ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أسلحة
الشعب السوري الاستثنائية
"2" نوال
السباعي "لا...للعنف" إذا
كان أحد أهم الأسلحة التي يتوفر
عليها الشعب السوري وهو يمضي
اليوم في ثورته ، تَوافُقَه في
الداخل والخارج على عدم طلب
التدخل العسكري الخارجي ، فإن
أهم هذه الأسلحة على الإطلاق هو
سلاح "الثورة السلمية"
التي لاتستخدم أساليب العنف
للتعبير عن مطالب الجماهير ،
وهو سلاح فتّاك ، لم يكن مشهورا
قبل الثورات البيضاء التي دكت
جسد الاتحاد السوفييتي في الربع
الأخير من القرن العشرين ، وأتت
عليه ، وذلك على الرغم مما اشتهر
عن "غاندي" من سلميته
وأساليبه الاستثنائية لإحداث
التغيير في الهند قبل ذلك
بثلاثين عاما. تعتبر
فكرة "الجهاد اللاعنفي" ،
ومقولة "العمل السلمي"
جديدة على الفكر العربي
الاسلامي ، وذلك على الرغم من
كونها جزءا لايتجزأ من مفاهيمنا
الحضارية الراسخة في نصوصنا
الدينية وتاريخ نبينا ، وليس
إلا استذكار سيرة الرسول الأعظم
، الذي مُنع من استخدام القوة ضد
أعدائه ثلاثة عشر عاما ، عانى
فيها والمؤمنون معه جميع أنواع
العسف والعذاب ، حتى يتأكد
لدينا هذا المعنى . ويعود الفضل
في إحياء هذه الفكرة في سورية
والمنطقة العربية– من وجهة
نظري المتواضعة- إلى المفكر
الإسلامي السوري الكبير "جودت
سعيد" صاحب كتاب "حتى
يغيروا ما بأنفسهم" ، وإلى
صهره الطبيب المفكر "خالص
جلبي" ، والذي اشتغل على نشر
هذه الفكرةبين صفوف الشباب
المثقف في المنطقة العربية عن
طريق كتاباته الصحفية واسعة
الانتشار، ونشر العديد من الكتب
الهامة،ومنها " سيكولوجية
العنف واستراتيجية العمل
السلمي " ، حتى صارت لهذا
الفكر مدارس ، تأسست خاصة في
مغرب المنطقة العربية ، وقد
انتشر بين الشباب–من إسلاميين
وغير إسلاميين- والمثقفين منهم
على وجه الخصوص انتشار النار في
الهشيم ، فما إن انطلقت الثورة
من تونس في المغرب بشكلها
السلمي ، حتى آتت أكلها في مصر ،
ولاقت القبول من الشعب السوري
واليمني ، وإن تعثرت في ليبيا
بسبب من اختراق صفوف الثوار من
قبل الغرب الذي ارتمى على قافلة
الثورة طمعا في بترول ليبيا
وموقعها منه بالنسبة للهجرة
الإفريقية ، ناهيك عن طبيعة
ليبيا الصحراوية ، ومساحتها
المترامية ، وقلة عدد سكانها ،
وتوحش وتغول "الأسرة" التي
اختطفتها أربعين عاما. من
المجانبة للحق أن نقول أن
الثورة الإنسانية السلمية
الكبرى التي تشهدها المنطقة
العربية اليوم ، قد قامت بفضل
آحاد من الناس ، فهذا الفكر
التجديدي ليس إلا أحد دعائم
كثيرة للمنظومة الفكرية التي
قامت على أساسها الثورة في
المنطقة العربية، والتي ساهم في
صياغتها كثيرون وكثيرات ، قد
أدلى كل منهم بخلاصة ماوصل إليه
في الفكر والمجتمع ، وقضى
كثيرون زهرة شبابهم في مسيرات
طويلة من المراجعات والتنقيب عن
اسباب الكبوّة التي وقعت فيها
الأمة. لكن
الثغرة الكبيرة التي واجهت فكرة
"الكفاح السلمي" بالذات ،
وبدت واضحة أيام اليمن وسورية
الدامية الأليمة هذه ، هي عدم
تصاحب هذا الفكر مع خطة موازية
واضحة للإعداد والاستعداد !،
إعداد الكوادر البشرية القادرة
على قيادة هكذا حراك ،
والاستعداد لمواجهات طويلة
المدى مع مستبدين متغولين على
شاكلة هذه "العصابات"
المجرمة التي تحكمنا منذ نصف
قرن!. لقد
انشغل الناس بالرد على هذا
الفكر ، والنيل من صاحبيه ،
بالتهكم والاتهام والتهجم
والتكفير والشتائم ، ولكن أحدا
من هؤلاء لم يتناول هذا الفكر
بالدرس الوافي الذي يفيد منه
ويطوره ويزيد عليه ماينقصه ،
إذْ كان ينبغي لفكر "التغيير
السلمي"هذا،أن يكون مشفوعا
بتصور جليّ عن الأوضاع في أقطار
المنطقة العربية، التي تجتمع في
عمومية القهر ، وتتمايز بخصوصية
الجغرافيا والتراكيب السكانية
وطبيعة الأنظمة، وهذا من أخطر
التحديات التي تواجه الثوار على
الأرض، فثورتهم السلمية أسقطت
الحاكم فعلا أو أخلاقيا ،إلا
أنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة
أنظمة امتدت في جسد المجتمع
أفقيا وعموديا كمشبك نحاسي في
صوف مبلول ، مُسَخِرة للحفاظ
على وجودها قطعانا من الأغوال
تدب على خارطة الوطن ، تنهش كل
ما استطاعت منه ، بهدف تركيع
الناس وبقائهم في حالة العبودية
التي تطبق على كل شيء، فتجبى لهم
خيرات البلاد وتنقاد لهم أعناق
العباد. كان
لابد مع هذا الفكر المتألق
التجديدي ، من تبصير الشباب
والشعب باحتمالات ذهاب الأنظمة
بعيدا ، وبعيدا جدا في طريق
إرهاب الحاكم، بسبب "ظنه"امتلاك
أدوات البطش ، وافتقاره إلى
أدنى درجات السلوك الإنساني
الأخلاقي الحضاري. فعندما
نقول "لاللعنف" فهذا
لايعني أن يستسلم الناس
لأغوالهم، وأن يكونوا بين
براثنهم كالميت بين يدي المغسل!!
، ولكنه يعني أن لاتبدأهم
بالعنف، وإن اعتدوا عليك أن
تدفع عن نفسك بما تستطيع من
أساليب سلمية،والتي
منها،الاجتماع على
القتلة،ودفعهم بالأيدي
والأقدام،والفرّ والكرّ
والمراوغة، واستعمال أساليب
وفنون المصارعات،دون اللجوء
إلى سفك الدماء، ولئن بسطوا
إليك أياديهم بالقتل فلا تبسط
يدك بمثل ذلك!، كما يعني الحرص
على قيام تنظيمات شعبية سياسية
تستبق الثورة وتتمكن من قيادتها
، وضبط مسارها ، وحماية اهدافها
وتوجهاتها، إلى درجة تشل قدرة
النظم المجرمة على الإحاطة
بالثورة. كنا
بحاجة إلى "الخطة البديلة"
، "خطة تغيير الأساليب"، أو
"خطة الانسحاب"من معركة
سلمية ،يتعامل فيها الظلمة مع
الصورة والكلمة تعاملهم مع
أسلحة الدمار الشامل، كما
يتعاملون مع الجسد الإنساني
والكرامة البشرية بكل أنواع
الاستهانة بقدسية الحياةوآلام
الناس وعذاباتهم وجراحهم ، أضف
إلى ذلك كفرهم بكل المقدسات
التي يمكنها أن تشكل رادعا عن
مثل هذا الإجرام، الذي لايماثله
في عصرنا الحديث إلا إجرام
العدو الإسرائيلي في مواجهته
صمود الفلسطينيين ، وإجرام
الصرب أثناء حرب الإبادة التي
شنوها على مسلمي البلقان..ناهيك
عن حروب التوتسي والهوتوس في
رواندا الإفريقية. في خضم
هذه الهجمة المتغولة من النظام
،-والذي يضطرنا إلى البحث عن
مرادفات لغوية لنتمكن من وصف
توحشه وتغوله- وصل به الحال
إعدام الناس على .."الخازوق"!!
..نعم .."الخازوق" ..فقد تم
إعدام الشهيد "صالح محمد صالح
الرحيبي"من ديرالزور، والذي
كان قد اعتقل أثناء اجتياح "مغول"
النظام السوري دير الزور عشية
رمضان الثورة ،
وأعيد الى أهله وقد أعدم بهذه
الطريقة–حسب تقرير نشرته في
6.8.2011 اللجنة السورية لحقوق
الإنسان -. إعدام
المعتقلين بهذه الأساليب
الوحشية غير الإنسانية، وتسليم
أجساد الشهداء الأطهار إلى
ذويهم بهذه الملابسات،له
دلالتان واضحتان،أولاهما تتعلق
بتأكيد الاستعلاء،وتثبيت فكرة
تملك "الفئة الحاكمة"للشعب
"المُستَعْبَد"الذي تفعل
به ما شاءت كيفما شاءت ،
وثانيهما تأجيج الأحقاد ، لدفع
الناس إلى التفكير في حمل
السلاح ، لكي يبرر النظام بذلك
توحشه وقذاراته، فالطريق التي
سلكها في التعامل مع شعبه ،
لاتخرج عن أساليب القرون الوسطى
الأوربية ، في هذا الزمن الذي
بلغت فيه شعوب المنطقة سن الرشد
، زمن الإعلام الناطق بالعربية،
المرئي منه والانترنيتي ، زمن
الصورة التي تبلغ آفاق الأرض ،
فتصنع ما لا يصنع السيف ، وزمن
الكلمة التي أثبتت كذب نظرية
"المتنبي"!!. لعله ..من
غير الطبيعي أن يصبر شعبٌ على
مايصبر عليه الشعب السوري اليوم!!،لكن
ثورة الشعب السوري جملة وتفصيلا
لم تكن طبيعية لافي مبدئها
ولامسيرتها ولا استمرارها بهذا
الزخم المعجز ، على الرغم من
اصطفاف العالم كله مع الطاغية،
ومنحه الفرصة إثر الفرصة للقضاء
عليها ، وعلى الرغم من أوضاع
المعارضة في الخارج وعجزها عن
اتخاذ خطوات تمنحها مصداقية
تجعل دول العالم تثق بها كبديل!!. اللجوء
إلى حمل السلاح اليوم في سورية
واليمن ، يعني الهزيمة ، يعني
التراجع ، يعني السقوط في
الحفرة التي حفرها النظام ،
يعني انحطام مركب الثورة في عين
عالم لم يحترمنا إلا عندما عرف
أننا نراهن على قوتنا الإنسانية
أكثر من رهاننا على أضيق مفاهيم
"الجهاد" ، التي حشرتنا
فيها نظرات المستشرقين ،
واستكبار المستعمرين ، وتمادي
كبار المجرمين العالميين ضد
أمتنا وتاريخنا وشعوبنا ، وإلى
هؤلاء وأولئك أضف ضيق أفق بعض
المجتهدين منا، ممن أدخلوا
مفهوم "الجهاد" في ثقب إبرة
توفزهم للدفاع عن الحق ، فآذوا
الحق والأمة من حيث لم يحتسبوا. إن
ثبات الثوار على الخيار السلمي
، وخاصة في سورية ، حيث ذهب
النظام كل مذهب في تعذيب الناس ،
وتفنن في أساليب تركيعهم
وإذلالهم، لهو من أكبر وأعظم
أنواع الجهاد ، وإن الاستشهاد
في هذه الثورة السلمية وقد صحت
النية والعزم، لهي سيادة
الشهداء الذين يقفون في وجه
الظلم بكلمة العدل. حمل
السلاح..هو الأمر الطبيعي في مثل
هذه الحالات–ولن يلوم أحد بعد
اليوم ثوار سورية إن فعلوه -،لكن
الصبر على العذاب المر هو الغير
الطبيعي،إنه فعلا لأبطال وكبار
الأحرار وصفوة الأنبياء
والقادة الإنسانيين ، الذين
يعرفون أن حمل السلاح يعني
الاستكانة لرغبة "العدو"
في الدفع باتجاه تفجير المنطقة
بمن فيها وما فيها، في زمن أصبح
فيه "عدم حمل السلاح"
سلاحاً فتّاكاً ، يقارع الدبابة
والرشاش ، وحقد الأنظمة الاعمى
على الشعوب إذ رفعت الرأس تطالب
بالحرية. الثورة
السورية بدأت ومازالت..حركة
رومانسية اخترقت تقاليد حياتنا
القاسية الجافة! ،إنها فعل إلهي
في زمنٍ كفر الناس فيه بالحرية
والكرامة وقدرتهم على التغيير!،إنها
ظاهرة غير طبيعية تمددت في
طبيعة جمود الأشياء في حياتنا
التي كانت كئيبة عصيبة..وقد آن
الاوان لتغيير هذا الجمود ،
وكسر كل هذه القوالب التي طالما
كبلتنا ، فارتكسنا وانحطمنا..
حتى تنفس صبح التغيير في تونس ،
وأذّن الفجر في مصر ،وهاهي أشعة
الشمس تداعب اجفان المقهورين في
كل ارجاء منطقتنا مؤذنة بغد
مفعم بالحرية والكرامة والحياة. =========================== النظام
السوري يبرّر التدخل الأجنبي بدرالدين
حسن قربي في أول
خطاباته عقب الثورة السورية قال
بشار الأسد أمام مجلس الشعب: إن
درعا في قلب كل مواطن سوري وأهل
محافظة درعا أهل الوطنية
الصادقة وأهل النخوة والشهامة
والكرامة. وهو كلام ردّدته
أيضاً السيدة بثينة شعبان
تأكيداً على محبة النظام
ومحبتها لأهل درعا. أما التأكيد
على صدقية هذا الكلام وحقيقته
فقد كان بدخول دبابات النظام
وقواته الأمنية وحرسه الجمهوري
الطائفي وشبيحته أيضاً، وفعلهم
الأفاعيل في أهل الوطنية
والنخوة والكرامة، فدمروا
بيوتهم وقتلوا أطفالهم
ونساءهم، وشردوا أهلهم، وكانت
ضحاياهم بالمئات، ومعتقلوهم
بالآلاف، ولعل مافعلوه من قتل
المعتقل الطفل حمزة علي الخطيب
ابن الثالثة عشرة ربيعاً بسبب
مشاركته بالتظاهرات وقطع (بتاعه)
زيادة في التوحش والتخويف، كان
نموذجاً لما فعلته عصابات
مافيوية وشبّيحة حاكمة بأهل
درعا الذين ثاروا لحريتهم
وكرامتهم. ما نريد قوله، أنه إذا
كان مواطنون سورييون بكل هذه
المواصفات العالية الجودة التي
شهد بها الرئيس ومستشارته
أيضاً، ثم نالهم بعدها كل هذا
التوحش من فظائع القتل
والإجرام، فكيف لو أن مواصفاتهم
والعياذ بالله كانت دون أو غير
ذلك، من مثل ماتوزعه مافيات
النظام من وصف مندسين وسلفيين
وعصابات مسلحة ومخربين
ومتآمرين على مئات الألوف
والملايين من المواطنين
الآخرين في عموم مدن سوريا
وريفها. وعليه، فإن النظام
بتركيبته الإجرامية وتوحشه لم
يفرّق بين المواطنين، فالكل
عنده في القمع والقتل سواء،
طالما أنه يطالب بحريته
وكرامته، التي استقرت عنده بعد
سفك دماء آلاف المواطنين
واعتقال عشرات الآلاف بأنها لن
تكون إلا بإسقاط النظام. وبمثل
ماقال بشار الأسد لمواطنيه، جاء
ماقاله بشار الجعفري مندوب
النظام في الأمم المتحدة قبل
أيام في دفاعه في وجه مندوبي دول
العالم ولاسيما الكبرى منها،
المنتقدين لممارسات القتل
والتنكيل التي يرتكبها النظام
السوري ممثلاً برئيسه، وهو يغمز
من مشاعرهم ومواقفهم: إن الذين
يزعمون الحرص على السوريين
وأمنهم واستقرارهم لا ولن
يكونوا بأحرص على سوريا من
الرئيس الأسد نفسه وأرحم على
شعبها منه. وعليه، فإننا نقول:
يامغيث..!! إذا كان الرئيس بكل
هذه الحنيّة والرقة على شعبه
ومئات الدبابات تحاصر المدينة
الواحدة تلو الأخرى وحتى القرى
والأرياف وعشرات الآلاف من
قواته وشبيحته تقتل من تقتل
بالآلاف، ومازالت تعيث في سورية
قتلاً وإجراماً وفساداً، فكيف
والعياذ بالله لو انتزعت من قلب
الرئيس الرحمة وخلا من شيء اسمه
إنسانية، فماذا كان هو فاعل
بالسوريين؟ إن
النظام السوري يمارس فاشية من
طراز خاص بتوحشه في قتل شعبه
ممّن يعترف بوطنيتهم ونخوتهم
وممن لايعترف، وإنها حقيقة لا
يماري بها إلا مؤيدوا النظام
والمنتفعون منه وحلفاؤه الذين
يرون فيما يفعله تأكيداً على
نهجه المقاوم والممانع، وإنما
نلفت عنايتهم بأن مايفعله
النظام واستمراره فيه لخمسة
أشهر سوياً وهم مؤيدوه، هو دعوة
سافرة للتدخل الأجنبي بصورة من
الصور، يتحمل كامل مسؤوليتها،
لأن المجتمع الدولي الذي
يتكلمون عن ازدواجيته وتآمره،
لن يقف في النهاية مكتوف الأيدي
ولن يسكت عن أعمال إجرامية لا
إنسانية عمت البلاد والعباد في
ظل تعتيمٍ ومنعٍ لكل وسائل
الإعلام الصديقة وغيرها. http://www.youtube.com/watch?feature= http://www.youtube.com/watch?feature= player_embedded&hl=ar&v=Uc0Ql6Qfn9k ==================== أقلام
حالمة وأفكار غادرة .. مثالا..(إعلام
دول الممانعة) جرير
خلف قد
يخفى على بعض الجالسين القرفصاء
على بركان التغيير بأن
المقذوفات من أسفل الفوهة ستكون
على شكل خوازيق لا مفر منها اذا
استمرينا بالقرفصاء على
مصائبنا نخبئها لا نعالجها.. وقد
تصبح هذه المفرزات قنابلا إن
حاولنا أن نخمدها بأجزاء من
عروبتنا التي عودتنا الحكمة
الحمقاء أن نضحي بأجزاء منها.. يا
سادتي كل يوم يمر ولا نرى فيه
ثورة عنقاء تهدر بالصوت العالي
هنا عدو لي آخر يقبع بين احشائي
ويلعب في عقول ابنائي.. هو يوم
ساقط.. وكل
حشاش من بني يعرب يحمل الفكر
بالمقلوب ويطلب منا أن نحسن
الظن في (ثورة) صدّرت لنا لتسقط
عواصمنا بالتوالي فداء لطهران..
هو لقيط أو يود أن يكون. أقلب
بين المحطات الناطقة بالعربية
فأجد أثنى عشر محطة إيرانية
أعدت لنا كشعوب عربية تستخدم
الآيات القرآنية والأحرف
العربية لتهاجم أمتي من المحيط
الهادي للخليج العربي.. أبحث
اكثر فأجد ان الشركة المسؤولة
عن بث هذه القنوات هي شركة (ديفد
رايف) الصهيونية والتي يملكها
رجل الاعمال الإعلامي الداهية (ديفيد
رايف) ومقرها في تل الربيع (تل
ابيب) المحتلة.. ومن يسأل عن هذه
القنوات فهي: (قناة العالم، قناة
آل البيت، قناة فدك، قناة
الأنوار ، قناة الغدير، قناة
الأمام الحسين، قناة الولاية..)،
وبامكان من يريد التأكد فتح
مواقع هذه القنوات والبحث
لدقائق معدودة ليجد ببساطة اسم
الشركة الصهيونية التي تبث لهذه
القنوات والتي تصدح بصوت نجادي
مفرزا لكل أنواع القرف. وأبحث
في تاريخ إيران وأذرعتها فأجد
ضحايا العرب في تاريخ صولاتها
وجولاتها لا تعد ولا تحصى .. تبدأ
من الاحواز العربية وتمر في
لبنان والعراق وسوريا والخليج
العربي.. ولا تنتهي ليوم القيامة
حسب أجندة ( الممانعين)..
فالذاكرة تسعفني لإحصاء خمسة
ملايين ضحية لهذه الجارة
اللدودة ولا تسعفني بأسم (شهيد)
واحد من هذه الدولة (الأسلامية)
قضى لأجل فلسطين. وحين
تدور في مخيلتي المؤامرات
والدسائس.. تقفز إلى الذاكرة
فضيحة إيران جيت حين استورد
الخميني السلاح (الاسرئيلي)
لمحاربة العراق، وفضيحة
التنسيق الأمريكي الصهيوني مع
إيران لإسقاط بغداد والذي تم في
اجتماع على أعلى المستويات في
واشنطن قبل غزو العراق بشهرين،
وفضيحة تهريب المخدرات
الأفغانية بواسطة الحرس الثوري
الإيراني لشباب الخليج العربي
على مدار عقود، وفضيحة الأسلحة
التي تم تهريبها بحاويات الأثاث
الى الحوثيين لضرب اليمن عام 2010،
وفضيحة فتح معسكرات لتدريب
مليشيات الصدر في مدينة عبادان
وتدريبهم على قتل (المخالفين) من
أهل العراق.. وتمويل ودعم
معسكرات الخراب في الضاحية
الجنوبية في بيروت والتي يتم
توزيع (الثوار) منها على كل
زوايا الوطن العربي سفراء
للخراب.. وفضائح شراء ذمم وتجنيد
وتدريب مئات من ضعاف النفوس في
البحرين والخليج العربي
للترويج لمشروع إسقاط الوطن
العربي بدءا من البحرين وتحت
مظلة (الولي الفقيه).. والقائمة
تطول وتزكم النفوس بروائح الحقد
الدفين في قلوب الجارة لكل ناطق
اصلي للعربية. علينا
أن ندرك الآن أن الوقت لم يعد
كافيا لخطب ود هذه اللدودة ولا
إستعطافها، وعلينا أن ندرك أن
المستقبل كله لا يجدي نفعا
لإقناعها بأن مشروعنا العربي لا
يتعدى حدود خليجنا ومحيطنا،
وعلينا أن ننظر بعين من الريبة
لكل أذرعة إيران الطويلة التي
نصبت للصواريخ المتطورة في جنوب
العراق باتجاه الكويت، وعلينا
ان نأخذ الحذر من المليشيات
الحوثية المكومة التي تنتظر
ساعة الصفر في وادي وايلة على
حدود اليمن، وعلينا أن نغضب لكل
صوت نشاز يحاول بحجة الأيمان أن
يسرق الأمن والأمان في البحرين
ويجعلها مقاطعة تحاكي الاحواز
العربية في لطيمتها.. وعلينا أن
نسأل عن الغواصات والسفن
الحربية الأيرانية التي ما زالت
تطوف في مياه الخليج العربي
والبحر الاحمر لتستعرض عضلاتها
علينا فقط وبصمت أمريكي صهيوني
يرقى الى التنسيق وتبادل
المصالح.. وعلى
المراهنين على مقاومة وممانعة
هذه الدولة وملحقاتها من
جمهوريات الموز أن يغضب على
الأقل لسحل أبنائنا في الأحواز
العربية وسوريا والعراق لا أن
يقضي الليل الطويل في حلم
الوحدة الأسلامية التي لن تتم
ما دام هناك أقلام تكتب بدون خجل
عن ثأرعمره ألف عام وأكثر،
ومادام هناك محطات فضائية أقرب
للسراديب لا يخرج منها إلا
شعوذة ودخان أسود وأفكار
تكفّرنا من المحيط للخليج وتبيح
تقطيع الجثث في حمص وحماة وتحض
على قتل الشرطة في ساحات
المنامة. للذين
يعبثون بعقول العامة فيرسمون
جهنم باللون الوردي ويسقطون كل
قواعد التاريخ والجغرافيا أمام
حدود الجمهورية الإسلامية (الشقيقة)
التي تتمغط لكي تتوسد وتتسيد
وتتوسع على صدورنا وقلوبنا
وحرائرنا.. نقول (كفاكم صخبا لم
ولن نسمعكم) جلية لا لبس فيها. نقولها
لهؤلاء الحالمون الذين يسقطون
كل قوانين الطبيعة هربا من
مسؤليات وحقائق وبراهين عزت على
الكثير من المؤامرات، لهؤلاء
القافزين عن جميع الخطوط
الحمراء والصفراء وعن حتى
الخطوط العريضة ليصلوا بنا إلى
جهنم مرورا بطهران.. ونقولها
للذين أصبحو يرون في أحمد نجادي..
صلاح الدين، وللذين يعشقون في
حسن نصر الله لدغة اللسان
ويتهيء لهم بشار الأسد على حصان
أبيض يتجول بين الرعايا يوزع
النصر عليهم كحبات الشوكلاته..(كفاكم
صخبا لم ولن نسمعكم). ========================== الدكتور
عثمان قدري مكانسي ونحن
صغار كنا نقرأ عن إحراق نيرون
عاصمته روما لشعوره بالخطر الذي
يتهدده في إقصائه عن السلطة ،
فكنت أقول في نفسي : أمعقول أن
يطلب المرء سيادة شعب لا يريده ،
ويفرض عليه نفسه بقوة السلاح ،
فإذا لم يصل إلى هدفه أمعن في
شعبه قتلاً وتشريداً وحرقاً
وتدميراً؟ ثم حين
وعينا أكثر وبدأنا نقرأ القرآن
الكريم بفهم وتدبر رأينا فرعون
يستعبد شعبه ويقول لهم : (ما علمت
لكم من إله غيري) وكأن رؤيته
وحدها حسب ظنه الواهي - هي
الواعية الثاقبة ، ورأي غيره
هباء منثور! وتساءلنا أهذا يحصل
في البشر أصحاب العقول النيّرة؟!
ثم تزداد الوتيره حين يقرر أنه
الإله الأوحد وأن مصر ملك شخصي
له يفعل بها ما يشاء ، فلا يرى
هنا غير ذاته عليّة ومسددة حين
يقول بصفاقة ( أنا ربكم الأعلى).
ونقول : أمر عجيب أن لا يرى
الإنسان غير نفسه ولا يعبأ
بالآخرين ، أو لايراهم ابتداءً . وتتالت
هذه التساؤلات في قصة تيمورلنك
في حروبه ، وفي تدمير الصليبيين
للمسجد الأقصى وقتل سبعين ألفاً
في ساحته حتى سالت الدماء إلى
الركب ، وتتالت الصور في ذاكرة
الفتيان ، فالحرب العالمية
الأولى تطحن سبعة عشر مليوناً
ويبيد قادة الاتحاد السوفياتي
شعب الشيشان المسلم ويحمل
الباقي إلى مجاهل سيبيريا ،
وتمر في ذاكرتنا صور الإبادة
الجماعية في أماكن متعددة
ومتفرقة في العالم ، فنقول : هذا
يحصل في بلاد الفساد والكفر
التي لا تحسب للآخرة حساباً
وترى حياتها في الدنيا فقط ، فلا
تأبه للدين ولا للخلق ولا
للحقوق الإنسانية . ثم
نكبر ونبلغ مبلغ الرجال فنرى في
بلادنا سورية قانونا يحكم
بالإعدام على مساحات واسعة من
جيلنا لأنهم خالفوا رغبة الحاكم
المتأله ، ويصدر قانونُ العار
عام ثمانين وتسع مئة وألف ،
ويبيد هذا المتأله في مجازر
عديدة في سورية عشرات الآلاف ،
ثم يختمها في ذلك الوقت بمذابح
يشيب لهولها الولدان في حماة
الباسلة بعد عامين اثنين من ذلك
التاريخ ويدمر أحياء كاملة ،
وكأنه يذبح دجاجة أو دجاجتين
ولا تهتز في جسمه شعرة واحدة ،
بل يقتل عشرات الآلاف من
المعتقلين ولا ترمش له عين . فإذا
ما جاء بعد وريثه – وكأننا في
مملكة – يسلب الحكم فيها ويفرض
بقوة الحزب والسلاح نفسه بعد
أبيه قلنا : لعله شاب متنوّر
يسير غير سيرة أبيه فقد تعلم في
بلاد الديموقراطية ، وكم من ولد
خالف حياة أبيه ورفع ظلمه من
بعده . ويعد هذا وعوداً يتبين
بعدها أنها حبر على ورق أو كلمات
جوفاء في ظلام الصحراء ، فقد
أعلن بعد عشرة أعوام من حكمه أن
ما قاله لم يكن وعوداً وإنما
رؤية رآها لا تفرض عليه سلوكاً
معيناً ولا خطاً معتمداً . وهذا
يعني أنه جاء ليرث مزرعة أبيه
بما فيها من خدم وعبيد ، ولا يحق
للعبيد أن ينبسوا ببنت شفة . فهو
يفعل بهم ما يشاء . وصدق المثل
القائل : كلا
الأخوين ضراط ولكن ***** شهاب
الدين أضرط من أخيه والأنكى
من ذلك أن الناس – لشدة الظلم
والفساد في عهده - بدأوا يترحمون
على النباش الأول ، وما أدراك ما
النباش الأول! فما إن أعلن الشعب
أنه يريد الإصلاح – أول الأمر –
حتى بدأت الاعتقالات وحملات
التغييب والمداهمات وكأن كلمة
الحرية والمطالبة بالحقوق
البشرية ليس لها في قاموس نظام
آل أسد مكان ولو كان في قمقم
قارورة صغيرة . فلما رفع الشعب
بعد طول زمن صوته ينادي بآدميته
انهالت عليه أدوات القمع من أمن
النظام وجيشه وزبانيته قتلاً
وذبحاً واعتقالاً ، فما ينبغي
أن يرتفع في سورية سوى صوت
الإجرام والفساد الأسدي
المتمثل في بطانة دموية ووسائد
نتنة وأتباع مخبولين ومصاصي
دماء . في
سورية اليوم حمام دماء تنبثق
منها ينابيع الحرية ، وفي سورية
اليوم براكين غضب تتفجر عن سيل
هادر من الكرامة والإباء ، وعلى
الرغم من آلاف القتلى وعشرات
الآلاف من المعتقلين والمغيبين
، وعشرات الآلاف من الجرحى فإن
الشعب مصمم على إسقاط النظام
الدموي في بلادنا الحبيبة . ولكن
ما بال النظام ورئيسه يمعن في
القتل وسفك الدماء وهو وشك
الانتهاء والسقوط المريع في
حفرة الفناء إلى الابد إن شاء
الله تعالى؟ .. لماذا الإسراع في
تحريك آلة الموت وأنت على وشك
السقوط وكان أولى بك أن تعي
وتعقل وتعتذر إلى شعبك وتقر
بالخطإ وتعترف بالذنب؟ عساه
يرحمك وأنت لا تستحق الرحمة ،
وعساه يعفو عن جرائمك وأقل ما
يجب فيك تقطيع الأوصال كما قطعت
أوصال عشرات الآلاف ودمرت حياة
الآمنين ؟ ولكنه السادية في
وضاعة الأصل وسفاهة العقل
وبلادة الشعور والإحساس. في
كلمة واحدة معبرة عن الواقع
أقول : قبل انبثتق ضوء الحرية
يزداد الظلام ، لكنه يتبدد
سريعاً غير مأسوف عليه . ولئن
قضى آلاف الشباب في هذه الثورة
المباركة ، فإنهم في مقعد صدق
عند مليك مقتدر سبقونا إلى رب
رحيم وجنة عرضها السموات والأرض
: فهناك الحياة الحقيقية ، وما
الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
، وما حياتنا في هذه الدنيا إلا
اختبار وتمحيص . أرأيتم
أننا الرابحون الحقيقيون في
الدنيا والآخرة ؟ هكذا نفكر
وهكذا نؤمن ، وهذه هي الحقيقة
التي يسهو عنها من ليس يملك
قلباً سليماً ولا عقلاً متدبراً
ولا فهماً ناقداً . ========================== كَعكَةُ
الشُّهدِاء ... مَع غُول
وَأردُوغَان .. وأحلامُ
الإِصلاح .. فاتَ أوانُهَا
وَأصبحَتْ فِي خبرِ كاَن بقلم:
الليث السوري يَا
رئيسُ تُركِيّا غُول ... قَدْ
أضعتَ الجُول (الهَدف) لَمَّا
طلبتَ مِن بَشّار ... بَعدَ
خمسَةِ أشهُر مِن القتلِ
وَالدمَار ... أنْ يُسرعَ فِي
الإصلَاح ... قبلَ أن يَجرِفَهُ
التيَّار . عنْ
أيِّ إصلاحٍ أو تَيَّارٍ ...
تتكلمُ أيُّهَا الجَار ...
رُبَمَا أخطاتَ البُوصلة ...
وَبدَلاً مِن أنْ تُصُوبُهُ
للتَّنَحِيْ ... تُطالبُهُ
بالإِصلاح ... الآنْ يَا سَيد
جُول ... هَل فَوضَكَ الشعبُ
السُّوري فِي إعطاءِهِ هَذِهِ
المُهلة ... وَهل هِيَ للإصلاح ..
أمْ لِقطعِ الرَّاس ... وَالله
لوْ قُلتَ هَذا الكَلام بعدَ
اليَومِ الأولِ مِن قتلِ
الشُّهَدَاء ... رُبَمَا
وَجَدنَا لكَ العُذر ...
وَفَهِمنَا الأمْر .. وَلكِن
اعلمُوا أيُّها المُصلحُون ...
وَلخيرِ واستقرارِ شعبِ
سُّورية تدَّعُون ... وَالخوف
مٍن الفوضَى فِي المِنطقةِ
وَالاشتعالِ أنتمْ قَلِقُون ... مُذْ
سقطَ أولُ شهيدٍ فِي درعَا ...
سَقطَ معهُ النِّظام ... وَسَقطَ
بشَّار الذي لم يعتذرْ عن سَفكِ
الدِماءِ وَلعاطفِ نجيب
وعصابتهِ ... لمْ يُحاسبْ أوْ
يضعَهُ قيدَ التَّحقِيق
والاعتِقال ... قدْ
أخذنَا القَرار ... فيْ نيلِ
الحُرِيّة ِ وَالعدالةِ
والمُسَاواة ... وَالتخلصِ مِن
الاستبدادِ والاستعبادْ ...
وَعِصَابةِ البَعثِ الأسَدِي
والفَسَاد. ألا
تعرفُ يا سَّيد جُولْ
وَأردُوغَان ... أنَّ جَرائِمَ
بَشَّار الأسَد وَعِصابَةُ
النِظام ... قدْ تجَاوزت كُلَّ
الحُدود ... وَجَرَائِمهُ
الإنسانِية وَالاجتماعِية
والاقتصادية شَمِلت كًل
العُهُود ... منْ عهدِ الأبِ
الغابِر ... إلىْ عهدِ بشارَ
ومَاهِر . أمَّا
السّيد أردُوغَان ... وَمُهلة
العشَرةِ أيَّام ... لِبشَّار
كيْ يُنهِي القَتلَ وَالعُنف ..
وَيُصلحَ هذا المُعاقُ الكَون
... فإننَا نقولُ لكَ يَا سيد
أردُوغَان .. كَمَا قلنَا أعلاهُ
للسَّيد غُول ... لنْ تُصلحَ
أيُها العَطار ... مَا أفسَده
بشَّار ... أمَّا
عنْ مُحادثاتِ وزيرِ
خارجِيتكُم أوغُلُو .. معَ
الأسدِ فيْ الشَّام ... فقد
سَمِعنَا عن صفقاتٍ تحتَ
الطّاولة تدُور ... وَبيعُ
لِدِماءِ الشُّهداءِ بينَ
السُّطور ... وَها نحنُ نقُول ... لمْ
نتأكدْ بعدُ مِن هذِهِ
المَواقِف ... وَلمْ نهضِم
مُهلتَكُم المَمنوحَة ...
لأنَّهَا مُهلةٌ مشكُوكٌ بِهَا
مَسمُومَة ... وَهُناكَ حَديثٌ
عنْ اقتِسامٍ للكعكةِ فِي
سُورية ... وأيُّة كَعكة ... هلْ
فِي هذِه الأوقات ... حيزٌ
للنفاقِ وَبيعٌ لأحلامِ
الشَّعبِ السُّوري ... بِدعوَى
الخوفِ مِنَ المُستقبل الآتِ ... كعكةُ
الشهداءِ هذِهِ قَد مُزِجت
بالدِّمَاء ... مِن دمِ حمزَة
وَالمُهندس مَعْن العُودَات
فِيْ درعَا .. إلىْ دمِ
الشَّهِيد هَادِيْ الجُندي في
حِمصَ ... ومِن ابرهِيم القاشُوش
فِي حَمَاة ... إلىْ نذير حَلليْ
فِي جِسرِ الشُّغُور .. ومُعَاذ
الرِكاض فِي دير الزور ..
وَبقيةِ الشُّهداء فِي سُورية
الحُرَّة ... هلْ أصبحَ دمُ
الشُّهداءِ صَلصَةٌ تضاف
لكَعكَتِكُم وموائدِكُم ... يا
أردُوغَان ... يَا زعيمَ حِزبِ
العَدالةِ والتنميةِ ...
وَيَامنْ نَاضَل في سبيلِ
استرجَاعِ حُقوقِ الشَّعبِ
التُركِي .. وَعَانَىْ مَا عَانى
مِن ظلمِ واستبدادِ الجَيشِ ...
هل حَلالٌ لكُم الحُريَّة
والعَدَالة .. وحَرامٌ على
الشَّعب السُّوري جَوازَه ...
أمَا تعلمُ أنَّ عَلىْ اللهِ
حِسابُكَ وَ حِسَابَه . انتبهْ
يا سَيدِي أردُوغان ... قدْ
تحدثتَ كثيراً عنْ أواصِرِ
القُربَى وَالجِوار بينَ
سُورية وتُركِيا ... وَمَا
يشتركُ بهِ الاثنانِ منْ تاريخٍ
وَ وُجدَان ... وَكانتْ
تصريحاتُكَ الحَمَاسِّية ...
تشجيعٌ للثُوار فِي الاستمرارِ
فِي المُظاهَرَاتِ السِّلمِيةِ
... مُطالبةً بِالعَدالةِ
والحُريةِ ... وَبَداَ صوتكَ
الآنَ يَنُوس ... وَأخذتَ تُقدمُ
المُهَلَ والاقتراحَات لبشّار
السَّافل الديُّوس ... قفْ
تذَّكَر أردُوغَان ... بأنَّكَ
قدْ خسِرتَ الرِّهَان .. لَمَّا
تبَاطَأتُم فِي تأييدِ
الشَّعبِ الليبِي ... وَأضعتُم
رَصيدَكُم الكبيرَ مِن
التأييدِ العربِي والإسلامِي ...
فَلا تُعيدُوا الكَرَّة ...
وَتخسَرُوا مَا تبقَّى لكُم مِن
رصِيدٍ ... لَدَى الشَّعب
السُّوري .. ونحنُ الإخوةُ
والجِيرَان ... نتقاسَمُ
اللُّقمةَ وَنُواجِهَ
العُدوَان ... مِن إسرائيلَ إلى
إيرَان. وَضِّح
أهدَافكَ يا صَاحبَ البيتِ
العَالِيْ أردُوغَان ... واعلمْ
أنَّ الرِجَالَ مَواقِف ...
تُذكُرُ فِي التّاريخ
وَتُسَجَّلُ فِي المَعَارِف،
وَالشّعبُ السُّوري وَاقِف ...
قد اختارَ العِزّةَ والكرامَةَ
وَالحُرية ... وَلنْ يقبلَ أيَّ
مُتاجَرَة وُمراوغَة ...
وَصفقاتٍ تحتَ الطَاوِلة . =========================== هل
يمكن إنهاء الطغمة بعمل جراحي
صغير ؟؟ .. عقاب
يحيى* من
زمااااان قبل أربعين عاماً
وعاماً..كانت حكايا الانقلابات
تملأ فضاءاتنا الخاصة : رداً،
وثأراً، وتعويضاً عن المفقود
الذي تسرّب من بين الأصابع في
وضح النهار، وربما حقناً لذهن
انتظاري نشأ وتعضدى ووقف، وعاش
علة حلم القادم .. واستمر الحكي
عن الانقلاب الموعود النابت في
رحم المولود فتهاطلت علينا (الأخبار
الموثوقة) عمّ دقّ كأس فلان
القائد المسجون، ومن غنّى
موالاً (قوياً) بحضور ذوي"
هيبة ونفوذ ونجوم كثيرة"، ثم
مسلسلات عن مواعيد قادمة،
وكلمات سرّ أعطيت، وساعة صفر
حددت.. واسماء أعلنت، ووزراء
نصّبت، وتحالفات نهضت، ونياشين
وأوسمة علّقت، وبذلات جديدة
فصّلت .......... كنا
قيادة العمل السري للبعث
المغدور الذي أطاح به الأسد
عنوة، وبقوة السلاح والكيد
والفئوية التي كانت بجحة وفاقعة..
وكنا نمتلئ بأفكار الثورة
الشعبية، والنظيرية الثورية،
ورفض الانقلابية التي تعيدنا
إلى (المربع الأول التي لا تشبه
بالتأكيد مربّعات البوق خالد
العبود) بتعزيز دور المؤسسة
العسكرية التي نرفض، وركوبها
على الحزب من جديد.. فرفضنا هذا (العمل
الاستباقي) الذي لم نجد
مرتسماته على الأرض .. ولمن
لا يعرف فقد قطع الأسد :
العسكري، المتمسك بالسلطة التي
لم يحلم بأنه صار سيدها الوحيد،
كل طرق الانقلابات التقليدية
عبر تصفية وإبعاد جميع الضباط،
ومن مستويات مختلفة، الذين يشكّ
بولائهم المطلق له، أو بشبهة
وجود نوايا لديهم، وقد لعبت
المخابرات الجوية، والعسكرية
بقيادة الثنائي : محمد الخولي،
ومحمد ناصيف (إياه)، وعلي دوبا
لاحقاً دوراً مهمة في غربلة
الجيش وكبت أنفاسه، وزرع الرهبة
والشك والحذر بين الجميع وكأنّ
الجميع من كبار الضباط يكتبون
تقاريراً بالجميع،وعيونهم على
بعضهم، بينما كانت سرايا دفاع
رفعت الأسد ومعه عدنان مخلوف،
وكومة من المقرّبين، والوحدات
الخاصة برسم علي حيدر تطوق
العاصمة من جميع الجهات، وتحرس
التلفزة والإذاعة(المكان
الطبيعي للبيان رقم واحد)
ووزارة الدفاع، وآمرية الطيران
وكافة المواقع الاستراتيجية..
حيث بدا أي مشروع انقلابي
مستحيلاً..خصوصاً والأسد في
صعود، ويلقي الوعود والعطايا
والشعارات في كل الاتجاهات..
وبعض الناس (تأملت خيراً به) في
أن ينهي حكم البعث، ولو كان
وجوده شكلياً لاقتران الاسم
بالأحادية، والتشدد، وبالهزيمة
الحزيرانية، ونفي الآخر،
وإعدام الحريات الديمقراطية
...... وعلى
ذلك عمل على تسريح، وإبعاد جميع
الضباط ( المحسوبين) على
القيادة، ثم قام بحملات اعتقال
متتالية لهم.. بينما لم تتقوف
حكايا مشاريع الانقلابات
الموعودة .. وفي
واحدة من الدردشات مع أحد
الأصدقاء، وكان ضابطاً في الجيش
يروي حنقه على الأسد.. وأنه كاد
ينفجر عندما رآه يمر أمامه أمام
الجامع الأموي، وكانالصديق ضمن
الحرس الذي يفترض أنه يحمي
الأسد وهو في طريقه للصلاة
بالجامع الأموي.. وأن صديقنا
المزوّد بروسية فيها أربعين
طلقة.... كاد أن يفور دمه و"يفرّغ
المخزن بالمجرم".. وتنهّد
عميقاً، وأعرف أن كلامه يصدر عن
صدق، وعن قلب محقون بالحقد على
الطاغية.. لكنه لم يكن ينتظر
ردّي وأنا أجيبه : ولم لم
تفعلها؟؟... ارتبك
لأنه فعلاً لم يكن يعرف جواباً،
فقال بعفوية : وحدي ؟؟..قلت : نعم
وحدك إن كنت مقتنعاً.. قال
: هذا كلام خطير يؤدي إلى حبل
المشنقة .. قلت
: وهل الحديث بالانقلابات
وإسقاط النظم للتسلية؟، أم أنه
من نفس العيار..؟، فارتبك.. ثم
غمغم موافقاً .. *** وعلى
ذكر الانقلابات وفشلها،
وحكاويها.. يعرف من عاش تلك
المرحلة أن القيادة الحزبية
اتخذت أواخر العام 1968، وقد أسفر
الأسد عن تكتله،وراح يطحش بقواه
ويضغط، اتخذت قراراً
بالمواجهة، وسلّحت الحزب
واستنفرته لتنفيذ القرار.. وعندما
كنا ننتناقش نحن الشباب أيامها
بالهدف من هذا الحشد الحزبي،
وبوسائل تنفيذ القرار لم يكن
يخطر على البال سوى أن القيادة
تحضّر الأجواء لتحرك(ضباط الحزب)
وتصفية التكتل بالقوة العسكرية
التي يمكن أن يساندها الحزب
المدني، وليس غيره وليس العكس..
وكنا نعرف أن الشهيد عبد الكريم
الجندي : عضو القيادة القطرية،
ورئيس مكتب الأمن القومي، وفارس
فرسان القيادة.. يطرح تصفية حافط
مباشرة، وأن ذلك ممكن وعبره.. وعبر
اختلاطات وتداخلات كثيرة..
وحكايا أكثر..قُتل، أو انتحر(كما
هي الرواية الرسمية) عبد الكريم
الجندي وجه الصبح..وبقي الأسد
وزيراً للدفاع.. ثم قائد انقلاب
التفحيح .. مراراً
طرحت مع عشاق، أو دعاة الانقلاب
العسكري .. فكرة تغيير الأسلوب..
باستهداف الرأس، لأن الوصول
إليه قد يحقق المراد.. وكان
الجميع يجمع أن النظام هو حافظ
الأسد، وأن غيابه يعني فرط
السبحة وتفتتها، ويعني مرحلة
جديدة.. واستغربت أكثر من مرة
لماذا لا يتجه هؤلاء نحو هذا
الهدف بدل تلك الخسائر الكبيرة
التي نجمت عن التفكير بانقلاب
غسكري، عبر التسريح، والاعتقال
وحتى اغتيال البعض تحت التعذيب،
أو في السجون ؟؟.. اليوم
والحكايا كثيرة، والعيون تتطلع
إلى يوم الخلاص من الطاغية،
وشعار إسقاط النظام، بل إسقاط
الرئيس.. يجوب الآفاق، والكل
يعلم أن المتحكمين بالقرار،
والجيش، والأجهزة كمشة من
العائلة والحواشي..فلماذا لا
يكون الخلاص بعملية جراحية
صغيرة تريح البلد من الطغمة،
وتفتح الطريق لمرحلة انتقالية
محددة لتأسيس بنيان الدولة
المدنية الديمقراطية ؟؟... سؤال
برسم الذهن، والمعنيين جميعاً
بهذا الشأن .. *كاتب
وروائي- الجزائر ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |