ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 29/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بين عهدين .... وبين فتحين

د.منير محمد الغضبان*

أما العهد الأول فهو عهد الإستبداد والطغيان الذي جثم على صدر الأمة قرابة نصف قرن , فالثامن من شباط عام ثلاثة وستين عهد اغتصاب السلطة من قبل البعث العربي الإشتراكي في العراق , والثامن من آذار عام ثلاثة وستين عهد اغتصاب السلطة من قبل البعث العربي الإشتراكي في سوريا , والفارق بينهما شهر واحد , وفرض الحزب و فرضت مبادئه على الأمة , وشهدت الأمة أسوأ أنواع الإستبداد من فرعي الحزب في سوريا والعراق.

فالوحدة صارت تجزئة حتى بين فرعي الحزب وعجزا عن الوحدة خلال أربعين عاما من عمر الأمة , والحرية صارت استبدادا وطغيانا وظلما لم يشهد تاريخ الأمة مثيلا له , والإشتراكية أهدت فقرا للبلد ما ينوف عن خمسين بالمئة من كل شعب ثم لحق القذافي في العقد نفسه في الفاتح من سبتمبر , وحافظ الأسد في حركته التصحيحية في تشرين /ديسمبر , جعلا نفسهما إلهين يعبدان من دون الله , نصف قرن من جثوم الطغيان على الأمة ذبحها من الوريد إلى الوريد باسم الحرية والتحرر >>الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله , والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت <<.

أما العهد الجديد الذي ابتدأ منذ بضعة أشهر , فهو عهد تحطيم الطواغية , فمصر تطيح بطاغيتها مبارك ليعود ملاك الأمر إلى الشعب نفسه , وتونس تطيح بطاغيتها ليعود ملاك الأمر إلى الشعب نفسه , وليبيا تطيح بطاغيتها القذافي ليعود ملاك الأمر إلى الشعب نفسه .

ومن حقنا أن نقرن بين ثورتين بينهما شهر واحد كذالك , في السابع عشر من فبراير انطلقت شرارة الثورة في ليبيا , وفي الخامس عشر من آذار/مارس انطلقت شرارة الثورة في سوريا .

وكان الفتح المبين في ليبيا في رمضان تيمنا بفتح مكة , ونرجو من الله تعالى أن يتم الفتح المبين في سوريا بعد شهر واحد انشاء الله أما معالم الفتح فهي واحدة لدى الثورتين , تحطمت أصنام الطغاة , ومزقت صورهم , وانتهى طغيانهم , وفي سوريا كانت المعالم سباقة لسقوط النظام على غير عهد بالثورات , فقد تحطمت الأصنام وديست بالأرجل ولما يزل الطغاة الجبارون موجودين ومزقت الصور وبصق عليها , والنظام يقدم هدية لشعبه بمناسبة رمضان حوالي ثلاثين شهيدا على الأقل في كل يوم , والهتافات مع انبلاج فجر ليبيا , انطلقت خناجر الثوار السوريين تهتف :

القذافي طار طار إجا دورك يا بشار

وكما يقول المثل :الحبل على الجرار , فطاغية اليمن على نفس المسار , وانتهى الحديث عن العهدين , عهد سيطرة واستبداد والطغيان قبل نصف قرن , وعهد تحطيم الطواغي , واستلام الشعب سلطته بعد نصف قرن .

لكن ماذا عن الفتحين , فتح مكة , وفتح طرابلس , فقد كان حرص الثوار على أن يتم الفتح في التوقيت نفسه في العشرين من رمضان

إنهم جند محمد حرصوا على الإقتداء به وإعادة صورة فتح مكة , لاذكرى في المناسبة واحتفالات تتكرر كل عام , وانتهى الأمر , بل عرضا جديدا لتحرير طرابلس من الطغيان كما حررت مكة .

وهذه مجموعة من نقاط اللقاء بين الهدي الليبي اليوم وبين الهدي النبوي يوم جاء نصر الله والفتح

أولا : السرية : فقد فوجئ العالم بفتح طرابلس كما فوجئ العرب بفتح مكة , واستجيب الدعاء النبوي : اللهم خذ العيون والأبصار عنا فلا يرونا إلا بغتة , ولا يسمعوا بنا إلا فجأة .

ثانيا : إراقة الدماء , فسعد بن عبادة رضي الله عنه قال لأبي سفيان اليوم يوم الملحمة , اليوم تستحل الحرمة , اليوم أذل الله قريشا فصحح له رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدف من الفتح فقال : اليوم يوم الرحمة , اليوم تعظم الحرمة , اليوم أعز الله قريشا .

ثالثا : من ألقى سلاحه فهو آمن , فقد كان الموقف النبوي لعامة الشعب : من دخل الحرم فهو آمن , ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن , ومن أغلق عليه بابه فهو آمن , ووجدنا في الهدي الليبي أن الشعب كله آمن , ومن تورط في دم الشعب وقتله فيحال للقضاء ليقول فيه كلمته .

رابعا : لاعفو عن الطغاة ومجرمي الحرب , فحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشخاصا أمر بقتلهم ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة , >>ألا تقاتلون قوم نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة , أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين <<, وهو الأمر الذي دعا إليه الثوار الليبيون في قتل وقتال مجرمي الحرب .

خامسا : بين الخندمة والعزيزية .

فالذين يتعادمون الثورة ويقاتلونها , وما أغلقوا عليهم أبوابهم وما ألقوا السلاح لابد من قتالهم حتى يستسلموا , وكان بطل التطهير خالد بن الوليد , حتى فر الجيش المحارب بعد المواجهة وقال قائلهم لزوجه : إنك لو شهدت يوم الخندمة إذ فر صفوان وفر عكرمة وقطعنا بالسيوف المسلمة يقطعن كل ساعد وجمجمة لاتنطقي في اللوم أدنى كلمة وهاهم الذين يطلقون النار من جيوب النظام البائس , وهذه العزيزية معقل المجرم القائد لاتزال الحرب الضروس فيها حتى سقطت واستسلمت بحمد الله .

سادسا : لاغدر في الإسلام , فقد استأمن عثمان رضي الله عنه لأحد أقربائه , وأجاره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إجارته , وهاهو عليه الصلاة والسلام يأتي بابني عمه أبي لهب , وقد اختبأوا خوفا على أنفسهم فيضعهم بين يديه عند أستار الكعبة , ويضرع إلى ربه أن يعفو عنهم , وقد هربوا أصلا من المواجهة وهانحن نجد محمد بن الطاغية القذافي يستسلم وينزل على أمان الثائرين , فيقرر عبد الجليل هذا الأمان , ويعلن أنه سيستقيل من منصبه إن مس محمد بسوء , فلا تزر وازرة وزر أخرى .

سابعا : يوم الفتح يوم تكسر الأصنام وتنزع الصور من الكعبة , وتحرق معالم الشرك , نجد الصورة تتكرر في طرابلس معلنة ما أعلنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :>>وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا <<.

ثامنا : إذهبوا فأنتم الطلقاء , حتى دون أن يجبر قريشا على الإسلام , وغدت قريش تفدي رسول الله بدمائها وهي مشركة فينضم لجيش الفتح ألفان منها في حرب هوازن يوم حنين , وهاهو رئيس المجلس يطالب بطي صفحة الماضي بجرائمه وطغيانه , ويدع للقضاء أن يقول كلمته فيمن تورط في التخطيط لقتل الشعب ونهب ثرواته , وليحاسب على إجرامه .

تاسعا : إلغاء قيم الجاهلية وإعلان المساواة الإنسانية والتفاضل بالتقوى , حيث حدد الله رسول الله صلى لله عليه وسلم بقوله : >>يا أيها الناس إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وكبرها لآبائها كلكم لآدم وآدم من تراب , ثم تلا قوله تعالى>> ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذرك وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم <<. ويعلن قادة الثورة اليوم انتهاء عهد الطغيان والطغاة , والناس جميعا متساوون أمام القانون , والشعب هو الذي يحكم نفسه

عاشرا : إعادة الكرامة والحرية للإنسان في هذا الفتح , فقد ألغيت الغارات , وألغي الربا , وتساوى القائد مع شعبه , وألا إن كل مأثرة أو دم أو مال يرعى فهو تحت قديس هاتين , وأول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث -ابن عمه- وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب -عمه- .

وهاهو الحكم الجديد يعلن حق الشعب في تقرير مصيره , واختيار الطريق الديمقراطي لتنفيذ هذه الحرية والمساواة , هذا إلى نقاط تشابه أخرى , آملين إعادة صورة سماحة الإسلام وسموه من جديد من خلال هذا الفتح المبين .

نترحم على الشهداء , ونهنئ المجاهدين والأحياء بهذا النصر المؤزر , ونرجو أن نلقاه قريبا في وطننا السوري ,والله أكبر ولله الحمد.

*باحث إسلامي سوري

=========================

من المؤتمرات المتواصلة إلى " المجلس الانتقالي" ..

عقاب يحيى

‏ في 28 أغسطس، 2011‏، الساعة 12:16 صباحاً‏‏

ربما يتفهم الجميع هذا الاندلاق السوري الملفت على التصريحات والظهور، وكثرة اللقاءات، والمبادرات، والمؤتمرات.. فنحن شعب أُدخل مُرغماً لعقود وعقود علب السردين التي تكدّست فيها أفكار البشر وقاماتهم وحرياتهم ومشاعرهم وإنسانيتهم، والسوريون شعب مسيّس، كثيره تجري السياسة في عروقه، والسوريون مثقفون على العموم، والمثقفين يصابون بداء الثرثرة وعشق الحكي، والتنافس، والنقد، وكل أنواع الهيصات، والعجقات، والاستعراضات، والعراضة الحلبية تنافس الشامية، بينما تدخل الحموية على الخط، فتبزّها حمص المنافسة، والجميع من عراضة لعراضة.. والثورة السورية تدخل العقول والبيوت فتنفض ركام الزمن.. وكأننا نلد من جديد ..

 نعم هذا الحراك الذي لا يهدأ ربما يعبّر في جانبه المهم عن الشوق للخروج إلى الحياة بعد البيات، والإعلان بالصوت القوي : أننا أحياء، وأننا شعب لم يمت، ولم تدفنه سنوات الخنوع الإجباري، ورعب مملكة الرعب والصمت ..

 ولأن الثورة ملكية عامة، وقطاعاً عاماً يخصّ الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه.. فإن الانخراط فيها، وتأييدها، والإسهام بها بأشكال مختلفة .. أمر حيوي وإيجابي وفي غاية الأهمية كي تنتشر وتدخل كل عقل وبيت وحارة ومدينة وقرية..

 أكثر من ذلك، وعلى جبهة الأمل والتكتيك، يتمنى كل حريص على نجاح الثورة أن يلتحق بها عديد المحسوبين على النظام، حتى لو كانوا من عظام الرقبة(والمثل الليبي واليمني حاضران)، وأن يعلن عديد المسؤولين في المؤسسات والوزارات والسلك الخارجي، والجيش والأمن وغيرهم.. الانشقاق والالتحاق، وأقله الوقوف على الحياد..

ذلك كله مطلوب ومرغوب، ويجب أن يحدث لتكون الثورة لأغلبية الشعب فعلا..

 والثورة ميلاد جديد يجبّ بهذا المعنى كل ما قبله، وتفتح صدرها لكل من يلتحق بها.. وعليها أن تكون متسعة الأفق والحضن والوعي كي لا تضيق بأحد.. أيّاً كان موقعه،وموقفه البارحة..فنحن على أبواب مرحلة جديدة يصنع فيها الشعب ثورة كانت كالحلم البعيد البعيد، وهي تصوغ أملاً كان شبه مفقود، وتائه بين أكوام الإحباط، واليأس واللاجدوى.. وإذ بها بين الأيدي، وفي أفق الرؤيا.... فكيف لا تحدث الزلزال في سكون القنوط؟، وكيف لا تهزّ الكيانات المحنطة، واليابسة، والبائسة، والضائعة، والتائهة، والمنافقة، والمتعيشة..وغيرها..وتدعوها لصياغة الإنسان الجديد: الإنسان الحر، سيّد نفسه ومستقبله، ووطنه ؟؟..

 كثيرة هي الأكوام الإيجابية للثورة السورية حتى الآن  ومنها هذا التآلف بين مجاميع لم تكن لتلتقي أبداً، وهذا الحب المضمّخ باعتزاز الانتماء بين فئات ومشارب مختلفة، وهذه اللهفة لمعرفة الآخر، والاستماع إليه بعد تهديم حواجز الشك، والقطيعة، والأحكام السابقة، وهذا العطش للحوار، والمعرفة، والأنسنة بإظهار الأجمل، والأنبل، والأصدق.. وكأنّ الناس أسرة واحدة.. وكأنهم يعرفون بعضهم بحميمية شفافة تلامس شغاف القلوب لولادة الحب والألفة بينهم..

 نعم كثيرة إيجابيات أشهر الثورة .. لكن المظاهر السلبية، والعوالق، والمخاوف أكوام أيضاً، وهي اليوم تبرز بقوة بعد أن وصلت إلى منعرجاتها التي لا رجعة فيها، وإلى مفصل الانعطاف.. حين يكون النصر صبر ساعة، أو(بعد عضة كوساية)..وحين يختلط ذلك بدخول المجهول على الخط.. حيث تتوالى الأسئلة عن المخرج: متى؟، وكيف؟، وعن أي طريق؟، فيحدث نوع من زوغان، وتكثر الاجتهادات، ويدخل على الخط كذلك الزحام ليدلو بدلوه..وقد دفشت الأكتاف الأكتاف، وتسابق خلق كثير لهاثاً، ومسرَحة للإمساك بمكرفونات التصريح، والتلويح بالحلول والاقتراحات..حتى إذا ما انتزعها آخر، وآخر في طابور المتدافشين صرنا أقرب للسيرك، أو لفيلم سنمائي شعبوي..

 نعم.. تتفتق الساحات الخارجية كل يوم عن معارضين يصنعون تواريخاً كاذبة، وأحداثاً سخيفة عن أمسهم، وماضيهم النضالي. عن دورهم البطولي، وما يقومون به من أفعال خارقة تستحق وضع النياشين على الصدور، وتعليق أكاليل الغار على الرؤوس الساطعة، وحجز أماكن في الصفوف الأمامية بالعدد، والاسم، والشهادة، والأصل، والفصل..

 هذه الظواهر تختلف عن الذي قلناه عن بطن الثورة الواسع للاستقبال والتوليد.. لأن الفرق كبير بين انضمام الناس إليها بما هم، وبين هذا الخرط والمرط..وبعضهم لم يجف عرق تبريكه للنظام، وبعضهم لا علاقة له بالسياسة والمعارضة إلا منذ دقائق، وبعضهم نام وتمدد عقوداً في أسرّة النظام.. وخطابات النفاق والتبجيل، وكتابة التقارير الدسمة.. فلماذا هذا الدجل؟..

 أكثر من هذا، وباسم المعارضة العتيقة، والمعارضة الهرمة، والمعارضة التي لم تستطع القيام بالثورة، والمعارضة المأزومة.. يركل هؤلاء تاريخ نضال الشعب السوري وقواه المعارضة على مدار العقود، وكأن ّذلك الممر الأقصر ليس لتبرير تاريخه، وطمسه، وتغطيته وحسب، بل لتسهيل عمليات النط والقفز فوق الجميع، وتصدّر المشهد، ووسائل الإعلام.. وكأنه صاحب الأمر والنهي، الأمل المرتجى.. الذي انتظرته الثورة طويلاً..

 ومع الترحيب بكل وافد ..وأخذ مكانه اللائق في ثورة الجميع..فالقليل من الصدق مطلوب، والقليل من التواضع ضروري كي لا يفيض كأس المناضلين الشرفاء فيقعوا في محظور النبش، والاحتراب .. وتحويل الجهد نحو مسارب فرعية، أو النزول إلى مستوى متدنٍ يترك أبلغ الأثر على مكانة الثورة، ويعرّض رصيدهم النضالي للاهتزاز والتلوّث ..

***

 وعلى نفس المنوال، ومن ذات الخلفيات.. تتراقص المؤتمرات كفراشات تحوم حول نار الظهور، واللهوجة، والاحتراق بالضجيج، والبهورة، أو حب الظهور، أو الاستجابة لأصحاب رؤوس الأموال، والمشاريع المختلفة، بينما يتحمّس عديد المخلصين(أحزاباً ومجاميع وشخصيات) لإيجاد مكان لهم في هذا الزحام بقبول الحضور، والتفرّج، أو محاولة اللحاق بركب(الغانمين) ولو بالقليل.. فكثرت، وتلاحقت المؤتمرات : فشلاً يجرّ هزالاً، وفرجة لكل من يريد الشماتة بالمعارضة، أو اتخاذ تلك العيّنات ولصقها بصورة المعارضة..

 آخر الإبداعات التي تشغل هؤلاء من أيام وأيام .. حكاية " المجلس الانتقالي" والأسماء، والأسس..والمبرر..

فبعد أن وصل الواصلون إلى ما قيل أنه اتفاق بينهم على تشكيل مجلس انتقالي فرضوه على أسس كياناتهم، ووفق محاصصات حزبية، عشائرية، مناطقية، فدينية، ومذهبية، وقومية.. وغيرها(مما لا أدري)، وبعد أن حاولوا استخدام اسم التنسيقيات، وقبولها..وعلى أساس أن يتم الإعلان(البشرى) في عاصمة المؤتمرات : استانبول.. تفركش التركيب.. والحكي كثير في الأسباب .. بينما كثرت بيانات التوضيح، والانسحاب، والشجب والفضح.. والنتيجة : فصل آخر من فصول الاستعراض الفج، والعمل غير المدروس، وتعبير صارخ عن وضع خارجي لا يعبّر عن جوهر الثورة السورية، ومبلغ تضحياتها، رغم الافتراض بالنوايا الطيبة لعديد الناشطين، ودعاة المؤتمرات، وتشكيل المجلس الانتقالي.. ونيّتهم الصادقة بتقديم العون اللازم لهذه الثورة، والقيام بدورهم المأمول..

 وفي جواب لأحد الأخوة عن وجهة نظري حول الخروج من المأزق الذي وضع أنفسهم فيه أصحاب تلك المبادرات، قلت : على الجميع في الخارج أن يتوقف فوراً عن كل عمل من شأنه إرباك قادة الثورة في الميدان، وأن يتركوا لهم وحدهم، وربما بالتنسيق مع قوى معارضة في الداخل، ومع من يرتضونه هم في الخارج، القيام بالخطوات التي يرونها واجبة وضرورية لانتزاع النصر، أو لما تطلبه الثورة في هذه المرحلة. وأن القرار بمبررات تشكيل مجلس انتقالي، أو أي اسم آخر، وتحديد مهامه، وعدده، وأعضائه يُترك لهم وفق تلك الصيغة ..

 إن منح الداخل دوره الحقيقي بعيداً عن التداخلات القوية من هذا الخارج المعارض سيسمح له بتمثيل خط الثورة، وتجسيد مطالبها، ويقطع الطريق على كل الإشكالات القائمة، أو تلك التي قد تنشأ عن تشكيلات لا يمكنها بظل المحورات الحالية القائمة في الخارج إلا أن تكون منحازة لهذا الطرف، أو ذاك التكتل.. وبالتالي ستفتح الأبواب على جولات جديدة من التنافس والشتائم والصراعات ..

 وبناء على ذلك فالداخل هو الذي يجب أن يحدد مساحة،وحدود تحرك الخارج، وموضوعاته، وغاياته..وليس العكس ..

==========================

الرئيس لذي يضطر شعبه للاستعانة بالأجنبي للتخلص منه.. كم هو سيّء!!

الطاهر إبراهيم*

كثيرون هم الذين استنكروا أن يبادر ثوار ليبيون فيطلبون من حلف الأطلسي التدخل لإيقاف القتل والتدمير اللذين كان يمارسهما "معمر القذافي" ضد الشعب الليبي الأعزل. لا نريد هنا أن نجد رخصة للشعب الليبي وقد كنا حرّمنا ذلك من قبل على المعارضة العراقية يوم طلبت من أمريكا غزو بلادها لإطاحة "صدام حسين"، فليس ذلك ما نريده في هذا المقال.

ما نود توضيحه هنا هو مدى الإحباط بشعب ما، يعاني من حاكم ظالم استبد به بعدما فرض نفسه عليه حاكما ظالما قمعيا، وهو لا يرى في الشعب إلا آلة العمل التي تنتج المال للحاكم ولعائلته وحاشيته. ليس هذا فحسب، بل إنه يسومه سوء العذاب، إلا من قدر أن ينجو بجلده فغادر وطنه هربا بنفسه وأهله من جحيم أجهزة الأمن، فيعتبر نفسه وقد ولد من جديد.

في سورية، عاش السوريون تحت نير حكم "آل أسد" على مدى أربعة عقود، تلهب ظهورهم سياط أجهزة الأمن التي اختار "حافظ أسد" قادتها وضباطها على عينه بعد أن استولى على السلطة بانقلاب في عام 1970.

عمل "حافظ أسد" على تفصيل دستور عام 1973 على مقاسه ومقاس أعوانه، وأغرق البلاد بالقوانين الاستثنائية مثل قانون الطوارئ، وشرع المحاكم الاستثنائية لتحاكم من يشك بولائه، كما حصل في عام 1979 وما بعده حتى عاش الناس في رعب وخوف وفزع، وأعدم آلاف المعارضين وانقطعت أخبار عشرات الآلاف ممن غيبوا في السجون، وأفقر الشعب واستذله بتقليل المعروض من المواد الغذائية مثلما حصل في ثمانينات القرن العشرين. ولم يكن حال السوريين بأحسن حالا في عهد الرئيس بشار إلا بالانفتاح الاقتصادي الذي أتاح للمافيات من أسرته أن تنهب البلاد والعباد.

إن قبول الليبيين بمحض إرادة "المجلس الوطني" بتدخل حلف الأطلسي لإسقاط حكم "القذافي" لا يؤشر على ضعف وطنية الليبيين، بل يشير إلى أنهم شعروا بوطأة الحرب التدميرية التي شنها عليهم القذافي، ولا قِبَل لهم بها. لا نقول أنهم اجتهدوا وأخطأوا، لكن نقول أنهم حشروا في الزاوية، فما وجدوا أمامهم إلا قبول اليد التي امتدت إليهم.

هنا نريد أن نتساءل: كم هو سيءٌ الحاكمُ الذي يضطر معه الشعب لطلب المعونة من دول أجنبية، كانت تصنف حتى الآن على أنها مناصرة لإسرائيل. استطرادا، فقد دخلت ليبيا تحت الفصل السابع لمجلس الأمن، وستجد عنتا شديدا للخروج منه. فقد فرض الفصل السابع على العراق علم 1991، ولم يستطع التخلص منه حتى الآن، فواشنطن تؤيد بقاءه.

وربما استشهد المجلس الوطني الليبي بالأقوال المأثورة من مثل بيت الشعر:

إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها.

حتى الآن ليس مطروحا عند السوريين طلب المعونة العسكرية لإسقاط حكم "بشار أسد" رغم أن الإرث القمعي البشع للنظام السوري كان أشد وطأة من إرث نظام "معمر القذافي" على مدى أربعة عقود في كلا النظامين.

في سورية هناك نفور شديد من قبول المساعدة العسكرية الأجنبية، حتى لو كانت تحت ولاية مجلس الأمن، لأن الثقافة الوطنية رسخت على مدى عقود كرهاً لأي تدخل أجنبي في سورية، ويرفضون المقولة التي تقول: إن حافظ أسد أرسل الجيش السوري ليحارب الجيش العراقي العربي تحت راية الجيش الأمريكي عام 1991، فلماذا لا يرد له السوريون التحية فيقبلون مساعدة واشنطن للإطاحة بابنه بشار أسد؟ القضية عند السوريين ليس معاملة بالمثل فيقبلون تدخلا عسكريا للإطاحة بحكم بشار أسد، بل هي ثقافة وطنية راسخة تخضع لموازين المصلحة الوطنية لا لعواطف الثأر.

وفي ظل رفض السوريين الاستعانة بالأجنبي، وعجز الدول العربية والإسلامية عن تقديم المعونة العسكرية للشعب السوري الذي استحر فيه القتل، يفتش السوريون عن أنجع وسيلة لإيقاف شلال الدم الذي يتدفق بالرصاص والقصف المركز من الدبابات والمدفعية، ليس على المتظاهرين فحسب، بل وعلى الأحياء السكنية كما حصل في حي الرمل في اللاذقية.

من حيث المبدأ، لا يمانع السوريون/ بل إنهم يطلبون أن يضغط المجتمع الدولي على النظام السوري، سياسيا واقتصاديا، بحيث يتضافر الضغط الشعبي مع الضغط الدولي كي يضطر الرئيس السوري إلى الرحيل هو ونظامه، ولا نظنه سيفعل ذلك، لأن الحكام استمرؤوا على التسلط على رقاب العباد، كما أن هناك حسابات إقليمية تفرض على بشار أسد ألا يرحل. كثيرون يعتقدون أن مصيره سيكون أسوأ من مصير "القذافي".

*كاتب سوري

====================

فرزات مشعل الفوانيس

عادل عبد الرحمن

الفنان العربي السوري علي فرزات ، صاحب الريشة الفنية الخلاقة، واحد رموز فن الكاريكاتير، بات فنه ولوحاته الساخرة من واقع البؤس، الذي يعيشه شعبه منذ اكثر من اربعة عقود خلت، بات ثقيلا على نظام آل الاسد الاستبدادي، لذا قام بلطجية النظام بالتعرض له بالضرب المميت وهو عائد من السفر على طريق المطار، فكسروا له اصابع يده اليسرى ليحولوا بينه وبين ريشتة وابداعه، ثم وضعوه في كيس والقوا به على قارعة الطريق، وهو مدمى من آثار الضرب المبرح.

رئيس النظام الاسد الابن، حاول بعد تسلمه مقاليد الحكم في العام 2000، التقرب من الفنانين والمبدعين للايحاء بانه نموذج مختلف عن والده. فاقترب من الفنان علي، ومنحه ترخيصا لجريدتة "الدومري"، التي صدرت في العام 2001. غير ان اجهزة قمع النظام وصحف البعث الصفراء (تشرين والبعث والوطن) ضاقوا ذرعا من صاحب الامتياز ورئيس التحرير فرزات، لانها كانت الاقرب الى مزاج الشارع السوري، والاكثر تعبيرا عن همومه. كما انها كانت الاكثر مبيعا، حيث كانت توزع حوالي ال (50,000) عدد، وحتى وصلت ل (60,000) عدد، وكونها لم تجامل النظام ولا اركان حكمه بما في ذلك الرئيس بشار الاسد.

ولهذا اضطرت الجريدة في اعداد كثيرة ان تصدر بصفحتين بيضاء نتيجة مقص الرقيب الامني. ثم تعرض الفنان فرزات لهجوم قذر لتشكيك بوطنيتة من قبل صحيفة تشرين يومي 31/3و 1/4/2003 ، ولم تسمح تلك الجريدة بنشر رد الفنان فزات عليها وفق الاصول المعروفة في العمل الصحافي. كما ان وزير الاعلام السوري آنذاك ضيق الخناق على الفنان علي وجريدتة، الى ان اوقفوها كليا في العام 2003، وسحب تريخصها.

وكما شاء الفنان علي فرزات لجريدتة، ان تكون اسم على مسمى، اي ان تكون الجريدة مشعلة الفوانيس ( لان معنى الدومري، هو مشعل الفوانيس) ومعبرة عن هموم ومشاكل ابناء الشعب السوري، ومضيئة لهم درب الحرية بالقدر، الذي تستطيع، إلآ ان نظام القمع وتكميم الافواه العبثي، لم يتمكن من تحمل فرزات وهيئة تحريره وجريدتة، فطارده حتى اطفأ سراجها.

ولكن النظام لم يتمكن من كسر ريشة الفنان العربي القدير فرزات. فبقي قنديله مضاءا، ومضيئا عبر رسوماتة الكاريكاتيرية في الصحافة العربية وعلى موقعه الاليكتروني. كما إستمر قنديل الفنان علي يشعل الشموع بدل لعن الظلام، من خلال الدواوالمحاضرات التي شارك يها داخل سوريا و خارجها. وحتى رغم كسر اصابع يده اليسرى، واضطراره لدخول المستشفى حتى يتعافى، إلآ ان ابداع الفنان فرزات مازال مضيئا. وستعود ريشة علي اجمل واعمق واقوى مما سبق. لان نامله ستعود الى ما كانت عليه بعد جبيرها.

اما لعبة النظام القمعي، نظام بشار الاسد فلن تنطلي على أحد. حيث إدعى انه سيحقق في الجريمة التي تعرض لها الفنان علي فرزات!؟ لانها لعبة مفضوحة وغبية، وتكشف عن فقر حال في ذكاء القائمين عليه. لان رأسمالهم الاساس، يتمثل في إستعراض العضلات والقمع والقتل والتشبيح على المواطنين والمناضلين والمثقفين والفنانين والاكاديمين.

نسي النظام بغبائه وسذاجة قادة اجهزة القمع والموت، ان المواطنين السوريين من مختلف المشارب والوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي إكتشفتة منذ زمن بعيد، ولم تعد تجدِ الاعيب واكاذيب وسفاهات النظام البوليسي. كما نسي بشار واركان نظامه، انه عبارة عن خرقة بالية، ممزقة إقترب زمن إلقائها على مزبلة التاريخ، لان الثورة ماضية في شق طريقها الى قصر الشعب لطرده، وطرد زبانيته وزمره من القتلة المجرمين.

وكما كانت قامة الفنان على فرزات عالية، فإنها امست اعلى مما سبق. وجريمة اجهزة قمع النظام ضده شهادة تقدير على صدره ولتميزه. وستعود ريشتة لترسم بسخريتها الكاريكاتورية لحظة سقوط صرح نظام آل الاسد ومخلوف ومن لف لفهم.

الف سلام عليك ايها الدومري، يا مشعل القناديل والدروب المعتمة، والف سلامة على اناملك الرقيقة، وسلاما على ريشتك وقلمك وفنك.

a.a.alrhman@gmail.com

=======================

الفنان علي فرزات ....إرهابي سلاحه الريشة

د.أميمة أحمد

سمعت صوته متحديا رغم الكدمات الزرق والكسور التي سببها بلطجية النظام السوري ، نقلها فيديو بعد تضميد جراحه ، تحدث لقناة العربية متسائلا " كانوا يقولون إنهم يطاردون الجماعات الإرهابية التي تروع المواطنين، فماذا يقولون عني هل أنا إرهابي حتى اختطفتني بلطجية النظام وتضربني ضربا مبرحا ؟ "

السؤال كشف زيف النظام السوري في الترويج لمكافحة مايصفه " بالإرهاب " ، فعلي فرزات قامة فنية عالمية ، حائز على عشرات الجوائز العالمية انحاز للشعب، وكان وجدان الشعب برسوماته الناقدة لأكبر شخصيات الهرم السياسي السوري ، لكن النظام السوري الذي زعم أنه أصدر قانون الإعلام لتحرير الإعلام وحرية التعبير لم يحتمل تعبير الفنان علي فرزات، فأرسل له أربعة من شبيحة النظام ليضربوه ويقولوا له " تتطاول على أسيادك ...؟ " من هؤلاء الأسياد يادكتور بشار وأنت تزعم الإصلاح وحرية التعبير ؟

 

لانستغرب ما حصل للفنان علي فرزات ، وحمدا لله لم تتم تصفيته كما حصل مع الكاتب الصحفي سليم اللوزي أحد عمالقة الصحافة العربية، الذي كتب مقالات انتقد فيها نظام الأسد الأب بمجلة الحوادث اللبنانية التي يديرها في لندن ، فاختطفته المخابرات السورية في 4 مارس 1980 وهو في طريقه لمطار بيروت بعدما حضر عزاء والدته، واقتادوه إلى أحد فروع الأمن السوري في لبنان ، حيث عذبوه ونكلوا به وأذابوا يده اليمين بالأسيد عقابا لها لما كانت تكتبه عن بطش نظام الأسد الأب في لبنان ، وألقوا بجثته في غابة ، حيث عثر عليها أحد الرعاة بعد ثمانية أيام على اغتياله .

وفي عام 1980 بتاريخ الثامن من إبريل اختطفت قوات الأمن السوري المهندس الزراعي ورئيس نقابة المهندسين الزراعيين سابقا خضر الشيشكلي ابن الثانية والثمانين سنة من بيته بملابس النوم ، وأخذوه إلى جهة مجهولة ، وهو شقيق توفيق الشيشكلي أحد زعماء الكتلة الوطنية ، وقد استلم خضر الشيشكلي زعامة الكتلة الوطنية من أخيه المرحوم توفيق ، فقد اغتالته قوات الأمن ومثلت بجثته ، لأنه تحدث عن تاريخ عائلة الأسد مع الاحتلال الفرنسي، نقل الوشاة حديثه فكانت نهايته. ومن نفس العائلة الدكتور عمر الشيشكلي رئيس أطباء العيون في سورية وعضو مجلس نقابة الأطباء ، طالب بالحرية ، فاختطفته قوات الأمن ، وعثر على جثته على طريق مدينة محردة ، وآثار التعذيب على جسده، وقد سملوا عينيه .

 

فليست المرة الأولى التي تعتدي فيها قوات الأمن على قامات وطنية لأنها عبرت عن رأيها ، وتريخها " المجيد بالقتل " يمتد إلى الثورة السورية الراهنة ، حيث اختطفت قوات الأمن المنشد إبراهيم قاشوش أيقونة الثورة السورية ، وردد آلاف السوريين أغنيته " ارحل يابشار " عثر على جثته على ضفاف العاصى، مذبوحا من الوريد إلى الوريد، واقتلعت حنجرته .

النظام السوري يزعم أنه يطارد الإرهابيين ، فهل أصبح الشعب السوري كله إرهابيا من درعا جنوبا إلى القامشلي شمالا ومن دير الزور شرقا إلى اللاذقية غربا؟ وهل بمقدور النظام السوري الاستمرار بالحل الأمني والقتل المروع للسكان ؟ وهل بمقدوره أن يضبط الجيش وقواته الأمنية طويلا في أن تطيع الأوامر باحتلال المدن والبلدات السورية مرة وراء مرة ؟ وهل يتصور أن المجتمع الدولي مهما كانت المصالح ببقاء هذا النظام لحفظ أمن إسرائيل ولجم رياح الثورات للمنطقة أن يبقى صامتا أمام هذه المجازر التي أثارت استنكار الرأي العام الدولي بشدة على هذا القتل غير المبرر ؟

 

هذه أخطاء قاتلة للنظام ، يتصور أن الحل الأمني في زمن مجزرة حماه مطلع ثمانينات القرن الماضي التي راح فيه زهاء 40 ألف شخص بين قتيل ومفقود يصلح لعلاج الأزمة السورية الراهنة في عام 2011 ، لقد مضى ثلاثة عقود وأصبح الآن وسائل الاتصال الاجتماعي ، والمواطن الصحفي ، التي تنقل كل انتهاكات النظام لحقوق الإنسان ، فلم يعد ممكنا إخفاء الجريمة في عصر الأنترنيت .

هل تذهب الجريمة ضد الفنان علي فرزات تحت أقدام التحقيق الذي أعلنته وزارة الداخلية السورية ؟ أستغرب كيف لاتعلم وزارة الداخلية باختطاف فرزات والسيد اختطف من ساحة الأمويين المنطقة الأمنية بامتياز، ومجهزة بالكمرات ، ألا يمكن فتح أفلام الكمرات في تلك الساعة لمعرفة هؤلاء الشبيحة الأربعة الذين اختطفوا فرزات الفنان العالمي ؟

ياحيف على نظام يرهب فنانيه ومثقفيه لأنهم جهروا بكلمة حق .

=======================

نظام التشبيح والشبيحة

بدرالدين حسن قربي

يلفتك في النظام السوري أنه يمضي إلى غايته لايهمه أحد لا من الخلق ولا الخالق، ويفعل فعلته دونما أدنى حياء أو خجل، فكل مايفعله له تبريره وفلسفته، وهو في هذا مدرسة بحالها ليس لها شبه في العالمين، ولها مؤيدوها وفلاسفتها من مثقفين وأدباء ومفكرين سوريين وعرب على اعتبار أن لاصوت يعلو على صوت المعركة، وأن التآمر على مقاومة النظام السوري وممانعته تستوجب غضّ الطرف عن مثل هذه الممارسات وإلا فلن يبقى عندنا مقاومين ولا بقية من كرامة. ومثالنا قيام شبيحة النظام يوم الأربعاء 24 آب/أغسطس الجاري باختطاف الشاب بشير الهندي من حي الجراجمة بحماة وأخذه إلى قرية الربيعة حيث ضرب بالبلطات حتى الموت ثم حرقه مع سيارته، وكذلك اختطاف رسام الكاريكاتير الفنان السوري العربي العالمي علي فرزات فجر اليوم التالي وهو في طريق عودته إلى البيت من مكتبه، وتعرّضُ أربع ملثمين من الوزن الثقيل له على طريقة الشبيحة بالضرب المبرّح والسباب والشتائم والرفس، وتخصيص أصابعه ويده بالتكسير بتهمة التطاول على أسياده برسوماته ونقده، ثم رميه على طريق المطار مضرجاً بدمائه مودعاً بمنّهم عليه: هذه المرة سنكتفي بهذا القدر.

 

إن جريمة الاختطاف والتهمة التي صاحبتها، تذكرنا بما كان قبل بضعة أشهر من اعتداءٍ مماثل على الدكتور عبدالمجيد السعدون رئيس الجامعة السورية الدولية وبليغ إهانته بتهمة التطاول على أسياده أيضاً، وتؤكد أبضاً أنها ليست جديدة عن النظام السوري وإن تميّزت بجديد. فمعروفٌ ما قد فُعل بالصحفي اللبناني سليم اللوزي أيام الأسد الأب عندما اختطف على طريق المطار، وبعدها وجدت جثته على طرف الطريق، وأصابع يديه قد أذيبت بالمواد الحمضية الحارقة. ومعروف أيضاً مافعل بحادي التظاهرات الحموية ابراهيم القاشوش من ذبح بالسكين، ونزعٍ لحنجرته ورميه جثة هامدة في نهر العاصي قبل أقل من شهرين. وعليه فإنها ممارسات موروثة مع ماورثه الابن عن أبيه في المزرعة السورية، واكتفاؤها بوحشية الضرب والاعتداء وإدمائه وإهانته وتكسير عظامه وعدم قتله هو بعض تميّزها، الذي كان مراعاةً لاعتبارات تتعلق بقيمة الفنان وسمعته فيما يبدو، والأهم هو إثبات نظام الأسياد لكل الأعداء والمتآمرين إصراره على المضي في الإصلاح، والتأكيد أن العبيد السوريين في نيل حصتهم فيه سواء.

 

جريمة الاعتداء على السيد علي فرزات وأمثالها هي رسالة متعددة الاتجاهات والأهداف. بعضها إلى الكتّاب والفنانين والمثقفين السورييون خصوصاً والعرب عموماً باستثناء الأتباع والممسوخين، ليكونوا مع نظام الشبيحة والتشبيح، ومنها ضرب الكبير وتكسيره فيتحقق له خضوع الآخرين واستعبادهم. في مقابل ذلك، نلفت عناية المثقفين والكتاب وجماهير الناس عموماً ليعرفوا حجم مايرتكبه نظام الأسياد من فظائع القتل والتشبيح مع طبقات الجماهير الكادحة إذا كان لايوفر من جرائمه وهمجيته حتى رجلاً له اسم وحجم الرسام فرزات، وليعلموا أننا نُسام به أشد أنواع الظلم والعذاب، وتمارس علينا كل فواحش القمع والفساد تحت غطاء المقاومة وحجية الممانعة، والتآمر الخارجي عليها.

 

نداؤنا إلى جميع العرب أنظمة وأحزاباً ومنظماتٍ وتحالفات على كل اتجاهاتها، وإلى كل الكتاب والمفكرين أيضاً، نرجوكم، نشد على أيديكم، لاتجعلوا من المقاومة والممانعة أفيون الجماهير ولا من الزعم بمواجهة المؤامرات الصهيونية والأمريكية هيروئين الأمة، لتعبيد السوريين وإخضاعهم للديكتاتور المستبد المتوحش والقاتل، ولاتخلطوا حابل الوطن وطهره، ومنظومة قيم الحرية والكرامة ورفعتها فيه بنابل القامعين الطغاة الفاسدين.

 

يقولون: إنهم عصابات المندسيين يعبثون ويعتدون ويخطفون ويقتلون حتى وصلت مواصيلهم إلى الاعتداء على فناننا الكبير ثم ألقوا بمسؤولية الجريمة على السلطات الأمنية لتشوية سمعتها والنيل من عملها. فليأت السيد فرزات بأسماء هؤلاء المندسيين، ثم لينظر ماذا يفعل بهم..!!. وإنما إذا كانوا من شبيحة النظام فهم قوم لايحركون رجلاً عن رجل، ولايقتلون مواطناً أو ينهبونه أو يعذبونه إلا في سبيل الوطن مقاومين عنه وممانعين. وعليه، فما يدريك أنهم لم يكونوا في مهمةٍ، هي قمة في وطنيتها وعروبتها ساعة اعتدوا على السيد فرزات، الذي لايتوقف عن انتقاداته المستفزّة، ونشر الغسيل القذر للنظام، ويتسبب في توهين نفسيه الأمة وإضعاف مقاومتها ومناعتها.

 

يقولون كلاماً أوله قباحة وأوسطه وقاحة وآخره بجاحة، ويقتلون بالآلاف ويعتقلون بعشرات الآلاف، ولايريدون لعلي فرزات وأمثاله أن يتكلم أو يرسم، بل يريدونه شاهد زور كغيره من شبيحة الإعلام والفن والثقافة والدين. ضربوه وكسّروه ولكنهم نسوا كسر أصبع يده الوسطى منتصبة شاهدة وشهيدة على نظام التشبيح والشبّيحة. تحية لفناننا فرزات أحد ملايين العمالقة المسالمين والمطالب عبر ريشته بالحرية لمواطنيه منذ عشرات السنين، وأمنياتنا له بالشفاء العاجل ولشعبنا بالخلاص.

http://www.youtube.com/watch?v=tcww

E2KkhRc&feature=related

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_embedded&v=hQKUhcqXlx4

https://www.youtube.com/watch?v=

tBNy_Jeq_R4&feature=related

https://www.youtube.com/watch?v=

dNzW-uPQFyQ&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=

QXYxMOxyJpk

==========================

بداية نهاية الاستبداد العربي : من البوعزيزي الى باب العزيزية .. متى تعلنون حياة الشعوب ؟

انغير بوبكر*

تستمر الثورات العربية معلنة نهاية عصر الديكتاتورية والحكم الفردي في كل ارجاء العالم العربي ، فقد افتتح الشاب التونسي الشهيد البوعزيزي بداية الثورة التونسية التي لم تنته بعد ، اذ لايزال الشعب التونسي يكابد ويناضل من اجل تطهير البلاد من بقايا النظام البائد ورغم استمرار مجموعة من الوجوه السياسية المعروفة بقمعها للحريات العامة وفسادها المالي في احتلال مواقع المسؤولية في تونس الا ان اصرار الشباب التونسي على التغيير الديموقراطي ، وحرصه الشديد على اتمام مسيرته الديموقراطية التي اعطى من اجلها دماء شهدائه الابرار سيجعل تونس منارة ديموقراطية في المنطقة المغاربية وسيكون من المستحيل عودة الديكتاتورية اليها اما الشعب المصري فهومثله مثل الشعب التونسي مايزال يناضل من اجل نظام ديموقراطي حقيقي وعودة سريعة للجيش الى الثكنات ليفسح المجال للسياسيين المصريين لتقرير مصير بلادهم السياسي بكل حرية ونزاهة ومصداقية الا ان التخوف الاسرائلي والامريكي من صعود التيار الاسلامي ووصوله الى سدة الحكم بمصر قد تجعل البلاد مفتوحة على صراعات سياسية مستقبلية قد تؤخر كثيرا التطور الديموقراطي في مصر لكن على كل حال يبقى الشعب المصري واعي جدا ومتتبع بقوة للمسيرة السياسية لبلاده ونضاله هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الثورة كل اهدافها وسيواجه أي مسعى لاحتواء او الالتفاف على مطالب الثورة ، على نفس المنوال النضالي البطولي دحر الشعب الليبي الديكتاتور معمر القذافي وازلامه ، وطوى التاريخ المعاصر صفحة مظلمة في تاريخ الانسانية ، فترة حكم الطاغية معمر القذافي الذي حكم ليبيا بقوة الحديد والنار وعاث في ارضها فسادا ونهبا هو وعائلته ومخابراته ، لكن ارادة الشعب الليبي وتضحيات ابنائه ودعم المجتمع الدولي كانت حاسمة ، فلولا تدخل حلف شمال الاطلسي بقيادة فرنسا التي_ بالمناسبة لا بد ان تشكر على ذلك_ لكان نظام الطاغية القذافي قد سحق مدينة بنغازي وجعلها حطاما واطلالا قبيل تدخل الناتو في ليبيا وقصفه لمواقع كتائب القذافي على مشارف مدينة بنغازي في يوم 19 مارس 2011ولكن الضغط الفرنسي وشجاعة ساركوزي والتي اعترف له بذلك حتى الذ معارضيه في الداخل الفرنسي أي الحزب الاشتراكي وزعيمته التي قالت بأن ساركوزي تدخل في ليبيا في الوقت المناسب واصرار المجتمع الدولي وسواعد الشعب الليبي استطاعت ان تحرر الشعب الليبي من جحيم نظام دموي قتل الشعب الليبي لمدة 42 سنة واخر تقدم البلاد وتطورها رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة ورغم قلة عدد سكانها، فتحية الى الشعب الليبي البطل الذي نتمنى له كامل الاستقرار والرفاهية وان يعيد ليبيا الى المحافل الدولية كدولة مدنية ديموقراطية متشبعة بحقوق الانسان والشعوب، الشعب الليبي وقيادته الجديدة مطالبة بتطوير البلاد تنمويا واقتصاديا وكذا بتطوير علاقاتها المغاربية والعربية والدولية وطي صفحة الخصومات والقضايا المفتعلة التي كان نظام القذافي يفتعلها لحشد التأييد الدولي ، كما ان القيادة الجديدة مطالبة بفك كل العلاقات المشبوهة التي كان القذافي يربطها مع مجموعة من التنظيمات الارهابية في العالمية وان تكشف للعالم اجمع تفاصيل العمليات والجرائم التي قام بها القذافي في حق مجموعة من الشعوب ، فنظام الطاغية كما هو معروف ساند الجيش الجمهوري الايرلندي وحركة ايتا الباسكية وحركة بوكو حرام وجبهة البوليزاريو وكلها تنظيمات ارهابية قامت بمجموعة من الجرائم في حق الابرياء في العالم ، فمساندة الغرب للمجلس الوطني الانتقالي الليبي واحتضانه للمعارضة الليبية سنوات طويلة يتوجب اخلاقيا وسياسيا ان يرد له الشعب الليبي الجميل ، عبر اعطائه الاولوية في الصفقات الاقتصادية واعادة الاعمار والتي كان النظام السابق يعطيها للصين وروسيا وفنزويلا وهي من الدول الاكثر معاداة اليوم لتحرر الشعوب وكلنا نعرف موقفها اليومي من الجرائم التي يرتكبها النظام الرسمي العربي ضد شعوبه حيث تبقى دائما العقبة الكبيرة في مجلس الامن لاستصدار قرارات تحمل الشعوب من التقتيل والقمع والتكيل ، اما فيما يتعلق بالدول العربية فلا يمكن الا ان تشكر دولة قطر واعلامها المتميز بقيادة قناة الجزيرة ودولة الامارات على مواقفها التاريخية في محاربة نظام الطاغية معمر القذافي منذ البداية وساندت الثورة الليبية بالمال والسلاح والدعم الاعلامي والديبلوماسي ، فالشعب الليبي مدين لهم بذلك لا شك ونفس الشئ ينطبق على المغرب الذي احتضن بعض فصائل المعارضة الليبية وساهم في الخفاء في دعم نضال الشعب الليبي رغم ان الاعتراف الديبلوماسي بالمجلس الانتقالي جاء متأخرا الا ان الشعب المغربي يستحق من الاشقاء الليبيين رد الجميل وذلك اولا بقطع اية علاقة مع جبهة البوليزاريو والعمل الجدي من اجل بناء اتحاد مغاربي حقيقي فاعل ومندمج اقتصاديا وسياسيا وماليا ولن يكون ذلك بطبيعة الحال الا بتغيير النظام الجزائري لمنهجيته السياسية المتبعة حاليا والتي تتسم بمعاداته لحقوق المغرب في سيادته الترابية ، فلا عجب اذا ان نجد النظام الجزائري يعادي الثورة الليبية ويشترط على المجلس الوطني الانتقالي محاربة القاعدة كشرط لاعترافه به ، والحقيقة ان النظام الجزائري ساهم بمرتزقة وسلاح وعتاد الى جانب القذافي خوفا من انتقال الوهج الثوري الى الجزائر ، ولكن الشعب الجزائري لا شك انه مدرك جيدا ان نظامه السياسي الحالي لا يمكن ان يستمر بهذا المنطق السياسي البائد المبني على افتعال الازمات الخارجية مع الجيران اولا ومع مجموعة من الدول الاخرى ، اذ قريبا سيعلن الشعب الجزائري عن ثورته هو كذلك ضد الاستبداد والعسكرتارية المسيطرة على مقدرات الشعب الجزائري.

كل هذه الثورات المستمرة والناجحة تعطي املا كبيرا لنا جميعا بانتصار الثورة السورية وانتهاء عهد بشار الاسد الذي قتل من السوريين ما لم تقتله اسرائيل في حربها في غزة ، والشعب السوري قادر بمثقفيه الكبار ومناضليه الشرفاء في الداخل والخارج قادر على الانتصار على النظام السوري الدموي الذي اتخذ من قضية فلسطين ومن القومية العربية مبررا لذبح الشعب السوري وانتهاك المحرمات والمقدسات في احداث تعيدنا الى تاريخ التتار والمغول وجرائمهم ضد بغداد والمنطقة ،لكن في راي المتواضع لابد ان يستعين المناضلون السوريون بالمنظمات الدولية وبمجلس الامن والمجتمع الدولي لمحاصرة نظام بشار الاسد ، لان التعويل فقط على الداخل ومع شراسة النظام ومداهمته المستمرة للاحياء السكنية قد تجعل فاتورة الحرية ثقيلة جدا ، فمن الذي يمنع المناضلين السوريين من المطالبة بحماية دولية ؟؟ فالنظام السوري يستعين بالخارج وخاصة ايران كما يستعين بحزب الله وقد يستعين سرا باسرائيل ، فنظام بشار الاسد للمناسبة احسن بالنسبة لإسرائيل من أي نظام ديموقراطي جديد محتمل بسوريا ، اذ ينوب عنها ويحمل حتى عنها التكاليف في قتل الشعب السوري وفي تحجيم قوى المقاومة الفلسطينية وجانبه مأمون الجانب اذ لم يسبق له ان استعمل رصاصة واحدة ضد اسرائيل ، فلماذا لا تقبل اسرائيل وتدافع عنه في السر وكل هذه المواصفات متوفرة فيه .

ان انتصار الشعبين السوري واليمني رهينيين بكسب معركة الداخل أي باقناع الشعوب للانخراط فيها ولكن مرهونة اكثر بكسب الرأي العام الدولي الذي من شأنه ان يقلب الموازين لصالح الشعوب المضطهدة ، اما التبجح بالاستقلال والسيادة فلن يعطي لهذه الشعوب سوى المزيد من الشهداء والمعتقلين والجرحى وسيرفع فاتورة التغيير ، هذه قناعة لاشك ان الكثيرين من الخيرين في بلداننا لن يتفق معها لكن للاسف الشديد انها ربما هي الصحيحة فاعطى ثمارها على الاقل في بلدين مهمين العراق وليبيا وقضت على نظامين ديكتاتوريين هناك. ولكن يبقى للشعوب حق تقرير مصيرها بالطريقة التي تراها والمهم في كل ذلك هو استرداد الشعوب لحقوقها وبناء انظمة ديموقراطية تنقلنا من مرحلة الظلم والظلام الى مرحلة التطور والنماء.

*باحث في شؤون التنمية والديموقراطية

=====================

حين تكون فلسطين تجارة..!

جرير خلف

في يوم الجمعة السابق الموافق السادس والعشرون من رمضان ومن الصباح الباكر تراجعت قوة من العدو الصهيوني مئات الأمتار جنوبا مبتعدة عن الحدود الفلسطينية اللبنانية وحلت قوات من الأمم المتحدة على الشريط بكثافة اكبر وانتقلت بعض العناصر من حزب الله الى مشارف بلدة مارون الراس حيث تم تجهيز مكان الاحتفال يوم القدس وبكل هدوء ورتابة.. هنا كراسي السادة وهنا كراسي الضيوف وهنا الشاشة الكبيرة ومن هنا سيمر القادة...

 

كل تلك الترتيبات مرت بهدوء عجيب في الاحتفال الذي أقامه حزب الله على حدود فلسطين الشمالية ليتم فيها إطلاق البالونات الكلامية والصواريخ الصوتية باتجاه الجنوب..

 

تغنى حسن نصر الله بسوريا ودورها بالحفاظ على القضية الفلسطينية وأقسم بأغلظ الأيمان والسبابة في وجوه الحاضرين بأن لولا سوريا لضاعت فلسطين..!.

 

 وهنا نقف أمام أحجية الشاطر حسن.. فكيف لم تضيع فلسطين والقضية معا لغاية الآن..!؟ والمستعمرات تأكل كل شبرا لا يقف عليه الفلسطينيون وحدهم بصدورهم العارية ليحموا ما تبقى الأرض وعروبتها.. والسادة (المقاومون) يتناوبون الميكروفونات في ساحات الضاحية الجنوبية وسنابس (في البحرين) ودمشق وطهران لكي يتاجروا بأحذية الأبطال في فلسطين.. كيف لم تضيع بوجهة نظر السيد حسن..!؟

 

 هل كان يقصد السيد حسن أن لولا دور سوريا والمقاومة المزيفة لضاعت فلسطين من أيدي الكيان الصهيوني..!؟، وضاعت تجارة دول (المقاومة والممانعة) بفقدانهم (البضاعة)..!؟، وهذه اقرب للحقيقة عند قراءتنا لكيفية سرقة الثورات وتجيرها وتمييعها وتحويل مساراتها من التزام التحرير والوحدة مع الشعب والكيان العربي الى المقاومة الملتوية باتجاه الدفاع عن المشروع الفارسي في المنطقة، حيث كانت تتم عملية اختطاف للثورات الوطنية التي كانت تنبت من رحم الشعوب للتحول فجأة الى حراس للمشروع الفارسي برعاية سورية بعد استقطابها بالمال والمكان الآمن والدعم الإعلامي ليتم سحب البساط من تحتها وينزع استقلالها فتتحول بالنهاية الى فروع رديفة لمكاتب الخراب في طهران ودمشق والضاحية الجنوبية.

 

 تلك العملية كانت تتم بمنهجية خبيثة أدت الى إسقاط بعض الفصائل الفلسطينية وكذلك بعض فصائل المقاومة العراقية في الحضن المقاوم المزيف، ليضاف ذلك الى رصيد الجبهة الممانعة والمقاومة المكتنز بجهودهم الكبيرة في تخريب انتماء الجيش السوري (والمقاومة) اللبنانية وتحويل جنودهم الى ماكينة مجنونة لقمع الشعب السوري واللبناني والفلسطيني بدلا أن يكون جيش لتحرير الجولان وفلسطين.

 

 والاحتمال الآخر أن فلسطين لم تضيع لغاية الآن..!! والله اعلم أين هي فلسطين التي يقصدها حسن نصر الله التي لم تضيع بسبب (المقاومة) والممانعة..بالتالي هناك ضياع سيكون اكبر إن لم نسلم بدور سوريا والمقاومة الكرتونية ونترك لهم الحبل على الغارب ليقوموا بتحرير فلسطين التي نعرفها عبر الكويت والبحرين وحمص ودمشق ونجران..

 

هذه المجموعة التي تأبطت فلسطين تجارة رابحة لبضاعة طاهرة بأيدي نجسة قد تناست أن التاريخ لا يمكن أن يشطب بخطاب.. فدور الثالوث المحتال (طهران وسوريا وحزب الله) بحق الشعب الفلسطيني والشعب العربي قاطبة يعرفه الصغير قبل الكبير.

 

فالنظام السوري لا يستطيع أن يمسح مؤامرة تسليم الجولان ومذابح تل الزعتر وصور وصيدا والانسحاب من البقاع في اجتياح عام 1982ومذابح الجبل من ذاكرتنا بخطاب، وحركة أمل (الأم الشرعية لحزب الله) تجاوزت الحيادية السلبية الى استعداء الشعب الفلسطيني مباشرة.. فأفراد حركة أمل في الجنوب أصبحوا عماد جيش سعد حداد العميل في الثمانينيات ونساء الحزب في قرى الجنوب استقبلت الاجتياح الإسرائيلي بالرز والورود عام 82 مترافقا ذلك مع انسحاب القوات السورية بلا طلقة واحدة.

 

وكذلك قامت قوات حركة أمل خلال أعوام 85 ولغاية 88 بمذابح الجبل بحق الفلسطينيين وبمساعدة راعية المقاومة سوريا لتقتل أكثر من ثلاثين ألف شهيد خلال أربع سنوات..وبعد أن انحرقت ورقة حركة أمل وأنكشف دورها خرج من رحمها حزب الله ليكمل (المقاومة) الصوتية بحق فلسطين وبالمقابل يمنع الثوار الفلسطينيين من الاقتراب من الحدود الشمالية لفلسطين من خلال الجنوب وبحجة حصرية المقاومة بيد حزب الله.

 

تلك التجارة استغلها أيضا بعض الخارجين عن الأعراف الذين لا يعرفون من فلسطين إلا أنها بضاعة لأسيادهم في طهران والضاحية الجنوبية.. فوقفوا بنفس الوقت في منطقة غرب المنامة في البحرين في منطقة (البلاد القديمة) يحملون الأعلام الفلسطينية والبحرينية ويهتفون بسقوط النظام ويتنادون بتخريب البحرين نصرة لفلسطين..!!، مكشوفة تلك اللعبة التي يلعبها معممو الظلام وتجار المقاومة بالصوتيات والمرئيات..

 

فلسطين بريئة من كل تجار المرحلة، ورايات البحرين وفلسطين وكل رايات العروبة كانت رهينة في أيديهم ولو جاز لها أن تنطق لبصقت على كل تجار الخراب الذين يتاجرون بفلسطين لتسليم البحرين والوطن العربي الى معمي الظلام في طهران.

 

فخلال هذه السنوات التي مارست بها سوريا وحزب الله حصرية الممانعة والمقاومة.. قام العدو الصهيوني بعدة مجازر ومذابح واجتياحات بحق الشعب الفلسطيني ولم نسمع من هذه المجموعة الممانعة والمقاومة (سوريا وحزب الله وطهران) سوى أناشيد اللطميات وخطابات من خلف الشاشات.. بنفس الوقت الذي كان شعبنا الفلسطيني في ربوع الوطن يقاوم بأجساده الدبابات والرصاص الحي والاجتياحات كانت الأنخاب تدق بين الضاحية الجنوبية ودمشق وطهران وتل أبيب، ففلسطين هي كلمة السر التي اجتمع عليها المشروعين الصهيوني والفارسي لسحق الجميع وهي (فلسطين) بريئة منهم ليوم الدين..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ