ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عادل
عبد الرحمن القى
الرئيس الدكتور بشار الاسد
خطابا في جامعة دمشق بالامس
موجها للشعب العربي السوري.
خطابا باهتا وسطحيا، خال من أي
مضمون او دلالة سياسية او
قانونية او اقتصادية او
تشريعية، إلآ من لغة التسويف
والمماطلة والافتراء على حقيقة
الثورة، وتشويه دور القوى
المشاركة فيها. ليس هذا فحسب
وتقزيم اهدافها وخيارها
السياسي وحصره في إصدار جوازات
السفر والمازوت وبعضة
التسهيلات الشكلية. قافزا عامدا
متعمدا عن هدف الحرية
والديمقراطية وبناء الدولة
المدنية، دولة كل مواطنيها. كشف
الرئيس بشار الاسد في كلمته
الثالثة منذ إشتعال الثورة
السورية قبل ثلاثة اشهر ونصف عن
خواء سياسي، وإستهبال للشعب
العربي السوري، وإصرار على
مواصلة القمع والارهاب ضد الشعب.
ولم يشر من قريب او بعيد لاي
إنجاز يمكن أن يأخذ طريقه على
الارض لصالح الشعب وحريتة
وتطوره الديمقراطي. تحدث
الاسد الابن عن الحوار، وتوسيع
المشاركة السياسية، ولكنه لم
يحدد الحوار مع مَّنْ؟ ومتى ؟
وكيف؟ وعلى اية اسس؟ والى ما
يرمي اليه الحوار؟ هل سيقوم
الحوار على ذات الاسس
المخابراتية القائمة للنظام
الاسدي؟ أم الحوار للتغيير
والتطوير والارتقاء بمكانة
الانسان السوري، ذلك الانسان،
الذي أكد الرئيس الشاب، على
ضرورة تطويره، وليس تطوير
الكمبيوتر؟ ولكنه لم يحاول
إجراء مقاربة لعملية تطوير هذا
الانسان. هل سيتم تطويره عبر
أدوات القمع والارهاب؟ ام عبر
فتح بوابة الديمقراطية وحرية
الرأي والتعبير والتنظيم
والتظاهر والمشاركة الشعبية
الواسعة؟ وهل يتم تطوير الانسان
هنا او هناك عبر ادوات أكل وشرب
الدهر عليها؟ وهل يمكن تطوير
الانسان دون إحداث ثورة حقيقية
في الدستور المعمول به؟ وهل
يمكن تطوير مكانة الانسان دون
إطلاق طاقاته الابداعية
الخلاقة دون كبت او قهر؟ الملفت
للنظر ان الرئيس بشار، اول ما
توقف امامه في كلمته البائسة،
كان الدفاع عن نفسه، وعن عائلته.
لم يشر الى الاستعداد لاعفاء
شقيقه ماهر او عزل ابن خاله رامي
او صهره آصف شوكت او غيرهم من
المقربين، الذين عبثوا وخربوا
وقتلوا ابناء الشعب. وكأن الشعب
كان ينتظر من الرئيس الشاب
الدفاع عن ذاته. الشعب كان ينتظر
منه إمتلاك الشجاعة الكافية
للاعلان صراحة ودون مواربة
باستعداده للتخلي عن الحكم،
واجراء الانتخابات التشريعية
والرئاسية الحرة والنزيهة، في
أعقاب تعديلات جذرية في الدستور
السوري. ولكن الرئيس تجاهل
مطالب الشعب باسقاط النظام.
واكد من خلال خطابه السطحي
والفارغ من اية مضامين عن عمق
الهوة، التي تفصل بينه ونظامه
عن باقي مجموع قطاعات الشعب
العربي السوري. وعندما
اشار بشار الى المعتقلين، وعد
بقانون شامل بشأنهم. السؤال،
لما لم يتم إصدار هذا القانون
عشية القاء الخطاب. او في اثناء
القائه خطابه؟ لماذا تبقى جموع
المعتقلين وهم بعشرات الالاف
رهن الاعتقال دون الافراج عنهم؟
واذا كان الرئيس السوري جاد
بالاصلاح اليس من باب اولى ان
يصدر مرسوما فوريا يعلن فيه
الافراج عن كل المعتلقين
السياسيين؟ لكن من
الواضح ان النظام السوري،
وعنوانه الاول الرئيس بشار ليس
بوارد الاصلاح او الخروج من نفق
الازمة. لان النظام ورئيسه
يعيشون في حالة غياب كلي عن
مصالح وطموحات الشعب. لم يعد
لديهم اي إحساس باهداف الشعب
الجلية والمعلنة في المظاهرات
اليومية، التي تتعمق يوما تلو
الآخر في مدن ومحافظات وقرى
سوريا العربية. النظام
السوري سقط مرة أخرى في مستنقع
العنف والفرقة الرابعة، التي
يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس،
مراهنا (النظام) على إمكانية
الفتك بالارادة الشعبية. النظام
لم يعد عابئا بما تعانية
الجماهير الشعبية السورية. ولم
يعد قادرا على الاستماع لصدى
صوتها الذي يملأ سوريا من
اقصاها الى اقصاها. ولكن
هيهات أن تعود دورة الزمن للخلف.
وهيهات ان يصمت صوت الشعب بغض
النظر عن فتك الفرقة الرابعة.
الشعب العربي السوري قرر منذ
ثلاثة شهور ونصف بلوغ الحرية
والدولة المدنية. ولن يثنيه عن
هدفه شيء. وهذا ما كان على
الرئيس الشاب ان يعيه، وان يقنع
به المحيطين بشخصه، ويعمل على
تفادي دخول سوريا الشعب في إتون
محرقة بفعل اجهزة النظام، وليس
بفعل أحد غيرها. وحث الخطى من
خلال خطة خارطة طريق جذرية
لإخراج سوريا من دوامة سياسة
القتل والموت والتخريب، وحماية
المصالح العليا للشعب السوري.
لعل الشعب السوري وقواه الحية
تغفر لبشار ووالده وعائلتة وقبل
فوات الآوان. ==================== بعد
مائة يوم على انطلاق الثورة
السورية: أين أنت يا حلب؟ الطاهر
إبراهيم* لم تكن
حلب عاصمة الشمال السوري يوما
من الأيام موالية للنظام السوري.
بل إنها دائما كانت رائدة
الثورة عليه ابتداء من ربيع عام
1979. ولمن لا يعرف من هي حلب؟
فليسأل جيل السبعينات عندما
سيّر أهل حلب مظاهرة مليونية في
الأسبوع الأول من آذار 1980،
احتجاجا على القمع الدموي
والاعتقال الذي مارسته أجهزة
الأمن، ما دعا الرئيس الراحل
حافظ أسد أن ينحني للعاصفة وهو
يخاطب الشباب في 22 من الشهر نفسه
قائلا: (الإخوان المسلمون ليسوا
من القتلة، وإن من حقهم بل من
واجبهم أن يشيروا علينا بما
يرون .. انظر كتاب "باتريك سيل":
الصراع على الشرق الأوسط). كانت
حلب أنموذجا في التحرك الثوري.
وكان من المفترض أن تحذو حذوها
المحافظات السورية حذوها في
عامي 1979- 1980. لكن التعتيم
الإعلامي الداخلي والعالمي
أجهض أي تحرك في حينه. النقابات
المهنية السورية تجاوبت معها
وأعلنت عن الاعتصام في 31 آذار
عام 1980، فتم اعتقال قادة
النقابات في سورية كلها،(كان
فيهم المسلم السني والعلوي
والمسيحي والإسماعيلي والدرزي).
وأعلن الرئيس "حافظ أسد" حل
مجالس النقابات، وأوكل إلى رئيس
الوزراء تعيين مجالسها. ومكثت
القيادات النقابية 12 سنة في
المعتقل. مع
تفجر الثورة في سورية اليوم،
نقول للحقيقة والواقع: لقد
تأخرت حلب عن اللحاق بركب
أخواتها من محافظات القطر
السوري كحماة وحمص ودمشق ودرعا
واللاذقية ودير الزور، وغيرهن،
في النهوض بواجبها ومواكبة
الثورة، لماذا؟ نستعجل
فنقول ليس صحيحا ما زعمه البعض
من أن هذا التأخير كان بسبب
تضافر أغنياء حلب مع رموز
السلطة. فمنذ ما قبل عهد
الاستقلال كانت الرأسمالية
الوطنية تضخ المال لتسلح رجال
الثورة ضد المستعمر الفرنسي في
النصف الأول من القرن العشرين.
غير أن مستحدثي النعمة اليوم
الذين دخلوا في شراكة مع رجال
السلطة ( محافظين وقادة أجهزة
أمنية وحزبيين)، وجدوا أنفسهم
في خندق واحد مع النظام ومع
المخذلين عن الثورة. هؤلاء
الأغنياء الجدد كانوا
كالنباتات الطفيلية في المجتمع
الحلبي، لا همّ لهم إلا جمع
المال الحرام، ويوم يسقط
شركاؤهم من رموز النظام ستجدهم
كالعصف المأكول لا قيمة لهم. كما
أنه ليس صحيحا أن علماء حلب
ومشايخها مشوا في ركاب الظلمة
وخذلوا الثوار. ومن وجد من أصحاب
العمائم واللحى ينافق للسلطة
الغاشمة في سورية، فهؤلاء كغثاء
السيل لا يلبثون أن يذهبوا
جفاءً بعد أن يطوي الزمن سادتهم
وأولياء نعمتهم من الظلمة. أصحاب
العمائم واللحى هؤلاء الذين
مشوا في ركاب السلطان، ماظهروا
إلا يوم خلت ساحة حلب لهم بعد أن
طاردت السلطة العلماء في سورية،
وفي حلب على وجه الخصوص، أمثال
المشايخ الأساتذة والربانيين:
عبد الفتاح أبوغدة وطاهر خير
الله وعبد الله ناصح علوان وعبد
الله سراج الدين وأبو النصر
البيانوني وعبد القادر عيسى
الذي رفض النظام الغاشم أن يسمح
لأهله بدفنه في مدينته حلب
عندما توفي في الأردن. وإن كان
هناك بقية من العلماء في حلب فقد
نال منهم العمر، وضعفوا عن
مواجهة السلطان عجزا لا خيانة. أما
أولئك الذين زادوا في مساحة
عمائمهم وفي أطوال ألسنتهم بغير
الحق، فقد كانوا لا شيء يوم كانت
حلب عامرة بمشايخها وعلمائها.
وحين خلت الساحة لهم، تزلفوا
وداهنوا وأحنوا قاماتهم، وهي
قامات هزيلة بالأصل، وباعوا
دينهم بعرض من الدنيا قليل. وأين
كان هؤلاء عندما كانت جوامع حلب
يعلو فيها صوت المشايخ الأفذاذ.
يوم وقف الشيخ "عبد الله ناصح
علوان" رحمه الله تعالى في
مسجد "ميسلون" في عام 1973
يشرح للمصلين حقيقة الدستور
الذي فصله حافظ أسد على مقاس.
ولم ينته الشيخ من خطبته إلا وقد
تجاوبت أصوات التكبير في الجامع.
وحتى لا تفسد على المصلين
جمعتهم أشار الشيخ إلى الإمام
أن يدخل في الصلاة بدون إقامة،
فنوى وكبر وتبعه من كان في
المسجد من المصلين. ولأن
النظام الحاكم يعرف أهمية حلب،
فقد اعتقل قيادات شبابية فيها
حتى زاد عدد المعتقلين على
الألف قبل بدء ثورة 15 آذار. كما
لوحق المهندس غسان النجار رئيس
التيار الإسلامي الديمقراطي
الحر، ما اضطره للتواري عن
الأنظار. يبقى أن الشباب الحلبي
هو مادة الثورة، لا يختلف عن
الشباب في باقي المدن السورية
الأخرى، يتحرق للنهوض ضد
النظام، لكنه لم يستطع حتى الآن
وضع أقدامه على سكة الثورة، وهو
لا بد فاعل بإذن الله. ضواحي
حلب مثل مدينة الباب وعين العرب
وأعزاز وعفرين وحريتان تظاهرت
أكثر من مرة. كما تظاهر طلاب
المدينة الجامعية في حلب عدة
مرات، واعتقل منهم ألف طالب
،وما يزال قسم كبير منهم في
المعتقل. كما تظاهر الناس في عدة
أحياء من حلب مثل سيف الدولة
وحول الإذاعة في مسجد آمنة
والصاخور، واستشهد في جمعة
الشيخ صالح العلي شاب من "آل
الاكتع" بعد أن ضربه "الشبيحة"
بالهراوات المكهربة حتى الموت.
غير أن السوريين ما تزال أعينهم
مشدودة نحو حلب وكأنها يقولون:
إلى متى يا حلب الشهباء؟ *كاتب
سوري ===================== الفلسطينيون
في مواجهة الإسرائيليين سكاناً د.
مصطفى يوسف اللداوي منذ
ثمانينيات القرن التاسع عشر
وقادة الحركة الصهيونية يحلمون
بأرض فلسطين خالية من سكانها
العرب، في الوقت الذي بدأت فيه
أفواج المهاجرين اليهود الأولى
تصل إلى فلسطين وتستوطن فيها،
وتشتري آلاف الدونمات بمساعدة
الوكالة اليهودية وعشرات
الأثرياء اليهود، وتبني فيها
عشرات التجمعات السكنية، وقد
كانوا يسابقون الزمن وهم
يحاولون زيادة أعدادهم،
ومضاعفة مستوطنيهم في مختلف
المدن الفلسطينية، فحلم
إسرائيل كان ومازال المزيد من
الأرض، والقليل من السكان
العرب، والكثير من السكان
اليهود، فقد أدركوا أن الإنسان
اليهودي هو عماد مشروعهم
الاستيطاني، وأنه بدون المهاجر
اليهودي فلن تكون لهم دولة
إسرائيلية فوق الأرض
الفلسطينية، ولن يتمكنوا من
إعمار الأرض التي يسيطرون
عليها، كما لن يتمكنوا من
حمايتها والحفاظ عليها تحت
سيطرتهم، فقد كانوا يدركون أنهم
في مواجهة شعبٍ وأمةٍ أكثر
عدداً منهم، وأكثر ارتباطاً
بالأرض والمقدسات منهم، ولهذا
انصبت كل مشاريعهم
الاستراتيجية على تفريغ فلسطين
من سكانها العرب، وجلب مئات
آلاف اليهود للاستيطان مكانهم،
والسيطرة على أرضهم وإعمارها
وصبغها بالصبغة اليهودية، وشطب
هويتها العربية التاريخية
الأصلية عنها. اعتمدت
الحكومات الإسرائيلية
المتعاقبة، وقادة الجيش
الإسرائيلي، ومختلف قادة
القطاعات العسكرية فيه سياسة
التهجير وطرد السكان
الفلسطينيين من أرضهم، فاتبعت
معهم سياسة الأرض المحروقة،
فدمرت بيوتهم وبساتينهم
وممتلكاتهم، وأقدمت على ارتكاب
مئات المجازر الجماعية بحقهم،
ولاحقت رجالهم وشبابهم، وعمدت
إلى جمعهم في المدارس والساحات
العامة وقتلهم بدمٍ بارد، في
الوقت الذي كانت تسهل للسكان
مغادرة مناطقهم، واللجوء إلى
دول الجوار، فهيأت لهم الطريق
للعبور إلى الأردن وسوريا
ولبنان ومصر، فخرج خلال العقدين
الخامس والسادس من القرن
العشرين مئات آلاف الفلسطينيين
من فلسطين التاريخية، ليشكلوا
أكبر حالة لجوء يشهدها العالم
في العصر الحديث، واستمرت
المساعي الإسرائيلية المحمومة
في تفريغ الأرض من سكانها،
ولكنها اتبعت معهم سياسة
الإبعاد الفردي، أو الإبعاد
الضيق، الذي طال أفراداً وأسراً
بأكملها، فضلاً عن فرضها لعددٍ
من القوانين والأنظمة التي تقيد
عودة المسافرين والغائبين
الفلسطينيين، وتحول دون
إجراءات لم الشمل التي تتطلع
إليها آلاف العائلات
الفلسطينية، التي مزقتها
وشتتها القوانين والإجراءات
الإسرائيلية العديدة، فحالت
دون الأب وأولاده، والزوج
وزوجته، والأخ وأشقائه. ظنت
إسرائيل أنها تستطيع أن تسابق
الزمن، وأن تقلب الحقائق وتغير
سنن التاريخ ونواميس الحياة،
وأنها ستنجح في تطهير الأرض
الفلسطينية من سكانها العرب،
وستنظفها من شوائبها، وأنها
ستجعل منها أرضاً يهودية نقية
خالصة للمهاجرين اليهود، لا
ينازعهم فيها أحد، ولا يزاحمهم
على جغرافيتها أحد، وأنها
ستنتصر على الفلسطينيين
سكانياً وديموغرافياً، مما
يجعل من حلم استعادة الفلسطينين
لأرضهم مستحيلاً، وظنت أن
إجراءاتها التعسفية اليومية
المتمثلة في القتل والطرد
والاعتقال والمنع، ستقتل الأمل
في نفوس الفلسطينيين، وستجبرهم
على التعاطي مع الوقائع
الجديدة، والاعتراف بالحقائق
التي تنطق بها الأرقام
والإحصائيات، وأنها ستقنع
المهاجرين اليهود بأن "إسرائيل"
دولة آمنة مطمئنة، لا خطر يحدق
بها، ولا قلاقل فيها ولا
اضطرابات، ولا مظاهراتٍ وأحداث
شغب، ولا وجود فيها لمقاومةٍ
مسلحة، ولا لعملياتٍ عسكرية،
وأنهم أصحابها الحقيقيون، وأن
الذين كانوا يسكنونها من العرب
الفلسطينيين قد رحلوا، ولم
يعودوا فيها، ومن بقي منهم فيها
سيرحل، وستجبره السياسات
الإسرائيلية على المغادرة، ولن
يقوى على مواجهة الآلة العسكرية
المتطورة، ولا القدرة
الإسرائيلية الكبيرة على
الحلول مكانهم وطردهم من أرضهم. ولكن
الفلسطينيين خيبوا ظن
الإسرائيليين جميعاً، وأسقطوا
رهانات أرباب المشروع
الصهيوني، وأثبتوا أنهم
مرتبطين بأرضهم، وملتصقين
بترابهم، ومتعلقين بوطنهم، وهم
في داخل الوطن أكثر عدداً من
اليهود كلهم، مستوطنين
ومهاجرين، وأن أعدادهم في
إزدياد، وسكانهم في تكاثرٍ
مستمر، وهم الذين يصبغون أرضهم
بهويتهم الدينية والحضارية
الإسلامية والعربية، وأنهم
متمسكين بأرضهم مهما تعاظمت
الخطوب، واشتدت الأزمات، وأنهم
لن يكرروا اللجوء من جديد، ولن
يتركوا أرضهم ولو حاول
الإسرائيليون حرقهم فيها، وقد
أثبتت سياسة شارون ومن بعده في
الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال
العدوان على مخيم جنين والحرب
على قطاع غزة، أن العدوان
الإسرائيلي مهما بلغ في وحشيته
عليهم، وأن القصف مهما نال منهم
فلن يجبرهم هذه المرة على
الرحيل والمغادرة، وسيبقون في
أرضهم منزرعين ثابتين شامخين
عصيين على الاستئصال والخلع
والطرد، ولن تتمكن إسرائيل هذه
المرة من تطبيق سياستها، وتحقيق
أحلامها بترانسفير فلسطيني
آخر، كما لن تتمكن من تغيير
المعادلة السكانية الجديدة،
التي خلقها الفلسطينيون في
الداخل، والتي ستفرض على الأرض
واقعاً مغايراً يصعب تجاهله أو
إنكاره، فأعداد اليهود في
فلسطين في انخفاضٍ مستمر،
مواليد ومهاجرين، ونسبة
الذكورة لديهم تتناقص، ودرجة
الشباب فيهم تتراجع، والشيخوخة
فيهم تتقدم، وحلمهم في الأرض
يتزعزع، واحساسهم بالخطر
يتعاظم، وميلهم نحو السفر
والرحيل يتزايد. الفلسطينيون
في الوطن والشتات يفوق عددهم
اليوم العشرة ملايين فلسطيني،
اللاجئون منهم في الشتات
يتطلعون إلى اليوم الذي يعودون
فيه إلى فلسطين، ويستعيدون حقهم
فيها إقامةً وأملاكاً، وقد
أثبتت مسيرات النكبة لهذا العام
عزم الفلسطينيين جميعاً بكل
أجيالهم الشابة والعجوز على
العودة إلى أرض الوطن فلسطين،
والإقامة فيها، وتحريرها من
مستعمريها وطردهم منها، وأما
الفلسطينيون في الضفة الغربية
وقطاع غزة والأرض المحتلة عام 48،
فإن أعدادهم في إزديادٍ مستمر،
وقدرتهم على التوالد والتكاثر
والتزايد تهدد المشروع
الصهيوني كله، وهم عما قريب
سيكونون أكثر عدداً من كل
السكان اليهود المقيمين في
أرضنا، فالخصوبة الفلسطينية في
أرضنا عالية، ونسبة المواليد
كبيرة، ونسبة الذكور إلى الإناث
لافتة، وتعويض الشهداء
والغائبين يفوق التصور،
والمجتمع الفلسطيني مجتمعٌ
فتيٌ شابٌ، نسبة الشباب فيه
تفوق النصف، ومعدل الإزدياد
العام في ارتفاع، والتجدد في
المجتمع الفلسطيني مستمر،
والانتماء متجذر، والعقيدة
باقية لا تتزعزع ولا تضعف، بأن
الأرض إلى سكانها ستعود، وسيرحل
الغاصبون عنها، ولن يحميهم من
قدر الشتات الجديد غير القبول
بالعدل، والإقرار بالحق،
وإعادة الحقوق إلى أصحابها،
فنحن أصحاب الحق وعُمَّارُ
الأرض. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |