ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الله
أكبر يا سورية..لقد انتصرت في
يوم الفصل واستعدت كرامتنا في
جمعة الحرائر نوال
السباعي يادرعا
حنا معاك للموت ..يادرعا الله
أكبر ياسورية ..الله أكبر
ياسورية … الله اكبر منهم ومن
دباباتهم ومن شبيحتهم ومن قهرهم
وأذاهم وبطشهم..الله اكبر
ياسورية من إعلامهم وأبواقهم
وكلابهم النابحة على أبواب جهنم
… الله
أكبر ياسورية من كذبهم ونفاقهم
ودجلهم وخديعتهم وخيانتهم
وتآمرهم ومراآتهم … الله أكبر
ياسورية من الموت والجراح
والآلام والعذابات والمعتقلات
والفرم والإرهاب والتخويف
والترويع والزلزلة… الله
أكبر ياسورية من كل كبير ومن كل
حاقد ومن كل قوي ومن كل غبي ومن
كل أحمق ومن كل مغتر ومن كل وجل
لائذ بحماه ومن كل سخيف مرتجف
مختف في بيته أو مجعجع مبعبع
بالباطل والنفاق ، الله
أكبر ياسورية الله أكبر ياسورية
…معهم أمريكا وأوربة وإيران
وتركيا والأنظمة العربية التي
منها من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
، ومعك الضعفاء والمسحوقين
واالمظلومين والمُستبد بهم ، معهم
الأسلحة والرصاص والأقدام التي
تدوس الأسود ، ومعك الذكر
والدعاء ووحدتك الوطنية وثورتك
السلمية ووعيٌ جبار يهز العروش
والقلوب ، والرؤوس التي وإن
ديست تبقى رؤوس الأسود الكرام
الاعزة الميامين . الله
أكبر ياسورية معهم الجميع كانوا
متواطئين …ومعك الله وكفى
بالله وكيلا ..وكفى بالله نصيرا
الله أكبر أيها الشعب السوري
العظيم . .الله
أكبر ياشباب سورية وياشاباتها ،
يارجالها ونسائها ، يااطفالها
وجداتها ، الله أكبر أيها
السوريون الكرام … الله
أكبر يااكراد سورية ..ياأحفاد
صلاح الدين …أيها الاعزة
الشامخون ، أيها الوطنيون
الصادقون ، أيها الكرام
المجاهدون الله
اكبر يادرعا وياأبناء درعا
وياجراح درعا وياشهداء درعا
ويامعتقلي درعا الله
أكبر يادرعا …ياأمهات الشهداء
، وياآباء المعتقلين ، وأيها
الرجال الذين زلزلزتم فاضطروكم
للرجوع عن قراراتكم أمام
تلفزيونات العالم التي لايوجد
فيها من يصدق انكم عدتم عن
قراراتكم الحرة إلا وأنتم بين
فكي الذئاب العاوية تلحس دماءكم
ودماء أولادكم وحرائركم الله
اكبر ياحمص …يالاذقية …يابانياس
…يادمشق ..ياحماة …ياحلب الله
أكبر ياسوريوا المنفى …أيها
المغتربون …على البعد تتلوون
على نيران الأسى والشوق إلى
لقاء إخوانكم في ساحات الشرف الله
أكبر ياسورية إنه يوم الفصل
الذي استسلم فيه النظام القذر
لمحاصرة العزل من أبناء شعبه
إنه اليوم الذي سيمر إلى
التاريخ على انه اليوم الذي
انتصر فيه شعب سورية الأعزل على
عصابة الطغيان من السراق
والقتلة الوالغين في دماء سورية إنه
اليوم الذي لارجعة بعده…اليوم
الذي تحررت فيه سورية من الذل
وبقي أن نتحرر ونعود الى الحياة
الكريمة في ظل الحق والقانون
وحقوق المواطن الإنسان الله
أكبر ياسورية الآن أستطيع ان
أقول : سورية ياحبيبتي …أعدت لي
كرامتي ..أعدت لي حريتي سورية …ياشعب
الأحرار على طريق تونس ومصر
واليمن وليبيا الله أكبر والنصر
للإنسان والنصر للحق ومهما
انتفش الباطل وتسلح بالبطش
النصر للمستقبل والنصر لصوت
الشعب سيد الوطن الوحيد الشعب …سيد
الوطن ولاسادة للوطن إلى الأبد
إلا الشعوب الحرة الكريمة ==================== إلى
الثوار الأحرار عشية جمعة حرائر
سورية الثورة
مستمرة ومنتصرة رغم تحالف
الاستبداد المحلي والهيمنة
الدولية نبيل
شبيب يا أهل
سورية.. ليس لكم والله إلا الله..
وهو معكم وأنتم شهداء، ومعكم
وأنتم جرحى، ومعكم وأنتم على
ضحاياكم تتألمون، ومن المجرمين
بحقكم وحق أهلكم ودياركم تشكون..
ومن كان الله معه كان نصره محتما. يا أهل
سورية.. لا تنتصر ثورة شعب سورية
بخروج ساسة عرب عن صمتهم، ولا
تخلّي ساسة دوليين عن تآمرهم،
ولا باستماع منظمات دولية
لشكاواكم.. إنّما تنتصر هذه
الثورة الأبية بإبائكم،
وصمودكم، وتضحياتكم، وتصميمكم
على النصر.. رغم قوى الظلم داخل
الحدود وخارجها. الرابطة
الوثيقة.. بين الاستبداد
والصهيوينة توقف
كثيرون عند كلمات أحد أركان
النظام الاستبدادي الفاسد
لصحيفة نيويورك تايمس
الأمريكية، وهو يتحدث علنا عمّا
هو معروف، أنّ "استقرار"
الكيان الغاصب بفلسطين مرتبط
باستقرار الكيان الاستبدادي
الفاسد في سورية، دولة الممانعة
والمقاومة!.. وليس
التوقف عند هذا الكلام.. الواضح
الصريح، نتيجة جهل بحقائق
الأمور، إنّما هو نتيجة وصول
المسؤولين عن الاستبداد الفاسد
إلى مرحلة الاضطرار للتصريح
العلني به –في عرين الهيمنة
الصهيوأمريكية- ليقول بعبارة
أخرى ينطق بها مضمون عبارته: دعونا
نقتل.. ونعتقل.. ونعذب.. ونستخدم
الدبابات والمدفعية والرشاشات..
ونملأ السجون والمعتقلات
وأقبية المخابرات.. دعونا نمنع
شعب سورية من الوصول بإرادته
إلى ممارسة سياسات بلده بنفسه،
داخليا وخارجيا، وإلا فلن ينعم
ربيبكم الصهيوني في فلسطين
بالاستقرار، لن تبقى جبهة
الجولان محنطة في ثلاجة
الاستبداد والفساد أكثر من 40
سنة.. لن تبقى المقاومة محظورة
في الأرض التي ولد فيها القسام
وإخوانه واستشهدوا في أرض
فلسطين.. لن تبقى الممانعة مجرّد
شعار يغطّي على المساومات
والصفقات بعيدا عن أعين "محاسبة
الشعب للحاكم".. لن تبقى
الدولة مجرّد غنيمة يتقاسمها
أفراد عائلة تحكم وأتباع يخدمون..
لن تبقى طاقات شعب سورية تحت
معول الهدم في أيدي من يصنعون
الفقر والتخلف والعجز.. دعونا
نحكم سورية استبدادا وفسادا..
لتضمنوا استمرار استقرار
ربيبتكم الصهيونية في أرضنا!.. تصريحات
مدروسة.. للممانعين المقاومين! ما كان
الزعماء السياسيون في الغرب في
حاجة إلى من يشرح لهم بصريح
العبارة ما يعرفونه، وما
تعاملوا معه، على مدى أربعة
عقود متتالية وزيادة. لهذا
تستمرّ الضغوط الكلامية
العلنية فقط، من جانب
الأمريكيين والأوروبيين، فهم
يعلمون علم اليقين، أنّ كل كلمة
"عدائية" تصدر عنهم، وإن
كانت دون مفعول على أرض الواقع
تؤمّن ذريعة إضافية ليقول
النظام الاستبدادي الفاسد:
أرأيتم؟.. إن الغرب يعادينا..
ويتآمر علينا، ولتنطلق أكاذيب
جوقته المتدربة منذ سنين وسنين
على معزوفة "الممانعة
والمقاومة"، ولتصل مواقف بعض
المخلصين إلى حيث يراد لها أن
تصل دفاعا "ساذجا" –كيلا
نقول أحمقا أو متواطئا- عن
الاستبداد.. "راضين" بسيل
الدماء من أجل استمرار
الاستبداد والفساد. لقد كان
أعضاء المجلس النيابي الأوروبي
على قدر كبير من "الصراحة"
وهم يقولون لمفوضة الشؤون
الخارجية الأوروبية آشتون وراء
منبرهم النيابي: "هذه إجراءات
مضحكة سخيفة" لا تقدّم ولا
تؤخّر.. وكان
النواب الأمريكيون على قدر
مماثل من الصراحة وهم يقارنون
بين تعامل رئيسهم مع ثورة شعب
سورية وتعامله مع ثورة شعب
ليبيا، هنا بالتواطؤ لاستبقاء
النظام الاستبدادي الفاسد،
وهناك بالتواطؤ ولكن في محاولة
سرقة ثورة الشعب على النظام
الاستبدادي الفاسد. ولا
حاجة لقول شيء بصدد "الساسة
العرب" وحكوماتهم وجامعتهم،
فهم لا يقولون شيئا يمكن أن يوضع
في الميزان، إنّما يوضع في
الميزان "صمتهم" وهم يرون
ما يصنع الإجرام.. بشعب سورية
الثائر، يوضع في ميزان الشعوب
اليوم، ويوضع في موازين أعمالهم
يوم القيامة. التدخل
الدولي ضدّ تحرّر شعب سورية يا أهل
سورية الأبية وصانعي ثورتها
الأبية.. اعلموا أنّ القوى
الخارجية جميعا –بما فيها
تركيا السبّاقة في مضمون مواقف
رئيس وزرائها.. وإيران التي لا
يستحيي حكامها عن دعم باطل
حلفائها- ستهرع إلى سورية
الثورة بعد انتصار الثورة،
وتتسابق على كسب ودّ شعبها،
فثورتكم هي التي تصنع المواقف
إقليميا ودوليا.. وليس العكس. يا أهل
سورية الأبية وصانعي ثورتها
الأبية.. إنّ أقصى ما تريده قوى
الهيمنة الدولية هو استغلال
ثورة شعبها من أجل الضغط على "دولة
المساومة" لتكون "دولة
انبطاح" كامل.. ولا يمكن أن
يتحقق ذلك إلا باستبقاء نظامها
الاستبدادي الفاسد، ويستحيل
تحقيق ذلك عن طريق أي نظام بديل،
ينطلق من إرادة الشعب، ويعبّئ
قوى الشعب، ويستعيد لسورية
دورها الإقليمي والدولي،
وعزتها التاريخية والمستقبلية،
وقوتها الشعبية الذاتية،
وتلاقيها مع إرادة الشعوب
الثائرة على امتداد المنطقة
العربية.. وإذا
وقع أي تدخل سياسي دولي فعال فهو
التدخل في اللحظة التي تصل ثورة
الشعب فيها إلى آخر مراحل طريق
الانتصار رغم فجور الاستبداد
الفاسد، وليس قبل تلك اللحظة،
ومن أجل الحيلولة دون أن يكون
انتصارا كاملا على الاستبداد
والفساد.. وعلى المساومة والعجز..
وعلى "ربط استقرار العدو..
باستقرار المستبد".. وليس
لهدف آخر.. يا أهل
سورية الأبرار وصانعي ثورتها
بضحاياكم الأبرار.. لن ينزل
أحد معكم في ساحات التغيير
والتحرير.. ولن
يتحرك أحد معكم على طريق
الشهداء والجرحى.. ولن
يواجه أحد معكم الدبابات
والرشاشات وإجرام المجرمين.. ولن
يقدّم أحد لكم يد العون الصادق
الحقيقي الفعال.. ليس لكم
والله إلا الله.. يجتبي منكم
الشهداء فيفوزون بجنة عرضها
السموات والأرض، وينصر الأحرار
فيتحقق على أيديهم هم ما تصبو
إليه سورية شعبا وتاريخا وحاضرا
ومستقبلا. هو الذي
يسخّر لكم ألسنة هؤلاء من
المستبدين والفاسدين وأعوانهم
الصغار، فيبيّن لكم الطريق،
ويشدّ أزركم بمزيد من الثائرين
في مدن سورية وقراها، وفي
شوارعها وأحيائها، وفي
جامعاتها ومصانعها.. أما
رصدتم ما صنعت الخطبة الأولى
لرأس النظام عندما تحوّلت
مظاهرات محافظة درعا إلى
مظاهرات سائر المجافظات؟.. أما
رصدتم ما صنعت ادّعاءات الإصلاح
الترقيعي المزيّف عندما تحوّلت
احتجاجات أيام الجمعة إلى ثورة
شاملة على مدى أيام الأسبوع؟.. أما
رصدتم كيف تحوّل جميع الاتهامات
لثورتكم إلى فضائح لنظامهم
وإعلامهم، وجميع أساليب
الإرهاب الإجرامي لأطفالكم
ونسائكم وشيوخكم وجميع أحراركم
إلى وقود يحرّك جرأة متصاعدة
لدى بعض من لم يكن يتحرّك إلا
على حذر، وكلّما زجّوا بالأحرار
في المعتقلات، تضاعف عدد الثوار
في الشوارع والساحات وعدد
المدافعين عن شعب سورية وأرض
سورية عبر الأثير من داخل سورية
وفي عواصم العالم خارج الحدود؟..
الأحرار
مع ثورة شعب سورية لئن قال
أحد أركان الاستبداد الفاسد "للأصدقاء"
عبر نيويورك تايمس ما قال
مستثيرا تواطؤهم، فإن أصوات
الأحرار لا تنقطع في كل مكان من
الأرض.. تأييدا للثورة والثوار،
ولم يعد يمكن حصرها: يقول
المتوكل طه على سبيل المثال: (إن
الدبابات والمدفعيات والراجمات
والقاتلات التي دهمت درعا وحمص..
أولى لها أن تكون في مكان آخر،
وأولى لنا أن نراها تدكّ
المستوطنات، وليس حمص التي
تتهيّأ لتكون حماة الثانية أو
الثالثة أو الألف).. ويقول
ياسر سعد على سبيل المثال: (كل ما
يصدر عن النظام من سلوكيات
إجرامية ومجازر ومحاصرة للمدن
وتناقضات ومواقف سياسية
وتصريحات إعلامية تدفع
بالمتحجين إلى مزيد من الإصرار
لتحرير سوريا من هذا الوباء
القاتل والطاعون المميت والذي
أهلك الحرث والنسل).. ومن قلب
دمشق تقول الداعية الكريمة حنان
لحام: (لقد
بذل الأحرار دماءهم حتى تتحرر
دمشق من الاستعمار.. وإن
أبناءها يستحقون حياة أفضل
مليئة بالكرامة والضمانات
الاجتماعية.. ألا
تريدون أن يستمتع أولادكم في
المستقبل بحياة كريمة بعيدة عن
الذل و الإقصاء؟!..) بلى
والله.. ستنتصر الثورة.. وسيعيش
أولاد الشعب الثائر وأحفاده
حياة عزيزة كريمة، يستمعون إلى
الأجداد وهم يتحدّثون لهم عمّا
كان في سورية.. في جمعة الغضب..
وجمعة التحدي.. وجمعة حرائر
سورية .. حتى تحقق النصر في جمعة
النصر بإذن الله. ========================== ارتباك
النظام السوري ينعكس سلباً على
الإعلام اللبناني المرتبط
بهذا النظام.. حسان
القطب مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات عندما
انطلقت الثورة أو الانتفاضة
السورية في بلاد الخلافة
الأموية (دمشق)، كانت الشعارات
الأولى التي أطلقها المتظاهرون
لا تتجاوز المطالبة بتحقيق
المزيد من الحريات، وتطبيق فصل
القضاء عن سلطة الحزب والأجهزة
الأمنية والسماح بتعدد
الأحزاب، والخروج من دائرة سلطة
الحزب الواحد، وإجراء انتخابات
تشريعية حرة ونزيهة تتيح
للمواطن السوري الحق في اختيار
مرشحيه وممثليه لمجلس الشعب أو
البرلمان بكل حرية وشفافية،
فكان الرد باستعمال العنف
المفرط من قبل أجهزة النظام
وأتباعه وميليشياته وعلى
الطريقة الإيرانية، التي
شاهدناها خلال قمع انتفاضات
طهران وسائر المدن الإيرانية
عقب انتخاب احمدي نجاد واتهامات
التزوير التي أطلقت بحق فريقه
وحكومته.. ومع تطور الحركة
الشعبية في سوريا ومع تزايد
لجوء النظام الحاكم إلى استعمال
أساليب البطش والقوة، ومع تفاقم
سقوط المزيد من الشهداء والجرحى
في مختلف المدن والقرى السورية،
ارتفعت وتيرة المطالب الشعبية
لتنادي النظام بكف سلطة الأجهزة
الأمنية ورفع حالة الطوارئ، ومع
تجاهل النظام الحاكم لكل هذه
المطالب المشروعة والمحقة، رغم
تجاوبه المتأخر على بعضها ولكن
بإطار شكلي وغير جدي، بدأت
ترتفع أصوات الجماهير السورية
للمطالبة بإسقاط النظام
وتغييره، وبدأت الدول الغربية
والعربية في التجاوب مع أصوات
وصرخات الأمهات والأيتام، ومع
نداءات المعتقلين والمضطهدين
من أبناء الشعب السوري في
زنازين ومعتقلات هذا النظام..ولم
يعد بالإمكان تجاهل عمليات
القتل الجماعي والظلم الواسع
والاضطهاد المبرمج لشعب برمته
على أيدي نظام يستند في سلطته
لقوة ميليشياته وأجهزته
الأمنية وبعض قوته العسكرية..
وبعد أن كانت الدول المجاورة
وغير المجاورة توجه للنظام
السوري نداءات التجاوب مع
المطالب الشعبية، ومع رغبة شعبه
في الحرية والتغيير، أصبحت توجه
له أصابع الاتهام، وتطلق في وجه
صرخات الاستنكار والإدانة، ولم
يبق لهذا النظام من مؤيدين في
العالم سوى إسرائيل لثقتها في
أن هذا النظام لا يرغب جدياً في
القتال، ودولة إيران حرصاً منها
على خدمة مشروعها في لبنان
والمنطقة وبعض القوى اللبنانية
المستفيدة من تدخل هذا النظام
في الشأن اللبناني باستمرار
لتعزيز حضورها السياسي والأمني
على الساحة اللبنانية.. لذا من
باب رد الجميل وحرصاً على
مصالحهم المشتركة، يسعى حلفاء
النظام السوري في لبنان، إلى
دعم سلطة هذا النظام عبر اتهام
بعض القوى اللبنانية بالتحريض
على الانقلاب وضرب النظام في
سوريا بهدف تقويضه وإسقاطه، أو
من خلال التركيز على دور نظام
سوريا الإيجابي في دعم حزب الله
وحركة أمل وبعض التنظيمات
اللبنانية خلال السنوات
والعقود الماضية تحت عنوان
وشعار دعم المقاومة وتعزيز دور
محور دول وقوى الممانعة
والمقاومة، بهدف در العطف
وتجاهل ممارساته.. ولا يترك هذا
الفريق مناسبة إلا وينبري احدهم
للإشارة إلى دور النظام السوري
في تعزيز هذا المحور وأتباعه
للدفاع عنه، واتهام فريق لبناني
بالتحريض على سوريا واتهامه
بشتى الاتهامات، حتى وصل الأمر
بمخيلة البعض منهم إلى اعتبار
عمليات البناء غير الشرعي التي
انتشرت في لبنان بغطاء سياسي
وأمني من قبل هذا الفريق،
محاولة لزرع الفوضى من قبل قوى
الرابع عشر من آذار/مارس لضرب
النظام السوري ونشر الفوضى في
ربوع بلاد الشام بلاد الخلافة
الأموية.. ويعتبر أيضاً أن عدم
تشكيل الحكومة اللبنانية حتى
الآن هو محاولة لضرب استقرار
نظام سوريا، رغم أن فريقه هو
المسؤول عن التكليف والتأليف
والتشكيل، اللهم إلا إذا كان
يتهم نفسه بمحاولة ضرب استقرار
سوريا ونظامها، وفي هذا السياق
يقول خطيب ونائب حزب الله نواف
الموسوي: (أن «من يثير الفوضى
اليوم في لبنان هو معني بإثارة
الفوضى في سوريا»، مشدداً على
وجوب قيام حكومة تأخذ على
عاتقها وقف الفوضى في لبنان»،
معتبراً أن «إعاقة تشكيل
الحكومة هي إسهام مباشر في
العملية المبرمجة لإثارة
الفوضى، ولفت الموسوي الانتباه
إلى أن «ما يجري في سوريا هو
إرهاصات لمعاودة مفاوضات يفرض
فيها على سوريا الاستسلام، بعد
أن يجري إما إخضاعها أو شل
قدرتها، تمهيدا لتفتيت المنطقة
وتقسيمها إلى كيانات طائفية
ومذهبية وعرقية»). كيف يمكن
القول أن المطالبة بالحرية
والعدالة والديمقراطية تؤدي
لتفتيت الوطن إلى كيانات عرقية
ومذهبية، وإذا كان هذا صحيحاً
في سوريا، فلماذا لا يكون
صحيحاً في البحرين حيث يقود حزب
الله حملة شعواء ضد النظام
البحريني، متهماً إياه بكل ما
يتجاهله في سوريا، وبالتقاعس عن
تحقيق تطلعات فريق من الشعب
البحريني، في حين يحذر من تحقيق
وتطبيق والتجاوب مع طلبات
وطموحات معظم الشعب السوري..؟؟ الواقع
السوري المتردي وعجز النظام في
سوريا عن استيعاب الحالة
الجماهيرية المتصاعدة
والمتفاقمة والرافضة لسلطته،
قد أربكت حلفاء سوريا في لبنان،
فأخذوا يطلقون الاتهامات يمنة ً
ويسرة.. وتدرج بهم الاتهام
بالتدخل في الشأن السوري، من
تيار المستقبل العلماني، إلى
القوى السلفية الدينية، إلى بعض
تجار الأسلحة ومجموعات التهريب
المحلية في لبنان وسوريا، وبدا
هؤلاء كمن يدور في حلقة مفرغة
سعياً للهروب من حقيقة الأزمة،
بدلاً من معالجة أسبابها
الحقيقة، وانعكس الارتباك
والتناقض الذي بدا واضحاً في
كلمة نواف الموسوي التي ذكرنا،
على وسائل الإعلام اللبنانية
المؤيدة لنظام سوريا، حيث ذكر
إبراهيم الأمين حليف سوريا في
لبنان في مقالته بتاريخ 9/5/2011،: (أن
سبعة أسابيع من التحركات
الشعبية عكست مرةً جديدة الغياب
الواضح لمعارضة منظّمة، وأظهرت
قسماً كبيراً من الانتهازيين،
من داخل سوريا وخارجها، يقبض
بعضهم الأموال من الأميركيين
والأوروبيين، ويضم جيش هؤلاء
ليبراليين، وإسلاميين،
ويساريين ومستقلين، لكن معظم
المقيمين منهم في الخارج
يطالبون الغرب اليوم بالعمل بكل
الطرق لإسقاط النظام في سوريا،
وهؤلاء هم أسوأ ما في سوريا. ولا
يشبههم سوى بعض الأبواق الذين
تطوّعوا لخدمة النظام في سوريا،
لكنّهم أساؤوا أكثر ممّا
أفادوا، حتى لو حصلوا على
الثناء من النظام في دمشق، وإن
تدخّل بعض اللبنانيين منهم هو
تماماً كأنصار تيار «المستقبل»،
الذين تورّطوا في دعم معارضين
للنظام). لقد أشار الأمين بوضح
إلى دور أنصار تيار المستقبل في
دعم المعارضة السورية إل جانب
الغرب برمته، وربط الإسلاميين
باليساريين إلى جانب
الانتهازيين وسائر القوى
بطريقة غير موضوعية وغير منطقية..
إلا إذا كانت مساوئ هذا النظام
قد بلغت حداً دفع كل هؤلاء
للتحالف والتعاون لإسقاطه رغم
التباين فيما بينهم.. ولكن
المفارقة أنه فيما يذكر الأمين
أن المعرضة السورية تستند في
دعمها لأنصار تيار المستقبل في
لبنان، نشر في نفس الجريدة وفي
اليوم عينه مقالاً للكاتب نادر
فوز ذكر فيه أن تيار المستقبل
يعاني من أزمة مالية وورد فيه: (في
كلتا الحالين، سواء أطلَب
الحريري المال أم لم يفعل،
النتيجة هي نفسها: ثمة أزمة
مالية تضرب تيار المستقبل
والمؤسسات التابعة له. وخير
دليل على ذلك ما يعانيه
الموظفون في الوسائل الإعلامية
الخاصة بالتيار. والأزمة
المالية في إعلام المستقبل تحمل
دلالات عديدة، أهمها كيف يمكن
الحريري إسقاط السلاح وإدارة
معارضة غير اعتيادية وغير نمطية
دون ماكينة إعلامية مناسبة لهذا
الغرض؟).. فكيف يعقل أن يقوم
تنظيم يعاني ن أزمة مالية ويعجز
عن سداد رواتب موظفيه
الإعلاميين، بدعم ثورة شعبية
يقوم بها شعب بكامله يتجاوز
عدده 23 مليون نسمة.. سياسة
الهروب إلى الأمام لا تنفع
ومواصلة عمليات القمع والقتل
والتنكيل والاعتقال لن تؤدي إلى
استقرار النظام، وسياسة الكذب
والتجاهل الإعلامي وتلفيق
الاتهامات والتشكيك بالقوى
السياسية المعارضة سواء في
لبنان أو في سوريا، هي سياسة
عقيمة، لن تزيد المنتفضين إلا
ثقة بعدالة قضيتهم وبعدم
مصداقية الفريق الحاكم في سوريا
والمتسلط في لبنان، الذي لا
يملك سوى سلاح الاتهام والتحريض
وسيلةً للقضاء على الحركة
الشعبية ومطالبها المحقة،
وسياسة التخوين بديلاً عن
الجلوس إلى طاولة التفاوض
والعمل على إيجاد مخارج موضوعية
لنظام تجاوزه الزمن. وإتباع
سياسة التحريض الإعلامي
والتهويل السياسي والترهيب
الأمني، بنشوب حرب عرقية
ومذهبية وتقسيم البلاد وتهجير
العباد وسوى ذلك من الترهات
الأباطيل هي مؤشر واضح على رغبة
هؤلاء في إبقاء عاصمة الشام
دمشق تحت سلطة قوى فاسدة
وميليشيات مسلحة.. ======================= سوريا:
الدماء..والدموع..والحرية!! حسام
مقلد * فرحت
الشعوب العربية كثيرا بل كادت
أن تطير من الفرح!! فها هو الجيش
العربي السوري البطل يحرك
دباباته ومدافعه وعرباته
المصفحة، وها هي حشود أبطاله
المغاوير تنطلق مدججة بكافة
أنواع الأسلحة، فلابد أنهم بعد
هذا الصمت الطويل متجهون لتحرير
الجولان، ومن بعدها القدس
الشريف، لابد أن قادة سوريا
البواسل وزعمائها الأشاوس قد
اشتاقوا للصلاة في المسجد
الأقصى المبارك، نعم لابد أنهم
قد سئموا حياة المهانة بخضوع
جزء من ترابهم الوطني ومقدسات
أمتهم الإسلامية تحت دنس ورجس
الاحتلال الصهيوني، أجل لقد
تغيرت الظروف، فكيف يرضى حكام
سوريا المتدفقين حيوية وشبابا
باستمرار احتلال مرتفعات
الجولان بعد مرور كل هذه
السنوات الطويلة؟! وكيف
يستمرئون السكوت على التعديات
الصهيونية المستمرة على كرامة
سوريا وانتهاكاتها المتكررة
لمجالها الجوي وتوجيه بعض
الضربات الجوية لمواقعها بين
الفينة والأخرى؟! أجل لابد أنهم
قد عزموا أمرهم بجد هذه المرة
بعد أن استكملوا قوتهم الضاربة؛
لأنه لا يفل الحديد إلا الحديد،
وباعتبار أن سوريا هي زعيمة
معسكر المقاومة العربية
الباسلة فلا بد أنها تريد أن
تنعش مناخ الحرية والعزة
والكرامة في العالم العربي
بجرعات مكثفة من البطولات
والانتصارات والأمجاد، لاسيما
بعد نجاح الثورات العربية
المظفرة التي قامت بها شعوب
معسكر التخاذل والاستسلام،
فخلعت حكامها المفرطين في حقوق
الأمة السالبين لحريتها
وكرامتها!! وحقَّ لهذه الشعوب
الأبية أن تخلع هؤلاء الحكام
الخونة الجبناء المضيعين
لاستقلال بلدانهم بخنوعهم
الذليل لأمريكا وإسرائيل، كما
أن هؤلاء البائسين لم يتعلموا
درس النظام السوري الأبي
المقاوم المناضل الشجاع،
واستعذبوا الذل والامتهان،
ورضوا بالازدراء والاحتقار في
كافة المحافل الدولية، وكان
نصيبهم الفشل الدائم والخيبة
المتكررة في ميادين النضال
والمقاومة ودهاليز السياسة
وساحات الاقتصاد وفي سائر
مجالات الحياة!! وفي غمرة مشاعر
الفرح والبهجة لم يتمالك عربي
طيب نفسه أن أوصى الكثيرين من
أصدقائه وزملائه بالحرص على
مشاهدة قنوات التلفزة العربية
والعالمية ومتابعتها باهتمام
هذه الأيام فسوف تبث عما قريب
خبرا عاجلا يثلج صدورنا ويسعدنا
جميعا حين نرى ونسمع ونقرأ على
الشاشات: (خبر عاجل: نجحت القوات
المسلحة العربية السورية
الباسلة في تحرير مرتفعات
الجولان المحتلة من دنس
الاحتلال الصهيوني، وأفاد شهود
العيان بتوجه أرتال الدبابات
وقطع المدفعية السورية صوب
فلسطين الحبيبة لتحريرها من دنس
العدو الصهيوني). لكن مع
الأسف الشديد في عز فرحة
الجماهير العربية وابتهاجها
بهذه المشاعر التي غابت عنا منذ
سنوات وسنوات انتاب الجميع شعور
مدمر بالحسرة والخذلان،
وانفجرت في أعماقنا موجات من
الألم والحزن العنيف!! فلم تكن
أرتال الدبابات وقطع المدفعية
السورية تلك ذاهبة لتحرير
الجولان ولا لاستنقاذ الأقصى...،
بل كان النظام السوري يوجهها
لمحاصرة المدن والبلدات
السورية!! في البداية لم تصدق
الجماهير العربية ما يحدث!! صرخ
الجميع رافضا لهذه الأخبار
الملفقة، هتف بعض الشباب العربي
السوري: بالروح بالدم نفديك يا
بشار!! وسمع صوتا هادرا يقول: لا
تصدقوا هذه الإشاعات المغرضة
والأكاذيب الملفقة؛ فلا يمكن
لرئيسنا المثقف وخطيبنا المفوه
الدكتور بشار الأسد أن يقتل
أبناء سورية الحبيبة بيديه، كلا
كلا... لا تصدقوا هذه الخرافات
والأوهام، إنها محض هراء... مجرد
مزاعم باطلة وافتراءات كاذبة!! هدأت
الجموع العربية قليلا، وفجأة
قال أحدنا: لكننا رأينا أرتال
الدبابات وقطع المدفعية
السورية تزحف فعلا نحو المدن
والبلدات السورية!! فماذا عساها
أن تفعل هناك؟! وهنا أتانا صوت
رجل حكيم من أهل الحكم والسلطة
في سوريا وأجابنا بوقار وهدوء
قائلا: "لا تقلقوا يا رفاق!!
أيها الأبناء... أيها الأشقاء...
إن هذه المدافع والدبابات ذاهبة
للقضاء على بعض المندسين
الأفَّاقين الذين يريدون تخريب
سوريا لوقف مقاومتها الباسلة
للعدو الصهيوني، وإجهاض وإفشال
نهضتها التقنية والاقتصادية
التي تعد مفخرة للعرب قاطبة في
كل زمان ومكان" عندئذ تنفسنا
جميعا الصعداء وقلنا من حق
الرفاق في سوريا الأبية أن
يحموا مكتسباتهم من هؤلاء
المندسين المفسدين المخربين!! وفجأة
صاح أحد الشباب قائلا: لكننا لم
نرَ أيَّ مندسين في شوارع سوريا!!
بل شاهدنا أناسا طيبين وجموعا
من المصلين المؤمنين خارجة من
المساجد بعد صلوات الجمع تنادي
بالحرية والكرامة، فكيف يقتلهم
الجيش السوري بهذا الشكل البشع
المروع بلا شفقة ولا رحمة؟! وهنا
أتانا صوت رجل حكيم آخر من حكام
سوريا البواسل قال مبتسما: كلا..
كلا، لا تخافوا ولا تقلقوا بشأن
إخوانكم السوريين فهم محل عناية
حكومتهم وفي أعين حكامهم!! وإنما
هذه فئة ضالة... شرذمة قليلون من
السلفيين الراديكاليين
الرجعيين المتشددين... يريدون
إرجاع سوريا إلى عصور الجهل
والظلام والتخلف، ومن فرط حقدهم
عليها يتمنون زوال مجدها
وعزتها؛ وكان لزاما على قادة
سوريا وحكامها الأمناء على
مصالح شعبها الأبي أن يطارد
فلول هؤلاء السلفيين بكل حزم
وشدة، وذلك طبعا حفاظاً منهم
على سوريا ومستقبلها، وحمايةً
لها من ضلال هؤلاء وأفكارهم
الرجعية المتشددة!! لكننا
في الحقيقة لم نقتنع بكلامه،
ولم نصدقه؛ إذ لم يستوعب أحد من
السوريين ولا العرب فضلا عن
العجم كيف جاء هؤلاء السلفيون
إلى سوريا فجأة وبهذه الكثافة
التي تبرر محاصرة القوات
المسلحة السورية للشعب السوري
الأعزل بهذا الحجم الضخم وهذا
الكم الهائل من الدبابات
والمدافع والأسلحة الفتاكة
المدمرة؟!! ولم يفهم أحد كيف هبط
هؤلاء السلفيون على سوريا بهذه
السرعة؟!! ولم يتخيل شخص واحد
فقط كيف تمكنوا من الإفلات بهذه
البساطة من قبضة جحافل الأمن
السوري؟! وما هي
إلا لحظات حتى سأل سائل: كيف
تمكن هؤلاء السلفيون من تكوين
تنظيم خطير كهذا يضم كل هذه
الألوف المؤلفة من المواطنين
السوريين؟! ثم إن الناس الذين
نراهم يتظاهرون في كل المدن
والقرى السورية من أبناء الشعب
السوري البسيط المسالم، ونرى
فيهم العلوي والدرزي والسني
والمسيحي، وكلهم يطالبون
بالحرية لجميع السوريين، وهنا
أمَّن الجميع على الكلام قائلين:
نعم إننا لم نرَ بين الشباب
السوري الثائر أي سلفيين، حتى
لم نشاهد نساء منقبات، بل إن
أغلب الشباب والنساء والأطفال
الذين نراهم هم أبعد ما يكون عن
أصحاب الفكر السلفي وسمتهم
وزيهم المعروف، والمؤكد لكل
منصف وعاقل في أي مكان من هذا
العالم أن هذه الجموع المسالمة
الثائرة في سوريا ما هي إلا
أبناء سوريا وشبابها الطيبين
المسالمين الذين يطالبون
بالحرية!! فكيف يقتلهم النظام
السوري بكل هذا الفُجْرِ
والوحشية؟! وكيف سوَّلت لحكام
سوريا أنفسُهم ارتكابَ كل هذه
الجرائم بحق مواطنيهم الأبرياء
وفيهم النساء والأطفال والعجزة
والمسنين؟! وكيف يسكت العرب
والمسلمون وكل أحرار العالم على
ارتكاب هذه المجازر البشعة بحق
شعب عربي أعزل عقابا له من حكامه
لمجرد أنه طالب بالإصلاح
والحرية والكرامة؟!! أجل إن
أبناء الشعب السوري العظيم لا
يطالبون سوى بالحرية والكرامة،
ويقفون بصدورهم العارية أمام
آلة القمع المتوحشة التي يغرس
النظام السوري أنيابها في
أجسادهم البريئة، ويقتل منهم
بدم بارد العشرات كل يوم،
ويعتقل الآلاف ويعذبهم بأساليب
وحشية، ويحاصر المدن والقرى،
ويجوِّع سكانها ويقطع عنهم
إمدادات الماء والكهرباء
والطعام والدواء، حتى حليب
الأطفال لا يجدونه لصغارهم، بل
يمنعهم حتى من الفرار من جحيم
الحصار، ويسحلهم في الشوارع،
ويذيقهم أبشع ألوان التعذيب
والإهانة ليحيل حياتهم إلى جحيم
لا يطاق حتى يذعنوا ويستسلموا
وينسوا فكرة الحرية هذه
ويزيحوها تماما من عقولهم وإلى
غير رجعة، إن الكثيرين من
الأحرار والمنصفين في هذا
العالم يؤكدون أن النظام السوري
يشن على شعبه الأعزل ما يشبه
حملة للموت البطيء، وهو ما يعده
الحقوقيون ورجال العدالة جرائم
ضد الإنسانية تقع تحت طائلة
القوانين الدولية التي تكافح
حروب الإبادة الجماعية
والحملات العسكرية التي تقوم
بها قوات حربية منظمة ضد مدنيين
عزَّل أبرياء، فهذا هو عين ما
يفعله النظام السوري بشعبه،
والعالم يقف ويتفرج ويستمتع
بمشاهدة حمام الدم!! إن
الشعب السوري العظيم بحاجة ماسة
لدعم إخوانه العرب والمسلمين
وكافة أحرار الدنيا، ويصرخ
بأعلى صوته؛ كي يستنقذه العالم
من بطش وتنكيل هذا النظام
الغاشم الذي أدمن إذلال شعبه
وتحقيره وإهانته وقهر إرادته،
لكن الزمن قد تغير والإنسان
العربي السوري الحر الأبي لن
يرضى بعد الآن أن يعيش مهدور
الكرامة مكبوت الحرية، لن يرضى
أن يظل إنسانا عاجزا مسلوب
الإرادة مشلول القدرة، لقد تغير
العالم وعلى النظام السوري أن
يكفَّ فورا عن غيه وضلاله
وظلمه، ويثوب إلى رشده، ويعجِّل
بمسيرة الحرية والإصلاح، وإلا
فعليه أن يرحل بهدوء ويفسح
المجال واسعاً أمام كل سوري حر
كريم لينطلق ويفكر ويبدع ويمارس
دوره في صنع غد جديد ومستقبل
أفضل له ولأولاده وللأجيال
القادمة في سوريا العظيمة
الناهضة. وإذا
كانت الحرية لا تُوهَب ولا
تُمنَح للناس هكذا بكل بساطة
دون تضحيات جسام وضريبة
يدفعونها من أرواحهم ودمائهم
وأعصابهم وراحتهم، فالشعب
السوري البطل الأبي قد حدد
خياره، وقرر بكل شجاعة أن يحصل
على الحرية والكرامة مهما كان
الثمن الباهظ الذي سيدفعه، وسوف
يستمر في نضاله ومسيراته
السلمية حتى يحقق هدفه ويصل إلى
غايته، مهما كان حجم التضحيات
الكبيرة التي يبذلها الرجال
والشباب والنساء والفتيات
السوريات وكل من تتوق نفوسهم
على أرض سوريا الحبيبة للحياة
الحرة الكريمة دون إذلال أو
مهانة؟! وما أروع قول أمير
الشعراء أحمد شوقي: وَلِلحُرِّيَّةِ
الحَمراءِ بابٌ بِكُلِّ يَدٍ
مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ هكذا هي
الحرية دائما لها ثمن غالٍ لا بد
أن تدفعه الشعوب من دماء
أبنائها وأرواحهم؛ لتحصل على
حريتها وكرامتها، وقد قرر
السوريون أنهم لن يتراجعوا عن
مطلب الحرية مهما كانت الدماء
والدموع والآلام، فتوكلوا على
الله أيها الأبطال الأبرار،
واعلموا أن النصر في النهاية
يكون دائما بإذن الله تعالى
حليفا للشعوب، فاتقوا الله
وانصروه لينصركم"إِنْ
تَنْصُرُوا اللَّهَ
يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ" [محمد:7] نعم
توكلوا على الله أيها الأبطال
الأبرار واثبتوا واصبروا
وصابروا "يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل
عمران:200] "وَاللَّهُ غَالِبٌ
عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ" [يوسف:21]. *
كاتب إسلامي مصري. ======================= النظام
وأزلام النظام يهربون صوب
الجولان لافا
خالد ما عادت
سوريا جمهورية للخوف ومملكة
الصمت و البعث يرث فيه الأسد من
يليه من أسد في مواجهة الشعب
وسدُ لمواجهة أية بندقية توجه
صوب الجولان المحتلة. سوريا
الآن هي سوريا الشباب
والانتفاضة وشعار "الشعب
يريد إسقاط النظام" .جمهورية
قمعهم كانت وهما وسرابا وساحات
الشباب فتحا مبينا لان الوطن
الذي يحكمه دكتاتورهو وطن محتل . لم يرث
الأسد الابن الحكم فحسب بل
أجهزة للقمع وسرايا للموت
المخفي والمعلن في قارعة طرق
الوطن وشبيحة جبانة تظهر حين
يعلن الشعب عن حقيقته بأنه
مازال حيا. ماذا
بقي للنظام وماذا بقي لنا؟ مع
المد الشبابي الديمقراطي
وساحات التغيير العربية وهزيمة
حكام الهزيمة في تونس ومصر
والبقية تأتي ، أعلن النظام وفي
انجاز حضاري وديمقراطي ودستوري
اصلاحات شكلية اعترف بتأخره في
تطبيق الإصلاحات , ولم يعترف إنه
اغتصب الحكمة رغما عن إرادة
الشعب , ولم يعترف أنه حول سوريا
الوطن سوريا الجميع إلى سوريا
العائلة الواحدة لا شريك لهم في
الحكم ولا في إدارة موارد
البلاد ولا الاستفادة من هذه
الموارد , يضحك على نفسه ب خفض
سعر المازوت وتوزيع اللحوم
المعلبة كي يسكت الشعب وفي تطور
لاحق ومثير يرفع حالة الطوارئ
لا على الشعب بل على أجهزة قمعه
وشبيحته كي يتحرروا من كل أمر
بيروقراطي بالقتل وفي مرحلة
لاحقة بدا النظام باستخدام الحل
الأمني وأخيرا أدخل الجيش في
معركته الخاسرة وأخطأ الجيش
وأنزل الدبابات لتحتل وبشكل
علني مدننا الحالمة بغد أفضل.
لان النظام لا يملك ورقة أخرى
ابعد من الحل فانه أبواب
الهزيمة باتت مشرعة مع المرحلة
الأخيرة لتصعيد شعبي ولكن ما هي
تلك المرحلة؟ بدات الانتفاضة
تنبض بعشرات الناشطين في دمشق
ثم تحولت إلى المئات وأصبحت
الان مظاهرات بعدة الآلاف، بقيت
المظاهرات المليونية وحينها
يهرب النظام وكما رحل مبارك صوب
شرم الشيخ التي كانت محتلة فلا
نستغرب إن هرب أزلام النظام إلى
جولان المحتلة. ========================= النظام
السوري يرمي بالنكس في معركته
الأخيرة .. بقلم:
د أحمد بن فارس السلوم النِّكس
سهم ضعيف ينكس فيجعل أعلاه
أسفله، يضعه الرامي في جعبته
منكوسا، كي يتحاشاه، حتى إذا لم
يجد غيره رمى به ثم أدبر. والنظام
السوري اليوم يضرب بالنكس، لم
يبق له سهم يضرب به، فقد أحرق
أوراقه كلها، واستنزف أبواقه
الإعلامية، وخاض بدماء شعبه
وولغ في لحمه، قتل وحاصر وسجن
وعذب وأحرق واغتصب وأرهب، ولم
يترك مصطلحا في قاموس الإجرام
إلا مارسه، ممارسة قبيحة كشفت
عن وجه النظام القبيح. المشهد
اليوم في سوريا فيه بعض التغيير: تنقل
إجرام النظام بين المدن والقرى
السورية، ولكنه اليوم حل في حمص
وغيرها يضرب بكل ما أوتي من قوة
يقصف حواريها وأزقتها
بالدبابات، والمدافع الثقيلة،
حرب كان السوريون ينتظرونها
ولكن على جبهة الجولان. زاد
انتشار عناصر الأمن، حتى دخلوا
في الزنقات والشوارع الضيقة
والمحلات التجارية، وانتشرت
الميكروباصات المتخصصة بنقل
المواطنين ولكن ليس إلى بيوتهم
بل إلى السجون ومراكز الاعتقال،
فالنظرية القذافية انطلقت في
طرابلس وطبقها بشار في دمشق:
زنقة زنقة دار دار.. لأول
مرة - ربما - في العالم العربي
تحولت الملاعب والمستودعات
الكبرى إلى مراكز للاعتقال،
تذكرنا بالقمع النازي والشيوعي
في القرن الميلادي الماضي. لم يبق
للنظام السوري أداة للقمع إلا
استخدمها، حتى إنه استخدم أشياء
لم تكن تخطر على بال البشر،
فالابداع السوري الحكومي مقصور
على التعذيب والبطش والتنكيل. في
المقابل: الشعب حسم خياره،
فأكثر من ألف شهيد، وعشرة آلاف
سجين، لا تترك لنا في سوريا سوى
خيار واحد، المقاومة السلمية
حتى يسقط النظام. النظام
الآن يتطامن في أسفل حالاتة،
وأبشع صوره، وأشدها دموية
وإرهابا وقتلا. والشعب
السوري يتسامى، فهو في أعظم
حالاته، وأشدها صبرا، وأكثرها
استبسالا، وأروعها تضحية. وكلا
الطرفين سيستقبل الجمعة
القادمة التي قد تكون حاسمة في
معركة التحرير في سوريا. التعويل
- بعد الله عز وجل - على خروج
شعبنا العظيم بكل أطيافه
ومذاهبه في كل أنحاء الوطن،
الجمعة القادمة في سوريا ليست
اعتيادية، فبعد الشحن من طرفي
المعركة لن يكون المنتصر إلا
واحدا. انتظر
منك أيها الشعب الثأر لكرامتك،
والثورة لثورتك، ومحاصرة
حصارك، فقد ذقت طعم الحرية،
واستنشقت عبير الكرامة،
فالجمعة القادمة إما أن تكون أو
لا تكون!! الجمعة
القادمة تثبت فيها إصرارك على
الحياة، ونضالك من أجل مبادئ
مات عليها رفقاؤك وإخوانك
وجيرانك، ووفاءك لأكثر من ألف
قتيل وعشرة آلاف أسير. الجمعة
القادمة قد تغير التاريخ، فما
هو دورك في هذا التغيير؟! ==================== سوريا:
جمعة حاسمة وصراع للإرادات ياسر
سعد هل
تحتاج ملاحقة عصابات مسلحة تحمل
أسلحة متنوعة ومسدسات مختلفة
وبطريقة بدائية ولا يبدو على
أفرادها لياقة المتدربين إلى
دبابات ومدرعات؟ وإذا كان أهل
درعا هم من ناشد السلطات التدخل
لحمايتهم من "السلفيين" و"المندسين"،
فلماذا تقطع عنهم الاتصالات
والكهرباء وتفجر خزانات المياه
وتعرضهم لحصار لا إنساني
وتمنعهم من الدواء وحليب
الأطفال ؟ ثم لماذا لا تدع
السلطة الفرصة لإعلامها ليسجل
الإنجاز التاريخي لقيادة الأسد
وانتصارها الكبير والذي عوض
الذل الرسمي والمهانة الحكومية
أمام طائرات إسرائيل وهي تحلق
فوق قصر بشار أو تقصف موقع
الكبر؟ من
أهداف إقحام الجيش السوري وبهذه
الكثافة في حوران توريطه
وإشغاله عن التفكير بمبادرة حل
على الطريقة التونسية
والمصرية، والانتقام الأعمى
والحقود من درعا والتي قادت
الثورة بشجاعة وبسالة، وجعلها
عبرة للمدن والمحافظات الأخرى.
النظام السوري يفكر بعضلاته
لافتقاده على ما يبدو للعقول
الإستراتيجية وأصحاب النظرة
الثاقبة، فما الذي يمكن للنظام
عمله إن فشلت حملته بتحقيق
أهدافها بعد ذلك؟ النظام
متلهف ومتعجل لإيقاف الثورة
الشعبية والسلمية ضده وبأي ثمن،
فلقد ضحى وبسرعة بسمعته
الإعلامية والأخلاقية
والسياسية. ليبدو نظاما فاشيا
في زمن الحرب الباردة، يمارس
التعتيم والكذب الفاضح، في سبيل
إنهاء الاحتجاجات وتطويع
المواطن السوري وكسر إرادته
ومحاصرته من جديد بالخوف
واستعباده بالقهر. من هنا
تبدو جمعة الغضب منعطفا حاسما
وكبيرا، فإذا خرج المواطنون
بقوة وجرأة وتزايدت أعدادهم فإن
النظام سيشعر بأن أيامه غدت
معدودة ولا استبعد أن تشهد
البلاد بعدها محاولات محمومة
لتهريب ثروات العصابة الحاكمة.
يوم الجمعة القادم يستحق من
علماء سوريا ومفكريها
ورجالاتها وقفة حازمة وشهادة
بينة، تعجل من تحريرها من
الطغيان وتعتقها من حكم دموي
فاسد. ========================= الخبز
والحرية مطلبا تحركات ثورة ربيع
سوريا ...!!! د.خالد
ممدوح العزي كاتب
صحافي ومحلل سياسي شهرين
على بدء الانتفاضة الشعبية
السورية ،منظر سريالية يسيطر
على الحياة العامة،دبابات تحصر
المدن،قصف إحياء من الأسلحة
الثقيلة، الجيش يقتحم الحياء
السكنية صورة العسكر تطغى على
المشهد ،قتل شاب وأطفال
ونساء،اعتقال لشرائح واسعة من
الشعب السوري وزجهم في
الملاعب،يقابله مظاهرات
واحتجاجات تخرج في الشوارع
رافعة شعارات ضد
النظام،والرئيس نفسه بعدما
كانت مغيبة في بداية التظاهرات
الأولية . لم
يستطيع النظام السوري طول فترة
الشهرين من كبح وردع المحتجين
بالرغم من التنكيل والبطش
والقتل والاعتقال الذي مارسه
النظام من خلال استخدامه
للأجهزة الأمنية وجزه للجيش
بوحه الحركة الاحتجاجية
المطلبية التي كانت تطالب
بالخبز والحرية التي عجز النظام
الأمني إن يمنحها للشعب طوال
مدة الحكم الذي بسط ظله على
الأرض والشعب... هذا "رامي
مخلوف" يصرح بأنهم يقاتلوا"جماعة
النظام " حتى النهاية ويضع
خيارات للشعب والعالم بأنهم
إمام خيارين أو الفوضى التي تعم
المنطقة وتمتد شرارتها إلى
زعزعة امن إسرائيل الذي نعم
بالأمن طيلة حكم نظام عائلة
الأسد وحزب البعث العربي
الاشتراكي ،لان النظام السوري
منذ البداية كان يعتبر معركته
الأساسية في سورية هي السيطرة
على مفاصل الحياة السورية
العامة وليس الحرب مع إسرائيل . هذه
بوثنيه شعبان مستشار الرئيس
الأسد السياسي تطل على العالم
من خلال تصريح لها في جريدة "النيورك
تيمز " بان النظام السوري قد
تخطى الأزمة وإنها أصبحت وراء
ظهره، هذا الحديث يأتي بعد
الشعور بان الغرب لايزال يهادن
النظام السوري ،بسبب السكوت
الفعلي على جرائم النظام والبطش
والتنكيل الذي يمارسه النظام
بحق الشعب السوري . النظام
لايزال يناور ويراوغ في التعاطي
مع ألازمه السورية المستجدة
،بسبب شعوره الماس بالحاجة
الدولية له نظرا لما يملك من
أوراق ثمينة يستطيع إن يناور
بها أمام العالم. لا شك
بأن الأوضاع العربية تعاني من
مشاكل شتى بسبب الغليان التي
تشتعل به المنطقة من خلال تفجر
الثورة المختلفة في العديد من
الدول والتي تحولت معظمها إلى
صراع مسلح عسكري"اليمن ليبيا
سورية ". لقد
أراد النظام السوري منذ اليوم
الأول لبدء الاحتجاجات الشعبية
السورية، إلى عسكرتها لكي يتسنى
له قمعها بسهولة وبموافقة
ومباركة دولية"من خلال صبغها
بصفات إرهابية ". لان
الحسم الأمني والعسكري
للانتفاضة السورية،هما الأفضل
له في الإطباق على حركة الشارع
وتقيدها والسيطرة عليها، كما هو
الحال مع حليف النظام السوري،
وفلذة كبده النظام الليبي
ورفيقه في الإجرام والبطش ضد
حرية الشعبين الليبي
والسوري،لذا عمد النظام السوري
على وصف المحتجين والمتظاهرين
منذ اليوم الأول بأنهم :"مخربين،مأجورين،
إخوان مسلمين سلفيين تكفيريين"،
متهربا من وصفهم الحقيقي بأنهم
متظاهرين ثائرين على الأوضاع
والحياة المعيشية التي يمارسها
النظام من خلال الاهتمام
بمطلبهم المحقة ،"الخبز
والأمن ". المطلب
الحقيقي للشعب السوري هو الحرية
والعدالة الاجتماعية، التي اقر
يهما الرئيس بشار الأسد،ولم
يمانع بالبدء بإصلاحات مطلبيه
فورية ، ترتقي بها الحالة
السورية الحالية إلى مستوى
الدول الراقية . المشكلة
لا تكمن بشخص الرئيس "بشار
الأسد"، وليست الحالة مع شخص
الرئيس لكن المشكلة مع نظام
بشار الأسد الذي لا يريد تنفيذ
إصلاحات جذرية وحقيقية ، تنقض
البلاد من التدهور نحو الفوضى
الذي يهدد به "رامي مخلوف"رجل
المال العام ومالك سورية
الحقيقي، لقد سارع النظام
بالبدء بتنفيذ إصلاحات وهمية في
البلاد، عندما بداية الانتفاضة
الشعبية كي يمتص نقمة
المتظاهرين والمحتجين من اجل
الالتفاف على مطالبهم
وتحركاتهم المطلبية . لكن
عندما ارتفاع صوت المتظاهرين
عاليا، واتسعت رقعة المظاهرات
في إنحاء المدن والقرى السورية،
خاف النظام من هذا الحراك
الشعبي الجدي الذي بدء يتسع
أسبوعا تلو الأسبوع،من خلال
تسمية أسماء الأسابيع، لذا
استخدم النظام الرصاص الحي لقتل
المتظاهرين منذ اليوم الأول
للحراك، لقد عمد إلى أخفى صوت
التظاهر،من خلال القتل المتعمد
للمتظاهرين،هذه الحالة التي
شكلت له حرجا وخوفا غريب على
المسرح الداخلي والعالمي ، جز
بالجيش في حصار المدن
واقتحامها،فكانت درعا المدينة
الأولى في إستراتيجية النظام
وأجهزته الأمنية، بالرغم من
الحصار والقتل والتنكيل والبطش
التي اعتمدها النظام في حربه
الجديدة مع السكان،سياسة جديدة
في التجويع والإذلال ،"الاعتقال
الجماعي ،منع الحليب
والأدوية،قطع الماء والكهرباء
حتى اللجنة الدولية التابعة
لحقوق الإنسان لم يسمح لها
بالدخول إلى درعا المحاصرة . تجربة
عسكرية ناجحة للنظام في قمع
مدينة درعا ،لقد تم ادخل
الدبابات والأسلحة الثقيلة إلى"
سهل حوران" المتاخم للحدود مع
الدولة الصهيونية والتي تمنع نص
اتفاق الهدنة المعمول به منذ
العام 1973 على عدم ادخل أية أنواع
من الأسلحة التي يجب تحديد نوع
السلاح في منطقة "سهل حوران"،توطئ
إسرائيل علني مع النظام السوري
في قتل شعبه وقمعه . . إمام
هذا السكوت الدولي والعربي لما
حصل في درعا من حصار ومهاجمتها
بالدبابات،وضربها بالأسلحة
الثقيلة ،شجعت القوة العسكرية
السورية المفرطة باستخدامها في
مناطق ومدن سورية أخرى ،"كبانياس
،المعضمية ،طافس ،جاسم،حمص وحي
باب عمر الخ... لاعتبر بان الحل
الأمني بشكل عام هو الحل
للمشكلة . لقد
اعتبرت النخبة السورية
المسؤولية في النظام بان خيار
الحل الأمني والعسكري يمكنها
أستخدمه في حربها مع المتظاهرين
تحت حجة محاربة الإمارات
السلفية المعلنة في المدن
والانقضاض عليها ، بذلك يمكن
إلا طباق على مناطق الحراك
السوري النشطة ومعاقبتهم من
خلال عمليات الاعتقال الكاملة
للشباب المشاركين في عملية
الاحتجاج،وكذلك النشطاء
الحقوقيين وقيادات الاحتجاج
الشبابية ،في محاولة لقمع صوت
باقي الحراك في المدن الكبرى
،لان القيادة الأمنية مرعوبة
جدا من تمدد شرارة الثورة إلى
كافة المناطق . لقد
نجحت العقلية الأمنية في النظام
السوري في فرض حلها الأمني على
الدولة والنظام من خلال حربها
على المدن السورية والسكان عن
طريق الهجمات اليومية المحكمة
في القبض على العشرات من الشباب
الثائر والمحتج لكن
النظام لم يستطيع إخماد نار
الانتفاضة وإسكات الشارع
السوري، من خلال التنكيل والبطش
والقتل والاعتقال الذي يمارس
بحق الشعب السوري المناضل . لم يفح
الإعلام السوري والناطقين باسم
النظام إن يقنعوا العالم
والشعوب العربية والعالمية
بممارستهم القمعية من خلال
الفبركة والتزييف للحقائق الذي
يبثها النظام ،لأحقية حربه
المشروعة على الإرهاب،و الذي
يشنها ضد شعبه ،ارتفعت الأصوات
الدولية المعبرة عن مدى
الاستياء والتململ الذي أضق
بهما صدر العالم الحر من تصرفات
النظام السوري، والذي عبرا عنه
الرئيس التركي "الرجب طيب
اردغان" ،بأنه غير مسموح
بمجازر جديدة في سورية كما كنت
حلبجة في العراق وحمص وحماة في
سورية الأسد الأب ،والممثلة
الأوربية للشؤون السياسية "
كاثرين اشتون" الذي حاولت
تشديد العقوبات على سورية
وإضافة أسماء جديدة على اللائحة
الأوروبية للعقوبات ،والموقف
البريطاني الذي حاول استصدار
موقف جديد من مجلس الأمن،وحرمان
سورية من المتمثل بمجلس حقوق
الإنسان التي حاولت جهدا للدخول
إلى المجلس،إضافة إلى مواقف
دولية أخرى وجمعيات حقوقية بدء
يرتفع صوتها رويدا رويدا. أمام
هذه الصورة الإجرامية التي
يرتكبها النظام السوري بحق شعبه
الأعزل من السلاح،والتي لم يفلح
النظام بجر الشعب إلى المواجه
العسكرية معه ،،، وأمام الضغوط
الكبيرة التي بات النظام السوري
ورجاله الآمنين يتعرضون لها
،والتي كانت أولها العقوبات
الأوروبية بحق 13 شخصية سورية
رفيعة ،وبظل تقرير "دانيال
بلمار" المعدل بجريمة اغتيال
الرئيس رفيق الحريري الذي لم
يخرج النظام السوري من فك
المحكمة الدولية،تحاول الحكومة
السورية بالالتفاف على كل هذه
القيود التي باتت تحاك على رقبة
النظام السوري من خلا تشكيل
لجنة قانونية من اجل الإعداد
لقانون انتخابات يقوم بدرس
الحالة الانتخابية في الدولة
السورية . و تكيف السيد بوثنية
شعبان بفتح قناة الحوار مع
المعارضة السورية"المعارضة
المعتدلة" . سؤال
يطرح نفسه بقوة أمام حالة
النظام السوري، مع من
التفاوض،ومن يضع القانون
الانتخابي. إذا
كانت الدولة السورية لا تقر
بالمعارضة ووجودها ، وتصف
المحتجين بأنهم سلفيين
وتكفرين، ولا تقر بمطالبهم
المحقة وتبرر قمعها لهم بأنها
تحاول منع إقامة إمارة سلفية
،وتحارب تمددهم من خلال استخدام
الدبابات التي تحتل المدن
السورية العريقة بأصلتها
ونضالها وتاريخا الوطني،مع من
تتحاور السيدة شعبان، وهناك
الآلف من الشعب السوري أضحوا من
نزلاء السجون ومراكز
الاعتقالات،من الذي يسن قانون
الانتخابات الجديد في
سورية،ومن سوف يناقشه، كما يقال
المثل العربي "الخيط يفصل
القميص الذي يناسب جسمه" هذا
النظام لا يستطيع أن ينفذ
إصلاحات جذرية في المجتمع
السوري،لان الإصلاحات تتطلب في
بداء الأمر "حرية وخبز "
وهذان الأمران بالأصل مفقودان. الرئيس
بشار لا يستطيع أن يدخل
بإصلاحات جدية وجذرية ،من خلال
رفع حالة الطوارئ وقانون حرية
الأحزاب والإعلام وحل حزب البعث
وإقصاءه عن السلطة،وإضعاف
أجهزة الأمن الذي يبلغ تهددها 15
جهاز تقبض على رقبة سورية
وشعبها ،لان الرئيس بشار الأسد
التي استلم السلطة في سورية لم
تكن شرعية من خلال انتخابات
شعبية تبدي رأيها الكامل بسلطته...
لان الدخول في انتخابات شعبية
سوف تسقط الرئيس الأسد وحزبه . التغير
الفعلي في سورية يأتي من خلال
انتخابات حرة ونزيهة تسمح
للجميع في المشاركة الحقيقية
للوصول إلى سدة الرئاسة ،طبعا
هذا غير ممكن مع نظام البعث الذي
يسيطر على الدولة السورية، لذا
لا مفر من تغير جذري يقوم به
الرئيس بشار الأسد من خلال
إعلانه لرزمة حلول إصلاحية
جذرية في سورية تتناسب مع الوضع
الحالي والتغير العام في الوطن
العربي . هذه
الإصلاحات التي يطرحها الرئيس
الأسد في ظل الظروف التي تعصف
بسورية ،والتي يمكنها أن تنقض
سورية الدولة ،الشعب والتاريخ،
من شفير الهاوية التي تقف عليها
البلاد ،أو نفير حرب داخلية
تفعل بالبلاد ما تفعله . لان
الانتخابات الحرة التي تنقض
سورية من كل الإخطار والمؤامرات
التي تتعرض لها،وتحاك ضدها ،قد
لا يكون للرئيس الأسد فيها إي
موقع رئاسي ،لكنه سوف يكون له
موقع تابت بالتاريخ السوري
الحديث الذي سوف يتذكره بكل فخر
كرئيس سابق للدولة السورية ،و
الأب الروحي للإصلاحات
المعاصرة ،ومنقذ سورية من كل
المخاطر التي قد تحاول أن تعصف
بها . ما اكبر
هذه الصفات التي يمكن للرئيس
الأسد إن يتمتع بها في سورية
الجديدة والحديثة ،وما أحوجنا
نحن العرب إلى صفت الرمز التي
يغيب عنه القائد الفعلي . بالطبع
هذه الحلول إلا صلاحية لا تعجب
المستفيدين والشبيحة في النظام
الحالي ،هذه القوى التي تستفيد
من وجود السلطة بهيكلتها
المترهلة العاجزة عن تنفيذ أية
إصلاحات بظل وضع النظام الحالي . لقد هرم
النظام السوري وعجز عن إعادة
تأهيل نفسه ومؤسساته، وأصبحت
سورية شركة خاصة للمستفيدين
وللمفسدين،ووقوع الشعب السوري
مابين سندان الأجهزة الأمنية
،ومطرقة الفقر والقهر اللذان
يتحكمان بحياة الشعب . لن
يستطيع النظام الأمن من كبح
طموح الشعب السوري المنتفض
والمحتج، والمطعتش للخبز
والحرية، لان للحرية في بلاد
الاستبداد ثمن غالي ،الدم النقي
والطاهر الذي ينزف يوميا من
أبناء الشعب السوري "أطفال
ونساء ،وشباب بربيع العمر "،
هذه الورود الحمراء ورود
الجنائن إلتي يقطف ثمارها
الجلاد السوري من اجل البقاء
على العرش متربعا متربصا بشعب
سورية وأموالها وحريتها . لكن هذه
الدماء الذكية التي سالت على
تراب الوطن السوري لن تذهب
رخيصة وتبقي الوضع كما كان عليه
قبل 15 آذار "مارس " الماضي ،
هذه الدماء التي سالت أصبحت
محرك الثورة المستمر،التي أضحت
بدورها الفزاعه بوجه الجلاد ،لن
يستطيع النظام بحربه الضروس هذه
إن يعيد عقارب الساعة إلى العام
1982 عندما ارتكب مجاز "حماة
وحمص" وعزلهما عن المحيط . لقد
استطاع عزل المدن بعضها عن
البعض في السابق ليتفرد بحماة
،لكن اليوم تغير في درعا وحمص
وبانيا س وكل المناطق المحاصرة
،لان المركز ليس بعيدا
عنهم،والمدن تهب لنصرتهم وهذا
ما سوف نرها في تظاهرات الجمعة
القادمة التي تمت الدعوة لها . ======================= مسيرة
العودة عودة للبناء النضالي د.
محمد احمد جميعان ستنطلق
مسيرة العودة من 13- 15/5 وهي بادرة
معبرة وقوية لرفض التوطين
والوطن البديل والتمسك بحق
العودة وتحرير فلسطين، ولكنها
لن تكون مؤثرة ما لم تكن في اطار
بناء بل اعادة بناء للهوية
النضالية للشعب الفلسطيني في
وجدان اهلها بشكل عملي منظم،
لانها تعرضت للتآمر من اجل
تدميرها في نفوس ابنائها في
مواطن الشتات على وجه الخصوص . لقد جرت
محاولات قليلة لاعادة بناء
الهوية النضالية تلك، ولكنها
اجهضت في بداياتها ، وكانت
المحاولة الاكبر علي يد حركة
المقاومة الاسلامية حماس لاقت
تجاوب الشارع لدى فلسطينييي
الخارج ، ولكنها واجهت عقبات
العدوان الاسرائيلي وذوي
القربى وتآمرهم والحصار
ومصائبه وتهمة التدخل في الشؤون
الداخلية للدول المضيفة،
واضطرت حماس معها الى وقف
اندفاعها، انتظارا لتبدل
الظروف الاقليمية والدولية ،
وقد تبدلت الان ، ولكن على
فلسطينيي الشتات اخذ الزمام
ودعم كل جهود احياء الهوية
النضالية للشعب الفلسطيني،
وعمق هذه المسيرة وريادية
فكرتها وزخم التجاوب معها يجب
ان يكون الانطلاقة الحقيقية
لاعادة بناء هذه الهوية المقدسة... علما
ان بدايات تدمير الهوية تلك
كانت على يد منظمة التحرير
الفلسطينية التي انشأت في ظروف
غامضة وهي محل دراسات واراء
مختلفة، يتحدث اغلبها بانها
ساهمت بشكل كبير في تدمير
الهوية النضالية للشعب
الفلسطيني في الشتات حين حولت
نضالها تجاه اسرائيل الى معارك
مع الانظمة وعلى الساحات التي
استضافتها ومنها الساحة
الاردنية التي يتواجد على
اراضيها جل اللاجئين
الفلسطينيين في الشتات ، وانتهت
مهمتها بالغاء جزءا من ميثاقها
الذي ينص على تحرير كامل التراب
الفلسطيني واعتماد خيار
المقاومة من اجل تحريرها وذلك
عقب اتفاقيات اوسلو المشؤومة. لقد
استخدمت اساليب مدروسة وممنهجة
لتدمير قداسة الهوية النضالية
لفلسطينيي الشتات ، تعمد من
خلالها اذرع وابواق واقلام
ووجهاء ومؤثرين بدعم وتوجيه من
جهات دولية واقليمية وفلسطينية
وصهيونية في استخدام مختلف
الاساليب لتدمير هذه الهوية في
النفوس، خدمة لانفسهم اولا
وخدمة للمشروع الصهيوني في
افراغ فلسطين من سكانها واحكام
السيطرة على الارض وتوطين
فلسطيني الشتات في اماكن
اقامتهم من خلال قوالب شيطانية
في ظاهرها الرحمه وفي باطنها
العذاب ، فضلا وللاسف الشديد
قيام بعض الشرفاء بتبني مثل
هكذا طروحات جهلا في مقاصدها
احيانا واجتهادات خاطئة في
احيانا اخرى خدمة لهم ولقضيتهم. فاستخدمت
الاموال على اوجها واصبحت
البرجوازية الفلسطينية مضرب
المثل في حجم ارصدتها واعدادها،
واصبحت عنوان للفهلوة والشطارة
بعيدا عن فلسطين وهويتها
النضالية ، وفتح التجنس
والتجنيس لمن يريد وما عليك الا
تقديم الطلب وطي صفحة فلسطين
لتصبح مواطنا كامل الحقوق
والواجبات، لتغدق الالقاب
والمناصب والازياء والاسترضاء،
وحدث ولا حرج .. وحتى
تتطوى الهوية النضالية
لفلسطينيي الشتات في النفوس
وتقتل تماما وتطبع بشكل محكم،
استحدثت واستخدمت مفاهيم في
ظاهرها الحقوق والمكتسبات وفي
باطنها التوطين الناعم المتسلل
آنيا والمتفجر مستقبلا ، من
حملة الحقوق الناقصة ، ومصطلحات
المواطنة والوحدة الوطنية
والاصول والمنابت، والحان
الولاء والانتماء للدولة
المضيفة والطعن بكل من يعلن
ولائه لفلسطين او قياداتها
المناضلة ، وسوالف الاقليمية
والعنصرية والتفرقة وسيل من
سوالف لا اشك انها مقصودة بشكل
او بآخر من اجل نسيان فلسطين
وطيها من ذاكرة اهلها ،
وتوطينهم غصبا ودون اراداتهم
بهذه الاساليب الايحائية،
وايجاد وطن بديل يقنعهم بان
الحياة خبز وبطون ومناصب والقاب
وازياء، وان مواجع العزة
والكرامة والانفة والفطرة
والحنين تجاه ارض الاباء
والاجداد ما هي الا تاريخ ذهب
عليكم نسيانة وحصر تفكيركم في
المغانم والمكاسب ولو على حساب
فلسطين، وكلها تهدف الى اسكات
الصوت الفلسطيني ،واخراس
لسانه، واطفاء فيه وهج المقاومة
والتحرير والوطنيه تجاه تحرير
ارضه وعرضه في فلسطين، ولتبقى
بعد ذلك ومع ذلك وبكل تلك
المفاهيم النار تحت الرماد تفتح
عند الحاجة لخدمة مصالح الفساد
والفاسدين، وقد راينا وسمعنا من
نائب وقف في مؤسسة تشريعية
ليعيب على اهله وناخبيه حراكهم
ويطالبهم ( في سياق تهكمي )
التوجه للجسر للتظاهر هناك ..؟! وهنا
السؤال للشرفاء اصحاب القضية
المقدسة الذين لم تعمى بصيرتهم،
لمصلحة من يحدث تفريغ الاراضي
الفلسطينية؟ وما هي الدوافع
وراء ذلك التفريغ والتجنيس؟
أليس هذا منسجما ومتوافقا تماما
مع عملية التوطين، وطرد
الفلسطينيين وتهجيرهم من
ارضهم، أليس هذا متوافقا مع طرح
يهودية الدولة الاسرائيلية
التي تنادي بها الصهيونية
وعتاتها امثال رؤوبين ريفلين
رئيس الكنسيت الاسرائيلي؟ الا
يستحق هذا الفعل مطالبة سريعة
باجراء عملي لوقف مسلسل التوطين
وتفريغ الارض المحتلة من اهلها؟! ولنرى
فقط ما دعا اليه رئيس ‘الكنيست’،
رؤوبين ريفلين المجتمع الدولي
إلى ممارسة الضغوط على السلطة
الفلسطينية لإزالة كافّة
مخيّمات اللاجئين من الدول
المضيفة والضفة الغربية
المحتلة وقطاع غزة، لما يشكّله
‘حق العودة’ من ‘تهديد على
الوجود الإسرائيلي في المنطقة’.
في اجتماع عقد بتاريخ 13-9-2010،
لأعضاء حزب ‘الليكود’ الحاكم،
حيث قال ‘طالما ظلّ
الفلسطينيون يستخدمون اللاجئين
كأداة سياسية فلن يتم التوصل
إلى سلام.. إن حق العودة يشكّل
تهديداً وجودياً على دولة (إسرائيل)..؟ ومن هنا
فان العودة إلى فلسطين (وليس حق
العودة فقط) هي الوحيدة التي
تقلق (إسرائيل) وما سواها قابل
للقسمة والتنازل، لأن عودة
الفلسطينيين إلى وطنهم نهاية (إسرائيل)
ديمغرافياً وسياسياً بل
وعملياً، لذلك فإن (إسرائيل)
والصهيونية ومن يدور في فلكهما،
مستعدة أن تدفع مليارات
المليارات من الدولارات لمن
يساعدها في توطين الفلسطينيين
في الشتات، بل ومستعدة أن تحرق
كل عملائها من أجل دعم التوطين
والوطن البديل، وأكثر من ذلك
مستعدة أن تستخدم كل مقدس
ومصطلح مقدس وكل رذيلة وانحطاط
وإفساد من أجل هذه الغاية،
فالغاية تبرر الوسيلة، ولا
غرابة أن تجد العالم المغرر
أغلبه وتابعيه من المتخاذلين
وجامعي المال وطلاب المناصب
والألقاب أن يلتم شملهم ويقفوا
على أهبة الاستعداد مشمرين عن
سواعدهم ومكشرين عن أنيابهم من
أجل دعم التوطين والمحاصصة
والتجنيس وسحق كل من يقف أمام
طموحاتهم.. فلسطين
ليست الاندلس مع تمسكنا بكل ارض
عربية او حكمها العرب، فهي مهد
الحضارات وارض المقدسات واولى
القبلتين تهفو اليها نفوس
المسلمين والشرفاء في العالم
كله، ومنهم الجزائريون الذين
ضحوا بمليون شهيد لتحرير وطنهم
فكيف بفلسطين التي هي ارض
ابائهم واجدادهم وعزتهم
وكرامتهم؟! ومن له وطن كفلسطين،
يتغنى به العرب والمسلمون وكل
شرفاء العالم، عليه ان يبقى
واقفا والبندقية في يده، فاما
ان يحررها او يموت دونها. واهل
فلسطين ليسوا كأي اصول او منابت
اخرى، بل هم شعب طرد من ارضه
ومسقط رأسه ظلما وقهرا، او
هربوا من الاحتلال واوجاعه،
والشريف عندما يطرد او يهرب في
حلقه غصة وفي قلبه ثورة وفي
كيانه ناموس، لا يهدأ له بال ولا
ينعم في دنياه الا بطرد المعتدي
عليه واعادة وطنه وارضه والعودة
اليها بعزة وكرامة، فلا كرامة
لنبي الا في ارضه ووطنه، ومن هنا
يأتي احترامنا وثناؤنا لقوى
المقاومة الحقيقية في فلسطين
وانصارها والشرفاء معها لانها
تحمل شخصية الشريف الذي في حلقه
غصة وفي قلبه ثورة وفي كيانه
ناموس لتحرير ارضه والعودة
اليها، وبالمقابل هنا يأتي عدم
احترامنا الدائم لمن اصبحت
البطون والمناصب والمنافع
الشخصية والتوريث عنده اثمن من
وطنه في فلسطين واقدس من ترابها. لقد
اكبرت كثيرا الشرفاء الذين
عملوا على مسيرة العودة ، الذين
يحضون اهلهم على العودة الى
القدس وفلسطين ليكونوا شوكة في
خاصرة الاحتلال، وان يكونوا
عونا لاهلهم الرازحين تحت نير
الاحتلال وليسوا متفرجين على
عذاباتهم ليشكلوا شوكة قوية
بمقاومة الاحتلال هناك، وقد
انزعجت كثيرا وشعرت بالازدراء
حين قرأت في بعض المواقع
الالكترونية ان هناك سيلا من
اصحاب الملذات والبطون
اللاهثين دوما قد تهجموا
وحاولوا اعاقة مسيرة العودة
التي سوف تعيد بناء الهوية
النضالية للشعب الفلسطيني ، وقد
ذكرني ذلك بسيل الرسائل التي
انهالت على الفيس بوك وغوغل
لاغلاق موقعي، لاني امعنت
الحديث في فلسطين وشرفائها
ووقفت في وجه التوطين ، فهل
اصبحت البطون والمناصب
والمنافع الشخصية والتوريث
اثمن من فلسطين واقدس من
ترابها؟! وبالرغم
من عمق انتماء فلسطينيي الشتات
لارضهم وعمق ولائهم الشديد
لرموزهم وفصائلهم وبالذات حركة
حماس، وهذه حقيقة يجب ان يعرفها
القاصي والداني ان حماس ومؤسسها
احمد ياسين في قلب كل فلسطيني
شريف، الا ان ذلك مسكون ومركون
في نفوسهم ولا يعملون على
اظهاره وتعميقه وتفعيله عملا
ومواقف باتجاه تحرير وطنهم
فلسطين. ولا بد
من الاقرار بالحقيقة الفطرية
والتاريخية ، انه ما لم يلتف
الفلسطينيون حول قضيتهم
ويعمقوا هويتهم النضالية
والمقاومة ويترجمونها عملا
وموقفا ، ويعتزوا بفلسطينيتهم
دون خوف او وجل او تردد، لن
يجدوا من يقف معهم، ولن يجدوا من
يحرر لهم ارضهم، ولن يجدوا من
يعزهم ويقدم لهم العون الا
بالقدر الذي يخدم الانظمة التي
تستخدم واقعهم وتواجدهم كالنار
تحت الرماد، تشعله وتطمره تبعا
لمصالح تلك الانظمة، في اطار
نظرية الاداة التي تستخدم لخلق
التوازن في اطار منظومة تقربهم
وتستثمرهم احيانا، وتثير عليهم
وتزجرهم وتعيبهم احيانا اخرى،
وتسترضي بعضهم القليل القليل في
اغلب الاحيان ذرا للرماد في
العيون وفي اطار مواصفات اهمها
التنصل عن فلسطين وضرب ابناء
جلدتهم.. لقد آن
الاوان ؛ بعد ما حدث من تطورات
تمثلت في صحوة ثورية شعبية
عربية نقية سوف تشكل داعما
رئيسا وفاعلا للتحرير ، وبعد ما
اشتد عود المقاومة وتعمقت في
نفوس رجالها في الداخل ، وبعدما
حصلت المصالحة الفلسطينية ،
وبعد ما راينا من اثارة للفتنة
على قاعدة التواجد الفلسطيني ،
وحاجتنا الى اصلاحات لابد ان
تكون على اسس واضحة ، لا بد ان
يجمع ويجتمع الفلسطينيون في
الشتات على هوية نضالية على اسس
راسخة يلتف حولها العرب
والمسلمون والشرفاء من اجل
تحرير فلسطين التي تهفوا اليها
نفوس العرب والمسلمين اجمعهم،
ولا بد ان يكون الفلسطينيون
طليعة الركب وراس الرمح ليسطروا
لانفسهم العزة والكرامة ،
وليقدموا التضحيات التي قدمتها
كل الشعوب التي تحررت وحررت
ارضها واصبحت محل احترام وتقدير
الجميع . ==================== رامي
مخلوف يعري النظام السوري ويسقط
آخر الأقنعة عن وجهه محمد
فاروق الإمام يوم
الثلاثاء العاشر من أيار الحالي
نشرت صحيفة (نيويورك تايمز)
الأمريكية المقابلة التي
أجرتها مع السيد رامي مخلوف
أكبر حيتان الجاه والمال في
سورية وابن خال السيد الرئيس
بشار الأسد، تحدث فيها عن
السياسة والأحداث التي تجري في
سورية ومستقبل النظام السوري
والمنطقة، دون أن تكون له أية
صفة رسمية.. اللهم إلا أنه أحد
التوليفة الأسرية التي تحكم
سورية منذ أكثر من أربعين سنة
(1970-2011). كان
حديث السيد رامي مخلوف مع
الصحيفة الأمريكية آخر قناع
يسقط عن وجه هذا النظام الذي حكم
لأكثر من أربعة عقود تحت يافطة (قيادة
الصمود والتصدي والممانعة
وتبني القضية الفلسطينية
واحتضان المقاومة ودعمها).. رامي
مخلوف لم يكن حديثه مع الصحيفة
الأمريكية الذي دام نحو ثلاث
ساعات حديثاً عن المال والتجارة
والثروة، بل كان حديثاً يعالج
الأحداث الجارية في سورية من
وجهة نظر الأسرة الحاكمة كونه
أحد رموزها الأساسيين، فهو يقول
(إن النخبة الحاكمة في سورية "تكاتفت
أكثر بعد الأزمة"، مشيراً إلى
أنه "على الرغم من إن الكلمة
الأخيرة هي للأسد إلاّ انه يتم
وضع السياسات بقرار مشترك"
فيما بين أطراف هذه النخبة). وعن
الأسرة الحاكمة يقول مخلوف: (نؤمن
بأنه لا استمرار من دون وحدة.
وكل شخص منا يعرف أننا لا يمكن
أن نستمر دون أن نكون موحدين.
ولن نخرج ونترك مركبنا "يغرق".
سنجلس هنا.. إنها معركتنا حتى
النهاية.. ويجب أن يعلموا أننا
حين نعاني لن نعاني وحدنا). وبذلك
يؤكد مخلوف أن الحكم في سورية هو
حكم عائلي وأن القرارات لا تخرج
إلى العلن وتصبح نافذة إلا بعد
تداول رموز العائلة لها بشكل
جماعي قبل إقرارها. من هنا
يؤكد لنا هذا الرجل أن القرارات
وتفعيلها لا يكون من غرفة
عمليات القيادة القطرية لحزب
البعث – كما يظن الناس - وأنً
المادة الثامنة من الدستور التي
تقول (حزب البعث هو القائد
والموجه للدولة والمجتمع)
كليشيه لا قيمة لها، وأن
القرارات لا تصدر عن مكتب
الجبهة الوطنية التقدمية، أو من
مبنى مجلس الشعب، أو من قاعة
مجلس الوزراء.. فكل هذه المؤسسات
الرسمية المكونة للدولة
السورية قد أسقطها رامي مخلوف
من ميزان القوى الفاعلة في
سورية، ليؤكد أنها هيئات هلامية
لا وزن لها ولا قيمة، وما هي إلا
دكاكين أراجوزية تقوم بدور
مسرحي باهت لإيهام المتفرجين أن
هناك في المسرح (كراكوز وعواظ)
يقومان بدور البطولة دون أن
تلحظ عيونهم أن هناك خيوطاً
متصلة بهذه الهياكل تحركها من
الخلف أصابع الأسرة الحاكمة. رامي
مخلوف يعلن صراحة وبكل وضوح في
حديثه أن لا استقرار لإسرائيل
إلا إذا كان هناك استقرار في
سورية (وهو يقصد طبعاً استقرار
النظام) فيقول: (ما لم يكن هنا
"في سورية" استقرار، فمن
المستحيل أن يكون استقرار في
إسرائيل، ولا يوجد طريقة ولا
أحد يستطيع أن يضمن ما الذي يمكن
أن يحصل فيما بعد إذا حصل أي شيء
لهذا النظام لا سمح الله). وهذا
يؤكد ما كنا نذهب إليه دائماً
بأن النظام السوري وجد لحماية
إسرائيل وتأمين الاستقرار فيها
ودليلنا داماً الهدوء وصمت جبهة
الجولان كصمت أهل القبور منذ
العام 1974 عندما وقع النظام
السوري اتفاقية فك الاشتباك عند
الكيلو 54 مع العدو الصهيوني
وتضمنت الاتفاقية – فيما تضمنت
– بنوداً سرية، كان من أهمها:
التخلي عن الجولان، وتأمين
سلامة الحدود الشمالية
لإسرائيل، في مقابل تأمين بقاء
النظام، من خلال دعم اللوبي
الصهيوني القوي الذي يتحكم
بالكونغرس الأمريكي الذي بيده
كل المفاتيح في الشرق الأوسط. وردا
على سؤال يتعلق بما إذا كان هذا
تهديدا بالحرب، قال رامي مخلوف (لم
أقل حربا. ولكن ما أقوله هو: لا
تدعونا نعاني، ولا تضعوا الكثير
من الضغوط على الرئيس "الأسد"،
ولا تدفعوا سورية إلى فعل شيء لن
تكون سعيدة بالإقدام على فعله). أما عن
مواجهة النظام السوري لوتيرة
تصاعد الانتفاضة الشعبية
المطالبة بالحرية والكرامة
فيقول رامي مخلوف بحسب ما جاء في
الصحيفة الأمريكية: إن (النظام
قرر مواجهة الاحتجاجات الشعبية
حتى النهاية). وعن غضب
الشارع السوري عليه يقول (الغضب
الشعبي منه "سببه الغيرة"
والشبهات بأنه يقوم بدور "مصرفيّ
العائلة". وأضاف "ربما هم
قلقون من استخدام هذه الأموال
لدعم النظام. لا أعلم. ربما. ولكن
النظام لديه الحكومة بكاملها
وهم لا يحتاجون إليّ". واعترف
بأنه مثير للغضب في الشارع
السوري، وأن هذا هو "الثمن"
الذي عليّ أن أدفعه). وحذر
مخلوف في حديثه من أن "البديل
عن النظام الحالي"، هم "السلفيون
والمتطرفون" ولن نقبل به لأنه
يعني بالنسبة لنا الكارثة،
ولدينا الكثير من المقاتلين
لمواجهتهم). كلمات
مخلوف ألقت الضوء بأوضح
العبارات على مشاعر لطالما حاول
النظام زرعها بين الناس - إما
نحن أو الفوضى – وتوضح
التكتيكات التي اتبعتها الطبقة
الحاكمة لتناور في ظل التغيرات
التي تعصف بمنطقة مضطربة للحفاظ
على هدفها الأكثر أهمية: "بقاء
النظام". لقد وضع
حديث رامي مخلوف لصحيفة (نيويورك
تايمز) الأمريكية النقاط على
الحروف، وأسقط آخر أقنعة النظام
التي كان يتاجر فيها لسنين
طويلة ويضحك فيها على ذقون
الفلسطينيين واللبنانيين
والعرب، وآن لكل هؤلاء أن
يتخذوا المواقف الصحيحة من هذا
النظام الذي خدر عقولهم كل هذه
السنين الطويلة، وأن عليهم أن
يديروا ظهرهم له ويتوجهوا إلى
الثورة التي تحدت جبروت هذا
النظام وآلة قمعه، وواجهت رصاصه
بصدور شبابها العارية ودفعت
الثمن غالياً ولا تزال تدفع
لانتزاع الحرية التي صادرها
والكرامة التي داسها لأكثر من
أربعة عقود. وآن
لأبناء شعبنا السوري المغررين
الذين فتنوا بهذا النظام وخدعوا
به، أن ينضموا لإخوانهم شباب
الثورة السورية.. وآن لأبناء حزب
البعث الذي جعلته هذه الأسرة
مطية لتنفيذ مآربها وعباءة لستر
جرائمها أن يتحللوا من هذا
النظام الفاشي، الذي ظل لسنين
طويلة يتاجر بمبادئ الحزب
وشعاراته.. وآن لكل أبواق النظام
المنافحين عنه والمدافعين عن
قراراته والمسوقين لجرائمه أن
يثوبوا إلى رشدهم بعد كل الذي
أبان اللثام عنه السيد رامي
مخلوف.. وآن لضباط جيشنا الوطني
أن ينحازوا إلى صف الجماهير
المنتفضة الثائرة وأن لا يكونوا
أداة بيد هذه الأسرة الباغية
وينفذوا أجندتها الشريرة في
حماية الحدود الشمالية
لإسرائيل وقمع الانتفاضة
الشعبية، وأن عليهم وضع حد
لطغيان هذه الأسرة وبغي أجهزتها
الأمنية وفرق موتها (الشبيحة)
وميليشيات لجانها الشعبية التي
تذبح وتقتل وتستبيح وتدمر وتسرق
وتنتهك المحرمات، والرجال
مواقف.. ففوزوا بهذا الشرف الذي
لا يعلوه شرف، والذي سبقكم إليه
جيش تونس وجيش مصر.. وسيذكر
التاريخ موقفكم الوطني ويسجله
بحروف من نور!! ============================ دول
في غفلة من الشرعية..النظام
السوري نموذجا *روشن
قاسم بعد
احتلال العراق في 2003 من قبل
الولايات المتحدة الامريكية،
الكثيرون راهنوا على وجوب اعادة
النظر من قبل انظمة بالمنطقة في
حساباتها، ليس انطلاقا، من
احتلال بلد كما يحلو للبعض
تسميتها اوتدخلا في الشان
الداخلي او مؤامرة، او اطماع
خارجية، خاصة ان هذه التوصيفات
لم تكن على مر عقود حكم تلك
الانظمة بمواقف جديدة، بل بات
يشكل رد فعل تلقائي، اسماع
الشارع العربي مستعدة لتمريره
دون حواجز، بعد كم الجراعات
الهائلة من وخز ادمغتهم بالخطر
الذي يقف على ابواب اوطانهم،
وتتربص بامنها وبكينونيتها. وماكان
غريبا ان مشاهد سقوط تمثال صدام
حسين لم يشكل ادنى تصور لدى تلك
الانظمة عما يؤول اليه الرمز
بعد سقوط قناع التسلط، وفقدانه
استحقاق الرمزية التي اعتمدت
على كم الافواه واحتكار الوطن،
ماركة مسجلة باسمه، ومنة تتصبح
الشعوب وتمسي على تحمل
تبيعاتها، من وجوب الامتتان
الحمد والشكر...، في المساجد
والكنائس، وعلى الارصفة في
المقاهي والازقة، في كل بقعة من
خارطة الوطن، يجب ان يكون هناك
امتتان على نعمة وجود القائد
الفلان، الذي بدونه يفقد الوطن
معناه، ويدخل في متاهة الفوضى،
ويغدو الوطن بلا كرامة منتهكا . وجوه
بشعة ومثيرة للاشمئزاز، تظهر
على الملئ، فبعد سقوط كل طاغية
وهو الشيئ الشرعي الوحيد في
اوطاننا، سؤال يثار في لحظة
المفارقة، لدى استجداء القائد...،
تارة مذكرا شعبه بانتصاراته،
واقناعهم تارة اخرى بانه يرغب
بالاصلاح، وتارة يحذرهم من سوء
المصير، واخيرا يفصح عن عدم
رغبته في ترك المنصب، مشاهد
مقززة تتالت في موسم ربيع
الثورات، والتي تثير التهكم على
تاريخ ومرحلة وحقبة انظمة
بطولها وعرضها فاقدة الشرعية،
وكيف كانت هذه الشعوب تهاب
وتخاف من هذه الوجوه؟ وان ما
حدث لصدام هو ارحم الف مرة، من
مامرت وتمر به الانظمة العربية
من مهازل، مؤخرا، فتكثيف الزمن
بين المتتاليات من الانظمة
المهددة بالانقراض، سلطت الضوء
على هيستريا التحكم والتسلط،
وفتحت مجالا واسعا
للسيسيولوجين ليطلعوا عن قرب
على نماذج هيستيرية قرؤوا عنها
فقط في كتب التاريخ . وفي
سوريا المشاطرة لليبيا في قسوة
الحقيقة، وتجلياتها تظهر في
ارتفاع عدد الضحايا، ومرارة
واقع غياب الجيش كمعنى في
مجريات المشهد الاحتجاجي
الشعبي، واثباته انه لم يخرج من
رحم الوطن، ولايمت بترابه بصلة،
الا ان سوريا انفردت عن سواها في
استهلال المؤامرة بكل اريحية،
بعيدة عن كونها حالة اضطرارية
لجأت اليها انظمة سبقته في
السقوط، مجددة اللعب في الوقت
نفسه على اوتار المقاومة، ولكن
ماغاب عن النظام السوري ان
مااعتاد على ذكره مبررا لمدى
عقود على الحكم الممنهج القمعي،
قد يفيده في اطالة مسافة السقوط
لاغير، خاصة بعد لجؤوه الى
ترويج نظرية مغايرة للنهج
الاسدي في سوريا، والذي اعتمد
على الصراع العربي- الاسرائيلي،
وابتعد كل البعد عن التعددية،
حتى باعتبارها واقع حال سوري،
فمجرد خوض الاعلام السوري
،الان، في وجود فتنة طائفية،
دليل على انسداد شريان الصمود
والمقاومة، أمام شعارات غابت
عنها ذكر امريكا واسرائيل
واقتصرت على مطالبات بالكرامة
مشروطة مسبقا بتحقيق نظام
ديمقراطي. وفي
الجانب الاخر، ففي الوقت الذي
تعلو فيه اصوات مكررة على اسماع
السوريين -الصمة - كلمة "المؤامرة"،
تمتلئ نفوسهم بنشوة هذه
المؤامرة، وحتى مشاهد ضحايا
شعار "يسقط النظام"، تعيد
لواقع الحال مصداقيته لاول مرة،
وانه كم كانت مسكينة هذه الشعوب
وهي تهلل لعدو داخل حدود وطنها
طيلة سنوات مهلوسة، لم تتمكن
اصوات مثقفين ومفكرين ومتنورين
في معادتهم الفكرية انظمة
الحكم، اعادة الاعتبار للارادة
و ان الانظمة ليست قضاء وقدرا
تقضي الارتضاء، والابدية ليست
من صفات الانظمة. وفي
الانموذج السوري على مستوى
المواطن فان ، كسر حاجز الخوف
لدى الرعية- المواطن- او
الاغلبية المسحوقة، في زمن اصبح
ينذر بقدان الرموز بريقها بعد
تراكم غبار الشعارات على
اقنعتها، و طول موسم شح
الانتصارات، التي طال انتظار
السوريين لها، واهلكتهم ضرائب
الانتصار الموعود المدفوعة
سلفا، من قمع واستبداد تحت مسمى
الشعارات المتصدأة من الممانعة
والمواجهة والصمود والتصدي،
ليعنون ربيع الثورة في سوريا
بكسر حاجز الخوف. الا ان
قراءة السلطة لم تكن في محلها في
فهم كسر حاجز الخوف وهي تعتمد
الترهيب، في محاولة للاحتفاظ
بالقلة المتبقية من من لم يجهر
بعد بارتداده عن نهج النظام
البعثي، الذي تناسى في محاولة
فاشلة اجترار صلاحية، ومشاهد،
العراقين الذين مزقوا صور من
كان بالامس يفتدونه بالروح
والدم، ليتهافتوا بعد منتصف
طريق سقوط النظام، للنيل من
بقايا صور وتماثيل تعود لعهد
حكم صدام حسين، لتمزيقيها
وتفتيتها، واعادة الاعتبار
للشعب الذي لطالما كان غائبا عن
اخذه لاي اعتبار من قبله. اما من
راهن على صلاحية النظام،
انطلاقا من رؤية هرمة تتبنى
ايدولوجيا معينة وتتهيب من
ايديولوجيات مضادة، قد تتربع
على موجة الثورات وتقودها وفقا
لاجنداتها، اكثرت من التنظيرات
والتأويلات والتحليلات
والقراءات المستفيضة الى حد
الملل، لتحذير من فوضى ما بعد
الثورة، ولكنها اخفقت بعد ان
صدحت حناجر المتظاهرين في جمعات
ربيع الثورة وتشيعات شهدائها،
بشعارات لها نفس المضمون، وهي
المطالبة باسقاط النظام لاغير. اما
الخيارين الذين اعتمدتهما
السلطة السورية كما اتبعتها
انظمة اخرى مشابه ، بوضع شعوبها
بين فكيه، وهما اما ان تكون مع
النظام او خائنا وعميلا ، لم يعد
مجديا، امام موجة الاحتجاجات،
ورزمة ملفات الفساد الاداري
والمالي للانظمة، وهذا جعل
النظام السوري يقدم مجبرا على
اطلاق وعود بالقيام باصلاحات،
ولكن بشكل مماطل، تبدأ بتقطيرها
بعد ان تكون مواجهاتها مع مطالب
رافعي راية ربيع الثورة، حصدت
مئات او الاف الضحايا واهدرت
الدماء، هذه الاصلاحات تبدو
رخيصة امام النضج العالي لحركة
الثورة واصرارها على عدم العودة
للخلف، فالنظام السوري يمر في
نفق السقوط وهو امام مفترق طرق،
اخطأ الاختيار، ليس صدفة او سوء
طالع، انما نهاية حتمية لنظام
ترك للسوريين ماسي كثيرة،
وموروثات من الفساد و نتيجة
حتمية امام استحقاقات مرحلية،
والاصلاحات المتاخرة انما هي
مواد تجميل رخيصة، لن تتمكن من
اخفاء ترهلات وتجاعيد من يحكمون
سوريا، كما ان عدم استيعابهم
لدروس لقنتها الشعوب لاقرانهم
في القمع والاستبداد، دليل واضح
على خرف البعث السوري وعدم
اهليته ووجوب الحجر عليه
ومكاشفته بعجزه على المضي. *اعلامية
======================== د.
فايز أبو شمالة لا ينكر
عربي دور سورية الوطني في
التصدي للمشروع الأمريكي، وفتح
الأبواب لتزويد حزب الله
بالسلاح، ودعم المقاومة
الفلسطينية، ولكن لا ينكر عربي
حق الشعب العربي السوري في
اختيار حاكمه، واعتماده
الديمقراطية نهجاً في اختيار
ممثليه في البرلمان، ولاسيما أن
اختلاف الرأي، وتعدد الرؤى
السياسية من مقومات
الديمقراطية التي صارت من
أولويات حقوق الإنسان في هذا
الزمان، ولنا في عدونا
الإسرائيلي الذي يغتصب أرضنا
خير مثال في تطبيق الديمقراطية،
وتبادل السلطة بين الأحزاب
السياسية؛ التي تتنافس فيما
بينها على سلامة الدولة
الغاصبة، وضمان قوتها، وتفوقها
على العرب. وماذا
يضير أي حاكم عربي لو أطلق
العنان لحرية الرأي، وتعدد
الأحزاب السياسية، وفتح باب
الخلافات في الرأي، والاجتهاد
في طريقة التودد للشعب، والتقرب
منه بالقول والفعل؟ وماذا يضير
لو اعتمدت سورية العربية نهج
الديمقراطية في تبادل السلطة؟
وما الذي يمنع أن يكون بشار
الأسد رئيساً لسوريا من خلال
الانتخابات الديمقراطية، وأن
تكون "آية نور الدين الأتاسي"
في موقع "تسفي لفني" زعيمة
حزب المعارضة الإسرائيلي، التي
تناظر حزب نتانياهو، وتقارعه
أمام صندوق الاقتراع بالعمل وسط
الجمهور، وتنافسه على مرضاة
الشعب، وفي الوقت نفسه تقف من
خلفه في أي معركة
عسكرية؟. وماذا يضير لو صار بشار
الأسد بعد ذلك زعيماً للمعارضة،
وصارت "أية نور الدين الآتاسي"
رئيساً لسوريا؟ الدولة التي لن
تكون ملكاً لشخص، ولن تصير مطية
لحاكم على مر الأجيال. لا يصح
لعربي توجع من الاغتصاب
الإسرائيلي لأرضه، واكتوى من
نار الاحتقار الإسرائيلي
لحقوقه الإنسانية، أن يصمت أمام
ما يجري في سوريا، ولا يصح لعربي
تأذى من الغزوٍ الأمريكي، أو
أهين يوماً من حاكم مستبد، لا
يصح له أن يمر على الأحداث التي
تحري على الأرض السورية دون أن
يتعاطف مع الشعب السوري في
محنته، ودون أن يدعو لهذا الشعب
بالنصر المبين، ولاسيما حين
يقرأ كلمات المرأة العربية "آية
نور الدين الأتاسي" ابنه
الرئيس السوري نور الدين
الآتاسي، الرئيس الذي انقلب
عليه وزير دفاعه "حافظ الأسد"
سنة 1970م، وأودعه الزنزانة اثنين
وعشرين عاماً، تجرعت خلالها
ابنته "آية" ألم الفراق،
وحين خرج أبوها من الزنزانة،
سافر إلى فرنسا للعلاج من مرض
السرطان، ولكنه مات بعد أسبوع
واحد من خروجه. تقول "آيه
الآتاسي": يمر وجه أبي بين
وجوه المعتقلين السياسيين،
ليذكرني كم هي كثيرة الحكايات
التي تشبه حكاياتنا. آباء
يختفون في السجون، وأطفال
يكبرون خارج الزمن، لا نريد
لأطفال سورية مستقبلاً يشبه
ماضينا. إنها
دعوة إلى الحرية دون انتقام،
فكيف لا يجاري دمع الأحرار
الدمعة التي تسيل على خد سوريا؟
وكيف لا تبكي الثاكل للثاكل،
بينما الحزن بحر يضرب موجه
شواطئ العرب التي غرقت موانئها
بحكم الفرد، وتسلط الحزب
الحاكم؟. ========================= العالم،
بدون إسرائيل، أكثر أمنا د.
أكرم حجازي لو
تأملنا قليلا عينة من كبرى
الصراعات العربية والفلسطينية،
البينية والدولية، لتبين لنا أن
ثمنا باهظا تم دفعه في كل مرة
لطي صفحة صراع ما. فالقطيعة
التاريخية ما بين سوريا والعراق
(1978) لم تتوقف إلا بعد غزو
العراق، واحتلاله، وتمزيقه شر
ممزق، وإخراجه من أية فاعلية
فيما أسمي بالصراع العربي
الإسرائيلي. وكذا الصراع الليبي
مع الغرب. فلم ينته إلا بالخضوع
التام للأطروحة الأمريكية،
وتفكيك البرنامج النووي ودفع
عشرات المليارات من الدولارات
تعويضا عن تفجير طائرة Pan
American فوق بلدة لوكوربي في اسكتلندا
(1988). والصراع الفلسطيني
الأردني، أواخر ستينات القرن
العشرين، انتهى بإبعاد الثورة
الفلسطينية عن الساحة الأردنية
نحو ساحة صغيرة (1971). والصراع
الفلسطيني مع سوريا (1983) لم يتم
تجاوزه إلا بإخضاع الطرف
الفلسطيني ودفعه نحو الاعتراف
بحق إسرائيل في الوجود قبل
التوقيع على اتفاق أوسلو (1994).
فهل يعقل أن يتم تصفية الصراع
الفلسطيني – الفلسطيني بلا
ثمن؟ ظل
ملف المصالحة الفلسطينية يراوح
مكانه طويلا بسبب ما اعتبرته
حركة حماس تباينا فيما بين
مضمون الاتفاق الذي تم التوصل
إليه مع حركة فتح والنص المطلوب
منها توقيعه. وللوهلة الأولى
فإن توقيع اتفاق المصالحة أخيرا
في مصر ما بعد الثورة قد يعني
زوال الاعتراضات على النص
القديم. لكن العبارات اللافتة
التي فاه بها خالد مشعل، خلال
كلمته التي ألقاها في حفل
التوقيع الثورة (4/5/2011)، كانت
تعبر عما هو أبعد كثيرا من مجرد
تجاوز نقاط الخلاف على الورقة
القديمة. يقول
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس:
« إننا مستعدون لدفع أي ثمن من
أجل المصالحة ومعركتنا الوحيدة
هي مع إسرائيل ... نريد الاستعجال
منذ هذه اللحظة الصعبة لتحقيق
المصالحة لكي نتفرغ لمشروعنا
الوطني وترتيب بيتنا الداخلي في
إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة
التحرير ... ونريد أن تكون لنا
قيادة واحدة ومرجعية واحدة
لأننا شعب واحد ... نريد إقامة
دولة فلسطينية مستقلة على الضفة
الغربية وقطاع غزة بدون
مستوطنين وبدون التنازل عن شبر
واحد وبدون التنازل عن حق
العودة». الثابت
أن إسرائيل التي دأبت، خاصة مع
تولي أرييل شارون رئاسة
حكومتها، على ترديد العبارة
الشهيرة: « لا يوجد شريك فلسطيني
للسلام »؛ ترجمت العبارة واقعيا
عبر تصفية كل الرموز الفلسطينية
العسكرية والسياسية والأمنية
وحتى الاجتماعية. والثابت أيضا،
لدى كل مراقب وخبير بالشأن
الفلسطيني، أن السلطة
الفلسطينية، التي يديرها فعليا
الجنرال الأمريكي كيت دايتون،
باتت، في سلوكها وسياساتها
وأدائها وقراراتها، رهينة
بامتياز للمطالب الإسرائيلية
والأمريكية والمصرية. وبالتالي
فكيف يمكن لسلطة هي أعجز من أن
تتخذ قرارا ولو بمستوى الإفراج
عن معتقل زج به، شبهةً، الجنرال
دايتون في السجن!!! أن توقع اتفاق
مصالحة؟ ذات
السؤال الأخير ينطبق على مصر،
ما بعد الثور، لاسيما وأن
السلطة القائمة فيها ليست حتى
سلطة دستورية، ولا هي بقادرة،
حتى اليوم، على استعادة هيبة
الدولة التي تخشى شرطتها النزول
إلى الشوارع وحماية العامة من
حشود البلطجية الذين صاروا
كقطاع الطرق في وسط المدن
والأحياء؟ وذات
السؤال أيضا ينطبق على حركة
حماس. فما الذي يجعلها متعجلة
ومستعدة « لدفع أي ثمن من أجل
المصالحة»؟ وما هو هذا الثمن
الذي لا يمكن أن يكون بأي حال من
الأحوال محصورا فقط بنقاط
الاختلاف السابقة على
المصالحة؟ المؤكد
أن حالة الثورة العربية الراهنة
تبعث على القلق لدى إسرائيل وكل
القوى المحلية والعربية
والدولية. فأي تغير جوهري في
الحالة العربية سيعني تغيرا
مماثلا في سمات وخصائص النظام
الدولي الذي جرى تشييده على
أنقاض الخلافة الإسلامية ووحدة
العالم الإسلامي، وفي القلب منه
العالم العربي. وعليه فإن ما يجب
ملاحظته والتوقف عنده مليا أن
هذا النظام لا يمكن له أن يستمر
إذا ما حصل العرب على قدر من
الحرية، لاسيما وأن مبدأ الحرية
للعرب يتناقض بنيويا مع وجود
إسرائيل واستمرارها، مثلما
يتناقض وجودها مع الشريعة
الإسلامية. إذن؛
لا يمكن للعرب أن تستقر مطالبهم
بالحرية في إطار النظام الدولي
كما حصل بالنسبة لشعوب دول
أوروبا الشرقية مع انهيار
الاتحاد السوفياتي مطلع
تسعينات القرن العشرين. ولو كان
الأمر كذلك لما تصاعد سقف
المطالب تباعا. فالثورات
العربية انطلقت من شعارات بسيطة
لم تتجاوز الاحتجاج على لحظة
ظلم. لكنها مع الوقت طرحت مطالب
تدرجت من التشغيل والتنمية
والعدالة إلى أن أطاح شعار
الكرامة بواحد من أعتى أجهزة
الأمن والقمع العربية. ومع
انطلاقة الثورة المصرية ارتفع
الشعار التاريخي الشهير « الشعب
يريد إسقاط النظام»، ثم شعار «
الشعب يريد محاكمة النظام».
وكلها شعارات يفرزها ويغذيها
المخزون التاريخي من الظلم
والاستعباد التاريخيين. ومع
أن الحدث الثوري لم يتبلور بعد
إلا أنه، رغم الانتكاسات، ما
زال حدثا متفجرا في أكثر من بلد
عربي، ومستمرا بكل الشدة التي
يحتاجها .. بل أن مفاعيله بادية
للعيان، ولو أنها بطيئة، فيما
يتصل بمراقبة فلول الأنظمة
المتوارية، سواء عبر استمرار
الاحتجاجات، أو عبر الملاحقات
القانونية للرموز البائدة، أو
عبر البحث عن الثروات المنهوبة. هذه
الحالة تشبه بالضبط مرحلة نزع
القشرة التي تختصر الوقت
وتمكِّن الشعوب من معاينة ما
يحتويه اللب من كوارث وفواجع
على كل مستوى. وسيكون من
المستحيل إخفاء الحقائق لاحقا
عن الشعوب كلما تفجرت
الاحتجاجات في بلد ما أو سقط
نظام هنا أو هناك. وهذا بلا شك
سيعني أن الشوارع ستظل مشتعلة
إلى أمد غير منظور، وأن
المحتجين لن يتواروا عن الأنظار
حتى لو اضطروا إلى رفع شعارات من
نوع: «عالجنة رايحين شهداء
بالملايين »، كما يحصل لأول مرة
في الثورة السورية. والسؤال: ما
الذي سيمنع الشارع العربي من
رفع شعار: « الشعب يريد إزالة
إسرائيل»؟ ومن هي القوة القادرة
على ردع الشارع حينذاك؟ لا
أحد يستطيع منع الشارع، ولا أحد
يستطيع ردعه أبدا. لذا، وبخلاف
عربدة إسرائيل الظاهرية، أو
ردود فعلها تجاه المصالحة،
فالأكيد أن ورقة تسوية القضية
الفلسطينية، وليس المصالحة
فقط، هي الأثمن بالنسبة لها
باعتبارها خط الدفاع الأخير
عنها، إذا ما اعترضت حركة
الشارع وجودها في لحظات قادمة
لا محالة. وفي هذا السياق،
بالضبط، تأتي المصالحة التي
تبدو استثمارا، متعجلا
كالعادة، لقوى براغماتية دائما
تأتي مطالبها أقل من مطالب حركة
الشارع المتفجرة. وإذا تعمقنا
أكثر، وبغض النظر عن القراءات
العاطفية والسطحية للمصالحة،
وكأنها الإنجاز الأعظم للأمة،
فالمصالحة أشبه ما تكون بصفقة
سياسية تعبر عن احتياج إسرائيلي
وعربي وإقليمي ودولي. صفقة
تراءت للقوى الفلسطينية، التي
طالما سعت إليها دون جدوى، كما
لو أنها ثمرة ناضجة سقطت بين
يديها دون عناء!!! هذا هو الثمن
الذي يجري دفعه لإنجاح
المصالحة، وهو الذي، به يجري،
قطع الطريق على حركة الشارع
بحيث يبدو الفلسطينيين
واليهود، مقدمون على التصالح
والتعايش فيما بينهما!!! فماذا
سيقول الشارع حينها؟ لكن
الثابت أن النظام الدولي القائم
منذ مائة عام، بصيغة سايكس –
بيكو ما كان له أن يستمر دون
وجود إسرائيل في قلب منطقة
حيوية قادرة على تغيير مسار
التاريخ باستمرار. وما كان له أن
يستمر وسط أي بصيص من الحرية
والشعور بالأمن والأمان
والقدرة على الفعل .. وما كان له
أن يستمر لولا نظم الطغيان
والاستعباد .. وما كان له أن يوجد
أو يستمر لو كان العرب أو
المسلمون شركاء في بنائه. إسرائيل
هي الباروميتر الذي تقيس به
الولايات المتحدة والغرب قوة
النظام الدولي القائم حاليا
ومدى تماسكه واستمراريته. ولو
لم تكن إسرائيل في قلب المنطقة
لما تدخلت الولايات المتحدة في
الثورات العربية أو في العراق
أو في عموم المنطقة وكدست فيها
أفتك أنواع الأسلحة، بهدف وحيد
هو حماية أمن إسرائيل كصمام
أمان وعنوان للهيمنة والسيطرة
المطلقة والثابتة على المنطقة.
وعليه فإنْ كان ضعف إسرائيل أو
قوتها يعكس، بلا مواربة، قوة
النظام الدولي الراهن أو ضعفه،
فمن الطبيعي أن يكون كل تهديد
لإسرائيل هدفا للاعتراض عاجلا
أم آجلا، وبأية صورة ممكنة. هذه
المعادلة قائمة إلى أن تتخلص
الشعوب العربية من رؤوس الطغيان
والاستبداد فيها، وتبدأ بإزالة
ركام الظلم والفساد، ومعاينة
رأس المال المتبقي. بعدها ستدرك
أنها لم تحصل على حريتها، ولا هي
تخلصت من الهيمنة والتبعية، ولا
هي سيدة نفسها وقرارها، ولا هي
صاحبة الحق في تقرير مصيرها ..
حينها، فقط، ستكتشف أن العالم
بلا إسرائيل سيكون، قطعا، أكثر
أمنا من بقائها .. وآنذاك، فقط
أيضا، سيبدأ العمل. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |