية التحتية والانتاج ومن ثم خلق فرص العمل وحماية التعرفة لحماية الاقتصاد المحلي امام التجارة الحرة التي تعتمد على الايدي العاملة الرخيصة في الدول الفقيرة حيث يتقاضى العامل اقل من 5 دولارات في اليوم؟ ولقد دفع لاروش نتيجة الضغط على الكونغرس الامريكي لطرح قانون "كلاس ستيكل" Glass Stegall Act" في الكونغرس للتصويت عليه والذي سيتكفل بالاجراءات المطروحة اعلاه كحل لهذه الازمة، ولقد حذر لاروش من ان فشل الكونغرس بتبني هذا القانون في الاسابيع المقبلة سيشل الاقتصاد الامريكي ويجر الاقتصاد العالمي برمته نحو الانهيار" ركودا اقتصاديا أسوأ من الذي جرى في الثلاثينات من القرن الماضي" والفوضى الشعبية وما يتبعه من نتائج مدمرة للبشر؟! ووجه لاروش تحذيرا لآوباما من عدم استخدام الفيتو لغرض منع القانون لأن ذلك سيمهد الطريق لمحاكمته بموجب الدستور الامريكي ضمن فقرة 25 من الدستور" فشل الرئيس في حماية مصالح الشعب الامريكي".

أكتفي بهذا القدر ولمن يرغب بالمزيد من المعلومات يرجى مراسلتي وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام

أخوكم سليمان يوحنا

sleiman.yohanan@cecaust.com.au

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ