ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

فتشوا عن النظام السوري

بدرالدين حسن قربي

قد يكون من المبالغة الإشارة إلى البحث عن وجود النظام السوري وراء الكثير من عمليات القتل والإرهاب النوعية محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً وخصوصاً منها السياسية، وإنما بالتأكيد سيجد من يتابع ويبحبش، ولاسيما لمن يمتلكون الأدوات، أنه على علاقة بمعظمها بطريقة ما، وبشكل خاصٍ منها العمليات ذات الحرفية العالية أو النظيفة كما تسمّى أحياناً، مما معناه صعوبة الوصول من الجريمة المشهودة إلى حقائقها وخفاياها في وجهها المظلم، بل ويبعدنا حتى عن أن يكون مكان شك. يُمكّن النظامَ من أداء هذه العمليات أجهزةٌ أمنية متغوّلة ومتوحشة، ومخبرون أمنيون، وشبكات من رجال مالٍ وأعمال، وشركات ومكاتب تغطي الأعمال والمهمات والعمليات، تتعدد جنسياتهم بتعدد حلفائه ومحازيبه، بعضهم يعرف الدور القميء المطلوب منه ومعظمهم من حسني النوايا والمخدوعين بما يقال لهم عن المقاومة والممانعة للمشاريع الصهيو أمريكية. وعليه، فإنه فلا يوجد مكان في العالم خلواً من متابعاته وعملياته وآثامه.

مرات عدة، وفي مناسبات مختلفة، كرّر النظام السوري على لسان رئيسه تهديداتٍ بإشعال المنطقة، وأن الاقتراب منه يعني الدمار والفوضى وشيوع الإرهاب والأرض المحروقة. منها ماكان في أجواء الضجة الدولية والتصريحات مابعد مقتل الحريري، وبعضها ماكان في أيار/مايو الماضي فيما قاله ابن الخال رامي مخلوف إلى صحيفة نيويورك تايمز بأنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا، لا تدعونا نعاني، لا تضعوا المزيد من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا للقيام بأي شيء لا تريد القيام به، يجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني وحدنا، ثم ما تمّ تسريبه في نفس الأسبوع إلى الواشنطن بوست عبر مراسلتها في بيروت ليز سلاي قولها: سوريا كالبنك الدولي أكبر من أن يُسمح بسقوطها، فسقوطها يعني سيناريو يوم القيامة، وهو نفس الكلام الذي أعاده أحد شبيحة التحليل السياسي من دمشق إلى فضائية العربية في ذات الأسبوع، ومنها أيضاً ماسبق هذا التاريخ من رسائل (مسجات) إلى الهواتف النقالة (عبر سيرياتل) المملوكة لابن الخال في 3 و4 شباط/فبراير الماضي، أبان الدعوة إلى يوم الغضب السوري للتظاهر في الخامس من الشهر نفسه حيث كانت رسالتهم التهديدية الواضحة: الناس تحرق نفسها للخلاص من رئيسها، وإنما نحن (الشبيحة) في سوريا نحرق العالم ليبقى رئيسنا. وهي بالمناسبة، رسالة كاتبها وموزعها النظام نفسه.

فإذا عرفنا أن من عادة النظام كثرة الشعارات وقلة العمل والتطبيقات، اللهم إلا في مسألة الترويع والقتل وسفك الدماء والتهديد فما عرف عنه الكذب البتة، فإنه يفعل مايفعل من كبير الجرائم وفي غاية التكتم، وإن تكلم فهو يرمي بجريمته بريئاً، وأمر أبوعدس معروف. وعليه، فيصبح البحث عن النظام السوري أصابع وأدوات لمن يهمه الأمر مسألة مهمة ومطلوبة، فيما حصل من تفجيرات أخيرة في العراق كان ضحاياها بالمئات بل وماقبلها، وفي الهجوم الذي شنه حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا الأسبوع السابق ضد عناصر من الجيش، وأعمال الشغب التي اجتاحت عدداً من المدن البريطانية قبل عشرة أيام، وقبل ذلك العملية الإرهابية المروّعة التي راح ضحيتها أكثر من سبعين شخصاً في النرويج، والأهم منها جميعاً ضرب برجي مانهاتن في نيويورك في 11 سبتمبر 2001، وهو اليوم الموافق للذكرى السنوية لميلاد بشار الأسد، ومن ثم فلا نستغرب أبداً أن يكون هدية له في يوم ميلاده أو أن يكون له يد خفية فيما كان وبصورة ما. كما يصبح الحذر والانتباه من عمليات إرهابية في دول الخليج يحركها النظام على طريقته أمر مهم جداً ولاسيما مع اشتداد أزمته ومطالبته بالرحيل.

إن بلداً محكوماً بآليات شمولية، وتدار أموره بنظام العصابة والمافيات، وطرق التشبيح على كافة الأصعدة، ويمارس أنشطته في أنحاء الأرض الأربعة باعتبار رئيسه يساوي العالم الذي سيُحرق من أجله، ويرى فيه كذلك مجلس الشعب السوري ماعبر عنه أحدهم مخاطباً بشار الأسد نفسه بمقاطعته أثناء خطابه وقوله له: الوطن العربي قليل عليك، أنت لازم تحكم العالم. إن نظاماً يقتل وبكل دم بارد المئات والآلاف من شعبه ممن هم في قلبه من أهل الوطنية الصادقة والعروبة والأصيلة والنخوة والشهامة وعشرات الآلاف من غيرهم ويشرّد أضعاف أمثالهم كما كان القذافي الذي توعد بقتال شعبه الثائر إلى يوم القيامة بل أشد وأنكى. إن نظاماً اسمه النظام السوري ينبغي التفتيش عنه بعمق، وعن أياديه الخفية بحذر، والبحبشة عن ثعابينه النائمة وأفاعيه المتخفية بدقة عند كل كارثة إرهابية فلعله موجود.

 ======================

يا ثوار ليبيا.. يا احبابنا وإخواننا ورفاق ثورتنا وفلذات أكبادنا

نوال السباعي

في هذه الساعات الحاسمة من تاريخ الأمة الذي تكتبونه بطريقة مختلفة

يا ثوار ليبيا أكرمكم الله وثبتكم وجبر كسركم وتولى أمركم وجمعكم على أمر رشد هو خير لكم وللأمة

عيوننا شاخصة إلى انتصاراتكم

قلوبنا معكم ترتجف مع كل خطوة تمضون بها نحو المستقبل

دعاؤنا وأمنياتنا من أجلكم هذه الليلة وكل ليلة

أنتم الإخوة ورفاق الدرب

لا تلتفتوا إلى المرهصين والمرجفين

فثورتكم ثورة شريفة لا ينقص من مصداقيتها أنكم استعنتم بمن كان يستعين بهم عدوكم

فأنتم إنما اشتريتم منهم العون بأموالكم التي كانت تسفح تحت أقدامهم لذبحكم واستعبادكم

وإنما حملتم السلاح لاستحالة الثورة السلمية في الحالة الليبية.. كما استحالة وصول الثورة السورية إلى حيث وصلت لولا سلميتها

أيها الإخوة والأبناء والأحباب.. قمتم في وجه طاغية مجنون، وانتفضتم على قهر السنين والليالي، وثابرتم ورابطتم وصبرتم وصابرتم وامتحنتم، وأنتم ثابتون ماضون في طريقكم لاتعبؤون بشيء إلا بطلب الحرية، في مظاهرة إيمانية رائعة، سيكون بإذن الله جزاؤها تحقيق النصر الأولي على هذا المجرم في رمضان، فتضيفون للأمة نصرا جديدا في رمضانها، وتفتحون لإخوانكم المعذبين السائرين على خطاكم كوى النور والأمل من جديد

كم أبكيتمونا بثباتكم وصبركم في محنتكم العظيمة؟

كم جيّشتم فينا مشاعر الأخوة التي عرفنا فيها أننا أمة واحدة.. حقيقة لايأتيها الباطل من بين يدي استعمار بغيض ولا مستبدّ أحمق مجرم

كم عشنا معكم كل ساعة من ساعات هذه الثورة التي ليست كالثورات، وهذه المحنة المنحة التي ليست كالمحن والمنح

كم رأينا من رجال ووجوه وأسماء ومدن وقرى.. خرجت من مغارة "قذاف بابا وحرامييه الأربعين" لنتعرف إليكم، بعدما كان وجه القاتل قد حجب أنواركم عنّا كما تحجب غيمة سوداء نور الشمس.. ولكن ودائما لبعض الوقت فقط!

أيها الإخوة الأشقاء الأحبة

أنتم السابقون ونحن إن شاء الله لاحقون بكم على هذا الدرب

وإن انتصاراتكم هذه لهي الخطوة الثانية فحسب، وإن الانتصار الحقيقي لهو الانتصار على الذات وعلى النفس وعلى كلّ ما ساد حياتنا من مظالم وقهر على كل الأصعدة الشخصية والأسرية والاجتماعية

إنها الخطوة الثانية بعد إعلان الثورة، وإن الطريق لشاق وصعب ومرير

ولكن من انتصر على هذا الطاغية بإمكانه العودة إلى الجهاد الأكبر لتطهير المجتمع من كل أدرانه بانتظار النصر الكبير

ها أنتم في طرابلس

ها أنتم على باب العزيزية

فليتعظ من له قلب أو ألقى السمع وهو يعقل ويسمع

أعزكم الله ياجند ليبيا.. أكرمكم الله

ورفع رؤوسكم وثبت أقدامكم

ها أنتم وجها لوجه مع الغول الذي طالما عذبكم وفرمكم واستهان بإنسانيتكم وكرامتكم ومحاكم من وجه ليبيا لتعودوا من جديد ابتسامة في وجه ليبيا الحبيبة

نظرة في عينيها الساحرتين

غمّازة على خدها الأسمر النبيل

نورا على جبينها الذي لا يسجد لغير الله

ها أنتم أيها الأحباب وجها لوجه أمام الغول وأبنائه وأعوانه وشبيحته

وها نحن صائمون في أنحاء الأرض معكم.. ثقوا أننا معكم… بقلوبنا بعيوننا بنداءاتنا

بكل ما يمكن لأخ أن يكون فيه مع أخيه

ياثوار ليبيا.. ثقتنا بالله كبيرة.. وثقتنا بكم كبيرة.. وثقتنا بأنّ الغد آتٍ كبيرة

ياثوار ليبيا.. حرّرتم سجناءكم من الظلم والقهر، وحرّرتم انفسكم من الخوف والجبن، وحرّرتمونا معكم من اليأس والحزن

ياثوار ليبيا هاهي الليلة الثانية من عُشر رمضان الأخير تأتي وأنتم على أبواب المستقبل وعيون الأمة وقلوبها رهن بتحركات أقدامكم الطاهرة الثابتة المجاهدة

رحم الله شهداءكم الذين ما ماتوا ولا قتلوا وهم معكم يرون من مقاعدهم المجيدة كل خطوة تخطونها نحو الفجر

أكرم الله الجرحى والمعتقلين والممتحنيين

فلقد كانوا قرابين الحرية

عبّدوا بأجسادهم وآلامهم طريق الحرية

ياثوار ليبيا الأحباب

هاهم إخوانكم في كل مكان يبتهلون الى الله بالنصر المؤزر لكم

وبأن يثبّتكم في وجه الغرب -الذي سيتهافت عليكم- حتى تستطيعوا أن تستردّوا منه حقوقكم وكرامتكم وأموالكم وتاريخكم وحريتنا وحريتكم.. بالتي هي أحسن وعلى الطريقة اليابانية!!

ياثوار ليبيا.. نصركم هو نصرنا.. وحريتكم هي حريتنا.. وفتحكم هو فتح للأمة كلها

إنّها أيام الله.. وأيام رمضان.. وأيام الثورة يا أمّتي.. فمن هذا الذي يجرؤ على أن يقف في وجه الثورة ووجه رمضان ووجه الله الذي يُستسقى به غمام التغيير الشامل العام الذي سيغسل وجه هذه الأرض الحزينة، ويخرجها من الظلمات إلى نور الحرية والكرامة والحياة

ياثوار ليبيا انتصاراتكم هي أفراح في قلوبنا المكلومة.. وفتحكم هو فتح في نفوسنا الحزينة.. وشموخكم في رمضانكم.. هو نصر لنا في رمضاننا الذي أرادت له أغوالنا أن يكون رمضان الدم والجراح والآلام

وخسئوا وخابوا وخابت مساعيهم

ياثوار ليبيا.. سيروا إلى حيث أنتم ماضون.. فهاهنا أمة.. بكل من فيها معكم، معقودة على هاماتكم آمالها

فامضوا إلى معركة الفصل.. ومهما كانت النتائج التي ستتمخض عنها.. فإنها واحدة من أعظم معارك هذه الأمة.. ضد طواغيتها الذين بغوا وظلموا وحاولوا تغييبها عن الحياة

 

من جراحنا وآلامنا ودموعنا ودمائنا وأشلاء فلذات أكبادنا..من حمص ودرعا وحماة وجسر الشغور وتلكلخ وجسر الشغور ...إليك ياليبيا حبنا ودعمنا ودعاءنا وأفراحنا الحزينة ...انتصاراتك هي نصر لنا ، وهذا الفتح العظيم الذي وهبك الله إياها هذه الليلة بأيدي أبنائك وصبرهم وثباتهم وتضحياتهم ...هو فتح ونصر من الله لنا على الرغم مما نحن فيه من حمامات الدم

وأنت يافلسطين...مادة إجبارية مؤجلة غير منسية...أنتم في القلب ياأهل فلسطين ...وياأهل اليمن ..لن ننساكم في هذه الليلة العظيمة

===================

نجم القذافي الى زوال

عادل عبد الرحمن

غابت شمس القذافي وزبانيته، واشرقت شمس ليبيا الحرة. الحادي والعشرين من آب/ اغسطس 2011 يوم مجيد في سجل تاريخ الشعب الليبي. مضى إثنان واربعون عاما كاملة من حكم الرجل الفرد، حكم الديكتاتور. سنوات ثقيلة رغم بعض الاضاءات التي رافقت تجربة السنوات الاولى من حكم الشاب القذافي في السبعينيات. لكن بعد ان اصيب بلوثة الغرور والغطرسة، واالافتراض انه صاحب نظرية اجتماعية، اسماها "النظرية الثالثة"، ادخل الشعب الليبي في إتون الفوضى والعبث وغياب المؤسسات. وازهق الارواح ليس في ليبيا فحسب، بل في اصقاع العالم، وحيثما تمكن من ذلك. ووصل به المطاف للحفاظ على "مملكتة" الى المساومة المذلة مع الغرب، ودفع تعويضات خرافية له ، والتساوق معه في مختلف القضايا. وحتى اسرائيل حاول التطبيع معها، عندما ارسل حجاجه الى المسجد الاقصى وقبل توقيع اتفاقية المبادىء (اوسلو) ودون التنسيق مع القيادة الفلسطينية. وتخلى عن القومية العربية ، وحاول تأسيس "امة " افريقية، واطلق على نفسه القاب التفخيم والتعظيم "ملك ملوك افريقيا" و"عميد الحكام العرب" و"امير المؤمنين"، نجم عن ذلك إفلاس وجنون الرجل، الذي تضخم حتى عاد بلا وعي ولا ناموس.

الشعب الليبي أمام منعطف نوعي في مسيرة النهوض من فوضى اللانظام طيلة العقود الماضية. ستة اشهر كاملة قضاها ثوار ليبيا في مقارعة آلة حرب القذافي، الذي رفض الانصياع لارادة ثورة فبراير/ شباط 2011. ولولا تدخل حلف الناتو العسكري ( وهو تدخل مريب وغير إيجابي) لامكن العقيد وابناؤه سحق عظام ابناء الثورة الليبية.

انتصرت الثورة بفضل عاملين الاول ارادة الشعب الليبي، الذي رفض نظام القمع البوليسي الاستبدادي، وأصر على الانتصار والتغيير واعادة بناء ليبيا الحداثوية. والثاني تدخل العامل الخارجي (حلف الناتو)، التدخل المحسوب الثمن، والهادف الى نهب ثروات ليبيا، وابقائها تحت هيمنة الغرب الاستعمارية. ولكن الانتصار الليبي مازال ناقصا ومشوبا بالالتباس والغموض نتيجة وجود حلف الناتو في المشهد الليبي، والذي ترك ظلالا كثيفة على شمس الثورة.

ويبقى السؤال مطروحا على بساط الثوار، هل ستتمكن قوى الثورة من تخطي العقبة الجاثمة على صدر الشعب الليبي، حلف الناتو؟ وهل سيسمح الغرب لليبيا بالنهوض والتطور وبناء الدولة المدنية ؟ وما هي القيود التي سيفرضها الغرب الاميركي - الاوروبي على القادة الجدد؟ وهل ستتمكن قيادة الثورة من التحكم بنفط وموارد بلادها؟ وقبل ذلك هل سيتاح لقوى طبقات وقوى الشعب من المشاركة في الحكم؟ ام ان الحكم سيقتصر على فئة بعينها دجنها الغرب، واخعها لتبعيته مسبقا؟

اسئلة جدية وكبيرة مطروحة امام اي قيادة سياسية ليبية. مما يحول دون رسم السيناريو الانسب لمستقبل ليبيا الجديدة، ليبيا الخارجة من زمن القذافي الاغبر والاسود، والقادمة على الزمن الملتبس والضبابي.

غير ان الاسئلة الافتراضية المطروحة وغيرها لا يمكن ان تسقط بهجة اللحظة، لحظة زوال نجم رجل حكم بالحديد والنار والخزعبلات، زوال نجم القذافي وسيف الاسلام والساعدي وخميس والسنوسي. وهي خطوة نوعية مهمة في مسار الحراك الشعبي الليبي لنيل حقوقه الوطنية وحماية مصالحه العليا. فهنيئا للشعب الليبي الانتصار العظيم.

======================

تهنئة إلي الشعب الليبي الحُر الأبي

أ.د. ناصر أحمد سنه

كاتب وأكاديمي

nasenna62@hotmail.com

كنت للتو أستميحكم عذراً  أخوتنا البواسل، ثوار ليبيا الشقيقة بإنشغالنا بهمنا، وجرحنا النازف في سوريا. فإذا أنتم تردون علي الفور بدخول العاصمة "طرابلس"، وأعتقال رموز النظام الطاغي المستبد الذي قتل وعذب وشرد وأهان الشعب الليبي الحر الأبي.

 كنت للتو أذكركم أننا لم ننساكم أبداً..أرواحنا ونفوسنا معكم. سواعدنا وعقولنا وقلوبنا معكم.

فإذا أنتم  أحفاد "عمر المختار" الأحرار الصائمون، الصابرون، الصامدون  تهدوننا نصراً مبيناً.

لقد اسقطتم ثالث ثلاثتهم، والبقية تأتي.

لقد خاضوا  ويخوض بغباء غيرهم معركة خاسرة، ليس فيها سوي التلذذ بسفك دماء الشعوب.

خابوا وخسروا .. وسيحاكمون.

قتلوا ونهبوا وسرقوا وطغوا وظلموا وبغوا وفسدوا وأفسدوا.. وسيحاكمون.

الشعوب هي التي تولي الصالح المُصلح، وتعزل الفاسد المُفسد.

ولن نملّ القول: الشعوب تبقي، والطغاة الظالمون المستبدون الفاسدون المُفسدون إلي زوال.

نعم.. لقد هبت نسائم سوريا الأبية، نصراً مؤزراً في ليبيا الحرة.

لقد سعدنا لسعادتكم، وفرحنا لفرحكم، في أوقات عزّت فيها السعادة، وجف فيها معين الفرح.

لقد أثلجتم صدورنا بتضحياتكم وبسالتكم وصمودكم وإصراركم .

لقد صبرتم عقوداً، وضربتم المثل في الصبر والإحتمال، وها أنتم تنفضون عنكم غبار تلكم العقود النكداء.

لقد اسقتطم الطاغوت، وأجهزتم علي الجرذان الحقيقين المُهلوسين (زنقة زنقة، دار دار، بيت بيت).

آن لهذه الشعوب العربية أن تعيش بكرامة وتحرر.

آن لهذه الشعوب أن تشعر بكينونتها وعزتها.

آن لهذه الأمة أن تفرح، وتبني وتنهض.

آن لها أن يكون لها مكانها ومكانتها التي تستحقها.

فتحية إلي الشهداء الأبرار.

وتحية إلي الجرحي الأطهار.

وتحية إلي المشردين والنازحين الأخيار.

وتهنئة حارة إلي الشعب الليبيي الشقيق.

وإلي الأمام أيتها الثورة العربية الكبري. لقد تغير الحالن ونستشرف  بعون الله وفضله  خير المآل.

إلي الإمام نحو النصر ومزيد من الإنتصارات.

إلي الأمام نحو البناء والإعمار والرفعة والحرية ولتحرر والعدالة والوحدة والتوحد.

إلي الأمام نحو الوحدة بين مصر وليبيا وتونس والسودان وغيرهم.

والحمد لله هازم الأحزاب وحده.

قاهر الجبابرة والطغاة والمستبدين.

الحمد لله واهب النصر.

الحمد لله المُعز المُذل.

الحمد لله وكفي،

الحمد لله.. أولاً وآخرا.

======================

قمة عربية في القفص

د. فايز أبو شمالة

أهؤلاء هم قادة العرب؟! أهؤلاء هم الرؤساء؟! أهؤلاء هم الذين كانت تسلط عليهم الأضواء في مؤتمرات القمة العربية؟! أهؤلاء هم القادة الذين كانوا يلتقون، ويجتمعون، ويناقشون، ويقررون مصير مئات ملايين العرب؟! أهؤلاء هم القادة الذين انتظرنا منهم منافسة الأمم في التقدم، ومجاراتهم في التطور الحضاري؟! أهؤلاء هم القادة الذين حسبنا أنهم سيحررون تراب فلسطين، ويرفعون الرايات على قباب المسجد الأقصى؟!

من كان يصدق ذلك؟ وهل تخيّل مواطن ٌعربيٌ في أظلم لحظات الشك أن يكون قادتنا بمثل هذا المستوى من الإذلال والخذلان؟ من كان يصدق أن هذا الرئيس القائد والزعيم والرمز والوالد والمعلم والهادي والمرشد والمُلْهِم، هو هذا الشخص الذي احتواه قفص؟! من كان يصدق أن هؤلاء هم القادة الذين هتفت لهم الحناجر، وسارت أمام أعينهم المواكب، وداسوا على البساط الأخضر، وشرّعت لهم الأبواب، وانحنت لهم الرقاب؟

ماذا تتمنى أن يكون حال قادة العرب؟ سؤال لو طرحته على أي يهودي لأجابك بلا تفكير: أتمنى أن يطيل الله في أعمار هؤلاء القادة، وأن يظل حال الحكام كما كانوا عليه عشية عام 2010، وأن يستمر حالهم على ذلك إلى الأبد!. فلا يحلم يهودي في إسرائيل بأروع من هكذا قادة عرب، يشن أمام ناظريهم حرباً وحشية على قطاع غزة، ليمسح فوهة رشاشه في مناديلهم؟ ماذا يحلم اليهودي بأروع من حاكم عربي يحشد جيشه لتدمير العراق، لأنه يشكل تهديداً على أمن إسرائيل؟ ماذا يحلم اليهودي بأجمل من حاكم عربي يتآمر معه على تصفية المقاومة في جنوب لبنان، ثم يرطب جوفه على موائدهم؟ ويشاركهم معه في تقسيم السودان، وتمزيق الصومال، وتفتيت اليمن إلى إقطاعيات توزع على أبناء الرئيس؛ الذي انكسر لسانه، فهشم رأس اللغة العربية قبل أن يحطم مستقبل الشعب اليمني؟!

لقد أدرك اليهود خطأهم، عندما سعوا إلى السيطرة على البلاد العربية من خلال الجاسوس اليهودي "إلي كوهن" الذي كاد أن يصير رئيساً لسوريا، لذلك عمدوا إلى التسلط على بلاد العرب من خلال القائد العربي؛ الذي ينبض بوجدان اليهود، ويفكر بعقل إسرائيل، ويتحرك وفق تعليمات الأسياد، وحسب مصالح دولة الغاصبين، التي اكتشفت أن مثل هؤلاء القادة أكثر نفعاً، وأضمن أمناً، وأشد وفاء وتبعية وانصياعاً من اليهود أنفسهم.

في القفص سيلتقي القادة العرب، وسيعقدون قمتهم برئاسة عميدهم "القذافي"، سيناقشون مستقبل أبنائهم، ومصير أحفادهم الذي جلله الدمار، وسيشمت الشعب العربي بالقائد الذي باع الوطن مقابل التوريث، الرئيس الذي صار طاغية، وداس على مصالح الشعب بالحديد والنار، الرئيس الذي يقبض في آخر أيامه على حفنةٍ من عار.

========================

يتساقط المستبدون والقذافي عميدهم ..

عقاب يحيى

كنت في مصر أيامها، وفداً للشبيبة في زيارة طويلة.. نحمل عشقاً وحدوياً يخلط الأماني بالإمكانات.. وجاء خبر انقلاب ليبيا، واختلف الخلق بين الأصول البعثية والناصرية لذلك الشاب النحيف الذي يكثر الصراخ بلهجة حادة.. ويكشف داخلاً لفرخ العسكرتاريا الملتبسة بالشعارات الكبيرة الدارجة، وعبد الناصر قامة بحجم سمعة مصر تجذب إليها كثير، ويهابها كثير.. والقذافي يفتح مصاريع الشعارات وكأنه من طينة شعراء المديح، والنار اللواظ، والمبالغات المفرقعة..

 حين قام انقلاب التفحيح في الثالث عشر من تشرين الثاني 1970، وقبل الإعلان الرسمي عنه، نطّ القذافي  كما اشتهر  إلى دمشق ليكون أول المهنئين بالانقلاب، وكان الأمر غريباً، لأنه قبل ذلك بزمن يسير كان مشروع الاتحاد الثلاثي، وحتى الرباعي(مصر  سورية  ليبيا)، وربما السودان يشتعل على نار ملتهبة، وكان الدكتور نور الدين الأتاسي \ رئيس الدولة\ الأمين العام لحزب البعث على رأس وفد هام في ليبيا لبحث المشروع وبحضور عبد الناصر، ولم نك بعد قد اكتشفنا أن النطوطة خصلة بارزة في عبقرية الضابط الصغير الذي صار قائد ثورة يملأ الدنيا ضجيجاً بالحماس والمشاريع الراكضة ..

 ومن الطريف، وقد صار حميماً للانقلاب، فكثر الغزل، وتعددت الوفود وطلبات الشحادة.. أن موظفاً برتبة / الأمين القطري المساعد الذي لم يكن مصدقاً أنه عيّن بذلك المنصب/ كان يشرح في اجتماع واسع لجزبه قصة القذافي وأصوله البعثية التي لم تستمر.. فأخبرهم أن هذا " الثائر" انتسب للبعث برتبة نصير، وكان صلة الوصل به بائع دجاج وبيض متجول، وصدف أن تأخر عليه لعدة أشهر فلم يتصل به.. فحرد القذافي واختار الناصرية.. والمسؤول الحزبي يتحسّر على الخسارة الكبرى التي مني بها البعث، ويحمّل المسؤولية لبائع الدجاج والبيض ذاك ، غير المسؤول، وبالوقت نفسه يدغدغ المسؤول غير المصدّق رفاقه بالأصول البعثية للقذافي كي يطمئنوا إلى صدقه،وقربه منهم ..

***

 نكبر نحن عمراً ولا يكبر، تسقط المشاريع النهضوية ويكبر انتفاخاً وقد فرش جناحيه الشعاريتين على مدى الوطن، بينما ترنو عيونه الصغيرة للعالم.. نهرم، وتهرب الأحلام الطيبة من بين الأيادي، وايادي القذافي تتلاعب بكل شيء، وتنتقل من مشروع لتجربة، ومن هجوم لهزيمة.. وما كلّ وما ملّ ..وهو يعهّر المبادئ، والأهداف لكثرة المتاجرة بها وعرضها في جميع الأسواق، ولمن هبّ ودبّ، ولم يسأل نفسه مرة عن أسباب الإخفاق، ولا عن آثار الفشل على معاني الوحدة في نفوس البشر، فذلك آخر اهتماماته، والمهم أن يبقى الاسم ملعلعاً في وسائل الإعلام.. حتى ولو بالسخرية، ولو عبر تلك المقالب والقفشات التي كانت تطرح أسئلة محيّرة حول طبيعة ومزاج وتكوين هذا الشخص، وهل هو طبيعي أم معتوه، ممثل أم مهزوز.. بينما كان يسهل على البعض تصنيفه في خانة العملاء الذين ينفذون مخططات الغير بهذه الطريقة التي لم تبق أثراً لكل تلك الشعارات، والتي أفقدتها كل حرمة وقدسية، فلاكتها الألسن، وداستها الأقدام، وما شبع القذافي، وما انتهى إلا حين "كوّع" وبات إفريقياً، وتحولت الجماهيرية العظمى إلى جزء من أفريقيا..فملك ملوك أفريقيا على طريقة الإمبراطور بوكاسا، وزعماء القبائل الإفريقية التي ما زالت تعيش قبل الاكتشافات الجغرافيه في الأدغال ..

***

 وحين سمع من عبد الناصر ذلك اللقب" أمين القومية العربية" طار الجنون بالجنون فولّد نرجس التفقيع.. وإذ العسكري الصغير ينتفخ فلا تسعه ليبيا المساحة الصحراء، والنفط الثروة، والعدد القليل.. وبالذهن الوطن، بل والعالم ..

 وكنت أسأل : ترى من أية طينة هو؟.. هل يصدّق نفسه؟، أم يكذب عليها ثم يصدّق الكذبة ؟؟... وحين قرأت، وعايشنا (سفر) المستبدين الصغار وهم ما يزالون أفراخاً يرتدون السذاجة، والفقر، والبساطة، وشعارات الكادحين، وآمال الآمة.. عرفت أن الجنون فنون، وأن العملية خالوطة لا تعرف تخومها، ولا أين تبدأ.. ناهيك أنها بلا نهاية .. لأن التضخم صار بحجم المدى المفتوح.. يصغر البشر ليصبحوا برغشاً وبعوضاً وارقاماً وجرذاناً.. وهم يكبرون . يتقزم الوطن مستَثمرة، وقنّ دجاج، وعلبة سردين للتعليب، وينتفخون..والأبواق تبوّق فينتشون..وهم يركبون الوطن مطية، والشعارات وسيلة، والشعوب تلفيقاً ..

 يذكر كثير أن الأسد وقد فرض نفسه مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية عام 1971.. والنتائج المقررة هي 99ر99%.. بينما لم تتجاوز نسبة المقترعين ال20%.. أنه أدخلها حقل شعبيته الكاسحة وصدّقها، وانطلق منها في توليفته الكبرى عن الشعبية..

والقذافي.. والانهيار يحيط به من كل حدب وصوب يخاطب(شعبه) في آخر تسجيل له قبيل ساعات من سقوط طرابلس عن التحشيد المليوني، والزحف العام، والشعب المسلح، وعشق الشعب له حتى الموت والانتحار.. وللمصادفة العجيبة أن ذلك الخطاب ترافق مع حديث (أبو الفصاحة) الوريث عن الشعب والشعبية، وعن انتخابه من الشعب.. فهل يصدّق هؤلاء الكذبة؟.. هل اندمجوا، وتقولبوا مع مرض العته والنرجسة، والانفصام فلم يعودوا قادرين على التمييز بين الحقيقة والوهم؟..بل لم يعودوا قادرين على مشاهدة الواقع، ولا سماع الأصوات المنددة بهم.. وهي حالة غريبة في عالم المستبدين العرب ..

***

حالة غريبة فعلاً.. لأن الكثير يسأل ومصير القذافي بات محتوماً، وقبله زين العابدين ومبارك، وعلي صالح مقطع الأوصال، وبشار في المسار.. ألم يكن هؤلاء قادرين على رؤية ما يعتمل في رؤوس وقلوب شعوبهم؟؟.. ألم تقدّم لهم أجهزتهم الأمنية التي هي عمادهم الرئيس تقارير عن تذمر الشعب المخنوق، وتلهفه للحرية؟...ألم.. وألم .. ولماذا ظلوا مصرّين على غيّهم لآخر لحظة، ولماذا هذا الاستعداد المكابر لإراقة دماء الشعب حتى وهم يلفظون أنفاسهم ؟؟...

ألم يكن بالإمكان تجنّب هذا المصير الكالح المحتوم لو تعاملوا مع شعوبهم ومطالبها بنوع من الاحترام، والتنازل، والإرضاء.. أم أن الأمر يخرج عن طوعهم ؟...

 نعم الأمر يخرج عن طوعهم لأنهم لا يفكرون أبداً كما تفكر الناس السوية، ناهيك عن من تضعه الظروف في موقع المسؤول عن شعب ووطن ومستقبل.. فهؤلاء من طينة خاصة عجنهم فيها الاستبداد، وخبزهم ورم عاهات الذات فباتوا فوق الشعوب بمسافات كبيرة حتى إذا ما تواضعوا وقرروا  في لحظات ضعفهم وحاجتهم  النظر إلى (رعاياهم) نظروا إليهم كالذباب، والحشرات(القذافي يدمن استخدام الجرذان والفئران، وابن التوريث يعشق مصطلحات الجراثيم والمدسوسين وغير ذلك..).. فكيف للذات العلية أن تتنازل إلى مستوى: الرعية  الرعاع؟؟.. ومن يكون هؤلاء غير أتباع مولانا؟؟.. وماذا ينفع معهم، ويليق بهم غير البسطار والكرباج والشتائم التي أتقنوها، والتوصيفات التي عمموها؟؟.. وكيف لتلك الذات العلية التي هي الشعب، والوطن، والحاضر، والمستقبل،والوعي، والمصير..أن تقبل الانصياع لمطالب من كانوا تحت الصباط؟؟...

 جنون الاستبداد المريض يقذف بهؤلاء إلى الجحيم ولا يسمح لهم الاعتراف بالحقيقة..لذلك ليس أمامهم سوى النهاية الحتمية، ولا شيء غيرها .. والقذافي المثل الصارخ.. الذي يطوي صفحة (عميد العمداء) بانتظار صفحة فريق الفرقاء، وريث التشبيح ..

 سيسقط الطغاة بالتأكيد لأنهم حالة شاذة لا مكان لها في عالم الشعوب التواقة للحرية ..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ