ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هكذا تكلم عبد الرحمن
الكواكبي عن الشبّيحة محمد حيان السمان * > في الطريق المُكْلِفة نحو
الديموقراطية والعدالة و كرامة
المواطن, التي يشقها شباب
الثورة السورية اليوم بشجاعة
وعزيمة نادرتين,لا بد من
استحضار الكواكبي من حين لآخر,
لا بد من استلهام صرخته المدوية
والنبيلة والشُجاعة في وجه
الاستبداد, بوصفها كنزاً
إنسانياً و فكرياً, قدّس الحرية
والكرامة الإنسانيتين, بمقدار
تعريته الاستبداد وتفكيك آليات
عمله المتوحش على مستوى السياسة
والأخلاق والتعليم والاقتصاد
والثقافة... > إن وعي الممارسة والمعاناة الميدانية
المتشكل تراكمياً يوماً بعد يوم,
لدى شباب الثورة السورية, هو
المحدد الأساسي لرؤيتهم نحو
المستقبل. كما أن مصادر القوة
والأمل لديهم تتأسس من خلال
عدالة مطالبهم وسلمية تحركهم
وجدارتهم التاريخية والسياسية
والأخلاقية بأحلامهم. بيْد أن
صرخة نبيلة كتلك التي أطلقها
جدُّهم الشيخ الكواكبي, على
مستوى الفكر والنظر, ستكون
بمثابة إيماءة للثورة تحمل معنى
المؤازرة والرضا والحب, وتبارك
عملهم التاريخي العظيم. * * * > كيف تكلم الكواكبي عن الشبّيحة –
أعوانِ المستبد - – في كتابه (
طبائع الاستبداد) ؟ وبأي لغة
صوّر أفعالهم المشينة بحق الوطن
والمواطن؟. > بداية لا بد من الإشارة إلى وجود
معنيين اصطلاحيين لهذه الكلمة
المقيتة – الشبّيحة – أطرا
دلالتها التداولية خلال الثورة
السورية : > المعنى الضيق : مجموعة من القتلة
المدربين على البطش بالمواطنين
العزّل. منهم الموظفون الرسميون
في الأجهزة القمعية, ومنهم
أزلام مأجورون لرموز النظام
التسلطي وأصحاب الثروات الذين
نهبوا, بمؤازرة ودعم السلطة,
أموالَ الشعب. هذا الصنف من
الشبيحة يظهر بشكل خاص في
الأزمات الخطيرة التي يواجهها
النظام الاستبدادي, وتستدعي
تشغيل أجهزة القمع بصورة قهرية
جسدية مباشرة. وقد شاهد العالم
أجمع قطعانهم بلباس مدني في
شوارع المدن السورية مؤخراً,
يلاحقون المتظاهرين المطالبين
بالحرية, فيقنصونهم عن بعد, أو
يواجهونهم بالرصاص الحي مباشرة,
أو ينهالون عليهم ضرباً
بالقضبان الحديدية و الهراوات. > المعنى الواسع : يلجأ النظام التسلطي
من أجل احتكار السلطة إلى السطو
على أجهزة الدولة, وتسخير
وظائفها الإعلامية والثقافية
والتعليمية والاقتصادية لخدمة
مصالحه الخاصة. وهكذا يظهر
الشبيحة في هذه الأجهزة
الإيديولوجية كجيشٍ من
الموظفين الذين يُسخّرون
خبراتهم ومواقعَهم المؤسساتية
وسلطاتهم المختلفة لخدمة
النظام التسلطي . وفي أوقات
الأزمات والصدام المباشر بين
السلطة والمجتمع , يفزع هؤلاء
إلى مؤازرة الشبيحة من الصنف
الأول, بما ملكوا من سلطاتٍ
إيديولوجية, حتى لا يكاد المرء
يلحظ كبيرَ فارقٍ- لا في المنظر
ولا في المخبر- بينهم, كإعلاميين
وأساتذة جامعات ورجال دين
وقانون, وبين الشبيّحة القتلة. > * * * > يستخدم الكواكبي مصطلح التمجّد /
المتمجدون بمحتوى دلالي يتطابق
إلى حد بعيد مع ما تحيل إليه
دلالة الشبيحة بالمعنيين
المشار إليهما : كقتلة وجلادين,
أو كأبواق تضليل وأدوات هيمنة
في خدمة النظام التسلطي. > التمجّد, يقول الكواكبي, خاصٌّ
بالإدارات الاستبدادية, و" هو
أن يصير الإنسان مستبداً صغيراً
في كنف المستبدِّ الأعظم " !
والمتمجّدون " أعداء للعدل
أنصار للجور، لا دين ولا وجدان
ولا شرف ولا رحمة، وهذا ما يقصده
المستبدُّ من إيجادهم والإكثار
منهم ليتمكَّن بواسطتهم من أن
يغرِّر الأمة على إضرار نفسها
تحت اسم منفعتها ". > وقد لاحظ الكواكبي بنباهة لافتة, أنه
كلما أمعن النظام في التسلط
وشدة الاستبداد, واختطفَ الدولة
ومؤسساتها فحرفها عن شرعيتها
القائمة على تمثيل المجموع
الاجتماعي والحق العام –
بتعبير عبد الإله بلقزيز - ؛
كلما كثُر الشبّيحة من الصنفين,
وأمعنوا في الانقضاض على أجساد
الناس و كراماتهم وعقولهم : > " وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها
ويقلُّ حسب شدة الاستبداد
وخفّته، فكلما كان المستبدُّ
حريصاً على العسف احتاج إلى
زيادة جيش المتمجّدين العاملين
له المحافظين عليه، واحتاج إلى
مزيد الدقّة في اتِّخاذهم من
أسفل المجرمين الذين لا أثر
عندهم لدينٍ أو ذمّة، واحتاج
لحفظ النسبة بينهم في المراتب
بالطريقة المعكوسة؛ وهي أن يكون
أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم
وظيفةً وقرباً، ولهذا، لا بدَّ
أن يكون الوزير الأعظم للمستبدّ
هو اللئيم الأعظم في الأمة " !!
. > تحيل دلالة التمجّد في بعض مستوياتها
الدلالية داخل خطاب الكواكبي,
إلى معنى الشبيحة كقتلة للشعب :
التمجد, يقول الكواكبي, هو "
أن يتقلّد الرّجل سيفاً من
قِبَل الجبارين يبرهن به على
أنَّه جلاد في دولة الاستبداد
".وعندما يتحدث الكواكبي عن
حاشية المستبد فإن المجموع
الدلالي لكلامه يؤطر بدقة
الحقلَ الذي تحيل إليه دلالة
الشبيحة كقتلة و مجرمين . فهذه
الحاشية, كما يقول الكواكبي, "
أشقى خلق الله حياة, يرتكبون كل
جريمة وفظيعة لحساب المستبد "
. > إن الحاجة للشبيحة في النظام التسلطي
أمر حتمي, وحتميته نابعة من
الترابط البنيوي بين المستبد
وغياب المشروعية السياسية
لسلطته. مما يؤدي به إلى البحث
عن أدوات تحميه بالعنف وتكرس, من
خلال قهر أفراد المجتمع, سلطته
غير الشرعية. من هنا المستبد,
كما يقول الكواكبي, "لا يخرج
قط عن أنه خائن خائف محتاج
لعصابة تعينه وتحميه ". وتمتد
هذه العصابة وتتكاثر لتشمل "
القائد الذي يحمل سيف المستبد
ليغمده في الرقاب بأمر المستبد
لا بأمر الأمة ", والجندي الذي
" لايكاد يلبس كم السترة
العسكرية إلا ويتلبس بشر
الأخلاق, فيتنمر على أمه وأبيه,
ويتمرد على أهل قريته وذويه,
ويكظ أسنانه عطشاً للدماء لا
يميز بين أخ وعدو... ". عصابة
يستحيل معها الوطن جحيماً يحاصر
أبناءه ويئدهم أحياءً. وقد خاطب
الكواكبي هذا الوطن وكأنه يلحظ
بعين الغيب مستقبلَ بلده يجول
ويصول فيه شبيحة النظام التسلطي
: > " أيها الوطن... إلى متى يعبث خلالك
اللئام الطغام ؟ يظلمون بنيك و
يذلون ذويك ؟ يطاردون أنجالك
الأحباب ويمسكون على المساكين
الطرق والأبواب ...؟ ". > * * * > تنصرف دلالة التمجّد في خطاب الكواكبي
إلى المعنى الواسع للشبيحة
أيضاً, بوصفهم أبواق تضليل
وتزييف للحقائق, أدوات يهيمن
بها النظامُ التسلطي على
المجتمع, ويحتكر من خلالها
وظائفَ الدولة ومؤسساتها,
لتأبيد سلطته والإيهام
بشرعيتها السياسية والدستورية.
يقول الكواكبي عن المتمجدين /
الشبيحة بهذا المعنى الأخير ما
يلي: " المستبد يتّخذ
المتمجّدين سماسرة لتغرير
الأمة باسم خدمة الدين، أو حبّ
الوطن، أو توسيع المملكة، أو
تحصيل منافع عامة، أو مسؤولية
الدولة، أو الدفاع عن
الاستقلال، والحقيقة أنَّ كلّ
هذه الدواعي الفخيمة العنوان في
الأسماع والأذهان ما هي إلا
تخييل وإيهام يقصد بها رجال
الحكومة تهييج الأمة وتضليلها
" . > يقرر الكواكبي أن الاستبداد المشؤوم
يقوم على قلب الحقائق , مما
يستدعي جيشاً من الموظفين /
الشبيحة الذين يعملون, كل حسب
موقعه, في خدمة المستبد, من
إعلاميين وعلماء وأطباء و
مهندسين ورجال دين وأصحاب أموال...الخ.
وهؤلاء جميعاً, كما يجزم
الكواكبي, لا بد أن يكونوا
متصاغرين متملقين أذلة, أي
باختصار – شبيحة – حتى يقبل بهم
المستبد, ويدرجهم ضمن طاقم
القهر والتضليل الذي يستخدمه
إزاء المحكومين. > " الموظفون في عهد الاستبداد للنصح
والإرشاد يكونون من المنافقين
الذين نالوا الوظيفة بالتملق,
وما أبعد هؤلاء عن التأثير.. "
وفي مكان آخر يقول " لا يحب
المستبد أن يرى وجه عالم عاقل
يفوق عليه فكراً , فإذا اضطر
لمثل الطبيب والمهندس, يختار
الغبيّ المتصاغر المتملق " . > ومن علامات سياق الاستبداد التي
يلتقطها الكواكبي, اشتداد الحرص
في رؤوس الناس على التموّل
القبيح, بسبب سهولة تحصيل
الثروة بالسرقة من خزينة الدولة,
وبالتعدي على الحقوق العامة,
وبغصْب ما في أيدي الضعفاء. في
مثل هذا الفضاء يكثر الأثرياء /
الشبيحة أصحابُ رؤوس الأموال
الضخمة. وعدة الشخص في السياق
الاستبدادي, كي يتحول إلى
مليونير أو أكثر, على ما يقول
الكواكبي " هو أن يترك الدينَ
والوجدان والحياء جانباً, وينحط
في أخلاقه إلى ملاءمة المستبد
الأعظم, أو أحد أعوانه وعماله ...
ويتقرب من أعتابه ويُظهر له أنه
في الأخلاق من أمثاله و على
شاكلته, ويبرهن له ذلك بأشياء من
التملّق وشهادة الزور وخدمة
الشهوات والدلالة على السلب و
نحو ذلك.. " أي باختصار : أن
يغدو شبّيحاً !! > ولا يفوت الكواكبي الإشارة إلى
التساند والتكامل بين صنفيّ
الشبيحة, في هجماتهم الشرسة على
المجتمع خدمة للمستبد. وبخاصة
عندما يلحظ هذا الأخير وجودَ
بعض العقلاء بين صفوف الجماهير
الخانعة خوفاً وجهلاً, ويتوجس
من ساعة المساءلة والمطالبة
بالإصلاح. " عندئذ يرجع
المستبد إلى نفسه قائلاً :
الأعوان .. الأعوان.. الحملة
السدنة أسلمهم القياد وأردفهم
بجيش من الأوغاد أحارب بهم
هؤلاء العبيد العقلاء, وبغير
هذا الحزم لا يدوم لي ملك , بل
أبقى أسيراً للعدل معرّضاً
للمناقشة منغصاً في نعيم الملك,
و من العار أن يرضى بذلك من
يمكنه أن يكون سلطاناً جباراً
متفرداً قهاراً " . > * * * > وهو يفكك دولة الاستبداد ويبيّن آليات
عملها تمهيداً لوعي البدائل
وتهيئة للحكومة الشورية
والدولة المدنية؛ راح الكواكبي
يظهر قبحَ المستبد وشروره
وأفاعيله المشينة في حق محكوميه.
لقد قال بوضوح : إن دولة
الاستبداد دولة بله وأوغاد !
وعندما راح يبسط القول في أعوان
المستبد وأوغاد دولته, قاده
سردُه الحارق العميق إلى كلام
يليق بشبيحة زمننا. > تتشابه الأزمنة إذاً على الرغم من مرور
قرن على صرخة الكواكبي؟ ربما..
لكن لا بد أن نأخذ في الاعتبار
أخيراً الفارقَ في درجة
المشروعية السياسية والتاريخية
– والأخلاقية أيضاً – بين دولة
السلطنة العثمانية التي كان
الكواكبي يحيل إليها في حديثه
عن الاستبداد, وبين الدولة
الوطنية ما بعد الاستقلال, و
مآلاتها الراهنة بالغة القبح
والقساوة, والتي يمكن اختزالها
في معادلة مواطن / شبيح ! و ما
بينهما : دولة مختَطفة و مجتمع
مستباح . * باحث سوري. مؤلف كتاب ( خطاب
الجنون في الثقافة العربية). =========================== عادل عبد الرحمن الولايات المتحدة الاميركية على كل
المستويات وفي المنابر
الدولية، تخوض حربا ضروس ضد
توجهات القيادة الفلسطينية
الساعية لانتزاع إعتراف اممي
بالدولة الفلسطينية على حدود
الرابع من حزيران / يونيو 1967.
إدارة اوباما تنوب عن دولة
الابرتهايد العنصرية
الاسرائيلية في تعطيل جهود
السلام الفلسطينية. إدارة أوباما تغرق في متاهة الحسابات
الانتخابية ، الرئيس الاميركي
أغراه النوم في البيت الابيض،
فأسقط من حساباته المصالح
الحيوية للولايات المتحدة في
المنطقة العربية، وتناسى أن
الولايات المتحدة، هي الراعي
الاساسي لعملية السلام في
الصراع العربي - الاسرائيلي،
وحتى تناسى ما جاء في خطاباته
المختلفة بدءاً من خطاب القاهرة
في 4/6/2009 الى خطابه ما قبل الاخير
في 19/ 5 / 2011، التي اكد فيها على
ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة والديمقراطية
والمتواصلة جغرافيا على حدود
الرابع من حزيران 67، وحدودها مع
المملكة الاردنية يفصل بينها
البحر الميت والاغوار. تناسى
الرئيس الديمقراطي تقريبا كل ما
جادت به رؤيتة السياسية،
المتوافقة مع قرارات الشرعية
الدولية ومرجعيات عملية
السلام، وتذكر شيئا واحدا فقط،
الفوز بولاية ثانية، المربوطة
ربطا ديالكتيكيا مع حسابات
وسياسات دولة الارهاب المنظم
الاسرائيلية. وإنسجاما مع ما تقدم، أعلنت سوزان رايس،
مندوبة الولايات المتحدة هجوما
غير مسبوق على الامم المتحدة،
متهددة إياها بعواقب الامور،
وقطع الاستحقاقات المالية،
التي تدفعها أميركا لموازنة
المنظمة الدولية، ومقدارها (600)
ستمائة مليون دولار اميركي،
والتي تعادل تقريبا ثلث القيمة
الاجمالية للموازنة، في حال
إعترفت الامم المتحدة بالدولة
الفلسطينية على حدود الرابع من
حزيران / يونيو 1967؟! وقبل الرد على التصريح الساذج للمندوبة
الاميركية، يتساءل المراقب، هل
قدمت الولايات المتحدة تصورا
جديا كراعي اساسي لعملية
السلام، ورفضتة القيادة
الفلسطينية؟ واذا كان الرئيس
الاسود مازال متمسكا بما جاء في
خطابه في 19 ايار مايو الماضي ،
لماذا لا يقوم بعرض خطة سلام
جديدة ترتكز على ذلك لتفعيل
عملية السلام على المسار
الفلسطيني - الاسرائيلي؟ وهل
تعتقد الادارة الاميركية، ان
المشكلة في التوجهات
الفلسطينية المعززة لخيار
السلام، أم في الانتهاكات
الاسرائيلية الخطيرة، التي
هددت، وتهدد التسوية السياسية
من اساساتها؟ وهل تعتقد
الولايات المتحدة، ان القيادة
الفلسطينية تسعى للتصادم معها
في اي محفل من المحافل الدولية؟
ألآ تعتقد إدارة اوباما، ان
الفلسطينيين تجاوبوا مع الرؤى
الاميركية المتعاقبة منذ
التوقيع على اتفاقيات اوسلو عام
1993 وحتى الان، ولم تفكر يوما في
اي تصادم مع الادارات الاميركية
المتعاقبة، ليس لانها راضية عن
الاداء السياسي الاميركي، انما
لانها تدرك أن الولايات المتحدة
تملك كل الاوراق الكفيلة بإنجاح
التسوية او تعطليها، فضلا عن ان
موازين القوى المحلية والعربية
والاقليمية والدولية لا تصب في
صالح المصالح الوطنية او
القومية في حال نشبت مواجهة مع
الولايات المتحدة؟ إذاً لماذا تتجاهل الادارة الاميركية
المواقف العربية والفلسطينية
الايجابية تجاهها، وتجاه
سياساتها؟ لماذا تُّصر أميركا
اوباما على تعميق حالة العداء
ضدها في اوساط الشعوب العربية؟
وهل هذه هي القراءة الموضوعية
والعلمية لآفاق الثورات
العربية؟ ولماذا لا تكيل بذات
المكيال مع حكومة نتنياهو
المتطرفة والمعادية للسلام؟ وبالعودة للسيدة رايس وهجومها الساذج،
الذي تكشف من خلاله عن عقم
السياسة الاميركية. يا حبذا لو
تفعل ذلك الادارة الاميركية،
حتى تتعمق الرؤية الدولية في
اوساط الاقطاب والدول
المختلفة، الرافضة لسياسة
البلطجة الاميركية. وتتعمق
عملية البحث الجدي في اوساط دول
العالم عن إيجاد دولة مقر للامم
المتحدة غير الولايات المتحدة.
التي إستباحت ومازالت تستبيح
المنظمة الدولية. وامتهنت
الكرامة الاممية من خلال فرض
سطوتها المتنافية مع ابسط قواعد
القانون والاعراف والمواثيق
الدولية. الادارة الاميركية تتخبط في توجهاتها
المعادية للمصالح الوطنية
الفلسطينية والقومية العربية،
التي تقف القضية الفلسطينية على
رأسها شاء الملوك والرؤوساء
العرب ذلك او لم يشاؤوا، هي
الحقيقة، التي لا مجال للهروب
منها مهما حاولوا التلاعب
والالتفاف على محورية القضية
الفلسطينية. وفي حال واصلت
الولايات المتحدة معاداة
المصالح الفلسطينية والعربية،
فإنها ستكرس سياسة الكراهية
والعداء ضد الولايات المتحدة في
اوساط الشعوب العربية، مع ما
يعنيه هذا الشعور من تداعيات
على مستقبل العلاقات الاميركية
- العربية، وعلى مصالح اميركا
الشمالية في المنطقة العربية. لذا على الرئيس اوباما ووزيرة خارجيتة
ومندوبتة في الامم المتحدة، ان
يعيدوا النظر في سياساتهم
العدائية للعرب عموما
والفلسطينيين خصوصا، لما في ذلك
من حرص على المصالح الاميركية،
وعلى مصالح شعوب الامة العربية
ودولة الابرتهايد الاسرائيلية،
ودفع عملية السلام للامام وفق
ما طرحه الرئيس الاميركي في
القاهرة 2009 وفي وزارة الخارجية
الاميركية الشهر الماضي. ===================== إبراهيم اليوسف إذا كان بعضهم ينظر إلى زهرة "عباد
الشمس"، بأنها تتوق إلى
الضوء، وتدور حيث كانت أشعة
الشمس، فإنّ لهذه الزهرة في
الموروث الكردي الشعبي دلالة
أخرى، معاكسة، إذ ينظر إليها
وفق هذه الرؤية، بأنها غير
ثابتة، وهي تبدّل وجهتها في كل
الاتجاهات، تماشياً مع حركة
دوران الشمس، لتمتص من ومحاتها،
وضوئها أكبر قدر ممكن من
عطائها، الدفاق، تختزنه في
مستودعاتها الخاصة، وفق
طبيعتها التي تميزها عن سواها
من الزهور، والنباتات، بل
والأشجار. ولعل هذه الزهرة،
تصلح لتكون رمزاً، خارج السجل
النباتي ،و صورة عن عوالم هؤلاء
الذين لا هم لهم، إلا الهرولة
وراء مصالحهم، مبدلين آراءهم،
بين ليلة وضحاها-بحسب تعبير د.
فاطمة الصايغ-التي ترى بأن
الثورات الشعبية التي تمت من
حولنا، جعلتنا نتعرف على مثل
هذا الأنموذج بأكثر، وتكشف زيف
بعضهم على نحو أسرع. وإنه لمن
سوء حظ كل من هو غير متجانس مع
نفسه، ودأب أن يبدل آراءه،
ومواقفه تبعاً لبارومتر
اللحظة، والمنفعة، أننا نعيش
الآن عصر الصورة الإلكترونية
التي من شأنها أن تتابع مواقف
هذا الأنموذج، وتبين زئبقيتها،
وزيفها، أنى تطلب الأمر، وإن
هذه الصورة الإلكترونية، تشكل
تحدياً لكل من لا يستقر على رأي،
ليس بدافع تغيير وجهة النظر،
وفق ظهور معطيات جديدة، في كل
مرة، بل لأنه يبدل آراءه-كما
جواربه-استجابة للمكاسب الآنية
الزائلة، بعيداً عن متطلبات
التطور، أو المتغيرات التي
تفترض تغيير الرأي. وشخصية
المنقلب على رأيه، شخصية تدفع
إلى الرأفة بها، إذ لا يمكن
التعويل عليها، فهي شخصية
متبدّلة، متحوّلة، كثيرة
الانعطافات، ضمن فضاء اللحظة
الواحدة، بعيداً عن سطوة أي
مؤثر رؤيوي، مشروع، لذلك فهي
تتخذ مساراتها وسط قطر دائري
يصل إلى ثلاثمئة وستين درجة،
هاجسها في كل مرة الهرولة وراء
أعطية هنا، وأخرى هناك، لأن مثل
هذه الأعطيات هي المحرك الرئيس
لها، وهي تكمن وراء انزلاقها،
وارتمائها،في كل مرة، على نحو
يدعو للرثاء والسخرية في آن.
وغير بعيد عن مثل هذا الأنموذج،
يمكن الحديث عن مثقف آخر، يعرف
على امتداد الشريط الزمني
لتاريخه، بمواقفه المقبولة، من
قبل وسطه، إلا أنه –وفي لحظة
مباغتة- يدوس على هذا التاريخ
النضالي، الشخصي، مهرولاً وراء
بريق منفعة، أو مكانة،
افتراضية، وهو ما جعل عامر
الأخضر يتحدث عن أن بذرة السقوط
لدى هؤلاء موجودة، في الأصل،
وإن تتبع سيرهم يؤكد أن مواقفهم
السابقة، كانت غير نهائية، أو
تمت مصادفة، الانهيار الذي حدث
لهم، هو امتداد طبيعي لضبابية
رؤاهم، وتقنعهم، ولا يمكن أن
يبدر موقف مفاجىء عن أحدهم، على
نحو مباغت، بل أن لهذا التحول
الدراماتيكي لديهم جذوره،
المتأصلة، وإن كان صاحبه قد دفع
ضريبة ذلك، في مرحلة ما، بشكل
قاس، و كان من بين ذلك المطاردة
والسجن، وهو ما يدعو إلى الحزن
الحقيق عليه، لأنه يخون رسالته،
وإن كان لدى المثقف-دائماً- ما
يمكن أن يلجأ إليه، في سياق
تسويغ موقفه، حتى عندما يكون
غير صائب، إن هذا الأنموذج
الثقافي، لا يخسرنفسه-فحسب-
عندما يتعرض للترجرج،
والاهتزاز، والتبدل، ليصح فيه
قول الشاعر: ولا خير في ود امرىء متقلب إذ
الريح مالت مال حيث تميل. ===================== في سورية بقايا نظام على
وشك السقوط ... بين جمعة صالح
العلي وجمعة سقوط الشرعية نبيل شبيب احترقت أوراق النظام القمعية، واحترقت
أوراقه شعبيا، واحترقت أوراقه
إقليميا، واحترقت أوراقه دوليا..
ولم يبق سوى السقوط، بعد أن
تحوّل خلال 100 يوم من مواجهته
اللاعقلانية للثورة الشعبية من
نظام استبدادي فاسد، يرغي
ويزبد، إلى مجرد نظام شبيحة
تبدّل ألبستها على حسب الإخراج
الذي يراد لمهمتها، من فرق موت
إلى عناصر قمعية، إلى حرس
مندسين بين المتظاهرين،
المؤيدين.. وإلاّ.. فالوظيفة في
خطر ومكان العمل في خطر ومقعد
الدراسة في خطر وأفراد العائلة
في خطر بل وصل الأمر في إخراج
"حملة التأييد" الأخيرة
إلى حجز الهوية الشخصية فأصبحت
في خطر أيضا، فكأن الجنسية
السورية تحوّلت إلى جنسية في
غابة!.. كان مشهد الأيام الستة الفاصلة ما بين
جمعة "صالح العلي" وجمعة
"سقوط الشرعية" (وهو عنوان
رمزي: فما كان للنظام مشروعية
سابقة لتسقط الآن، إنما يسقط هو
لأنه قائم دون مشروعية منذ
عشرات السنين).. كان مشهدا
حافلا، بألوان ثلاثة، لون
الكرامة والحرية الذي أصبح في
هذه الأثناء يملأ المدن والقرى
السورية، جميعا، ليلا ونهارا..
ولون البهرجة التي حاول النظام
اصطناعها عبر ما سمّاه "مظاهرات
التأييد" ولا يليق لون
البهرجة بمرحلة السقوط.. ولون
السواد القاتم على وجوه
المتحدّثين الرسميين
والمتحدثين الأتباع المعبر عن
خليط من شعور العزلة والقلق
والسخط، فقد أصبح المأزق الذي
وضع النظام نفسه فيه دون مخرج. سقوط القمع الاستبدادي في مذبحة نظام
الشبيحة في انتشار مظاهر التعبير عن الثورة
الشعبية يوميا وفي كل مكان (أثناء
كتابة هذه الكلمات يوم 23/6/2011م
تنطلق أولى المظاهرات الشعبية
الاحتجاجية في بلدة مصياف التي
كان يعتبرها النظام من "معاقله")
ما يكشف عن احتراق أوراق النظام
القمعية، ومن الأمانة القول،
إنّ من يعيش أحداث وطنه من خارج
الحدود وقد حُرم استبدادا
وطغيانا من وطنه وأهله، قد
اكتسب في هذه الأثناء الاطمئنان
المطلق إزاء انتصار الثورة
المحتم، بعد أن كان ينتابه إلى
وقت قريب القلق بين جمعة وأخرى
مع التساؤل: هل سيستمر تصعيد
الثورة؟.. فالقمع همجي شديد..
وكان يأتي الجواب جمعة بعد أخرى:
البطولة الشعبية أعظم وأقوى
وأرسخ وأمضى من القمع ومن
يمارسونه، أو التساؤل: هل ستجد
الثورة مزيدا من التأييد شعبيا
رغم الوعود المضلّلة المغرية؟..
وكان يأتي الجواب جمعة بعد أخرى
بما يعبر عن المثل الشعبي
المعروف في سورية: "من جرّب
المجرّب فعقله مخرّب"، ولم
يسبق أن نفّذ هذا النظام وعدا
كريما واحدا، إنّما كان ينفّذ
دوما ما يطلقه من "وعيد
وتهديد" وزيادة.. وليست عقول
أفراد الشعب الثائر من جميع
الفئات والأطياف عقولا قاصرة،
فلا يمكن تصديق وعود "إصلاح"
لا يملك النظام أهلية لتنفيذها
أصلا، فأوّل خطوة "إصلاح"
حقيقي تحتاج سورية وشعبها إليه
هو زواله، والنظام لا يتقن فنّ
التراجع الكريم ولا أن يحفر
قبره بنفسه وإن تمرّس في العمل
على حفر المقابر الجماعية
للثائرين، بل وحفر القبور
لأعوانه الأقربين إذا قدّر أن
ذلك يحقق له البقاء فترة أخرى من
الزمن. احترقت الأوراق القمعية.. من فرق الموت،
الشبيحة، القناصة، العناصر
القمعية المدربة الفاسدة،
العناصر العسكرية المسلّحة
المخصصة للقمع داخل الجيش وفي
صفوف "الأمن" والشعب.. احترقت الأوراق القمعية.. (لم تُستخدم
غازات مسيلة للدموع أو الرصاص
المطاطي أصلا) من الرصاص الحيّ..
المصفحات.. المدفعية.. الدبابات..
المروحيات.. احترقت الأوراق القمعية، ترهيبا،
اعتقالا، تعذيبا، تشريدا،
تدميرا، تقتيلا.. واغتصابا
وهتكا للأعراض، وترويعا بتعذيب
الأطفال وإعادة جثامينهم
الطاهرة مشوّهة لأهليهم،
وضغوطا على الأسر من الثائرين
الشرفاء عبر تعذيب ذويهم
وأقربائهم.. ناهيك عن "الشبيحة
الإعلاميين" المثيرين للضحك
وسط المأساة وآلامها.. لم يبق أن يستخدم النظام القمعي
الاستبدادي الفاسد إلا أسلحة
الإبادة الشاملة، ولا يبدو أنّ
ما يمنعه من استخدامها انتسابٌ
ضيّعه إلى سورية الوطن، بل وهم
جنوني يتملّكه أنّ سورية "مزرعته"
فلا ينبغي إحراقها وإبادة من
يعتبرهم عبيدا وإماء فيها!.. احترقت الأوراق القمعية لأنّ شعب سورية
الثائر أحرقها بتضحياته، بدماء
شهدائه، بعذابات معتقليه،
بصمود شبابه ونسائه وشيوخه
وأطفاله، بتلاقيه من أقصى سورية
إلى أقصاها على تسجيل بطولات
ناصعة سامية مشرّفة في جبين
التاريخ، يمحو بها وجود القمع
ومن يمارسونه من مستبدين فاسدين
مارقين.. ومَن تحترق أوراقه
القمعية من هؤلاء يصبح -شاء أم
أبى، وتَمَسْكن أم تبجّح، وأعرب
عن قلقه عابسا أو عن مجونه
مقهقها- قاب قوسين أو أدنى من
السقوط.. وسيسقط. اهتراء وعود الإصلاح الترقيعي في مذبحة
المراسيم كانت الفضائية السورية يوم الأربعاء
22/6/2011م مستنفرة لبذل محاولة
أخرى من المحاولات المتكررة
للقول إن النظام الاستبدادي
الفاسد في سورية "صادق" في
العمل على إصلاح نفسه، وركّزت
بصورة خاصة على ما سُمّي رسميا
"مسوّدة مشروع قانون أحزاب"
جديد. وعندما يخطّ القلم شيئا عن ذلك يشعر صاحبه
أنّه "يتحدث لنفسه"، فلم
يعد يوجد عاقل ينتظر من هذا
النظام إصلاحا، إنّما انتشر
تعليل ذلك بشيء من التعميم: وعد
وأخلف مرارا، نفذ بعض الوعود
وأرفقها بألغام تفرغ الحصيلة من
محتواها، لم يتعرّض -حتى في حدود
وعود كاذبة- إلى جذور الاستبداد
والفساد واكتفى ببعض الفروع
والمظاهر.. ليس في هذا التعميم عزوفا عن التأمّل
الموضوعي، إنّما أصبح كل من
يتحدّث عن قضية سورية وثورة
شعبها يفتقد من الأصل الإحساس
بجدوى الخوض مرة بعد مرة في وعد
بعد وعد وفي إجراء بعد إجراء
ليصل باستمرار إلى النتيجة
ذاتها: لم يكن هذا النظام
الاستبدادي الفاسد، من رأسه إلى
أخمص قدميه، جادّا مرة واحدة في
أي وعد أو إجراء تحت عنوان
الإصلاح.. "مسوّدة.. مشروع.. قانون الأحزاب" إن
تحوّلت إلى قانون فعلا فقد
تحتاج إلى فترة زمنية أطول من
الفترة المتبقية لسقوط النظام.
والتركيز الإعلامي الدعائي
المضلّل عليها الآن هو من قبيل
ردّ فعل استعراضي يائس على
افتقاد الحدّ الأدنى من الثقة
بالاستبداد وما يصنع، فالنظام
في مأزق كبير: إن أصلح فعلا.. سقط
تلقائيا، وإن لم يصلح.. سقط
راغما، وإذا استمات في أمر فهو
يستميت في متابعة محاولات "البقاء..
دون إصلاح"، ويكفي لبيان ذلك
ذكر بعض العناوين حول تلك "المسوّدة"
دون تفصيل.. لا تستحقه: 1- اللجنة التي وضعت صياغة المسوّدة
شكّلها الحاكم الفرد المستبدّ
بمرسوم.. 2- لجنة الأحزاب التي تقبل أو ترفض تشكيل
حزب جديد تتشكل وفق نص المسوّدة
من شخص يمثل السلطة التنفيذية
من النظام القائم.. الاستبدادي
الفاسد (والسلطة التنفيذية
تتشكل وتُحاسب وتُلغى وتُعدل
وفق إرادة الحاكم الفرد
المستبدّ بمرسوم) وشخص يمثل
الجهاز القضائي الذي سبق أن
شوّه بنيتَه الهيكليةَ النظامُ
القائم.. الاستبدادي الفاسد (والجهاز
القضائي كلّه خاضع تشكيلا
ورئاسة عليا للحاكم الفرد
المستبدّ ولمرسوم يمكن أن يصدره
متى شاء وأن يلغيه متى شاء.. أيضا
بمرسوم) وتتألف اللجنة علاوة
على ذلك من ثلاثة أشخاص آخرين
يوصفون بشخصيات اعتبارية من
المجتمع، ويجري تعيينهم في لجنة
الأحزاب وفق مسوّدة مشروع قانون
الأحزاب الجديد، من جانب الحاكم
الفرد المستبد بمرسوم!.. 3- المسودة.. إذا انفسح المجال لتصبح
قانونا، فلا يمكن أن يتم ذلك إلا
عن طريق ما يسمّى مجلس الشعب،
وليس لمجلس الشعب في الوقت
الحاضر وجود أصلا، فقد انتهت
فترته الزمنية، ولا ينتخب سواه
إلا عندما يريد ذلك الحاكم
الفرد المستبد.. بمرسوم،
والبديل من أجل إصدار القانون
هو إرادة الحاكم المستبد الفرد..
فهو مخوّل وفق النصوص الدستورية
الفاسدة بأن يصدر في غياب مجلس
الشعب اي قانون يريد.. بمرسوم. 4- على افتراض تحوّل مسوّدة المشروع.. إلى
قانون، في سورية التي يدوس
حاكمها الفرد المستبد على
القوانين جميعا، القديمة
القويمة والمنحرفة المصنوعة في
حقبة الاستبداد الطويلة، فإن
سريان مفعول القانون لا يعني
إلغاء الوضع "الحزبي
الاستبدادي" الشاذ الذي
صنعته مادة في دستور فقد
مشروعيته منذ إقراره عام 1973م
بعد مسلسل الانقلابات التي
أوصلت إلى هذا الاستبداد الفاسد..
والتي اشتهرت بالمادة الثامنة
التي جعلت من "حزب البعث" (وسبق
تصفية قادته التاريخيين وتعطيل
أجهزته إلا في حدود توظيفها
لتنفيذ الإرادة الاستبدادية
الفاسدة) هو الحزب القائد في
المجتمع والدولة.. أو بتعبير
أصحّ: المتسلّط على المجتمع
والدولة، بدءا بما يسمى مجلس
الشعب، مرورا بالنقابات جميعا،
انتهاء بالمدارس والجامعات. وقد
ذكر أعضاء اللجنة التي وضعت
المسودة عبر التلفزة الرسمية
السورية، أنّ هذه المادة لا
يمكن إلغاؤها أو تعديلها الآن
بمرسوم.. فلا يمكن أن يُطالب
الرئيس -حسب وصفهم- بتجاوز
الدستور، والتعديل يتطلب "دستوريا"
قرارا من مجلس الشعب، ومجلس
الشعب غير موجود!.. 5- ولكنّ المتحدّثين باسم النظام
الاستبدادي الفاسد ولجانه
وحزبه ورئيسه، أشاروا في الوقت
نفسه إلى أن الدسترو كلّه "ورقة"
في يد الحاكم الفرد المستبدّ،
فهو يملك في غياب مجلس الشعب، أن
يصدر "مرسوما يتكشيل لجنة
لصياغة دستور بديل، ثم يصدر
مرسوما لإجراء استفتاء شعبي، ثم
يصدر مرسوما لتحديد أنظمة
إجرائه ولجان الإشراف عليه.. إلى
آخره.. إلى آخره.. فيولد "دستور
جديد" عبر "مذبحة مراسيم"
جديدة!.. ومعذرة للقارئ الكريم.. فكاتب هذه السطور
يدرك أن تفصيل الحديث في هذه
الصورة الكاريكاتورية لنظام
حكم قائم على مذبحة مراسيم،
ومذابح أخرى للدستور
والقوانين، وللأجهزة والسلطات،
وللشعب في الشوارع والساحات..
تفصيل أصبح من قبيل الكلام
المزعج الثقيل، فلم تعد توجد
حاجة حقيقية لتقديم الأدلّة على
أن أوراق النظام الاستبدادي
الفاسد على صعيد مزاعم "الإصلاح"
قد احترقت جميعا، من قبل إطلاق
الميليشيا المدججة بالأسلحة
الثقيلة، المقحمة على تركيبة
الجيش الوطني السوري، لتفتك
بالمدن والقرى السورية وأهلها
فور "إلغاء حالة الطوارئ"..
ومن قبيل إطلاق فرق الموت من
شبيحة النظام وقناصته وعناصره
القمعية لتعتقل بضعة عشر ألف
إنسان سوري جنبا إلى جنب مع
إصدار "مراسيم" عفو المجرم
عن الضحية.. ومن قبل مسلسل تسليم
جثث الأطفال المعذبين في
المعتقلات إلى ذويهم فور إلغاء
وجود "محكمة أمن الدولة"
الإجرامية. ومن احترقت أوراق مزاعمه أن يصلح نفسه، لا
يمكن أن يجد عاقلا "يحاوره"
على إصلاح يستحيل تحقيقه
بمشاركته، ولا يمكن أيضا أن يجد
عاقلا يصدّق وجود "نسبة"
عالية من الشعب تؤيده لمجرّد
أنّه ما زال قادرا على أن يطلق
مظاهراتِ تأييد مبهرجة، جنبا
إلى جنب مع سيل دماء الضحايا،
وقد كانت مظاهرات التأييد وم
تزال تنطلق بأسلوب "الأمر"
بمرسوم، و"التنظيم" بعشرات
المراسيم من المستويات
الاستبدادية الأدنى، الموزعة -تحت
طائلة التهديد- على البلديات
والمدارس والدوائر الرسمية
والمصانع والمزارع.. ولئن صدقت
هتافات المؤيدين -وما هي بصادقة-
فهي مرفوضة جملة وتفصيلا،
بتقديسها للحاكم الفرد المستبد
ومراسيمه الاستبدادية، فمن
المستحيل أن يكون النظام
الاستبدادي الفاسد قد حوّل فعلا
شعب سورية إلى "قطيع".. وقد
لا يصدّق العقلاء أن بعض من
يدافعون عن النظام عبر التلفزة
السورية كانوا يتحدثون -جادّين-
في يوم الأربعاء 22/6/2011م عن "ضرورة
إعادة الخراف الضالّة إلى
القطيع" وأن هذا ما يعبّر عنه
"كرم الرئيس" عبر "مراسيم
العفو" التي يصدرها.. إنّه "نظام" -واستخدام هذه الكلمة..
مجازي- لا يحرق أوراقه فقط بل
يحرق نفسه أيضا. نفق العزلة العربية والإقليمية والدولية لم يكن خافيا أن "الهجوم المضادّ"
الذي أطلقه النظام الاستبدادي
الفاسد ضدّ شعب سورية الثائر،
حمل عناوين شتى، متناقضة مع
بعضها بعضا، غوغائية في
دلالاتها المزوّرة وفي
صياغتها، من مندسين ومخربين
ومتآمرين وعملاء وسلفيين
وإرهابيين وعصابات إجرامية،
وأن هؤلاء الذين حدّد الحاكم
الفرد عددهم مؤخرا بأربعة وستين
ألفا، هم المفسدون.. وليس "المتظاهرين"
السلميين من أبناء الشعب.. "الذي
حُرم من حق التظاهر" وأنهم
يحرّضون على ما لم يمكن القبول
به: سقوط النظام، بدلا من
المطالب المشروعة بالإصلاح!.. من بين هؤلاء المتهمين التلميذان
الشهيدان تحت التعذيب: حمزة
الخطيب، وتامر الشرعي،
ورفاقهما من "أطفال درعا"
الذين اعتقلوا فور اندلاع
الثورة وعذبوا "جزاء" على
كتابتهم عبارات على جدران مساكن
درعا الأبيّة، تدعو إلى إسقاط
النظام!.. ومن بين هؤلاء.. أصغر شهداء الثورة: مؤمن
إبراهيم حمودة، قبل أن يتجاوز
السابعة من عمره، من بلدة إزرع
جنوب سورية الثائرة. ومن بين هؤلاء أكثر من 11 ألف مشرّد، من
الأطفال والبالغين، والنساء
والرجال. لا يبدو أن الحاكم المستبد قادر على
استيعاب أنّ ما لا يمكن أن
يصدّقه هو نفسه من مزاعمه
الكاريكاتورية وسط المأساة،
يمكن أن يصدّقه سواه، في أي مكان
من الأرض. ولم يكن أحد يصدّقه من قبل، فأوضاع سورية
منذ 1970م "ورقة مفتوحة" أمام
القريب والبعيد، الصديق
والحليف والعدو، عربيا
وإقليميا ودوليا، وما كان
التعامل معه قائما على أساس "تصديق
ما يقول" بل على أساس التلاقي
معه على أهداف مرفوضة، وقواسم
مشتركة مرفوضة، سواء فيما يجري
تنفيذه ضدّ العرب والمسلمين عبر
أنظمة استبدادية أخرى داخل
بلدانهم، أو عبر قوى الهيمنة
الدولية من خارج حدودها. وكثيرا ما قيل في مواكبة الثورة الشعبية
في سورية "إنّ ما يطرحه
النظام يأتي متأخرا.. فلا يفيد"،
والتعبير الأصح: أنّ "صياغة"
ما يقول به من وعود مزوّرة، تأتي
متأخرة عن مجرى الثورة، فلا
يمكن لأحد أن يستخدمها ذريعة من
أجل إعلان تأييد أو تسويغ لما
يصنع على الأرض. لقد تحجّر النظام عبر اللغة التي
يستخدمها منذ عشرات السنين
ففاته قطار "ابتداع"
أكاذيب جديدة قابلة للتعامل
معها الآن. الثورة.. مؤامرة، والمطالب المشروعة
بتغيير النظام.. مرفوضة،
والإصلاحات الموعودة.. كاذبة
مكشوفة!.. لقد أسقط رأس النظام وأتباعه من "السياسيين"
أنفسهم بأنفسهم في مأزق
استبدادي أسود وقمعي دامٍ لا
يستطيعون الخروج منه.. إلا
بإخراجهم راغمين. لهذا يفتقد النظام حتى التأييد المتبجّح
المعتاد من جانب حلفائه
الأقربين.. فقد باتوا يضعون في
حساباتهم سقوطه رغما عنه وعنهم..
ومن شاء فليقارن بين ما صدر من
"تصريحات التأييد" من جانب
إيران ومن جانب منظمة حزب الله،
في الأسابيع الأولى للثورة
الشعبية في سورية، والحذر
المتزايد في التصريح بذلك
التأييد (المستمر) الآن وقد بلغ
عمر الثورة زهاء 100 يوم فقط!.. ولهذا لم يعد النظام قادرا على الاعتماد
على الصديق التركي المجاور،
الذي سبق أن أنقذه من عزلة دولية
-بغض النظر عن النوايا والأغراض-
فالصديق المجاور لا يستطيع -ولو
أراد- أن يخاطر بسمعته داخليا
وفلسطينيا وعربيا ودوليا، وهو
يرصد كسواه حقيقة ما يجري على
الأرض الدامية ضحية القمع
الاستبدادي الهمجي. ولهذا أيضا ارتفعت أصوات الشرفاء من صفوف
التيار القومي العربي ومن صفوف
فصائل فلسطينية معروفة، بالردّ
على بعض الأصوات النشاز التي
أظهرت الاستعداد لتأييد ما
يرتكب النظام الاستبدادي من
موبقات داخل سورية، بذريعة
الخوف على منجزات "الممانعة
ودعم المقاومة"، فلا الثمن
الدموي يمكن القبول به أصلا،
ولا "بضاعة الممانعة ودعم
المقاومة" بلغت يوما من
الأيام مستوى "التعبئة
للتحرير". ولهذا لم تتحرّك أنظمة عربية صامتة -خشية
على نفسها من ربيع الثورات
العربية- كما تحرّكت في التعامل
مع ثورة الشعب اليمني مثلا
لإجهاضها، لمحاولة إنقاذ
النظام الاستبدادي في سورية
أيضا، فقد تجاوزت همجية قمعه
جميع الخطوط الحمراء، حتى
بمقاييس من لا يرى فيما "يُصنع"
في اليمن تجاوزا للخطوط الحمراء.. ولهذا أيضا لم تعد القوى الدولية على
استعداد للمغامرة باتفاق جديد
مع النظام الاستبدادي في سورية،
يبقي عليه مقابل ثمن يدفعه، كما
كان عند إطلاق يده في لبنان، أو
كان يوم مشاركته في الحرب على
أرض العراق، أو كان يوم تعاونه
الاستخباراتي مع العدو -المتآمر
عليه اليوم..- تحت عنوان مكافحة
"الإرهاب"!.. ولا يزال النظام الاستبدادي في سورية
قادرا على رؤية بعض الحقائق
الموضوعية وإن أنكرها، ليعلم أن
الاصوات الروسية والصينية التي
ما تزال تدافع عنه في المحافل
الدولية، سبق أن دافعت عن سواه
وتراجعت في لحظة حاسمة، كما كان
مع حكام العراق وإيران وليبيا
وسواهم من قبل. ولهذا شهدنا في الأيام الستة الفاصلة بين
جمعة صالح العلي وجمعة سقوط
الشرعية، ما يعبّر بصورة مباشرة
عن انسداد آفاق القدرة على
التحرك عربيا وإقليميا ودوليا،
والتخبط في الحديث عن ذلك مع "محاولة
الهروب إلى الأمام" على ألسنة
رأس النظام وأبرز تابعيه. لم يعد يسري هذا فقط على ما يسمّى "إعلاما
رسميا سوريا".. مقابل سائر
وسائل الإعلام في الدنيا!.. أو على جولات "دون كيشوتية" تخوضها
أبواق تقول مساء ما تنكره
صباحا، في معركتها مع "شهود
العيان.. والناشطين وسط النار..
والمصوّرين تحت الرصاص..
والناشرين في الشبكة رغم الحصار. من المضحك المبكي أن يلجأ راس النظام
وابرز تابعيه في اللحظة الحاسمة
بين الاستبداد والسقوط إلى
أسلوب هزلي يتطابق مع تلك
الصورة الكاريكاتورية المعروفة
عن "مجنون يصرخ: كل الناس
مجانين وأنا وحدي العاقل"!.. هل تختلف هذه الصورة عن صورة وزير خارجيةٍ
لا يستطيع أن يزور بلدا واحدا في
العالم، وهو يثير الإشفاق عليه
لو استحقه، في جميع ما قال،
كرئيسه من قبل، ومن ذلك كمثال
واحد من بين عشرات الأمثلة، إنه
"يمحو" أوروبا من الخارطة
العالمية، فليس لديه سوى هذا
الجواب على حقيقة أن الحكومات
الأوروبية لم تعد تملك -أمام
الرأي العام لديها- القدرة
للتعامل معه بعد اليوم،
فاعتبرته فاقدا للشرعية، وهي لا
تملك أن تسحب منه الشرعية -هذا
صحيح- إنما ليس له مشروعية
ليسحبها أحد منها، فما أعطاه
الشعب في سورية "المشروعية"
في أي يوم من الأيام!. إن "عزلة النظام" عربيا وإقليميا
ودوليا لا تعني قطعاً أنّ
الساسة الذي يعزلونه، ويقولون
إنهم يريدون أن يلاحقوا رموزه،
ينطلقون بالضرورة من منطلق تطلع
شعب سورية الثائر إلى انتزاع
حريته وكرامته بدماء ضحاياه،
ولكن تعني أن هذا النظام لم يعد
يجد لنفسه مرتكزا يستطيع
الاعتماد عليه ليستمر
بالمساومات والممانعات والحلول
الوسطية، منفردا في ممارسة
تسلّطه الاستبدادي الفاسد، رغم
إرادة الشعب الثائر، وبات لا
يملك أكثر من القول إنّه سيحاصر
العالم كله، ويعزل العالم كله،
لينفرد بنفسه وبشبيحته
وبدبابات فرق الموت، ليعمل
منفردا من أجل البقاء.. رغم
إرادة الشعب. وهو يعلم.. أنّ الشعب -وليس العالم من
أقصاه إلى أقصاه- هو الذي يجيب،
في جمعة سقوط الشرعية وما
بعدها، كما أصبح يجيب في كل يوم
وليلة، أن الشعب الأبي البطولي
الثائر، لن يسقط.. وسيسقط النظام
الاستبدادي الفاسد.. راغما، ومن
طبيعة اللحظات الأخيرة عند
الاحتضار، أن يكثر الهذيان. ======================== التنسيق السري بين
إسرائيل والنظام السوري .. (
الثورة المضادة ) محمد ديناوي بعد التصريج المشهور لمخلوف ابن خال
الرئيس السوري والذي أطلقه من
العيار الثقيل في مقابلته مع
صحيفة نييورك تايمز الأمريكية
وهو يتحدث باسم ( النخبة ) التي
تحكم سورية ، والتي هدد فيها
بحرب أهلية والقتال حتى النهاية
! ووجه فيها رسالة لإسرائيل بأن
أمنها واستقرارها من أمن
واستقرار سورية . "إذا لم يكن
هناك استقرار في سوريا ، فمن
المستحيل أن يكون هناك استقرار
في إسرائيل " وبعبارة أوضح
نحن الذين حرسنا حدودكم
ومنحناكم الأمن الحقيقي من
أريعين سنة ، بعيدا عن الفقاعات
الإعلامية والتصريحات العنترية
لأسباب مهنية وضرورات
دبلوماسية تقدرون أسبابها ولا
تخفى عليكم أهدافها ، واليوم
عليكم تقدير هذا الصنيع ورد ذاك
الجميل بمثله ، لأننا اليوم في
أشد الحاجة إليه . يبدو أن إسرائيل أخذت تصريح مخلوف على
محمل الجد ، وفعلا بدأت العمل
والتنسيق السري للحفاظ على
النظام كنوع من رد الجميل على
الخدمات الجليلة على مدى أربعين
عاما من عهد الإبن وأبيه . ظهرت آثار هذا التنسيق السري في الأحداث
التي أعقبت ذلك ، ويمكن أن نذكر
أهمها حتى تاريخه : 1 - قامت القناة الإسرائيلية الثانية
بفبركة مقابلة مع عبد الحليم
خدام نائب الرئيس السوري السابق
. اتهمته فيها
بتلقي أموال من أمريكا وأوربا
بهدف إسقاط النظام مقابل
الإعتراف بإسرائيل ، وقد سارعت
القنوات السوداء الحليفة
السرية لقناة إسرائيل الثانية
بتلقي الخبر ونقله على محطاتها
التضليلية المشبوهة ، وقد أصدر
المكتب الإعلامي للسيد عبد
الحليم خدام نفيه لهذه المقابلة
المزعومة وأكد أنها مفبركة
وصناعة إسرائيلية ، ونفى جميع
التهم وفند أقواله وحججه ولخصها
بتسع نقاط في بيان أصدره في 15
أيار 2011 . 2 - قامت القناة الإسرائيلية الثانية أيضا
بعد ذلك بفبركة مقابلة قديمة
للمراقب العام السابق للإخوان
السوريين . كان قد أجراها
الأستاذ علي صدر الدين
البيانوني مع قناة إسبانية عام
2005، والتي نفى محتواها بدوره
جملة وتفصيلا من خلال قناة
الحوار وفند فحواها ، وبين أن
هذه المقابلة التي اجتزأ منها
واقتطع الكلام بشكل مبتور من
هنا وهناك مع التحريف والتغيير
، كانت مقابلة مع قناة إسبانية
في عام 2005 ، أقدمت إسرائيل على
فبركتها وبثها لاستغلال ّهذا
الأمر وتشويه صورة المعارضة ،
وكأن الإعلام كان على موعد أحر
من الجمر لالتقاط الخبر وبثه
مباشرة ، لا بل هذا ما يؤكد
التنسيق وربط الخيوط بين
إسرائيل والنظام السوري في
تزوير هذه المقابلة الزعومة
وفبركتها ، مع إن إسرائيل تعلم
حقيقة أن مثل هذه التوجهات
الإنبطاحية هي من المحرمات في
أدبيات وفكر وخطط ونهج وسياسة
الإخوان المسلمين ، ودونها خرق
العتاد ، وهاهم – المجتمع
الدولي - يحاولون مع حماس من
سنوات عديدة ويضغطون عليها من
القريب والبعيد لنزع مثل هذه
الاعترافات ولم يفلحوا بذلك ،
بل إن كلا النظامين المتحالفين
الإسرائيلي والسوري يعلمون حق
المعرفة لو كانت مثل هذه
الأفكار والطروحات تلقى صدى
وقبولا عند المعارضة السورية
وجماعة الإخوان المسلمين
تحديدا ، لكانت أمريكا ومن
ورائها إسرائيل قد دعموا
المعارضة وسلموها الحكم وطردوا
نظام الأسد وعائلته من أحداث
الثمانينات ، دون أن ينتظروا
إلى اليوم . 3 – تمثيلية التظاهر أمام مرتفعات
الجولان ومحاولة اختراق الحدود
. رتبت هذه المسرحية لتوجيه الأنظار عن
أعمال القمع والقتل في الداخل
السوري ، وثمنه التضحية ببعض
الشباب الفلسطيني ، مستغلين
وطنيتهم وحماسهم ، واللعب بهم
كورقة لتلميع صورة النظام
السوداء ، وإبرازه كنظام مقاوم
وممانع بعد صمت وتخاذل أربعين
سنة ، لم تطلق منها طلقة ولو حتى
دفاعا عن النفس وانتصارا
للكرامة التي دنستها إسرائيل
برجسها مرات عديدة ، وقد استغل
النظام السوري بعض أدواته من
أذرعته التي تقوم على أرض سورية
وتتعيش على فتات النظام المسموم
، كمطية لتنفيذ هذه المسرحيات
المفبركة ( على عينك يا تاجر ) . 4 - تغيير موقف كلينتون من الثورة السوربة .
بعد زيارة
نتنياهوالأخيرة لأمريكا تغير
موقف أمريكا من النظام السوري ،
وصرّحت كلينتون بأن الرئيس
السوري إصلاحي ، وقد قام
بإصلاحات لم يقم بها أحد في
المنطقة ! . وليست هي المرة الأولى التي تغير فيها
أمريكا رأيها وتركع تحت الرغبة
الإسرائيلية وتستجيب لطلبها ،
بل قد فعلته من قبل بضغط
إسرائيلي في 2005 ، عندما غيرت
رأيها من شعار تغيير النظام في
سورية إلى تغيير نهج النظام (
إصلاحه ) بحسب المفهوم والثقافة
الأمريكية ، وقد أكد ذلك الزعيم
الدرزي وحليف سورية الجديد وليد
جنبلاط بعد زيارة استطلاعية قام
بها لأمريكا يوم كان معارضا
لسورية ويهدد بتغيير النظام
السوري ! . قد سبق ذلك أيضا كثير من الأمور
والتفاهمات بين إسرائيل
والنظام السوري ، الذي يتشدق
بالمقاومة ويدعي الممانعة
ويزعم معاداة إسرائيل : 1 - سماح إسرائيل للقوات السورية بالتوغل
لمحاصرة درعا وقراها . سمحت إسرائيل للقوات السورية بالتوغل
داخل المنطقة المحرمة
والمنزوعة السلاح بين سورية
وإسرائيل على حدود الجولان ،
والتي لم تقترب منها القوات
السورية منذ عام 1973، وذلك لقمع
المتظاهرين ضد النظام السوري من
أبناء درعا وريفها في آذار
ونيسان 2011 . 2 – الأسد ملك سورية .... وإسرائيل ذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية في تقرير
بعنوان ( الأسد ملك إسرائيل ) أبدت الصحيفة حالة من القلق تنتاب
الأوساط الإسرائيلية خوفا من
احتمال سقوط نظام بشار الأسد ،
وأن الكثيرين من الشعب
الإسرائيلي يصلون من قلوبهم
للرب بأن يحفظ النظام السوري
الحالي برئيسه بشار . وأكدت الصحيفة أن تصريحات النظام السوري
ضد إسرائيل ليست سوى مجرد
شعارات واستخدمت كصمام أمان ضد
أية مطالب سورية شعبية من
الحرية والإصلاح ... ولم تنس
الصحيفة الإشارة إلى هذا النظام
المخادع الذي لم يقم بلإطلاق
رصاصة واحدة أو حتى صيحة خافتة
على الحدود منذ عام 1973 رغم زعمه
بعدائه لإسرائيل . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول في
النهاية تنظر إسرائيل للنظام
الحاكم في دمشق من وجهة نظر
مصالحها متفقين على أن الأسد -
الابن - مثله مثل أبيه محبوبا من
إسرائيل ويستحق بالفعل لقب "ملك
إسرائيل". 3 – مصافحة بشار الأسد للرئيس الإسرائيلي
( كاتساف ) كما سبق ذلك مصافحة الرئيس السوري بشار
الأسد للرئيس الإسرائيلي
كاتتساف مرتين أمام وسائل
الإعلام في جنازة البابا يوحنا
بولس الثاني بالفاتيكان ، وقد
كان ذلك برفقة رئيس إيران خاتمي
والذي تحدث بحميمية مع ابن بلده
( كاتساف ) الرئيس الإسرائيلي
السابق . 4 – دعوة حاخامات يهود إسرائيليين
وأمريكان لزيارة دمشق ولقائهم
ببشار . كشفت صحيفة «جيروزالم
بوست» الإسرائيلية أن السفير
السوري في الولايات المتحدة
عماد مصطفى وزميله المبعوث
السوري الدائم لدى الأمم
المتحدة بشار الجعفري، وجها
دعوة إلى الحاخام الإسرائيلي
يوشياعو بنتو لزيارة دمشق
والإقامة والصلاة على ضريح
أجداده في مقبرتهم في العاصمة
السورية ، كما حضرا- عماد مصطفى
والجعفري - حفل زفاف ابنة جاك
أفيتال رئيس تحالف اليهود
السيفارديم في بروكلين ، ووجها
دعوة باسم الحكومة السورية
للحاخام الإسرائيلي بنتو عن
طريق أفيتال لزيارة دمشق حيث أن
أحد أسلاف بنتو كان حاخاما
لليهود في دمشق، كما أن أفيتال
زار سورية برئاسة وفود يهود في
العامين( 2004) و( 2006 ) . وقد أكد أفيتال
عن دعم يهود دمشق للأسد ،
ومشاركته لهم في هذا الدعم
للأسد . هذه بعض التفاهمات والتنسيق الذي أعلن
عنه أو ظهرت بعض معالمه
ومؤشراته ، وأما التفاهمات
السرية التي لم تفوح رائحتها
وتظهرآثارها فلعلها لب المشكلة
وبيت القصيد والسر المكنون وراء
الأمن والهدوء في الجبهة
السورية على حدود الجولان ،
والتي سلمت لإسرائيل سلميا دون
إراقة قطرة دم واحدة ، بطريقة
يعرفها تماما كل الجنود والضباط
الذين كانوا في القنيطرة وما
حولها ، كما يعرف سرها
وتفاصيلها مسؤولي النظام يومها
من محافظ القنيطرة ورئيس
مخابراتها ... وكتاب سقوط
الجولان لمصطفى خليل الذي كلفه
حياته يشرح تفاصيل تلك الصفقة
المشبوهة بين حافظ الأسد الذين
كان وزيرا للدفاع حينها وبين
الكيان الصهيوني ، وقد صرح بعد
ذلك أمين الحافظ رئيس سوريا
الأسبق قائلا : عرض علي بيع
الجولان لإسرائيل فرفضت ذلك ،
فأتى من بعدي ليبيعها بأقل من
السعر الذي عرض علي بكثير ! . =========================== الشباب .. من ثورة الفكر
إلي فكر الثورة بقلم: أدهم إبراهيم أبو سلمية كنت أستمع إلي التلفاز وهو يتحدث عن
الشباب في اليابان وكيف استطاع
أن ينهض بالبلاد بعد أن دمرت
الذي أغرقت أجزاءً كبيرة منها،
ورأيت فيما رأيت الشباب وهي
تتدافع لتقديم المساعدات
للمناطق المتضررة، رأيت كيف أن
دولة اهتمت بشبابها وقت الرخاء
فباتت تحصد ثمار عطائهم عند
الشدة، فقررت أن أكتب عن الشباب
العربي الثائر فهم ليسوا اقل من
الشباب الياباني الذي وجد طريقه
من العلم والاهتمام. إن الشباب العربي وهو الذي يشكل اليوم
السواد الأعظم من تعداد
المجتمعات العربية حيث وصلت
نسبته إلي أكثر من 50% عانى
ولسنوات طويلة من تهجير قصري عن
الحياة السياسية وعن صناعة
الذات وتطويرها، وعن إدارة
الدولة والاهتمام بمستقبل وطنه
حتى بات الشاب لا يهمه من الحياة
إلا وظيفة صغيرة وبيت يأوي إليه
وزوجة صالحة إن استطاع ولا
يعنيه الدولة وسياستها ولا
المحيط العربي وما يحدث به. وفي الوقت ذاته كانت زعامتنا العربية ومن
خلفها أجهزة استخبارتية تنفق
الملايين من أجل تغريب الشباب
عن بلدانهم أو تغريب عقولهم من
أجل أن تمرر مخططاتها الخبيثة،
وقد فعلت؛ وقد نجحت. فقد أصبح الإسلام ارهاباً، وسرقة مقدرات
أمتنا استثماراً، وحرب العراق
وأفغانستان ديمقراطية، واحتلال
فلسطين وتدمير الأقصى حرية،
ودولة إسرائيل جارة، وانتشار
الظلم والجهل نورا، والهجرة إلي
الغرب تقدماً وحضارة، والبعد عن
الدين مدنية، واستخدام أدوات
العلم الحديث في اللهو واللعب
والرذيلة تكنولوجيا عصرية. ثورة الفكر: وعلى الرغم من تلك الصورة السوداء التي
رسُمت لشباب الأمة إلا أن كل تلك
المثبطات كانت بمثابة الزلزال
الذي يهز هذا الشباب الذي يحن مع
كل عاصفة بأمتنا إلي ماضيه
المشرق، ويتمنى أن يجد تلك
اللحظة التي يتغير فيها الحال،
لكن الإعلام المسيس لم يسمح
لهذا الشباب بالتحدث كما لم
تسمح أنظمة القمع لهم بالتعبير
عما بداخلهم. وبقي الشباب العربي المثقف يقرأ الواقع
من بعيد ويثور بفكره مع كل منعطف
تمر به الأمة ولسان حاله تلك
الحكمة التي تقول:" إن قمة
الصبر .. أن تصبر وبداخلك مليون
جرح يتألم"، لقد كان الشباب
العربي يرى في مصائب أمتنا فرصة
لثورة حقيقية في داخله ضد هذا
الواقع المؤلم الذي يعيش، وباتت
تتشكل لديه قناعات راسخة أن
الوقت قد اقترب من أجل أن نصنع
مستقبلنا بأيدينا وأن من ضيع
الأمة يجب أن يزول، وأن الغرب
ليسوا أسياداً ليسرقوا من أمتنا
حضارتها ومقدراتها، هكذا كان
واقع الشباب العربي يوم كان
الظلم والقهر والسجن هو مصير كل
من يحاول أن يتحدث. حتى كانت الفرصة الذهبية يوم صنع الغرب
التكنولوجيا الحديثة وشبكات
التواصل الاجتماعي وكان الهدف
من توجيهها نحو أمتنا وشبابنا
مزيداً من الضياع والانفتاح ولم
يكن يعلم هؤلاء أن الشباب
العربي وإن تغير في صورته
الخارجية حسب الواقع الذي كان
يعيش إلا أن ثورة ما كانت تستعد
للانفجار في أي وقت إذ ما توفرت
لديها الوسائل، وقد كانت
الوسيلة الأولى شبكات للتواصل
الاجتماعي تكتب ما تشاء بلا
رقابة أو قيود أو حدود. بدأ الشباب يفرغون طاقتهم الكامنة
وثورتهم الفكرية الهائلة داخل
هذه الشبكات يحفزون أخوانهم ومن
أراد أن ينساق وراء الغرب،
يذكرون بعضهم بمجد قديم ضائع
وبأمة تسرق مقدراتها وتسرق
أحلام أبنائها دون أن تتحرك،
امة تحتل بلادها وتغتصب من
حكامها دون أن يقول شباب
المستقبل رأيهم. وهنا أقول أنه يَنبغي علينا ونحن نتأمل ما
يحدث أن نُعطي وسائلَ الاتصال
الجديدة حقها في الاهتمام،
ونصبِر على تعلُّم مفاتيحها،
حتى نكون في محيط العالم
الجديد، وقد صار واجبًا على
الشباب أن يُجيدَ هذه الوسائل
التي تُتيح التواصلَ المنتشِر
الآمن، وهو ما اعتبرته الدرس
الأوَّل الذي تعلمتُه شخصيًّا
في هذه الفترة . فكر الثورة: هكذا كان واقع ثورة الفكر التي تأججت في
أوساط الشباب العربي وهكذا
استفاد من تلك التكنولوجيا التي
سخرت له أن ينقل فكره وثورته
الداخلية إلي مختلف الشباب
العربي عبر شبكات التواصل، وما
كان من الشباب إلا الاستعداد
لتلك اللحظة الفارقة في تاريخ
الأمة. فلم يكن بوعزيزي أول من يموت قهراً من
واقع الأمة، لكنه كان شرارةً
اشتعلت في ثوب ثائر فانفجرت
تونس وأسقطت الظلام، ثم كانت
أعظم ثورة عرفها التاريخ الحديث
ثورة مصر، وحسبي بها وهي تسقط
فرعون العصر بكل قوة وجدارة
وسلمية. والسؤال هنا! كيف استطاع هذا الشباب
العربي أن يحقق هذا النصر بهذه
السهولة؟ وهل كان من الصعب على
من سبق من الأجيال أن تسقط الظلم
والظالمين؟ لكنَّ قبل أن أجيب
أذكر تلك النكتة المصرية التي
تقول: إنَّ أحد الصعايدة دخَل
مطعمًا فقالوا له: إنَّ كل شيء
هنا يجب أن تأكلَه بالشوكة
والسكين، فأراد أن يلتقطَ
زيتونةً بالشوكة، وكلما حاول
التقاطها قفزتْ منه بعيدًا، حتى
كاد يبلغ بابَ المطعم فلَحِقه
الجرسون، فقال له: هكذا ببساطة؛
وأخَذ منه الشوكةَ ورشقَها
بخفَّة في قلْب الزيتونة، فقال
له الصعيدي بثقة: "بعدَما
دوختُها لك !". نعم ما كان لثورة أن تنجح لولا الثورة
الفكرية التي كانت تتأجج في
قلوب الشباب حتى صار من السهل
إسقاط أي نظام مهما كانت قوته،
وتستمر الثورات في ليبيا واليمن
وسوريا، وتستعد بقية الدول لها
في القريب لأن الشباب باختصار
قرر أن يصنع تاريخه ومستقبله
بنفسه، ولأن اليابان والغرب
ليسوا بأفضل منا بشيء. واليوم ونحن نتأمل ثورة الشباب الثائر،
نجد أنها تمد الشعوب بقوة
وإرادة ورغبة في التحدي، فقد
كانت بلادنا العربية أشبه بعربة
حصان على الطريق السريع يراقب
ركابها السيارات المسرعة عن
اليمين وعن الشمال، فقبل عقود
خلت كانت الأمة تقول أن عصر
نهضتها بدأ بالتزامن مع النهضة
في اليابان، لكن الحقيقة اليوم
تثبت أننا بعيدين حتى عن كوريا
وماليزيا والهند. ولقد كان من الصعب خلق روح التحدي
والمثابرة قبل ثورة الشباب، لكن
بعد نجاح ثورة الشباب نستطيع أن
نرفع اليوم سقف الأحلام، كيف لا
والشباب هو الذي يصنع اليوم
مستقبله وتاريخه. وإنني أختم مقالي هذا بدعوة صادقة للشباب
العربي أن الوقت قد حان لنتحد
أكثر ولنشكل تجمعاً للشباب
العربي المثقف نزيل من خلاله
تلك الحدود المصطنعة ونرسم فيه
أحلامنا ونصنع مستقبلنا
ومستقبل أبنائنا بأيدينا، وأن
نرفع سقف تطلعاتنا لمستقبل أكثر
قوة وعزيمة ونجاح. -- *الناطق الإعلامي باسم الاسعاف
والطوارئ - غزة ========================== للمرة الثانية، كلام على
نصيحة حسن نصرالله للسوريين بدرالدين حسن قربي النظام في سوريا نظام عربي مقاوم وممانع،
استطاع من خلال تحالفاته مع
إيران وحركات المقاومة في لبنان
وفلسطين والعراق أن يسقط آخر
المشاريع الأمريكية
الإسرائيلية. وإن التواطؤ أو
العمل على اسقاط هذا النظام
المقاوم الممانع في سوريا، هو
خدمة جليلة لإسرائيل وأمريكا
للسيطرة على منطقتنا. ومن ثم
فإني أدعو الشعب السوري الوطني
القومي المقاوم الممانع الشريف
المخلص الصادق أن يقرأ ما يجري
في المنطقة وأن يدرك حجم
الاستهداف لسوريا كوطن، كموقع
قومي كشعب كنظام، كجيش كقيادة،
ويتصرف على هذا الأساس. الكلام أعلاه هو ملخص رؤية السيد حسن
نصرالله للنظام وما يحصل في
سورية. وهو بمثابة نصح خصوصاً
لأصدقائه الإسلاميين حسب قوله
في خطابه بتاريخ 24 حزيران/يونيو
الجاري، أي بعد ثلاثين يوماً من
نصيحة مماثلة الشهر الفارط. ولو
أردنا إضافةً، لقلنا بأنه كلام
يردده علينا أيضاً آخرون غيره
من عروبيين وقوميين على
امتدادات أرض العرب، ممن لايرون
في معاناة السوريين وقهرهم
وإذلالهم شيئاً مذكوراً، طالما
أن النظام على سندانه تتكسر
المشاريع الأمريكية
الإسرائيلية. وهو كلام يقف
بنتيجته السورييون الثائرون
لحريتهم وكرامتهم وجهاً لوجه
أمام خيار لايحسدون عليه مع
حلفاء النظام السوري، مفاده
القبول بنظام دكتاتوري قمعي
دموي فاسد نهّاب للثروة وإلا
فإنهم يقدمون خدمات جليلة
لأمريكا وإسرائيل مما يعتبر
خيانة بامتياز، رغم شهادة هؤلاء
الحلفاء وتأكيدهم على وطنية
الشعب السوري ومقاومته
وممانعته وشرفه وقوميته.
وبالنتيجة يكون خيار الحلفاء
أقرب مايكون إلى خيار السلطة
المستبدة الباطشة، إما أن
أحكمكم كما أريد أو أن أقتلكم
وأدعسكم وأمرّغ أنوفكم
وكرامتكم بالتراب. وعليه، فإن خيار النظام المقاوم وخيار
حلفائه أيضاً يضعاننا أمام
سؤالين كبيرين: كيف يصح استحواذ
النظام السوري على السلطة
والثروة قرابة أربعين عاماً
ممثلاً بأسرة الأسد وقراباته
قمعاً ونهباً ثم يكون هذا العمل
مصلحة وطنية، بل كيف يكون قتل
قرابة ألفين من السوريين وإصابة
وجرح ضعفي هذا الرقم، واعتقال
قرابة عشرين ألفاً ومحاصرة
المدن والأرياف بالدبابات
وقصفها بالطائرات فعلاً
وطنياً، في حين أن رفض هذا
الاستبداد والثورة عليه، يكون
خدمات جليلة للعدو، بل كيف
لايكون القامع والباطش بشعبه هو
من يقدم هذه الخدمات بدلاً من
طلاب الحرية والكرامة؟ إن إشكالية السوريين المشهود لهم
بالمقاومة والوطنية والممانعة
والشرف مع نظامهم لم تكن يوماً
على مقاومته وممانعته، ولا على
تحالفاته، بل هي على حريتهم
وكرامتهم في وجه قهره
وديكتاتوريته ونهبه،الشعب بدّو
حرية، ولولا ذلك لما تحرك أحد.
وهي في جوهرها إشكالية معيارية
لايراد لها أن تُرى من قبل
الحليف الإيراني عموماً وحزب
حسن نصرالله خصوصاً رغم أنها
ليست بعيدة البتة عن إشكالية
الإمام الحسين عليه السلام التي
واجهها واعتقدها واستشهد من
أجلها يوم كان هتافه: هيهات منّا
الذلة. إننا نربأ بالسيد حسن وغيره من أن يكونوا
أنصاراً للقمع والاستبداد
والنهب أياً كان حاكم الشام،
وكأنهم لاتعنيهم كرامة
السوريين ولا حريتهم في شيء، أو
أن يكونوا بالعمائم أو ماتحتها
ممن يسوّق لتعبيد السوريين
بمخدّرات أياً كان نوعها للقمع
والفساد. فمامشكلة السوريين إذا أرادوا لمقاومتهم
أن تكون بلا قمع ولا استبداد،
ولممانعتهم أن تكون خلواً من
النهب والفساد، ولحياتهم أن
تكون حرة كريمة ترفض الاستعباد،
وهتافهم: هيهات منّا الذلة.!؟
ومامشكلتهم أن يثوروا على
مستبديهم ومستذليهم وسارقي
لقمة عيشهم، وقد انتظروهم على
أرصفة الإصلاح الموعود أكثر من
أربعين عاماً، أُذيقوا فيها
فظائع القهر وفواحش الاضطهاد
وكبائر النهب، فيسقطوهم،
وشعارُهم: الشعب السوري
مابينذل، ونداؤهم: الموت ولا
المذلّة..!؟ ========================= انسحاب لا ينهي احتلال
أفغانستان والعراق (الولايات
المتحدة في طريقها الى هزيمة
محققة والمقاومة في طريقها الى
انتصار حتمي في أفغانستان
والعراق على حد سواء) بقلم نقولا ناصر* في أفغانستان كالعراق أعلنت قوة الاحتلال
الأميركي موعدا لانتهاء الدور
الحربي لقواتها المقاتلة ولسحب
هذه القوات بنهاية عامي 2014 و2011
على التوالي، وتحاول إدارة
الرئيس باراك أوباما بيع هذا
الاعلان للرأي العام الأميركي
المعارض للحربين باعتباره وفاء
بوعود أوباما الانتخابية
بإنهاء الحربين، وبيعه للرأي
العام العربي والاسلامي وبخاصة
في البلدين المحتلين باعتباره
نهاية للاحتلال وبداية
لاسترداد البلدين لسيادتهما.
لكنه انسحاب لا ينهي الاحتلال
لا في أفغانستان ولا في العراق. لكن مجموعة من الحقائق تدحض مثل هذه
الادعاءات وتؤكد بأن الولايات
المتحدة إنما تغير تكتيكات
احتلالها فحسب بينما
استراتيجيتها باقية لابقاء
سيادة البلدين مرتنهة لدولة
الاحتلال الأميركي ووصايتها
وهيمنتها على القرار الوطني
فيهما، لأن "انحسار الوجود
الأميركي من البلدين في المدى
القصير أو حتى المتوسط أمر غير
واقعي ... لحسابات استراتيجية"
تتعلق ب"تنامي الدور الصيني
في الشأن الدولي" في رأي
افتتاحية لصحيفة "المدينة"
السعودية في الرابع والعشرين من
الشهر الجاري. في السابع من حزيران الجاري تجاوزت
أفغانستان فيتنام كأطول حرب في
تاريخ الولايات المتحدة بعد أن
تجاوز المأزق الأميركي فيها في
تشرين الثاني / نوفمبر الماضي
مدة السنوات التسع لمأزق
الاتحاد السوفياتي السابق في
أفغانستان. وتحت ضغط الأزمة
الاقتصادية، ومعارضة أكثر من
(70%) من الأميركيين للحرب على
أفغانستان حسب أحدث استطلاعات
الرأي، رأى أوباما أن "الوقت
قد حان للتركيز على بناء الدولة
هنا في الوطن" كما قال في خطاب
الاعلان عن بدء سحب قوات
الاحتلال الأميركي من
أفغانستان. لكن انفاق أكثر من تريليون دولار أميركي
في الحرب على العراق وأفغانستان
هو استثمار أضخم من أن يسمح لأي
إدارة أميركية بالتخلي عن
الاهداف الاستراتيجية للحربين
على البلدين، لذا كان من
المتوقع أن تغير واشنطن تكتيكات
احتلالها لا استراتيجيته، إلا
إذا أرغمت على ذلك بهزيمة ساحقة
كهزيمتها في فيتنام. ففي كلا البلدين تربط الولايات المتحدة
انسحابها بابرام اتفاق للشراكة
الاستراتيجية طويل الأمد يرتهن
البلدين للاستراتيجية
الأميركية لفترة طويلة مقبلة،
وليس سرا أن المفاوضات جارية
حول ذلك بين إدارة أوباما وبين
كل من النظامين المنبثقين عن
الاحتلال الأميركي في بغداد
وكابول. وفي كلا البلدين يجري التخطيط لأفغنة
الحرب وعرقنتها بتأهيل
النظامين المنبثقين عن
الاحتلال الأميركي للحلول محل
قوات الاحتلال الأميركي "المنسحبة"
في مواصلة القتال ضد المقاومة
الوطنية للاحتلال وللنظامين
الوكيلين محليا عنه، فتكلفة
الجندي الأميركي سنويا في
أفغانستان تبلغ حوالي مليون
دولار سنويا بينما تكلفة الجندي
الأفغاني تقدر بحوالي (12) ألف
دولار في السنة، ولا تختلف
تكلفة الجندي العراقي كثيرا عن
ذلك، بمعدل ملياري دولار في
الأسبوع و(100) مليار دولار في
السنة (120 مليار دولار هذا العام)،
مع أن فتنمة الحرب على فيتنام لم
تنقذ الولايات المتحدة من
هزيمتها الساحقة فيها. وفي تكرار لسيناريو فتنمة الحرب
الأميركية على فيتنام، تلجأ قوة
الاحتلال الأميركي الآن في كلا
البلدين الى أفعنة وعرقنة الحرب
بين النظام المنبثق عن الاحتلال
وبين المقاومة الوطنية له،
لتصورها كحرب أهلية، سوف يظل
أحد طرفيها بالتأكيد بحاجة لا
غنى عنها لدعم الوجود العسكري
الأميركي في مواجهة شعبه، في
تكتيك لم يعد ينطلي على الشعوب
لكنه اثبت جدواه في خدمة
الاستراتيجية الأميركية. وفي البلدين، وبحجة عدم جاهزية القوات
المسلحة لصد أي عدوان خارجي، لم
يعد سرا أن قوة الاحتلال
الأميركي تخطط لابقاء جزء من
قواتها الحربية فيهما، بعد
تغيير مسماها الى بعثة خبراء
ومدربين. وقد استخدمت قوة
الاحتلال الأميركي العراق حقل
تجارب تطبق الناجح منها في
أفغانستان، فأوباما على سبيل
المثال لجأ في أفغانستان الى ما
لجأ اليه سلفه جورج بوش من زيادة
عديد القوات الأميركية في
العراق لاحتواء المقاومة
المتصاعدة لقوات الاحتلال
عندما أعاد انتشار جزء من
القوات الأميركية في العراق الى
أفغانستان، ولذلك فإن
السيناريو الأميركي للبقاء
عسكريا في العراق بعد عام 2011 سوف
يحتذى به على الأرجح في
أفغانستان بعد عام 2014، ولذلك
أيضا يجدر التوقف عند عملية
إخراج مثل هذا السيناريو في
العراق الآن. ففي العراق يرتفع صوت حكومة نوري المالكي
مكررا التأكيد على أن اتفاقية
وضع القوات الأميركية في العراق
بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة
لوجودها عام 2008 (صوفا) لا تجيز
تمديدها ويرحل المسؤولية عن "تعديلها"
أو عن أبرام اتفاقية جديدة
لتمديد بقائها الى "مجلس
النواب"، في عملية تضليل
مراوغة في مواجهة المعارضة
الوطنية العامة لتمديد بقاء
قوات الاحتلال تصرف الأنظار
بعيدا عن مسؤوليته المباشرة عن
عدم إجراء الاستفتاء على
الاتفاقية بموجب نصها وبعيدا عن
غض النظر الأميركي عن حصر كل
السلطات التي تؤهله للتمديد بين
يديه ليبرم اتفاقية جديدة كما
أبرم الاتفاقية الأولى. وقد بدأ العد التنازلي لابرام اتفاقية
جديدة فعلا. وكان السفير
الأميركي جيمس جيفري آخر أيار /
مايو الماضي قد أكد بأن هذه
المفاوضات "لم تبدأ بعد"
لكن وزير الدفاع "السابق"
روبرت غيتس صرح للسي ان ان في
العشرين من هذا الشهر بأن بلاده
"كانت قد بدأت" الحديث مع
العراق عن ابقاء "عدد محدود"
من القوات الأميركية فيه بعد
موعد نهاية العام الحالي، بينما
قال خلف غيتس ورئيس وكالة
المخابرات المركزية السابق
ليون بانيتا في التاسع من الشهر
ان "الولايات المتحدة يجب أن
تبقي قواتها في العراق بعد ..
نهاية عام 2011". وفي الحادي
والعشرين من الشهر كان عنوان
رئيسي على الصفحة الأولى لصحيفة
حكومة المالكي الرسمية "الصباح"
يتحدث عن "اتفاقية أمنية
جديدة مع واشنطن" ثم تحدثت
الصحيفة بعد يومين عن اتفاق
مبدئي بهذا الشأن. وفي يوم
الاثنين الماضي جمع رئيس النظام
المنبثق عن الاحتلال جلال
طالباني بمقر اقامته في بغداد
زعماء كتل "العملية السياسية"
التي هندسها الاحتلال وكان
الاجتماع "ناجحا" واتفق
المجتمعون على عقد اجتماع آخر
"قريبا" لاتخاذ "قرار
موحد" كما قال طالباني، ومن
الواضح أن التعتيم على موضوع
"النجاح والاتفاق" وماهيته
إنما يشير فقط الى موافقة
يبحثون الآن عن "قرار موحد"
بشأن سيناريو إخراجها. وفي يوم
الاثنين ذاته كان اسامة النجيفي
رئيس مجلس النواب على رأس وفد
برلماني في واشنطن في زيارة
رسمية لبحث سيناريو إخراج
التمديد لبقاء قوات الاحتلال
"برلمانيا". ولن يكون
سيناريو التمديد لبقاء قوات
الاحتلال الأميركي في
أفغانستان بعد عام 2014 مختلفا
كثيرا عن هذا السيناريو على
الأرجح. وفي كلا البلدين، حسب محللين أميركان،
تنقل إدارة أوباما الآن الحرب
الى مرحلة ثالثة. وكانت المرحلة
الأولى هي الحرب النظامية التي
انتهت بالانتصار العسكري الذي
أعقب الغزو وإسقاط النظام
الحاكم في كل من البلدين، وقاد
الاحتلال العسكري وفرض نظام حكم
منبثق عنه وموال للاحتلال الى
ظهور المقاومة الوطنية مما قاد
الى المرحلة الثانية من الحرب
ضد ما أسماه الاحتلال الأميركي
ب"التمرد" الذي أطال أمد
الحرب حتى الآن. إن عجز قوة
الاحتلال الأميركي عن تحقيق أي
حسم عسكري في المدى المنظور في
حربها على المقاومة، وتكبدها
خسائر مادية وفي الأرواح تفوق
كثيرا ما تكبدته في المرحلة
الأولى، قاد إدارة أوباما الآن
الى الانتقال لمرحلة ثالثة من
الحرب تنقلها من حرب على "التمرد"
الى حصر الدور الأميركي فيها
عسكريا في "الحرب على الإرهاب"
بهدف خفض التكلفة المالية
وتقليص الخسائر في الأرواح،
باعتبار قصر الدور الأميركي في
الحرب على المقاومة على "تكتيكات
محاربة الارهاب" يمثل "استراتيجة
خروج" مناسبة لمعظم القوات
الأميركية من البلدين تمكن
أوباما من القول انه "بعد عقد
صعب من الزمن، فان مد الحرب
ينحسر الآن، .. لتصل هاتان
الحربان الطويلتان الى نهاية
مسؤولة" كما أعلن مساء
الأربعاء الماضي. وفي هذا السياق يصبح مفهوما اختيار رئيس
وكالة المخابرات المركزية "سي
آي ايه" ليون بانيتا وزيرا
جديدا للدفاع واحالة سلفه روبرت
غيتس الى التقاعد، وكان غيتس هو
صاحب فكرة زيادة عديد القوات
الأميركية للقضاء على المقاومة
العراقية في عهد الرئيس السابق
جورج بوش وهو نفسه صاحب فكرة
الزيادة المماثلة للقضاء على
المقاومة الأفغانية في عهد
أوباما، وقد فشل غيتس في
الحالتين، واعتبر محللون
أميركيون قرار أوباما
بالانتقال الى المرحلة الثالثة
في الحرب على البلدين اعترافا
صريحا بهذا الفشل و"انتصارا"
لنائبه جو بايدن الذي عارض
زيادة عديد القوات وحبذ تكتيكات
"محاربة الارهاب" على
تكتيكات "محاربة التمرد"
منذ البداية. لكن الحرب مستمرة بغض النظر عن مراحلها
التكتيكية. ففي العراق "ترث
الخارجية الأميركية دور
البنتاغون" بعد نهاية العام
الحالي كما قالت صحيفة البيان
الاماراتية في عنوان إخباري.
وفي شباط / فبراير الماضي فوض
الكونغرس الوزارة بزيادة عدد
موظفيها في العراق الى (17) ألفا،
وبتزويدها ب(24) طائرة هليوكبتر و(19)
طائرة، سوف يتم تعزيزها لاحقا
الى ما مجموعه (46) طائرة، وفقا
لتقرير المفتش العام لوزارة
الخارجية الذي نشر أوائل الشهر
الجاري، ومن المؤكد بالتالي أن
بعضا من (357) قاعدة عسكرية كانت
القوات الأميركية تحتلها عام 2009
سوف يخصص لهذا السلاح الجوي
التابع لوزارة الخارجية،
ولحوالي عشرين ألفا من القوات
سوف تظل في العراق لحماية
السفارة وموظفيها بمعدل جندي
لكل موظف تقريبا، ناهيك طبعا عن
"المتعاقدين الأمنيين"
بحيث لا يقل عديد القوات
الأميركية التابعة لوزارة
الخارجية عن خمسين ألفا، أي ما
يعادل تقريبا عديد جيوش العديد
من الدول العربية. ووفقا لتقرير
المفتش العام للوزارة، طلبت
إدارة أوباما من الكونغرس
المصادقة على ميزانية للوزارة
في العراق قدرها (6.3) مليار دولار
للسنة المالية 2012، أي ما يزيد
على ثلث اجمالي الميزانية
التشغيلية لوزارة الخارجية
للسنة المالية الجارية البالغة
(14) مليار دولار. وفي أفغانستان،
أعلن أوباما أنه سيسحب عشرة
آلاف من قواته قبل نهاية العام
الحالي، وما لايقل عن (23) ألفا
قبل نهاية السنة المقبلة، ليظل
(70) ألفا "فقط" في أفغانستان
بعد ذلك، ضمن حوالي (150) ألفا من
القوات المتحالفة في "الناتو"
الموجودة الآن. لقد كان "إنهاء العقلية التي تقود الى
الحرب" من أهم وعود باراك
أوباما خلال حملته الانتخابية.
لكن تكتيكاته الحربية بعد توليه
مقاليد الحكم تثبت فقط أنه لا
يزال أسير استراتيجية لا تضعها
الا عقلية كهذه. صحيح أنه لم
يبدأ الحرب على أفغانستان، غير
أنه ايدها عندما كان مرشحا
للرئاسة، وصعدها ووسعها ألى
باكستان المجاورة بعد أن أصبح
رئيسا. وكان قد انتقد سلفه بوش
لأنه لم يزد عديد القوات زيادة
تكفي لكسب الحرب، وبعد أن أصبح
رئيسا زاد هو عديدها بحوالي
أربعين ألفا يريد الآن سحبهم
خلال العامين المقبلين دون ان
يحقق الفوز الذي كان يأمل فيه. لكن أوباما وإدارته لا يستطيعون لا إعلان
الانتصار ولا إعلان الهزيمة لا
في العراق ولا في أفغانستان، مع
أن التغيير في تكتيكات الحرب
ليس الا محاولة لتأجيل هزيمة
محققة وحتمية طال الزمن أم قصر،
لأن الحرب على كلا البلدين هي
حرب غير عادلة على الاطلاق،
ولأنه بعد عشر سنوات من الحرب
على أفغانستان وثماني سنوات من
الحرب على العراق ما زالت القوة
العسكرية الأعظم في التاريخ
الانساني عاجزة عن إخضاع إرادة
شعبين مصممين على التحرر الوطني
وتقرير مصيرهما واستعادة
سيادتهما، وما زالت عاجزة عن
القضاء على المقاومة الوطنية
فيهما، وعاجزة كذلك عن إقامة
نظام تابع وموال لها في كليهما،
وإذا كانت أزمة تاليف الحكومة
التي لم يكتمل حتى الآن بعد
عامين تقريبا من الانتخابات شغل
الحقائب الوزارية السيادية
فيها كافية للدلالة على هشاشة
النظام المنبثق عن الاحتلال في
العراق فإن وزير الخارجية
الأميركي الأسبق هنري كيسنجر
كتب في الواشنطن بوست اوائل
الشهر الجاري يقول إن إنشاء
حكومة وأجهزة أمن تتولى مسؤولية
الدفاع عن أفغانستان بحلول
العام 2014 أصبح على نطاق واسع "أمرا
غير قابل للتحقيق". فالفشل في القضاء على طالبان في
أفغانستان لم يكن أقل من الفشل
الأميركي في "اجتثاث"
البعث والمقاومة في العراق لأن
طالبان جزء لا يتجزأ من التراب
والنسيج الوطني الأفغاني كما
كتبت ليندا هيرد في "أراب
نيوز" السعودية يوم السبت
الماضي، ومثلها البعث
والمقاومة في العراق، وسقطت في
كلا البلدين المناورة
الأميركية للخلط بين المقاومة
الوطنية وبين القاعدة لتنحسر
القاعدة وتتصاعد المقاومة دون
أي شائبة "ارهاب" تشوبها.
فنائب قائد قوات الاحتلال
الأميركي في العراق، الجنرال
فرانك هيلمك، اعترف للواشنطن
بوست الأسبوع الماضي بأن
المقاومة العراقية تشن نحو مائة
وخمسة وثلاثين هجوما كل أسبوع
وبأن الشهور الثلاثة الماضية
بخاصة قد شهدت ارتفاعا ملحوظا
في هذه الهجمات. وفي أفغانستان تسعى قوة الاحتلال
الأميركي الآن الى مفاوضات سلام
مع طالبان، واعترف غيتس للسي ان
ان في التاسع عشر من الشهر بأن
بلاده بدأت "محادثات تمهيدية"
مع طالبان، وفي اليوم السابق
أكد رئيس النظام المنبثق عن
الاحتلال حامد كرزاي أن
الولايات المتحدة تجري "محادثات
مباشرة" مع الحركة وأن ما
لايقل عن ثلاث اجتماعات قد عقدت
لهذا الغرض. لكن طالبان مثلها
مثل المقاومة العراقية تصر على
الانسحاب الكامل لقوات
الاحتلال حتى آخر جندي ومعهم
النظام السياسي الذي أقاموه بكل
ارثه كشرط مسبق لأي مفاوضات
جادة لانهاء الحرب. إن إعلان أوباما الأربعاء الماضي عن سحب
القوات الأميركية على مراحل
ممتدة حتى نهاية عام 2014 كان له
تأثير انفراط العقد على حلفاء
الناتو في أفغانستان، فخلال
ساعات كان الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي يعلن عن خطة
مماثلة لسحب القوات الفرنسية،
وعبرت ألمانيا عن ترحيب حار
بقرار أوباما لأنه يسوغ قرارا
سابقا لها بخفض مماثل لقواتها
دون الخمسة آلاف جندي خلال
العام الحالي، بينما كتب محرر
الشؤون الخارجية في صحيفة "ذى
أوستراليان" يوم الجمعة
الماضي يقول إن "الانسحاب
الأميركي يزيل اي سبب عسكري
متبق لبقاء أستراليا" في
أفغانستان. ومن الواضح أن
الولايات المتحدة في طريقها الى
هزيمة محققة والمقاومة في
طريقها الى انتصار حتمي في
أفغانستان والعراق على حد سواء. * كاتب عربي من فلسطين ====================== شامي متحضر > المنهج العقلاني في التغيير يستند على
قاعدة صلبة تمثل كل أطياف اللون
السوري ممن تعرضوا لفترات طويلة
من القهر والطغيان موافقاً
لتوجه كل فئة من حيث أنه فكري أو
اجتماعي أو اقتصادي. > فالاستبداد يتوجه إلى الفكر ليسيطر
عليه, ان استطاع جفف منابعه
تماماً وإلا قام بعملية تسميم
المنابع لتحريف الأفكار
وتسخيرها لخدمة المستبد بدلا من
خدمة المجتمع. > أما اجتماعيا نجده يعتمد الأسلوب
الفرعوني الشهير الذي علا في
الأرض وجعل أهلها شيعاً وطوائف
من خلال إثارة نزعات التفرقة
التي تقسم الوحدة التكوينية
المتنوعة للنسيج الوطني إلى
تكتلات متناحرة فيما بينها مما
يسهل سيطرته عليها. > في حين أنه يسيطر على مقدرات الاقتصاد
من خلال إيجاد تربة رخوة تكون
بيئة مناسبة لتكاثر ديدان تقوم
بامتصاص خيرات البلد تحت مسمى
رجال أعمال لا يعدون كونهم سوى
مدراء في مؤسسة النهب العامة
التابعة للنظام تاركاً غالبية
الشعب تقتات على الفتات. > إن توحيد جهد هذه الطبقات الثلاث يشكل
الأرضية الراسخة لقوة الحقيقة
في الثورة السورية, هو ذات
المبدأ الذي اعتمده داعية
اللاعنف الهندي المهاتما غاندي
عندما رأى أن سلطة الحاكم تعتمد
على موافقة الرعية، فالحاكم
يصبح عاجزاً بدون النظام
الإداري للدولة وبدون الجيش
وبدون انصياع قطاعات مفتاحية من
الشعب. > يجدر بنا أن ننوه إلى أن الوسائل
العادلة غالباً ما تحقق نتائج
عادلة، هذا ما نجده في كلام
غاندي "الوسائل للنتائج
كالبذرة للشجرة". > الداعمون للعمل اللاعنفي يحاجون بأن
الأعمال التي تُعتمد لتحقيق
التغيير تؤثر على المجتمع بشكل
حتمي، فتصبغه وتُقولبه في شكلها
وأسلوبها، ويجادل أنصار هذا
الأسلوب بأن من غير المنطقي
أساساً أن يُستخدم العنف لتحقيق
مجتمع مسالم. > عندما يقول مارتن كنج أن " الكراهية
تشّل الحياة والحب يطلقها,
والكراهية تربك الحياة والحب
يُنسّقها, والكراهية تُظلّم
الحياة والحب يُنيرها " هو
بذلك يؤسس لمذهبه في الكفاح
السلمي الذي خاضه لنّيل الحقوق
المغتصبة للأمريكيين من أصل
أفريقي, وتحويلهم من أقنان إلى
مواطنين لهم كل الحقوق وعليهم
كامل الواجبات. > ظل كنج مؤمناً بفلسفة اللاعنف رغم كل
ما تعرّض له من عنف كاد بسبه أن
يفقد زوجته وأبنه, عندما ألقيت
قنبلة على منزله, وحين وصل إلى
البيت وجد جمعاً غاضباً من
الأفارقة مسلحين على الاستعداد
للانتقام, وأصبحت مونتجمري على
حافة الانفجار من الغضب, ساعتها
وقف كنج يخاطب الجمع الغاضب"
دعو الذعر جانباً, ولا تفعلوا
شيئاً يمليه عليكم شعور الذعر,إننا
لا ندعو إلى العنف " > الحلم الأمريكي الذي تجسد في مسيرة كنج
تحقق عندما فاز بارك أوباما
بالانتخابات الرئاسة الأمريكية. > في الإسلام عندما نتأمل هذا الخطاب
العلوي الرقيق (وَلَا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلَا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا
الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ ), نجد فيه دعوة صريحة
للاعنف,المنهاج الذي أسس له
إسلاميا الرسول محمد صلى الله
عليه وسلم في كفاحه ضد القرشيين
طيلة 13 سنة من دعوته, ففي الوقت
الذي كان أصحابه يُلّقون على
رمضاء مكة في صيفها الحار, كان
يحضهم على الصبر, وعندما لاقى آل
ياسر من التنكيل مالا يستطيعه
بشر, بشرهم الرسول بالجنة ولم
يسمح لهم بحمل السلاح. > وقد تمثل ذلك النهج جلياً في مسلك
تيارات الإسلام الوسطي المعاصر
مع الحكام، فرغم كل أساليب
التعذيب التي تعرضت لها، حاولت
دائماً الحفاظ على خطها السلمي
مستفيدة من تجربة تراكمية هائلة
من الصراع مع السلطة
الديكتاتورية تخللتها بعض
الممارسات العُنفّية المنفلتة
والتي غالباً ما كانت تتم
باجتهادات شخصية نتيجة للعنف
الهمجي الذي كانت تتعامل به
الأجهزة الأمنية مع شباب الحركة
الإسلامية. > في كتابه فقه الجهاد يقول القرضاوي"
قوة الجماهير الشعبية العارمة
والتي إذا تحركت لايستطيع أحد
أن يواجهها أو يصد مسيرتها,
لأنها كموج البحر الهادر,
والسيل العرم لايقف أمامه شيء,
حتى القوات المسلحة نفسها لأنها
في النهاية جزء منها وهذه
الجماهير ليسوا إلا أهاليهم
وآباهم وأبناهم وأخوانهم ". > جودت سعيد الذي اعتنق مذهب ابن آدم في
القصة التي ذكرها القرآن ) لئن
بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا
بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف
الله رب العالمين) كانت هي
الفكرة التي كونت فلسفته في
التغيير السلمي،إذ يراه أسلم
الطرق في الانتقال من سلطة
الفرد الديكتاتورية إلى سلطة
الشعب الديمقراطية،فيقول :"
عدم ردّي على الاعتداء سيوفر
نصف القتلى لأنني حين أرد عليه
أقتله ويقتلني, وبهذا يتضاعف
عدد القتلى, أما إن امتنعت عن
الرد فإن نصف القتلى سينجو من
اللحظة الأولى ثم إن الآخرين لن
يقتلوا منّا إلا جزءً يسيراً
عما كانوا سيقتلونه في الحرب
". > على النقيض من ذلك يُعتبر كارل ماركس
داعية عنف ومؤسس لمذهب الكفاح
المسلح للقضاء على سلطة الدولة
التي كانت زائدة طفيلية في نظره,
وفي كتابه " كومونة فرنسا
كتاب الحرب الأهلية الفرنسية
" حلل ماركس التجربة الفرنسية
وأوجه القصور والتعارض فيما
بينها وبين نظريته في جانبها
السياسي .. وحث على أنه من
الضرورة القصوى للعمال الأخذ
بزمام الحكم والوصول إلى قمة
المراتب السياسية بتمرد مسلح,
وبعدها العمل على تدمير الأسس
التي تقوم عليها الطبقة
الرأسمالية والعمل على حدوث
التحول الثوري الذي سيشمل
المناصب السياسية , عندها يقود
هذا التحول إلى ما يسمى عند
ماركس ديكتاتورية البروليتاريا. > عندما كانت الثورة الروسية تسير على
سكة الإضرابات التي شملت
الخدمات العامة_ الصحف ،عمال
البرق و البريد وموظفي البنوك
وعمال المخابز وسيارات النقل,
كانت لا تزال سلمية اتباعا لنهج
القس جورجي جالون، في تلك
الاثناء كتب لينيين لأعوانه من
جنيف " إننا نتكلم من ستة أشهر
عن القنابل ولكنني لا اجد واحدة
منها انفجرت " > إذاً لينين الذي نقل نظريات ماركس إلى
الواقع الفعلي كان هو المسؤل عن
تحول الثورة الروسية الى ثورة
بمنتهى العنف. > ومن خلال تتبع نتائج المسلكين العنفي
واللاعنفي في مسيرة حركات
التحرر عبر الزمن يظهر لنا
جلياً: > - أن طريق التغيير السلمي الحضاري
غالباً ما يفرز أنظمة ديمقراطية
حقيقة تكون السلطة فيها مستمدة
من إرادة شعبية حرة, بينما على
الجانب الآخر نجد دعاة حمل
السلاح بمجرد وصولهم للحكم
تتحول السلطة إلى منهج
ديكتاتوري استقصائي, مستمراً
بطريق العنف في التعامل مع
المخالفين سياسياً والذين
كانوا حتى أمد قريب رفقاء الدرب. > - وفي حين أن الطريق السلمي يحافظ على
القوة العسكرية للبلد نجد أن
العنف يحطم هذه القوة ويستنزفها
والتي هي في الأخير ملك للشعب. > - السلمية تعتمد بالأساس على الكتلة
الشعبية الضخمة في التغيير، لذا
فهي تعبر عن تطلعات الشعب بدون
إرتهان الإردة الوطنية لقوى
خارجية، والتي غالباً ما تمتلك
أجندة لا تخدم المصلحة الوطنية,
في حين أن العنف غالباً ما يتطلب
تدخل خارجي مباشر, يكبل الدولة
بقيود تصادر حرية القرار الوطني. > - الجانب الأخطر هو عدد القتلى، ففي حين
أن المظاهرت السلمية تحرج
النظام وتجعله أكثر حذراً في
طريقة القمع التي إن ارتفعت،
ستفقده الكثير من مناصريه
وستسحب الشرعية الدولية منه،
لتجعله في عزلة داخلية وخارجية،
الأمر الذي يزعزع أركان نظامه
ويجعله يتهاوى من خلال انسحاب
الكثير من دعائم الحكم لصالح
الثوار,لكننا نجد أن حمل السلاح
يسبب اندلاع حرب أهلية تحرق
الأخضر واليابس وتزهق الكثير من
الأرواح من الجانبين والذين هم
أخوة في الوطن وأن اختلفوا. > لذا فثورة التغيير الحضاري السلمي في
سوريا والتي ما تزال ملتزمة
بخطها اللاعنفي رغم كل محاولات
النظام الفاشلة حرفها عن طريقها
السلمي، يجب أن تظل ملتزمة بهذا
الخط وفاءً لدماء الشهداء ودموع
الأمهات حتى تحرير البلد من عفن
الاستبداد وتقديم المتسببين
لعدالة طالما حرمونا منها. https://www.facebook.com/profile.php?id=100002027119528 http://tagheer-sy.blogspot.com ======================= د. مصطفى يوسف اللداوي يهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو بسحب حق الأسرى
الفلسطينيين في التعليم،
وحرمانهم من نيل الدرجات
العلمية الجامعية، وهو الحق
الذي انتزعه الأسرى الفسطينيون
بدمائهم من سلطات الاحتلال
الإسرائيلي نهاية العام 1992، بعد
إضرابٍ طويلٍ وقاسٍ عن الطعام،
خاضوه بأمعائهم الخاوية،
وعزائمهم القوية، وإرادتهم
الصلبة، وتحديهم العنيد،
وتطلعهم بأملٍ نحو المستقبل،
طالبوا فيه بالسماح لهم بتلقي
التعليم الجامعي، والانتساب
إلى الجامعات للحصول على
شهاداتٍ جامعية، وكانوا من قبل
قد تحدوا كل إجراءات السجان
الإسرائيلي، الذي حاول أن يمنع
عنهم لسنواتٍ طويلة الورقة
والقلم والكتاب، وأن يحرمهم من
حقهم في تقديم امتحانات
الثانوية العامة، أو استكمال
دراستهم الجامعية، أو تثقيف
أنفسهم بأنفسهم في السجون
والمعتقلات، فصادر كتبهم
وكراريسهم، وحاربهم في جلساتهم
الثقافية، وتعميماتهم الوطنية،
وعزل المثقفين من الأسرى، وحال
بينهم وبين تعليم إخوانهم، ولكن
الأسرى أدركوا قيمة مواصلتهم
لتعليمهم، ومدى النكاية التي
يلحقها بعدوهم، والكسب الذي
يحققوه لأنفسهم وللأسرى
الوافدين من بعدهم، فأصروا على
انتزاع حقهم وممارسته، وعدم
التنازل أو التخلي عنه، وتحدي
إجراءات العدو الساعية
لتجيهلهم، وحجب نور العلم عنهم. تخرج خلال سني السجن الطويلة من الجامعة
الإسرائيلية المفتوحة مئات
الأسرى الفلسطينيين وغيرهم من
العرب، وحصلوا على شهاداتٍ
جامعية عدة في العديد من العلوم
الإنسانية، بعد أن واجهوا
إجراءات التعقيد والعقبات
الكثيرة التي كانت تفرضها إدارة
الجامعة بالتعاون مع سلطة مصلحة
السجون الإسرائيلية، إذ لم تكن
تتعاون مع الأسرى الطلاب، ولم
تكن تتساهل معهم، ولا تقبل أن
تتفهم ظروفهم الصعبة ومعاناتهم
المستمرة في السجون، وكانت تحدد
عدد الأسرى الطلاب الذين يحق
لهم الانتساب إلى الجامعة من كل
سجن، ولا تسمح لأي طالبٍ جديدٍ
بالانتساب إلى الجامعة قبل تخرج
آخر، ولا تسمح للأسير الطالب
بالدراسة قبل أن تستوفي منه
كامل الرسوم الجامعية، وهي
رسومٌ باهضة بالمقارنة مع
غيرها، وكانت تمنع استئناف أي
أسيرٍ لتعليمه في الجامعة إذا
نقل من سجنه إلى سجنٍ آخر، إلا
أن يحصل على موافقةٍ جديدة من
إدارة سجنه الجديد، في الوقت
الذي كان حرمان الأسير الطالب
من الدراسة هو العقاب الحاضر
دوماً، وهو العقاب الأقرب
والأكثر فرضاً والأدق تطبيقاً،
فقد حرم عشرات الأسرى الطلاب من
التقدم للامتحانات بسبب تعرضهم
لعقوبة العزل والحرمان أو النقل
إلى سجنٍ آخر، وذلك قبل أيامٍ من
بدء الامتحانات أو خلالها، ومع
ذلك فقد تجاوز الأسرى كل هذه
الصعاب والعقبات، وأثبتوا أنهم
قادرين على تحدي السجان، وقهر
كل محاولاته لتجيهلهم وحرمانهم
من حقهم في التعليم. نجح الطلاب الأسرى بالتعاون مع بعض
الجامعات الفلسطينية والعربية
في خرق الحظر الإسرائيلي الذي
منع الأسرى من الانتساب لغير
الجامعة الإسرائيلية المفتوحة،
فحصلوا على شهاداتٍ جامعية من
جامعاتٍ مختلفة، أبدت
استعدادها للتعاون معهم، وكسر
الحظر الذي فرضته عليهم سلطات
الاحتلال الإسرائيلي، وسمحت
لهم بمناقشة أطروحاتهم العلمية
عبر الهاتف النقال مع الهيئات
الجامعية المشكلة، واستمر نقاش
بعض البحوث العلمية من داخل
السجن عبر الهاتف النقال مع
الأساتذة المناقشين في
الجامعات الفلسطينية لأكثر من
ساعتين أحياناً، أثبت خلالها
الأسرى الطلاب جديتهم وعلميتهم
وقدرتهم على تحدي الصعاب،
ومواجهة التحديات، إذ لم يقصر
الأساتذة المشرفون في مناقشتهم
للأسرى الطلاب، ولم يخففوا عنهم
رغم ظرفهم، ولم يسكتوا عن بعض
أخطائهم، بل شددوا عليهم في
النقاش، وتأكدوا من جديتهم
وقدرتهم وتمكنهم من البحث الذي
أعدوه، لينالوا بعد ذلك الدرجة
العلمية بجدارةٍ واستحقاق، رغم
تعاطفهم الكبير معهم،
واعتزازهم البالغ بهم، وشعورهم
بالنصر وهم يتحدون قرارات
الاحتلال ومحاولاته ثني أسراهم
عن التعليم والدراسة. يظن رئيس الحكومة الإسرائيلية ومن نصحه
من معاونيه ومستشاريه باتخاذ
قراره بحرمان الأسرى من التعليم
والدراسة، أن الشعب الفلسطيني
والأمة العربية والإسلامية
سيقفون جميعاً عاجزين ومكتوفي
الأيدي إزاء قراره، وأنهم لن
يستطيعوا مواجهة سياسته، وتحدي
إرادته، وأن الأسرى سيمزقون
كتبهم، وسيكسرون أقلامهم،
وسيطفؤون ضوء شمعتهم، وسيطوون
كراريسهم، وسيتوقفون عن
الدراسة والتعليم، ولكن
الفلسطينيين الذين أسسوا في
منطقة مرج الزهور اللبنانية،
جامعة ابن تيمية، فتحدوا
الحكومة الإسرائيلية التي
أبعدت المئات منهم، لن يقفوا
عاجزين هذه المرة عن مواجهة
نتنياهو، وسيبدأون في تأسيس
جامعةٍ خاصة بالأسرى في السجون
الإسرائيلية، تكون هي جامعة
الأسير الفلسطيني، تتفهم
ظروفهم، وتقدر أوضاعهم، وتؤمن
بأهدافهم، وتيسر لهم سبل
الانتساب إليها والدراسة فيها،
وتجترح لهم الوسائل والسبل
للإشراف عليهم، ومناقشة
أبحاثهم، ومتابعة وتوجيه
أطروحاتهم، وتقوم باعتماد
شهاداتهم، وجلب الاعتراف لهم
بها، وتوظيفهم على أساسها، فقد
آن أوان أن تكون للأسرى جامعةٌ
مفتوحة، ضمن أنظمة التعليم
الجامعي المفتوح عن بعد، فنحن
أولى بتأسيسها، وأحق من غيرنا
بإنشائها، فقد غدت مهمة سهلة،
ووسيلة ممكنة، فلنعجل بها لتكون
هي أبلغ رد، وأقوى تحدي
لنتنياهو وحكومته، فنكسر بها
احتكار الجامعة الإسرائيلية
المفتوحة، ونفتح آفاق التخصصات
العلمية المختلفة أمام الأسرى،
ولا نقصر العلوم لهم وفق
الأهواء الإسرائيلية، والرغبات
والتحديدات الأمنية، يوافقون
على ماشاؤوا، ويرفضون ما يرون
أنه يضر بهم، ويتعارض مع
مصالحهم. أثبت الأسير الفلسطيني والعربي في السجون
والمعتقلات الإسرائيلية أنه
أقوى من السجان، وأنه قادرٌ على
التضحية من مكانه، والمقاومة من
موقعه، والتصدي للعدو من سجنه،
وأنه قادر على تحدي الصعاب،
وتجاوز العقبات، ومواجهة سلطات
الاحتلال، وأنه عنيدٌ لا
يستسلم، وصابرٌ لا يتعب،
ومقاتلٌ لا يعرف الهزيمة، ولا
يقبل بالتراجع، ولا يعترف بعجز
أدواته وإمكانياته، وسيواصل في
السجون والمعتقلات مسيرته
العلمية، ورحلته التعليمية،
ولن يقبل بسياسات التجهيل،
ومحاولات حجب النور والمعرفة،
وسيخرجون من سجونهم أساتذةً
متعلمين، وكتاباً ومفكرين،
وشعراء ومحاورين، وقادةً
وسياسيين، نابغين في علومهم،
متميزين في تخصصاتهم،
وسيتقدمون مسيرة الشعب،
وسيواصلون مسيرة النضال
والمقاومة، وسيكونون أصلب مما
توقع العدو، وأثبت مما ظن
المراهنون على سجنهم، أنه قتل
فيهم الأمل والعزم والمضاء،
وأنه سيقضي على روح الأمل فيهم،
ولكن فألهم قد خاب، وسهمهم قد
طاش، فأسرانا هم صقورنا
البواسل، وأسودنا الأوائل في
الوغى، وهم رجالنا الأشداء،
ونجوم أمتنا التي توصوص في كبد
السماء، سيبقون نجمةً تلمع،
وزهرةً تتفتح، وعبقاً نتنسمه مع
الأيام. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |