ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا "حمزة الخطيب": يا بني
بإستشهادك حررت سوريا أ.د.
ناصر أحمد سنه* يا "حمزة":
لن أبكيك، وإن كان القلب يدمي
لفراقك. يا "حمزة":
لن أبكيك رغم هول صورة جسدك
الطاهر البرئء ـ ذي الثلاثة عشر
عاماًـ وفيه ما فيه من شواهد
تعذيب وصعق وضرب وسحل وتمثيل
وطلقات رصاص في صدرك ويديك. يا "حمزة":
لن أكتب سطوراً في رثائك، بل
رثاء من أعتقلوك وعذبوك وقتلوك
ومثلوا بجثتك البريئة، بكل هذه
الوحشية التي لم تترك للذئاب
والضباع شيئاً لتفعله فوق ذلك. يا "حمزة":
يابني، إن رصاصات الغدر قتلت
"محمد الدرة" بين يدي
والده، فقام العالم يدين مجازر
الصهاينة الأوغاد بحق الأطفال
والشيوخ والنساء. يا "حمزة":
لقد فعلوا بك ـ ولعلك لن تكون
الأخير ـ أكثر مما فعل الصهاينة
بـ "الدرة"، وكلهم في الغدر
والقتل والتعذيب والبطش والقهر..
والإحتلال والإستخراب سواء. يا"حمزة":
طالبت بالحرية لتحرير القدس
وفلسطين والأمة جمعاء، فكانوا
أسوداً عليك، وهم في الحروب، ضد
الصهاينة وغيرهم، نعامة. يا بني:
لقد سطرت أنت ـ بدمائك وجثتك
المستباحةـ ومن قبلك عشرات
المئات من الشباب والأطفال
والرجال والنساء في تونس ومصر
وليبيا واليمن وسوريا وغيرها
أنصع صفحات التاريخ العربي. يابني:
دع الطغاة وأذنابهم وفرق موتهم
وشبيحتهم، ومرتزقتهمن
وبلاطجتهم يثملون من شرب دماء
الشعب العربي. فالحرية ثمنها
نفيس، والخفافيش مصاصي الدماء
لا ترتوي، لكن الشعب العربي
باقِِ عازم علي كنس هؤلاء
وغيرهم، فهم إلي زوال، وغداً
القصاص. يا بني:
إن كنا قد "هرمنا ـ كما قال
أحمد الحفناوي ـ من أجل هذه
اللحظة التاريخية".. فها قد
جاءت ـ بفضل الله ومنته علي هذه
الأمةـ ثم بدمائكم وتضحياتكم،
بعزيمتكم وأرادتكم وأصراركم
علي الحرية والتحرر والإنعتاق
من أسار ذل وقهر وأستبداد وفساد
وإفساد هذه النظم ـ التي ترفع
شعار الوطنية والقومية والوحدة
والعروبة والديموقراطية الخ ـ
علي مدار عقود. يا "حمزة"..
يا بني: إن لأرجو أن يكون لك ـ
علي درب الشهادة والتضحية
والفداء ـ من
اسم وشخص جدك الكبير "أسد
الله ".. "حمزة بن عبد
المطلب"، رضي الله عنه ـ عم
رسول الله صلي الله عليه سلم،
نصيب. يا بني،
يا فلذة الكبد: لقد مُثل بجسد
جدك، "حمزة بن عبد المطلب"،
رضي الله عنه،
في "أحد"، وبقر بطنه
وجدع انفه وأذناه، ولاكوا كبده
الشريف. فأنت
خلَف لخير سلف، ومعركة الحق في
بدر الكبري ، وأحد والخندق
وخيبر، وبني قريظة وتبوك،
والقادسية وحطين وعين جالوت، ضد
الباطل، ضد الطغاة والمستكبرين
والمتجبرين والفاسدين المفسدين
في قصورهم في تونس ومصر وليبيا
واليمن وسوريا وغيرها.. واحدة
متصلة مستمرة إلي يوم القيامة. يا بني:
أني لأفتخر أن أنتسب لك أباً،
وفهل تقبل أن تكون لمثلي
إبناً؟؟. فيابني،
ياحمزة: نم قرير العين،
فبإستشهادك ـ
يا قرة العين ـ حررت سوريا،
وحررت الأمة العربية
الإسلامية، وبت في ضمير العالم،
وفي ذاكرة تاريخه الناصع، من
أجل الحرية والتحرر. ـــــــ كاتب
وأكاديمي* ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |