ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدكتور
محمد أحمد الزعبي مدخل
توضيحي : رغم أن
الكاتب قد غادر سفينة حزب البعث
، من الناحية التنظيمية ، منذ
نهاية ستينات القرن الماضي ،
إلاّ أن هذه المغادرة التنظيمية
لم تنتقل إلى موقف الكاتب من فكر
الحزب عامة ، ومن أيديولوجيته
القومية الإشتراكية ذات الطابع
العلماني التقدمي خاصة. إن هذا
الابتعاد التنظيمي عن الحزب قد
سمح للكاتب أن ينظرإلى أزمة
الحزب ، ولا سيما في جانبها
السياسي ، والتي ماتزال مستمرّة
منذ انفصال سورية عن الجمهورية
العربية المتحدة ( ج ع م ) وحتى
هذه اللحظة ، بصورة ، يزعم أنها
، أقرب إلى الموضوعية والحيادية
من كثير من الكتابات التي قدر له
أن يطلع عليها حول هذا الموضوع
،وخاصة بعد غياب أقطاب هذا
الصراع : ميشيل عفلق ، أكرم
الحوراني ، صدام حسين و حافظ
الأسد . ويرغب
الكاتب أن يشير هنا إلى مسألتين
: الأولى ، هي أن
الأفكارالرئيسية في هذه "
الخواطر " إنما هي مقتطعة من
دراسة مطولة غير منشورة للكاتب
حول الأزمة الداخلية لحزب البعث
، والثانية ، هي أن ماسيورده هنا
من معلومات ومعطيات عن حزب
البعث ، سوف تكون مختصرة وعامة ،
ومقتصرة على القطرالعربي
السوري ، وسوف يستخدم فيها نفس
المصطلحات والتعابير الحزبية
المعروفة والرائجة ، بغض النظر
عن رأيه الشخصي في مدى صحتها وفي
مدى انطباقها على واقع الحال ،
بل وفي مدى صحة مارغب مطلقيها أن
يضمّنوا قالبها اللغوي من
مضامين أيديولوجية . *
* * * * إن
التداخل الحزبي بين ثورتي شباط
العراقية وآذار السورية عام 1963
، كان هو نقطة التحول الأساسية
في مسيرة حزب البعث العربي
الإشتراكي في القطرين السوري
والعراقي ، والتي تطورت إلى
أزمة حزبية وسياسية ماتزال
مستمرة منذ 1963( المؤتمر القومي
السادس ) وحتى اليوم . وإذا كانت
ثورة الثامن من شباط في العراق ،
قد أدّت بعد سلسلة من الصراعات
الحزبية والسياسية على
المستويين القومي والقطري ، إلى
وصول حزب البعث إلى السلطة في ظل
قيادة ميشيل عفلق وأحمد حسن
البكر وصدام حسين ( بعد تصفية
شركائهم في ثورة 8 شباط 1963 ! )،
فإن ثورة الثامن من آذارفي
سورية ،عام 1963 قد أدت بدورها بعد
سلسلة من الصراعات الحزبية
والسياسية ، من جهة إلى تصفية
التيار القومي الناصري الذي كان
شريكا أساسيا للجنة العسكرية في
إنجاح هذه الثورة ، ومن جهة
ثانية إلى سيطرة ماسمي باللجنة
العسكرية ذات الانتماء البعثي
على الجيش ، وبالتالي على كل من
الحزب والحكم ، الأمر الذي أدّى
عمليا إلى إنهاء الدور الحقيقي
لحزب البعث في القطر السوري ، مع
الإبقاء على دور شكلي له كان
بمثابة ورقة التوت التي كانت
ضرورية لسترعورة هذه المجموعة
الدكتاتورية والعسكرية ، التي
أدت سيطرتها على مثلث الجيش
والحكم والحزب إلى جملة من
النتائج المأساوية التي مازلنا
نقطف ثمارها المرّة على
الصعيدين القومي والقطري منذ
عام 1963 ، بصورة عامة ، ومنذ 1970(استيلاء
حافظ الأسد وزمرته على الحزب
والسلطة) وحتى يومنا هذا. أبرز
هذه الثمرات المرّة : ـــ
تعميق وتجذير الإنفصال بين
إقليمي الجمهورية العربية
المتحدة والتي ادعت ثورة الثامن
من آذار أنها إنما جاءت لإنهائه
الأمر الذي معه أصبحت الوحدة
المصرية السورية التي قامت
بإرادة الشعب السوري الحرة عام
1958، وفصلت( بضم الفاء ) بانقلاب
عسكري مشبوه ، شيئاً من الماضي . ـــ
تعميق الهوّة بين القطرين
العربيين اللذين سيطر الحزب على
الحكم فيهما ( سورية والعراق ) ،
ولاسيما بعد المؤتمر القومي
السادس 1963 ، وبعد حركة 23 شباط 1966
، وأخيرا بعد حركة حافظ الأسد(
التصحيحية ! ) في 16 تشرين الثاني
1970 . ـــ
إنهاء ماتبقى من الحياة
الديموقراطية في سورية بصورة
كاملة وشاملة ، وهو مايزال
ساريا إلى اليوم رغم التلطّي
تحت عباءة مسرحيات الدستور
والقانون والإنتخابات الشكلية
المزيّفة على المستويين الحزبي
والشعبي . ـــ
الموقف الملتبس والمشبوه لحافظ
الأسد في حربي حزيران 1967
وأكتوبر 1973 ، والذي أدى إلى
احتلال إسرائيل لهضبة الجولان
المنيعة عام 1967 ، وضمها (
رسميّاً !! ) إلى كيانها الغاصب
1981 ، ـــ
وهو موقف ورّثه بعد وفاته عام 2000
لولده بشّار ، الحاكم الحالي
لسورية ، والذي فاق أباه في
الصمت والتدليس والمراوغة
واللعب بورقة " قل يساراً
وافعل يمينا "، وهو مارأيناه
ونراه اليوم ، في كل من سياسته
الخارجية المراوغة والمشبوهة ،
أو في سياسته الداخلية التي
كشفت زيفها وهمجيتها ووحشيتها
وأكاذ يبها الثورة السورية
الراهنة التي تفجرت في منتصف
شهر آذار 2011 ، والتي بلغت
حصيلتها حتى جمعة " حماة
الديار " أكثر من ألف ومائة
شهيد ، وعشرات آلاف الجرحى
والمفقودين والمعتقلين ـــ
تحويل النظام السياسي في سورية
إلى نوع من الأوليغارشية (
الطغمة ) الوراثية ، التي تعتبر
الدكتاتورية واحدة من أبرز
خواصها السياسية ، وذلك لأن من
يأتي عن غير طريق الديموقراطية
وصندوق الاقتراع النزيه
والشفاف ، أي عن طريق القوة و /
أو الخداع ،لايستطيع أن يحافظ
على بقائه في السلطة إلا بتغييب
الديموقراطية وصندوق الاقتراع
، وإلا باستمرار ممارسته لكل من
القوة ( الحل الأمني ) والخداع (
الممانعة الكاذبة ) . ـــ
التنازل عن لواء اسكندرون ، دون
الرجوع إلى أي سلطة شعبية أو
حزبية أو حكومية !! . ـــ
التنازل عن الدور القومي لسورية
في القضية الفلسطينية ، وذلك
عبر مؤامرة ( الأرض مقابل السلام
) التي عنت وتعني تطبيقياً ، (
ربما ! )إعادة شكلية للأرض التي
احتلت عام 1967 مقابل الإعتراف
بحق إسرائيل في فلسطين والتطبيع
الكامل والناجز معها !! و مقابل
قيام إسرائيل والدول الغربية
والولايات المتحدة الأمريكية
بحماية النظام والمحافظة عليه .
إن هذا الموقف غير الوطني
وغيرالقومي إنما يضع النظام
السوري الحالي ( نظام عائلة
الأسد ) في خندق واحد مع كل
الأنظمة العربية والأجنبية
الراعية والحامية للكيان
الصهيوني الدخيل ،وذلك على حساب
الستة ملايين فلسطيني الذين
يعيشون في الشتات منذ أكثر من
ستتة عقود . ـــ
السكوت المطبق والمطلق على
احتلال الكيان الصهيوني لهضبة
الجولان الاستراتيجية عام 1967 ،
ومنع أي ذكر لها في وسائل
الإعلام السورية ، وذلك بهدف
تحويلها إلى مسألة خاصة بالنظام
وحده ، وليس بالشعب ، ـــ
تفكيك لحمة الشعب السوري بإيقاظ
الروابط العمودية ( القبلية ،
الطائفية ، الإثنية ، الجهوية ،
الدينية ) على حساب الروابط
الأفقية ( الطبقية ، المهنية ،
علاقات العمل ، ...الخ ) والتي هي
روابط مواطنة بصورة أساسية . ـــ
تردي العنصر الأخلاقي عند معظم
العناصر القيادية في النظام ،
حيث تعكس تصريحاتهم وبياناتهم
الحزبية والحكومية الرسمية
منها وغير الرسمية ، إزدواجية
مكشوفة وممجوجة ظاهرها الرحمة
وباطنها العذاب . هذا إضافة إلى
استشراء الفساد الإداري
والمالي على كافة المستويات
الرسمية وغير الرسمية ، ولاسيما
بين كافة عناصر الفئة الحاكمة
وكل من يدور في فلكها من الأخوال
والأعمام والأتباع ، ـــ
الطريقة الهمجية والدموية
البشعة ،على المستويين العسكري
والإعلامي ، التي واجه النظام
بها الاحتجاجات والمسيرات
الشعبية السلمية المشروعة التي
انفجرت ، في وجه النظام في منتصف
شهر مارس 2011 ، وما تزال مستمرة
حتى اليوم ، وذلك في كافة المدن
والقرى السورية . وكانت ثالثة
الأثافي في مسلسل هذا الحل
الأمني المشبوه ماشهده العالم
يوم أمس( 27.5.11 ) من التعذيب
الهمجي والوحشي للطفل حمزة علي
الخطيب من قرية الجيزة والذي
يخجل المرء من ذكر التفاصيل
التي أدت إلى استشهاد ذلك الطفل
ابن الـ 13 عاما ، وكذلك سلخ
أجزاء من جلد المواطن أسامة
حسين الزعبي من قرية المسيفرة
الذي استشهد بدوره تحت هذا
النوع الهمجي الحيواني
واللاإنساني من التعذيب . و
توخياً منه للدقة ، يرغب الكاتب
أن يشير إلى أن عددا من العوامل
الموضوعية والذاتية هي التي
ساعدت المجموعة العسكرية
المشار إليها أعلاه على التسلط
والهيمنة على كل من الجيش
والحزب والحكم ، ولاسيما طبيعة
التركيب الاجتماعي
والطبقي للحزب ، ذلك أن هذا
التركيب لم يكن يعكس ولو بصورة
تقريبية ، التركيب الإجتماعي
والطبقي للشعب الذي انبثق منه
هذا الحزب ، إذ أن العناصر
الفعّالة والقيادية في الحزب
غالبا ماكانت تنتمي إلى فئتي
البرجوازية الصغيرة والمتوسطة
، ولكن في بعدهما النخبوي
والأقلياتي ، سواء على مستوى
الريف حيث الانتشار الأوسع
للحزب ، أو على مستوى المدن (
دمشق وحلب خاصّة ) حيث كان
انتشار الحزب محدودا . وعندما
جرت محاولة التغلب على هذا
الخلل البنيوي في تركيبة الحزب
بدمج حزب البعث العربي بقيادة
الأستاذين ميشيل عفلق وصلاح
الدين البيطار مع الحزب العربي
الإشتراكي بقيادة الأستاذ أكرم
الحوراني عام 1953 ، كانت العملية
أقرب إلى الخلطة الفيزيائية
منها إلى التفاعل والتلاحم
الكيماوي ، حيث انفرط عقد هذا
الإندماج جزئيا بعد حل الحزب في
ظل الوحدة مع مصر عام 1958 ،
وكلّياً بعد محاولة إعادة
تكوينه وتفعيله (بعد انقلاب
النحلاوي الإنفصالي عام 1961) ، بل
إن مصير الأستاذ أكرم الحوراني
نفسه كان الاعتقال والسجن ( ! )على
يد رفاقه السابقين ، الذين
سيطروا على الحزب والحكم والجيش
في سورية بعد ثورة الثامن من
آذار 1963، وبعد تصفية شركائهم من
الضباط ( ولا سيما الناصريين ) من
الجيش إثر أحداث 18 تموز من ذلك
العام . لقد
كانت الأعمدة الرئيسية الثلاث
التي قامت عليها أيديولوجية
الحزب في الأربعينات من القرن
الماضي هي : الوحدة والحرية
والاشتراكية ، وإذا كانت أغلبية
"الرفاق " لم تتوقف كثيرا
عند البعد الديموقراطي الذي
ينطوي عليه شعار الحرية سواء
داخل الحزب أو عبر ممارسة الحزب
للسلطة بعد 1963 ، فإن الشعارين
الآخرين ( الوحدة والإشتراكية )
ظلاّ يطبعا فكر الحزب بالطابع
القومي العلماني الإشتراكي ،
الأمر الذي شكل قاعدة موضوعية
لذلك الخلل الذي أشرنا إليه
أعلاه بين تركيبة الحزب وتركيبة
المجتمع في القطر السوري ، ولا
سيما على مستوى القيادات العليا
للحزب ، من حيث أن بعض الأقليات
الاجتماعية والدينية قد أقبلت
على الانضمام إلى الحزب ، لأنها
وجدت في أيديولوجيته القومية
والعلمانية ملاذاً لها ( وهي
محقة في ذلك ) يضعها على قدم
المسا واة مع مجموعة الأكثرية
المسلمة السنية ، ذلك أن الفكر
القومي منذ نشأته في أوربا في
العصر الحديث يقوم بصورة أساسية
على مبدأ المواطنة ، أي على
النظر إلى أبناء
الأمة بوصفهم مواطنين أحراراً
متساوين في الحقوق والواجبات
أمام الدستور والقوانين ، بغض
النظر عن انتماءاتهم
وتمايزاتهم المختلفة ، بما فيها
الانتماءات والتمايزات الدينية
و / أو المذهبية و / أو الإثنية و /
أو الجهوية إن
الأقليات ( وهنا بالمعنى الواسع
الذي يشمل كافة الأقليات
الدينية والطائفية والإثنية
والقبلية والجهوية والطبقية
والحزبية ) وفق مايعتبره الكاتب
قانونا سوسيولوجياً عاماً يمكن
أن تلعب دورا إيجابيا في حياة
الشعب الذي تنتمي إليه ، عندما
تكون في المعارضة ، أمّا إذا
ماوصلت إلى السلطة بما هي أقلية
، أي عن غير طريق صندوق الاقتراع
، فإنها لن تستطيع أن تحتفظ بهذه
السلطة إلاّ عن طريق
الديكتاتورية والقمع والكذب ،
وتغييب عدوها الأساسي ، "
صندوق الإقتراع " الحقيقي
وغير المزور . وهذا
ماحصل ويحصل في وطننا الصغير ،
سورية ، منذ خمسة عقود مع اعتراف
الكاتب بأنه نفسه يتحمل بعض
الوزر من هذا الإرث
اللاديمقراطي لحزب البعث والذي
كان هو أحد مسؤوليه ( الثانويين )
في فترة زمنية قصيرة في واحد من
هذه العقود الخمسة . إن
إطلاق البعض على الجمهورية
العربية السورية لقب" سورية
الأسد " ( الشيخ حسن نصر الله
في إحدى خطبه ) ، والادعاء بانها
بلد " الممانعة " !! في
النظام العربي الرسمي الراهن ،
قد فضحه اشتراك حافظ الأسد مع
الدول الإمبريالية الغربية
والدول العربية المرتبطة بها في
حرب حفر الباطن أثناء العدوان
الثلاثيني ( يناير 1991) على
العراق الشقيق ، وأيضا الاشتراك
في مؤتمر مدريد للسلام !! (
نوفمبر 1991 ) ، وفي وسلسلة
المفاوضات الإسرائيلية ــ
السورية التي أعقبت هذا المؤتمر
، والتي كان أبرزها مفاوضات
شيبرزتاون بين وزير خارجية
حافظالأسد ، ويهود باراك رئيس
وزراء الكيان الصهيوني آنذاك في
ولاية فرجينيا (بإشراف بل
كلنتون) في ديسمبر 2000 . كما أنّ
مسرحية تسهيل النظام السوري
لدخول المقاومين العرب (الإرهابيين
على حد التوصيف الأمريكي ) إلى
العراق ، قد فضحته زيارة وليد
المعلم ( وزير خارجية بشار الاسد
) إلى المنطقة الخضراء (
الأمريكة الصنع ) عام 2006 ،
وزيارة كل من جلال الطالباني
ونوري المالكي لدمشق في وقتين
متفاوتين من عام 2007 واستقبالهما
فيها من قبل مسؤولي النظام
استقبال الفاتحين !! ، هذا إضافة
إلى المواقف والتصريحات
الحميمية التي أطلقها ويطلقها
الطرفان حول علاقتهما الثنائية
، والتي تخلو من أية إدانة او
إشارة للاحتلال الإنجلو ـ
أمريكي للعراق . إن
إعلان بشار الأسد نفسه في باريز
في منتصف شهر تموز 2008 عن بدء
المفاوضات ( غير المباشرة ! ) مع
الكيان الصهيوني ، إنما كان
إيذانا عملياً ببدء مرحلة
التطبيع الكامل والشامل مع هذا
الكيان الدخيل ، وبالتالي
إعلانا عن بدء مرحلة الاستجداء
المباشر للحل الذي ستتخلى
إسرائيل بموجبه ( ربما ) عن جزء
من هضبة الجولان شكلاً بينما
ستظل محتفظة بها عمليا . أي أن
الأمر يتعلق تطبيقيّاً وبحدوده
العليا ، بنصف جولان وربع سيادة
وعشر كرامة . إن إبلاغ رامي
مخلوف لـ " إسرائيل " بأن
استقرار الوضع في سورية ، يمثل
الضمانة لأمنها واستقرارها ،
إنما هو تطبيقياً استجداء وطلب
مباشر من نظام عائلة الأسد
للحماية الأمريكية والصهيونية
، ولكن ممن ؟ من الجماهير
السورية التي انطلقت من عقالها
، والتي باتت هتافاتها الغاضبة
، تعم كل المدن والقرى السورية ،
مواصلة الليل بالنهار ،والجمعة
بالجمعة ، صائحة بصوت واحد
شجاع،عال ومسموع ، صوت جامع
مانع : " الشعب يريد الحرية
" ، " الشعب يريد إسقاط
النظام " ولكن وفق ثابتين
وطنيين اثنين هما : " سلمية
سلمية " ، " واحد واحد واحد
..الشعب السوري واحد " إن
مايرغب الكاتب أن يؤكده فيما
يخص علاقة نظام عائلة الأسد
بحزب البعث العربي الاشتراكي
واعتماداً على ماورد أعلاه ، هو
أن نظاماً يفرط بحق الشعب
العربي في السيادة على أرضه
وسمائه ومياهه ، ويفرط أيضا
بتاريخ أمته العربية المشرّف ،
ولا سيما في بعده الإسلامي ،
لايمكن أن يكون له علاقة بحزب
البعث العربي الإشتراكي لامن
قريب ولا من بعيد . إن حزب البعث
العربي الإشتراكي الذي نعرفه ،
والذي تربينا سياسيا
وأيديولوجيا وأخلاقيا في ظلال
فكره وأيديولوجيته القومية
الإشتراكية العلمانية
التقدميّة ، لايمكن أن يكون
طائفياً ،ولا شوفينياً ، ولا
ديكتاتورياً ، ولا متعصباً، ولا
مفرطاً. ، وهذا ما يسمح لنا أن
نؤكد أن كل من لاتنطبق عليه هذه
الصفات ، كما هي حال نظام بشار
الأسد ، لايمكن أن تكون له علاقة
بحزب البعث العربي الاشتراكي . و مع
كل الاحترام لآلاف البعثيين
الذين تضمهم سجلات المكتب
التنظيمي في القيادة القطرية
بدمشق ، والذين تتلخص وظيفتهم
الحزبية بحضور مهرجانات (مسرحيات)النظام
الشعبية ، وذلك من أجل القيام
بواجبهم الحزبي في التصفيق
الحاد وفي هتاف " بالروح
بالدم ... "!! لابد من تذكيرهم ،
أن الحزب الذي يحملون بطاقة
الإنتماء إليه ، هو ليس بحزب البعث
العربي الاشتراكي ،ولكنه الإسم
الحركي لعصابات المخابرات
والشبيحة والمنتفعين المرتطين
بعائلة الأسد. وما عليهم إلا أن
ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه
العلاقة مع هذا النظام التوريثي
غير الوطني وغير القومي بل وغير
البعثي ، والذي أساء ويسيء
لتاريخ الحزب ولفكر الحزب كما
لم يسئ إليه أحد من قبل . إن
الكاتب يعرف الأخطاء الكبيرة
والصغيرة التي ارتكبها الحزب
بعد وصوله إلى السلطة عام 1963، بل
إن وجود مثل هذه الأخطاء هو
مادفعه ( محمد الزعبي ) إلى
الإبتعاد التنظيمي عن الحزب ،
ولكنه يعرف أيضاً أن عملية
النقد الذاتي ، والمراجعة
الصادقة لمسيرة الحزب ، ووجود
عناصر ذات توجه ديموقراطي في
الحزب( كتلك التي أودعها حافظ
الأسد قرابة ربع القرن سجن
المزة العسكري ، دون سؤال أو
جواب !!) كانت يمكن أن تكون كفيلة
بالتغلب على هذه الأخطاء ، ،
ولاسيما موقف الحزب من مسألة
الحرية والديموقراطية ، التي
كانت تمثل الخلل الأساسي في هذه
المسيرة . إن
البعثي الحقيقي بنظر الكاتب هو
الديموقراطي الحقيقي ، الذي
يؤمن أن الحزب ليس أكثر من وسيلة
بيد الشعب من أجل تحقيق أهدافه ،
وبالتالي فإن الكلمة الأولى
والأخيرة في قيادة الدولة
والمجتمع يجب أن تكون دائماً
وأبداً للشعب وليس لحزب ، أياً
كان هذا الحزب . إن
مايقوم به نظام عائلة الأسد
حاليا من المواجهة الدموية
الهمجية والمتوحشة والحيوانية
لمظاهرات الشعب السلمية
المشروعة كافية لأن تجعل أي
بعثي شريف يعلن بصوت عال ومسموع
تخليه عن هذا النظام ، ونزوله من
على متن سفينته الآيلة إلى
الغرق ــ إن عاجلاً أو آجلاً ــ
لامحالة . ============================= بقلم
ثامر سباعنه - فلسطين انتفض
مارد الحرية في سوريا وكسر حاجز
الخوف ، تمرد على كل قوانين
الظلم والاستعباد واعلن ان
سوريا لازالت بخير ، ضحكت وفرحت
القلوب قبل الوجوه ، عاد للشعب
جزء من كرامته المستباحه –حتى
وان كانت كرامه موشحه بالدم. انتصرت
ارادة الشعب في مصر ومن قبلها في
تونس ، تاريخ جديد يكتب على
صفحات من العز والرفعه ، كف
الشعب العاري الجائع لكنه يحمل
الايمان انتصرت على مخرز الظلم
والفساد، والان سوريا ترفع رايه
الحريه .. كلمة خرجت من حناجر
السوريين الغاضبين ..لم يطالبوا
بداية بتغيير النظام ام بالطعام
او بالاصلاح السياسي ، انما
خرجت اصواتهم عاليه الحريه
الحريه الحريه ، كلمة تعبر عن
مقدار الظلم الواقع على هذا
الشعب العاشق لكل معاني الجمال،
كلمة توضح الجرح النازف في
الجسد السوري منذ عشرات السنين
دون ان يجد الطبيب المعالج،
الحرية تلك الكلمه الصغيرة
بحروفها والكبيرة بمعناها ما
اتت الا لتعبر عن السجن
والعبوديه التي يحياها اهل
سوريا في ظل النظام المستبد
الظالم الذي سخر كل امكانات
الوطن لخدمة المصالح الشخصية
للنظام واتباعه. من
جديد تتكرر الصورة، الشعب ينتفض
والنظام يردد هذه ليست تونس..هذه
ليست مص...هذه ليست ليبيا ... بل
تكتمل نفس الصوره عندما يخرج
اتباع النظام ليتكلموا عن امن
اسرائيل !!! نفس الحديث يتردد عند
كل تلك الانظمه الآيله للسقوط!!
هل درسوا عند نفس المعلم ؟؟؟ لوحة
الحرية التي ترسم الان في سوريا
ترسم بالدم الطاهر القاني الذي
ما سال الا ليخط الطريق نحو
الحريه الحقيقيه ، لقد أيقين
الشعب السوري ان ضريبة الذل
اعلى واقسى من ضريبة العزة ،
فحرص على العزة ، وإن اشد ساعات
الليل حلكه هي التي تكون قبل
الفجر ، فقد لاح فجر حرية سوريا
واقترب الفرج باذن الله. انت
الان ياشعب ليبيا المظلوم حر ،
بطل وشجاع وانت تصمد امام ألة
البطش والقتل ، حر وانت ترفض ان
تعود الى حظيرة الذل
والاستعباد، حر وانت ترفع صوتك
عاليا بأن لا للظلم ولا
للاستعباد. ========================= المنظومة
الفكرية التي تقف وراء الثورة نوال
السباعي – مدريد "1" الثورة
التي تشهدها المنطقة العربية
اليوم ، تعتبر واحدة من أكثر
الظواهر البشرية السياسية
العالمية إدهاشاً، ذلك أن
الأهداف الآنية "البسيطة"
لهذه الثورة -والتي بدأت لتوها ،
وستستغرق زمنها وحراكها
الاجتماعي الثقافي ، وضحاياها
البشرية والسياسية والفكرية- هو
إسقاط الانظمة ، أما أهداف
الثورة الكبرى والمعقدة ، فهي
إحداث تغيير جذري في نسق الحياة
الاجتماعية والفكرية ، أي
الإنسانية والثقافية لسكان
المنطقة. غُيبت
إرادة "الأمة" ، بعد خروجها
من الحرب العالمية الاولى
مهزومة، لكنها لم تلبث أن حاولت
الوقوف على قدميها ، مما سرّع
عملية زرع أو تثبيت الأنظمة "العميلة"
التي اعتمدت في قيامها
واستمرارها على منظومات فكرية
لاتمت لإرادة "الأمة" بصلة
،كانت فيها المآرب العصبية
والقبلية والطائفية ، قواعد
اساسية لنشوء "أحزاب" حكمت
في بعض الأقطار ، لتنفيذ أجندات
الأقليةعلى حساب الأغلبية ،
بينما تمّ اختطاف "الإسلام"
في أقطار أخرى ليصبح نسخة خاصة
بحكامها يستبدون من خلاله ليس
بالثروات والعباد فحسب ، بل
بالإسلام نفسه ، بجعله دينا
قوميا جغرافيا خاصا برؤيتهم
المتخلفة عن الإنسان والمجتمع
والسياسة والدولة والعالم !.
لم يكن
من المستغرب أن ينفجر الشارع في
المنطقة العربية ، وهو لم يتوقف
وخلال خمسين عاما عن الزلزلة
والهمهمة والاعتراض وجميع
مظاهر المقاومة الفكرية
والسياسية والشعبية المسلحة
منها وغير المسلحة ،مراوحة بين
"القومي" و"الديني"،
في محاولات مستميتة للخلاص من
هذه الأوضاع المزرية التي
يعيشها ، لكن المثير للدهشة ، هو
هذا الانفجار الحضاري الهائل ،
الذي تمتع بمقومات استثنائية
تاريخية. جاءت
الثورة جماهيرية عامة عارمة ، و
رفعت شعارات فريدة من نوعها في
تاريخ المنطقة الفكري المعاصر،
ثورة سلمية ، لاطائفية ،
ولاقومية ، ولادينية!.. تطالب
بدولة حديثة ديمقراطية ، ومجتمع
يتمتع بالتعددية ، وإنسان حر
كريم!، كل هذه الشعارات لاتعني
إسقاط الأنظمة والمنظومات
الفكرية التي قامت عليها فحسب ،
ولكنها تعني إحداث قفزة نوعية
هائلة في فلسفة التعامل أصلا مع
المنطقة ، بمقوماتها الدينية
واللغوية والجغرافية التي تجمع
، وبفسيفسائها الإنسانية
والثقافية والفكرية والتي
لايجب ان تستثني!. كنا
نعتقد أن "العرب" لايقرؤون
، لكن شباب الثورات أثبتوا،
أنهم كانوا يقرأون ويعّون تماما
ماذا كنا نكتب خلال ثلاثين عاما
، حيث وفرت الصحافة المكتوبة
"الحرّة"، ومن ثم
الانترنيت ، المساحة اللازمة
والكافية لإجراء عمليات البناء
والهدم والمراجعة والنقد
الذاتي في هيكل منظومتنا
الفكرية ،مُشَكِّلة منتديات
واسعة للمثقفين وصناع الرأي ،
تدار فيها حوارات فكرية صحفية ،
وفّرت مناخاتها عواصم عربية ،
تبادلت فيم بينها على التوالي
مهمة توفير هذا المناخ ، بدءاً
بالقاهرة والكويت و بيروت ، ثم
الدوحة وأبو ظبي والدار البيضاء
. دائما
كان يجد المثقفون "العرب"
،الواحة التي يلجأون إليها من
قيظ حياتهم القاحلة ، في بلادٍ
حاول حكامها اجتثاث الفكرة
والكلمة والموقف ، فإما أن
تُوَظَف لخدمة الجلادين ، وإما
أن تكون في عداد المجلودين . استطاع
هؤلاء المثقفون تطوير آليات
فكرية جماعية جديدة ، تم
تداولها بينهم ، فلايمكنك أن
تكتشف بسهولة من الذي ابتكر هذه
الفكرة ، أو ذلك المصطلح - إلا
ماتعلق بجودت سعيد ،وخالص جلبي
في مسألة الكفاح السلمي- ، بينما
كانت منظومة فكرية جديدة متألقة
، تمضي بخطى ثابتة نحو وعي
الشباب المثقف ، الذي كان
وقوداً لهذه الثورة الإنسانية
الهائلة التي تشهدها منطقتنا
اليوم. وبصرف
النظر عما أنتجه "مثقفوا
الأنظمة"، وعن مواقفهم من هذه
الثورة ،ليس صحيحا أن دور عامة
المثقفين في هذه الثورة كان
باهتاً ، أو متخلفا عنها ، بل
على العكس تماما ، لقد قاد
المثقفون الصياغة الفكرية لهذه
الثورة ، ورعوا منظومتها ،
وعملوا بدأب وتصميم على
مسايرتها ورفدها فكريا بمزيد من
التأكيد والترميم والتصويب . لقد
تمخضت الحركة الثقافية الفكرية
في المنطقة عن إسقاط حقيقي لكل
المقولات والمسلمات والأدوات
الفكرية التي كان يتداولها جيل
الهزيمة ، فانبثقت عنها قاعدة
فكرية حديثة صلبة ، تواجه
وبعنفوانٍ ثقافيٍ طاغٍ،
الأنظمة القائمة ، و الحركات
السياسية التي عرفتها المنطقة ،
ومنظوماتها الثقافية. فقط ..ستنجو
من هذا التسونامي الفكري الهادر
الكاسح ، تلك الأنظمة والحركات
السياسية ، التي تستطيع ان
تواكب هذه التطورات الثقافية
الفكرية الهائلة ، وتتمكن من
إعادة صياغة رؤيتها الخاصة عن
نفسها وعن المنطقة وعن الآخرين . -يتبع- ========================= يا
سيد حسن نصر الله : هذا النظام
ليس نظامنا ! طارق
أبو جابر يقدم
السيد حسن نصر الله لإعلان
موقفه مما يجري في سورية بأنه
ليس مفاجئا ! ومبرر هذا التقديم
والتمهيد للموقف ، أنه يأتي على
الرغم من استمرار صيحات وأنات
عشرات آلاف المعتقلين من أبناء
شعب سوريا ، المطالبين بالحرية
والكرامة ، الذين زج بهم في
المعتقلات السوداء ، وعلى الرغم
من سيل الدماء التي تسيل في
الشوارع ، وتخضب وجه الأرض ،
وعلى الرغم من المقابر الجماعية
، ودفن الناس في التراب قبل أن
يلفظوا أنفاسهم ، وعلى الرغم من
المزيد والمزيد الذي يتوعد به
حليفه المقاوم لشعب سوريا
الكريم المنتفض طلبا للحرية
والكرامة .. نعلم
أن الموقف لن يكون مفاجئا ، ولكن
ما نريد أن نؤكده ، للقريب
والبعيد ، هو أن ثورة شعب سوريا
السلمية المباركة ، لن يضرها من
خذلها ، وأنها قامت متوكلة على
الله ، معتمدة على عزيمة
أبنائها الغيارى الأحرار،
وأنها ليست مدفوعة إلا من غيرة
أبنائها ، ورفضهم للظلم والبغي
والفساد والاستبداد ، وهي إنما
قامت تطالب بالحرية المفقودة ،
والكرامة المهانة ، فهل ينكر
القريب والبعيد ، أن شعب سوريا
محروم من الحرية التي يحتاجها ،
فاقد للكرامة التي يستحقها ؟
ولن نتوقف عند الكثرة والقلة
المطالبة بذلك ، مع الاعتقاد ،
أنه لا بشر ولا حيوان يكره
الحرية ، ويستغني أو يتنازل
عنها .. ولكننا سنتوقف عند
مشروعية هذه المطالب وأحقيتها ،
وهي مطالب مشروعة ومحقة بكل
تأكيد ، فلماذا يطالب السيد حسن
نصر الله شعب سوريا أن يتراجع عن
هذه المطالب ؟ أليست الحرية
والكرامة هدفه وديدنه من
مقاومته ؟ فلماذا ينكرها على
غيره ؟ ويطالب الشعب السوري أن
يحافظ على بلده ونظامه .. أما
البلد فلسنا بحاجة إلى أن يأتي
من عبث بوطنه ، وأحدث فيه شرخا
لا يلتئم بوجوده ، وسعى إلى رهنه
لمشاريع غريبة .. أن يعظنا
بالمحافظة على بلدنا ، إن
محافظتنا على بلدنا تقتضي أن لا
نرهنه له ولا لغيره ، أن نجعل
بلدنا حرا في مواقفه ، براعي
مصلحة شعبه قبل أية مصلحة .. وأن
نجعل شعبنا حرا في إرادته
واختياره ، لكي يختار نظاما
يضمن الحرية والكرامة لكل مواطن
، كما يضمنها لأشقائه
المستعبدين ،ولسائر الشعوب . أما
ما توصينا به من المحافظة على
نظامنا ، فإنك تعلم أن هذا
النظام لا يمثل شعب سوريا ، وليس
نظامه ، لسبب بسيط ،هو أن شعب
سوريا لم يختر هذا النظام ، ولا
يؤخذ رأيه في المواقف والسياسات
، إنه – كما تعلم - نظام فرض
علينا بالحديد والنار ، ووضعت
قوانينه و دستوره بالطريقة
نفسها ، وتم نقل السلطة فيه
بالطريقة نفسها ، ويتخذ مواقفه
كذلك ، إن النظام غريب تماما عن
الشعب ، بل إنه عدو للشعب ،
استباح حريته وكرامته ومقدراته
، وسلط عليه عصابات فاجرة
متوحشة لتنهبه وتكتم أنفاسه ..
فلماذا تحكم على شعب سوريا أن
هذا النظام نظامه ، وتختزل
البلد والوطن بالنظام ؟ إنه
نظامك أنت يا سيد حسن ونظام
مشروعك ، الذي لا يخفى على ذي
نظر، والذي يتخذ من المقاومة
والممانعة ستارا لهذا المشروع
الذي يستهدف الأمة بكاملها .. لو
كان شعب سوريا يعني لك ولحليفك
شيئا ، لما بخلتم عليه بشيء من
الحرية التي تحفظ الكرامة .. فهل
تشك أن شعب سوري شعب مقاوم ؟
وعندما يتاح لشعب سوريا أن
يقاوم ، فأين ستصبح أنت
ومقاومتك ؟ ألم تر المقاومة
للاستبداد والبغي والفساد
والإجرام بأم عينيك ؟ ألم تر كيف
أذهل شعب سوريا العالم بمقاومته
وانتصاره لحريته وكرامته ، التي
لا يستغربها كل من عرف هذا الشعب
؟ وتردد مقولات تعلم يقيننا
أنها كاذبة مخادعة ، مفادها أن
النظام مقدم على إصلاحات كبيرة
جدا! كبيرة جدا مرة واحدة ! لماذا
لا تذكر إصلاحا واحدا من
الإصلاحات الكبيرة ، تصدق به
كلامك ؟ أو إنه الخداع والتضليل
؟ ثم
أين احترامك لعقلك وعقول من
يسمعك ، عندما تحكم أن معظم
الشعب السوري يؤيد هذا النظام ؟
هل يحق لمن يدعي الإنصاف والعدل
والموضوعية أن يطلق هذا الحكم
من مخدعه ؟ وهل تجهل أيها
الفهامة أن إطلاق هذا الحكم لا
يصح إلا بعد أن يُسأل الشعب ،
بعد أن يعطى الناس القدرة
والحرية في التعبير عن رأيهم ؟
ألا تعلم كيف تجري الاستفتاءات
في سورية ؟ ألا تعلم أن مجرد
الدخول إلى ما يعرف بالغرفة
السرية في الاستفتاء ، يشكل
تهمة للمواطن ؟ ألا تعلم أن هناك
قائمة سوداء يرصد عليها اسم كل
من يعبر عن رأيه بجرأة ، ثم
ينتقم منه ومن أسرته ؟ ثم ألا
تعلم أن صناديق الاستفتاء هي
مجرد خدعة سخيفة مكشوفة لجميع
الناس، وأن النتيجة تعد قبل
الاستفتاء أصلا ؟ ثم لماذا يؤيد
معظم الشعب هذا النظام ؟ لأنه
فتح أبواب سوريا أمام الغربي
والشرقي والجنوبي والشمالي ..
وأغلقها على أبنائها ؟ ألا تعلم
أن مئات الآلاف من المقاومين
الممانعين الأحرار ، الذين لا
يحتاجون إلى شهادتك ، وشهادة
غيرك ، محرومون من بلدهم منذ
أكثر من ثلاثين سنة ؟ ألا تعلم
أن هناك عشرات الآلاف من
المقاومين الممانعين الأحرار
الأشراف المفقودين منذ نحو
ثلاثين سنة ، ولا يعرف ذووهم
مصيرهم ، وأسماؤهم مدونة عند
منظمات حقوق الإنسان ، وعند
الحقوقي هيثم المالح المقيم في
دمشق، الذي رمي بالسجن لأنه
طالب بالكشف عن مصيرهم ؟ أيرضيك
أيها السيد أن تكون شريكا
مضاربا لهذا النظام في القتل
والسجن وسفك الدماء والظلم
والاستبداد ، بدعوى الممانعة
الزائفة ، التي تعرف حق المعرفة
، من هم أصحابها الحقيقيون ؟ وهل
يكون الدم ماء ، يراق على الأرض
ويمضي ، كما يراق الماء ويمضي ؟ إنني
لعلى يقين أنك لو كنت مقاوما حقا
، وحرا حقا، وتعمل لهذه الأمة
حقا .. لما خذلت الشعب السوري
الأبي الكريم المقاوم هذا
الخذلان ، و لكنت رفضت واستنكرت
ما يجري في سوريا ، أو لكنت سكت
على الأقل ، على الرغم من أن
الساكت عن الحق شيطان أخرس ،
ولكن ، وكما قال الشاعر الحكيم : ومهما
تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها
تخفى على الناس تعلم وكل
إناء ينضح بما فيه ، ولا زيادة ! ========================== نحو
تغيير يصلح المجتمع ولا يفسد
فيه أ.
محمد بن سعيد الفطيسي* ان
التغيير هو النجم ألامع على
مسرح الأحداث العالمية هذه
الأيام , فالجميع كما هو واضح
يستقبله بالتصفيق ورحابة الصدر
, بل وفي اغلب الأحيان تفتح له
الأبواب والنوافذ دون استئذان ,
لان المجتمع البشري بطبيعته
يلحظ التغيير ويرد عليه بشكل
عاطفي جدا , سواء إيجابا او سلبا
, وبالرغم من التقدم العلمي
والتكنولوجي والصناعي الذي
تعيشه البشرية , إلا انه - وللأسف
الشديد – لا زالت الغالبية
العظمى من تلك التجمعات
الإنسانية غير قادرة على
المقاومة الايجابية والحد من
الأعراض السلبية الناتجة عن
السرعة العالية التي يخترق بها
التغيير تلك المجتمعات. ففي
عالم سريع التغير , ( تفقد
المعرفة بسرعة حداثتها , بل
بسرعة كبيرة بحيث نصبح كل يوم
جاهلين بأشياء كنا نعرفها بشكل
جيد , ونتيجة لذلك نحن كلنا نعيش
نفسيا في عالم الماضي , فالعالم
الحقيقي اليوم يختلف عما نحن
نظن ) , وهو ما يدفعنا لتوجيه
السؤال التالي : هل يمكننا حقا
في ظل هذا التسارع التاريخي
الذي تمر به الحضارة الإنسانية
ان نعي حقيقة بعض المعارف التي
فقدت هي بنفسها حداثتها ,
وبطريقة ربما تحولت فيها الى
قديم مستهلك لا يمكن الاقتناع
به حتى في مصادره ؟ . وهل
فعلا ان ما نؤمن به كمسلمات
إنسانية في ظل هذا التغيير
اللااداري واللاإرادي يمكن لها
أن تعمم كمفاهيم وقيم تتماشى
وقيم مجتمعاتنا الإسلامية
والعربية ؟ وهل نحن كمجتمع نملك
الحصانة الثقافية والاجتماعية
التي يمكننا من خلالها التعامل
مع مطالب الإصلاح والتغيير
والحداثة بشكل واع ؟ - وباختصار
– هل نحن جاهزين للتغيير ؟ وفي
المقابل : هل ذلك يعني ان نركن
للسلبية والرجعية والتخلف
الحضاري خوفا من التغيير
والإصلاح والحداثة ؟ , او ان
تعتبر الأنظمة السياسية ذلك
الأمر – أي – رفض التغيير
والإصلاح والحداثة من الخارج
سببا للقمع ومصادرة الفكر
والحريات واحتواء الإصلاحات
السياسية والثقافية
والاقتصادية , وتتخذ منه شماعة
تعلق عليها عجزها وضعف إدارتها
؟ . -
ونقول هنا - ان كلا الأمرين
مرفوض وغير مقبول : فنحن نرفض ان
يفرض علينا التغيير والإصلاح من
الخارج في علب جاهزة , كما ان على
الأنظمة السياسية في المقابل ان
لا تعتريها الخشية و الخوف من
فتح نوافذ الشرفات الفكرية
والإصلاحية لابناءها , والسؤال
المهم هنا هو : كيف يمكننا المضي
بالشكل الأمثل لتحقيق هذه
المهمة ؟ كيف يمكننا تجهيز
أنفسنا بالمعرفة والثقافة
والإدراك الحضاري الأكثر
أساسية عن العالم من حولنا ؟ -
وبمعنى آخر – هل نقبل ان تدفعنا
تيارات التغيير والعصرنة
والحداثة العابرة للقارات , الى
عوالم لا زلنا نجهل حقيقتها ؟ أو
ربما لا ندرك أسرارها !!, او حتى
لا زلنا لم نصل بعد الى المستوى
الثقافي والمعرفي الذي يؤهلنا
للاندماج والتواصل الحضاري
والفكري المباشر مع تياراتها
بالطريقة الصحيحة ؟ وحيث
كان من المفترض ان تدفعنا
مشاريع الإصلاح والحداثة
المعاصرة والتغيير الى عالم
أكثر استقرار وامن , بل وكان من
المفترض ان تحفزنا تلك
الاتجاهات الإنسانية الحديثة
الى رقي ونهضة مجتمعاتنا
الإسلامية وبطريقة لا تفرض
علينا التغيير عن بعد , او "
بالريموت كنترول " , فان ما
نشهده في واقع بعض المجتمعات
العربية اليوم هو تجارب تحديث
استهلاكي , تعوزها الأصالة
والإبداع والروح النقدية , وهو
ما يتطلب تجاوز أنماط التحديث
السطحي الى ضرب من الحداثة
العقلية والفكرية نابعة من رؤية
شاملة للوجود , حداثة متأصلة في
الوعي العربي ونابعة من عقيدتنا
وثقافتنا الإسلامية الشاملة ,
تجيب عن تساؤلات الواقع العربي
وتستجيب لطموحات الإنسان
العربي . واني
على يقين من ان هذا الأمر – أي –
الحداثة والتغيير وفي مختلف
جوانبه السياسية والاقتصادية
والاجتماعية , لا يمكن ان يتحقق
لنا كشعوب مسلمة من خلال مشاريع
تطبيع ثقافية واقتصادية
وسياسية معلبة ومكتوب عليها من
الخارج " صالحة للتصدير
والاستهلاك العربي " , وإذا
كنا نؤمن بحتمية التغيير وضرورة
مواكبة التحولات العالمية
والتوازن الثقافي القائم على
إعادة صياغة منظومة المعارف
العابرة للقارات على ضوء
التغيرات الحاصلة في القاعدة
الاجتماعية الدولية , فان ذلك لا
يمكن ان يجبرنا على تغيير قاعدة
الهرم الثقافي الذي تقوم عليها
مجتمعاتنا الإسلامية بطريقة
القص واللصق , - واقصد بقاعدة
الهرم – مجموعة القيم والأخلاق
والمبادئ الإسلامية والعربية
الفاضلة , وذلك تحت مسميات
وشعارات التغيير والحداثة
والإصلاح . نعم
.... نحن هنا لا نرفض التبادل
الثقافي والمعرفي بين الشعوب
والحضارات , ولا نرفض الأخذ
والتعلم من الآخر , ولا ندعو
للتراجع الحضاري والإنساني
والتنموي ومواكبة التطورات
العالمية , ولا ندعو لسلب
الحريات والحقوق الشرعية
والمدنية للشعوب والتي كفلها
هذا الدين العظيم , او العودة
الى الوراء وتقييد سرعة
الانتقال الى مراحل حضارية
تتوافق وروح العصر , ولكن بشرط
ان تكون تلك القيم والمعارف
المستوردة من الخارج لا تتعارض
وقيمنا ومبادئنا الإسلامية
التي تفرضها علينا عقيدتنا
وشريعتنا وثقافتنا الإسلامية ,
كما لا يجب ان نندفع وراء تيارات
التغيير والتغريب والعصرنة
والحداثة دون تمحيص وغربلة لتلك
المفاهيم والقيم العابرة
للقارات , والتي نعتبرها التحدي
الثقافي الأكبر والتهديد
الحضاري الأخطر الذي يعصف
بمجتمعاتنا الإسلامية اليوم . وهذا
ما يظهر ان للطبيعة البشرية
أهمية كبيرة في الصراعات
الدائرة داخل المجتمعات
وخارجها , والتاريخ هو حصيلة
التأثير المتبادل بين القوتين ,
وان كنا لا ندعو لتفكيك العقل
وإلغاء المشاعر الإنسانية في
مسائل الإصلاح والتغيير , ولكن
التاريخ الإنساني يثبت كل يوم
ان اندفاعات الحياة العاطفية
واللاشعورية والمؤثرات
الغريزية هي ما تولد الشهوات
وجميع المنازعات التي تقوض حياة
واستقرار الأمم والشعوب , وإنما
بالعقل والمنطق والتخطيط
واستشراف المستقبل تتفجر عجائب
العلم التي تعين الإنسانية على
التطوير الحضاري والارتقاء
بالمجتمعات والإصلاح والتغيير
الحقيقيين . ان
المعرفة الصحيحة لا المتوهمة ,
ولا المتخيلة بما يدور من حولنا
كما يقول الدكتور شاكر النابلسي
في كتابة الزمن المالح – جدلية
الأدب والسياسة في الثقافة
العربية المعاصرة – وإنما
المكتسبة بالنهج الموضوعي
والأساليب النقدية , ومهما كانت
نتائجها مخالفة لتصوراتنا او
لاهواءنا , هي المطلب المستقبلي
العربي , وعلى المثقفين
والمجتمع بأسره ان يعملوا على
تحقيقها وترسيخها , فالنهوض
والتقدم والإصلاح لم ولن يأتيا
في يوم من الأيام من مجرد
التقليد او التهالك على أفكار
وثقافات ومعارف مستوردة ومعلبة
, وإنما يأتيان من اكتساب القدرة
الفردية والجماعية على التغيير
والإصلاح , وهي قدرة قائمة الى
حد كبير على الريادة والابتكار
والتقدم وعدم استعجال التغيير . وعليه
فان عملية التغيير والإصلاح
تبقى مسالة داخلية في الدرجة
الأولى , ولا ينبغي ان توجه او
توضع في إطار خارجي باهت ومفرغ
من مضمون الخصوصية الثقافية
والاجتماعية , وان كانت البيئة
الخارجية بوضعها الراهن اليوم
قد وفرت آليات جديدة يسرت على
قوى المعارضة ومنظمات المجتمع
المدني التي تمثل الطرف الأخر
في العملية السياسية التحرك
والنشاط فان ذلك لا يعني قبول
التحول الى مشاريع ومقاربات
معلبة ومستهلكة , ( حيث يشعر عموم
العرب بمقدار من الإحراج إزاء
هذه الدعوة الملحة , فالأنظمة
العربية تأبى ان تقوم على
إصلاحات تدفعها الى المغامرة
بمستقبل وجودها , والناس في
المولاة والمعارضة لا يهللون
لإصلاح يدعى إليه من الخارج , او
يتجاهل همومهم الوطنية
والقومية الكبرى ) يقول تعالى {
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ
سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ
وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن
وَالٍ} صدق الله العظيم . *باحث
في الشؤون السياسية - رئيس تحرير
صحيفة السياسي التابعة للمعهد
العربي للبحوث والدراسات
الاستراتيجية ========================= الثورات
العربية: سقطت العبودية بسقوط
اصنامها فواز
شوك* ارتبط
الظلم والاستبداد ارتباطا
وثيقا عبر التاريخ بالاستعباد
واضفاء حالة من القداسة بحيث
نجد ان كل من اعتمد الظلم
والاستبداد من دول ومجموعات كان
يتوج هذا الاستبداد بهالة من
القدسية لنفسه الى جانب ممارسة
الاستعباد مع شعبه بحيث يتحول
الحاكم وسلطته الى كيان كله
مقدسات يحرم المساس بها ويتحول
شعبه الى عبيد طائعين فقط،وقد
ظهر ذلك جليا في كثير من العصور
والازمنة وخاصة زمن فرعون الذي
اوصله ظلمه وجبروته الى حد
ادعاء الربوبية وهي اعلى حالة
تقديس للنفس قد يصل اليها
الطغاة والظلمة بحيث جعل كل من
حوله مجرد عبيد وخدم. والعكس
صحيح فكلما التزم الحاكم
بمنظومة القيم الاخلاقية
والاجتماعية وعلى رأسها العدل
كلما اقترب من شعبه وتواضع لهم
وتساوى معهم ومن هنا ندرك عظمة
الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي
الله عنه وعظمة دولته وحب رعيته
له حيث سلك طريق العدل كضمانة
لوصول ناجح الى الرقي والتقدم
والازدهار و كانت وصيته(لعامله)
على خراسان تقول (حصن مدينتك
بالعدل) لانه ادرك ان العدل هو
حصانة الدولة وان الاستبداد
والظلم هو الطريق المؤدي الى
انهيار الدول. لقد
اتخذت معظم الانظمة الحالية
الظلم والقمع وسيلة للاستيلاء
على السلطة والبقاء فيها ولجأت
الى اضفاء نوع من القدسية على كل
ما له علاقة بنفوذها وسلطتها
فاصبح كل شئء عندهم مقدسا واصبح
المواطن مجرد خادم او عبد ليس له
الا الطاعة او العقاب،لقد
اختصروا الدولة واختزلوها بشخص
رئيسها او زعيمها لتصبح الدولة
مضافة الى مضاف اليه وكأن
الدولة هي ملك له بدل ان يكون هو
ملك للشعب والدولة،ومع هذا
النمط من الانظمة القمعية في
بلادنا العربية ظهرت مصطلحات
وشعارات وافكار كثيرة اخذت طابع
القدسية(سنفصلها في مقال قادم)ظلت
هذه(المقدسات)الزخرفية والتي
غذاها الغرور والكبرياء لعشرات
السنين الى ان بدأت الثورات
المباركة والتي اسقطت الكثير من
هذه المصطلحات وما تزال، فسقطت
عبارة(بالروح بالدم نفديك يا
زعيم...)واصبحت الروح والدم تقدم
فداء للشعب لانقاذه من هذا
الزعيم،وسقط مصطلح(المقاومة
والممانعة) في شوارع درعا
وبانياس وحمص وبدأ الشعب مسيرة
المقاومة الصادقة مقاومة من اجل
الحرية والعزة والكرامة
وممانعة ضد الاستعباد،لم يعد
مقبولا لجيل مثقف ان يعيش عصور
الاستعباد فزمن ليلى التونسية
ولى وسيتبعها(ألف ليلى وليلى).وسقط
شعار( الامن القومي لمصر يقتضي
اقفال معبر رفح)واصبح الشعار هو(أمن
غزة جزء لا يتجز امن مصر). وسقط
مصطلح اللجان الثورية في ليبيا
وحل مكانه(لجان الثورة) واصبح
جمهور الشعب الليبي اعظم من(جماهيرية
القذافي العظمى) هذا المصطلح
الذي قدسه القذافي لاكثر من
اربعين سنة طفى فيها الزبد على
كل ما سواه وكثر الزبد مع نهره
الصناعي(العظيم) وكتابه الاخضر(شبه
المقدس)وعلمه الاخضر(الصامد)وخيمته(المجاهدة)وثورته(المباركة
العظيمة) كل زخرفات القول هذه
والتي غذاها غرور القذافي قد
اسقطتها الثورة الشعبية فذهب
الزبد جفاء واحرق الكتاب الاخضر
وبقيت كلمات المجاهد عمر
المختار(نحن لا نستسلم ننتصر او
نموت) التي سطرها بحروف حمراء
اقوى من كتاب القذافي الاخضر،
بقيت ينبوعا يشرب منه الاحرار
لان ما ينفع الناس يمكث في
الارض،وعاد الليبيون الى علم
الاستقلال لانهم يعرفون ان
تاريخ ليبيا توقف هناك عندما
اتى القذافي الى الحكم، وهم
يحاولون اعادته من حيث سيذهب
القذافي مع(مقدساته)،لقد نقل
جيل الثورة بلادنا من زمن
العبودية الى عصر الحرية وسار
بها في مركب وقوده دماء الشهداء
فلم تقوى مقدساتهم الزائفة على
دم الشهيد،لقد سقطت العبودية
بسقوط اصنانها. *رئيس
تحرير صحيفة الوسط ،استراليا ========================= كلام
على نصيحة حسن نصرالله للسوريين
بدرالدين
حسن قربي أن
يخاطب القذافي جيرانه
التونسيين بأنه لايوجد لتونس
أبداً أحسن لها من الزين، بل
وتمنّاه أن يبقى عليهم رئيساً
مدى الحياة، فهذا مبلغه من
الفهم. ومثله أيضاً، ماقاله
السيد حسن نصرالله في خطابه
العتيد بتاريخ 25 أيار/مايو 2011 ،
عن جاره السوري بأن كل
المعلومات تؤكد ان أغلبية الشعب
ما زالت تراهن على خطوات الرئيس
بشار المؤمن والجادّ والمصمّم
على الإصلاح، بل مستعد لخطوات
إصلاحية كبيرة جداً ولكن
بالهدوء والتأني وبالمسؤولية.
وعليه، فقد دعانا نحن السوريين
إلى الحفاظ على بلدنا ونظامنا
المقاوم والممانع، وإعطاء
المجال لتنفيذ الإصلاحات
المطلوبة، واختيار طريق الحوار
وليس الصدام، فإسقاط النظام في
سورية مصلحة أمريكية
وإسرائيلية. وبصفتي
واحد من السوريين المعنيين
بدعوة السيد، فمن حقّي أن
أُذكّره بأن مانصحنا به منذ
أيام، هو بالضبط ماعمل عليه
السورييون الصابرون والمحتسبون
سنين وسنين امتدت طويلاً. لقد
راهن السورييون المعتّرون
كثيراً جداً على وعود بشار
الأسد بالإصلاح، ونشف ريقهم وهم
يطالبون وينتظرون، وإنما بقي
النظام حتى عامه الحادي عشر أو
الواحد والأربعين لافرق،
معترساً بين رفضه الإصلاح
بالمطالبات الشعبية الملحّة،
وعدم الإصلاح بالهدوء والتأني
وبالمسؤولية، وأعذاره دائماً
انشغالات إقليمية وتهديدات
خارجية، ولكن ما تأكد للسوريين
بملايينهم أنهم بحقوقهم
الإنسانية وحريتهم وكرامتهم
كتب عليهم اليأس من الإصلاح
لأنهم في ماضيهم وحاضرهم وُضعوا
رهائن عند النظام بمثابة عبيد
لانشغالاته وتهديداته حتى على
مستقبلهم، ومن ثم باتت سوريا
بلداً وشعباً أسرى لاخيار لهم
ولايملكون عند النظام من أمرهم
شيئاً، فحتى الرئيس بشار نفسه
عندما سئل في مقابلته مع الوول
ستريت جورنال المنشورة في 31
كانون الثاني 2011 عن الإصلاح في
سورية بشّرنا: بأنه سيشرع في
إصلاحات سياسية واقتصادية،
وإنما لكي نكون واقعيين علينا
ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق
هذا الإصلاح. وأما
عن دعوة السيد للسوريين بإعطاء
المجال لتنفيذ الإصلاحات، فهو
ماقد فعلوه تماماً من قبلِ دعوة
سماحته لهم، ولم يُقصّروا،
ويُفترض فيهم أن يُعتقوا بعدها،
فما أعطوه كان كثيراً جداً بل
أكثر بعشر سنين مما أعطاه
المصريون لرئيسهم السابق
مبارك، وليس أقل مما أعطى
الليبيون أيضاً لرئيسهم ملك
ملوك أفريقيا. وعليه، فإن
النظام قد أخذ حقّه ومستحقه من
عمر ملايين السوريين مما يستوجب
على السيد حسن نصرالله شخصياً
أن يكون عنده من الرحمة والرأفة
والإنسانية، مايرحمنا به
ويرقّق قلبه علينا ويترأف
بضعفنا بمساعدته لنا برحيل نظام
الحزب الواحد المستبد والفاسد
إن أراد خيراً أو بتوجيه نصائحه
إليه، أو حتى بسكوته على الأقل ،
فيكفي السوريين بملايينهم
ماأخذه النظام من أعمارهم حتى
بات حالهم يصعب على الكافر. وأما
عن دعوته أيضاً للسوريين
لاختيار طريق الحوار بدل
الصدام، فنحن رهن دعوته رغم كل
غرابتها، وكأن المتظاهرين
السلميين وليس النظام هم الذي
يملكون الدبابات والطائرات
وعشرات الآلاف من قوات الأمن
والحرس الجمهوري والشبيحة،
وكأنهم وليس بشار الأسد هم
الذين يحركونها بالمئات
والآلاف من مدينة إلى مدينة ومن
مكان إلى مكان، دار دار، وزنقة
زنقة، وهم الذي اعتقلوا الأطفال
وقلعوا أظافرهم وحلقوا شعور
النساء، وقتلوا أكثر من ألف من
الأطفال والنساء والرجال، وبضع
آلاف من إصابات ومعوقين وأكثر
من عشرة آلاف معتقل. أما المهم
حقيقة في كلام السيد حسن نصر
الله وغيره ممن معه، اعتقادهم
أن إسقاط النظام مؤامرة أمريكية
وإسرائيلية، لأنه يقودنا إلى
سؤال يلد سؤالاً: هل مطالبة
الناس سلمياً بالعدالة
والقانون والديمقراطية وإطلاق
الحريات مؤامرة..؟ وهل إسقاطها
يكون بقتل شعب مقاوم وممانع
بإعلان الحرب عليه بمئات
الدبابات واستباحة دمه وعرضه
وممتلكاته ومحاصرة مدنه
وأحيائه، لأنه صاح واستغاث من
طغيان الظلم والقمع والجور،
وفواحش النهب واللصوصية في
المال العام، أم يكون بمنع
الظلم والنهب ومحاسبة الظالمين
والفاسدين، وإنصاف المواطنين
وإعطاء كل ذي حق حقه، لتقتلع
المؤامرة من جذورها..؟ إنه
لاجديد في نصيحة السيد للسوريين
من دون الجلاد والجزّار لأنهم
تلقائياً عملوا بها حتى اليأس
ووضعوا في طريق مسدودة مخرجها
إسقاط النظام. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |