ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
على
الديكتاتورية أن ترحل , و
يجب البدء فورا بأوسع "حوار
وطني" بين كل
السوريين دون خوف أو تهميش أو
قمع مازن
كم الماز
ليس هذا
هو الوقت المناسب لتحليل شخصية
بشار الأسد , و لا لدراسة بنية
النظام السوري أو العلاقات بين
أفراد العائلة الحاكمة في سوريا
اليوم , فكل هذا الآن اصبح ينتمي
للماضي , الشعب السوري يستعد
الآن ليقلب صفحة النظام , ليضعها
وراءه , لقد حكمنا النظام لعقود
لسبب وحيد فقط , هو الخوف , و
القمع , لأنه درب و ربى نصف مليون
– مليون عنصر مخابرات و شبيحة
مستعدين لقتل و ضرب و سحل من
يجرؤ على أن يفتح فمه , لكن الشعب
السوري اليوم تغلب على خوفه , و
لذلك أصبحت كل قوى النظام صفرا
كبيرا , لا تستطيع أن تفعل أكثر
من قتل و ذبح المئات أو حتى
الألوف لكن لن تستطيع أبدا بعد
اليوم أن تقتل رغبتنا و إرادتنا
في أن ننتزع حريتنا من براثن
الديكتاتورية , على النظام أن
يرحل بكل بساطة لأنه لن يستطيع
بعد اليوم أن يحكم شعبا لا و لن
يخاف , النظام ساقط عمليا , ما
ينتظره هو
فقط موعد إعلان موته الرسمي ,
لكن هناك شيء هام جدا آخر يبقى
على هذا النظام أن يقرره , و هذا
هو سبب الحديث عن بشار الأسد
الآن , و هي درجة الألم التي
سترافق نزاعه الأخير و التي
سيتركها وراءه كآخر ذكرى لأيام
الخوف و الموت و الفقر و القهر ,
و التي ستترك تأثيرا يتجاوز
مرحلة النزاع الأخير للظام إلى
العلاقة بين الفقراء السوريين و
السوريين العاديين من كل
الطوائف و القوميات بعد موته
الحتمي اليوم , أنا أعتبر أنه من
الضروري اليوم و لآخر مرة أن
يخاطب أحد ما بشار الأسد , لكي
يطلب منه أن يجعل رحيله و رحيل
نظامه أيسر ما يمكن , أقل كلفة
على السوريين , اليوم بالذات ليس
لدي أي شك أن النظام قد أصبح من
الماضي الأليم لسنوات الخوف و
الصمت و القهر , يستطيع النظام
أن يتفادى مصيره لبعض الوقت ,
هذا صحيح , فهو ما زال يحتفظ بقوة
تستطيع القتل و التدمير , لكن
مصدر قوته ( و بقائه و استقراره )
الحقيقي و هو الخوف الذي زرعه و
رباه و غذاه طويلا في قلوب و
عقول السوريين العاديين قد سقط ,
صحيح أنه ما زال بإمكانه أن يقتل
المزيد , أن يدمر الكثير و يعتقل
الكثير , أن ينتهك , يسحل , يعذب ,
لكن هذا كله لن ينقذه ابدا ,
سجونه لم تعد تتسع للأحرار من
هذا الشعب , و مثل أية
ديكتاتورية تواجه شعبا لا يخاف
الموت في سبيل حريته , لم يعد
أمامه إلا أن يرحل , هنا اقول , و
اعتقد أن الكثيرين يريدون قول
تلك الكلمات الأخيرة لبشار
الأسد ذاتها , ارحل بهدوء , ما
فعلتوه حتى اليوم يكفي , يكفي
على الأقل لتعرفوا أنكم اصبحتم
من الماضي الذي يجب أن نطوي
صفحته فارحل , اجمع أشيائك و
ارحل , لا دباباتك و لا حتى أسلحة
الدمار الشامل تستطيع اليوم أن
تقمع تعطش هذا الشعب لحريته ,
فاحمل أشياءك و ارحل , أزعم أن
الموضوع لا يقف عند مستوى
الاحتجاجات و المظاهرات الحالي
الكافي بالفعل لإسقاط النظام ,
أنا شخصيا لا شك عندي أنه إذا
قرر النظام الاستمرار في قتل
السوريين دفاعا عن طغيانه , أنه
في الغد , أو بعد غد , الجمعة
القادمة أو التي تليها أو ربما
التي بعدها , سيفاجئنا الشعب
السوري , تماما كما كان يوم 25
يناير مفاجأة لنظام مبارك ,
سيفاجئنا بأنه , بغالبيته
العظمى , سيخرج إلى الشارع , في
كل مكان , و خاصة في حلب و دمشق , و
انه خلال ساعات , أيام ربما ,
سيهزم كل قوى النظام المتبقية ,
كلنا اليوم درعا , كل الأمكنة
درعا , سوريا اليوم تصنع ميدان
تحريرها و انتم لست من المدعوين
, و لأننا يجب ان نعيد بناء سوريا
مرة أخرى , أن نحاول ان نبنيها
على أساس الحرية , حرية كل منا , و
العدالة بيننا جميعا , و
المساواة بيننا جميعا , حان
الوقت لنبدأ "حوارا وطنيا"
حقيقيا , بين كل سوري و جاره , بين
كل سوري و كل سوري آخر , لنتفق
على ما نعنيه بهذه الحرية و
العدالة و المساواة التي نريد
أن تكون اساس حياتنا القادمة ,
انتهى الخوف و قريبا سيرحل
الجلادون , قريبا جدا , و لن يكون
أمامنا إلا أن نبدأ بالحديث مع
بعضنا البعض لأول مرة دون خوف ,
دون ظل الجلاد الثقيل , دون
قضبان سجن الديكتاتورية الكبير
الذي كان يتسع لكل السوريين
العاديين و الفقراء و الرعاع ,
سيفر الجلادون قريبا و ستسقط
جدران السجن , و ستكون أمامنا
فرصة استثنائية لكي نعيش أحرارا
دون أي سجن أو قهر أو قمع , أن
نعيش معا أحرارا و متساوين على
هذه الأرض , لم نسحق
الديكتاتورية بعد و يجب الا
نشرب بعد نخب الحرية , لكن يجب أن
نحضر أعذب خمورنا ليوم العيد
القريب و أن نبقي أعيينا على ضوء
الفجر القادم , ليل النظام إلى
زوال , و ظلامه ينهار أمام
ضرباتكم , إنه ينقشع كل لحظة مع
كل صرخة في سبيل الحرية , و ها هو
ذا يلفظ آخر أنفاسه اليوم , أما
نحن , فإننا اليوم , و غدا , نولد
من جديد ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |