ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

النخب العربية والوجع السوري!!

حسام مقلد

كاتب مصري.

 hmaq_71@hotmail.com

بصراحة لا أفهم سر حال الالتباس الموجودة عند بعض النخب العربية فيما يتعلق بالوضع في سوريا!! و لا أدري حقيقةً هل هناك حال من الالتباس فعلا عند هؤلاء؟! وهل الوضع غامض ومحير ومربك إلى هذا الحد أم هي لعبة المصالح وسيف المعز وذهبه؟! وإن كنت أعي وأدرك جيدا أننا كلنا بشر غير معصومين ومعرضون للالتباس أو الافتتان والابتلاء في هذه الحياة الدنيا، إلا أنني فعلا لا أفهم كيف تلتبس مشاهد الدماء السورية على أعلام من النخب العربية: مفكرون وكتاب وساسة وفنانون!! أكل هذه الأرواح التي أزهقت  أكثر من ألفي شهيد حتى الآن  وكل هذه الدماء التي أهريقت، والمجازر التي وقعت، والألوف التي اعتقلت وعُذِّبت ونكُِّل بها  أكل هؤلاء مندسون؟! أكل هؤلاء متآمرون على سوريا ومتحالفون مع أمريكا وإسرائيل وضد العرب والعروبة؟! أكل مئات الألوف تلك الغاضبة الثائرة في الشوارع منذ ستة أشهر مغيبة الوعي؟! أيُّ ساحر هذا الذي سحر كل هؤلاء الناس في كل هذه المدن السورية وطوال هذا الوقت؟! وكيف أقنعهم بهتاف واحد: الشعب يريد إسقاط النظام؟! أكل هذه الأعداد من الناس تكره وطنها إلى هذا الحد؟! وكيف فاض بهم الكيل وبلغ بهم الغضب هذا المبلغ الذي جعلهم يقفون: أطفالا وشبابا وشيوخا بصدورهم العارية وأياديهم الفارغة أمام الدبابات والمُجَنْزَرات والعربات المصفحة؟!! أيعقل أن يكون كل هؤلاء البشر في كل هذه المدن واقعين تحت تأثير تنويم مغناطيسي سلب إرادتهم وصهر وجداناتهم وقوَّى عزائمهم وشحذ هممهم وجعلهم يطالبون جميعا بمطلب واحد هو: الحرية والكرامة؟!

إذا كان المرء لا يقدِر لأي سبب كان  سواء الترهيب أو الترغيب  على أن ينتقد علانية الجرائم البشعة المروعة التي يرتكبها النظام السوري الفاشي ضد أبناء وطنه الأبرياء العزل فأضعف الإيمان أن ينكر ذلك بقلبه، وليمسك لسانه وليسعه بيته، أما أن يرقص على أشلاء الشهداء  أمثال حمزة الخطيب... وغيره  رقصة تزلف ورياء وممالأة فأظن أن هذا مما لم يخطر على بال أحد من قبل! ألهذا الحد يتعامى الناس عن الحقيقة؟! أيمكن لعاقل أن ينكر وجود الشمس لأنه أغمض عينيه أو جعل بينه وبينها حجاب؟! وهل كانت سوريا قبل هذه الثورة المباركة واحة النعيم المقيم، وموئل الحرية والديمقراطية، وأرض الجهاد والرباط في العالم العربي، ثم جاء هؤلاء الثائرون ليفسدوا رأيها، ويثلموا عدلها، وينقضوا غزلها، ويقدموها لقمة سائغة لعدوها؟!!

ثم أين هذه المقاومة التي يمثلها النظام السوري ويحقق بها أي مصلحة وطنية أو قومية وتتشفع له عندنا وتجعلنا نغض الطرف عن جرائمه الوحشية التي يرتكبها ضد الأطفال والنساء والشيوخ والفتيان من أبناء شعبه المطالبين بالحرية والكرامة لهم ولوطنهم؟! أليست هذه مرتفعات الجولان السورية لا يزال الكيان الصهيوني يحتلها منذ نحو خمسة وأربعين عاما؟! أليس النظام السوري على مدى هذه العقود الطويلة من الزمن جزء من معادلة الانكسار والخنوع العربي وإن لبس لبوس المقاومة والممانعة؟! ورغم إدعائه العفة والطهر السياسي أليس جزءا من لعبة الرذيلة السياسية التي يمارسها الاستعمار مع معظم الأنظمة العربية منذ رحل عن عالمنا العربي قبل عقود؟! وإلا فليخبرني أحد من العالمين ماذا قدَّم هذا النظام للعروبة والإسلام؟! حتى قضية فلسطين التي يزعم زورا وبهتانا أنه حامي حماها فليدلني أحد ماذا قدم لها على أرض الواقع؟! إنني وأبناء جيلي لم نسمع يوماً أن هذا النظام الفاشي أطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني، بل كلما ضربته إسرائيل على خده الأيمن أدار لها خده الأيسر ضعفا وعجزا وذلا وخنوعا وهوانا، وهاج وماج في وسائل الإعلام ليعلن أنه يحتفظ بحق الرد، وها هي دبابات الجيش السوري ومدرعاته وآلياته العسكرية تدك المدن السورية دكا وتحصد أرواح السوريين الأبرياء حصدا، ورغم تلقي النظام السوري الصفعة تلو الأخرى من طيران العدو الصهيوني، ورغم الإذلال والمهانة إلا أنه طأطأ رأسه وبلع خزيه وآثر السلامة معلناً أنه يحتفظ بحق الرد، وها هو الرد قد أتى وكأنه كان يحفظ المدن الإسرائيلية ويدخر قوته ويوفر جيشه ليبيد به أبناء حماة وحمص ودرعا ودير الزور وإدلب... وغيرها من المدن السورية العزيزة الأبية التي تقف بكل شموخ وعزة وإباء في وجه هذا الطاغية ونظامه وشبيحته وزبانيته الذين لا يعرفون الرحمة، بل أمعنوا في وحشيتهم مع دخول شهر رمضان الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

وصدقا لا أدري عن أي وطنية أو أي عروبة يتحدث هؤلاء الذين يدعمون هذا النظام الفاشي المتوحش!! وزادت دهشتي وحزني وأنا أرى بعض الفنانين السوريين والمفكرين والكتاب العرب يقفون إلى جوار الطاغية ويولغون معه بألسنتهم في دماء الضحية!! وانفجر غيظي وغضبي كغيري من أبناء الشعب العربي حين رأيت وسمعت كلام الأمين العام لجامعة الدول العربية معالي الأستاذ الدكتور نبيل العربي عن سوريا، وعجز أو تخاذل الجامعة عن اتخاذ موقف حازم تجاه النظام السوري، وتساءلت كغيري في حيرة: أهذا هو الرجل الذي استبشرنا بمقدمه خيرا ودبج البعض منا قصائد الشعر يتغزل فيها بوطنيته وقوميته وثوريته؟! وكيف لا ومعاليه من أبناء ميدان التحرير؟! لكن أهذا الكلام يعبر عن روح ميدان التحرير التي تطالب بالحرية والكرامة لكل العرب أينما كانوا وحيثما حلوا؟!

وازددت هماً وغماً وأن أرى صمت الإسلاميين على امتداد عالمنا العربي والإسلامي! فأين هم السلفيون والإخوان المسلمون في مصر؟! ألا تستحق منهم هذه الدماء السورية الغالية جمعة من جمعهم المهيبة؟! أموقع السفارة السورية في القاهرة بعيد عنهم؟! لماذا لا يتظاهرون أمامها بشكل حضاري وسلمي كل يوم أو كل أسبوع؟! لماذا لا يضغطون على حكومة الثورة المصرية لسحب سفيرها من دمشق أو استدعائه للتشاور كما فعلت بعض دول الخليج وهذا أضعف الإيمان؟! ولا يقل لي أحد إن هذه هي السياسة بحساباتها بالغة الدقة شديدة الحساسية والتعقيد، فالشعب العربي السوري بكل أطيافه يستحق منا موقفا أفضل من ذلك، والدماء السورية ليست رخيصة إلى هذا الحد ليتعامى عنها الجميع بهذه الصورة المخزية، والأنكى أن يتشدق بعض من يسمون أنفسهم بالنخبة العربية بخرافات وأوهام من قبيل المقاومة والممانعة، فخير لهؤلاء أن يسكتوا ويريحونا من شعاراتهم الجوفاء، وليصمتوا إن كانوا عاجزين عن قول كلمة الحق والنطق بما نطق به غير العرب من الأتراك والألمان والأمريكان والطليان وغيرهم، أليس من عجائب هذا الزمن أن نرى هؤلاء الأعاجم أحرص على الدماء العربية من بعض دعاة العروبة والإسلام؟!!

==================

يا ثوار اللاذقية وجبلة وبانياس لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم الناس

مجاهد مأمون ديرانية

لثورة الحرية والكرامة في سوريا جيشان، جيش يمشي بها على الأرض وسط الأخطار وجيش يعمل من أجلها في الغربة من وراء ستار، وشتّان بين الجيشين؛ لا يستوي من يعمل في الأمان ومن يمشي في عين الإعصار.

 

أنا وأمثالي نعيش في أمان ونمنح الثورة فوائض الأوقات، والآخرون هناك يخرجون إلى الشوارع مخاطرين بالحياة والحريات. إن خطوة في مظاهرة على أرض سوريا تعدل عمل عشر سنين خارجها، ولكل من الفريقين أجره بإذن الله.

 

لكن المتظاهرين في سوريا أيضاً طبقات، أقلّهم مَن يتظاهر في أمان نسبي لأن عصابات الأمن والقتل انشغلت بغيرهم عنهم فتركتهم إلى حين، وفوقَهم من يتظاهر في المدن التي يحاصرها الجيش ويقيّد فيها الحركة ويسد الطرقات، وأعلاهم المتظاهرون في المدن التي احتلتها عصابات البغي والإجرام وعاثت فيها الفساد. إن واحداً من المتظاهرين في أخطر المواقع يساوي عشرة في التي دونها، ويساوي مئة في مدينة "محرَّرة" يتظاهر أهلها بلا قيود.

 

وليس ينقص هذا التصنيف شيئاً من الأجر العظيم لكل متظاهر في أي موقع في سوريا جميعاً، فإن المتظاهر في أي بقعة على أرض الشام كألف في غيرها من البلاد. ثم إن النظام اجتهد في توزيع ظلمه وبطشه على الناس بالعدل، فالمدينة التي تتنفس اليومَ هواءَ الحرية ستكون عُرضةً للحصار في الغد، وتلك التي يحاصرها الجيش من خارجها غداً ستكون تحت القصف والاجتياح غداة الغد، وهكذا يدور دولاب العدوان فلا يسلم منه مكان ولا ينجو منه إنسان.

 

إلا اللاذقيةَ وبانياس وجبلة، فإن النظام قد عَجَمَ مجرميه فاصطفى أجرمَهم وأجرأهم على البغي فرمى بهم أهلَنا فيها، فاجتاح أولئك المجرمون هاتيك المدن واحتلوها احتلال الغريب للبلد الغريب، ثم مضى اليومُ بعد اليوم والشهرُ بعد الشهر والاحتلالُ على حاله، الكبتُ هو الكبت والضغط هو الضغط، فلا يكاد الواحد منهم يصل إلى الهواء الذي يتنفسه إلا بالجهد الجهيد.

 

لكنهم أبَوا -مع ذلك كله- إلا أن يخرجوا تحت الاحتلال وأن يتظاهروا رغم القيود والأغلال، ولم يتظاهروا عشرات هنا وعشرات هناك بل خرجوا جموعاً هادرات بالألوف، ولم يهتفوا بهُتافات الثورة في صمت وعلى استحياء بل شقّوا بها الحناجر وزلزلوا الأرض، فأدهشوا الأعداء وأدهشوا الأصدقاء.

 

إن ثوار سوريا هم سادة الثوار في الأرض، وثوار مدن الساحل هم سادة ثوار سوريا.

 

يا أهل اللاذقية وجبلة وبانياس، لقد أدهشتم الدنيا وأذهلتم بصمودكم وثباتكم الناس، أنتم وإخوانكم السابقون في البيضا والمرقب، واللاحقون في طرطوس والحفة وسلمى وعين الخريبة والدريبة والفيض، وفي غير هذه المواقع مما يمكن أن يسهو عنه الناس، ولئن جهلها الناس فلن يجهلها رب الناس، وما عند الله خير وأبقى.

 

ربما مضت أيامٌ حرمكم فيها أولئك البغاةُ المجرمون من التظاهر، لكنكم في دفاتر الثورة متظاهرون على الدوام، لم تنقطعوا عن المشاركة في ثورة سوريا منذ انفجارها ولا يوماً من الأيام.

========================

ثلاثية الثورة السورية وثوابتها (2 )

محمد حسن فقيه

رفض التدخل الأجنبي

رفعت الثورة السورية منذ انطلاقتها في ربيع آذار ثلاثة ثوابت توافق عليها جميع الناشطين والمتظاهرين والداعمين والأنصار والمؤيدين في الداخل والخارج ، رغم محاولات النظام اليائسة وردات فعله الغاشمة ورغباته المتهالكة لحرف مسار الثورة عن أهدافها ومبادئها وثوابتها الوطنية بهدف تشويه صورتها واتخاذ ذريعة للنيل منها وجرّها إلى المجهول .

وقد تمثلت هذه الثوابت والمبادئ الثلاثة في :

* سلمية الثورة وعدم استخدام السلاح .

* ثورة وطنية ترفض تدخل الأجنبي والإستقواء بالخارج .

* شمولية الثورة ووطنيتها بعيدة عن أي شعار أو استهداف طائفي أو اثني أو مذهبي .

 

الثابت الثاني : وطنية الثورة – ( رفض التدخل الأجنبي ) :

رغم الوضع المعقد في سورية بسبب النظام المستبد وحزبه الشمولي ، والقبضة البوليسية التي يحكم بها الشعب ، والقمع الهمجي الذي يتعرض له الناشطون ... والمواطنون ... من قتل واعتقال وعسف وتنكيل وحصار ...

 رغم المجازر والمذابح التي نفذها النظام ضد شعبه الأعزل ، وكان نتيجتها آلاف الشهداء والمفقودين الذين قتلهم النظام القمعي بطريقة وحشية ، وعشرات آلاف المعتقلين الذين زجّ بهم في الزنازين ، تم قتل البعض منهم داخل السجون ، وقام بتصفية الكثير منهم تحت التعذيب الجهنمي من قبل جلادي النظام وأجهزته البوليسية المجرمة ... كما تم الإجهاز على الجرحى سواء في الساحات التي أصيبوا فيها أو المستشفيات التي نقلوا إليها .

 رغم كل هذه التضحيات الجسام وأنهار الدماء التي سالت ، والشرايين التي تقذف بنوافير الدم في جميع أطراف الوطن ، لتروي ترابه الطاهر بتلك الدماء المباركة الزكية ... رغم كل هذه المحاولات الاستفزازية واليائسة من النظام لدفع الناشطين وقادة المعارضة للإستعانة بالأجنبي وطلب التدخل العسكري من الخارج لحماية المدنيين ، الذين يقمعون ويقتلون ويعتقلون ويسامون سوء العذاب ، ليتخذ هذا النظام البائس ذريعة لشن حرب أهلية ينتقم بها ممن عارضه من شعبه ، بدا أنه خطط لها وأعدها من بداية الثورة وإرهاصاتها ، وقد تجلى ذلك واضحا في الخطاب الأول لبشار الذي أطلّ فيه بعد شهر من المظاهرات ليتكلم عن المؤامرة ... والفتنة ، ويؤكد مبدأ بوش الصغير: ( من لم يكن معنا فهو ضدنا )

وعن توجهه نحو الحرب – ضد شعبه الأعزل - التي أعلن ترحيبه بها !

رغم كل هذه المآسي والجراح ، بقي الشعب بأحراره ومثقفيه وناشطيه ومعارضيه وصحفييه وإعلامييه ... بقي مصرّا على وطنية الثورة ، رافضا أي تدخل أجنبي أو استقواء بالخارج .

والسؤال الملحّ : إلى متى ستصمد جهات المعارضة على رفض معونة الغريب والأجنبي ، لوقف شلالات الدم المتدفقة في شتى أنحاء الوطن ؟

وإذا كان التدخل الأجنبي مرفوضا فكيف السبيل للجم ألة القتل والقمع الوحشية التي تقوم بها عصابة الحكم ضد شعبها ؟

هل الشعب السوري أملاك خاصة لعصابة الحكم ؟

 وهل يجوز للسيد حتى قتل عبيده الذين يعملون أجراء في مزرعته ، أنى وكيفما شاء إذا احتجوا على الظلم والعسف ، وطالبوا بأبسط حقوقهم المشروعة ؟

ومن ذلك الوصي الذي باع هؤلاء المواطنين لعصابة فاسدة مستبدة ، وقد ولدوا أحرارا من رحم أحرار ، ودون أن يعلم صاحب العلاقة حتى بهذا البيع ؟

هل نحن في زمن الاستعمار القديم ؟

وهل عاد عصر الإحتلال العسكري والاستبداد والإقطاع والعبودية مرة ثانية

دون أن ندري ؟

وإلى متى سيبقى هذا النظام الغاشم يتعامل كعصابة ضد شعبه الأعزل ، ويعتبره العدو الحقيقي الأول ... والأخير ؟ !

أليس في هذا النظام رجل رشيد ومسؤول عاقل يقدر هذه المواقف الوطنية العالية من الشعب المسحوق ، والشباب الثائر الجريح ، فتتحرك فيه مشاعر الوطنية الصادقة وإخوة الأرض والتراب ... واللغة ... والتاريخ ... والحضارة ... فيعلنها مدويّة : كفى للقتل والقمع ... والمجازر .

أفلا يجوز الطلب من أبناء العم والأقارب الضغط الإعلامي ... والسياسي ... والدبلوماسي على هذه العصابة لإيقاف عمليات القتل والقمع الوحشية ؟ !

وإذا أصرّت هذه العصابة على غيّها واستمرت في همجيتها ، وأغلقت أذنيها لسماع النصائح ونداء الحق ، وتجاهلت جميع الدعوات الانسانية من المنظمات الدولية القريبة والبعيدة .

 أفلا يجوز النجدة بأبناء العمومة من العالم العربي والإسلامي ، والمنصفين من المجتمع الدولي المناصرين لحقوق الانسان والأمم المتحدة لوقف المجازر والمذابح لكبح جماح المسعورين ، ولجم جنود ابليس المجرمين عن القمع وسفك الدماء ، لنجدة المستغيثين ، وانقاذ المظلومين ، وحقن دماء الأبرياء العزل من المواطنين ؟

لقد أثبت هذا الشباب الحر الثائر بنهجه المتميز الرائد ، وأسلوبه السلمي الراقي ، وشعاراته الوطنية الصادقة ، وأهدافه المشروعة السامية ، رفضه للتدخل الخارجي والاستقواء بالأجنبي ، كما أكدت المعارضة في جميع مؤتمراتها في الخارج تمسكها بهذا المبدأ ، وأعلنت رفضها لأي تدخل خارجي ، أوتكرار النموذج العراقي المخزي ، والنموذج الليبي الذي انحرف عن مساره وشابته الشبهات .

 لكن تعنت هذا النظام بعد خمسة أشهر من الثورة ، وهو يتجاهل مطالب الشعب في الحرية والكرامة ، مازال يقابل هذه المطالب والتظاهرات السلمية بالفظائع والمجازر ضد أبناء وطنه ، يقطع الجسور ويحفر الخنادق وينصب الحواجز ويشيد السدود بينه وبين أبناء شعبه ، يقطع أوصال الوطن ويثيرالأحقاد وينشر الضغينة والكراهية ويعمق الهوة ، ويتحدى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان المحلية والعربية والعالمية ، متمردا على كل الأعراف ، متجاوزا كل القوانين ... ومنتهكا لجميع الحقوق للوطن ... والمواطن .

أليس من العار ... كل العار والشنار ، أن يقدم نظام سفاح على قتل شعبه ، ويدعوّ الغريب لنجدته وإنقاذه ... ثم يردد أبواق العصابة ... مؤامرة ... مرامرة ! !

====================

بعد إشتعال ضواحي "باريس، وسيدنى، ولندن"، ومذبحة "أوسلو": كيف يمكن إطفاء نيران "التمييز العنصري"؟.

أ.د. ناصر أحمد سنه

كاتب وأكاديمي.

إثر قتل الشرطة البريطانية في منطقة "توتنهام" للمواطن (المشتبه به) "مارك دوغان" ذوو البشرة السوداء أشتعلت لندن وضواحيها كما أشتعلت من قبل باريس وسيدني. يأتي هذا عقب تلك المذبحة التي قام بها النرويجي (اندروس برايفيك  32 سنة)الذي قتل ٨٦ شخصا من بنى جلدته فى 22 يوليو الماضى.

 

منذ ستينيات القرن المنصرم (1968م)، حيث كانت أحداث الطلبة الشهيرة في فرنسا، لم تشهد "باريس" أحداثاً مماثلة .. عاصفة ومحزنة ومؤسفة.. كالتي شهدتها خلال نوفمبر العام 2005م، والتي تابعها العالم كله عبر وسائل الإعلام.. حرائق سيارات، تخريب بلديات، اعتداء على مدارس ومحال إعمال..الخ ،.. ترى ما الدوافع التي وقفت خلف هذه الأحداث الأليمة في بلد:"الحرية والعدالة والمساواة" ؟، وهل هي ردود أفعال على ثقافة الإقصاء والتهميش والتمييز العنصري؟ وكيف يمكن معالجة هذه المشاكل الكبيرة وإطفاء نيرانها كي لا تتكرر أمثالها؟، وهل في رسالة الإسلام الحضارية والعالمية نموذج يُهتدي به في معالجة مثل هذه الأحداث؟. تلك الأسئلة  وغيرها تلح في طلب الإجابة عنها، في وقت سقطت فيه الحدود والسدود، وتشابكت المصالح والمفاسد على حدٍ سواء، فترى الجميع يسعون للتشارك  إنسانياً لإيجاد حلول للأزمات التي قد لا تدع أخضراً ولا يابساً.

بداية لقد تم تبرئة الدوافع الدينية، إذ ليس ثمة بواعث دينية محضة خلف أحداث "الضواحي" الفرنسية والشواطئ الأسترالية، والتي يقطنها أغلبية من أصول مهاجرة. فلقد اعترفت الحكومة الفرنسية بتجاهلها وإهمالها لمشاكل " الضواحي" حتى تفاقمت إلى هذا الحد، فالأحداث أشعلتها توالى حوادث قضى فيها عديد من الأسر المهاجرة نحبها حرقاً بسبب اشتعال النيران (ليلاً) في منازلها "الواهية والمكتظة"، وفجرها موت شابين من أصول عربية وإفريقية صعقاً بعد ملاحقتهما، هؤلاء الشباب الذين جاء آبائهم  ومازال غيرهم كثير تغرق بهم القوارب بصفة شبه يومية، فيموتون بالعشرات على شواطئ إيطاليا وأسبانيا وغيرهما  سعياً خلف" لقمة العيش التي ندرت في بلادهم الأصلية"، هؤلاء الشباب:" يطاردهم شبح أصولهم المغاربية والأفريقية اللبنانية مما يحول دون كامل اندماجهم في مجتمعاتهم التي ولدوا فيها ويجعلهم مُهمشين وإن نالوا أقساطاً من التعليم المتميز، فليس ثمة مجال للعمل مما يجعل البطالة/ الفقر أمرا حتمياً ومكرساً بينهم".

وهاهي شرطة مكافحة الشغب البريطانية تشتبك  خلال عدة أيام من يوم السبت 6/8  مع مع عدد من الشبان في لندن، في أسوأ اعمال شغب تشهدها العاصمة البريطانية منذ سنوات، ما اضطر رئيس الوزراء لقطع اجازته والعودة لترؤس اجتماعات ازمة. وامتدت أحداث العنف الى مناطق جديدة، كما أفادت الأنباء باندلاع أعمال شغب في مدينتي ليفربول وبرمنغهام، يأتي ذلك بعد ساعات من فتح الشرطة تحقيقات في الأحداث كمحاولة لتطويقها. وقتل ثلاثة أشخاص "كانوا يقومون بحماية منطقتهم" دهساً بسيارة، وانتشرت أعمال الشغب والنهب والحرائق، واشتعلت النيران في بعض المتاجر الكبرى، وأحرقت سيارات بينما قام شباب ملثمون بقطع الطرق في بعض المناطق مستخدمين صناديق القمامة. وقال رئيس شرطة لندن "تيم غودوين" من امام مقر سكوتلاند يارد "هناك اضطرابات كبيرة في عدد من الاحياء في انحاء لندن".

وفي هاكني - وهي منطقة متعددة الاعراق في شرق لندن قريبة من مقر الالعاب الاولمبية التي تقام العام القادم- أضرم شبان ملثمون النار في صناديق القمامة ودفعوها في اتجاه الشرطة والقوا الزجاجات والحجارة. وفي منطقة إيلينج غربي لندن وقعت أعمال سلب وتحطيم متاجر بينما اشتعلت النيران في عدة مبان. وفي بيكهام المجاورة، المنطقة الفقيرة، اظهرت صور التلفزيون اشتعال النار في مبان تجارية، ويخشى من انتشار الحريق الى مبان مجاورة. كما انتشرت اعمال الشغب في منطقة كرويدون في جنوب لندن حيث اشعلت النار فى مبنى تجاري ضخم.

 وقامت السلطات البريطانية بنشر 1700 شرطي إضافي لمواجهة اعمال الشغب ومحاولة وقف عمليات النهب بينما استمرت حملات الاعتقال. واجتمعت وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" بكبار قادة الشرطة.

وقد القي القبض على أكثر من 225 شخصا كما جرح العشرات.

 

عنصرية "أندروس"

وتأتي الأفكار العنصرية للإرهابي النرويجي القاتل (اندروس برايفيك  32 سنة) وتعلقه يالصهيونية وتأييده اسرائيل في إضطهادها للفسلطينين والتى سجلها فى بيان من 1500 صفحة أوردها على موقعه الإلكتروني. جاءت حافلة بمشاعر البُغض ضد المسلمين بوجه أخص، وضد الحكومات الغربية التى تسمح باستقبالهم واستمرارهم على أراضيها.

 

جذور التمييز العنصري

لقد كان "مشركو العرب" يدّعون أنهم "أهل الله " لسكناهم مكة، ومجاورتهم للبيت، وقيامهم على خدمة الحجيج، فكانوا يستكبرون بذلك على غيرهم:" اجعلتم سقاية الحاج وعمارة البيت الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، لا يستوون عند الله، والله لا يهدى القوم الظالمين"(التوبة: 19)، ويقول تعالى:" قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون، مستكبرين به سامراً تهجرون"(المؤمنون: 6667)، فشعوب تستند في تعاملها على أنها"شعب الله المختار":" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما، وإليه المصير"(المائدة:18) وشعورها بنقاء العرق المميز والمتميز، فتظهر فيها النازية (التي ادعت أنه إذا كان هناك من إله فليكن ألمانياً، أو أن الإنسانية ليست بحاجة إلى آلهة،"فالإنسان يقوم وحده"، وتلك النماذج من الصور التي تشخص مريم البتول في صورة بيضاء، بينما يصورها السود  في إطار رد الفعل  على أنها مثلهم في لون بشرتهم). كما تستند  في خياراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى الداروينية وفقاً للتصارع لتحقيق مصالح الأقوى (الغربي) دون الأضعف، والأبيض دون الأسود، والغنى دون الفقير. وتراها تكرس العنصرية والاستعلاء والإقصاء وعدم المساواة، وتبرر الإمبريالية التي تستعمر الشعوب البربرية/ المتخلفة، وتسعى لأبادتها حرصاً على حياتها، وخوفاً من رعب الندرة الاقتصادية.

ولقد تجدد الشأن  بعد أحداث سبتمبر 2001م، وظهرت مشاكل الأقليات المهاجرة والمسلمة في أمريكا وأوربا بصعود ما يسمى" اليمين المتطرف، والنازيون الجدد، وحليقي الرأس الخ"، فبدا عدم القبول بالاندماج الكامل لهم، ومحاولات التحرش بهم، وتطهير المجتمعات منهم، لتحتفظ بنقائها العرقي والثقافي (كما حدث في البوسنة والهرسك، وكوسوفا)، كما تم تكريس الانقسام العرقي والطائفي في جنوب السودان ودارفور والعراق. فكيف يمكن معالجة هذه المعضلة الكبيرة، وهل في رسالة الإسلام الحضارية والعالمية نموذج يُهتدي به في معالجة مثل هذه المشاكل؟

 

رسالة الإسلام الحضارية تطفئ نيران "التمييز العنصري"

المواثيق الدولية  كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948م  نصت فقط على ضرورة صيانة حقوق الإنسان بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه، لكن دون وضع الوسائل الكفيلة بضمان ذلك، لكن إنسانية الشريعة الإسلامية تُحق الحقوق للناس كافة، وهذا التوجه ينبني على أن طبائع البشر وسنة الوجود التي أرادها الله تعالى اقتضت التنوع والتعدد:"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين، ألا من رحم ربك ولذلك خلقهم.."(هود: 118- 119).

وهي تعترف بالتنوع المنبثق من التوحد، وتقدم أنموذج الآصرة الإنسانية الواحدة:" كلكم بنو آدم، وآدم خُلق من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم، أو ليكونُن أهون عند الله تعالى من الجعلان"(رواه أبو بكر البزار في مسنده من حديث حذيفة)، وكذلك الأسرة الروحية الواحدة التي تؤمن بجميع الكتب والأنبياء دون تفريق بين أحد منهم:"قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا، وما أًنزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أُوتى عيسى وموسى، وما أُوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون"(البقرة:136).

فرسالة الإسلام"وفى لبها القرآن لا تصلح لأن تكون محلاً للسؤال عن العلاقة بينها وبين الشرائع السماوية السابقة،إذ لا يُسأل عن العلاقة بين الشيء ونفسه، فالإسلام ليس اسماً لدين خاص، وإنما هو اسم للدين المشترك بين الأنبياء جميعاً، فكلهم أمروا بإسلام الوجه لله، فهاهنا وحدة لا انقسام لها (د. عبد الله دراز: بحث عن موقف الإسلام من الأديان الأخرى اُعد لإلقائه في الندوة العالمية عن الأديان بباكستان يناير 1958م وملحق بكتابه:"الدين.. بحوث ممهدة"، وملحق مجلة الأزهر: بحوث إسلامية، صفر: 1426، ص 21).

إن رسالة الإسلام محت وتمحو ما بين الإنسانية من فوراق الأجناس والأنساب والألوان واللغات (سلمان منا آل البيت)، لتجمع بينهم في أمة اصلها واحد، ففي خطبة الوداع يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد كلكم لأدم وآدم من تراب"، فلا فضل لأحد يتعالى به وباستحقاقه ما ليس له على حساب الآخرين، إلا بالمعيار الأساس: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية يتسابق فيهما الناس جميعا لمرضاة لربهم، وخدمة لمجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وإنسانيتهم التي ينتمون إليها:"يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم"(الحجرات:13). لذا لم تنعم عرقيات وإثنيات عبر التاريخ بحقوقها المتعددة كما نعمت ضمن منظومة الحضارة الإسلامية.

إن مقاصد شريعة الإسلام هي حفظ ضرورات الناس، التي لا يصلح الأمر إلا بها وبما يلزمها من حقوق وواجبات، وإذا ما أنتقص حق فرد فللعدالة دورها:"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"(النساء: 58)، وللتقاضى والمساواة الكاملة للكافة أمام القضاء تاريخها الساطع:"ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى"(المائدة: 8). ومن عدالة رسالة الإسلام في إطفائها لنيران التمييز العنصري توجهها نحو التنمية الحقيقية (بشرية ومادية)، وعدالة توزيع الثروات، ومنع استغلال موارد الدول الفقيرة، والحث على العمل الشريف:" من أبطا به عمله لم يسرع به نسبه"(من حديث رواه مسلم)، عبر سياسات اقتصادية جادة، تحقق المواطنة وتقلل من الهجرة وأو التهجير. بهذا تهتدي الإنسانية بالتجربة الحضارية الأعدل من كل ما توصل إليه العقل البشرى، حيث التحرر الحقيقي وحقوق الإنسان:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

صفوة القول: إن البشرية اليوم، على اختلاف مشاربها وتوجهاتها وتجمعاتها، في حاجة ماسة لهدى رسالة الإسلام الرشيدة لتستطيع أن تجد حلاً جذرياً لمشكلاتها، وتدير بنجاح أزماتها المتعددة، وبخاصة التمييز العنصري. كما لن تتنسم البشرية هذه الهداية إلا إذا نهض بها أولا أهلها وقدموها للبشرية.. قدوة وأنموذجا.

nasenna62@hotmail.com

=======================

قراءة في غزوة خيبر-5

الدكتور عثمان قدري مكانسي

عن أبي هريرة ، قال : لما انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خيبر إلى وادي القرى نزلنا بها أصيلا مع مغرب الشمس ، ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلام له ، أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي . فوالله إنه ليضع رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه سهمُ غَرَبٍ (لا يُدرى من رماه) فأصابه فقتله ؛ فقلنا : هنيئا له الجنة ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كلا ، والذي نفس محمد بيده ، إن شَمْلته(كساءه) الآن لتحترق عليه في النار ، كان غلها من فيء المسلمين يوم خيبر قال : فسمعها رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه فقال : يا رسول الله ، أصبت شراكين لنعلين لي ؛ قال : فقال : يُقدُّ لك مثلهما من النار .

ابن مغفل وجراب شحم أصابه

 

وعن عبد الله بن مغفل المزني ، قال : أصبت من فيء خيبر جراب( كيس) شحم ، فاحتملته على عاتقي إلى رحلي وأصحابي . قال : فلقيني صاحب المغانم الذي جعل عليها ، فأخذ بناحيته وقال : هلم هذا نقسمه بين المسلمين ؛ قال : قلت : لا والله لا أعطيكه ؛ قال : فجعل يجابذني الجراب . فرآنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصنع ذلك . قال : فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا ، ثم قال لصاحب المغانم : لا أبا لك ، خل بينه وبينه قال : فأرسله ، فانطلقت به إلى رحلي وأصحابي ، فأكلناه .

بناء الرسول بصفية وحراسة أبي أيوب للقبة ]

 

لما أعرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية . بخيبر أو ببعض الطريق ، جمّلتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك . فبات بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة له . وبات أبو أيوب خالد بن زيد ، أخو بني النجار متوشحا سيفه ، يحرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويطيف بالقبة ، حتى أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى مكانه قال : ما لك يا أبا أيوب ؟ قال : يا رسول الله ، خفت عليك من هذه المرأة ، وكانت امرأة قد قتلتَ أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك . قال : اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني.

تطوع بلال للحراسة وغلبة النوم عليه

 

لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر فكان ببعض الطريق ، قال من آخر الليل : من رجل يحفظ علينا الفجر لعلنا ننام قال بلال : أنا يا رسول الله أحفظه عليك . فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل الناس فناموا ، وقام بلال يصلي ، فصلى ما شاء الله - عز وجل - أن يصلي . ثم استند إلى بعيره . واستقبل الفجر يرمقه ، فغلبته عينه ، فنام ، فلم يوقظهم إلا مس الشمس .

 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول أصحابه هبَّ ، فقال : ماذا صنعت بنا يا بلال ؟ قال : يا رسول الله ، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ؛ قال : صدقت ؛ ثم اقتاد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعيره غير كثير ، ثم أناخ فتوضأ ، وتوضأ الناس ، ثم أمر بلالا فأقام الصلاة ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس فلما سلم أقبل على الناس فقال : إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها ، فإن الله تبارك وتعالى يقول : وأقم الصلاة لذكري . .

شهود النساء خيبر وحديث المرأة الغفارية .

 

شهد خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء من نساء المسلمين ، فرضخ لهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفيء ، ولم يضرب لهن بسهم .

 

عن امرأة من بني غفار قالت : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة من بني غفار ، فقلنا : يا رسول الله ، قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا ، وهو يسير إلى خيبر ، فنداوي الجرحى ، ونعين المسلمين بما استطعنا ؛ فقال : على بركة الله . قالت : فخرجنا معه ، وكنت جارية حدثة ، فأردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حقيبة رحله . قالت : فوالله لنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبح وأناخ ، ونزلت عن حقيبة رحله ، وإذا بها دم مني ، وكانت أول حيضة حضتها ، قالت : فتقبضت إلى الناقة واستحييت ؛ فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بي ورأى الدم ، قال : ما لك ؟ لعلك نفست قالت : قلت : نعم ؛ قال : فأصلحي من نفسك ، ثم خذي إناء من ماء ، فاطرحي فيه ملحا ، ثم اغسلي به ما أصاب الحقيبة من الدم ، ثم عودي لمركبك .

 

قالت : فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر ، رضخ لنا من الفيء( والضخ : العطاء ليس بالكثير) وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها ، وعلقها بيده في عنقي ، فوالله لا تفارقني أبدا . قالت : فكانت في عنقها حتى ماتت ، ثم أوصت أن تدفن معها . قالت : وكانت لا تطهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا ، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت .

 

إضاءة:

1-        ينبغي أن يكون الجهاد خالصاً له سبحانه كي يصل المسلم إلى هدفه الدنيوي ( النصر ) وهدفه الأخرويّ ( الجنة ) ويجب كذلك أن يتقي الله في سره وعلنه ( وأستغفر الله من كل زلل فإنني أشعر بالخجل من نفسي والحياء من ربي حين أقول ما لا أفعل ،واسأل الله العفو والغفران ). فهذا رفاعة الجذامي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش مع خير الخلق وضعفت نفسه فغلّ شملته التي يلتف بها من أرض المعركة ، ولم يشفع له جهاده في هذه الغزوة أن ينجو من العقاب فيقرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لسرقته الكسوة هذه دخل النار والعياذ بالله . وينتبه أحد المسلمين لمقولة النبي وكان قد أخذ أنشوطتين لنعليه من فيء المسلمين دون أن تُقسم له فيحذره النبي صلى الله عليه وسلم بكل وضوح أنه سيلقى مثلهما في النار. " يُقدُّ لك مثلهما من النار " فيعيدهما لساعته . وقدّرْ ثمن الأنشوطتين اللتين غلّهما هذا المجاهد ، وتصوّرْ ما نتهاون فيه - معشر المسلمين - من أخذ ما ليس لنا بحق ، ووسِّعِ الدائرة بعد هذا لتشملَ كل السرقات التي يعيش فيها أفرادنا ومجتمعُنا في المؤسسات والشركات والمديريات والوزارات وو... ولا حول ولا قوة إلا بالله

2-        فإذا انتقلنا إلى جِراب ابن مغفل نسقط ما قررناه في الإضاءة الأولى نجد القصة نفسها تختلف قليلاً ضمن الدائرة نفسها ، فابن مغفل يأخذ للجميع لا لنفسه كيس الشحم للأكل من جوع وحاجة ، وابن مغفل لا يغله بمعنى التفرّد به والاحتفاظ به لنفسه إنما هو حاجة آنيّة سريعة له وللمجموعة التي يقاتل معها ، ويصر على منعه صاحبُ المغانم ويأبى حاملُه الانصياعَ له ، ويتجاذبان ، ويرى القائد ويسمع، ويقدّرالموقف ، فيأمر الرجل أن يتركه مرجحاً موقف ابن مغفل بقوله " لا أبا لك ، خل بينه وبينه" ولو كانت هذه الحالة غَلاّ لما كان ما كان . ويعضد هذا الموقف عدم الاقتصاص من السارقين في عام المجاعة على عهد الفاروق رضي الله عنه . ونحن نحتاج إلى (فقه المقاصد) في فهم الحياة .

3-        يُعرِّس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب في طريقه إلى المدينة المنوّرة . ولعلنا نستفيد من زواجه منها أموراً دعوية كثيرة منها :

أ‌- إكرام الكريم ، فلا تكون السبية بنت رئيس القوم إلا عند رئيس القوم .

ب‌-       أسلم بإكرامها عديد من قومها ، ونالوا حريتهم وحَسُنَ إسلامُهم ، والإسلام حريص على هذا.

ت‌-       يجب أن تستمر الحياة كما ينبغي ، فلا يمنعنّ الجهاد والقتال من ممارسة الحياة والتمتع بمباهجها ، والدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة .

ث‌-       من السنة أن يدخل الرجل على المرأة متزينة فلا يرى منها ما يسوءها وينفر منها .

ج‌-        الحذر مطلوب على الرغم أن الله تعالى عصم نبيه صلى الله عليه وسلم ، فأبو أيوب خاف على النبي صلى الله عليه وسلم أن تغدر به صفية لأنه صلى الله عليه وسلم قتل أباها وزوجها ، ولعلها تثأر لهما منه كما اجتهد أبو أيوب رضي الله عنه وأرضاه.

ح‌-        حب الصحابة رضي الله عنهم نبيّهم الكريم واضح في فعل أبي أيوب ، والحب يولّد الرغبة في الحفاظ على المحبوب والعمل على صونه وخدمته .

خ‌-        الرسول صلى الله عليه وسلم يحفظ لصاحبه هذا الاهتمام ويبادله إكراماً ودعاء " اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني " تناغم رائع بين الرئيس والمرءوس.

4-        السفر في الليل آمنُ للمسافر من العيون المترصدة وأفضل للجسم من السير في النهار تحت أشعة الشمس والتعرق والإجهاد ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل السفر في الليل أحياناً ، ويقول: " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل "

5-        الاهتمام بالصلاة على وقتها من الشمائل المطلوبة ، والمسلمون في سفرهم متعبون ، ولعلهم إن ناموا أن يأخذهم الإرهاق عن صلاة الفجر في وقتها ، ولا بد من منبه لهم فكان بلال رضي الله عنه من تبرّع أن يظلّ متيقظاً يحرس الفجر وينتظر وقته ليوقظ النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين . وبلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ذو الصوت الشجي الذي أذن فوق الكعبة إيذاناً بتجلي هذا الأذانُ في ذلك المكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

6-        ينام الناس ويقف بلال يصلي الليل ، فلا يضيعه في تفاهات الأمور كما يفعل بعضنا اليوم من لعب بالورق ومتابعة للمسلسلات الفاسدة والسهر في الغيبة والنميمة ، فإذا بالليل ينقلب نهاراً والنهار ينقلب ليلاً . فإذا ما تعب استند إلى بعيره فجاء النومُ يغلبه ، وهذا دليل ضعف الإنسان ، ويقدِّرُ الله أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أول من يستيقظ على أشعة الشمس ، وبلال نائم .

7-        أقرأ قول الله تعالى في مدح الحبيب محمد " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " فأسمعُ تصديق هذا حين يقول لبلال بصوت لطيف ليس فيه تأنيب ولا لوم ، يسمعه قلبي على بعد مئات السنين الفائتة " ماذا صنعت بنا بابلال ؟ فيجيب بمنطق فيه عقل وقلب : يا رسول الله ، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، فلا يعلق المصطف المعلم إلا بكلمة واحدة " صدقتَ " فما يقول بلال حق ، وينطلق إلى مكان قريب يجهز فيه نفسه للصلاة ويتبعه المسلمون يبدتئون يومهم بالصلاة ويختتمونه بها ، لا بالشعارات الجوفاء والكلمات الطنانة. وإذا بالدين يسر والحياة سهل والقاعدة الشرعية الحيوية تقول : " إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها ، فإن الله تبارك وتعالى يقول" : وأقم الصلاة لذكري "

8-        للمرأة دور في الحياة سلماً وحرباً ،فهي شقيقة الرجل وقسيمه ، ونراهنّ يخرجن معه في غزوته هذه يداوين الجرحى ويُعِنّ المسلمين بما استطعن ، وينظر النبي إلى صغيرة منهنّ فيردفها خلفه على بعيره ، ولأنه الرحيم بالمرأة والصغير ومعلمُ الناس الخير شاء الله تعالى أن تحيض الفتاة فيصيب الدم حقيبة الرحل وتستحيي ، فإذا بالرحيم العطوف يعلمها كيف تتخلص من آثار الدم بالماء والملح وتنظف نفسها وتزيل آثارها وكأن شيئاً لم يكن . لم يعنّفها ولم يصرخ في وجهها . ثم ينضحها بعض العطاء فترضى ، ويعلق قلادة في عنقها لا تفارقها أبداً حتى في قبرها. ولإعجابها الشديد بأخلاق القائد العظيم تلتزم وصيته حتى آخر حياتها . أرأيت ما يفعل الخُلُق الحسنُ؟ " وإنك لعلى خلق عظيم " .

==========================

بسم الله الرحمن الرحيم

السوريون أليسوا عَرباً؟

سالم الفلاحات

Salem.falahat@hotmail.com

يا أبراهيم قد كذبت الرؤيا

هل انحسر مفهوم العرب والعروبة في اذهان البعض ليقتصر على بعض الحكام

 ( السوبر) وطبقاتهم و المصفقين لهم والمنتفعين منهم حالياً ، و اللذين ينتظرون الانتفاع أو الخائفين من بطشهم خوفاً أزلياً تناقلوه في جيناتهم ، و في الأحزاب الشكلية التي يحكمون باسمها( ظاهرياً )

وهل العروبة مادة خفية أو محتكرة وامتياز خاص يهبه المحتكر لمن شاء ويمنعه عمن يشاء فيخرج الشعوب من ملة العروبة ليكونوا عديمي الأصل مجهولي النسب مهدوري الحقوق ، وبالتالي مهدوري الاعراض والدماء والكرامة

أبعد كل مذبحة تجري في شهر الرحمة والمغفرة للشعب السوري ينطلق وفد حج وعمرة ( على حسابه الخاص طبعاً ) للاحتفال بالمذبحة وتأييداً للنظام ( الذابح ) لشعبه بدباباته ومدافعه وقناصاته في دير الزور وحمص وحماة ودرعا ودمشق وغيرها ، ولتقديم التهاني على الانجازات القومية ؟

اهكذا هم الأردنيييون وهذه هي نخوتهم وشهامتهم وحقوق الجيرة عندهم وهل هكذا كان تاريخهم؟

 اهكذا تريدون التسجيل على الشعب الأردني أنه يبيع دماء اشقائه بعدد من المقاعد الجامعية أو بحفنة ليرات مأخذوة رشاوي علنية من كل رائح وغاد أو بائع ومشتري أو ثمن للصمت الحقيقي عن الحقوق المغتصبة وعن جرائم العدو طيلة اربعة عقود

لقد ذبح العروبيون ( الأوحدون ) الذين تشدون لهم الرحال خمسة اضعاف ما ذبح الصهاينة من اهلنا في غزة واعتقلوا اضعاف اضعافهم كذلك ، وكل ذلك من أجل الحفاظ على النظام الممانع ، لقد ضلت البوصلة يا ابراهيم !!!

كل هذه المشاهد من الظلم والتشريد والتدمير واراقة الدماء واستباحة البيوت وشهادات الشهود لا تقنعكم وما الذي يقنعكم اذاً ؟

غنيٌ عن القول أن كل أردني وكل عربي وكل مسلم صادقٍ واع ٍ لا يقبل اليوم أو غداً التدخل الاجنبي واعادة الاستعمار من جديد ولكن لا يصح أن يعني هذا قبول الاستعمار الداخلي من أي جهة أو حزب أو شخص أو عصابة كان.

يا ابراهيم استجاب ابراهيمنا عليه السلام لرؤية رآها في المنام وتغلب على غريزة الابوة وحب الولد وابراهيمكم هو وربعه لم يروا الشمس في رابعة النهار

وبالمناسبة اين ذهب العشرون الزائدون عن المئة في المرة الأولى في هذا المشوار عسى أنهم غيروا رأيهم وانحازوا للحقائق لا للأكاذيب

وما دمتم تكبدتم عناء السفر وعرضتم انفسكم للمخاطر وتجاوزتم الخوف من عصابات الاجرام المندسة في صفوف الشعب السوري!!!! ودفعتم تكاليف رحلتكم وخرجتم بالمال والنفس في سبيل النظام الممانع أرجوا أن تواصلوا رحلتكم الى الشمال قليلاً الى دير الزور وحمص وحماة لتروا آثار معركة التحرير في المكان المناسب والزمن المناسب الذي كان يهدد به رئيسكم على غارات الطائرات الاسرائيلية المتكررة سترى الدماء والاشلاء والدمار وعندها سيسألك الشعب السوري العربي الصادق وسيسألك الضمير الانساني يا ابراهيم هل صدقت الرؤيا؟ أم لم تطلع الشمس بعد ؟

========================

صورتان مختلفتان: بين البريطاني والعربي

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

الصورة الأولى:

جنود يقتلون رجلا في لندن، وتثور ثائرة كثير من إحيائها لمقتل الرجل، تبدأ هذه المظاهرة سليمة، ولكنها تتحول بعد هذا إلى نهب وسلب، وإشعال النار بالمباني، فيضطر رئيس وزراء بريطانيا لإلغاء إجازته والعودة لمتابعة ما يحدث وحله، وترفض الحكومة استخدام خراطيم المياه والهراوات لأنها رأت أنها لا إنسانية، ثم تعود لإقرارها في محاولة لوقف الشغب الذي حدث، لتنكشف بهذا صورة المجتمع الغربي الذي يدعي أنه مجتمع متمدن، وصاحب ديمقراطية، فإذ به مجتمع فارغ غير متماسك، وهذا ما حدث في نيويورك عام 1979م حيث انقطعت الكهرباء فيها لعدة ساعات فحل في المدينة خراب ونهب وحرق؛ فما يقوم به الغرب من ادعاء للأخلاق مرجعه إلى كميرات المراقبة والعادة فقط!!

الصورة الثانية:

حكومات قمعية إرهابية لا إنسانية عربية، تخرج عليها شعوبها مطالبة إياها بحقوقها، وبكل سلمية وصدور عارية، بل وتشكيل لجان وتنسيقيات للحفاظ على المال العام والخاص، ليثبتوا للعالم مدى انضباط الشاب المسلم وتنظيمه، رغم محاولات الحكومات الإجرامية تشويه حركتهم ولكن محافظتهم على سلميتها أحبط كل مؤامراتها، لتنكشف وحشية هذه الحكومات التي فتحت النار بدون أي سابق إنذار ولا حتى مناقشته كحال خراطيم المياه، والعمل على إثارة الفتن وبث القلاقل، واستئجار بلطجية وشبيحة ودفعهم للتخريب والحرق والنهب، لتشويه ثورات الشعوب المسلمة، كما وأظهرته التصاوير لبلطجية حسني وهم يدخلون على الناس بالجمال والبغال، وكما أظهرت الشبيحة وهم يسرقون البيوت وينقلون محتوياتها في سيارتهم؛ فالمسلم لن يتخلى عن عاداته وأخلاقه ولو حاولت كل شياطين الإنس والجن أن تبعده عن دينه وأخلاقه.

ولكم أن تتابعوا إخراج بقية الفروق بين الصورتين!!

==========================

إسرائيل ومهزلة التاريخ

عادل عبد الرحمن

الاقوياء يكتبون التاريخ. مقولة قديمة وحقيقية. ولكن الاقوياء في لحظات الغرور والغطرسة يشوهون التاريخ، ويحولونه الى لعنة عليهم وعلى غيرهم. وعندما يحاولون تكرار التاريخ، فإنه يصبح مهزلة، وتنتفي صورة المأساة والبطولة من صفحاته، ويعمها السواد.

ما ورد آنفا ينطبق على دولة الابرتهايد الاسرائيلية، القوية جدا نتاج ضعف وهزال العرب والدعم الاميركي خصوصا والغرب عموما غير المسبوق لها. هذه الدولة، التي كانت في لحظات تاريخية سابقة (قبل حزيران 67 وبعده) تستجدي العلاقة مع العرب، وتتمنى مجرد اللقاء مع اي حاكم عربي. هذه الاسرائيل الفاجرة بعد حقبة العولمة، التي قادتها الولايات المتحدة، ومازالت تقودها حتى اللحظة، رغم الهزة الاقتصادية الكارثية منذ الربع الاخير لعام 2008، تدرس حكومتها اليمينية المتطرفة قطع العلاقة مع السلطة الوطنية في حال استمرت في توجهها لنيل الاعتراف والعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود 1967. الذي يعني إلغاء اتفاق اوسلو 1993، وعمليا حل السلطة وعودة الاحتلال الكامل للاراضي الفلسطينية، التي أعاد الجيش الاسرائيلي الانتشار منها بعد تلك الاتفاقية، والمصنفة بA وB وC، ومازالت كل المنطقة المصنفة C، التي تقدر بحوالي 60% من مجمل الاراضي المحتلة عام 1967 مازالت تحت سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية، كما مازالت تقاسم السلطة الوطنية في المنطقة المصنفة B في السيطرة على الارض والامن.

المهم في الامر، أن حكومة نتنياهو الاقصوية أعماها غرورها وغطرستها وعنصريتها وجنون القوة، المستند الى بلطجة القوة الاعظم في العالم، قوة الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته ضعف وتهالك القوة العربية، وإرتهان العرب الى القرار الاميركي والتبعية له. ونسي قادة إئتلاف اليمين الصهيوني المتطرف، ان مجرد الاعلان عن تفكيرهم بقطع العلاقة مع القيادة الفلسطينية، التي قبلت بخيار السلام، كخيار استراتيجي، يلون الصفحة الحالية من التاريخ بالسواد في سجل الصراع العربي - الصهيوني. لان قيادة الدولة العبرية فقدت القدرة على التفكير المنطقي، وغاب عنها مصلحة الشعب الاسرائيلي، كما نسيت ان التاريخ لا يسير بخط مستقيم، كما اسقطت من وعيها وذاكرتها ما كان عليه خطاب سلفها من القيادات الصهيونية منذ قيادة بن غوريون حتى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد الاولى 1978-1979 بين مصر واسرائيل، التي قصمت ظهر العرب.

فضلا عن ذلك، ان اعلان كابينيت حكومة نتنياهو التفكير بفرض عقوبات على القيادة الفلسطينية ومنها إلغاء اتفاقيات اوسلو، التي تحفظ عليها وزير الحرب الاسرائيلي، إيهود باراك، واعترض عليها دوف فاسيغلاس، مستشار رئيس الحكومة السابق إيهود اولمرت، معتبرا ذلك شكل من اشكال الجهل المطبق لدى صناع القرار الحاليين المتطرفين في اسرائيل، لان تبعات ذلك لا تقتصر لي ذراع القيادة الفلسطينية، وانما يعني عودة الاحتلال الى الاراضي المحتلة كما كان عليه الوضع قبل نشوء السلطة في مايو / ايار 1994. مع ما يعنيه ذلك من إستحقاقات سياسية وديبلوماسية وامنية واقتصادية، لن تكون في احسن الاحوال في مصلحة دولة الارهاب المنظم. كما ان الخطوة الاسرائيلية لن تكون مقبولة من الاقطاب الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية، وستعمق عزلة اسرائيل في الاوساط الاقليمية والدولية، وستغير بالضرورة المعطيات السياسية والعسكرية رأسا على عقب بين العرب عموما واسرائيل، بغض النظر عن واقع النظام السياسي العربي. وسيفتح الافق واسعا امام الفلسطينيين في شق استراتيجية جديدة مغايرة تماما لما هو قائم الان. كما ستغلق بوابة التسوية السياسية الى الابد حتى لو قبلت اسرائيل بعد ذلك بدفع استحقاقات التسوية السياسية.

حكومة نتنياهو ليبرمان ويعلون وباراك تعبث بالتاريخ. وتغامر بمصالح الشعب الاسرائيلي وشعوب الامة العربية والاقليم، لانها تدفع الامور دفعا نحو حافة الهاوية، والخاسر الاول فيها دولة اسرائيل.

a.a.alrhman@gmail.com

==================

الأمواج وما تحمل .. ( شيء من دفاتري الشخصية)

عقاب يحيى*

درجت، أو عاهدت نفسي منذ الأيام الأولى للثورة أن أكتب لها يومياً شيئاً مما أعتبره مفيداً ، ويمكن أن يكون إسهاماً ما في هذا المخاض العظيم ..

كنت أتوزّع بين تناول نقطة في عدة فقرات، وبين مقال يخصّ موضوعاً محدداً، وكثيراً ما جمعت بين الاثنين وأكثر، خاصة في التعليقات القصيرة والردود، وفي حوار الصفحات التي تأخذ وقتاً طويلاً ومنهكاً مع شباب من اتجاهات ومستويات وأعمار مختلفة ..

ورغم أنني مررت بعواصف من الألم منعتني لأيام من الجلوس، فاضطررت للكتابة المفشكلة باليسرى.. ورغم ورود بعض الملاحظات على ما أكتب، وطول بعض المقالات، أو عدم قناعة البعض بوجهة نظري ،والتي ارّحب بها وأشجعها لأنها تطوّرني وتفتح وعيي أكثر، وبعض الإعجابات، وبعض السلبيات....وبعض الانشغالات هنا وهناك.. إلا أنني لم أخلف الميعاد يوماً، حتى لو اقتصر الأمر على بضعة تعليقات أراها ضرورية في توجيه الأنظار نحو شيء مهم من وجهة نظري، وبعض التوضيحات، وفك بعض الالتباسات.. وأحياناً أنهمر أكثر للقناعة بواجب الخوض في موضوعات تستحق...

إلا أنني اليوم محتار فيما أكتب.. والحق أنني منذ أيام وأنا أفكر بالكتابة عن "الإسلاموية" إن كان لجهة بعض الأخطاء التي ارتكبت، أو لجهة تركيز الهجوم على كل ما هو إسلامي، أو لتوضيح وجهة نظري على ضوء تجربتي وقناعاتي تحت عنوان: " نحن والإسلاميين"..كما أن المرض منعني من تتمة عناوين بدأتها حول :"نحن والبعث"، أو " من دفاتري .. حين كنت ألملم أشيائي التي قصدت فيها الجمع بين العام والذاتي، الأدبي والسياسي..

 مبعث الحيرة ليس غموض الرؤية، أو الالتباس.. وإنما كثرة العجقة الدولية وتكاثفها، وهبوب رياح متعددة القوة والاتجاهات.. والكلام الكثير الذي يتسرّب بألف طريقة، وثقب عن وضع النظام الداخلي، وعن بدائل محتملة، وسيناريوهات تعدّ.. وشكل سياسي ينهض، ومؤتمر قيد الانعقاد، وتنجيم "نجومنا" على الفضائيات ..

****

وباعتباري أعتبر نفسي "خبيراً فطحلاً "في معرفة النظام ومتابعته من ألفه إلى نهايته التي تلوح في الأفق(مع الاعتذار من تواضعي)، ومن الذين لم يتزحزحوا في جميع التماوجات عن رؤيتهم، ولم يزغ بصرهم، ولم يضعوا البربرات والتبريرات لعناوين ومشاريع ومبادرات أعدمها النظام علناً، وفقأ عيون دعاتها.... كتبت منذ بداية الأحداث عن تصوري للمخرج، وأكدته في أكثر من مقال وتعليق، وحين كان يسألني بعض الشباب القلق على صفحات الفيسبوك عن كيف؟، ومتى؟، وأين يتم الخلاص من الكابوس.. كنت، على رغم أن هذه الأسئلة تجتاحني مثلهم وأكثر، أؤكد على حقيقة أراها ماثلة بين ناظري تقع بين الحلم واليقظة عن قرب تفكيك النظام، خاصة وهو يضع كل أوراقه في معركته الشرسة ضد شعب أعزل، لكنه مصمم، وقد هدّم أهم أركان استمرار وقوة النظام : الخوف ..

 وأعلنتها صراحة بوجوب أن يأخذ الجيش مسؤولياته في تخليص البلاد من الطغمة، وتوفير الضحايا، والوقت، ومنع الانحدار نحو مخاطر يدفع إليها النظام، والتي تلوح في الأفق ..

 وذهبت أوضح وأصرح في المطالبة بفقئ الدمامل الطائفية علناً من الجميع، خاصة في وسط الطائفة العلوية التي يريد النظام توريطها بما ليس لها مصلحة ومستقبل به، وتحدثت عن واجب أصحاب الشأن والقرار بالجيش أن يقوموا بواجبهم في وضع حدّ لنظام العائلة وزبانيتها..

**

اليوم، وبدءاً من الموقف السعودي الذي يلخص، ويكشف الدخول في مرحة أخرى لا تشابه الأشهر الخمس السابقة من عمر الثورة . مرحلة تدخل على خطها قوى إقليمية ودولية وعربية.. ترتسم في الأفق القريب عديد الاحتمالات التي تحتاج الرصد والتحليل..

كما يمكن قراءة بعض السيناريوهات عبر بعض التحركات الداخلية والاتصالات،والأنشطة التي يقوم بها البعض، والتي يمكن وضعها تحت خيمة البحث عن البديل وتهيئته.. من ضمن رحم النظام، أو على تخومه، وحوافه، وربما براياته الحزبية والشعارية، مع بعض التغييرات لجهة التحول الديمقراطي..

 على ذلك يمكن قراءة اتجاهين متناوبين، متناغمين : اتجاه ما زال يرى في رأس النظام إمكانية الاستمرار لفترة انتقالية محددة، يمكن أن تُختصر فيها مدته الرئاسية للقيام بانتخابات تنافسية، بشكل ما..

واتجاه يرى أنه أثبت عجزه عن قيادة المرحلة العاصفة، وأنه لا بدّ من التغيير السلمي، الذي يجيء بالتراضي.. وإلا بوسائل جراحية لاستئصال الزوائد خوفاً من مخاطر انفجارها في أي لحظة.. وما يمثله ذلك من إمكانية إصابة النظام، كله، بمقتل ..

 البعض يقرأ الموقف التركي وفق هذا الحساب، بينما يرى فيه آخرون مناورة ذكية لتغطيس النظام أكثر في ورطته التي لن يخرج منها، وهم يعلمون أن النظام يستحيل أن ينفذ" الشروط"، أو الاقتراحات التي حملها وزير الخارجية التركي، حتى لو كانت العصا المحددة هي الملف الثقيل لاغتيال الحريري وما يتضمنه من اتهامات صريحة للنظام السوري، ممثلاً برأسه، وأهله، وحلفائه في لبنان بعملية الاغتيال، أو بعض الجَزَر الذي قُدم حول المدد المحددة، وحول تعهد تركيا بتهيئة ملاذ آمن لرأس النظام وعائلته عندها.. إذا .....

 بينما تتهاطل القصص عن نوايا الناتو وتجهيزاته التي تنتظر الضوء الأخضر لبدء عمليات تشبه تلك التي حدثت في يوغسلافيا، وعن تشمير إيران و"حزب الله" لسواعدهما لنجدة "بؤبؤ العين"، ولو بإشعالها حرباً إقليمية ..

**

 وإذا كان الوضع يتطلب التمعّن في كل ما نرى ويقال ويزوبع، بما في ذلك تواتر الأنباء عن تفككات في النظام(تبقى إقالة وزير الدفاع مثالاً لا يمكن إغفاله).. فالأكيد أن ثبات الثورة السورية، وشجاعة وتضحيات الشعب هي التي أملت فرض معادلة جديدة، وهي التي أدّت إلى هذا التحوّل الذي نشهد بداياته، وندخل أمواجه .

 ولذا سيبقى الرهان على الشعب السوري بالأساس، وليس على محاولات النظام استدراج الخارج بكل الوسائل، مع الحاجة إلى وقوف الدول العربية، وتركيا، والمجتمع الدولي إلى جانب الثورة وقيامهم بالمطلوب منهم، وأقله رفع الغطاء عنه، وعزله، وحصاره، بينما يبقى التأكيد على رفض التدخل العسكري بوصلة الثورة، وعنوان هويتها، مثلما هي سلميتها تميّزها، ومكمن قوتها ..

*كاتب وروائي الجزائر

============================

سجين سابق وذكرى شحاطة البلاستيك

فداء السيد

لن أزعم أني سآتيكم بجديد في مقالتي ولن أحدثكم عن غريب لم تسمعوا به من قبل, ولا أنوي مفاجئتكم بعجيب قد تبيض له رؤوس بعضكم فليس هناك جديد في سورية غير الثورة. ولكني مررت بين شهادات معتقلي الرأي في سورية فطفت على سجون تقشعر الأبدان لسماع اسمها ويتجمد الدم في العروق لذكر قصصها المرعبة وكأنها فلم رعب يتحدث عن مصاصي دماء خلعوا الرحمة من القلوب وأبدلوها قطران ما الله به عليم. وأذكر أني كنت كثير قراءة لقصص معتقلي السجون السورية الدامية ولكنني مررت على قطعة نصية جعلتني لا انام الليل بطوله وانا أفكر واتفكر في عظمة السوري عندما يستعظم معنى العزة والكرامة في النفس فتسمو به لدرجة تشعر وقتها انك طفل تتعلم من مدرسة العقول الحرة والأبدان المعتقلة.

 

لن أطيل عليكم فإني وإياكم لنعلم قساوة السجون ومصير المساجين وكيف كانوا يعاملون وعلى أي أرض ينامون وكيف كانوا ياكلون وبأي الأدوات كانوا يعذبون, وعن مهاجع السل والجرب ومصير الأحداث والشيوخ ونوع الكرابيج والخوازيق وحفلات الإستقبال وساعات الإعدام وفترات الحلاقة ورواقات السقف وشتائم السجانين وأنواع التعذيب والبلاء ... عن رجال دخلوا وهم بنور العلم والتطوير يحلمون, شباب جامعات وعلماء ومفكرين كانوا الشمس الساطعة في سماء وطننا, ثم صاروا في كهوف وزنازين طيلة 20 او 30 عاما لا يرون إنسيا ولا جنيا, لا يكلمون الا خيالات تستجمعها الذاكرة يتذوقون طعم الحلاوة وهما, ويسمعون نهيق حمار فيطربون نهما, تدخل عصفورة خطأ من نافذة السجن فيجعلون لها اسما وينتظرون ولادة أطفالها ويهيئون لها عشا ترتاح فيه ويبكون لرحيلها كأنها الأمل الوحيد في الحياة وقد مات أحدهم غما وهما عندما غادرت العصفورة يوما ولم تعد, يسمعون من بعيد أجراس الكنائس وتكبيرات المساجد فيخرون لها عشقا ويتمنون ان لا تنقطع ولكن هكذا هي الحياة فلكل شئ نهاية, حتى الظالم له نهاية ولو بعد حين.

 

طالت الحكاية وبطولها سيقصر الطريق وتقترب النهاية ... قرأت عن معتقل يروي سنينه العشرين يرويها وكأنه يشرب كأسا من الماء البارد فلقد أوتي من الصبر ما لا تتحمله سنام الإبل, يروي قصصا عجيبة ما سمعت بها ولم أكن لأصدقها لولا أني التقيت أحدهم يوما فرواها لي كأنه كان في تلكم القصص. ثم وبخطفة سريعة ينتقل لذكرى أخذت منه

شهرا كاملا(على حد قوله) كي يستجمع نفسه وتقوى عزيمته لروايتها: يقول كان يوما حارا والعرق يتصبب من ال300 سجين داخل المهجع الذي لا يحتمل اكثر من 70 شخص, ولكل واحد منا مقدار شبر ونصف للجلوس والإستلقاء والنوم والتمتع بيوم صيفي وشمس حارقة لاذعة , يفتح الباب الحديدي, رؤوسنا مطأطأة الى الأرض ووجوهنا الى الحائط, ناداني بصوت عال ليس لنا أسماء هناك, نحن مجرد أرقام لا معنى لها, غالبا نحن أولاد ال... أقبلت أرتشف دمعتي تمتزج بدماء وجهي المشوه المتشقق, لا يجوز لي الكلام ولا يجوز لي السكوت لا يجوز لي الوقوف ولا الجلوس, أمرني برقص الدبكة: قدماي مشققة مدماة وإلا لضربت الأرض بقدماي حتى يسمع أهل الأرض صلابة المجروح, حاولت, سقطت أرضا, رفسني بحافره أمر اثنين من الحراس بحملي و أمر جميع المعتقلين بالنظر إلي, ومن ثم ذهب ألى الحمام وأحضر شحاطة بلاستيكية عفنة تخرج الروائح الكريهة منها طوال اليوم ثم أمرني بفتح في ووضعها هناك.

 

لا أعلم وقتها أي منقلب سأنقلب ولكني صرخت في وجهه: الله أكبر عليكم, اعتقلوني اضربوني عذبوني لكن لن اسمح

لكم ان تهينوا كرامتي(يقول: لا اعلم كيف قفزت فوق كل الحقوق التي كفلها لي القانون: فليس لهم الحق في اعتقالي اصلا وليس لهم الحق بهدر كرامتي وتعذيبي كحيوان او ضربي كقطعة خشبية هالكة ولكنني كنت مستعدا وقتها لأن أموت دون أن يضع أحدهم شحاطة بلاستيكية في فمي). لم أستطع إكمال قراءة تعليقات هذا الشريف وهو يؤصل لمعاني الحرية والكرامة والعزة والشرف والعدل والمساواة فوالله لكأني اقرأ لسقراط وهو يتحدث عن الفضيلة والمعرفة او بلاتبيرغ وهو يتحدث عن جدلية الدميقراطية والحرية ... ثم فهمت بعدها سر عظمة الشعب السوري فهو الشعب الصابر رغم الصعوبات ولكنك ما ان تختبر صبره فسيصيح في وجه الظالم كلمة حملتها لنا الأيام جيلا فجيل: الشعب السوري ما بينذل.

أيها الكرام لا تنسوا معتقلي الرأي في سورية فهم الكرامة المتبقية

=========================

نفحات رمضان .. دعوة للتدبر والاستشعار

د.عيدة المطلق قناة

ما أحوجنا إلى تدبر نفحات رمضان ..

لقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .. وعم الظلم وانتهكت الحرمات وانقسم الناس .. و بات الاستبداد يحاصرنا من كل الاتجاهات .. وبات الصمت والاستلاب .. وانسداد الأفاق سمات من سمات المشهد العربي الإسلامي ..ففي هذا المشهد غابت الحرية .. وغابت معها الكرامة .. انحسرت العدالة وانتشر الظلم .. انتهكت إنسانية الناس ..بتسلط أنظمة أعادت للأصنام مجدها .. أنظمة اغتصبت حقوق النّاس الأساسية في الحرّية والحياة الكريمة .. وحقهم في العيش في بلدانهم - مواطنين لا رعايا - .. كما اغتصبت الوعي وصادرت الحق فيه .. وفرضت نسقاً جديداً من أولوهية الحاكم الفرد .. وعدنا إلى عبادة الأصنام من جديد ..

أنظمة أقامت شرعيتها على الفتنة وتفكيك النسيج المجتمعي.. عبر استنهاض كل وحوش الطائفية والمناطقية والقبلية والإثنية .. وابتزاز الناس في معيشتهم .. وإرهابهم بفزاعات فتنوية متجددة .. حتى بات لكل مرحلة فزاعاتها الخاصة !!

 

فكانت المعاناة التي رسمت خطوطها ومسمياتها عبر عقود طويلة من القمع المنهجي.. الذي فأوسعت الشعوب ألواناً من التنكيل وتصنيع أدواته من "فوضويين وبلطجية ولجان ثّورية وزّعران وشّبّيحة ومجهولي النسب والهوية".. فاستباحوا الحقوق بما فيها "الحق في الحياة" فكانت التصفية والتعذيب مصير كل من تسول له نفسه المطالبة بالحرية والكرامة .. وافتعلوا الفتن بين الطّوائف والمناطق.. ..

 

واليوم .. أصبحنا إزاء نمط تسلطي في حكم شعوب هذه المنطقة .. وباتت الأنظمة تتنافس في ما بينها في عدد الضحايا وأرقام القتل والإيذاء الجسدي وألوان التعذيب .. دون أن يكون لهذا القمع علاقة بتحقيق الأمن بمقدار ما يحققه من "الخوف والترهيب والرعب".. حتى فقدنا الخيارات .. ولم يبق أمامنا إلا خياراً واحداً "إما أن أحكمكم أو أقتلكم " ..

 

معاناة يقابلها تلكؤ دولي ورسائل متناقضة.. وصمت عربي واسع النطاق أو ردات أفعال خارج السياق الأخلاقي .. إذ تبدلت القيم والمعايير .. حتى خسرنا ملامحنا ..

 

ولكن حين ظننا أن "لا عاصم لنا اليوم من الماء" .. غيض الماء وجاء الفرج .. واستوت شعوب الأمة على جودي الحق .. تعلن انتصارها على الخوف .. تنشد الكرامة والحرية والعدالة والأمن والاستقرار الحقيقي ..

 

في أجواء هذا المشهد الطوفاني العربي .. يهل علينا رمضان .. بنفحات الرحمة والخير والتكافل .. وأفضل الطاعات .. فيه تتوحد الأمة في الصيام والقيام .. ورمضان شهر الجهاد .. ففيه حققت أمتنا أعظم انتصاراتها .... وكسرت إرادة الظلم..

 

  فرمضان شهر جهاد النفس وتزكيتها من الشوائب..

  ورمضان قنطرة الإصلاح ومنطلقه .. وفيه فرصة التغيير والارتقاء....

  وهو شهر الحب والرحمة والصدقة والحسنات..

 

ها رمضان يهل علينا بنفحاته الطيبات ... ويطرح علينا جملة من التساؤلات:

  ألسنا بحاجة إلى تدبر معاني الانعتاق؟؟ هذا الانعتاق الذي نقلنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. فلا عبودية إلا لله و لا رب لنا سواه...

  كم نحن بحاجة لاستشعار نفحة الصلاح والإصلاح؟ .. ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن الخطوة الأولى في طريق الصلاح والإصلاح وتحقيق التقوى تبدأ بإصلاح النفس ف{لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ..

  ألسنا بحاجة إلى تزكية النفس بالنزاهة والمصداقية .. ومحاسبتها قبل أن يحاسبها الآخرون وصولاً إلى مساءلة المسؤولين ومحاسبتهم .. ف (الكيس من دان نفسه)..

  ألسنا بحاجة إلى استشعار قيم الإنسانية والمحبة والتراحم وقيم الخير والتكافل .. والتأسي برسول الإنسانية.. ؟؟ خاصة وأن شعوب أمتنا باتت أمام خيارات أحلاها مر .. إنها مخيرة بين الموت قتلاً وظلماً وتشرداً ولجوءاً .. أو الموت جوعاً وعطشاً .. ؟؟

 

وأما عن نفحات الجهاد باعتباره "عمود الدين وذُروة سنامه".. فإن أمتنا اليوم تقف على مفترق طريق بين الهزيمة والانتصار .. ورمضان شهر الانتصارات .. فيه كان الفرقان ، وفيه كان الفتح الذي أعز الله به الأمة وحرر الوطن .. وفيه القادسية .. وفيه فتحت الأندلس .. وفيه فتحت عمورية .. وفيه انتصر المسلمون على التتار في عين جالوت ..

 

أو ليس من العيب أن أمم الأرض تتحرّر تباعا من الاستبداد السياسي والإرهاب الفكري وتبقى أمة العرب والإسلام عرضة لهما في حين أن الحرية والانعتاق هي الجائزة الرمضانية لمن أحسن العمل ؟؟

فما أحوجنا اليوم لتدبر هذه النفحات.. ونحن نخوض معركة الإصلاح والحرب على الفساد والإفساد .. نفحات لعلها تقطع حالة الصمت المريب .. أو تبعث الدفء في هذا الصقيع الإنساني .. !!!

 

فلنستشعرن نفحات رمضان إعلاء لشأن الأمة وحريتها وكرامتها .. ف[إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ، ألا فتعرضوا لها ] (صدق رسول الله )

eidehqanah@yahoo.com

======================

مذابح ومجازر سوريا ؛ اتق الله يا بشار

بقلم ضياء الجبالي

ولم تنته بعد المذابح والمجازر الدائرة غرباً في شعب ليبيا بمرتزقة القذافي ؛

حتى تنفجر دماء المذابح والمجازر شرقاً في شعب سوريا بسفاحين بشار !؟

وكأنه صار قدراً على الشعوب العربية أن تروي الوطن العربي بدمائها السخية بأيدي أبنائها ..

لكي تنجح بعد ذلك كافة مخططات أعداء العرب والمسلمين ؛ في تدمير وتقسيم الأقطار العربية ؛ بأيدي الرؤساء العرب ..

وذنب كل الشعوب الليبية والسورية واليمنية ؛ أنهم لم يعودوا قادرين أن يتحملوا المزيد من الفقر والنهب ؛ والبطش والظلم والطغيان ؛ وكأنه قد صار من الضروري على الشعب العربي الذي يصطلي نار التعذيب وسياط السجون أن يبتسم لمن يقتلونه .. دون أن يبدي أي رفض ..

وعملاً بمقولة هذا الشبل من ذاك الأسد ؛ فقد أبى بشار إلا أن يقتدي بأبيه في سفك دماء شعبه ؛ وكما قتل وسحل أبوه من قبله ما يزيد عن الأربعين ألفاً من السوريين الأبطال ؛ فهاهو بشار يكرر نفس المذابح والمجازر في بني شعبه .. بدعوى أنه يحبهم ؛ ويحافظ عليهم ..

بل إنه يغضب ويرفض أن يستنكر العالم لمذابحه ؛ بدعوى أنه شأن سوري داخلي !؟ بما يعني أن إصدار أوامره لجيشه لكي يبيد الشعب السوري هو فقط شأن داخلي !؟

أي أنه عندما يأمر الفرعون السوري بذبح الشعب السوري ؛ فعلى الجميع أن يشاهد تلك المذابح والمجازر في أدب وصمت !؟ زاعماً بأنه حامي حمى البطولة والوطنية العربية ؛ بتوجيه أسلحته وجيوشه لصدور الشعب السوري ؛ لمجرد أن قال له الشعب السوري كفاك تعذيباً وإرهاباً وخداعاً ونهباً وفساداً وفشلاً ؛؛؛

هذا وتجري تلك المذابح والمجازر في العرب والمسلمين ؛ بينما تمارس جامعة الدول العربية دورها البائس في الشجب والتنديد والاستنكار ؛

بينما يُعدُّ الغرب عدته لغزو سوريا ؛ ليكرر ما أحدثته قوات التحالف في ليبيا من دمار من قبل ..

فاتق الله يابشار .. اتق الله يا بشار في شعب سوريا العريق .. اتق الله ولا تأخذك العزة بالإثم .. اتق الله وخذ العبرة من غيرك في تونس ومصر وليبيا واليمن .. حقق لشعبك مطالبه دون بطش وتهديد ووعيد ؛ و امنع المذابح والمجازر .. قبل أن يجرفك طوفان الدماء ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

ومَذبحة .. بعدَها مَجزرة ..

شعر .. ضياء الجبالي

ومَذبحة ٌ.. بعدَها , مَجزرَة ..

دواهي .. معالمنا , الحاضِرَة ْ..

براكين ُ.. أيَّامنا , الغابِرَة ْ..

زلازل ُ.. مثلُ الرحى َ, دائرَة ْ..

لإفناء ِ.. أوطانِنا , الصابِرَة ْ..

-------

جيوش ٌ, لأسلحة ٍ.. شاهرَة ْ..

كَسِرب ِالجراد ِ.. أتتْ طائرَة ْ..

تُغِير ُ.. على أرضنا , المثمِرَة ْ..

وتحرِق ُ.. أشجارَنا , المزهِرَة ْ..

لتسرِق َ.. آبارَنا , الزاخرَة ْ..

-----------------

ومجزرة .. بعدَها , مجزرَة ْ..

جرائم ُ, قتل ..غَدت وافِرَة ْ..

دِماء ٌ .. على أرضنا , ماطرَة ْ..

دَمار ٌ .. أعاصيرُه ُ, غامرَة ْ..

لِهدم ِ.. شريعتِنا , الطاهرَة ْ..

-------

حروب ٌ.. على أرضِنا , غادِرَة ْ..

طعان ٌ .. وفي دينِنا , غائرَة ْ..

لإسلامنا .. تُحفر ُ, المقبرَة ْ..

وأمجادُنا .. ترجعُ القهقرَة ْ..

ودِينٌ , يُنادي .. لكي نَنصرَه ْ..

-------

ومذبحة .. تتبع ُ, المَجزرَة ْ..

تفشت ْ, وفي عصرِنا , الظاهِرَة ْ..

سيوف ٌ.. لأحلامنا , باترَة ْ..

مشاهد ُ.. في أمةٍ , ناخرَة ْ..

مسلسل ُ.. أفلامنا , الفاجرَة ْ..

-------

فضاء .. وأقمارُه ُ, المقمرَة ْ..

وشاشات ُعَرض , ومُستنفَرَة ْ..

مراسيل ُ, حرب ٍ .. مضت زائرَة ْ..

مقالات ُ, رفْض .. جَرت ناشِرَة ْ..

قصائد ُ.. أو أسطر ٌ, شاعِرَة ْ..

-------

ووسْط , احتفالاتنا ,الساحِرَة ْ..

تعاليم ُ.. إعلامنا , الداعرَة ْ..

بعري ٍ , دعاراته ُ, سافرَة ْ..

ورقص .. روى َخمرَهُ, المُسكِرَة ْ..

وحتى عيونُ العمى َ.. مبصِرَة ْ..

-------

ليال ٍ.. وتمضي , بِنا ساهرَة ْ..

بصحراء ِ.. أيَّامنا , المقفِرَةْ ..

يعود ُالتناسي .. إلى الذاكِرَة ْ..

وحفلُ الأسىَ ..أغلَقوا سامِرَه ْ..

كعادات ِ.. أمتنا ,الحائرَة ّْ !!

---------

شعوب ٌ .. ومنزوعة ُ, المقدِرَة ْ..

بأوطان ِ, عرب ٍ .. ومُستعمرَة ْ..

وأصوات ُ, نُصح لنا .. ماكِرَة ْ..

وجوه ٌ.. وبالخطب ِ, مستهتِرَة ْ..

يقولون : صَبراً .. إلى ميسرَة ْ..

-------

عروق ٌ .. ومن غيظنا , نافِرَة ْ..

حشود ٌ , وأصواتُها .. منذِرَة ْ..

تدوِّي .. على ثورةٍ , نادِرَة ْ..

مظاهرة ُ, الوطن ِ, السائِرَة ْ..

شعوب ٌ, ومِن ظُلمها .. ثائِرَة ْ..

-------

مجالس ُ, أمن .. بنا ساخرَة ْ..

وجامعة ُ, العُرب ِ.. مستبشِرَة ْ..

بتنديد ِ, شجب ٍ.. ومستنكِرَة ْ..

لخزيٍّ , وعار ٍ ..غدت ْ, مصدِرَة ْ..

تُضاعِف ُ.. أحكامنا , الجائِرَة ْ..

-------

لصوص ٌ .. عمالتُهم , ظاهِرَة ْ..

غوان .. لهمْ , دمعة ٌعابِرَة ْ..

خيانات ُ, ذُل ٍّ .. ومستكبِرَة ْ..

بدون, اعتذار , ولا معذِرَة ْ..

كرامتُهم .. قد غدت ْ, عاقِرَة ْ..

-------

إماء ٌ.. لأعدائنا , شاكرَة ْ..

ذئاب ٌ .. وفي غدرها , ماهِرة ْ..

رَعاع ٌ .. رجولتهم , ضامِرَة ْ..

نِعاج .. إلى ذبحها , ناظرَة ْ ..

مِن الرعب ِ.. أفواههم , فاغِرَة ْ..

-------

رُعاة َ.. المهازل ِ, والمسخَرَة ْ..

حماة َ.. الأعادي , مع الشوشرَة ْ..

سَجنتمْ أسودَ الشرى الكاسِرَة ْ..

هدمتمْ .. ديار َالعلىَ العامرَة ْ..

على صمتكم ْ.. دارت الدائرَة ْ..

--------

خَسئتم .. أيا أمة ً, صاغِرَة ْ..

بإذلال ِصمْت .. هي الخاسِرَة ْ..

فهُبُّوا .. بإشراقة ٍ, باهِرَة ْ..

على ليل ِظلم .. لكي نُجبِرَه ْ..

فقد آنَ لِلقيد ِ.. أن نكسِرَه ْ..

-------

فقوموا .. وبالصحوةِ, الباكِرَة ْ..

على رفضكم .. أظهِروا , بادِرَة ْ..

وصيحوا , وبالصيحة ِ, الهادِرَة ْ..

على ظلمِكم .. واقطعوا دابِرَة ْ..

وهبوا .. وبالهَبَّة ِ.. القاهِرَة ْ..

-------

أحيطوا .. تماثيلنا , الفاخرَةْ ..

بنار ِ, الجحيم .. إلى الآخرَة ْ..

أغيروا , على العُصبة ِالكافِرَة ْ..

وثوروا .. وبالثورة ِ, القادِرَة ْ..

فكفر ُ, الخضوع ... بلا مغفِرَة ْ...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ