ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الشباب في السيرة النبوية

محمد عادل فارس

الشباب عماد النهضات، وهم أهل العزائم والشجاعة والإقدام والتضحيات.

وقد كانوا حَمَلة الدعوة الإسلامية الأولى وأنصار الحق. فإن عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الشباب، حين كذّبه معظم شيوخ مكة!!

يقول أبو حمزة الخارجي: وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شباباً.

والنبي صلى الله عليه وسلم يَعُدُّ السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله، ومنهم: "شاب نشأ في طاعة الله"

وحين نقرأ سير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن معظمهم كانوا من الشباب. فأبو بكر الصديق كان من أكبر الصحابة، أسلم وعمره 38 سنة، فكيف بصغار الصحابة كعليّ وسعد والزبير وأبي جندل وأبي بصير والحسن والحسين وأسماء ذات النطاقين....؟

ويكفي أن نقرأ هذا النص من تهذيب سيرة ابن هشام حتى نعلم كم كان للشباب، دور عظيم في حمل رسالة الإسلام والجهاد في سبيلها:

"وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (يوم أحد) سَمُرة بن جندب، ورافع بن خديج أخا بني حارثة، وهما ابنا خمسَ عشرة سنة، وكان قد ردّهما، فقيل له: يا رسول الله، إن رافعاً رامٍ. فأجازه. فلما أجاز رافعاً قيل له: يا رسول الله، فإن سمرة يصرع رافعاً. فأجازه. وردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، والبراء بن عازب، وعمرو بن حزم، وأسيد بن حضير، ثم أجازهم يوم الخندق وهم أبناء خمس عشرة سنة."

ولنعلم أخيراً أن الذين جاهدوا الكفر والطغيان في سورية هم من الشباب من أبناء العشرين، وتحتها وفوقها، فمنهم من قضى نحبه، في ساحة الجهاد، ومنهم من اعتُقل، ومنهم من ينتظر.

والآن إلى نبذ يسيرة من أخبار بعض شباب الصحابة رضي الله عنهم.

علي بن أبي طالب

بدأ يعيش في كنف الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو في السادسة من عمره، يتأدب على يديه، ويتعلم منه معالي الأخلاق... ونزل الوحي، وكان علي في العاشرة من عمره، فسابق إلى الإيمان.

لم يعرف اللهو واللعب، فضلاً عن السجود لصنم... لقد اختاره الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم على التوحيد والطهر والسمو.

ومنذ أيام البعثة الأولى كان علي يصحب النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة يصليان معاً في خفية عن أعين قريش.

وعرف دخائل حياة النبي صلى الله عليه وسلم فأحبه كل حب، وأُعجب به كل إعجاب!

وقد منحه الله تعالى قلباً زكياً، وعقلاً متفتحاً، وذاكرة قوية، وذكاءً وقّاداً.

واعتاد على الزهد والتقشّف... حتى إنه بعد زواجه من فاطمة رضي الله عنها، شكت فاطمة ما تلقى من أثر الرحى، وأُتي النبي بسبْي، فجاءت تطلب منه من يخدمها من السبايا... وجاء النبي صلى الله عليه وسلم عليّاً وفاطمة وقال لهما: "ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعاً وثلاثين وتسبحان ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان ثلاثاً وثلاثين..." رواه أحمد والشيخان.

ويوم خيبر قال صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله..." ودفع الراية إلى علي، ففتح الله عليه. رواه أحمد ومسلم والترمذي.

ويوم الهجرة كان الفدائيَّ الذي نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره يومئذ 23 سنة، وعرّض نفسه للقتل ونقمة قريش، ثم أكرمه الله بأن جعل على فراشه فاطمة.

وجاهد في بدر وكان علي أحد الثلاثة الذين بدؤوا المبارزة (هو وعمه حمزة، وابن عمه عبيدة بن الحارث)، فقتل خصمه شيبة بن ربيعة.

وفي الخندق، هو الذي بارز كبش الكتيبة عمرو بن ود العامري، فقتله. وكان عمرو قد شهد بدراً ونذر أن لا يمس رأسه دهناً حتى يقتل محمداً!!.

ولازم علي أبا بكر وعمر وعثمان في الحكم فكان المستشار والوزير والمعين.. ولطالما قال عمر: لولا علي لهلك عمر!

عُرف عليّ بالذكاء الحاد، لا سيما في شأن القضاء.

وكان صاحب فصاحة نادرة، وبلاغة عالية، وخطابة فذّة، وشجاعة تُضرب بها الأمثال.

ولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم القضاء في اليمن.

وكان زاهداً، كريماً جواداً، شاكراً لأنعم الله.

قتله عبد الرحمن بن ملجم في الكوفة.

عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

ولد عبد الله قبل الهجرة بعشر سنين، وهاجر مع أبيه عمر وكان – كأبيه – قوياً، ذكياً، حريصاً على العلم، حريصاًً على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

حاول أن يشترك في غزوة بدر، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ردّه لصغره، وكذلك حدث في غزوة أحد، ولكنه أذن له في غزوة الخندق، ولم يكن يغيب عن غزوة بعد ذلك... وحضر معارك اليرموك والقادسية وجلولاء وحروب الفرس وفتح مصر...

وكان كثير الحفظ والرواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ثاني السبعة المكثرين للرواية.

وكان كريم اليد، كريم النفس.

أصبح ضريراً آخر حياته.

توفي وهو ابن 84 سنة.

 

الزبير بن العوام

أسلم وهو ابن ست عشرة سنة.

إنه حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية... وأول من سلّ سيفه في سبيل الله. وكان فارساً مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة! وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة.

تلقى التعذيب على دينه, من عمه، فكان يصبر ويقول: لا أرجع إلى الكفر أبداً.

وهاجر إلى الحبشة.

كان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي.

وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد

وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي!

وفي الخندق قال صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا, فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير" رواه الشيخان.

وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر.

وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله.

رضي الله عنه وأرضاه.

 

الصحابية المجاهدة ذات النطاقين

إنها أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، صحابية بنت صحابي، وحفيدة صحابي، وزوج صحابي (هو الزبير)، وأم صحابي (عبد الله) وأخت صحابية (زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة الصّدّيقة)، رضي الله عنهم أجمعين.

كان عمرها يوم أسلمت أربع عشرة سنة، ولم يكن قد سبقها إلى الإسلام إلا ستة عشر صحابياً وصحابية.

عندما تزوج منها الزبير كان فقيراً، فكانت تعينه على خشونة العيش، حتى فتح الله عليه وصار من أغنياء الصحابة.

وعندما هاجرت إلى المدينة كانت حاملاً، وحين وصلت إلى قُباء وضعت ابنها عبد الله فكان أول مولود للمهاجرين في المدينة، وكان أول ما دخل جوفه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حنّكه ودعا له!

وكانت من الجود والكرم بما يضرب به المثل، فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد.

وكانت عاقلة مضحّية، فحين خرج أبوها مهاجراً بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره 6000 درهم، ولم يترك لعياله شيئاً، فلما علم والده أبو قحافة برحيله – وكان لا يزال مشركاً، وكان كفيف البصر – جاء إلى بيته وقال: والله إني لأراه فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه، فقالت: كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً. ثم أخذت حصى، ووضعته في الكوّة التي كانوا يضعون فيها المال وألقت عليه ثوباً، وأخذت بيد جدّها وقالت: انظر كم ترك لنا!

والموقف الذي اشتهرت به حملُها الزاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريق الهجرة، ولما أرادت أن تربط المِزْوَد لم تجد خيطاً مناسباً فشقّت نطاقها نصفين، وربطت المزود بأحدهما وربطت السقاء بالآخر، فسُمّيت ذات النطاقين, ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدلها الله بهما نطاقين في الجنة.

وموقفها الجليل الآخر هو حضّها ابنها عبد الله على مقاومة الحجاج وقولها: إن الشاة لا يضرّها سلخها بعد ذبحها... وذلك حين قال لها: أخاف أن يمثّلوا بي.

ثم دعت لابنها: اللهم ارحم طول قيامه وشدّة نحيبه في سواد الليل والناس نيام.

اللهم ارحم جوعه وظمأه وهو صائم.

اللهم ارحم برّه بأبيه وأمه.

وقد قُتِل في يوم وداعه لأمه، ثم صلبه الحجاج... وبعد ثلاثة أيام مرّت أمام جثّته المصلوبة وقالت: أما آن لهذا الفارس أن يترجَّل!! فأمر الحجاج بدفنه.

توفّيت أسماء عن مئة عام، ولم يسقط لها سنّ ولا ضرس، ولم يغب من عقلها شيء!.

 

سعد بن أبي وقاص

إنه أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشّرين، وبطل القادسية وفاتح المدائن...

أسلم وهو في السابعة عشرة من عمره.

ولم يكن ينصرف إلى اللهو الذي يحبه الفتيان، بل يصرف همّه إلى بري السهام والتمرس بالرماية..

وحين أسلم تعرّض لأقسى التجارب، وهو الذي قال: كنت برّاً بأمي فلما أسلمتُ قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي أحدثت؟ لتدعنَّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيَّرَ بي، فيقال: يا قاتل أمه... وأصبحتْ وقد جُهدت... فقلتُ: يا أمّه! تعلمين والله لو كان لك مئة نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني. إن شئت فكلي أو لا تأكلي! فأكلت. رواه أحمد ومسلم والترمذي.

وقد بذل سعد نفسه ووقته وماله في سبيل الله.

وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله،

وكان مستجاب الدعوة، فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" رواه الترمذي والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي.

وحدث أن رجلاً شهد عليه شهادة زور في عهد عمر بن الخطاب، وكان سعد والياً على الكوفة، فقال سعد: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً فأطِلْ عمره، وأطل فقره، وعَرّضه للفتن، فكان الرجل يقول بعدئذ: شيخ كبير مفتون أصابته دعوة سعد. وكان بعد أن سقط حاجباه على عينيه من الكبر يتعرّض للجواري في الطرق يغمزهن!. أخرجه البخاري.

جهاده: وقد شهد سعد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلى فيها بلاءً حسناً.

ففي بدر كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع السهم في كبد القوس ثم يقول: اللهم زلزل أقدامهم، وأرعب قلوبهم، وافعل بهم وافعل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم استجب لسعد.

وفي أحد كان سعد ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان صلى الله عليه وسلم يناوله النبل وهو يقول: ارم فداك أبي وأمي، حتى إنه ليناوله السهم ماله من نصل، فيقول: ارمِ به. رواه البخاري ومسلم.

وهكذا في كل معركة أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. لكن المعركة العظمى التي ارتبط ذكرها بذكر سعد هي معركة القادسية التي قادها سعد ضد الفرس المجوس. فقد نظّم سعد الجيش، وجعل على كل عشرة عريفاً، وأمّر على الرايات رجالاً من أهل السابقة، وعيّن مسؤولاً عن القضاء والفيء، وآخر عن الوعظ والإرشاد، ومترجماً يتقن الفارسية، وكاتباً، وعيوناً، ومجموعات للإغارة، ورسلاً للمفاوضة.

واستمرت المعركة ثلاثة أيام ونصفاً، لقي المسلمون فيها مقاومة شرسة من الفرس، واستشهد ربع جيش المسلمين، وكان النصر المبين. وكان عدد جيش المسلمين 35 ألفاً، وجيش الفرس 120 ألفاً.

وبعدها فتح سعد المدائن في معركة حاسمة أخرى.

وحين حضرت سعد الوفاة، كان في العقيق بجوار المدينة المنورة، فدعا بخَلَقِ جبة صوف فقال: كفّنوني فيها، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنما خبأتها لهذا اليوم... ودُفن في البقيع. رضي الله عنه وأرضاه.

 

عبد الله بن عباس

ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وحين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يزد عمره على الثالثة عشرة، ومع ذلك حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم 1660 حديثاً، وكان ترتيبه الخامس من بين السبعة المكثرين لرواية الحديث الشريف.

حنّكه الرسول صلى الله عليه وسلم بريقه، فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم. ومنذ بلغ السابعة من عمره لازم النبي صلى الله عليه وسلم... يُعدّ له ماء وضوئه، ويصلّي خلفه، ويكون رديفه في السفر.

وكان يحمل بين جنبيه قلباً واعياً، وذهناً صافياً، وحافظة قوية.. وكان قوي الحجّة، سريع البديهة، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل.

وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابع عبد الله بن عباس طلب العلم من الصحابة... قال: كان إذا بلغني الحديث عند رجل من الصحابة أتيتُ بابه وقت قيلولته، وتوسّدتُ ردائي عند عتبة داره، فيَسْفي عليَّ الريح... ولو شئت أن أستأذن عليه لأذِن لي... فإذا خرج ورآني قال: يا بن عم رسول الله، ما جاء بك؟! هلا أرسلتَ إليّ فآتيك؟! فأقول: أنا أحق بالمجيء إليك، فالعلم يؤتى ولا يأتي!

وكان يمسك بركاب دابة زيد بن ثابت فقيه الصحابة، ويأخذ بزمامها فيقول له زيد: دع عنك يا بن عم رسول الله، فيقول: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فيأخذ زيد يد ابن عباس ويقبّلها ويقول: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا صلى الله عليه وسلم.

قال مسروق بن الأجدع (أحد كبار التابعين): إذا رأيتَ ابن عبّاس قلتَ: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدّث قلت: أعلم الناس.

وكان له مجلس يجيب فيه من سأله في القرآن وقراءاته، وفي التفسير والتأويل، وفي الفقه والفرائض، وفي العربية والشعر. وقد يعقد مجلساً للتفسير، وآخر للفقه، وثالثاً للمغازي، ورابعاً للشعر، وخامساً لأيام العرب، وسادساً للمواعظ والتذكير.

وكان عمر بن الخطاب يدنيه في مجلسه الذي يعقده لحل المعضلات، والاستشارة في الأمور الجليلة، ويقول عنه: إنه فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلبٌ عَقول.

من أقواله: إن فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظمُ من الذنب، وإن حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب.

وكان كثير العبادة صوّاماً قوّاماً.

وكان يحضر مجالس أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، تلك المجالس التي يحضرها كبار الصحابة. وحين وجد هؤلاء في أنفسهم، من حضور عبد الله معهم، ولهم أولاد في مثل سنه ولا يؤذن لهم بالحضور، أراد عمر أن يريهم مقام ابن عباس، فسألهم جميعاً عن معنى سورة النصر... وكان تفسير ابن عباس لها أنها أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم!

فقَدَ ابن عباس بصره في أواخر حياته، ثم توفي وهو ابن إحدى وسبعين سنة.

 

النعمان بن بشير

هو أول مولود للأنصار بعد الهجرة.

ولد في جمادى الأولى في السنة الثانية.

وحين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم كان عمر النعمان تسع سنين.

من الأحاديث التي رواها: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبين ذلك أمور مشتبهات..."

 كان مجدّاً في طلب العلم. واشتُهر بالفتوى والقضاء.

ولاه معاوية – رضي الله عنه – على الكوفة، تسعة أشهر، ثم عيّنه قاضياً في الشام.

وكان كريماً سخيّاً يُحسن إلى الفقراء والمساكين.

توفي سنة 65 شهيداً في بعض المعارك.

الغلامان البطلان معاذ بن عمرو ومعوذ بن عفراء

 إنهما فتيان من أبناء الصحابة، بلغهما أن أبا جهل كان يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزما على قتله، انتصاراً للنبي صلى الله عليه وسلم.

قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرّاً من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل. فقلت: يا بن أخي، فما تصنع به؟ قال: أُخبرتُ أنه يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجّبت لذلك. قال وغمز لي الآخر فقال لي مثلها. فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل فقلت: هذا صاحبكما! فابتَدَراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه: أي أصاباه إصابةً بالغة، ثم جاءه عبد الله بن مسعود فأجهز عليه.

وابن مسعود نفسه أسلم وكان عمره دون العشرين، وكان ضئيل الجسم، ذكي العقل، زكي النفس، محبّاً للعلم، وملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ملتزماً بسنّته... وكان من فقهاء الصحابة.

=========================

دعوها سلمية لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

أبو أنس القادري

نعم إن سلمية الثورة أغرت النظام بالإيغال في القتل والتعذيب والاذلال ، وإن كانت تلك سجيته التي خبرناها من خمسين سنة لايرقب في مؤمن إلا ولاذمة كما قال رب العالمين {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (8) {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} (10) سورة التوبة ، فالاعتداء سجية متأصلة فيهم تجلى ذلك في تنوع أساليب التشفي و الاذلال والتمثيل بالجثث والتفنن في انتهاك آدمية الانسان ، بل وصل الأمر في بربريتهم وسقوطهم الأخلاقي والإنساني الى دركات مذهلة تجلت في انتهاكهم لمقدساتنا كلها ، وكأنهم يقولون لنا بتحد : سننتهك كل مقدساتكم علنا وقصدا : قرآنكم مآذنكم مساجدكم ربكم ورسولكم وأعراضكم ودماؤكم وأموالكم وكرامتكم ، سنقتل فيكم كل ذلك ، يا إلهي ماأحقرهم وأغباهم ، ولكن ماعلموا أن أحرار الشام إذا غضبوا لمقدساتهم فلن يقوم أمامهم شيء ، لقد انطلقت ألسنة السوريين وألسنة كل من عنده شيء من المشاعر الانسانية لتقول عجيب أمر طغاة سوريا لماذا كل هذا الحقد على مواطنيهم هل هم حقا سوريون أم أنهم كائنات غريبة قد فقدت كل خصائص الانسان ؟

 

 إن كل ماقدمه أهلنا من دماء زكية وكرامات نازفة قطعت قلبي ألما وحزنا ماالله بذلك عليم ، وكذلك انهمار دموعي الحرى كلما رأيت أولئك الأبطال المضرجين بدماء الشهامة والرجولة التي تأبت على الطغاة أن تعيش في ذل السكوت والعبودية ، بل كم امتلأت عيناي بالدموع ولهج لساني بدعاء انطلق من لساني بلا تفكير ( يارب انصرهم يارب انصرهم ) كلما رأيتهم يهتفون ويصفقون بفرح وحماسة وشجاعة ( الموت ولا المذلة ) ياألله ماأعظمهم ياألله ماأجملهم ياألله كم هم فرضوا إعجابهم على العالمين ،

 أقول بعد هذه المقدمة العاطفية : دعوها سلمية فإنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، كيف ؟

لو أتى المراقبون الدوليون لحماية المدنيين كما طلب البعض ، وكف النظام ( فرضا ) عن ممارسة ساديته القذرة ضد الشعب ، وخرجت المظاهرات سلمية بلا قتل ولا دماء ولا تعذيب ولا اذلال ، وتكرر خروج الناس في مظاهراتهم الآمنة يهتفون ويتكاثرون ويتكاثرون حتى امتلأت بهم كل الميادين العامة والشوارع ثم رجعوا الى بيوتهم وأصبح خروجهم في كل يوم دون دماء ولا قتل ولا تنكيل فما هي النتيجة ؟ هل سيسقط النظام ؟ أم أن الناس مع الزمن سيعتبرون الخروج نافلة مزجاة لاتضغط عليهم للخروج وسيصلون الى الحالة اليمنية في الاستعصاء السياسي مما جعل بعض قادة الثوار اليمنيين يطالبون بحرق المراحل على الطريقة السورية ، والاعداد للحسم الثوري .

 

إن سلمية الثورة وتغذيتها بتلك الدماء الزكية الغالية ، والصبر والثبات رغم التنكيل هو الذي أعطى ثورتنا العظيمة المباركة ذلك الايقاع السياسي المتنامي داخليا وخارجيا ، إن مايراه العالم من وحشية العصابة الحاكمة في سوريا ، وأخلاقية ثوار سوريا وصبرهم وشجاعتهم ، قد أحرج كل الضمائر الحية في الداخل والخارج لتتبلور بعد ذلك بضغط شديد على تلك العصابة المجرمة ، وما كان ذلك ليكون لو أنها كانت ثورة بلا دماء ، ولا آلام ، نعم إنه ثمن الحرية وعندما يكون غاليا فلأنها تستحق كل ذلك للانعتاق من ربقة نظام تشرب كل أنواع الشر في كيانه .

وهنا قد يقول قائل أمرك عجيب والى متى يبقى شعبنا يقدم التضحيات ؟ أقول حتى ينتصر ، إن مشاهد القتل والدماء ستطور الثورة لتحمل معها كل المواقف الداخلية والاقليمية والدولية الى حيث تشاء باذن الله ، وسيكون التناسب بين تضحيات الثوار وتطور مواقف الداخل والخارج طرديا ، نعم انها الدماء التي تضيء طريق الثائرين وتنور عقول الجاهلين وتشحذ همم المترددين وتنبه عقول الغافلين ، أما اولئك المتخاذلون والموالون فويل لهم من عذاب يوم عظيم .

 وقد يقول آخر : إذن إذا كانت الثورة السلمية بلا دماء ولا عذابات بوجود مراقبين دوليين هي لصالح العصابة الحاكمة فلماذا لايوافق القتلة على قدومهم ؟ ولماذا لايكف هؤلاء القتلة عن القتل ليخرج الناس ويخرجون ويهتفون ثم يعودون الى بيوتهم بلا فائدة ؟ أقول إن الطبيعة الاجرامية لنظام البعث ، واعتداده بقوة الوحوش التي رباها طوال خمسين سنة لتفتك بالشعب ، مع ضميمته الطائفية الحاقدة وذلك الاسناد الشيعي في المحيط العربي والايراني ، كل ذلك يأبى عليهم رؤية الناس يتظاهرون ويهتفون بسقوط النظام سيما وأن أولئك المجرمين العتاة المؤسسين لنظام البعث والقامعين للشعب يستحضرون أحداث الثمانينيات وهم يخضعون الناس لارادتهم بصنوف القتل والتعذيب ، ويستحضرون أيضا مافعله الحزب الشيوعي في الصين ، وما فعله نظام طهران بالاصلاحيين ، نعم انه القتل بلا هوادة ثم القتل ثم القتل حتى يخضع الشعب ، ولكن أحرار الشام فاجؤوهم هذه المرة فاذا كان البعث قد تغنى في بداية احتلاله لسوريا بتلك الأغنية البائسة الكذوبة : ( البعث قامت ثورته والدهر دارت دورته ليعيد مجد عروبتي وينال شعبي غايته ) نقول لهم اليوم : نعم الدهر دارت دورته والسوري قامت ثورته لينال شعبي غايته في الخلاص منكم أيها المجرمون المتخلفون . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .

 

يبقى احتمال التدخل الخارجي واحتمالاته ووجاهته ( الحالة الليبية )، أو احتمال عسكرة الشعب وتداعياتها ، أؤجل الكلام في ذلك خشية الاطالة ولعلها تأتي فرصة قريبة للبوح في ذلك باذن الله ، والحمد لله على كل حال .

=======================

الحراك السوري: ثورة مستمرة بالرغم من شلالت الدم،والأسد يخوض حرب البقاء دفاعا عن وجوده...!!!

د.خالد ممدوح العزي*

وحشية نظام السلطة:

ويبقى الوضع كما هو عليه، قتل وبطش وفتك بأرواح الشعب وإعراضهم ،وشهداء بالعشرات والدم السوري يسيل منذ 171 يوما، والنظام السوري لا يهتم ولا يسال عن احد، فالنظام يخوض أول معركة عسكرية فعلية دفاعا عن وجوده منذ 48 عام ،منذ أن سلب حزب البعث السوري السلطة وسيطر عليها بالقوة العسكرية، وفرض الإحكام العرفية،و التي لا تزال سورية تعيشها صداها حتى اليوم ،فالمعركة التي يخوض غمارها نظام الأسد الابن ليس مع العدو الصهيوني الذي تم بناء أمجاده كلها على مقاومته الشكلية والفلكلورية،لكن المعركة الحقيقية التي يخوضها النظام اليوم مع شعبه الذي يطالبه بالرحيل وتركهم وشأنهم، هذه المعركة التي تعتبر من أصعب وأقوى المعارك في العالم، عندما يخوض نظام معين معركة مع شعبه الذي يرفضه، ويطالب بمحكمته، فالمعركة خاسرة بالطبع لان الشعب هو الرابح . معركة غير متكافئة بين شعب اعزل سلاحه الصوت والكلمة والتظاهر السلمي ...ونظام مدجج بالسلاح والمعدات اللوجستية والتقنية والأموال والمرتزقة الشعبية والطائفية المحلية والإقليمية .

معركة مصيرية بالنسبة للنظام السوري والذي هو أمام امتحان حقيقي بظل تصاعد واتساع حركة الانتفاضة والضغط الشعبي والدولي، النظام لم يستطيع إخماد نيرانها بالرغم من القمع المتبع في سورية،لقد فشل النظام في تسويق حله الأمني والعسكري الذي يحاول ممارستها منذ 6 أشهر ضد المواطنين العزل تحت شعارات يحاول تسويقها مبررا وحشيته وحقده المبرمج ضد الشعب،فالتسويق فشل ولم يستطيع الأسد إقناع العالم بان الطفولة سلفية وإرهابية والنساء إرهابيات والشعب كله متآمر على نظامه من خلال مؤامرة صهيونية غربية أمريكية ،لا يزال الأسد ونظامه يغازل الغرب والصهيونية توسله لهم البقاء في السلطة للمحافظة على امن إسرائيل...

جمعة جديدة من التصعيد:

 لقد أصبحت سورية تدفع ضريبة الدم من أبناءها وزهورها قربان يوميا على مذبح الحرية،فالحرية،لان الحرية هي المطلب الوحيد والأصعب للتخلص من نظام الأسد وعصاباته الحربية ،فالموت تحول إلى سلعة يومية ضريبة تدفع ليلا نهارا ،لم يعد الموت محصورا بأيام الجمعة والخروج بمظاهرات وتحركات شعبية ،بل أضحت المظاهرات يوميا متواصلة ليلا ونهارا.كل يوم يزداد عدد القتلى والجرحى والمعتقلين والدمار والانهيار ،والشعب لن يتراجع إلى الوراء كما قل أمير مشيحة قطر "بان الشعب السوري لن يتراجع إلى الوراء لا تحقيق مطالبيه أعلى من سلطة النظام الحالي".

فكان الرد السوري الوحيد على فتك النظام وظلمه تصعيد التظاهرات التي تفقد النظام صوابه وتزيده هستريا ،نجحت تنسيقيات الثورة السورية بإخراج مظاهرات جديدة وكبيرة لتربك نظام بشار الأسد الذي لا يعرف كيف يمكنه قمع هذه الأعداد المتزايدة أسبوعيا في الحراك الشعبي ، فكانت جمعة "الموت والمذلة "بتاريخ 2 أيلول سبتمبر"2011،فالشعارات التي يتم اختيارها من قبل التنسيقيات يدل على طبيعة الحالة السورية وردا على سياسة وتوجهات بشار الأسد ،فالموت ولا المذلة ما هي إلا رسالة فعلية ترسل للعالم وللنظام وللشعوب المحلية والإقليمية ،لتقول لم يعد ممكنا التعيش مع نظام الأسد وممارسته الإذلالية التي يمارسها ضد شعبه محاولا تركعيه وتطبيعه على مزاجه،فالموت أفضل من الإذلال ،وبالتالي لا تفاوض مع نظام يذل شعبه ولا فرص جديدة تقدم من اجل ممارسة الإذلال،الرسالة تكمن،" ببقاء الشعب السوري حرا مستقلا ،أو بقاء بشار في السلطة و موت الشعب وإذلاله".

فرعنة بشار الاسد ونظامه:

المثل العربي القائل "بان فرعون تفرعن ولم يرده احد"وهذا هو وضع بشار الأسد المستبد بقتل الشعب السوري وذبحه اليومي تحت حجج وشعارات وهمية تكمن في الحفاظ والسيطرة على السلطة والبلد،فلم يعد يهتم الأسد لأي شيء، بقدر ما يعنينه البقاء في السلطة والمحافظة على الكرسي، حتى لو تم سفك الدماء وسالت شلالات في الشوارع، وأحرقت سورية كلها لا يهم ،فالقذاف زميله ورفيقه كان السباق لممارسة الفتك والدمار لكنه لم يستطيع البقاء وفر هاربا كالفأران والجرذان،قتل السوريين أضحى ملاذ للأسد وعصاباته الأمنية وكتائبه المتوحشة ،وللمقارنة فالأسد قتل وجرح في حربه ضد سورية وشعبها، أكثر بكثير من إسرائيل في حربيها العدوانية في "تموز 2006 وغزة 2008" ،وهذه الهجمات العدوانية أجبرت العالم كله على الوقوف وإدانة إسرائيل وسياستها العدوانية الوحشية والهمجية ضد الشعوب العربية ،لكن لا تزال العديد من الدول تتملق للأسد ونظامه وتعطيه الفرص تلوى الفرص لإكمال الإصلاحات التي وعد بتنفيذها من اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية ،فالأسد كاذب ومراوغ ولا يستطيع تقديم أي شيء جديد وإنما يراهن على الزمن وهذه سياسة والده القديمة.

لكن لبد من الوقف الشجاع بوجه عنجهية بشار الأسد وقوته الضعيفة التي يحاول استعراضها على الشعب السوري الأعزل والسلمي الذي يمارس حركته الاحتجاجية،لبد للمجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد النظام السوري ،من خلال أصال له رسالة جدية تطالبه بوقف عدوانيته وهمجيته التي يمارسها ضد شعبه وهناك خطوات كثيرة يمكن تؤثر على النظام الحالي:

 1- على الأمم المتحدة البدء بعقوبات اقتصادية كبيرة تفرض على النظام وأشخاصه التي ستؤدي إلى إضعافه تدرجيا، وفرض هذه العقوبات من خلال قرارا أممي يلزم الدول العالمية والإقليمية الالتزام بها والتوصل إلى وضع هذه العقوبات تحت بند السابع من مجلس إلام .التي يجبر العالم كله الالتزام به وتنفيذه.

 2 - فرض عقوبات على كل الدول التي تمد النظام بالسلاح والعتاد والأجهزة التقنية والالكترونية، مما يحد من دور إيران وروسيا والصين الذين يزودون النظام بالات القتل والقمع .

3- على أوروبا فرض حضر فوري على شركات النفط التي تعمل في سورية ،وكذلك الدول التي تستورد النفط ومشتقاته.

4 -فرض عقوبات على الدول المجاورة التي تمد النظام السوري بالمال والعتاد والأسلحة، ومراقبة بنوكها وشركاتها الاقتصادية.

5- الضغط على كل من الصين وروسيا لتغير موقفهما من خلال تحرك عربي وأوروبا ،يبتدء بشرح الموقف للإنساني وللأخلاقي للدولتين ،وينتهي بمقاطعة كاملة للدولتين في كل العالم العربي والإسلامي،وعند تهديد مصالحهما للخطر سوف ينظرون جديا في مواقفهما .

6- الخروج بموقف عربي أكثر جدي وأقوى من الموقف الحالي يبدأ بسحب السفراء العرب من دمشق وإيقاف الاستثمارات والدعم العربي المادي والمعنوي للنظام السوري،والضغط المباشر على إيران من خلال تحريك نقاط ضعف تزعج إيران من اجل رعبها وأربكها.

7- على الجامعة العربية التحرك بسرعة وعدم انتظار موافقة النظام السوري لمبادرتها التي يرفضها ويؤجلها كأنها تتسول من هذا النظام،على الجامعة التحرك السريع كما تحركة في ليبيا وتحسم أمرها ،من خلال تعليق عضوية النظام السوري الحالي في الجامعة ،قطع بث القنوات السورية عن الأقمار الاصطناعية كالنيل ست وعرب ست...الخ والتحرك السريع في أوسع حملة شعبية ورسمية في الدول العربية والإسلامية والعالمية التي تدين هذا النظام ووحشيته.

8- فتح القنوات الجدية مع المعارضة السورية التي هي تعبر عن الشارع السوري المحتج والمعترض عل نظام الأسد الذي فقد الشرعية الشعبية والدولية الأخلاقية والإنسانية.

عندها يمكن الحد الفعلي من فرعنة بشار الأسد ولجمه التدريجي في ممارسته القمعية والوحشية التي ينفذها ضد الشعب السوري الأعزل المسالم .

أوراق النظام السوري الذي يهد بها:

الجميع يقول بان سورية ليست ليبيا أو مصر أو أي دولة عربية أخرى،ويجب التعامل مع سورية بحذر لكي لا تلتهب المنطقة كلها بنار الأسد وحلفاءه،لكن الوضع ليس كما يصوره الخبراء والمحللون السياسيين والاستراتيجيين ،في الوطن العربي والعالم الغربي ،لان النظام السوري قد صور للعالم بأنه يملك بأوراق كثيرة يمكن العبث بها ونشر شظاياها شمالا ويمينا،فهذه النظرة قد تكون حقيقية قبل الانتفاضة السورية وافشل مخططات الأسد وحلفاءه،فالأسد يملك أوراق ويفتقد أخرى :

أوراق الأسد الداخلية والخارجية :

1- من الأوراق الداخلية الذي لا يزال الأسد يملكها:

1-يملك ترسانة عسكرية وحربية كبيرة لا يزال يستخدمها ضد شعبه وتعتبر مخزون استراتيجي في حربه ضد الشعب.

2-رغبة قوية للنظام في القمع العسكري المفرط للثورة من قبل أجهزة الأمن والكتائب الأمنية.

3- امتلاك النظام قاعدة شعبية ومذهبية صغيرة تعطي للنظام قدرة قوية للتحرك الواسع في قمع الانتفاضة الشعبية التي تعطي النظام القدرة على التحرك.

4- التماسك الدبلوماسي والسياسي الخارجي والحزبي في عكس اليمن وليبيا.

5- تماسك حكومة صورية فاقدة لأي دور عملي على الأرض من خلال تهميش دورها من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة.

6- الخلاف داخل المعارضة السورية ،وارتباكها وعدم استطاعتها بتشكيل هيئة تنسيق او مجلس قيادي للتعامل معها عالميا.

7-ورقة الأكراد الذي يحاول النظام السوري تحيدهم من المعادلة ومغازلتهم ،والعبث بورقة حزب العمل الكردية .

2- من الأوراق الخارجية الذي لا يزال الأسد يملكها:

1- الدعم الإيراني المطلق للحرب في سورية وتزويد النظام بكل الإمكانيات المادية والإعلامية والعتاد والسلاح من خلال قنوات أخرى كالعراق وحزب الله في لبنان .

2- الضعف العربي في عدم طرح صيغة جدية للحد من همجية ووحشية نظام الأسد،وفشل المبادرة العربية،ورفض استقبل الأمين العام للجامعة العربية .

3- الغطاء الروسي والصيني في مجلس الأمن وتعطيل كل القرارات الأممية،وتزويد النظام بالسلاح والعتاد والأجهزة الالكترونية،"المبادرة الروسية الفاشلة التي طلبة هدنة جديدة للنظام السوري لمدة 15 يوما إضافية عن طريق المبعوث الروسي بغدانف الذي زار سورية في 29 أب"أغسطس"من هذا العام " .

4- المغازلة الأوروبية والأمريكية للنظام السوري ورهنتها على طرح إصلاحات معينة تعيد تعوميه مجددا.

5- الخوف التركي "بالرغم من التململ "من اللعب بالورقة الكردية الذي يدعمها النظام السوري والمتمثلة بدعم حزب العمل الكردستاني الذي يخوض عمليات عسكرية ضد أنقرة،وكذلك تحريك مجموعات القاعدة التي يسيطر عليها النظام .

6- الورقة اللبنانية الداخلية التي يمكن للنظام السوري للعب فيها لتحويل الأنظار عما يدور في سورية"اغتيالات ،تفجيرات،صراع عسكري،تحريك جماعة سورية ".

فهذه الأوراق التي يمتلكها النظام غير ثابتة بسبب قدرة الانتفاضة الشعبية واتساع حجمها ،التي باتت تؤثر على تحرك الشارع السياسي وشدها نحوها، وتفقد النظام ورقة،"تلوى الورقة" ،فمن الأوراق الذي فقدها النظام مباشرة في ظل فترة الانتفاضة بالرغم من نجاحه الكبير بعدم ترك ساحة للمتظاهرين كي تكون ميدان التحرير في سورية أو الانسحاب من مدينة أو منطقة كي تكون منطقة محررة لتكون مركز المعارضة ونقطة حراكها، نجح بزج مئات الألف في السجون وتهجير العديد إلى الدول المجاورة لكنه فشل في إخماد الحراك الشعبي، لقد فقد النظام الورقة الفلسطينية التي راهن عليها طويلا ،وحمايته لأمن إسرائيل،فقد الشارع السوري ،وأسقطت الشرعية الشعبية والدولية عنه ،حصار اقتصادي وسياسي مفروض على النظام ورموزه،إرباك في مواقف الحلفاء،مما يزيد عزلة النظام في السياسية والدولية .

 لقد فشل النظام في المعركة العسكرية والأمنية عندما خلط بين السياسة والعسكر في إدارة الأزمة، فالصراع الذي يدور في سورية هو صراع سياسي محض والنظام لم يستطيع ضرب الحراك الشعبي في الشارع.

فالنظام السوري يخوض معركة كسر عظم ولا نستطيع من استخدام الأوراق التي لا تزال بحوزته،لان المعركة المستمرة هي خسارة لأحد الطرفين ،وسورية تدخل في صراع مفتوح على أوسع الاحتمالات،ابتداء من الحماية الدولة حتى التدخل العسكري أللحق ،وخاصة بعد انتصار الثوار في ليبيا وتفرغ الغرب لسورية ،وغباء النظام التي تساعد بذلك.

لان القناعة الدولية الكاملة بما فيهم روسيا لا إمكانية للإصلاح الحالي في سورية بظل نظام بشار الأسد الذي استنفذ كل رصيده،وهنا تكمن مشكلة حلفاء النظام السوري الذين يخافون على مستقبل الأسد وعائلته لأنهم ارتبطوا بنظامه من خلال مصالحهم الشخصية وليس بالشعب السوري .

طبعا نرفع الصوت عالي لا للتدخل العسكري الغربي في سورية ،لكن النظام لا يبقي أي نافذة نور يمكن اللجوء إليها لكي يمنع التدخل العسكري الغربي ،فالتدخل يأتي من خلال الحماية الأخلاقية والإنسانية التي هي مدخل لمصالح إستراتيجية وسياسية خارجية يفرضها نظام الأسد بتصرفاته الوحشة ضد الشعب الذي بات يطالب بحماية دولية.

لم يبقى أمام الشعب السوري في الاستمرار بقوة في حراكه الشعبي السلمي ، سوى قدرته الشخصية وتضحياته الكبيرة التي ننحني أمامها، والله الذي اسلم له كل شيء، وهنا لبد من العودة إلى ذكرته التنسيقيات في إحدى جمعتاها الميدانية " جمعة لن نركع إلا لله "،لان الله هو وحده مع شعب سورية وحامي مظاهراتها واحتجاجاتها.

*صحافي وباحث إعلامي خبير بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

========================

الانتفاضة السورية العظيمة وفريضة الوقت

بدرالدين حسن قربي

بعد أسبوع، تكمل الثورة السورية شهرها السادس أمثولةً في التضحية والفداء من طرف أهلنا وشعبنا في الداخل، وغاية في الإجرام والتوحش من جانب النظام، وحالةً من الاستعصاء على صعيد المعارضة، لتلتقي بقصد أو غيره مع بعض مايريده النظام لها.

قراءة المعطيات تجعلنا نعتقد أنه لن يكون هناك تدخل عسكري فيما يبدو من خارج سوريا سوى دول حلف الناتو بجملته أو أحد دوله، فالعرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودولها في إجازة، والتدخل الدولي بقرار أممي مازال بعيداً أو غير منظور. ومع ذلك فإن أخوف مايخافه النظام السوري ويحذره هو التدخل الدولي أولاً والناتو ثانياً، ومن ثم فهو يعمل على منع ذلك وتعطيله بكل الوسائل والحجج، منها زعمه أن مايحصل في سوريا شأن داخلي بين النظام وشعبه من مجموعات من المندسين تارة والسلفيين حيناً، أومجموعات مسلحة وعصابات متآمرة حيناً آخر، وهو قادر على القضاء عليها بمعية قواته الأمنية وجيشه المقاوم وعون شبيحته ومجرميه، وإنما يريد وقتاً وهو متأكد من حسمها.

مايلفتنا حقيقة هو موقف بعض المعارضة المتوافق مع النظام نفسه في عموم هذه المسألة بشأن التدخل الخارجي رغم اختلاف قراءة كل منهما لهذا الأمر. وهو موقف في منتهاه بقصد أو غيره، يصب في دلو النظام الذي ينام قرير العين هانيها، طالما أن التظاهرات الشعبية العارمة سلمية وإن زعم خلاف ذلك لأنه يعرف حقيقتها، وأنه لا أحد سوف يأخذ على يديه الباطشة والموغلة في القتل والدم فيما هو فاعله بشعبه، ومطمئن إلى أن المعركة مع الوقت محسومة لصالحه بسبب قوته ومعداته وأجهزته وطبيعة الإجرامية مما لامثيل لها، وهي أمور لايملك الطرف الآخر منها شيئاً.

إن التدخل الدولي أو الناتو في حده الأدنى لن يكون بدون طلب من الثائرين السوريين والمتظاهرين اليوميين في كافة أنحاء سوريا وموافقتهم، ممن يواجهون القتل وسفك الدماء والإجرام اليومي للنظام، وهو لاشك مبعث قلق له أيضاً في نفس المستوى. وعليه، فإن لم نكن كمعارضين سلميين في الداخل السوري وخارجه قادرين بقوة ذاتية على إيقاف ممارسات فظاعات النظام وتوحش جرائمه وهو ماتأكد حقيقة وواقعاً، فليس علينا أن نطمئنه مجّاناً بأن التدخل الدولي أو الناتو مستبعد أو مرفوض من قبلنا، بل نترك أمر التدخل خياراً استراتيجياً في مواجهته ولانرميه، بل ونتمسك فيه ليومٍ نعدَم فيه وسيلة للخلاص من قامعنا ومستذلنا وقاتلنا، وينادي به الثوار بعد أن عجز طبهم ودواؤهم مع نظام متوحش.

فالصواب بأنه مالم تتوقف مجازر النظام اليومية، فإن الجميع عرباً وغير عرب ودولاً ومنظمات دولية وإنسانية مدعوون لحمل مسؤولياتهم لإيقاف جرائم السفّاحين. قد يكون من واجب معارضة الخارج بمنطق العون والمساندة لثورة الداخل نيابة عنها لا أصالة، وربط دعوتها بدعوتهم وموقفهم وقناعتهم التي تنطلق ابتداءً منهم، ومن واقع معاناتهم ومواجهتهم للقتل اليومي والاعتقال والتعذيب، ولكن لايستقيم على أية حال أن تكون الدعوة من حيث المبدأ مرفوضة.

وعليه، فإذا كان النظام فيما هو ظاهر قد حزم أمره بقتل السوريين على أن يرحل. فإن المعارضة في مواجهة عناده وإصراره مطلوب منها أيضاً أن تبقي خياراتها مفتوحة لاسقف لها، ومنها دعوة أهل الأرض والسماء أجمعين لضربه وإيقاف مذابحه والذهاب به إلى الجحيم. كما أن فريضة الوقت للمعارضة والمعارضين تقتضي جمع جمعهم وحزم أمرهم، واعتماد خيارهم في طلب الحماية الدولية أو التدخل الأجنبي أو فرض السماح لوسائل الإعلام العالمية بالدخول لتكون شاهداً على جرائم النظام ونذيراً في الكشف عمّا يتستر عليه ويخفيه.

إن ستة أشهر من عمر ثورة عملاقة لم يرعوِ فيها النظام المقاوم والممانع عن قتل الآلاف من مواطنيه السلميين والزج بعشرات الآلاف منهم في معتقلاته، والإثخان في سفك الدماء وقتل الجرحى والترويع والإفساد في الأرض، كافية لإعادة النظر في قرار لا للتدخل الأجنبي، وأن يقول الشارع الثائر كلمته بئس النظام نظام لاخلاص لشعبه منه إلا بالتدخل الأجنبي، ويبلغ المعارضة الخارجية قراره باعتبارها صوته في العالم للمطالبة بإسقاط النظام وتأمين طلباته وحاجاته والمساعدة على إنفاذ كلمته للأخذ على يدي المجرم.

http://www.youtube.com/watch?feature=player

_embedded&v=GNmHelXvQ9g

http://www.youtube.com/watch?v=dtHyLWExeaA

http://www.youtube.com/watch?v=KAQg_sG7PfQ

http://www.youtube.com/watch?v=bMn9m0i60uQ

==========================

عقبات امام نيل العضوية

عادل عبد الرحمن

مازالت معركة نيل العضوية الكاملة في الامم المتحدة محتدمة بين القيادة الفلسطينية ومن يناصرها من العرب والاسرائيليين ودول وشعوب العالم، وبين حكومة نتنياهو والولايات المتحدة وكل أعداء التسوية السياسية والسلام. ومع ان معركة نيل العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في المنظمة الدولية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 67، ليست مرهونة بشهر ايلول/ سبتمبر الحالي، لانها معركة مفتوحة على مدار ايام السنة. إلا انها إحتلت اهمية خاصة هذه الايام، لان القيادة تنوي تقديم طلب العضوية للامين العام للامم المتحدة في مقبل الايام عشية افتتاح الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة. فضلا عن رهان القيادة السياسية بإمكانية إحداث إختراق في جدار الفيتو الاميركي والتهديدات الاسرائيلية.

ومن الجدير بالملاحظة، الاشارة ان معركة نيل العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية مختلفة عن معركة الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. الاعتراف كما اشير اكثر من مرة في هذه الزاوية لا تحتاج الى كبير عناء، ولا تواجهها عقبات، لان امكانية تحقيقها سهلة، كونها بحاجة الى النصف زائد واحد من الاصوات الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة. ولا تحتاج الى المرور عبر بوابة مجلس الامن. لكن الاعتراف لا يمنح الدولة الفلسطينية المزايا، التي تحصل عليها بنيلها العضوية الكاملة، لانها في حالة الاعتراف تحصل على مكانة مراقب، ولا تضيف كثيرا من الانجازات، لان فلسطين تحتل منذ اواسط السبعينيات من القرن الماضي مكانة المراقب في المنظمة الدولية والعديد من المنظمات المتفرعة عنها.

لحصول دولة فلسطين العضوية الكاملة، كدولة تحتل الرقم (194) تحتاج الى خطوات تمهيدية ، اولا موافقة ثلثي اصوات مجلس الامن الخمسة عشر، اي الحصول على موافقة تسعة دول مؤيدة لذلك الهدف. وفي حال تعذر تأييد تسعة دول لذلك ، يصعب قبول الطلب الفلسطيني. ووفق بعض المعطيات الموثوقة، حتى الآن لم تحصل القيادة الفلسطينية على سوى موافقة سبعة دول، ومازال الرهان على دولتين من افريقيا (الغابون ونيجيريا). لاسيما وان الدول الافريقية تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 67. لكن الضغوط الاميركية ، التي تتعرض لها الدول المختلفة وخاصة الافريقية قد تحول دون تمكنها من دعم الموقف الفلسطيني.

كما ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، قد يتلكأ في عرض الطلب الفلسطيني في حال توفرت التسعة اصوات. بمعنى تحت سيف الضغط الاميركي يمكن ان يسوف ويماطل مستعينا بذرائع وحجج واهية في عرض الطلب الفلسطيني.

وفي حال تمكنت القيادة الفلسطينة من إنجاز الخطوتين المذكورتين آنفا، فإنها ستواجه الخطوة والعقبة الاصعب، وهي، عدم تمكنها من الافلات من الفيتو الاميركي. فلا بد من رفع توصية من دول مجلس الامن الى الجمعية العامة لقبول عضوية دولة فلسطين، كدولة كاملة الحقوق والواجبات في المنظمة الدولية. ولم يعد خافيا على احد التهديدات الاميركية المختلفة والمتواصلة للقيادة الفلسطينية، ومطالبتها ليس فقط بعدم تقديم طلب نيل العضوية الكاملة، بل وعدم التوجه للامم المتحدة من اصله للمنظمة الاممية. وبالتالي سيف الفيتو الاميركي قائم وجاهز لتعطيل الهدف الفلسطيني الرمزي في الحصول على العضوية الكاملة.

كما ان هناك شرط آخر لابد من تجاوزه في حال الحصول على توصية من مجلس الأمن، يتمثل بالحصول على ثلثي اصوات الجمعية العامة ال(193)، وهذا الشرط سهل في حال تجاوز الهدف الفلسطيني عنق الزجاجة في مجلس الأمن، لان العقبة الاميركية الكأداء تكون انتهت، وسقط عامل الضغط عن الدول الاعضاء في الجمعية العامة.

لهذه الاسباب يصعب التنبؤ بإمكانية فوز القيادة الفلسطينية في تجاوز العقبات المختلفة. وعلى القيادة الفلسطينية ان تصارح القيادات السياسية والاجتماعية والثقافية ومختلف مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل ، وداخل الداخل والشتات بالحقيقة، حتى لا تبدو وكأنها تلكأت في توجهها للامم المتحدة، او نكثت بتعهداتها امام الشعب. مع الاشارة الى ان معركة نيل العضوية ، معركة مفتوحة على الافق. واي كان عدد المرات التي تستخدم فيها الادارة الاميركية او غيرها الفيتو ضد التوجه الفلسطيني المذكور، فإنها لا تسقط الحق في إعادة طرح المسألة في اليوم الواحد اكثر من مرة، وكل يوم يمكن لها طرح المسألة على مجلس الامن دون كلل او ملل. المهم هنا الصلابة في التمسك بتحقيق هدف نيل العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود 1967، والوضوح في مكاشفة الشعب بحقيقة التعقيدات والصعوبات التي تنتصب امام القيادة، حتى لا تحمل نفسها ما هو فوق طاقتها، وحتى لا تعطي القوى العبثية فرصة التشهير بها والاساءة لها، كما فعلت عندما تأجل عرض تقرير غولدستون.

ولعل الكلمة التي سيلقيها الرئيس محمود عاس ، تحمل في طياتها المكاشفة المرادة والضرورية، لقطع الطريق على اصحاب السياسات العبثية، اعداء المصالحة الوطنية، والذين لا هم لهم سوى حساباتهم الفئوية واجنداتهم الاقليمية والمتاجرة بالدم الفلسطيني.

aa.alrhman@gmail.com

=========================

الشعب السوري شبَّ على طوق الوصاية وتمرد على حياة الذل والعبودية..!!

محمد فاروق الإمام

لقد كان هذا الأسبوع متخماً بالتحركات العربية والدولية حول الشأن السوري والأزمة المستعصية من موسكو إلى القاهرة مروراً بطهران وأنقرة، وقد عجز النظام والعالم على حل هذه الأزمة أو التعامل بجدية معها، وباعتقادي أن كلٍ من هذه الأطراف المنغمسة بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الأزمة يغني على ليلاه، غير آبه بنزيف الدم الذي بات شلالاً جارفاً يمتد من جنوب سورية حتى شمالها كنهرها العاصي الذي خالف نواميس الطبيعة، حيث يشق طريقه صعوداً من الجنوب إلى الشمال غير آبه بما يعترضه من تضاريس، وهذا حال الثورة السورية التي تتحدى في عنفوان قمع النظام السوري بتصاعد الاحتجاجات كمّاً وكيفاً، غير آبهة بآلة القمع الأسدية التي طورها النظام من العصا والساطور إلى الدبابة فالبارجات الحربية إلى أن وصل إلى الطائرة المقاتلة الجبانة، التي لم تتصدى يوماً للمقاتلات الإسرائيلية التي استباحت الأجواء السورية طولاً وعرضاً دون أي خطوط حمر، والتي هي ذروة ما يمتلك في مواجهة الشعب المسالم الأعزل إلا من تصميمه على انتزاع الحرية ونيل الكرامة والوصول إلى الدولة المدنية القائمة على الديمقراطية والتعددية والمؤسسات الدستورية والقانونية والتداول السلمي للسلطة، وقراره هذا لا رجعة فيه، فليفهم العرب والعالم أن السوريين قد شبوا على الطوق الأسدي أو أية مبادرة لا تحقق لهم مطالبهم، ولن يكونوا بعد اليوم إلا أعزاء منتصبي القامة.

المبادرة العربية التي سيحملها نبيل العربي إلى دمشق يوم السبت القادم لن تغير من المعادلة شيء لا في عقلية النظام المستبد الذي قطع كل الخيوط وأغلق كل الأبواب في وجه كل النصائح والطلبات التي جاءته من الأصدقاء والمشفقين عليه ومحبي سورية، ولا في روحية الثورة التي انطلقت بتصميم وثبات حتى يتحقق لها ما قامت لأجله وهو إسقاط النظام ورحيل رأسه بشار الأسد وتفكيك خيمته القاتمة حزب البعث (ما منحبك.. ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك)، حيث لم تتناغم هذه المبادرة العربية بمطالب الثورة في إسقاط النظام ورحيل الأسد وحزبه، وعلى العكس من ذلك تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. إلى إعادة الثورة إلى المربع الأول حيث تجاهل النظام دعوات المحتجين بداية للإصلاح، وتبرم بمطالبهم واستهان باحتجاجاتهم السلمية وسخر منهم بوصفه لهم بأنهم حفنة من الجراثيم ومجموعات سلفية وإرهابية ومتطرفة وعصابات مسلحة، وتعامل معهم بعنجهية ووحشية وأسرف في سفك دماء المتظاهرين، وقابل ما رفع المحتجون من ورود وأغصان زيتون بوابل من الرصاص المجنون الذي استهدف الطفل قبل الشيخ والمرأة قبل الرجل، وقذائف مدفعية الدبابات التي لم تميز بين منزل ومسجد ومشفى وأسواق تجارية وسيارة عابرة، حتى بلغت الدماء الأعناق وتجاوزت الركب، مما جعل الثائرين يرفعون من سقف مطالبهم من الإصلاح إلى إسقاط النظام ورحيل بشار وحزبه فالمفسد لا يمكن أن يكون مصلح والذئب لا يمكن أن يكون حمل، وعلى أصحاب المبادرة أن يتعاملوا مع هذه الحقائق بصراحة ووضوح ويحملوا إلى الأسد الصغير حلاً واحداً لا ثاني له إسقاط نظامه ورحيله هو وحزبه، ولا شيء أدنى من ذلك.

لقد استبق الأسد الصغير وصول نبيل العربي باستعانته بجنرلات أبيه ممن قادوا عمليات القمع الدموية أعوام 1980-1982 في ارتكابهم مجازر بشعة بحق الشعب السوري المسالم الأعزل في تدمر وحلب وجسر الشغور وجبلة وبانياس وحمص واللاذقية ودمشق وسرمدا وجسر الشغور، وتوجوا هذه المجازر باستباحة مدينة حماة في شباط من عام 1982 وقصفها بالمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ وطائرات الهلوكبتر لنحو 23 يوما، تركتها قاعاً صفصفاً وخراباً يباباً تنعق الغربان في خرائبها وتنهش البهائم الجائعة أجساد الضحايا الذين بلغوا نحو ثلاثين ألفاً أو يزيد، في غياب وسائل الإعلام وتعتيم متعمد وسكوت دولي وعربي مريب.

استعان الأسد الصغير بجنرالات أبيه لقمع الثورة، وقد أخفق إخفاقاً ذريعاً في قمعها، على كثرة ما أزهق من أرواح وما فجر من دماء وما ساق من معتقلين وهجّر من عائلات وحاصر من مدن واستباح من حرمات ومقدسات (3000 شهيد 6000 جريح 3000 مفقود 25000 معتقل بين طفل وشيخ ورجل وامرأة و20000 ألف مهجر).

فقد عاد إلى القصر الرئاسي بصفة مستشار رجلا الاستخبارات، اللذان تلوثت أيدهما بدماء السوريين، علي دوبا ومحمد الخولي, ومؤخراً أعيد للعمل بصفة مستشار أيضاً الجنرال نايف العاقل, المعروف عنه الشراسة وهو أحد الضالعين في مجزرة حماة 1982، والقاسم المشترك بين هؤلاء المجرمين هو تورطهم في الماضي الدموي لعائلة الأسد، ومعرفتهما المسبقة بأنهما سيساقان إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي عاجلاً أو آجلاً.

ويعتقد بعض المحللين أن بشار الأسد يخطط لتنفيذ عملية عسكرية سريعة وحاسمة بتوجيه من هؤلاء المستشارين, توجه إلى منطقة واحدة وتحدث صدمة عميقة ترعب الشارع وتجبره على التزام الصمت, ورجح هؤلاء المحللون أن توجه الضربة إلى إحدى أكثر المناطق احتجاجاً وتظاهراً وعلى الأغلب ستكون حمص وريفها الغربي هو المستهدف بهذه المجزرة, وهناك مؤشرات إلى بدء هذه العملية، حيث تقوم الدبابات وناقلات الجند والمدرعات وأجهزة الأمن بتقطيع أوصال المدينة وقطع الكهرباء والاتصالات معها، وعزلها عن محيطها وعن العالم الخارجي، واستقدام الآلاف من رجال الأمن والشبيحة وفرق الموت المستوردة من قم والضاحية الجنوبية لارتكاب مجزرة شبيهة بمجزرة حماة عام 1982، فهل سيقف العرب والعالم متفرجاً على ما يقوم به النظام السوري كما حدث في عام 1982، أم سيبادر إلى تكبيل يد الأسد ووقفه عند حده قبل فوات الأوان ومشاهدة أنهار الدماء تسيل من أجساد عشرات الآلاف الذين سيكونون ضحية ما يخطط له بشار الأسد ومستشاريه المستقدمين من عالم الإجرام الأسدي الذي شهدته سورية في القرن الماضي؟!

========================

الجامعة وسوريا..."المبادرة السابقة"

عريب الرنتاوي

تبدو المبادرة العربية التي كان مقرراً أن يحملها أمين عام جامعة الدول العربية إلى دمشق، بمثابة "صك إذعان" غير مألوف في تقاليد الجامعة وإرث العمل العربي المشترك...ولست أبالغ إن قلت، بأن الرسالة بلهجتها ومضامينها، ربما تعبر عن "أعلى" درجات تدخل "النظام العربي" في الشؤون الداخلية لدولة من الدول الأعضاء...وربما لهذا السبب بالذات، بدت زيارة العربي لسوريا، أمراً فوق طاقة النظام على الاحتمال، فجرى رفضها بداية، وتأجيلها بعد قبولها تالياً، ولا ندري ما إذا كانت ستتم أصلاً أم لا ؟!.

 

العرب سيبلغون الأسد ما الذي يتعين عليه فعله، وبالتفصيل الممل الذي ميّز خطاباته، ومن ضمن جدول زمني دقيق وصارم، وتحت إشراف الجامعة ورعايتها...هم طلبوا إليه أن يشرع في حوار، وحددوا له مع من سيتحاور وحول ماذا...طلبوا إلى حزبه، حزب البعث الحاكم، أن يعلن تخليه عن دوره "القائد" للدولة والمجتمع...أعلنوا اعترافاً مبكراً بالتنسيقييات والمعارضات، وألمحوا للحاجة للانفتاح على المعارضة كافة، أحزاباً وشخصيات...إلى غير ما يمكن أن يرى فيه النظام السياسي، تجاهلا مطلقاً لوجوده، وامتهاناً فجاً لكرامته وانتهاكاً صارخاً لسيادتة.

 

والحقيقة أننا لا نبالي كثيراً بما ستكون عليه مشاعر النظام السوري...ولسنا من أنصار "السيادة الوطنية" حين يجري استحضارها لتبرير القمع والتنكيل بالشعب وقواه الحيّة...ولا شك أنه من دواعي سرورنا أن يكون لدينا نظام عربي، غيور تماماً على حياة الناس وحقوقهم وحرياتهم...يتحلى بجملة معايير "حد أدنى"، يتعين الالتزام بها من قبل الدول الإعضاء في الجامعة، تحت طائلة تعليق العضوية وتجميدها إن هي انتهكتها...نحن سعداء بهذا، وسنكون أكثر سعادة، إن نحن إطمأنينا بأن خطوات كهذه ستمهد الطريق أمام إنتقال أكثر سلاسة، لسوريا أو غيرها، من مستنقع الفساد والاستبداد إلى رحاب الحرية والكرامة والديمقراطية.

 

نريد للنظام العربي أن يستلهم نبض وروح "ربيع العرب"، وأن يقوم على جملة معايير وقواعد "الحد الأدنى"، فلا تقبل دولة عضواً جديداً فيه، أو تستمر عضوية أي دولة من الدول الأعضاء، ما لم تتقيد بها، تماماً مثلما هي معايير كوبنهاجن الناظمة لعضوية الاتحاد الأوروبي...فهل هذا ما يجري العمل به من قبل الجامعة...وهل هذه هي الترجمة الحرفية ل"مبادرة الجامعة" حيال سوريا ؟!...هل يمكن النظر لهذه المبادرة بوصفها نموذجاً لما سيكون عليه موقف الجامعة العربية من أي نظام عربي، لو أنه جابه ظروفاً مماثلة وسلك طريقاً مخضباً بدماء أبنائه وبناته؟.

 

من دون الدخول في كثير من الافتراضات والتكهنات، نقول بأننا لن نجازف بالقفز إلى استنتاجات سابقة لأوانها...ولن نحمّل "مبادرة الجامعة" أكثر مما تحتمل...ونؤكد بأن ما يحدث في سوريا اليوم من جرائم بحق الشعب والمواطنين، ليس "استثناءً سورياً"...وأن كثير من الأنظمة التي "تقشعّر" أبدانها لمشاهد القتل والدم في سوريا، لم تكن لتتوانى عن فعل ما أشد هولاً وأكثر فظاعة، لو أنها مرت في ظرف مماثل، أو بالأحرى عندما تمر بظرف مماثل.

 

ولا يسارونا الشك، بأن موقف الجامعة لن يكون محكوماً بذات المعايير...وأشك أن تصدر عن مكتب أمينها العام، مبادرة كتلك التي سبقته أخبارها ونصوصها إلى دمشق....فالمعايير المزدوجة، ليست خاصيّة أمريكية، ولا هي حكراً على سياستها الشرق أوسطية فحسب، بل هي صفة عامة لسياسات كثير من الدول والمجموعات الإقليمية كذلك، بدلالة تفاوت درجة اهتمام الجامعة العربية ب"ربيع العرب"، واختلاف موقفها من ساحة إلى ساحة.

 

لن ندخل في تفاصيل مبادرة الأمين العام، والتي هي ترجمة غير مزيدة وغير منقحة، للمبادرة القطرية....فهذا شأن يخوض فيه السوريون أنفسهم، سلطة ومعارضة، لكننا نرى ان معظم بنودها "ذات صلة"...ولقد سبق وأن ذكرنا الكثير منها في سياق "تأشيرنا" على المخرج وطريق الخلاص من الأزمة السورية...لكننا نأمل أن تشكل المبادرة، سابقة في العمل العربي المشترك، وأن نرى جهداً عربياً متحمساً للثورات والانتفاضات العربية، خصوصاُ حين تنتقل شراراتها إلى الدول الأكثر احتياجاً للإصلاح والتغيير.

 

ولو كنت في موقع الناصح للرئيس الأسد، لكنت طلبت إليه أن يتبنى كل حرف من المبادرة، وأن يزيد عليها بفتح صفحة جديدة مع الإخوان المسلمين...لقد كتبنا في هذه الزاوية عناوين خطة الخلاص: حل الحكومة والبرلمان، وتشكيل حكومة من شخصيات نظيفة الكف واللسان والسريرة، تشرف على إدارة مرحلة انتقالية، يجري خلالها التوافق على القوانين والتشريعات والتعديلات الدستورية الأساسية، بعدها تذهب سوريا إلى انتخابات عامة، برلمانية ورئاسية، يتقرر في ضوئها شكل النظام السوري وهويته، وتتقرر بنتيجته، أجندة سوريا الوطنية للمرحلة المقبلة...و"تخيّلوا" لو أن الأسد تبنى هذه الأفكار قبل أن يجري تداولها وإقرارها في اجتماع وزراء الخراجية العرب...تخيّلوا لو أن نظاماً غير متهم "بالاستجداء" و"التهافت" على عتبات واشنطن، ينجح في التأسيس لديمقراطية جديدة حقيقية؟...أما كان ليجمع "الحُسنيين" كما لا يتوفر لكثير من نظرائه العرب...لقد فوّت الرجل على نفسه فرصة بناء زعامة عربية، وطنية وديمقراطية، وبدل ذلك سنرى إسمه مدرجاً على لوائح أوكامبو.

===========================

البطريرك الماروني في الإليزيه .. قد أشرقَ الصباح . . والفجرُ لاح

بقلم : الليث السوري

أطلقَ البطريرك المارُوني بشارة الراعي .. صرخةَ الاستغاثة .. من التغيير في سورية .. خلالَ زيارتهِ للإليزيه ولقاءه الرئيس ساركوزي . . وأبدى قلقاً عجيباً من استلام المتشددين الإسلاميين الحكم في سورية .

 

لله دركَ أيها البطريرك .. قد أشرقَ الصباح .. والفجرُ لاح .. هل أبدُأ من حيثُ انتهيت .. وأذكركَ يا راعيَ البيت الماروني من حيث نسيَت .. انتهاكات الأسد وقوات الردع السوري في لبنان .. وكيف كنتم تعانون الويل من إذلال عناصر وضباط الجيش .. وتدخلهم في حياتكم المعيشية والسياسية .. وتعيينهم االنواب والوزراء والرؤساء .. وتعديل القرارات في المجلس النيابي اللبناني . . للتمديد للرئيس لحود والهراوي .

 

أم أُذكركَ بالاغتيالات السياسية .. لكل من خالفَ الاتجاهات السورية .. بدءاً بالسيد كمال جنبلاط عام ١٩٧٧ ؛ ثم بالرئيس بشير الجميل عام ١٩٨٢ ؛ . . إلى مفتي الجمهورية اللبناني حسن خالد في ١٩٨٩ ثم الرئيس رينيه معوض عام ١٩٨٩ أيضاً . . إلى إيلي حبيقة عام ٢٠٠٢ ؛ . . ثم الصدمة الكبرى في اغتيال الشهيد رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ مع باسل فليحان ؛ . . الذي أدى إلى خروج القوات السورية من لبنان ثم الصحفي سمير قصير وجبران تويني في نفس العام ٢٠٠٥ ؛ . . إلى بيار الجميل عام ٢٠٠٦ ؛ . ثم الوزير بيير الجميل ابن الرئيس أمين الجميل عام ٢٠٠٦ ؛ إلى النائب وليد عيدو و الصحفي أنطوان غانم في ٢٠٠٧ ؛ والمحاولة الفاشلة لاغتيال النائب طلال حمادة والمذيعة في ال بي سي مي شدياق .

 

فهل أشرقَ الصباحُ لديكَ ولاح .. أم تحتاجُ لدلائلَ أكثر عن نظام ِ البعث ِالسفاح . . . من هم القتلةُ المتشددون أيها الراعي . . الإسلاميون أم هذا النظام الفاشي . . وكفى استخداما لفزاعة الإسلاميين ل زين العابدين ومبارك . . والقذافي وبشارك .

 

عجباً والله . . تدافعونَ عن النظام البعثي . . الذي مرمرَ حياتكم . . وقتلَ أبناءكم . . وسجن شبابكم .. ومرمط رجالاتكم . . وفظع في بلادكم عشرين عاماً . . أذلكم وأهان كبار الشخصيات في عائلاتكم .. و زرع الفتن بين طوائفكم .

 

لم تُنددوا بكلمة حق واحدة في مُؤتمركم الصحفي . . . . المجازرَ التي ترتكبُ الآن على أيدي النظام البعثي الأسدي . . . بحق الأبرياء المدنيين الذين يذبحون ويقتلون ويعتقلون ويعذبون من أجل الحرية والكرامة .. والإنسانية والعدالة . .

 

ألم تُميز يا راعي الكنيسة المارونية .. بين البريء والقاتل . . أما رأيتَ عصابة الأسد وأمنه وشبيحته وهي تقصف المتظاهرين .. بالمدافع والدبابات .. والبوارج والطائرات . . فمن المتشدد أيها الراعي . . قد أيدت الأسد في جرائمه . . شئت أم أبيت . . وشعر بتأييدك واستنكر تصريحاتك كل فرد من أبناء سورية الأبية . .

 

والتقطَ النظامُ الأسدي إشاراتك وتلميحاتك الإيجابية . . وهوَ في هذا الوقت أشدُّ ما يحتاجُ لزيارة رجل دين مثل البطريرك فسارع إلى دعوتك لزيارة سورية . . لتغطية جرائمه وقتله .. باستقباله رجل دين مثلك .. ليري العالم أنه حمل وديع . . يدعم الأقليات . . ويحمي الأديان .

 

أيها الراعي . . يا جَارنا في لبنان .. هل قرأتَ تاريخَ سورية قبل احتلال البعث والعصابة الأسدية .. لا بد أن قرأت . . وللتاريخ شهدت . . كيف انتخب السوريون فارس بك الخوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام ١٩٣٦ وعام ١٩٤٣ . . و رئيساً للوزراء عام ١٩٤٤ ؛ وكلفه رئيس الجمهورية هاشم بك الأتاسي مرة أخرى بتشكيل الوزارة عام ١٩٤٥ م .

 

أرأيتَ يا عزيزي البطريرك .. كيف أثبتَت سُورية ذلك الوقت نضجاً سياسياً شكل سابقةً في تاريخ سورية والعرب والعجم .. وذلك بإسناد السلطة التنفيذية إلى رجل غير مسلم .. في بلد نسبة المسلمين فيه تصل إلى ٩٠ ٪ ؛ وأعاد تشكيل الوزارة ثلاث مرات في عهد الرئيس شكري القوتلي .

 

كنا نتمنى أن تكون َ كما كان فارس الخوري .. متجرداً في أحكامك . . عميقاً في تفكيرك . . صائباً في نظرتك . . منصفاً للشعب السوري . . المطالب بالحرية والكرامة .. وحقه في العدالة .

 

قد خيبتَ آمالَ الشعب السوري . . الذي أخذَ قراره الأبي . . في استمرار الثورة . . حتى الخَلاص من عصابة البعث الأسدي . . . وستنتصر الثورة . . . سنبني سورية الحديثة . . دولة مدنية ديمقراطية . . تشبه دولة فارس الخوري في عهد الاستقلال . . وسترى بأم عينك سورية الحرية . . . رمز الحرية والديمقراطية . . أبية أبية .

======================

تقرير "بالمر" .. والمواقف المتناقضة

د. عيدة المطلق قناة

منذ الحرب على غزة والعلاقات التركية الإسرائيلية تشهد توتراً غير مسبوق تجلى في كثير من المواقف التركية وردود الأفعال الاستفزازية الإسرائيلية عليها .. والتي كان من بينها الإهانة المتعمدة التي أقدمت عليها إسرائيل بحق السفير التركي، في أوائل هذا العام .. ولكن حكومة نتنياهو لم تستجب لطلب أنقرة بالاعتذار عن هذه الإهانة..

 

ازدادت حدة التوتر بين الطرفين حتى وصلت طريقاً شبه مسدود في مايو 2010 بعد الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية (1) الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة.. والذي أسفر عن مقتل تسعة من المتضامنين الأتراك.. إذ مضت "إسرائيل" في غيها واستبكارها فرفضت الاعتذار وتسوية الأمور مع الدولة التركية .. فأحالت الأمم المتحدة المسألة إلى لجنة تحقيق دولية برئاسة جيفري بالمر رئيس وزراء نيوزيلندا السابق والرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي نائباً للرئيس مع عضوية الإسرائيلي جوزف إتسهار، والسفير التركي المتقاعد سليمان أوزدم سنبرك.. وبدأت تحقيقاتها في 10 آب 2010 .

 

في الثالث من أيلول 2011 تسلم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "تقرير بالمر" .. ويشير ما تسرب من هذا التقرير إلى أن التقرير اكتفى بوصف "الهجوم الاسرائيلي" على سفن الأسطول بأنه "مفرط في القوة وغير مقبول".. ولكن "الجنود الإسرائيليين واجهوا مقاومة عنيفة ومنظمة".. في حين وصف تصرف " من كان على متن السفينة مرمرة" بعدم الاكتراث في محاولتهم "خرق الحظر البحري الشرعي.. على قطاع غزة"

 

استثار التقرير العجيب عاصفة من ردود الأفعال .. إذ جاء "إسرائيلياً وسياسياً" بامتياز..كما جاء مجحفا ومجافياً للحقيقة .. فضلاً عن خروجه على "القانون الدولي" ، والاجماع الدولي ب"تجريم الحصار".. بل الأخطر من ذلك أنه برر الجريمة الاسرائيلية بالادعاء بحق دولة الاغتصاب والاحتلال بمهاجمة السفن في المياه الدولية.. هابطاً بذلك إلى حضيض الاستهتار بدماء الأبرياء .. .. فضلا عن أن التقرير انطوى على جملة من المفارقات منها :

1. أوضح التقرير بأن أعضاء اللجنة لم يمتلكوا الحق بالحصول على شهادات، ولا الحق بطلب امتلاك وثائق، واكتفوا بالمعلومات التي حصلت عليها اللجنة من إسرائيل ومن تركيا" لذلك فإنّ "خلاصات التقرير لا يمكن أن تُعَدّ نهائية من وجهة نظر القانون ولا الوقائع".

2. تبنى الرواية الإسرائيلية.. بالإشارة إلى أن "معظم المشاركين في قافلة السفن لم تكن لديهم نوايا عدوانية باسثناء افراد منظمة ( (أي إتش إتش - (IHH الذين خططوا لخوض مواجهة... وهو ما تردده الدعاية الإسرائيلية من أن العملية كانت "عملية دفاع عن النفس اضطر الجنود لقتل تسعة من مشاغبي هذه المنظمة الذين شكلوا خطراً على حياة جنود جيش الدفاع الاسرائيلي.. !!

3. اشتمل التقرير على العديد من الأحكام السياسية .. من أمثلتها بأن على " تركيا وإسرائيل استئناف علاقاتهما الدبلوماسية كاملة عبر إصلاح علاقاتهما لمصلحة الاستقرار في الشرق الأوسط".. و أن "أمن إسرائيل يواجه تهديداً حقيقياً من جانب المجموعات المقاتلة في غزة.. وعليه فإن الحصار البحري فرض باعتباره تدبيراً أمنياً مشروعاً بهدف منع إدخال الأسلحة إلى غزة عبر البحر، وتطبيقه يتماشى مع متطلبات القانون الدولي" .!!

4. وضع إسرائيل فوق القانون الدولي.. ولكنه عتب عليها ل" استخدامها القوة المفرطة" .. وكأنه يشرعن لها استخدام القوة ضد الأبرياء على ألا تكون قوة مفرطة!!

 

أما ردود الأفعال على التقرير الأممي فقد جاءت أيضاً حافلة بالتناقضات منها :

 

1. أن "دولة الاحتلال" لم تقبل يوماً بأي من القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ولكنها أعلنت على الفور قبولها ب"تقرير لجنة بالمر" .. !!

2. أن النظام العربي التزم الصمت المريب إزاء فتوى التقرير بشرعية "الحصار على قطاع غزَّة " في حين سارعت تركيا للتقدم بدعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للإعتراض على ما زعمه تقرير بالمر من قانونية الحصار الوحشي الذي يفرضه الكيان المغتصب على قطاع غزة .. !!

3. إضافة إلى أن تركيا ارتأت بأن الوقت قد حان لتدفع "إسرائيل الثمن".. فأعلنت عن سلسلة من العقوبات على إسرائيل بدأتها بطرد "السفير الصهيوني" وتعليق قائمة من الاتفاقات العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.. وأكدت رفضها للتقرير، وعدم اعترافها بشرعية الحصار الإسرائيلي على غزة ، وقررت التقدم بدعوى قضائية أمام "محكمة العدل الدولية".. كما أعلنت عن تقديم الدعم للضحايا الأتراك والأجانب ليلتمسوا العدالة من المحاكم!!

ولعل من الإجراءات الاستراتيجية المهمة يتجلى في الإعلان عن عزم تركيا على اتباع استراتيجيه أكثر تشددا في منطقه شرق البحر المتوسط .. بحيث لن تستطيع "إسرائيل " مواصلة" البلطجة فى البحر المتوسط لا من الجو ولا من البحر فسلاح البحرية التركى سيتولى تأمين الملاحة البحرية.. ولن يسمح ل"إسرائيل" بعد اليوم بمد مياهها الاقليمية لعشرات الأميال خارج مياهها الاقليمية".. أو اعتبار البحر الأبيض المتوسط بحيرة " إسرائيلية"!!

 

هذا الموقف التركي الحازم برفض سياسة التعالي والإهانة الإسرائيلية.. جاء منحازاً للكرامة الوطنية ولمصالح الدولة والأمة العليا.. موقف جدير بأن يقرأ جيداً وأن يتم استلهامه في التصدي لدولة الجريمة المنظمة بامتياز في هذه المنطقة من العالم .. والتصدي لكافة أشكال العربدة الصهيونية في البر والبحر والجو .. والذي كان "أسطول الحرية" مثالاً حياً عليها ..

 

فهل سيترك ثوار العرب - وهم يصنعون ربيعهم الزاهر- "تركيا" تخوض منفردة معركة الأمة في "تأديب إسرائيل"؟؟ ..

eidehqanah@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ