ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشعب
السوري رمز الصمود والمقاومة
يتألم من خيانة بعض
اللبنانيين حسان
القطب مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات منذ
العام 1975، والشعب اللبناني
يعاني من ممارسات النظام السوري
ووحشيته، وتدخله غير المقبول في
الشأن اللبناني السياسي
والأمني وحتى الاجتماعي، منذ
ذلك التاريخ والشعب اللبناني
والفلسطيني أيضاً على حدٍ سواء،
يشعر بضغط وثقل وقسوة التدخل
السوري في شأنه الداخلي
ومحاولته إملاء شروطه على كل
تفاهم بين أبناء البلد الواحد،
أو العمل على تمزيق اللحمة
الوطنية بين أبناء الوطن الواحد
والصف الواحد. فالشعب الفلسطيني
ضحية الاحتلال الإسرائيلي،
عانى من ادعاء النظام السوري
أنه رمز المقاومة والمانعة،
فأعطى لنفسه تحت هذه العناوين
الحق في سجن الفلسطينيين
وتعذيبهم وتشتيتهم واستغلالهم
وضرب وحدتهم وجعلهم في مواجهة
بعضهم البعض، ولكن مع الأسف مضى
بعضهم مع هذا المشروع، فتناسوا
تربيتهم وتاريخهم وعقيدتهم
ومعاناتهم وحتى معاناة إخوانهم
في سوريا، واعتبروا أن المتاجرة
بالقضية الفلسطينية التي
يمارسها نظام الأسد، قد تعطيهم
عذراً أو مبرراً.. وانخرطوا في
المشروع رافعين العناوين
والشعارات عينها وهم في صميمهم
يدركون زيفها وعدم مصداقية
أصحابها، وكل من يسير في
ركابها، متجاهلين آلاف
المفقودين والمعوقين والشهداء،
ومعاناة مخيمات لبنان التي
حاصرها حلفاء دمشق في حركة أمل
اللبنانية، على امتداد سنوات
وأذاقوا سكانها مرارة الجوع
والعطش والقهر والحصار والقتل
والتنكيل.. تماماً كما يجري
اليوم في درعا المحاصرة ودوما
وحرستا وحمص وتلكلخ.. وسائر
سوريا.. والشعب
اللبناني الذي ما يزال يعاني
إلى اليوم من تحالف بعض
اللبنانيين مع نظام سوريا، لا
يمكن أن ينسى أن هذا النظام قد
تدخل في الحرب الأهلية
اللبنانية ليزيد من اشتعالها،
ومن ثم ليبرر لنفسه التدخل
لإطفائها بطلب دولي وعربي،
وليتحكم بمصير لبنان
واللبنانيين إلى اليوم، وحتى
بعد خروج جيشه من لبنان الذي لم
يعرف طريق الجولان بعد، (وبالتحديد
منذ عام 1973)، لقد خرج الجيش
السوري وممثلي النظام السوري من
لبنان ولكن أتباعه لم يرحلوا
بعد، أو أنهم لم يستطيعوا العيش
دونه فهم يعملون على إدخال نظام
سوريا في كل تفاصيل الحياة
السياسية والاقتصادية
والاجتماعية اللبنانية،
ويعتبرون ذلك إنجازاً..
وإعلامهم يسخرونه لخدمة نظام
الأسد.. فيبررون له كل ما يرتكبه
من جرائم بحق الشعب السوري، كما
كانوا يبررون في السابق لهذا
النظام ما يرتكبه بحق الشعب
اللبناني، هذا النظام والذي
باسم تحرير فلسطين والوحدة
العربية ومواجهة المشروع
الأميركي في المنطقة سبق له قصف
مدينة طرابلس مرتين كما يقصف
درعا وسواها اليوم، لينجلي غبار
تلك المعارك عن آلاف الشهداء
والجرحى من أبناء المدينة، ومع
ذلك لم تتحرر فلسطين ولم يسقط
المشروع الأميركي ولم يتهاوى،
بل نرى اليوم أن نظام الأسد كان
يفاوض الولايات المتحدة على
البقاء مقابل أن يكون جزءاً من
منظومتها وقد نشرت جريدة
الأخبار اللبنانية مع الإشارة
لأرقام الوثائق ما مفاده: (وقد
ظهرت الإيجابية السورية منذ أن
قابل الأسد أوّل مسؤول أميركي
رفيع المستوى في مرحلة «ربيع»
العلاقات الأميركية
السورية، وهو نائب مساعد
وزيرة الخارجية الأميركي جيفري
فيلتمان. وفي اللقاء الثاني
الذي جمع الأسد ومندوب الكونغرس
ستيفن لينش في 5 نيسان 2009، [09DAMASCUS252]،
حمّل الأسد الإدارة الأميركية
مسؤولية عدم مواكبة الرغبة
السورية في مكافحة مرور
المقاتلين الأجانب إلى العراق
عبر الأراضي السورية، مشيراً
إلى أن المقاتلين (الإسلاميين)
الأجانب نقلوا مقرهم من سوريا
إلى لبنان «حيث تسود الفوضى»،.
وعن التعاون الأميركي الحديث مع
سوريا، تذمّر الأسد من أن هذا
الانفتاح الأميركي لا يزال
مقتصراً على لقاء واحد (مع
فيلتمان) «ونحن بحاجة إلى
المزيد». أما عن «خلايا القاعدة
النائمة في سوريا»، فقد رأى
الأسد أنّ الاستقرار السياسي في
العراق هو العامل الأهمّ في وقف
تدفّق الإرهابيين، أكثر من أي
تشديد للرقابة على الحدود، «ونحن
يمكننا المساعدة في هذه النقطة»). الأسد
يعرض المساعدة على الإدارة
الأميركية ومع ذلك لم نسمع
اعتراضاً واحداً أو تعليقاً أو
حتى إنكاراً واستنكاراً لهذا
العرض السخي من بشار الأسد ممن
يستنكرون على سواه مجرد اللقاء
مع مسؤول أميركي دون تقديم عروض
سخية مماثلة، واللقاء الوحيد مع
مبعوث الإدارة الأميركية
فيلتمان غير كافٍ، في حين إن
إعلام حزب الله المتحالف مع
نظام الأسد، دأب على تسمية
الحكومة التي كان يرأسها الرئيس
السنيورة بحكومة فيلتمان، فهل
أصبح نظام الأسد نظام فيلتمان،
وهل اللقاء مع فيلتمان في سوريا
هو لصالح القضية الفلسطينية
ولتعزيز التعاون بين قوى
الممانعة والمقاومة، وأي لقاء
معه في لبنان هو خيانة وانعدام
للروح الوطنية.. وهذا الحدث
يذكرنا بما جرى منذ أسابيع
قليلة في مدينة صيدا اللبنانية،
حين استدعي بعض الشباب لرشق
موكب السفارة الأميركية
بالحجارة احتجاجا على زيارة قام
بها لبعض المسؤولين الأمنيين في
المدينة، واللافت في الأمر أن
هذا الوفد كان في زيارة للجنوب
حيث يتواجد حزب الله وحركة أمل
بكثافة، ولم يتم التصدي لهم على
الإطلاق في تلك المنطقة، وكأن
المطلوب هو تهيئة أجواء معادية
في مناطق معينة.. وتضيف الوثيقة:
(وكشف الأسد لضيفه الأميركي أن
رئيس الحكومة العراقية نوري
المالكي أبلغه أنّ المقاتلين
الأجانب ينتقلون من العراق إلى
شمال لبنان «لأن الفوضى هي
السائدة في لبنان حالياً (في 2009)،
وهي بيئة خصبة لنموّ الإرهاب»)...
هذا الكلام الخطير هو برسم
حلفاء نظام الأسد في لبنان
وبالتحديد في شمال لبنان، أين
هو الإرهاب الذي يتحدث عنه بشار.؟؟
ومن الذي يرعاه ومن الذي يرسل
الأسلحة إلى الشمال اللبناني،
ومن يصدر البطاقات العسكرية
ويؤمن الدعم المالي واللوجستي
لهذه المجموعات..؟؟ البيئة
الخصبة للإرهاب هي تلك التي
يرعاها من يمنع القوى الأمنية
من ممارسة دورها وتطبيق القانون
حيث يمنع من التطبيق في مربعات
ومجمعات ومناطق معينة تحت اسم
المقاومة والممانعة، وبحجة
مواجهة مشروع الولايات المتحدة
في لبنان والمنطقة..؟؟ هذا
الكلام هو برسم حلفاء نظام
الأسد والمدافعين عنه حيث تتحدث
الوثيقة عن وضع المملوك
والمقداد 3 شروط سورية لأي تعاون
أمني استخباري مع الولايات
المتحدة في مكافحة الإرهاب:( 1
إعطاء القيادة لسوريا في أي
حملة أو جهد إقليمي أمني أو
استخباري نظراً إلى خبرتها
العملية العميقة التي يبلغ
عمرها 30 عاماً في اختراق
الشبكات الإرهابية وتدميرها،
وثروة المعلومات التي تملكها في
هذا المجال. 2 أن يكون الملف
السياسي جزءاً أساسياً من
مكافحة الإرهاب، وأن تسهّل «مظلة
سياسية» للعلاقات الثنائية
الأميركية السورية،
التعاون بشأن مكافحة الإرهاب. 3
بهدف إقناع الشعب السوري بأن
هذا التعاون الاستخباري مع
الولايات المتحدة مفيد له، يجب
حصول تقدم في القضايا المتعلقة
بالعقوبات الأميركية
الاقتصادية على سوريا، بما فيها
إلغاء الحظر على استيراد قطع
غيار الطائرات وطائرة خاصة
للرئيس الأسد. باختصار، وعلى حد
تعبير المقداد، فإن الرئيس
الأسد يريد التعاون في مكافحة
الإرهاب: «عليكم إعطاؤنا قيادة
المعركة، ولا تضعوا سوريا على
لوائح العقوبات الأميركية»). الشعب
السوري عانى من هذا النظام
المتوارث طوال 40 عاماً، واليوم
مشهد الدم الذي يسيل مدراراً في
شوارع دمشق ودرعا وحمص وسائر
مناطق سوريا على يد جلاوزة
النظام لا يبرره سوى الرغبة في
السلطة والتسلط وممارسة القهر
والعنف بحق شعب مسالم اعزل
مظلوم، يتهم اليوم بالسلفية
والارتباط بتنظيم الإخوان
المسلمين لتبرير البطش
والتنكيل به، لأن الحالة
الإسلامية حالة تثير قلق الغرب
وإسرائيل على حدٍ سواء، وما ورد
من اتهام الأسد للإسلاميين أمام
الأميركيين من اتخاذهم شمال
لبنان ملجأً، يعطينا صورةً
واضحة عن استغلال هذا النظام
لبعض المجموعات والميليشيات في
لبنان بتسليحها وإعطائها
الرعاية السياسية والغطاء
الأمني تحت اسم المقاومة
للمساومة عليها حين يحين موعد
قطافها بالتعاون مع
الأميركيين، أو لاستعمالها في
الدفاع عن نظام الأسد في سوريا
سياسياً وإعلامياً في ساعاته
الحرجة كما يجري اليوم، والبعض
يقول أن هناك تورطاً من قبل فريق
لبناني مسلح في العمل على حماية
نظام بشار الأسد من السقوط.. لطالما
كان الشعب السوري نصير قضايا
هذه الأمة وفي طليعة المدافعين
عن همومها ومشاكلها، وأولها
قضية فلسطين، ولكن تواطؤ بعض
القوى الفلسطينية واللبنانية
في الدفاع عن نظام سوريا وتجاهل
ما يرتكبه بحق هذا الشعب الصامد
والأبي، يثير القلق ويطرح
التساؤل حول جدية هذه القوى
فيما تطرحه من شعارات عن
المقاومة والوحدة والتحرير
والحرية، وخيانة بعض
اللبنانيين والفلسطينيين
لطموحات وتطلعات الشعب السوري
لن تثنيه عن متابعة نضاله وسعيه
لتحقيق حريته والخروج من نظام
العائلة الديكتاتورية، إلى
رحاب الديمقراطية وإنجاز
العدالة المفقودة منذ عقود..
فهذه القوى لطالما خانت شعبها
وجمهورها..وأخر ما ترتكبه بحق
الشعب اللبناني هو تأخير تشكيل
حكومة لبنانية وإبقاء لبنان في
حالة فراغ دستوري.. ====================== ========================= فاصل
قصير ونعود بعده لمتابعة أخبار
"الملحمة" عريب
الرنتاوي أخيراً،
أصبح بمقدور رئيس أمريكي أن
يظهر للملأ، وأن يعلن من دون
تردد أو تلعثم، بأن الولايات
المتحدة نجحت في قتل أسامة بن
لادن، الرجل المطارد منذ عقد
ونصف العقد من الزمان، حيث
تعاقب ثلاثة رؤساء أمريكيين على
مطاردة الرجل، وبكل الوسائل
والأسلحة المتاحة، إلى أن حصل
ما كان منتظراً، ووضعت الأجهزة
الأمريكية يدها على جثة الرجل،
الذي كان مطلوبا القبض ميتاً أو
ميتاً فقط، فمن يريد أن يجلب
لنفسه "وجع رأس" دائم من
المحاكمات والتداعيات والسجون
وردات الفعل. ثمة
تفاصيل كثيرة، سنحتاج
لمعرفتها، وربما تمضي أشهر
وسنوات، قبل أن نعرف حقيقة ما
جرى، هذا إن عرفنا الحقيقة
كاملة، عن دور المخابرات
الباكستانية ونظام كابول
وغيرهما من الأطراف ذات الصلة...لكننا
نعرف الآن، أن ابن لادن خرج "فيزيائياً/جسدياً"
من حلبة المواجهة، وهو الذي خرج
منها معنوياً وعملياً، منذ
سنوات...نعرف أن إدارة أوباما
المفتقرة للنجاحات
والانتصارات، ستعمل على تضيخم
العملية وتصويرها كأكبر انتصار
في الحرب على الإرهاب، كما قال
الرئيس الأمريكي نفسه...ونعرف
أيضاً ان المخابرات
الباكستانية، صاحبة اليد
العليا في هذه العملية، ستعمل
على التقليل من أهمية دورها،
وتصويره كدور متواضع، أو حتى
غير موجود، حتى لا تدفع
الباكستان ثمن العملية
الأمريكية وردات فعل القاعدة
وانتقام خلاياها النائمة
واليقظة، فضلاً عن التصرفات غير
المحسوب حسابها، لأصدقاء
القاعدة ونظرائها و"استنساخاتها". أياً
يكن من أمر، فإن وصول يد
المخابرات الأمريكية لزعيم
القاعدة، ونجاحها في تصفيته في
مأمنه، هو نجاح معنوي كبير لها،
وهزيمة معنوية كبيرة للقاعدة
التي فقدت مؤسسها وزعيمها
وأبيها الروحي وقائدها الملهم...ونشدد
على الطابع المعنوي الجوهري،
لنصر واشنطن وهزيمة القاعدة،
على حد سواء...فالأمر الذي لا
يجوز أن يغيب أن أذهاننا، أن
القاعدة ومنذ سنوات عدة، تعمل
واقعياً من دون ابن لادن،
فالرجل منفصل عن تنظيمه وظروف
العمل "تحت الأرض"، تجعل
حضوره كغيابه، من حيث "القيادة
والإدارة والتوجيه والعمليات"
إلى غير ما هنالك. ستكون
هناك محاولات للثأر والانتقام،
وهذا ما دفع واشنطن وأصدقائها،
خصوصا في الباكستان وأفغانستان
والعراق، لرفع درجة اليقظة
والاستنفار...ولكن قدرة القاعدة
على تنفيذ عمليات نوعية ذات أثر
مزلزل كما حصل في الحادي عشر من
سبتبمر، تراجعت كثيراً، ولم
يسجل للقاعدة منذ سنوات أنها
نجحت في تنفيذ عملية نوعية في أي
ساحة من الساحات. ولن
تكون هناك مظاهر تعاطف شعبية
واسعة مع القاعدة وزعيمها
الراحل...فالزمن الذي كانت فيه
القاعدة، تحظى بتعاطف وتأييد
قطاعات شعبية واسعة، ولّى وإلى
الأبد...والقاعدة خسرت تعاطف
المواطنين في المجتمعات
العربية والإسلامية، أولاً،
لأنهم كانوا ضحايا عمليات
العشوائية التي لا تميز بيد
مدني وعسكري، مسلم وغير مسلم،
مذنب وبريء..وثانياً، لأن معظم
الدول العربية تشهد ثورات كرامة
وحرية وديمقراطية وسيادة، تقف
القاعدة فيها على الطرف الآخر
من خندق الجماهير والشعوب...ولم
يعد "نموذج" القاعدة، بما
يمثل ومن يمثل، نموذجاً ملهماً
للناس. لو أن
مصرع ابن لادن جاء قبل سنوات،
لكانت ردات الفعل العربية
والإسلامية مغايرة تماماً...اليوم
سيغادر الرجل هذه الدنيا التي
ملأها صخباً وضجيجاً، من دون أن
يثير أية جلبة أو حراكا...أنصاره
في مصر وتونس واليمن تائهون في
بحور "ساحة التغيير" و"ميدان
التحرير" و"شارع الحبيب
بورقيبة"...وأنصاره في بقية
الدول العربية، تحاصرهم
الهتافات المنادية ب"الشعب
يريد إنهاء الانقسام"...لا أحد
سيغادر مواقع الانتفاضة
والثورة على الفساد
والاستبداد، ليعود إلى "الأقبية
والكهوف المظلمة"...لا أحد ممن
تذوّقوا طعم الحرية والانتصار،
وتلمّسوا "مزايا" النضال
الديمقراطي السلمي، سيعود إلى
امتشاق السيوف والأحزمة
الناسفة. هي
أيام قليلة، ستمطرنا خلالها
الفضائيات بوابل من التصريحات
"الممطوطة" والتحليلات "المتثاقلة"
التي ستتناول الحدث، وبعدها
يصبح أسامة بن لادن، أثراً بعد
عين، وفصلٍ دامٍ آخر من تاريخ
هذه المنطقة...هذه المنطق التي
تدخل حقبة تاريخية جديدة، بطلها
الشارع العربي على اتساعه، الذي
سطّر ملاحم من الشجاعة
والبسالة، لم تعد معها مشاهد
عمليات القاعدة ومؤتمراتها
الصحفية وتسجيلاتها المسربة
للإعلام، أمراً مثيراً
للانطباع والمشاعر. هو
فاصل قصير، سيشغلنا عن متابعة
أخبار ثورات الحرية وانتفاضات
الكرامة، نعود بعده لمتابعة
فصول هذه الملحة التي تُسطّر
الآن في مصراته وعدن ودرعا. ========================= الثورة
السورية وإعلام المقاومة:
انقلاب الصورة! الدكتور
ماهر الجعبري كان
مشهدا لافتا عندما وقفت تلك
المرأة اللبنانية على فضائية
المنار إبان العدوان "الإسرائيلي"
على لبنان صيف 2006م، وهي تخاطب
السيد حسن نصر الله وتطلب قطعة
من عباءته التي تعرّق فيها خلال
تلك الحرب الشرسة، لأن السيد
نصر الله كان قد جسّد في تلك
الحرب رمزية للناس التي ترفض
الكيان المغتصب، وترفض كل من
يقف وراءه من قوى الغرب ومن
الأنظمة العربية، فعبّر السيد
نصر الله عن مشاعر الأمة في
إطلالته. وكانت
أغنية "متى تغضب؟" التي
بثتها فضائية المقاومة، تطرب
آذان الغاضبين من أبناء الأمة
والرافضين لمسيرة التخاذل
والانبطاح العربي أمام التجبر
الأمريكي وأمام تمرد ربيته "إسرائيل".
وكانت المشاعر التي يحركها ذلك
الإعلام تصبّ في خانة شحن الناس
ضد العدوان وضد التخاذل. واليوم،
يلاحظ المتابع أن إعلام "المقاومة"
الذي لا يُغفل أخبار كافة
الثورات، بل ويركّز على ما يحصل
من اضطهاد في البحرين، يقف أخرس
أمام جرائم بشار وعصابته، أو
شاهد زور على تلك الوحشية. فهل
يتحول "خطاب المقاومة" إلى
سياج لحماية الأنظمة المتآمرة
على الأمة ؟ انقلبت
الصورة الإعلامية للمقاومة،
وتمخضت عن إعلام يسعى لتبييض
وجه الإجرام الرسمي السوري،
ونقل تبريراته الهشّة التي لا
يمكن أن تُمرر أمام مشاهد
الدماء الزكية التي تسيل على
أرض الشام الطاهرة، ذات الفضائل
العظيمة. نقول
انقلبت الصورة، حتى لا نقول "انكشفت"،
لأن القناعة بإخلاص من يحمل
السلاح ضد اليهود، من رجالات
يحملون أرواحهم على أكفهم تبقى
قائمة، مهما عمل "الموجّهون"
على تنفيذ برامج التضليل على
أولئك الجنود الذي تربوا على
عقيدة حرب العدو المغتصب. ما كان
الموقف ليستدعي التعليق عليه
لولا بشاعته، لأن من يوجّه
السلاح ضد العدو يمارس أعمالا
بطولية تشربت الأمة مدحَها وحبَ
من يمارسها. لكن ما يبرز اليوم
من مشاهد متناقضة تماما مع تلك
الصورة "الثورية" في إعلام
"المقاومة"، يوجب توجيه
صرخة تنبيه، لعلها توقظ من يجلس
في غرف تحرير الأخبار في إعلام
المقاومة، قبل أن يصحو متأخرًا
بعد تهاوي نظام بشار إلى الأبد. لا شك
أنه موقف فاضح يكشف عن تهافت
منطق التحالف مع ما تسمّى دول
الممانعة، لأنها ليست سوى نسخة
أخرى من دول الانبطاح العربي،
وحالها كحال بائعة الهوى
المتسترة! فلا فرق بين الدول
العربية التي تتعرى على
الفضائيات أمام عنهجية الكيان
الغاصب وهي تخطب وده، وبين تلك
التي تقول له أكرهك أمام
الشاشات، بينما تبعث له العرّاب
التركي ليخطب وده كلما سنحت
الفرصة. بل لقد
كشفت الثورة السورية بشاعة وجه
الدولة "الممانعة": وهي
تحرك دباباتها في الطريق المؤدي
للجولان، ولكن من أجل حصار درعا
وقتل أهلها، لا من أجل فتح جبهة
الجولان التي ظلّت ساكنة سكون
القبور طيلة عقود "الممانعة"
الطويلة، فأي بشاعة لمثل هذه
الدولة التي انتسبت للممانعة
زورا وبهتانا! وأي صمت أكثر مقتا
من صمت من يدّعي المقاومة ولا
يستفزه ذلك الهجوم الوحشي على
أهله في سوريا ! وقد
كشفت تصريحات العدو الغاصب عن
قلق من انهيار دولة "الممانعة"،
فكيف تلتقي مصالح دولة الاحتلال
مع مصالح من يقاوم ذلك الاحتلال
على حماية النظام السوري؟ هي
عقدة ليس لها حل إلا من خلال
التستّر خلف الشعارات والتضليل
الإعلامي الذي هو العنوان
الأبرز في كافة التغطيات
الإعلامية لثورات الأمة. ولم
يقف الحد عند تخاذل إعلام
المقاومة عن نصرة ثورة الأمة في
سوريا، بل سبقته بعض فصائل
المقاومة عندما اعتبرت ما يجري
في الشام شأنا داخليا (مع أن
فلسطين جزءا من الشام!)، فوفرت
الغطاء لمواقع الإعلام التي
تسبّح بحمد تلك الفصائل وتتغنى
بتاريخها النضالي، لكي تحذف كل
خبر يصب في تجييش الناس ضد نظام
بشار وزمرته، بل وكان قادة من
المقاومة قد كالوا المدح لنظام
بشار على أنه أمين على قضية
فلسطين، فكيف يُؤتمن على القضية
من لا يؤتمن على شعبه ؟ ليس
ثمة من يدّعي أن خلع الاحتلال من
"كامل" تراب فلسطين يمكن أن
يتم بدون جيوش الأمة تجتاح كيان
الاحتلال فلا تبقي منه ولا تذر ؟
ولذلك فإن الذي لا يهمّه شأن
تحرير تلك الجيوش من قبضة
الحكام، لا يمكن أن يدّعي أنه
يريد تحرير كامل فلسطين. كيف
لفضائية "المقاومة الإسلامية
الفلسطينية" أن لا تتابع
باهتمام ما يجري في سوريا وأن لا
تقف مع الثورة السورية ؟ وذلك هو
الحدث الأهم الذي يصب في خدمة
قضية فلسطين، بل هو الطريق
الأقصر نحو تحرير فلسطين، كل
فلسطين، عندما يسقط النظام الذي
وقف حارسا طيلة تلك العقود لذلك
الكيان الغاصب، وظلّ يحتفظ بحق
الرد وهو يتلقى الضربات
والإهانات. وكيف
للمنظرين للمقاومة والمنافحين
عن بطولاتها "التاريخية"
أن لا تستفزّهم البطولات
اليومية للثائرين ضد نظام البعث
الهالك، وهم يصدعون بشعارهم
العقدي "على الجنة رايحين ...
شهداء بالملايين" ؟ أم أن
أبواب الجنّة لا تفتح إلا لمن
حمل سلاح المقاومة ! وأن أعظم
الجهاد هو ما كان سلاحه بتمويل
من دول الممانعة ! هي
تناقضات تكشفها الأحداث
اليومية لهذا الثورات التي صار
صوت الناس فيها أقوى من أصوات
الحكام وأبواقهم، وصار عطر
الدماء النديّة فيها ينافس عطر
الشهداء الذين سقطوا وهم يوجعون
العدو المغتصب، من أجل أن
يحركّوا الأمة. اليوم تحركت
الأمة، فلماذا لا تتجاوب معها
المقاومة ؟ وفي
هذا المقام، لا بد من وقفة
سياسية حول مفهوم المقاومة، فإن
كانت كما يريدها المنظرون
والأكاديميّون ورقةَ ضغط على
طاولة المفاوضات، ومقدمةً
للحراك الدبلوماسي لاستجداء
دويلة على حدود 67، فلا حاجة
للأمة بها، لأن الأمة ترفض
المفاوضات وكل طريق يؤدي إليها،
حتى ولو كان يدغدغ مشاعرها،
ويطرب آذانها، أما إن كانت من
الجهاد الذي يهدف إلى تحريك
الأمة، وإرجاع القضية لحضن
الأمة فنعمّا هي. وإذا
لم يقف إعلام المقاومة وقفة حق
مع الثائرين في سوريا، فعليه أن
يتوقف -على أقل تقدير- عن ترديد
منطق "المنّ"، بأنه يحمل
السلاح، ويجب أن يصمت أولئك
المختبئين في أكفان الشهداء،
والذي يدهنون وجهوهم بدماء
الشهداء ليحتكروا حق الحديث حول
قضية فلسطين، وليمنعوا حق
الحديث حول شؤون الأمة عن كل
مسلم مخلص. ============================== إبراهيم
يوسف يكاد
أحد لا يصدق البتة، أن مدينة
كدرعا الأبية، باتت تحت الحصار،
منذ ما يقارب الأسبوع، وهو حصار
لايشبه حصار ستالينغراد1942 ، ولا
حصار غزة 2008، لأن المحاصر بكسر
الصاد في الأولى كان ألمانياً،
أثناء الحرب العالمية الثانية،
وأنه في الثانية كان
إسرائيلياً، بينما الحصار الذي
يتم الآن هو حصار من نوع مختلف،
إنه حصار يفترض أن يكون وطنياً. لا
أعرف كيف أن جنرالات الحصار
الوطني، يستطيعون أن يقنعوا
أبناءهم، وزوجاتهم بأن ما
يقومون به منذ بضعة أيام، بل منذ
أسابيع هو حرب مقدسة، شريفة،
وأن القاتل والمقتول فيهما ليسا
من وطن واحد، كما تفترض الوطنية
في أنموذجها الحق، ما
يدفع بمسوغي هذه الحرب الشعواء
المسعورة، والمجنونة،
واللئيمة، إلى أن يتنمروا على
مواطن أعزل، لا يرفع في وجههم
إلا أغصان الزيتون، والورد، وهو
يواصل احتجاجه: " سلمية..
سلمية..." ضد أي ضرب من
التفريق، والتصنيف، اللذين
ليسا من ألف باء روح مواطننا،
الذي ظل طويلاً يوقن- وهي
الحقيقة- أن كل أبناء هذا الوطن
هم أفراد أسرة واحدة، لولا أن
الأجندات السياسية الطارئة على
ثقافته، لا تزال مصرة على فعلها
التضليلي، من دون أن يكون لهذا
الخطاب أي مستقبل في هذا البلد،
وإن كانت الضريبة قد دفعت غالية
من قبل بعض مواطنينا الكرد،
نتيجة مؤامرات لا تزال تحاك منذ
عقود، إلا أنه وفي كل المحطات
أكد أنه - بالرغم من مطالبه
الخاصة- وطني من الطراز الأول،
وها بات الاستفراد الآن بأهلنا
في درعا العز، ليتم" تأديب
سوريا كاملة بهم، في عرف
الجناة، الذين لا يفتؤون حصارها
بكل شراسة، معتقدين أنهم بذلك
يرفعون من أسهم بسالتهم، من دون
أن يعرفوا بأنهم بكل رصاصة تطلق
على صدر وجمجمة مواطن بريء إنما
يطلقونها على وطنهم ، ليتقهقر
في مواجهة أعدائه، وإن كانوا
يفعلون ذلك تحت يافطات أخرى
تزعم الوطنية وهي ليست في
المحصلة إلا دفاع عن حفنة مكاسب
ينالونها على حساب إفقار أبناء
وطننا جميعاً. إن
الأنباء الواردة حول درعا تؤكد
أن تنكيلاً بعيداً عن الأخلاق،
والقيم، بل بعيداً عن الوطنية
يتمّ في هذه المدينة الصامدة،
بحق بنيها الأبرار، حيث لا تزال
الجثث على قارعات الطرق، ملقاة،
تفوح منها الروائح، بل إن هذه
المدينة لما تزل تعيش مفردات
الحصار الفعلي، الأرعن، الحصار
الذي لا علاقة له بالوطنية، من
قطع للماء والكهرباء
والاتصالات والوقود والأدوية،
بل والأغذية، والهواء.... أجل
والهواء..... ، في ظل دخان
الدبابات والأسلحة الرشاشة،
وهو ذروة العار....أو حضيضه،
ناهيك عن مداهمات البيوت، من
قبل الملثمين، والاستمرار في
إطلاق النار على الأبرياء،
واعتقال المزيد من بنيها بغرض
بثّ الرعب في هذه المدينة
الوادعة التي هي أنموذج للوطنية
والبسالة والكرامة والإنسانية،
وهي تأبى وجود أي ضرب من
الإرهابيين فيها- وتباً لهم إن
وجدوا في أي مكان- وإن أمثال
هؤلاء لا ينتمون إليها البتة،
بل أن وجودهم افتراضي، لا ترجمة
له على أرض الواقع، وهو ما يدفع
إلى المطالبة بفكّ الحصار عن
هذه المدينة، حالاً، والاعتذار
عن أية نقطة دم سيلت فيها،
ومحاكمة الجناة أية كانت
مواقعهم، وإن كل ما تم فيها من
قتل سواء للمدنيين أو للمجندين
المساقين عنوة إلى حرب أهلية
معلنة من طرف واحد، معني بحماية
المواطن لا قتله، إن كل ذلك هو
مسؤولية النظام ومن كان وراء
الإيعاز إلى الدبابات والجيش
لغزو المدينة، وإن ما يتم
الحصول عليه من وثائق عبر أجهزة
تصوير بدائية إنما تمثل الحقيقة
التي تجري هناك، وإن كان مزور
الإعلام كما هو معروف به منذ
عقود، سوف يرمي بسوءته على
الآخر، كمن يرمي قمامته الشخصية
على إزار جاره النظيف، فلا أحد
من بلدنا يرغب البتة في أن يكون
هناك تدخل أجنبي في شؤوننا، ولا
يوجد من بين شعارات الشباب
السوري من قامشلي وحتى درعا من
يطرح شعاراً غير وطني، بل إن من
يوجه الدبابة لتدمير بلده، يسعى
لتحقيق شعار " علي وعلى سواي"
المهزوم، والمأزوم، متصرفاً
بجاهلية لم تعد تليق بروح
العصر، في هذا العالم، الذي غدا-بحق-
قرية واحدة، فإن رضى من يتوجه
إلى صدره الرصاص هو من يمنحه
الشرعية في أن يكون
قائداًشرعياً في أي موقع. ولقد
خطر ببالي، لو أن أخوة لنا في
بلد آخر، غير سوريا، قد تعرضوا
لما تعرض له أهلنا في درعا، لكان
إعلام النظام يروح لتكذيب بدعة
وجود "سلفيين إرهابيين"
ولطالب بإيصال المؤن والغذاء
والأدوية إليهم، ولتبارى ممن
يسمون ببرلمانيينا لركوب
البواخر لإيصال الأدوية
والمساعدات إليهم، ولئلا أظلم
"البرلماني" وحده، فإن ما
أقوله عنه لينسحب على ممثل
الحزب الجبهوي، في موقعه
الرفيع، وهو يفكر بتعزيز مكانته
في ما بعد درعا، وهو ما ينسحب
على الوزير، وكل ساكت عن
الجريمة النكراء في درعا، بل
وأي جريمة إطلاق رصاص على مواطن...
هو أشرف من قاتله ولا وجه
للمقارنة بينهما البتة. إن
حصار درعا - بهذا الشكل- لطخة عار
على جبين كل سوري، ومن هنا، فإن
على كل إنسان سوري شريف أن يرفع
صوته ، عالياً، ليجاهر بالحقيقة-
ولا أقصد جوقة المنتفعين
والببغاوات المأجورين- من أجل
إيقاف حمام الدم في بلدنا، بل من
أجل ألا يتمادى- القتلة- في
غيهم، لأن أنموذج القاتل، من
هذا النوع هو مستعد أن يضحي
بثلاثة وعشرين مليون سوري، كي
يبقى هو..... هو وحده...،
متخلصاً،في حربه الظالمة على
أهله،من الأسلحة الكاسدة التي
لم نستخدمها منذ ثلاثة عقود في
أقل تقدير وحتى الآن....... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |