ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لجنة
قانون الأحزاب في سورية تسخر من
الشعب السوري محمد
فاروق الإمام سخرت
لجنة حكومية شكلتها السلطات
السورية مؤخرا لصياغة مشروع
لقانون الأحزاب – كما ذكرت
صحيفة الثورة السورية الرسمية
– من الشعب السوري عندما نعتته
قائلة: (أنه لا يوجد لديه ثقافة
سياسية ولا مشاركة للمواطنين في
الحياة السياسية في البلاد). وما
قالته اللجنة بحق الشعب السوري
سبق وقاله السيد الرئيس بشار
الأسد في مقابلة مع بعض الصحف
الغربية قبل اندلاع الثورة
واصفاً الشعب السوري (أنه غير
مؤهل للديمقراطية). وقد
يختلف أو يتفق البعض مع ما تدعيه
اللجنة الحكومية التي كلفت بوضع
مشروع قانون للأحزاب بأن الشعب
السوري يفتقد للثقافة
السياسية، وأن المواطنين
السوريين غير مؤهلين للمشاركة
في الحياة السياسية في البلاد،
والسؤال الذي يطرح نفسه أو يمكن
أن يوجه لهذه اللجنة، إن كان ما
تدعيه هو واقع، وأنا أشك فيه بل
وأطعن فيه: من المسؤول عن جعل
الشعب السوري مغيباً عن الثقافة
السياسية؟ ومن المسؤول عن إقصاء
المواطنين السوريين ومنعهم من
المشاركة في الحياة السياسية في
البلاد؟ وأتمنى على اللجنة أن
تمتلك الشجاعة وتجيب على هذا
السؤال!! ولو
وجه نفس السؤال إلى المواطنين
السوريين بكل شرائحهم
ومكوناتهم وتنوع ثقافاتهم
ودرجات علمهم ومستوى معرفتهم
لجاء الجواب: المسؤول الأول
والأخير هو النظام السادي
الشمولي الذي استأثر بالسلطة
والثروة لنحو نصف قرن، وجعل من
حزب البعث القائد والموجه للشعب
والدولة بموجب المادة الثامنة
من الدستور الذي فصّله على
مقاسه، واختزال الشعب السوري في
جبهة وطنية تقدمية هلامية
لمجموعة من أحزاب صورية لا تملك
أي قواعد شعبية، مهمتها انحناء
الرأس بالموافقة على كل ما يطرح
عليها، وإلغاء الأحزاب
والجمعيات المدنية والإنسانية
والبيئية والثقافية، ومصادرة
كل وسائل الإعلام المقروءة
والمسموعة والمرئية واحتكار
الرأي وإقصاء الرأي الآخر، وحل
النقابات المهنية والحرفية
المستقلة، وإنشاء نقابات
واتحادات ذات طابع فكري واحد
وثقافة فكرية واحدة لا تخرج عن
شعارات حزب البعث وثقافة قادته،
وربط كل ذلك بعدد من الأجهزة
الأمنية التي تحصي أنفاس
المواطنين وتتنصت على نجوى
أفئدتهم وتحاسبهم حتى على زلات
ألسنتهم وتتدخل بمفردات
وخصوصيات حياتهم منذ الولادة
وحتى يواري الثرى أجسادهم، وقد
توالدت أربعة أجيال في ظل هذا
العهد وتربت من خلال مناهج
الدراسة الموجهة منذ الصفوف
الأولى وحتى المراحل الجامعية
العليا على تمجيد ثقافة الخوف
والكراهية والصمت وتأليه رأس
السلطة والولاء لحزب البعث
الشمولي الحاكم الذي يمنع أي
إنسان من القبول في وظائف
الدولة أو إدراجه في قائمة
البعثات العلمية الخارجية إلا
إذا كان بعثياً أو مرضياً عنه من
جهة أمنية أو كان وراءه شخصية
متنفذة في المال أو السلطة، ومن
لا تنطبق عليه هذه المواصفات
عليه أن يتجرع مرارة الذل
والهوان والانغماس في عمل لا
يناسب كفاءته أو اختصاصه، فكم
كنا نشاهد أحدهم يعمل وراء
صندوق تلميع الأحذية وقد وضع
نسخة من شهادته العلمية على
واجهة ذلك الصندوق وقد كتب
تحتها بخط واضح ملفت للنظر: (بويجي
مثقف)، وقس على ذلك العديد من
المهن الأخرى: (باطونجي مثقف..
بائع خضار مثقف.. سباك مثقف..
فلاح مثقف.. حمال مثقف.. مدهن
مثقف.. أجير مثقف.. كنترول مثقف..
مكيس حمام مثقف.. إلخ). وليس ما
ذكرته هو انتقاص من أصحاب هذه
الحرف الشريفة التي لا يخجل
العاملون فيها من الانتماء
إليها كسباً للعيش الكريم،
ناهيك عن (المرمطة) أمام
السفارات العربية والأجنبية
لاستجداء الفيزا وفرص العمل،
والتسكع بالشوارع والسقوط في
الانحراف والرذيلة والجريمة. لقد
غاب عن ذهن هذه اللجنة حقيقة لا
تريد أن تعترف بها عن قصد منها
وعن سابق إصرار، ظناً منها أن
هذا الحزب الشمولي الحاكم
بثقافة الإقصاء والتجهيل التي
انتهجها لأكثر من أربعة عقود
بحق الشعب السوري والمواطنين
السوريين قد آتت أكلها، لقد غاب
عنها أننا نعيش في عالم
الاتصالات التي تحول دون حجب
الحقيقة عن أحد، وأن العالم
أصبح قرية صغيرة يمكن تداول
المعلومة عن أقاصيه ومن أقاصيه
بلحظات بالصورة والصوت، وأن منع
وسائل الإعلام المحايدة
والمستقلة الاقتراب من الحدث أو
تغطيته بات شيئاً من عالم
الماضي، فكل ما يحدث في سورية
اليوم موثق بالصوت والصورة التي
يمكن أن تتناقله وسائل الإعلام
العالمية إثر وقوعه لحظة بلحظة،
وهذا ما جعل النظام يتخبط في شر
أعماله، فيقمع المتظاهرين
السلميين المنادين بالحرية
والكرامة والعدالة بوحشية ما
سبقه إليها أحد، ويحاصر المدن
والبلدات والقرى ويرتكب فيها
الجرائم المشينة التي تقشعر لها
الأجساد، التي حركت الضمير
العالمي من أقصاه إلى أقصاه،
مندداً بهذه الوحشية من القمع
التي يواجه بها هذا النظام
المجرم المواطنين الآمنين
ويروع فيها الأطفال والنساء
والشيوخ، ويجبرهم على الفرار
والالتجاء إلى دول الجوار. لقد
غاب عن ذهن هذه اللجنة أن سورية
قبل أن يفترسها حزب البعث في
الثامن من آذار عام 1963 كانت إحدى
الجمهوريات الديمقراطية التي
تتمتع بوجود أحزاب سياسية
متنوعة المشارب والاتجاهات
تتداول السلطة بشكل سلمي عبر ما
تفرزه صناديق الاقتراع.. وغاب عن
ذهن هذه اللجنة أن سورية كانت
أول ولاية عثمانية تشهد حراكاً
سياسياً متقدما، فقد قامت أولى
الجمعيات السياسية فيها عام 1857
ثم تبعتها العشرات من الجمعيات
المختلفة والمتنوعة الأهداف،
ومن ثم العديد من الأحزاب، وكان
لها العشرات من الصحف والمجلات
والنشرات التي تعبر عن تطلعات
وسياسات هذه الأحزاب
والجمعيات، وكذلك الحال أيام
العهد الفيصلي الذي تميز
بديمقراطية فريدة وقانون حضاري
كفل الحقوق والواجبات لكل الناس
على قدم المساواة، وأتاح للجميع
تشكيل الأحزاب والجمعيات
وإصدار الصحف والمجلات التي
تعبر عن سياسة وتوجهات هذه
الأحزاب والجمعيات بحرية ودون
قيود، حتى بلغت الأحزاب
والجمعيات في تلك الحقبة من
تاريخ سورية الحديث أكثر من
خمسة عشر حزباً وجمعية ونادي
ثقافي، تنطق باسمها أكثر من
عشرين صحيفة ومجلة، وغيرها
العشرات من الصحف والمجلات
المستقلة، وظل بعض هذه الأحزاب
والجمعيات يعمل بصورة علنية أو
سرية بعد دخول الفرنسيين سورية
واستعمارهم لها. هذه
الوقائع تدحض دعاوي السيد
الرئيس بشار الأسد ولجنة
الأحزاب التي شكلها والتي تتهم
الشعب السوري أنه غير مؤهل
للديمقراطية وأنه لا يملك ثقافة
سياسية أو حزبية، وأن المواطنين
السوريين غير مؤهلين للمشاركة
في الحراك الحزبي والسياسي. ========================= ماذا
يعني أن يصبح المواطن السوري
لاجئا ؟! علي
الرشيد كتب
صديقي السوري المقيم في تركيا
على صفحة الفيسبوك الخاصة به مع
بداية حركة لجوء السوريين: "لا
أعرف لماذا دمعت عيناي وأنا
استمع إلى مراسل إحدى القنوات
التلفزيونية وهو يقول : أحدثكم
الآن من أمام مخيم اللاجئين
السوريين في تركيا". والحقيقة
التي أذهلته وأجرت دمع عينيه
ربما تتلخص في المأساة التي
تجتاح بلاده طولا وعرضا وما
يصاحبها من معاناة إنسانية
بالغة تضطر المدنيين اليوم
وبخاصة النساء والأطفال
والشيوخ لدفع ضريبتها الباهظة ..
فبدلا من أن يكون المواطنون
السوريون أعزّة مكرمين في
بلادهم يتحولون بين عشية وضحاها
إلى لاجئين لتركيا وقبلها
الأردن ولبنان بحثا عن ملاذ
آمن، بسبب السياسات الكاذبة
الخاطئة للنظام السوري وتعامله
اللانساني مع شعبه، وهربا من
قسوة عنفه الأمني، وخشية من لظى
حربه التي يصطلي بها، ردا
وعقابا على احتجاجاته السلمية
ومطالباته بكرامته الإنسانية
وحقوقه المشروعة التي افتقدوا
جزءا كبيرا منها، منذ حوالي نصف
قرن، أو أربعة عقود على أقل
تقدير. لقد
كشفت أحداث جسر الشغور عن حجم
الأزمة الإنسانية التي ارتبطت
بحراك الشعب السوري الذي بدأه
قبل ما يزيد عن ثلاثة شهور،
وبنفس الوقت عن حجم مأزق النظام
الحاكم في دمشق .. ولكي يتضح ذلك
بصورة أكثر جلاء ووضوحا نشير
إلى ما يلي: لقد
تحولت مدينة جسر الشغور إلى
مدينة أشباح منذ أن بدأ يتردد
إلى مسامعها عزم السلطات
السورية تسيير حملة عسكرية لقمع
مظاهراتها ، حيث لم يبق من
سكانها الذين يعدون خمسين ألفا
سوى ألف شخص أو أقل، فيما توزع
الباقون بين نازحين ( في مدن
سورية أخرى ) أو لاجئين إلى
تركيا ( حيث تشير الأرقام إلى
وجود أكثر من 5000 لاجئ و 10,000 شخص
ينتظرون على الحدود والأرقام
مرشحة للتزايد)، ولن نتحدث عن
قرى وبلدات محيطة بجسر الشغور
التي عانت هي الأخرى من حركة
فرار مماثلة لنفس الأسباب . ولعل
حركة اللجوء والنزوح
الاستباقية التي اتسمت بهذا
الحجم من الكثافة البشرية تكشف
عن إجراء وقائي قام بها السكان
المدنيون بعد أن سمعوا ورأوا
عبر مقاطع الفيديو تيوب عن
فظائع ما تم في محاصرة واقتحام
محافظات وبلدات أخرى كدرعا
وتلكلخ وحمص وبانياس ، والعقاب
الجماعي الذي طال أهلها وما زال
، وماعاينه الناس قبل ذلك بأم
أعينهم عن كثب من قمع للمظاهرات
وقتل وجرح المئات من المحتجين
واعتقال الآلاف بسببها . كشف
اللاجئون من خلال شهاداتهم عن
حجم الانتهاكات اللإنسانية
التي ترتكبها قوات الأمن و"شبيحة"
النظام وتؤكد على ممارسات لا
تقل فظاعة عما واجهته براءة
الأطفال متمثلة في حمزة الخطيب
وثامر الشرعي ، أوما تعرض له
الناس في مدينة البيضا قرب
بانياس أو باب عمرو بحمص من
إهانات وإذلال تجرد من قام بها
من أبسط معاني الإنسانية
والرحمة كالدوس على الرؤوس
بالأحذية وتعذيب كبار السن ،
وتحدثوا عن حملات الترهيب
للآمنين وحرق المحاصيل والقتل
الذي طال البهائم، وهو ما يجعل
الجناة مكشوفين بالأسماء
والألقاب، وبحيث يصعب عليهم أن
ينجوا من يد العدالة في سوريا
مستقبلا، أو لدى المحاكم
الدولية طال الزمن أو قصر كما
ذاقها غيرهم من الطغاة . كشف
اللاجئون أيضا عن زيف الرواية
الرسمية للأحداث والتي يصر
إعلام النظام وأبواقه عليها مثل
: السكان هم من يطلبون من الجيش
التدخل العسكري في مدنهم وقراهم
لتخليصهم من العصابات، وهنا
نتساءل على سبيل المثال لا
الحصر : كيف يستقيم أن يطلب
السكان ذلك بينما لم يبق في جسر
الشغور عندما وصلها الجيش سوى 10
بالمئة منها في أحسن الأحوال
فيما فر الباقون نجاة بأرواحهم . أكدت
أحداث جسر الشغور عن عدم وجود
عصابات مسلحة كما دأب على ذلك
النظام منذ اليوم الأول
للاحتجاجات، وأظهرت أن ضحايا
الجيش والأمن الذين يحاول
النظام أن يبرر بهم عنفه ضد
المدنيين من المحتجين سلميا في
طول البلاد وعرضها هم في الأغلب
أحد صنفين إما عناصر رفضت
الانصياع للأوامر بقتل
المدنيين من أبناء الشعب فقتلت
بسبب ذلك فورا ، أو عناصر انشقت
عن الجيش وقوات الأمن بعد أن
ضاقت ذرعا بما قاموا به في درعا
وغيرها، وبخاصة أن جزءا منهم هم
من أبناء جسر الشغور وما حولها
فقرروا الانشقاق وحماية
المدنيين من أهليهم وذويهم
وأرحامهم وتأمين خروج آمن لهم ،
كما صرح بذلك المقدم المنشق
حسين هرموش. إن
حركة نزوح ولجوء السكان
السوريين مؤخرا بعشرات الآلاف
ماهي إلا أحدى الإفرازات السيئة
لممارسات النظام في مواجهة
الاحتجاجات الشعبية الآخذة في
التوسع والانتشار ، وهي بقدر ما
تترك من مضاعفات إنسانية على
المدنيين الذي يضطرون لمغادرة
بيوتهم وقراهم ومصادر رزقهم
فإنها تزيد من فضائح النظام
وتعري أكاذيب دعايته على رؤوس
الأشهاد امام شعبه والعالم. يعزّ
على الشعب السوري الذي كان
حاضنا للاجئين من إخوانه العرب
طيلة عقود وبخاصة الفلسطينيين
والعراقيين بسبب سياسات
وتأثيرات استعمارية بغيضة، أن
يصبح الآن لاجئا لدى غيره ، ليس
بسبب محتل اقتلعه وهجّره من
أرضه، وإنما بسبب السياسات
القمعية لمن يحكمه وعدم قبوله
الإصغاء لأشواقه في الحرية
والعدالة . ========================= ستبقى
الثورة سلمية رغم أضاليل النظام جلال
/ عقاب يحيى - الجزائر كنت
حتى وقت قريب أعتقد أنني خبير
بنظام الاستبداد وأعمدته التي
قام عليها، وأعتبرها حجر
الزاوية في كل مراحله، وهي التي
تحتل اهتمامه الأول وشغله
الشاغل .. أعمدة
النظام قامت بالأساس على نهج
القمع وإخراس وتصفية كل صوت
معارض، أو مكمن خطر ولو على
الشبهة، ولو على مزاج الأجهزة،
ولو وفق تقرير يكتبه مخبر مهووس
باع ضميره، وفقد أخلاقه ولم يبق
له سوى الأذى كبقايا سادية فيه .. لأجل
ذلك أقام الأب أجهزة أخطبوطية،
سرطانية وزعها في عديد الفروع
المنتشرة، والمتداخلة المهام،
مطلقة الصلاحيات فدعّمها
بالآلاف من "الموثوقين"
الذين يجري غسيل دماغهم وتنشيفه
ليصبح المواطن هو الهدف والعدو
الأول، وحوّل الحزب البرقع،
والمنظمات الشعبية التبّع إلى
ملحقات بائسة همّها الرئيس، بل
واجبها الأساس كتابة التقارير
بالآخر فيما يعتبر واجباً
وطنياً لا يرقى إليه آخر.. وفوق
ذلك نشر إفساد الضمائر عبر
شبكات واسعة للمخبرين تطال حياة
البشر ويومياتهم وتفاصيل
تفاصيل حركتهم وآرائهم.. فجنّد
معظم العاملين بسيارت الأجرة
والحافلات والنظافة والحراس،
ناهيك عن حوانيت البقالة
والمطاعم والمقاهي وأماكن
تواجد البشر، وغيرها وفي مختلف
المجالات بما فيها الأتراح
والأفراح..وبكل ما تعرفه هذه
العملية من تلوّيث للضمير،
وتسابق بعض الانتهازيين في
تدبيج التقارير ولو كانت
مختلقة، أو تافهة، أو حتى بأقرب
المقرّبين.. وآثارها في بنية
المجتمع، ومشاعر البشر،
وعلاقاتهم، ويومياتهم .. وكان
طبيعياً أن تقام واحدة من أشرس
وأقوى ممالك الرعب في العالم،
وأن يتبجّح أهل النظام بقدراتهم
الخارقة على معرفة دبيب النمل
وحركة النحل، ورصد الطير
الطائر، وكلام عاشق فاشل حائر،
وزوج بائر..وزرع اللواقط في
الجدران والمباهاة بمعرفة ما
يدور في غرف النوم..ومعها الشك
والحذر داخل العائلة الواحدة،
بين الأب وأولاده، والأخ
وأخوته، وأولاد العم، والحارة،
والحضانة، والمدرسة والجامعة..
وصولاً إلى المجتمع، والقوى
السياسية الحليفة والمعارضة .. النظام
استمر كل تلك العقود بفضل قوة
هذه الأجهزة وبطشها وسمعتها
التي تسبقها وما أحدثته في بنية
وعقول المواطن.. وقد صدّر
خبراتها وفظائعها إلى دول
الجوار.. فكان لبنان ساحة
التجريب والفعل حين ساد وماد
الأمن السوري وبات المرجعية ،
الآمر الناهي، وصاحب القرار..
كما طالت يده عديد بلدان الجوار..
والفخر كبير بهذا الأخطبوط
وأذرعته الكثيرة، الطويلة .. وحين
رقد النظام ورأسه طويلاً على
فراش الاطمئنان هذا فراح ينفخ
في الاستقرار والشعبية،
ويتفلسف في معاني الحرية التي
تحتاج أجيالاً وأجيالاً.. لأن"
الشعب غير مهيّأ"، وغير ذلك
من فيض التفلسف في المفاهيم
والمصطلحات،والتمايز عن الغير،
ومقالات المستشارة عن الثورات
العربية التي لن تمسّ بلدها..
لأن سورية غيرها تونس، وغيرها
مصر، واليمن، فليبيا.....لم يتصور
أن احتقان الشعب السوري وصل
الانفجار، وان أطفال درعا
الميامين صاعق الصواعق الذي
أحدث الزلزال.. وأن حوران أيقونة
الثورة تنتفض.. فيشتعل الفتيل في
أرجاء الوطن بلهفة الشوق الطويل
لمعانقة حلم طالما انتظره الشعب
: الحرية ..وأن استقراره كاذب
يخفي تحته بركاناً يثور .. فجأة
انقلبت دنيا النظام. خطاباته
وفلسفاته، تبجحه وفخره.. وإذ بنا
في واحدة من (دول الموز) .. بل
أكثر في رقعة من الصومال الممزق..
وإذ فجأة ببلد مملكة الرعب "
نهباً" لعصابات مسلحة،
وتنظيمات عسكرية، وشبكات تهريب
سلاح، وخلايا نائمة، ومندسين،
ومهلوسين، ومأجورين،
وإخوانيين، وسلفيين، وعملاء"..
وما تزال القائمة مفتوحة !!!! ..،
وما زال النظام " يبدع" كل
يوم في التأليف الذي يرتدّ عليه
من حيث يدري أو لا يدري .. واحتار
دليلي فمن يصدّق المرء : الوقائع
التي يعرفها الجميع والتي
بلّعها نظام الطغمة بالإرغام
للجميع، والتي تباهى بها حتى
ناخ التباهي؟.. أم ما ينقله
يومياً من "وثائق" لا يخجل
باستماتته لترسيمها واعتبارها
حقيقة تلهث بها قنواته الفاخرة
الفاجرة، ومصادر معلوماته
الغزيرة وأبواقه المُبرمجين ؟؟... **** قلناها،
وقالها شعبنا آلاف المرات،
وجسّدها في ثورته ومواقفه
وتصرفاته ومظاهراته وشعاراته:
انه لا وجود لفبركات النظام،
وان الدجل الطافح جزء من "خارطة
طريقه البائس" الذي وضعته
أجهزة أمنية متمرسة تصوّرت أنها
ستنجح، كما في كل المرات
السابقة، في تزوير الحقائق
والوقائع، وإرغام الغير على
القبول بها، وأنها ايام ويبطش
بالشعب، و"يقبض" على
المؤامرة ويعلق المشانق لها.. ثم
يضحك ضحكاته الهستيرية إعلاناً
للنصر المؤزّر .. لقد
كان الهدف واضحاً ورأس النظام
المبقور بحقائق الواقع، يعلنها
صريحة في خطاب مجلس التهريج،
ويختصرها بعنوانين ملفتين :
الفتنة، ووجود معركة سيخوضها.. وبدلاً
من الاعتراف بحقوق الشعب في
الحرية، وبدلاً من الانصياع
لمطالبه المشروعة.. وبدلاً من
ملاقاة المواطن في منتصف الطريق
كان الطبع هو الغالب، والطبع
نهج مريض أدمن احتقار الشعب
وامتهانه، كما أدمن القوة وسيلة
وحيدة للتعامل.. ولا غيرها .. القوة
القاتلة تحتاج البرقع المناسب
كي تنتشي في القتل، وتستحم
بدماء الشعب، وتطمس الجريمة
المتنقلة وتبررها، وكي يظل بطل
الممانعة ممانعاً وهو يخوض حروب
التحرير ضد الشعب والمدن..
فترتفع رايات المؤامرة
الخارجية يافطة متآكلة، لكنه لا
يملك غير هذا الزاد.. فيواصل
الكذبة وقد صدّقها، أو يريد أن
يصدقها، وإذ بنا في بلد الصومال..
وإذ بقوائم الشهداء بالعشرات..
وإذ بالدبابات والمدفعية
والراجمات والطائرات تحاصر
المدن وتقصفها.. وإذ نحن في ساحة
حرب مفتعلة.. بدأت بكذبة صغيرة
ظنها العقل الحاقد أنها ستمضي
وتنجح.. لتصبح مأزقاً شاملاً
سيغرق النظام وينهيه .. ***** الشعب
بشبابه، وتنسيقياته، بكتلته
الرئيسة، بفعالياته، بمظاهراته..
يؤكد كل يوم قولاً وفعلاً سلمية
ثورته، وإصراره على طابعها،
ورفضه أفخاخ النظام، وعروض
إلقاء السلاح في الشوارع
لالتقاطها، أو شراءها بثمن بخس
من قبل شبيحة مختصة في هذا
الميدان، أو الانجرار لرد فعل
يعرف جيداً عواقبه.. ومع ذلك
يصرّ نظام الدجل على رواياته..
ويتوسع بها، كما يشهر أوراقه من
مخابئها بما في ذلك التخويف
والتحشيد الطائفي،ومحاولات زرع
الخوف والشك في هذه الطائفة
وتلك، ورواية القصص المدبلجة
التي يبدو أنه لم يعد يملك غيرها
بعد أن أسقط شعبنا جدران مملكة
الرعب، وبعد أن أفشل الحل
الأمني وأسقطه في ميادين
الانتفاض المتصاعد، والمتسع،
وبعد أن صار المطلب يتمحور حول :
إسقاط النظام كحقيقة واقعية ..
حتمية .. نعم
ربما جرت بعض الحوادث الفردية
هنا أو هناك..ولنا أن نتصور حالة
أي مواطن عندما يُقتل ابنه أو
أبوه، أو أخوه أمام عينيه،
وعندما يُسلم الأهل جثة طفل، أو
ابن مشوّهة من التعذيب العجيب،
وعندما تمتهن الشبيحة الأعراض
والممتلكات والكرامة والشرف..
وعندما.. وعندما... الأكيد
أن بعض ردود الفعل ستقع في
استخدام سلاحفردي قد يكون
مسدساً أو بندقية صيد على
الأغلب، لكنها تبقى حوادث
فردية، محدودة .. كما أن
تمرد وانشقاق بعض قطعات الجيش
من الشرفاء الذين لا يقبلون
أبداً أن يتحول الجيش الوطني
التاريخ والمنشأ والمهام.. إلى
قاتل للشعب، وأن تتجه الدبابات
والمدفعية إلى المدن بدل
الجولان المحتل.. أمر عادي.. وهو
ما يثير الذعر في النظام، وهو
الذي يفسر مستوى دمويته، وحشده..
خوفاً من انتشار الشرارة التي
تقضي عليه .. إن
سلمية الثورة السورية رهانها
الواضح ولن تقع بأفخاخ النظام،
وكان شباب قيادتها من النضج
الذي مكّنهم من تجاوز حقول
ألغام النظام، أو ردود الفعل
غير المحسوبة، كما أن حرصها
وفهمها للوحدة الوطنية بكل
مكونات الشعب السوري، وتوجهها
المخلص بخطابها إلى الطائفة
العلوية : البراء من جرائم
النظام وآثامه، ومن محاولاته
تجييش بعض البسطاء والمندفعين
والمنتفعين فيها.. إنما يكرس
فهمها للدولة الديمقراطية
المدنية الضامنة لحرية
الاعتقاد والرأي، وللمساواة
التامة بين كافة المكونات على
أساس دستور عصري، وقوانين حديثة
تتعامل مع الجميع كمواطنين
متكافئين .. لكن
أحابيل النظام ترتدّ عليه
وبالاً.. وقد ارتدّت أضعافاً
بفضح بنيته وهويته ودجله،
وبتصاعد الثورة وتيرة ومطالباً
وتجذيراً وأفقياً.. وها هو يغرق..ولن
ينقذه منقذ من حكم الشعب ودماء
شهدائه الأبرار ... =========================== حسام
مقلد * وقعت
المعجزة!! وتحركت جموع غفيرة من
الشعب السوري الأبي مطالبة
بالكرامة والحرية، وأثبت شباب
سوريا أنهم ليسوا أقل من
أشقائهم في تونس ومصر وليبيا
واليمن، وروى السوريون بدمائهم
الذكية شجرة الحرية؛ فرسخت
وتمكنت جذورها بقوة في الأرض
السورية، وامتدت وتشعبت في
تربتها الطاهرة، وكبرت وترعرعت
مع مرور أيام ثورة العزة
والكرامة، وكلما سقط الشهداء،
وكلما أمعن النظام في سفك
الدماء وقتل الأبرياء كلما نمت
هذه الشجرة وأينعت وأورقت،
وأوشكت أن تؤتي أطيب ثمار
الحرية عما قريب بإذن الله
تعالى!! وأعظم
ما في الأمر أن الشعب السوري
العريق لم ينخدع بالخرافات
والأساطير التي يروج لها النظام
البعثي الحاكم من قبيل: التخويف
بالطائفية، والترويع
بالسلفيين، والزعم بأن سوريا
دولة مقاومة ولا وقت لديها لترف
الحرية والديمقراطية...!! ولا
أفهم كيف تمنع الحرية والكرامة
الناس من المقاومة؟!! والمذهل في
الأمر أن شباب سورية وعلى عكس كل
ما كان يقال قد بعثوا في
السوريين من جديد ثقتهم
بأنفسهم، فتحدوا بطش النظام
وجبروته وواجهوا بصدورهم
العارية دباباته ومدرعاته
وعرباته المصفحة وكل أنواع
الأسلحة الخفيفة والثقيلة!! وها هي
أحداث الثورة في سوريا تتسارع
يوما بعد يوم، والنظام السوري
يتشبث بالسلطة أكثر وأكثر، وقد
أثار دهشة واستنكار جميع
المراقبين موقف هذا النظام
الفاشي المستبد من المطالب
العادلة لأبناء شعبه، وعزوفه عن
التعامل الواقعي الصحيح مع
المشكلة المتفجرة بقوة تحت
أقدامه، فبدلا من أخذ العبرة
والعظة من أحداث تونس ومصر
وليبيا واليمن، والتعامل بحكمة
مع الموقف، والاعتراف بحق
الجماهير السورية في العدالة
والكرامة والحرية، واحترام
إرادة الشعب السوري والنزول
طواعية عند رغبته، حقنا لدماء
الأبرياء وحفظا للدولة السورية
ولمواردها بدلا من ذلك، رأينا
عنادا واستكبارا لا حد لهما،
وشاهدنا محاولات بائسة
للالتفاف على رغبة الجماهير،
وتفتقت العبقرية الأمنية في
النظام السوري عن مجموعة من
الحيل والألاعيب ظنوا أنها
ستنطلي على الناس، لكنها لم
تنطلِ أبدا على أحد لا في الداخل
ولا في الخارج، فلم يبلع أحد
فرية المندسين، ولا أسطورة
السلفيين، ولم تمر حيلة التفرقة
بين التظاهرات السلمية
والادعاء الكاذب بوجود عدوان
مسلح من المدنيين العزَّل على
الجيش وقوات الأمن، وآخر بدعة
ما ادعته وسائل الإعلام السورية
من العثور على مقبرة جماعية في (جسر
الشغور) لعناصر من الأمن والجيش
السوري...!! كل هذه الأكاذيب لم
تقنع أحدا واستمرت الاحتجاجات
واتسع نطاقها وتزايدت أعداد
الثوار في معظم المدن والقرى
السورية. ومرة
أخرى بدلا من أن يستجيب النظام
السوري لمطالب شعبه العادلة راح
يحاصرهم ويمنع عنهم إمدادات
الطعام والماء والكهرباء
والغاز، وأخذ يدكهم بالأسلحة
الثقيلة والدبابات، ويدفعهم
للفرار والنزوح الجماعي لدول
مجاورة للنجاة بأنفسهم، وحفاظ
على أرواحهم من بطش وجبروت
النظام السوري الإجرامي الذي لا
يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة،
وكأنهم ليسوا شعبه الأعزل من
المواطنين السوريين الأبرياء!!
كأنهم صهاينة اخترقوا الحدود
واحتلوا المدن والبلدات
السورية!! وأبشع
ما في قصة الثورة السورية ليس
تشبث النظام السوري وأزلامه
بالسلطة فهذا أمر مفهوم ومعلوم
للكافة، فلا يتنازل اللصوص
طواعية عن المال الذي سرقوه،
ولا يتخلى ديكتاتور عما سلبه من
سلطة وثروة ونفوذ لشعبه هكذا
بكل أريحية، ولا بد للشعب
السوري أن يدفع ثمن حريته،
وأعتقد جازما أن هذا الشعب
الأبي كغيره من الشعوب العربية
لن يتردد لحظة واحدة في تحمل
مسؤوليته وانتزاع حريته
وكرامته، لكن الأمر الأبشع حقا
هو ما رأيناه ولمسناه في قوات
الأمن التابعة للنظام وأعضاء
الفرقة الرابعة على وجه الخصوص
من استخفاف عجيب واستهتار غريب
بأرواح المواطنين السوريين
الأبرياء العزَّل، ونزعتهم
السادية شديدة الوضوح وتلذذهم
واستمتاعهم ببرك الدماء
المسفوحة، والتمثيل بجثث
الضحايا بعد قتلها!! ولا أدري
كيف نزعت الرحمة من قلوب هؤلاء
إلى هذا الحد الذي يجعلهم
يسلخون جلد ضحاياهم ويقطعون
أعضاءهم التناسلية ويهشمون
عظامهم ويقتلعون أظافرهم... وغير
ذلك من أبشع صور التعذيب
والتنكيل، وأين هذا كله مما
تزعمه وسائل الإعلام السوري ليل
نهار من أن النظام استجاب
لمطالب الإصلاح، وأنه يفتح قلبه
للحوار الوطني الشامل، بل وأنه
أصدر عفوا عاما وشاملا لكل
السوريين في الداخل والخارج بما
فيهم أعضاء جماعة الإخوان
المسلمين، ولا أفهم كيف يتخيل
النظام السوري أن شخصا واحدا في
العالم سيقتنع بذلك وهو يرى برك
الدماء السورية تزداد كل يوم؟!! لقد
تألم العالم كله وفجع في
إنسانيته وهو يرى جثث النساء
والأطفال كجثة الصبي حمزة
الخطيب وقد مثلوا بها أبشع
تمثيل، وأحزن البشر جميعا ما
رأوه من آثار تعذيب همجي متوحش
لم يفعل مثله النازيون بأحد من
بني جلدتهم!! ولا أدري ما المبرر
الأخلاقي الذي دفع هؤلاء الوحوش
لتعذيب هذا الصبي البريء بمثل
هذا الفجر؟! ماذا فعل وهو ابن
الثالثة عشرة ليستحق هذا القتل
البشع؟! يا ألله!! يا ألله!! بعد
الاغتصاب والقتل كسر للرقبة، ثم
سلخ للجلد، وقطع للعضو التناسلي!!
يا لطيف..!! يا لطيف..!! ما جبلة
هؤلاء؟!! من أي صخر قدت قلوبهم؟!!
وبأي الحيوانات تتشبه طباعهم؟!
والله لا أتذكر أنني شاهدت
الصهاينة الغادرين يمثلون بجثث
من يقتلونهم من أطفال فلسطين
بمثل هذه الوحشية!! والأدهى
والأمر أن فجيعة أحرار العالم
وشرفاء الإنسانية تزداد كل يوم
وهم يرون رجال الأمن السوري
يدوسون بأحذيتهم جثث الضحايا
ويطؤون أشلاءهم دون أدنى اكتراث
أو مراعاة لحرمة الموت ورهبته،
وكل ما يهمهم هو محاولة وضع بعض
الأسلحة إلى جوارهم؛ لتبدو
الجثث وكأنها لعصابات إجرامية
مسلحة وليست لشباب عُزَّل
أبرياء!! وحقيقة لا أفهم كيف
سيقتنع أي مواطن سوري ينتسب
لجماعة الإخوان المسلمين
السورية بأن النظام قد شملهم
بالعفو العام في حين أنه لا يزال
هناك قانون سوري معمول به حتى
الآن يقضي بإعدام أي شخص سوري
ينتمي لهذه الجماعة فورا ودون
محاكمة؟!!! وحتى
أكون منصفا ومحايدا وموضوعيا
تابعت ولا زلت أتابع باهتمام
بالغ مختلف وسائل الإعلام
السورية: الرسمية والمستقلة
والمعارضة، من: إذاعة وتلفزيون
وصحف ومواقع إليكترونية، إضافة
لوسائل الإعلام الأخرى العربية
والعالمية؛ وذلك لأتفهم بالفعل
حقيقة ما يجري هناك على أرض
الواقع، ولم أفهم وأعتقد أنه لا
يوجد إنسان واحد في هذا العالم
يفهم سر منع النظام السوري
الحرية عن شعبه باسم المقاومة
والممانعة؟! ولا أعرف بالتحديد
ما تعنيه السلطات السورية
بالمقاومة؟! مقاومة ماذا؟! ومن
الذي يُقَاوِمْ؟! ويُقَاوِم من؟!
ولا أظن أنهم يقصدون مقاومة
الاحتلال الصهيوني!! فطوال عقود
لا أتذكر أنني سمعت أو رأيت أيَّ
مقاومة سورية لإسرائيل بعد حرب
رمضان (أكتوبر/ تشرين أول)
المجيدة، باستثناء طبعا
المقاومة النظرية على الورق،
والبطولات العظيمة التي تصورها
لنا وسائل الإعلام السورية ومن
يواليها كحزب الله، وعلى أرض
الواقع لا تزال إسرائيل تحتل
مرتفعات الجولان السورية، ولم
نسمع يوما ما عن رصاصة واحدة
تنطلق من الحدود السورية ردا
على الانتهاكات المتكررة
للكيان الصهيوني الغاصب!! وفي
الحقيقة لا أفهم كيف يكون
النظام السوري بكل هذه الرقة
والنعومة مع الصهاينة في الوقت
الذي ينقضُّ فيه على شعبه
الأعزل المسالم بمنتهى القسوة
والوحشية والبطش والإجرام!! ولا
أعرف السر في عدم وصول رسائل
الثورات العربية للنظام السوري
ورئيسه بشار الأسد؟! وعقلي لا
يستطيع أن يستوعب كل ما يجري على
أرض سوريا من إجرام وسفك
للدماء؟! ولا أتفهم حقيقة إصرار
النظام السوري على إكمال فصول
المأساة الإنسانية البشعة
ووصولها إلى النهاية المروعة
التي يخشاها الجميع وحذر منها
رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب
أردوغان وهي تكرار سيناريو
مذبحة حماة عام1982م، والفارق هذه
المرة أنها ستجري أمام أعين
العالم أجمع عبر كل فضائيات
الدنيا وعبر مواقع اليوتيوب
التي لا حصر لها، لكن الفارق
الأهم الذي لا يعيه بشار الأسد
ونظامه أنهم لن يفلتوا بجريمتهم
كما أفلت أسلافهم، فالمجتمع
العالمي المتحضر لن يسمح بوجود
أنظمة قمعية فاشية تسفك دماء
شعوبها تحت أية ذريعة من
الذرائع، وكما قُدِّمَ مجرمو
الحرب الصربيون للعدالة
الدولية فلن يفلت مجرمو الحرب
العرب، هذا إن لم تسبق إليهم يد
العدالة الشعبية في بلادهم كما
حدث في مصر!! *كاتب
إسلامي مصري. ======================== ((
حوار قبل الشهادة )) .. حوار الطفل
حمزة مع الشبيحة الساديين د.هشام
الشامي مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية المباركة خرج
حمزة الخطيب و ثامر الشرعي و
أترابهم من أطفال الجيزة في
حوران الثائرة ؛ و هم يحملون ما
يستطيعون من الطعام و الشراب و
اتجهوا إلى مدينة درعا المحاصرة
بالدبابات و المدفعيات و حاملات
الجند ؛ ليقدموا واجب العون و
المساعدة لأهلهم المحاصرين و
المنكوبين في درعا الجريحة . خرجوا
يحملون معهم براءة الأطفال ؛ و
إرث النخوة العربية ؛ و واجب
نصرة المظلوم ؛ وإغاثة الملهوف
؛ تلك الأخلاق التي تربوا عليها
؛ في محيطهم الريفي الطيب ؛ و
مجتمعهم العشائري الشهم ؛ و
بيئتهم المعطاءة الكريمة . خرجوا
وقد سمعوا عن أتراب لهم في درعا
– هم بأعمارهم البريئة ؛ و
أجسادهم الغضة الطرية- يتضورون
جوعاً ؛ و يموتون عطشاً ؛ و
ينامون على أصوات أصوات القنابل
و الانفجارات ؛ و يصحون على
مناظر الموت و الدمار . حمزة
ذو الثلاثة عشر ربيعاً ؛ حمل ما
يستطيع حمله من الطعام و الثياب
؛ و هو يحلم أن يصل إلى درعا
فينفث كرب طفل جائع ؛ أو طفلة
عطشانة ؛ أو رضيع لا يجد حليبا .. إنها
جمعة فك الحصار عن درعا
المحاصرة ... لم يكن
حمزة و رفاقه يحلمون في ذلك
الصباح الحوراني الربيعي
الجميل من يوم الجمعة المباركة
أكثر من الوصول إلى مدينة درعا ؛
و توزيع ما يحملون على
المحتاجين هناك و العودة بعد
ذلك إلى أحضان أمهاتهم الدافئة
؛ ليصحوا باكراً و يحملوا
حقائبهم ؛ و يتجهوا إلى مدارسهم
؛ رغم غياب كثير من أساتذتهم في
الفترة الأخيرة ؛ بسبب حصار
درعا الجريحة . كانوا
يجدَون السير ؛ و يسابقون الزمن
؛ و يدافعون رياح الربيع
الغربية التي تحاول إعادتهم إلى
الوراء ؛ و ينتزعون أقدامهم
الطرية بنشاط و حيوية كلما كانت
تغور بتربة حوران الطيبة ؛ و كأن
أرض حوران الوفية تود أن تسحبهم
إليها و تمنعهم من الذهاب إلى
ذلك المجهول الذي ينتظرهم . كان
الفتية يشجعون بعضهم بعضاً ،
فمن قائل : ها قد اقتربنا من درعا
الحبيبة . لآخر يقول : يالله يا
شباب ذهب الكثير و لم يبق إلا
القليل ... و لم يكن يقطع نقاشهم و
مزاحهم إلا أصوات القذائف و
القنابل التي بدأت ترتفع
أصواتها المخيفة كلما اقتربوا
أكثر من درعا.. صاح
حمزة : ها يا شباب ابشروا.. لقد
وصلنا .. لم يبق أمامنا إلا رمية
حجر. قال
ثامر : سنصل بإذن الله .. أنا
كبيركم .. أنا ابن خمس عشرة سنة ..و
أعرف طريق درعا جيداً .. ابقوا
خلفي يا شباب .. قال
أحمد : تريد أن تسبقنا .. لا والله
سنصل قبلك إلى درعا.. ركض
الفتية و هم يتسابقون و قد بدا
عليهم الجهد والتعب و العرق
يتصبب من جباههم الندية تحت حر
الشمس التي ارتفعت في السماء
المتجهمة .. قطع
صمتهم صوت من خلف تلك التلة
الجرداء : قف .. قف ..مكانك إنت و
ياه .. لا تتحركوا .. ارموا ما
بأيديكم .. انبطحوا أرضاً يا
كلاب .. تسمر
الفتية في أماكنهم .. لم
يستوعبوا الأمر بعد .. من هذا
الذي يصرخ بهم .. من هذا الذي
يشتمهم .. التفتوا إلى مصدر
الصوت .. سمعوا الرصاص ينهال
صوبهم من كل اتجاه.. سمعوا
صوت آخر يصرخ بهم قائلاً : أنتم
لا تفهمون يا حمير .. نفذوا
الأوامر فوراً.. قال
ثامر : لا تخافوا يا شباب ؛ هؤلاء
جنودنا البواسل ؛ لن يمسونا
بسوء ؛ سنشرح لهم إلى أين نحن
ذاهبون .. سيتعاطفون معنا .. لن
يسلمونا للأمن . قال
إبراهيم : أخشى أن يسلمونا لعاطف
نجيب فيفعل بنا ما فعل بأطفال
درعا. أجاب
حمزة : مستحيل ؛ هؤلاء ليسوا من
المخابرات ؛ هؤلاء هم جنودنا
البواسل ، إنهم يرتدون البدل
العسكرية ؛ أنهم سيحموننا ؛ و قد
يحملوننا معهم بآلياتهم إلى
درعا فنرتاح من المشي المتعب. قطع
جندي نقاشهم : انبطحوا أرضاً يا
مناي.. ؛ لا تتحركوا ؛ من يتحرك
بقوصوا ولاك.. شعر
الفتية أن الموضوع خطير ،
وخصوصاً أن أزيز الرصاص المتجه
صوبهم لم ينقطع .. تركوا
ما بأيديهم و انبطحوا على
بطونهم . صاح
أحد الجنود : تعالوا واحد واحد
زحفاً ولاك.. بدأ
الفتية يزحفون على بطونهم ؛ و قد
بدأت الضربات بأطراف الرشاشات
تنهال على رؤوسهم و ظهورهم . ثم بدأ
الجنود يمزقون ثياب الفتية و
قمصانهم و يربطون بتلك المزق
معاصمهم ببعضها خلف ظهورهم ، و
يعصبون بها عيونهم . ثم
أخذوا يضربونهم بالعصي
الكهربائية و الهراوات على
رؤوسهم و ظهورهم و كامل أجسادهم
.. بدأ
الفتية يبكون و يصرخون من الألم
.. -لماذا
تقتلوننا ؟؟؛ ماذا فعلنا بكم
؟؟؛ نحن ذاهبون إلى درعا ؛ لنقدم
لأهلها بعض الطعام و الشراب .. صاح
أحد الجنود : ها قد اعترفوا ،
تقولونها بعظمة لسانكم .. تريدون
إيصال المساعدات للمجرمين ..
للإرهابيين.. للمندسين .. للخونة
.. للعصابات المسلحة. -لا يا
سيدي لا يوجد مجرمين في درعا (
صاح حمزة ببراءة). -
هاتوا هالكلب ( صاح أحد الجنود) جر
اثنان من الجنود جسد حمزة
الطاهر على الأرض من قدميه ؛ و
رأسه يرتطم بالصخور .. -قوم
وقف يا حمار ( صاح الجندي ) قام
حمزة متثاقلاً و رفع رأسه و هو
يقول : -
لماذا تقتلوننا ؟؟.. - أجاب
الجندي بتهكم : نحن نقتل من نشاء
وقتما نشاء ، لا أحد يحق له أن
يسألنا لماذا نقتل يا كلب .. - و
لكننا لم نفعل شيئاً .. - لقد
فعلتم الكثير .. أنتم أهل حوران
كلكم مجرمون .. كلكم خونة .. كلكم
مندسون..تستحقون الموت .. لقد
تجرأتم على سادتكم .. لقد
تظاهرتم ضد آل الأسد.. و أنتم
جئتم لمساعدة هؤلاء المجرمين
الخونة. -
هؤلاء أهلنا و ليسوا مجرمين.. تلقى
حمزة صفعة على وجهه فسقط يتدحرج
على الأرض و وقعت العصابة من فوق
عينيه .. -
هاتوا هالكلب بدوا يعلمنا
مين مجرم و مين ما مجرم ؛ نحن بس
يلي منقول مجرم و لا لاء ولاك. وقف
حمزة أمام الجندي متثاقلاً و
الدنيا تدور به من حوله ؛ و هو
يتمايل كالسكران يمنة و يسرة .و
رفع رأسه و نظر في وجه الجندي ،
فوجد وحشاً يتطاير الحقد و
الشرر من عينيه الحمراوتين
الجاحظتين ..فصاح الجندي به وهو
يوجه أصبعيه السبابة و الوسطى
إلى عينيه بقوة : - نزل
راسك و لاك.. لا تطلع لساداتك ..بقلعلك
عينيك الملونتين بأصابيعي . -آه ..
عيوني .. صاح حمزة و قد أغمض
عينيه النازفتين .. - منين
جاين ولاء ؟.. - من
قرية الجيزة.. - شو
معكن؟؟ -
معلبات و حليب أطفال و خبز.. - ما
شاركت بالمظاهرات ولاء.. ؟؟ -
شاركت .. -
اعترف سيدي .. اعترف مشارك
بالمظاهرات ..شو كنتو تقولوا ؟؟
.. - كنا
نقول : نحن بدنا الحرية .. و الشعب
السوري واحد.. ركزه
أحد الجنود بأخمص مسدسه على
رأسه و هو يقول :- خود هذي مشان
الحرية.. -
و شو كنتو تقولوا كمان ؟؟ -
الشعب السوري ما بينذل ..
والموت و لا المذلة ... -
صفعه على وجهه وهو يقول : رح
شوف بتنذلوا و لا ما بتنذلوا ..و
الله لفرجيكم نجوم الظهر ..
اعترف ولا .. شو قلتو كمان
بالمظاهرات .. -
الله .. سوريا .. حرية و بس. -لكمه
على وجهه بقبضة يده اليمنى فشعر
عينه قد انقلعت من مكانها و قال
له : - شو ما بتعرف أنو بشار هو
الله .. ولاك ماعلموك بطلائع بعث
هيك ..و الله لخليك تشتهي الموت..و
شو قلتو كمان ؟؟.. - يا
ماهر و يا جبان خود جنودك
للجولان .. - سماع
سيدي شو عميقول .. ليك الوقح ليك
.. عميطاول عالقائد .. عم يسب ولي
نعمته .. ولك أنتو لولا بيت الأسد
و لا شي .. ولك ربك ما يقدر لماهر
الأسد ..ولك نحن مناخد جنودنا
وين ما بدنا .. ولك أنتو ألعن من
اليهود .. ولك اليهود ما قالوا
هيك عالقائد .. وشو كمان كنتو
تقولوا.. - من
حوران هلت البشاير لعيونك يا
شعب ياثاير.. - هات
القداحة هات ( صرخ في زميله ) ؛
والله لأحرقك بنار جهنم ؛ و بدأ
يحرقه بنار القداحة في كتفه و
ظهره ..و زملائه يشبعونه لكماً و
صفعاً و ضرباً ..و هو يصرخ و
ينادي والديه قائلاً : يا مٌا ،،
يا بَا .. - و
الله لني.. أمك ، و الله لني..
أبوك .. ما عرفوا يربوك .. أربعين
سنة ونحن حاكمينكون ؛ و لسه بدكم
حرية يا كلاب .. -
والله ما عدت اتحمل .. مشان الله
.. النار حرقتني.. - ولاك
لسه شفت شي .. و الله لفرجيك يلي
ما شفتوا لا أنت و لا عيلتك كلها
.. - مشان
الله .. مشان الله.. ( و هو يبكي و
يصرخ).. - ولاك
الله بشار .. الله ماهر .. الله
الأسد يا كلب.. سقط
حمزة على الأرض و هو يتأوه ، و
الدماء تسيل من كل مكان جسده
الطاهر.. صعد
الجنود على ظهر حمزة و هم يقفزون
ببساطيرهم العسكرية على ظهره
ورأسه ؛ و هو يتأوّه و يبكي و
الدماء تسيل من فمه .. و وجهه .. و
كل مكان من جسده .. سأله
أحد الجنود :- شو ما سمعت شو
ساوينا بالأطفال بدرعا ولاك؟؟ .. -
سمعت سيدي .. -
شو سمعت .. -
اعتقلتوهم بفرع الأمن
السياسي و عذبتوهم و قلعتوا
أظافيرن .. -
ليش يا كر؟؟؟.. -
لأنه كتبوا على حيطان
مدرستم الابتدائية : الشعب يريد
إسقاط النظام .. -
و شو ما تربيت مما سمعت يا
كلب.. عامل رجال .. و الله لأخصيك
والله لأقطعلك زب....هات السكين (
صاح بأحد الجنود) .. أخذ
السكين ومزق بنطاله و كشف على
عضوه الذكري و قطعه بدم بارد .. و
جنوده ( أبطال الأسد الأشاوس )
يضحكون و يصرخون: -الله حيو ؛ و
هم يشيرون بإشارات النصر
بأيديهم.. سالت
دماء حمزة الطاهرة بغزارة من
عضوه الذكري ؛ و انهارت قواه
فسقط مغشياً عليه على الأرض.. لم يشف
ذلك غل جنود الأسد الحاقدين
فانهالوا يضربونه ويكسرون
رقبته و عظامه .. لم يشف
ذلك غل شبيحة النظام اللئام
فوجهوا بنادقهم إلى جسده
المتورم ؛ و بدأوا يطلقون
الرصاص بغزارة فيخترق جسده من
كل اتجاه.. صاح
ثامر الشرعي و هو منبطح على
الأرض ( و زملاؤه يرتجفون خوفاً
من حوله) : - حرام عليكم .. كفى .. صاح
الجندي (البطل !!) المنتشي من هذا
النصر المبين : هاتوا هالكلب
التاني إجا دوره .. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |