ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حسام
مقلد * في
المداخلات والمساجلات
الإعلامية لسدنة النظام السوري
وأبواقه الدعائية المضلِّلة لا
يتورع هؤلاء القتلة الفجرة عن
غمز شرفاء سوريا الأحرار لأنهم
يطالبون: الجامعة العربية،
ومنظمة المؤتمر الإسلامي،
والأمم المتحدة بالتدخل
بأي صيغة مقبولة...
لحماية الشعب السوري الأعزل
من آلة البطش والتعذيب والقتل
اليومي الذي يمارسه زبانية نظام
الأسد وشبيحته تحت سمع العالم
وبصره!! وبدلا من أن يطالب هؤلاء
المنافقون الدجالون الكذبة هذا
النظام الفاجر بالتوقف فورا عن
سفك دماء السوريين، نراهم
يرددون نفس الاسطوانة المشروخة
إياها عن المؤامرة على سوريا
الممانعة والمقاومة، ولا عجب في
ذلك فهم شركاء في هذه الجرائم،
ولن يجرؤوا أبدا على التفوه ولو
بكلمة شجب واحدة تدين نظام
الأسد وجرائمه الفظيعة التي
فاقت كل حد وتصور، لكن العجيب أن
يلوموا الشعب السوري الذي جأر
بالشكوى من بشاعة بطش حكامه به
بعد أن صمد طوال ستة أشهر صمودا
أسطوريا أمام جبروت آلة القمع
والطغيان التي يستخدمها بشار
الأسد ضد أبناء شعبه، والتي
فاقت في قسوتها وطغيانها
وبشاعتها آلة القمع الصهيونية،
وكأن المطلوب من السوريين أن
يصمتوا على كل هذه الجرائم
البشعة، ويتقبلوها دون ضجر
وتألم، وكأنما قدرُهم المحتوم
أن يتحملوا بلا أنين ولا توجع
جرائم الإبادة الجماعية التي
يرتكبها بحقهم آل الأسد من حين
لآخر!! ووالله
فإن من أوجب واجبات هذه
المنظمات الإقليمية والدولية
التي يستنجد بها الشعب السوري
الأعزل أن تبادر فورا إلى حماية
هذا الشعب الأبي الكريم؛ فهو
جزء من البشرية، وعضو في هذه
المنظمات التي تأسست في الأصل
لحماية الشعوب وصيانة مصالحها،
وليس لحماية الأنظمة والحفاظ
عليها مهما ارتكبت من جرائم ضد
الإنسانية، ثم إن السوريين من
أبناء هذا الكوكب وليسوا
مخلوقات غريبة أو كائنات فضائية!!
نعم، السوريون شعب عربي حر، ومن
حقهم أن يُعامَلوا كسائر شعوب
الأرض التي تتمتع بحقوق الإنسان
وما تكفله لهم من المطالبة
بالعيش في حرية وعدالة
وديمقراطية، وليس من العدل أن
يظل حزب البعث ونظام الأسد
جاثمين على صدورهم رغما عنهم كل
هذه العقود من الزمن، ولم يعد
مقبولا الآن أن يستفرد أي نظام
حكم متجبر بشعبه فيبيد منهم من
يريد، ويقتل منهم من يشاء،
ويعتقل الآلاف ويدمر مدنهم،
ويضرب عليهم الذلة والهوان،
ويستعمل جيشه وقواته في تنفيذ
كل جرائمه دون حسيب أو رقيب،
والسوريون لا يعيشون خارج إطار
الزمن، ولا جناح عليهم أن
يطالبوا بحقهم في التمتع
بالحرية والكرامة الإنسانية
كغيرهم من شعوب الأرض. وفي
الحقيقة ما كان للجيش السوري أن
يبيد شعبه ويقتل منه العشرات كل
يوم بهذه الطريقة المخزية لو
كان جيشا وطنيا حقا يستحق أن
يسميه السوريون "حماة الديار"
ولا ندري ما فائدة الجيوش إن لم
تحمِ أوطانها وأبناء شعبها من
الغزاة الطامعين والأعداء
الحاقدين والحكام الطغاة
الظالمين؟! وهل من دور الجيوش
تدمير بلادها وذبح الآلاف من
شعبها وبني جلدتها دون أية
جريرة تبرر ذلك؟! في الواقع إننا
لم نرَ ولم نسمع ولم نقرأ عن جيش
وطني شريف أباد أهله الأبرياء
العزَّل وسامهم سوء العذاب على
النحو الذي نراه الآن في سوريا!! إن
الكثيرين لم يستغربوا ما وقع في
ليبيا؛ لأن كتائب القذافي لم
تكن جيشا وطنيا ليبيا مهمته
حماية الشعب والوطن، بل كانت
مجرد كتائب مسلحة لحماية
القذافي وأولاده وعائلته
ونظامه، وكان يغلب عليها
التكوين القبلي بما يعنيه ذلك
من التعصب للقبيلة والفرد لا
للوطن والشعب!! وهذا هو ما دمر
ليبيا وأطال فيها أمد النزاع،
وألجأ الثوار الليبيين لطلب
التدخل العسكري الخارجي رغم
مخاطره ومغارمه الكبيرة،
وكلَّف الليبيين هذه الخسائر
الفادحة في الأرواح والأموال
والعدة والعتاد، وأهدر الثروة
الليبية، وحمَّل الاقتصاد
الليبي خسارة أكثر من خمسمئة
مليار دولار بحسب بعض
التقديرات، وعلى العكس من ذلك
تماما وقف الجيشان التونسي
والمصري إلى جانب شعبيهما،
وأجبرا رئيسي البلدين على
التنحي وترك السلطة؛ حقنا لدماء
الشعب، وصيانة للدولة، وحماية
لمقدرات أبنائها، وانحيازا
لجانب الحق والعدل، ودعما
لمطالب الأجيال الجديدة، وحقها
في حياة حرة كريمة، والعيش في
دولة ديمقراطية عادلة. وفرق
كبير جدا وبون شاسع بين ما صنعه
الجيشان العظيمان التونسي
والمصري، وبين المشهد المخزي
المتكرر يوميا لجيش النظام
السوري والذي يظهر فيه جنوده (البواسل...!!)
بكامل عدتهم وعتادهم العسكري
وهم يقتلون الشعب السوري الحر
الكريم ويقهرونه ويذلونه،
ويسومونه سوء العذاب؛ فيسحقون
كرامة الإنسان السوري الشريف،
ويدوسون قيمة المواطنة داخله،
ويخنقون انتماءه، ويغتالون
ولاءه، ويروعون الناس،
ويدفعونهم دفعا للعنف وليس
للثورة السلمية حتى يتذرعوا
بذلك العنف؛ فيبيدوا الثورة
وينكلوا بشبابها، ويجبروهم على
الخضوع والخنوع والرضا بحياة
المذلة والهوان!! ولو
كان الجيش السوري جيشا وطنيا
حقا فلماذا يقتل أبناء الشعب
السوري الشرفاء الأوفياء؟!
أليسوا هم من أسسوا هذا الجيش من
دمائهم وأقواتهم وأقوات
عيالهم، وجهزوه على هذا النحو
ليكون حاميا لهم وقت الحاجة
والشدة؟! وها هو وقت الحاجة قد
أتى، وساعة الشدة قد حانت فلِمَ
لا يؤدي هذا الجيش مهمته
الوطنية ويحمي أبناء سوريا
العزل الأبرياء من بطش نظام
حكمهم الفاجر؟! أم أنه ليس جيشا
سوريا وطنيا؟! هل مهمة الجيش
السوري الدستورية هي إهانة
وترويع السوريين؟! أهو أداة
لإذلال شعبه وإخافتهم وقمعهم
وترويعهم؟! هذا ما نشعر به من كم
الذل والشتائم المهينة التي
يتجرعها شباب سوريا الأحرار
ويراها العالم كل يوم عبر
الإنترنت ومختلف شاشات
الفضائيات العالمية، ويتساءل
الكثيرون: هل أصدقُ وصفٍ لقادة
هذا الجيش أنهم: حماة الديار، أم
أنهم بحق صنَّاع العار وحماة
بشار ونظامه، وحماة الصهاينة؟! حقا
إنه جيش حزب البعث، وجيش بشار
وآل الأسد، فأي جيش وطني هذا
الذي يقتل بدم بارد الآلاف،
ويعتقل ويعذب ويشرد عشرات
الآلاف الآخرين من مواطنيه
العزل الأبرياء لمجرد تظاهرهم
السلمي؟! أيعد جيشا وطنيا من
يروِّع أبناء شعبه العزل
المسالمين، وينكِّل بهم، ويقتل
أطفالهم، ويغتصب نساءهم، وينهب
ممتلكاتهم، ويهدم مساكنهم،
ويدمر مدنهم؟! إن جيشا هذه بعض
جرائمه لا يكون جيشا على
الحقيقة بل هو عصابات إجرامية،
وأداة قمع وتنكيل وترويع
للمواطنين، ومليشيات مسلحة
لحماية النظام ودعم استبداده. ولا
نفهم كيف ينصاع معظم المجندين
في الجيش السوري لأوامر قتل
الناس وسفك دمائهم بكل هذه
البشاعة والقسوة المفرطة!! أليس
هؤلاء الجند من عامة الشعب
السوري ويعرفون حقيقة نظامهم
الظالم المتكبر؟! قد يقول قائل:
إنهم لا يملكون حولاً ولا قوة،
ولا يستطيعون مواجهة بطش
النظام، بل لعل المتظاهرين
العزل في الشوارع أقوى منهم
وأقدر على التعبير عن رأيهم،
وربما قال آخر: إن هؤلاء مغيبون
أو تحت سيطرة قادتهم الطائفيين
غالبا... ، وهذا خطأ فالصور
البشعة والمشاهد الإجرامية
المقززة التي تصور الفظائع
المروعة التي يرتكبها هؤلاء
الكفرة الفجرة بحق أطفال وشباب
سوريا من: تمثيل بالجثث، وقطع
لأعضائها التناسلية، ووطء
أشلاء الجثث بالأحذية، وضرب
الناس بقسوة مفرطة دون رحمة،
والاستمتاع بإذلالهم وإهانتهم...
كل هذه الصور والمشاهد تدل
بوضوح على أن مرتكبي هذه
الجرائم ليسوا مجرد جنود صغار
ينفذون ما يصدر إليهم من أوامر،
ولا تشي بأنهم مغلوبون على
أمرهم ولا حول لهم ولا قوة ...
كلا، كلا!! إن ما نراه كل يوم يدل
على أن مرتكبي هذه الجرائم
الفظيعة لديهم أحقاد دفينة
وكراهية عميقة لأبناء الشعب
السوري الأحرار، ولذلك لا تتحرك
ضمائرهم وهم يرتكبون هذه
الجرائم الفظيعة، بل يتلذذون
بها ويستمتعون بارتكابها بكل
بطش وعنجهية، ولو كان هذا
التحليل خطأ فليفهمنا أحد
العقلاء: أكل هذا الإذلال وسحق
الكرامة الذي نراه في سوريا كل
يوم يمكن أن يرتكبه جيش وطني بحق
شعبه؟! وماذا تفعل جيوش
الاحتلال أكثر من هذا؟! وما سر
هذه الحرب الضروس التي لا هوادة
فيها ويشنها جيش حماة الديار ضد
شعبه الأعزل وكل ذنبه وجرمه أنه
يطالب بحقه في العيش بحرية وعزة
وكرامة؟! أيقتل جيش شعبا بأكمله
من أجل حماية فرد أو عائلة أو
حزب حاكم؟!! وقد
يتساءل بعض الشباب السوري: هل
علينا نحن السوريين أن ندفع
ثمنا باهظا لحريتنا وكرامتنا؟!
هل علينا أن ننبطح طويلا لهذا
الوحش الكاسر، ونتجرع كؤوس
المذلة والهوان التي يجرعنا
إياها يوميا الأسد ونظامه؟! وما
الذي يجبرنا على ذلك ويكف
أيدينا عن هذا النظام الآثم
الذي بالغ في العنف والوحشية
والفتك بالناس وامتصاص دماءهم،
ولم يتورع لحظة عن توجيه آلته
العسكرية الفتاكة في صدور
أبنائنا وحرائرنا؟! ويجيب
المخلصون لسوريا المحبين
لأهلها: إنه برغم كل هذه المجازر
البشعة التي يرتكبها هؤلاء
الأوغاد فعلى الشعب السوري الحر
الأبي أن يحرص كل الحرص على
استمرار ثورته السلمية
العظيمة، فبشائر النصر القريب
تلوح في الأفق، وعلى تنسيقيات
هذه الثورة المباركة ألا تنجر
أبدا إلى أية مواجهات مسلحة
مهما حدث ومهما ارتكب حماة بشار
وصنَّاع العار من جرائم وحشية
ضد شعبهم؛ فأي عمل عسكري الآن
سيدمر على
الأرجح كل
ما حققه أبطال سوريا من إنجازات
عظيمة حتى الآن، فليتمسك شباب
سوريا البررة الأوفياء
بهتافاتهم السلمية التي عرَّت
النظام وفضحته، وفضحت معه تواطؤ
كثير من الأنظمة والحكام،
وليكونوا على ثقة مطلقة بأن
مسيراتهم وهتافاتهم السلمية
كفيلة بإسقاط النظام وزلزلته
زلزالا شديدا، وإياكم يا شباب
سوريا الباسل والانجرار لأي
صراع مسلح؛ فهذا النظام المجرم
يريد جركم إلى ذلك ليشن على كل
شرفاء سوريا حربا وحشية مدمرة
يستأصل من خلالها فكرة الحرية
والديمقراطية من جذورها!! لكن
على بشار الأسد ونظامه وحماته
ألا يسرفوا في تفاؤلهم،
فالمجازر البشعة التي
يرتكبونها ويمارسونها يوميا هي
جرائم ضد الإنسانية، وإن شاء
الله سيأتي قريبا جدا اليوم
الذي يحاسب فيه بشار وأعوانه
وسدنته وكل نظامه عن هذه
الجرائم البشعة، وساعتها لن
يفلت أحد من العقاب!! *
كاتب مصري. ===================== عندما
نويت تشكيل مجلس المجالس .. عقاب
يحيى قبل
شهر.. وفي جلسة دردشة بين عدد من
الناشطين.. تبرّع أحدهم بالقول :
أنني أستحق أن أكون رئيساً
لمجلس المجالس الذي ينام ويفيق
من زمان.. وأنني يجب أن يكون . خجلت،
وصمت الكبرياء وأنا أعتذر لقول
يقع بين الجد والهزار.. وأطلت
شرحاً في أمنياتي الغالية
المحصورة بأن أعود لبلادي
مواطناً عادياً.. في بيت صغير
وجنينة حوله.. وأكتب، وأثرثر ما
أريد.. ما تبقى من عمر، وأنه لا
طموح ولا جنوح غير ذلك عندي.. ثم
شرحت تاريخاً (مُشبعاً)
بمسؤوليات عفتها وتقيّأتها،
وأثقلتها وأثقلتني، وعفتها
وعافتني.. ولم أك بحاجة إلى سرد
صفحة، بل صفحات سيرتي الذاتية..
لأنها طويلة جداًن وعمرها من
عمر نظام الطغمة، وربما أكثر...وحاولت
أن أنتفض على هذه الورطة.. لكن
والدنيا جوع مجلوّع، وفقاعات
الفقاعات تملأ الشاشات
والمؤتمرات والتصريحات
والمحاولات.. وكثيرها لا تارخ له
ولا جغرافيا بالمعارضة،
وكثيرها يبتز اللحظة لإحداث
الخبطة، وكثيرها كان حتى البارح
في أحضان الحضن.. غارت
ذكرياتي و(تضحياتي).. و(سِفري) من
الذي يجري.. ومن محاولات
التهميش، والترويش، والتخبيص،
والتلبيص.. فقررت أن أقوم أنا
بنفسي بتشكيل مجلس المجالس
للثورة الثائرة.. وبدأت من فوري
العمل..ولمَ لا طالما أن من حق
الكل في مرحلة الديمقراطية أن
يدلو بدلوه، وأن يثبت أن
التعددية تجسيد وليست شعارات
وحسب ، وأن يسجل السبق ف"يقطع
السيف العزل" !!!.. أقنعت
نفسي أولاً : أنه من الواجب،
والنضج، والضروري والحتمي أن
تكون للثورة قيادة لأن اللقمة
وصلت للفم، والغيوم المتشابكة
تحتاج إلى دليل كي ينزل مطرها
عندنا، وفي الهدف المطلوب، ويجب
دخول سباق المتسابقين وإحداث
المفاجأة قبل أن يفرقعها أحد،
وما أكثرهم.. فواصلت نهاري بليلي..
وهات يا تفكير .. وهات يا عمل ..(كنت
خائفاً جداً من صدور إعلان
قوائم في وقت واحد.. فازدادت
سرعتي، ولهوجتي لتسجيل حرز
السبق ولو بدقائق قبل الآخرين ..)
. ولأني
شبه يساري، شبه قومي، شبه
علماني، شبه ديمقراطي، شبه
تعددي، شبه موضوعي، شبه مثقف،
وشبه عارف باللوحة السورية
وأهمية أن يكون التشكيل شاملاً،
جامعاً، لامعاً ..قررت حصر
التشكيل بالمعارضين فعلاً
الذين لهم تاريخ مشهود
بالمعارضة(لا يقل عن عشرين
عاماً وأكثر)، وعلى أساس
انتماءاتهم الفكرية والسياسية
وليس شيئاً آخر ..ورحت أستعرض
المعارضة المعروفة وأفرد
أجنحتها المقصوصة : الداخلية
والخارجية، على طاولة انتقائي..
وبدأت من الداخل مقرراً أن يكون
لكل منها خمسة ممثلين بالتساوي،
شاء من شاء، وأبى من يعترض
بالحجوم : واقعاً أم نفخاً.. وبدت
لي العملية جد سهلة.. فالقوى
معروفة، والأسماء البارزة
بارزة وما عليّ سوى رصفها في
قائمتي.. وبدأت بالانتقاء في
غربلة معقدة يدخل فيها مزاجي
الذي اعتقدت موضوعيته، وإذ بي
مثلاً، أنحاز لفلان بدلاً من
علاّن من نفس الحزب، أو التشكيل
والموقع القيادي.. مرجّحاً من
أعتقد أنه الأصلب، والأقرب إلي،
والأبعد، مثلاً، عن فكرة الحوار
مع النظام، أو الطبيعة
السَمَكية اللزجة(بالسياسة
يقولون عنها زئبقية) فعانيت
الأمرّين.. وحين كدت أفرغ منها
واجهتني مشكلات متلتلة.. فبعض
الأحزاب منشقة لأكثر من شق،
وعلى حوافها شقوق وكلّ يدعي أنه
الشرعية والممثل الوحيد
للأصالة والعمق والخط والفكر
والبرنامج، وكل منها يزاود على
الآخر بنضاليته التي لم يغبّرها
غبار، وهناك من يعتبر نفسه الأب
والأم لكل النضال السابق
والحالي والقادم وما بعد القادم..
ثم اهتديت إلى حلّ عبقري أن أقوم
بضرب القرعة على كومة الأسماء
التي اخترتها.. ومن يأتي نصيبه
يكون، ومن يحرد يضرب رأسه
بالحائط.. فتنفّست الصعداء.. وقد
بات عندي ما يقرب الثلاثين
ونيّف .( النيّف هذا وضعته
للحواف المحسوب على هذا الاتجاه
أو ذاك) .. وحين
انتقلت إلى اختيار عدد من
الناشطين والمثقفين والمستقلين
وجدت فيضاً يفيض ويُغرق
تقديراتي.. فالعدد كبير،
والمستقلون أكبر من عدد كثير من
الأحزاب، وبعضهم له ارتباطات ما
بهذا الحزب أو ذاك، وبعضهم قد
يدّعي الاستقلالية، وبعضهم
استقل منذ يومين، وبعضهم كان
مستقيلاً عمره، وهناك ، وهناك..
فقررت في لفتة عبقرية أن أضع
أساساً يحتمّ اعتبار الوقت الذي
بدأ فيه هؤلاء معارضتهم مهماً،
وبدأت بثلاث سنوات.. وعندما وجدت
العدد كبيراً(بعد الغربلة
القاسية) مددتها إلى خمس، لكن
الحدود غابت، وبعض الاعتبارات
فرضت نفسها لجهة الوزن والدور،
وحتى العلاقة الشخصية، وكدت
أصاب باليأس لولا أنني حزمت
أمري بمطمطة العدد إلى عشرة،
وليكن ما يكون، ووجدت القرعة
منجاة، وقد صارت هنا مثل ضرب
الودع، وأنا أعلم كم سيكون
الخلاف كبيراً بين الناشطين لأن
البعض ورد اسمه، والبعض طار
هكذا بقدرة جبّار عنيد . لكن
مشكلة عوّيصة أكثر واجهتني
بممثلي الأكراد، إن كان لجهة
الاعتماد بين العدد الكبير من
الأحزاب، أو لجهة النسبة التي
يجب أن تكون، أو (حصتهم)، وما أن
ذكرت حصتهم حتى قبّ شعر رأسي..
وهجت ومجت.. واقتربت من الانفعال..
بل وحتى اليأس.. ثم تسللت فكرة
المحاصصة .. فرميت الأوراق التي
بها تعبت.. وأخذ عرق بارد يتهاطل
نتيجة الإجهاد، أو القنوط،
وأثناءها تسللت (واقعية)
المحاصصة بجلالها، وكأنه لا
مناص منها، فسيطرت الفكرة، ثم
أقنعتني الليونة بواجبها، وإذ
بي أمام كوّة تفتح أبواباً أكبر
بدأت بقمعها، وإبقاء بعضها
موارباً تحت شعار تمثيل
الأقليات القومية: الواجب
والضروري.. ورغم
أني أعتبر نفسي ضليع المضلعين
بالواقع السوري وتوزعاته.. إلا
أنني اكتشفت أن المفردات أوسع،
فالأقليات بحر يموج بالعديد،
التاريخي المؤسس منها، واللاحق
: آشوريين وكلدان وسريان، وربما
بقايا فينيق وبابليين
وكنعانيين، وخلائط مخلوطة،
فأكراد وشركس وتركمان وشيشان
وأرمن.. وربما بعض الجاليات
العربية كالفلسطينيين،
واللبنانيين، وحتى السيرلنكيات
والبنغلاديشيات .. وغيرهم
وغيرهم ..فيئست .. وبعد شرب كأسين
من السوس البارد عاودت إدماني..مقرراً
القيام باستخدام حلي السحري :
القرعة، فكتبت ما يقارب العشرين
اسماً من كل تلك (المكوّنات)
ورحت أنتقي من يكون حظه أوفراً..
وأنا مصمم على فكرتي التي طالما
آمنت بها بأن الداخل يجب أن يكون
، والخارج رافد، وتابع..وأن يكون
الرئيس ونوابه من الداخل ..(وهده
قصة أخرى تحتاج إلى مقال مستقل)
.. وما أن
نطقت بالكلمات الأخيرة حتى
انفتحت عليّ أبواب السماء
السبعة، فالخارج ياجوج وماجوج،
والنجوم فيه أكثر من نجوم
السماء، وهنا حضرني فزع الطفولة
عندما كان الأهل ينبهوننا من
عدّ النجوم في السماء.. لأن
التآليل ستخرج إن فعلنا، فتحسست
يداي وسحبتهما لا إرادياً، بل
خبّأتهما خوفاً من ظهور تآليل
فورية لن ينفعها(شعير) الدنيا،
ولا حجابات مولانا المحتجب، ولا
رقيات المرحومة أمي .. الغرابيل
التي استخدمتها للداخل ثقبت
كلها على الفور لثقل وزن نجوم
الخارج.. فسقطت السماء كلها دفعة
واحدة، واختلطت وهي تتلاعب بي
بنوع من شماتة تشبه الفجور،
وكأنها تقول لي(طز فيك وبما تفعل..
نحن البداية والنهاية، الأصل
والوصل ..).. قررت
البدء بالإسلاميين باعتبارهم
الأكثر عدداً وظهوراً على ساحات
المؤتمرات والمبادرات، وعديدهم
عانى الكثير من النظام، وتمرمر
في الغربة القسرية، وأمضى العمر
مهاجراً قسرياً، وهناك من قدّم
الكثير تجسيداً لإيمانه، خاصة
وأن سيف النظام القاطع يطال
رقبة كل من يُنتسب إليهم..
فأبديت تعاطفاً في أن يكونوا
بارزين في قائمتي.. لكن مشاكل
كثيرة واجهتني.. ليس فقط الخاصة
بتصنيفات الصقور والحمائم،
الواضحين والملتبسين فقط.. بل
بوجود أعداد غفيرة من
الإسلاميين غير المنضوين في
الإخوان، وهؤلاء هم الأكثرية
الطافحة على سطح النشاطات
الخارجية والإعلامية منها بوجه
خاص، وفي الداخل أيضاً، وعديدهم
يوجّه انتقادات شديدة للإخوان
ويحرص على التمايز عنهم.. فتاه
دليلي.. لأن العدد كبير جداً ولا
يبدو أن تنظيماً يوحّدهم، أو
وجود مرجعية يمكن الاستئناس بها
في هذه المهمة الجليلة التي
أقوم بها.. فقررت : يا قرعة..
وليكن ما يكون.. ليكن
ما يكون : والنسبة ؟؟؟.. وهنا
راحت هواتف الذهن تعيدني إلى
أحاديث النسب.. وكم تكون نسبة
المسلمين في بلادنا، وكم هي
نسبة السنة فيهم..فأدخلت نفسي
ساحة الصراع اللاهبة، وكلّ يجرّ
اللحاف صوبه، وإذ بي أدخل
المناطق المحظورة من التفكير :
المحاصصة مرة أخرى، وهذه المرة
على أسس دينية، ومنها إلى
المذهبية.. فدخلت المغطس على
قشرة موز وضعتها لنفسي .. مرضي،
أو هذه الحمى التي استوطنتني
وراحت تهذي وتقودني إلى نقيض ما
أومن، وما أمضيت عمري أنافح في
سبيله.. دفعتني مباشرة إلى شطب
كل ما قمت به فيما يخصّ الداخل،
لأن الأسس التي اعتمدتها نُسفت،
وصار لزاماً على أسسي الجديدة
أن تفرد تفاصيلها على طاولة
ذهني وخياراتي.. وبتّ بين خيارين
: إما الانتحار رفضاً لجنوحي
هذا، أو الانتحار ليونة و"واقعية"
.. لقد
انفتحت عليّ الشعارات المرفوعة
عن الدولة المدنية الديمقراطية
بجانبها الذي يقول : المساواة
بين جميع مكونات الشعب السوري
الفكرية والسياسية والقومية
والدينية والمذهبية وغيرها،
وطالما أن الانتماء الفكري
والسياسي دخل منغاطيس الآخر
وطبس في بقية المكوّنات، وطالما
أنني انزلقت مزنوقاً إلى
المحاصصة بتّ أمام الخيارين
الصعبين : إما المضي في عنادي
بتشكيل المجلس وفق ذلك، وإلا
الإيغال وليكن ما يكون . ليكن
ما يكون ولا يليق بمعارض قديم
نصّب نفسه مسؤولاً عن مصير ثورة
أن يعترف بفشله.. لذلك كان يجب
الدخول في (مرطيسة) اللوحة..
وعندما بدأت أفرد المفردات وإذ
بي أمام جهنم الحمراء.. أديان
ونسب مختلف عليها، وقوميات تنفخ
في حجومها، ومذاهب شتى، وهناك
من يرفض أن يُحسب عليها، وعشائر
وقبائل ووجهاء، ورجال مال
وأعمال يعتبرون أنفسهم فوق
الجميع، ونجوم نجّمها الإعلام،
وكثيرو حكي ومبادرات، وألسنة
طويلة لا يخلص من شرّها أحد،
وشباب وتنسيقيات، واختلافات
وانقسامات، وميول وفصول،
وذاتيات منفوخة، وتواريخ
منفوشة، وبطولات منبوشة.. وكثير
كثير صدم تراثي وكل ادعاءاتي
بمعرفة اللوحة وخبرتي الطويلة
فيها .. ولأني
لا أريد أن أطيل عليكم بمقالي
وأنا أفصّل التفاصيل أكواماً
واجهتني.. قررت في لحظة عنف ثوري
تمزيق أوراقي كلها، وشطب
المشروع من رأسي.. رغم ما خلفه من
ذيول الهزيمة داخلي، ومن حالة
انطوائية معقّدة لا أدري إن كان
الخروج منها سهلاً، بانتظار
عنتري متمكن يحلّ هذه المعضلة .. ======================== دعوة
الى المعارضة السورية في الخارج نوال
السباعي الشفافية
في العمل اقتضت أن ننقل كل
مايجري على الساحة السياسية في
دهاليز صناعة السياسة هنا وهناك ولم
يكن الهدف أبدا ولن
يكون تخوين أحد من أطراف
المعارضة ، التي وقفت جميها مع
الثورة ، وبذلت
الغالي والرخيص. لم يكن
صحيحا ابدا أن المعارضة في
الخارج كانت تتحرك على أكف
الراحة والدعة...لقد كانت
ومازالت تعيش في جحيم مضاعف
بسبب معاناة الشعب العامة
ومعاناتها الشخصية بين اختطاف
الاهل والاقرباء في الداخل
وتهديدهم ، وبين ماكان يعيشه كل
منا من هواجس وتعب ونصب في سبيل
ايصال الحقيقة الى الناس، ونصرة
الشعب السوري الأعزل في وجه هذا
النظام القاتل المجرم ، بما
لايقارن بحال مع ماكان يبذله
الثوار على الأرض من تضحيات
هائلة أدعو
نفسي وكل أطراف وشخصيات وأحزاب
وحركات وجماعات ومنظمات
المعارضة في الخارج الى كثير من
الشفافية في عملهم ، وأدعوهم
إلى الصدق مع أنفسهم أولا ومع
شعبهم ثانيا ، وأدعو
كل شخصية غير مرغوب فيها الى
التنحي ، وعدم فرض نفسها على
الآخرين وأدعو
كل من لاعلاقة له بالسياسة ،
ولاناقة له ولاجمل في أمر إدارة
الأزمات والثورات أن ينسحب
ويبرهن على وطنيته بترك المجال
للمختصين كما
أدعو كل من لايجد في نفسه القدرة
منهم على التزام الخط الوطني
الذي يفرضه الشارع السوري ، في
أيام المحنة هذه ، إلى الاعتذار
والاعتزال ، وترك المجال لمن
يستطيع من هؤلاء القوم العمل من
أجل البلاد لكي يعمل في ثقة
ويقدم مالديه. وأدعو
كل من يتمتع بثقة الناس ، وقدرة
على الفعل الحقيقي في هذه
الايام الحاسمة ، أن يتقدم
للشعب السوري بمبادرة شجاعة تلم
الشمل ، وتتصل بالداخل السوري
والشارع ، ليكون من في الخارج
رهن إشارتهم . مبادرة
تجمع كل الأطراف ولاتستثني أحدا . إننا
بحاجة الى رجال يفهمون خطورة
المرحلة ، ويرتقون الى مستوى
الشارع السوري ، ويتمتعون
بالقدرة الحقيقية على الفعل ،
لا الانفعال ، وعلى التصرف لا
الاتباع ، وعلى اتخاذ زمام
المبادرة لا اللحاق باقتراحات
الآخرين رجال
يمكنهم قبول الآخر الوطني ،
والتنازل عن الخلافات من أجل
القواسم المشتركة رجال
لاتلهيهم تجارة الالقاب
والمناصب اوان المحن عن مانزل
بالأمة رجال
يستطيعون قيادة الشعب الى بر
الأمان وبأقل الخسائر الممكنة ،
ليس في الارواح والدماء فحسب ،
بل وفي القناعات والمباديء
وماكسبه الشعب واستطاع تحقيقه
حتى الساعة بدمه وجراحاته
وآلامه وعذاباته وأؤكد
...على أن الشعب السوري ووحده ..وبفضل
الله ..هو الذي صنع معجزة هذه
الثورة ، لم يقف معه أحد ،
ولاحتى الفضائيات ، التي التحقت
به متاخرة ، وتحت ضغط سيل الدماء
، وإصرار السوريين على المضي
نحو طريق الخلاص ان
سورية اليوم ليست بحاجة الى
المخلصين -فحسب- وهم كثيرون ولكنها
بحاجة إلى أصحاب الخبرة والقدرة
على الفعل بحاجة
الى الشباب المخلص المختص من
القيادات الميدانية في الداخل
والخارج لضخ دماء جديدة في
مسيرة ثورتها من أجل التغيير
الحقيقي التغيير
..لم يفهم الجيل السابق بعد، ومن
كل الاتجاهات ، أنه يجب أن يبدأ
به ، ومن عنده ، ، ليترك المجال
لجيل آخر قادر على إحداث
التغيير الذي نريد ، دون عقد
الجيل القديم ولاأمراضه
ولاكبواته ولاعثراته مع
بالغ الاحترام والتقدير
والرغبة في التعلم من تلك
التجارب ، ولكن ليس في أيامنا
هذه!! ...أيام الدم والأشلاء
وصراخ ونداآت الشعب بالحماية من
الاغوال . ======================== بدرالدين
حسن قربي اقتراب
بداية العام الدراسي والكثير من
المدارس في عموم البلاد مشغولة
منذ أشهر بمثابة سجون ومعتقلات
مؤقته لعشرات الآلاف من
المحتجين والمتظاهرين المنادين
بالحرية والكرامة والمطالبين
بسقوط النظام ممن ضاقت عنهم
سجونه الدائمة، وضع النظام
السوري أمام مشكلة تستوجب حلاً
سريعاً لإخلائها ولو جزئياً.
بعض الحلّ القائم منذ زمن هو
بقتل الكثير والتخلص منهم في
البر والبحر بمثابة مفقودين،
وبعضه بإطلاق سراحهم بعد دفع
المقسوم أيضاً. أما ماجاء
متأخراً، فكان بجعل السجون
المدرسية أحد مصادر الدخل
الوطني للنظام. ومن ثم فقد جاء
من عدة أيام المرسوم التشريعي
رقم 110 لعام 2011 بتعديل مادتين من
قانون العقوبات ليضاعف الغرامة
المالية مئتي ضعف، فأصبحت عشرين
ألفاً بدلاً من مئةٍ على كل
مواطن متلبس بحضور جمع أو
اجتماع عام ليس له طابع
الخصوصية وأشياء قريبة من مثله،
ولينشيء غرامة مالية جديدة على
المتظاهر قدرها خمسون ألف ليرة،
بمثابة عقوبة رادعة موجعة
للمواطن المعتّر والمنهوب
فضلاً عن تعذيبه وضربه وإهانته،
وهي مايساوي مرتب موظف عادي
قرابة خمسة أشهر كاملة. لاشك
أن مكتشف هذا المصدر للدخل
الوطني بأهدافه المتعددة من
المستشارين العتاولة فائق
الذكاء، وإنما ذكاءٌ من الصنف
الذي يتميّز به المافياوييون في
ممارسة جرائمهم تنفيذاً
وإخفاءً، ولكنه يحمل أيضاً في
تلافيفه غباء الذين يواقحون ولم
يفهموا بعد أن النظام قد دنا
أجله مذ أثخن في قتل مواطنيه
وبالآلاف، وماعاد ينفعه مال
يفرضه على الناس بعد أن خرج
ماردهم من قمقمه يحطم الأغلال
والأصفاد في وجه سجّانه معلناً
نهاية القمع والاستبداد. إن
الانتفاضة السورية التي انطلقت
في لحظة قدرية خارقة لكل
المألوفات والحسابات، وخرج
أبطالها السلمييون عراة
الصدور، يواجهون الباطش
المستبد ورصاصه وطيشه وإجرامه
بمزيد من التظاهر والثبات،
والإصرار على المطالب أكثر
وأكثر، ويوماً من بعد يوم مما
أذهل العالم، والتي لاشك أن أحد
عوامل انطلاقتها وقوتها بعض
رجالات النظام وشبيحته، الذين
لعبطهم وعسر فهمهم يرجع الكثير
من عوامل نجاحها وقوتها
واستبسالها. كيف
يُقنع أذكياء النظام وجهابذته
أنفسَهم أن متظاهرين بالآلاف بل
ومئاتها وفي مئات الأماكن
يومياً وعلى امتداد ستة أشهرٍ
حسوماً، وعلى امتدادات أرض
البطولات مدناً وأريافاً
ومحافظات، قَتلوا منهم الآلاف
واعتقلوا منهم عشراتها، وأخفوا
منهم الكثير والكثير،
واستخدموا معهم كل أساليب القمع
والبطش المتوحش، فما وهنوا لما
أصابهم وما استكانوا بل كانت
وصية الشهيد فيهم للشهيد من
بعده الوفاء بعهده وقسمه حتى
الخلاص وسقوط النظام..!! كيف
يُقنع أذكياء النظام ومفكروه
أنفسهم أن شعباً بعشرات الآلاف
يقفون في مظاهرة هنا ومظاهرات
هناك، وقفة رجل واحد رافعين
أيديهم بالعهد والقسم، ألا
يثنيهم عن إسقاط النظام إلا
الموت، كيف يَقنع الحمقى أن
هؤلاء يمكن أن يُمنعوا عن كريم
غايتهم ونبيل هدفهم بغرامة
مالية قلت أو كثرت، وهم يرونهم
عين اليقين يقدمون أرواحهم فداء
مقدساتهم في الحرية والكرامة،
ورسالتهم إلى من يهمه الأمر من
الأغبياء والحمقى، والدهاقنة
والمستشارين: إن
شعباً ورث الإباء والنخوة
والشهامة كابراً عن كابر، يشمّ
ريح الجنّة وهو ينادي في وجه
القتلة: الموت ولا المذلة،
ويحطّم أصنامهم وجدارياتهم
ويمزّق صورهم ولوحاتهم،
ويلعنهم أحياءً وأمواتاً،
وهتافه وساحات الوقائع تشهد
بمئات ألوفه: عالجنّة رايحين،
شهداء بالملايين. إن شعباً
أبياً عرف طريقه، واسترخص روحه،
فصاح في أرجاء الكون: سوريا بدها
حرية، وياللا ارحل يابشار،
والشعب يريد إسقاط النظام، لم
يعد ينفع معه كثير الغرامات
المالية ولا قليلها، ولكن مَنْ
يُفهّم الأغبياء والحمقى..!! http://www.youtube.com/watch?feature= http://www.youtube.com/watch?v=BIvKw6Wt7CQ&NR=1 http://www.youtube.com/watch?v=q27vi1Ueaf0&feature=related ========================== الثورات
العربية تغير قواعد اللعبة عادل
عبد الرحمن مع بدء
سقوط الانظمة العربية في تونس
ثم مصر وتاليا ليبيا لم تعد
قواعد اللعبة السياسية، التي
تحكم دول الاقليم مع ذاتها، ومع
دول العالم هي ذاتها، وإن
مازالت ملامح القواعد القديمة
ماثلة حتى الآن لاعتبارات تتعلق
بالمرحلة الانتقالية داخل نطاق
الانظمة المعنية. ويخطىء كثيرا
من يعتقد ان الثورات لم تحدث
زلزالا سياسيا أي كانت الافاق،
التي ستبلغها في المستقبل
المنظور الانظمة السياسية. وإذا
قصر المرء القراءة على العلاقات
الفلسطينية الاسرائيلية، فإنه
يلحظ تغير جدي بدأت تتبلور
ملامحه خلال الفترة الماضية من
عُّمر الثورات العربية، تتمثل
في التطورات التالية: اولا
أكد ربيع الثورات العربية إن
لحظة حساب جدية آتية مع المشروع
الصهيوني برمته، وقاعدتة
الرئيسية دولة إسرائيل، التي
أدارت الظهر للمصالح العربية
والفلسطينية. وضيعت (إسرائيل)
الفرصة تلو الأخرى في الاندماج
بين ظهرانية شعوب المنطقة
إستنادا لما حملتة مبادرة
السلام العربية، المصادق عليها
في قمة بيروت عام 2002. وهذا
التطور قد يحتاج الى وقت، لكنه
آخذ في التبلور في الاوساط
العربية، ولعل اول مدلولاته
اتساع دائرة المطالبة بطرد
سفراء إسرائيل، وإغلاق
السفارات والعلاقات
الديبلوماسة بين الدول العربية
ودولة الاحتلال والعدوان
الاسرائيلية، وتتجلى مظاهره
راهنا في كل من مصر والاردن. ولن
يقتصر الامر عند حدود ما هو معلن
الآن. ثانيا
اسقط ربيع الثورات العربية مرة
والى الابد من يد دولة
الابرتهايد العنصرية
الاسرائيلية إمكانية تسويق
شرطها العنصري على القيادة
الفلسطينية بالاعتراف ب"يهودية"
الدولة العبرية. رغم ان القيادة
الفلسطينية رفضت ذاك الشرط قبل
ربيع الثورات. غير ان الثورات
العربية شكلت داعما قويا
للقيادة الفلسطينية في رفض
الشرط الصهيوني رفضا مطلقا. ولن
تتمكن حكومة نتنياهو ولا من يقف
خلفها من دول العالم على تمرير
مثل ذلك الشرط التعجيزي. ثالثا
تراجع حدود الردع الاسرائيلي
على المستويين الوطني والقومي.
وإن مازالت الدولة العبرية على
المدى القصير قادرة على إمتصاص،
او الرد على القوى التي تعمل
ضدها، وخاصة في خضم المرحلة
الانتقالية، والتحولات التي
تشهدها الساحات العربية نتيجة
الاركات الناجمة عن الثورات في
المرحلة الاولى من تاريخها.
بالاضافة الى الولايات
المتحدة، الحليف الاستراتيجي
لاسرائيل، قد تكون قادرة في
الظروف الانتقالية للثورات على
استقطاب بعض القوى العربية هنا
او هناك. لكنها لا هي ولا
اسرائيل، لم تعودا قادرتين على
ضبط إيقاع الشارع العربي، الذي
إنفلت من عقاله باتجاه إحداث
التحولات الجذرية في بنية
الانظمة السياسية. رابعا
الشعور الفلسطيني الطاغي بأن
الاغلال العربية والغربية بما
فيها الاسرائيلية، التي تكبلها
بدأت في التفكك تدريجيا. ولم تعد
تضغط على القرار الفلسطيني كما
كان عليه الحال قبل تفجر ربيع
الثورات العربية. وانعكس ذلك في
تعاظم الثقة في اوساط
الفلسطينيين أكثر من اي وقت مضى.
حتى انهم، لم يعودوا يابهوا
كثيرا بجدار الفصل العنصري
ونقاط وحواجز التفتيش ومنع
التجول، التي تفرضها سطات
الاحتلال الاسرائيلية. خامسا
إقدام القيادة الفلسطينية
للمرة الاولى منذ التوقيع على
اتفاقية اوسلو عام 1993 على
الخروج من نفق المسار التفاوضي
العبثي. والاصرار على إعادة نظر
جدية بذلك المسار إذا كانت
حكومة نتنياهو راغبة في السلام
والتسوية السياسية. وإقدامها
على ولوج خيار التوجه للامم
المتحدة لنيل العضوية الكاملة
للدولة الفلسطينية على حدود
الرابع من حزيران 1967. سادسا
الشعور المتنامي في اوساط
الاسرائيليين بأن بقاء
الاحتلال للاراضي الفلسطينية
بات مكلفا، وسيكون غالي الثمن
في قادم الايام. مما حدا بقيادة
الليكود وقوى اليمين المتطرف
التفكير جديا بإغلاق حدود
المشروع الصهيوني عند حدود
الرابع من حزيران / يونيو 1967. وهو
ما عني القبول مبدئيا بخيار حل
الدولتين للشعبين على حدود 67.
ولا يعني التلكؤ الاسرائيلي
الراهن رفضا من حيث المبدأ
للخيار، وانما رغبة اسرائيلية
في تحسين شروط التسوية من وجهة
نظرها. سابعا
لم تعد دولة اسرائيل قدرة على
البدء والشروع باعلان اي حرب
على اي من الجبهات العربية
المحيطة بها. وباتت في موقع
المنتظر لاي فعل والرد عليه.
ولعل من راقب ردود الفعل
الاسرائيلية على عملية إيلات في
شهر آب/ اغسطس الماضي يلحظ ذلك
جيدا. ثامنا
التخبط الاسرائيلي السياسي
والامني، والشعور أكثر فأكثر من
غياب مظلة الآمان، التي كانت
تؤمنها لها الانظمة العربية
السابقة. امام
ما ورد اعلاه فإن صانع القرار
الاسرائيلي مطالب بالحث جديا عن
مخارج للازمة العميقة، التي
نجمت عن ربيع الثورات العربية.
واستشراف المستقبل بقواعد لعبة
سياسية جديدة تعيد الاعتبار
لعملية السلام بما يضمن
للفلسطينين حقوقهم الوطنية ،
وهي حقوق الحد الادنى، التي لا
يمكن لاي قيادة فلسطينية مهما
كانت واقعيتها ومرونتها ان
تتراجع عنها. ============================
بعد
فشله في إخماد الثورة على حكمه..
بشار أسد يستدعي قيادات أمنية
في عهد والده! الطاهر
إبراهيم كاتب
سوري ازدحمت
المتغيرات على الساحة السورية
في أوائل شهر أيلول. وهي متغيرات
نوعية تؤشر على أن النظام
والثورة الشعبية يزجان بقوى
جديدة لهما في المعركة المحتدمة
بينهما في سباق بينهما مع الزمن
للوصول إلى الغاية التي يعمل
لها الطرفان كل على حدة، مع
اختلاف متنافر لغاية النظام مع
أهداف الثورة الشعبية. فقد
استدعى الرئيس السوري قيادات
أمنية كان على رأسها العماد
المتقاعد "علي دوبا" رئيس
الاستخبارات العسكرية حتى وفاة
الرئيس الراحل. فقد كان لتلك
القيادات الأمنية دور مفصلي في
عهد "حافظ أسد" في قمع
المعارضة في حلب عام 1980. كما
قامت بتدمير مدينة حماة عام 1982،
وقتل أكثر من عشرين ألفا من
سكانها، ما اعتبر بداية النهاية
للمعركة الشرسة التي خاضها
الرئيس حافظ أسد، ليس ضد
معارضيه فحسب، بل ضد الشعب
السوري بأكمله ، مذكرا إياهم
بالمقولة المعروفة: "انج سعد
فقد هلك سعيد". فما هي
المستجدات التي فرضت على
القيادة السورية أن تفتش في "دفاترها
القديمة"؟ لو
استعجلنا السياق، وسجلنا أن
مجموعة كبيرة من الضباط والجنود
الذين انشقوا مؤخرا عن الجيش،
شاركت الشباب الثائر في مدينة
"الرستن" (20 كيلومترا شمال
حمص) في التظاهر، جهارا نهارا،
يوم الأربعاء 7 أيلول الجاري وهي
حادثة لم تلحظ من قبل. فقد كان
المنشقون من قبل، ضباطا وجنودا،
يتوارون عن الأنظار بعد
انشقاقهم عن الجيش مباشرة. غني
عن القول أن إعلان المجموعة
العسكرية عن نفسها جهارا نهار،
لم يكن ليحصل، لولا أنه استجد
لديهم من إمكانات نوعية للدفاع
عن أنفسهم وعن المتظاهرين فيما
لو هاجمتهم وحدات من الجيش
وأجهزة الأمن مدعومة بقطعان "الشبيحة".
نعود
لعنوان المقال، ونسأل: "ما
عدا مما بدا!" حتى يطلب الرئيس
السوري معونة هؤلاء من القيادات
الأمنية، وهو الذي كان قد أصدر،
قبل سنوات، مرسوما يحدد فيه 60
عاما للسقف العمري للضباط
ليتخلص من ديناصورات أجهزة
الأمن الذين شكلوا دولة داخل
الدولة أواخر عهد الرئيس "حافظ
أسد"؟. المراقبون يرجعون
أسباب استدعاء القيادات
الأمنية المسرحة إلى الخدمة
ثانية، إلى سببين رئيسين،
وأسباب فرعية أخرى: بشار
أسد وأعوانه، راهنوا على أنه لن
تمر أيام معدودة أو أسابيع
قليلة في أسوأ الظروف، حتى يتم
سحق الانتفاضة السورية التي
بدأت في 15 آذار، اعتمادا على ما
يملكه النظام من أجهزة أمنية
بقلوب لا ترحم، يعدون بمئات
الآلاف المدربين على القتل
والاقتحام، لا لتحرير هضبة
الجولان السورية المحتلة التي
سقطت يوم كان حافظ أسد وزيرا
للدفاع، بل لاقتحام المدن
والقرى والبلدات السورية. وفعلا
فقد زاد عدد الشهداء حتى الآن عن
ثلاثة آلاف، كما زاد عدد
المعتقلين عن ثلاثين ألفا. وما
يزال المفقودون من غير إحصاء،
بسبب تداخلهم مع أعداد
المعتقلين والشهداء. حساب
"البيدر" عند بشار لم
يتطابق مع حساب "الحقل".
فقد كانت الانتفاضة تزداد
شاقوليا بتزايد أعداد
المحتجين، وأفقيا باتساع رقعة
الاحتجاجات في محافظات القطر
وأريافها، حتى جاء يوم تجمع فيه
نصف مليون متظاهر في ساحة
العاصي في مدينة حماة في شهر
تموز الماضي، وقريبا من هذا
العدد في كل من حمص ودير الزور.
ما يعني أن القتل والاعتقال لم
يؤديا إلى إخماد الانتفاضة، بل
زاد في أعداد المتظاهرين وفي
اتساع رقعة الاحتجاجات. أما
السبب الثاني الذي دفع الرئيس
السوري إلى استدعاء القيادات
الأمنية في عهد والده، فقد كان
بسبب تزايد أعداد المنشقين من
الجيش ضباطا وأفرادا من وحداتهم
والتحاقهم بالمحتجين وتشكيل
مجموعات قتالية تكمن حتى يأتي
وقت ظهورها. إذا كان الانشقاق
بدأ بإعلان المقدم "حسين
هرموش" كأكبر رتبة تترك الجيش
في حينه، فقد وصلت أعداد الضباط
إلى المئات، وزاد عدد الجنود
وصف الضباط المنشقين حتى قارب
عشرة آلاف عسكري. كانت
قاصمة الظهر وما زاد في هلع
النظام هو ازدياد أعداد
المنشقين المنتمين إلى محافظة
إدلب المجاورة لتركيا، خصوصا من
ينتمون لجبل الزاوية وجسر
الشغور، ما يفسر استمرار تمركز
الدبابات بقرى جبل الزاوية منذ
أكثر من ثلاثة أشهر، ولكأن
النظام يخشى من تشكيل جيب بجوار
تركيا وانفصاله لتشكيل نواة
حكومة للثورة مثلما فعل
الليبيون في بنغازي،وربما دُعم
هذا الجيب من قبل قوات أممية
تعمل على إنهاء حكم الرئيس بشار
أسد وأقربائه. ومع
عدم التقليل من أهمية السببين
آنفي الذكر (اتساع رقعة
الاحتجاجات مساحة وعددا، ثم
تزايد أعداد المنشقين عن الجيش)،
فإن العامل الأهم الذي سيقوض
دعائم النظام الحاكم في سورية،
هو عزيمة الشعب السوري وتصميمه
على الذهاب إلى آخر المشوار،
حتى النصر إن شاء الله. لن
يفيد بشار أسد إعادة العماد "علي
دوبا" و اللواء "علي حيدر"
والعماد "إبراهيم صافي"
والعماد "شفيق فياض"
وغيرهم من أركان عهد حافظ أسد
البائد، إلا بمقدار استفادة
الخليفة العباسي الذي أطلق "الحرامية"
من السجون ليدافعوا عن بغداد
عند ما اجتاحها "هولاكو". ======================= د.
أكرم حجازي الجزائر
ومصر وسوريا، ثلاث دول عربية
يمثل نجاح الثورات فيها مفاتيح
مركزية لإحداث خلخلة فعلية في
منطومة الهيمنة والاستبداد
الشامل الذي تعيشه الأمة
العربية. حتى الآن أمكن الإطاحة
بأحدها في مصر. وفي حين يترقب
الكثير بدء الحراك الشعبي في
الجزائر، فإن الثورة السورية
تواجه اعتراضا دمويا ووحشيا لا
مثيل له، على يد النظام السياسي
الطائفي الحاكم فيها. الظاهر
أن أهداف الثورة السورية لا
تختلف عن أهداف الثورات العربية
الأخرى. فالشعب السوري تتملكه
رغبة جامحة، أكثر من غيره من
الشعوب العربية، في التحرر من
أبشع أشكال الاستبداد والظلم
الذي يئن تحت وطأته منذ ستة عقود. لكن
ما يعيشه الشعب السوري ليس
نظاما استبداديا محليا، يدافع
عن امتيازات في السلطة فحسب،
بقدر ما هو منظومة سياسية دولية
وإقليمية وعربية متكاملة من
الاستبداد والطغيان، أرسيت على
قواعد عقدية معادية للأمة في
صميمها، وحظيت بكل الدعم
والشرعية طوال ستة عقود. وعليه
فما من شيء حرص الفاعلون
الاستراتيجيون على حمايته
والمحافظة عليه كما حرصوا على
وجود « إسرائيل» عبر التركيز
على مبدأ « التوازن والاستقرار»
في المنطقة، باعتباره النظرية
الأبرز لمنتجات هذه المنظومة،
وما تحتويه من مفردات ومصطلحات
على شاكلة: « ضبط النفس» و «
الشرعية» و « السلام» و «
التعايش السلمي» و « حق إسرائيل
في الوجود» ... هؤلاء هم: •
« المركز». فهو الفاعل
الاستراتيجي الأول في إرساء هذه
المنظومة، ومدها بأسباب الحياة
والبقاء حتى هذه اللحظة،
والدفاع عنها إذا لزم الأمر. وفي
القلب منها « إسرائيل» ولا أحد
سواها. ولو لم يفعل ذلك لما
استطاعت « إسرائيل» البقاء في
المنطقة طوال هذه الفترة. ولما
تمكنت من أسباب القوة والهيمنة
والطغيان، ولما تجرأت على
العدوان الدائم على الأمة
وتهديدها بلا توقف، والاستهزاء
بها، ولما نجحت في شل إرادة
الشعوب رغم ما تمتلكه من قدرات
وإمكانيات، وما كان لها أن تسود
وتستقر كأقوى بؤرة مركزية في
المنطقة، تتمتع بالتفوق النوعي
والكمي، رغم الخطر الداهم الذي
يتهددها في كل حين من المحيط.
وفي السياق لا يغيب عن البال
حماية مصادر الطاقة وضمان
تدفقها بلا قيود باعتبارها
المسَلَّمة الحاسمة في الحاجة
إلى النظرية. هذا
الفاعل يشمل « المركز» بشقيه
الشرقي والغربي، وكافة دول
الرأسمال بلا استثناء من كندا
حتى أستراليا، ومن طوكيو إلى
المحيط الأطلسي. ففي ذروة الحرب
الباردة حافظت الكتلة الشرقية
بقيادة الاتحاد السوفياتي على
التوازن في المنطقة لصالح «
إسرائيل». ولم تسمح لأية حركة
تحرر عربية أو فلسطينية بتشكيل
أدنى تهديد لها. •
العرب. كلهم بلا استثناء
بادلوا فلسطين بالاستقرار
والتنمية وبناء الدولة والأمن.
وكلهم فشلوا إلا في الأمن حيث
نجحوا!!! بل أنهم سعوا إلى تشريع
نظمهم عبر مغازلة المركز و «
إسرائيل» ، أو التسابق نحو
إقامة علاقات دبلوماسية أو
تجارية معها. وبالتالي ما من
مصلحة لأية دولة عربية في
الإخلال بالتوازن القائم في
المنطقة كون الجميع مستفيد منه. أما
حين تعترف النظم العربية
بفلسطين دولة لليهود باسم «
إسرائيل»، على حساب الملايين
المنفية والمشردة في أصقاع
الأرض، فلأنه لم يعد ثمة فرق
بينها وبين الدولة الغاصبة
لحقوق الغير. وتبعا لذلك؛ فليس
من العجيب أن نسمع من يفاخر
بالقول أن الرئيس السادات حرر
سيناء دون أن يتساءل مرة واحدة
عن الثمن الذي دفعته مصر .. ولو
تحدثنا بلغة « سايكس – بيكو»
لوجب علينا القول أن ما قدمه
السادات لليهود لا يقل عما
قدمته بريطانيا لهم في فلسطين.
فهو استبدل سيناء ب 80% من فلسطين.
وفي المقابل حصل على اتفاقية
مذلة، وتحفظت « إسرائيل» على ما
تبقى من فلسطين، وجُردت مصر من
انتمائها وسيادتها وقوتها
وتحولت إلى دولة خادمة لسياسات
« المركز» و « إسرائيل». فإذا
كان البعض يرى في سيناء محررة؛
والتفاوض مع « إسرائيل» وسيلة
للتحرر، وإقامة العلاقات
الدبلوماسية معها يخدم السلام،
و ... فلا مفر من القول بأن كل
علاقة مع « إسرائيل» لا يمكن إلا
أن تكون رديفا لمنظومة
الاستبداد ومخرجاتها، ودفاعا
عن ديمومتها. •
إيران. فاعل استراتيجي ناهض
يجهد في بعث الحضارة الفارسية
في المنطقة مستعملا: (1) غطاء
دينيا يمثله المذهب الجعفري
الاثنى عشري، و (2) القضية
الفلسطينية. لذا فهو لا يسعى
أبدا إلى الإخلال في التوازن
القائم بقدر ما يهمه صياغة
التحالفات التي تمكنه من
الانطلاقة في تحقيق مشروعه. ولو
سأل سائل: ما هي المؤشرات
القاطعة على وجود مشروع صفوي؟
لقلنا بالقطع أنها تكمن فعليا
بالمشروع المسمى ب « الخطة
الخمسينية لتصدير الثورة
الشيعية» التي صاغها عالم
الفيزياء الإيراني محمد جواد
لاريجاني، ونالت موافقة المرشد
علي خامنئي. أما مخرجات الخطة
فلا تخفى على أحد في أفغانستان
والعراق البحرين، مصحوبة،
بالأدوات الضاربة للمشروع
الصفوي في لبنان وباكستان
وأفغانستان واليمن .... فضلا عن
ركيزته الكبرى في سوريا وبعض
الجماعات الإسلامية السنية،
وأخيرا آليات المشروع وأدواته
المدنية المنتشرة في العالم
أجمع. وبدون
إطالة يمكن القول بكل اطمئنان،
أن مشكلة إيران مع الغرب هي
مشكلة نفوذ وتقاسم مصالح. لكن
الجعجعة القائمة بين الجانبين
ليس لها من قيمة سوى الاستهلاك
الإعلامي. فطبقا لرصد د. عبد
الله النفيسي ثمة لوبي في
إيران، وآخر أمريكي في
الكونغرس، يسعيان، بجهد حثيث
ومؤثر، إلى إرساء تحالف
استراتيجي لتبادل المنافع في
المنطقة. ووفقا لرؤية كل طرف؛
فلا تبدو إسرائيل عدوة لإيران،
ولا تبدو هذه الأخيرة عدوة
لإسرائيل والغرب، زيادة على كون
الطرفين يستهدفان العرب وأهل
السنة تحديدا، باعتبارهم القوة
العقدية الوحيدة القادرة على
مواجهة المشاريع الغربية
والصهيونية والإيرانية في
المنطقة، وتهديدها. في
هذا السياق تمثل سوريا
النصيرية، ذات الجذر العقدي
المشترك مع الشيعة الجعفرية،
رأس الجسر لمرور المشروع الصفوي.
أما مواقف إيران الأخيرة، التي
انتقلت من النقيض إلى النقيض
بخصوص الثورة السورية، فهي تقع
في مستويين: (1) إما لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه مما تبقى من خطاب
سياسي، جردته الثورة السورية من
أية مشروعية تذكر، وأوقعته بحرج
كبير وصل إلى حد الفضيحة
المدوية، خاصة وأنه تبنى
احتجاجات الشيعة في البحرين
بينما وصف ثورة الشعب السوري
بالمؤامرة الأمريكية على ما
يراه نظام مقاومة في سوريا، وهي
فضيحة تكاد تودي بأساسات
المشروع وتفقد إيران « المقاومة»
كل تعاطف، و (2) وإما بسبب توفر
العراق بديلا عن سوريا. ومثل هذا
الأمر يراود شيعة العراق لاسيما
مقتدى الصدر الذي سبق له وعبر عن
الترحيب بإيران في العراق بديلا
عن الأمريكيين بعد انسحابهم!!!
وفي كل الأحوال يبدو العراق
المرشح الأوفر حظا في القدرة
على احتواء الوضع المتفجر في
المنطقة، ولو إلى حين. •
تركيا. في ورقة أعددناها
لمؤتمر العلاقات العربية –
التركية (الكويت - يناير 2011)
بعنوان: « تركيا: أسئلة التاريخ
والمصير»، قدمنا فيها خمسة
أسئلة كبرى، وتساءلنا في
أُولاها عن هوية تركيا القادمة
إلى المنطقة، إنْ كانت تركيا
كمال أتاتورك العلمانية أو
تركيا العثمانية؟ لكن الورقة
استفزت البعض بينما راقت البعض
الآخر من الأتراك. ولا ريب أن
التساؤل سيظل مطروحا إلى أن
يجيب عليه الأتراك صراحة.
فالثابت أن تأسيس تركيا الحديثة
جاء على يد يهود الدونمة الذين
استطاعوا تفكيك الدولة
العثمانية من الداخل. ولا ريب أن
هذا المعطى تتداوله كتب
المؤرخين والباحثين، دون أن يجد
كثيرا من الاعتراضات عليه. لكن
أولى محاولات الإجابة عليه بدأت
مع تباشير صعود الإسلاميين إلى
السلطة، وبالتحديد حين وصول نجم
الدين أربكان إلى الحكم. حيث
تبين للمراقبين أن تطبيق
الشريعة لم تكن من أولوياته
بقدر ما كان مستغرقا في كيفية
استعادة هوية تركيا عبر تخليصها
من التبعية للغرب وتحريرها من
طغيان الحركة الصهيونية فيها!!! وكي
نتلمس قدرات تركيا على تحقيق
مثل هذا الهدف واقعيا يكفي أن
نطرح سؤالا معينا على أحد
الأتراك، ثم نراقب قسمات وجهه.
يقول السؤال: لماذا يمتنع
الأتراك حتى الآن عن التعرض
للمسألة اليهودية في تركيا،
لاسيما يهود الدونمة؟ لماذا لا
توجد كتابات عن المسألة لدى
الباحثين الأتراك رغم مرور
قرابة المائة عام على تأسيس
الدولة؟ أما الجواب فيكمن
بالخوف والرعب الشديدين من مجرد
إثارة المسألة، ناهيك عن وضعها
تحت سلطان البحث العلمي
والتحقيق الموضوعي، لأنه لو حصل
مثل هذا الأمر، بعقول تركية
وليس عربية أو إسلامية أو
دولية، لتعرضت مشروعية تأسيس
الدولة التركية برمتها
للانفجار، على اعتبار أن أول من
سيخضع للمساءلة هو أتاتورك نفسه!!!
لذا
فإن تركيا، حتى هذه اللحظة، لا
تزال جزء من منظومة الاستبداد
الدولية – الإقليمية في
المنطقة، رغم أنفها، وحتى لو
أظهر ساستها الجدد بوادر امتعاض
أو هوامش مناورة. هكذا يمكن أن
نفهم مدى حرص تركيا على التوازن
في المنطقة فضلا عن موقفها من
الثورات العربية الذي لم يتجاوز
حدود التعبير عن الغضب والحيرة
والارتباك الملازم لكل تصريح
سياسي لقادتها دون القدرة على
الفعل. وفي السياق أيضا يمكن أن
نتوقف عند التصعيد التركي تجاه
« إسرائيل»، والصلف الذي تبديه
هذه الأخيرة تجاه مطلب تركي
بسيط لا يتجاوز الاعتذار عن
جريمة دولية مشهودة. فالتاريخ
يكبل تركيا، مثلما تكبلها
استراتيجياتها الجديدة القائمة
على العمق الاستراتيجي وتصفير
المشكلات وإطفاء ما تعتبره
حرائق. أخيرا من
الخطأ الفادح الاعتقاد أو
الركون إلى رغبة تكتفي بالقول
أن الثورة السورية تواجه
استبدادا محليا يمكن إزالته،
واستبداله بآخر. ومن الخطأ
الأفدح إضاعة الوقت والجهد في
توقع بعض الحماية الدولية أو
النصرة الإقليمية. فإذا كان
الدور السوري هو الأثقل في
المنطقة؛ فمن المفترض أن تكون
الحسابات بحجم الدور ذاته إنْ
لم تكن أثقل منه .. حسابات تواجه
بداية « المركز» ذاته وليس طلب
الحماية منه، وثانيا النظم
العربية القائمة على مبدأ
التوازن التاريخي، وثالثا
المشروع الصفوي، ورابعا قيود
الإرث التاريخي لشرعية الدولة
التركية العلمانية فضلا عن
استراتيجياتها الجديدة التي
اصطدمت في حركات الشعوب غير
المتوقعة. وتأسيسا
على ذلك؛ فالثورة السورية من
المفترض أنها ستتحمل المسؤولية
الأكبر في سعيها ليس للتحرر من
نظام مستبد بقدر ما يعني
انتصارها، في كل حال، كسرا
مبدئيا لنظرية « التوازن» في
المنطقة برمتها، وهذا ما لا
يمكن أن يقبل به الغرب وغيره.
لذا فهي ثورة مرغمة، أيضا، على
دفع الثمن الأعلى تكلفة، والأشد
وحشية، من بين الثورات العربية.
إذ عليها أن تتجاوز منظومة
استبداد عالمية متوحشة
ومتكاملة ومصيرية، دون أن تفكر
مجرد تفكير بمساعدة إقليمية أو
دولية. لكن
من الممكن لعناصر مساعدة أن
تحدث فارقا في مسار عملاقة
الثورات العربية إذا ما أمكن
حسم الموقف في اليمن لصالح
الشارع وليس لصالح المبادرة
الخليجية وأطرافها خاصة اللقاء
المشترك، أو بدء حراك شعبي في
الجزائر. فمن شأن مثل هذه
النجاحات أن تفسد خطط « المركز»
وتوسع من حركة الاحتجاجات
الشعبي، وتؤدي إلى احتلال من
المزيد الشوارع والساحات
العامة. ولا ريب أن مثل هذا
الأمر سيساعد حتما في نجدة
الثورة التونسية والمصرية التي
لا يمكن لها أن تكتمل أو، على
الأقل، يشتد عودها ما لم تحقق
وقائع الثورات العربية الجارية
إنجازات ملموسة خاصة في الثورة
السورية أكثر من غيرها. أما
فيما يتعلق بالموقف الإيراني،
فمن الواضح أنه لم يعد له من
مخرج، لانقاذ مشروعه الصفوي،
إلا القبول بصفقة مع المركز
وتركيا والعرب تتمثل بالبديل
العراقي. لكن هذا البديل ليس
مضمونا مع استئناف الهجمات
القاتلة ضد القوات الأمريكية
والقوى الحكومية، ومطاردة
الصحوات وتصفية رموزها في وسط
الشوارع والبيوت وحتى داخل
المساجد. بل أن معطى آخر ظهر
بقوة في الأيام الماضية، وكأنه
يتحسب لمثل هذه المستجدات، تمثل
بإعلان دولة العراق الإسلامية
عن محمد العدناني متحدثا رسميا
جديدا لها، بعد مقتل أميرها أبو
عمر البغدادي ووزير دفاعها أبي
حمزة المهاجر. وهو إجراء لا يمكن
قراءته خارج نطاق تفاعلات الحدث
العراقي والحدث الثوري العربي. في
المحصلة، وأيا كانت محاولات
الاحتواء الدولي والإقليمي
للثورة السورية فلن تخرج عن
تأكيد لمبدأ « التوازن
والاستقرار» في المنطقة، وضمان
« أمن إسرائيل» وتفوقها. بل أن
أية محاول للاحتواء سيكون العرب
والمسلمين ضحيتها بلا أدنى شك.
لكنها في أحسن التوقعات ستظل
محاولات مؤقتة، يخترقها
الارتباك والحيرة والغضب، بسبب
استمرار الثورة في سوريا، وعدم
القدرة على احتوائها من الداخل،
دون الحاجة إلى عناصر مساعدة
كالعراق مثلا. هذه هي حقيقة
المواجهة القائمة بين الثورات
ونظم الاستبداد حتى لو لم
تتبلور، بعد، في صيغ سياسية
واضحة أو حركات اجتماعية صريحة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |