ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجدداً
تلقي كلنتون بحبل النجاة لسفينة
الأسد الغارقة محمد
فاروق الإمام وزيرة
الخارجية الأمريكية هلري
كلنتون تلقي بحبل النجاة لسفينة
الأسد الغارقة بعد أكثر من
شهرين من تفجيره شلالات الدماء
في سورية التي أودت بحياة أكثر
من ألف ضحية، من بينها نساء
وأطفال وشيوخ، وجرح أضعاف هذا
العدد، وسوق أكثر من عشرة آلاف
مواطن إلى أقبية التحقيق، حيث
ممارسات التعذيب الجسدية
والنفسية غير الإنسانية بحقهم
والتي تفوق تصور الخيال
الإنساني، إضافة إلى حصار المدن
وترويع السكان، ومنع الحليب عن
الأطفال والدواء عن الجرحى
والماء والغذاء عن الناس، وقطع
الاتصالات مع الداخل والخارج
وسط تعتيم إعلامي ممنهج، واتهام
مقيت مفبرك للمحتجين الثائرين
المطالبين سلمياً بالحرية
والكرامة، ووصفهم بالخونة
والمتآمرين والإرهابيين
والسلفيين والمتطرفين
والمندسين والعصابات
الإجرامية، لتسوّغ هذه
الاتهامات عمليات القتل والقمع
والإبادة الجماعية، وقد اكتشفت
العديد من المقابر الجماعية حول
المدن التي تم حصارها ضمت
العشرات بينهم أطفال ونساء وقد
ظهرت على أجسامهم عمليات
التعذيب والتنكيل المريعة. وزيرة
الخارجية الأمريكية التي
شهدناها بالأمس القريب كالديك
الرومي تنتفش بريشها وتحذر بشار
الأسد من عواقب قمعه للمحتجين
والمتظاهرين السلميين، وتحذره
بأن صبر المجتمع الدولي له
حدود، نراها يوم أمس تغير
موقفها منه خلال مقابلة
مع شبكة (سي بي أس) حين قالت: (إنه
لا توجد نية للمزيد من الخطوات
القاسية ضد سورية). مضيفة أن (الرئيس
السوري بشار الأسد قال الكثير
عن الوعود الإصلاحية التي لم
تسمعها واشنطن من زعماء آخرين
في المنطقة). بشار
الأسد من جهته لم يتوانى عن رد
الجميل لكلنتون بل سارع إلى مد
يده مجدداً إلى إسرائيل داعياً
إلى عودة المفاوضات بين دمشق
وتل أبيب، فقد كشفت تقارير
إسرائيلية الأحد عن أن الرئيس
السوري بشار الأسد نقل رسائل
خلال الأسابيع الأخيرة إلى
الإدارة الأمريكية أعرب فيها عن
استعداده لاستئناف المفاوضات
مع إسرائيل. وأكد الأسد في
رسائله – كما أوردت صحيفة (يديعوت
أحرونوت) العبرية أن (معظم
القضايا المختلف عليها مع
إسرائيل قد تم حلها) ونقلت
الصحيفة عن المصادر ذاتها قولها
إن الأسد قال في هذه الرسائل (إن
98% من المواضيع المختلف عليها
بين سورية وإسرائيل تم الاتفاق
حولها). وأضاف الأسد أنه) سيقترح
استئناف المحادثات مع إسرائيل
بعد أن تهدأ الأوضاع في سورية.( مواقف
كلينتون وزيرة الخارجية
الأمريكية هذه لم تكن مستغربة
ولم تكن بعيدة عن أذهان
السوريين الذين لم يكن مطلبهم
يوماً من أمريكا والغرب سوى رفع
الدعم عن بشار الأسد ونظامه،
وأن الشعب السوري لم يكن يوما
راغباً بالتدخل الأجنبي أو
ساعياً أو داعياً إليه، فقد رفض
ويرفض أي تدخل أجنبي على الأرض
السورية، لأن أي تدخل يعني
الانتقاص من قدرة الشعب السوري
على التغيير وإسقاط هذا النظام،
رغم علمه بفاشية هذا النظام
وساديته ووحشيته وأنه لن يتواني
عن ارتكاب كل الجرائم والموبقات
بحق الشعب الذي وطّن نفسه على
تقديم هذه التضحيات لانتزاع
حريته والفوز المشرف بكرامته. ما بعث
بشار الأسد من رسائل تخويفية من
نتائج سقوط نظامه سواء كانت
السرية منها والعلنية على لسان
ابن خاله رامي مخلوف إلى واشنطن
وتل أبيب يريد بها إيهام
الإدارة الأمريكية بأن البديل
عنه هو الإرهاب وتهديد مصالح
أمريكا في الشرق الأوسط، وإفهام
تل أبيب بأن زوال نظامه يعني
كابوس لأمن إسرائيل وسلامة
حدودها، وأن على الإدارة
الأمريكية أن تعطي نظام دمشق
مزيداً من الوقت كي يتمكن من
إعادة التوازن له ولنظامه، وغض
النظر عن الوسائل التي يتبعها
في قمع المحتجين وإنهاء الثورة
التي تريد اقتلاع هذا النظام
الذي كان ملتزماً بكل وعوده
وعهوده التي قطعها لواشنطن وتل
أبيب لأكثر من ثلاثين سنة. وقد
أكدت واشنطن – كما ذكرت الصحيفة
العبرية – تخوفها من أن يؤدي
سقوط الأسد إلى وقوع الأسلحة
الكيماوية الموجودة لدى سورية (في
أيدي إرهابيين أو قيام النظام
الجديد في دمشق باستخدامها). ووفقا
لـ(يديعوت أحرونوت) فإن رسائل
الأسد للأمريكيين لينت مواقفهم
تجاه الأحداث في سورية. وقالت
الصحيفة الإسرائيلية أنه (في
الوقت الذي قررت فيه الولايات
المتحدة قصف معاقل القذافي في
ليبيا فرضت عقوبات رمزية فقط
على سورية). وتابعت
الصحيفة أنه لهذا السبب يتم
النظر إلى الأسد على أنه (أفضل
الشرور). وقالت الصحيفة إن سورية
كانت أحد المواضيع التي بحثها
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
ورئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو على انفراد يوم
الجمعة الماضي ورفض الجانبان
الإفصاح عن مضمون المحادثات
بهذا الخصوص. واشنطن
بضغط من إسرائيل تريد إعطاء
النظام مزيداً من الوقت، بغض
النظر عن وسائل القمع المنافية
لكل المعايير الإنسانية التي
يستعملها في مواجهة المتظاهرين
السلميين المطالبين بالحرية
والكرامة، لعله – بظنها – تفلح
في إعادة عقارب الساعة إلى
الوراء إلى ما قبل الخامس عشر من
آذار، وهذا دليل جديد على أن
أمريكا لم تكن يوماً إلا مع
مصالحها ومع أمن ربيبتها الدولة
العبرية، وأنها لا تزال تنظر
إلى الأمور بعين واحدة رغم
الحقائق التي أوجدتها الجماهير
العربية الثائرة في تونس ومصر
على الأرض، والتي قلبت كل
الموازين التي كانت تعتقدها
أمريكا والدولة العبرية، وأن
الشعب السوري المصابر البطل لم
يكن ولن يكون في يوم من الأيام
أقل شوقاً للحرية وتمسكاً
بأهداب الكرامة من أشقائه في
تونس ومصر وليبيا واليمن، وأنه
سيظل يقارع استبداد النظام
السوري وتحدي جبروته وأدوات
قمعه حتى ينتزع حريته ويفوز
بكرامته ويعيد سورية إلى
مكانتها في قلب وضمير الأمة
العربية وفي مقدمة ركبها كعهد
العرب بها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |