ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د
/ نور الدين صلاح مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية ما كنت
أتوقع أن يبدأ انهيار النظام
بهذه السرعة في دمشق ، وما كنت
أظنه بهذه الهشاشة ، مع
استخدامه كل أساليب القمع
الوحشية التي يندى له جبين
الإنسانية ولا مثيل لها في
التاريخ المعاصر ، ومع وجود
أحزمة حول النظام من الموالين
في الداخل والخارج وهذا الكم
الهائل من الخطوط الدفاعية ،
وهذا التجييش الجنوني للمرتزقة
وقطاع طريق الإعلام لكني
كنت أعلم أن هذه الأنظمة
القمقمية عضلات بلا دماغ ودمية
بلا روح ، وتموت سريرياً قبل أن
تستخرج لها شهادة وفاة نهائية ،
وتمر بالمرحلة العكازية (العصوية)
التي ما تلبث أن تتآكل أمام
هائمة صغيرة من هوام الأرض ،
فيخر هذا المارد سقوطاً مدوياً
وكما أشار القرآن بهذا المعنى (فلما
قضينا عليه الموت ما دلهم على
موته إلا دابة الأرض تأكل
منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو
كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في
العذاب المهين) وهذا يعني أن
السقوط لا يسبقه ترنح لذا يكون
مفاجئاً وكلياً ومدوياً ، لقد
دخل النظام في الموت السريري
منذ قرر أن يقتل شعبه بهذه
الطريقة السافرة الوحشية
السادية ، وتعطل الدماغ ومات
منذ اختار النظام الحل الأمني
العضلي مستبعداً أي حوار مشيحاً
عن أي نصح معرضاً عن كل مطلب ،
لقد سقط النظام أخلاقياً أمام
شعبه وأمام العالم بمؤسساته
ومنظماته وشعوبه وحكامه ، مما
جعل من يدافع عنه خاسراً مهما لف
ودار وبرّر وتذرع ولو كان زعيم
مقاومة أو شيخ ممانعة ، ودخل
جميع المدافعين عنه في نفق
الإحراج السياسي والأخلاقي ،
ووُضعوا في مواقف لا يحسدون
عليها ، والمنطق واضح إنه لا
يمكن للمقاوم أن يقف إلى جانب
الظالم ، وهكذا تبدأ سلسة
الانهيار تبدأ من الخنادق
الأمامية المدافعة عن النظام
عندما تزج في نفق الإحراج ،
وتدخل في مقامرة خاسرة لأن
الشعوب هي الفرس الرابح في
النهاية طال الوقت أم قصر إن
المتابع لحركة الموالين ليدرك
أن اللهجة تتغير يوماً بعد يوم ،
تبدأ بالدفاع المستميت ، ثم
التبرير المؤصل ، ثم الموعظة
الحسنة ، ثم النصيحة المواربة ،
ثم اللمز الخفي ، ثم التنصل
والابتعاد ، ثم اللوم على
العناد ، يلبسون مسوح الأنبياء
والأولياء وشعارهم (ونصحت لكم
ولكن لا تحبون الناصحين) ومن
هؤلاء من يكون أعمى البصر
والبصيرة فيفاجئه السقوط
المدوي (فلا يستطيعون توصية ولا
إلى أهلهم يرجعون) إن
دلائل سقوط النظام السوري واضحة
وقد أسفر الصبح لذي عينين إن
النظام على لسان رئيسه أعلن
مراراً أنه لا إصلاح تحت الضغوط
، ويحاول بين الفينة والأخرى أن
يقنع العالم بهدوء الأمور
واستقرار الأوضاع ، واحتفل
الموالون وأعلنوا الانتصار
وشربوا نخبه ، ولكن الحقيقة
الممزقة لسجف الظلام أن
المظاهرات تزداد في كل
إحداثياتها جغرافيةً وتعداداً
وهتافات يعلو سقفها ومطالب
تزداد يوم بعد يوم ، إن أكثر
حسابات السياسين تقوم على مبدأ
شراء الوقت وكسبه ، لكن قانون
الثورات يقرر أن الوقت لصالحها
فهي ككرة الثلج المتدحرجة تزداد
كتلة وصلابة مع الوقت والحركة ،
ثم بدأت مراسيم الإصلاح
ابتداءاً من رفع قانون الطوارئ
مروراً بالمازوت وانتهاءً
بالعفو العام ، ولكننا نلاحظ
أنها جاءت باهتة باردة لم يتحرك
لها أحد ولم يهلل لها من كان
يؤمل أن يطير بها فرحاً ، إذا
كان الشعب يهتف برحيل النظام
ويطالب بإسقاطه ، فتكون
الاستجابة بالعفو عن ضحايا
قانون الطوارئ واعتبارهم
مجرمين مشمولين بالعفو المشكور
، والقتلة الذين يلغون في دماء
الشعب أبرياء ومن أمر بقتلهم لا
ينتظر عفواً من أحد ، لقد رضخ
النظام وبدأ مسيرة التنازل ولا
بد أن يصل إلى عبارة (الآن
فهمتكم) التي صارت مثلاً
ليقولها بالعامية الشامية (هلق
فهمت) لقد قالها الرئيس بشار
يوماً لما برّر عدم تنازله أمام
مطالب (كولن باول) بعد احتلال
العراق بأنه إذا دخل في متوالية
التنازلات فلن تقف عند حد ، وهذا
صحيح فرفض ذلك حينها كما قال ،
أما الآن فقد تحدى شعبه على
لسانه حيث قال (إذا فرضت علينا
الحرب فإننا جاهزون) الحرب على
من ؟؟؟ ومن الذي فرضها ؟؟؟ وأكد
هذا أحد أعضاء المطبخ السياسي
الحاكم مخلوف حيث قال (سنقاتل
حتى النهاية) يقاتل من ؟؟؟
ونهاية من ؟؟؟ وهكذا
كلما أبدى تنازلاً يقال له جاء
متأخراً والسقف أعلى بكثير ،
والسبب في هذا واضح جلي (فسياسة
ضربة على الحافر وضربة على
النافر) أساءت إلى الحافر
والنافر ، فقد سببت انعدام
الثقة لدرجة حتى لو قرر الرحيل
لن يرضى الشعب فسيطالب بمحاكمته
وملاحقته أمام محكمة عادلة
مدنية لا في محكمة عسكرية في
ظلال قانون الطوارئ الرحيم !!! إن
غياب الصوت السياسي من أعلى
سلطة في النظام وعدم الخطاب
المباشر للشعب هو دليل إفلاس
وعجز ، وعلامة تخبط وتردد ،
ودليل انسداد أي أفق للحوار ،
ولو خرج علينا فماذا سيقول :
انتصرنا عليكم ، لقد قتلناكم
وسجناكم وجوعناكم وحاصرناكم
وعذبناكم وهجرناكم ، وكما قال
أحد الصحفين المتحذلقين في
تلفزيون النظام إنها عملية
جراحية استئصالية دقيقة ويضحك
في التلفزيون ضحكة عبقري اكتشف
للبشرية البنسلين أو الأنسولين
، ما هذه المفردات القميئة
جراحية استئصالية ولمن ؟؟؟ لشعب
أعزل يطالب بحقوقه المشروعة إن
المواقف الدولية زادت حدة وسوف
تزيد من النظام بنفس المنطق فهو
حكم على نفسه بالضعف ، لقد بدأت
الأصوات تعلو بالرحيل وفقدان
الشرعية يوم أصدر النظام قرار
العفو ، وأنا أقول بلغة منطقية
وموضوعية لو أن هذا القرار صدر
بعد أول مظاهرة بسيطة كالتي
وقعت في منطقة (الحريقة) بدمشق
وكان النظام لماحاً يستشف
المستقبل بقراءته لقوانين
الاجتماع ، بل لو قرأ الواقع
القريب الذي لم يجف مداد
التاريخ عن كتابته بل ما زال
يكتبه كما في الثورتين التونسية
والمصرية ، لتدارك الأمر من
أوله ولكان عفوه مكرمة في نظر
كثيرين ، لكن غرور القوة ، ومنطق
قوم عاد (من أشد منا قوة) جعل
النظام يسير في الاتجاه المعاكس
ليصرح الرفيق القائد (بأن
بلادنا بمنأى عن هذه الرياح
وليست سوريا كمصر وتونس) هذا
الاستعلاء بالنظام يقابله
استخفاف مهين بالشعب ، ولماذا
سوريا ليست كمصر وتونس ؟؟ هل
تعيش سوريا خارج التاريخ
وقوانينه !!! أم البشر في سوريا
ليسوا كبشر مصر وتونس !!! وإذا
كان يعني بنفي المماثلة (أنه
نظام المقاومة والممانعة) فهذه
العبارة خارج الصراع ولا علاقة
لها فيما يجري من قريب ولا بعيد
في جدلية النظام والشعب ، لم
نسمع أحداً يتحدث عن المقاومة
بشر أو سوء على كثرة المظاهرات
وتعدد الشعارات والهتافات ،
وهذه مخادعة ثانية ممن يريد أن
يقايضنا المقاومة بالحرية
والكرامة !! ولا يمكن ترقيع
الداخل بإنجازات الخارج ، إن
الزوجة والأولاد لن يقتنعوا
بأريحية الزوج الأب على أبناء
الجيران ورفقاء الحارة إذا كان
بخيلاً جباراً على من يعول ، إن
المطالب داخلية ، لكن النظام
أصيب بالعور السياسي ، فيطالب
الشعب بالحرية وتعديل الدستور
بما يسمح بالمشاركة السياسية
فيرد برفع الرواتب الرمزي وخفض
المازوت الشكلي فتبدو هذه
الاستجابات رشوات هزلية بائسة
وكما قال الشاعر : قالوا
اختر طعاماً نجد لك طبخه قال
اطبخوا لي جبة وقميصا يطالب
الشعب بمحاكمة المسؤولين عن
المجرمين الذي يرتكبون المجازر
أو يعطون الأوامر بارتكابها
فيجيب النظام بالعفو عن
المعارضين السياسيين الأبرياء
وكأنهم مجرمون والعفو مكرمة لهم
على مبدأ (زناه فحدّه) إن من
أكبر علامات نجاحات الثورة
وانهيار النظام بدأ الثورة من
الأرياف الفقيرة والمدن
المهمشة ، ولقد انطلقت ثورة
البعث من نفس المواقع وكان من
هتف لها العمال والفلاحون
والكادحون وصغار الكسبة ، لقد
راهن الحزب على هذه الطبقات في
الوصول والاستمرار ، لكن من
الملاحظ أن انتقال سوريا من
نظام الاشتراكية إلى
الرأسمالية ومن القطاع العام
إلى الخصخصة كان على حساب هؤلاء
، وكان أبرز ملامح هذا التحول
التزاوج غير الشرعي بين
البورجوازية الجشعة والطبقة
الحاكمة ، فنخر الفساد المالي
والإداري في كل مرافق الدولة ،
والنظام كما يصرح الكثيرون
يراهن على المدن الكبرى كدمشق
وحلب ، فالمستفيدون والطفيلية
الاقتصادية فيهما بل والأغلبية
الوسطى الصامتة كما يظنون ،
وسوف يظهر بعد قليل أن الثورات
ليست كالبكر المخطوبة سكوتها
علامة رضاها ، بل سكوتها
لحسابات أخرى كثيرة ، لكن من
المؤكد إن بدأ الانهيار
الاقتصادي وازدياد التنكيل
وانتشار رقعة الدم والشحن
العاطفي ، ستخرج أكثر الطبقة
الوسطى الصامتة عن صمتها وسترجح
ميزان الثورة ، وهكذا كل
الثورات والذي
يؤكد انهيار النظام ونجاح
الثورة أن روادها من جيل الشباب
الذي تربوا في طلائع البعث
وشبيبة الثورة واتحاد الطلبة (المحاضن
الإجبارية العقائدية التربوية
لحزب البعث في المؤسسات
التعليمية) وكان من المفترض أن
يكون هؤلاء حماة البعث ونظامه ،
والحراس اليقظين على مكتسبات
الشعب ومنجزاته التقدمية ، لكن
وجدناهم على العكس من هذا
تماماً وهذه شهادة وفاة حقيقية
لهذا الحزب العتيد ، هؤلاء لم
يتربوا في أحضان السلفية ولا
الإخوان ولا أي توجه آخر ديني أو
فكري مخالف ، لكن الحقيقة أن
الإنسان هو الإنسان والمطالب
الإنسانية هي المطالب
الإنسانية في كل زمان وفي كل
مكان ، بل على العكس من هذا أدرك
هؤلاء أكثر من غيرهم بل وقبل
غيرهم التناقض الصارخ بين
التوجيه الحزبي والممارسة
الواقعية ، وثمة سؤال بسيط
يطرحه كل من عاش في سوريا ودرس
في مدارسها وجامعاتها أين
الوحدة ؟؟ أين الحرية ؟؟ أين
الاشتراكية ؟؟ لقد شارك
البعثيون في الانفصال ، ولم تقم
الوحدة بين نظامين بعثيين
متجاورين سوريا والعراق بل كانا
أعدى نظامين في كل الدول
العربية ، وأما الحرية فلست
بحاجة إلى دليل على أن سوريا في
ذيل القائمة في دول العالم ،
وأما الاشتراكية فهي اشتراكية
مخلوف وشاليش وآل الأسد ومن على
شاكلتهم من ذوي النفوذ والمناصب
، ولا أدل على هذه الاشتراكية من
زيادة نسبة الذين هم دون خط
الفقر من الشعب ، وانعدام أي
مؤشرات لتنمية حقيقية ،
وبإمكانكم مراجعة التقارير
الرسمية المحلية والدولية في
هذا المجال وأخيراً
فإن الاحتقان وانسداد الأفق
أمام أي إصلاح وانعدام الثقة
بمن سيتولون الإصلاح لأنهم بنظر
الشعب هم المفسدون الحقيقيون
الكبار ، ومن أطيح أو سيطاح بهم
من المفسدين هم من الصغار الذين
يقتاتون على موائد المفسدين
الكبار ، والمشكلة لن تحل
بتغيير حكومة (ظل) ولا بجلب مجلس
شعب جديد قال فيه الشاعر :
وفجعتموا الشعب بمجلسه الذي
سقتم إليه موافقين ونوّما ولا
المراوغة ولا لعبة كسب الوقت
ولا الرشاوى لبعض فئات الشعب ،
ولا فزاعة الاقتتال الطائفي ولا
التهديد بالفوضى ، ولا فزاعة
الأصوليين الإرهابيين ، ولا
السلفيين ولا التهديد باللعب
بأمن إسرائيل ، ولا التهديد
بإشعال المنطقة ، كل هذا لن يقنع
ولن يخيف شعبنا الثائر ، لسببين
الأول لأنه اكتشف ذاته وأظهر
أنه على درجة عالية جداً من
الوعي بل وأوعى من النظام بكثير
ويراهن على نفسه ولا ينتظر من
الخارج شيئاً ، والسبب الثاني
أن الفزاعات الموجهة للغرب
والتي لعب بها فهيم تونس ومخلوع
مصر ومودع ليبيا يدركها الغرب
تماماً لأنه هو الذي اخترعها
ولعب بها وينطبق فيها المثل
الدارج (على هامان يا فرعون !!!) ========================= بقلم
ثامر سباعنه - فلسطين ((قطفوا
الزهرة قالت من ورائي برعم سوف
يثور ... قطعوا البرعم قال غيره
ينبت في رحم الجذور ، قلعوا
الجذر من التربه قالت انني من
اجل هذا اليوم خبأت البذور وغدا
سوف يرى كل الورى كيف تأتي صرخة
الميلاد من صمت القبور، تبرد
الشمس ولا تبرد ثارات البذور)) ها قد
خرجت صرخة الميلاد في سوريا
واليمن من بين صمت القبور هناك ،
من خلف قضبان الاعتقال
والتعذيب، خرجت صرخة الحرية من
جذور الارض الحانية على ابنائها
العاشقين للحريه ، جاءت صرخة
الميلاد لتشعل الشمس من جديد
لتعلن ان دماء الشهداء على ارضي
لن تسامح ولن تقبل بالذل من جديد
وان زمن الخوف قد ولى بعيدا وان
جدار الصمت قد تهدم . سوريا
... اليمن... الدم الطاهر يسيل في
شوارعك يرسم لوحة الإباء والمجد
، خرج الشعب ليقول سلميه سلميه ،
فانتفض النظام وأرادها دمويه
دمويه لعله يهرب من الواقع المر
الذي بات يعلمه الجميع: ان تحويل
هذه الثورات السلميه الى ثورات
مسلحه كما حصل بليبيا يعطي
النظام فرصه لقتل اكبر عدد من
الثوار وكذلك يعطيه الضوء
الاخضر للبطش بالشعب وتدمير
بنيته التحتيه ، تارة تخرج
الانظمه لتقول : ارهابيين...قاعده..اخوان..سلفيين...بل
يتحدثون عن امن اسرائيل والحفاظ
عليه!!! من اجل
هذا اليوم خبأت البذور...من اجل
هذا اليوم خبأت ابنائي وعلمتهم
كيف تكتب كلمات الحب الحقيقي
للوطن..من اجل هذا اليوم ارضعت
اطفالي حروف الحرية وابجديات
الثورة والحق..من اجل هذا اليوم
كتمت أمي عشرات السنين وحضنت
جرحي ولم اشتكي... من اجل هذا
اليوم زرعت ازهار الامل في قلوب
الملايين وانتظرت ان تزهر وهاهي
الان تزهر بلون الدم القاني. ========================== العصا
لمن عصى أسلوب مارسه وطبقه
الكثيرون بقلم
الأستاذ محمد بن عبدالله الجاسم العصا
لمن عصى أسلوب مارسه وطبقه
الكثيرون في التعليم وللأسف لا
يزال البعض يمارسه، لكن نظريات
التربية الحديثة وعلم النفس
الحديث ودور الأخصائيين
الاجتماعيين والمحللين و
الأطباء وغيرهم أوصت بعدم
الاعتماد على الضرب كأحد أساليب
التربية الحديثة لما له من
مدلولات أهمها الإعاقة النفسية
قبل الإعاقة الجسدية، وقد رأى
المسلمون أن من حسن رعاية
المعلم للصبيان أن يكون بهم
رفيقا وأن يجري المتعلم منه
مجرى بنيه، كما نبذ المربون
الصرامة والقسوة في معاملة
الأطفال لأن هذه الصرامة قد
تصبح أساسا لإكساب الطفل سوء
الخلق لأن من كان مرباه بالعسف
والقهر سطا به القهر وضيق على
النفس انبساطها وذهب بنشاطها
إلى الكسل وحمل على الكذب
والخبث. لقد
تقيد معلمو الصبيان من الصحابة
والتابعين وصية رسول الله (ص) في
لين الجانب لمن يعلمونهم من
الغلمان، ومن آدابهم ألا يعنفوا
متعلما ولا يحقروا ناشئا ولا
يستصغروا مبتدئا، وقد قال
الرسول الكريم (ص): علموا ولا
تعنفوا فإن المعلم خير من
المعنف. وعن أبي هارون العبدي
قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد
يقول مرحبا بوصية رسول الله (ص). وهاهو
ابن خلدون الذي عقد فصلا عن
الشدة على المتعلمين أكد فيه أن
إرهاق الجسد في التعليم مضر
بالمتعلم لاسيما في أصاغر الولد
لأن من كان مرباه العسف والقهر
من المتعلمين ذهب نشاط نفسه
ودعاه إلى الكسل و حمله على
الكذب و التظاهر بغير مافي
ضميره خوفا من انبساط الأيدي،
ولأنه تعود أن يكتسب الفضائل
خوف القهر و الشدة لذا فإن رفع
القهر عنه يوما قد بعده عن
الفضائل و ربما سلك طريق
الرذيلة. ولأهمية
معاملة الاطفال بالرفق عند
المسلمين أخذت الدولة على
عاتقها حماية الاطفال من أساليب
القسوة والعنف التي يلجأ إليها
غلاظ القلوب من المدرسين فكلفت
رئيس الشرطة بملاحقة طرق معاملة
الاطفال في الكتاتيب حتة لا تقع
عليهم أية قسوة من جانب
المعلمين. أما الغزالي فنصح
المعلم المرشد بالشفقة على
المتعلمين وزجر المتعلم عن سوء
الأخلاق بطريق الرحمة لا بطريق
التوبيخ أما المربون الغربيون
كجيفرسون فقد طلب من المعلمين
أن يجنح إلى الصبر و الشفقة لأن
الأطفال الصغار أسهل انقيادا
بالمداعبة و اللين منهم
بالإرهاب والخوف. والطفل في نظر
هذا المربي غرسة رقيقة علينا أن
نحميها من كل أثر سيء و هو يحارب
العقوبات الجسدية و يقول ((ليجرب
المعلم قبل كل شي أن يكون أبا
لتلاميذه وليتجنب الغضب وليلزم
البساطة دوما في تعليمهم وليقص
على الأطفال أشياء صحيحة ولذيذة)). أما
مونتيني فكان يحتقر العقوبات
الجسدية والنظلم القاسي الذي
كان سائدا في المدارس وكان يقول
إن الأليق أن يغرس الصفوف
بالأزهار والأوراق بدلا من أن
يغرسها بقضب القصب الدامية.
ويوصى ايراسموس بأننا نعلم بيسر
من الذين نحبهم وأنه حتى الآباء
أنفسهم لا يستطيعون أن يربوا
أبناءهم تربية صحيحة عن طريق
الرهبة وأن بعض الأطفال يفضل أن
يقتل على أن يعاقب ضربا. وأرى
أن الضرب أو استخدام العنف له
كثير من المحاذير وله خطورته في
تربية النشء لأن الأطفال حساسون
جدا تجاه الضرب وكل ما يسبب لهم
الألم. وأن لجوء الأباء
والمعلمين إلى الضرب سببه عدم
قدرتهم على حل المشاكل لكن
الضرب لا يؤدي إلى تقويم الطفل
وإنما على العكس يؤدي إلى
تراكمات في نفسيته لا تظهر
مباشرة وتسبب له مشاكل في كبره
تجاه أسرته، فالضرب أسوأ أنواع
التربية ولا يؤدي إلى استيعاب
التلميذ لدروسه وإنما يقف حاجزا
أمام التحصيل العلمي. إن
بحوثا أجريت حول إساءة معاملة
الطفل من قبل الأسرة أو المدرسة
أثبتت أن من يسيء إلى أولاده
عانى نفس الشيء في طفولته وهذا
يعني أن من يربى على العنف
والضرب يستخدم نفس الأسلوب
مستقبلا مع أبنائه، كما أثبتت
أن من تربى على العنف يكون
عدوانيا وقد يتطور الأمر
بالشباب إلى الانحراف وبعضهم
يصل حد الجريمة. ========================= زيارة
عباس لغزة تجاوزتها الأحداث بقلم
نقولا ناصر* إن
الاشتباك الدبلوماسي بين منظمة
التحرير الفلسطينية وبين إدارة
باراك أوباما الأميركية حول
توجه المنظمة للحصول على عضوية
دولة فلسطين في الأمم المتحدة
في أيلول / سبتمبر المقبل يكشف
مجموعة من الحقائق، أولها أن
واشنطن قد تحولت إلى وكيل معلن
لدولة الاحتلال الإسرائيلي مما
يجردها من أي مؤهلات لأي وساطة
محايدة نزيهة في الصراع العربي
– الإسرائيلي، وثانيها أن
مفاوضات المنظمة المستمرة منذ
أواخر ثمانينيات القرن العشرين
الماضي مع الولايات المتحدة
بالوكالة عن دولة الاحتلال قد
وصلت إلى الطريق المسدود ذاته
الذي وصلت إليه مفاوضات المنظمة
المباشرة مع دولة الاحتلال،
وثالثها أن الإطار الثنائي
لمفاوضات منظمة التحرير مع دولة
الاحتلال بالرعاية الأميركية
خارج نطاق الشرعية الدولة
المتمثلة في قرارات الأمم
المتحدة والقانون الدولي قد
استهلكت ووصلت بدورها إلى نهاية
الطريق. وهذه
الحقائق جميعها، وغيرها، هي
إعلان صريح عن الفشل الذريع لكل
الاستراتيجية التي جرى العمل
بها طوال العقدين المنصرمين من
الزمن لإدارة الصراع العربي
الإسرائيلي في محوره الرئيسي
الفلسطيني. وبينما من غير
المنتظر أن يتخلى الراعي
الأميركي لهذه الاستراتيجية
عنها لأنه أرادها منذ البداية
وسيلة لإدارة الصراع لا لايجاد
حل عادل له، يبدو مفاوض منظمة
التحرير، بافتراض حسن النية،
مترددا هو نفسه في اعتراف كهذا
ليظل متشبثا باستراتيجية فاشلة
تشبث الغريق بثقل يجره سريعا
إلى القاع وهو يظنه خشبة نجاة،
مع "ان الأفق ينفتح في ذات
الوقت أمام شعبنا وقضيتنا
لاستعادة زمام المبادرة لتغيير
أو تصويب مسار دام عشرين عاما
على أمل، أو ربما وهم، بأن نرى
النور في نهاية النفق، نور
الحرية والاستقلال وحق تقرير
المصير، فإذا بنا نكتشف أننا
إنما دخلنا في نفق مظلم ومسدود
تحرسه إدارة أميركية إثر اخرى
وترعى صيانته رباعية دولية
يتسلى بها (رئيس الوزراء
البريطاني السابق وممثل اللجنة
الرباعية الدولية) طوني بلير"،
كما قال المفوض العام للهيئة
الفلسطينية المستقلة لحقوق
الإنسان د. ممدوح العكر في حفل
تخريج مدرسة ثانوية برام الله
يوم الأحد الماضي. إن
توجه رئاسة المنظمة إلى إبرام
اتفاق القاهرة الأخير على
المصالحة الوطنية كان من
المفترض أن يكون مؤشرا إلى تحول
استراتيجي، غير أن كثيرا من
المؤشرات تدل على استخدام مفاوض
المنظمة لهذا الاتفاق استخداما
تكتيكيا لخدمة الاستراتيجية
القديمة الفاشلة إياها، مما
يهدد بإضافة الاتفاق الجديد إلى
ركام الاتفاقات السابقة التي
يعلوها الغبار. فعلى سبيل
المثال، عندما تخير حكومة دولة
الاحتلال رئاسة المنظمة بين "السلام"
معها وبين السلام مع حماس،
وعندما يعتبر الرئيس الأميركي
أوباما اتفاق المصالحة في
القاهرة "عقبة ضخمة أمام
السلام"، ثم يطالب الرئيس
محمود عباس بأن تكون أي حكومة
وحدة وطنية منبثقة عن اتفاق
القاهرة ملتزمة بالشروط
الإسرائيلية الثلاث المعروفة
التي تبنتها اللجنة الرباعية
الدولية، وحكومة له، لا حكومة
وحدة وطنية، حتى يضمن التزامها
بتلك الشروط المفترض ان تكون قد
سقطت بسقوط الاستراتيجية التي
افرزتها إن لم يسقطها اتفاق
المصالحة الوطنية ذاته، بحكم
الأمر الواقع، فإن ذلك يشير إلى
استنتاج واحد فقط هو استمرار
تشبث منظمة التحرير ومفاوضيها
بالاستراتيجية القديمة ذاتها. ولم
يعد احد يجادل بأن استراتيجية
العشرين عاما الماضية قد
استهلكت ذاتها، وكل الدلائل
العملية والموضوعية تؤكد ذلك.
وبما أن الحركة من معالم الحياة
ذاتها، فإن "الانتظار" على
الحد الفاصل بين الاستراتيجية
القديمة المستهلكة وبين
استحقاق تبني استراتيجية جديدة
ليس سياسة حكيمة على الإطلاق،
فهي تضع القضية الوطنية في مهب
الريح. وهذه القضية تقتضي الآن
رص الصفوف الوطنية حول
استراتيجية بديلة.
والاستراتيجية البديلة الوحيدة
المتاحة هي استراتيجية
المقاومة. واستراتيجية
المقاومة ليست خيارا ناجما عن
رفاهية اختيار بين العديد من
الخيارات المتاحة، لكنها
الخيار الوحيد الباقي الذي
تمليه التطورات الموضوعية: فالفشل
الذريع للاستراتيجية التفاوضية
قاد إلى انسداد مسار التفاوض
الثنائي المباشر مع دولة
الاحتلال، ثم قاد إلى انسداد
مسار التفاوض غير المباشر مع
دولة الاحتلال بالوكالة
الأميركية، مما قاد إلى
الاشتباك الدبلوماسي الجاري
حاليا بين مفاوض منظمة التحرير
وبين الوكيل الأميركي لدولة
الاحتلال، وهذا الاشتباك
يتصاعد كل يوم ومن المتوقع أن
يبلغ ذروته في أيلول / سبتمبر
المقبل، ومن المتوقع عندها أن
يتحول إلى اشتباك على الأرض. ونذر
الاشتباك الميداني معلنة،
فدولة الاحتلال وحكومتها لا
تخفي استعداداتها العسكرية
وغير العسكرية، فهي هددت فعلا
بعدوان جديد شامل "لاجتثاث
بؤر الإرهاب" في قطاع غزة،
وهددت فعلا بإعادة احتلال مناطق
سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني
التي لم تنسحب قواتها بعد من جزء
كبير منها أعادت احتلاله عام 2002،
وهددت فعلا بضم الضفة الغربية
بكاملها كأحد ردودها على أي
اعتراف من الأمم المتحدة ب"دولة
فلسطين"، إلخ. وكل
المؤشرات تدل على مواجهة آتية
بهذا الشكل أو ذاك، ميدانيا مع
الاحتلال ودولته، ودبلوماسيا
وسياسيا مع وكيله الأميركي على
الصعيد الدولي. ومن المؤكد أنه
ليست في مصلحة الشعب الفلسطيني
أن تتكرر طوعا تجربة حصار أي
قيادة له كما حوصر الراحل ياسر
عرفات كرها حد أن يعجز عن حضور
أو حتى أن يخاطب بالهاتف مؤتمرا
خطيرا للقمة العربية في بيروت
كان يستعد لتقرير مصير الشعب
الفلسطيني في غياب ممثله الشرعي
مثلما حدث عندما تبنت تلك القمة
"مبادرة السلام العربية"،
مما يستدعي البحث عن "مساحة
حرة" تكون ملاذا آمنا يقي أي
قيادة فلسطينية من أي مخطط
أميركي ل"تغيير" النظام أو
مؤامرة إسرائيلية ل"تصفية"
القيادة كما حدث مع عرفات
وقيادته ونظامه، مما يذكر بأن
إحدى الحجج التي يتذرع بها من
ورطوا االشعب الفلسطيني في
أوسلو واتفاقياتها كانت أن
الوطن العربي الكبير ضاق على
اتساعه عن مساحة حرة تتحرك منها
القيادة الفلسطينية بحرية. وفي
انتظار المواجهة المتوقعة
والبحث عن مساحة حرة تلوذ
القيادة الفلسطينية بها يبدو
الوطن العربي الكبير أكثر ضيقا
بالمسؤولية القومية تجاه
القضية الفلسطينية مما كان عليه
قبل عقدين من الزمن، وتبدو
المساحة الحرة الوحيدة التي
تمارس الإرادة الفلسطينية
ذاتها بحرية موجودة اليوم فقط ،
ويا للمفارقة، في قطاع غزة
المحاصر، حيث توجد قيادة
فلسطينية بالرغم من الاحتلال،
لا بالاتفاق معه، وحيث بطاقات
الفي آي بي الإسرائيلية غير
معتمدة ومنتهية الصلاحية، وحيث
تنفتح في رفح نافذة سيادة
فلسطينية بعد أن قرر الشعب
المصري أن يمارس سيادته على
الجانب الآخر من الحدود، وحيث
التنسيق الأمني الوحيد المعمول
به هو التنسيق بين فصائل العمل
الوطني مجتمعة مع الشعب في
التصدي جماعة لأي اختراق
إسرائيلي بينما التنسيق الأمني
مع قوات الاحتلال الساري في
الضفة الغربية يصبح مشلولا على
حدود القطاع، وحيث تدور معركة
حربية قبل أن تستطيع قوات
الاحتلال الوصول إلى أي قائد
فلسطيني، مما يذكر بوعد عباس
لأهل غزة في حفل توقيع اتفاق
المصالحة بالقاهرة: "سأكون
بينكم قريبا إنشاء الله"! لكن
الأحداث قد تجاوزت قيام عباس
بمجرد زيارة لغزة فحسب، إذ حان
الوقت لإنهاء استراتيجة "خيار
التفاوض فقط"، و"تغيير أو
تصويب مسار دام عشرين عاما"
كما قال د. العكر، والتعامل مع
الوحدة الوطنية تعاملا
استراتيجيا لا تكتيكيا،
وجميعها استحقاقات متأخرة، فقد
أصبح انتقال عباس ومنظمة
التحرير ولجنتها التنفيذية
للإقامة الدائمة في غزة، حيث
المساحة الحرة الوحيدة
المتاحة، وحيث الحماية غير
الأجنبية الوحيدة المتاحة،
وحيث حرية الحركة والقرار
والإرادة دون قيود أي اتفاقية
موقعة تلتزم المنظمة بها من
جانب واحد، هو المدخل إلى تفعيل
واقعي لمنظمة التحرير، ومدخل
إلى تجسيد على الأرض للوحدة
الوطنية، وأصبح هو المحك لصدقية
أي توجه نحو استراتيجية جديدة
تحرر قيادة المنظمة في مساحة هي
حرة بالرغم من الحصار، فكل
الدلائل والمؤشرات تؤكد الحاجة
الوطنية إلى الفصل بين منظمة
التحرير وبين سلطة الحكم الذاتي
الإداري كاستحقاق متأخر آخر،
وإلى الوصل بين المنظمة وبين
جماهيرها التي طال انعزالها
عنها على قاعدة المقاومة التي
كان لها الفضل الأول والأخير في
منح المنظمة صفة الممثل الشرعي
والوحيد لشعبها، لتنتهي مرة
واحدة وإلى الأبد تكتيكات الدمج
بين المنظمة وبين حكومتها للحكم
الذاتي في مواجهة المقاومة
والفصل بين المنظمة وبين هذه
الحكومة عندما توصل الإرادة
الشعبية المقاومة إلى رئاستها. *
كاتب عربي من فلسطين ========================= الثورة
السورية اجتازت المرحلة الأصعب غازي
دحمان بعد
أكثر من شهرين على انطلاقتها،
بات من الممكن القول إن الثورة
السورية تجاوزت المرحلة الأصعب
في مسارها، وإن الخطر الذي
يهددها بات وراءها، وبدأت مرحلة
جديدة استحقت من خلالها
الانتقال من خانة وصفها بحركة
احتجاجية محدودة إلى حالة ثورية
سلمية شاملة. وليس
المقصود من وراء هذا القول منح
الثورة شحنات تفاؤلية، ولا هو
يصدر عن ذات عاطفية، بقدر ما هو
توصيف عاكس لواقع بات ملموساً
على الأرض السورية، وله من
الحيثيات والشواهد ما يدعمه
ويعززه. الثورة
السورية واجهت منذ اللحظات
الأولى لانطلاقة شرارتها
شكوكاً كبيرة حول مدى قدرتها
على صياغة أهدافها والسير بها
إلى نهاياتها الثورية الوطنية،
كما واجهت أزمات بنيوية خطيرة
تتعلق ببنيانها التكويني ومدى
تمثيلها لمكونات المجتمع
السوري، هذا فضلاً عن تكوينها
البنائي كحركة شعبية منظمة. ولا شك
أن عوامل الوقت والصمود لعبت
دوراً مهماً في هذا الإطار، فقد
استطاعت حركة الثورة الانتقال
من كونها حركة احتجاجية محلية
وبمطالب ذات سقف محدود تمثل في
بداية الأمر في إحداث إصلاحات
معينة بمجالات ذات طابع محلي،
إلى حراك وطني واسع يطالب
بالتغيير الشامل انطلاقاً من
تغيير الصيغ التي تحكم المجال
السياسي وتحدد العلاقة بين
السلطة والمجتمع على أساس حزب
يقود الدولة والمجتمع، مدعوماً
بآلة أمنية كبيرة تتصدر هذه
الواجهة وتصادر حق المجتمع في
المشاركة في صنع واقعه وتقرير
مصيره وشكل مستقبله. وكان
للصمود الأسطوري الذي أبداه
شباب الثورة وشعبها دوراً
كبيراً في إيصال ثورتهم إلى
مرحلة الأمان، بعدما استخدم
النظام وبشكل مكثف ومبالغ فيه
كل أسلحته في مواجهتها، في
محاولة دؤوبة ومحمومة لإطفاء
جذوتها، سواء عبر آلة القمع
الجبارة أو من خلال محاولات
تشويهها أخلاقياً والتشكيك
فيها عبر وسمها بالطائفية
والإجرامية والسلفية. وتتمثل
مرحلة الأمان التي وصلت إليها
الثورة من خلال قدرتها على
إقناع النخبة السياسية
والمثقفة -في الدرجة الأولى-
بالالتحاق بفعاليات الثورة
ودعمها، والاستعداد لدفع
ألأثمان المترتبة كاستحقاقات
لا بد منها، مما يعني أن الثورة
لم تعد تشكل في مدرك هذه النخب
مجرد مغامرة خطرة، بل باتت
حلماً آخذاً في التجسد على أرض
الواقع، كما تحولت إلى معطى مهم
في المجال السياسي السوري ستجعل
الواقع السوري -مهما تكن
النتائج- واقعاً مختلفاً عما
كان قبل 15 مارس/آذار الماضي
تاريخ انطلاق الثورة. وبالطبع،
حين يجري الحديث عن النخب
السياسية والثقافية السورية
فإن الأمانة تتطلب التأكيد أن
هذه النخب ذات طابع ثوري مارسته
سلوكاً وقولاً ولا يمكن
المزاودة عليها. ويضاف
إلى مؤشرات مرحلة أمان الثورة
السورية، اتساعها وانتشارها
الواضح أفقياً وعمودياً، فقد
استطاعت الثورة كسب تعاطف
جماهير واسعة في مختلف أنحاء
البلاد، ويدلل على ذلك اتساع مد
المظاهرات على كامل الرقعة
الجغرافية السورية، وانزياح
مكونات جديدة إلى الثورة اكتفت
في فترة معينة بمراقبة تطورات
الوقائع على الأرض. وتشير
المعطيات المتعلقة بهذه
الجزئية من حيثيات الثورة إلى
أن أعداداً كبيرة من المواطنين
أخذت ترفد الثورة بعد انكسار
حاجز الخوف من جهة، وقناعتها
بأن الثورة هي المعطى الأكثر
حقيقية وواقعية في مستقبل
الأيام السورية القادمة. ويشكل
هذا المعطى أهم تحولات الثورة
السورية، إذ طالما راهن النظام
في سوريا على قدرته الجبارة على
إخافة الشريحة الكبرى من
المجتمع السوري ومنعها تالياً
من الانخراط في فعاليات الثورة،
الأمر الذي يدفعها بعد حين إلى
الاضمحلال والتلاشي. وتكمن
أهمية مؤشر انخراط مكونات وفئات
جديدة في فعاليات الثورة في
إمكانية إعطاء الثورة هوامش
حراك ومناورة ضرورية وحيوية
تخرجها من وصف "ثورة الريف"
أو "ثورة المساجد" أو "ثورة
الأحزمة العشوائية"، وهو
الأمر الذي بقدر ما يعطيها
القدرة على الاستمرار
والتواصل، يمنحها أيضا القدرة
على تحقيق التمثيل لأكبر فئات
المجتمع ومكوناته، فهذه
الإضافات الجديدة للثورة يمكن
تشبيهها بالنطاقات التي تحمي
القلب الثائر وتغذيه. ولعل
المؤشر الأهم في تجاوز الثورة
للمرحلة الأصعب يتمثل في القدرة
على بناء جسم الثورة وتشكيل
قيادات "اللجان التنسيقية"،
وهي القيادة التي أصبحت تنسق
فعاليات الثورة، كما بدأت بوضع
برنامج عمل متكامل. وقد ظهر ذلك
بوضوح من خلال دعواتها للتظاهر
في أيام الأسبوع الكاملة، فضلاً
عن أيام الجمع، مما يعني تحول
الثورة إلى فعل دائم (ديمومة
الثورة)، وهو شرط ضروري
للثورات، كما أنه يبعد خطر حصول
قطوعات فيها تؤدي إلى زوالها. وهنا
تجدر الإشارة إلى أن الثورة
السورية تعد من التجارب النادرة
في مجال الثورات، حيث استطاع
الحراك أن يفرز قادته من بين
صفوفه ومن قواعده العاملة على
الأرض، وليسوا أولئك القابعون
في المكاتب ولا محترفو
التنظيرات، فالثورة السورية لا
آباء روحيين لها، إنها ابنة
الشارع الثائر على الطغيان
والتهميش والحرمان والطامح إلى
لعدالة والكرامة. وتأتي
أهمية هذه الواقعة من حقيقة
توحد جسم الثورة، الأمر الذي
يمنحه الصلابة الكافية من أجل
الاستمرار ويجعل من إمكانية
اختراق الثورة أمراً مستحيلاً،
كما يؤكد وحدة الرؤى والأهداف
ويجنب الثورة الوقوع في التناقض
القاتل. ومن
المؤشرات الهامة على نضوج
الثورة وصيروتها واقعاً معيشا
ومعطى في الواقع السوري، دعوة
النظام إلى الحوار.. صحيح أن
النوايا من وراء هذه الدعوة غير
واضحة، لكن الأكيد أن النظام لا
يحاور عصابات إجرامية ولا
مندسين، بل من المفترض أنه
سيحاور قوى سياسية فاعلة وناشطة
ومؤثرة، وأكثر من ذلك قوى لها
وزن على الأرض. ورغم
أن المؤشرات في هذا المجال تتجه
إلى حقيقة رغبة النظام في تمييع
قضية الحوار -في حال حصولها- عبر
إقامة الحوار مع وجاهات وزعامات
محلية بهدف إفراغ المضامين
السياسية للثورة وتحويلها إلى
مجرد مطالب محلية، فإن دعوة
الحوار بحد ذاتها تمثل اعترافا
من السلطة بواقعية الثورة، كما
تشرعن بذات القدر فعالياتها
ومطالبها. الثورة
السورية تجاوزت مرحلة الخطر، بل
إن هذه المرحلة أصبحت وراءها
منذ زمن، فقد حققت الانتشار
وصنعت الديمومة وأفرزت
قياداتها، وباتت تملك الهوامش
الضرورية للمناورة والمساومة
وتحقيق الإنجازات. هذا لا
ينفي بالتأكيد أن قدرات النظام
في القمع ما زالت كبيرة، كما أن
إستراتيجياته القائمة على
إغراق الثورة بالأزمات
ومحاولات إجهاضها ستبقى قائمة،
إلا أن الأكيد أيضاً أن الثورة
التي صنعت نفسها وسط مناخات
القمع والخوف ونجت من كافة
الفخاخ التي نصبت لها، غيّرت
الواقع السوري، وهي في طريقها
إلى إنجاز أهدافها في الحرية
والكرامة. ======================== الدكتور
عثمان قدري مكانسي كان
جبنًا قتلُ شعب باسلٍ يطلب
حقـَّه قتلُ
شعب رائع ينشد عِتقه هل ترى
استعبادَ شعبي لعبة بين يديك؟ أتراه
ملكـَكَ الشخصي ينصاعُ إليك؟! .... إنه حر
أبيُّ النفس دفـّاق العطايا سيفُ
عز باترُ الأعداءِِِ لا يرضى
الدنايا شعبيَ
النورُ ... يضيء الدربَ كالشمس
السنيّهْ أمتي
رمز الهدى للسالكينَ إلى
العلا ، تهواهمُ النفس الأبيّهْ .... لن
يستطيع الظلمُ قهرّ النورِ مهما
جيّشَ الغدرَ وسلـَّهْ إن
النجوم الزهْرَ والأقمارَ شعّت
تطردُ الظلم وأهلـَه ....... هذا
الشهيد مضى إلى السارين
قـَبلـَهْ فاحضنه
في شوق وخذْ من
وجنة الأبرار قـُبلـَهْ فهم
الأولى في شِرعة الأحرار والأبطال
قـِبلـَهْ .... لا
والذي برأ الوجودَ وصيّر
الإنسانَ حرّاً وأناله
الخُلدَ الثوابَ وقدّم الجناتِ
اَجراً لـَلموتُ
في نيل الرغائبِ مقصِدُ
الحر الكريمْ من
قدّم الأرواح مهراً نال
فردوسَ النعيمْ =========================== طارق
أبو جابر
======================== كلمات
الطفلة الفلسطينية/سهام إيهاب
الدالي العمر/11
سنة (الصف
السادس ابتدائي) إبداعات
طفولة لم تكتمل إنها
طفولة الفلسطينيون التي
سلبها المحتلون و رغم
هذا نبغ منهم الكاتبون الذين
بأقلامهم يشعرون و
لبلادهم ينشدون أفكار
لم تكتمل بفعل
المحتل لكنها
إبداعات كبيرة بأيدي
صغيرة دونت
على ورقة بقلم و
محبرة إبداعات
...و إبداعات كلمات
... وكلمات من أهل
منكوبين و
أطفال محرومين و حقوق
مسلوبة و لكن
............. سنعلو
بالإبداعات و نسمو
بالكلمات و يعرف
الفطناء إنهم
منا ..من طفولة لم تكتمل سأرد
على الفرقات الصهيونية نحن لا
نحمل بندقية فأنتم
جموع غبية لكنا
نحمل هم القضية و
أفكارنا ليست طفولية و إنما
هي إسلامية البراءة
الفلسطينية مواهب
, طموح , إرادة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |