ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/07/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

من وحي الثورة

زياد ماجد

تبعث الثورة السورية أملاً جميلاً وتفاؤلاً مبرّراً بانتصار قريب لشموخ الحرية. وهذا في ذاته، يثير كل يوم شعوراً بالاعتزاز والثقة يبدّد قلق مساء الخميس على حجم التحرّكات في اليوم التالي، ولو أنه لا يمنع الحزن والأسى عند وصول أخبار الاعتقالات ورؤية الدماء تسيل غزيرة في الساحات.

 

في النص التالي، ثلاث ملاحظات سريعة من وحي الثورة.

- إكتشاف الناس لبعضهم ولديارهم وحبّهم لمن ولما يكتشفون: لعلّ أهمّ ما يوهن الدكتاتورية، هو وصل ما انقطع بين الناس ونسج علاقات تستبدل الريبة والخوف بالثقة وإرادة التحدّي. ففي ذلك فعل إزالة للقمع الذاتي واستعادة للمبادرة وتقويض لدعائم فلسفة القمع القائمة على العنف وعلى الرهبة وعلى تفكيك المجتمع وجعله وحدات لا قدرة لها على التواصل فيما بينها. وما يجري في سوريا منذ أشهر، هو إعادة بناء لمجتمع ولسياسة ولعلاقة بالشأن العام، تتمحور حول الحرية والكرامة والمواطنة، وتقوم على تكثيف مشاعر التضامن بين الناس في التضحية وفي المواجهة وفي الشجاعة وفي معرفة أن المصير واحد وأن المعاناة مشتركة وأن الدماء إذ تسيل في حماة، تسيل أيضاً في درعا وفي دوما وحمص وبانياس وجسر الشغور ودير الزور والقامشلي وغيرها من أسماء المدن التي صارت تشبه أسماء علم جماعية يتّحد ألوف في اتخاذها عنواناً لهم، ويهبّ ألوف آخرون هاتفين لها في مكان آخر. هم البشر والأمكنة يعيدون تعريف سوريا وجمع أوصالها وحَبك قصة ولادتها الجديدة، المدهشة أيّما إدهاش.

 

- الإبداع والفن وروح النكتة: تعيد الثورة السورية الى الفن والثقافة نُبلاً وإبداعاً لا يتذكّر من هم دون الخمسين من العمر في منطقتنا العربية أنهم عرفوا ما يشبههما في مفاصل تاريخية أو في انتفاضات أو تحرّكات شعبية. وربما يساعد اليوتيوب والفايسبوك وغيرها من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في تشجيع الأمر وفي تعميمه والتعريف به. لكن كمّ الشعارات الذكية والطريفة واللوحات الفنية البديعة والأغاني والرسوم الكاريكاتورية والتعليقات الرشيقة والأنيقة وبيانات السينمائيين والحقوقيين والمقالات وأفلام الواقع القصيرة وصفحات الفايسبوك التضامنية أو الساخرة (بمعنى سخريتها من الدكتاتور ونظامه وإعلامه)، هذا الكمّ، ينتشر بسرعة فائقة ويفيض حيوية وبهجة. كأن هناك من يحاول تعويض الوقت المسروق من عمره ليقول بيومين ما دار في باله طيلة عقود، أو كأن هناك من أطلقت الثورة مخيّلته وعلّمته كيف يرافق إيقاع المتظاهرين وهتافهم وتوقهم للحياة ولو نزفوا، فيشارك بدوره في لعن الظلام بلغة حيّة مجدّدة. وثمة تتويج لكل ذلك بروح نكتة وضحك رغم المآسي والآلام هو بذاته إشهار انتصار التمسّك بالعيش الكريم على رصاص القتلة، وهو تهديم للخوف يجعل الطاغية وصوره وكلامه وتماثيله مسخرة وموضوع تندّر لا يبقي من "هيبته" التي لا قوام دكتاتورياً من دونها إلا أثراً بعد عين.

 

- إلتصاق الطغاة بنفس صورهم المتوارثة: مقابل كل هذا الإبداع والعطاء الثقافي والإنساني ومقابل الشجاعة والكرم وأشكال التضامن الجديدة المبهرة، يطلّ الإجرام بنفس صوره القديمة البائسة، المُتناقَلة فاشية إثر فاشية، وجيلاً بعد جيل. هكذا، يُردّ على طلب الحرية بالقتل والتعذيب، ويُتّهم المتظاهرون بالعمالة وبنقل الأمراض الى جسد "الأمة"، وتفيض السجون فتُفتح ملاعب الرياضة (كما في سنتياغو عقب انقلاب بينوشيه)، وتُقتلع حنجرة مُنشد لأنه جعل الدكتاتور مهزلة تتناقلها الألسن والابتسامات (وتراث القتل البربري للمغنّين وللكتّاب الساخرين من السلطان نعرف أخباره من عبد الله بن المقفع الى فيكتور جارا). وهكذا أيضاً، يستسلم الطغاة الى جفاف مخيّلتهم ويؤكّدون أن غريزة القتل عندهم أعلى شأناً من كل محاولة الارتباط بالأنسنة وما تضبطه من غرائز وتديره من مسالك.

 

المستبدّون، إذن، عراة إلا من عنفهم الهمجي، والثورة السورية مستمرة بأوجهها البديعة وبأبعادها الإنسانية والقيميّة التي لا يمكن أن تنهزم هذه المرة. ليس لأن القتل لا يستطيع التهام الناس جميعهم فقط، بل كذلك وقبل ذلك، لأن الحياة مطحنةٌ لكل من يظن أن بإمكانه وقف استمرارها أو تثبيت زمانها عند لحظة طوَتها إرادات الثائرين والثائرات، ولن يكون لها لا بعث ولا قيامة...

==========================

جديد مسرحيات النظام السوري

مروان حمود

يبدو أن القدرات الإعلامية الذاتية لإستمرار نظام الاسد بوجه ثورة الكرامة, التي تستمر بوتيرة عالية جدا للشهر الرابع على التوالي, قد بدأت تتلاشى وتضمحل بحيث أصبحت فاعليتها تقارب العدم, مما إضطره للبحث عن شركاء ولاعبين جدد, يساعدونه بإنتاج فرصة أخرى في معركة الوقت (هدفه الأساسي), فإعلامه وإعلامييه حققا فشلا ذريعا في تسويق مقولة المؤامرة والمندسين والسلفيين وغيره, المقولة التي أصبحت مملة وباهتة حتى لحلفائه, وطبعا في مقدمتهم الشريك والحليف الأكبر, في حماية إسرائيل, الولايات المتحدة.

 

الولايات المتحدة, راعية أنظمة الفساد والإستبداد في المنطقة, ووفقا لمصالحها الإستراتيجية لم تعد تحبذ, على مايبدو, البدء مرة أخرى في التعامل مع لاعبين جدد على الساحة, وقررت إعطاء دفعة جديدة لدعم إمكانية بقاء نظام الأسد على سدة حكم سوريا, ولكن وطبعا مع بعض الإجراءات التي قد تظهره بشكل مقبول أو ملمع إلى حد ما, ومن هنا أجد دوافع حدثين, الأول هو زيارة السفير الامريكي إلى حماة و التظاهرة الإحتجاجية لأتباع النظام ( الشبيحة) أمام السفارة الأمريكية ومقر إقامة السفير. الذي حاول الأمريكان به منح النظام وآلته الإعلامية بعض المصداقية بشأن مقولة المؤامرة والتدخل الخارجي, إذ أستثمرت الزيارة على الفور كدليل على تدخل الولايات المتحدة في الشأن السوري, وبالتالي على "عمالة" الثورة لأمريكا, وأن هناك قطيعة وعداء بين النظامين. اما الحدث الآخر المتمثل بما اسموه ملتقى وهيئة الحوار الوطني, فأريد له أن يكون بمثابة الجزء الثاني للمسرحية ذاتها, أي الجهد الذاتي الذي على النظام القيام به وهو إظهار أنه يتفاعل إيجابيا مع مطالب الشعب وأنه جاد في الإسهام بإخراج سوريا من أزماتها (علما أن طاقم النظام لم يعترف بوجود أزمة أساسا, إنما وصفوا الوضع بأنه "مشكلة"!!), وبإستعداده لإجراء إصلاحات جذرية.

 

إنني أرى أن الألعوبة قد تكررت بمافيه الكفاية, والمسرحية لم تنل أي نجاح برغم إعتقاد الشريكين بحرفيتهم سواء في التمثيل أوالإخراج أوالتسويق وغيره, أما أسباب هذا الإخفاق فأعتقد انها تكمن بعدة حقائق, موضوعية وذاتية وأيضا بظرفي الزمان والمكان, إذ أن رعاية البيت الابيض لأنظمة الفساد والإستبداد في المشرق, ومنها نظام الأسد, لم تعد بحاجة إلى أية أدلة أو براهين إضافية, رغم تكرار الرئيس أوباما لإنتقاد سلفه جورج بوش الإبن الذاتي لهذه السياسة (بعيد الحادي عشر من سبتمبر عندما صرح في كلمة رسمية أن نهج وسلوكيات القيادات الامريكية على مدار العقود الستة الماضية في المشرق كانت خاطئة) وأنه يرى ضرورة في تغيير هذا النهج, ومن الأسباب أيضا أن الأسد تكلم كثيرا عن إرادته للإصلاح واطلق وعودا كثيرة بخصوصه, إلا أنه مكث بكل هذه الوعود وإحترف بشأنها التنصل والتهرب والمراوغة إلى أن فقد كليا ثقة الشعب والنخبة, ومن هنا أجد أن إحتمالات إعادة تسويق نظامه, بل وحتى شخصه أصبحت ضحلة وضئيلة. أما مايتعلق بظروف الزمان والمكان فأنني أستغرب عدم إدراك اللاعبين أو الشريكين (أوباما والأسد) أن المشرق قد تغير جذريا بعد شرارة الشهيد البوعزيزي, وأن الشعب السوري قد تحرر من سجن الخوف وأدرك حتمية دفع ثمن الحرية, وهاهي ملايين الحناجر السورية تردد على طول البلاد (الموت ولا المذلة), وهاهو رصاص النظام يقتل كل يوم أجزاء كبيرة من الخوف, فسوريا لم تعد مملكة للصمت والخنوع.

 

إنني وصفت حركات النظام بالمسرحية, ولاأعتقد أنني أخطأت الوصف, وأجد هنا ضروريا أن تستوعب الإدارة الأمريكية أن الممثل السوري إستنفذ كامل طاقته ولم يعد قادرا على تقديم وأداء أي جديد أو مفيد, المسرحية إنتهت وحان أون إسدال ستائرها, فلا غوار الطوشة يضحك فتية سوريا, ولا الترمينتر يبهرهم بمهاراته العالية... اسدلوا الستار وإستتروا.

==========================

كل أملاك النظام الأسدي لاتعوض حماه

مصطفى السراج

mustafa_alsarraj@hotmail.com

ظن الكثيرون أن النظام الأسدي لن يمارس في حماه مافعله في بعض المدن والقرى السوريه الاخرى لعلمهم أن مدينة حماه في عام 1982 قد تكبدت من الضحايا الأبرياء مالايقبل زيادة لمستزيد، وأي زيادة بها ستجر البلاد نحو حرب أهلية مدمره. وكنت أظن أنه لم يعد لهذا النظام أي كذبة يدعيها على هذه المدينه تبرر جرائم جديده. وأن الجميع سيقف حائلاً بينه وبين الاجرام في حماه منعاً من غرق الوطن كله في طوفان الاقتتال.

ان جريمة عام 1982 في حماه لم تقتصر على قتل عشرات الالاف من الابرياء بل استمر النظام الأسدي في الملاحقة والاعتقال والتشريد والمنع من السفر والمنع من العوده والحرمان من الحقوق المدنيه لابناء مدينة حماه بلا ذنب ولامحاكمة. واستمر النظام الأسدي على هذا النهج استبعاداً واضطهاداً لابناء مدينة حماه حتى بعد وراثة الابن لأبيه. ولم يكتف النظام الأسدي بايقاع كل هذه المآسي بل جعل أبواقه تروج الى أن أهل هذه المدينة ارهابيين متعصبين تزويراً للتاريخ والحقيقه، حتى انطلى ذلك على بعض فئات المعارضه السورية نفسها. مع أن حماه هي المحافظه الأكثر نشاطاً سياسياً في العهود الديموقراطيه، وهي المحافظه الوحيده التي صوتت بأغلبيتها للقائمه التقدميه في آخر انتخابات حره ديموقراطيه حسب الاصول الدوليه قبيل انقلاب 8 آذار عام 1963 وللعلم بعد هذا الانقلاب لم تجر أي انتخابات حره حقيقيه في سوريا حتى يومنا هذا. وبذلك النشاط السياسي المميز في محافظة حماه نجحت القائمه التقدميه بكاملها لم يسقط منها أحد خلافاً لكل محافظات القطر في تلك الانتخابات.

 واستمر النظام في استبعاد وحرمان أهل مدينة حماه من كل منصب فعال سياسياً كان أو اقتصادياً، عسكرياً كان أم أمنياً، تعليمياً أو فنياً، حتى وظائف ادارات الدوله داخل مدينة حماه جعلها محرمةً على أهلها. ونتيجة استطالة مدة الاستبداد والفساد في سوريا، أضحت كل مدينة أو قريه تحتاج الى وجود بعض المسؤولين في الحكم لتأمين حاجات مواطنيهم من الادارات الحكوميه، لأن كل طلب فردي أو مجتمعي يحتاج الى (واسطه) لتأمينه وحماة محرومة من ذلك، وأهل حماه لايجدون جهة محلية او دولية يلجأون اليها، حتى الشكوى من وقع الظلم معاقب عليه من المخابرات بأسمائها المتعدده وأرقام فروعها المئويه. مرت عشرات السنين عجافاً على حماه، وعوضاً عن اعطائها مساحة ولو ضئيله من الانفراج بعد طول الاستبداد والفساد والاستعباد والاضطهاد، يضيف النظام الأسدي خلال الاسابيع القريبة الماضيه الى ماسبق كله قتلاً واعتقالاً وقمعاً واتهاماً لابناء حماه. وفي المظاهرات السلمية ظهر في حماه بلبل للثوره شاب موهوب اسمه ابراهيم قاشوش يغرد بأهازيج تدل على موهبة في سرعة التأليف الشعري والضبط الموسيقي والأداء الرائع الذي حرك مشاعر المتظاهرين. وبقاء مثل هذه الموهبة الكامنه في الشعر والموسيقى والغناء بعيدةً عن الاضواء دليلٌ على ماسبق ذكره من استبعاد أهل هذه المدينه من كل رعاية. وبدل أن يستدرك النظام الأسدي هذا الجرم السياسي ويتوقف عن اضطهاد هذه المدينه، نجده قد عقب على ذلك بجرم جنائي أسفر عن قتل ابراهيم قاشوش، ولم يكتف بذبحه بل قطع له حنجرته التي صدح بها أمام الجموع سوريا ...بدها ...حريه سوريا.. بدها.. حريه..

لم يكتف النظام بكل ذلك بل وصف المظاهرات السلميه زوراً بالجماعات المسلحه، ثم استغل زيارة سفير الولايات المتحده لحماه ليشوه سمعة ابنائها، ولمن يجهل تاريخ حماه أذكر بانها حظيت بالشرف الاكبر في مقاومة الاستعمار الفرنسي من قبل أن يولد حافظ الأسد. واستمر ابناء حماه في تضحيتهم وفدائهم مع الشرفاء من ابناء سوريا حتى الوصول للاستقلال. وبعد ذلك كان لحماه النصيب الأوفر في نشاط الشعب السوري (بصحافته ومظاهرات ابنائه) في اسقاط حلف بغداد ومشروع ايزنهاور، ومساعدة شعب مصر على صد العدوان الثلاثي بقطع خط النفط الذي يغذي دول العدوان وذلك من قبل أن يولد بشار الأسد. أبناء هذه المدينه كان لهم النسبة الأعلى بين كافة المدن والقرى في جيش انقاذ فلسطين عام 1948 ثم في كافة المنظمات الفدائيه بعد ذلك. حماه كانت ومازالت لها الشرف الاسمى نضالاً في كل معارك الوطن ضد أعدائه. لقد دفع ابناء حماه واجبهم النضالي عن الاجيال السابقه والحاليه والمستقبليه سلفاً. المؤلم أن يتهم (من يدعي الممانعه بالاعلام فقط) أهل حماه أصحاب الممانعه الحقيقيه بالخيانه. أبناء مدينة حماه لم يطرقوا باب سفير أجنبي رغم استطالة مدة ظلمهم. وسفير أمريكا (الذي تهافت النظام الممانع استجداءً لعودته لسوريا) هو الذي اتى الى حماه مركز الشهامة والكرامه وقدومه مسؤولية النظام الممانع. واذا كان عمل السفير الامريكي معادياً للوطن السوري فان استبقائه من طرف النظام الممانع خيانةٌ للوطن، أما أن يتجول في ارجاء الوطن رغماً عن رئيس الدوله وخارجية النظام فأي استقلال بقي لسوريا تحت هذا النظام، وأي سيادة بقيت له على أرض الوطن، ثم يتهم النظام أبناء حماه (من لاسلطان لهم اليوم على أرض الوطن) بالتقصير لأنهم لم يطردوا السفير. ما يمارسه النظام هو تزوير للحقيقه والتاريخ عن مدينة حماه التي لاينكر تضحيات أهلها الا جاهل، ولا ينفي صدق الوطنية في أبناء حماه الا غافل أو منحاز. تعددت جرائم النظام الأسدي وزادت واستطالت حتى أصبحت حماه لايعوضها شيء ولا حتى كل أملاك النظام الأسدي على كثرتها.

==========================

إلى من يَهْجون حلب: لا تساعدوا عدوَّكم على أنفسكم

مجاهد مأمون ديرانية

منذ الأيام الأولى للثورة وأنا أقرأ تعليقات سلبية تعرّض ببعض المدن وأهلها. في الأسبوع الأول ضمّت قائمةُ الهجاء دمشقَ وحلب وحماة، وما لبثت حماة أن انفجر فيها البركان فانقلب الهجاء إلى ثناء، ثم ازدادت مشاركة دمشق في الثورة أسبوعاً بعد أسبوع فكفّ عنها العاتبون، وبقيتُ إلى اليوم أقرأ تعليقات مشحونة بهجاء حلب.

 

أنا لست من حلب ولا أعرفها ولم أزرها في حياتي قط، ولكني أحببت أن أقول كلمة الحق، فليحتملها مني الناقمون منكم على حلب والناقدون: اسمحوا لي أن أقول لكم إنكم مخطئون يا أيها الغيورون على الثورة، وإنكم لا تخدمون ثورتكم بهذا السلوك بل تخدمون عدوَّكم من حيث لا تشعرون.

 

هذه ثورة أمة، ثورة شعب كامل رفض الاستبداد والاستعباد، فلا ينبغي للثورة أن توزع الناس على قوائم المدن والمناطق والطوائف والأعراق، بل فقط على أساس مواقفهم من الثورة والنظام. عندئذ سنقول إن فلاناً من الناس ثائر حر شريف اصطفّ مع ثورة الأحرار الكرام، وإن فلاناً مجرم عبد ذليل اصطفّ مع نظام الخيانة والإجرام، أي أننا سنصدر الحكم على فلان وعلى فلان، أما أبو فلان وأم فلان وزوجه وبنوه وعائلته وعشيرته فلا شأن لنا بهم، وإنما يدخل الواحد منهم إلى إحدى القائمتين: الشرف أو العار، بعمله وبما تكسب يداه.

 

نحن نعلم -مثلاً- أن كثيراً من مجرمي النظام وعملائه من حوران، لكنهم لن يضروا أهل حوران الكرام الأشراف ولن يُلحقوا العار لا بالعائلات التي ينتسبون إليها ولا بالمدن التي وُلدوا فيها وخرجوا منها، إنما عارهم على أنفسهم، أما حوران فسوف تبقى جوهرةَ الثورة ودُرّتها، وسيبقى عامّة أهلها في صدر صفحات الشرف والكرامة في سجل الثورة السورية العظيمة.

 

الأمر نفسه ينطبق على كل مدينة وقرية وناحية في سوريا، فإنها لا تخلو أمة من الأمم ولا جماعة من الجماعات من المجرمين والانتهازيين والسّفَلَة وضعاف النفوس، وبعد انتصار الثورة (القريب بإذن الله) سيكون الحساب للأشخاص لا للعشائر ولا للطوائف ولا للمدن والمناطق؛ هذه قاعدة من أهم قواعد الدين والأخلاق: "لا تَزِر وازرة وِزْرَ أخرى"، و"كل نفس بما كسبت رهينة". أما النظام المجرم الذي يحكم سوريا فله قاعدة أخرى، فإذا أجرم -بميزانه الظالم- رجلٌ من عائلة فالعائلة كلها تصبح عرضة للرهن والملاحقة، وإذا أساءت -برأيه الأعوج- جماعةٌ من مدينة فالمدينة كلها تستحق العقاب! حَذارِ أن نكون مثله! ونحن نصبح مثله حينما نعمّم الحكم ونأخذ بجريرة المجرم (أو عصابة المجرمين) المدينةَ من المدن أو الطائفةَ من الطوائف أو العشيرةَ من العشائر.

 

لذلك قلنا من قبل ولن نزال نقول: معركتنا هي معركة مع مجرمي النظام ومع عبيد النظام من أي فئة أو طائفة أو منطقة كانوا، ولن نسمح لأحد أن يجرّنا إلى استعداء الأبرياء والشرفاء من أي فريق. والآن: هل يمكن أن يظن عاقل أن حلب بطولها وعرضها ليس فيها آلاف -على الأقل- من الشرفاء الأحرار الذين اختاروا لأنفسهم طريق الثورة وركبوا مركبها؟ الجواب: لا يمكن تصوّر أمر كهذا. ألا تخرج في حلب أصلاً مظاهرات؟ بلى، بل إنها تزداد اتساعاً وعنفواناً أسبوعاً بعد أسبوع. حسناً، عندما يهجو أحدكم أهلَ حلب جملة واحدة، ألا يهجو معهم أولئك الأحرار الثائرين؟

 

نحن نعلم أن في حلب كثيرين ممن رضوا بالسكوت ولاءً للنظام، أو خوفاً من شرّه، أو تغليباً للمصلحة، أو لغير ذلك من الأسباب، المهم أنهم كثيرون. ونعلم أن في حلب جيشاً من عبيد النظام من عصابات بعض العشائر والعائلات الذين باعوا للنظام أرواحهم وضمائرهم وانقلبوا على بنيهم وأهليهم، وهؤلاء أيضاً كثيرون. وسط هؤلاء وأولئك قامت ثُلّة من الأبطال الشجعان تهتف أن لا للسكوت ولا للظلم ولا للاستعباد والاستبداد، ونزلت إلى الميدان تحارب على الجبهتين: النظام المجرم بشبّيحته وأجهزته الأمنية القمعية، وجمهور الساكتين المستسلمين من أهل المدينة. أولئك خياركم يا ثوار سوريا، ليس لأنكم أقل منهم وطنية، بل كلكم في الوطنية والشهامة والرجولة سواء، ولكن لأنهم يَلقَون من العنت ما لا يكاد يلقاه ثوار سوريا كافة.

 

في حمص وحماة يواجه المتظاهرون النار والأمن، ولكنهم يلتقون عشرةَ آلاف متظاهر مع بضع مئات من عناصر الأمن. حتى درعا التي تظاهر أهلها كلهم تقريباً في أيام الاستقلال الأولى (هكذا أسمّي الشهر الذي سبق اجتياح درعا بالجيش والدبابات) درعا احتلتها كتائب الاحتلال الأسدية التي وصل عدد عناصرها إلى عدة آلاف... أي بمعدل عنصر أمن لكل عشرين من السكان أو عشرة في أعلى التقديرات. بالمقابل أنظرُ إلى مظاهرات حلب في سيف الدولة وصلاح الدين والصاخور والشعار وغيرها من المناطق فأجد أن المئة من المتظاهرين والمئتين يواجههم ألفٌ من الأمن والشبيحة المسلحين بما هو أسوأ من المسدسات والرشاشات: العِصِيّ الحديدية والكهربائية والسلاح الأبيض... وما أهونَ الموتَ برصاصة في الجبين أو العنق مقارَنةً بالموت ضرباً بالعصي والهراوات وتشريطاً بالسكاكين والشفرات!

 

إنهم قلّة يخرجون إلى المظاهرات في عين الخطر، وسط بحر من الجبناء المتخاذلين والأعداء المستأسدين، فلا تَزيدوا همهم وتنثروا على جراحهم الملح بكلمات حِداد شِداد يا عباد الله. لا تخوِّنوا مدينة بجريرة بعض أهلها، ولا يكُنْ بعضُكم عوناً للنظام الظالم على بعض، بل ليضع الصادقون المخلصون أيديهم في أيدي إخوانهم في حلب وفي غير حلب، حتى نعبر معاً الطريق الصعب إلى الحرية بأقل الخسائر بإذن الله.

 

أما أنتم -يا ثوار حلب الأبطال- فأدعو الله أن يثبّتكم في وجه عدوكم وأن يثيبكم على صبركم ويعقبكم نصراً مؤزراً، ولا أملك مع الدعاء إلا الرأي، فإن كان يفيدكم فها هو بين أيديكم في المقالة الآتية.

==========================

الرباعية تتعثر

عادل عبد الرحمن

a.a.alrhman@gmail.com

عقدت اللجنة الرباعية الدولية اول امس إجتماعا مطولا بحضور وزيرة الخارجية الاميركية، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، ووزير خارجية روسيا لافروف، والامين العام للامم المتحدة، بالا ضافة الى ممثل الرباعية في المنطقة طوني بلير، ولكنها فشلت في إصدار بيان سياسي يعكس توجهاتها لحل الاستعصاء الاسرائيلي، المعطل لعملية السلام.

 ويبدو جليا للمراقب، ان الولايات المتحدة، المحتكر لعملية السلام، هي السبب وراء هذا التعطيل، والذي عكستة وزيرة الخارجيثة كلينتون في تصريحها الصحفي في اعقاب الاجتماع، حين طالبت القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية لطاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. واضافت سيدة الديبلوماسية الاميركية الاولى، على الطرفين ان يستفيدا من النموذج السوداني، الذي انبثق عنه ولادة دولة جنوب السودان (التي تعتبر يوما اسودا في تاريخ السودان والامة العربية). ونسيت السيدة كلينتون، ان المشكلة ليست في العودة للمفاوضات، ولكن المفاوضات بحاجة الى رؤية واضحة ومحددة وملزمة للطرفين. وايضا بحاجة الى آليات وميكانزمات، لتتمكن عربتها من التقدم الحقيقي نحو خيار حل الدولتين للشعبين. فهي بحاجة الى إلزام دولة إسرائيل الطرف المحتل منذ اربعة واربعين عاما للاراضي الفلسطينية، إعلان الاستعداد للانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967، وان تعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وتلغي قرار الضم، الذي اتخذته بشأن المدينة. وعليها قبول عودة اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194 لديارهم واراضيهم المحتلة في العام 1948. عندئذ لن تكون هناك مشكلة بالعودة للمفاوضات لاسيما وان الطرف الفلسطيني ملتزم باستحقاقات عملية السلام. ولم تتخلف عن تأدية إلتزاماتها السياسية او غير السياسية.

وربط وزيرة خارجية اميركا بين ما جرى في السودان والصراع العربي - الاسرائيلي، وتحديدا على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، إنما هو ربط خاطىء. ولا يتوافق مع الواقع، لان السودان ليست إسرائيل. وفلسطين ليست جنوب السودان. كما ان الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي فرضت مجموعة من العقوبات على السودان، كما إتخذت محكمة الجنايات الدولية قرارا بملاحقة الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وبالتالي إذا ارادت اسرائيل عمل مقاربة بين المسألتين، عليها إتخاذ سلسلة من العقوبات ضد دولة الابرتهايد العنصرية الاسرائيلية، ودعوة محكمة الجنايات الدولية ملاحقة نتنياهو وباراك وليبرمان ويشاي ويعلون وغيرهم من جنرالات الحرب الاسرائيليين، الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني، حينئذ يمكن للقيادة الاسرائيلية ان تأتي صاغرة لطاولة المفاوضات دون تبجح او غطرسة وعنصرية. ويمكن بلوغ السلام وخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 في اسرع وقت ممكن، وقبل الوصول الى ايلول / سبتمبر القادم.

لكن الادارة الاميركية لا تريد ان تعمل وفق مسؤلياتها الدولية، لان غير قادرة على لعب دور الراعي الاساسي لعملية السلام، كونها مقيدة اليدين بتحالفها الاستراتيجي مع دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية. فضلا عن ان صناعة القرار الاميركي تخضع مطلق إدارة لاعتبارات تخرج عن حدود السقف المسموح لها.

مع ذلك يأمل المرء، ان يتوصل اقطاب الرباعية الدولية خلال الساعات الباقية لانبلاج فجر اليوم للتوافق على إصدار بيان سياسي يستجيب لمصالح الشعبين وفق مرجعيات التسوية السياسية وقرارات الشرعية الدولية، ووفق ما تضمنته خطابا الرئيس اوباما، الخطاب الذي القاه في 19 مايو / ايار الماضي، الذي حدد فيه حدود الرابع من حزيران اساس لحدود الدولتين، وما جاء في خطابه في الرباع من حزيران 2009 في القاهره، الذي دعا فيه صراحة دولة اسرائيل لوقف البناء الكلي والتام في المستوطنات الاستعمارية المقامة على الاراضي المحتلة عام 67. لتتمكن الرباعية من تحمل مسؤلياتها تجاه مصالحها ومصالح شعوب المنطقة. وهذا لا يمكن ان يتم ، إذا ما استمرت الولايات المتحدة تلعب دور المحتكر لرعاية عملية السلام، الامر الذي يفرض على الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي ان يرتقيا الى دور الشريك الكامل في رعاية عملية السلام. دون بلوغ هذا المستوى من الشراكة يصعب على المراقب التنبؤ بالكيفية التي سيكون عليها بيانها السياسي، لكن التقدير، ان يكون بيانا هابطا ولا يتناسب مع مسؤليات الراباعية . والساعات القليلة التي تفصلنا عن البيان (هذا إذا سمحت اميركا بإصداره) ستظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود فيه، ومدى تمكن الاتحادين الاوروبي والروسي من الارتقاء لمكانة الشريك الند للولايات المتحدة.

==========================

الخطر في الفكر الصهيوني بدون تجميل

بقلم / عائد الطيب

( إسرائيل لن تستجيب لأي مبادرة تتضمن عبارة حدود 1967 م ) , جملة حاسمة وباترة عنجهية جاءت على لسان ما يسمى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو , هذه الجملة تحمل في ثناياها الكثير والكثير من ملامح وطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني , جملة تؤكد على عبثية المفاوضات وعدم جدوى المبادرات بكافة أنواعها وتوجهاتها ومسمياتها , هذه الجملة ليست غريبة ولا مستهجنة عن الفكر الصهيوني الذي يعتبر أن العالم كله يجب تسخيره لتحقيق أهداف الفكرة الصهيونية نظريا وتطبيقيا , الفكر الصهيوني – إذا ذكر – كان مرادفا للعنصرية والجرائم الوحشية وقتل النساء والأطفال بدماء باردة و سرقة الأرض واستلاب هويتها وحتى التاريخ لم يسلم من محاولات التدليس والتزوير والتزييف المحمومة والمتواصلة .

 

الفكر الصهيوني يعتمد في إحدى أهم أدواته على خلق الأمر الواقع وفرض الرؤية – إن جاز التعبير – بكل الوسائل المتاحة , والمؤكد هنا أنه لا أهمية بمكان لإنسانية هذه الوسائل أو طهرها , المهم هو الهدف الذي يجب تحقيقه والوصول إليه حتى لو كان الثمن اشتعال الكون بأكمله لا يهم , الهدف الصهيوني لزام على كل العالم تقديسه وبذل الغالي والرخيص لعدم عرقلته ولو قيد أنملة أو تأخيره ولو للحظات و إلا فالتهم جاهزة والقانون الدولي تعاد صياغته ليتوافق مع الفكر الصهيوني بأحقيته في ارتكاب كل الموبقات والجرائم بلا رادع ولا مجرد تلويح بعقاب أو حتى همسة عتاب .

 

نتنياهو يرفض كل أشكال الحلول التفاوضية ويأبى مجرد الاعتراف أن هناك حقوق لأصحاب الأرض الشرعيين , نتنياهو يدرك تماما أنه مهما قال أو فعل فلن يجد من يوجه إليه أي نقد طالما أن العالم تحكمه القوة الواحدة اقتصاديا وعسكريا و سياسيا و حتى ثقافيا , هذه القوة المتمثلة في أمريكا والتي كشفت عن وجهها السافر بالشراكة و الرعاية الكاملة والمتكاملة والفاضحة مع الكيان الصهيوني , أمريكا أصبحت مصدر التهديد الأول على القضية الفلسطينية خاصة وعلى العالم عامة , فتمارس كافة أنواع الإرهاب وتنتهك حرمات الدول وتقتل وتغتال وتدعم رأس الإرهاب الكيان الصهيوني , أمريكا تجير كل إمكانياتها ونفوذها في العالم لحصار بقعة جغرافيا صغيرة جدا ( قطاع غزة ) وتهدد بمنع فتات عن شعب تمارس ضده أبشع الجرائم الإنسانية والتي تأنف حيوانات الغاب عن ارتكابها في حال توجهه إلى الأمم المتحدة لاستجداء اعتراف دولي بكيان فلسطيني محاصر مفكك الأجزاء غير قادر على حماية نفسه في خطوة هزيلة لا تمثل شيئا أمام الصلف والغرور الصهيوني والجبروت الأمريكي .

 

عودة للفكر الصهيوني ويحضرني صورة كاريكاتورية بمشهد لعربي يمتطي حمارا فيأتي صهيوني ليطلب منه دعني أركب معك حمارك وبعد سير وجيز يقول الصهيوني لقد تعب حمارنا وبعد سير وجيز سير يقول الصهيوني لقد تعب حماري فانزل عنه أيها العربي, صورة تؤكد على مدى خبث وحقارة هذه الفكر العنصري وكلما طال الوقت فإن الصهاينة لن يكتفوا بما بين أيديهم بل بالعكس سيطلبون المزيد والمزيد حتى ورقة التوت , الفكر الصهيوني لمواجهته يجب العودة لفكر ونهج أكثر صلابة وقوة , فكر لو تمسكنا به فلن ينال منا أي عدو ولا فكر ولا ضغوط ولا تهديدات ولا قتل ولا أي شئ , فكر نسود به يكون قادر على الابتكار ووضع البدائل القادرة على الخروج من النفق المظلم الذي اخترناه طوعا بابتعادنا عن فكرنا ونهجنا الإسلامي الأصيل ,

 

إن الأسباب التي دعت نتنياهو للقول أن سيرفض أي مبادرة تحتوي على كلمة حدود 1967م كثيرة ومتنوعة والحديث عنها يطول ولكن سنحاول اختصارها في عدة نقاط :-

- غياب رؤية عربية- إسلامية لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني , والمتابع يلاحظ تباين المواقف بين الدول العربية والإسلامية في طبيعة العلاقة مع الكيان الصهيوني فهناك من ينادي بالتطبيع وهناك من يرفض المقاومة وهناك ينادي بالمفاوضات والرهان على أمريكا والمحصلة النهائية وهن وغياب واضح عن ساحة التأثير وفرض الأهداف

- غياب رؤية فلسطينية موحدة وغياب برنامج فلسطيني يكون أساسه الوحدة على أساس نهج المقاومة كخيار وحيد لتحديد طبيعة العلاقة مع الكيان الصهيوني

- الفشل في القفز عن حالة الانقسام على أرض الواقع فلا زالت الخلافات تراوح مكانها بين الفرقاء حول اختيار رئيس وزراء للحكومة الفلسطينية العتيدة مما أعطى الانطباع بعدم جدية النوايا للقفز عن هذه الحالة والتفرغ التام والأمين للمعركة المصيرية و الأهم مع العدو الصهيوني .

- ثقة الكيان الصهيوني في حالة الشلل الاختياري و العجز الطوعي التي تلف العالم العربي مما يسهل الأمور ويمنحه المناخ لتطوير أطماعه وتحقيق أهدافه

- الدعم الأمريكي الداعر والفاضح للكيان الصهيوني والتلويح بالعقوبة والموت لكل من يجرأ على مجرد قول ولو كلمة عتاب حنونة في حق الصهاينة

 

إن الخطر يتعاظم ويشتد فبالأمس أرض فلسطين التاريخية التي اغتصبت في العام 1948م و اليوم أرض 1967م , الكيان الصهيوني يهدف لإنهاء قضية الأرض والاستيلاء على كامل التراب الفلسطيني , ليستكمل بعد ذلك خطوة أخرى برفض عودة اللاجئين وتفريغ الأرض الفلسطينية من كامل سكانها الأصليين في خطوة تسير مع شطب الهوية الإسلامية عن فلسطين بتهويد المقدسات وحتى أسماء الشوارع و البلدات وتسطير تاريخ صهيوني كاذب ليتوافق مع فكرة يهودية الدولة لتستكمل النظرية الصهيونية حلقاتها وتتحقق كامل أهدافها لتنطلق من فلسطين لتصبح من النيل إلى الفرات كما حلم حكماء بني صهيوني .

 إن تصريح نتنياهو القادم سيكون ( نرفض أي وجود فلسطيني على أي شبر من النهر إلى البحر ) طالما بقى الحال كما هو وظلت حالة الغيبوبة تلفنا و لم نعد إلى وعينا و لم نستحضر ذاكرتنا التي سادت العالم , لزاما علينا أن نعي أن الصراع مع الصهيوني هو صراع وجود , إن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع عقائدي ولا داعي لأي مسميات أخرى لتجميل طبيعة الصراع , فصراعنا مع العدو الصهيوني يعني وجودنا لا وجودهم , صراعنا يعني أن هناك وعدا ربانيا لابد له من التحقق .

==========================

رائد صلاح وأسطول الحرية والمتضامنون الأجانب

بقلم ثامر سباعنة

تعلمنا من الدنيا أن نجتهد في صنع الحياة ، وأن نحرص على الإنسان والمجتمع ، وقرأنا في القانون الدولي عن مفاهيم تتعلق بحقوق الإنسان ، وبالشرعية الدولية ، ولكننا وللأسف الشديد اكتشفنا زيف هذه المفاهيم ووهم المناداة بها ، خاصة عندما يتعلق ذلك بشعب فلسطين الأسير تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستين عاماً ، فالآلة الصهيونية تقتل الطفل والشيخ ، وتعدم النساء والأشجار والبيوت ، وتدمر المستشفيات والجامعات ومحطات الكهرباء ، تحاصر شعباً أعزل وتستخدم كل أنواع السلاح – حتى المحرم دولياً – من أجل أن تقتل أكبر عدد من أبناء فلسطين ، الدبابات الإسرائيلية تدوس كل مفاهيم وعناوين السلام وحقوق الإنسان ، أكثر من مئة قرار وقانون دولي وضع بخصوص فلسطين وقضيتها لكن للأسف لم يطبق أي جزء من هذه القوانين .

الأمم المتحدة وجدت لتضبط التعامل بين الدول ولتوقف الحروب وتمنع العدوان ، لكن أصبح القرار فيها هو لمن يملك القوة والسيطرة حتى وإن ظلم واعتدى ، أصبحت مجرد مشرع للظلم والعدوان ، وراعياً لدول القوة ومساعداً لها وحامياً مخلصاً .

من حق القوي المعتدي أن يمتلك كل أنواع القوة والسلاح سواء الذري أو الكيميائي أو النووي ولكن يُمنَع لغيره أن يمتلك أياً منها ، أسرى الحرب والمعتقلين لهم حقوق خطها المجتمع الدولي وتعهّد بالحفاظ عليها ، لكن كل تلك العهود والمواثيق والقوانين توقفت أمام بوابة معقل غوانتانامو ومنعت من الدخول لتطبق على معتقليه لأن المعتقل لأم القانون والقوة أمريكا .

صور الظلم تتكرر في المشهد الفلسطيني خاصة خلال الأيام الأخيرة ، فخلال الأسبوعين الأخيرين برزت عدة مواقف لا تشير إلا لظلم واضح ، فالشيخ رائد صلاح شيخ الأقصى وحبيبه يعتقل في بريطانيا ويصدر قرار بترحيله عنها .. لماذا؟؟ ما الذي اقترفه الشيخ ليلاحق ويطرد؟؟ ما الجريمة التي اقترفها الشيخ صلاح ليكون ممن يمنع دخولهم لبريطانيا!!! كيف تستقبل بريطانيا مجرمي الحرب الصهاينة والذين قتلوا النساء والأطفال بفلسطين ولبنان ويمنع الشيخ صلاح من التواجد ببريطانيا !!!

لم يكتمل مشهد الظلم هنا بل استمر المشهد ليصل إلى أسطول الحرية 2 والذي لوحق من قبل الأجهزة الأمنية باليونان لتوقف رحلته بعد أن قام العملاء الصهاينة بإعطاب سفينتين من الأسطول في موانئ اليونان .. لماذا يُمنع الأسطول من الإبحار!! ما الذي يحمله الأسطول غير الدواء واللباس والألعاب والطعام لأطفال غزة!! كيف تعتدى إسرائيل على السفن وتعطبها دون أي ملاحقة قانونية !!!

 

ويستمر المشهد ظلماً بملاحقة دولة الاحتلال للمتضامنين الأجانب الذين قرروا القدوم لفلسطين للتضامن مع شعبها وللتظاهر على ظلم الاحتلال وبطشه ، لكن قام الاحتلال بتوزيع قوائم بأسماء هؤلاء المتضامنين على المطارات الأوروبية ليتم منعهم من السفر بل واعتقال من وصل منهم إلى فلسطين ... بأي قانون دولي وإنساني يحق لكيان الاحتلال أن يفعل هذا !! بأي نظام يُمنع المواطن من السفر والتنقل من مكان إلى آخر لإظهار تعاطفه وتضامنه مع المقهورين في العالم!!!! أي شريعة ونظام وقانون يحياه العالم هذه الأيام !!!!!

أي حقوق للإنسان باتت موجودة في ظل كيان الاحتلال الصهيوني !!! أين هي سيادة الدول وكرامتها وهي تطبق سياسة الاحتلال الصهيوني ومنهجه على أرضها وعلى أفراد شعبها !!!

لكن قول الله وقوله الحق الذي لا تشكيك بحكمه : {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف وقال سبحانه: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال ، وفي سورة يونس قال تعالى : {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} ، {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الإسراء.

 فالحق قادم منتصر وإن طغت أمم الفساد ومحاور الشر ، الحق هو الحق وسيملك القوة التي تصنع النصر والتمكين بإذن الله .

==========================

الثورات العربية .. وإشكالية المواقف النخبوية

د. عيدة المطلق قناة

eidehqanah@yahoo.com

الأوضاع العربية تكاد تكون متشابهة .. فجل العرب يعانون من بطالة قياسية ، ومن فقر يزداد اتساعاً وعمقاً .. وتآكل للطبقة الوسطى، وتدهور للقدرة الشرائية .. واقتصادات ينخرها الفساد وتثقلها المديونيات العالية ..وجلهم يعانون من أنظمة استبدادية بوليسية .. لا تحترم الإرادة الشعبية ولا تؤمن بتداول السلطة .. وجل العرب يعانون من عدم استقرار تشريعي ..ومن تغييب لدولة القانون والمؤسسات .. فالانتخابات مزورة والدساتير عرضة للتلاعب والتغيير وفق المصالح والأهواء !!

 

لقد سامت الأنظمة شعوب أمتنا سوء العذاب ؛ حتى باتت تمتلك خبرات تراكمية في القمع المنهجي المتكامل الذي ربما يبدأ بالغاز المسيل للدموع .. ليتحول وبسرعة قياسية إلى الرصاص الحي وإلى أشكال غير مسبوقة من العنف الدموي قتلاً وذبحاً وتنكيلا حتى الموت وتشويهاً للأجساد وصولاً إلى الرقص والعربدة فوقها .. إذ لا مانع لدى هذه الأنظمة - في سبيل حماية "الثورة - من حملات تطهيرية استئصالية متلاحقة .. تشيب الولدان أمام النزر القليل الذي رشح من حيثياتها .. حتى لو اقتضى الأمر تدمير المدن واستباحة حتى مساجدها وكنائسها ومواقعها الأثرية .. فمن لا يقف مع الثورة هو بالضرورة في صفوف أعدائها.. !!

 

لقد حولت هذه الأنظمة جيوشنا الوطنية إلى قوات احتلال تغزو وتجتاج المدن وتنكل بمواطنيها .. وتبدل أمنهم خوفاً .. واستقرارهم تشرداً ولجوءا .. وبيوتهم الآمنة المستقرة إلى مخيمات تعصف بها الرياح .. جيوش جعلت خيارات الشعوب محددة بين مقابر جماعية .. ومخيمات النزوح في الجبال والصحاري .. !!

 

فلا غرابة والحال هذه– بعد أن وصل الاستبداد مداه - أن ترتفع حرارة الشارع العربي حتى درجة الغليان .. ولا غرابة أن تخرج الملايين للمطالبة بإسقاط أنظمتها .. ولا غرابة من ارتفاع وتيرة وكثافة الزخم الاحتجاجي وانتشاره واتساع نطاقه يوماً بعد يوم .. !!

 

ولكن هذه الأنظمة بعد أن تجرف الجثث والدماء شرعيتها.. تحاول بكل ما بوسعها من أدوات وأوهام القوة .. بأن تتجمل وترمم صورتها بالدعوة لحوارات وهمية .. إذ تحدد السلطة شروط هذه الحوارات وجداول أعمالها ووثائقها وشخوصها والناطقين باسمها وأدواتها الإعلامية.. فهي تدعو للحوار في نفس الوقت الذي تتواصل فيه عملياتها القمعية وتقوم أجهزتها الأمنية والعسكرية بغزو المدن وحصارها ..وتنفيذ حملات مكثفة من الاعتقال والقنص والقتل والتنكيل!!

 

ولا ندري كيف يستوي الحوار مع أنظمة تقتل وتغتصب وتنكل بالجثث ؟؟ وكيف يمكن للشارع أن يثق بمخرجات هكذا "حوار" يدار تحت أسنة الحراب وجنازير الدبابات وعربدة الشبيحة والبلطجية...؟؟

 

أمام هذه المشهد الحافل بالتناقضات..بات من الطبيعي أن تفقد أدوات السلطة القمعية فعاليتها وأن تفشل في إعادة عقارب الزمن إلى الوراء وإعادة المارد إلى قمقمه ثانية .. فالأنظمة لم تعد قادرة على السيطرة وضبط إيقاع الشارع!!

 

ورغم كل مافي هذا المشهد من إشكاليات وحيثيات قاسية .. إلا أن الإشكالية - التي تبدو عصية على الفهم - تكمن في ردود الأفعال والمواقف المتضاربة التي تصدر عن بعض النخب..!!

 

بعض هذه النخب أخذت تدافع عن الأنظمة وتشرعن ممارساتها وتروج لمزاعمها وترهاتها .. وتتبنى روايتها خاصة في اتهام الإعلام والفضائيات بأنها "تأتينا بأنصاف الحقائق" وتفبرك الروايات لان هدفها إسقاط " الأنظمة الثورية الممانعة" تلبية للرغبة الأمريكية.!!

 

 وبعضها أخذ يتهم الثورات العربية – وخاصة الثورة السورية – بأنها مفتعلة، يقودها "الزعران والحشاشون " .. !!

 

 وبعضها تكرم بالاعتراف بجزء من الحقيقة – بأن هناك متظاهرين "سوريين" خرجوا مطالبين ب"حقوق مشروعة ومحقة ".. ولكن هذه النخب تجزم بأن "أياد خفية" تسللت بينهم .. لإثارة الفوضى وإسقاط الدور القومي ل"سوريا" ..

 

في حين بلغت جرأة بعض النخب حد اعتبار ثورات عربية بعينها بأنها "صناعة امبريالية" .. تهدف إلى إجهاض أنظمة الممانعة والمقاومة والصمود .. وكأن التغيير في هذه الأنظمة إن حصل فسوف يؤدي إلى تصفية المقاومة !!.. علماً بأن - هذه النخب على تعددها – لم تقدم لنا تفسيراً لتصريحات أحد بعض رموز النظامين الليبي والسوري للصحف الأمريكية والبريطانية ومفادها أن "استقرار إسرائيل هو في استقرار هذه الأنظمة " !!

 

ونتساءل : هل بلغ الاستزلام إلى درجة أن تقوم هذه النخب بتجنيد نفسها للعبث بالذاكرة العامة والتشويش على مسار الوعي الشعبي وشن حرب نفسية ضد ثوار هذه الأمة لإجهاض الثورة والقطع بين الثوار والشارع عبر إطلاق موجات متواصلة من حملات التشكيك والتخوين ؟؟

 

 

فحين تتم إحاطة كل فعل ثوري بشبهات الخيانة والعمالة .. وحين يتم الترويج لهذه الشبهات بالتخويف من أخطار تختبئ في عباءة هذه الثورات وأقلها الفوضى والحرب الأهلية أو التقسيم والتفكيك .. وحين تختلط المفاهيم .. وتتحول الثورة لتصبح تمرّداً، والحرية فوضى، والوحدة طائفية أو عرقية أو جهوية .. عندها تبدأ منابع الثورة الشعبية بالانحسار .. فتضعف الثورة وتعود الشعوب إلى حالة السبات القهري مرة أخرى !!

 

  فأي منطق هذا الذي تروج له هذه النخب ؟؟

  وهل المقاومة والصمود والممانعة صناعة الأنظمة؟؟

  أو ليست المقاومة صناعة الشعوب الحرة الكريمة التي تمتلك أقدراها وخياراتها ؟؟ أو ليست الشعوب هي سدى المقاومة ولحمتها وخزانها البشري والمادي والاستراتيجي؟؟..

  أم أن إيصال الثورات العربية إلى حالة العقم هو هدف بحد ذاته تعمل عليه بعض هذه النخب – هداها الله - ؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ