ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عقاب
يحيى الشعب
السوري بين المطرقة والمطرقة..
واضح أن الغضب يضجّ بردود
الفعل، والشباب يقدّم بالصدور
العارية التضحيات الجسام ولا
معين غير الإيمان، ولا رادع
لنظام ينزل بكل ثقله الإجرامي
لإجهاض الثورة بالقمع والقتل
والاعتقال، وليس بشيء آخر.. مما
دفع إلى بروز أصوات تقوى منادية
بالحماية عنواناً.. بدءاً
بمراقبين عرباً وأجانباً..
وصولاً إلى المفتوح على
الاحتمالات,, والاحتمالات
كثيرة، والسيناريوهات أكثر.. نعم
نظام الكل الأمني الذي بدلاً من
الاعتراف، منذ الأيام الأولى،
بوجود مطالب للشعب محقّة، في
الانفتاح، والإصلاح الجدي على
طريق الانتقال من الاستبداد إلى
الديمقراطية، ومن الأحادية
القمعية إلى التعددية، ومن
الاحتكار المكين للدولة
والمجتمع.. إلى المساواة في دولة
المواطنية.. أشهر سيوفه القمعية
كلها وفوقها إدمانه في الحديث
عن الفتنة والمؤامرة ليدخل حلبة
المصارعة وقد شمّر عن كل حقده
فتكاً بالشعب المنتفض لكسر
الإرادة، وإخضاع البشر بالقوة،
ولا شيء غيرها.. وهو بذلك يدفع
عامداً، واعياً الأمور نحو
العنف، واستدراج التدخل
الخارجي كي يرضى غرور فصاحة
التعليب، ويعلنها حرباً شاملة
على الشعب.. وكان الذي كان .. كان
الذي كان والناس التي يٌقتل
أبناؤها وذووها.. والذين تشتلع
آدميتهم، ويمثّل بأقاربهم،
وتهان كرامتهم(الموت ولا المذلة..)
.. وعمليات الاغتصاب المتنوع،
والانتهاك الصارخ للمشاعر
والحقوق.. جميعها تدفع المعنيين
من هؤلاء إلى فوران الدم،
ومحاولات الدفاع عن النفس بما
يملكون من وسائل، ولو بالأظافر،
والخناجر، والصراخ والشتائم..
ولو بما يملكون من سلاح فردي
صغير.. الأمر الذي فتح المنافذ
الصغيرة لتسرّب أفكار استخدام
السلاح.. وكان النظام مشجّعاً،
ودافعاً إلى ذلك كي يجد الذريعة
والغطاء، ثم يتلطّى بمنظومته
المهترئة عن الاستهداف
والمؤامرة وبقية المسلسل .. في
هذا المناخ.. يجد الكثير من
أصحاب المشاريع والاستراتيجيات
الأرض الخصبة للنفاذ ، ومعهم
بعض العطشى من السوريين للفوش
والسباحة والغوص في هذه المياه..
فاختلطت السحب من كل الألوان
والاتجاهات ..وصارت حكايا
ومبررات التدخل الخارجي ترتاد
الأذهان، وتجد من يفلسفها،
ويسوّقها، ويشرح أبعادها،
وأطوارها.... كمخرج وحيد للخلاص
من نظام لا يتعامل إلا بالقوة،
والمستعد لارتكاب المجازر
الجماعية، والكثير مما يمكن
عرضه كمبررات ..فتعددت الطروحات
النامية في بطن الاتصالات
وأماني البعض، والحبل على جرّار
القادم.. بينما الكثير يبدو كمن
لا حول ولا قوة، مرددين : الله
يستر ..أو " العين بصيرة واليد
قصيرة"، ومن لا يملك غير صياح
الصيّاحين، وندب النادبات دون
أن يكون لديهم البديل، ودون أن
يسهموا بفعالية في معركة شعبهم
الكبرى التي دخلت منطقة كسر
العظم، واللارجعة .. *** لن
أطيل في الكلام عن دعوات التدخل
الخارجي وأشكاله وزحلقاته..
لكن، وطالما أن السؤال الذي
تطرحه تنسيقية سلمية، للمرة
الأولى، يتعلق بفكرة المطالبة
بمراقبين عرب ودوليين لحماية
المدنيين من القتل، وكفّ يد
نظام القتل من ممارسة عشقه ولو
قليلاً..تحضرني هنا بعض مقاطع
للشاعر العبقري محمود درويش وهو
يقول : بين حبات المطر نسير.. نعم..
هذا الطلب شديد الدقة، محفوف
بكل احتمالات الانزلاق.. لأن
السير بين حبات المطر تعني
التعرض للبلل، واقله الرذاذ..
فهل تكون الثورة قادرة على تجنب
الغرق.. والاكتفاء برذاذ
الإنعاش لوتيرتها، وزخمها..
وسلميتها..والخروج منتصرة
بأهدافها المعلنة؟.. أم أن غيوم
المطر الذي يلوح كثيرة، وبعضها
من النوع الرصاصي، والأسود،
والوحلي، والقاتل .. ؟؟.. تلك
أسئلة في بطن الاحتمالات.. ======================== نظرات
في حديث : سيد الشهداء حمزة الدكتور
عثمان قدري مكانسي سيد
الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، و
رجل قام إلى إمام جائر فأمره و
نهاه فقتله الراوي:
جابر بن عبدالله المحدث:
الألباني - المصدر: السلسلة
الصحيحة – لماذا
سمي الشهيد شهيداً ؟ هناك
اقوال عديدة منها: 1- أنه
حي كما قال تعالى " ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله
أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون " 2-أن
الله تعالى شهد له بالجنة
وملائكته كذلك. . 3-
لقيامه بشهادة الحق 4- لأنه
يشهد ما أعد الله له من الكرامة . 5-
الشهيد يشهد لله بالوجود
والألوهية بالفعل حين شهد غيره
بالقول. 6-
لسقوطه بالأرض وهي الشاهدة
له . 7-
يشهد له دمه الذي سقى الأرض
بالشهادة. 8-شهد
المؤمنون له بالإيمان وحسن
الخاتمة . لم كان
حمزة سيد الشهداء؟ 1- إنه
لم يأل جهداً في الدفاع عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم. وحين
أسلم قاد مع عمر المسلمين إلى
الكعبة تحدياً للمشركين ، فقد
أعز الله الإسلام بهما. 2- كان
يدعى أسد رسول الله ، فهو بطل في
الحروب . 3- شج
فرعون هذه الأمة منتصراً للنبي
صلى الله عليه وسلم حين قال لأبي
جهل : كيف تشتمه وأنا على دينه؟ 4- هو
السعيد كونه عمّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وكان قريباً من
عمره وصديقاً له، وكان رسول
الله يحبه أشد الحب ، وقد صلى
عليه مع كل شهيد من شهداء أحد. ورجل
قام..... ذكر (الرجلُ)
في الحديث وفي القرآن في الأغلب
الأعم للمديح 1- وجاء
من أقصى المدينة رجل يسعى. وهذا
في معرض المديح 2-
فاستشهدوا شهيدين من رجالكم ،
فإن لم يكونا رجلين فرجل
وامرأتان ممن ترضون من النساء
أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما
الأخرى. وهذا في معرض التوثيق 3- من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه. وهذا في معرض التكريم
والمدح. 4- سبعة
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا
ظله ، الإمام العادل ، وشاب نشأ
في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق
في المساجد ، ورجلان تحابا في
الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،
ورجل طلبته امرأة ذات منصب
وجمال ، فقال ، إني أخاف الله .
ورجل تصدق بصدقة أخفاها ، حتى لا
تعلم يمينه ما تنفق شماله ، ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه . الراوي:
أبو هريرة المحدّث ،وبهذا
اللفظ أخرجه البخاري
وقد ذكر الرجل في هذا الحديث
في معرض المديح. 5- وقد
يُجمع بين الذم والمديح في حديث
الرسول صلى الله عليه وسلم : كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا
صلى صلاة ، اقبل علينا بوجهه ،
فقال : من رأى منكم الليلة رؤيا .
قال : فإن رأى أحد قصها ، فيقول :
ما شاء الله . فسألَنا يوما فقال
: هل رأى أحد منكم رؤيا . قلنا : لا
، قال : لكني رأيت الليلة رجلين
أتياني فأخذا بيدي ، فأخرجاني
إلى الأرض المقدسة ، فإذا رجل
جالس ، ورجل قائم ، بيده كلوب من
حديد يدخل ذلك الكلوب في شدقه
حتى يبلغ قفاه ، ثم يفعل بشدقه
الآخر مثل ذلك ، ويلتئم شدقه هذا
، فيعود فيصنع مثله . قلت : ما هذا
؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا ، حتى
أتينا على رجل مضطجع على قفاه ،
ورجل قائم على رأسه بفهر ، أو
صخرة ، فيشدخ بها رأسه ، فإذا
ضربه تدهده الحجر ، فانطلق إليه
ليأخذه ، فلا يرجع إلى هذا ، حتى
يلتئم رأسه ، وعاد رأسه كما هو ،
فعاد إليه فضربه ، قلت : من هذا ؟
قالا : انطلق ، فانطلقنا إلى ثقب
مثل التنور ، أعلاه ضيق وأسفله
واسع ، يتوقد تحته نارا ، فإذا
اقترب ارتفعوا ، حتى كادوا أن
يخرجوا ، فإذا خمدت رجعوا فيها ،
وفيها رجال ونساء عراة ، فقلت :
من هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا
، حتى أتينا على نهر من دم فيه
رجل قائم ، وعلى وسط النهر ،
وعلى شط النهر رجل بين يديه
حجارة ، فأقبل الرجل الذي في
النهر ، فإذا أراد أن يخرج رمى
الرجل بحجر في فيه ، فرده حيث
كان ، فجعل كلما جاء ليخرج رمى
في فيه بحجر ، فيرجع كما كان ،
فقلت : من هذا ؟ قالا : انطلق ،
فانطلقنا ، حتى انتهيا إلى روضة
خضراء ، فيها شجرة عظيمة ، وفي
أصلها شيخ وصبيان ، وإذا رجل
قريب من الشجرة ، بين يديه نار
يوقدها ، فصعدا بي في الشجرة ،
وأدخلاني دارا ، لم أر قط أحسن
منها ، فيها رجال شيوخ ، وشباب
ونساء وصبيان ، ثم أخرجاني منها
فصعدا بي الشجرة ، فأدخلاني
دارا ، هي أحسن وأفضل ، فيها
شيوخ وشباب ، قلت : طوفتماني
الليلة ، فأخبراني عما رأيت .
قالا : نعم ، أما الذي رايته يشق
شدقه فكذاب ، يحدث بالكذبة ،
فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ،
فيصنع به إلى يوم القيامة ،
والذي رأيته يشدخ رأسه ، فرجل
علمه الله القرآن ، فنام عنه
بالليل ، ولم يعمل فيه بالنهار ،
يفعل به إلى يوم القيامة ، والذي
رأيته في الثقب فهم الزناة ،
والذي رأيته في النهر آكلوا
الربا ، والشيخ في أصل الشجرة
إبراهيم عليه السلام ، والصبيان
حوله فأولاد الناس ، والذي يوقد
النار مالك خازن النار ، والدار
الأولى التي دخلت دار عامة
المؤمنين ، وأما هذه الدار فدار
الشهداء ، وأنا جبريل ، وهذا
مكيائيل ، فارفع رأسك ، فرفعت
رأسي ، فإذا فوقي مثل السحاب ،
قالا : ذاك منزلك ، قلت : دعاني
أدخل منزلي ، قالا : إنه بقي لك
عمر لم تستكمله ، فلو استكملت
أتيت منزلك . الراوي:
سمرة بن جندب المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري وما
عدا الرجلين اللذين صاحبا رسول
الله في الرحلة ( وهما جبريل
وميكال عليهما السلام) كان للذم
والتنبيه والتحذير 6- وقال
الحسن البصري : الرجال ثلاثة ،
فرجل رجل ، ورجل نصف رجل ، ورجل
لا رجل. (أما الرجل الرجل) فذو
عقل وفهم يستشير غيره فيجمع إلى
عقله عقول الآخرين وأما (الرجل
نصف الرجل) فذو عقل وفهم لا
يستشير أحداً مما يجعله أقل من
الأول سداداً وحسن فهم. وأما (الرجل
لا رجل) فذو التفكير البسيط لا
يستشير أحداً ، فيجمع إلى جهله
صفة الحماقة وتضييع الأمور. 7- ورجل
قام : والقيام ثبات في الموقف
والمبدأ ، وإيمان به ،وإصرار
عليه . والقيام بالأمر على أتم
وجه . ولو أدى ذلك إلى قتله أو
سجنه وتعذيبه لأنه يرى النصح
للحاكم فريضة ، ففيه صلاح الأمة
..... والدليل على ذلك أن الله
تعالى لا يأمرنا بالصلاة بذكرها
وحدها إنما مسبوقة بالإقامة : أ-
إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم. ب-
وأقام الصلاة وآتى الزكاة. ت-
الذين إن مكناهم في الأرض
أقاموا الصلاة . ث- إن
الذين يتلون كتاب الله وأقاموا
الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم
سراً وعلانية يرجون تجارة لن
تبور. ج-
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة. ح-
وما أمروا إلا ليعبدوا الله
مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة
ويؤتوا الزكاة . خ-
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً
من الليل . د-
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق
الليل وقرآن الفجر.
وبهذا نفهم قول النبي صلى
الله عليه وسلم للرجل الذي دخل
المسجد فصلى ركعتين وجاء يسلم
على النبي : قم صلّ فإنك لم تصل
.... فماذا نقول لمن يصلي نقر
الديك (
سرعة 120 كلم في الساعة ) وصلاة
التساريع ... كان اسمها صلاة
التراويح .. ورجل
قام إلى
إمام جائر: أ- قد
يكون الإمام عادلاً وصالحاً وقد
يكون جائراً ظالماً . والتاريخ
مليء بأمثال النوعين. ب-
بعض الأئمة والقادة يعتبرون
شعوبهم عبيداً في مزارعهم لا حق
لهم بالنصح ، وهل ينصح العبد
سيده؟! ت-
كثير من هؤلاء السادة يرون
أنفسهم فوق النقد وفوق النصح
فهم خلقوا كاملين كمالاً مطلقاً
لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم
ولا من خلفهم.!!! ( سوبر حاكم) !! ث-
هؤلاء المتجبرون نهاياتهم
وخيمة ، ولكنهم لا يرعوون (
ونذرهم في طغيانهم يعمهون).(
الله يستهزئ بهم ويمدهم في
طغيانهم يعمهون) والعَمَهُ عمى
القلب ، يرون سقوط أشباههم
بعيونهم لا بعقولهم وقلوبهم ،
ولو رأوها لأصلحوا وتداركوا
أمرهم
( إن هم إلا كالأنعام بل هم
أضل سبيلاً ) . ج-
والجور الميل عن طريق الحق إلى
سبل الضلال والعماية. ح-
والجور عكس العدل ، وشتان ما بين
النور والظلم. فأمره
ونهاه، فقتله. 1-
والمقصود بالأمر النصح اللين (
فقولا له قولاً ليناً لعله
يتذكر أو يخشى) .. قصة المأمون
والشيخ الذي نصحه فانقلب الناصح
منصوحاً . 2- إن
الله تعالى لما أراد هدى زيد بن
سعنة قال زيد بن سعنة ما من
علامات النبوة شيء إلا وقد
عرفتها في وجه محمد حين نظرت
إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه
يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة
الجهل عليه إلا حلما ، قال زيد
بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل
بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر
وعمر وعثمان في نفر من أصحابه
فلما صلى على الجنازة ودنا من
جدار ليجلس أتيته فأخذت بمجامع
قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه
غليظ فقلت له ألا تقضيني يا محمد
حقي فوالله ما علمتكم بني عبدِ
المطلب لمطلٌ ولقد كان لي
بمخالطتكم علم . ونظرت إلى عمر
وإذا عيناه تدوران في وجهه
كالفلك المستدير ثم رماني ببصره
فقال يا عدو الله أتقول لرسول
الله ما أسمع وتصنع به ما أرى
فوالذي بعثه بالحق لولا ما
أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة
وتبسم ثم قال يا عمر أنا وهو كنا
أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن
الأداء وتأمره بحسن التباعة
اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده
عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته. 3- يظن
الظالم أن القتل يخيف المظلومين
فيركنوا إلى الذل ، ولكن الشعب
المقهور قد يسكت إلى حين ثم ينقض
على الظالم ويسترد حقه يقول
أبو القاسم الشابي مصوراً بذكاء
وشفافية نهاية الظالم المستبد: ألا
أيها الظالم المستبد
حبيب الظلام عدو الحياة سخرت
بأنات شعب ضعيف
و كفك مخضوبة من دماه و سرت
تشوه سحر الوجود
وتبذر شوك الأسى في رباه رويدك
لا يخدعنك الربيع
وصحو الفضاء وضوء الصباح ففي
الافق الرحب هول الظلام
و قصف الرعود وعصف الرياح حذار
فتحت الرماد اللهيب
و من يبذر الشوك يجن الجراح تأمل
أنى هناك حصدت
رؤوس الورى وزهور الأمل و رويت
بالدم قلب التراب
وأشربته الدمع حتى ثمل سيجرفك
السيل سيل الدماء
و يأكلك العاصف المشتعل 4- قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن
تقول : إنك ظالم ؛ فقد تودع منهم"
الراوي:
عبدالله بن عمرو بن العاص
المحدث: البزار - المصدر: البحر
الزخار . وهذا
الحديث ترجمه شعراً الأديب
الكبير سيد قطب رحمه الله في
قصيدة قال منها : أخي
فاستمع لحديث الرسول
وأنصت لتسمع ماذا يقول إذا
خشيت أمتي أن تقول
فقد هلكت وعلاها الأفول ويقول
: أخي إن
نمت نلق أحبابنا
فروضات ربي أعدت لنا وأطيارها
رفرفت حولنا
فطوبى لنا في ديار الخلود وقد
قال الصحابي الجليل بلال بن
رباح رضي الله عنه وهو يموت
لامرأته التي بكت : (غداً نلق
الأحبه ، محمداً وصحبه) ولعلنا
بفضل الله تعالى نلقى سيدنا
رسول الله وصحبه حين يعفو الله
تعالى عنا ويغفر لنا خطايانا ،
لإنه غفور رحيم .
فالدنيا
فانية وهي لنا دار ابتلاء وهي
قصيرة متعبه نسأل الله أن
ينجينا منها على خير والأخرة
دار البقاء ، وشتان ما بين دار
راحلة ودار باقية . والغبي من
يبيع آخرته بدنياه
( لو وُعد ابن آدم أن يعيش
مليون سنة فسوف يظل منغوصاً
عليه لأنه يترقب النهاية ) أما
الدار الآخرة فلانهاية لها وهي
إلى أبد الآبدين. وهذه أكبر
النعم في الجنة بعد نعمة رؤية
وجه الله تعالى . 5-
فالقتل بيد ظالم تنصحه شهادةٌ
في سبيل الله من أعظم الشهادات ،
ونعمتْ نهاية شهدائنا الأبرار
الذين قالوا وما يزالون يقولون
للظالم ارحل ( نريد إسقاط النظام)
فسبقونا إلى الغاية التي نريدها
ونرجو أن نكون من أهلها. 6-
إسلام الأسود الراعي واستشهاده أتى
الأسود الراعي رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم - وهو محاصر لبعض
حصون خيبر ، ومعه غنم له ، كان
فيها أجيرا لرجل من يهود ، فقال :
يا رسول الله ، اعرض علي الإسلام
، فعرضه عليه ، فأسلم - وكان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - لا
يحقرُ أحدا أن يدعوه إلى
الإسلام ، ويعرضه عليه - فلما
أسلم قال : يا رسول الله ، إني
كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم وهي
أمانة عندي ، فكيف أصنع بها ؟
قال : اضرب في وجوهها ، فإنها
سترجع إلى ربها - أو كما قال -
فقال الأسود ، فأخذ حفنة من
الحصى ، فرمى بها في وجوهها ،
وقال : ارجعي إلى صاحبك ، فوالله
لا أصحبك أبدا ، فخرجت مجتمعة ،
كأن سائقا يسوقها حتى دخلت
الحصن . ثم
تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع
المسلمين ، فأصابه حجر فقتله ،
وما صلى لله صلاة قط ؛ فأتي به
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
، فوضع خلفه ، وسجي بشملة كانت
عليه . فالتفت إليه رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من
أصحابه ، ثم أعرض عنه ، فقالوا :
يا رسول الله ، لم أعرضت عنه ؟
قال : إن معه الآن زوجتيه من
الحور العين . والشهيد إذا ما
أصيب تدلت ( له ) زوجتاه من الحور
العين عليه ، تنفضان التراب عن
وجهه ، وتقولان : ترّب الله وجه
من تربك ، وقتل من قتلك . لقد وصل
إلى الهدف المنشود بسرعة
متناهية ، وهذا كرم الله تعالى
لعباده جعلنا الله منهم . 7-
اللهم ارحم شهداءنا وأدخلهم
جنات النعيم ، وألحقنا بهم
مغفوراً لنا جميعاً يا رب
العالمين. ======================== منذر
السيد كثيرا
ما عول النظام القمعي في سوريا
على شريحة من الشعب اعتبرها في
صفه وراهن على موقفها مكثّرا
بها عدده وداعما بها صفه كاذبا.
وكثيرا ما ناشد الثوار الأحرار
هذه الشريحة من الشعب الخروج عن
صمتها والتعبير عن موقفها دون
خوف أو وجل وبصوت مسموع ينفي ما
ادعاه النظام وما قاله على
فضائياته بلا خجل. وليس -
والحق يقال - ثمة فئة من الشعب
عانت من النظام الفاسد ما عانت
هذه الشريحة العريضة الواسعة
إنها شريحة الموظفين في السلك
الحكومي من مدنين ومستخدمين
وعسكريين. فالرواتب
التي يتقاضونها ليست بما يكفي
من أراد الكفاف ولو اعتمد عليها
الواحد منهم لتحصيل لقمة العيش
له ولأسرته لعاش تحت خط الفقر
وهذا ما أدى إلى سبيلين لا ثالث
لهما: فإما البحث - إن كان شريفا
وحريصا على لقمة حلال يضعها في
أفواه أطفاله - عن عمل إضافي
يستغرق جل وقته الزائد عن وقت
دوامه حتى لا تتسنى له
الاستراحة ساعة من نهار أو ليل
وأما أن يلجأ إلى الطرق
الملتوية في تحصيل رزقه مما يضر
بالوطن والمواطن ويجعل منه
مواطنا غير شريف. والحياة
التي يحيونها منقوصة الكرامة
فما من مناسبة للنظام يريد أن
يلبّس بها على الشعب إلا وهم
المطلوبون ليكونوا في الصف
الأول تحت لهيب شمس الصيف أو
صقيع برد الشتاء وعليهم أن
يتقنوا فن التصفيق والمديح
والصراخ بتأبيد الرئيس والعويل
على القضية. وهم
ملزمون يوم توظفوا على الانتساب
إلى حزب البعث حتى من يخامرهم
شعور بالقرف المفرط حين يسمعون
اسمه وكل من تبوأ أقل منصب ألزم
بحب بشار وأبو بشار وأم بشار و.....
ووضع صورته وصورة أبيه فوق رأسه
على أنه من يطعمه ويكسيه! ويرحمه
ويؤويه! ويدافع عنه ويحميه! وهم
مراقبون - أسوة ببقية الشعب - قد
سلط النظام بعضهم على رقاب بعض
مخبرين ومخربين وزادهم تهديدا
بالطرد من وظائفهم وبهذا
التهديد أمسكهم من تلابيبهم
وعدهم من جنوده ومؤيديه وخاف
كثير منهم وجبنوا فبقوا عن
الثورة متقاعسين وإلى الصمت
والسكوت والسكون منحازين. إنهم
متقاعسون عن الثورة وهم أكثر
المستفيدين من انتصارها لأنهم
سيتحررون من نير من ألجأهم إلى
تجويع أطفالهم أو إطعامهم
الحرام ولأنهم سيتحررون من نير
من استهان بكرامتهم وجعلهم
شاءوا أم أبوا في عدده وتحت
مشيئته وثمن الاعتراض الطرد
والملاحقة ولأنهم سيعودون بنصر
الثورة إلى خير عميم سيطال جميع
المواطنين وسيكونون كما كان
الموظفون الحكوميون في عقود
سبقت حكم هذه العصابة أغنياء
بما يتلقونه من مال مشروع جراء
خدمتهم مواطنيهم ووطنهم. هؤلاء
المتقاعسون ينبغي أن يكونوا في
الصف الأول ليس للتصفيق للنظام
بل للدعوة إلى إسقاطه وليحرموا
هذه العصابة من ادعاءها أنهم
مؤيدوها ومساندوها بل ليفضحوها
ويظهروا ما يعرفونه من أسرار
خيانتها وعمالتها وسرقاتها
وجرائمها كما فعل المحامي
الشجاع والقاضي الحر عدنان
البكور. ======================== متى
يمسك ثوار سورية بزمام
المعارضين السياسيين؟.. موقع
الزعامات المشرّف.. وراء الشعب
الثائر نبيل
شبيب لا
يوجد في سورية، ولا ينبغي أن
يوجد سوى معركة واحدة.. يخوضها
شعب ثائر بجميع معاني الوحدة
والتآخي وبأكرم الخصائل
الإنسانية المشتركة فيه، ضدّ
حكم استبدادي قمعي اجتمعت فيه
وفي ممارساته كافة المواصفات
التي انتزع بها نفسه من
الانتماء إلى الإنسانية وإلى
الوطن. كل
معركة جانبية.. هي معركة ضدّ
الثورة. وكل خطوة أو مبادرة تصدر
عن أي جهة من الجهات المعارضة
التقليدية، وكذلك ممّن
يتحرّكون بالثوار ومع الثوار من
خلال ما نشأ من تشكيلات
ميدانية، لا يمكن أن تعتبر
نفسها جزءا من الثورة إلا عندما
تضع نفسها من اللحظة الأولى،
عبر التفكير.. وعبر ما ينشأ عنه
من تدبير، وراء الشعب الثائر،
وبعيدا عن التطلعات القاتلة لكل
ثورة ولكل دولة.. تطلعات الزعامة
الأنانية، سواء نشأت عن طريق
أفراد، أو تجمعات. ومهما
كان الرصيد الشعبي لفرد أو
تجمع، عبر ماضيه التاريخي أو
واقعه الآني، لا بدّ أن تنهار
قيمة هذا الرصيد، بقدر ما تصبح
كلمة (أنا) مقدّمة لديه على كلمة
(نحن).. نحن سورية، نحن شعب
سورية، نحن ثورة سورية، نحن
مستقبل سورية، ولا يهمّ بعد ذلك
على الإطلاق، أن يجد من يحتفل
به، أو لا يحتفل، من وسائل
إعلامية، أو جهات سياسية.. فهو
إن قدّم نفسه على شعبه، خسر
شعبه، ولا يفيده من بعد ذلك أن
يكسب التأييد من أي جهة أخرى. ثورة..
أكبر من مجرّد ثورة إن
ثورة شعب سورية ثورة على نظام
استبدادي إقصائي.. وثورة على
طرائق التفكير التقليدية التي
حكمت التعامل مع ذلك النظام
خلال العقود الماضية.. ثورة
على الإقصاء الذي مارسه
الاستبداد.. وثورة على كل إقصاء
يمارسه أي طرف من الأطراف، إذ لا
بدّ آنذاك -إن وصل يوما ما إلى
السلطة- أن يصبح شكلا آخر من
أشكال الاستبداد. ثورة
على القمع الذي مارسه الاستبداد
بمختلف أشكاله طوال خمسة عقود..
وعلى كل شكل من أشكال القمع الذي
يمارسه أي فريق تجاه فريق،
فكريا أو عقائديا أو سياسيا أو
إعلاميا أو نفسانيا.. أو بأي
صورة من الصور الأخرى.. هي
ثورة حضارية ولا تتجلّى معاني
الحضارة في تشييد المصانع
والأبنية الشاهقة وفي التقنيات
الحديثة، قدر ما تتجلّى في
تكريم إنسانية الإنسان، في أي
موقع من المواقع، وبكل صيغة من
الصيغ.. جنبا إلى جنب مع جميع ما
يمكن تحقيقه، ويجب تحقيقه، على
طريق التقدّم والرقيّ في مختلف
الميادين.. هي
ثورة ثقافية ولا تتجلّى معاني
الثقافة في أقلام ولوحات ونصب،
بل تتجلّى في احتضانها للشعب
قيما وأخلاقا وتاريخا وآمالا
وآلاما، عبر مختلف أشكال
التعبير والإبداع، دون أن
تحدّها قيود مصطنعة ولا أن
تتحوّل هي نفسها إلى قيود
يفرضها فريق على فريق، متحدّيا
رؤاه وأذواقه وقيمه ومعتقداته
وحريته وحقوقه.. هي
ثورة العدالة على الظلم، والحق
على الباطل، والحرية على
العبودية، والكرامة على
الذلّة، والقضاء على إفرازات
الطوارئ، والقانون على استباحة
الحرمات، والإصلاح على الفساد
والإفساد، والروح الوطنية
الجامعة على كل شكل من أشكال نشر
الفتن الانتمائية تحت أي عنوان
ومسمّى.. وهي
أيضا الثورة التي تعيد لسورية
مكانتها الرائدة على الأصعدة
العربية والإسلامية، وفي خدمة
القضايا المصيرية، وفي مقدمتها
قضية فلسطين، ومن خلال ذلك
استعادة القدرة على المشاركة في
صناعة القرار والحدث على كل
صعيد عالمي في عالم التكتلات
المعاصر. بتعبير
آخر: أوّل مدخل أمام أي "معارض"
لفهم هذه الثورة والعمل معها
وليس ضدّها هو أن يستوعب حقيقة
بسيطة وجوهرية: هذه
ثورة شعبية لتغيير جذري شامل..
وليست ثورة تغيير سلطة!.. الشعب
بالمرصاد كلّ
تحرك من جانب أي فريق يحاول أن
يتصدّر الآن ساحة العمل من أجل
سورية ومستقبلها، يواجه
احتمالين: - أن
يكون جزئيا يفرّق ولا يجمع.. ولا
بدّ -كما حصل مرارا- أن يضمحلّ
مفعوله ويضمحلّ شأن من يتشبّث
به.. - أن
يكون جماعيا جامعا ويضع نفسه
خلف هذه الثورة الشعبية الشاملة
الحضارية البطولية.. وآنذاك
فقط، يصبح مع هذا الشعب وجزءا
منه، وقد تحرّك جماعيا في ثورة
جامعة، بشبابه وأطفاله وشيوخه،
برجاله ونسائه، فاحتلّ بنفسه -وليس
من خلال أي فئة أو جزب أو فرد-
المقدّمة في صناعة الحدث
التاريخي الكبير، واعيا كلّ
الوعي ومدركا كلّ الإدراك، أنّ
التراجع عن موقعه في المقدّمة،
يعني نشأة أوضاع تتناقض مع
سيادة الشعب على نفسه وسيادته
على صناعة قراره ومستقبله بنفسه. في هذه
الثورة الشعبية الشاملة
الحضارية البطولية: لا
مكان لأحد.. لا مكان لتجمع.. لا
مكان لحزب.. لا مكان لاتجاه.. لا
مكان لمعارضة.. لا مكان لشخصية
تاريخية.. إلا صفا واحدا على قدم
المساواة، في مؤخرة الثورة وليس
في مقدمتها، فالمقدمة مشغولة،
احتلّها الشعب الثائر
وتضحياته، وهو يصنع تاريخه
ومستقبله ووطنه من جديد. لقد
استطاع الشعب الثائر أن يقضي
بنفسه على منطق احتكار الزعامة
والقيادة والرئاسة والسلطة من
جانب فريق تحوّل إلى عصابات
استبدادية قمعية فاسدة.. ولا
ينبغي أن يتوهّم أي فريق أنه
قادر بعد هذه الثورة على احتكار
الزعامة أو القيادة أو الرئاسة
أو السلطة لنفسه، فمن يصل إلى
موقع من مواقع المسؤولية في
سورية المستقبل، لا يعدو أن
يكون "مفوّضا بشروط" من
جانب الشعب، تحكمه إرادة الشعب
ولا يحكمها، وتنصّبه وتعزله في
أي مرحلة من المراحل، ولأي سبب
من الأسباب، فمن لا يجد نفسه
قادرا على ذلك لا ينبغي أن يحاول
التحرّك أصلا، لا سيما إذا كان
مخلص النيّة لا يريد إلحاق
الضرر بالشعب وثورته والوطن
ومستقبله، فمثل تلك المحاولة
تسبّب أضرارا جسيمة. إن
أكبر إنجازات ثورة شعب سورية
على طريق انتصارها أنّها أثبتت
على أرض الواقع وليس عبر شعارات
نظرية، قدرة الشعب على أن يفرض
نفسه وكلمته رغم أعتى أشكال
القمع الإجرامي.. وهو ما يعني في
الوقت نفسه أنّه أصبح بالمرصاد،
لكلّ من يخالف إرادته. لا
جدوى الآن في مرحلة الانتقال من
الثورة إلى الدولة- ولا جدوى بعد
اليوم أيضا- من عملٍ "أناني"
يزعم أصحابه أنهم يريدون به
خدمة الشعب وثورته والوصول به
وبها إلى "برّ الأمان"،
فبرّ الأمان هو الانصياع لإرادة
الشعب الثائر، الذي صنع ثورته
بنفسه، وقدّم ما قدّم من
تضحيات، كيلا يتكرّر غدا.. ما
كان بالأمس أو بعضه. إنّ
الأنانية.. والثورة الشعبية
الشاملة نقيضان لا يجتمعان. لا
تخوين ولا تشكيك في ساعة
التغيير الجذري.. ولكن! ليس في
هذه الكلمات ما يستبق الحدث، ما
يستبق انتصار الثورة.. ليس فيها
مجرّد "أمنيات مستقبلية"..
فقد انتصرت الثورة، وانهار
الاستبداد الفاسد القمعي،
ومهما بلغت همجية انتقامه في
ساعة احتضاره، لن يغيّر ذلك من
حصيلة ما صنعه الشعب بثورته،
فمع معايشة ساعة احتضار
الاستبداد نعايش ساعة ولادة
المستقبل، على أن نستوعب المشهد
على الوقع الزمني لمقاييس
التغيير التاريخية. هي
ساعة التغيير.. صنعها خروج الشعب
في سورية من لحظة كمون طاقاته
وراء أوهام الخوف التي ولّدت
الركون عقودا عديدة.. إلى لحظة
الثورة التي كسرت حواجز الخوف
وأغلقت جميع طرق العودة إلى
حالة الركون القاتل. يطيل
أمدَها القمع الهمجي.. ولكنّ من
يمارسه ويشارك فيه، لا يقضي على
الثورة نفسها، بل يقضي على "منافذ"
نجاته هو من قبضة التغيير
التاريخي، وهذا مغزى تحوّل
شعارات الثورة تدريجيا، تحت
تأثير الغضب "المشروع" من
"الإصلاح" إلى "إسقاط
النظام" إلى "محاكمة
المسؤولين".. وأخطر ما يمكن أن
يسبّبه القمع الهمجي لمن
يمارسوه، أن يستمرّوا في تصعيده
إلى لحظة "انفجار الغضب"،
أي أن تمزّق قوة الغضب التمسّك
بالصيغة المشروعة في مواجهة قمع
همجي لا مشروعية وراءه، فتصل
الثورة إلى ما وصلت إليه ثورات
أخرى في تاريخ الشعوب، فلا
ينتظر الشعب الثائر أحكام
القضاء العادل بعد الثورة، بل
يقاضي بنفسه الجلاّدين ويقضي
عليهم أثناء الثورة. إنّما
يساهم في إطالة أمد ساعة
التغيير أو تقصيرها سلوك من
يتصدّون للنقلة المفروضة من
واقع الثورة على الاستبداد إلى
واقع البناء السياسي لما بعد
الاستبداد. في هذا
الإطار بالذات لا يزال الجانب
السلبي هو الغالب بدرجة خطيرة
على القسط الأعظم من الجهود
المشكورة -عند تقدير الظروف
والمعطيات الآنية- التي بُذلت
كي تتحرك القوى المعارضة
التقليدية، كما شاع وصفها، مع
الثورة وما صنعته من شروط
سياسية جديدة، شروط التغيير
الجذري، وليس مع نفسها وتراثها
السياسي الذاتي، فهذا بالذات
بعض ما أنهت الثورة وجوده
ومفعوله وقابلية بقائه وتجديده. لا
يمكن التعامل مع هذا الواقع
الخطير بأسلوب التخوين
والتشكيك في النوايا، بل إنّ
هذا الأسلوب بالذات لا علاقة له
بالثورة وما صنعته، بل هو جزء لا
يتجزّأ من موروث حقبة الاستبداد
والتعامل مع الاستبداد، وقد
انطوى على صراع نكد طويل بين
المتضرّرين، جعلهم -أو كان أحد
الأسباب الرئيسية التي جعلت
جميع القوى المعارضة التقليدية-
عاجزين عن إسقاطه طوال نصف قرن!.. ولكنّ
عدم التخوين والتشكيك لا يعني
القبول باستمرار ما شهدته
الشهور الستة الماضية من
مناورات، ومحاولات، ومبادرات،
ومؤتمرات، وإطلاق شتى
المسمّيات.. مع شتى ممارسات
الإقصاء وإنكار ممارسته، وشتى
ممارسات اقتناص الزعامة
والوصاية وإنكار ذلك، فالحصيلة
هي العنصر الحاسم، والحصيلة
المرئية هي أنّ الثورة الشعبية
البطولية الشاملة ماضية على
الطريق، والمعارضة التقليدية
عاجزة حتى الآن عن المضي معها
على طريقها بدلا من محاولات جرّ
الثورة والثوار إلى طرق موروثة
غير مجدية. عدم
التخوين والتشكيك لا يعني
القبول باستمرار هذا الوضع..
ولهذا بدأت تظهر معالم التحرّك
"السياسي" المباشر من جانب
قوى الثورة نفسها، وأهمّ معالمه
الأولى: - عدم
القطيعة مع المعارضة التقليدية..
بل دعوتها إلى التحرّك مع
الثورة، على طريق الثورة. هذه
فرصة زمنية أخرى بأبعادٍ
تاريخية، وتعني بصريح العبارة
ما يلي: يا
أيها الإسلاميون.. يا
أيها العلمانيون.. يا
أيها المعارضون والناشطون،
أفرادا وتجمعات وأحزابا، داخل
سورية وخارج سورية.. يا
أصحاب المبادرات والمؤتمرات.. ويا من
عرقل ما سبق من مبادرات
ومؤتمرات.. إمّا
أن تثوروا الآن.. دون تأخير، على
أنفسكم، على ما مضى من قوالب
تفكير وسلوك جامدة، كي تصبحوا
جزءا من الشعب الثائر وثورته.. أو أن
تبقوا على ما أنتم عليه حتى الآن..
جزءا من الماضي، وعقبة على طريق
صناعة المستقبل. وأنتم
أدرى بما يعنيه سلوك كل من هذين
الطريقين. ======================= احمد
النعيمي في
حديث مع قناة الجزيرة – بعد
دخول الثوار لمدينة طرابلس–
أعلن مصطفى عبد الجليل بأنه إذا
بقي تدخل أفراد من الإسلاميين
بالثورات فسيقوم بتقديم
استقالته إذا استمر الأمر على
هذا النحو، وذلك بعد إطلاق نار
في بيت محمد القذافي الذي تم
تأمينه من قبل الثوار، بحجة أن
هناك من ينتقم من أذناب القذافي
دون التزام بأوامر المجلس
الانتقالي، وقد تأكد بعدها بان
إطلاق النار كان مشاجرة حدثت
بين حراس محمد والثوار، وليس ما
زعمه عبد الجليل، ليتم بعدها
هروب ابن القذافي، بمساعدة أخيه
خميس، رغم وجود كتيبة من الثوار
مطوقة لبيت محمد القذافي!! وعند
دخول مدينة طرابلس أعلن الثوار
ومحكمة العدل الدولية إلقاء
القبض على سيف الإسلام القذافي،
ولكن تبين بعدها أن هذا الخبر
غير صحيح وان سيف الإسلام لا زال
طليقاً ولم يتم القبض عليه،
فإذا كان القذافي يحترف الكذب
ويمتهنه كما ظهر عبر عقود حكمه
الطويلة، فلا يتوجب على المجلس
الانتقالي أن يمتهن نفس حرفة
القذافي!! وكنا
خلال هذه الإحداث نرى أمورا
سكتنا عليها على مضض حتى نرى كيف
ستؤول إليه الأمور بعد تسليط
الله للزنادقة بعضهم على بعض،
ومساعدتهم في إنهاء حكم القذافي
في ليبيا، ومن هذه أمور كثيرة
أثارت حفيظتنا كثيراً: الأولى
جلود في مؤتمر في ايطاليا عقده
منذ أكثر من أسبوع حيث استمر
أكثر من نصف ساعة وهو يقدم
الشكر، في وقت كان يمكن أن
يختصرها بكلمة واحدة وهي نشكر
كل من قد لنا المساعدة لتخليصنا
من المجرم القذافي!! الثانية:
ليبي يقوم بتقبيل علم أمريكا،
وهذا لم يكن مقبولاً أبداً، إذا
من المعلوم أن رضا الشعب الليبي
بتدخل الغرب ليس باختيار منهم،
وإنما أمر اضطرهم المجرم
القذافي له، إذا سمحت وحشيته
لتحرك المجتمع الدولي على حياء
بان يتدخل في ليبيا جوياً، ولذا
كان مشيناً أن نرى ليبياً يقبل
علماً أمريكياً!! والثالثة: حوار
لعدد من المجلس الانتقالي مع
قنوات صهيونية!! والرابعة: إعلان
المجلس الانتقالي بإعطاء فرنسا
35% من صادرات النفط الليبي
مجاناً!! ولكن
اليوم بعد أن خلص الله ليبيا من
الطاغية القذافي، فيجب أن نوجه
كلمة إلى المجلس الانتقالي
الليبي، في خطوات يجب أن يقوم
بها حالاً، أولها: أن يتم إلغاء
كل عقود تجارية بين ليبيا وبين
كل من روسيا والصين لمواقفها
المخزية تجاه الثورات العربية
ووقوفها إلى جانب الحكام العرب
وما يرتكبوه من مجازر، بدلاً من
التأكيد بأن المجلس الانتقالي
سيحافظ على عقود الصين السابقة
في ليبيا أثناء حكم القذافي!!
ثانيها: أن يطلب المجلس
الانتقالي من حلف الناتو أن
يسحب طيرانه، ويعود إلى مواقعه،
بعد أن انتهت صواريخ القذافي
وتم تدمير مضاداته، فلم يعد أي
حاجة أو مبرر لبقاء طيران الغرب
فوق الأرض الليبية، وتعجيل
الثوار بإنهاء ما تبقى من شراذم
للقذافي!! ثالثها: أن يعمل
المجلس الانتقالي على الحصول
على أموال ليبيا المجمدة خارج
ليبيا ويعمل على تغطية الحرب
فيها، وما تبقى منها لتسير
أحوال ليبيا لحين أن تسترد
عافيتها بعد ما جرى، بدل أن يتم
إعطاء النفط للغرب، فإذا كانت
فرنسا ستأخذ 35% فما هي حصة
بريطانيا وأمريكيا!! رابعها: وهي
النقطة الأهم أن يعمل المجلس
الانتقالي على تقديم استقالته،
بدل أن تذهب خيرات ليبيا للغرب،
ويترك الأمر للشعب الليبي
ليختار ممثليه، لأننا لن نكون
قد حققنا شيئاً إذا تخلصنا من
عميل واتينا بآخر بدلاً عنه،
وفي هذه يجب أن يكون موقف عبد
الجليل جديراً بأن يعلن من أجله
الاستقالة لا أن يعلن أنه
سيستقيل لوجود إسلاميين بين
الثوار!! ===================== أدهم
أبو سلمية.. نعم يا
شباب آن الأوان أن نرتقي، وصار
الوقت المناسب لنسمو بأخلاقنا
ومعاملاتنا، لأن قضيتنا
الفلسطينية بحاجة إلي جيل من
الشباب المثقف المؤهل للقيادة،
فالأمة تتغير والشعوب تنتفض على
ذاتها لتطهر نفسها وصولاً
لتطهير الأرض من دنس اليهود
وتحرير فلسطين عما قريب، فمن
سيتسلم الراية أيها الشباب إن
لم تكونوا أنتم! جميل
أن نعود إلي القدوة الأولى
ومعلم البشرية محمد صلى الله
عليه وسلم، وهو يعلمنا كيف
نرتقي بأخلاقنا ومعاملاتنا مع
جاره اليهودي الذي كان يضع
القمامة أمام بيت النبي صلى
الله عليه وسلم، ويراه المصطفى
فيرد عليه بابتسامة الواثق من
فكرته المؤمن بقضيته، ثم تتجلى
أخلاقه صلى الله عليه وسلم حين
يفتقد الرجل فما عادت القمامة
تلقى، فيكتشف أنه مريض فيزوره
الحبيب ليطمئن على صحته، يا
الله أي أخلاق هذه يا من علمك
ربك وقال عنك:" وإنك لعلى خلق
عظيم". أيها
الشباب.. يا عماد الأمة وأصل
مجدها وصناع مستقبلها، آن
الأوان لنا أن نعود إلي هذا
النبع الصافي، وهذه المدرسة
الطاهرة لنرتوي من الحديقة
الغناء لنتعلم كيف تكون
أخلاقنا، وكيف تكون معاملاتنا،
لنتعلم كيف نقاتل الناس بالحب،
وكيف نرد على خصومنا بالحب،
وكيف نقول لمن شتمنا بكل الحب
سامحكم الله. أيها
الشباب.. إن القضية الفلسطينية
لا تحتاج إلي شباب لا يعرف إلا
نفسه وفقط، ولا يؤمن بغيره ولا
ينزل عند الحق، إن القضية
الفلسطينية بحاجة إلي رجال
أمثال الإمام حسن البنا وعز
الدين القسام، وعبد القادر
الحسيني، وفتحي الشقاقي، وأحمد
ياسين وغيرهم. أيها
الشباب.. تعالوا بنا نتعلم كيف
نبني ولا نهدم، كيف نجمع ولا
نفرق، كيف نحب ولا نكره، كيف
نسمو بعادتنا وأخلاقنا
وأفكارنا، كيف نهدم الأفكار
الغربية التي مزقت مجتمعنا
وفرقت بيننا، تعالوا بنا نجتمع
على أن فلسطين أكبر منا جميعاً،
على أن وطننا يتسع لنا جميعاً،
تعالوا بنا أيها الشباب نتسامح
ونتصافح. أيها
الشباب.. إن الواحد منا سيموت
عندما ينقضي الأجل، فماذا ترك
خلفه، فتعالوا بنا نترك خلفنا
ابتسامة محبة نرسمها على وجنتي
كل إنسان نلاقه، تعالوا نترك
خلفنا أننا لم نختلف إلا من أجل
الحق، تعالوا نبني أنفسنا
ومجتمعنا وصولاً لقيادة شعبنا
نحو فلسطين لنا جميعاً. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |