ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوسمة العهر والخيانة..الصورة والكلمة في مواجهة الدبابة
والذبح نوال
السباعي - مدريد تمضي
الحملة الإعلامية السورية إلى
أقصى ما يمكن تقديمه من تزييف
للحقائق على أرض الواقع، الذي
يئن بما فيه ومن فيه، نتيجة
الحملة العسكرية الموازية،
والتي ذهب بها النظام كذلك إلى
أقصى ما يمكن، وكان في ذلك
هزيمته، إذ أحرق كل أوراقه،
ووقف عاريا أمام الرأي العام
العربي. تقوم
أذرع الإخطبوط الإعلامي السوري
بدور سِمَتُه الفقر المدقع إلى
المصداقية والاحترام، دور بدا
وكأن كثيرا منهم يؤدونه
مكُرهِين!، ادعوا فيه التحليل
السياسي، واجتهدوا لينفوا عن
أنفسهم تهمة "التحدث باسم
النظام"، في الوقت الذي لا
يظهر من النظام إلا هؤلاء
القوم، أما الكبار.. فقد اختفوا،
ظهر وزير الإعلام ليتحدث عن
الحوار!، كيف لا؟ والمعركة
الإعلامية تكافئ العسكرية!،
وظهر وزير الداخلية وفقط.. لينفي
وجود قبور جماعية في
"سراييفو" و"جنين"
سورية: درعا!! يخرجون
جميعا وفي وقت واحد مرددين نفس
الأفكار ونفس العبارات، بينما
يقومون بدورهم الأساسي، توجيه
الإهانات والشتائم والاتهامات
لرجال ونساء الإعلام
"الحرّ" الناطق بالعربية. كل
مواطن سوري صار مراسلاً عندما
أغلقت الحدود في وجه الصحافة
العالمية، التي علّق النظام
السوري على صدرها وساما بعدم
النزاهة!!، كل آلة تصوير أصبحت
سلاح دمار شامل، كل كلمة تُكتب
في الانترنت صارت صك تآمر،
وبدأت المعركة.. الدبابة وسكين
الشبيحة في مواجهة الصورة
والكلمة!!، معركة غير شريفة وغير
إنسانية وغير أخلاقية وغير
طبيعية. لم يعجب
النظام السوري الذي يعيش ويتصرف
خارج الزمان، أن تُنشر جرائمه
على الملأ، كان يودّ أن يبقى في
نظر العرب نظام الصدّ والمنع
الإعلاميين!، سامّ شعبه سوء
البلاء أربعين عاما باسم
المقاومة، وصبر الشعب السوري
وصابر ورابط من أجل عينيها،
اللتين أصابتهما غشاوة،
فأصبحتا بحاجة إلى عدسات
مُقَوِمة، ترى فيهما بشكل أوضح
ما يجري في سوريا!، مواقف "حسن
نصر الله"، و" خالد مشعل"
مخزية من ثورة ومحنة الشعب
السوري!!، الذي وقطعا سينسى..
وسيغفر.. لأنه يعلم ويدرك دوره
ومكانه من القضية ومن المقاومة. تمضي
أبواق النظام ممن حُمِلوا
منظومة أخلاقية استثنائية!!، في
توزيع أوسمة العهر والخيانة،
على الفضائيات التي يحاول
رجالها ونساؤها نقل الحقيقة بشق
الأنفس، ممزقين بين توجهات
إدارات قنواتهم التي تأخر بعضها
خمسة عشر يوما على الأقل في
تغطية أحداث سوريا، ومازالت لا
تغطيها بنفس المستوى الذي قامت
به مع ثورات تونس ومصر وليبيا
واليمن، وبين أداء واجبهم
المهني والأخلاقي والإنساني
والقومي، فيم يتعلق بالشعب
السوري الذبيح، رغم ذلك لم تنج
لا العربية ولا الجزيرة ولا
البي بي سي ولا الحوار، من
الاتهامات الجاهزة، بالخيانة
والتآمر وتأجيج الشارع السوري
وتنفيذ الأجندات السريّة!!،
بالضبط كما يفعلون مع المعارضين
في الخارج، الذين منحهم النظام
السوري نفس الأوسمة، لأن النظام
السوري لا يريد أحداً يقول
الحقيقة، ولا
يريد لأحدٍ أن يقدم تفسيرا
موثقا عما يجري في سوريا، ولا
يريد من أحد أن يعرف كيف يردّ
عليه بالحجة والمنطق، في حرية
وبعيداً عن حدّ السكين على
رقبته. يقتل
النظام شعبه.. ويذبح ويغتصب،
ويغسل الدماء، ويحاول إخفاء
الجثث، ثم يأتي بأبواقه ليشرحوا
وجهة نظره هو وحده أمام رأي عربي
عام مشدوه بهذا الاكتشاف
المذهل!.ولا يخرج الإعلام
السوري في هذا عن السياسات
الإعلامية للأنظمة المجرمة بحق
شعوبها مرتين، مرة بالكذب، ومرة
بالتخوين. كنظام
القذافي وأولاده، وكالنظام
"المضحك" المبكي في اليمن،
والذي كنّا نظن فيه بعض الخير
والحكمة، حتى قام يستنسخ ما
يجري في كل من ليبيا وسوريا،
وبدأ على الأرض بتنفيذ الخطة
الإجرامية البديلة، التي
ستمنحه مكاناً يليق به في صفوف
أكابر مجرمي الحرب في منطقتنا. لقد بلغ
الإجرام بشبيحة الإعلام هؤلاء
إلى أن صار التغيير والإصلاح
والحرية، أهدافا شخصية لهم،
يجعجعون بها، على أنهم معارضة!!،
لقد نسوا أن أوسمة الشرف والعار
لا يمنحها إلا التاريخ..كائنة ما
كانت قدرة البعض على المداهنة
والتلفيق، في زمن المحنة
والزلزلة، حيث للحرية لون الدم،
وللحق رجاله الذين امتلأت بهم
السجون، وبعضهم، رفضت الأرض أن
تخفي جريمة قاتليه، فأخرجت أرض
درعا أثقالها، وجاءتنا تحدث
أخبارها، عن مذبحة تجري في
أوائل القرن الواحد والعشرين،
في بلد..كان الجميع يظنون أنه
بلد الأحرار، الذين يحمون
الديار والأعراض،والقضية! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |