ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
القضية
السورية قضية شعب ووطن وتاريخ
لا يملك احد حق التصرف بها المحامي
محمد أحمد بكور ان
الازمة السورية المخيمة على
البلاد بكل معطياتها السياسية
والاقتصادية والاجتماعية
والفكرية والثقافية.... هي قضية
شعب وجغرافيا تاريخا وحاضرا
ومستقبلا، مع نظام شمولي استولى
على السلطة عن طريق انقلاب
عسكري منذ اكثر من اربعة عقود،
وكرّس استبداده بسلطة أمنية
واستمر هذا النهج من الاب
المورث الى الوريث الابن، لقد
ألحق هذا النهج بالبلاد الخراب
والدمار وكلف الشعب الكثير من
الويلات والتضحيات. وبرغم
ان النظام يترنح ويحتضر منذ
اوائل التسعينات وسقوط المعسكر
الاشتراكي، ولم تتمكن من اسعافه
الحقن الدولية والاقليمية
وجرعات الادعاء بالممانعة ولم
يفلح كل هذا بأنقاذه من حالة
العجز والموت السريري. وما
يثير الاستغراب والاستهجان ان
بعضا من المحسوبين على المعارضة
يحاول مد حبل النجاة له، بطرحه
مقولات فاسدة كالعمل تحت سقف
النظام وليس سقف مطالب الشعب،
والنيل من المعارضين المنفيين!
فلو كان هذا الطرح في اطار حرية
الرأي والرأي الاخر لقبلناه
انطلاقا من ايماننا بحرية
التعبير، أما انه ينطلق من
مصادرة حق المعارضة بالخارج عن
طريق ممارسة نوع من الارهاب
السياسي ومصادرة حق من هو
بالخارج تحت ذريعة وجوده
بالداخل او دخوله السجن بأسلوب
اقصائي خدمة للنظام فهذا يحتاج
لتعليق وتوضيح. ( قد يكون هذا
الكلام فاجئ البعض الا انه لم
يفاجئنا لاننا كننا نرصد ونتابع
التصريحات ونقول لمن حولنا
انتظروا قنابل موقوتة مستقبلا
وهؤلاء احتياطي للنظام). ان
القول بالعمل تحت سقف النظام
جهل بطبيعته العصية على
الاصلاح، او استغباء للاخرين
وهذه اعلى درجات الغباء، او هو
انحراف عن بوصلة العمل الوطني
ايً كان المنطلق، او ضعفا او
انتهازية او لوهن في العقل، او
لاضطراب نفسي نتيجة نزعة
الاستعجال للحصول على بعض
الفتات فأختل توازنه ومثل هذا
لا يملك اهلية وطنية لتمثيل
المعارضة ويحتاج الى مصّح... أذ
لا يحق لأي كان وتحت اي غطاء
التنازل او المساومة او التصرف
بقضية تمس حقوق الشعب كما لا يحق
لاحد مصادرة حق الاخرين او يسبغ
على نفسه هالة لا يستحقها
ويستخدمها للتلاعب بقضية مقدسة. أن
من يهمه التغيير يدعوا الى
توحيد المعارضة تنظيماً و
منهجاً لا الانتقاص من جزء مهم
منها وهذا الجزء لم يصادر حق احد
بل يعتبر نفسه داعما سياسيا
واعلاميا لحركة الانتفاضة
بالداخل ويشد من ازره لتسريع
عملية التغيير. الوجود
بالداخل : فهل
من حق اي فرد او مجموعة النيابة
عن الشعب تحت غطاء وجوده
بالداخل ويتهجم على الملايين في
الخارج مميزا نفسه عن مناضلين
سبقوه بالمعارضة بأكثر من عقدين
وأضطرتهم الظروف القاهرة
للابتعاد عن الوطن وهم ليسوا من
كوكب المريخ او زهرة او زحل .... و
انما امتداد للمجتمع السوري،
لقد سبق لنا ان ناقشنا هذا
الموضوع منذ اكثر من ست سنوات
بمقال تحت عنوان المعارضة بين
اشكالية الداخل والخارج، وقلنا
لايجوز نزع صفة الوطنية عن أي
معارض واينما كان. ان
المعارضين الحقيقيين في الخارج
ليسوا من هواة السياحة او من
المهتمين بالاثار او رواد
اصطياف بل كانوا رواد السجون في
تدمر والمزة والقلعة، وبلدنا
كلها مصايف والحمد لله ومضى على
وجود بعض منهم اكثر من اربعين
عاما ولا يخفى الالام النفسية
والمعنوية وتعرض كثير منهم
للاخطار، لقد دفعوا ثمن مواقفهم
هم واهلهم دما ومعاناة مادية
ومعنوية قال تعالى (( ولو كتبنا
عليهم ان اقتلوا انفسكم او
اخرجوا من دياركم ما فعله الا
قليل )). لقد قُرن قتل النفس على
صعوبته بالخروج من الوطن . وهذا
لا ينفي وجود استثناءات، كان
الاجدر بمن التحق متأخرا بركب
المعارضة ان يسأل عن اسباب
وجودهم في الخارج قبل ان يتساءل
اين كانوا! وجوابا على سؤاله
نرشده العودة الى سجلات محكمة
امن الدولة العليا والى الاوامر
بالملاحقات الصادرة بموجب حالة
الطوارئ او القانون 49، وما تعرض
له اهلهم وذويهم من عذابات
ومضايقات وصلت لمحاربتهم بلقمة
العيش وهذا ما اعترف به رئيسهم
في خطابه في 20 – 6- 2011 وان هذا
الاستعراض الموجز ليس منّة على
الوطن وهو نقطة في بحر الواجبات
الوطنية ولكن للتوضيح فقط . السجن
: اما
الحديث عن السجن نقول كفاكم
هذيانا ان السجون السورية
يدخلها كل عام اكثر من الداخلين
الى الجامعات وهذا لا يخوّل
لأحد المساومة على قضايا الوطن
و لا تساوي قطرة دم تراق على ارض
سورية. ونجد انفسنا مضطرين لذكر
بعض الحقائق لقد سجننا مع
المئات من المناضلين مرات قبل
ان يصبح هؤلاء معارضون وتلاحقنا
وحُكمنا واضطررنا للهرب خارج
الحدود ودخل ابناؤنا السجن
كرهائن من اجلنا ولم نبدل
تبديلا. ويوجد
في الداخل من امضى اكثر من
مانديلا في السجن و اخرون اقل
بقليل ومنهم من قضى نحبه داخل
السجون ولم تصدر عنهم اي اشارة
تصادر حق الاخرين، لهذا لا يحق
لأي كان وتحت أي غطاء الادعاء
بأنه يحق له ما لا يحق لغيره
ويساوم على القضية. أن
القول بالعمل تحت سقف النظام
يعطي تصرفاته الشرعية التي
فقدها، وكان الاولى ان يقال
العمل تحت سقف الوطن ومطالب
الشعب وتحقيق اهدافه بالتغيير
بأقامة دولة مدنية تسودها
الحرية والتعددية والمساواة. أيها
السادة نأمل ان لا يزاود احد
علينا فأننا اسمى واعلى من كل
المتسلقينا. والقضية السورية
اكبر من فرد او احزاب او تجمعات
انها قضية شعب ووطن وتاريخ ومن
يؤدي واجبه لا يريد جزاءا ولا
شكورا. نطالب
الجميع بأعادة النظر والمراجعة
ويرتقوا بخطابهم وعملهم الى
مستوى القضية كل من موقعه وقدر
ما تسمح ظروفه وان يكون العمل
تحت سقف المطالب الوطنية
للانتفاضة، ولا نساوم على دماء
الشهداء والآم المعتقلين
والمشردين ودموع الثكالى
والارامل واليتامى ويجب التحلي
بالوعي والادراك ان البلاد في
أزمة خطيرة جدا ويسعى النظام
لتحويل الانتفاضة السلمية الى
صراع مسلح معه وما زجه الجيش او
جزء منه وممارسته القمع المتنقل
من مدينة لأخرى ومن قرية لقضاء
من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال
الا لخلق حالة من العداء والنظر
اليه كجيش احتلال، و ان لكل فعل
ردة فعل. ======================== حماة
تتحدّى الطغاة .. دروس الثورة
الشعبية لمن كان له قلب أو
ألقى السمع وهو شهيد نبيل
شبيب حماة..
عرين الأسود الحقيقيين مع نهاية
عهد استنسار البغاث واستعلاء
الجراثيم.. حماة..
مدينة الأبطال الحقيقيين مع
نهاية عهد عربدة الشبيحة
والمجرمين والفاسدين.. حماة..
أرض الرجال الحقيقيين والنساء
الخنساوات مع نهاية عهد أشباه
الرجال وأشباه النساء.. حماة..
حاضنة النصر المؤزر في عهد
افتراس الوحوش لإنسانية
الإنسان في أقبية المخابرات،
مستأسدين على من تطاله أذرع
أخطبوط تسلّطهم من الأبرياء
العزل من كل سلاح.. حماة
مدينة "الله أكبر" من هبل
وعبّاد هبل.. وهي تزلزل أقدامهم
وتروّع قلوبهم.. لو كانت لهم
قلوب، وتصمّ آذانهم.. لو كانت
لهم أسماع، وتزيغ أعينهم.. لو
كانت لهم أبصار. حماة
شاهد لا يُمارى على أن هذه
الثورة الشعبية الأبية
البطولية في سورية منتصرة لا
محالة.. إنّ
ورثة مرتكبي الجريمة الكبرى في
تاريخ حماة القديم والمعاصر،
عام 1882م، لم يتعلّموا أنّ
الإجرام يصنع الثورة، أمّا أهل
حماة الأباة الأشاوس فتعلّموا
أنّ الإجرام لا يكفّ عن ارتكاب
جرائمه، إرثا موروثا وتغوّلا
ذاتيا، إلا بقهر مَن يرتكب
الإجرام، فأقسموا يوم "اِرحل":
لن تهدأ هذه الثورة حتى تسقط
البقية الباقية ممّا كان يسمّى
نظاما حاكما، وقد كان وما يزال
عصابة تتسلّط. . . . لقد
أسقطت حماة جميع ما تراكم من
أكاذيب شيطانية هزلية دفعة
واحدة، بخروج أهلها الأبرار عن
بكرة أبيهم يردّدون "اِرحل"،
حتى فقد الحاكم بأمره صوابه
لمرأى الشعب الواحد المتوحّد
وهدير الجمع الجماهيري
المحتشد، فأشاح بعينيه
المريضتين عن المشهد الذي أسقط
الأكاذيب وأصحابها جميعا، بدلا
من أن يلجأ إلى طبيب يداوي عينيه
وإن عجز عن مداواة بصره وسمعه
وقلبه. لجأ
مجدّدا إلى دباباته ليواجه
أجساد الثوار في الشوارع
والطرقات في حماة، كما صنع في
مسلسل الإجرام من درعا حتى جسر
الشغور.. ولن يحصد إلا تسارع
سقوطه أمام السيل الجارف، سيل
البطولات الأبية المتتابعة في
هذه الثورة السلمية الشعبية في
حماة وأخواتها.. لجأ
مجدّدا إلى فرق الموت من شبيحته
ليغتال الحياة في حماة.. ولن
يخرج من حماة وأخواتها إلاّ وقد
اغتال نفسه بنفسه.. لجأ
مجدّدا إلى شبيحة إعلامه
لمتابعة التلفيق والتزوير
فتوارى جلّهم عن الشاشات عجزا
عن ممارسة ما اعتادوا عليه زمنا
طويلا، أُسقط في أيديهم
وألسنتهم وقد طغى صدق الثورة
السلمية الأبيّة في حماة
وأخواتها على كلّ زَبَد يتدفق
على الشدقين ويلوّث هواء سورية
وتاريخها وحاضرها، ولن يلوّث
بعد اليوم مستقبلها.. لقد
انتهى عهد الإجرام رغم
المجرمين، وبدأ عهد الحرية
والكرامة والإباء من قبل أن
تصعد روح حمزة الخطيب وأقرانه
إلى عليّين. . . . حماة
اليوم تعلنها مدوية في كل زاوية
من زوايا الأرض السورية وفي كل
زاوية من زوايا العالم.. لقد
قصّر الموروث في تعليم الوارث
"فنّ الاستبداد القمعي
الإجرامي" الذي أتقنه في عصر
بائد.. فبقي الوارث أسير
التعاليم والأساليب التي
اتبعها الموروث قبل عقود.. ولم
يبصر بعينيه شيئا ممّا يدور في
سورية الأبيّة وفي العالم حوله.. لم
يدرك أنّه اليوم في عصر آخر،
أمام شعب آخر، ويواجه ثورة
شعبية كبرى.. ثورة
تنتصر فيها الأجساد على
الدبابات.. والتكبيرات الصادقات
على فرق الموت والمخابرات.. ثورة
تنتصر فيها السواعد والأقدام
على المدفعية والرشاشات
وهمجيّة المروَّضين على همجية
الاستبداد.. ثورة
تنتصر فيها عزيمة النساء
الخنساوات والشباب المبدعين
على تحجّر عقول العابثين
المترهّلين في الفساد.. ثورة
تنتصر فيها العدسات الصغيرة في
الأيادي المتوضئة على بروج
الإعلام الباطل الفاسد المفسد
التي أقيمت عبر سرقة الثروات
وفنون التضليل والتقديس وفبركة
الأساطير على الشاشات.. ثورة
ينتصر فيها الحق على الباطل..
والشعب الثائر على التسلّط
الجائر. درعا
أطلقت الثورة من أعماق قلوب
فتيتها الأبرار.. واللاذقية
فرشت مع بانياس ودوما والمعضمية
وسواها طريقَ الثورة بأجساد
نسوتها وشبابها الأطهار.. وانتشرت
الثورة في كل مدينة وقرية..
فتحوّلت جميعا إلى معاقل وساحات
للثوار الأحرار.. وها هي
نواعير حماة.. تتدفق فتكتب في
جبين التاريخ في سورية أن قد
حانت لحظة الانتصار.. لن
تقوم للقمع الإجرامي في أرض
سورية بعد اليوم قائمة، ولن
يقرّ لمن يمارسه في أرض سورية
بعد اليوم قرار.. لقد
بلغت الثورة الشعبية السلمية
الأبية البطولية في ملحمة حماة
مداها، وسقط الاستبداد الفاسد
راغما.. هو
خيار واحد.. إما أن يلوذ المجرم
بالرحيل عن السلطة.. بالفرار، أو
ترغمه حماة وأخواتها على الرحيل
عن السلطة ويواجه الوارثُ
الحسابَ على ما فعله هو وعلى ما
ورثه من آثام الجريمة بحقّ حماة
وأخواتها على امتداد 41 سنة
كبيسة. . . . لقد
استشهدت حماة قبل ثلاثين سنة..
ولن تستشهد مرة أخرى وانتصرت
حماة عبر استشهادها قبل ثلاثين
سنة.. واليوم تستكمل ملحمة
انتصارها كل
مدينة من مدن سورية وبلداتها
اليوم حماة.. وكل شهيد من شهداء
مدن سورية وبلداتها اليوم يكتب
مع حماة سطرا آخر من سطور ملحمة
الانتصار لا
يتوهم اليوم أحد من بعد حماة في
جمعة "اِرحل" أن في سورية
ثوارا يتحركون ومؤيّدين
للاستبداد الفاسد خانعين أو
مضلَّلين.. في
اللحظة التي غاب فيها إجرام
المجرمين من الشبيحة الحاكمين
والمنفذين، تحوّل أهل حماة
جميعا إلى كتلة بشرية واحدة
ثائرة في كل ساحة وشارع و"زنقة"
تهتف بمن لا يبصر ولا يسمع ولا
يريد أن يعقل: اِرحل!.. ويوم
يرحل مع شبيحته، وسيرحل منصاعا
راغما، أو قبل أن يرحل، سيشهد
العالم كلّه أنّ شعب سورية
كلّه، كتلة بشرية واحدة ثائرة..
في دمشق ينبض قلبها، وفي حلب
يصدع بالحق صوتها، فتتردّد
النبضات والهتافات في الساحل
والداخل، في كل ساحة وطريق و"زنقة"!.. وستمضي
سورية مع حلول يوم النصر على
طريق النهوض والبناء، وتزيل ما
خلّفته 41 سنة من أنقاض. ثورة
حماة وأخواتها تعطي الدليل بعد
الدليل على حتمية الرحيل.. تعطي
الدليل على أن الشعوب لا تُقهر
بالمذابح الجماعية، والتعذيب
في المعتقلات، والتقتيل على
رؤوس الأشهاد.. لا تقهر
بالمراسيم والدبابات، وبتهليل
جوقات التهليل والتقديس لمَن
يغتال في أرض الوطن المقدّسات
ويرتكب المحظورات والموبقات. . . . ثورة
حماة وأخواتها اليوم شهادة
دامغة.. على أن ثورة شعب سورية
المنتصر هي ثورة فلسطين ومن أجل
فلسطين، من أجل جراح فلسطين
والصومال، وجراح العراق
وأفغانستان، وجراح الأمّة
العربية والإسلامية في كل حلبة
وميدان.. تنادي كل ذي وجدان: لا
نامت أعين الجبناء!.. فثورة
حماة وأخواتها اليوم -يا إخوة
الطريق ما بين المحيطات الثلاث-
شهادة دامغة.. على أن تعبئة
الشعوب من أجل "المقاومة
والممانعة" يستحيل أن تتحقق
عبر السلاسل والأغلال، وتعذيب
الرجال والأطفال، واصطناع
قوالب تستنسخ المطبّلين
والمزمّرين والأبواق المدرّبين
على خنوع العبيد للعبيد، ولكن
تعبئة الشعوب تتحقق -فقط- عبر
حرية الأحرار، وطهارة الأبرار،
وعزيمة الثوار.. وسوف
تتحقّق، وسيخسر الاستبداد
الفاسد، وسيخسر معه من يتلكّأ
اليوم عن إعلان النصرة لثورة
شعب سورية السلمية الأبية
البطولية، ويعصب عينيه عن رؤية
الحق وقد ظهر، ويتشبّث بأغلال
أوهامٍ تربطه بالطاغوت الباطل
الزائل.. وهو يتحلّل ويندثر. لهذا -يا
إخوة الطريق ما بين المحيطات
الثلاث- يحار أساطنة صناعة
القرار في قوى الهيمنة الدولية،
كيف السبيل إلى إنقاذ البقية
الباقية ممّن لم يعد يمكن
إنقاذه من "الرحيل" عن
السلطة.. بالسقوط المحتم لهذا -يا
إخوة الطريق ما بين المحيطات
الثلاث- لا يجد أعداء هذه الأمة
وقضاياها المصيرية قولا
يتلفظون به أمام الدبابات
المتنقلة من مدينة إلى مدينة
وأمام أدوات التعذيب الهمجي في
معتقل بعد معتقل، إلاّ: - أن
يبدل لهجته.. كي يبقى -إذا تخلّى
عن حماته الإقليميين- تحت حماية
أعداء الأمة الآخرين، متغافلين
عن ثورة شعبه على "أصل"
وجوده.. - أو أن
يغسل القاتل يديه ويعفو عن
الضحية ويتصالح معها.. - أو أن
ينظر في المرآة ويصلح هندامه
ويحاور أهل حمزة وتامر
وأقرانهما.. ألا
إنّ جميع أهل سورية هم أهل حمزة
وتامر وأقرانهما.. ألا إن
جميع أهل سورية يعلنون براءتهم
من كلّ مَن ينتصر لقتلة أطفالهم
وشبابهم ونسائهم، أو يحاورهم
للعفو عنهم، أو يستبقي أحدا
منهم. لقد
أعلنت حماة وأخواتها بصورة
قاطعة: لا
يصلح مع الدبابات وشبيحتها كلام
ولا حوار.. ومن أراد رؤية الدليل
بأم عينيه فلينظر بعد جمعة "اِرحل"
إلى حماة وأخواتها يوم جمعة "لا
للحوار". ======================== أسباب
الخشية من التوجه للامم المتحدة عادل
عبد الرحمن مع ان
إنشاء منظمة الامم المتحدة في
العام 1945، على أنقاض عصبة
الامم، التي إنتهت وظيفتها
الدولية، جاء نتاجا للرؤوية
الاميركية في كيفية فرض هيمنتها
على العالم. والذي ترافق مع
إنشاء البنك الدولي، وصندوق
النقد الدولي، لتخدم المؤسسات
الدولية الثلاث الاستراتيجية
الاميركية في السيطرة على
القارات الخمس. والتي اردفت
مؤخرا بإتفاقية التجارة الحرة،
لاستكمال فرض القبضة الحديدية
على بقاع الارض. هذه المنظمة منذ
العام 1973 لم تعد الولايات
المتحدة معنية، بمنحها دورا في
معالجة ملف الصراع العربي -
الاسرائيلي. إستجابة لرغبة دولة
الابرتهايد الاسرائيلية، التي
لم تبتعد كثيرا عن الرغبة
الاميركية في إستحواذها على
الدور الاول والاخير في
المنطقة، وبما يحول دون تأثير
اي قطب دولي في ذلك. وهذا
من حيث المبدا لا يلغي الوظيفة
الايجابية للامم المتحدة في
تحقيق الطموحات الاميركية. لان
وظيفتها (الامم المتحدة) ليست
محصورة في الصراع العربي -
الاسرائيلي، بل تشمل العالم ككل.
ولكن ملف الصراع العربي -الصهيوني
أُخرج من دائرة الجهد الاممي،
لما للمنطقة من اهمية
استراتيجية خاصة للمصالح
الحيوية الاميركية، التي لا
تريد بها شريكا بما في ذلك
اوروبا، حليف الامس واليوم
الاستراتيجي إلى حين. إذاً
الخشية الاميركية - الاسرائيلية
من توجه القيادة الفلسطينية
لنيل الاعتراف بالدولة
والعضوية الكاملة على حدود
الرابع من حزيران عام 1967،
أساسها تقاطع المصالح
الاميركية - الاسرائيلية في
تدوير زوايا ملف الصراع في
المنطقة وفق ما تمليه تلك
المصالح. وثاني تلك الاسباب
إدراك إسرائيل، دولة الاحتلال
والعدوان، أن العالم بغالبيته
الساحقة لا يقف الى جانبها، ولا
يساند خيارها العدواني البغيض.
لان غالبية دول العالم عانت من
ويلات الاحتلالات الاستعمارية
القديمة والجديدة. كما إن
مواثيق وقوانين وأعراف الامم
المتحدة النظرية تتنافى مع أية
سياسة إحتلالية. وبالتالي
العالم يقف الى جانب الحقوق
الوطنية الفلسطينية، التي
إختزلتها القيادة الفلسطينية
لاعتبارات مختلفة إلى النصف مما
تضمنتة القرارات الدولية وخاصة
قرار التقسيم الدولي 181 لعام 1947.
وثالث تلك الاسباب، خشية
الولايات المتحدة من التأثير
على دورها الاحتكاري في رعاية
عملية السلام. ودخول الاقطاب
الدولية الاخرى في الرباعية
الدولية ومن خارجها إلى مرحلة
التقرير في صناعة السلام في
المنطقة العربية، ذات الاهمية
الاستراتيجية للمصالح الحيوية
الاميركية، مما يفقدها (اميركا)
دور القطب الاول والمقرر في
شؤون المنطقة ونفطها وثرواتها
الطبيعية والبشرية وعائدات تلك
الثروات. لا سيما وان الولايات
المتحدة تشهد منذ ايلول / سبتمبر
2008 ازمة اقتصادية كارثية، أثرت
عمليا على دورها كقطب وحيد في
إدارة عصر العولمة، الذي تبواته
مع نهايات العقد الثامن من
القرن الماضي. وفي حال فقدت
السيطرة على دورها الاحتكاري في
رعاية عملية السلام، من خلال
إستعادة الامم المتحدة، كمنبر
للشرعية الدولية لدورها
المفقود طيلة العقود الاربعة
الماضية، فإن الادارة
الاميركية تعتقد، ان مكانتها
الدولية الاولى في التقرير
بالشؤون الدولية باتت في خبر
كان. وهناك عامل رابع ثانوي، له
علاقة بالمعطيات الانية
للعملية السياسية، يتعلق برغبة
الرئيس الاميركي اوباما
بالترشح لولاية ثانية، الامر
الذي جعل منه أداة طيعة في يد
الايباك اليهودي والقوى
اليمينية المؤيدة لدولة
الارهاب الاسرائيلي المنظم.
وهذا العامل اوقف الادارة
الاميركية على أطراف اصابعها
ورموش عيونها للحؤول دون توجه
القيادة الفلسطينية الى الامم
المتحدة لنيل الاعتراف
والعضوية الكاملة فيها. لكن
الولايات المتحدة لم تدرك ان
القيادة الفلسطينية، ليست
معنية بتوجهها للامم المتحدة
التأثير سلبا على مكانة
الولايات المتحدة كراعي اساسي
لعملية السلام، ليس هذا فحسب،
بل ان القيادة الفلسطينية ترغب
بمد الجسور مع الادارة
الاميركية واقطاب الرباعية
الدولية الاخرى لبلوغ خيار حل
الدولتين للشعبين على حدود
الرابع من حزيران / يونيو 1967.
والاسهام بتعزيز عملية الشراكة
الدولية في صناعة السلام في
المنطقة. غير أن
إصرار الادارة الاميركية
والكونغرس الاميركي على لي ذراع
القيادة الفلسطينية، من خلال
التهديدات والقرارات المجحفة
بقطع المساعدات وغيرها من
الاجراءات المعادية لمصالح
الشعب العربي الفلسطيني، سيدفع
الفلسطينيون دفعا الى رفع
الغطاء بالقدر الذي تستطيع عن
دور الرعاية الاميركية،
وبالتالي رفض تلك الرعاية،
والتمسك بخيار الامم المتحدة
مهما كانت النتائج ن لاسيما وان
هناك اقطاب دولية ليست محصورة
في الرباعية الدولية، بل على
إمتداد مساحة العالم، تنتظر
الفرصة السانحة لنقضاض على
القطب الاميركي لتفصية مكانتة
الاستبدادية في إدارة دفة
العالم. مما يعني خسارة
الولايات المتحدة مكانتها
ودورها العالمي ، كما ان دولة
العنصرية الاسرائيلية ستخسر ما
حققتة حتى الان في المنطقة
والعالم على حد سواء. ========================= هل
سنسمع قريباً وليد المعلم يقول:
(لننسى أن هناك أمريكا على
خارطة العالم)!! محمد
فاروق الإمام شُغل
النظام السوري بزيارة السفير
الأمريكي لمدينة حماة يوم جمعة
"لا للحوار" ووقع رموزه في
"حيص بيص" حول الرد الأمثل
على هذه الزيارة غير المرحب بها
بالنسبة للنظام وقد كشفت هذه
الزيارة بما لا يجعل مجالاً
للشك أن كل دعاوي النظام بوجود
عصابات ومخربين ومندسين يقومون
بعمليات التخريب والقتل هي
تمثيلية ممجوجة وفبركة هابطة من
صنع النظام بعد أن أكد السفير
الأمريكي روبرت فورد أنه لم
يشاهد في التجمع الذي ضم أكثر من
نصف مليون حموي أي مظاهر مسلحة
وأن الاحتجاجات كانت سلمية مائة
بالمائة، واكتفت وزارة
الخارجية بإصدار بيان نشرته
وكالة سانا السورية للأنباء حول
هذه الزيارة قالت فيه إن "وجود
السفير الأمريكي في مدينة حماه
دون الحصول على الإذن المسبق من
وزارة الخارجية وفق التعليمات
المعممة مراراً على جميع
السفارات دليل واضح على تورط
الولايات المتحدة في الأحداث
الجارية في سورية ومحاولتها
التحريض على تصعيد الأوضاع التي
تخل بأمن واستقرار البلاد". في
حين كانت السيدة بثينة شعبان
مستشارة الرئيس أكثر عصبية
عندما اتهمت السفير الأمريكي
بتقويض محاولات الحكومة
السورية لنزع فتيل الاحتجاجات
المناوئة للسلطة التي بدأت قبل
أربعة أشهر، وقالت "إنه متورط
بإقامة صلات مع المسلحين". وقالت
شعبان في مقابلة مع هيئة
الإذاعة البريطانية (بي بي سي)
الجمعة "إن الزيارة غير
المرخصة التي قام بها فورد إلى
حماه تزامنت مع اجتماع لأئمة
مساجد وقادة المجتمع المدني". أضافت
"إنها (الزيارة) تنتهك
الأعراف الدبلوماسية". وقالت
شعبان إن "فورد لا بد وأن تكون
له صلات بالمجموعات المسلحة
التي تحول دون استئناف الحياة
الطبيعية في سورية". ولاحقاً
أصدرت وزارة الداخلية االسورية
بياناً حول زيارة السفير
الأمريكي لحماة مكررة نفس
الاتهامات التي ساقتها مستشارة
الرئيس، فقد جاء في البيان "إن
السفير الأمريكي التقى في حماة
ببعض هؤلاء المخربين وحضهم على
التظاهر والعنف ورفض الحوار كما
التقى بعض الأشخاص تحت غطاء
زيارته بعض المشافي في الإطار
ذاته". واعتبرت
الوزارة ذلك "تحريضا على
استمرار العنف وعدم الاستقرار
ومحاولة لتخريب الحوار الوطني
الجاري بين القوى الوطنية
الشريفة وتعميقا للشقاق
والفتنة بين أبناء الشعب السوري
الواحد الذي يرفض رفضاً قاطعاً
مثل هذا التحريض الأجنبي
ويستنكره بشدة". وأضافت
الداخلية "أنها تراقب عن كثب
أعمال الشغب والعنف التي تقوم
بها بعض المجموعات التخريبية في
مدينة حماة وتعمل على معالجتها
وقد استغربت وصول السفير
الأميركي إلى مدينة حماة بشكل
يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية
رغم وجود الحواجز التي يسيطر
عليها المخربون وقطع الطرقات
ومنع المواطنين من الوصول إلى
أعمالهم ووظائفهم"، موحية
الداخلية في بيانها وكأن السفير
هبط على حماة في مظلة من الفضاء
الخارجي وليس عبر حواجزها
العسكرية والأمنية المعززة
بالجند المدججين بالسلاح
والدبابات المصوبة مدافعها إلى
قلب المدينة التي أقامتها حول
حماة من جهاتها الأربعة. وكان
نفر من وجهاء حماة وبعض
المتظاهرين قد قالوا "إن
السفير الأمريكي وقف مع المصلين
في ساحة العاصي وسط حماة خلال
صلاة الجمعة والتقى عدداً من
أعضاء تنسيقية المظاهرات هناك،
وأنه بات ليلته مساء الخميس في
فندق أفاميا ثم غادر بعد انتهاء
المظاهرة الحاشدة التي شهدتها
حماة وخرج فيها عشرات الآلاف من
دون حوادث أمنية تُذكر بعد أن
كانت قوات الأمن قد انسحبت من
وسط المدينة مساء الأربعاء". حدثان
مهمان يمكن أن يقرأهما المراقب
لما يجري في سورية الآن، أولهما
التوسع الاحتجاجي الجماهيري
عمودياً وأفقياً والذي يكاد
يغطي مساحة سورية من شرقها إلى
غربها ومن شمالها إلى جنوبها
رغم القمع الوحشي الذي تُجابه
به من قبل أجهزة الأمن والشبيحة
وبعض الوحدات العسكرية المكلفة
بحماية النظام وبعض فرق الموت
المستقدمة من خارج الحدود
السورية، وقد ثبت إخفاق كل هذه
الأجهزة والوحدات من توهين زخم
هذه الاحتجاجات أو إضعافها أو
المراهنة على مللها وتعبها،
وبالعكس فإننا نشاهد أن هناك
حالة من الإرباك والتململ داخل
هذه الأجهزة والوحدات حيث نسمع
في كل يوم عن انشقاقات لضباط
وضباط صف وجنود هذه الوحدات. الحدث
الثاني هو التبدل الأمريكي
المفاجئ لموقفها الذي كان خلال
الشهور الأربعة الماضية
مهادناً للنظام ومشجعاً له
لاتخاذ خطوات إصلاحية يمكن أن
تحول دون سقوطه الذي لا يرغب
فيه، ولم يسمع من النظام إلا
وعود وتشكيل لجان وسين وسوف
طيلة هذه الأشهر المنصرمة ولم
يتحقق من كل هذه الوعود أي شيء
على الأرض، ودماء تسفك وضحايا
تسقط وحصار للمدن واستباحتها
وتهجير للمواطنين الآمنين، مما
دعا الإدارة الأمريكية، أمام
الضغوط الشعبية والمنظمات
الإنسانية، إلى الاتجاه إلى
الجماهير السورية التي اقتنع
أنها العنصر الأقوى والفاعل في
الساحة السورية، وأن النظام
تتنازعه سكرات الموت وبات يقاتل
في الربع الأخير من عمره، وتمثل
هذا التبدل بلقاء السفير
الأمريكي روبرت فورد لمجموعات
من المعارضين السوريين وبعض
القائمين على التنسيقيات التي
تقود الاحتجاجات في سورية،
وكأنه يقول لرموز النظام السوري
"لقد مججتكم وضاق صبري بكم
وهاأنذا أتوجه إلى الفريق الآخر
لأحاوره لأتعرف على البديل الذي
علي أن أستمع له والذي علي
التعامل معه بعد رحيلكم". ونتساءل
كما يتساءل المراقبون بعد هذا
التبدل المفاجئ للإدارة
الأمريكية نحو النظام السوري:
هل سيظهر علينا السيد وليد
المعلم وزير الخارجية السوري في
مؤتمر صحفي جديد يعلن فيه (لننسى
أن هناك أمريكا على خارطة
العالم)!!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |