ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الثورات
بين الشباب والعلماء
والمعارضين .. ثورة شعب سورية
نموذجا نبيل
شبيب عذرا
للقارئ.. فلا بد من كلمات من قبيل
التوطئة قبل الدخول في صلب ما
يقول به نص العنوان، فليس في
الفقرات التالية تحليل إعلامي
دقيق، ولا رأي من قبيل التعليق
على حدث بعينه، إنّما هي خواطر
من قبيل تداعيات الأفكار، ولئن
دارت حول سورية وثورة شعبها،
فهي تنطلق من أن شعب سورية جزء
من الأمة لا ينفصل عنها، وأن
ثورته كثورات الشعوب الأخرى،
منطلقاتها واحدة، وضروراتها
مشتركة، وغاياتها متماثلة،
وانتصارها -جميعا- محتّم بإذن
الله، وإن تعدّدت المسارات
وتباينت التفاصيل.. بسبب
المعطيات الواقعية، أي
المنبثقة عن واقع التجزئة عبر
عشرات السنين الماضيات، وهي
تجزئة تعكس تشبّث الأنظمة
الناشئة على أرض الأوطان بما
خلّفه تنفيذ مخططات المستعمر،
عدوّ الشعوب والأوطان. ويأتي
الاعتذار مسبقا فينسكب مع هذه
الخواطر والأفكار عبر القلم، إذ
تأتي دون ضبط منهجي، فهي لا تشمل
جميع ما ينبغي أن يقال، ولا تخلو
من ذكر جوانب قد يوجد أهمّ منها
ولا يُذكر، كما أنّها لا تخلو من
بعض الرؤى والمشاعر الشخصية
البحتة. -1- إنّما
دفع إلى تسجيل هذه الخواطر
والأفكار بعض الأمور الجوهرية
للغاية التي انطوت عليها أجواء
من عالم الواقع ومجرى الأحداث،
ممّا يعايشه ويواكبه كاتب هذه
السطور، باعتباره فردا من
الأفراد، يمتد بصره مع خفقات
قلبه ليعانق الشباب من أهله في
أرض الوطن الذي حُرم منه هو
وكثير من أمثاله لزمن طويل، فلا
يملك عبرات عينيه إزاء القامات
العملاقة لشباب الثورة وهم
يقدّمون ما يرتفع بهم إلى أسمى
مقام في هذه الثورة الأبية في
سورية الأبية، وهي منتصرة بإذن
الله، آجلا لا عاجلا.. كما
أنّه لا يملك إلا أن يُخفض بصره
إجلالا واحتراما للمخلصين من
كبار علماء هذا الشعب وهذه
الأمة، وهذا بعض ما يعرفه من قبل
عنهم، وما رأى بعض تجلياته رأي
العين أثناء مشاركته في مؤتمر
العلماء المسلمين لنصرة الشعب
السوري في اسطنبول (13 و14/7/2011م).. كما
يلوح بريق من الأمل في بصره إزاء
كلّ من يتحرّك -رغم ثقل إرث
الحقبة الماضية بمختلف
المعايير ولمختلف الأسباب- كي
يرتفع بنفسه إلى مستوى تلبية
احتياجات الشعب وثورته،
والمقصود ما بات يوصف بالمعارضة
التقليدية تارة، والناشطين
السياسيين أو الحقوقيين أو
المعارضين تارة أخرى، ومن هؤلاء
ما تابعه كاتب هذه السطور
مباشرة من جهود كوكبة من
المخلصين في فترة الإعداد
لمؤتمر الإنقاذ الوطني في
اسطنبول، الذي يشارك فيه (16/7/2011م)،
ويُرجى أن ينجم عنه ما يؤمل منه
بقدر ما يحمل من المسؤولية
الجسيمة والأمانة الثقيلة
لأدائه. -2- قبل
سرد الخاطرة الأولى حول كلمات
صدرت عن أستاذي الجليل عصام
العطار.. أقف هنيهة عند سؤال
طرحه عليّ أحد الأحبة مرة: علام
أقول أستاذي الجليل أحيانا،
بينما لا أضيف إلى اسمه لقبا من
الألقاب، كالداعية الكبير،
والشيخ الجليل، والعالم
الأديب، أو سوى ذلك مما يعبّر عن
بعض جوانب شخصيته وحياته
وعطاءاته، بل أذكر اسمه عصام
العطار، هكذا مجرّدا في غالب
الأحيان، كلّما تطلب الحديث في
أحد المواضيع ذكره!.. وقد
أجبتفي حينه: أقول ببساطة
أستاذي الجليل عند ذكر أمرٍ يمس
جانبا شخصيا، فهذا ما يصف
العلاقة الشخصية لي به، مع
إدراك أن نسبة الاستفادة من مثل
هذه العلاقة مرتبطة بجهد
التلميذ وليس عطاء الأستاذ فقط. أما
فيما عدا ذلك فأعتقد أن الاسم
يكفي، إذ أصبح هو العنوان
والمضمون لِجميع ما يراد قوله
عبر الألقاب، دون أن يكون
تعدادها كافيا ووافيا للتعبير
عما يراد قوله فعلا!. ذاك
بعض ما كان يجول في نفسي وأحيانا
في بعض ما يترقرق في عينيّ، وأنا
أرى أستاذي الجليل يقف بصعوبة
بالغة وقد ناء بظهره ثقل 85 عاما
ونيف، وما ناء بهامته ثقل جميع
ما لاقاه في حياته منذ تحرّكه في
درب الدعوة وهو دون السادسة
عشرة، إلى أن أصبح يخطب فينصت
إليه كبار العلماء الأجلاّء في
سورية مع جماهير شعبها الأبيّ،
ثم من بعدُ على امتداد حياته
الحافلة بمواصلة العطاء
والجهاد منذ بداية حياة الترحال
في غربته القسرية، منذ عام 1964م..
أي منذ 47 سنة!.. إن
مكانة العلماء وتأثيرهم والثقة
بهم والأخذ بما يقولون، جميع
ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بثبات
العلماء.. وهذا بالذات ما كنت
أراه على ذلك المنبر في اسطنبول
يوم 13/7/2011م، فلم أكن أسمع كلمات
عصام العطار في تلك اللحظة، بل
أسمع موقفا قويا راسخا كالجبال،
على لسان ابن الخامسة
والثمانين، يعبر عشرات السنين
الماضيات فيتصل اتصالا مباشرا
بذلك الموقف القوي الراسخ
كالجبال، على لسان ابن الخامسة
والثلاثين، في يوم جمعة، في
جامعة دمشق، كان أوّل يوم أسمع
فيه خطبة يلقيها أستاذي الجليل،
قبل 49 سنة، بعد انقلاب عبد
الكريم النحلاوي (28/3/1962م)
واستلام بشير العظمة لرئاسة
الحكومة (16/4/1962م)، وقد أنذر
الخطيب الذي رضيت بمواقفه
جماهير شعب سورية وقياداتها
وعلماؤها.. أنذر بإسقاط
الحكومة، واستقالت الحكومة قبل
حلول موعد خطبة الجمعة التالية. -3- في
ختام كلمته الأولى في مؤتمر
العلماء المسلمين لنصرة الشعب
السوري، وجّه عصام العطار تحيّة
إجلال وتقدير إلى شباب سورية
الذين يصنعون "ثورتنا"
وتحيّة إجلال وتقدير إلى شيوخ
سورية منوّها بهيثم المالح "الجالس
بيننا". ورأيت
-كما لم أرَ من قبل- ما تعنيه
أضلاع ذلك المثلث في "نسيج
شعب سورية" ومن خلال ذلك في
واقع ثورة شعب سورية، ومسار
الثورة على أرض سورية، ومستقبل
سورية من خلال انتصار هذه
الثورة، ولقد جسّد أضلاعَه
الثلاثة، على أرضية الثورة: (1)
موقف للعلماء يعقد عرى رابطة
سورية ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. (2)
بطولات شعب ثائر مع قياداته
الشبابية في الميدان.. (3)
جهود متواصلة متكاملة يرجى لها
أن تفضي إلى تثبيت ما يعمل له
المخلصون من ناشطين ومعارضين،
صادقين ثابتين داخل الحدود،
وصادقين مشرّدين خارج الحدود،
من أجل ضبط المسار على نهج
الثورة وحفظ ثمراتها التي
ترويها دماء الضحايا وآلام
المعاناة. -4- إنّ ما
يعزّز الثقة الشعبية، على مستوى
شباب الثورة، وخنساوات الثورة،
ورجالات الثورة، بمكانة
العلماء، هو صدق مواقف العلماء،
التي تُغيّب -كما تغيّب شعلة
النور دياجير الظلمة- جميع ما
يصدر من مواقف تُنسب إلى العلم
زورا، وتسيء إلى موقعه ودوره
واقعا مشهودا، وقد تعمّم على
العلماء دون وجه حقّ، فالعالم
الحقّ هو العالم الذي يصدع
بكلمة الحق ويبيّن ضوابط
الطريق، فلا يخشى في كلمته إلا
الله، ولا يجامل فيها طاغية
يتجبّر، ولا ينحرف فيها عن درب
الحق الأبلج. هذا
ممّا جعل فعاليات مؤتمر العلماء
المسلمين لنصرة الشعب السوري
تخترق الحواجز والحدود جميعا
إلى قلوب من تجاوب معها من
الشباب ومن مختلف الأعمار في
قلب سورية.. وهذا
ممّا جعل كلمة الحق فيه عروةً
وثقى تصل ما بين مراحل ثلاثة من
مسار الثورة، يرمز إلى أولاها
المسجد العمري في درعا الثائرة
الأبية الصامدة (الذي يشهد ساعة
كتابة هذه السطور في جمعة أسرى
الحرية.. مواصلة الثورة وإطلاق
نار كثيف من جانب طغيان عاجز عن
إخمادها وهو يعلم أنه ساقط لا
محالة) ويرمز إلى المرحلة
الثانية موقف التحدي الصادق
بقوّة الحق الصادر عن علماء
مدينة حمص الثائرة الأبية
الصامدة (التي تشهد ساعة كتابة
هذه السطور جولة أخرى من جولات
الصدور الأبية العارية في
مواجهة الدبابات والشبيحة
المتعبة) مثلما يرمز إلى
المرحلة الثالثة تلاقي علماء
أجلاّء من أقطار إسلامية عديدة
على كلمة الحق الواحدة، مع ثورة
الحقّ في سورية، في لقائهم الذي
انعقد في اسطنبول على وقع
الخطوات الحاسمة قبيل جمعة "أسرى
الحرية". -5- يجب أن
يكون الحرص كبيرا.. كبيرا.. لا
ينقطع ولا يتراجع على تكامل
الأضلاع الثلاثة للمثلث الواحد.. لا
يغني دور العلماء وحده عن دور
الشباب ودور الناشطين.. ولا
يغني دور الشباب عن دور العلماء
ودور الناشطين.. ولا
يغني دور الناشطين عن دور
الشباب ودور العلماء.. ولا
يغني أحد عن الأرضية الشعبية
الجامعة لهذه الأضلاع الثلاثة
في مواجهة مثلث الاستبداد
والفساد والأتباع. إن
انتصار ثورة شعب سورية رهن
بتلاقي مهمّة العلماء صدعا
بكلمة الحق في وجه الطاغوت
وكلمة البيان لضمانات الثبات
على الحق بما يجمع جميع أطياف
الشعب الواحد، بمختلف
انتماءاته العقدية وغير
العقدية، وبمختلف توجهاته
واجتهاداته، في الحاضنة
الحضارية المشتركة لترسيخ
الكرامة والحرية والعدالة على
كل صعيد في واقع بلادنا
ومستقبلها.. وإن
انتصار ثورة شعب سورية رهن بتلك
البطولات السامقة مع هامات
الشباب الذين يصنعون الثورة
ويمضون بها بعزيمة لا تلين من
قمة إلى قمة نحو النصر الموعود
والمستقبل المنشود بإذن الله عز
وجل.. وإن
انتصار ثورة شعب سورية رهن
بالحرص الأكبر على عدم ضياع
التضحيات الجسيمة الغالية، من
خلال تلاقي الناشطين على رؤية
مستقبلية لا تفسح مجالا لتكرار
ممارسات الإقصاء والاستئصال،
والعداء والتخوين، ولا لاقتناص
الفرص على حساب الإرادة الشعبية
الجامعة، وهذا بالذات ما يحمل
الناشطون من مختلف الأطياف
المسؤولية عن تحقيقه عبر وضع
الأسس والقواعد الضرورية له،
جنبا إلى جنب مع ما يصنعه الثوار
بأجسادهم وبطولاتهم، ويدعو
إليه العلماء بالإخلاص في
مواقفهم.. ولئن
أخذ مؤتمر الإنقاذ الوطني في
اسطنبول ودمشق (16/7/2011م) على
عاتقه هذه المهمة، أو جانبا
كبيرا من هذه المهمة، فهذا ما
يرجى أن تعطي نتائجه ما يؤكّد
القدرة على النهوض بهذه المهمة..
وآنذاك يجد ذلك مزيدا من
الخواطر والأفكار في حديث آخر
إن شاء الله. ======================== فداء السيد بعد سنوات طويلة
من الخنوع والذل ومعاني الفساد
والظلم الذي تعودها المواطن
العربي عامة والسوري على وجه
الخصوص والتي أضحت أمراً طبيعيا
تعايش معه الجميع ووظفوا كل
شعيرة عصبية وذهنية يمتلكونها
للتعامل مع هذه المعاني المرهقة,
بعد هذا وكثير من الإنزلاق
الحضاري والتراجع الفكري
والضعف التعليمي والتربوي
والتجهيل بتاريخ الأمة السورية
على مر عصور عرفنا فيها طعم
الشراكة في صنع القرار وكنا جزء
مهماً من أجزاء الإصلاح
والتغيير وصنعنا تاريخاً
يتباهي به الأحرار, الآن يعيد
علينا الشباب ( الذي قيل عنه ما
قيل من لزامات التخوين ) تلك
الذكريات و يحملون رايات الحرية
ويشعلون اجسامهم لتضئ بها
أوطانهم, يغزون بهتافاتهم
البيوت وتبتسم البسمة لزلزلة
كرامتهم في أرجاء وطن امتلئت
فيه السجون والمعتقلات دهراً. إن سورية تعيش
حلماً يعبق بنسيم تجدد في
عروقها, ووروداً تفتحت على
أشواك وحجارة , وألوان الدماء
أزهت وزهت ورمت بكل حقد وكره
طائفي وراء الظهور, والشباب من
تحت زناجير الدبابات وعلى وقع
هدير الطائرات وأجسامهم منتوفة
الشعر, مخترقة بأنواع سكاكين
الشبيحة, ومن أمام مناظر
الأشلاء والصيحات والآهات
يصرخون من داخل داخلهم وبكل
قناعة لا تهزها ريح عاصف: سلمية
سلمية. يرفضون حتى مجرد حمل سكين
صغير درء للمفسدة وجلباً للحرية
البيضاء ولثورة الياسمين. ومن هناك ومن بين
هذه الصور الرائعة والتي ارتقت
بنماذج الإنتفاضة ومعاني
الثورة, نجد بين الصفوف صوراً
أخرى يندى لها الجبين وتتقرح
لها القلوب من تخوين للآخر
وتحذير من فكر فلان وجماعة علان
وحزب هذا وائتلاف ذاك. صرت أخاف
أن أجلس إلى صديق فأسمع منه
التحاذير المتحاذقة حول صفحة
كذا على الفيسبوك أو شخصية كذا
على التلفاز, أو يعطيني تقريراً
مفصلا عن فلانة أو يخوفني من
علانة … هذا عميل وهذه خائنة,
وذاك متشدد وآخر متردد. هذا سرق
جهد هذا, وفلان سطى على فكرة
فلان. يا قوم في أي مستنقع يحاول
النظام أن يوقعنا؟ وعلى أي ضفة
سوف ترسوا سفننا إذا كنا على هذه
الحالة المأساوية؟ (وأنا هنا لا
أتهم احداً ولا أوعز بأفكاري
إلى أحد, ولا أقصد بكلامي إلا من
رأيت من نماذج والتي أتمنى أن
تكون قليلة), يا قوم أين الامانة
التي تحملناها سوية منذ
البداية؟ ألم نعهد إلى شبابنا
في سورية أن نحميهم بأعيننا
ونحصنهم بقلوبنا؟ فأين هذا مما
يحدث اليوم من تخاصم وصل حد
التفاجر؟ وأين هذا حقا مما
ننشغل به اليوم؟ … جمعني يوماً
لقاء مع مجموعة كبيرة من
الناشطين في إحدى البلاد
العربية ومنحني الإخوة كلمة ثم
فسحة من الوقت لمناقشة أسئلة
الحضور, أعجبني ذلك وقلت في نفسي:
حان وقت النقاش -نقاش الأفكار
والمشاريع- , ولكن خاب ظني من
السؤال الاول والذي كان ببساطة:
ما رأيك بالناشط فلان؟, ثم أردفه
بالسؤال عن الإعلامي فلان,
وتكاثرت الأسئلة من بعده حول
شخصيات كثيرة أحسب أنهم
العاملون الوحيدون الذين أعرف
على ا لساحة, صمت قليلا, ثم قلت
لهم: يا شباب أهذا ما تحسنون؟
أهذا أفضل ما تقدمونه لثورة
بلادكم؟ أهذا ما تنشغلون به في
أوقات فراغكم؟, وما يفيدك يا
صاحبي لو عرفت رأيي في فلان أو
علان, ألم يجدر بك أن تفكر في
مشروع ينقذ طفلا؟ أو يحمي
أرملة؟ أو يضغط على المؤسسات
الاعلامية والسياسية والتي
بدورها سوف تضغط على النظام
السوري؟ أو تشارك في توعية
شارعك وحيك ومدينتك ؟ أو أو؟ ليس هذا هو الوقت
المناسب لنختلف وليس هو كذلك
الزمان المناسب لنقتتل على
خلافات الهوى وطموحات الذات, بل
علينا جميعا أن نفنى ويبقى
الوطن, أن نذوب في كأس الوطن, أن
نتنفس هواء الوطن, أن نموت في
تابوت واحد, وندفن في قبر واحد
على اختلاف أفكارنا
وإيدلوجياتنا وإثنياتنا
وأحزابنا وأدياننا وطوائفنا.
ليس هذا هو وقت الكيد
والمؤامرات واللف والدوران
والضحك على الذقون بل هو وقت
العمل والجد والاجتهاد بكل ما
نملكه من طاقات ومواهب وأفكار
ومشاريع لنهب الحياة لسورية
الحبيبة والتي عاشت تحت ظل نظام
دموي سفاك لأكثر من أربعين عاما.
يؤلمني مثلا أن اجد أحد
الشخصيات المعروفة إعلاميا
يظهر على إحدى القنوات وعوضا عن
استغلال الدقائق المعدودة التي
تهبها الأقمار الصناعية
بالحديث عن جرائم النظام وفضح
مجازره والتأكيد على مطالب
الشعب السوري, تجده وبكل أسف
يرفع عقيرته عبر الشاشات لينتقد
شخصية ما أو صفحة على الفيسبوك
او إتحاد أو تنسيقيات او
ائتلافات, بل شاهدت من قلل وسخر
من إحدى الصفحات الفيسبوكية
التي يتابعها يوميا ملايين
الشرفاء والاعلاميين
والسياسيين محذراً أي أحد من
متابعتها, وهنا أقف مذهولاً
متسائلاً وبشدة: يا فلان هل
ارتحت الآن بصنيعك؟ هل كنت سندأ
لمن يحتاجون السند؟ كيف تظن أهل
سورية وهم يتابعونك الآن؟ ماذا
سيكتب التاريخ يوما اذا ما
سألناه عن حضورك الإعلامي
واستغلالك لمثل هذه المواقف
التي ينتظرها الآلاف؟, وقس على
ذلك حالات رأيناها بام أعيننا
ولولا تلك التقنية العالية التي
نتمتع بها لظننت أن أحد زور هذا
الفيديو أو حرفه ولكن للأسف هي
الحقيقة المرة التي نأسف لها. في الوقت الذي
يستشهد فيه إخوان لنا في سورية
ونسمع عن اعتقالات ضخمة لأصدقاء
لنا, وتهجير لآلاف العوائل
وتخويف لآلاف أخرى, وتعذيب
وإرهاب ومحاصرة وتهديم للبيوت
وغير ذلك من الويلات, في نفس هذا
الوقت نجد من الشباب والشيوخ من
يقف عند مشاكل صغيرة لا تذكر
ومشاحنات تربئ بها الثورة وتقفز
فوقها هامة الزمن ومسؤوليتنا
أمام الله والوطن, فإلى متى يا
أصدقاء المرحلة وزملاء
الملحمة؟ أغلقوا محاكم التفتيش
في قلوبكم تجاه إخوانكم
وأصدقائكم ومدوا لهم اليد
واتفقوا حول الأهم, أما المهم
فله وقته, وإن الفطنة أن تميز
بين الأهم فالمهم, وأن تعرف لهذا
قدره ولذلك قدره, إن داحس
والغبراء لمنوطة بالنظام
السوري لا بنا ولا بيننا. حان وقت العمل
الجاد من أجل غد رائع ونور ساطع
سوف يجعلنا وأولادنا بذرة
المستقبل والحرية التي لن
ينازعنا فيها أحد بعد اليوم… يا
شباب: حان وقت العمل واتركوا
الخلاف ====================== قراءة
في زيارة السفيرين الأميركي
والفرنسي لدى سورية الى مدينة
حماة الدكتور
قصي غريب في
خطوة مدروسة بدقة من قبل
الادارة الأميركية والحكومة
الفرنسية وأيضاً النظام في
سورية، قام السفيران الأميركي
روبرت فورد والفرنسي أريك
شوفالييه لدى سورية بزيارة الى
مدنية حماة، التي تحاصرها
الدبابات والقوات الأمنية من
أجل اقتحامها؛ لأنها شهدت أكبر
مظاهرة احتجاجية في سورية تطالب
باسقاط النظام منذ منذ اندلاع
الانتفاضة الشعبية في 15 آذار 2011.
ويبدو
أن الزيارة الى مدينة حماة وفي
هذا الوقت بالذات من قبل
السفيرين الأميركي والفرنسي قد
جاءت بعد أن أحاطت السلطات في
سورية الادارة الأميركية
والحكومة الفرنسية علماً بانها
ستقوم بشن عملية عسكرية على
مدينة حماة لسحق الاحتجاجات
المناهضة والذي تتهمها كذباً
بانها مسلحة، أو قد توافر
للسفيرين الأميركي والفرنسي
المعلومات الأكيدة بان السلطات
في سورية قد اتخذت قراراً
باقتحام المدينة، وانها ستقوم
بمذبحة لسحق الاحتجاجات على
غرار ما حصل في العام 1982، لتكون
مدينة حماة مرة اخرى عبرة
للسوريين وتأديباً لهم اذا ما
فكروا بمناهضة الحكم واسقاط
النظام، ولهذا فان الزيارة من
قبل السفيرين الأميركي
والفرنسي الى مدينة حماة قد
جاءت لاعاقة النظام الأرعن
والأحمق عن شن عملية عسكرية على
المدينة؛ لأنه سيؤدي الى
تداعيات خطرة تسهم في انهيار
النظام وسقوطه، ومن هذا المنطلق
فقد جاءت الزيارة من باب حرصهم
على استمرار النظام وبقائه. وهنا
يجب القول والتأكيد ان الذي شجع
النظام في سورية على الاستمرار
بالحل الأمني لقتل الشعب السوري
ميوعة وتلجلج الموقفين
الأميركي والأوربي، فأصبحت
لديه قناعة راسخة من ان
الولايات المتحدة والاتحاد
الاوربي لا يريدان تغييره،
وانما اصلاحه على الرغم من كل
جرائم الابادة ضد الانسانية
التي اقترفها النظام ضد الشعب
السوري من أجل ضمان أمن اسرائيل. وأيضاً
قد جاءت زيارة السفيرين
الأميركي والفرنسي لدى سورية
الى مدينة حماة اعلان براءة
دولية من قبل الولايات المتحدة
وفرنسة اذا ما أقدم النظام على
اقتحام المدينة وارتكاب مجزرة
مماثلة لمجزرة حماة 1982، أي انها
خطوة دولية متقدمة لزيادة
الضغوط على النظام لثنيه عن
حماقاته واجباره على البدء
باصلاحات حقيقية من أجل
استمراره وبقائه وهذا ما
يريدان، ولكن النظام المتخلف لن
يقوم بأي خطوة اصلاحية؛ لأنه
يعرف ان الاصلاح الحقيقي يعني
رحيله الى الأبد، ولذلك فهو ما
يزال يمارس المناورة والتدليس
على أمل كسب الوقت لانهاك الشعب
السوري وتمييع مطالبه ولكن
النظام نسى أوتناسى انه سيرحل
عاجلاً أو آجلاً، لأن ارادة
الشعب السوري مصممة على اسقاطه
وان طال الزمن . كما
يبدو من جهة اخرى ان زيارة
السفيرين الأميركي والفرنسي
الى مدينة حماة قد جاءت بدواعي
معرفة الحقيقة من أجل البدء
باعادة النظر في الموقفين
الأميركي والفرنسي من النظام
وتغييره من منطلق ان السفير يجب
أن يكون لديه حكم سليم ولاسيما
وان قدرته تتوقف للوصول الى
الرأي الصحيح والحكم الصائب على
الأحداث واستقراء ما ينتظر
وقوعه من تطورات نتيجة وصوله
الى المعلومات الصحيحة
واتجاهات المسؤولين؛ مما يؤهله
لأن يضع أمام حكومته الصورة
الصادقة الواضحة لكل ما يجري في
البلد المعتمد فيه. وفي
هذا السياق وبالفعل لا بالقول
وبعيداً عن استخدام اللغة
الدبلوماسية المليئة بالعبارات
المنمقة والمتزنة والمدروسة
بحذر ويقظة والمليئة بعبارات
التورية قام السفيران الأميركي
والفرنسي لدى سورية بزيارة
مدينة حماة للاطلاع ميدانياً
على الأوضاع فيها لاخبار
حكومتيهما ووضعهما بالصورة
الصحيحة وليس من خلال التصورات،
اذ انهما لم يستخدما اللغة
الدبلوماسية وعبارة : " ان
بلديهما في مرحلة اعادة النظر
باهتمام في الموقف "، ولكنهما
قد استخداما اللغة الدبلوماسية
بشكلها العملي وليس القولي من
خلال معايشة المظاهرات
المطالبة باسقاط النظام ومعرفة
انها سلمية وليست مسلحة كما
يداعي النظام، ولهذا أكد الملحق
الأميركي في السفارة الأميركية
في دمشق جاي هاردر ان الحكومة
السورية لا تنفك تؤكد ان
المشكلة في حماة هي وجود عصابات
مسلحة، وان السفير فورد لم ير أي
دليل على وجودها في هذه المدينة
التي شهدت الجمعة 8 تموز 2011
تظاهرة ضخمة قدر ناشطون عدد
المشاركين فيها ب450 الف شخص،
وقال مصدر أميركي مطلع لمراسل
فضائية العربية في دمشق ان
السفير فورد أراد أن يرى بعينيه
ماذا يحدث على الأرض، وبالفعل
فقد رأى متظاهرين موجودين
بالشارع بشكل سلمي بنسبة مائة
بالمائة ولا وجود لعصابات مسلحة
في المدينة، وأعلنت وزارة
الخارجية الفرنسية ان
السفيرالفرنسي لدى دمشق أريك
شوفالييه يزور مدينة حماة في
يوم الجمعة 8 تموز 2011 بهدف اظهار
التزام فرنسا تجاه ضحايا
المدينة الذين يعانون من قمع
السلطات ومراقبة الاحتجاجات،
وكيفية تعامل السلطات السورية
معها. ومن
الجدير بالذكر ان الموقف
الفرنسي المتقدم نسبياً عن
مواقفه السابقة قد جاء من بوابة
المنافسة السياسية للولايات
المتحدة وخاصة في منطقة تعدها
فرنسة حيوية لها ولدول الاتحاد
الاوربي، اذ لم ينفكوا يؤكدون
على ان هناك روابط متينة بين
المنطقة وأوربة تقوم على الجوار
الجغرافي والتاريخ الطويل
والروابط الاقتصادية والمصالح
المشتركة والعلاقات الشخصية
الوثيقة والأمن المتبادل
لارتباط الاقدار ببعضها، ومن
هنا كانت الدعوة للشراكة
الأوربية المتوسطية تعبيراً عن
رغبة أوربة وفي مقدمتها فرنسة
في جعل البحر الأبيض المتوسط
أوربياً وليس أميركياً، ورداً
على اصرار الولايات المتحدة
الانفراد بمقدرات الشرق
الاوسط، وقد أدى الحوار العربي
الأوربي بقيادة فرنسة دوراً
مهماً في تفعيل سياسة الاتحاد
الأوربي في المنطقة، والتي
تحولت سياسته من حوار الى مشروع
الشراكة الاوربية المتوسطية
للمساهمة في عملية بناء
المنطقة، وليشكل منافساً
لمشروع الشرق الأوسط الأميركي،
فالاتحاد الأوربي بقيادة فرنسة
يسعى من خلال هذا المشروع
الاقتصادي الى تعزيز دوره
السياسي بهدف الحد من النفوذ
الأميركي الذي اتسع بعد نهاية
الحرب الباردة بين العملاقين،
فالفرنسيون لم يترددوا في
الاعلان عن رفضهم للقيادة
الأميركية للقرن الواحد
والعشرين، فالرئيس السابق جاك
شيراك أعلن في أول زيارة قام بها
الى الولايات المتحدة عقب تسلمه
السلطة : " انه ليس من المعقول
أو المقبول أن نتخيل أن تكون
الارادة والقرار لأميركا
دائماً في حين تقوم أوربة بدفع
فاتورة الحساب "، كما صرح
وزير الخارجية الفرنسية الأسبق
هيبير فيدرين ان الدبلوماسية
الفرنسية تعطي أولوية قصوى في
القرن الواحد والعشرين لمواجهة
الاحتكار الأميركي وان الاتحاد
الأوربي هو الفكرة المناوئة
للنفوذ الأميركي، وكان رفض
الأوربيون وخاصة فرنسة للهيمنة
الأميركية في الساحة الدولية قد
دفع وزير الدفاع الأميركي
الأسبق دونالد رامسفيلد الى وصم
أوربة باستخفاف أوربة العجوز مع
ان واشنطن في العادة تمنح على
الأقل شكليات المكانة المساوية
الى شركائها الأضعف منها. وكانت
واشنطن قد أوضحت ان الزيارة
التي قام بها السفير الفرنسي
لدى سورية أريك شوفالييه الى
مدينة حماة يوم الجمعة في 8 تموز
2011 لم يجر تنسيقها مع زيارة
نظيره الأميركي. ولكن
السؤال الذي يطرح هل كانت زيارة
السفيرين الأميركي والفرنسي
الى مدينة حماة، وخاصة زيارة
السفير الأميركي بمعرفة
وموافقة السلطات في سورية أم من
ورائها ؟. والجواب
ان الزيارة كانت بمعرفة وموافقة
السلطات التي حاولت ان تتذاكى
من أجل ان تؤكد وجهة نظرها الرثة
والمبتذلة التي ما انفكت ترددها
منذ أن اندلعت المظاهرات
الاحتجاجية في سورية في 15 آذار
2011 وخاصة في مدينة حماة ورائها
أيادي خارجية وخاصة الولايات
المتحدة، ولهذا وعلى اثر اعلان
واشنطن عن هذه الزيارة سارعت
السلطات في سورية الى التأكيد
بان الولايات المتحدة متورطة في
الحركة الاحتجاجية التي تشهدها
سورية والتحريض عليها، فقد قالت
وزارة الخارجية السورية في بيان
لها ان : " وجود
السفيرالأميركي في مدينة حماة
من دون الحصول على الاذن المسبق
من وزارة الخارجية وفق
التعليمات المعممة مراراً على
جميع السفارات دليل واضح على
تورط الولايات المتحدة في
الأحداث الجارية في سورية
ومحاولتها التحريض على تصعيد
الأوضاع التي تخل بامن
واستقرارالبلاد "، وأكدت
وزارة الداخلية السورية في بيان
لها ان السفير الأميركي التقى
في حماة ببعض ( المخربين ) وحضهم
على التظاهر والعنف ورفض الحوار
وقالت بثينة شعبان ان السفير لم
يطلب اذناً بزيارة حماة، ووصوله
اليها خلال قيام أهلها بايجاد
حل للمشكلة هو محاولة منه لمنع
الحل، وتساءلت كيف وصل السفير
الأميركي الى حماة في مناطق
يقطع طرقها ( المخربون
والمشاغبون وحملة السلاح ) ... من
دون أن يتعرض له احد من المسلحين
الموجودين في الشارع ؟ - وهذا
ايحاء سخيف من قبل بثينة شعبان
على ان هناك علاقة بين السفير
الاميركي والاف المتظاهرين
وهذا غير صحيح بالمرة -، كما قال
مصدر اعلامي ان وجود السفير
الأميركي بحماة دليل على الدور
الأميركي في توتير الأجواء في
سورية، ومحاولة الالتفاف على
تحسن الأوضاع أمنياً وسياسياً
في البلاد، وهذا ما يؤكد ارتباط
هذه التحركات مع الأجندات
الخارجية التي تهدف الى ضرب أمن
واستقرار سورية. ورداً
على ذلك أعربت الادارة
الأميركية عن استيائها من
انتقاد السلطات في سورية
للزيارة التي قام بها السفير
الأميركي روبرت فورد الى مدينة
حماة، وأكدت الناطقة باسم
الخارجية الأميركية فيكتوريا
نولاند ان واشنطن قد أبلغت دمشق
مسبقاً بهذه الزيارة، وقالت نحن
بصراحة مستاؤون قليلاً لرد
الفعل السوري مشددة على ان قول
الحكومة السورية انها تفاجأت
بالزيارة التي قام بها السفير
فورد الى حماة لا معنى له. وبناءً
على ما تقدم فان العمل
الدبلوماسي يفرض على السفير أن
يكون في غاية الحذر والكياسة في
الحصول على المعلومات التي
يريدها، وعليه أن لا يلجأ في ذلك
الى الطريق المباشر كلما تمكن؛
لانه ان تورط في مثل هذه
التصرفات التي تغضب الحكومة
المحلية ضاع النفع المرجو من
عمله، ولهذا فان زيارة السفيرين
الأميركي والفرنسي الى مدينة
حماة كانت بعلم حكومتيهما
ومعرفة وموافقة السلطات في
سورية، فلو كان الأمر عكس ذلك
لطلبت الادارة الأميركية
والحكومة الفرنسية استدعاء
سفيريهما، ولكانت السلطات في
سورية قد أعلنت فوراً بان
السفيرين الاميركي والفرنسي
شخصين غير مرغوب فيهما وطلبت
منهما مغادرة البلاد في أقل وقت
ممكن. ونعتقد
ان الزيارة قد جاءت من أجل أخذ
الصورة الحقيقية وليس التصور
لما يجري في سورية وخاصة في
مدينة حماة لبداية اعادة النظر
باهتمام في الموقفين الأميركي
والفرنسي من النظام، وهذا فرضه
عليهما ارادة وتصميم الشعب
السوري على نيل الحرية والحياة
الكريمة القائمة على احترام
حقوق الانسان، والتعددية
السياسية، والتداول السلمي
للسلطة، ولهذا أطلقت السلطات في
سورية العنان للشبيحة لمهاجمة
السفارتين الأميركية والفرنسية
للمزايدة الرخيصة لصرف الانظار
عن ما يحدث في سورية من انتفاضة
شعبية تطالب باسقاط النظام. ========================== مخطيء
من ظن أن للثعلب ديناً.. نبيل
العربي مثالاً احمد
النعيمي اشتهر
الثعلب من بين الحيوانات بالمكر
والخداع والتلون، حاله حال كثير
من بني البشر الذين عرفوا
بخداعهم ومكرهم وتقلباتهم
ووجوههم الكثيرة، يميلون مع
القوة حيث تميل، تدفعهم
انانيتهم ليكونوا كل يوم في
اصحاب مواقف مختلفة، يختبئون
وراء شهواتهم ونزواتهم يحسبون
أن لا أحد يراهم أو يسمعهم،
يعطونك من طرف اللسان حلاوة
ويروغون منك كما يروغ الثعلب،
ومن هؤلاء "نبيل العربي"
الذي تسلق ظهر الثورة بعد أن راى
موجها قد اقتلع حسني من جذوره،
فركب الموجة واطصف بصف الشعب
حتى وصل الى رئاسة وزارة
الخارجية، ومن ثم أميناً عاماً
للجامعة العربية، وبعد ان وصل
إلى ما وصل إليه عاد الى التلون
من جديد وكشف حقيقة نفسه وفضح
خباياها، ناسياً أن حبل الخداع
قصير، وذلك بزيارته الى سوريا
ولقائه الأسد الفاقد للشرعية،
ليعلن من هناك بأن الاسد هو رئيس
سوريا الشرعي ولا يحق لأحد ان
ينزع الشرعية من زعيم!! ومؤكداً
لرفيقه في الخيانة والتامر مع
الصهاينة والحماية لحدودهم
بأنهم اصدقاء خيانة طويلة
وصداقة مليئة بالعمالة وأنهم لن
يتخلوا عنه أبداً!! ومن
أرض سوريا الحبيبة التي تنزف
أرضها دماً، وعلى تراب دمشق
الابية عاصمة الاسلام وعاصمة
بني امية وقف الثعلب "نبيل
العربي" مادحاً المجرم
القاتل بشار، ومففخراً بنظامه
البعثي، ومقدماً له القبلات
والتحيات، ومؤكدا ان سوريا دخلت
مرحلة الاصلاحات، دون اي احترام
لدماء الشعب السوري التي اريقيت
ولا زالت تراق. وقف
ليبرز شخصيته الحقيقية شخصية
العمالة، وليظهر أن الانظمة
العربية قد تربت على يد الموساد
الصهيوني، سواءً المنبطح منها
أم الذي يدعي كذباً الصمود
والمقاومة، لدرجة أن الصهاينة
يصلون للرب من أجل بقاء هذا
النظام حاميا لحدودهم،
ويطالبون الدول الغربية بعدم
الضغط عليه، وهو الذي لم يلو
جهداً بهذا العمل وهو ينوء بهذه
الامانة طيلة عقوده الأربعة
الماضية. وقف
ليؤكد أنه بريء من العرب
والعروبة وبريء من الاسلام
والمسلمين، وليثبت ما قاله من
قبله نائبه بن حلي: " بأن
الجامعة العربية قد خلقت لتسيير
مصالح الحكام، وليس لتسيير
مصالح الشعوب!!". هذا
الموقف المخزي والمحزن جاء من
رجل يدعي أنه يمثل جامعة تنسب
نفسها للعرب، ولذا كان من
الواجب بعد هذا اليوم أن نسمي
الاشياء باسمائها، فهذا الرجل
الخائن لدماء المسلمين ليس
جديراً بأن يكون اميناً على
العرب والمسلمين، وهو من الذين
قال الله فيهم:" صم بكم عمي
فهم لا يرجعون" لأنه كان
مصراً على أن يظهر بمظهر الذي لا
يسمع ولا يرى ولا يعلم ما يحدث
بسوريا من مجازر ومذابح، ولسان
حاله يقول للمجرم بشار: " نحن
سعداء بما قدمت للشعب السوري من
اصلاحات، ومبهورون بما انجزت من
قتل للمتظاهرين وسحق لهم، لأن
هذا الشعب لا يحترم سيدتنا
اسرائيل، وسيعمل على تنغيص
علاقاتنا معها، لذا فان
اصلاحاتك التي قدمتها لهم نالت
على اعجابنا، فلك كل الاحترام
والتقدير، فقد قدمت لنا ما لم
يستطيع تقديمه حسني او زين
العابدين. ومن
منطلق الاخوة والعروبة
والاسلام نناشد اخوتنا في مصر
الكنانة أن لا يرجعوا عن
اعتصامهم حتى يعملوا على اقتلاع
باقي اذناب نظام حسني المجرم،
وتطهير بلاد الكنانة من اذناب
الصهاينة واذناب دول الصمود،
وأن يعتصموا امام الجامعة
العربية حتى يسقط هذا الخائن،
والحقيقة تقول: إذا لم ينظف
الجرح ويطهر تطهيراً كاملاً،
فإنه بعد أن يندمل قليلاً لا
يلبث إلا ويعود للانتكاس من
جديد، ويصبح الألم أشد من ذي
قبل، وتعود رؤوس الخيانة تشرئب
من جديد. والواجب
علينا كشعوب عربية واسلامية أن
يكون مطلبنا اليوم وفي المستقبل
ولحين تحقيق هذا الامر، بأن
نعمل على هدم هذا الصرح الكاذب
والخائن، ونقيم مكانه صرحا
نسميه بجامعة الشعوب العربية
والاسلامية، لأن صرحاً لا يهتم
بشعبه ولا يعطيه أي اهمية أو
احترام وهو يتسمى باسمهم كذبا
وزوراً، لا يستحق أن يكون له
وجود، وهو أكثر جدراة بأن يهدم
من أساسه!! ===================== عادل
عبد الرحمن في
العاشر من يوليو / تموز الحالي
افتتح فاروق الشرع ، نائب
الرئيس السوري الحوار الوطني،
الذي أعلن عنه الرئيس بشار
الاسد في خطابه الثالث نهاية
الشهر الماضي. شاء نظام الاسد
الابن، ان يؤكد لنفسه اولا ،
وللقوى المحلية ثانيان وللقوى
الاقليمية والدولية ثالثا، انه
جاد في إحداث الاصلاحات
السياسية والاقتصادية
والاعلامية والاجتماعية. لكن من
راقب مؤتمر الحوار الرسمي،
وردود فعل قوى المعارضة عليه،
لاحظ اولا ان المدعوين للحوار،
كانوا من المحسوبين على النظام
بما في ذلك معارضتة المفصلة على
مقاسه الخاص. ثانيا لم يتم
التعرض للاجهزة الامنية،
ودورها التخريبي في ما وصل اليه
النظام من تعفن وفساد. وثالثا لم
يحدد موعد للتغييرات، التي تحدث
حولها المؤتمرون، إن كان
التعديلات الدستورية او إفساح
المجال للترشح للرئاسة ولا حول
إلغاء المادة الثامنة،
المتعلقة بدور حزب البعث. من
الواضح ان النظام اراد من عقد
المؤتمر تنفيس الحالة الشعبية
المتمردة في ارجاء سوريا
الكبيرة. ولتحقيق هذا الهدف،
سمح النظام للمشاركين في
المؤتمر بمساحة واسعة من
التعبير عن ما تردده الشخصيات
المعارضة، إن كان في الداخل او
الخارج، لسحب البساط من تحت
اقدامها. والايحاء للشعب، بأن
المشاركين في المؤتمر ليس اقل
قدرة من اولئك "المغرضين"،
الذين "يغرروا بهم للاستمرار
في المطالبة بإسقاط النظام. ولكن
ما لم ينتبه له اركان النظام
السوري، ان الشعب وقواه الحية،
التي خبرت نظام حزب البعث على
مدار الخمسين عاما الماضية، لم
تعد تنطلي عليها الاعيب النظام.
واستطاعت القوى المعارضة في
الداخل والخارج من فضح المرامي
العبثية للمؤتمر الشكلي، الذي
دعا له. والدليل ان حالة التظاهر
والتعبير عن مشاعر العداء
للنظام ، والمطالبة بإسقاطه، مع
توسع وتعميق للحشود الشعبية
المعارضة للنظام المنادية
برحيل بشار الاسد ونظامه
السياسي. كما باتت مدينة حماة
تلعب دورا مركزيا في إسقاط
النظام. وكأن ابناء محافظة
حماة، ارادوا إعادة الاعتبار
لها، وتسديد قلتورة قديمة،
جريمة حرب نفذها نظام الاسد
الاب عام 1982، والتي ذهب ضحيتها
حوالي الثلاثون الف مواطن سوري،
فضلا عن الذين إعتقلوا آنذاك. مع ذلك
تفرض الضرورة على ابناء الشعب
السوري في المعارضة توحيد
صفوفهم في الداخل والخارج،
والخروج من دائرة التخندق في
مواقع الحسابات الصغيرة،
والارتقاء لمستوى المسؤولية
الوطنية والقومية، من خلال
إيجاد لجنة وطنية للتنسيق بين
كل شرائح وفئات المعارضة
السورية، حتى لا ينفذ النظام
لصفوفها، ويؤثر سلبا في اداءها
ودورها. وتوحيد الشعارات
السياسية المرفوعة، وإيجاد
لجنة وطنية مسؤوليتها مخاطبة
القوى الاقليمية والدولية،
لحثها على تجاوز حالة التعثر في
مواجهة النظام القائم، الذي
طالبت دولة الابرتهايد
الاسرائيلية صراحة من الولايات
المتحدة رسميا بالكف عن التحريض
على النظام السوري، لانه يستجيب
لما تطمح له حكومة اليمين
الصهيوني العنصرية. بالتأكيد
المعارضة السورية أدرى وأقدر من
كل المراقبين على معرفة ما
يحتاج اليه الشعب السوري،
وعمدتها تجربة الشهور الماضية
في تجيديد سبل المواجهة السلمية
مع النظام واجهزتة الامنية ،
التي سعت بإصرار واضح لجر
المعارضة جرا لخندق المواجهة
العسكرية، التي لا تصب بتاتا في
مصلحة المعارضة. لان النظام
أقدر على الفوز في هذا الاسلوب
من المواجهة. وعود
على بدء، الحوار الوطني، الذي
أجراه النظام مع رجالاته، فشل
فشلا ذريعا في لي ذراع المعارضة
السورية. لان الطربوش القديم،
لم يعد يتناسب ورأس الشعب
السوري الخارج من عوالم الخوف.
ولبلوغ الشعب وقواه الحية مرحلة
نوعية في عملية المواجهة مع
النظام الاسدي. كما انه (الشعب)
لم يعد يخشى النظام واجهزتة
القمعية. والضحايا ، الذين
قدمهم الشعب على مذبح الحرية
والانعتاق من النظام
الاستبدادي، كانوا، ومازالوا
على عظمة تضحياتهم وجسامتها،
كانوا نبراسا ومنارة لاستمرار
إشعاع الثورة الاصلاحية
التغييرية . ========================== مفكرو
الممانعة كالغرب، يكيلون
بمكيالين بقلم
غازي أبو ريا يحق
لكل فرد أن يسمي نفسه بما شاء من
أسماء، ومن واجب الآخرين
مناداته وتعريفه بالاسم الذي
اختاره لنفسه، ومن حق كل فرد أن
يعطي نفسه الصفة التي يشاء،
لكن، ليس من حقه أن يطالب
الآخرين بأن يعرفوه بالصفة التي
ارتداها على هواه، فهل أنا مضطر
لوصف فرد بالمتسامح إذا اختار
فرد ما هذه الصفة لنفسه رغم
شهرته بين الناس بالحقد واللؤم
والانتقام؟ وهل
أنا مضطر لتعريف بعض الاشخاص
والاحزاب والدول بصفة الممانعة
والمقاومة بمجرد انهم اختاروا
هذه الصفة وكتبوها بالخط العريض
على صدورهم وظهورهم وأقفيتهم؟ هناك
من قسّم العرب إلى عربين، ليس
التقسيم القديم، بين قيس ويمن،
بل التقسيم في زماننا بين
ممانعة واعتدال، فإن شتمت الغرب
والولايات المتحدة تصبح في صف
الممانعة، أما معسكر الاعتدال
فيشمل كل من لم يؤيد معسكر
الممانعة، ولا توجد منطقة وسطى
بين "نياشين الممانعة"
وبين "عار الاعتدال"،
وباختصار شديد جدا، كل اعتدال
خيانة، وكل خيانة عقوبتها
الاعدام بأيدي "بلطجية"
الممانعة. وللمانعة
فلسفة خاصة، ولها مفكروها الذين
حفظوا كل أنواع الشتائم، وحفظوا
تعابير الممانعة من الحرف
والكلمة إلى النقطة والفاصلة،
ويكفي أن تستمع إلى ممانع سوري
أو لبناني أو فلسطيني أو
جزائري، يكفي أن تستمع إلى
واحد، حتى تكون قد حفظت ما يقوله
جميع الممانعين، وكل فلسفتهم
تعتمد موقفا واحدا، رفض كل ما
يصدر من الغرب بعد أن يمر جهاز
غربلة قادة الممانعة،
فالتعددية بدعة غربية بأفواه
الممانعين ما دام هذا هو موقف
الممانع رقم واحد، ولما يجد
الممانع رقم واحد أن التعددية
أصبحت واقعا لا مفر منه
يتبناها، وفجأة يخرج فلاسفة
الممانعة في مدائح التعددية
التي اخترعها ولأول مرة في
التاريخ زعيم الممانعة رقم
واحد، ولو تناول رقم واحد وجبة
بطيخ أصابته بالإسهال فإن
فلاسفة الممانعة سيشتمون
البطيخ ويتوعدون من زرعه وقطفه
وباعه، ولما تعود العافية الى
الرقم واحد، وتشتهي نفسه بطيخة،
تنطلق أفواه فلاسفة الممانعة في
مديح البطيخ، وتبشير من زرعه
وقطفه وباعه واشتراه بالخير
المستديم. يأخذ
الممانعون على الغرب أنه يكيل
بمكيالين، وأنه يتخذ مواقفه من
باب المصلحة لا النداء
الانساني، وهذا كلام سليم ولا
شك فيه، فالقانون الذي يجري على
الفلسطينيين لا يجري على
إسرائيل إن كان فيه نقد
لإسرائيل، لكن، هل للمانعة
مكيال آخر؟ ألا تكيل هي الأخرى
بمعيارين؟ فلماذا تكون الثورات
في مصر واليمن وتونس شرعية ولها
مصداقية شعبية بينما الثورة في
سوريا تكون من صنع الغرب
وأمريكا وإسرائيل؟؟ لماذا يقف
الممانعون مع شعوب عربية معينة
ويناصبون العداء شعوبا أخرى؟
ألا تكيل هذه الممانعة بنفس
مكيال الغرب وأمريكا؟ ومن
الجمل الفلسفية الكاسحة التي
يستعملها مفكرو الممانعة، تهمة
"الاستقواء بالأجنبي"،
وينجح هؤلاء المفكرون في إحراج
محاوريهم من خلال هذا الاتهام،
ومن العجب أن، بل من الوقاحة
مجرد طرح هذا الاتهام، فبأي حق
يسأل الجلاد الضحية عن خططها
الدفاعية؟ هذا الجلاد الذي سرق
الحكم، وسخّر خيرات الشعب
لتمجيد نفسه وتمكين حكمه، هذا
الجلاد يقتل، يعذب، ينشر الجوع
والرعب، ويلوم كل مظلوم عنده إن
استعان بمن يدوس نيابة عنه على
عنق جلاده، فأي درجة وقاحة
وصلافة بلغها من أعطوا أنفسهم
لقب الممانعة زورا وبهتانا! ومن
غريب أمر الممانعين أنهم مثلا
يقفون مع بشار ونظامه، ويزعموا
أن الإخوان المسلمين هم الذين
يثيرون الفتن في سوريا، وهم
العصابات التي تقتل المدنيين
ورجال الأمن وهم الذين يروعون
المواطنين، وينسى الممانعون أن
حماس هي حركة الاخوان المسلمين
في فلسطين، وهم دعموها وناصروها
وحرضوها على الانقلاب، وصنفوها
في معسكرهم الممانع، فلماذا
أيدوها إن كانت حركة مدمرة؟
ولماذا يحاربون شقيقتها في
سوريا إن كانت حركة ممانعة؟؟؟
نريد تفسيرا ممانعا للمواقف
المتناقضة من نفس الحزب، ونفس
المبادئ ونفس الفكر؟؟؟ والعجيب
الغريب أن مفكري الممانعة لا
يسمعون إلا أصواتهم، فهم
استغربوا من سكان مدينة حماة
السورية لأنهم استقبلوا سفيري
الولايات المتحدة وفرنسا،
واعتبروا ذلك خيانة وتدنيسا
لتراب حماة! فلماذا لم يدنسا
تراب دمشق وهما في ضيافة بشار
ونظامه؟ ولماذا لا أستقبل من
يأتي ليعزيني ولو بكلمة بعد أن
قتل أبنائي ابن شعبي الممانع؟
ثم، لماذا لا يسأل أخي نفسه عن
اضطراري للبحث عن منقذ يخلصني
من قيده ومن سيفه المسلط على
عنقي؟؟؟ يا من
سرقتم خيرات الشعب وزورتم
إرادته، أنتم كاذبون وتعرفون
أنكم كاذبون، أنتم تعرفون أن
الممانعة هي الحصانة، والحصانة
هي تجنيد الجبهة الداخلية
وجعلها تلتف حول هدف معين
وتدافع عنه خشية خطر خارجي، فأي
تحصين وحصانة قمتم بها لتجنيد
الشعب؟ كل الممانعين في كل
الدول العربية احتكروا
الحقيقة، أعطوا لأنفسهم صفات
الممانعة والمقاومة ومعاداة
الغرب، وعلى هذا المنتوج
يقتاتون، يبيعون هذه الشعارات
ويترزقون من هذا الكلام الفارغ
حتى ينكشف خداعهم، وخداعهم يسير
نحو زوال ========================== إلى
ثوار حلب: خطة مقترَحة للعمل مجاهد
مأمون ديرانية المشكلة
الكبرى التي يواجهها ثوار حلب
الصامدون هي قلة عددهم مقارَنةً
بأعداد أعدائهم من الشبّيحة
وعناصر الأمن، ولا شك أنهم
يملكون قدراً كبيراً من الشجاعة
وقوة القلب، لكن الكثرة تغلب
الشجاعة، لذلك ينبغي عليهم أن
يزيدوا عددهم حتى يساووا عدوهم،
ولن يُغلَبوا عندئذ من قِلّة
بإذن الله، وحتى ذلك الحين لا
بأس في اتخاذ بعض التدابير
الاحترازية لتوفير أكبر قدر
ممكن من الأمان. الخطة التي
أقترحها تنقسم إلى قسمين يمشيان
معاً في خطين متوازيين: (1) خطة
التعبئة والتجنيد أقترح
عليكم -إخواني وأبنائي من ثوار
حلب- أن تنفذوا خطة بسيطة،
نفّذوها بإتقان وعزيمة وسوف
تحققون نتيجة مبهرة في الزمن
القصير بإذن الله. تابعت
أخبار ثورتكم خلال الأسابيع
الأخيرة فوجدت أنكم تخرجون
أحياناً في عشرة مواضع أو خمسة
عشر موضعاً من مدينة حلب، وربما
كان عددكم في المظاهرة الواحدة
نصفَ ألف أو ألفاً أو ألفين،
فقدّرت أنكم لا تقلّون بالجملة
عن عشرة آلاف أو اثني عشر ألفاً.
للاحتياط سأفترض أن نصف هذا
العدد مستعد لتنفيذ الخطة وقادر
عليها، أي أنني سأبدأ بستة
آلاف، وأعدكم أن تكونوا مئة ألف
خلال شهر بإذن الله، ثم أن يصلّي
العيدَ في حلب ربع مليون ثائر
إذا نجحتم في تنفيذ هذه الخطة
بعون الله تبارك وتعالى، وعندئذ
سينفجر في حلب البركان الأكبر
بإذن الله. سوف
أطلب من كل واحد منكم أن يرتب
أولويات الثورة فيقدّم
الاهتمام بالتجنيد والتعبئة
على اهتمامه بالتظاهر، لأنه إن
خرج اليوم فسوف يكون قليلاً
ضعيفاً معرَّضاً للاعتقال، أما
لو تضاعف عدد المتظاهرين خمس
مرات مثلاً فسوف يقل الخطر
عليهم عشرين مرة... فلنركز إذن
على مضاعفة العدد. الهدف
المطلوب هو أن يضم الواحدُ منكم
واحداً من أصحابه أو أقربائه
إلى الثورة في كل أسبوع. معك
لإنجاز هذا الهدف ستة أيام، من
بداية يوم السبت إلى نهاية يوم
الخميس، بحيث تخرج إلى مظاهرة
الجمعة أنت وثان معك بعدما كنت
تتظاهر في الأسابيع الماضية
وحدك. لا بد أنك تعرف عشرات من
الشبان، وربما كان بعضهم من
المشاركين في الثورة منذ اليوم،
لكنك ستجد بالتأكيد كثيرين من
المترددين أو الخائفين، فاختر
أقربهم وأيسرهم تحريكاً وركز
عليه جهودك فلا يأتي يومُ
الجمعة إلا وقد صار جاهزاً
للخروج، وللتأكيد والتشجيع
احرص على أن تترافقا في
المظاهرة معاً ولو كان من سكان
منطقة بعيدة، فإن الواحد
بالواحد أقوى خمسين مرة من
الواحد وحدَه. نظرياً
سوف يصبح الستة الآلاف اثني عشر
ألفاً بعد أسبوع. بعدها سوف يطلب
كل واحد منكم من صاحبه الجديد أن
يأتي بصديق لمظاهرات الجمعة
الآتية، وهو نفسه سيبحث عن كسب
جديد، فلا يمر أسبوع إلا
والمجموع قد تضاعف من اثني عشر
ألفاً إلى أربعة وعشرين، وفي
نهاية الأسبوع الثالث إلى
ثمانية وأربعين، وستصبحون نحو
مئة ألف بعد شهر. هذا
العرض مبسَّط بالتأكيد، فربما
مر أسبوع ولم ينجح أحدكم في
تجنيد شخص واحد، ولكن لا تنسوا
أن بعض النشطين ينجح الواحد
منهم في تجنيد اثنين وأكثر.
وربما عانيتم من ظاهرة "التسرّب"،
وهي معروفة في العمل الجماعي
حيث يتساقط بعض الأفراد أثناء
العمل، لكن هذا الخطر بالذات
بعيد في ثورة سوريا، لأن
استنشاق ريح الحرية يصيب
المتظاهر بالإدمان من مرة
واحدة، هذا ما ثبت من سيرة كل من
تظاهر حتى الآن وهتف بسقوط
النظام! المحصلة
التراكمية سوف تؤتي ثمارها إن
شاء الله، ولا أستبعد أبداً أن
يصل عدد المتظاهرين إلى مئة ألف
بعد شهر أو أكثر قليلاً،
والانتقال بعد ذلك إلى مئتي ألف
وثلاثمئة ألف لن يكون صعباً
بإذن الله لأن كرة الثلج تهتم
بأمر نفسها متى ما تكونت
نواتُها الصلبة وهي تتدحرج من
أعلى الجبل! (2) خطة
الحركة والتظاهر سوف
تزيد أعدادكم بشكل ملحوظ خلال
الأسابيع القادمة بإذن الله،
بهمّتكم وعزيمتكم وبتوفيق
الله، لكنكم لن تتوقفوا عن
التظاهر خلال تلك الفترة، ولا
بأس ببعض الاقتراحات التي يمكن
أن تنفعكم في هذه المرحلة وفيما
يأتي بعدها. (1)
الأجهزة الأمنية مذعورة من
مظاهرات حلب ولن تتردد في
اتّباع أي وسيلة إجرامية للقضاء
عليها، ومن أقرب ما يستعينون به
لصنع ذلك الاعتقال الجماعي
للمشاركين في المظاهرات. وأنتم
تتظاهرون وسط بحر من العملاء
والمخبرين الذين لا يترددون في
الوشاية بكم، فأخفوا هوياتكم
بتغطية وجوهكم في أثناء
المظاهرات، وأخفوا تحركاتكم
بإحاطتها بالكتمان إلا ضمن
القلة القليلة من الثقات
الخُلَّص من الأقرباء
والأصدقاء، على الأقل حتى
تتكاثرَ جموعكم وتعبروا مرحلة
الخطر. (2)
عصابات النظام تترصد لكم
دائماً، ولا سيما بعد صلاة
الجمعة، فإذا أردتم الهرب منها
فلا بد أن تغيّروا أماكن
التظاهر وتتحولوا إلى مناطق
وجوامع لم تتظاهروا فيها من
قبل، ولكن هذا العمل يشتت
المتظاهرين بمقدار ما يشتت
الشبيحة والأمن، لأن الذين
يريدون المشاركة في المظاهرات
يذهبون إلى البؤر الحية،
وكثيراً ما يأتون من خارج مناطق
التظاهر أصلاً. إذن لن
تستطيعوا تغيير أماكن التظاهر،
ليس بسهولة على الأقل، لكنكم
تستطيعون تغيير خطوط المظاهرات.
سوف تبدؤون مثلاً من أمام مسجد
آمنة في سيف الدولة، إذا كان
طريقكم المألوف هو الاتجاه إلى
الشمال (حيث ستجدون أمامكم
حاجزاً من الشبيحة والأمن
بانتظاركم بالقرب من شارع
الاستقلال مثلاً) فغيروا
الاتجاه هذا الأسبوع وتوجهوا
إلى الجنوب، وفي الأسبوع القادم
ادخلوا في شارع أبي العباس
المبرد إلى الشرق، ثم عودوا إلى
الشمال في أسبوع ثالث، وهكذا
بحيث تربكونهم وتشتتونهم
فيضطرون إلى تقسيم جموعهم على
كل المحاور والاتجاهات، فحيثما
اتجهتم فسوف تجدون أعداداً أقل
منهم. (3)
التكتيك الذي تتبعونه غالباً هو
التفرق والهرب عندما تصطدمون
بعصابات الشبيحة، هذا ما أراه
من متابعة مظاهراتكم حتى الآن
على الأغلب (مع استثناءات قليلة)،
لكن أعدادكم سوف تتزايد خلال
الأسابيع القادمة بمتتالية
هندسية بإذن الله، ومن ثم فسوف
تصبحون عما قريب مساوين لعدد
الأعداء في أكثر مناطق التظاهر،
فغيّروا أسلوبكم من الانسحاب
إلى الهجوم. عندما تقترب
المظاهرة من حاجز الشبيحة
ويبدؤون بالتلويح بعصيّهم
وأسلحتهم سيتوقعون منكم التفرق
والهروب، ففاجئوهم بالهجوم
باندفاع مفاجئ مع التكبير، وسوف
ترونهم هم الفَزِعين الهاربين
بإذن الله. (4)
أعداؤكم من شبيحة وعبيد النظام
في حلب يتسلحون بالعصي المعدنية
والسكاكين، فلماذا تواجهونهم
بصدور عارية وأيد خالية من
أدوات الدفاع عن النفس؟ الثورة
السلمية تقتضي عدم حمل السلاح
ولكنها لا تعني الاستسلام للذبح
والضرب والاعتقال، لا سيما أنكم
لا تواجهون غالباً قوات أمنية
نظامية بل عصابات من قطاع الطرق
يعملون لحساب النظام. برأيي
المتواضع فلا مانع من أن تحملوا
عصياً للدفاع عن أنفسكم، ولو
على مستوى عصي المكانس... أيّ شيء
في أيديكم سيبثّ في قلوبهم
الرعب إذا اجتمع مع التكبير
والاندفاع باتجاههم، وتذكروا
أنهم بالجملة جبناء، إنما
يستمدون شجاعتهم المزوَّرة من
السلاح الذي يحملون والعدد
الكبير الذي به يتجمّعون. وإذا
ظفرتم بأحد الشبيحة من عبيد
النظام فلا مانع من أن تلقّنوه
درساً وتكسروا بعض عظامه،
تكسيراً "سلمياً" بالطبع!
نعم، التكسير في شرعة السلمية
جائز دفاعاً عن النفس، فلا
تترددوا في تكسير سوقهم أو
أذرعهم إذا وقعوا في أيديكم. وفّقكم
الله يا ثوار حلب الأبطال،
وأبدلكم بالقلة كثرة وبالضعف
قوة، فلا تُغلَبون من قِلّة ولا
من ضعف بإذن الله ناصر
المظلومين وقاصم الظالمين. إن
موعدكم العيد، ليس العيد ببعيد. ======================== صلاة
دمشقية إلى قاسيون وبردى وكواكب
صديقي"ع" إبراهيم
اليوسف كتب
إلي رسالة موجزة، أرفقها بمقاله
الجديد إلي، قائلاً فيها: أنا
على عجلة من أمري، سأخرج، لقد
تأخرت. كتبت إليه فوراً: إلى
أين؟، فأجابني بالسرعة نفسها:
إلى التظاهرة، لأسهم في بناء
سوريا الجديدة، أغلقت بريدي،
متوقفاً عند هذا الحد، من
المراسلات بيني وصديقي، كي أعود
إليه، بعد حين، لأجده يحمل
رسالة أخرى منه، تقطر منها
الغبطة، والسعادة يقول فيها:
لقد عدت للتو، من تظاهرة
الميدان، وتصور مدى فرحتي، وأنا
أصرخ، لأول مرة، في شوارع دمشق:
يسقط النظام. لا
أدري، لم انتصبت كل شعرة في
جسدي، وبتّ أتصبب عرقاً، وأنا
أترجم رسالة هذا الكاتب الذي
أعدُّه من صفوة أصدقائي،
الخلّص، منذ أن عرفته، قبل
عشرين عاماً، لأتفاجأ به،
إنساناً حقيقياً، شهماً، عالي
الروح، لا يعرف الضغينة، أو
اللؤم، يعتبر أي إنجاز لسواه
إنجازاً شخصياً له، يرافع عن كل
صديق له، في غيابه، أنى تعرض
لطعنة، في الظهر، أو نميمة
ملفقة، أو تجنِّ، ليكون بذلك
سفارةً كاملة، لأصدقائه
المبعثرين، في شتَّى أرجاء
المعمورة، وإن عزَّ أمثاله بحق،
في زمن صارت أوراق اعتماد"العلاقات"
فيه عند بعضهم: الخداع، وتشويه
صور الناس، و تقزيمهم، والحط من
شأنهم، ليتسنى لهذا الضرب
الظهور،على حساب سواهم،
ولاسيما أنهم يختارون كل من
ناضل، وتعب، من أجل الشأن
العام، هدفاً لأنصالهم. أكتفي
بهذا القدر من وصف هذا الأخ الذي
لم تلده أمي، ولا أريد التدرُّج
وفق هياج العاطفة، لئلا أذكر
اسمه، وهو الأديب الألمعي،
نثراً وشعراً، وهو الرجل
موقفاً، فلقد كان من أوائل من
باركوا ثورة الشباب السوري،
بلسانه، وسنان حبره، ليربط
القول بالفعل. بعد
استلامي لرسالة هذا الصديق، رحت
أستكمل صورة شارع الميدان
الدمشقي، وأتصور مشهد الكتاب،
والفنانين، والمثقفين،
والناشطين، والأبطال"
الميدانيين" على ضوء رسالة
أخرى، كانت قد وصلتني في إطار
دعوة، أرسلها إلي صديق أديب
مبدع، آخر. وكان
نص الدعوة مكتوباً بحرفية
عالية، أشير فيه إلى أن هذا
الإعلان نعدُّه إخطاراً
للسلطات المعنية، مادامت هي
تخرج في كلِّ يوم عشرات
التظاهرات الموالية. كانت
الدمعة حبيسة في عيني، بيد أنها
سرعان ما طفرت، وأنا أتصور هذا
المشهد، أتصور قامات هؤلاء
المناضلين، الضوئية، زغردات
النساء من شرفات بيوتهن، سواء
أكانت معلنة، أم مضمرة، ربما
نتيجة للظرف الاجتماعي، أو حتى
خوفاً، من جيش كتاب التقارير
الذي وجد في هذه التظاهرات
مواسم يومية، يوثقها حبراً
وصوراً إلكترونية-وإن كان الخوف
السوري قد سقط أصلاً- وكذلك يشطّ
بي الخيال لتصوُّر: منظر نِثار
الأرز، والسَّكاكر المتهاطلة
على شكل غيمات،وأصوات عراضات
تشبه تقاليد الأقدمين، لأقول:
هذه سوريا، هذا نبض إنسانها،
هذا موقف إنسانها الحبيس طيلة
أربعة عقود ونيف، حتى طفر
كدمعتي، هذه. إنه
شعور لا يماثله، إلا شعور شاب
قريب مني، راح يكتب إلي، عن أولى
تظاهرة في أولى مدينة كردية، من
خريطة وطننا السوري، إذ قال: لأول
مرة أشعر أنني سوري حقاً...! أتذكر،
أنني كنت أناقش هذا الشاب،
ليكون مرناً في رؤيته، وآرائه،
بيد أنه لم يكن ليلين، وهو يقرأ
لوحة المظالم القذرة التي ناله
منها رصاصة، ذات يوم، كي
أقرَّفي ذاتي أن ثورة شبابنا
السوري، باتت تعطي درساً مهماً
في الوطنية، ليته يفهم من قبل كل
المكون السوري، بدرجة واحدة،
فلا يهرول طرف للاستئثار بفرض
آرائه، من دون الآخر المكمل له. إن
الدم الذي يغسل تراب سوريا، من
أقصاها إلى أقصاها، بات يقول
عبارة واحدة: لا عودة إلى
الوراء، أجل، لا عودة عن الحلم
الذي كان يساور الطفل حمزة،
والمغني إبراهيم قاشوش
وغيرهما، من قافلة شهداء الثورة
التي لابد من أن تنتصر، وهو ما
لا يزال النظام يريد أن يحتال
عليه، بروح هي خليط من الذئبية
والثعلبية، بيد أنه هيهات له
ذلك.... هيهات.......! ============================ د/
هشام الشامي مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية دخل
إلى الأمم المتحدة حديثة
المنشأ، بطربوشه الأحمر وبذته
البيضاء الأنيقة... قبل موعد
الاجتماع الذي طلبته سوريا من
أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها
بدقائق واتجه مباشرة إلى مقعد
المندوب الفرنسي لدى الأمم
المتحدة وجلس على الكرسي المخصص
لفرنسا. بدء السفراء بالتوافد
إلى مقر الأمم المتحدة بدون
إخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك
الخوري ' المعروف برجاحة عقله
وسعة علمه وثقافته في المقعد
المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا
المقعد المخصص لسوريا فارغا.
دخل المندوب الفرنسي بعده، ووجد
فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في
الجلسة... فتوجه إليه وبدأ يخبره
أن هذا المقعد مخصص لفرنسا
ولهذا وضع أمامه علم فرنسا،
وأشار له إلى مكان وجود مقعد
سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا
ولكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل
بقي ينظر إلى ساعته.. دقيقة،
اثنتان، خمسة... استمر
المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام'
فارس بيك بأن الكرسي المخصص له
في الجهة الأخرى ولكن فارس بيك
استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر
دقائق، أحد عشرة دقيقة وبدء صبر
المندوب الفرنسي بالنفاذ
واستخدم عبارات لاذعة ولكن فارس
بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع
عشرة دقيقة، عشرون، واهتاج
المندوب الفرنسي، ولولا حؤول
سفراء الأمم الأخرى بينه وبين
عنق فارس بيك لكان أمسك بها
وخنقه.... وعند الدقيقة الخامسة
والعشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع
ساعته في جيب الجيليه، ووقف
بابتسامة عريضة تعلو شفاهه وقال
للمندوب الفرنسي: سعادة
السفير، جلست على مقعدك لمدة
خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني
غضبا وحنقا، سوريا استحملت
سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة،
وآن لها أن تستقيل. في هذه
الجلسة نالت سوريا استقلالها ،
و جلا الجنود الفرنسيون عن
أرضها. أما في
8 آب أغسطس1920، فأقيمت مأدبةٌ في
قصر المهاجرين – القصر
الجمهوري الحالي – حضرها
وزراءُ ثاني حكومة شكَّلها
الفيصليون وعددٌ كبير من وجهاء
المدينة. أخذ غورو القائد
الفرنسي المغرور يمتدح منظر
دمشق وغوطتها أثناء الطعام، ثم
أجال نظره في القاعة التي هم
فيها، وكأنه أراد التهكم
والاستخفاف بالملك فيصل فقال:
"أهذا هو القصر الذي سكنه
فيصل؟" فأجابه فارس: "نعم،
يا صاحب الفخامة، هذا هو القصر
الذي سكنه الملك فيصل، وقد بناه
والٍ عثماني اسمه ناظم باشا، ثم
حلَّ فيه جمال باشا، ثم الجنرال
ألنبي، والآن تحلُّونه فخامتكم.
وجميع مَن ذكرتُهم أكلنا معهم
في نفس القاعة، وكلهم رحلوا،
وبقي القصر وبقينا نحن." سمع
الجنرال غورو هذه العبارة فصمت،
ووجم كلُّ مَن كان حول المائدة،
ولم ينطق أحد حتى انتهاء
المأدبة. وكان الشيخ تاج الدين
الحسيني حاضرًا، فقال لفارس بعد
الحفلة: "منذ هذا اليوم
انتحرت، ولن تقوم لك قائمة مع
الفرنسيين." فيجيب فارس: "وأنا
أيضًا لم أرغب أن تقوم لي قائمة،
وإنما هي معركة ولن تنتهي حتى
يرحلوا. أما عن
رأيه في الإسلام فقد أدلى به
أكثر من مرة: - (..
يمكن تطبيق الإسلام كنظام دون
الحاجة للإعلان عنه أنه إسلام).
(… لا يمكننا محاربة النظريات
الهدامة التي تهدد كلاّ من
المسيحية والإسلام إلا
بالإسلام). (… لو خيرت بين
الإسلام وبين الشيوعية لاخترت
الإسلام). (… هذا هو إيماني. أنا
مؤمن بالإسلام وبصلاحه لتنظيم
أحوال المجتمع العربي وقوته في
الوقوف بوجه كل المبادئ
والنظريات الأجنبية مهما بلغ من
اعتداد القائمين عليها. لقد قلت
ولازلت أقول، لا يمكن مكافحة
الشيوعية والاشتراكية مكافحة
جدية إلا بالإسلام، والإسلام
وحده هو القادر على هدمها
ودحرها). لقد
كان فارس الخوري متجرداً في
أحكامه، عميقاً في تفكيره،
صائباً في نظرته، وقد جره هذا
الإنصاف لأن يقول عن (الإسلام)
الذي درسه وتعمق فيه أنه محققاً
للعدالة الاجتماعية بين بني
البشر. ويؤثر عنه كثير ممن عاشره
حبه للإسلام وتعلقه به عقيدة
وشريعة، وكثيراً ما أسر
باعتقاده هذا إلى زائريه
ومخلصيه. فلننظر
إلى هذا الإنسان العادل المتجرد
حتى في مواقفه السياسية : فأثناء
ترؤس فارس الخوري الحكومة عام
1954 أقدمت محكمة الثورة المصرية
بعهد عبد الناصر على إصدار
الحكم بالإعدام على ستة من
زعماء جماعة الإخوان المسلمين
المصرية فعمّت المظاهرات
العارمة كافة المحافظات
السورية احتجاجا على ذلك، قام
فارس الخوري بالاتصال بجمال عبد
الناصر ومما قاله في مناشدة
المسئولين المصريين: " إنني
أضع كرامتي وكرامة حكومتي مقابل
إسقاط الحكم والإفراج عن
المحكومين من جماعة الإخوان
المسلمين ، ولكن السلطات
المصرية لم تستجب له (كما لم
تستجب لكافة الدعوات الشعبية و
الحكومية ) ، رغم الذكريات
الخالدة في أذهان المصريين عن
هذا الرجل و دفاعه عنهم في
المحافل الدولية كما سنرى في
سيرته ، و قد تركت هذه الحادثة
أثراً في نفسه بقي معه حتى وفاته
0 و قد
حافظ سهيل ابن فارس الخوري
الوحيد على إرث أبيه في مواقفه
المتجردة من الطائفية ففي عام
1957 حصلت انتخابات تكميلية في
دمشق على مقعد شاغر في مجلس
النوّاب بعد وفاة شاغله الأصلي،
فتنافس على المقعد مرشّح
الحكومة اليساري البعثي
والمرشح الإسلامي مصطفى
السباعي، فوقف سهيل فارس الخوري
( والد الروائية المعروفة كوليت
) داعما قويّا للدكتور مصطفى
السباعي. أما عن
تعلقه بلغته العربية فقد كان
شاعراً وطنياً و أديباً متميزاً
و لولا انشغاله بالسياسة و
الاقتصاد و الشؤون الوطنية و
القومية لكان أحد أكبر الأدباء
في زمانه و كان يحرص على الفصحى
تكلماً و سماعاً و لتبيان ذلك
نذكر هذه القصة الطريفة من احدى
جلسات مجلس النواب الذي كان
يرأسه والذي كان فيه العديد من
النواب العوام قليلي الثقافة ،
فوقف أحد هؤلاء يخطب و يقول :حضرات
النواب المحترمون 0 فصحح له فارس
، بل قل : حضرات النواب
المحترمين ، فصحح النائب ثم
تابع وقال : كان النواب
المحترمين ، فقاطعه فارس بيك
قائلاُ : بل قل : كان النواب
المحترمون 0 هنا غضب النائب
العامي وقال عندما قلت محترمون
خطأتني وقلت محترمين 0اتسخر مني
يا بيك ،ماذا تريدني أن أقول ،
محترمون أم محترمين 0 فأجابه
فارس بيك : لا ، لكن هكذا يريد
سيباويه. فمن هو
فارس الخوري : ولد
فارس يعقوب الخوري في قرية
الكفير ( حاصبيا –لبنان) في 20تشرين
ثاني 1873م. لوالد مسيحي
بروتستانتي، كان يعمل نجاراً ،
والدته حميدة عقيل الفاخوري
ابنة رجل قضى في مذبحة عام 1860
بين الدروز والمسيحيين. كانت
مهتمة بابنها البكر فارس كل
الاهتمام وتخطت كل المصاعب من
أجل تعليمه. تلقى
فارس الخوري علومه الابتدائية
في مدرسة القرية، ثم بالمدرسة
الأمريكية في صيدا، ولما كان
متفوقاً على أقرانه فقد عينه
المرسلون الأمريكان معلماً في
مدرستهم الابتدائية في زحلة. دخل
فارس الكلية الإنجيلية
السورية، والتي سميت بعد ذلك (الجامعة
الأمريكية) ببيروت. وحصل على
شهادة بكالوريوس في العلوم عام
1897. دعي
فارس الخوري لإدارة المدارس
الأرثوذكسية في دمشق، ولإعطاء
بعض الدروس في مدرسة تجهيز عنبر.
ثم عُين ترجماناً للقنصلية
البريطانية (1902 1908) حيث أكسبته
وظيفته الجديدة نوعاً من
الحماية ضد استبداد الحكم
العثماني. لم
يترك فارس الخوري الدرس
والتحصيل، بل ظل منكباً على
الدراسة والمطالعة فدرس
اللغتين الفرنسية والتركية
لوحده دون معلم وبرع فيهما، كما
أنه أخذ يطالع الحقوق لنفسه،
وامتهن المحاماة، وتقدم بفحص
معادلة الليسانس بالحقوق
فنالها. في عام 1908م انتسب لجمعية
الاتحاد والترقي فكان هذا أول
عهده بالسياسة. انتخب
فارس الخوري سنة 1914 نائباً عن
دمشق في مجلس المبعوثان
العثماني. وفي سنة 1916 سجنه جمال
باشا بتهمة التآمر على الدولة
العثمانية، لكنه بُرئ ونفي إلى
استانبول، حيث مارس التجارة
هناك. عاد
فارس الخوري إلى دمشق بعد
انفصال سوريا عن الحكم العثماني.
وفي عام 1919 عُين عضواً في مجلس
الشورى الذي اقترح على الشريف
فيصل تأسيسه، كما سعى فارس مع
عدد من رفاقه إلى تأسيس معهد
الحقوق العربي، وكان هو أحد
أساتذته، كما اشترك في تأسيس
المجمع العلمي العربي بدمشق. تولى
فارس الخوري وزارة المالية في
الوزارات الثلاث التي تألفت
خلال العهد الفيصلي. وعلى إثر
احتلال الفرنسيين لسوريا عام 1920
انصرف الخوري إلى العمل الحر
كمحام. ثم انتخب نقيباً
للمحامين واستمر خمس سنوات
متتاليات، كما عُين حقوقياً
لبلدية دمشق، وعين أستاذاً في
معهد الحقوق العربي لتدريس
مادتي أصول المالية وأصول
المحاكمات الحقوقية. لفارس
الخوري ثلاث مؤلفات في القانون
هي: (أصول المحاكمات الحقوقية) و(موجز
في علم المالية) و(صك الجزاء). أسس
فارس الخوري وعبد الرحمن
الشهبندر وعدد من الوطنيين في
سوريا حزب الشعب رداً على
استبداد السلطة الفرنسية... ولما
نشأت الثورة الفرنسية عام 1925
اعتقل فارس الخوري وآخرون ونفوا
إلى معتقل أرواد. في عام
1926 نفي فارس الخوري إلى خارج
سورية بسبب استقالته من منصب
وزير المعارف في حكومة الداماد
أحمد نامي بك احتجاجاً على سوء
نوايا الفرنسيين. شارك
فارس الخوري وعدد من الوطنيين
في تأسيس الكتلة الوطنية، وكان
نائباً لرئيسها يضع القرارات
ويكتب منشوراتها، وهذه الكتلة
قادت حركة المعارضة والمقاومة
ضد الفرنسيين، وكانت من أكثر
الهيئات السياسة توفيقاً
وفوزاً مدة تقارب العشرين عاماً.
على
أثر الإضراب الستيني الذي عم
سوريا عام 1936 للمطالبة بإلغاء
الانتداب الفرنسي تم الاتفاق
على عقد معاهدة بين سوريا
وفرنسا، ويقوم وفد بالمفاوضة
لأجلها في باريس، فكان فارس
الخوري أحد أعضاء هذا الوفد
ونائباً لرئيسه. انتخب
فارس الخوري رئيساً للمجلس
النيابي السوري عام 1936 ومرة
أخرى عام 1943، كما تولى رئاسة
مجلس الوزراء السوري ووزيراً
للمعارف والداخلية في تشرين أول
عام 1944... وكان لتولي فارس الخوري
رئاسة السلطة التنفيذية في
البلد السوري المسلم وهو رجل
مسيحي صدى عظيم فقد جاء في الصحف
الغربية : (... وأن مجيئه إلى
رئاسة الوزراء وهو مسيحي
بروتستانتي يشكل سابقة في تاريخ
سورية الحديث بإسناد السلطة
التنفيذية إلى رجل غير مسلم،
مما يدل على ما بلغته سورية من
النضوج القومي، كما أنه يدل على
ما اتصف به رئيس الدولة من حكمة
وجدارة). وقد أعاد تشكيل وزارته
ثلاث مرات في ظل تولي شكري
القوتلي رئاسة الجمهورية
السورية. في عام
1945 ترأس فارس الخوري الوفد
السوري الذي كُلّف ببحث قضية
جلاء الفرنسيين عن سوريا أمام
منظمة الأمم المتحدة، التي تم
تأسيسها في نفس العام، حيث
اشترك الخوري بتوقيع ميثاق
الأمم المتحدة نيابة عن سورية
كعضو مؤسس. كما
ألقى الخوري خطبة في المؤتمر
المنعقد في دورته الأولى نالت
تقدير العالم وإعجابه. حيث أبدى
فيها استعداد سورية وشقيقاتها
العربيات لتلبية نداء البشرية
من أجل تفاهم متبادل أتم،
وتعاون أوثق، كما تحدث فيها عن
خطورة المهمة الملقاة على عاتق
المؤتمر، وأظهر تفاؤله في
إمكانية تحقيق الفكرة السامية
التي تهدف إليها المنظمة
العالمية. وبناء على جهوده فقد
منحته جامعة كاليفورنيا (الدكتوراه
الفخرية) في الخدمة الخارجية
اعترافاً بمآثره العظيمة في حقل
العلاقات الدولية. انتخب
فارس الخوري عضواً في مجلس
الأمن الدولي (1947 1948)، كما أصبح
رئيساً له في آب 1947، وقد اهتم
بالقضية الفلسطينية اهتماماً
خاصاً، وأكد رفض الدول العربية
إقامة دولة لليهود فيها. كما شرح
القضية المصرية وطالب بجلاء
الإنجليز عن أراضيها، وأكد على
السلام العالمي وطالب بإنهاء
تنافس الدول الكبرى، وحذر من
وقوع حرب ذرية مدمرة. ولطالما
ضجت هيئة الأمم بخطبه ومناقشاته
باللغة الإنجليزية من أجل نصرة
الحق في القضية العربية. عاد
فارس الخوري إلى بلاده بعد
انتهاء عضوية سورية في مجلس
الأمن الدولي، وكان قد انتخب
رئيساً للمجلس النيابي لعام 1947
عندما كان يمثل سورية في مجلس
الأمن. ولكن عندما حل هذا المجلس
على أثر الانقلاب الذي قام به
حسني الزعيم ثابر فارس الخوري
على عمله في الحقل الدولي،
وترأس الوفود السورية إلى هيئة
الأمم متابعاً نضاله ودفاعه عن
القضايا العربية. في عام
1954 طلب رئيس الجمهورية هاشم
الأتاسي من فارس الخوري تشكيل
حكومة سورية، لكن الوزارة
الرابعة التي شكلها لم تستمر
سوى أشهر معدودة0 بعد
ذلك اعتكف فارس الخوري في منزله..
يذهب مرة كل عام إلى جنيف ليشترك
في جلسات لجنة القانون الدولي
التي هو عضو فيها. وأقيمت الوحدة
بين سورية ومصر ولم يكن للأستاذ
فارس الخوري أي رأي بقيامها أو
بانهيارها. في 22
شباط 1960، أصيب فارس الخوري بكسر
في عنق فخذه الأيسر بغرفة نومه،
وكان يعاني من آلام المرض
الشديد في مستشفى السادات
بدمشق، حينما منح جائزة الدولة
التقديرية في العلوم
الاجتماعية من قبل الرئيس جمال
عبد الناصر بناء على توصية
المجلس الأعلى للعلوم والفنون. ترجل
هذا الفارس العظيم عن خيله
العربي الأصيل و كانت وفاته
مساء الثلاثاء 2 كانون الثاني
يناير1962، في مستشفى السادات
بدمشق. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |