ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مازن
كم الماز أقبح
ما في سوريا اليوم , هذا النظام
الذي نهب السوريين و قمعهم
طويلا و الذي يريد اليوم أن يبقى
جاثما على صدورنا فقط على أكوام
الجثث , هذا القبح الذي أفسد
حياتنا و يريد أن يلوث ارواحنا
قبل أن يرحل , أقبح ما في سوريا
يريد اليوم أن يقتل أجمل ما في
سوريا , أي هذا الشباب الذي ثار
أخيرا مطالبا بحريته و بحريتنا
جميعا و بحقه في الحياة دون
مخابرات و سجون , دون نهب و
استغلال و دون رامي مخلوف , كل
ذلك الماضي المظلم الذي تركز في
النظام و في شخوصه يريد اليوم أن
يغتال المستقبل الحقيقي , أن
يغتال الفجر القادم المتمثل في
هؤلاء الشباب , في ثورتهم من أجل
الحرية و الكرامة ... يتطوع
الكثيرون اليوم دون أدنى إحساس
بالخجل للدفاع عن القبح , عن قبح
هذا النظام و بشاعته التي تفوق
اليوم كل وصف , عن جرائمه
المروعة و عن مجازره و مقابره
الجماعية , و يتطوع الكثيرون
اليوم ليهاجموا بقعة الضوء التي
تكبر مع كل يوم في سوريا , واعدة
بالحرية و الكرامة , دون أي خجل
أيضا , لنذكر كيف أن هذا الجيل من
الشباب قد ترك للبطالة و
للمجهول و لليأس أو الاغتراب ,
دون عمل أو مستقبل أو أمل , هذا
بينما كان النظام يبيع سوريا و
يشتريها هو نفسه جزءا بعد جزء
محولا أهلها إلى متسولين , بينما
كان رامي مخلوف و محمد حمشو
يكدسون ملياراتهم نيابة عن
العائلة الحاكمة و بينما كانت
سوريا تقسم بجدار من الشبيحة و
أجهزة أمن الطغاة و المستغلين ,
بجدار من الخوف و الصمت , بين جزء
كان يتمدد و يزداد بسرعة هائلة
هو ما يملكه الأغنياء , أمثال
مخلوف و حمشو و غيرهم من
المرتبطين بالنظام , و بين جزء
كان ينكمش و يتقلص كل يوم هو ما
بقي ممكنا و متاحا لملايينها
المهمشة و المفقرة , ترك هذا
الجيل لمصيره بينما كان النظام
يغرق سوريا في الصمت و الظلام
بقوة أجهزته القمعية و سجونه و
أقبيته و محاكم أمن الدولة و
شبيحته , كان الأنين محرما في
سوريا , الشكوى جريمة و الصمت هو
فضية الفضائل , ترك هذا الجيل
لمصيره , بينما كانت المعارضة
تتخاصم حول شخص جورج دبليو بوش
الذي ملأ دنياها و شغل ناسها ,
ترك هذا الجيل لمصيره بينما
تنازع المثقفون و المنظرون حول
النيوليبرالية التي سرقت من هذا
الجيل حياته و مستقبله و أحلامه
, حتى من انتقد النيوليبرالية لم
يفعل ذلك بسبب ما فعلته
نيوليبرالية النظام بهذا الجيل
الضائع من الشباب بل انتقاما
لإيديولوجيات سبق لها أن اضاعت
هي أيضا أجيالا أخرى في بلاد
أخرى و اغتالت أحلاما أكبر في
بلاد أبعد عنا , تواطئنا
بمشاركتنا إما بالصمت أو بتزييف
حقيقة الصراع في سوريا في قهر
هذا الجيل و اغتيال أحلامه , لكن
هذا الشباب قرر فجأة في غفلة من
الجميع أن يأخذ زمام المبادرة ,
أن يأخذ زمام أمره بيده , توقف
فجأة عن انتظار إصلاح بشار
الأسد الذي لا و لن يأتي و توقف
عن انتظار حل سحري , إلهي سماوي
او حتمي ليبرالي يمثل نهاية
التاريخ أو نتيجة لخضوع مطلق
لهيمنة الغرب الرأسمالي "المتحضر"
أو ماركسي تحمله قيادة ملهمة
أخرى , و بدأ يقلع أشواكه بنفسه ,
هذا الشباب اليوم الذي زعموا
أنهم سيعلمونه معى الحرية أو
الثورة هو من يعلم الجميع اليوم
ما تعنيه الحرية و الثورة , لم
يبق أمام من كان يزعم أنه في
موقع من يعلم الآخرين معاني
الحرية أو الثورة , لم يبق أمامه
إلا أن يحرق دفاتره القديمة و
يبدأ هو بالتعلم , علينا جميعا
أن نبدأ بالتعلم من هذا الشباب و
من ثورته , يمكن التنظير لها لكن
ليس عليها , يمكن دعمها لكن لا
اختطافها , على الأقل الآن ,
فالشيء الجدي الوحيد في سوريا
اليوم هو دماء هذا الشباب و
إرادته التي تتعاظم في سبيل
الحرية و رصاص هذا النظام
المجرم , إن الثورة هي هذه
المدرسة الجديدة التي علينا أن
نعود فيها جميعا تلاميذ في الصف
الأول مهما بلغنا من العمر أو من
الخبرة أو من الفهم أو من القدرة
على التحليل و إرشاد الآخرين و
غير ذلك مما نسبناه لأنفسنا , أو
نسبه البعض لنفسه طويلا , نحن
اليوم جميعا تلاميذ في مدرسة
الثورة , في مدرسة الواقع حيث
تصبح الدوغما و العقائد و أسماء
المنظرين و المخلصين و الأنبياء
الكبار مجرد أسماء فقط دون أي
زخرف براق , أسماء من ماض انقضى
ماضي ما قبل الثورة ماضي
التهميش و الصمت و التغييب الذي
كان وحده يبرر كل هيبة و جدية
أولئك المخلصين و الأنبياء و
مشارعهم الخلاصية لكن دون أي
جدوى , حان الوقت للجميع , لنا
جميعا , لنتوقف عن لعب دور الأب ,
دور المعلم , لسنا آباء الثورة و
لسنا آباء لهذا الجيل من الشباب
الثائر المتمرد على واقع قهره و
تهميشه على يد النظام , هذا
الجيل يستحق حريته اليوم لأنه
تمرد على خنوع آبائه و صمتهم ,
الثورة اليوم هي من يلدنا من
جديد , هذا الجيل هو معلمنا
اليوم , هذه الثورة هي التي تعيد
تربيتنا , كأحرار , كبشر , في
نهاية المطاف , شيء من التواضع
في حضرة هذا الشباب الرائع أيها
المعلمون , أيها "السادة" ,
"سيد" الوطن , و "سيد"
المقاومة , ثقافة السادة هذه في
أيامها الأخيرة , في نزاعها
الأخير كما هو حال كل السادة في
سوريا و في هذا الشرق , صحيح أنها
قد تعود للظهور ثانية لكن هذا
يتطلب إعادة خلق مقدسات و
محرمات و تابوهات جديدة و إعادة
خلق نفسية العبيد و ثقافة
العبيد و السادة من جديد , و من
يصر على ألا يفهم ما يجري اليوم
يجب أن يلوم نفسه فقط , أهان حسن
نصر الله نفسه بنفسه إذ لم يفهم
هذا , من يستهتر بدماء السوريين
و حريتهم و حياتهم و آمالهم و
آلامهم عليه فقط أن يلوم نفسه
عندما يواجهه الثوار بما يستحق
من استهتار تماما كما فعلوا
بالأمس بسيده و كلاب سيده , و من
يجرؤ على امتداح جنون القبح
الذي يمثله بشار الأسد عليه أن
يقبل في نهاية المطاف أن يعامل
كجزء من هذا القبح الفاجر الذي
يمثله ماهر و رامي و بشار و آصف ,
من يجرؤ اليوم على وصف هذا
النظام القروسطي الحجاجي
القراقوشي بصفات الحداثة أو
الممانعة أن يقبل بأن يعامل
كواحد من أزلام الحجاج – قراقوش
لا أكثر و لا أقل , أن يقبل بأن
يحاكم مع حداثته و ممانعته كما
يحاكم و سيحاكم بشار نفسه أمام
هؤلاء الشباب , أمام هذا الشعب
العظيم , البديل اليوم عن صورة و
دور المثقف – المعلم و السياسي
– السيد و رجل الدين – السيد هو
بكل بساطة الإنسان المناضل في
سبيل حريته , كمقدمة ضرورية
لكينونتنا كبشر أحرار و لتحولنا
من عبيد إلى بشر أحرار ========================= سقطات
إعلام رسمي يعيش أشد لحظاته
بؤسا علي
الرشيد يبدو
أن الإعلام السوري يعيش أشد
لحظاته بؤسا .. والسبب بمنتهى
البساطة أنه يحاول قلب الحقائق
الواضحة ، بأسلوب دعائي فج يصل
حد الوقاحة، مشوها صورة انتفاضة
شعب خرج في الشوارع والساحات
والأزقة يهتف لحريته المسلوبة
ويطالب بكرامته المفقودة،
ومدافعا عن الجلاد الذي يواجه
المحتجين السلميين بالرصاص
الحي ، ويحاصر المدن الثائرة
بالدبابات ويمنع عنها الماء
والغذاء، ويعتقل ويمارس أقسى
صنوف التعذيب بحق معارضيه الذين
ضاقت بهم السجون والمعتقلات. أعلام
ما زال يعيش بعقلية " لا أريكم
إلا ما أرى " ويريد من العالم
بأسره وليس السوريين فقط أن
يصدق روايته فقط بغض النظر عن
فبركاتها ، ويكذّب الصور الحيّة
في عهد الاتصال المباشر
والانترنت والإعلام الجديد
والذي صار بمقدور أي شخص فيه
وليس الصحفي وبمنتهى السهولة أن
ينقل الوقائع التي تحدث على
الأرض للعالم فورا ، ويحرز سبقا
في ذلك. سقط
إعلام النظام من اللحظة الأولى
لاندلاع الاحتجاجات لأنه منعَ
وما يزال مراسلي الفضائيات
ووكالات الأنباء العربية
والدولية من الوصول لميادين
الاحتجاج ومقابلة المتظاهرين،
وحجبَ عدساتهم التي يمكنها
تصوير المشاهد العنيفة لأجهزة
أمنه وهي تتصدى للجماهير
المنتفضة، وبالتالي نقل
الرواية الأمينة للأحداث إلى
العالم. كما
سقط منذ بدء المظاهرات عندما
عزل شخصيات إعلامية تمثل جهازه
الرسمي لمجرد أنها قالت جملة
خارج سياق نص مطبخه الدعائي
كرئيسة تحرير صحيفة تشرين سميرة
المسالمة التي كانت كل جريرتها
أنها طالبت أجهزة الأمن بالقبض
على "العصابات السلفية
المسلحة" التي ادعت الأجهزة
أنها هي من تتسبب بمقتل
المدنيين. في
لحظات الأزمات يفترض بإعلام
المؤسسات والأنظمة أن يكون أكثر
صدقا وشفافية ، لأن أي خطأ أو
كذب او التفات على الحقائق
والوقائع الصحيحة أو دعاية تأتي
بمفعول عكسي، لكن مشكلة
الناطقين الإعلاميين المكلفين
من النظام السوري بالظهور على
الفضائيات العربية والدولية
والذين لايزالون يعيشون بعقلية
إعلام الحزب الواحد، خارج حدود
الزمان الذين هم فيه، يعتقدون
أن بإمكان إجادتهم لفن الفبركات
والبلاغة الدعائية وسلاطة
اللسان إقناع الناس ، بينما هم
في حقيقة الامر يزيدون من قتامة
صورة النظام وعزلته وانفضاض
الناس من حوله. سقطات
الإعلام الرسمي والناطقين
والمدافعين عنه من الكتاّب
والباحثين كثيرة.. نكتفي
بالإشارة إلى بعضها للتدليل ،
ليس إلا: عندما
عزلت سميرة المسالمة ظهر من
يتحدث منهم بأن :( إقالة
المسالمة يثبت أن قطار الإصلاح
قد بدأ في سوريا فعلا)، بينما هي
صرحت بعظمة لسانها أنها عزلت
بمكالمة من مسؤول أمني وليس من
وزارة الإعلام. تكذيب
الصور ومنها قيام جنود بإهانة
محتجين ببساطيرهم العسكرية
بالبيضا ، وقد قال أحدهم: إن
الجيش والأمن لايمكن أن يهينا
شعبه، وهو مستعد للاعتذار إذا
ثبت غير ذلك، وأكد أن هذه الصورة
جاءت من العراق وأن أولئك
المجرمين هم من رجال البشمركة.
وما هي إلا ساعات حتى ثبت قطعيا
أن الصور صحيحة ومن البيضا
التابعة لمدينة بانياس بالفعل،
وحينما ظهرت صور أخرى لجنود
مسلحين يضربون مدنيين ويطلقون
الرصاص عليهم لم يتورع أحدهم عن
الحديث بإمكانية فبركة مثل هذه
الصور ، فيما اكتفى آخر بمطالبة
لجان التحقيق بفتح تحقيق بشأنها
، إن ثبت أنها صحيحة ، في محاولة
منه للهروب نحو الأمام. التأكيد
على أن رقعة المظاهرات
والاحتجاجات ستتقلص أو تقلصت مع
تدخل الجيش، وعندما تواصلت هذه
الاحتجاجات وازدادت كمّا
واتسعت امتدادا جغرافيا، لجأ
هذا الإعلام إلى التهوين من
أعدادها، في مقارنة سقيمة
بالعدد الكلي للمواطنين
السوريين ، منوها بأن هناك "
أغلبية صامتة" لا تتظاهر ،
بينما حقيقة الأمر أن هذه
الأغلبية والتي لم تتظاهر بعد
يمكن إدراجها ضمن مصطلح "
الأغلبية الخائفة" بسبب بطش
النظام بحسب الكاتب الاردني
ياسرالزعاترة . الادعاء
بأن الجيش دخل المدن كدرعا
وبانياس بناء على طلب مواطنيها
لتخليصهم من متطرفي هذه
المناطق، بينما كان رد أهلها
ببيانات تكذّب ذلك وتنفي وجود
التطرف وتطلب من الجيش بدلا من
ذلك التوجّه إلى الجولان. نعت
المتظاهرين بمحدودي الثقافة
والتعليم للتهوين من شرعية
الثورة الشبابية ، بينما
الحقيقة أن هذا الكلام ليس سوى
مزاعم غير صحيحة، لأن كثيرا من
التظاهرات انطلقت من الجامعات
كجامعتي حلب ودمشق، ومثل هذه
الشرائح تشارك في تظاهرات المدن
أيضا. اتهام
الفضائيات التي تنقل ما يحدث في
سوريا كالجزيرة بالتحريض
وإثارة الفتن والاشتراك في
المؤامرات الغربية ضد سوريا
كدولة ممانعة بينما تقوم هذه
الفضائيات بواجبها المهني
والأخلاقي تجاه كل الثورات
العربية وما تزال بدءا من تونس . ويضاف
إلى مآزق هذا الإعلام التعامل
الأمني السيء من المراسلين
العرب والأجانب الذين تم توقيف
واعتقال عدد منهم بسبب تغطياتهم
الخبرية ، وشهاداتهم على
تعذيبهم أو التضييق عليهم، فضلا
عن سرد فظائع ما يلاقيه
المحتجون السلميون في السجون
السورية. ========================= جريمة
قتل الطفل حمزة الخطيب ليست
الأولى..؟؟ حسان
القطب مدير
المركز للبناني للأبحاث
والإستشارات الأزمة
السورية الحالية تكشف عمق
العلاقات وترابطها بين
النظامين السوري والإيراني
وكذلك مع فريق قوى الثامن من
آذار/مارس اللبناني، الذي يقوده
حزب الله ونبيه بري، ففي حين
استنكرت وأدانت مختلف الهيئات
الدولية والمؤسسات الإنسانية
جرائم القتل التي ترتكبها القوى
السورية المسلحة سواء كانت
رسمية أو الميليشيات شبه
الرسمية التي يطلق عليها اسم (الشبيحة)
لا تزال هذه القوى في لبنان
وإيران تتجاهل جرائم القتل هذه
وتدين المتظاهرين وتتجاهل
الضحايا الذين يسقطون يومياً،
وفي مقدمتها جريمة قتل الطفل
الشهيد حمزة الخطيب (13 عاماً)
بطريقة وحشية غير مبررة بعد
تعرضه للتعذيب كما ذكرت بعض
وكالات الأنباء.. ولا زالت هذه
القوى تتحدث عن مؤامرة تستهدف
نظام سوريا ولا تشير إلى مطالب
الشعب السوري المحقة في الحرية
والعدالة والكرامة وحقه في
تحرير أرضه المغتصبة والمحتلة.. ما
الذي يدفع هذه القوى السياسية
في لبنان وإيران لتجاهل هذه
الجرائم والتعتيم عليها
والدفاع عن نظام سوريا بل ودعمه
في سياساته الهادفة لقمع
التظاهرات وقتل المتظاهرين بمن
فيهم النساء والأطفال أمثال
الشهيد حمزة الخطيب..؟؟ إنه
التناغم بين هذه القوى والأنظمة
فكرياً وسياسياً وأمنياً، إنها
الروح السلطوية عينها التي
يعيشها هؤلاء في ذهنهم وفكرهم
وعقلهم وتربيتهم وسياستهم..إنه
تبادل الأدوار فيما بين هذه
القوى لحماية وجودها
واستمرارها واستقرارها ولو على
حساب دماء أبناء شعبها ومستقبل
مواطنيها مهما كانت أعمارهم،
حتى ولو كانوا نساء وأطفال، كما
يمكن القول إنها سياسة رد
الجميل نحو النظام السوري الذي
تجاهل سابقاً بل يمكن القول انه
كان مؤيداً لما ارتكبه الحلفاء
من ممارسات مماثلة...في السابع
من أيار/مايو، من عام 2008، شن حزب
الله وحلفائه في لبنان حرباً
شرسة على المواطنين اللبنانيين
العزل، في مدن ومناطق عدة سقط
بنتيجتها العشرات بل المئات من
القتلى والجرحى لحماية مشروع
شبكة اتصالات غير قانونية وغير
شرعية بحجة حماية المقاومة من
خرق إسرائيلي محتمل، وتبين
لاحقاً أن عشرات المجموعات كانت
ولا زالت تعمل في خدمة إسرائيل
وتتجسس لها على الأراضي
اللبنانية، مستخدمةً تقنيات
عالية ومتطورة، ولم يلحظها امن
حزب الله وحلفائه رغم ارتباطها
بإسرائيل لمدة طويلة لأن أمن
حزب الله منشغل في صراعاته
الداخلية ضد قوى سياسية لبنانية
يسعى لتهميشها وتحطيمها
والإساءة إليها سياسياً
ومعنوياً وأدبيا وأخلاقيا
ومالياً، فلم يلحظ هذه الشبكات
ولا أعضائها حتى وقعوا في قبضة
القوى الأمنية اللبنانية
الشرعية التي يشكك بها وبدورها
حزب الله في كل حين.. واليوم
يتساءل حزب الله عن احتمال وجود
شبكة هاتف محتملة لدى هيئة (اوجيرو)
للاتصالات ويصفها بغير الشرعية
في حال ثبت وجودها، حيث اعتبر «حزب
الله» عبر تصريح أدلى به عضو
كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب
نواف الموسوي، أن «فريق 14 آذار
قدم نموذجاً عن الدولة التي
تتحول بعض الأجهزة الأمنية فيها
إلى ميليشيات، والمؤسسات فيها
إلى شركة خاصة لا يعلم كيف
تستخدم ولماذا»؟. ولكن حزب الله
يتصرف هنا متناسياً أن شبكته
للاتصالات هي غير شرعية وغير
قانونية ويحميها بسلاحه بل هو
فرضها على الدولة اللبنانية
والشعب اللبناني بقوة سلاحه..
وفخامة رئيس الجمهورية الذي
يبدو انه خضع لضغوط حزب الله
وميشال عون وسوريا للتخلص من
اللواء ريفي، حين ورد أنه قد
أبلغت المديرية العامة لرئاسة
الجمهوريّة معالي وزير العدل
البروفسور إبراهيم نجار، بموجب
كتاب، ("تعليمات فخامة رئيس
الجمهورية العماد ميشال
سليمان، القاضية بالتأكيد على
الطلب من نجّار اتخاذ الإجراءات
القضائية التي تنص عليها
القوانين والأنظمة المرعيّة،
وذلك بشأن عدم تنفيذ المدير
العام لقوى الأمن الداخلي
لمضمون كتاب معالي وزير
الداخلية والبلديات زياد بارود
رقم 9143 تاريخ 26/5/2011، " بالعمل
فورًا على إخلاء الطابق الثاني
من مبنى وزارة الاتصالات".)..
ولكن فخامته وكذلك وزير
الداخلية زياد بارود تجاهلوا في
وقت سابق ما جرى في مطار بيروت..وذلك
حين اجتاحت مطار بيروت جحافل
مسلحة من حزب الله وسواه بقيادة
نواب حزب الله، ومسؤول أمن حزب
الله لمنع تنفيذ مذكرة قضائية
في مطار بيروت بحق اللواء جميل
السيد صادرة عن مدعي عام
التمييز، ولا تزال المذكرة دون
تنفيذ حتى اليوم، وقد صرح نواف
الموسوي مدافعاً عن بارود
قائلاً: (وحول التحامل على وزير
الداخلية بدعوى انه سكت عما جرى
في المطار، أكد الموسوي أن "ما
حصل في المطار كان حقا لنا كنواب
وكجهات سياسية في أن نفتح صالون
الشرف والتواجد فيه لأننا صناع
الشرف ولأننا شركاء في هذا
الوطن وفي هذه الدولة" مشددا
على أن "ما حصل سيحصل في كل
مرة نشاء له أن يحصل". وقال:
"الأولى لهذه القاعة أن تفتح
للشرفاء وصانعي الشرف لا
للمستوردين")... الشرفاء
يحددهم الموسوي وحزب الله
وسواهم فقط، ويتم تجاهل هذا
الأمر من قبل القوى الأمنية
بأمر من المراجع العليا التي
تدخلت هذه المرة بكل قوة،
تماماً كما قامت وبكل جرأة قبل
أيام رغم استنكار وإدانة وتحذير
المراجع الدولية والهيئات
الإنسانية، بتسليم مجموعة من
المواطنين السوريين اللاجئين
عبر الحدود السورية هرباً من
جحيم القصف إلى شمال لبنان
لنظام يمارس هواية الظلم والقتل
بحق شعبه، دون العودة لمرجع
قضائي أو استناداً لقرار حكومي..
إنها سياسة الكيل بمكيالين،
وسياسة تأييد القوي بسلاحه على
الضعيف الأعزل، وتعزيز لسياسة
الظلم والقهر بحق فئات لبنانية
متعددة أصبح من حقها أن تعيد
النظر في الواقع اللبناني السيئ
والمزري، فقد أصبح المواطن
اللبناني وهو ينظر لجثة الطفل
الشهيد حمزة الخطيب يستذكر جثث
شهدائه الذين سقطوا بقوة سلاح
الأمر الواقع من جريمة قتل
الطفل زياد غندورو الشاب زياد
قبلان، دون الإمساك بالمجرمين
إلى جريمة قتل المرأة والأم (زينة
الميري) في منطقة (عائشة بكار)
دونما سبب، وجريمة قتل ابن
الجبل والوالد(لطفي زين الدين)،
والطيار الشاب سامر حنا، وسواهم
من الضحايا الأبرياء، ومع ذلك
يطل علينا نواب حزب الله ونبيه
بري يبكون الدولة ومؤسساتها
ويتساءلون عن الأمن المفقود
والمؤسسات الأمنية غير الشرعية..
لقد
كان دائماً نظام سوريا يقدم
الدعم والإسناد لهؤلاء،
فالمجموعة التي قتلت جنوداً من
الجيش اللبناني، هربت إلى تركيا
التي قامت بتسليمهم لنظام سوريا
ولم يتم تسليمهم إلى اليوم
للقضاء اللبناني، ولم نسمع أن
حزب الله وسواه ولا حتى وزير
الداخلية قد طالب نظام سوريا
بتسليم القتلة للقضاء، إنها
سياسة التعاون على تغطية ما
يجري في لبنان كما على تغطية
وتجاهل ما يجري في سوريا
وإيران، فالنظام الإيراني الذي
قتل عشرات المتظاهرين وعلى
رأسهم الشهيدة (ندى سلطاني) الذي
شاهد العالم بأسره مصرعها على
شاشات التلفزيون، تجاهلها
إعلام حزب الله وحلفائه، كما
تجاهلها إعلام نظام سوريا
وأعوانه، واليوم يتم رد الجميل
لنظام سوريا ولو على حساب دماء
وشهداء أبناء الشعب السوري من
النساء والأطفال الذين يسقطون
بالعشرات وهم يطالبون بالحرية
والعدالة فقط، لا بتأسيس شبكات
هاتف غير شرعية ولا بناء منازل
على أراضي تخص الأملاك العامة
والخاصة..ولا بالحفاظ على سلاح
غير شرعي يستعمل في إطلاق النار
عند المناسبات السعيدة وغير
السعيدة.. يظن
البعض أن سياسة القتل والترهيب
قد تخيف أصحاب الحق، وأن تجاهل
ما يجري في سوريا من انتفاضة ضد
الظلم والقهر وسياسة التوريث
السياسي، قد يساعد على بقاء هذا
النظام واستمراره واستقراره. من
الواضح أن حلفاء سوريا في لبنان
يتصرفون بقلق وتوتر لأنهم
يدركون أن التغيير في سوريا
قادم وان سياسة الاستقواء بقوى
خارجية على أبناء الوطن لن يطول
أمده، وأن ليل الظلم لن يستمر
وان دماء الشهداء من النساء
والأطفال والشيوخ ستكون لعنةً
على كل من تسبب بإراقتها
والتغطية على من ارتكبها، لذا
ندرك تماما أن دماء الطفل حمزة
الخطيب في سوريا، والطفل زياد
غندور والسيدة الميري، في
لبنان، والشابة ندى سلطاني، في
إيران، لن تذهب هدراً لأنها
فضحت سياسات وظلم وقهر أنظمة
وكشفت جبروت ومشاريع قوى ظالمة
وستكون سبباً لسقوطها وتغييرها.. ========================= كيف
أسهم أوباما في تعزيز اليمين
الصهيوني؟ صالح
النعامي سيذكر
التاريخ الأسبوع الماضي، كنقطة
تحول فارقة وحاسمة في حسم
موازين القوى داخل الحلبة
الحزبية في إسرائيل، لصالح
اليمين المتطرف بزعامة الليكود
وحلفائه. والمفارقة إن هذا
التحول لم يكن بفعل تطور داخلي
إسرائيلي، بل كنتاج سلوك الرئيس
الأمريكي باراك أوباما، الذي
أقنع الرأي العام الإسرائيلي إن
بإمكانه الرهان فقط على اليمين
المتطرف بزعامة بنيامين نتناهو.
صحيح إن المجتمع الإسرائيلي يمر
في عملية انزياح واضحة نحو
اليمين، لكن خضوع أوباما المهين
أمام نتنياهو سرع إلى حد كبير من
وتيرة هذا الانزياح، والتي وجدت
تعبيرها الواضح في الزيادة
الكبيرة في شعبية نتنياهو، الذي
كان حتى قبل أقل من أسبوعين
يتخلف وراء زعيمة المعارضة
تسيفي ليفني، في نفس الوقت فقد
تعاظم التأييد لحزب الليكود،
الذي كان منقسماً على نفسه،
وينشغل قادته في الوقيعة ببعضهم
البعض. مكافأة
التعنت كثيرون
هم قادة اليسار والمتحدثون
باسمه الذين دعوا نتنياهو عشية
توجهه للواشنطن بالعدول عن نيته
والبقاء في تل أبيب حتى لا تتحول
هذه الزيارة إلى مصدر تهديد
خطير للذخر الاستراتيجي
المتمثل في العلاقات الخاصة
التي تربط إسرائيل بالولايات
المتحدة. وكان لسان حال قادة
اليسار يقول: إن زيارة نتنياهو
ستنتهي بصدام حتمي مع أوباما،
سيما في ظل تأكيد نتنياهو عشية
زيارته بأنه لن يتراجع عن
مواقفه الرافضة لأبسط متطلبات
استئناف عملية التسوية
السياسية للصراع، ليس هذا فحسب،
بل إن نتنياهو اختار التوجه
لواشنطن في اليوم الذي صادقت
حكومته على بناء المئات من
الوحدات السكنية في المستوطنات
المحيطة بالقدس المحتلة. وقد
زاد من اغراء قادة اليسار
الصهيوني لانتقاد نتنياهو
حقيقة أن أوباما قد ألقى خطابه
الموجه للعرب والمسلمين بينما
كان نتنياهو يركب الطائرة
متجهاً نحو واشنطن، حيث شدد
أوباما في هذا الخطاب على إنه
يتوجب على إسرائيل الانسحاب إلى
حدود عام 1967، وهو ما تم تصويره
من قبل متحدثي اليسار على إنه
بداية " معركة إنزال أيدي "
بين نتنياهو وأوباما، نتائجها
معروفة سلفاً، محذرين من أن هذه
الزيارة ستفضي إلى إحد
سيناريوهين: فإما أن يضطر
للاستجابة للضغوط التي
سيمارسها عليه أوباما، ويلتزم
بهذا الشكل أو ذاك، بالموافقة
على دولة فلسطينية في حدود 1967،
وإما المخاطرة بأزمة كبيرة في
العلاقات مع واشنطن في وقت
يحتاج فيه الكيان الصهيوني
التعاون الأمريكي لتجاوز
الكثير من الأزمات، وعلى رأسها
استحقاق أيلول، المتمثل في توجه
السلطة الفلسطينية للحصول على
اعتراف الجمعية العامة للأمم
المتحدة بالدولة الفلسطينية.
لكن اليسار الصهيوني استيقظ على
كابوس مرعب، عندما فاجأ أوباما
الجميع بخضوعه المطلق
لنتنياهو، فقد " لحس " في
خطابه أمام مؤتمر " أيباك "
كل ما اعتبر نقيضاً للموقف
الإسرائيلي في خطابه الموجه
للعالمين العربي والإسلامي.
فتدارك أوباما الأمر، فإقامة
الدولة على حدود عام 1967، لا يعني
بالمطلق أن تنسحب إسرائيل
للحدود التي كانت قائمة قبل حرب
الأيام الستة، كما إنه تبنى
موقف نتنياهو من المصالحة،
عندما شدد على إن أحداً لا يمكنه
الطلب من إسرائيل استئناف
المفاوضات مع السلطة
الفلسطينية في ظل وجود حكومة
" بمشاركة حماس "، مع العلم
إن أوباما يعي إن حركة حماس لن
تشارك في الحكومة القادمة،
مطلقاً، علاوة على إن برنامج
الحكومة سيكون برنامج رئيس
السلطة محمود عباس. ليس هذا
فحسب، بل إن أوباما حرص على أن
يقوم مساعدوه بتسريب بعض ما جاء
في لقائه بنتنياهو، سيما طمأنته
له، بأنه شخصياً سيعمل على
اقناع أكبر عدد من الدول
الأوروبية بعدم تأييد الخطوة
الفلسطينية بالحصول على اعتراف
الأمم المتحدة بالدولة
الفلسطينية. رصاصة
الرحمة لليسار الصهيوني أن
أوضح دليل على المسافة الطويلة
التي قطعها أوباما للتوافق مع
نتنياهو هي الرسالة التي وقع
عليها العشرات من الشخصيات
الهامة في اليسار الصهيوني
والتي دعت حكومة العالم بعدم
الخضوع لطلب أوباما بعدم
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
في الجمعية العامة للأمم
المتحدة. فحتى هذه الشخصيات
التي تضم رئيس الكنيست الأسبق
أفراهام بورغ، ومدير عام وزارة
الخارجية إيلي لئيل، وغيرهم لم
تعد تقبل الطريقة التي خنع بها
أوباما لنتنياهو على هذا النحو،
وليس ذلك من باب الحرص على حقوق
الفلسطينيين، بل لأن هذه
الشخصيات تدرك حجم الأذى الذي
ألحقه أوباما باليسار
الصهيوني، ومدى اسهامه في تعزيز
اليمين. وتعتقد هذه الشخصيات إن
مثل هذه الرسالة قد تنبه أوباما
يأن حرصه على استرضاء المنظمات
اليهودية في الولايات المتحدة،
يعزز في المقابل اليمين المتطرف
في إسرائيل بشكل غير مسبوق. لقد
حطم أوباما الأسس المنطقية التي
يستند إليها اليسار الصهيوني
الذي ظل ينتقد نتنياهو وسياساته.
ولقد تعاظم التأييد الجماهيري
لنتنياهو ولليمين الصهيوني،
وتهاوى اليسار، لأن لسان حال
رجل الشارع الإسرائيلي يقول: إن
مواقف اليمين المتطرف التي يعبر
عنها نتنياهو تحديداً هي التي
تؤتي أكلها، وليس اللغة
التوافقية والمنضبطة التي يتسم
بها خطاب الوسط واليسار في
إسرائيل. من هنا، فإننا على موعد
مع إسدال الستار على مرحلة
جديدة في كل ما يتعلق بها بواقع
موازين القوى الحزبية في
إسرائيل، محركها باراك حسين
أوباما. ========================= د.نور
الدين صلاح مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية من في
سوريا لا يعرف شيخ القراء الشيخ
كريّم راجح ، خطيب دمشق ، وابن
حي الميدان المجاهد ، وخريج
مدرسة العلامة المجاهد الشيخ
حسن حبنكة الميداني رحمه الله ،
لقد عرفته مساجد دمشق كجامع
المنصور ومسجد زين العابدين
ومسجد العثمان (الكويتي)
وأخيراً مسجد الحسن ، لقد عرفته
دمشق إماماً وخطيباً ومدرساً
واعظاً ، يجمع بين البلاغة
والفصاحة ، والوضوح والبساطة ،
والفهم والحكمة ، عرفته دمشق
بكل مناسباتها ، بأفراحها
وأتراحها ، فإذا تحدث أطرب
الآذان ، وأمتع القلوب ، وحرك
الأشجان ، عرفته معاهد دمشق
الشرعية المختلفة مدرساً
متمكناً في علوم العربية
والشريعة ، مع بداهة باهرة ،
ونكتة حاضرة ، وأدب جم ، وبراعة
إلقاء ، وقوة تأثير ، وبإمكاننا
أن نقول بكل ثقة أنه أحد النجوم
اللامعة في سماء علماء دمشق ،
يشار إليه بالبنان ويقصده
الحفاظ وطلاب العلم من كل حدب
وصوب ، هذه شهادة قريب مطلع خبير
بالشام ورجالاتها ، ومساجدها
وعلمائها لم تكن
هذه مرثية للشيخ فهو ما زال على
قيد الحياة ولله الحمد ، أطال
الله عمره ونفع الناس بعلمه ،
نعم لم يزل الشيخ على قيد الحياة
رغم أنف الذين يريدون أن يجعلوه
في عداد أموات الإحساس والضمير
كما ارتضى البعض لنفسه ، لا يزال
حياً معطاء لم تحنه السنون التي
ربت على الخمس والثمانين ، فقد
ظل منتصب القائمة شامخ الرأس
يحكي ضمير كل مصلٍّ حر أبيّ يقصد
مسجده العامر في وسط حي الميدان لقد
قال الشيخ كلمته بصراحة ووضوح
حول مأساة سوريا ، ولم يُدل بذلك
في غرفة مغلقة ، أو همساً في أذن
ثقة ، إنما قال ذلك مجلجلاً على
منبر الجمعة أمام الحشود
الغفيرة من المؤمنين في مسجده
الذي يؤمه المصلون من أرجاء
أحياء دمشق وأريافها ، لقد حضرت
كل خطبه الأخيرة فوجدتها
متوازنة عاقلة ، ووجدت الشيخ
حريصاً على البلد وأمنه
واستقراره ، واضعاً يده على
الجراح ، مشيراً بأصبعه إلى
مواطن الخطأ بكل صدق وأمانة
وإنصاف وموضوعية ، متجرداً عن
كل المصالح الشخصية الآنية ،
ومتحملا الأمانة حاملاً
المسؤولية بصدق وتجرد لقد
آثر النصيحة على الغش ،
والمصارحة على المواربة ،
والتصريح على التلميح ، فقال ما
يجول في قلبه وقلب كل مواطن شريف
، بفكر ثاقب ورويّة ظاهرة ،
واقترح كثيراً من الحلول
الواعية الممكنة ، التي تحقن
الدماء وتحقق المطالب ، ولست
ههنا بحاجة إلى أن أفصل ما قال ،
فكل خطبه موجودة على (اليوتيوب)
في شبكة (الانترنت) ولكن
الذي أريد أن أقوله أنه بدلاً من
أن تفتح له الآذان ، ويصغى
لحكمته البالغة وخبرته الواسعة
، وما له من قبول وشعبية على
مستوى لا أقول دمشق فحسب بل
سوريا كلها ، فتلامذة الشيخ
ومحبوه في كل مدن وقرى سوريا ،
أقول بدلاً من أن يكافأ الشيخ
على خطابه الناصح بل وتهدئته
للناس بالاستماع إليه ومحاورته
، كوفئ على ذلك بأن جعلوا مسجده
أشبه ما يكون بالمعتقل ، حتى
لكأن الداخل إليه داخل إلى موقع
عسكري أو أمني ، يُطالَب المصلي
فيه بإبراز الهوية عند دخول
المسجد ، ثم تطور الأمر إلى سحب
هذه البطاقات عند الدخول وإعادة
بعضها عند الخروج ، والبعض
الآخر تعاد إليه هويته بعد
مراجعة أحد الفروع الأمنية
ولعله لا يرجع ، ثم تطور الأمر
بحيث من كان دون الأربعين سنة لا
يسمح له بالدخول ، ومن جاء من حي
آخر لا يسمح له بالدخول أيضاً ،
كما يفعل اليهود الصهاينة
بالفلسطينين عند ذهابهم كل جمعة
على بوابات المسجد الأقصى
بالقدس الشريف ومع ما
يحصل من اعتقالات واستفزازات
عند الدخول وعند الخروج من
المسجد ، ورافق ذلك كله أن حرّك
النظام بعض أذنابه من أمثال أحد
مخاترة حي الميدان (رضوان
الحمصي) بكتابة عريضة باسم أهل
حي الميدان تطالب بعزل الشيخ مع
علمهم أنه لن يستطيعوا جمع عشر
توقيعات عليها ، لكن من كان
عادته التزوير والخداع
والمراوغة لا يصعب عليه أن يكتب
أسماء ويوقع بالنيابة عنها ،
فكثير من الأموات كانوا ينتخبون
وتدرجهم أسماؤهم في القوائم
ويدلون بأصواتهم بالموافقة وهم
تحت أطباق الثرى ، فهذا النظام
من سلالة وأتباع مكيافلي الذي
يقول (إن الغاية تبرر الوسيلة)
فكيف إذا كانت الغاية قذرة
فالوسيلة تكون أقذر منها كل ذلك
قرأه الشيخ بأنه محاولة للضغط
عليه لتغيير مواقفه المخلصة
ولترويع الحاضرين بحيث يتقلص
المصلون عنده ليقال له بعد ذلك
أنت لا تمثل أحداً والناس قد
انفضوا من حولك لأن خطابك ليس
مقبولاً ، كما يتشدق أحدهم
عندما يتحدث عن عدد المتظاهرين
الذين يخرجون بأنهم لا يمثلون
شيئاً بالنسبة لعموم الجماهير ،
ونسي هذا الأحمق أو الخبيث أن
هؤلاء الذين يخرجون قد وضعوا
أرواحهم على أكفهم وجهزوا
أكفانهم وكتبوا وصاياهم وودعوا
أهليهم ، وأتمنى عليه أن يقنع
النظام بألا يقمع المتظاهرين
وعند ذلك سيتبين الخيط الأبيض
من الأسود ، ويعلم المحايدون من
الصحفيين والمراقبين حجم كل
فريق على حقيقته إن
وزير الأوقاف الذي رأيناه يزمجر
ويصيح في مناسبات عدة يكيل
شتائمه واتهاماته لشيخ
المجاهدين القرضاوي والذي
اتهمه الوزير بأنه أراق دماء
السوريين وهو الذي دعا إلى
الخروج السلمي وشدد على السلمية
ونبذ الطائفة ، وسكت وزيرنا عن
النظام الذي يقتل ويعتقل ويسجن
ويعذب وينكل ويحاصر المدن ويروع
الآمنين في بيوتهم ، إن هذا
الوزير ليعلم أنه أعجز وأحقر من
أن يقيل شيخ القراء كما فعل
بكثير من خطباء دمشق وليس آخرهم
الشيخ اليعقوبي ، وهو يعلم أن
شهرة الشيخ تتجاوز حدود القطر
إلى أرجاء العالم الإسلامي لقد
اختار الشيخ أن يحافظ على
مواقفه الجليلة الأصيلة ، وأن
يقطع الطريق على كل الذين
يريدون الضغط عليه ، فلا يذعن
لضغط ولا يلين لتهديد ، وأن يضع
النظام والوزير والأعوان في
موقف حرج خاسر في كل المقاييس ،
فأعلن استقالته من على منبر
مسجد الحسن ، قد تختلف وجهات
النظر والاجتهادات والتفسيرات
، لكن خطبة الشيخ الأخيرة
بتاريخ 17/جمادى الآخرة الموافق
20/أيار قطعت قول كل خطيب ، وحسب
الشيخ ما تلاه من قوله تعالى (ومن
أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر
فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك
ما كان لهم أن يدخلوها إلا
خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم
في الآخرة عذاب عظيم) وصرح الشيخ
بفشل الأمن بقمع ومنع
المتظاهرين خارج المسجد فاندفع
الأمن بعد ذلك إلى العدوان على
المسجد نفسه ، لقد كان لهذا
الكلام أثره العظيم في دعم
الروايات المختلفة المتواترة
في كثير من المناطق عن انتهاك
النظام وأجهزته لحرمات المساجد
، فبعض المساجد أغلق بالكلية ،
وبعضها منع فيها صلاة الجمعة ،
وبعضها انتهكت حرمته ، وأهينت
مصاحفه ، وأتلف أثاثه ، ولطخت
جدرانه بالشعارات الموالية
للنظام والمستفزة للدين
والمتدينين ، وبعض المساجد منع
من الأذان ، بل بعضها صار النظام
يبث الأغاني من على مآذنه أوقات
الصلوات ، عزل بعض الخطباء ،
وبعضهم اقتيد إلى السجون وما
زال مصيرهم مجهولاً ، دون أي
حرمة أو حصانة أو حماية من وزارة
الأوقاف التي يتبعون لها أسأل
الله أن يثبت الشيخ كريّم وأن
يثيبه على موقفه ، فليس غريباً
على بلد أنجبت النووي والعز بن
عبد السلام وحسن حبنكة وغيرهم
من فحول العلماء المجاهدين أن
تنجب الشيخ وأمثاله ، إنها صرخة
في وجه المتخاذلين ... المثبطين
.... المتلونين ... الذين يركبون كل
مركب ، ويدلون في كل دلاء ،
سلاحهم التبرير ، وشعارهم
المداهنة ، وسيماهم الانتهازية ========================= جغرافيا
"الحراك" السوري وخريطته
السياسية عريب
الرنتاوي في
مقالته عن "جغرافيا التظاهر
والاحتجاج في سوريا" أمس
الأول في الحياة، وصف الكاتب
والمناضل السوري الصديق القديم
فايز سارة، حركة التظاهر
والاحتجاج السورية، بأنها "حركة
الهوامش الحضرية والريفية
اساسا"...وهذا ما كنّا أشرنا
في أكثر من مقال سابق، وإن كنا
طرحناه على شكل أسئلة عن
الأسباب التي تجعل بلدات ريفية،
يصر الإعلام على تسميتها ب"المدن"،
مثل تلكلخ وأزرع والرستن وسقبا
وتلبيسة، تتصدر صفوف حركة
الاحتجاج والتظاهر في سوريا،
وفقاً لتوصيف سارة، أو الثورة
والانتفاضة السوريتين وفقاً
للخطاب الإعلامي الدارج...وفي ظل
صمت شبه كامل، لمراكز الحواضر
الكبرى، كدمشق وحلب، والتي يصدف
أنها ذات غالبية سنيّة كذلك، ما
يجعل السؤال أو التساؤل،
مضاعفاً من حيث إلحاحيته
وراهنيته. سارة
تحدث عن اتجاهين في حركة
الاحتجاج: الأول، إنطلق من
مراكز "المدن الطرفية" إلى
القرى المحيطة بها، وهنا تنتصب
درعا كنموذج لهذا الاتجاه، وهو
نموذج تكرر لاحقاً في حمص
واللاذقية وحماة وإدلب ودير
الزور...أما الاتجاه الثاني، فهو
انتقال الحركة من الأطراف
والضواحي المهمّشة إلى قلب
الحواضر المدينية، وهنا يمكن
الإشارة إلى دمشق على سبيل
المثال، التي تلقت بهدوء نسبي
ظاهر، أنباء التظاهرات في
ضواحيها القريبة مثل دوما
وعربين والزبداني والمعظمية
ودرايا والكسوة، وكذا الحال
بالنسبة لحلب. الطابع
"الطرفي" و"الريفي"
المُميز ل"حركة الاحتجاج
والتظاهر" في سوريا، يرده
فايز سارة إلى سببين اثنين...الأول،
ويتمثل في التهميش الاقتصادي
والاجتماعي لهذه المناطق، حيث
يتفشى الفقر والبطالة والبؤس
والجوع، وحيث الدولة تظهر
قليلاً من الاهتمام بحياة
أبنائها ومواطنيها...أما السبب
الثاني، فيعود إلى ضعف القبضة
الأمنية للنظام على الأطراف،
وإمساكها بتلابيب المراكز
المدينية والحضرية، حيث أثبتت
أن بمقدورها أن تحصي على
أبنائها أنفاسهم، وتحول بينهم
وبين الشوارع والساحات
والميادين...أي أن الفقر والجوع
والبطالة والتهمش، مشفوعة بضعف
في التركز الأمني، هما السببان
اللذان منحا "الانتفاضة
السورية" صورتها الطرفية"
ومضمونها "الريفي". بهذا
المعنى، تبدو "الثورة
السورية"، وعذراً على
الاستخدام العشوائي للمصطلحات
والتوصيفات التي نطلقها على
الحدث السوري، أقول بهذا المعنى
تبدو الثورة السورية متفقة
ومختلفة مع ثورتي مصر وتونس...هناك
أيضاً كان "الاقتصاد"
قاطرة التاريخ وشرارة الثورة...لكن
الثورة والثوار سرعان ما تخطوا
الاقتصادي إلى السياسي
والاجتماعي إلى الحقوقي
والديمقراطي المتعلق بجوهر
النظام السياسي، فهل هذا ما حصل
أو يحصل في سوريا اليوم ؟. في مصر
وتونس، أمكن إحداث الربط
والترابط بين الكفاح المطلبي
والاقتصادي والاجتماعي،
بالنضال في سبيل الحرية
والديمقراطية وحقوق الانسان
وكرامته، وسيادة الاوطان
واستقلالها...وأمكن ذلك بفضل
انتقال شرارة الثورة سريعاً من
الأطراف إلى المركز (في الحالة
التونسية)، أو لأن الثورة
انطلقت من قلب المركز أساساً (التجربة
المصرية)...هنا تتفارق الثورة
السورية مع شقيقتيها اللتين
سبقتاها في تونس ومصر. في مصر
وتونس، يمكن الحديث عن "الطبقة
الوسطى" و"البرجوازية
الصغيرة والمتوسطة" بلغة "ماركسيي
أيام زمان"، بوصفها القوى
الاجتماعية المحركة للثورة
والحاضنة لها...حتى وإن لم تكن هي
بذاتها القوى "المفجرة
لشعلتها وشرارتها الأولى"،
في حين تبدو القوى الفلاحية
والهامشية، أشباه الفلاحين
وأشباه العمال وأشباه العاملين
بأجر وصغار الكسبة، هم وقود
الثورة وهم مفجروها وقادتها
وقوة دفعها الرئيسة، وعلينا أن
نتريث لكي نعرف كيف ستتفارق
وتتوافق، ثورة مدينية، بقيادة
الطبقة الوسطى والبرجوازية
الصغيرة والمتوسطة، مع ثورة
ريفية، بقيادة قوى مهمشة
إجتماعياً. فايز
سارة، في معرض سعيه لتفسير "صمت
الشام وحلب" النسبي طبعاً،
ذهب إلى القول بأن تركز القبضة
الأمنية في هذه المراكز، جعل من
انتقال "حركة الاحتجاج
والتظاهر" إليها أمراً صعباً
للغاية...الحل الأمني نجح في منع
اندلاع الثورة في المدن الكبرى،
ولهذا يجري الرهان عليه، في
اجتثاث الثورة واستئصال شأفتها
من الأرياف والأطراف أيضاً، هذه
هي الخلاصة التي يستنتجها
القارئ، من دون أن يقولها فايز
سارة صراحة...هنا ما زلنا بحاجة
لمعرفة ما إن كان "الحل
الامني" في سوريا، سينجح في
وأد "حركة الاحتجاج والتظاهر"
أم أنه سيواجه مصيراَ مشابهاً
لما واجهه "الحل الأمني" في
مصر وتونس. كثيرٌ
مما تضمنته مقالة فايز سارة،
كنّا نعرفه ونخمّنه...هو أفادنا
بمزيد من التفاصيل المهمة حول
حراك الهجرة الداخلية
والخارجية، والتكوين السكاني
لجغرافيا الاحتجاج والتظاهر...لكن
الأمر الذي لم نعرفه بعد، وليس
هناك الكثير من الكتابات بشأنه،
يتصل أساساً ب"الخريطة
السياسية لحركة الاحتجاج
والتظاهر"...أية قوى تحرك "الأطراف
والأرياف" التي أخذت على
عاتقها تفجير الثورة وإدامتها
كل هذا الوقت...ما صحة ما يقال عن
"نفوذ سلفي" في هذه
المناطق، هل هي دعاية "سلطوية"
أم أن السلفيين في سوريا
ينجذبون إلى "الأطراف"
شأنهم في ذلك شأن أخوانهم
وزملائهم في العالم، ولا
ينتعشون إلا في مناخات "التهميش"
و"الترييف" و"البدونة"
ولا ينغرسون إلا في البيئة
القبائلية. ماذا
عن "إخوان سوريا المسلمين"،
هل هم قوة مؤثرة في هذا المشهد...أين
يتمظهر دورهم، وهم تاريخيا حركة
مدينية، أقرب ما تكون للطبقة
الوسطى والبرجوازية الصغيرة...ماذا
عن أدوار القوى غير الدينية
ماذا عن المجتمع المدني السوري
الذي بالكاد نسمع عنه...أم أن
التعددية في سوريا تكاد تستنسخ
تجربة التعددية "المتمذهبة"
و"المتطيّفة" كما تتجلى في
عدد من البلدان العربية. نحن
بحاجة لنعرف أكثر عن الخريطة
السياسية ل"حركة الاحتجاج
والتظاهر"...فالرواية الرسمية
لا تعترف أصلا بوجود هذه
الحركة، وتكاد تختزلها في
مجموعة "المجرمين" و"رجال
العصابات" و"القتلة"...وروايات
الفضائيات إياها، تكاد تقيم
تماثلا بين شعارات هذه الحركة
من جهة وأنبل ما أنجبه الفكر
الإنساني من قيم الحرية
والعدالة والإخاء والمساواة..أما
الرواية الواقعية، فهي ما زالت
غائبة، وإن كنا قد بدأنا نقرأ
ملامحها في قليل من الكتابات
السورية الموضوعية، ومن ضمنها
كتابات فايز سارة. ========================= بخيتان
ورامي مخلوف.. الهم واحد!! محمد
فاروق الإمام الكعكة
السورية بناسها وترابها لا تزال
محل تنازع الاختصاص بين أركان
الحكم القابضين على السلطة
والثروة، وبين الحزب الذي يقود
المجتمع والدولة بحسب المادة
الثامنة من الدستور، وهما
متفقان على التمسك بالسلطة
والحكم حتى النهاية كل باختصاصه. بالأمس
القريب أعلن السيد ابن خال
الرئيس رامي مخلوف الذي يمسك
بالمال والثروة في سورية أن
الأسرة الحاكمة والتي هو جزء
أساسي منها ستظل تقاتل كل من
يحاول انتزاع الملك منها حتى
النهاية، ويوم الثلاثاء 31 أيار
المنصرم خرج علينا السيد محمد
سعيد بخيتان الأمين القطري
المساعد في حزب البعث الحاكم
تأكيده أن الباب مغلق "أمام
إلغاء المادة الثامنة من
الدستور التي تجعل من حزب البعث
الحزب القائد للدولة والمجتمع". وأوضح
بخيتان أن تعديل أي مادة في
الدستور "من اختصاص مجلس
الشعب"، الذي يستأثر حزب
البعث بأكثر من نصف مقاعده (126)
مقعداً من إجمال) 250) مقعداً،
بينما تملك أحزاب الجبهة
الموالية للنظام مجتمعة (41)
مقعداً والمستقلين الذين
يُختاروا من قبل الأجهزة
الأمنية (83). واعتبر
بخيتان أنه بالنسبة لإلغاء
المادة الثامنة من الدستور، "قلنا
للمعارضين هناك صندوق اقتراع..
وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا في
المعارضة فألغوا المادة.. هناك
أولويات أخرى غير إلغاء هذه
المادة". وإن
"تعديل مواد الدستور يحتاج
اقتراحا من ثلثي أعضاء مجلس
الشعب ثم يعرض التعديل على
الاستفتاء العام في سورية... بعد
انتخابات مجلس الشعب المقبلة
يحق للمجلس (الجديد) النظر في
الاقتراح بموافقة ثلثي أعضائه". ويحتكر
حزب البعث الحكم في سورية منذ
نحو نصف قرن عندما قاد بعض ضباطه
المغامرين انقلاباً عسكرياً
واستولوا على السلطة في الثامن
من آذار عام 1963، ويبلغ تعداد
كوادر الحزب بحسب جداوله حوالي 3
ملايين عضو من أصل تعداد سكان
سورية الذي يقترب من 25 مليون
نسمة، ورغم هذا العدد الكبير
فإن الحزب يخشى خوض أي انتخابات
حرة ونزيهة تضعه أمام الحقائق
المخزية، فإذا ما تمكن الحزب من
الوصول إلى مجلس النواب وهو في
أحسن أحواله قبل تسلقه جدران
الحكم عام 1963 ب(18) نائب بفضل
قائمة السياسي أكرم الحوراني (زعيم
الحزب العربي الاشتراكي الذي
اندمج مع حزب البعث عام 1952) عن
مدينة حماة وريفها وكانوا (12)
نائباً، ونائبين عن منطقة
الجزيرة يدينان بالولاء
للحوراني، فإن النتيجة تكون من
نصيب حزب البعث هي (4) نواب بفضل
أصوات مؤيدي الحوراني، وكان
للحزب أنصار بين أوساط الطلبة
والمدرسين وبعض المثقفين في
مدينة دمشق وريف مدينة اللاذقية
وبعض النازحين من لواء اسكندرون
الذين استوطنوا مدينة حلب، وقد
سبق وأخفق الأمين العام للحزب
ميشيل عفلق وبعض كبار مؤسسيه من
الوصول إلى البرلمان في عدة
محاولات، وهذا يثبت مدى حجم
وشعبية حزب البعث في أوساط
الجماهير السورية، وإذا ما وصل
عدد أعضائه اليوم إلى نحو ثلاثة
ملايين فهذا يعود إلى المادة
الثامنة التي جعلته القائد
والموجه للدولة والمجتمع، وقد
حصر التقدم لوظائف الدولة من
الفراش وحتى رئيس الجمهورية
والمؤسسات العسكرية والأمنية
والمخابراتية والخدمية
والنقابات المهنية والاتحادات
بكل مسمياتها بمن كان منتمياً
لحزب البعث حصرياً، وأعرف
العديد من أبناء الوطن المبدعين
ومن أصحاب الطاقات الخلاقة
والنظيفين من أصحاب الأكف
البيضاء حيل بينهم وبين التبوء
لمنصب القضاء أو الالتحاق
بالكليات العسكرية أو البعثات
التعليمية، وهذا يعني أن هذا
الرقم هو رقم هلامي سرعان ما
يتقلص إلى حد مخزي لو ألغيت
المادة الثامنة من الدستور، لأن
معظم هؤلاء المسجلين في قوائم
الحزب سينفضون يدهم من هذا
الحزب الشمولي الذي ألحق بهم
العار.. وسيقدمون استقالاتهم
الجماعية منه، كما شهدنا ذلك في
كل من درعا وبانياس ودوما وجبلة
والمعرة والعديد من المدن
والأرياف. محمد
سعيد بخيتان بتأكيده على عدم
نية الحزب التخلي عن المادة
الثامنة من الدستور يجعل من
عملية الإصلاح التي يتبناها
النظام على الورق وفي وسائل
إعلامه الخشبي اسطوانة مشروخة
لم تعد محل احترام عند المجتمع
الدولي أو تصديق عند كافة شرائح
المجتمع السوري، الذي لم يعد
ينخدع بألاعيب النظام وحيله وقد
عمّد طروحاته الإصلاحيه
بشلالات الدماء وإزهاق الأرواح
وحصار المدن والمقابر الجماعية
والتعذيب الوحشي حتى الموت
واعتقال وفقدان عشرات الألوف. نجدد
على أسماع بخيتان أن الجماهير
السورية الثائرة التي قدمت حتى
اليوم ما يزيد على 1200 شهيد
وأضعاف أضعافهم من الجرحى
والمفقودين والمعتقلين لم تعد
في محل إلغاء المادة الثامنة أو
عدم إلغائها لأن هذا الأمر لم
يعد يعنيها لا من قريب ولا من
بعيد، وهي لم تكن تنتظر منكم إلا
ما أعلنتموه فقد أعمى الله
بصيرتكم وبصائركم ولا تزالون
تصرون على المضي بصلفكم وغبائكم
وجهلكم إلى حيث قفص العدالة
بانتظاركم ليقول كلمته فيكم
جزاء ما اقترفت أيديكم من جرائم
وموبقات وفواحش ونهب وسرقات
ومفاسد. ========================= بقلم المغتربة: بيان حوى
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |