ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حقيقة
الوثيقة التي تضمنت خطة طريق
للانتقال بسورية إلى دولة
مدنية محمد
فاروق الإمام كشف
المعارض السوري لؤي حسين في
مقابلة أجرتها معه المذيعة
منتهى الرمحي في برنامجها (بانوراما)
الذي بُث على قناة العربية يوم
الأحد 3 تموز الجاري من أن
الوثيقة التي ادعت صحيفة (الغارديان)
البريطانية في عددها الصادر يوم
الجمعة 1 حزيران والتي تضمنت خطة
طريق قيل أن من شأنها أن تترك
بشار الأسد في السلطة، وأن
واشنطن قدمتها إلى بشار الأسد
بهدف الضغط على المعارضة
السورية لإجراء حوار مع النظام
لا صحة لما أوردته الغارديان
البريطانية، وأن هذه الوثيقة -
كما قال المعارض لؤي حسين - هي
خطة طريق عكف هو وعدد من رفاقه
المعارضين في الداخل على
صياغتها، وبعد بلورتها
والاتفاق عليها قدمها إلى
المستشارة بثينة شعبان لتقدمها
بدورها إلى السيد بشار الأسد،
وكان ذلك قبل إلقاء خطابه
الأخير في جامعة دمشق بخمسة
أيام دون أن يتلقى أي رد عليها،
ونفى نفياً قاطعاً ما ذكرته
الغارديان من أنه قابل السيد
فاروق الشرع وقدم له هذه
الوثيقة. وقد
تضمنت الوثيقة - كما كشف لؤي
حسين - خطة طريق يمكن أن تكون
السبيل (للانتقال الآمن والسلمي
لسورية - ذات النظام
الديكتاتوري – إلى دولة مدنية
ديمقراطية). و تدعو
هذه الووثيقة إلى: 1-(تشديد
السيطرة على قوات الأمن وتفكيك
عصابات الشبيحة المتهمة
بارتكاب فظائع بحق المتظاهرين،
ومنح الحق بتنظيم المظاهرات
السلمية، والحريات الإعلامية،
وتعيين جمعية وطنية انتقالية). 2-(
اعتذار واضح وصريح، ومحاسبة
المؤسسات والأفراد الذين فشلوا
باستيعاب الاحتجاجات المشروعة،
وتعويض أسر الضحايا، وإخضاع حزب
البعث الحاكم لقانون جديد
للأحزاب السياسية). وحول
ادعاء الصحيفة من أن الوثيقة
تتضمن (ترشيح 30 عضواً من أصل 100
عضو في الجمعية الوطنية
الانتقالية المقترحة من حزب
البعث، على أن يتم تعيين
الأعضاء السبعين الآخرين من قبل
رئيس الجمهورية بالتشاور مع
مرشحي المعارضة)، لا أساس لها من
الصحة. صحيفة
الغارديان البريطانية في نشرها
لهذه الوثيقة والادعاء بأن
واشنطن قدمتها للنظام السوري،
تهدف إلى الوقيعة بين فصائل
المعارضة السورية وزرع بذور
الشقاق بينها، والضغط عليها
للذهاب إلى حوار النظام وفق
أجندته التي لا ترقى إلى الحد
الأدنى من مطالبها ومطالب
الثوار، والتي تهدف إلى إطالة
الوقت واللعب على الزمن، ممنياً
النفس بأحلام وهمية تعتمد على
تشتيت المعارضة وإضعافها
وتوهين نفسية الشارع السوري
الثائر وتراجعه، وقد أثبتت
الأيام الماضية وبعد أكثر من
ثلاثة اشهر أن عزيمة الثوار في
الشارع السوري من أقصى البلاد
إلى أقصاها لا تلين له قناة ولا
تنكسر له إرادة، وهي تتصاعد في
وتيرة عنفوانها وقوتها وتصديها
وتحملها واتساع تحركها كماً
وكيفاً يوماً بعد يوم. المعارضة
السورية في الداخل والخارج –
على ضوء ما كشفه لؤي حسين – تثبت
على أنها في وفاق تام على أنها
تتبنى مطالب الثورة الشعبية
وتشد أزر الثوار في تحقيق هذه
المطالب، دون أن تجعل من نفسها
الوصي على هذه الثورة أو
القائدة لها أو المحركة
لأنشطتها أو المتحدثة باسمها،
وتصر هذه المعارضة أن القول
الفصل بيد الثوار في الشارع،
وأن شعاراتهم التي يطلقونها
والمطالب التي يرفعون سقفها
يوماً بعد يوم هم يتبنونها
ويعملون على تحقيقها وفق أساليب
وبرامج ولقاءات وحوارات
يختارون زمانها ومكانها، ولكل
من المعارضة في الداخل والخارج
دور تقوم به كرديف لما تقوم به
الثورة ودعماً لها، من خلال
أنشطة تجد فيها تسريعاً لنجاح
هذه الثورة وحقن الدماء
المهراقة على طريق هذه الثورة
السلمية التي لا يبخل بها
الثوار الذين يتسابقون لشرف نيل
الشهادة والتصدي لرصاص السلطة
الباغية بصدورهم العارية
رافعين بأيديهم أغصان الزيتون
وباقات الورد، مؤكدين على سلمية
المظاهرات، مستلهمين قول هابيل
لأخيه قابيل عندما هم بقتله: (لئن
بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا
بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف
الله رب العالمين). كما
يؤكد الثوار في الشارع السوري
ومعارضي الداخل والخارج على
الاتفاق بإصرار على أن التدخل
الخارجي العسكري خط أحمر لا
يقبلوه ولا يدعون إليه وتحت أي
ظرف من الظروف ومهما بلغت
التضحيات وتصاعد وتنوع عنف قمع
السلطة، وجل ما يقبلوه من دعم
ويدعون إليه هو ضغوط معنوية
وسياسية واقتصادية على النظام
ورموزه، لوقف القمع الوحشي الذي
تنتهجه بحق المتظاهرين
السلميين، والحد من الجرائم
التي ترتكبها عناصر الأمن
وشبيحة النظام، والتي أدت إلى
مقتل ما يزيد على 2000 مواطن
وأضعافهم من المفقودين والجرحى
والمهجرين إلى دول الجوار، وفك
حصار المدن والبلدات والتنكيل
بأهلها وقطع الماء والغذاء
والكهرباء والاتصالات عنها،
وسحب الدبابات والجيش إلى
الثكنات أو تموضعه في مكانه
الطبيعي على الجبهة في مقابل
العدو الصهيوني. ======================== حسان
القطب مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات يعاني
حزب الله اليوم من أزمة داخلية
صعبة، فمجموعة من قياداته سواء
كانت من الصف الأول أم من الصفوف
الخلفية متهمة من قبل قيادة حزب
الله بأنها متعاملة أو متآمرة
على مسيرة حزب الله وجمهور حزب
الله بتعاونها مع جهاز مخابرات
أجنبي سواء كان إسرائيلياً أم
أميركيا...وجاءت المحكمة
الدولية لتضيف إلى حالة الإرباك
الداخلي التي يعاني منها حزب
الله على المستوى التنظيمي أو
الأمني مشكلة إضافية باتهام
مجموعة من حزب الله بالتورط في
عمليات الاغتيال المتعددة التي
أصابت لبنان والشعب اللبناني في
الصميم.. لذا فإن نصرالله وقيادة
حزب الله التي اختصرها بشخصه
وبإطلالاته وبخطابه الأخير هذا
الذي لم يكن موفقاً على
الإطلاق، فالارتياح الذي أبداه
نصرالله خلال إلقاء كلمته كان
يحاول أن يخفي جرحاً عميقاً
نتيجة المشاكل والأزمات التي
أشرنا إليها آنفاً والتي وضعت
ثقة جمهور حزب الله بهذا الحزب
ومستقبل الطائفة الشيعية في
لبنان على المحك، باعتبار أن
نصرالله قد ربط مستقبل الطائفة
بحزبه، وربط مصير حزب الله
بشخصه في مشهدٍ قل نظيره يعبر عن
حالة ديكتاتورية مثالية، بل
ونموذجية، فالحديث عن حزب الله
يتراجع أمام الحديث عن شخص
نصرالله وكلام نصرالله وخطاب
نصرالله وآخر مواقف نصرالله،
وهذا ما سنتوقف عنده: - دأب
نصرالله في كل خطاب يلقيه وعند
كل استحقاق يخاطبنا خلاله، على
التحذير من الوقوع في شباك
مؤامرة الفتنة، وعلى إطلاق
رسائل في ظاهرها تطمين ولكنها
تتضمن في باطنها تحذير، من
استحالة حدوث فتنة طائفية بين
السنة والشيعة، نتيجة قرارات
المحكمة الدولية، وهذا ما أشار
إليه في خطابه الأخير قائلاً: (هناك
من سيحاول استفزازكم في الأيام
والأسابيع المقبلة فلا تصغوا
إليهم هم يريدوننا أن ننجر إلى
صراع شارع ومواجهة داخلية ونحن
يجب أن نصبر على أي استفزاز)،
يبدو أن مشروع وطموحات نصرالله
تفرض عليه الالتفات إلى هذه
النقطة بالتحديد، وذلك حين
يتجاهل أن القرار الاتهامي
الصادر عن المحكمة الدولية قد
ربط جرائم أربعة بالمتهمين
الأربعة، والضحايا هم، الرئيس
رفيق الحريري وهو مسلم سني،
وجورج حاوي وهو مسيحي علماني،
ومروان حماده وهو درزي، وإلياس
المر وهو مسيحي أرثوذكسي،
فلماذا تجاهل التنوع في طوائف
ومذاهب الضحايا واكتفى
بالتركيز على الرئيس الحريري
فقط والتلميح والتلويح بالفتنة
المذهبية..؟؟تجاهل طوائف وأحزاب
الضحايا هؤلاء مرفوض، اللهم إلا
إذا كانت معركته هي مع الطائفة
السنية وحدها باعتبارها الحاضر
الأكبر على الساحة في لبنان
وسوريا، وبالتالي يكون هو من
يستدعي ويستحضر الحالة
المذهبية من الساحة القانونية
إلى الساحة الشعبية كما أشار
هو، لاستنفار العصبيات
المذهبية تمهيداً لتعطيل تحقيق
العدالة، بدلاً من التعاطي مع
القرار الاتهامي بموضوعية
ومهنية، وهذا ما أشار إليه
جنبلاط في مؤتمره الصحافي
الأخير حين أكد: (أن تحقيق
العدالة بالنسبة لرفيق الحريري
ورفاقه الشهداء لا يكون بجر
البلاد إلى التوتر والانقسام )؟؟
إنه تناغم وتكامل بين كلام
جنبلاط ونصرالله..؟؟ - أعلن
نصرالله في خطابه هذا:(لن يكون
في الإمكان توقيف المتهمين لا
في 30 يوما أو ستين أو ثلاثين سنة
أو 300 سنة)، وهذا كلام صحيح،
فقاتل الطيار سامر حنا أطلق
سراحه، ومن قتل زياد قبلان
وزياد غندور لا زالوا طلقاء،
ومن قتل جنود الجيش اللبناني في
البقاع، ويا للمفارقة جميعهم من
شمال لبنان، لم يعتقلوا بعد،
ومن أطلق النار على المواطنين
العزل فقتل العديد وجرح الكثير
في السابع من أيار/مايو من عام
2008، لم يعتقل منهم أحد، بل اعتبر
يومهم هذا مجيداً وعلى لسان
نصرالله. وكلام نصرالله هذا هو
بعهدة المراجع الأمنية التي من
المفترض أن تبحث وتنفذ مذكرات
الاعتقال منعاً للفتنة وصوناً
للعدالة وحمايةً للسلم الأهلي
وحفاظاً على هيبة الدولة
ولحماية لبنان من العقوبات
الدولية في حال التلكؤ. -
وخاطب نصرالله قوى 14 آذار قائلا:
("انتم تعتبرون أنفسكم معارضة
لحكومة ميقاتي، وأنا اعرف أنكم
ستستفيدون من هذا القرار
الاتهامي ومن المساندة الدولية
لكم).. ربما نسي نصرالله كيف
استفاد هو وحزبه من القرار
الدولي 1701، الذي أعطاه الأمان
والثقة على الحدود الجنوبية مع
فلسطين المحتلة، مما أعطاه
الوقت ليعيد تنظيم صفوفه وتسليح
حزبه والالتفات إلى الساحة
الداخلية ليمارس فيها سياسة
تعطيل الحكومات والتعيينات
الإدارية والتهويل على القوى
الأمنية وإطلاق المواقف
السياسية التي لها شأن بدول
مجاورة كسوريا وبعيدة كالبحرين
واليمن، ولن ننسى ما جرى في مصر
من أسماء وهمية وجوازات تتضمن
بيانات غير صحيحة لم تتوقف
عندها الأجهزة الأمنية
والقضائية للتحقيق والمحاسبة
والمساءلة.. - في
معرض حماية نصرالله لحكومته
التي يرأسها ميقاتي قال:(عندما
سقطت الحكومة السابقة، وذهبنا
للاستشارات النيابية، حركوا
القرار الإتهامي من جديد للضغط
على مجلس النواب، وعشية الحشد
المنشود لـ13 آذار تم تحريك
القرار الإتهامي"، ولفت إلى
أنه "منذ يومين، بعد انتهاء
البيان الوزاري، أصدروا القرار"،
لأن المطلوب إسقاط حكومة ميقاتي
بأي ثمن)..إذا كان أحد أهداف
القرار الاتهامي هو إسقاط حكومة
ميقاتي، ألم يكن قرار إسقاط
حكومة الرئيس الحريري الذي
اتخذه نصرالله وبري وسوريا
وإيران هو بهدف تعطيل عمل
المحكمة عبر عدم التعاون معها،
كما أشار نصرالله في خطابه هذا
وبالتالي يكون لبنان كله رهينة
العقوبات الدولية وليس حزب الله
وحده..؟؟ فهل أهداف نصرالله في
إسقاط الحكومة السابقة مشروعة،
وأهداف القوى الأخرى باطلة وغير
مشروعة..؟؟ -
وأشار نصرالله أيضاً إلى رغبته
في: (أولاً، نريد إعادة النقاش
حول دستورية المحكمة وكيفية
تشكيلها، ثانياً، هنالك الكثير
من الملاحظات التي تثير الشك
حول قواعد الإجراءات
والتعديلات التي أجريت عليها)،
من الواضح تخبط نصرالله أو
بالأحرى الفريق الذي أعد له هذه
الكلمة، وبالتحديد في هذه
النقطة الهامة، فإما المحكمة
أميركية- صهيونية تستهدف
المقاومة ونشاطها، وبالتالي لا
ضرورة لوجودها والموافقة عليها
سواء من خلال مناقشة دستوريتها،
أو عبر تعديل تنظيمها الحالي
الذي يطالب نصرالله بإعادة
النظر به..!! فما الفائدة من طرح
هذه النقطة ومناقشتها.. اللهم
إلا إذا كان يظن أن المحكمة
الدولية من الممكن إعادة
تشكيلها على شاكلة تلك التي
أفرجت عن قاتل الطيار سامر حنا
بكفالة مالية..؟ فيتم التعاون
معها على نفس القاعدة وبنفس
الطريقة وحتماً الوصول إلى
النتائج عينها.؟؟ - في
نهاية كلمته طمأن نصرالله
جمهوره واتهم مسيحيي 14 قوى آذار/مارس
فقال: (لا تصغوا إلى الاستفزازات
التي يريدها البعض للوصول إلى
الفتنة، لاسيما الفتنة بين
السنة والشيعة التي يريدها
البعض في قوى 14 آذار، على الأقل
بعض مسيحيي 14 آذار، ولا تخافوا
على المقاومة ولا تقلقوا عليها)..
لقد كان نصرالله وفريقه يتهم
جنبلاط بالسعي للفتنة بين السنة
والشيعة ويطالب الطائفة السنية
بفك تحالفها معه، فإذا به
يتحالف مع وليد جنبلاط..ولم تعد
مواقف جنبلاط التي أطلقها في
ساعة (تخلي) مخيفة وخطيرة، بعد
أن أصابته حال من (التجلي) كما
قال. ولا أظن أن أحدا من
المواطنين اللبنانيين قد سمع
برغبة أي فريق في جر البلاد إلى
الفتنة سواء كان مسيحي أو مسلم
باستثناء العبارات والأوصاف
الاستفزازية التي يطلقها حليف
حزب الله الاستراتيجي ميشال
عون، والتي قد تؤدي إلى فتنة حين
قال: (وفي اجتماع آخر كشف رزق انه
اجتمع في 7 آب/أغسطس ولمدة
ساعتين مع النائب ميشال عون،
مشيرا إلى تشابه التعليقات
واختلاف النبرة بين عون وشيباني
والى صدمته من استعمال عون ما لم
يستعمله السفير الإيراني من
مفردات "عنصرية" واصفاً
السنّة بـ"الحيوانات". كما
عبر عن نفوره من النظام السوري،
لكنه شرح أن ليس هناك من خيار
سوى التعامل مع العلويين من اجل
حماية لبنان من السنّة قائلا: لا
يجب أن تقع سوريا في يد السنّة
لأنهم سيتحالفون مع سنّة لبنان
ويطردون المسيحيين من المنطقة).
هذا الكلام لم يثر حفيظة
نصرالله وفريقه، ولم يستنكره
ويدينه، وهو الذي يحذر اليوم من
الفتنة ويتهم البعض بالتحضير
لها أو باستحضارها ولكنه يتجاهل
كلام حليفه ومواقفه وهذه واحده
منها وغيرها كثير ويبدو انه
يتقاطع معه في بعض جوانبها من
الشأن اللبناني إلى التحالف مع
نظام سوريا وأسبابه وأهدافه.. في
نهاية المطاف يمكن القول أن
نصرالله المأزوم لم يستطيع
إنكار مضمون القرار الاتهامي بل
حاول التشكيك به، ولم يستطع رفض
المحكمة الدولية فحاول التشكيك
بصدقية ومهنية وعلاقات محققيها
وقاضيها، وطالب بتعديل قواعدها
وإعادة النظر في دستوريتها،
ولكن يبقى المطلوب أن نعرف من
ارتكب الجرائم كافة وهذا ما لم
يجب عليه نصرالله بالأمس فأبقى
نفسه وحزبه في دائرة الاتهام.. ============================= مصطفى
محمدابو السعود كاتب
من فلسطين التضحيةُ
بكلِ شئٍ من أجلِ فكرة مُقدسة ،
هي قمةُ الانتماء لعالمِ الحقِ
والعدالة ، وامتحان لقدراتِ
المحامي على إخراج سيفه أمام
الخصم مُستنداً إلى ما بعقلهِ
من دلائلِ ، وفاتحاً بطنَ
القانون ليستخرجَ منه ما
يُشرعنُ دفاعه ، لترافقه طيلة
فترة الدفاع حتى يُحسم الأمر،
ولأن الفكرة المُقدسة يلزمها
أفعالاً مقدسة ، فإن على مُدعى
الإنتماء لعالم الحق ، التشبع
بمبدأ التضحية من أجل المقدس،
وإلا ستخلو المرافعة من دسمِ
الانجازات ، وستُصاب الفكرة
المقدسة بالشللِ الرباعي،
وستُشيع المبادئ النبيلة إلى
مثواها الأخير، وستُصبح
التضحية من أجل المقدسات جزءاً
من الماضي الجميل، وستسيرُ
اللغة على خمسين قدماً حاملةً
في قاموسها أوصافاً لا حصرَ لها
،لأمةٍ كانت نادرة في بطولاتها
، وبقيت نادرة ، لكن دون بطولات
، وتضعها أمام الأجيال اللاحقة
، وتخبرهم بما فعل أسلافهم في
مسرى رسول الله. فما
يحدث في القدس من أفعالٍ ضد كل
معالمِ المدينةِ ومعانيها ، ليس
جديداً ، ولكن الجديدَ ألا تحدث
ردود أفعال مثيرة في عالمٍ يدعى
حِرصه على مشاعرِ رُبع سُكان
الأرض ، فكل يومٍ نصحو على رسالة
احتقارٍ جديدةٍ قادمةٍ من بلاد
الانفتاح المزيف التي أنجبت
كلمات منمقة تدعو لاحترام
الأديان وأماكن العبادة
للآخرين ، لكن الظروف تُكذب
الحروف، فعمليات اقتلاع أثار
التاريخ المخطوطة على وجه
القدس، وتمزيق شهادة ميلادها
التي كتبها المسلمون بدمائهم،
وزرعُ الأشواك في بساتينها،
وإطفاء مصابيح النور فيها،
وإشعال النيران في أحلامِ
الأبرياء ،لازالت مستمرة ، رغم
فيضان أمواج الغضب العارمة ،
التي تجتاحُ الدنيا إذا أصيبت
كنيسة صغيرة في أقصى الأرضِ
بسوء ، فكم قاسياً أن يكون مقياس
ازدهار البعض ،مُرتبطاً بمدى
قُدرتهم على تحقيرِ مشاعر
الآخرين ، فحينما تُصبح النصوص
المُطالِبة بالحفاظِ على
المقدسات ، قيمٌ لا قيمةَ لها،
وتدخل في متحفِ الموروثاتِ
القديمة، وتُصبحُ امتيازات
المساومة على المبادئ ، قيمةَ
لا غنىً عنها، وترفرفُ باجتحتها
أمام سواعد الرجال ومصانع
البنادق، وتُعطي الضوء الأخضر
لنيرانِها بالتغلغلِ في مساحات
الوطن ومساماته، حينها لن يحتاج
القاتل لتبرئة نفسه من دم
القتيل. لقد
عانت القدس من عبثِ المفاوضين
الذين تجاهلوا نداءاتها ،
واسكنوها على رصيف الأولويات ،
وأصبحوا جنوداً مُخلِصين في
مدرسة إدمان التغيب ، فتجرعت
كأس الخيانة ، لأن الحارس
الأمين بات يغتالُ الأمانة ،
ليتمكن اليهود من التأسيس
لخرافة أحقيتهم بالقدس ، لتصبح
هذه الخرافة "أفيون الضعفاء"،
يتداعون إليه كلما صرخت القدس
من الوجع تُذكرهم بها، وتُحرضهم
على ضرورة الخروج من سراديب
الخرافة ولو لمرة واحدة ، إلى
فضاء الحقيقة القائلة بأن "اسرائيل"
التي تتغنون بها، وبزيها
وجمالها، وقدرتها على
الاستقطاب والتأثير، صناعة
النصر السريع ، ما عادت كذلك. فلا
عُذر الآن ، لأحد مسجل على قيد
الحياة ، ويتنفسُ من هواء الكون
، ألا تستفزه الأحداث والمواقف
التي تُثير في النفسِ شهوة
الحقد على كل مفرداتِ الأمل
القادمة من بلادِ الأفاعي ، لما
فيها من مرارة تضاف إلى سجل
القهر والحرمان الذي تحياه
الأمة ، لأن برودة الإنسان أمام
سخونة المشاهد تُقلل من قيمته
كإنسان، وتفتحُ شهية الذئاب
لإلتهام ما تبقى من كرامة، ولأن
الواجب الموكل إلينا كبير، ولأن
الرغبةً بالمحافظة على
المقدسات تدفعُ للاستماتة في
الدفاعِ عنها، يجب على كل إنسان
الاستعداد جيداً للدفاع ،
فالقدس تستحقُ التضحية. وليعلم
العدو أن القدسَ حقُ لنا بشهادة
الله ورسوله ، ودماء الشهداء ،
ومخطوطات التاريخ ، وخطوط
الجغرافيا، ولن يحق لأحدٍ مهما
كان التفريط بها، لأنها غير
قابلة للتصرف ، فالقدس هي كلمة
السر التي نلتقي عليها ، ومن
أجلها نتبرع بدمائنا، فلا
مستقبل لمن يسكنها رغماً عنها . ========================= بقلم
ثامر سباعنه هدد
مدير سجن هشارون الأسيرة أحلام
التميمي بنقلها للعزل
الانفرادي كبقية قيادات الحركة
الأسيرة إن لم تفك إضرابها عن
الطعام الذي بدأته يوم الأربعاء
. وقالت مصادر حقوقية إن المشكلة
بدأت مع الأسيرة التميمي لدى
خروجها لمقابلة المحامي ، حيث
قامت شرطيات السجن بتفتيشها
وأشارت إلى أن الشرطيات أردن
تفتيشها تفتيشًا عاريًا فرفضت
ذلك، وطلبت بإعادتها للقسم،
وقالت للشرطيات أنها لا تريد
مقابلة المحامي، وعلى إثر ذلك
قامت إدارة السجن بمعاقبتها في
الزنازين لأسبوع، الأمر الذي
دفع التميمي للإضراب عن الطعام،
وهو ما استفز الإدارة
الصهيونية، وجعل مدير السجن
يهددها بنقلها للعزل الانفرادي. ما
اجمل تلك الأحلام التي ان غابت
خلف القيود تبقى ذكراها في
القلوب.. وإن زاد جرحها حولته
الى أرجوحه للوطن...بوركتي أحلام
وسلام الله عليك يا زهرة فلسطين
وجرح امتنا الدامي... سلام عليك
يا نبض القضيه الذي لايموت ...سلام
عليك يا امل الغد المشرق رغم كل
القيود . اختي ..
ندرك جميعا حجم تقصيرنا تجاهك
وتجاه اخواتنا الاسيرات
واخواننا الاسرى وصدقا لايوجد
ما يبرر هذا التقصير ، وندرك في
قرارة انفسنا انكم تستحقون منا
كل الجهد والعمل وبكافة الوسائل
لعودتكم الى اهلكم واحبابكم..
لكن صدقا انتم في قلب وروح كل
فلسطيني يحب فلسطين سلام
عليك سيدتي .. سلام عليك وأنت
تسطّرين أروع معاني العزة
والصمود في قيدك .. سلام عليك
وأنت تعوّضين نقصنا، رغم مرارة
إشعارك لنا بالضعف والجبن.. ولكن
لا ضير .. فما دام الواقع كذلك
فلم المكابرة ؟ . سلام على جهادك
وتضحياتك وصبرك .. سلام عليك من
ربٍّ رحيمٍ .. إن تخلّى عنك الكلّ
فأنّى لرحيم السماوات والأرض
ذلك .. فهناك حفظ بلا حدود .. وعزة
بلا توقف .. ووفاء عظيم لا نظير
له .. سلام عليك أختي أحلام و
سامحينا إن قصرنا. ========================= د.
مصطفى يوسف اللداوي لا
يمكن تفسير الموقف الأوروبي
الموحد مع الرباعية الدولية
القاضي بمنع إبحار أسطول "الحرية
2" إلى قطاع غزة، وتكليف
الجهات اليونانية المختصة بعدم
السماح لقطع الأسطول بمغادرة
شواطئها، وعدم التهاون مع منظمي
الحملة والقائمين عليها، في حال
تحديهم للقرار وتسييرهم السفن
بما تحمل إلى شواطئ غزة، سوى
أنهم يحملون الحقد والكره لسكان
قطاع غزة، ولا يحبون لهم الخير،
ولا يرغبون أن يروا سكان هذه
البقعة الجغرافية الصغيرة وقد
تخلصوا من الحصار الإسرائيلي
المفروض عليهم، وانعتقوا من
حالة الحرمان التي يعانون منها،
إذ أن قرارهم بالمنع يعني حرمان
الأطفال والمرضى الذين كانوا
ينتظرون الأسطول، ويعولون
كثيراً على ما يحمل من أدويةٍ
وعلاجٍ وألعاب، في التخفيف من
آلامهم، وفي شفائهم من أمراضهم،
وهو قرارٌ يتنافى مع كل القيم
الإنسانية والمعاني النبيلة،
ولا ينسجم مع دول متحضرة وشعوب
متمدنة، ودعاة حقوق الإنسان،
وحكوماتٍ تدعي حرصها على الحرية
والعدالة ومحاربة الظلم والجور
والاضطهاد، فليس من الخلق في شئ
حرمانُ شعبٍ بأكمله من سبل
العيش الكريم، ومعاقبة شعبٍ
بأسره بقرارٍ دولةٍ ظالمة، رأت
أن تحرمه وتحاصره وتعاقبه، علها
تنجح في تركيعه وكسر إرادته،
وإجباره على القبول بما لا يقبل. الحقيقة
هي أن الدول الأوروبية وأطراف
الرباعية الدولية قد خضعوا
جميعاً للضغوط الإسرائيلية،
واستجابوا لشروطها، ونزلوا عند
رأيها، وقبلوا تفسيرها،
واعتمدوا روايتها، واتهموا
القائمين على الحملة بأنهم
إرهابيين، وأنهم يريدون مهاجمة
الجنود الإسرائيليين والاعتداء
عليهم بماء النار، وهم يعلمون
أن سفن الأسطول لا تحمل غير
المعونات الغذائية والطبية
لسكان قطاع غزة، وأنها لا تحمل
مواد ممنوعة، ولا مواد خطرة،
فلا سلاح فيها ولا مواد حارقة،
وليس فيها شئ مما لا يبيحه
القانون الدولي والمحلي لأي
دولةٍ أخرى، إذ كل ما فيها
مساعدات إنسانية، وأدوية وعلاج
لأمراضٍ مستعصية، صنعها
العدوان والحصار الإسرائيلي
على سكان قطاع غزة، وفاقم من
تداعياته الخطيرة على السكان
صمتُ دول العالم عن السياسة
الإسرائيلية، وعجزها عن
محاسبتها والضغط عليها لثنيها
عن ظلمها واعتداءاتها. لعله
من الخطأ أن نعتقد أن المواقف
الأوروبية تجاه القضية
الفلسطينية تختلف كثيراً عن
الموقف الأمريكي، وأن تحالف
الولايات المتحدة الأمريكية مع
إسرائيل أقوى بكثير من تحالفها
مع دول أوروبا، وأن الدول
الأوروبية أقرب إلى العرب،
وأنها تتفهم طبيعة الصراع
العربي الإسرائيلي، وتجد عدم
منطقية إسرائيل في مواقفها من
الحلول المطروح لتسوية الصراع
العربي الإسرائيلي، ولكن
الأحداث جميعها أثبتت أن
السياسة الأوروبية لا تختلف
كلياً عن السياسة الأمريكية،
وهي إن لم تكن تبعاً وتقليداً
للسياسة الأمريكية، فإنها
تنتهج سياستها الخاصة الداعمة
لإسرائيل، والضامنة لها التفوق
والقوة والتميز، والحريصة على
مصالحها وسلامة مواطنيها. دعت
الرباعية الدولية المتضامنين
الدوليين إلى انتهاج وسائل
جديدة في توصيل المساعدات
والمعونات إلى سكان قطاع غزة،
وإلى التعاون مع الدول
والحكومات لضمان إيصال
المساعدات، وعدم الانجرار إلى
وسائل وسبل قد تلحق الأذى
بإسرائيل، أو تعرض سيادتها
للخطر، أو تحرجها مع الدول
الغربية التي لها رعايا مشاركين
في الأسطول، بما لا يحرج
إسرائيل، ولا يضعها في موقفٍ
جديد تكرر فيه أزمتها مع
الأسطول الأول، الذي خلق لها
أزمة كبيرة مع الحكومة التركية،
جراء قيام جنود بحريتها بقتل
عددٍ من المتضامنين الأتراك
الذين كانوا على ظهر السفينة
التركية "مرمرة"، فبدت
أوروبا وكأنها تحاول حماية سمعة
الحكومة الإسرائيلية، ومنع أي
عمل قد يكشف صورتها الحقيقية،
ويظهرها أمام المجتمع الدولي
بأنها دولة دموية، وأنها عدائية
وغير إنسانية، ولا تحترم
المشاعر الإنسانية ولا تقدر
جهود الإغاثة والمساعدات
الدولية، رغم أن دول أوروبا
تدرك أن أفعال إسرائيل المشينة
كثيرة ومستمرة، وهي لا تراعي في
جرائمها ضد الشعب الفلسطيني أي
قوانين دولية أو شرائع سماوية،
أو قيم إنسانية ومفاهيم حضارية،
فهي مطمئنة إلى أن المجتمع
الدولي سيتفهم دوافعها، وسيقبل
مبرراتها، وسيغفر لها أي سلوك
تجاه الفلسطينيين، ولن يوجه لها
النقد أو الاحتجاج، ولن يقوم
بتوبيخها أو إدانتها، ولن يسهل
إصدار قراراتٍ دولية ضدها، بل
سيقوم بالعكس من ذلك، ضغطاً على
الفلسطينيين ليكفوا عن إزعاج
إسرائيل والإساءة إليها،
ويتوقفوا عن إحراجها وإبراز
صورتها وهي تحمل العصا الغليظة
ضدهم. الموقف
الأوروبي موقفٌ مهين ومشين، ولا
يمكن القبول به أو السكوت عليه،
ويجب ألا نسمح لها بتمريره أو
فرضه علينا، فنحنُ أمةٌ نحب
نصرة المظلوم، ومساعدة
المحتاج، وإغاثة الملهوف، ولا
نقبل أن يكون جزءٌ من شعبنا
مضامٌ ومحاصر، ومظلومٌ ومعاقب،
فلا ينبغي أن يقف أحدٌ في طريق
نصرتنا لبعضنا، ومساعدتنا
لأهلنا، فكما أن أوروبا منحازة
إلى إسرائيل، ومتعاونة معها،
وتمدها بكل ما تحتاجه من أدوات
القتل وأسباب العيش، فإننا أولى
أن نساعد بعضنا البعض، وأن
نساند أنفسنا بما نملك، وبما
نعتقد أنه يساهم في تخفيف العبء
عن سكان قطاع غزة، ويرفع عنهم
الضيم والظلم والحيف، ويحقق لهم
بعض أسباب العيش الكريم. الموقف
الأوروبي من أسطول "الحرية
2" يكشف عن الانحياز الغربي
الأعمى المقيت لإسرائيل، ويؤكد
على متانة وصلابة تحالفهم معها،
ويؤسس على قواعد العلاقة
التاريخية معها، بأن مصالح
إسرائيل مقدمة على أي مصلحة،
وأن أمنها وسمعتها أهم لديهم
بكثير من معاني الحرية والحضارة
وحقوق الإنسان وغيرها مما تتشدق
بها وتتفاخر وتتباهى، وتدعي
أنها تمثله وتحميه، وتدعو إليه
وتحرص عليه، ولكن الحقيقة أن
أوروبا تكيل بمكيالين، وتؤمن
بسياسة ازدواجية المعايير،
فالحق لديها وفقاً لما تهوى
إسرائيل وتتمنى، فأوروبا جزءٌ
من الحصار الإسرائيلي –
الأمريكي المفروض على قطاع غزة،
وهي تتحمل تاريخياً وأخلاقياً
ورسمياً المسؤولية عن قيام
إسرائيل باحتلالها لفلسطين
وتشريدها لشعبها، وطردها أهلها
من بيوتهم وديارهم، وقرارها
الأخير بمنع المساعدات
والمعونات استمرارٌ لسياستها،
وتأكيدٌ على تحالفها وإخلاصها
لإسرائيل ومصالحها. ======================== صَادق
الصَافي الحياة
دخان يتطاير – و.أ. هنلي- أعتقد
ول.ديورانت,مؤلف قصة الحضارة -بداية
عصرالعقل- أن أعتماد ديكارت على
العقل ..أيقظ ذهن أوربا,وكانت
أشهرعبارة قالها- ديكارت- في
الفلسفه- أنا أفكر..أذاً أنا
موجود- بتوكيد ديكارت على الفكر
بوصفه الحقيقة الوحيدة
المعروفة بطريق مباشر ويعتبر
كتابه-مقال في المنهج- فاتحة
عصرجديد في أوربا وفي العالم؟
أحدث ثورة كبيرة في التفكير,فشك
في كل شئ ..الشك الشامل
للعثورعلى الحقيقة؟ ومعيناً
لاينضب لعلم النفس الحديث,في
تحليله للأحساس والخيال
والذاكرة والأرادة, وفي أعتماده
على العقل و– المناظرة الكبرى-
بين العقل والأيمان وكانت تتخذ
شكلاً واعياً,وهيئ لفلسفته
منهجاً رياضياً, ولحياته منهجاً
فلسفياً.! وأوجزفونتيل هذا
الأمر-أن ديكارت,هوالذي أمدنا
بطريقة جديدة للتفكير!
تدعوللأعجاب أكثرمما تدعو
فلسفته ذاتها.وأسهم ديكارت في
أبتداع طرازجديد في الحياة
الفرنسية,كما فعل في الفلسفه .وكان
أثره في الفلسفه أعظم من أثر أي
مفكرآخر.وثبات تقاليد المثالية
في الفلسفة الحديثة على
الفكربوصفه الحقيقة الوحيدة
المعروفة بشكل مباشر. في
المقابل أدى-بيكون- لأنكلترا,أنه
حررالفلسفة من أغلال الزمن
وأطلقها لتبحر في جرأة و شجاعة
في بحرمكشوف.وكانت فلسفة ديكارت
وبيكون,أنتصارعاجل أوفوري
للعقل.وكانت تلك الحقبة نفسها
في هولندا فهي عصرسبينوزا وبيلي,
وفي أنكلتراعصرهوبز و لوك,
وكانت أزهى عصور فرنسا-القرن
العظيم-أي عصر لويس الرابع عشر,أنها
حقبة بورت , رويال,بسكال,
وبوسويه,وكانت أعمال ديكارت لها
الأثر الرائع على الأدب والفن
في فرنسا,بأسلوبه المبتدع
المنعش,لقد كان الفيلسوف يمثل
الألفة الساحرة في تعداد
مغامرات العقل وتجاربه المثيرة.وقد
برز كتاب-مقال في المنهج-أحد
روائع النثرالفرنسي في اللغة و
الأفكار والبراعة في التفكير
والترتيب والأعتدال في الآداب
والفنون والسلوك الحديث, ,ورائعه
من روائع العصرالفرنسي الزاهر,قال
عن رفعة الأفكار الواضحة في شأن
العقل الناقد الفرنسي بوالو..-أحب
العقل أذا..ولتستمد كتاباتك
وقيمتها من وحده-.وباتت الدراما
الفرنسية بلاغة العقل التي
تنافس تمردالعاطفة والهوى,لمدة
قرنين من الزمان. لقدأفسحت
المجال بعد ديكارت,لمناقشات
كورني العقلانية,ولتقوى بوسويه
المنطقية, ولقانون الملكية
والبلاط ونظامهما وشكلهما
وسلوكهما.وتتلمذ-سبيدوزا-على
منطق ديكارت,وتبنى المثل الأعلى
الهندسي في كتابه-الأخلاق-وبنى
بحثه في-أسترقاق الأنسان-على
بحث ديكارت –رسالة في أنفعالات
النفس- وبذل جهداً جباراًلتحقيق
هدفه بألزام نفسه في دراسة
الرياضيات ,الفيزياء,الفلك,التشريح,الفسيولوجيا,علم
النفس,نظرية المعرفه,الأخلاق,اللآهوت,وأجرى
التجارب والمعادلات والرسوم
البيانية,في وقت كانت السنوات
التسعين من-1558- 1648 تهتم في
القضاياالذهنية المحصورة في
المسيحية,مع سيطرة الكاثوليكية
في أسبانياوالبرتغال حيث ظلت
محاكم التفتيش تنشرالرعب
والخوف.مع أنفراج الديانة
العتيقة بروح أكثرأنسانية في
أيطالياحيث الفن يصبغ الحياة
بالجمال ويمتع الأخلاقيات
بالأمل. وفي غمرة هذه التناحرات
بين الجيوش والمذاهب,وفي نزاع
بين العلم والدين,وتشكل الأخلاق
والعادات تبعاً لتقلبات
العقيدة؟ برزت–دولية العلوم-للأقلال
من الخرافة والخوف!حيث كان فريق
المفكرين يعمل على أختراع
لأجهزة الميكرسكوب,والتلسكوب,البارومتر,الترمومتر,وتبتكر
اللوغارتيمات وتبتدع في
الهندسة والفلك,وظهرنيوتن
بقانون الجاذبية العام,وأكتشف
غاليلو بمناظيره المقربه عوالم
جديدة أوسع,ودعى بيكون ذوي
العقول المفكره الى العلم
والأبتكار, والقى-ديكارت-عبئاً
جديداً على عصرالعقل,وكانت آراء
الفلاسفة لها صداها في شعر
شكسبير,دون,ومارلو.وكان لها أثر
بارزفي تضاؤل الثورات والحروب
بين الدول المتنافسه. وحَلَّ
مَحَلَها المنافسة بين الأيمان
والعقل.! الذي
أيقظَ الوعي الأوربي..
وأَثَرَفي العالم كله.! ============================ أ
.محمد بن سعيد الفطيسي* سلطت
شبكة CNN
الإخبارية الأمريكية بتاريخ 17 /
6 / 2011م ألضوء على محاولات دخول
الصين في مصاف الدول العظمى ,
مشيرة الى ان الصين شهدت في
الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً
وأحتلت مرتبة متقدمة في مصاف
الدول العظمى عسكرياً
واقتصادياً , وتساءلت الشبكة
الأمريكية في تقرير بثته على
موقعها الإلكتروني , بعد ذكر
الكثير من الايجابيات
والتطورات السياسية
والاقتصادية والعسكرية التي
شهدتها الصين في الآونة الأخيرة
، متي نستطيع إخراج الصين من
قائمة الدول الناشئة القادمة
إلى صفوف الدول العظمى،
واعتبارها دولة عظمى مباشرة ؟. وفي
هذا السياق اذكر أنني كتبت
العديد من المقالات والأطروحات
والدراسات السياسية
والجيوسياسية الاستشرافية حول
محاولات الإجابة عن تلك
التساؤلات خلال فترات سابقة تم
نشرها على صفحات جريدة الوطن
العمانية , اذكر من ضمنها , رؤية
تحت عنوان : الصين ,,
الإمبراطورية التي تأخرت كثيرا
, ومقال المخاوف الأميركية من
القوة الصينية المتنامية ومقال
الطوق الفولاذي .. " العلاقات
الصينية الروسية الحديثة. خلصت
جل تلك الأطروحات والدراسات
الاستشرافية الى استحالة ولادة
إمبراطورية صينية عظمى عالمية
حتى نهاية العام 2030م على اقل
تقدير , - ونقصد – قوة عابرة
للقارات قادرة على لعب دور
عالمي جيوسياسي او
جيواستراتيجي , وهذا فقط في حال
استمرار الوضع الاقتصادي
والعسكري المتنامي للصين
وتراجع دور الإمبراطورية
الاميركية العالمي , وعدم ظهور
أي تحولات ومتغيرات إقليمية او
عالمية سلبية تحول دون ذلك حتى
تلك الفترة . مع
التأكيد على إمكانية بروز الصين
كقوة عظمى إقليمية آسيوية خلال
الفترة القادمة بنفس ثبات
المعطيات والشروط سالفة الذكر,
مع الأخذ في الاعتبار بأن القرن
الحادي والعشرين سيكون قرنا
متعدد الأقطاب والقوى العالمية
الفضفاضة الكبرى من وجهة نظرنا ,
وبالتالي صعوبة امتلاك قوة
بعينها دفة الهيمنة العالمية (
هذه الفقرة مقتبسة من كتاب لنا
سيصدر قريبا " بإذن الله "
عن مكتبة الضامري للنشر بسلطنة
عمان خلال العام 2011م , تحت عنوان
: نهاية المركزية - الخارطة
الجيوسياسية للقوى العالمية في
العقد الثاني من القرن 21 ) . وقد
بينا الأسباب التي تحول دون
اعتلاء الصين تلك المكانة
العالمية حتى الفترة سالفة
الذكر , فبخلاف الأسباب
الثقافية والإيديولوجية
وافتقادها لكثير من مصادر القوة
الناعمة , فان الصين وحتى العام
2011م لا زالت لا تملك القدرة
العسكرية اللوجستية التي
تؤهلها للمحافظة على مصالحها
خارج نطاق محيطها الإقليمي
الجغرافي, كامتلاكها لطائرات
التزود بالوقود في الجو, أو
حاملات للطائرات بالرغم من
تزايد الأنفاق العسكري للصين ،
خاصة استثماراتها في
التكنولوجيا العسكرية المتقدمة,
كما إنها لا تملك سوى ترسانة
نووية إستراتيجية محدودة , كذلك
لا تملك الصين الكمية الكافية
من الغواصات النووية القادرة
على احتواء او مواجهة ابسط
الأخطار الموجهة الى سيادتها
تحت المياه , وغيرها الكثير من
نقاط الضعف العسكرية
والإستراتيجية, هذا بخلاف تراجع
النفوذ الصيني السياسي في
العالم وتقوقع الثقافة الصينية
. ويتشارك
معنا في هذه النظرة تجاه الصين
العديد من الخبراء والمحللين
المرموقين , وان كان ذلك بالطبع
ليس أكثر من وجهة نظر شخصية تم
بناءها على معطيات وتحليلات
وعوامل نرى نحن أصحاب الاتجاه
الأول أنها الأصح والأكثر دقة ,
ومن المؤكد ان هناك العديد من
الباحثين والمحللين يختلفون
معنا حولها , ولابد بالطبع من
احترام وجهة نظرهم حيالها . وقد
نقلت الـ CNN عن محللين
اعتقادهم بأن الصين تحتاج - لكي
تصبح قوة عالمية كبرى - أن تهيمن
بطريقة منقطعة النظير في المجال
العسكري وكذلك الاقتصادي , وفي
هذا السياق قال لورينس ساويز
المحاضر في مدرسة الدراسات
الأفريقية والشرق ''أنه عندما
تقرر الصين أن تسيطر على تايوان
، ستصبح في ذلك الوقت قوى عظمى'' ,
ونقول : ان تايوان ستظل نقطة
تراجع وإخفاق في سجل انبعاث
الإمبراطورية الصينية خلال
العقود القادمة , ولن تتمكن
الصين من التحول الى قوة عظمى ما
لم تستعيد بطريقة او أخرى
هيمنتها على تايوان . من
جانبه صرح الكسندر نيل أحد كبار
الباحثين في معهد رويال يونايتد
للخدمات بأنه عندما يأتي اليوم
الذي تستطيع فيه الصين تحدي
الولايات المتحدة عسكرياً ،
سيكون هذا هو اليوم الذي ستصبح
فيه الصين دولة وقوى عظمى ،
مشيراً إلى أن السيطرة العسكرية
العالمية تكمن في مدى القدرة
على نشر قوات وصواريخ حول
العالم ، بالإضافة الى قدرتها
على الدفاع عن مصالحها. ورغم
الإنفاق العسكري للصين والذي
وصل خلال العام 2010م الى ما يقارب
بحسب التصريحات الرسمية إلى 80
مليار دولار على دفاعاتها ,
ونتوقع شخصيا بحسب العديد من
المعطيات الى ما يزيد عن الـ 120مليار
دولار بشكل غير رسمي , إلا ان
الصين وبالرغم من كل ذلك وكما
سبق واشرنا لم تنجح بعد في تجاوز
العديد من العقد والإشكاليات
والتحديات التي تحول دون بروزها
كقوة إمبراطورية عالمية شبيهة
بالإمبراطورية الاميركية
والإمبراطورية الروسية في
الوقت الراهن , وقد ذكرنا أهمها
من وجهة نظرنا الشخصية في فقرة
سابقة في هذا الطرح . ونستطيع
ان نلخص الجوانب التطويرية
وضرورات تنمية القوة الصينية ,
والتي يفترض ان تسعى للحصول
عليها خلال المرحلة الآتية
بالتالي : (
1 ) امتلاك القدرة العسكرية
اللوجستية من خلال حاملات
الطائرات وطائرات تعبئة الوقود
في الجو والقاذفات
الاستراتيجية بعيدة المدى
كطائرة B52
الاميركية , وهي القدرة التي
ستمكنها في حال امتلاكها من
الدفاع عن مصالحها في الخارج
بكل سهولة . (
2 ) امتلاك مصادر القوة الناعمة
والسياسات اللينة التي تمكنها
من التدخل بالتوازي مع القوة
العسكرية في الشؤون العالمية
كما كانت في فترات ما قبل القرن
12 ميلادي . (
3 ) استعادة تايوان بطريقة او
بأخرى . وبالرغم
من ان الـ CNN ووفقا لبعض
التقديرات وتحليلات بعض
المراكز والشخصيات المرموقة في
هذا المجال ، أشارت الى ان الصين
ستتجاوز الولايات المتحدة
الأمريكية في المجال الاقتصادي
" فقط " بحلول عام 2021م , - أي
– بعد عقد تقريبا , إلا أننا –
ومع احترامنا لتلك التقديرات –
نتصور ان ذلك الأمر سيكون صعبا
للغاية , ففي الصين ملايين
الفقراء تحت خط الفقر , كما
يزداد لديها وبشكل سنوي كم
المصادر الطبيعية , فضلا عن
ازدياد التضخم السكاني وتلوث
المدن , فضلا عن المشاكل
الديموغرافية والجغرافية
المتزايدة , وهو ما يحول دون
نهوض اقتصادها بطريقة موازية
وتلك التقديرات . إنما
وفي نفس الوقت , فإننا بالطبع
نؤكد على إقليمية الصين كقوة
قارية خلال العقد الراهن ,
وإمكانية صعود الصين كقوة
عالمية خلال العقود القادمة ,
ولكن ليس قبل العام 2030 م ,
فالإصلاحات التي قامت بها الصين
بالرغم من كل ما ذكرنا سابقا في
النظام السياسي والاقتصادي
والعسكري لها نتائجها الملموسة
على المدى البعيد , وكما قال
نابليون منذ أكثر من قرن ونصف
تقريبا عن الصين : بأنها مارد
نائم , فاتركوه يغط في نومه !
لأنه عندما يستيقظ سيهز العالم . ــــــــــــــ *باحث
في الشؤون السياسية ..رئيس تحرير
صحيفة السياسي التابعة للمعهد
العربي للبحوث والدراسات
الاستراتيجية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |