ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
زياد
ماجد يخوض
الشعب السوري منذ أكثر من 130
يوماً ثورة ضد نظام دكتاتوري هو
الأعتى والأكثر دموية في
المنطقة. يواجه
آلة صمّاء متمرّسة في سفك
الدماء، ويصرّ رغم كل المآسي
والآلام على سلمية انتفاضته
مبتكراً في ظلّها أشكال تعبير
سياسي وثقافي وفني وتضامني
مدهشة في غِناها، وفي قدرتها
على محو آثار عقود من القمع
والكبت والخوف ببضع كلمات
وشعارات ونشاطات. على أن
الشعب السوري يواجه أيضاً منذ
انطلاق ثورته وضعين عربيّين
ودوليّين بالغي التعقيد. فعربياً،
تعاملت أغلب الحكومات مع الوضع
السوري على أساس الحياد أو دعم
النظام لأسباب مردّها الخوف أو
الانشغال بقضايا وتحدّيات
داخلية أو الأخوّة في الاستبداد. ودولياً،
آثرت جميع الأطراف النأي بنفسها
عن المواقف الحادة ضد النظام
ورئيسه، وهو ما يُعدّ استمراراً
في الاعتراف بشرعيّته رغم
التنديد بسلوكه، وفضّلت إعطاءه
فرصة "لينهي" الاحتجاجات
من جهة ويقوم ببعض الإصلاحات من
جهة ثانية. وأسباب الحذر الدولي
هذا مرتبطة بعاملين أساسيين:
الأول، موقع سوريا الجيو-سياسي
وحدودها مع تركيا والعراق
وإسرائيل ولبنان، والخوف من
تراجع قدرة السلطة المركزية
فيها على ضبط هذه الحدود وما
يعنيه الأمر أمنياً، خاصة
بالنسبة لإسرائيل. والثاني
الخلافات التي يمكن أن يحدثها
الموقف من سوريا بين الكتلة
الغربية من جهة والصين وروسيا
من جهة ثانية، مما قد ينسحب على
قضايا عدة يحرص "الغرب" على
التفاهم حولها منها إيران
وكوريا الشمالية والجوار
الروسي غرباً، ومنها أيضاً
ليبيا التي صارت مأزقاً سياسياً
وعسكرياً يصعب التعامل معه من
دون تفويض أممي جديد يبدو صعب
المنال. لكن
هذه الصورة بدأت بالتغيّر
عربياً ودولياً منذ عشرة أيام.
ويجوز القول إن مجزرة حماة عشية
رمضان والمجازر التي تلتها في
أيامه الأولى في دير الزور
والحولة والعديد من المدن
والبلدات شكّلت نقطة التحوّل
الأساسية. ذلك أن فيديوهات
الناشطين وصورهم كما شهاداتهم
وثباتهم رغم الموت والنار،
مترافقة مع الدعاية الرقيعة
للنظام السوري وتشويهه الفاضح
للأمور، دفعت أكثر من طرف الى
القول إن الصمت لم يعد ممكناً
وإن الوضع الحالي المرشّح
للاستمرار صار بذاته مقلقاً
أمنياً وسياسياً. وهذا ما أدّى
الى تصاعد المواقف الاوروبية
والأميركية والتركية المندّدة
، وتغيّر النبرة الروسية بعض
الشيء، ثم الى كلام ملك
السعودية واستدعاء دول مجلس
التعاون الخليجي السفراء في
دمشق "للتشاور". ولا
يمكن بعد بدء التحوّلات هذه،
وبعد صدور البيان عن مجلس الأمن
رغم هزالته، أن تعود الأمور (دولياً
على الأقل) الى الوراء، أو أن
يعود الصمت المتواطئ ليسود من
جديد. ثمة مسار تصعيد ديبلوماسي
واقتصادي سيتطوّر ضد النظام
السوري في الأيام والأسابيع
المقبلة على الأرجح. والأهم من
ذلك، ثمة شعب لم يثنه صمت العالم
عن مواجهة القمع بصدوره
العارية، فكيف وهو صار اليوم
يجد لبعض معاناته صدى في أكثر من
بلد ومحفل؟ هو
الدم السوري الغزير يفرض نفسه
إذن، ولا حرج من أي موقف عربي أو
دولي ضاغط على النظام الذي هدره.
فالثورة السورية استمرت لأشهر
قبل هكذا موقف وستستمر من بعده،
ووحشية النظام وهمجيته سابقة
عليه ولاحقة، وما يهم اليوم هو
فقط تقليص المسافة الفاصلة
سوريا عن الحرية، وبأقل كلفة
ممكنة... ========================= جميع
الذين حاوروا النظام انتهوا
قتلى او سجناء او متهمين
بالخيانة.. الحوار ولعبة اكتساب
الوقت في سورية محمود
ماهر الزيبق لا
يمكن أن نفهم مقصود النظام
السوري من دعوة الحوار اليوم
إلا من خلال عرض لخطابه السياسي
منذ بدء الثورة السورية وإلى
يومنا هذا.. أول ما
قدمه النظام في بداية الثورة
كان إنكار وجودها والتقليل من
شأنها ومع اتساع رقعة الأحداث
بدأ كسب الوقت في ظل القمع
بالحديث عن إصلاحات من خلال
خطاب بثينة شعبان… عملية إعلان
الإصلاح هذه استهلكت وقتا لتؤخذ
على محمل الجد منذ إعلانها،
فالخطاب الأول للرئيس لم يقدم
فيه شيئا واستنزف المزيد من
الوقت وصولا إلى الخطاب التالي،
الذي وضع جداول زمنية مفترضة
للإصلاحات تم استهلاكها أيضا،
ثم انتقل النظام إلى أكثر
المراحل وحشية ضد المتظاهرين
منذ الرفع الوهمي لحالة
الطوارئ، حيث غاب الحديث عن
الإصلاح رسميا أما جداوله
الزمنية فقد أصبحت جداول
لعمليات الدبابات العسكرية
ومداهمات الجيش للمدن.. منذ ذلك
الوقت والنظام يراهن على قدرته
على إخماد صوت الاحتجاج بمزيد
من الدموية والقمع والاعتقال
والمداهمات ونشر الرعب والفزع
وتمثيليات العصابات والمندسين
في رهان على تحويل المتظاهرين
إلى أرقام من القتلى والمعتقلين
والفارين خارج البلاد
والخائفين المختبئين في
مساكنهم.. ومع فشل العملية أو
استهلاكها من الوقت أكثر مما
توقع محنكو الاستخبارات، وفي ظل
اشتداد النكير الدولي للجرائم
والمجازر الجماعية كان لا بد
للنظام أن يقدم بديلا للصمت
الرسمي عن المجازر، واختير طرح
الحوار لملء فراغ الوقت. أبواق
النظام ومحللو جرائمه
السياسيون الذين أخذوا وقتهم في
مرحلة ما قبل الحوار في النفث
على المذابح وإذكائها وهم
يتحدثون على الفضائيات وفي
الصحف عن ضرورة الرد على
الإمارات السلفية المزعومة
بقبضة حديدية، بدأوا اليوم خطا
جديدا كما حددت لهم بوصلة
تصريحات النظام التي تفاجئهم
بخطوات قد تضطر أحدهم لتبديل
كلماته في يوم واحد.. فتحليلاتهم
اليوم تندرج في وضع الشروط
الرسمية والمقاييس والمواصفات
وتلوين صور الدمى التي يفترض
بها أن تجلس في مسرح خيال الظل
لحوار ‘كركوز وعواظ’ ممن
سيمنحون وصف ‘المعارض المقبول’
وطبعا عملية تحديد المواصفات
وتأخير الحوار لأجلها هي أيضا
إحدى مراحل كسب الوقت مع
استمرار الآلة العسكرية
بالمجازر والاعتقالات اليومية. للحوار
الذي يطرحه منظرو النظام اليوم
على انه ‘راس غليص’ كما نقول
بالشامية، مؤشرات أخرى تحدث عن
عبثيته، منها نموذجه المصغر في
حوار الفنانين الأخير، الذي أدت
فيه كلمات مي سكاف الخارجة عن
السياق إلى مصادرة كل أشرطة
التلفزيون السوري والدنيا
ومطالبة الفنانين بمسح
التسجيلات عن جوالاتهم قبل
خروجهم، إذ لن يقبل في نص الحوار
الجديد إلا أبيات شعر مسروقة من
عهد الإطناب والإطراء والمديح
ودعوات تولية القيادة الحكيمة
للعالم والمريخ وزحل بجميع
أقماره. وفي
دلائل أخرى لعبثية الدعوة نذكر
أمثلة عما حل بالحوارات السابقة
للإفادة من نتائجها.. في
المعضمية مثلا كانت هناك لجنة
للحوار تحاول ان تعمل بالتنسيق
مع المخابرات الجوية، فالدكتور
فايز غنام الذي ساهم في تهدئة
الشارع بعد سقوط أول شهداء
المعضمية احمد الدمراني، الذي
قتل بدم بارد وسرقت حافلته بعد
قتله إلى المخابرات الجوية
القريبة وملئت بالأسلحة وأذاع
التلفزيون السوري والدنيا أن
قتيلا وقع أثناء محاولته تهريب
أسلحة، الدكتور فايز غنام طالب
المخابرات يومها بالكف عن حديث
الأسلحة المزعوم هذا مقابل
تهدئة الشارع، وبالفعل توقف
الاعلام الرسمي عن بث الخبر
يومها وكأنه لم يكن، ونشرت
صحيفة ‘الوطن’ في اليوم التالي
عن تضارب الأنباء بخصوص الشهيد
الدمراني، كمحاولة مقتضبة
للتراجع، ثم في اليوم الذي تلاه
نشرت توضيحا يفيد بانه لم يكن
يحمل أسلحة وأن لجنة برئاسة
النائب العسكري شكلت للتحقيق
ومحاسبة المخطئين. من لجنة
الحوار أيضا العقيد الطيار أحمد
بلال الذي نجح أكثر من مرة في
وقف التظاهرات مقابل وقف عدوان
قوات الأمن والشبيحة على
المتظاهرين بتعاون مع جميل
الحسن قائد المخابرات الجوية. وفي
المعضمية أيضا النائب مصطفى
السيد حمود الذي كان يسير خلف
المظاهرات ليتأكد أنها كانت
دائما سلمية ولم ترتكب أي
تخريب، وفوّض نفسه أكثر من مرة
للتوقيع باسم المتظاهرين على
تعهدات بعدم الخروج. منذ خمسة
عشر يوما تقريبا تقبع كامل لجنة
الحوار في سجن المخابرات
الجوية، ومن أعضائها فايز غنام
والعقيد أحمد بلال وفايز الواوي
الذي أشيع قتله بينما يرقد في
العناية المشددة ‘سجينا’ مع
محمد منصور من بقية اللجنة، أما
النائب مصطفى السيد حمود فقد
داهموا بيته واعتقلوا أولاده
وتم تهديده بأن حصانته قريبة من
انتهائها. من هذه
الحوارات أيضا لقاء مناف طلاس
بشباب الثورة في داريا.. فبعد أن
اجتمع الكثيرون منهم في المركز
الثقافي في لقاء أولي تم اختيار
أكثر الشباب جرأة بالصدع في
الحق وأحرصهم على عدم المداهنة
للقاء طلاس، الذي قدم نفسه لهم
كصديق شخصي للرئيس الأسد، إضافة
إلى منصبه عميدا في الحرس
الجمهوري، ملمحا إلى أن الرئيس
سئم تقارير الأمن المزيفة
واختياراتهم الانتقائية، وهو
يريد أن يعرف الحقيقة عن قرب من
خلال من يثق بهم من أصدقائه،
وهذا مؤشر على جدية الحوار
آنذاك والأهم منه هو حديث طلاس
الذي استفاض فيه بعدم الرضى عن
تصرفات الأمن ورد ذلك إلى ما قال
انه عدم خبرة الشباب بالتظاهر
وعدم خبرة الأمن بالرد على هذا
التظاهر، وأتم الحديث بأن
الشباب نجحوا في إجبار الأمن
على التراجع وتقديم التنازلات
التي ستأتي كإصلاحات مؤكدة، كما
دعاهم إلى تشكيل لجنة قيادية
تمثلهم للحوار معها في
المستقبل، وتم إطلاق جميع
المعتقلين من داريا استجابة لهم
ثم حاول إقناعهم بالتوقف عن
التظاهر خوفا عليهم من
المندسين، الامر الذي رد عليه
الشباب بتأكيد عدم وجود
المندسين وان العنف ارتكب من
قبل الأمن. وافق طلاس على عودتهم
إلى التظاهر وتم الاتفاق على
ألا يقترب الأمن منهم شريطة ألا
يطالبوا بإسقاط النظام، وحين
تحدث احد المتملقين بأنه لا
داعي للتظاهر مع وعود الإصلاح
اسكته طلاس وقال لا دعهم
يتظاهرون وفق ما اتفقنا عليه،
وبالفعل نفذ الاتفاق في اليوم
التالي وكانت من المظاهرات
النادرة التي خلت من الرصاص
والاعتقال وبدأت وانتهت بشكل
سلمي بسبب غياب الأمن عنها. كما أن
الرئيس الأسد استقبل بنفسه في
تلك الفترة وفودا تمثل الأماكن
المشتعلة والأماكن المحتملة
للاشتعال وسمع منهم كلمات
جريئة، منها إشارة احمد
الصياصنة من وفد درعا لتزوير
ماهر الأسد الحقيقة عما حصل من
التخريب الذي نفذته المخابرات
وتم إلصاقه بأهل درعا، ولكم أن
تتصوروا أن الرئيس أنصت لطرح
جريء كهذا وزاد عليه في احد تلك
الحوارات بأن وصف ابن خالته
عاطف نجيب ب’الأزعر’ الذي ستتم
محاسبته. كما
التقى الرئيس بعدد من رجال
الدين في دمشق وحرص على أن يلبي
لهم بعض المطالب الهامشية
كموضوع إعادة المنقبات إلى
التدريس في التربية وإلغاء
كازينو القمار الذي كان افتتح
مؤخرا. وفي
بانياس سمح لأنس عيروط ومن معه
بقراءة بيان مطالبهم من شرفة
فرع الأمن السياسي أمام
المتظاهرين كعلامة على
الاهتمام والجدية في سماع صوت
الشارع الثائر. هذه
المؤشرات الجادة نسبيا على
الحوار في ذلك الوقت التي صاحبت
بعض الأفعال لم تتضمن اعترافا
بمعارضة، وإنما كانت محاولة
لإسكات صوت الشارع بالاقتراب
منه مباشرة ومحاولة استرضائه
بخطوات كانت على الأقل تسير
رديفة للقتل والاعتقال.. ولكن
ماذا حل بتلك الحوارات الجادة؟
إضافة لما ذكرناه عما حل بلجنة
المعضمية للحوار تغص السجون
اليوم بشباب داريا كغيرهم من
شباب الثورة، أما في درعا فقد
أجرى النظام مع ابن الصياصنة
حوارا من نوع آخر، بدأ محوره
الأول بسؤال أين أبوك؟ الجواب:
لا ادري السؤال الثاني رصاصة
كانت خاتمة الحوار الجديد. أما
أنس عيروط فهو اليوم سجين كأمير
لإمارة سلفية مزعومة في بانياس..
ولعلماء الشام الذين تحدثنا عن
حوار الرئيس مع بعضهم، نصيبهم
أيضا، فقد عزموا على نشر بيان
دعوا فيه إلى محاسبة قتلة
المتظاهرين وإصلاحات حقيقية
والسماح بالتظاهر مع إخطار
الداخلية من دون انتظار
موافقتها. وعقب تسرب البيان
لرئيس جهاز المخابرات علي مملوك
قبيل نشره وجهت لهؤلاء الموقعين
تهديدات شديدة اللهجة وصلت إلى
التلويح بالخيانة العظمى، من
دون مراعاة لقائهم السابق
بالرئيس أو شعبية أسماء بعضهم
الواسعة كراتب النابلسي وأسامة
الرفاعي، وأشير هنا إلى أن
البيان سرب إلى الفيسبوك مؤخرا. الخلاصة
أن جميع المحاورين السابقين هم
اليوم إما قتيل أو سجين أو مهدد
بقتل أو سجن أو خيانة عظمى، أما
الذين يسلط عليهم الضوء اليوم
كبدائل في وفود لقاءات الرئاسة،
فهم أولئك الذين يجيدون إلقاء
الشعر بدل الصدع بالحق، الذين
يصفهم النظام بأنهم يستقبلون
جنود الفرقة الرابعة بالورود
لتمعن القتل والسرقة والنهب في
إخوانهم على وقع مدائحهم
ومعلقاتهم الشعرية بمكرمات
القتل والجريمة. في ظل
هذا كله لا أجد داعيا للحديث عن
شروط أو مقومات للحوار مما لم
ولن يلتزم به النظام فأصل
الدعوة ليست إلا تمثيلية تشغل
الضغوط الدولية عن إتمام
المجازر في عتمات أريد لها أن
تكون أشد حلكة بسرقة الأضواء
منها إلى هذا الحوار المزعوم . ==================== "يا
للعار" سالم
الفلاحات إلى
الغافلين الذين لن يغفل الله
عَنْهم، ولا تنام عين العدل عن
مكرهم وتزويرهم وتضليلهم
ورقصهم على جراحات المواطنين
السوريين الذين لم يرفعوا سوى
الكلمات والأقلام والأنات
والصرخات م وبقايا جثث أطفالهم
المقطعة وحناجر شبابهم
المنزوعة بالأسلحة الوطنية
الممانعة واحتفالاً
بهذه الانجازات العروبية توجه
عروبيون أردنييون لدعم النظام
السوري وتأييده لتوسيع دائرة
تدميره للمدن السورية واقتحامه
للبيوت الآمنة يا
للعار يخافون
على دبابات النظام ومدافعه
وطائراته من صدور الشَّعْب
العارية ومن أصابع الأطفال
الرفيعة ومن صْولِة الحرائر
السُّوريات المستضعفات السوريون
لا يستعدون لرؤية هلال رمضان
إنما لرؤية الجيش( العربي
السوري)!! من أين سيدخل على
بيوتهم السوريين لقتل بعضهم
واعتقال البعض الآخر وزرع
المزيد من القناصة في كل مكان يا
للعار ما
الفرق بين قتل المواطن
الفلسطيني بيد صهيونية وقتل
المواطن العربي السوري أو
الليبي أو اليمني بيد عربية
قومية، فالقتل قتلٌ وجريمة ٌليس
بعدها جريمة، ومن قتل مواطناً
ظلماً وعدواناً فلا يقبل منه
صرف ولا عدل ولا توبة له هو خالد
في النار والعياذ بالله " مَن
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعاً" "وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِناً
مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا " وعلى
ماذا ستفطرون أيها الصائمون عن
قول الحق ؟ الله امركم أن تصوموا
عن الطعام والشراب والمباحات،
لكنه حرم عليكم الصيام عن شهادة
الحق والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، حرم عليكم قول الزور
والعمل به وإلاّ فلا صيام ولا
صلاة يا
للعار هل رأى
الوفد الدبابات الممانعة في
درعا أم في الجولان ؟ ألا تضل
الطريق ولو مرة واحدة وتذهب حيث
المحتل الغاصب للجولان ؟خلال ما
يزيد عن اربعين عاماً ،إنها لا
تعرف إلا طريقاً واحداً هو
الطريق إلى بيوت أهل درعا وحماة
والبوكمال ودير الزور يا
من تترقبون هلال رمضان في بلاد
المسلمين لتحديد بداية الشهر،
هذه السنة تثبت الرؤيا بالعين
المجردة ليس لهلال رمضان إنما
لجنازير الدبابات وفوهات
المدافع والرشاشات وبنادق
القناصة التي تطلع من كل ثنية في
سوريا يا
للعار كنا في
كل عام مضى نتحسر على أهل فلسطين
الذين ينتظرون مدافع الافطار
محشوَّةً بالمتفجرات توجه إلى
نحورهم من عدو الانْسَانية
وعدوهم ، أما هذا العام فهي
مدافع عربية الشكل والمظهر فقط
، تتكلم بلساننا ومن ابناء
جلدتنا لكنهم مردوا على أمتهم
وخرجوا على ملتهم وانقضوا على
شعوبهم إنهم ينحرون في كل يوم
المئات ويروعون الملايين
ويحظون بصمت عربي وعالمي غير
مسبوق بل بتآمر دولي وعربي ظاهر
للعيان إنَّ
نصرة المظلوم الضعيف هي الرجولة
والشجاعة أمَّا التزلف للطغاة
انتظاراً لصُررهم ومغلفاتهم
واعطياتهم فذاك منهج المتسولين
الذين يؤجرون حتى أقلامهم
وألسنتهم وقاماتهم الشعوب
العربية كلها ستكسب الجولة وإن
كانت تضحياتها كبيرة حفظ الله
دماء الشعوب، ولعناته على
سفاكيها وقد جاء في الحديث
الشريف "عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : " مَنْ أَعَانَ عَلَى
سَفْكِ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ
بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ
اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ
آيِسٌ مِنْ رَحْمَتِي . " ما
رأيكم؟ ويا للعار!! ======================== الدكتور
عثمان قدري مكانسي دعاء
الرسول لأبي اليسر قال :أبو
اليسر كعب بن عمرو: والله إنا
لمع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بخيبر ذات عشية ، إذ أقبلت
غنم لرجل من يهود تريد حصنهم ،
ونحن محاصروهم . فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : من رجل
يطعمنا من هذه الغنم ؟ قال أبو
اليسر : فقلت : أنا يا رسول الله
قال : فافعل ؛ قال : فخرجت أشتد
مثل الظليم ( ذكر النعام) ، فلما
نظر إلي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - موليا قال : اللهم
أمتعنا به قال : فأدركت الغنم
وقد دخلت أولاها الحصن ، فأخذت
شاتين من أخراها ، فاحتضنتهما
تحت يدي ، ثم أقبلت بهما أشتد ،
كأنه ليس معي شيء ، حتى ألقيتهما
عند رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فذبحوهما ، فأكلوهما ،
فكان أبو اليسر من آخر أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
هلاكا فكان إذا حدث هذا الحديث
بكى ، ثم قال : أمتعوا بي ، لعمري
، حتى كنت من آخرهم هلكا . صفية
أم المؤمنين لما
افتتح رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - القموص ، حصن بني أبي
الحقيق ، أتي رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - بصفية بنت حيي
بن أخطب ، وبأخرى معها ، فمر
بهما بلال ، وهو الذي جاء بهما
على قتلى من قتلى يهود ؛ فلما
رأتهم التي مع صفية صاحت . وصكت
وجهها وحثت التراب على رأسها ؛
فلما رآها رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال : أعزبوا عني هذه
الشيطانة . وقال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - لبلال ، حين رأى
بتلك اليهودية ما رأى : أنزعت
منك الرحمة يا بلال ، حين تمر
بامرأتين على قتلى رجالهما ؟
وأمر بصفية فحيزت خلفه . وألقى
عليها رداءه ؛ فعرف المسلمون أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قد اصطفاها لنفسه . وكانت
صفية قد رأت في المنام وهي عروس
بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق
، أن قمرا وقع حجرها . فعرضت
رؤياها على زوجها ؟ فقال : ما هذا
إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمدا
، فلطم وجهها لطمة خضر عينها
منها . فأتي بها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وبها أثر منه ،
فسألها ما هو ؟ فأخبرته هذا
الخبر . عقوبة
كنانة بن الربيع وأتي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بكنانة بن الربيع ، وكان عنده
كنز بني النضير ، فسأله عنه .
فجحد أن يكون يعرف مكانه ، فأتى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رجل من يهود ، فقال لرسول الله -
صلى الله عليه وسلم - : إني رأيت
كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة
؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لكنانة أرأيت إن وجدناه
عندك ، أأقتلك ؟ قال : نعم . فأمر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بالخربة فحفرت ، فأخرج منها بعض
كنزهم ، ثم سأله عما بقي ، فأبى
أن يؤديه ، فأمر به رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - الزبير بن
العوام ، فقال : عذبه حتى تستأصل
ما عنده فكان الزبير يقدح بزند
في صدره ، حتى أشرف على نفسه ، ثم
دفعه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إلى محمد بن مسلمة ، فضرب
عنقه بأخيه محمود بن مسلمة . مصالحة
الرسول أهل خيبر وحاصر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أهل خيبر في حصنيهم الوطيح
والسلالم ، حتى إذا أيقنوا
بالهلكة ، سألوه أن يسيرهم وأن
يحقن لهم دماءهم ، ففعل . وكان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قد حاز الأموال كلها : الشق
ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم ،
إلا ما كان من ذينك الحصنين . فلما
سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما
صنعوا ، بعثوا إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يسألونه أن
يسيرهم ، وأن يحقن دماءهم ،
ويخلوا له الأموال ، ففعل . وكان
فيمن مشى بين رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وبينهم في ذلك
محيصة بن مسعود ، أخو بني حارثة
، فلما نزل أهل خيبر على ذلك ،
سألوا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أن يعاملهم في الأموال
على النصف ، وقالوا : نحن أعلم
بها منكم ، وأعمر لها ؛ فصالحهم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
على النصف ، على أنا إذا شئنا أن
نخرجكم أخرجناكم ؛ فصالحه أهل
فدك على مثل ذلك ، فكانت خيبر
فيئا بين المسلمين ، وكانت فدك
خالصة لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، لأنهم لم يجلبوا
عليها بخيل ولا ركاب . أمر
الشاة المسمومة فلما
اطمأن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أهدت له زينب بنت الحارث ،
امرأة سلام بن مشكم ، شاة مصلية
، وقد سألت أي عضو من الشاة أحب
إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ؟ فقيل لها : الذراع ؛
فأكثرت فيها من السم ، ثم سمت
سائر الشاة ، ثم جاءت : بها ؛
فلما وضعتها بين يدي رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - تناول
الذراع ، فلاك منها مضغة ، فلم
يسغها ، ومعه بشر بن البراء بن
معرور ، قد أخذ منها كما أخذ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
. فأما
بشر فأساغها ؛ وأما رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فلفظها ، ثم
قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه
مسموم ثم دعا بها ، فاعترفت ؛
فقال : ما حملك على ذلك ؟ قال :
بلغت من قومي ما لم يخف عليك ،
فقلت : إن كان ملكا استرحت منه ،
وإن كان نبيا فسيخبر ، قال :
فتجاوز عنها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ومات بشر من
أكلته التي أكل . وكان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قد قال في مرضه الذي توفي فيه ،
ودخلت أم بشر بنت البراء بن
معرور تعوده : يا أم بشر ، إن هذا
الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري
من الأكلة التي أكلت مع أخيك
بخيبر قال : فإن كان المسلمون
ليرون أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مات شهيدا ، مع ما
أكرمه الله به من النبوة إضاءة
: 1-
قد يتساءل أحدنا ، كيف تقترب
الأغنام بثغائها وعددها الملفت
من الحصن ولا ينتبه المسلمون
إليها ابتداءً ، وكيف يجرؤ
الرعيان أن يخرجوا من الحصن وهو
محاصر ثم يعودون مع أغنامهم
وكأن شيئاً لم يكن؟ وأين حرس
المسلمين ومقدمتهم؟ وكيف تغيب
هذه الأغنام عن عيون المسلمين
وهم يحاصرون الحصن ، ثم ينفتل
أبو اليسر خلسة فيدخل بين حرس
اليهود ورعيانهم ليقتنص شاتين ،
وكيف يرضى المسلمون أن يأكلوا
شيئاً مسروقاً أو مختلسَاً ؟
ولماذا لم يهجموا فيأخذوا
القطيع كله وقد كان بين أيديهم؟
هذه الأسئلة تخطر في الذهن
وتتطلب الإجابة قبل التعليق على
هذه الحادثة... 2-
الملاحظ من المقدمة أن
المسلمين بقيادة النبي صلى الله
عليه وسلم كانوا يحاصرون أحد
الحصون في يوم من أيام الحصار
الذي امتد أياماً طويلة والحصار
بين مدّ وجزر ، فمرة يهاجمون
الحصن ومرة يبتعدون عنه ، وتارة
يشتد الحصار وتارة تهدأ الأمور
، وبين هذا وذاك يغتنم الطرفان
فرصة تغيب عن الطرف الآخر ، ولعل
الرعاة بغنمهم كانوا قبل مباغتة
المسلمين في مرعى من المراعي
البعيدة أو القريبة ، فلما
علموا أن المسلمين على أبواب
حصنهم تخفوا في مغارة أو كنف جبل
قريب أو كهف ، فلما وجدوا سانحة
للدخول إلى الحصن في ابتعاد
المسلمين أسرعوا إلى الحصن فرأى
المسلمون آخرها يدخل الحصن ،
ولم يكن من السهل الهجوم لوجود
حرس منتبه ، وهنا يمكن للفرد أن
يلج بسرعة واليهود يظنونه – وهو
مقبل وحده – فرداً منهم فلا
يأبهون له ، فيحمل واحدة أو
اثنتين ويغيب بسرعة من بين
الرعاة والحرس قبل أن ينتبهوا
له . وهذا يُعتبر اختباراً
لمهارة المقاتل وشجاعته وحسن
تصرفه وتشجيعاً له على المغامرة
والتصرف البدهي الإيجابي . 3-
ولأن القوم في حرب فليس
الأمر سلباً ولا سرقة وإنما هو
غنيمة يغنمها من العدو ونقطة
تحسب له في المعركة وتعتبر
نكاية بعدوّهم ، كما أن
المسلمين وهم في حالة الهجوم لا
يودون أن يكون معهم ما يثقل
تحركهم ، فلو أخذوا القطيع
لأضعف الاعتناء به من حركتهم
وصرف جزءاً من اهتمامهم بالحرب
إلى ما هم بغنى عنه ولا حاجة لهم
به. وانظر إلى قوله صلى الله
عليه وسلم " من رجل يطعمنا من
هذه الغنم " فهو تدريب ليس
إلاّ ، وتحفيز للهمم ، وبذر
للتنافس والسباق إلى تنفيذ
الأوامر وروعة الجندية . 4-
والجميل في دعاء النبي صلى
الله عليه وسلم حين رآه ينطلق
بسرعة كالظليم نحو القطيع لا
يهاب من يخطِر بينهم ولا يهتم
لهم ، وهذه قمة الشجاعة والثقة
بالنفس " اللهم متعنا به"
احفظه يارب وأعده سالماً غانماً
، فقد حمل الشاتين بقوة وعاد
بهما بخفة ورشاقة كأنه لا يحمل
شيئاً .. هذا الدعاء من القائد
لأحد جنوده دليلٌ على حبه إياهم
وهم يبادلونه حباً ، وحين تكون
العلاقة بين الرئيس والمرءوس
قائمة على العطف والحب والمودة
فاعلم أن هذا الجيش منتصر وأنه
سيصل إلى هدفه لا ريب. وعاش أبو
ياسر طويلاً ببركة دعاء المصطفى
له صلى الله عليه وسلم. وتصور
شوق هذا الصحابي للنبي صلى الله
عليه وسلم ولصحبه الكرام ، فهو
يقص ما جرى وهو يبكي لطول عمره
ورغبته لقاءَ الأحبة محمداً
وصحبه. 5-
صفية رضي الله عنها ترى -
لحسن طالعها - قمراً وقع في
حجرها ، وكانت عروساً عند كنانة
بن الربيع بن أبي الحقيق ، فتذكر
هذا الحلم لزوجها ، فيصفعها
فتخضر عينها ويؤوله برسول الله
صلى الله عليه وسلم ، صدق تأويله
ليصيب الخيرُ صفية بنت حيي بن
أخطب رضي الله عنها وتكون زوجة
للنبي صلى الله عليه وسلم . وكان
زواجها خيراً لها ولكثير من
قومها اليهود الذين أسلموا وحسن
إسلامهم . فقد سباها المسلمون
ورآها النبي صلى الله عليه وسلم
فاصطفاها لنفسه ، وأكرمها إذ
جعل عتقَها مهرها. 6-
من التصرف الحسن أن يراعي
القوم أفئدة النساء والصغار ،
فلا يرينَ النساءُ ما يسوءهنّ ،
وقد يخطئ أحدنا فيتصرف بما لا
يناسب فتبكي النساء لأنهن لا
يتحملن ، وقد وصى النبي صلى الله
عليه وسلم بالنساء خيراً فقال :
" اتقوا الله في النساء "
لقد أخطأ بلال حين مرّ بامرأة من
اليهود على قتلاها فصاحت وبكت
واستعبرت ، فنهى النبي عليه
الصلاة والسلام عن إيذائهنّ في
رؤية ما يكرهْنَ . 7-
من أساليب العرب كلمات لا
يُقصد بها التشنيع أو الدعاء
السيء أو الإهانة ، ولكنها تخرج
لمعان التعجب أو الاستعظام أو
الكره ... ، كأن يقول أحدنا للآخر
متعجباً من فعله " لا أبالك"
فهو لا يدعو عليه باليتم . وكذلك
قد يقول له :" قاتلك الله "
وهي ليست دعاء عليه بل استنكارٌ
أو تعجبٌ من فعل ، وكذلك "
كذبْتَ " بمعنى أخطأتَ . ومن
هذه الكلمات ما قاله النبي حين
سمع صوت المرأة اليهودية
وصريخها " أعزبوا عني هذه
الشيطانة " فصياحها وولولتها
الشديدان المهيّجان بعد الهدوء
والسكون غير مناسبين ، فتصرفت
بفطرتها الأنثوية صارخة .
والدليل على رحمة النبي
بالإنسان الضعيف قوله لبلال:"
: أنزعت منك الرحمة يا بلال ، حين
تمر بامرأتين على قتلى رجالهما
؟ 8-
الاستعانة بالآخرين للوصول
إلى الهدف مطلوب ، فقد استعان
الرسول بيهودي لمّاح رأى كنانة
يكثر الطواف بخربة فعلم أنه
يخبئ فيها كنزه الذي يسأل عنه
المسلمون ، كما أننا نجد الوضوح
في المفاوضة في قوله صلى الله
عليه وسلم " أرأيت إن وجدناه
عندك ، أأقتلك ؟ قال : نعم . "
وكان على الرجل الواعي لو وجد
منفذاً من الموت أو القتل أن
يغتنمه خاصة أن ما ينكره لن
يفيده لأنه فقده حين صار أسيراً
أولاً ، ولأنّ خسرانَ شيء أنفع
من خسران كل شيء ثانياً . ولأن
خصمه الذي لا يريد به شراً قد
اقترب من هدفه ثالثاً ، ولعل
القارئ يعود إلى مقطع " عقوبة
كنانة بن الربيع " ليرى
العناد الخاسر الذي قاد إلى
تعذيبه ثم إلى قتله. 9-
راهن كنانة بن الربيع بن أبي
الحقيق رهاناً خاسراً حين لم
يقدر الأمور بقدرها ،وأقر
موافقاً على قتله ، فقدمه رسول
الله صلى الله عليه وسلم لمحمد
بن مسلمة يضرب عنقه بأخيه محمود
الذي ألقي عليه الرحى فمات
متأثراً بعد ثلاثة أيام من
الحادثة . وأقر الله عينه حين
قطعت عنق رامي الرحى قبل أن يسلم
محمود الروح إلى بارئها . ولعل
كنانة لو كان لبيباً ولم يراهن
الرهان الخاسر لم يقتل ، ولعلي
أزعم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أسعد محمد بن مسلمة حين
أسلمه سيّدَ الحصن ، فكان أن ثأر
لأخيه أولاً ، وكوفئ لشجاعته
ثانياً ، وأزكى روح التنافس بين
المجاهدين ثالثاً . 10-
كان يهود خيبر في نهايتهم
ثلاثة أقسام أما القسم الأول : أ-
فأهل الحصون التي فتحت
قتالاً ، فقد أسِر رجالهم وقتل
الكثير منهم وسبيت نساؤهم
وأبناؤهم . ب-
والقسم الثاني حوصروا
وقوتلوا فاستسلموا دون أن يُفتح
حصناهم ( الوطيح والسلالم )
ونزلوا على الذلّ شرط أن يدعهم
رسول الله يسيرون وأن يحقن
دماءهم ، ويخلوا له الأموال
فكان هذان الحصنان مع غيرهما
فيئاً للمسلمين ، ت-
والقسم الثالث هم أهل فدك لم
يحاربوا السلمين وفعلوا ما فعله
أهل الحصنين ( الوطيح والسلالم)
فكانت فدك فيئاً لرسول الله دون
المسلمين ، لكنّهم اتفقوا مع
رسول الله أن يظلوا في حصونهم
يعملون ( مرابعين ) لهم نصف ثمار
خيبر عملاً وأجرة لا ملكاً ،
فلرسول ِ الله والمسلمين أن
يخرجوهم متى شاءوا . وهكذا
آلت خيبر بعد الغزوة ، فكان
الجهاد في سبيل الله إعلاء للحق
ونصراً للإسلام وشوكة وقوة ،
وسار المسلمون في العهد الأول
للخلافة على هذا المنوال. 11-
وخط القائد الفذ صلوات الله
وسلامه عليه أسلوباً عملياً حين
ترَكَ للعامل الماهر غير المسلم
أن يبقى في عمله للفائدة
المرجوة من خبرته إلى أن يأخذ
مكانه المسلمُ الذي مَهَرَ في
العمل وأتقنه. ، وجدير بنا أن
نتفهم قول عمر لأبي موسى
الأشعري في العراق حين أمره أن
يعفي المجوسي أو اليهودي من
عمله واعترض أبو موسى بسبب
مهارته ( مات المجوسي) . 12-
وينبغي أن يعلم المسلمون أن
اليهود مخادعون ولو أظهروا
اللطف في حال الضعف ، فالله
تعالى يحذرنا منهم ومن مكرهم في
مواقع كثيرة في كتابه الكريم،
وقد سممت اليهودية الشاة التي
أهدتها لرسول الله وزاد في
مكرها أنها حين سممت اللحم
أكثرت السمَّ في أحب أنواع
اللحم له صلى الله عليه وسلم (
الذراع). ولولا لطف الله تعالى
لانتهى أجله ، 13-
وهنا نعلم أن الله يحفظ
عباده الصالحين ويكلؤهم
برعايته ويبطل مكر الماكرين فقد
أخبره جبريل أن الشاة مسمومة
فامتنع عن الأكل . زكذلك يهيئ
للصالحين النجاة والفوز على
غيرهم. 14-
ولا بد من القصاص ، وهذا
مبدأ ثابت كي يحسب المجرم ألف
حساب قبل أن يقدم على فعلته
الشائنة ، فلما مات بشر بن
البراء قتلتِ المرأة به . 15-
لا تنطلي الأحابيل على
المسلم ولا يغشه اللينُ في
الكلام ولا معسوله. إذ لم ينفع
المرأة حين سئلت عن سبب تسميم
الشاة ، فادّعت أنها كانت تريد
التأكد من نبوة الحبيب محمد ( لو
كان نبياً أنقذه ربه ، ولو كان
غير ذلك تخلصنا منه ) لم ينفعها
ذلك من القصاص العادل . 16-
وأخيراً يرى العلماء أن
الرسول صلى الله عليه وسلم حين
احتضر شعر أن أبهره انقطع ، فكأن
السم بقي في جسده لا يضره إلى أن
حان أجله ففتك به ، وبهذا نال
درجة الشهادة إلى درجة النبوّة .
وهم بذلك يعظمون من شأن الشهادة
ومكانة الشهيد . ==================== (إلى
العلويين الشرفاء وابناء
الطوائف الأخرى – من هنا و هناك) ما
يزال النظام يخوّفكم منّا فيقول
لكم إننا طائفيون. . . نبشركم
أنا نحن كذلك, نحن طائفة وهو
طائفة، وقد أعلنّا عليه وعلى
طائفته الحرب، ثم مددنا إليكم
أيديَنا ندعوكم إلى طائفتنا،
وكلنا ثقة أنكم سوف تنحازون إلى
خير الطائفتين كما يفعل كل شريف. فأما
نحن, فطائفة المظلومين
والمحرومين والمقهورين، وأما
هو فطائفة الظالمين والفاسدين
والمعتدين. نحن طائفةٌ فيها
أخيارُ سوريا من عرب وكرد وآشور
وسريان ومن سنّة ودروز وعلويين
ومسيحيين وشيعة، والنظام طائفة
فيها أشرار سوريا من عرب وكرد
وآشور وسريان ومن سنّة ودروز
وعلويين ومسيحيين و شيعة... وإني
أعيذكم أن تنحازوا إلى طائفة
الشر وتتخلوا عن طائفة الخير،
أعيذكم أن تُقبلوا على المجرمين
وتستدبروا شرفاء الوطن. يا
أيها العلويون الشرفاء: لقد
استغلتكم عصابة شريرة
لتساعدوها على سرقة البلاد كما
استغلّت جموعاً غيرَكم من سُنّة
سوريا ودروزها ومسيحييها،
وخدعتكم كما خدعتهم لتؤسس مجدَ
عائلة على حساب أمة، وما زالت
تلك العائلةُ تكبر وأنتم والأمة
تصغرون حتى صار الناس واحداً من
اثنين: أبناء عائلة حاكمة تملك
كل شيء، أو محكومين يتوزعون على
طبقتين: خدم وعبيد. فهل يرضيكم
هذا الحال ويسرّكم هذا المآل؟ يا
أيها العلويون الشرفاء: إنهم
يخدعونكم فيوهمونكم أنكم لنا
عدوٌّ لأن لكم مذهباً غير مذهب
الأكثرية. وكذبوا، فما عدوّنا
إلا النظام ومن أعان النظام،
وإنها قد تميّزت الصفوف وانحاز
كل واحد من الناس إلى إحدى
الطائفتين: عدو يقف مع النظام -ولو
كان سنياً أو علوياً أو مسيحياً
أو كائناً ما يكون- وصديقاً هو
في صف ثورة الحرية والكرامة. يا
أيها العلويون الشرفاء: إنهم
يخوّفونكم بالأغلبية السنّية
فيقولون لكم إن مصيركم الفناء
لو أن سلطان عصابتهم ضاع،
فكأنهم لو لم يكونوا ما كنتم.
وكذبوا، فلقد كنتم من قبل أن
يكونوا، عشتم وعشنا معاً في وطن
واحد القرونَ الطِّوال، ولو
كانوا صادقين ما عاش لكم بين
أظهر أجدادنا جَدٌّ ولا كان
أحدٌ منكم يقرأ اليومَ هذه
الكلمات! يا
أيها العلويون الشرفاء: ثقوا أن
عصابة الإجرام في بلادنا إلى
زوال؛ لقد خرج المارد من القمقم
وأقسم أنه لا يعود، فضمّوا
صفوفكم إلى صفوف الثائرين ولا
تكونوا ظَهيراً للجلاّد على
الضحيّة، أقبلوا على طائفة
الأحرار الأخيار وانبذوا طائفة
القَتَلة المجرمين، فإنّا
نحتاج اليوم إلى دعمكم لطيّ
صفحة الأمس المظلم، ونحتاج إلى
جهودكم غداً لبناء سوريا الغد
المشرق. يا
أيها العلويون الشرفاء: أنتم
أكبر بكثير من عصابة آثمة، أنتم
أكبر من عائلة الأسد، وهذا يوم
من أيام التاريخ سيُكتَب لكم أو
عليكم، فلتكن الأولى لا تكن
الثانية. لقد لوّثَت هذه
العصابةُ سمعتَكم واستغلتكم
طويلاً وركبت ظهورَكم، فجَنَتْ
هي الخيرَ الكثير والربحَ
الوفير ورمت لكم بالفُتات،
فانفضوها اليوم عنكم واهتفوا:
لا تلويث ولا استغلال بعد اليوم...
ونحن بانتظاركم لتركبوا معنا
قطار الحرية والكرامة يا أيها
الشرفاء. و لكم
في تاريخ تلك الطائفة عبرة: لم يكن
يدري الضباط الناصريون شركاء
الضباط البعثين في حركة 8 آذار
أنهم سيعدمون على يد رفاقهم في
الثورة. ولم
يكن يدري محمد عمران رئيس
اللجنة العسكرية البعثية (عدس)
في حركة 8آذار أنه سيتم اقصائه
في 1966 و من ثم إغتياله على يد
رفاقه باقي أعضاء اللجنة ( صلاح
جديد – حافظ أسد – سليم حاطوم –
عبد الكريم الجندي). ولم
يكن يدري سليم حاطوم أنه سيعذب
حتى الموت على يد باقي الرفاق
عام 1968. أما
عبد الكريم الجندي فقد أدرك أنه
سيلقى نفس مصير سليم حاطوم
عندما حاول صلاح جديد و حافظ
الاسد إلقاء القبض عليه فإنتحر. و صلاح
جديد لم يدر في خلده يوما أنه
سيموت مع يوسف زعين (رئيس
الوزراء) ونور الدين الاتاسي (رئيس
الدولة) في سجن حافظ الاسد الذي
انقلب عليهم في عام 1970. صلاح
الدين البيطار و أكرم الحوراني
ميشل البيطار مؤسسوا حزب البعث
لم يكونوا يدرون أنه سيتم
اقصائهم بعد الثورة مباشرة
واغتيال الأولين من قبل اللجنة
العسكرية البعثية (عدس) وهرب
رفيقها الثالث الى العراق . و جمال
الاتاسي (عضو قيادة قطرية في حزب
البعث عام 1970 – إنشق و أسس حزبا
مسقلا و منتدى الأتاسي عام 1973)
لم يكن يدري أن زبانية ابن حافظ
الاسد سيعتقلون ابنته سهير (الناشطة
في مجال حقوق الانسان) فقط لانها
طالبت بالحرية . و لا
يسعنا الحديث عن آلاف الضباط و
الرفاق البعثين الذين كانوا من
صناع حركة 8 آذار 1963 و إنقلاب 1970
و أعدموا أو قتلوا أو زج بهم في
السجون في محطة من محطات ثورة
الغدر و ما أكثرها. لا
تغدر فيغدر بك. لا
تظلم فتظلم. لا
تسكت عن الظالم فيظلمك فيما بعد. لا
تسكت عن القاتل فيقتلك فيما بعد =========================== الموقف
الخليجي تجاه الأزمتين السورية
والليبية ... رؤية مقارنة عطا
السيد الشعراوى خبير
فى الشئون العربية شهدت
الأيام الأخيرة مواقف وتحركات
خليجية تجاه الأزمة السورية,
ففي خطوة نوعية، استدعت
السعودية سفيرها في دمشق “للتشاور
حول الأحداث الجارية” في
سورية، وطالب العاهل السعودي في
خطاب حول الأزمة في سوريا في
السابع من أغسطس الجاري القيادة
السورية بوقف آلة القتل وإراقة
الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات
الأوان. وجاءت
هذه الخطوة في أعقاب بيان صدر عن
دول مجلس التعاون الخليجي دعت
فيه إلى الوقف الفوري لإراقة
الدماء، وإجراء الإصلاحات
الجادة والضرورية. وكانت قطر قد
قامت مؤخرًا بإغلاق سفارتها
وسحب سفيرها من دمشق. هذه
المواقف جاءت بعد صمت خليجي
استمر عدة شهور في وقت لعبت فيه
هذه الدول الدور الأبرز في
الأزمة الليبية، وكانت صاحبة
السبق في الدعوة إلى فرض حظر جوي
على ليبيا، ودعم التدخل العسكري
لحلف الناتو. فهل ثمة تناقض في
الموقف الخليجي تجاه هاتين
القضيتين؟ للوهلة
الأولى يبدو أن هناك تناقضًا في
الموقف الخليجي تجاه الأزمتين
السورية والليبية، إلا أن
القراءة المتأنية والمتعمقة في
الموقف الخليجي تدفعنا إلى
القول بأن لا تناقض في
الموقفين، فالعوامل التي دفعت
دول الخليج إلى التحرك والتدخل
في ليبيا هي ذاتها التي جعلت تلك
الدول تلتزم الصمت طوال الفترة
الماضية تجاه الأزمة السورية،
وذلك على النحو التالي: أ-
البيئة الداخلية: في
ليبيا ومنذ اندلاع الثورة
الشعبية ضد القذافي ونظامه أخذت
طابعًا عسكريًا وقتالاً ضاريًا
وغير متكافئ بين قوات نظامية
مسلحة تسليحًا جيدًا ومدربة،
وتمتلك خبرات قتالية كبيرة،
وأخرى غير نظامية، وغير مدربة،
وغير مستعدة، ولكن فرض عليها
القتال وهو ما كان ينذر بسحقها
تمامًا على أيدي القذافي
وقواته، مما فرض ضرورة تدخل
المجتمع الدولي؛ لحماية
المدنيين من بطش القذافي
وجنوده، وما كان لدول الخليج أن
تتخذ موقفًا مغايرًا لهذا
الموقف الأخلاقي في المقام
الأول. إضافة
إلى ذلك، كان القذافي مصممًا
منذ البداية على القتال والحل
العسكري دون الإشارة من قريب أو
بعيد إلى إجراء إصلاحات، بل
كانت لغة التهديد والوعيد هي
السائدة في الخطاب الرسمي. بينما
في سوريا، كانت الاحتجاجات في
البداية محدودة وبمرور الوقت
أخذت في التصاعد والانتشار بين
المدن السورية، لكنها لم تأخذ
طابعًا عسكريًا، وحافظت على
سلميتها رغم قمع النظام السوري
وبطشه. كما
لجأ بشار الأسد إلى أسلوب
الخطابات التي تحمل وعودا
إصلاحية كثيرة، ورغم أنه لم
يتحقق منها شيئًا، إلا أنها
كانت تخلق ولو بصيصًا من الأمل
لدى المجتمع الدولي في إمكان
القيام بتلك الإصلاحات التي
يطالب بها المحتجون، ووضع نهاية
سلمية للأزمة السورية. فضلاً
عن ذلك، فإن لجوء دول الخليج إلى
فرض عقوبات اقتصادية على سبيل
المثال من شأنه الإضرار بالشعب
السوري قبل النظام الذي يتلقى
دعمًا من دول مثل إيران تجعله
قادرًا على الاستمرار. ب -
البيئة الدولية: طبيعة
البيئة الداخلية فرضت شكل
التحرك الدولي، ففي ليبيا لم
يكن يجدي سوى التدخل العسكري؛
لوضع حد للحرب التي شنها
القذافي على شعبه، ومن أجل
حماية هذا الشعب وتوفير الدعم
الذي يجعله قادرًا على البقاء
والدفاع عن نفسه. وبالرغم
من وجود أهداف ومصالح أخرى
للتدخل الغربي في ليبيا، إلا أن
التدخل في حد ذاته كان أمرًا
حتميًا، لكنه لم يتم بالشكل
المناسب الذي يوفر للثوار دعمًا
ومقدرة على التفوق الواضح على
القذافي وقواته وهو ما أدى إلى
استمرار القتال دون غالب أو
مغلوب حتى الآن. بينما
في سوريا، لم تكن هناك حماسة
دولية للتدخل العسكري بعد أن
وضع حلف الناتو نفسه في مأزق في
ليبيا بسبب الانقسامات
والخلافات بين دوله حول شكل
التدخل وأهدافه وحدوده، لذا
اكتفت دول الحلف بالتصريحات
التي تدين النظام السوري
والمطالبة بإدخال إصلاحات
جذرية وسريعة، وفرض عقوبات على
النظام السوري؛ من أجل دفعه
لإجراء هذه الإصلاحات، والتوقف
عن قمع المتظاهرين. وفي
هذا الاتجاه، جاء الموقف
الخليجي منسجمًا مع الموقف
الدولي الرافض للتدخل العسكري
خاصة وأن هذا التدخل غير مضمون
العواقب بالنظر إلى ما حدث في
ليبيا، إضافة إلى التحالفات
الإستراتيجية لسوريا مع كل من
إيران وحزب الله، والطبيعة
الجيوسياسية لسوريا التي تفرض
صعوبات عدة على أي عمل عسكري،
حيث إنها تتقاسم الحدود مع
تركيا والعراق وإسرائيل
ولبنان، وهو ما يهدد بحرب
إقليمية. يضاف
إلى ذلك، أن التحرك الخليجي في
الأزمة السورية ودعمها التدخل
العسكري الدولي سوف يفسر
تفسيرًا طائفيًا مذهبيًا، وهو
الأمر الذي يفقد التحرك
مصداقيته وجديته، خاصة وأن
سوريا حليف إستراتيجي لدولة
إيران التي تتبع سياسة خارجية
طائفية باتت واضحة للعيان،
وتجسدت في تدخلها السافر في
الشأن البحريني خلال أزمة 14
فبراير وموقفها المتناقض
القائم على أسس مذهبية من
التغيرات والاضطرابات التي
تشهدها المنطقة العربية. وعليه،
لم تدع طهران بما تملكه من أدوات
إعلامية داخلية وخارجية الفرصة
لتشويه الموقف الخليجي، لذا
أرادت دول الخليج تفويت الفرصة
على سوريا (وإيران) للقول بأن
دول الخليج هي الأخرى تتدخل في
شؤونها الداخلية؛ لحماية
الطائفة السنية. ولكن
بعد الممارسات الوحشية لنظام
بشار، وارتكاب مجازر كما حدث في
حماه مؤخرًا، وفقد الثقة في
إمكان إجراء الإصلاحات اللازمة
لإعادة الهدوء والاستقرار، كان
التحرك واجبًا من قبل المجتمع
الدولي ودول الخليج. ========================== ثلاثية
الثورة السورية وثوابتها (1 ) محمد
حسن فقيه سلمية
الثورة تبنت
الثورة السورية منذ انطلاقتها
في ربيع آذار ثلاثة ثوابت توافق
عليها جميع الناشطين
والمتظاهرين والداعمين
والأنصار والمؤيدين في الداخل
والخارج ، رغم محاولات النظام
اليائسة ، وردات فعله الغاشمة ،
وتحركاته وعملياته المتهالكة ،
لحرف مسار الثورة عن أهدافها
ومبادئها وثوابتها الوطنية ،
بهدف تشويه صورتها ، واتخاذ أي
ذريعة للنيل منها ، وجرّها إلى
المجهول . وقد
تمثلت هذه الثوابت والمبادئ
الثلاثة في : *(
سلمية الثورة ) وعدم استخدام
السلاح . * (
وطنية الثورة ) ورفض تدخل
الأجنبي والإستقواء بالخارج . * (
شمولية الثورة ) ووطنيتها ،
بعيدة عن أي شعار طائفي أو اثني
أو مذهبي . الثابت
الأول : سلمية الثورة - لا ......
لإستخدام السلاح . خرج
المتظاهرون من بداية الثورة إلى
يومنا هذا بصدور عارية يهتفون
ضد النظام وينادون بالحرية
والكرامة ، لا يملكون غير
حناجرهم التي تصدح بمطالبهم
العادلة وأياديهم التي ترفع
الشعارات الوطنية التي يحلمون
بها ويطالبون بتحقيقها . حاول
النظام من الوهلة الأولى أن
يجرّم هؤلاء الثوار الأحرار
الذين تحدّوا بطش النظام
وهمجيته الوحشية في التصدي
للتظاهرات السلمية والمطالب
المشروعة في الحرية والعدالة
والكرامة والإنسانية وحقوق
المواطنة المتساوية ، فبدأ
النظام بكيل الاتهامامات
الكاذبة ، وتدبيج الفبركات
الإعلامية المضللة ، زاعما وجود
عصابات مسلحة حينا ،أو عناصر
مندسة مدعومة من الخارج حينا
آخر، وكم تخبط النظام وأبواقه
الإعلامية لتحديد هذا الخارج
وهوية هذه العصابات المسلحة
والطرف الثالث المزعوم ، فمرة
دخل من لبنان ، وأخرى انسل من
الأردن ، وثالثة اندس من تركيا
أو تسلل من العراق ! بعد إعلان
النظام المزعوم عن ضبط أسلحة
مهربة من العراق للثوار في
سورية ! وهذا بالطبع قبل تعميم
الأوامر من ولي الفقيه لربيبهم
المالكي بالوقوف مع النظام
السوري، ودعم اقتصاده المنهار
بمليارات الدنانير، وحماية
حدوده . ولا
أظنه خاف على أي محلل أو متابع
الموقف ( الإنقلابي )الجديد
لحكومة المالكي المخزي من
الثورة السورية ، متناغما مع
موقف سادته في قم وطهران
وزملائه من أتباع حسن نصر الله
في جنوب لبنان ، وتطوعه بحراسة
حدود سوريا الشرقية ، وقد كان
بالأمس يشكو من عدم ضبط حدوده مع
سورية ويتهمها بتسهيل تسلل
الإرهابيين وتصدير الأسلحة
والمخربين إلى بلاده ، وها هو
اليوم يتطوع بحماية حدود نظام
البعث السوري ، والذي يطالب
باجتثاثه في بلاده ، لمنع تسلل
أو هروب الأطفال والشيوخ
والنساء عبر الحدود من قمع
النظام السوري وبطشه ، أو من قصف
مدافعه ونيران دباباته ، التي
تركت الجولان وحدود الجبهة مع
إسرائيل ، وديعة برسم الأمانة
عند الأحباب والأصحاب من
المحتلين آل بني صهيون ، وأرسلت
بجيوشها ودباباتها لمحاصرة
أبناء الوطن من درعا فحمص إلى
جسر الشغور ، ثم إلى حماه ودير
الزور فالبوكمال ... لتحريرها من
- العدو الحقيقي - الشباب
الثائرين الأحرار، وكتم صرخات
الحق المدوية في شتى أنحاء
سورية وبقاعها ، في سهلها
وجبلها وغابها وباديتها وريفها
ومدنها وعربيها وكرديها
ومسلمها ومسيحيها وجميع أبناء
طوائفها ومذاهبها . لقد
حاول النظام جرّ الشباب
المتظاهرين إلى استخدام السلاح
منذ الأسبوع الأول من انطلاقة
الثورة السورية والتظاهرات في
درعا ، وذلك باستخدامه العنف
المفرط ، وتوجيه العبارات
الاستفزازية ، والتصرفات
المتعجرفة العنجهية من ضباط
ومسؤولي الأمن ، بزعامة قريب
بشار المدعو عاطف نجيب السيئ
السمعة والذكر ، في مجتمع فطري
محافظ ، يغلب عليه الطبيعة
العشائرية ، وتتمثل فيه نخوة
الرجال والشهامة العربية
وأخلاق الأباة الأحرار، الذين
يرفضون الذل ويأبون الضيم ،
ويبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل
مبادئهم ، والذب عن كرامتهم ،
والذود عن حياض ممتلكاتهم ،
والدفاع عن حرماتهم . مع كل
هذا الأستفزاز ومحاولة الإذلال
والإهانة قام عناصر أمن النظام
برمي السلاح على المواطنين في
درعا بتمثيلية محبوكة ، ظاهرها
التعاطف بين عناصر النظام وبين
المواطنين المتظاهرين ،
وحقيقتها توريط الشباب المندفع
باستخدام السلاح ، ليتخذ النظام
ذريعة لأعماله الإجرامية من قتل
وبطش وانتقام ، وكرر مثل هذه
المسرحية المغرضة في حمص ...
وغيرها . ثم
أكمل تلك المحاولة الفاشلة
بمسرحية هزيلة التأليف
والإخراج ، عندما اقتحم المسجد
العمري في درعا بعد محاصرته
وقتل الشباب المؤمنين
المعتصمين بداخله مع الجرحى
والطاقم الطبي الذي كان يعالجهم
... ثم قام بعد ذلك بتصوير أسلحة
جديدة بجانبهم لم تستخدم ، وعلب
ذخائر للسلاح مختومة لم تفتح ،
ورزما من أموال مرمية بجانبهم ! !
. * كما
برز ذلك أيضا بإرسال عناصر أمن
النظام لدعم الشبيحة بالسلاح في
دير الزور . حيث
تم القبض عليهم مع الأسلحة التي
بحوذتهم ، وأدلوا باعترافاتهم
المسجلة والتي أكدوا فيها أنهم
قد أحضروا السلاح لدعم الشبيحة
في ديرالزور لخلق فتنة بين
المواطنين ، تستدعي الرد على
الشبيحة بالمثل ، من بعض الشباب
الثائرين والمندفعين ، في مجتمع
هو الآخر عشائري يعتز بعروبته
ويفخر بقيمه وأعرافه ، ولا يقبل
الذل والضيم من عناصر الشبيحة ..
والذين في حقيقة الأمر والتي
يعرفها كل سوري شريف ، ما هم إلا
سقط الأمة وسفلتها ... كان أغلبهم
من المجرمين ومهربي المخدرات
ونزلاء السجون ، أفرج عنهم
النظام ومنحهم حريتهم ، مقابل
اصطفافهم معه ضد أبناء الوطن من
الأحرار والشرفاء الأباة ... هذا ما
يريده النظام ويلعب عليه لينتقم
من أبناء الشعب الشرفاء الذين
رفضوا الذل والهوان وتمردوا على
الاستبداد والاستعباد ، وهتفت
حناجرهم بنداء الحرية والكرامة
. *
مثلها فعل النظام في جسر الشغور
من تصرفات استفزازية وإذلال
واغتصاب وقتل للمدنيين لنساء
وأطفال ، وتدمير المدينة ونهب
المحلات وتخريب المتلكات ، ثم
انتقل خارج المدينة ليقوم بحرق
المحاصيل وقتل البهائم العجماء
انتقاما وحقدا واستفزازا . هذه
المدينة التي لم تسلم من
مجازرهم الوحشية والمحاكمات
العسكرية والإعدامات الميدانية
في ثمانينيات القرن الماضي ،
إلا أن ضباط الجيش الأحرار- هذه
المرة - والذين كانوا يرقبون
المشهد ، ووجهوا إنذارهم للأمن
والشبيحة عدة مرات دون أن
يرتدعوا أو يكفوا عن القتل
وإذلال المدنيين ، فقام ضباط
الجيش الأحرار بالتصدي لهم ...
وتلقينهم درسا قاسيا ارتعدت لها
فرائص هذا النظام الجبان ، فصب
جام حقده وغضبه على هذه المدينة
الجريحة ، فهرب معظم سكانها إلى
القرى المحيطة ، أو طلبوا
اللجوء داخل تركية بعد أن تحولت
الجسر إلى مدينة أشباح . يبقى
السؤال الرئيسي والملحّ ، والذي
يتردد من كل حدب وصوب .... إلى متى
؟ ! إلى
متى سيبقى المجرمون القتلة من
عصابات أمن النظام وشبيحته
يقتلون ويدمرون ويروعون العزل
والآمنين ، ويعتدون على
المتظاهرين ويذلون الشيوخ
والنساء ، ويستهدفون الأطفال ،
ويعتقلون المثقفين والأحرار ،
ويخطفون المتظاهرين ، ويصفّون
الناشطين ... وتبقى الثورة سلمية
؟ ! . إلى
متى سيبقى هذا الشعب المنكوب
بهذا النظام المجرم الدموي ،
صابرا على قصف الدبابات ودك
المدافع العشوائية لبيوت
المواطنين الأبرياء العزل ، في
حماة ودير الزور وحمص ودرعا
وإدلب والحولة والزبداني
والمعضمية وكناكر وتل كلخ
والقصير والرستن و..... إلى
متى يمكن أن يبقى هذا الشعب
الذبيح يصبر على كل تلك الجراح
والمصائب والآلام ... وسط صمت
عربي ودولي مخز ومهين ، ير ى
المجازر والمذابح والانتهاكات
الصارخة كل ساعة ولحظة من كل يوم
، في جميع مدن سورية وهو يقف
موقف المتفرج . لقد
برهن هذا الشعب الذي خرج بصدور
عارية وهامات مرفوعة وأيد
ممدودة بالحب والسلام لجميع
أبناء الوطن ومكوناته ، وأوصل
رسالته السلمية للعالم أجمع
مطالبا بأبسط أهدافه المشروعة ،
من حريته المصادرة ، وكرامته
المهدورة ، وحقوقه المسلوبة . فإلى
متى سيبقى هذا النظام مكابرا
وهو يصر على إجرامه وصلفه
ونفاقه ودجله ، وهو يعلم حقيقة
هذا الشعب الثائر ومطالبه
المشروعة والعادلة ، وقد انحاز
إليه جميع أبناء الشعب
المقهورين ، ولم يبق في صف هذا
النظام البائس سوى العصابة
المجرمة المتحكمة ، وزمرة
الفتات المنتفعين ، وشلة اللصوص
الفاسدين ، ورهط من الجبناء
والإمعات الخائفين . ألن
يرعوي هذا النظام المجرم ويكف
عن المجازر وسفك الدماء الطاهرة
الزكية بحق شعبه ، وقد تفوق على
همجية هولاكو وإجرام نيرون ؟ . وإلى
متى سيبقى العالم المتمدن
ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع
الدولي يتفرج عل هذه المذابح
ولا يكبح جماح هذا النظام
الدموي المجرم ... وإلى
متى سيبقى الجيش الوطني حماة
الديار يدافع عن عصابة المافيا
، توجهه أحهزة أمن النظام
الفاسد ، وتهدده عصابات الشبيحة
المنحطة ، وتقنصه العصابات
السوداء المستوردة من طهران
وأذنابها في جنوب لبنان ؟ متى
سيصحو هذا الجبش ويهب للقيام
بدوره الحقيقي الموكل إليه من
حماة الديار وحماة الأوطان ،
بدلا من قمع الشعب وتدمير الوطن
للحفاظ على مافيا الفساد
والاستبداد التي تحتل البلد
وتذل أبناءه ؟ ! هل
تكفي صور القمع والقتل على
الفضائيات التي تعري عصابة
الحكم وتفضح إجرامها لمواجهة
مدافعها ودباباتها ، ولوكانت
بعض الصور حينا أقوى من قذيفة
الدبابة والمدفع ، إلا أن الشعب
والمجتمع الدولي يتعامل مع
عصابة ينطبف عليه قول : ( إذا لم
تستح فاصنع ما شئت ) ، بعد أن نزع
منها الحياء وتجردت من كل القيم
والأخلاق ... والأعراف ,,,,,,,,,,,,و
الانسانية ؟ّ هل
يمكن أن يبقى الشعب المثخن
بالجراح صابرا ومتحملا هذا
الوضع المأسوي ، رافضا استخدام
حقه المشروع في جميع الأعراف
والأديان بالدفاع عن النفس ضد
القتل والقمع والظلم والبطش
وسفك الدماء ؟ . لقد
صبر هذا الشعب وصابر كثيرا ...
ولكن كما يقال : ( للصبر حدود ) ! . وقد
تجاوز هذا النظام في ظلمه وعسفه
وتنكيله ضد شعبه الأعزل .. كل
الحدود ! . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |