ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أمريكا
والشعب السوري... المصالح
والسياسة!! حسام
مقلد * لا
تعرف العلاقات السياسية بين
الدول الجمود والثبات، ولا
الوقوف طويلا عند الأشخاص
والعناوين والأسماء، فالشيء
الأهم بالنسبة لحكومة أية دولة
هو تحقيق أكبر قدر من مصالحها
ومصالح شعبها؛ ولذلك لا تعرف
السياسة أية قدسية للأحلاف ولا
العلاقات ولا الصداقات ولا
العداوات، فلا شيء ثابت في
السياسة سوى المصالح، ولا يوجد
أسهل ولا أوضح من لغة المصالح
للتوصل بوضوح إلى تفاهم مشترك. وبعيدا
عن العواطف والشعارات والدعاوى
والادعاءات وحتى المبادئ
والأخلاق، وانطلاقا من لغة
المصالح وحدها نحاول تفهم حقيقة
الموقف الأمريكي من الثورة
السورية وهل هو يصب فعلا في خدمة
المصالح الأمريكية
الإستراتيجية بعيدة المدى أم
لا؟!! ولنتكلم هنا بصراحة ووضوح
فلا يختلف اثنان على أن أكثر ما
يهم الولايات المتحدة
الأمريكية من أي نظام يحكم في
سوريا هو ما يأتي: 1.
مراقبة وحماية الحدود
السورية العراقية، وهذا أمر
حيوي جدا بالنسبة لأمريكا حيث
يوجد عشرات الآلاف من الجنود
الأمريكان يحتلون العراق،
وهناك خشية أمريكية حقيقية من
انفلات الحدود السورية
العراقية ودخول عناصر مقاومة
إلى العراق سواء من القاعدة أو
من غيرها. 2.
مراقبة وحماية الحدود
السورية الإسرائيلية، والحفاظ
على حالة الاستقرار القائمة
التي ساهم النظام السوري في
إيجادها منذ عقود، رغم إدعائه
بأنه نظام المقاومة والممانعة!! 3.
الابتعاد عن النظام
الإيراني وحزب الله( على فرض
أنهما يسببان مشكلة حقيقية
لأمريكا...) والمساهمة في
استقرار الوضع اللبناني وفق ما
يدعم ويحقق المصالح الغربية فيه. 4.
أن تكون سوريا بموقعها
الاستراتيجي عنصرا من عناصر
استقرار الشرق الأوسط بصيغته
الحالية، أو بأي صيغة شبيهة
تلتزم بخدمة المصالح الأمريكية
والإسرائيلية، أو على الأقل لا
تقف حجر عثرة في وجه المشروع
الأمريكي الغربي في المنطقة. وفي
الواقع فإن النظام السوري كان
يفهم اللعبة جيدا، فمن جهة كان
حريصا على تحقيق هذه المصالح
الأمريكية الإسرائيلية
الغربية، والحفاظ عليها
والتماهي معها بشكل أو بآخر،
ومن جهة أخرى كان بارعا إلى حد
بعيد في رسم صورة مزيفة له تدعي
أنه نظام الممانعة العربي
الوحيد الذي يقف في وجه إسرائيل
ويناصر فصائل المقاومة
الفلسطينية كحماس والجهاد
الإسلامي، وبقدر من النجاح
والتوازن الشكلي على الأقل
استطاع النظام السوري الحفاظ
على هذا الوضع طيلة العقود
الأربعة الماضية. لكن
المنطقة العربية والشرق الأوسط
عموما قد شهد الآن تغيرا كبيرا
وخطيرا بعد ثورات الربيع العربي
أيا كانت نتائجها التي تحققت
حتى الآن أو تلك التي ستتحقق
فيما بعد بإذن الله تعالى؛
فالمتغيرات الضخمة على الأرض
تؤكد حصول زلزال إستراتيجي في
المنطقة، وبالتحديد بعد نجاح
الثورة المصرية، ويعلم كبار
الساسة الدوليون أن الأجيال
العربية الجديدة بصدد إعادة
تشكيل وجه هذه المنطقة من جديد
على أسس مختلفة تماما عما ساد
طوال العقود السابقة، فلم يعد
الجانب الأمني أو العسكري فقط
هو العامل الأهم، ولم تعد
أمريكا ولا إسرائيل ولا الغرب
اللاعب الأول أو الوحيد، بل إن
الشباب العربي وعشرات الملايين
من الطاقات الشابة على امتداد
الوطن العربي الكبير هي التي
أخذت بأيديها الآن زمام
المبادرة. وليس
بخافٍ على أحد أن هناك مؤامرات
جبارة تدار حاليا داخليا
وخارجيا تسعى من أجل إفشال هذه
الثورات العربية، وتعطيل قواها
الثورية وإهدار طاقاتها
المختلفة؛ حتى لا تستطيع إنجاز
أي نهضة عربية حقيقية، وبالتالي
يسيطر اليأس والإحباط مرة أخرى،
وترجع هذه الملايين إلى المربع
الأول!! لكن هذا السيناريو لن
ينجح بإذن الله تعالى؛ لأنه ضد
حركة التاريخ، وضد سنة الله
تعالى في تدافع الخلق، قال
تعالى:"وَلَوْلَا دَفْعُ
اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ
وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ"[البقرة:251]. وفي
الحقيقة فإن الشعب السوري الأبي
ليس معنيا بكل هذا التنظير
والجدل السياسي، الشعب السوري
ببساطة شديدة ككل الشعوب
العربية لا يهمه سوى تحقيق
مصالحه المتمثلة في تحقيق
الديمقراطية في بلاده والعيش
بحرية وكرامة على تراب وطنه،
وتوفير المساواة والعدالة
الاجتماعية بين جميع أبنائه بغض
النظر عن اللون أو الجنس أو
الدين أو الطائفة، الشعب السوري
لا يهمه في قليل أو كثير تلك
الحسابات السياسية الصعبة، ولا
تخصه تلك المعادلات الدولية
المعقدة التي تبحث عن حل، وتريد
تحقيق نوعا من الهدوء واستقرار
الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
التي تتقلب على صفيح ساخن، نعم
الشعب السوري كغيره من الشعوب
العربية حريص على استقرار
المنطقة، وحريص على إحلال
السلام وترسيخه فيها، لكنه يريد
العيش مرفوع الرأس موفور
الكرامة كبقية شعوب الأرض، وهذا
الشعب العريق الأبي ليس بأقل من
غيره من الشعوب الأخرى التي
نالت حريتها وتخلصت من أنظمتها
الظالمة الفاسدة، ولن يرتاح
السوريون أو يهدأ لهم بال حتى
يزيحوا نظام الأسد ويستبدلوه
بنظام آخر أكثر عدلا وحرية. وعلى
الولايات المتحدة الأمريكية
اليوم أن تختار لنفسها: فإما أن
تظل تمارس ما تمارسه الآن من
نفاق سياسي واضح فتدَّعي أنها
تناصر ثورة الشعب السوري، ومن
تحت الطاولة نراها تدعم نظام
الأسد القمعي المستبد وتضغط على
المعارضة السورية للحوار معه
لكسب الوقت، أملا في امتصاص غضب
الشارع السوري، والوصول إلى بعض
الإصلاحات البسيطة التي تخدر
الناس، وتحقق استمرار النظام
وإن بأدوات أخرى أقل وضوحا في
البطش والفساد والإسراف في
العنف وسفك الدماء، وهدف أمريكا
من كل ذلك الحفاظ على مصالحها
آنفة الذكر التي تظن أن النظام
السوري الحالي هو خير حارس لها
وأفضل مستأمن عليها!! وقد
يقول بعض الأمريكيين: طبعا من حق
أمريكا أن تخشى نجاح الثورة
السورية، وأن يزداد هلعها عندما
تفكر في إمكانية وصول حكومات
إسلامية في كلٍّ من مصر وسوريا
وتونس واليمن وليبيا وغيرها من
البلدان العربية فهذا من وجهة
نظرهم لا يعني سوى انهيار
الهيمنة الأمريكية الغربية على
الشرق الأوسط وضياع موارده
الاقتصادية الهائلة من أيديهم
ولاسيما النفط!! غير أن التفكير
بهذا المنطق وبهذه المخاوف
المبالغ فيها هو في الحقيقة
مجرد وهم أكثر منه مخاوف
حقيقية، ولعل وجود نماذج حكم
عربية ذات خلفية إسلامية في
المستقبل القريب مثل النموذج
التركي لعل ذلك يكون أفضل ضمانة
لطمأنة الأمريكان والغرب على
مصالحهم في العالم العربي. لكن
على أمريكا والغرب وكل ساستهم
ومفكروهم أن يدركوا تماما أن
الأجيال العربية الجديدة أكثر
ذكاء ووعيا مما يتوقعون، وأنه
لا يمكن أن تفكر القوى الشبابية
العربية في استنساخ التجارب
السياسية الفاشلة التي عانت
منها كل الشعوب العربية في
الماضي، وكل ما يهم هذه القوى
الحية الفاعلة المسيطرة على أرض
الواقع الآن هو بناء دول عربية
مدنية ديمقراطية حديثة وعصرية
توفر لجميع مواطنيها العدالة
الاجتماعية والمساواة، وسبل
الحياة الكريمة والحد الأدنى من
مستوى المعيشة الكريمة!! ونذكِّر
الولايات المتحدة الأمريكية
بأن الشعوب أبقى من الأنظمة
الحاكمة والحسابات السياسية
الضيقة، وأن المصالح الأبقى
والأدوم تكون دائما مع الشعوب
لا مع أنظمتها الحاكمة، وعلى
أمريكا الآن أن تقرر بسرعة مع من
ستجد مصالحها الإستراتيجية
العميقة بعيدة الأمد؟! مع الشعب
السوري المكافح المناضل الذي
يطالب بحريته وحقه في الحياة
الكريمة منذ ما يقارب أربعة
أشهر أم مع نظام الأسد المستبد
الغاشم؟! على أمريكا أن تحسم
أمرها وتقرر موقفها سريعا وألا
تبقى تتلكأ كما فعلت في تونس
ومصر؟!! علما بأن الشعب السوري
سينتصر بإذن الله تعالى مهما
طال الزمن ومهما كانت التضحيات،
هذا ما يؤكده التاريخ وتدعمه
الحقائق على الأرض، وعلى أمريكا
أن تختار سريعا وبوضوح تام: فإما
أن تقف بحزم إلى جانب الحق
والعدل والإنصاف وتدعم الشعب
السوري بشكل قاطع وفعال أكثر من
خلال ما تمتلكه من أدوات كثيرة،
وإما أن تظل حبيسة مرض التردد
الذي تعاني منه منذ مدة،
وساعتها لا تلومن الإدارة
الأمريكية إلا نفسها وهي تجد
مصالحها الحيوية في المنطقة
العربية تتسرب من بين أيديها
بسبب ترددها وحرصها على دعم
ومساندة أنظمة مهترئة فاسدة،
ولو كان ذلك الدعم والتأييد يتم
من تحت الطاولة!!! *
كاتب مصري. ======================= من
حقهم، بل من واجبهم أن يتحدوا ..
بعض الضوء على واقع المعارضة
السورية جلال
/ عقاب يحيى كتبنا
كثيراً، وطويلاً في أزمة
المعارضة . تناولنا عمقها
البنيوي . شيخوختها وترهلها .
تجفيف المياه من حولها .
الشقلبات الإرغامية التي
أحدثها نظام الطغمة في المجتمع
وبنية وعلاقات ووعي البشر .
مستوى الخوف المعمم . الابتعاد
عن الاهتمام بالشأن العام
والقرف واليأس من ممارسة
السياسة، ناهيك عن العمل الحزبي..
والعديد العديد من العوامل،
والظاهرات التي أشبعناها
تشريحاً، وفيضاً نقدياً،
وعصبوياً، ودفاعاً عن ذات عامة
وخاصة لم يكن لها سوى جدارها
الأخير للاستناد، وانتظار
مفاجأة ما تبدّل الوضع
والمعادلة، بما في ذلك ما
أنبتته عقود اليأس والبيات من
عقل انتظاري، رهاني.. يأمل بأن
يحنّ النظام، أو (يعي ) موجبات
الإصلاح.. فيُقدم على بعضها..
فطال الانتظار، وسجل العديد من
القوى أسماءهم على الدور الذي
لم يصل مبتغاهم ....وشاخ الزمان
معهم ولم يأت" غودو"
الموعود .. وفي
بحث الشربكة، والتشتت، وعدم
قدرة المعارضة على توحيد
موقفها، أو عملها في إطار جامع،
وما كان يثيره واقع البعثرة
والنتف من استنكار عديد
المتعاطفين، ويأس وإحباط وشبه
شلل، وتبطيل كثير المؤيدين..
وكذا أوضاع الخارج المعارض(التي
تصعب على الكافر).. كان غياب
الرافعة في صلبها وأساسها،
وتناولنا هذا الغائب الأكبر في
سيل ومسلسل وضع المعارضة
الهامشي الذي بالكاد يسمع
بوجودها نفر قليل يغلب الأبيض
على شعورهم .. حتى كانت المفاجأة
: الشرارة . الحراك . الانتفاضة .
الثورة . الحلم . الرافعة .. نعم،
وبغفلة من الجميع نهضت الرافعة،
وأية رافعة؟.. إنها حدث ارتقى في
زمن قصير إلى مرتبة ثورة ، بكل
معايير الثورة ومواصفاتها . (ما
زال بعض المثقفين حائرون في
تسمية الذي يجري فيختلفون بين :
حراك وانتفاضة، وقليلهم
يعتبرونه ثورة) . ***** نظرياً
تجمع كل التصريحات على حدوث
مفاجأة من العيار الثقيل لم يكن
يتوقعها أي فصيل أو مهتمّ
بالشأن السوري : زمناً،
واتساعاً، وشمولاً، وعمقاً .
كما تُجمع على الاعتراف بهامشية
الدور الذي قامت به جموع
المعارضين، وبفضل الشباب
ودورهم، ورفض الوصاية واستغلال
تضحياتهم لصالح هذا الطرف أو
ذاك ..أو للانتهاز والركوب
والتربّع، والفرض.. ولم
يكن ذلك كافياً، ولم يكن ذلك
ممكناً أن يبقى في حدود
التصريحات ذلك أن واجب وحق
المعارضة أن تتحرك، وأن تسهم،
وأن تعاون، وأن ترفد، وأن تقدّم
خبراتها ورؤاها، وأن تتحاور
وتتحد، وتعقد اجتماعات
ومؤتمرات، وأنشطة متعددة .. ولكن
.. نعم..
وبغض النظر عن الحصائل فلا ينكر
موضوعي حجم التضحيات والمعاناة
والجهد الذي قدمته عموم
المعارضات السورية على مدى
العقود، ولا مبلغ ما لحقها من
سجون وقتل وتصفيات وملاحقات
وتهجير وحروب متنوعة لمناضليها
الأشداء الأوفياء، بل ومقدار
الفعل الذي أسهمت فيه مهما كانت
نتائجه متواضعة في فضح أسس وفعل
ومخاطر نظام الاستبداد، وتفصيح
وتعزيز موقع الديمقراطية
ومفرداتها وموقعها في صناعة
البديل، وفي إبقاء راية نقده
ومعارضته مرتفعة، والقيام
بعديد المحاولات التجميعية،
والمواقف النضالية ( التجمع
إعلان دمشق إيجاباً ومساراً
وخلافات، ومواقف)، وبعض صيغ
الخارج وتواجداته وتجمعاته
التي ظهرت في السنوات الأخيرة ...ولكن
.. ولكن
الأكيد أن قوى المعارضة والموج
الشاب القوي يحاصرها مطالباً
بالتشبيب والتواجد، ونفض تركة
وآثار سنوات القعود والبيات،
كان عليها : حقاً وواجباً أن
تتحرك بأقصى ما تستطيع : على
صعيدها الذاتي، وفي الإطار
المجموعي، لتكون جديرة
بالحياة، وبثورة الشباب الشعب،
وبمستوى تقديم الجهد المأمول
المطلوب.. فبدأت حركتها منذ أشهر
في الداخل، وبعض المحاولات في
الخارج..لأجل التنسيق والتوحّد
في المواقف، وفي تقديم رؤية
متسقة تُجمع عليها مختلف
الأطراف، وتلتقي في نهر الثورة
تناغماً مع مطالب التنسيقيات
وما حددته ، ثم، وأخيراً : أنتجت
ما يشبه القفزات فيما جرى خلال
الأيام الأخيرة ، إن كان لجهة
مؤتمر سمير أميس (بما له وعليه)،
أو الوصول إلى اتفاق بين عدد من
مكوّنات المعارضة (هيئة التنسيق
الوطنية) . **** لقد
بذل البعض، وعلى مدار سنوات
مديدة جهوداً متقطعة لتقارب،
ولقاء جميع أطياف المعارضة
السورية : القومية واليسارية
والإسلامية في الداخل والخارج،
وجرى تذليل عديد العراقيل
المانعة للحوار والاتفاق(بما
فيها تطور مواقف حركة الإخوان
المسلمين باتجاه الديمقراطية
والدولة المدنية، ورفض استخدام
العنف، وتكريس التعددية
والتداول السلمي على السلطة)..
وكان إعلان دمشق تتويجاً لمحطة
نوعية بالقياس إلى كل المعطيات
لكنه عانى ثقل الأزمة فيه وعليه(تلك
التي أشرنا إلى عناوينها،
ومراهنات البعض على هذا المحور،
أو ذاك الموقف، أو الاختلاف في
التكتيك والموقف من النظام، ومن
العامل الخارجي : حقيقة ووهماً
مفترضاً..إلخ..) الأمر الذي أعاد
صياغة التموقع المتشتت، مع وجود
بعض المحاولات للم الشمل .. وحين
جاءت المفاجأة الرافعة كان
طبيعياً تعدد المبادرات،
والمحاولات، والبيانات ،
والمؤتمرات، والمشاريع التي
يُفترض، وبغض النظر عن الرأي
الشخصي بسلبيات وخلفيات بعضها،
أنها محاولات للإسهام في
الانتفاضة الثورة وليس عبئاً
عليها، أو لطشاً لها، أو
محاولات للحرف واللجم، والفرض..
بانتظار أن يبلور الداخل
المعارض أطره ومواقفه،
ومحدداته .. كان
طبيعياً أن تلتقي أطراف
المعارضة الرسمية وعديد
الناشطين المعروفين للحوار حول
الممكن :توحيداً لموقف مشترك،
وصولاً إلى أطر تليق بالمرحلة..
فكانت جملة الحوارات التي ساهم
فيها(التجمع)، وعدد من الأحزاب
الكردية واليسارية والمستقلين..
والتي انتهت إلى التشكيل الذي
أعلن عنه قبل أيام ..الأمر الذي
يدعو إلى تسجيل بعض الملاحظات : 1
الأكيد أن جميع الوطنيين
الديمقراطيين السوريين يرحبون
بأي مسعى توحيدي،أو تنسيقي لقوى
المعارضة في الداخل والخارج،
وهو أمر حيوي يجب إنجازه الآن
قبل الغد، وتجاوز كل العقبات
التي تعترضه. وعلى ذلك يلقى
الإعلان عن تشكيل" هيئة
التنسيق الوطني" الترحيب، مع
الأمنية بالنجاح فيما عقد العزم
عليه،وما حدده في البيان
المنشور . 2 كنت
أتمنى ألا تقتصر الأطراف
المتفقة على البعض دون الآخرين
الذين هم جزء صميمي من لوحة
وتاريخ المعارضة وواقعها،
وأخصّ بهم : إعلان دمشق، وحزب
الشعب الديمقراطي، وعديد
المناضلين الصلبين المعروفين
بتاريخهم ومواقفهم في مقارعة
النظام. وكذا الحركة الإسلامية،
وبالأخص : حركة الإخوان
المسلمين التي هي جزء من لوحة
المعارضة السورية، وأحد
الأطراف المدعوة للإسهام
الجماعي في معركة شعبنا الكبيرة
لتهشيم وتفكيك نظام الاستبداد
وإقامة نظام الدولة المدنية
الديمقراطية بمفرداتها
المعروفة . 3
أفرزت الساحة خطين رئيسيين، أو
وجهتي نظر واضحتين لجهة التعامل
مع الثورة، والنظام ، تأخذان
بالبلورة والتموضع أكثر فأوضح .. آ خط
الشباب الثورة الذي جسدته مواقف
التنسيقيات في بيانها، المعبرة
عن حركة الشارع في مطالبه
الواضحة الداعية علنياً لإسقاط
النظام طريقاً وهدفاً وحيدين ..ومعهم
تقف مجاميع معارضين ونشطاء في
الداخل والخارج .. ب خط
الحوار، أو اللقاء مع النظام في
نقطة ما، ووفقاً لرؤى،
وتقديرات، وشروطاً طالما طرحها
أصحابها ودافعوا عنها ..(تتنوع،
وتختلف قائمة الشروط،
والتقديرات، والاستعدادات) . 4 ولئن
كانت الثقة كبيرة في تاريخ
وخلفيات دعاة الحوار، وبينهم
رموز مخلصة أفنت عمرها لخدمة
هدف تكريس التعددية
والديمقراطية (كسبيل وحيد
لإنقاذ البلد وتجنيبه مخاطر
تلوح في الأفق، أو لأنه الممكن
في موازين القوى الراهنة، حسب
منطوقهم وتقديرهم).. فإن
اشتداد الخناق على النظام
الباحث عن منافذ تمكنه من
البقاء والخروج سالماً ولو بأقل
الخسائر (يعرف الكثير مفهوم
وحجم الخسائر لديه) ، ودخول قوى
إقليمية ودولية على خط (إيجاد
مخرج للوضع السوري)، وتشابك
لوحة الصراع.. وفي الأساس من ذلك
: طبيعة النظام المعروفة
للجميع، وممارساته الدموية
الفظيعة، وعدد الشهداء
والمعتقلين والمهجرين، وجملة
أكاذيبه التشويهية، ونهجه
الأمني النتاج.. والتي ذبحت كل
مراهنة على إصلاحه، وعلى
قابلياته .. جميعها
عوامل تدعو إلى التنبيه من
مخاطر أحادية الموقف المطروح في
علاج مأزق النظام، وأقصد به :
الرهان على حوار النظام وحسب،
ومحاولات فرملة، أو التشويش على
المخارج الأخرى (الفرملة
والتشويش يأخذان أشكالاً
ومبررات مختلفة) ، مع الأمل بألا
يحدث الافتراق بين الشباب وبين
هذه القوى المعارضة، والذي
ستكون له تداعياته المؤثرة . 5 إن
جميع اللقاءات . جميع المؤتمرات
. جميع الأنشطة والمحاولات،
بقدر ما هي التعبير عن التنوع في
الرؤى والغنى في وجهات النظر.. ،
والاجتهاد في تقدير المرحلة
والقوى، والعوامل الفاعلة،
وموازين القوى المتحركة،
والمؤسسة العسكرية والأمنية..
والخلفيات الشعبية والفئوية،
وغيرها .. فلا بدّ أن تصبّ في
مجرى الثورة وليس في أفرع
جانبية بشكل مباشر، أو من حيث
النتيجة، وأن تخدم الهدف
المركزي : تفكيك وإنهاء نظام
الاستبداد وليس تمديد وإطالة
عمره . 6
الحرية تعني بداهة الاختلاف،
وتعدد الآراء، ولذا من حق جميع
المعنيين بالأمر السوري،
المناهضين للنظام، التواقين
لانتزاع الحرية وإقامة النظام
البديل، المؤمنين بقدر ودور
الشعب في التغيير.. أن يسهموا في
هذا المخاض اللجب، وعيونهم
شاخصة نحو الهدف وليس غيره،
وحرصهم الوحيد على تدعيم ثورة
الشباب وتحصينها وليس وضع العصي
في دواليبها .. ============================ الكونغرس
يعري الرعاية الاميركية عادل
عبد الرحمن لم تكن
خطوة الكونغرس الاميركي، الذي
صفق لنتنياهو، المعادي للسلام
قرابة الثلاثين مرة وقوفا،
بتهديد القيادة الفلسطينية في
حال واصلت توجهها للامم المتحدة
لانتزاع الاعتراف والعضوية
فيها، او إذا واصلت مسيرة
المصالحة الوطنية مع حركة حماس،
بقطع المساعدات المالية للسلطة
الوطنية، فضلا عن إتخاذ إجراءات
أخرى ضد الشعب الفلسطيني، لم
تكن هذه الخطوة مفاجئة او
مستغربة لسبب بسيط ان الكونغرس
"إنسجم" مع سياساته
الرعناء، التي اساءت لدور
ومكانة الولايات المتحدة
الاميركية. غير ان
المراقب السياسي، يلحظ في
الاونة الاخيرة أن هناك توافقا
وتكاملا بين الادارة الاميركية
والمؤسسة التشريعية الاميركية
في الملفات العربية عموما، وملف
الصراع العربي (الفلسطيني)-
الاسرائيلي خصوصا. ولهذا
التوافق صلة بأليات صناعة
القرار الاميركي والقوى
النافذة فيهن ولطبيعة التحالف
الاستراتيجي الاميركي -
الاسرائيلي. لكن هذا الادراك
والتفهم القسري لواقع الحال
الاميركي، لا يبرر او يملي على
مطلق مراقب سياسي التساوق مع
الرؤية الاميركية، التي تتناقض
مع طبيعة الموقع الاميركي كراعي
اساسي لعملية السلام العربية -
الاسرائيلية. لا بل الراعي
المحتكر لعملية السلام، ورفض
الادارات الاميركية المتعاقبة
منذ إدارة بيل كلينتون 1992 وحتى
الآن وجود اي شريك او راعي ثان
او ثالث لعملية السلام، مع ان
اتفاقيات اوسلو حددت وجود
راعيين للعملية السياسية
الولايات المتحدة وروسيا
الاتحادية. الولايات
المتحدة الاميركية، يساعدها
دورها المركزي في ادارة العالم.
وإخضاعها الهيئة الدولية
والاقطاب الدولية الاخرى
لمشيئتها وتوجهاتها السياسية
والاقتصادية والثقافية
والامنية. الهيمنة الاميركية
على العالم ككل، واعتباره
بقاراته الخمس يخضع للمنطقة
الكبرى، التي أعدت أميركا نفسها
منذ اربعينيات القرن العشرين
للسيطرة عليها دون استثناء، وهو
ما تم فعلا منذ نهاية ثمانينات
القرن العشرين في اعقاب إنهيار
الاتحاد السوفييتي ومنظومتة
الاشتراكية. ومع ان انحيازها
لدولة الابرتهايد الاسرائيلية
سابق لذلك، إلآ ان إنتصار
الرأسمالية بقيادة الولايات
المتحدة، ودخول عصر العولمة
المتوحشة، ساهم في تنامي نزعة
الغرور والغطرسة والعنصرية في
الاوساط الاسرائيلية، ورفضها
لخيار السلام من خلال تخندقها
في مستنقع الاستيطان
الاستعماري، لان الادارات
الاميركية المتعاقبة وقفت دون
تردد خلف جرائم إسرائيل،
وتساوقت معها في ما ذهبت اليه من
نزعات فاشية، ولم تحاول إيجاد
سياسة متوازنة نسبيا تتناسب مع
دورها الراعي لعملية السلام،
ولحماية مصالحها القومية
الحيوية. موقف
الكونغرس الاخير، الذي صوت عليه
مساء الثلاثاء الماضي، المشار
لع أعلاه، يعكس تلك السياسة
المعادية للسلام. فضلا عن
معاداة مصالح الفلسطينيين
الوطنية والعرب القومية. مع ان
الادارة الاميركية تعي جيدا أن
القيادة الفلسطينية تتخندق
استراتيجيا في خنادق خيار
السلام، وتعمل بكل الوسائل
والسبل لتفعيل عملية التسوية
السياسية رغم كل الانتهاكات
الاسرائيلية. كما ان الكونغرس
الذي دعا لدعم خيار حل الدولتين
للشعبين في ذات التهديد الموجه
للقيادة الفلسطينية، ناقض نفسه.
لان التأكيد على خيار حل
الدولتين للشعبين الفلسطيني
والاسرائيلي على حدود الرابع من
حزيران عام 1967، لايتناقض مع
توجه قيادة منظمة التحرير الى
الامم المتحدة، ولا يتناقض مع
تمسكها بضرورة إلزام إسرائيل
بوقف البناء في المستوطنات
االاستعمارية المقامة على
الاراضي الفلسطينية المتحلة
عام 1967. لاسيما وان خطابي الرئيس
باراك اوباما يوم الخميس
الموافق (19/5/ 2011) الماضي، وخطابه
يوم (4/6/2009) في القاهرة، أكدا على
ذلك بشكل واضح وقاطع. إذاً
لماذا التهديد للفلسطينيين؟
ولماذا لا يتم تهديد إسرائيل
على انتهاكاتها الخطيرة ضد
الشعب الفلسطيني ومصالحه
الوطنية؟ ولماذا لا تسمح اميركا
للاقطاب الرباعية الاتحاد
الؤروسي والاتحاد الاوروبي
والامم المتحدة بلعب دور الشريك
الاساسي في صناعة السلام ؟
ولماذا احتكار عملية الرعاية
للسلام، طالما الادارات
الاميركية غير قادرة على ان
تكون راعيا نزيها لعملية
السلام؟ ولماذا تُّصر إدارة
اوباما على نسيان مصالح اميركا
الحيوية في المنطقة، والاصرار
على كسب عداء الشعوب العربية؟
وهل دولة الابرتهايد
الاسرائيلية تستطيع حماية تلك
المصالح في ظل التغيرات الجارية
في المنطقة؟ والى متى يمكن
لاميركا ضبط إيقاع الثورات
العربية وإستمرار الهيمنة على
شعوب الامة العربية؟ اسئلة
كثيرة ومتشعبة برسم إجابات
الولايات المتحدة الاميركية
ومؤسساتها التنفيذية
والتشريعية وكل المساهمين في
صناعة القرار الاميركي. لكن
المؤكد، ان القرار الاخير
للكونغرس الاميركي يعري
الرعاية الاميركية من ورقة
التوت التي تغطيها. لانها
تجاوزت بسياساتها المغرورة
وبلطجيتها المموجوجة والمرفوضة
كل حدود المنطق والعقل. ============================== بقلم
ثامر سباعنه إن
قضية الأسرى هي من القضايا
الوطنية العليا التي يجب أن
يدعمها كل فلسطيني دون استثناء
حتى تصبح قضية رأي عام على
المستويات الفلسطينية و
العربية والدولية، بل يجب أن
يتفاعل معها كل مسلم في العالم
بل كل مطالب بحقوق الإنسان على
هذه الكرة الأرضية. أكثر
من 6000 أسير فلسطيني وعربي
يقبعون في سجون الاحتلال
الصهيوني ،يعاني الأسرى من ظروف
معيشية صعبة بالزنازين التي
تتسم بالرطوبة والرائحة العفنة
التي تبلغ مساحتها متر ونصف
تقريبا، حيث الأرضية رطبة،
والغرفة خالية من الضوء، أو
يسطع الضوء فيها في جميع
الأوقات وذلك لمنع السجين من
النوم، ويحرم السجناء من النوم
لعدة أيام، ومن الحصول على وجبة
غذاء كافية، والوصول للمرحاض
وقت الحاجة، وتغيير ملابسهم. العشرات
من الأسرى قضوا أكثر من ربع قرن
في الأسر ، بل منهم من وصل إلى 34
عاما في الأسر وهو الأسير نائل
البرغوثي إن
الأسرى الآن ليسوا بحاجه إلى
خطابات رنانة تنتهي بمجرد
انتهاء الحفل أو وعود ضائعة في
الهواء دون تنفيذ ، إنما هم
بحاجة إلى انتفاضة من أجلهم،
انتفاضة تكون بمشاركة شعبية
كبيرة وعالية، تتفاعل فيها كل
الوسائل والأدوات لتحريك قضية
الأسرى على كافة المستويات
والصعيد ، الأسرى
بحاجة إلى انتفاضه إعلاميه يسخر
فيها الإعلاميين وسائلهم
وطاقاتهم للعمل على مساندة قضية
الأسرى من خلال تقاريرهم التي
تسلط الأضواء على معاناته
وحقوقهم وهمجية الاحتلال، كل
بالطريقة المناسبة لوسيلته
المحلية أو العربية أو الدولية
، ويجب تخصيص صفحة اسبوعيا على
الأقل تخدم الأسرى وتنشر
معاناتهم للعالم اجمع وبكل لغات
العالم. الأسرى
بحاجة إلى انتفاضه اجتماعيه
يتحرك فيها الشارع الفلسطيني من
اجل نصرة عائلات الأسرى
والتخفيف عنهم وتكفل أبنائهم،
فمن العار ترك عائلات الأسرى
وأبنائهم يعانون فقد المعيل
الوحيد للأسرة الذي قدم نفسه
رخيصة لأجل حرية وطنه. الأسرى
بحاجة إلى وقفة حقيقية من قبل
القيادات الفلسطينية والفصائل
والوزارات، ووضع ملف الأسرى في
أولويات القيادات في كل اجتماع
دولي أو نشاط سياسي ، بالاضافه
إلى إدخال موضوع الأسرى في سجون
الاحتلال وثقافة الأسر
والاعتقال إلى المنهاج الدراسي
الفلسطيني المدرس لأبناء
فلسطين ، خاصة وبأنه يكاد لا
يخلو بيت فلسطيني من أسير حالي
أو سابق . الأسرى
بحاجة إلى وقفة وانتفاضه حقيقية
من المؤسسات والجمعيات
القانونية والانسانيه لإنصافهم
ومتابعة حقوقهم وقضاياهم
وطرحها عالميا وبكل الطرق
القانونية ، ليتم معاملة الأسرى
كأسرى حرب حسب القانون الدولي
المعمول به. المطلوب
أن يستغل كل مخلص كل أداوته
المتاحة بين يديه والطرق
المتوفرة من أجل خدمة قضية
الأسرى ، ولكي لا يبقى الأسرى
وحدهم في مواجهة المحتل، وحتى
يشعروا بأن هناك من يقف إلى
جوارهم ويؤازر موقفهم ويعزز
صمودهم وصبرهم ويقوي عزائمهم.
كل هذا يضع الفلسطينيين بكافة
أطرهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم
أما استحقاق مهم وحساس يهم
ويصيب كل فلسطيني ألا وهو نصرة
الأسرى وتبني قضيتهم عربيا
وعالميا. ======================== يا
أهالي الشام: أنتم من "درعا"
أسقطم النظام. أ.د.
ناصر احمد سنه* يا
أهالي الشام: لكم ألف تحية، وألف
تهئنة، وألف سلام. يا
أهالي الشام، يا أهلنا في سوريا
الحبيبة: لكم في دمشق وريفها
والقنيطرة ودرعا والسويداء
وحمص وطرطوس واللاذقية وحماة
وإدلب وحلب والرقة ودير الزور
والحسكة الخ ألف تحية من
أشقائكم ومن الثوار في تونس
وليبيا ومصر واليمن. يا
أهلنا في سوريا الحبيبة: ألف
تهنئة بارتقاء شهدائنا
وشهدائكم، والذين يزدادون
يوماً بعد يوم. فهم بالآلاف
المؤلفة قد قدموا دمائهم من أجل
رفع الظلم والطغيان والإستعباد
والقهر والقمع والفساد
والإفساد عن الشعب. يا
أهالي الشام: لكم ألف سلام لأنكم
كسرتم حاجز القهر والخوف الذي
اعتقلكم فيه لعقود طويلة نظامكم
"البعثي".. القمعي،
المخابراتي، التسلطي،
الطاغوتي، الطغياني، الخذلاني
أمام العدو الصهيوني. يا
أهالي الشام: لكم ألف تحية، وألف
تهئنة، وألف سلام لأنكم تطلعتم
ولكم ولنا كل الحق في ذلك إلي
حياة حرة كريمة .. لا أستعباد
فيها ولا ظلم، ولا فساد فيها ولا
إفساد، لا طغيان فيها ولا قهر،
لا وراثة فيها ولا توريث، لا خوف
أو تخويف من "القلة المندسة /الإجندات
الخارجية (وهل كان الطفل حمزة
الخطيب أجندات خارجية؟؟)/
العصابات الإجرامية/ إستهداف
الدور الممانع". يا
أهالي الشام: أي دور ممانع لهم،
ولو فعلوا بالصهاينة معشار ما
فعلوه بكم لتحررت فلسطين والقدس.
لكن "أسد علي وأمام الصهاينة
نعامة". وكما "يرقص"
الصهاينة علي جثث وأشلاء وأجساد
المعتقلين والمعتقلات، نري
جهاز القمع السوري يفعلون مثلما
يفعل الصهاينة بل أدهي وأمر. ..
قتلاَ وتمثيلاًً وتهجيراً
وتشريداً. يا
أهلنا في سوريا: أين أخوتنا في
"حلب" الشهباء؟. لقد
ذكرتمونا بقول رسول الله صلي
اله عليه وسلم، يسال عن "خالد
بن الوليد" ويسميه: "أين
خالد؟"، "ما مثل خالد يجهل
الإسلام!". وما مثل الشباب
والرجال النساء الأشاوس في "حلب"
يجهلون الحرية والتحرر من هذا
النظام الجاثم علي صدر سوريا..
الحضارة والشجاعة والرباط
والمرابطة. في مصر لا يغيب عن
ذاكرتها الحضارية "سليمان
الحلبي" / الطالب بالأزهر
الشريف، الذي قتل "كليبر"
قائد الحملة الصلبيبية
الفرنسية علي مصر. يا
أهالي الشام: ألم يربط النظام
الليبي ونظامكم ونظامنا
البائد، وكل نظام مستبد فاسد
مُفسد "أمنه" بأمن العدو
الصهيوني. وإنهم هم الحامون
لوجوده، فلم إذن كانت شعارات:"لا
صوت يعلو فوق صوت المعركة"،
وأي معركة (إلا معركة بقائهم
الأبدي في سدة التحكم) والهزائم
بسببهم تتري وتتوالي. يا
أشقائنا: لا تغرنكم محولات
النظام الألتفاف عل ثورتكم
المباركة.. بمؤتمرات نقاش وحوار
وتحاور الخ. لقد قدمتم التضحيات
، وبمتابعة البعض لمحاولات
النظام لن يجني إلا الحصرم. يا
أهالينا: "الشعب يريد إسقاط
النظام".. مطلب واحد ووحيد،
والإصرار عليه وعلي تحقيقه
وتحقيقه قريب جداً بإذن الله
تعالي واجب وآكد. يا
أهالي الشام: وحدوا صفوفكم،
ونسقوا فيما بينكم، وتجنبوا
خلافاتكم، وأستعينوا بالله
تعالي وأصبروا صابروا ورابطوا..
"فالنصر صبر ساعة". وقريباَ
جداً سنحتفل ونحتفي رافعين،
جميعاً، رايات النصر والكرامة
والعدالة والأمن والحرية
والتحرير.. خفاقة. ومن الثورة
إلي الدولة فالآمة سنمضي. يا
أهالي الشام: تحية إلي أطفال
وشباب وشابات ورجال ونساء
وحرائر سوريا. وتحية خاصة إلي
أهلنا في "درعا". إلي من له
قصب السبق فأطلق الشرارة
المباركة الأولي لثورة تحرير
سوريا المباركة. يا
أهالي الشام، ويا أهلنا في
سوريا الحبيبة: في دمشق وريفها
والقنيطرة ودرعا والسويداء
وحمص وطرطوس واللاذقية وحماة
وإدلب وحلب والرقة ودير الزور
والحسكة.. أنتم من "درعا"
أسقطم النظام. *كاتب
وأكاديمي ========================= هل
يجمع قلبك بين حبٍّ في الله،
وبغض فيه؟ بقلم:
محمد عادل فارس دعُونا
نبدأ من كلمة التوحيد "لا إله
إلا الله" فهي تعني أن لا
معبود بحق إلا الله، أي لا محبوب
حباً مطلقاً، ولا مرهوب رهبة
مطلقة، ولا مطاع طاعة مطلقة...
إلا الله سبحانه. فحب
الله سبحانه هو عنوان التوحيد ((
ومن الناس من يتخذ من دون الله
أنداداً يحبونهم كحبّ الله!
والذين آمنوا أشد حباً لله))
سورة البقرة: 165. ومع أن
بداهة العقول تقتضي ممن يحبّ
الله أن يحبّ في الله، فيحبّ
أحباب الله من الأنبياء
والصديقين والصالحين، وأن يبغض
في الله، فيُبغض أعداء الله،
وأعداء رسوله، وأعداء أصحاب
رسوله صلى الله عليه وسلم... نقول:
مع أن بداهة العقول تقتضي ذلك
فقد جاءت النصوص الكريمة من
كتاب الله تعالى وأحاديث نبيه
صلى الله عليه وسلم لتؤكده
وتوضّحه. فمن
وجد قلبه قد نضب من حب الله، أو
من الحب في الله، أو غَفل عن
البغض في الله وكراهية ما يبغضه
الله... فليتفقّدْ إيمانه،
وليجدّدْ إيمانه. نقرأ
أولاً قول الله تعالى: (( ...ولكنَّ
الله حبَّب إليكم الإيمان
وزيّنه في قلوبكم، وكرَّه إليكم
الكفر والفسوق والعصيان. أولئك
هم الراشدون)). سورة الحجرات: 7. ونقرأ
أحاديث كثيرة من أحاديث نبينا
المصطفى صلى الله عليه وسلم.
منها: عن
عمرو بن الجموح رضي الله عنه أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: "لا يجدُ العبدُ صريح
الإيمان حتى يحبَّ لله تعالى،
ويُبغضَ لله تعالى". رواه
أحمد والطبراني. وعن
أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحبّ لله، وأبغض لله،
وأعطى لله، ومنع لله، فقد
استكمل الإيمان". رواه أبو
داود. وقال
صلى الله عليه وسلم: "... وهل
الدين إلا الحب في الله، والبغض
في الله". أخرجه الحاكم، وقال:
صحيح الإسناد. وقال
صلى الله عليه وسلم: "أحبّ
الأعمال إلى الله: الحب في الله،
والبغض في الله" حديث حسن،
أخرجه السيوطي في الجامع الصغير. ومعنيان
آخران رديفان للحب في الله
والبغض فيه. إنهما الشدة على
الكفار، والرحمة للمؤمنين، أو
العزة على الكافرين والذلة
للمؤمنين: قال
تعالى يصف النبي صلى الله عليه
وسلم وأصحابه الكرام: (( محمد
رسول الله، والذين معه أشداء
على الكفار رحماء بينهم)). سورة
الفتح: 29. وقال
سبحانه يصف الجيل الذي ينقذ
الأمة إذا وقعت في الردّة: ((
يأيها الذين آمنوا، من يرتدَّ
منكم عن دينه فسوف يأتي الله
بقوم يحبّهم ويحبونه، أذلة على
المؤمنين، أعزّة على الكافرين
يجاهدون في سبيل الله، ولا
يخافون لومة لائم...)) سورة
المائدة: 54. ونلاحظ
أن نص الآية الكريمة هكذا: ((
أذلة على المؤمنين)) وليس أذلة
للمؤمنين، وهي إشارة إلى أن
تذلل المؤمن لأخيه يرفعه عليه
ولا يجعله دونه، والله أعلم. اختبار
القلب: وليختبر
أحدنا قلبه حتى لا يقع ضحية خدعة
الشيطان، فقد يبغض أحدنا صاحبه
ويحسَبُ أنه يبغضه في الله.
فليصارح نفسه: هل كان منصفاً
فيذكر حسنات أخيه هذا كما يذكر
سيئاته؟ وهل يبغض الكفرة
والفسقة الذين هم أشد معصية
لله، كما يبغض أخاه هذا؟. مكانة
الحب في الله لا تكاد تدانيها
مكانة! والحب
في الله قرين الإيمان وثمرته،
ولذلك يبلغ المؤمن به درجة
عالية عند الله، قلَّ أن يدركها
بعمل آخر. إنه كالإيمان: أمر
يستقر في القلب فيثمر أعمالاً
في الجوارح، وإنه (( كشجرة طيبة
أصلها ثابت وفرعها في السماء،
تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربّها)). عن أنس
رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول
الله صلى الله عليه: متى الساعة؟
قال: "وما أعْددتَ لها"؟
قال: لا شيء إلا أني أحب الله
ورسوله. قال: "أنتَ مع من
أحببت". قال أنس: فأنا أحب
النبي صلى الله عليه وسلم وأبا
بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم
بحبِّي إياهم" رواه البخاري
ومسلم. وعن
ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله، كيف
تقول في رجل أحبَّ قوماً ولم
يلحَقْ بهم؟ فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "المرء مع من
أحب" رواه البخاري ومسلم. وعن
معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
سمعت رسول صلى الله عليه وسلم
يقول: "قال الله تعالى: وجبتْ
محبتي للمتحابين فيَّ،
والمتجالسين فيَّ، والمتزاوينّ
فيّ، والمتباذلين فيّ" رواه
مالك. * ومن
أحب في الله ذاق حلاوة الإيمان عن أنس
رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "ثلاث من كنَّ
فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن
يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما
سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه
إلا لله، وأن يكره أن يعود في
الكفر بعد أن أنقذه الله منه،
كما يكره أن يُقذَف في النار".
رواه البخاري ومسلم. وحتى
يتحقق الحب في الله وينغرس في
القلوب ويصبح شأناً راسخاً في
علاقة المؤمن بأخيه المؤمن،
جاءت جملة التوجيهات الإسلامية
لتؤكد كل ما يحقق هذا الحب
ويعمقه، وتنهى عن كل ما يخدش هذا
الحب أو ينزعه من القلوب. جاءت
الأحاديث النبوية تدعو إلى بر
الوالدين وصلة الرحم ورعاية
اليتيم وبذل السلام وتوقير
الكبير ورحمة الصغير... وتنهى
عن الغيبة والنميمة والغش
والغدر، والمنّ بالعطية،
والهجران بين المسلمين، وتناجي
اثنين دون الثالث، والشماتة
وسوء الظن والتجسس واحتقار
المسلم والحسد والكبر... ويكفي
أن نذكر هذا الحديث العظيم: عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم
والظن، فإن الظنّ أكذبُ الحديث،
ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا،
ولا تباغضوا، ولا تدابروا،
وكونوا عباد الله إخوانا".
رواه البخاري. اختبار
آخر: ومن
المهم أن يختبر الإنسان قلبه: هل
هو فعلاً عامرٌ بحب الله، وحب
أولياء الله، وأحباب الله،
وشريعة الله، وأحكام الله؟!.
وهاكم بعضَ الروائز في آية
عظيمة من كتاب الله تعالى: - (( قل:
إن كان آباؤكم وأبناؤكم
وإخوانُكم وأزواجُكم وعشيرتكم
وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ
تخشَون كسادها ومساكنُ
ترضَونها أحبَّ إليكم من الله
ورسوله وجهادٍ في سبيله
فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره
والله لا يهدي القوم الفاسقين)).
سورة التوبة: 25. فهل
يفرح أحدنا لنجاحاتٍ يحققها بعض
إخوانه؟ وهل يقدِّم له الرأي
والمعونة بالخبرة والمال
والجهد ليعينه على النجاح؟ وهل
يتعاون معه على البر والتقوى
ليكون مع إخوانه فريقَ عمل
متفاهم؟ وإذا وجد في بعض إخوانه
ثلمةً أو خطيئة فهل يدفعه هذا
إلى فضحهم والتشهير بهم، أو
يدفعه إلى نصْحهم؟ وهل يسُرُّه
ما يسرُّهم، ويحزنه ما يحزنهم؟... إنها
روائز تصلح لكي يختبر أحدنا مدى
رسوخ معاني الحب في الله، في
قلبه. اللهم
اجعلنا ممن يحبك ويحب أنبياءك
وأولياءك والدعاة إليك
والمجاهدين في سبيلك والعاملين
لنصرة دينك. ========================= شرعنة
غربية للقرصنة الاسرائيلية (إن
النية الاسرائيلية المبيتة
لتكرار القرصنة ضد أسطول الحرية
لغزة – 2 لا تستهدف فقط التضامن
الشعبي السلمي الدولي مع قطاع
غزة المحاصر بل تستهدف كل أشكال
النضال الوطني الفلسطيني من أجل
التحرر وتقرير المصير) بقلم
نقولا ناصر* تعلن
الولايات المتحدة الأميركية أن
"من حق إسرائيل أن تدافع عن
نفسها ضد تهريب السلاح"،
متبنية إدعاء دولة الاحتلال بأن
مهمة "أسطول الحرية لغزة –
2" هي تهريب الأسلحة الى الشعب
الفلسطيني في القطاع المحاصر،
واصفة رحلة الأسطول بأنه عمل
"غير مسؤول" و"استفزازي"
وينطوي على "مخاطرة بسلامة"
الناشطين السلميين على متن ما
لايقل عن عشرة سفن وسفينتي شحن
تحمل مساعدات إنسانية وآلاف
رسائل التضامن الشعبي السلمي
الدولي وتتحدى الحصار العسكري
في محاولة جريئة مدفوعة بقيم
العدل والحرية والسلام
لاختراقه. وهذا
الموقف الأميركي الذي كان حتى
الآن سرا مكشوفا يتحول عمليا
اليوم إلى موافقة علنية صريحة
على حصار قطاع غزة تضفي عليه
شرعية أميركية لعلها تحول حصارا
مفروضا بحكم الأمر الواقع إلى
حصار "قانوني"، وهو موقف
يعطي ضوءا أخضر لدولة الاحتلال
الإسرائيلي كي ترتكب مجزرة
جديدة تستعد لها علنا الآن تذكر
بالمجزرة التي ارتكبتها ضد "أسطول
الحرية لغزة – 1" قبل عام، مما
يضفي اهمية مضاعفة على الرسالة
السياسية والقانونية
والانسانية التي يبعثها منظمو
"أسطول الحرية" بأن
الاحتلال والحصار الأسرائيلي
غير شرعي وغير قانوني وغير
إنساني وبأن الدعم الأميركي له
يحول الولايات المتحدة نفسها
إلى شريك فيه يعمل خارج القانون
الدولي. ويتزامن
هذا الموقف الأميركي مع حصار
مواز لتحرك فلطسيني باتجاه
الأمم المتحدة. والحصاران
يستهدفان شكلين من أشكال النشاط
السلمي المحض، أحدهما رسمي
ودبلوماسي يقوده مفاوض منظمة
التحرير الفلسطينية، والآخر
شعبي سلمي للتضامن الدولي مع
الشعب الفلسطيني المحاصر في
قطاع غزة. والرسالة الأميركية
واضحة، وهي أن كل اشكال النضال
الوطني الفلسطيني من أجل التحرر
وتقرير المصير محاصرة ومرفوضة
ويجب حظرها. والهدف واضح، وهو أن
أمام الشعب الفلسطيني خيار واحد
فقط هو الاستسلام باسم السلام
للاحتلال ودولته. فعلى
الصعيد العسكري تضمن الولايات
المتحدة الأميركية التفوق
النوعي لدولة الاحتلال على
مجموع محيطها العربي والاسلامي
وتحمي منذ عام 1967 توسعها
الاقليمي وتوسعها الاستيطاني
وحصارها العسكري ومطاردتها
الأمنية "الساخنة"
للمقاومة الوطنية بكل أشكالها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي
استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو"
الأميركي وتهدد باستخدامه
مجددا ضد الشعب الفلسطيني. وعلى
الصعيد المالي تهدد واشنطن
المجتمع الدولي بكامله ممثلا في
الأمم المتحدة بقطع التمويل
الأميركي له وتهدد سلطة الحكم
الذاتي الفلسطينية بقطع أموال
المانحين الدوليين عنها إذا لم
تلتزم بالشكل التفاوضي الثنائي
مع دولة الاحتلال المفروض على
منظمة التحرير منذ حوالي عشرين
عاما. وعلى صعيد الحراك السلمي
الفلسطيني تلطخت أيادي دولة
الاحتلال الاسرائيلي بالدماء
الفلسطينية منذ الذكرى السنوية
للنكبة في أيار / مايو الماضي
محمية بالدرع السياسي
والدبلوماسي والعسكري الأميركي. ويبدو
بأن غطاء الأمم المتحدة الذي
وفره الأمين العام بان كي – مون
لهذا الموقف الأميركي عندما بعث
برسالة إلى كل الحكومات المعنية
يدعوها فيها إلى "استخدام
نفوذها لعدم تشجيع مثل هذه
الأساطيل، التي تنطوي على خطر
التصاعد الى صراع عنيف" كان
هو الثمن الذي دفعه مسبقا مقابل
الموافقة الأميركية على
التجديد له لولاية ثانية. ويبدو
أن كندا وفرنسا وبريطانيا
والدنمارك كان عليها أن تدفع
ثمنا مماثلا للأميركيين كي
تواصل مغامراتها العسكرية
الجارية في ليبيا أو المخططة في
سوريا، وهي الدول الرئيسية التي
تجاوزت تفويض مجلس الأمن الدولي
بقراره رقم 1073 لحماية المدنيين
الليبيين بفرض منطقة حظر جوي
لتبدأ ب"تهريب السلاح" و"تغيير
النظام"وقصف أهداف مدنية. فوزير
خارجية كندا اعتبر أسطول الحرية
لغزة عملا "استفزازيا"
لدولة الاحتلال الإسرائيلي
وحذر بأن بلاده تدعم ما سماه "حق
إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد
الأسطول" وبأنها "لن تهب
لمساعدة الكنديين" المشاركين
فيه ضد أي "هجوم" لدولة
الاحتلال عليه، والاتحاد
الأوروبي حثت مفوضته للمعونات
الانسانية منظمي الأسطول على
"العمل مع السلطات في إسرائيل"
وعبر "قنواتها الرسمية"،
وفرنسا اعتبرت وزارة خارجيتها
أسطول الحرية لغزة "فكرة سيئة
تجعل التوترات تستفحل" في
المنطقة، والدنمارك قالت
حكومتها "دون غموض إننا ضد
هذا الأسطول"، وبريطانيا
أعلنت سفارتها بتل أبيب بأن "من
الطيش وعدم المسؤولية محاولة
الوصول إلى غزة عن طريق البحر"
بينما أعلن وزيرها لشؤون الشرق
الأوسط أن قرار تسيير الأسطول
ليس "قرارا حكيما" ونصح
مواطني المملكة المتحدة "بعدم
الذهاب الى غزة". إن
الولايات المتحدة وكندا وفرنسا
وبريطانيا والدنمارك ومعهم
أمين عام الأمم المتحدة كي –
مون بمواقفهم المسوغة للقرصنة
الاسرائيلية المرتقبة يتحملون
المسؤولية كشركاء في أي عدوان
تستعد دولة الاحتلال
الإسرائيلي الآن لارتكابه ضد
أسطول الحرية لغزة – 2. وقد
استقوت دولة الاحتلال بهذه
المواقف. ففي السابع والعشرين
من الشهر الماضي قرر مجلس
وزرائها الأمني المصغر منع وصول
الأسطول الى شواطئ غزة، وأمر
قوات الاحتلال بأن توقف "بصلابة"
ابحاره الى القطاع "إذا حاول
كسر الحصار"، وكسر الحصار
وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في
الاتصال الحر العادي مع بقية
العالم هو الهدف المعلن لأسطول
الحرية، وبالتالي أصبح العدوان
الإسرائيلي عليه مؤكد الوقوع. وتشن
دولة الاحتلال حملة دولية
سياسية ودبلوماسية واعلامية
وحتى قانونية ضد الأسطول
ومنظميه والمشاركين فيه. فقد
بعث سفيرها لدى الأمم المتحدة
الأربعاء الماضي رسالة الى
أمينها العام ومجلس أمنها محذرا
من "المضاعفات الخطيرة"
لكسر الحصار البحري الذي تفرضه
دولته على القطاع مؤكدا اصرارها
على استمراره. ولخص جدعون ليفي
في هآرتس يوم الخميس الماضي هذه
الحملة الاسرائيلية الشاملة في
عنواين: أولا "شيطنة"
الأسطول وفكرته وأبطاله،
تمهيدا ل"إضفاء الشرعية"،
ثانيا، على العدوان عليهم.
وتصفهم الحملة ب"الارهابيين"،
و"الخطر الأمني"، و"الأعداء"،
و"قطاع الطرق"، و"مهربي
السلاح"، الخ. فوزير الخرجية
أفيغدور ليبرمان يعمم بأنهم "يسعون
الى المواجهة والدم". ومكتب
رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو،
يبعث يوم الاثنين الماضي برسالة
نصية الى الصحفيين تدعي أن
منظمي الأسطول "قد يستخدمون
مواد كيماوية ضد القوات
الاسرائيلية المرسلة لاعتراض
قافلتهم"، وفي اليوم التالي
وجهت قوات الاحتلال الاتهام
ذاته بصفة رسمية عندما أعلن
الناطق العسكري الجنرال افيتال
ليبوفيتش بأن لدى "متطرفين"
في الأسطول "مواد كيماوية
حارقة خطيرة" (رويترز في
19/6/2011). و"الاستنتاج
الذي لا يمكن تفاديه"، كما
كتب جدعون ليفي، هو "أنه توجد
طريقة واحدة فقط للتعامل مع
ركاب الأسطول: بالقوة، وبالقوة
فقط، كما يتم التعامل مع كل خطر
أمني". ولهذا السبب على
الأرجح يسعى الوزير المسؤول عن
الاعلام، يولي ايدلشتاين، الى
فرض تعتيم اعلامي على حركة
الأسطول وتطوراته بتهديده
الصحفيين الأجانب الذين
يشاركون في الأسطول بمنعهم من
دخول دولة الاحتلال لمدة عشر
سنوات. وكل
ذلك وغيره يسوغ تماما تحذير
وزارة العدل بغزة من "النية
المبيتة" ووجود "تخطيط
مسبق" لممارسة "القرصنة
الدولية" للاعتداء على "مدنيين
مسالمين من جنسيات مختلفة"
ممن وصفهم ليفي ب"الناشطين
الاجتماعين، والمكافحين من أجل
السلام والعدل، ومخضرمي النضال
ضد الفصل العنصري والاستعمار
والامبريالية والحروب بلا هدف
والظلم والمثقفين والناجين من
الهولوكوست واصحاب الضمير"
القادمين من خمسين بلدا منها
استراليا واندونيسيا وماليزيا
وتركيا واليونان وايرلندا
وبريطانيا وفرنسا وكندا
والولايات المتحدة ومنهم يهود
يمثون 28% من السفينة الأميركية
المشاركة في الأسطول بعضهم يعلق
نجمة داود حول عنقه ومنهم
برلمانيون واعلاميون
واكاديميون ورياضيون وحائزون
على جائزة نوبل للسلام وفنانون
ومخرجون سينمائيون مثل
برازيلية الأصل مخرجة "ثقافات
المقاومة" لارا لي ممن يمثلون
مئات المنظمات في بلدانهم
وجميعهم مصرون على كسر الحصار
لأنهم يؤمنون بأن المعونات
الانسانية للرازحين تحت
الاحتلال على أهميتها يحب الا
تكون بديلا للحرية كما قالت
هويدا عراف، احدى منظمات اسطول
الحرية. إن
النية الاسرائيلية المبيتة
لتكرار القرصنة ضد أسطول الحرية
لغزة – 2 لا تستهدف فقط التضامن
الشعبي السلمي الدولي مع قطاع
غزة المحاصر بل تستهدف كل الشعب
الفلسطيني بقيادته المفاوضة
وقيادته المقاومة على حد سواء
وتستهدف كل أشكال النضال الوطني
الفلسطيني من أجل التحرر وتقرير
المصير، ولذلك كان مقرر الأمم
المتحدة الخاص لحقوق الانسان
الفلسطيني، ريتشارد فولك، على
حق عندما كتب في الثاني من هذا
الشهر بأن "تحرير فلسطين من
الاحتلال يجب أن يكون .. أولوية
جوهرية موحدة للمرحلة الثانية
من الربيع العربي"، لأن أي
ربيع عربي لا يزهر في فلسطين
أولا لن يزهر على الاطلاق. *كاتب
عربي من فلسطين ========================== إلى
التجار.. وأصحاب الأعمال في
سورية .. فليكن مستقبلكم بعد
الثورة في سورية كماضيكم قبل
الاستبداد نبيل
شبيب لم يكن
أبي -رحمه الله- يقصّ علي قبل
خمسين عاما وأكثر أساطير ممّا
يهوى الأطفال سماعه، إنّما
كثيرا ما روى على سمعي من
الحكايات والقصص من الواقع ما
يثير الإعجاب والشغف لسماع
المزيد، فكأنّه من نسج الخيال
كالأساطير.. وكانت الحياة
الشعبية في سورية، حافلة بها،
بلدة بلدة، وحيّا حيّا، وسوقا
سوقا!.. لم يكن
أحد يعلم عن هذا الفقير من أين
يعيش، أو ذاك اليتيم كيف ينفق
على نفسه، أو تلك الأسرة التي
فقدت المعيل كيف تدبّر أمرها،
فقد كان من أنعم الله عليهم بشيء
من ماله -وجلّ هؤلاء من التجار-
ينفقون بأيمانهم ما لا تدري به
شمائلهم. لم يكن
الفلاح في قرية من القرى يفتقد
"النخوة" لدى من يعرف ومن
لا يعرف، إذا شحّ الماء ولم يجد
ما يكفي من المحصول يرتزق
ببيعه، ولم تكن العائلة تعجز عن
تأمين ما يتطلّبه إرسال أطفالها
إلى المدرسة وإن كثر عددهم، أو
تأمين أجرة مسكن ضاقت الحال
بمعيلها عن تأمينه بعرق جبينه،
ولم يكن المسجد في الحيّ في حاجة
إلى "جمع المال" لترميم
جدار أو تجديد مكان الوضوء أو
تغطية المصروفات الجارية، فقد
كان في كلّ حي ما يكفي من
الشرفاء الذين وسّع الله عليهم
فلم يبخلوا على بيت من بيوته.. . . . وأعلم
الآن أيضا أنّ هذه الرابطة
الوثيقة القائمة على التكافل
والتعاون والتعاضد بين أهل
البلد الواحد، وانعكاسها الحيّ
في واقعهم اليومي، تعتمد إلى
اليوم كما كانت بالأمس اعتمادا
كبيرا على تلك الفئة التي توصف
بتجار الشام -ويقصدون دمشق-
وتجار حلب، وتجار سائر المدن
السورية الأخرى، بل كان كثيرا
ممّا يروى عن "فخر" أهل كل
مدينة بأنفسهم، لا يدور حول "تخاصم
واستعلاء" قدر ما يدور حول
"تنافس" في المكرمات، و"تفاضل"
في المسارعة إلى الخيرات.. وهذه
فئة اتسع نطاقها، وزاد تعداد
أفرادها، وأصبح يقال عنها إنها
"الطبقة المتوسطة" في
البلاد، وبات منها من يوصفون
بكبار أصحاب الأعمال.. ولا أعني
بذلك ما يشمل تلك القلّة
المفسدة التي أصبحت توأما قرينا
للاستبداد المهيمن على سورية
المتسلّط على شعبها. كما
أعلم ويعلم سواي ممّن اطلع على
تاريخ سورية القريب، سواء عبر
ما يرويه الأجداد والآباء، أو
ما تثبته الكتب -وبين يدي بعضها-
أنّ الاستعمار الفرنسي كان يخشى
من تجار سورية خشيته من ثوارها،
فقد كانوا هم الذين يموّلون
الثورة، ويحتضنون الثوار،
ويعملون لتحرير الوطن ممّا جثم
على صدره بقوة الحديد والنار. لم يعد
للاستعمار الفرنسي وجود.. ولكن
ألا تعلمون وترون مّن يجثم على
صدر الوطن وأهله اليوم بقوة
الحديد والنار؟.. . . . يا
أيها التجار الشرفاء.. يا
أصحاب الأعمال الأثرياء.. يا
عماد الحياة الاقتصادية
والمالية في هذا الوطن الذي
تسيل على أرضه الدماء.. وأيم
الله إنّني أخشى عليكم من كثرة
ما بات يقال عنكم في هذه الأيام.. إنّها
أيام تاريخية تشهد صفحة مجيدة
تخطّ سطورَها دماء شباب سورية
وفتيات سورية ونساء سورية
وأطفال سورية وشيوخ سورية
والشرفاء من الأجهزة العسكرية
والأمنية في سورية.. جميعهم
يشاركون في كتابة مستقبل سورية،
ومعهم أيضا المشرّدون المبعدون
المنفيون عن وطنهم سورية.. ثم
يقول من يقول، من داخل سورية
وخارجها: أين التجار وأصحاب
الأعمال.. أين ما يسمّى بالطبقة
الوسطى في قلب دمشق وقلب حلب؟.. "المحللون..
والمراقبون" كما تقول عنهم
وسائل الإعلام يقولون فيما
يقولون، إنّ هؤلاء من التجار
وأصحاب الأعمال في سورية، إذا
أرادوا، وشاركوا أولادهم
وإخوانهم وأخواتهم في طلب
الحرية لسورية، فلا بد أن
يُختصر الطريق، وينخفض عدد
الضحايا، ويوضع حدّ لسيل الدماء
وللعذابات في المعتقلات.. ولا
أحسبكم عاجزين عن سماع ذلك،
وإدراك ما يعنيه.. أو سماع ما
يضيفه أولئك "المحللون
والمراقبون": ولكن.. يبدو أن
النظام القائم نجح في ربط "مصالحهم
المادية" بوجوده.. وذاك ما
أخشاه عليكم!.. . . . يا
أيها التجار الشرفاء.. يا أصحاب
الأعمال الأثرياء.. يا عماد
الحياة الاقتصادية والمالية في
هذا الوطن الذي تسيل على أرضه
الدماء.. وأيم
الله إنّ أعمالكم لم تكن يوما
رهن استبداد يحكم شعبكم، وفساد
يسلب أرضكم، بل كانت دوما ضحية
الاستبداد والفساد، فهما دوما
مصدر "قيود" على استيراد
وتصدير، وإنتاج واستهلاك، بل
وفرض نفقات "إضافية" بعد أن
صارت الرشوة ضريبة "غير
نظامية" إلى جانب الضريبة،
وأصبحت مصادرة الأموال عنوان
"صفقات المشاركة" لصالح
المترفين الفاسدين من أعمدة
الاستبداد القائم.. ثم إنكم لا
تحتاجون إلى من يحكي على
مسامعكم ما تعايشونه أنتم
بأنفسكم، في دوائر رسمية
وجمركية، يتجرّأ فيها من يتجرّأ
من صغار أزلام النظام.. على
كباركم!.. أسألكم
بالله: هل تتصوّرون -إذا استعاد
شعب سورية حريته، وحقّق هدفه
المشروع فأقام حكما قويما عادلا
شريفا- أنّ هذه القيود
والممارسات ستبقى وتكبر أم
ستضمحل وتزول؟.. . . . يا
أيها التجار الشرفاء.. يا أصحاب
الأعمال الأثرياء.. يا عماد
الحياة الاقتصادية والمالية في
هذا الوطن الذي تسيل على أرضه
الدماء.. وأيم
الله إنّني أستحيي أن ينزلق هذا
القلم إلى القول إنّ تجار سورية
وأصحاب الأعمال في سورية يخشون
على ثرواتهم وصفقاتهم وتجارتهم
وأعمالهم من الثورة، فينبغي "تطمينهم"
عليها، بعد أن قدّم لهم
الاستبداد بعض المغريات أو حقق
لهم بعض الميزات المادية.. أستحيي
من مثل هذا القول، وقد بات
يتردّد كثيرا، فما عرفكم تاريخ
سورية منذ العهد الاستعماري
إلاّ شرفاء من شعب شريف، كرماء
من شعب كريم، أوفياء من شعب وفي،
أباة من شعب أبيّ، يسترخصون ما
يملكون من أجل شرفهم وكرامة
شعبهم ومستقبل وطنهم، ولا
يبيعون دماءه بمال الدنيا كلّه. وأيم
الله إنّني لأستحيي من الله ثمّ
من شعب سورية ومنكم، أن أدفع هذا
القلم إلى "تزيين" ما
أحدّثكم عنه، بمغريات مادية،
ومكاسب مادية، واستقرار مادي،
إضافة إلى الاستقرار السياسي
والأمن القانوني القضائي، في
سورية بعد الثورة.. كي تكونوا -الآن-
جزءا من ثورة شباب يفدون شعبهم
ومستقبله بالأرواح، وثورة نساء
يخرجن مع أطفالهن يطلبن الحرية
والأمان، وثورة أطفال يعتقلون
ويعذبون ويقتلون وراء القضبان،
وثورة رجال.. من إخوانكم.. من
أمثالكم.. يهانون بالضرب في
الشوارع والطرقات، ويدوس
المجرمون على ظهورهم بالأقدام
ويلسعون جلودهم بالسياط والعصي
المكهربة!.. أفلا
ينبغي أن تضيف كتب التاريخ: "..
إنّها كذلك ثورة تجار سورية
الذين اشتروا حرية شعب سورية
بما يملكون، فأعطاهم شعب سورية
أضعاف ما يملكون.. من مال،
وزادهم من الكرامة والشرف ما لا
يشترى بمال ولا يباع". . . . يا
أيها التجار الشرفاء.. يا أصحاب
الأعمال الأثرياء.. يا عماد
الحياة الاقتصادية والمالية في
هذا الوطن الذي تسيل على أرضه
الدماء.. لا
أحسب أنّكم في حاجة إلى من يحيي
لديكم الوجدان.. ولا من يضع لكم
مصالحكم المادية في الميزان.. لا
أحسب أنكم في حاجة لمقارنة "الربح
والخسارة" كما في أي صفقة من
الصفقات، ما بين أعمالٍ جارية
لا تأمنون عليها ولا على أنفسكم
من غَدر مَن يتسلّط على كل أمر
من أموركم، وبين دماء جارية من
أجساد إخوانكم وأخواتكم
وأبنائكم وبناتكم.. لا
أحسبكم بعد أن كنتم القدوة في
حاجة إلى من يستثير فيكم النخوة.. واعلموا
علم اليقين: ليست
ثورة سورية في حاجة إلى "أعمالكم
وتجارتكم" بل إليكم أنتم.. في
حاجة إلى الإنسان في قلب كل فرد
منكم.. ليس
شعب سورية في حاجة إلى "أموالكم"
من أجل تحصيل لقمة طعام أو شربة
ماء، ولكن في حاجة إلى الإحساس
بكم وبأنكم جزء من الجسد الواحد
في هذا الوطن، بكافة فئاته
وأطيافه، لا يبيع عضو منه عضوا
آخر ببعض مال، ولا بمصلحة أو
ولاء.. يا
أيها المواطنون السوريون
الشرفاء.. اعلموا
علم اليقين، أنّ من لا يكون -الآن-
جزءا من هذه الثورة الشعبية
البطولية الشريفة الكريمة.. لن
يسهل عليه -غدا- أن ينظر في
المرآة، ناهيك أن يقف وجها لوجه
أمام أرامل وأيامى وثكالى
ويتامى.. صنعوا ثورتهم، وإن وضع
بين أيديهم من ثروته.. ما يملأ
الأرض ذهبا وفضة.. إنّ ما
يريده شعب سورية منكم، هو أنتم،
وإنّ ما يريده لجميع فئاته
وأطيافه هو الحرية والكرامة
والأمان.. هو إنسانية الإنسان في
وطنه. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |