ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
شعر : صالح محمّد جرّار الجابريّات - جنين - فلسطين
====================== بقلم/ د. عطية الوهيبي نسلت سورية الأبية الرجال الغرّ الميامين
على مر العصور، والنساء
المجاهدات المصابرات على كر
الدهور، فكانوا سُرُجاً تنير
الطريق لكل شعب مستباح مقهور،
وضربوا أروع الأمثلة في مقارعة
كل طاغوت مجرم موتور، وقادوا
مواكب الحرية والفلاح والنور. ومن خنساوات سورية زوجة الشهيد الشيخ عبد
الرزاق عبد العزيز أبا زيد
الذين لقي وجه ربه شهيداً مع
فلذات كبده الأربعة وقد أربى
على خمسة وسبعين عاماً. اجتاحت قوات بشار محافظة درعا، وجابت
دباباته التي اشتريت بدماء
الشعب وقوته لحماية الصهاينة في
الجولان، وذبح أهل سورية
ولبنان، وفَعل أزلامه وأقزامه
الأفاعيل في درعا وغيرها من
المدن والقرى والأرياف، يذبحون
الناس كالخراف، غير عابئين بكل
القيم والأعراف. اقتادت قوات بشار المجرمة الشيخ عبد
الرزاق وأولاده الأربعة، أمام
نظر والدتهم، وتركوا زوجاتهم
وأطفالهم وهم يذرفون الدمع
المدرار، ويرون قسوة هؤلاء
القتلة الأشرار، وهم يوجهون
اللكمات والضربات بأعقاب
البنادق لجدهم وآبائهم،
وانطلقوا بهم إلى جهة مجهولة. واستباح جنود بشار وضباطه ودباباته درعا
يقتلون ويأسرون ويسرقون، وهم
الذين لبسوا ثياب النساء عام 1967م
فارين منهزمين عندما باع أبوه
حافظ أسد وزير الدفاع يومئذ
الجولان بكل ما فيها، ومما باعه
الدبابات والمدرعات والمدافع
التي بقيت في مرابضها صماء
بكماء عمياء لا تطلق قذيفة
واحدة على الصهاينة المحتلين
الجبناء، ليتربع عام1967م هو
وأولاده، وأسرته من بعده على
كرسي الحكم مقابل بيع الجولان،
وذبح المقاومة الفلسطينية، كما
في تل الزعتر، وبعد أيام من غزو
التتار الجدد لدرعا اكتشفت
مقبرة جماعية على مشارف هذه
المحافظة الصابرة المصابرة
التي أشرقت من جراحاتها شمس
الحرية والعزة والإباء، ملونة
بألوان الدماء الزكية التي
سفكها هؤلاء الأوغاد أزلام بشار
السفاح ابن السفاح. وكان الشيخ عبد الرزاق وأولاده الأربعة
يرقدون في هذه المقبرة وقد
ارتفعت أرواحهم إلى عليين بإذن
الله رب العالمين مع إخوانهم
وأحبائهم الذين بطشت بهم يد
الطاغوت، وأصيبت الأم بالذهول،
ودخلت في غيبوبة استفاقت منها
بعد أسبوع، فربط الله على
قلبها، وأفاض عليها الصبر
والسلوان، واحتسبت زوجها
وأولادها وأخاها أيضاً في جنب
الرحمن، وقد صعدت روحه قبلهم
بإذن الله إلى الفردوس الأعلى
في الجنان. واستدعى رأس الكفر والفساد والإلحاد بشار
خنساء حوران، وذهبت لمقابلته،
وهو الذئب الغادر الموتور
والكلب المسعور العقور. وفي أثناء المقابلة قال لها: إن العصابات
المسلحة هي قتلت زوجك وأولادك
وأخاك، وسرقت حلي النساء، ودمرت
المنازل والبيوت والأحياء،
فقالت له خنساء حوران برباطة
جأش وقوة: إن جنودك هم الذين
اقتادوا زوجي وأولادي ومن قبلهم
أخي أمام بصري، فلم اللف
والدوران والكذب على الأذقان؟
وليس هناك عصابات مسلحة في
حوران بل هناك شعب حر أبي شهم
يريد الحرية والخلاص من حياة
الذل والهوان. تلون وجهه كما تتلون الحرباء، وفحّ
كالحيّة الرقطاء، وقال لها:
سنعطيك عشرين مليوناً دية لزوجك
وأولادك تستعينين بهم على تربية
أولادهم من بعدهم، وكأنة غدا
أباً رفيقاً شفيقاً بأطفال
سوريا الذي نكل بهم ومزق
أجسادهم كحمزة الخطيب وتامر
الشرعي وغيرهما من أطفال هذا
الوطن، الذي اغتاله هذا السفاح
كما فعل أبوه من قبل، قالت له
خنساء حوران: إن ميراثي من مال
والدي هو مئة مليون ليرة سورية،
فخذ منها عشرين مليوناً وأعطني
أحد أولادك لأقتله لأشفي صدري
المظلوم الجريح وأجبر جناحي
الكسير المهيض الذبيح، اربدّ
وجه الطاغية وعبس وبسر، وأمر
بإخراج خنساء حوران من قصره
الذي بُني على جماجم الشعب
وشلائه وعظامه ودمائه. فرجعت إلى درعا شامخة الهامة، موفورة
الكرامة، وباء الطاغية بالخزي
والعار والندامة. صبراً يا أماه، قتلانا في الجنة والطاغوت
وأزلامه في النار. صبراً يا أماه الله مولانا ولا مولى لهم. صبراً يا أماه إن فجر النصر الصادق قادم
قادم ((وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون)). =========================== الشاعر : الفراتي الثاني
========================== عادل عبد الرحمن أقرت الكنيست الاسرائيلية قبل ايام "أن
اليهودية مصدر التشريعات في
اسرائيل! " كما أقرت ان "اللغة
العبرية، هي اللغة الرسمية"
بعد ان اسقطت مكانة اللغتين
العربية والانكليزية كلغات
رسمية للبلاد منذ زمن الانتداب.
هذا الاقرار يعكس الانحدار
المتنامي للدولة الاسرائيلية
نحو العنصرية. وتكريس الدين
كعامل رئيس في التشريع وإعادة
صياغة معالم المجتمع بما يتوافق
مع مقاييس ومعايير الحاخامات
شذاذ الافاق، دعاة المييز
العنصري وتعميق الكراهية
والحقد بين اليهود وابناء
الديانات والقوميات الاخرى،
وقتل الاغيار ... الخ من النزعات
الخطيرة المعادية للديمقراطية
والحرية ودستور الدولة المدنية.
إسرائيل، التي إدعت، وتدعي معها دول
الغرب عموما والولايات المتحدة
خصوصا، أنها "الديمقراطية"
الوحيدة في المنطقة، تميط
اللثام يوما تلو الاخر عن
عدائها للديمقراطية، وإضمحلال
آخر معالمها المتمثل باعتماد
اليهودية اساسا في التشريع،
وبإسقاطها النصوص الدستورية
الوضعية الغربية كاساس ناظم
تعاقدي بين الحاكم والمحكوم.
وبالتالي الادعاء ب"ديمقراطية"
اسرائيل ليس سوى إفتراء على
الديمقراطية والحقيقة، لانها
دولة أبرتهايد عنصرية ومعادية
للديمقراطية، وهي ليست أكثر من
دولة من دول العالم الثالث
المغرقة في رجعيتها. وذات القياس ينطبق على الدول العربية
والاسلامية او المسيحية، التي
تعتبر الدين مصدرا اساسيا
للتشريع. اي انها جميعا دول
رجعية ومتخلفة ومعادية لحقوق
الانسان. وهي دول تؤصل للكراهية
والحقد بين ابناء الديانات
والمعتقدات والافكار المختلفة.
ولا يوجد دين أرحم من دين او دين
ا:ثر تسامحا من دين. فكل اتباع
الديانات المختلفة يعتبرون
دينهم، دين حق وتسامح ومحبة
أكثر من غيره من الاديان. ولهذا
تم التأكيد على ضرورة فصل الدين
عن الدولة، بغض النظر عن نسبة
اتباع هذه الديانة او تلك
لمجموع السكان العام. والالتزام
بالقوانين الوضعية. لان الدين
علاقة خاصة بين الانسان وخالقه.
اما الوطن فهو لجميع ابنائه من
مختلف الاعراق والديانات
والمشارب الفكرية والمنابت
الثقافية. توحدهم اللغة
والتاريخ والثقافة والهوية
الوطنية (القومية) كأمة او كشعب
في نطاق أمة كما هو الحال
بالنسبة لعرب، المجزأين على
مساحة أثنين وعشرين دولة. ويخطىء من الفلسطينيين او العرب من يهاجم
الخطوة الاسرائيلية في اعتماد
اليهودية اساسا للتشريع، وهو
يدافع عن الحق في ان يكون
الاسلام اساسا للتشريع في هذه
الدولة او تلك. لان المعايير
الدينية واحدة، تنصف فئة دينية
على حساب ابناء المعتقدات
الدينية الاخرى، اي انها تمارس
التمييز والكرهية بين ابناء
الدولة الواحدة، وتقتل روح
التآخي والتعاضد والسم
المجتمعي. وبالتالي من يريد ان
يهاجم الخطوة الاسرائيلية،
عليه ان يكون على مستوى
المسؤلية الوطنية والاجتماعية
ويدعو بشكل واضح وصريح لالغاء
الاعتماد على اية تشريعات دينية.
والدفاع عن القوانين الوضعية، والدولة
المدنية، دولة كل مواطنيها، لا
يلغ حق اي مواطن باتباع الدين
الذي يريد، ويقيم العلاقة
الخاصة بمعايير الدين المحدد مع
خالقه، وحماية اماكن العبادة
واحترامها، واحترام من يأومها.
فهذا الحق تكفلة الدولة المدنية
لكل ابناء المجتمع. لذا فضل
الدولة المدنية على الدولة
الدينية المتزمتة كبير وواسع،
لانها دولة كل الشعب، دولة
تحترم حقوق الانسان وتصونها،
ودولة يخضع كل مواطنيها للقانون
بغض النظر عن الديانة او
الافكار الوضعية التي يتبعونها.
دولة تحترم الحريات العامة
والخاصة للمجتمع والفرد على حد
سواء. دولة تفتح أفق الابداع
والنهوض بالمجتمع دون حدود
اوضوابط لاهوتية متزمتة. ========================= مجاهد مأمون ديرانية أعترف ابتداءً بأنّي سرقت هذا العنوان،
لست صاحبه ولا أنا مَن اخترعه،
بل سمعته من أحد مصوّري مظاهرات
جمعة “صمتكم يقتلنا”، ولا أدري
أنَطق به سهواً أم قَصَدَ
معناه، قد يكون هذا أو هذا، أما
أنا فاستحسنته واستصوبته. نعم، إنّ هذا لَحَقٌّ وإنه لَصدق؛ إنْ
كنتم لنا بصمتكم قاتلين فإنكم
لأنفسكم به أقتل، وإن كان
لصمتكم ضحايا فإنكم أنتم أنفسكم
على رأس ضحايا صمتكم. هذا عالِمٌ ذائعُ الصيت يسحب من ورائه
جمهوراً كوَّنَه في العدد
الكبير من السنين، ظن أنه إنْ
سكت فلم يمالئ الظالم -كما صنع
غيره- فقد أبرأ ذمته. أما علم أن
الصمت والجهر بالسوء في مثل هذا
المقام أخوان شقيقان؟ أما علم
أنه ليس ونحن -عامّةَ الناس- في
حق الصمت سواء؟ نحن لم يؤخَذ
علينا ما أُخذ عليه من ميثاق،
فلو أنّا جنحنا إلى المسالمة
واخترنا أهون الطريقين فلا
مَلامة علينا، أما العالم فقد
أخذ الله عليه الميثاق: أن
يُبيّن الحق للناس، فإذا سكت عن
البيان فقد خان الميثاق، وإذا
صرّح بجزء من الحق وسكت عن بعض -رَغَباً
أو رَهَباً- فقد خان الميثاق. إن
الصمت في هذا المقام خيانة
للنفس وخيانة للدين وخيانة
للأمة. يا أيها العلماء الذين صَمَتُّم في موقع
يلزم فيه البيان: لقد قتلتم
أنفسكم قبل أن تقتلونا، لا
سامعَ لكم ولا تابعَ بعد اليوم. وهذا من الذين يسمّون أنفسهم مثقفين. كان
ينبغي عليه أن تدفعه ثقافته إلى
الدفاع عن حقوق أمته، لكنه
اكتفى بالصمت واعتصم به وظن أنه
إن صمت فقد أنصف. أما علم أنه لا
يصحّ منه الصمت ولا يُقبَل؟ أما
علم أنه ليس ونحن -عامّةَ الناس-
في حق الصمت سواء؟ نحن لم نمجّد
القاتلَ في أي يوم ولا مجّدنا
أباه المجرم من قبله، ولا دُرنا
في فلك النظام دَوَران المغزل.
أمَا وقد فعل هو ذلك ذاتَ يوم
وكلَّ يوم فقد وجب أن يكشف عن
الحقيقة التي يعرف، وأن يعلن
تخلّيه عن الظالم ووقوفه مع
المظلوم، هذا وحده هو الكفّارة
عن نفاق السنين الماضيات وهو
وحده الذي يوفي به المثقفون
الدَّينَ لثقافتهم وأمتهم، أما
الصمت فإنه خيانة للنفس وخيانة
للثقافة وخيانة للأمة. يا أيها المثقّفون الذين صَمَتُّم في
موقع يلزم فيه البيان: لقد قتلتم
أنفسكم قبل أن تقتلونا، لا قارئ
لكم ولا مُتابعَ بعد اليوم. وهذا من الذين يسميهم الناس فنانين، كان
ينبغي عليه أن يدفعه فنُّه إلى
حمل هَمّ أمته، لكنه آثر الصمت
فلم يُسمَع له في هذه المعمعة
صوت، وظن أنه أفلح. أما علم أنه
لا يصح منه الصمت ولا يُقبل؟ أما
علم أنه ليس ونحن -عامّةَ الناس-
في حق الصمت سواء؟ نحن لم نسبّح
بحمد الرئيس السفاح في يوم مضى
ولا اشتغلنا مبيِّضين، نُصرّف
طاقتَنا ونَصْرف وقتَنا في
تبييض وجه النظام. أمَا وقد
فعلتم أنتم ذلك فيما مضى فلا عذر
لكم في السكوت اليوم، فاكسروا
صمتكم وأسمعونا صوتكم وأعلنوا
تخليكم عن المجرمين، اعترفوا
أنكم غطيتم بطبقة من البياض
الزائف وجهاً داكناً ممعناً في
السواد. كفاكم صمتاً؛ إن الصمت
خيانة للنفس وخيانة للفن وخيانة
للأمة. يا أيها الفنّانون الذين صَمَتُّم في
موقع يلزم فيه البيان: لقد قتلتم
أنفسكم قبل أن تقتلونا، لا
جمهور لكم ولا محبين بعد اليوم. أما أنتم يا عامّةَ الصامتين من راضين أو
خائفين أو مستسلمين: إنكم
ترتاحون اليوم بصمتكم وتختارون
أدنى الطريقين إلى السلامة،
لكنكم تخسرون الكثير. تخسرون
الشرف، وتخسرون المروءة،
وتخسرون الكرامة، وتخسرون
احترامَكم لأنفسكم واحترام
أولادكم لكم. إنكم تخسرون ما لا
يعوَّض بالمال ولا حتى بالحياة. يا أيها الصامتون: لقد قتلتم أنفسكم قبل
أن تقتلونا؛ إنكم تقتلوننا
اليوم بصمتكم، ولكنكم أصدرتم
الحكم على أنفسكم بالموت كل يوم
إلى آخر العمر، وكفى بهذا الموت
المتكرر عقاباً لكم على جريمة
الصمت. أما أنت يا أمين الجامعة العربية ويا أمين
منظمة المؤتمر الإسلامي، ويا
قادة الدول العربية والدول
الإسلامية، فما أدري كيف يمكن
لصمتكم أن يقتلكم، فإن الموتى
لا يموتون! ======================= ألا يستحق الوضع في
سورية وما يرتكب فيها من
جرائم ضد الإنسانية، موقفاً
عربياً واقليمياً ودولياً
حازماً ؟ المحامي مصطفى أوسو بعد مرور أكثر من
أربعة أشهر على اندلاع انتفاضة
الشعب السوري، وما رافق ذلك من
قمع عنيف وسفك للدماء واستخدام
مفرط للقوة لفض التجمعات
والتظاهرات السلمية المطالبة
بالحرية والعدالة الاجتماعية
والكرامة الشخصية والديمقراطية
واسقاط النظام ورحيله...، في
مختلف المحافظات والمدن
والبلدات السورية، والذي أدى
إلى وقوع أكثر من ألفي ضحية من
القتلى وضعفي هذا العدد من
الجرحى والمصابين بعاهات
دائمة، إضافة إلى أكثر من خمسة
عشر ألفاً من المعتقلين
والمختفين قسراً، الذين لا يعرف
عن مصيرهم شيئاً في ظل ظروف
الاعتقال السيئة وتعرضهم
للتعذيب الوحشي وغيره من
المعاملة القاسية والحاطة
بالكرامة في الحجز والمعتقل،
والذي أدى حتى الآن إلى وفاة
العديد من الذين تم اعتقالهم،
بينهم أطفال، مثل: ( حمزة
الخطيب، ثامر محمد الشرعي،... ). بعد كل هذه
الفظائع والأهوال...، التي
اقترفتها السلطات الأمنية
السورية والمرتبطين بها من
عناصر الشبيحة، والتي تقشعر لها
الأبدان وفاقت كل تصور أو خيال،
تبقى المواقف العربية
والاقليمية والدولية حول الوضع
في سورية، مخيبة للآمال ولا
ترتقى إلى مستوى ما يواجهه
الشعب السوري بصدوره العارية،
من تحديات وأخطار جسيمة نتيجة
الممارسات الممنهجة والتصرفات
الرعناء للأجهزة الأمنية
ومليشيات الشبيحة وإطلاق يدها
لتمارس القتل وتتفنن فيه –
استئصال حنجرة مغني الثورة
إبراهيم قاشوش – وتقوم
بالاعتقالات التعسفية بحق
المواطنين، وتعيث نهباً وسلباً
وفساداً وخراباً...، في كل مكان
تصل إليه. وليت الأمر وقف
عند هذا الحد، فهو لم يشفع
ساديتهم الإجرامية، ليجلبوا
الدبابات والمدافع وحتى
المروحيات...، من أجل قصف المدن
والبلدات السورية !!! نعم قصف
المدن والبلدات السورية، حتى
وصلت الجرائم التي ترتكبها
السلطات السورية إلى درجة
نستطيع أن نقول إنها ترتقي إلى
مرتبة ومصاف الجرائم ضد
الإنسانية بحسب نظام روما
الأساسي للمحكمة الجنائية
الدولية المعتمد في مدينة روما
الايطالية في 17 تموز 1998 فقد نصت
الفقرة الأولى من المادة
السابعة منه، على أنه: يشكل أي
فعل من الأفعال التالية: القتل
العمد، السجن أو الحرمان الشديد
على أي نحو آخر من الحرية
البدنية بما يخالف القواعد
الأساسية للقانون الدولي،
التعذيب، الاختفاء القسري
للأشخاص، ابعاد السكان أو النقل
القسري للسكان، الاغتصاب.. أوي
أي شكل من أشكال العنف الجنسي...،
الأفعال اللإنسانية الأخرى
التي تتسبب عمداً في معاناة
شديدة أو أي أذى خطير يلحق
بالجسم أو بالصحة العقلية أو
البدنية...، جريمة ضد الإنسانية
متى ارتكب في إطار هجوم واسع
النطاق أو منهجي موجه ضد أية
مجموعة من السكان المدنيين، وعن
علم بالهجوم. وهنا نشير إلى أن
الأفعال التي جاءت تحت نص
الفقرة الأولى من المادة
السابعة من نظام روما الأساسي
للمحكمة الجنائية الدولية،
تنطبق في معظمها على ما تقوم به
السلطات السورية بشكل ممنهج
تجاه المدنيين السوريين العزل
المطالبين بالحرية والكرامة
وسيادة القانون والتداول
السلمي للسلطة استناداً
لصناديق الاقتراع...، وهي تشكل
جرائم بمجملها جرائم ضد
الإنسانية، يجب أن يحاكم ويحاسب
عليها المسؤولين السوريين
المقرفين لها أمام محكمة
الجنايات الدولية. وبالعودة إلى
الموقف الرسمي العربي من هذا
الوضع الإنساني الخطير في
سورية، فإن أقل ما يمكن أن نصفه
به بأنه مخز ومخجل جداً جداً،
فالصمت كان رهيباً ومؤلماً
وطويلاً، وهو يعود في جوهره إلى
خوف الأنظمة العربية من نفس
الأوضاع في جمهورياتها
وممالكها...، بالنظر إلى إنها –
الأنظمة العربية - جميعاً تعاني
من نفس الأسباب التي أدت إلى هذا
الحراك الجماهيري الشعبي في
سوريا، من غياب للحريات
الديمقراطية وسيادة نمط القمع
والاستبداد وانتشار الفساد
ونهب الثروات...، وهذا ما حدا
بالشعب السوري إلى اعتبار
الأنظمة العربية شريكة بالقتل
من خلال تسمية أحد أيام جمعته ب
" صمتكم يقتلنا " ولكن
الأكثر والأشد وجعاً وإلاماً
بالنسبة للشعب السوري، كانت
التصريحات التي أدلى بها الأمين
العام لجامعة الدول العربية
السيد نبيل العربي أثناء زيارته
لسوريا، والتي أشاد فيها
بإصلاحات القيادة السورية،
متجاهلاً ما يجري على الأرض من
قتل وتدمير وإراقة لدماء
السوريين...، وهو الذي جاء
ليتبوأ هذا المنصب نتيجة ثورة
الخامس والعشرين من يناير التي
قادها الشعب المصري أيضاً من
أجل الحرية والكرامة
والديمقراطية...، ضد نظام حسني
مبارك التسلطي والاستبدادي...،
هذه الثورة التي ساندها وأيدها
الشعب السوري بكل قوة وأقام من
أجل انجاحها التجمعات
والاعتصامات... في داخل سورية
وخارجها، متحملاً ملاحقة وقمع
الأجهزة الأمنية...، التي رفضت
أي شكل من أشكال التأييد الشعبي
السوري للثورة في مصر. وأما بالنسبة
للموقف الاقليمي، وخاصة من جانب
الدولتين المؤثرتين في المنطقة
( إيران، تركيا )، فقد وقفت إيران
بكامل قوتها المادية والمعنوية
والاقتصادية...، بجانب النظام
السوري ودعمته بمختلف الأساليب
والوسائل... بما في ذلك القمعية
منها، انطلاقاً من اعتبارات
طائفية ومذهبية ومصالح سياسية
واقتصادية مشتركة ومتشابكة،
أما تركيا، الدولة الجارة
لسوريا، فقد تراوحت مواقفها بين
المد والجزر، ففي بداية الثورة
صعدت موقفها من النظام السوري،
من خلال تصريحات العديد من
مسؤوليها، وحملت النظام السوري
مسؤولية ما يحدث من الانتهاكات
الواسعة لحقوق الإنسان، داعياً
إياه – النظام - إلى الكف عن
ممارسة القمع وقتل المواطنين
واعتقالهم والتنكيل بهم...،
مكرراً بأنه لن يدع النظام
السوري يكرر مرة أخرى ارتكاب
مجزرة جديدة في سورية، مثل
مجزرة مدينة حماة في ثمانينات
القرن الماضي، ولكن صوتها خبا
فجأة مع انتهاء الانتخابات
النيابية فيها، وفوز حزب
العدالة والتنمية بأغلبية
مقاعد البرلمان التركي، رغم ما
شهدته الأوضاع الإنسانية في
سورية من تصاعد خطير، ورغم وقوع
مجزرة دموية مروعة في مدينة
حماة واستباحتها من قبل عناصر
الأمن وقوات الجيش ومليشيات
الشبيحة... وأما الموقف
الدولي، فهو الآخر لم يرتقي إلى
مستوى وحجم التحديات وخطورة
الأوضاع الإنسانية التي
يواجهها الشعب السوري، فمقارنة
موقفها من الثورة التونسية
والثورة المصرية والثورة
الليبية، مع موقفها من الوضع
الإنساني الخطير في سورية ومن
الثورة السورية عموماً، جعل
الشعب السوري ينظر إلى المجتمع
الدولي على أنه أيضاً شريكاً
للنظام السوري في ذبحه وقتله
وتهجيره والتنكيل به...، مما حدا
به أخيراً إلى أن يقول: إذا كان
العالم لا يغيرنا اهتماماً ولا
يأبه بنا، فإن " الله معنا "،
وهو ما يكون عنوان لجمعة أخرى من
أيام جمع الشغب السوري الصابر
والمكابر، نعم هكذا كان لسان
الشعب السوري يقول: بعد كل هذه
الدماء المسفوكة وذبح الشباب
والأطفال والنساء والشيوخ...،
بدم بارد، وبعد كل هذا القمع
والاستخدام المفرط للقوة
والتعذيب الوحشي المفضي إلى
الموت وانتهاك الحق في الحياة،
وبعد كل هذا القصف ودك المدن
والبلدات السورية، وما رافقها
من تخريب وتهجير ونزوح وقطع
للامدات الصحية والطبية والماء
والكهرباء والاتصالات والمواد
الغذائية...، بعد كل هذا لا يكون
نصيبه إلا ببيان رئاسي غير ملزم
من الناحية القانونية من مجلس
الأمن الدولي يدين العنف والقمع
الدموي والانتهاكات الواسعة
النطاق لحقوق الإنسان من جانب
الحكومة السورية، داعياً إياها
إلى وقف هذا العنف...، هل هذه هي
العدالة الدولية ؟ وأين مسؤولية
المجتمع الدولي في حفظ الأمن
والاستقرار في العالم وحماية
السكان المدنيين في أي بقعة من
العالم من التعرض للقتل
والمجازر الدموية ؟!! أن هذه المواقف
العربية والاقليمية والدولية،
من الأوضاع الإنسانية الخطيرة
جداً في سورية، لا يفاجئنا
قطعاً، وهي تؤشر بوضوح وبشكل لا
لبس فيه ولا غموض، أن النظام
السوري، نظام مدلل لدى جميع
العالم وخاصة المؤثرة منها، ليس
كرمال عيونه كما يقولون، وإنما
لأنه يرعى بأمانة ويحافظ
بامتياز على مصالح الجميع، وأن
اقتضى ذلك التنازل عن حقوق
الشعب السوري ومصالحه وتطلعاته
الإنسانية والوطنية والقومية
المشروعة. ونعود لنقول: أن
الوضع الإنساني في سورية، وضع
خطير وخطيرجداً، وأن الجرائم
التي ارتكبتها وتركبها السلطات
السورية يومياً، ترتقي فعلياً
وعملياً إلى مرتبة ومصاف
الجرائم ضد الإنسانية وفق نظام
روما للمحكمة الجنائية
الدولية، ولا بد اليوم وقبل
غداً من اتخاذ موقف عربي
واقليمي ودولي حازم يدين جرائم
القتل والعنف والاستخدام
المفرط للقوة... من قبل السلطات
السورية، بحق المواطنين
المطالبين بالحرية والكرامة
والديمقراطية والتغيير
الديمقراطي المنشود...، وإجبار
النظام السوري على الرضوخ
والاستماع لصوت العقل والحق في
وقت نزيف الدم وأزيز الرصاص في
شوارع المدن والبلدات السورية
المختلفة، وإحالة ملف سورية
لمحكمة الجنايات الدولية،
لمحاكمة المسؤولين السوريين
ومحاسبتهم عن الجرائم التي
ارتكبوها بحق الشعب السوري،
وإلا فأن الوضع سوغ يتجه إلى
كارثة إنسانية خطيرة للغاية. ====================== الأنظمة غضت الطرف عن
محنة السوريين.. فما بال
الشعوب العربية؟ الطاهر إبراهيم* لم أستطع كبح العبرات وهي تسيل من عيني
وأنا أنظر وأستمع إلى هتاف
الشباب المغربي يهتف: "عاش
الشعب السوري عاش" في مظاهرة
سيرها مناصرون للشعب السوري في
محنته. كما لم ينس المغاربة أن
يوجهوا رسالتهم إلى بشار أسد
فهتفوا أيضا: "يا بشار يا ...
الشعب السوري في العيون". لقد
كانت المظاهرة حاشدة ومعبرة تلك
التي سيرها الشعب المغربي
مناصرة للشعب السوري، بعد أن
دفع بشار أسد بالدبابات السورية
التي دفع ثمنها السوريون من قوت
أطفالهم لكي تقصف السوريين في
حماة ودير الزور والبوكمال،
وقبلها درعا وجسر الشغور وقرى
جبل الزاوية. إذا كانت الأنظمة العربية قد أصابها
الخرس أن تترحم، على الأقل، على
الشهداء السوريين الذين قتلتهم
مدفعية الميدان السورية ومدافع
الدبابات، ربما خوفا أن يصل
الدور إلى شعوبها فتنتفض ضد
استبدادها، فأين هي الشعوب
العربية تفعل كما فعل المغاربة
في مظاهرتهم التي أشرت إليها
آنفا. وليس فخرا، فقد كان
السوريون قبل استيلاء "حافظ
أسد" على السلطة أول الشعوب
العربية التي كانت تقف إلى جانب
أشقائها العرب. فقبل استيلاء حزب البعث علي السلطة في عام1963
كانت الحكومات الوطنية
المتعاقبة في سورية تجعل
القضايا الوطنية العربية في صلب
اهتمامها. فأثناء الحرب في
فلسطين، اندفع الجيش السوري نحو
فلسطين عام 1948 مدافعا عن عروبة
فلسطين وليقف ضد الميليشيات
الصهيونية من أن تحتل أرض
فلسطين، وسقط الشهداء فوق
التراب الفلسطيني. كما شارك
الشيخ مصطفى السباعي أول مراقب
عام للإخوان المسلمين السوريين
في الدفاع عن القدس الشريف
وحافظ مع إخوانه الآخرين من
إخوان العراق وإخوان مصر وإخوان
لبنان في إبقاء القدس عربية ولو
إلى حين. وإذا كان الرئيس الجزائري "عبد العزيز
بوتفليقة" نسي للسوريين
أياديهم البيضاء، يوم قامت ثورة
الجزائر في عام 1954 ضد فرنسا،
عندما كان السوريون يرسلون
المعونات إلى جيش التحرير
الجزائري، فما بال الجزائريين
اليوم ينسون إخوانهم السوريين
حيث ينكل بهم النظام السوري في
كل مدينة وفي كل قرية بكرة
وعشيا؟ أم لعل الجزائريون ما
يزالون مخدوعين بالنظام السوري
ويعتبرونه نظاما مقاوما
وممانعا، كما يفعل بعض القوميين
العرب؟ ولعل المساهمة السورية كانت أوضح ما تكون
بالوقوف إلى جانب المصريين
أثناء العدوان الثلاثي الذي
شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا
عام1956 ، فقد كانت أكبر من أن
تنسى. في هذا السياق يذكر مساهمة البحرية
السورية في الحرب ضد العدوان
الثلاثي،عندما تصدى الملازم
أول السوري "جول جمال" في
معركة "البرلس" شمال
الإسكندرية أثناء قيادته زورق
الطوربيد المصري مستهدفا
للمدمرة الفرنسية الكبيرة "جان
بار" التي أصيبت بأضرار
كبيرة، وخرجت على أثرها من خدمة
القوات البحرية الفرنسية إلى
الأبد. وذلك في معركة مشرفة قدم
فيها "جول جمال" روحه. كما
قامت المظاهرات الصاخبة تجتاح
كل المدن السورية تأييدا لمصر،
وقطع العمال السوريون خط "التابلاين"
الذي ينقل البترول إلى أوروبا
عبر سورية. اليوم وقد نصر الله الإخوة المصريين،
ينظر الشباب السوريين إليهم
يتظاهرون كل جمعة لاستكمال
ثورتهم وجلب جميع رموز الحكم
السابق إلى شباك المحاكم، فهلا
جعل المصريون ساعة من كل يوم
جمعة لتأييد ثورة إخوانهم
السوريين؟ ويوم تعرض الشعب العراقي في خمسينيات
القرن العشرين لمؤامرات واشنطن
عليه، عندما حاولت الهيمنة على
العراق بإنشاء حلف بغداد، وقف
السوريون وقفة رجل واحد ضد حلف
بغداد وسيروا مظاهرات صاخبة ضد
الحلف. وإذا كان رئيس الوزراء
"نوري المالكي"، لا يخرج عن
سياسة طهران، فيسكت عما يفعله
"بشار أسد" بالشعب السوري،
فلماذا لا يتظاهر العراقيون ضد
طغيان الحكام في دمشق، فيرد
الديْن الذي في رقبته للشعب
السوري؟ لا يملك الشعب السوري إلا أن يقدم التحية
للشعب الكويتي وخاصة النواب
الكويتيين على وقفتهم العربية
مع الشعب السوري وتنديدهم
بجرائم النظام السوري،
ومشاركتهم بالمظاهرة التي شارك
فيها كويتيون يوم الجمعة 5 آب
الجاري أمام سفارة النظام
السوري في الكويت. كما عبرت
الحكومة الكويتية عن خشيتها من
أن استمرار القمع في سورية تكون
له عواقب وخيمة على المنطقة.
بالمقابل بلغت الوقاحة بمندوب
حكومة نجيب ميقاتي اللبنانية أن
ينأى بنفسه عن الموافقة على
البيان الرئاسي، -رغم ضعفه- الذي
أصدره مجلس الأمن مستنكرا العنف
في سورية. ناموا أيها العرب حكومات وشعوبا عن
الاهتمام بمحنة السوريين. وسنقف
وحدنا بمواجهة هذا النظام
القاتل الذي سحب الدبابات من
الحدود مع إسرائيل –وهو أصلا لم
يكن يفعل شيئا ضدها- ليقاتل
ويقتل السوريين وينكل بهم. *كاتب سوري ========================= تسألنا حماة الجريحة،
الصامدة : وينكم ؟؟... جلال / عقاب يحيى* يكبر السؤال، يتفرّع تشعباً ليدخل كل
الدروب، كل المعنيين في بلادنا،
وفي ديار العرب، والمسلمين،
والعالم.. ونصرخ مع حماة بصوت
يأكله الحزن والضجر : وينّا؟..
وين العرب، وين المسلمين، وين
العالم مما يجري من حرب الإبادة
المنهجة ؟؟؟.. ولأن الحال من
بعضه، مدينتنا الغالية، ولأن
العرب (الرسميين) استقالوا من
التاريخ، وربما من الجغرافيا،
ومعظمهم يتفيّأ العالم الرطب
لقضاء إجازة الصيف، والهروب من
حرّ رمضان المبارك، ولهيب
صيامه، وتحدّياته للذات
المؤمنة، أو المنافقة ..فإن
الشعوب تحاول وإن كان القهر
يمضّها، وواقعها المزري الذي
أوصلتها إليه نظم الاستبداد
والصراخ والتوسل .. ولأن للعالم
حساباته، ودوزناته، ومصالحه،
وعربدته، ونفاقه، وصهيونته،
واستراتيجياته .. يتعاطى بتؤدة
وكأنه في "سونا" لتنشيط
مفاصله والتفرّغ إلينا ولو
قليلاً . ولأن المسلمين
غارقون في بحر الظلمات وما
زالوا يبحثون عن " القارة
المفقودة" في قعر التكوّر،
والأسطرة .. ولأن الجامعة
المحنّطة تخشى الصيف خوفاً من
اهتراء هيكلها العظمي، أو ذوبان
الثلج المصنّع... تقفين حماة،
ومدن سورية الثائرة وحيدة ..سلاحك
إيمانك، وعزوتك ناسك، ودرعك
شعبك، وأملك النصر القادم.. لا
محال ..ومعادلتك أنت والحياة
صنوان . * *
* سيلفّك مدينتنا
الحبيبة سؤال مُبهم، قاسٍ، يحزّ
في النفس والتاريخ، والحقيقة :
أيفعلونها مرة ثانية سلالة
الإجرام والحقد ؟؟.. أيقتل أطفالك،
وشبابك، وتراثك، وفخرك،
ومساجدك، ونسائك.. ونواعيرك هذا
الذي نعتز به سنوات الصياح،
والحلم : الجيش العربي السوري
؟؟؟؟؟.. ستسألين : أحقاً هو الجيش العربي السوري؟،
جيش الوطن والشعب؟؟.. حامي حمى
الأرض والحدود؟، المتعطّش
لتحرير الجولان.. والحسير على
تحرير فلسطين" كل فلسطين"..
أم أنه جيش النظام، بله جيش
الطغمة، والعائلة، ومافيا
النهب والقتل؟.. ربما مشروعة
ردّة فعلك القوية الغاضبة،
وربما نتفهم حنقك، وصوت الألم
المنبعث من ركام الحطام، ووجع
الجرحى والمعطوبين.. ربما يصلك صراخ المعتقلين من مشارح السلخ
والتعذيب، فتئنين ، كيف لا وهم
فلذة الكبد، عنوان شموخك،
ورايات انتصابك عالية فوق قامات
الموت، والخوف، والسكينة،
وتعضّين على اللسان لأنك تأبين
الضعف وخروج صوت الألم كي لا
يشمتوا، وكي لا تهنين، وانحناء
الرأس إلا للخالق ..وتدعين من
طاقات الفجر الداخلي بعودتهم
سالمين .. ربما
تعتبين،وتلومين أولئك العساكر
الذين يطلقون نيران دباباتهم
ومدافعهم على قلبك، وروحك،
وتسألين : أيعقل ذلك ؟، اليسوا
أبناء البلد؟، ألسنا شعب واحد..أنسوا
أنهم أولادنا وأهلنا وعشيرتنا
؟؟.. أم أنهم غرباء، دخلاء ؟.. ستجدين العذر لكثيرهم لأنهم أسرى، والأسر
أنواع، والأنواع أنواع، فهناك
المغلوب على أمره الذي لا
يستطيع فعل شيء سوى تنفيذ
الأوامر التي اعتادها: " نفّذ
ثم اعترض"، وهناك المغسولة
أدمغتهم الذين لا يعرفون حقيقة
ما يجري سوى أنها "مؤامرة"،
ومؤامرة خارجية، وفيهم من بُرمج
على الحقد ضد الآخر، وعبّئ
بالشرور، وخزين الفزاعات،
وهناك من يتشوٌق للالتحاق بك
ليكون جديراً بشرف الانضمام إلى
أبناء شعبه، لكنه حائر، وخائف
من رصاص الإعدام، وفتك الأجهزة
الأمنية التي تحبس أنفاسهم،
وترعبهم بالويل والثبور، أو
لأنه لا يعرف وسيلة إليك، ولا
توجد منطقة آمنة يلجأ إليها..
فتبكي أعينه حرقة ما يرى وما
يسمع، داعيا لك، وللمدن السورية
بالصبر، والنصر .. ستغضبين، فما
يجري يُبكي الحجر، فكيف وزهراتك
يقطفون أمام ناظريك، ونواعيرك
تبكي بصمت غيابهم، واختفاء
الآذان، وصلاة التراويح في شهر
التبريك والرحمة، بينما يصعد
القاشوش عناء الكون، يومي إليك
باسماً، أنت الحليمة، الحريصة
على الوطن ووحدته، ومستقبله،
فيشدّك الانتماء أقوى من ردّات
الفعل، ووقع الألم، والغضب،
ويمنعك الانزلاق إلى حيث يريد
النظام : الحرب الأهلية، فتعضين
على النواجذ، وتصرخين بالشباب
المتحمّس : إياكم والوقوع في
فخاخ النظام . إياكم والدخول
تنانير المحرقة.. ولأن الشباب
يغلي، ودمه يفور.. قد تفهمين
انفلاتاً هنا، وتأديباً لشبيح
قاتل هناك،وتهديداً لقنّاص
مجرم بالقصاص العادل.. وقد
تتسامحين قليلاً في بعض ردود
الفعل الفردية، لكنك أبداً لا
ترضين أن ينخرط أبناؤك في حمام
دم يشتهيه السفّاك، مصاص الدماء
كي ينتشي خزينه المريضن ويعلنها
حرب إبادة لا تبقي ولا تذر .. وحين أراك
تمسحين دموعك بيد صلبة أعلم أنك
لا تريدين أن يراك أحد في موقع،
أو موقف حزين، وأنك تأبين
الضعف، والانحناء، فتهنهين
بصمت الثكالى والعين على شعاع
الفجر القادم.. يحمله شبابك
الميامين .. ستسألين كثيراً،
لكنك تعلمين الأجوبة : أمّ
التجارب، ومنجبة رموز سورية
شامخة.. بأن الشعب هو استنادك،
وهو عمادك، وقد قالها الشعب
وقرر، وعليك دفع المهر يا أم
أجمل عرائس حلمنا الأبدي :
الجرية .. *كاتب وروائي الجزائر ==================== د. مصطفى يوسف اللداوي يستشيط الإسرائيليون وحلفاؤهم
الأمريكيون ودول الإتحاد
الأوروبي غضباً وحنقاً وثورة،
عندما يطالب العرب والمسلمون أن
يكون الإسلام هو مصدر التشريع،
أو المصدر الأساس للتشريع،
ويتهمون الشعوب التي تطالب بذلك
بالغلو والتطرف والإرهاب
والانعزال والرجعية والانغلاق
والعنصرية، وأنهم يدعون إلى
الكراهية والحرب والقتل، وأنهم
يرفضون السلام والعيش المشترك،
وأنهم يشكلون خطراً على العالم
والبشرية، ويلحقون خطراً على
القيم الحضارية ومفاهيم
الحداثة والتطور، ويتهمونهم
بأنهم يعتدون على الحريات
الفردية والعامة، وأنهم يفرضون
على المجتمع مفاهيم أحادية،
ومعتقداتٍ قسرية، وأنهم يكرهون
المجتمع على سلوكياتٍ خاصة،
وممارساتٍ محددة، وأنهم
سيعيدون الناس قروناً إلى
الماضي، بمفاهيمه وتصوراته
وسلوكياته وهيئاته ومفرداته
العامة والخاصة. نسي الذين ارتفعت عقيرتهم بحقدٍ وكرهٍ
وجهالة وهم ينتقدون الشعوب
العربية والإسلامية التي تريد
أن تكون منسجمة ومتصالحة مع
قيمها وحضارتها ودينها
وتاريخها، أن الإسلام دينٌ يدعو
إلى التسامح والتصالح، وأنه دين
العدل والمساواة، وأنه يرفض
الظلم ويحارب المعتدين، ويتبنى
الحق ويسعى لإنصاف المظلومين،
وأنه دين الأمانة والسلامة، لا
يضام فيه أحد، ولا يظلم فيه
غريب، ولا يعتدى فيه على ضعيف،
وأنه دينٌ عاش في كنفه الآخرون،
ونعموا فيه بالأمن والطمأنينة
والسلام، فما شكوا من ظلمٍ، ولا
عابوا على المسلمين جوراً أو
اعتداءاً، فأمنوا في رحابه على
حياتهم وممتلكاتهم، وتفيئوا في
ظلال عدله وسماحته، وشهدوا على
ذلك بأنفسهم، وسجلوا شهادتهم في
كتبهم، ورفض كثيرٌ منهم محاولات
التشويه والإساءة، شاهدين على
عدالة الإسلام، وسمو قيمه
ومفاهيمه. أما أن يعلن الإسرائيليون أن اليهودية هي
مصدر التشريعات، وأن فلسطين هي
أرضٌ يهودية، وأنها دولةٌ
لليهود دون غيرهم، فهي وعد الله
للشعب المختار، وهديته لهم بعد
التيه والضياع، وهي أرض
الأجداد، وإرث الأنبياء، وحصة
داوود، وأن اللغة العبرية هي
اللغة التي يجب أن تسود، فهي
اللغة السامية، التي ينطق بها
الساميون النبلاء، فلا مكان
للغاتٍ غيرها، ولا اعتراف
باللغة الأصلية لأهل الأرض
وسكان البلاد. تسكت الولايات المتحدة الأمريكية ودول
الإتحاد الأوروبي وغيرهم أمام
الدعوات والأحلام الإسرائيلية،
ويجبنون أمامهم، ويعجزون عن رفع
الصوت في وجوههم، بل يؤيدون
دعوتهم، ويبشرون بها، ويطلبون
من العرب والفلسطينيين أن
يعترفوا بالحقوق اليهودية، وأن
يقبلوا بالدولة اليهودية على
الأرض الفلسطينية، وأن ينبذوا
شريعتهم الإسلامية، ويحلوا
مكانها الشريعة اليهودية، وأن
يغطوا الطرف عن لغة الضاد
وينسوا خلودها القرآني، لتحل
اللغة العبرية مكانها،
وتطالبهم بألا يتغولوا على
الإسرائيليين، وألا يحرموهم من
حقهم في بناء الدولة اليهودية
ذات اللغة العبرية والمفاهيم
التوراتية والتعاليم التلمودية.
نسيت الإدارة الأمريكية وحكومات الدول
الأوروبية وغيرهم أن الدولة
العبرية التي ساعدوا في تأسيسها
وإعلاء شأنها، وتقوية جيشها،
وتحصين صفها، وحمايتها من أصحاب
الحق، أنها قامت على أنقاض شعبٍ
اغتصبت أرضه وطردته من دياره،
وقتلت أبناءه وشردت شعبه، وأنها
الدولة التي أرست مفاهيم الظلم
والاعتداء والاضطهاد، ووضعت
مفردات العنصرية والتطرف
والإرهاب، وهي التي ارتكبت
المجازر وسفكت الدماء، وبنت
السجون والمعتقلات، وصادرت
الحقوق والممتلكات، وأنها
دولةٌ لا تقيم العدل ولا تعيد
الحق، ولا تعترف بالإخاء ولا
تقبل بالمساواة، ولا تحترم غير
اليهودي ولا ترى في غيره سوى
غويم، خلق ليكون خادماً لهم،
وحارساً على مصالحهم، وراعياً
لحقوقهم، وأنهم لا يعترفون
بجيرانهم، ولا يقبلون
بشركائهم، ولا يحترمون عهودهم،
ولا يحافظون على مواثيقهم،
وأنهم أهل الغدر والخيانة، لا
يعرفون وداً ولا يكنون حباً،
ولا يحبون لغيرهم خيراً، وأنهم
لا يقبلون في غيرهم إلاً ولا
ذمة، فلا يرحمون صغيراً ولا
رضيعاً، ولا يحترمون شيخاً ولا
عجوزاً، وأنهم لن يرضوا عن
غيرهم حتى ولو اتبع ملتهم. على المجتمع الدولي أن يتوقع في الفترة
القادمة من الكيان الصهيوني
المزيد من الظلم والاضطهاد
للشعب الفلسطيني، فالكيان
الإسرائيلي يحكم الفلسطينيين
منذ سنة النكبة بقوانين وأنظمة
عسكرية ظالمة وقاسية، ذاق
الفلسطينيون مرارتها لسنواتٍ
طويلة، وعانوا من قسوتها
كثيراً، إذ أنها قوانين تعسفية
جائرة، وأحكامٌ مزاجية
واستنسابية ظالمة، صنعها
الاحتلال، وطبقها ضباطٌ
عسكريون غلاظٌ شدادٌ، لا يعصون
نظامهم ما أمرهم، فكيف سيكون
مصير الشعب الفلسطيني إذا حكمته
قوانين يهودية، مستمدة من
الشريعة التي ترى في قتل
الآخرين عبادة، وفي ظلمهم قربى
إلى الرب، وفي طردهم استعجال
للوعد الإلهي، والتي ترى أن
الروح السامية هي روحٌ يهودية،
وأن غيرها روحٌ حيوانية ذليلة،
لا حق لها في الحياة إلا أن تكون
خادمة وعبداً مطيعاً. على قادة الغرب وحراس القانون الدولي
والإنساني ودعاة حقوق الإنسان
أن ينتبهوا إلى خطورة الدعوات
الإسرائيلية، وتأثيراتها على
سكان المنطقة العرب عموماً
والفلسطينيين خصوصاً، فالدعوات
الإسرائيلية بالاعتراف بيهودية
كيانهم، وبأحقيتهم في الأرض
الفلسطينية دينياً وتاريخياً،
وبأن اليهودية هي مصدر التشريع
والقضاء لديهم، وأنه لا مكان
لغيرها من العقائد والأديان
واللغات، فإنها تعني الاعتراف
بالعنصرية والتطرف والإرهاب،
والإقرار بسياسة الترانسفير
الإسرائيلية، والقبول بوحدانية
المفاهيم والعقائد، وإضفاء
الشرعية على كل السياسات
والممارسات الإسرائيلية،
وبجرمية من يخالف ويعاند،
وضرورة محاسبة ومعاقبة كل من
يعارض ويقاوم، وأنها تعني
الاعتراف بالقرارات والأحكام
التي تصدرها محاكمهم في حق
الفلسطينيين وغيرهم، لأنها
أحكامٌ ربانية وقوانين يهودية
سامية، وهي بالتأكيد ستكون أشد
وأنكى من قوانينهم العسكرية
التي وضعوها أو تلك التي ورثوها
عن الانتداب قبلهم. أما الفلسطينيون فإن عليهم ألا يقعوا في
هذا الفخ الإسرائيلي، وألا
يستجيبوا لشروطهم، وألا يخضعوا
لضغوطهم، إذ أن الاستجابة
لمطلبهم الخبيث بالاعتراف
بيهودية دولتهم، تعني طرد
الفلسطينيين من أرضهم،
وتنقيتها من غير اليهود، وشطب
هويتها العربية والإسلامية،
ونزع كل ما يربطها بتاريخها
وحضارتها، وإلغاء لغتها
العربية، وهدم مساجدها، وتدمير
مآذنها، وتغيير أسماء مدنها
وقراها، وإلغاء أسماءها
العربية واستبدالها بأخرى
عبرية، وهي تعني الاحتكام إلى
قوانينهم، والقبول بحلولهم
وأحكامهم، وهي لن تعني بحالٍ
عودة الفلسطينيين إلى أرضهم،
وإقامتهم لدولتهم، وتمكينهم من
استعادة حقهم، ورغم ذلك فإن
فلسطين أرضٌ عربية إسلامية،
كانت وستبقى، ولن تغيرها
قراراتٌ ولا اقتراحاتٌ
إسرائيلية، ولن يشطب عنها
هويتها مؤامراتٌ دولية، ومساعي
صهيونية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |