ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا .. حصيلة ثلاثة
شهور من التظاهرات الشعبية علي الرشيد حوالي ثلاثة أشهر على اندلاع الاحتجاجات
الشعبية في سوريا ومازال الشعب
في جهة والنظام في جهه أخرى.. كان بإمكان السلطات في دمشق أن تعي الدرس
مبكرا وتستخلصه مما حدث في تونس
ومصر، وما كان يحدث وما يزال في
اليمن وليبيا .. وتقوم بإصلاحات
جدية وملموسة وسريعة لتنتزع
فتيل الأزمة .. ولكنها لم تفعل ،
مكررة نفس أخطاء غيرها وخصوصا
التعامل الأمني المفرط في
القسوة . واقع الحال يشير إلى استمرار المظاهرات
واتساع نطاقاتها سواء من حيث
ضخامة أعداد المنتظمين فيها، أو
الوصول إلى مدن ومناطق وقرى
أخرى ، أوتحولها من أسبوعية إلى
يومية، رغم القمع الشديد وموجة
الاعتقالات، وشلالات الدماء،
وحصار واقتحام المحافظات
بالدبابات والفرق العسكرية
والعقاب الجماعي لسكانها . كما أن هذه الثورة الشعبية تتجه لتنظيم
صفوفها على امتداد الوطن، وكسب
مزيد من التأييد والالتفاف
الداخلي والخارجي يوما بعد يوم.
.. فثمة أطر لتنسيق حراكها
النضالي الداخلي بين الساحات
المختلفة بدأت بالتشكل مؤخرا ،
وثمة تحرك لمعارضة الخارج
المحرومة من دخول بلادها منذ
عقود لتنسيق جهودها وحشد
واستيعاب كافة التيارات
والطاقات خارج الوطن لدعم
الثورة سياسيا وإعلاميا
وحقوقيا، ومساندتها أمام
الهيئات والمحافل الدولية
كافة، وتنظيم التظاهرات
الاحتجاجية ..وهو ما ظهر جليا في
مؤتمري أنطاليا وبروكسل. وإلى جانب ما سبق تتصاعد يوما بعد يوم
إدانات المنظمات الحقوقية
ومؤسسات المجتمع المدني
العربية والإسلامية والدولية
لتغول النظام على حقوق الإنسان
بسوريا ، وتلوح في الأفق نذر
تحريك شكاوى ضده، فيما تتسع
الإجراءات الدبلوماسية وتشتد
من قبل دول غربية بما في ذلك فرض
عقوبات على رموزه ، وتتحول
مواقف بعض حلفاء النظام كتركيا
والتي أعلنت أنها لن تسمح تكرار
مجازر جديدة كمجزرة حماة التي
وقعت عام 1982 ، وتطالبه بإصلاحات
فورية تحدث فعل ( الصدمة) ، فيما
طالبت روسيا دمشق بأن يقترن
حديثها عن الإصلاحات بالأفعال. وعلى الصعيد الشعبي هناك استنكار من جهات
برلمانية عربية كما حصل في
الكويت ، والتي دعت لطرد السفير
السوري، وشجب من جهات حزبية
ونقابية ومن مثقفين وإعلاميين،
ومن اللافت صحفيا ألا تخلو
وسيلة إعلام من مقال يعالج
تطورات القضية السورية ، وينتقد
بعض ما يجري ضد المواطن السوري
من قتل وتدمير ، وإصرار على
الاستجابة لمطالبة المشروعة،
وقد خسر النظام بذلك كثيرا ممن
كانوا يدافعون عنه كنظام مساند
للمقاومة ويغطون الطرف عن سجله
السلبي في مجال حقوق الإنسان. لقد أعطى المواطن السوري في الأيام
الأولى لاحتجاجاته السلمية
فرصة للنظام كي يجنح للإصلاح
ولكن حصاد ثلاثة شهور كانت
مخيبة للآمال على النحو التالي: وعود شكلية
وخلّبية بالإصلاح ومعالجة
التجاوزت ولكنها بقيت مجرد
أقوال لم يبرهن على أي منها
عمليا، بل وأكثر من ذلك فقد كانت
كثيرا من الممارسات الفعلية
لأجهزة النظام على النقيض من
تلك الوعود، فعلى سبيل المثال
لا الحصر ، فإن التحقيقات التي
قيل أنها ستجرى بشأن أحداث درعا
والتجاوزات التي وقعت فيها
باعتبارها الشرارة التي أشعلت
وهج الثورة لم يتم بشأنها شيء
حتى الآن ، ورغم الحديث عن رفع
حالة الطوارئ في البلاد إلا أن
الاعتقالات بعد الرفع زادت
بمرات عديدة عما كان عليه الحال
قبلها، وفيما يخص الحوار الوطني
مع المعارضة والذي أعلن النظام
عنه فإنه لم توجّه دعوات
للشخصيات الحزبية الفاعلة في
الداخل والخارج، ولم يتم مثل
ذلك بغض النظر عن إعلان
المعارضة رفضها له مؤخرا لأسباب
كثيرة. ومقابل حديث النظام عن إفراجات وإطلاق
سراح معتقلين سياسيين في إطار
عفو رئاسي أو بدونه بالعشرات أو
المئات فإن حملات الاعتقال
متواصلة بوتيرة تفوق أضعاف
مايتم الإفراج عنهم، وإزاء
حديثه عن قانون وشيك للتعددية
الحزبية يصر على إبقاء المادة
الثامنة في الدستور دونما
تغيير، وهي التي تكرس وصاية حزب
البعث ( الحزب القائد للدولة). التعامل الأمني
العنيف مع المتظاهرين والذي طال
حتى الشيوخ والأطفال والنساء
وأوقع أكثر من 1300 مدني على الأقل
( ارتفاع عدد الشهداء في الآونة
الأخيرة مثلما حدث في الرستن
وحماة وجسر الشغور ) ، وإهانة
الكرامة الإنسانية وهو ما كشفت
عنه لغة الشتم وصور الدوس على
الرقاب والرؤوس بالبساطير،
والإصرار على رواية رسمية تبرر
هذ العنف بسبب وجود " عصابات
مسلحة" و" مندسين" بخلاف
شهود العيان وتقديرات المنظمات
الإنسانية والحقوقية. مجمل ما سبق جعل فرصة التفاهم بين النظام
في سورية من جهة ، والحشود
الجماهيرية الثائرة سلميا في
الشوارع والساحات والجهات
المعارضة داخل وخارج البلاد من
جهة أخرى شبه معدومة وهو ما يبرر
إصرار هذه الجهات على رفع مطلب
واحد وهو إسقاط النظام، ووصم
دعواته للإصلاح وإطلاق دعوات
الحوار الوطني بالتأخر
والمراوغة والشكلية، والتناقض
الكلي مع ممارساته القمعية،
ومحاولته كسب الوقت لتجاوز مآزق
اللحظة الراهنة . .. وهذا الواقع
بكل مسبباته وتداعياته والتي
يتحمل النظام وزرها قد تجعل منه
الخاسر الأكبر، وتكلفة التغيير
السلمي أضخم . ==================== الدكتور عثمان قدري مكانسي في سورية الحبيبة ثورة ودماء ، وألم وأمل
، وحذر وترقب ....... ولجوء إلى رب
السماء
======================== بقلم ثامر سباعنه - فلسطين الجرح في جسد سوريا لم يكن جرحا جديدا
انما هو جرح قديم بقدم النظام
الحاكم لهذه الارض المباركه
العظيمه بشعبها الابي الصابر،
بدأت عندما تحولت هذه الدوله
الى نظام كامل للفساد والرشوه
واصبحت خيراتها بيد حفنه قليله
من الشعب ، تنعم بخيرات الوطن
بينما باقي الشعب يعيش تحت
الفقر والخوف والجوع، دولة
ونظام يتغنى بالممانعه وحماية
الثوار في كل مكان بينما لم يحمي
هو ارضه التي تعرضت لعدة ضربات
واعتداءات من قبل العدو
الصهيوني واكتفى النظام بإطلاق
الكلمات الفلسفية التي برع بها
السيد الرئيس، دولة ممانعه –كما
ادعى نظامها- وهي تفقد ارضا تدعى
الجولان منذ ال67 ولم تطلق رصاصه
واحده على العدو المحتل لهذه
الارض ، بل تحركت دبابات النظام
السوري لتدوس ابناء الشعب
المطالبين بالحريه !! عشرات
السنين والدبابات و الجيش
السوري في سبات عميق والان
تتحرك لتدك الارض السوريه وتحرق
خيرات الوطن وتقتل أبناءه
الاطهار!! وفوق كل هذا يتغنى
النظام انه نظام الممانعه الاول
وحامي حمى المقاومه وهو يجهل
كيف يحمي حقوق شعبه!! خرجت صرخة الميلاد في سوريا من بين صمت
القبور هناك ، من خلف قضبان
الاعتقال والتعذيب، خرجت صرخة
الحرية من جذور الارض الحانية
على ابنائها العاشقين للحريه ،
جاءت صرخة الميلاد لتشعل الشمس
من جديد لتعلن ان دماء الشهداء
على الارض لن تسامح ولن تقبل
بالذل من جديد وان زمن الخوف قد
ولى بعيدا وان جدار الصمت قد
تهدم . ((قطفوا الزهرة قالت من ورائي برعم سوف
يثور ... قطعوا البرعم قال غيره
ينبت في رحم الجذور ، قلعوا
الجذر من التربه قالت انني من
اجل هذا اليوم خبأت البذور وغدا
سوف يرى كل الورى كيف تأتي صرخة
الميلاد من صمت القبور، تبرد
الشمس ولا تبرد ثارات البذور)) من اجل هذا اليوم خبأت البذور...من اجل هذا
اليوم خبأت ابنائي وعلمتهم كيف
تكتب كلمات الحب الحقيقي للوطن..من
اجل هذا اليوم ارضعت اطفالي
حروف الحرية وابجديات الثورة
والحق..من اجل هذا اليوم كتمت
أمي عشرات السنين وحضنت جرحي
ولم اشتكي... من اجل هذا اليوم
زرعت ازهار الامل في قلوب
الملايين وانتظرت ان تزهر وهاهي
الان تزهر بلون الدم القاني. ==================== تساقط المستبدين .. ألوان
من السقوط.. والنهاية واحدة نبيل شبيب كان سقوط أحد المستبدّين في وقت قياسي،
وكان يعتبر نفسه كبيرهم، وعندما
ارتفعت قامة شعب مصر العريق إلى
ذروة شمّاء من ذرى التاريخ
البشري، ظهر لمن لم يبصر من قبلُ
مدى صَغار الطاغوت، ولئن تحرّكت
آلة الهيمنة الدولية بكل قوّتها
لتنقذ لنفسها ما يمكن إنقاذه
عبر "ثورة" مضادة عرجاء،
فلا يمكن أن يختلف مصيرها أمام
ثورة شعب مصر العملاقة إلا
الخيبة والإخفاق، بإذن الله. ظهرت أولى أزاهير ربيع العصر العربي
الجديد في تونس ومصر، وسقط "أخطبوط
النظام"، فتفرّقت رؤوسه ما
بين المنافي والمعتقلات وقاعات
التحقيق والمحاكمات.. وكان من
المفترض بميزان المنطق، لو
توافر المنطق، أن يعتبر بذلك
مستبدّون آخرون وهم يرون رأي
العين ما تصنع إرادة الشعوب.. بدلا من ذلك إذا ببعضهم يسارع إلى ترقيعات
جزئية، وببعضهم الآخر يسارع إلى
التخطيط لممارسة قمع إجرامي
أشدّ وأنكى، وكأنّهم حريصون على
أن يكون سقوطهم مدويّا.. ولكن
بأغلى الأثمان من دماء ودمار،
أو لأنهم عاجزون عن الاستيعاب،
عن التخلّي عن أوهام مواجهةِ
تيار التاريخ بسيل الدماء
والدمار!.. يا أيها المستبدّون.. انتهى أمركم، فأنتم
تواجهون ثورة شعوب على استعداد
للتضحية والفداء والصمود
بأضعاف أضعاف استعداداتكم
الرهيبة للقمع والإجرام. إنها مفارقة خطيرة مأساوية.. بين استبدادٍ
نهايتُه حتمية دون جدال، وثورات
شعبية تعبر آلامَ مخاضِ الولادة
وانتصارُها حتميّ دون جدال. مفارقة لم ينتزع تناقضاتِها من رؤوس
المستبدّين هروب بن علي، وتنحّي
مبارك، ولا يبدو أنّه سينتزعها
ترنّح صالح من ورائهما، واهتراء
تبجّح القذافي تحت ضربات أعداء
ليبيا، من خلال جريمته الأخيرة
بحقّ ليبيا وشعبها الثائر، ومن
خلال الوهم أن يصنع في جولةٍ
تخوضها كتائبه ضدّ عدوّ أجنبي
يقود بعضَ كتائبه أصدقاؤه هو
خلال السنوات الماضيات.. أن يصنع
فوق الأشلاء والدمار ثغرةً
لنفسه ولاستمرار استبداده!. هروب.. وتنحّي.. وترنّح.. واهتراء تلك خيارات الاستبداد في هذه المرحلة
التاريخية من ربيع الثورة
العربية.. أمام الشعوب الثائرة. أيّ خيار يلجأ إليه المستبدّ الحاكم في
سورية؟.. لقد استكبر على نفسه أن يستبق السقوطَ
المحتم بإصلاح جذري حقيقي وإن
كان في الإصلاح نهاية استبداده!. وأبى الهروب في الوقت المناسب من جحافل
ثورة شعب أبيّ يستحيل أن يقبل
بعد اليوم بما كان حتى الآن!.. وفوّت على نفسه أوان التنحيّ أمام ثورة
شعبية بطولية لا مثيل لها ولا
قِبَل للاستبداد الإجرامي
بمثلها!.. هل يظنّ المستبدّ في سورية فعلا أنّه قادر
على تجنّب السقوط؟.. أيّ خيوط واهية يحبك تصوّراته منها؟.. هل ينسج أوهامه مستندا إلى أنّ شعب سورية -كشعب
اليمن الأبيّ- يضرب أروع
الأمثلة التاريخية القديمة
والمعاصرة بسلمية ثورته؟.. أم يرجو النجاة لنفسه معتمدا على أنّ شعب
سورية حريص -مهما بلغت التضحيات
وبجميع فئاته وأطيافه- ألاّ يدع
في ثورته الطاهرة ثغرة للتدخل
الأجنبي؟.. إنّ شعب سورية يتحدّى بثورته البطولية
الشمّاء ذلك المستبدَّ وأوهامه
وعقمَ تفكيره.. وإنّ ثورة شعب سورية تعطي يوميا الشواهد
على أنّ للإنسان في سورية صلابة
الحديد.. ينزف الدماء فإذا بها وقود لاهبة لمضاء
الثورة.. ولمتابعة الطريق يودّع الشهداء فإذا بهم نماذج شبه
أسطورية لكل ثائر أبيّ..
ولمتابعة الطريق ويواجه الأطفالُ الإجرام الهمجي فيتحوّل
الأطفال والآباء والأمهات إلى
أبطال صناديد في مواجهة صَغار
الاستبداد الإجرامي وانحطاطه وتستمرّ الثورة البطولية على الطريق.. حتى
النصر. يتساءل المتسائلون بألم: حتى متى؟.. كأنّ ربيع الثورة العربية ليس في مقتبل
العمر!.. أين هو في مجرى تاريخ البشرية كلّه الحدثُ
التغييري الذي حقّق خلال بضعة
شهور ما حقّقه ربيع الثورة
العربية حتى الآن.. أو بعضَه؟.. أين هو منذ أقدم العصور إلى اليوم الحدث
التاريخي الذي مضى فيه شعب من
الشعوب كما في هذه الثورات
المتتابعة، على خطى بلال وآل
ياسر وسائر الأصحاب، وكأنّ كلّ
شعب من الشعوب قد أصبح كلّه،
بصغاره وكباره، برجاله ونسائه،
نفحاتٍ من بلال وآل ياسر وسائر
الأصحاب؟.. إنّها الثورات الأولى في تاريخ البشرية
التي لم يمارس الثوار فيها
إراقة الدماء.. ودماؤهم تراق إنّها الثورات الأولى التي تتحوّل فيها
القيم والأخلاق إلى ممارسات
يومية تُطبّق أثناء النزيف على
طريق النصر، وليس مجرّد شعارات
ونصوصا في مواثيق، تُصاغ من أجل
الإنسان.. ويستمر نزيف الإنسان
في كل مكان إنّها الثورات الأولى التي تجمع فئات
شعبية مزّقها الاستبداد،
وأطيافا شعبية فرّقها
الاستبداد، وأجيالا من الأحفاد
إلى الأجداد على طريق واحد،
ومطلب واحد، وهتاف واحد.. في ألف
شكل وشكل من تجليّات البطولة
البشرية بأسمى معانيها رغم ذلك.. حقّ للمتسائلين أن يتساءلوا "ألماً":
إلى متى؟.. إنّما لا يكاد عاقل يتساءل حقا عن مصير
الثورات الشعبية العربية،
فالنصر محتّم وسقوط أنظمة
الاستبداد جميعا آتٍ عاجلا لا
آجلا. لئن كانت غشاوة أبصار المستبدّين تحول
دونهم ودون الاعتبار بمصائر
الأقدمين من فرعون حتى أبي جهل
ومن هامان حتى أبي لهب، ومن
قارون حتى هرقل وكسرى.. أفلا
يرون –ولو عبر غبش الغشاوة-
مصائر بن علي ومبارك وأعوانهما..
وكيف أصبح صالح والقذافي على
إثرهما حذو النعل بالنعل؟.. أفلا يفهم المستبدون –لا سيما في سورية
قبل سواها- أنّ ما يصنعونه قمعا
وإجراما، يسدّ في وجوههم
الملاجئ لحظة هروبهم أو نفيهم،
ويبني لهم قضبان السجون لحظة
اعتقالهم ومحاكمتهم، ويحفر لهم
القبور إن لم تلفظهم الأرض بعد
أن لفظتهم الشعوب؟.. هل يمكن للمراوغة الدموية أن تخدع صاحبها
فتجمّل وجها قبيحا يحكم وتواري
براءة وجه شهيد والعزم والتصميم
في عيني ثائر منتصر؟.. ما أبشع "وعود العفو".. يطلقها القاتل
للضحية أمام الرصاص وخلف
القضبان وفي قبضة زبانية
التعذيب.. بعد وعودٍ ووعودٍ
طالما تبخّرت.. وتتابع القتل
والاعتقال والتعذيب ثم يتساءلون ببراءة الذئاب: علام لا
تصدّقون الوعود؟.. ما أبشع "الإصلاح" بمراسيم تُملى بعد
سابقاتها من أمثالها ولا تستحقّ
عنوان الإصلاح، ولا تكاد تنطلق
حتى تزيد الخروق والفتوق فيما
يسمّونه "هيكل حكم قائم"،
وتتلاشى "المراسيم" مثلما
يتوارى أصحابها عن الأنظار عجزا
عن الكلام، ولا تتلاشى ولا
تتوارى بل تتواصل أفاعيل "عصابة
حكم قائم" ثم يتساءلون ببراءة الثعالب: علام لا تهدأ
ثورتكم حتى يأخذ "الإصلاح"
مداه؟.. ما أبشع اجتماع شفاه آثمة لا تتقن حتى
التدجيل والتضليل، وآلة قمعية
تتقن التقتيل والتنكيل؟.. ويحسبون أنّهم قادرون بذلك على إخماد
ثورة شعبية أبيّة!.. يحسبون أنّهم يضعون الشعوب الثائرة أمام
خيار الموت، عن طريق فرق الموت
في زيّ شبّيحة وقنّاصة، أو خيار
الموت، عن طريق فرق الموت في زيّ
عصابات قمعية، أو خيار الموت،
عن طريق عصابات القهر والموت
السياسية الاستبدادية الفاسدة كلا.. ليست الشعوب أبداً هي الطرف الذي يقف أمام
"خيارات الموت" في قبضة
المستبدين ما بين تصعيد القمع
الإجرامي الدموي بذريعة مواجهة
الثورة ضدّ الاستبداد..
واستمرار الاستبداد الفاسد
الإجرامي الدموي لو غابت ذريعة
الثورة ضدّ الاستبداد إنّ أخطبوط الاستبداد والفساد والقمع
والإجرام هو من يقف بين خيارات
سقوط وسقوط.. بين الهروب
والتنحّي والترنّح والهلاك. انتهى أمركم أيها المستبدون.. طويت صفحة تحمل من سواد عهدكم وعُقْم
سياساتكم –لو كانت سياسات حقا-
ما جعل منها سرابيل من قطران،
يستحيل عليكم الإفلات من
أثقالها انتهى أمركم أيها المستبدون.. فدموية حكمكم الآثم ألهبت وقود الثورة
على استبدادكم، فكفّوا عن إضافة
مزيد من الوقود ومن الآثام إلى
آثامكم، وإضافة مزيد من الدماء
التي تلوّث البقية الباقية من
وجوهكم وقد جفّ ماؤها، وإضافة
مزيد من الحناجر التي تردّد
مزيدا من اللعنات من بين أيديكم
ومن خلفكم.. رغم الصمم المتوارث
في آذانكم. انتهى أمركم أيها المستبدون.. لئن عجزت قوى الهيمنة الدولية أن تمسك بمن
سبقكم على منحدر السقوط،
فاعلموا أنها لن تمسك بكم أيضا،
ولن تمسك بكم قوى محاوركم
الإقليمية، الأضعف والأعجز
أمام إرادة الشعوب. لئن عجزت أجهزة القمع في تونس ومصر واليمن
وليبيا، وأجهزة التضليل
والمناورة والمقامرة في تونس
ومصر واليمن وليبيا، عن إنقاذ
مستبدّين، سقطوا من قبلكم، أو
هم على وشك السقوط، فلن يجيركم
من السقوط ما تستندون إليه أنتم
من أجهزة قمع وتضليل ومناورة
ومقامرة.. مهما حسبتم أنفسكم
أقدر من سواكم على إتقان القمع
والتضليل والمناورة والمقامرة. انتهى أمركم أيها المستبدون.. تذكّروا إن شئتم ما كان فيما ترونه ثورات
فرنسية وبلشفية وأمريكية، وكيف
عاملت تلك الثورات المستبدّين
من قبلكم، قتلا وسحلا، عساكم
تستشعرون أنّ في هدير شعبكم
الثائر بعضَ الإشفاق وهو يزأر
في وجه كل منكم واحدا بعد الآخر..
مكتفيا –حتى الآن- بكلمة: اِرحل.. ومن العسير أمام ما تصنعون القول: إنكم
تستحقّون الإشفاق!.. إنّما هي الشعوب الأبية الثائرة على
انحطاط استبدادكم، الشعوب
الواعية المتحضرة رغم همجية
قمعكم، الشعوب التي تعرف –من
دونكم- ما معنى كلمة القيم، ما
معنى كلمة الإنسانية، ما معنى
كلمة العفو.. حتى على من لا
يستحقّون العفو، وتعلم أيضا
أنّها إن أفلتتكم من عقابٍ
تستحقونه في هذه الحياة الدنيا،
فلن تفلتوا من العقاب الأعظم
والأنكى والأبقى في الآخرة. انتهى أمركم أيها المستبدون.. فارحلوا!.. ارحلوا قبل أن تغلق أبواب الرحيل في
وجوهكم.. قبل أن يتخلّى عنكم مستبدّون آخرون، ما
زال يُحتمل أن تلجؤوا إليهم
فرارا من شعوبكم، وربما تبقون
في كنفهم ردحاً من الزمن، إلى أن
يحين وقت فرارهم هم من ثورات
شعوبهم.. ما لم يستبقوا الثورات
بالهروب أو التنحّي.. أو بتغيير
جذري شامل لم تملكوا الجرأة على
مثله.. حتى أضعتم على أنفسكم
فرصة النجاة من السقوط. ==================== إياد الدليمي ما زلت أتذكر وجهه المبتسم دوماً والهادئ
دائماً، وأتذكر جيداً بنطاله
الجينز وأناقته وعطره الفواح،
وأيضاً أتذكر حديثه عن الشام
ودمشق وحماة وحمص، ذاك صديقي
السوري الذي كان يحلم بأن لا
يموت بعيداً عن الشام وأرضها،
وهو الذي تركها صغيراً عقب
مجزرة حماة عام 1982. رافقته ثلاثة أعوام، في المرحلة
الجامعية، وأعواماً أخرى
بعدها، كان لا يترك فرصة إلا
يستغلها للحديث عن حنينه إلى
بلاده، سوريا، رغم أنه هاجر
منها صغيراً، ورغم أنه لا يكاد
يتذكر منها إلا بعض المشاهد،
ولعل أصعبها وأكثرها إيلاماً
على نفسه، مشهد مغادرته مع
أسرته لمدينة حماة، مشهد كثيراً
ما كان يقاربه سالم الأحمد
بمشهد تشريد الفلسطينيين من
أرضهم على يد العصابات
الصهيونية. ومثله مثل كثير ممن غادر سوريا عقب أحداث
1982، لم يتمكن من رؤية مسقط رأسه
ودارهم التي لم يأخذ من صورتها
معه سوى بقايا دار بعد أن تعرضت
لقذيفة صاروخية أكلت جزءاً منها
وأخذت معها خاله الذي تناثرت
أشلاؤه ودفن هناك بأرض سوريا
قبل أن تغادر العائلة صوب
العراق. لقد اضطر الآلاف من السوريين إلى مغادرة
بلادهم عقب أحداث 1982، مغادرة
كانت تختلف عن أية مغادرة أخرى،
فهي تحمل من الألم والذكريات
المريرة الشيء الكثير، ناهيك عن
الخوف الذي ظل ملازماً للكثير
من تلك العائلات حتى وهي في
غربتها ومهجرها، فأعوان النظام
استهدفوا العديد منهم وحاصروهم
وضيقوا على عيشتهم. الاغتراب الذي عاشته الآلاف من الأسر
السورية عقب أحداث حماة لا يشبه
أي اغتراب آخر، فلقد منعوا من
دخول بلدهم، بل إن الكثير منهم
أسقطت عنهم الجنسية السورية،
وآخرون احتاجوا لسنوات قبل أن
تسمح لهم السفارات السورية
بمراجعتها لاستصدار شهادة
ولادة أو تجديد جواز سفر. أغلبهم بقي يعيش على الذكرى، يعيش على تلك
الأمنية في العودة، بعضهم قضى
نحبه وهو يؤمل النفس برؤيته أرض
الشام قبل الممات دون جدوى،
رحلوا وورّثوا الأبناء الحنين
لأرضهم ووطنهم، رحلوا وحملوهم
أمانة العودة، وصور البيت
القديم وداليات الكروم وأزقة
الشام العتيقة، وحكايا الموت
الذي كان يسير في الشوارع، يطرق
الأبواب، يخطف من دقت ساعته
ويمهل آخرين ليموتوا رعباً. كان أكثر ما يؤرق صديقي سالم هو الشعور
بأن لا أمل في العودة، قال لي
ذات مرة: «أنا أغبط الفلسطينيين
أشعر أن لديهم أملاً بالعودة،
أمل يتوارثونه، أما نحن فلا أمل
لنا، سنبقى نحلم برؤية أرضنا،
سنبقى نعيش على بقايا صور، ولكن
لا أمل بالعودة». الشعور الطاغي لأغلب السوريين الذين
أرغموا على ترك ديارهم بعد
أحداث حماة هو أن العودة في ظل
هذا النظام مستحيلة، بل إن أقصى
أماني بعضهم كانت هي الذهاب إلى
أرض بلادهم بجوازات سفر أجنبية
أو حتى مزورة لمن كان يمتلك
قلباً شجاعاً ومجازفاً، أما أن
تفتح لهم أبواب دمشق ولسان
حالها يقول «أهلاً أيها
الأبناء، طالت غيبتكم.. تفضلوا»
فذاك كان الحلم عينه. في ظل تنامي حالة الثورة لدى قطاعات واسعة
من أبناء الشعب السوري، وفي ظل
العنف الوحشي للنظام هناك، فإن
ساعة العودة للآلاف من السوريين
تبدو أنها قد دنت. لا أدري أي إحساس سيحمله صديقي سالم وهو
يرتب حقائب العودة؟ أي شعور
يمكن أن يخالج نفس إنسان عاش
مجبراً على البعد عن وطنه وهو
يسمع أن ساعة العودة قد حانت؟ أصعب ما يمكن أن يمر به المرء هو شعوره بأن
العودة إلى أرض الوطن صعبة، ولا
أقول مستحيلة، فالشعور
باستحالة العودة يمكن أن يقتل
الإنسان. الوطن لا يمكن أن يختزل بأرض وناس ونظام
ومشاهد هنا وهناك، الوطن جزء من
إيمان الإنسان، جزء من كيانه
وشعوره، حنينه وذكرياته، مرابع
صباه وشبابه، أم وأب وأخ وأخت
وصديق ومدرسة وشارع ونهر ونخل،
الوطن نسيج من يوميات لا تنتهي،
فما أصعب أن تجبر على البعد عنه. ستعود يا صديقي، أنت وكل أولئك الذين
عاشوا على الحنين والحلم، ستعود
وستكحل عينيك برؤية أمك، الأرض
التي عانقتها في أولى لحظات
الحياة، وستعانقها مودعا مرة
أخرى، ستعود، ولن تبقى الشام
بعيدة عنك مهما قربت، كما كنت
تخاطبها من بغداد، ستعود وتكلل
جيدك بغار زيتونها، فأنت ابنها،
ابنها وحسب. سالم صديقي الذي تركته في العراق، وآخر
لقاء لنا كان قبل بدء العدوان
الأميركي عام 2003، منذ ذلك
التاريخ لا أعرف عنه شيئاً،
فكما هو ابتعد عن أرضه، ابتعدت
أنا أيضاً عن جرحي، أرضي العراق.
===================== كلام في الخيار السلمي
والتدخل الأجنبي بدرالدين حسن قربي لقد بات مؤكداً أن الشعب السوري قد حسم
خياره السلمي من خلال مظاهراته
الاحتجاجية بإسقاط النظام الذي
فقد شرعيته بإعلانه الحرب
الرسمية على شعبه والتي أنتجت
حتى الآن عشرة أضعاف مثيلاتها
في اليمن من حيث أعداد القتلى،
وأضعاف ذلك في الإصابات بل
وأكثر من عشرة آلاف من
المعتقلين، كما بات مؤكداً أن
خيار السوريين والمعارضة بعموم
أطيافها محسوم بعدم الاستعانة
بالخارج أو طلب تدخل أجنبي لما
يترتب على ذلك من آثار وأضرار
مستقبلية. وفي مقابل الخيار السلمي للسوريين يتصرف
النظام بتوحش لامثيل له بما
يرتكب كل يوم من الفظائع وبدم
بارد، ممّا يمكن اعتباره جرائم
حرب، ويبدو أن النظام ماض
وبإصرار الديكتاتوري الفاشي في
معركته لسحق شعبه وإخضاعه مهما
كانت الجرائم وفظائع الهولوكست
التي سوف يرتكبها أمام قرار
شعبي بإسقاطه مهما بلغت
التضحيات. ويبدو أيضاً، أن
الخيار السلمي للشعب الثائر
لابديل عنه، لأن خيار العنف
والقتل محسوم لطرف النظام،
فلايستطيع أحد مواجهته به
ومنافسته فيه، بل هو يتمنّاه
ليخرج من معركةٍ هو الخاسر فيها
والمنهزم ليس أمام شعبه وحسب،
بل وأمام العرب والعالم طالما
طرفها الآخر مظاهرات سلمية
واحتجاجات مدنية. ويبدو لنا
أيضاً أنه رغم مراهنة النظام
على إخراج المظاهرات السلمية عن
سلميتها وفشله في ذلك، لكن
مراهنته لاتتوقف لأنه مازال
يطمح إلى زحزحتها عن ذلك
وإخراجها عن طورها ولو جزئياً
لتكون له مبرراً في القتل، الذي
يتلهف إليه ويتلمظ طمعاً في
إعادة الجماهير المنطلقة إلى
حظيرة الإخضاع والاستعباد. مايلفتنا في المشهد السوري، هو الموقف
العربي الذي يبدو فيه العرب
بعمومهم شعوباً وحكوماتٍ صماً
عن جرائم النظام وفظائعه،
وعمياً عما يحصل لأشقائهم
وبكماً وكأن الأمر لايعنيهم رغم
خطورته، على عكس الموقف الدولي
أوروبياً وأمريكياً الذي وإن
بدا ضعيفاً، وإنما وتيرته ترتفع
قليلاً قليلاً، حتى قال
الأمريكييون بأن استمرار
النظام السوري في القمع قارب
على استنفاد شرعيته، وكأن مواقف
الجميع تتيح الفرص للنظام
لتقديم حلوله والخروج من مأزقه،
والذي بدا بدوره أيضاً حتى
اللحظة أنه عاجز سواء بالحل
الأمني الذي اختار الابتداء به
بسببٍ من طبيعته المتعجرفة
والمتغطرسة والذي بدا عدم نفعه
بعد أكثر من عشرة أسابيع، أو
الحل السياسي المتأخر جداً وبعد
فوات الأوان. وعليه، فبدلاً من
أن يختار الرحيل وقد فشلت
حلوله، فإنه آثر فيما يبدو
لصلفه أولاً وطبيعته الأمنية
والشمولية ثانياً، العودة إلى
رفع وتيرة الحل الأمني بالإمعان
بالقتل ومضاعفة سفك الدماء،
ظناً منه أن ذلك ينجيه، وهو
ماتبدّى واضحاً في جمعة أطفال
الحرية، وهي عودة إلى حلٍ معناه
بوضوح أن التدخل الأجنبي قادم
على يد النظام نفسه، بما تقترف
يداه من جرائم تهز الضمير
الإنساني. إننا نراهن حقيقة على وعي شعبنا وصبره
بمحافظته وإصراره على خياره
السلمي مهما رفع النظام السوري
من وتيرة سفك الدماء والمشاهد
اللاإنسانية الموغلة في التوحش
والبجاحة، لترك النظام ومعه
مؤيدوه من عديمي الحياء والنخوة
من المقاومين والممانعين
والمناضلين على حساب دماء الشعب
السوري الأبي وكرامته والإبقاء
عليهم في طريق مسدودة، وهو رهان
نجح فيه السورييون بعفوية فطرية
أصيلة في تجاوز أفخاح النظام في
العنف والطائفية. كما أننا على
قناعة بأن التدخل الأجنبي على
الأبواب، ليس برغبةٍ من
الثائرين السوريين أو طلبٍ من
المعارضين في الخارج بل بسبب
خيار النظام الأسدي نفسه الممعن
في القتل والتعذيب والاعتقال
الذي سوف يضع النظام الدولي
بجملته أمام حرج كبير من
مسؤوليته الإنسانية فيما
يُرتكب من جرائم ، أو أنه يقدم
له بممارساته ومذابحه فرصته
للتدخل. ومن ثم فإذا كان المتظاهرون المسالمون
يرفضون التدخل الأجنبي
ولايملكون الأخذ على يد النظام
بمنعه من قتل شعبه، وإذا كان
المعارضون أكدوا على رفض التدخل
الأجنبي والدولي في مؤتمراتهم
ولقاءاتهم الأخيرة ، وإذا كان
النظام السوري يزعم ذلك أيضاً،
فإن هذا معناه أن الجميع يلتقون
على رفض التدخل الأجنبي. ولكن
إذا كانت ممارسة العنف بالتنكيل
الجماعي والقتل وإراقة الدماء
تستدعي تدخلاً دولياً وقد يكون
عسكرياً، فإن هذا معناه أن
النظام السوري باستمراره في
ممارساته القمعية وجرائمه في
قتل الأطفال والنساء والشيوخ
والشباب، يدفع في هذا الاتجاه
وبقوة وإن زعم خلاف ذلك، وعندها
يطمئن أنه قد قلب البلد عاليها
سافلها، وأنه لم يترك السلطة
إلا بعد تخريب وتدمير وطن، طالب
شعبه بالخلاص منه وإسقاط نظامه. ========================= النظام الشبيحي في جسر
الشغور مرة أخرى بقلم: د أحمد بن فارس السلوم أكاديمي ومعارض سوري في أوائل الثمانينات من القرن الماضي
اقتحمت القوات الخاصة السورية
بلدة جسر الشغور التابعة
لمحافظة إدلب، وعاثت فيها قتلا
وسلبا.. خمس وعشرون طائرة عمودية محملة بالجنود
بقيادة علي حيدر تولت مهمة
الانتقام من هذه البلدة لأن
مجموعة من الطلاب - من تيارات
مختلفة - خرجوا في مظاهرة سلمية نددوا فيها
بالنظام الحاكم آنذاك.. - فقط في سوريا ثقافة قمع المتظاهرين تورث
كابرا عن كابر - ارتكبت تلك الوحدة مجزرة بحق هؤلاء
فقتلوا مَن قتلوا وعذبوا من
عذبوا وأحرقوا من أحرقوا ثم
دفنوا أكثر من خمسين قتيلا في
مقابر جماعية.. ثلاثة أيام فقط أسفرت عن مجزرة بحق جسر
الشعور .. واليوم تعود جسر الشغور إلى الواجهة من
جديد، تماما كما عادت أختها
الكبرى حماة الموتورة من قبلها. بدأ الحدث هذا الأسبوع في جسر الشغور
عندما خرج مجموعة من المتظاهرين
السلميين ليقابلهم الأمن
والشبيحة باطلاق النار، فيقتل
ويجرح من أهل جسر الشغور العشرات، وفي اليوم الثاني
خلال التشييع واجه المشيعون من
قتلهم بالأمس: رجال الأمن
والشبيحة، اطلقوا عليهم النار..وهكذا
دواليك.. ثم يأتي دور الأبواق أو ما سمي بشبيحة
الإعلام ليبرروا القتل بوجدود
مندسين ومسلحين وإرهابيين
وهكذا دواليك.. سيناريوا للقتل يتكرر كل يوم في بلدي.. المجازر في سوريا مستمرة لسببين: الأول: (الفكر الشبيحي) الذي يسيطر على عقل
النظام، فهو لا يعرف غير القتل
والضرب ومنطق الشبيحة في كل
شيء، فهو نظام شبيحي في القتل
والسلب والنهب ونظام شبيحي في الحوار والنقاش، ونظام
شبيحي في الإعلام وفي جميع
جوانب الحياة. الثاني: عدم وجود رادع لهذا (الفكر
الشبيحي) والرادع إما داخلي -
وهذا مفقود لدى النظام الشبيحي،
هيهات له به، فكونه نظاما
شبيحيا فهذا يعني أنه لا ذمة ولا
مبادئ-. وإما خارجي. وهنا أقول المعنيون - من خارج النظام
الشبيحي - بهذه الجرائم ثلاثة: الأول: الشعب السوري: وهو اختار سلمية
الثورة، ظنا منه أن النظام
سيُقَدّر ذلك، ولكن الفكر
الشبيحي لا يفهم مثل هذا السمو!! ليس للشعب الآن خيار غير سلمية الثورة،
وأقدر صعوبة هذا الخيار، وحجم
التضحية التي ستبذل في سبيل
ذلك، ولكن هذا قدرنا..وهذا
خيارنا.. الشعب السوري ثار، ولن يرجع في ثورته مهما
كلفه ذلك، فهو شعب إذا استيقظ لا
حدود ليقظته.. الثاني: العالم الدولي: وموقفه أقل ما
أصفه به أنه متخاذل..لا ينهض
لحجم القتل والإفساد الذي تتعرض
له بلادي.. النظام الشبيحي لا مبادئ له ولا ذمة، لذلك
هو مستعد للمفاوضة على كل شيء،
وبكل شيء، والعالم الغربي تسيره
أطماعه، وتقوده مصالحه، ولذلك
لا أستغرب أن يتواصل القتل في
شعبي كل يوم إلى هذه الدرجة دون
أن نجد موقفا غربيا صلبا مع
النظام يوازي هذا القتل الذي
يقع على شعبي. لست يائسا من العالم الغربي ففيه أحرار
ومدافعون حقيقيون عن حقوق
الإنسان، ولكن إلى الآن لم نجد
ما يبل الصدى!! والثالث: الموقف العربي ، وهنا لا أدري
ماذا أقول عن الجامعة العربية
وعن الدول العربية التي بعضها
متواطئ مع النظام على قتل شعبي،
يتحمل كفلا مما يحصل في سوريا. وبعضها ساكت كأنه غير معني بهذه الدماء
ولا بهذه الأمة. العالم العربي مغيب تماما عما يحصل في
سوريا، وإن حضر فغيابه خير من
حضوره.. التعويل في مكافحة هذا (الفكر الشبيحي )
وفي إيقاف هذه المجازر في سوريا
أولا وأخيرا على الله عز وجل
وحده، والشعب السوري يدرك ذلك
تماما، وهتافات الثوار
وشعاراتهم في مظاهراتهم أقوى
دليل على التجائهم إلى الله عز
وجل وتوجههم إليه، ولن يضيع
الله سعيهم، ولن يخيب أملهم،
وهذا ظننا فيه سبحانه، وهو
سبحانه وتعالى قال لنا: إنا عند
ظن عبدي بي.. ثم التعويل بعد ذلك على شعبنا الأبي، على
قومته قومة رجل واحد في جميع
القرى والمدن، على هبّته لنصرة
بعضه بعضا، على جعله همّ
التحرير هما مشتركا، وهدفا
ساميا. استمرار شعبنا بالتظاهر والصبر على
التضحية صمام أمان الثورة،
ومبيد (الفكر الشبيحي). في الدرجة التي بعد ذلك يأتي دور الموقف
العالمي وهنا على الإخوة
السوريين المقيمين في الغرب دور
كبير في التأثير على الرأي
الغربي وعلى صناع القرار فيه. للمعارضة في الخارج دور مهم، لا يقل عن
دور الإخوة الثوار في الداخل،
يجب عليهم تفعيل إقامتهم في
الغرب - وفي غيره - بما يخدم
القضية، وتقديم ما يحصل في
سوريا على حقيقته، كي يعلم
العالم خبث هذا النظام القذر،
ودمويته التي لم تشهد مثلها
الألفية الجديدة. (الفكر الشبيحي) داء سرطاني في جسد الأمة
يجب علينا مكافحته مهما كلفنا
ذلك، والسرطان لا يمكن التعايش
معه، ولا تصح به الأبدان، لا
ينفع فيه غير الاستئصال.. وقد أدرك السوريون ذلك والحمد لله. ======================= بلال حسن التل تعيش أمتنا هذه الأيام, الذكرى الرابعة
والأربعين لهزيمة حزيران سنة
ألف وتسعمائة وسبعٍ وستين. ورغم
فداحة الهزيمة, التي نزلت على
الأمة كالصاعقة, مبددة آمالها
بزوال إسرائيل, وتحرير الأرض
المغتصبة, فبدلاً من ذلك سقطت
القدس بكل ما تجسده من قيم دينية
وحضارية, بيد العدو الصهيوني,
الذي احتل في حرب حزيران مزيداً
من الأراضي العربية حتى خارج
فلسطين التاريخية. رغم فداحة النتيجة المباشرة لعدوان
حزيران 1967م والمتمثل باحتلال
إسرائيل لمزيد من الأراضي
العربية وفي مقدمتها القدس فإن
ذلك لم يشكل الانتصار الحقيقي
لإسرائيل, خاصة على الصعيد
العسكري حيث نظن أن ما جرى في
حزيران كان آخر الانتصارات
العسكرية الحاسمة للعدو
الصهيوني. ذلك انه بعد الخامس من
حزيران 1967. لم تحقق إسرائيل
انتصاراً عسكرياً حاسماً
واحداً على أمتنا. على العكس من
ذلك فإن الكفة العسكرية صارت
تسير على غير هوى إسرائيل. فبعد
الخامس من حزيران انطلقت الثورة
الفلسطينية مدعومة من جماهير
الأمة, رافضة الاعتراف بالهزيمة
والاستسلام لنتائجها. مما انعكس
في لاءات الخرطوم الثلاثة التي
تبناها النظام الرسمي العربي: (لا
صلح, لا اعتراف, لا مفاوضات). وعلى الصعيد العسكري أيضاً, وبعد اقل من
عام على هزيمة حزيران, وقعت
معركة الكرامة التي مني بها
الجيش الإسرائيلي, بهزيمة غير
مسبوقة في تاريخه العسكري, وهو
بعد في نشوة انتصار حزيران.
فتمزقت بعد معركة الكرامة
أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وتعاظم وجود المقاومة الشعبية
عبر فصائل الثورة الفلسطينية.
وفي هذه الأثناء اندلعت حرب
الاستنزاف على الجبهة المصرية.
ثم وقعت حرب رمضان عام ألف
وتسعمائة وثلاثة وسبعين. ومثلما مزقت معركة الكرامة أسطورة الجيش
الذي لا يقهر, أنهت حرب رمضان
أسطورة خط بارليف. ومنعت
إسرائيل من تحقيق حسمٍ عسكري
لمصلحتها. وظلت المقاومة تتصاعد
في الأمة فدخل عامل جديد وحاسم
إلى الميدان العسكري المقاوم
وهو الإسلام الذي عاد ليلعب
دوره في الصراع حول فلسطين, من
خلال المقاومة الإسلامية في
لبنان ممثلة بحزب الله, الذي
أرغم إسرائيل ولأول مرة في
تاريخها على الانسحاب المذل,
وغير المشروط, من أراضٍ عربية
تحتلها. وصولاً إلى جدع أنف
العدو الإسرائيلي في عدوانه على
لبنان في تموز 2006. مثلما صار
الإسلام عنصراً حاسماً ومكوناً
أساسياً من مكونات المقاومة
الفلسطينية من خلال حركة الجهاد
الإسلامي, وحركة حماس
وعملياتهما النوعية. وصولاً إلى
الانجاز النوعي بمنع العدو
الإسرائيلي من تحقيق أهدافه من
العدوان على غزة عام 2009. ليثبت
ذلك كله ان المقاومة الشعبية
والشعب المسلح هما الطريق
لتحرير فلسطين واجتثاثها من
الوجود. إذن فعلى الصعيد العسكري لم يكن انتصار
حزيران 1967, انتصاراً حاسماً
للعدو الإسرائيلي. لأن إرادة
القتال والمقاومة لم تنكسر عند
أبناء الأمة, خاصة على مستوى
الجماهير. ولعل هذه هي الحقيقة
التي انتبه إليها العدو
الإسرائيلي وحاضنته الغربية,
بقيادة الولايات المتحدة
الأمريكية, فانصبت جهودهما –
أعني إسرائيل وحاضنتها – على
كسر إرادة القتال والمقاومة لدى
الأمة, انطلاقا من السعي لشطب
فكرة المقاومة وثقافتها التي
صارت هدفا مركزيا للعدو. سعى إلى
تحقيقه عبر كل الطرق والوسائل
المشروعة, وغير المشروعة. وفي
هذا الإطار تم أولاً دفع الرئيس
المصري الأسبق أنور السادات إلى
رفع شعار كسر الحاجز النفسي مع
العدو الإسرائيلي, الذي ذهب تحت
غطائه إلى الكنيست الإسرائيلي,
لتنطلق بعد ذلك عملية ما سمي
بسلام الشجعان, الذي جرّ على مصر
ومن خلفها الأمة كلها هذا
الهوان. فبسبب هذا السلام الذي
صار خياراً استراتيجياً وحيداً
للنظام السياسي العربي, فتحت كل
أبواب العواصم العربية, أمام
العدو الصهيوني, سراً وعلانية.
وصارت مكونات النظام السياسي
العربي لا تقف عند حدود التباري
على خطب ود إسرائيل, بل صارت هذه
المكونات تتبارى على التماهي في
المخططات الإسرائيلية, حتى ولو
كان في ذلك دمار لأجزاء من
جغرافيا الأمة, ونظامها السياسي.
حدث هذا في العراق, ويحدث الآن
في سوريا وليبيا. ففي ظل ثقافة
السلام التي انتشرت في صفوف
الأمة حققت إسرائيل وحاضنتها
الغربية هزيمة أمتنا النفسية
والحضارية وهي اشد واخطر من
الهزيمة العسكرية التي لحقت
بالأمة في حزيران ففي ظل ثقافة
السلام صارت الاستعانة
بالأجنبي مقبولة. وصار الوجود
العسكري مبرراً في بلادنا وصار
العداء لإسرائيل يستبدل بعداء
بين أبناء الأمة الواحدة. تارة
بحجة مذهبية وأخرى حماية
للديمقراطية وحق الشعوب
بالتعبير عن إرادتها. إلا إذا
تعلقت هذه الإرادة بفلسطين
وتحريرها والمقاومة وحمايتها.
فقد صار الوجود الإسرائيلي
مقبولاً ومقاومته إرهاباً. وصار
النَيْلْ من سوريا لحساب
إسرائيل هدفا. كل ذلك بتمويل
وإسناد من النظام الرسمي العربي,
تحت مسمى دعم الربيع العربي.
الذي صار يزهر بدماء أبنائه في
ليبيا أو سوريا أو اليمن لتنام
إسرائيل هانئة. بعد أن تكفل بعض
العرب ببعضهم الآخر, في أوضح
صورة لموات فكرة الأمة ولبروز
العصبيات الإقليمية, والجهوية
والعرقية والمذهبية. فالهدف
النهائي هو أن تصير إسرائيل
الكنتون الأكبر في المنطقة. بعد
تقسيم المقسم وتجزئة المجزء من
بلاد العرب. كما يجري في السودان
ويلوح في أفق ليبيا ويجري
التحضير له في مصر وغيرها. إن المتأمل في الواقع العربي, يدرك ان
الخطر الحقيقي الذي تواجهه
الأمة اليوم, ليس هو الخطر
العسكري. فما زال في الأمة من
يضع يده على الزناد لمواجهة
إسرائيل. لكن الخطر صار في
الذهنية التي تعتبر هذا الذي
يضع يده على الزناد لمقاومة
إسرائيل خارجاً على القانون,
يُقَدَم للمحكمة. تماماً مثلما
يحدث لكل من يحاول دعم صمود
أبناء غزة والضفة الغربية. فقد
صارت مقاومة إسرائيل إرهاباً
يجب أن يُحارب وان يمثل من
يمارسه أمام المحاكم العسكرية. إن الانتصار الحقيقي الذي حققته إسرائيل
وحاضنتها الغربية, هو ذلك الذي
أنجز على صعيد تدمير البنية
الفكرية والثقافية للأمة
والمبنية على المقاومة ورفض
الاحتلال ومن يدعمه, أو من
يتعامل معه. وقد كانت البداية
عندما نادى أنور السادات بكسر
الحاجز النفسي بين أمتنا
وإسرائيل لتشرع مسيرة سلام
الشجعان أبواب الأمة نوافذها
لكل أدوات تخريب منظومتها
الفكرية, عبر إنشاء ودعم وتمويل
آلاف مراكز الدراسات والجمعيات
والصحف والمجلات والفضائيات
التي كرست لاستبدال ثقافة
المقاومة بثقافة الاستسلام
واستبدال فكرة الأمة بفكر
الشعوبية. والاعتزاز بالانتماء
للعروبة والإسلام بالذوبان في
العولمة وثقافة "الجينز" و"الهمبورغر"
واستبدال اللسان العربي الفصيح
بمفردات (العربتيري) في أبشع
تجليات الهزيمة الثقافية
والحضارية للأمة التي آن الأوان
أن يلتفت عقلاؤها لإنقاذها عبر
عملية تربوية فكرية شاملة
تعيدها إلى ذاتها أولاً وتخلصها
من هزيمتها الحضارية وعندها
سيكون درب الانتصار العسكري
معبداً أمامها. ==================== نبض الحياة .. التنافس
على قتل الابرياء عادل عبد الرحمن بالامس شهدت أكثر من جبهة إحياء ذكرى
النكسة الرابعة والاربعين
لهزيمة حزيران / يونيو 1967. كانت
اشدها قتلا وإيلاما بحق
المواطنين العرب والفلسطينيين،
جبهة الجولان، حيث سقط قرابة
الخمسة والعشرون شهيدا، وما
ينوف على الاربعمائة والخمسين
من الجرحى برصاص جيش الارهاب
الصهيوني البغيض. كما شهدت جبهة
حاجز قنديا مواجهات بين
والمواطنين العزل وجيش
الاحتلال والعدوان الاسرائيلي،
بلغ عدد الاصابات ما يزيد على
السبعين مواطنا فلسطينيا، كما
شهدت العاصمة الفلسطينية القدس
الشرقية مواجهات، وكذلك في
الجلمة محافظة بيت لحم، فضلا
عما شهدته الحدود الاردنية
الاسرائيلية من حشود للجماهير
الاردنية - الفلسطينية لاحياء
المناسبة. أما على الحدود
اللبنانية فمنعت الحكومة وحزب
الله اية مظاهرات، غير ان ذلك لم
يلغِ الفعاليات والانشطة
المختلفة في المخيمات والعاصمة
بيروت لاحياء ذكرى النكسة. غير ان ما استوقف المراقب، هو دفع النظام
السوري للاجئين الفلسطينيين
واقرانهم من المواطنين
السوريين لاحياء ذكرى النكسة
للمرة الثانية في أقل من شهر (الاولى
مناسبة احياء النكبة الثالثة
والستين) وذلك لتحقيق اكثر من
هدف بحجر، اهمها، التغطية على
الجرائم السورية بحق ابناء
الثورة الشعبية السورية
المطالبة بتغيير النظام، وحرف
الانظار عما يجري في الداخل
السوري. الثاني، الايحاء
للمواطنين العرب السوريين
واللاجئين الفلسطينيين، ان
النظام السوري "فعلا نظام
ممانعة". في محاولة للالتفاف
حقائق الامور، التي تؤكد ان
النظام السوري، ليس أكثر من
نظام حماية لاسرائيل، ممنوح كرت
بلانش من قبل الولايات المتحدة
وإسرائيل برفع دوز الخطاب
السياسي ورفع الشعارات البراقة
الديماغوجية، للتغطية على
مهمات النظام العبثية. وثالثا
للتغطية على اهداف الثورة
الشعبية، وخلق حالة من البلبة
والارباك بين القوى السياسية
والمجتمعية السورية والعربية
حول طبيعة النظام القائم.
لاسيما وان هناك قوى لاعتبارات
خاصة بها في الداخل السوري وفي
المحيط العربي، تدافع عن
النظام، وبعضها كما حزب الله
وبعض الفلسطينيين يشارك مع
اجهزة القمع السلطوية في قتل
ابناء الثورة السورية. لكن المتابع لسياق تطور العملية الثورية
في سوريا الابية، لاحظ اول امس
يوم إحياء النكسة الحزيرانية
الكارثية، ان عدد الشهداء الذين
سقطوا على يد جلاوزة النظام
السوري أكثر من الذين سقطوا على
يد قوات جيش الاحتلال
الاسرائيلي في جبهة الجولان،
حيث بلغ عددهم ما ينوف عن ال( 38)
شهيدا، جلهم من محافظة إدلب
وحماة، هذا بالاضافة لمئات
لعشرات الاصابات. وكأن هناك
تنافس بين القيادتين
السياسيتين والاجهزة الامنية(
الاسرائيلية والسورية) على من
يقتل أكثر من الابرياء العزل
على الجبهتين. الامر الذي يدلل
على القاسم المشترك بينهما دون
ضرورة للاعلان المباشر عن ذلك،
هو، قتل روح التحرر والانعتاق
في اوساط المواطنين العرب حيثما
كانوا، من انظمة الفساد
العربية، حليفة كل الاحتلالات
للارض العربية وفي مقدمتها
الاحتلال الاسرائيلي البشع. ومع الفارق بين
العمليتين بالمعنى الشكلي، غير
انهما الثورة الشعبية السورية
المطالبة باسقاط النظام
وفعاليات إحياء النكسة عميقتا
الترابط والتكامل. لان نجاح
الثورة العربية في سوريا بإسقاط
النظام كما حصل في مصر وتونس،
وكما سيحدث في واليمن وليبيا،
يعني مباشرة تحرر الشعوب
العربية من أنظمة الاستبداد
والفساد المتواطئة مع المحتلين
بشكل علني او غير ضاهر، ونشر
الحريات الاجتماعية الخاصة
والعامة، وبناء الدولة المدنية
لكل مواطنيها، وهذا يشكل
المقدمة الطبيعية للانعتاق من
كل اشكال الاحتلالات وفي
مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي،
وتحقيق اهداف الشعب العربي
الفلسطيني. ورغم القناعة الراسخة لكل ذي بصيرة، ان
النظام السوري، هو، الذي سمح
للمواطنين واللاجئين
الفلسطينيين في مخيمات سوريا
بالوصول للجولان المحتل للمرة
الثانية، مدفوعا بغريزة
الاستهبال لاستثمار المواجهة
مع جنود الاحتلال الاسرائيلي في
قرية مجدل شمس او غيرها من القرى
الحدودية ضد الثورة في الداخل
السوري. فإن الواجب يملي على
ابناء الشعب الفلسطيني إستثمار
هذا المناخ المفروض على النظام
لتكريس تقاليد كفاحية جديدة
تؤصل لحق العودة للاجئين
الفلسطينيين، ولكن دون تقديم
ضحايا مجانية برصاص الاحتلال
الصهيوني، وإيجاد ميكنزمات
واليات عمل تعزز نضال فلسطيني
الشتات وخاصة في سوريا، التي
حرمت ابناء الشعب الفلسطيني او
الشعوب العربية وخاصة الشعب
السوري من الاستخدام الامثل
لجبهة الجولان ضد سياسات دولة
الابرتهايد الاسرائيلية. مع
ضرورة الانتباه، الآ تستخدم هذه
الفعاليات في مواجهة الثورة
السورية البطلة، لا بل من
المفترض ان ترفع شعارات سياسية
تؤكد على تلاحم الثورتين
السورية والفلسطينية ضد
الاستبداد والاحتلال. حتى لا
يعطى نظام عائلة الاسد اي فرصة
لاستغلال الكفاح الوطني
الفلسطيني في مواجهة الثورة
السورية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |