ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مطلوب
لافتات في المُظاهرات .. أيها
الروس لاتنتخبوا ميدفيديف
وبوتن بقلم
: الليث السوري لم
تنتهِ مهلةُ الأسبوعين التي
أعطَتهَا رُوسيا للأسَد ..
للقيام بإصلاحَات ملموسَة ..
والتي كانت في الحقيقة .. كما قلت
في مقالتي السابقة .. مهلة مبطنة
للقتل وإنهاء الثورة . والآن
ميدفيديف يتذاكَى على
السُوريين .. وأثناء لقاءِ
عمَّار القربي وزملاءه في
المعارضة .. مع الممثل الخاص
للرئيس الروسي ميخائيل
مارغيلوف .. اقترح مارغيلوف
إرسال لجنة تقصي حقائق روسية
إلى سورية .. وانتقلت المماطلة
الروسية من المهلة .. الى لجنة ..
وأسابيع وراء أسابيع .. ربما
بخطتهم ومُهلهم يستطيع بشار
الجزار .. القضاء على الثوار . لا
ريبَ يا ميدفيديف وبوتن ..
أنَّكم عريقونَ في الاستبدَاد ..
ولا تملكونَ ثقافةَ الحرية
وحقوق الإنسان .. إنكم تعيشونَ
في عصر نيوتن وآينشتاين ..
آينشتاين اكتشف الذرة .. وأنتم
لا تملكون من الإحساس ذرة .. وكشف
نيوتن الجاذبية .. وأنتم قد
فقدتم الجاذبية .. وعكستم الآية
.. فمن يسقط للأسفل ترفعونه
للأعلى .. يبدو أنكم أضعتم
الاتجاه وعكستم الجاذبية . في
ليبيا كنتُم معَ فانتَازيا
القذافي .. وأسطورةِ الجنونِ
والعظَمَة .. زنغة زنغة .. واليوم
تكررون نفس المشهد في سورية ..
وتتفرجون على فانتازيا الأسد
والشبيحة .. و عائلة بشار
القبيحة . أين
أنتِ يا روسيا .. هل تعيشينَ عهدَ
جورباتشوف أم لا زَالت أحلامك
معَ خروتشوف .. وأين أنت من ثورة
الحرية ل يلتسين .. أم تتشوقين
لعهد لينين .. تدعينَ
الديمقراطية .. وتناصرينَ
الديكتاتورية .. في ليبيا و
سورية . تعشقينَ
التهديد بالفِيتُو .. لكُل قرَار
يُناصرُ الحُرية .. يا شعب روسيا
زعماؤك ميدفيديف وبوتن ..
ولافروف .. طغاةٌ شِريرة .. تدعمُ
في بلدنا سورية .. القتل
والشبيحة .. وتساند الأنظمة
الفاشية .. وترمي بمصالحكم
الحقيقية .. لمصلحة عصابة الأسد
البعثية . أغبياء كالعادة .. ترمي
بنفس السنارة .. و لا تصطاد في
نهاية الأمر سوى القذارة . ولنبدأ
الحِكَاية .. يُصرحُ ميدفيديف
قبلَ لقاء المُعارضَة ..
تصريحَاً في إحدى القنوات
الروسية الفضائية .. يصف فيها
بعض أقطاب المعارضة ..
بالإرهابيين .. ويساوي بين
القتلة والبريئين . قد
ذكَّرتني يا ميدفيديف ب لينين
أو ستالين .. لما كانَ في زيارة
لإحدى قرى الأرياف .. فقابل أحد
المُزارعين .. وسأله كيف كان
موسم البطاطا هذا العام .. أجاب
المزارع: قد وصل للأعلى عند الله
( أستغفر الله ) قال لينين اخرس
يا هذا أما تعلم أننا في روسيا ..
مافي الله .. رد المزارع بسرعة ..
قبل أن يقطع رأسه .. ومن قال لك
إنُّو في بطاطا . فمن
قالَ لكَ يا ميدفيديف اللَّعين
.. أنَّ المُعارضَة لديها
إرهابيين .. المعارضةُ لديها
الله والثورة تردد وتقول الله
معنا .. ولن نركع إلا لله ..
ولدينا لله الحمد الخير الوفير
لدينا البطاطا و كل أنواع
الخضار والفواكه .. بنكهة أرض
الشام المباركة .. وبطعمٍ من
فاكهة الجنة .. فاكهتنا وخضارنا
نعمة من الله .. إن نبتت في أرضكم
.. فلا طعم ولا لون أو رائحة ..
اسألوا سفيركم واسألوا الروس من
سكان سورية .. سيؤكدون لكم كلامي
.. وربما ذقتم خضاري وفاكهتي ..
أنا الشام المباركة .. وأنتم
سيبيريا المتجمدة . سيبيريَا
قد جمَّدت طعامَكم وشرابَكم ..
وإحساسَكم وإنسانيتَكُم ..
وهاهيَ يا ميدفيديف ..
تصريحاتُكَ بوتينية .. فاشيةٌ
ستالينية .. وتدعي الديمقراطية ..
وإن كنتَ صادق .. حدد أسماء هؤلاء
الإرهابيين .. المحسوبين على
المعارضة .. وكفى مراوغة . أيتها
المُعارضَة .. كيف تقبلونَ لجنةَ
تقصِّي حقَائق .. مِن صديقةٍ
للنظَام المارق .. وهل نأخذ
التماسيح صديقة .. حتى لو أدمعت
عيونه .. والمؤمن لا يلدغ مرتين ..
من ميدفيديف وبوتن .. أيها
الثوارُ في سُورية .. ارفعُوا
اللافتَات في مُظاهراتكم ..
اكتبُوا عليها .. أيها الروس
لاتنتخبوا ميدفيديف وبوتن ..
إنهمم شركاء بشار القاتل ..
ونظامه الفاشي السافل .. في قتل
الشعب السوري .. ويعطي المهل
ويماطل . منْ
يدافعُ عن القاتل أيها الرُّوس
.. قاتلٌ مثلُهُ مَدسُوس .. وأنتَ
يا ميغَالوف .. تنطق بلسان بوتن
وميدفيديف .. وسنرفع اللافتات
ونكتب .. الشعب الروسي صديقٌ
للشعب السوري .. ولافتة تقول
أيها الناخب الروسي .. لا تنتخب
ميدفيديف وبوتن .. شركاء القتلة
في سورية و روسيا . ====================== من
بعثي قديم المهندس
صبيح اتاسي اطرح
هذا المقال للبحث في أحداث
سورية أرجو نشره ما أمكن وهو
موجه لأنصار النظام و الحياديين
قبل المعارضين و المنتفضين
واطرحه كمقدمة للحوار لمن شاء
ذلك أرجو قرأته بتمعن . طرحت
أسئلة كثيرة عن تصور لنهاية هذا
الصراع في سورية ولكن بدون جواب
, لذلك أحببت أن انشر تصوري .
لماذا اخترت هذا العنوان ,
أنا إنسان متقاعد أمضيت عمري
بانتقاء المواقف التي يمليها
علي اتجاهي الوطني و القومي
الموقف المعادي للدولة
الصهيونية العنصرية , وفي كثير
من الأحيان فضلت الموقف المبدئي
على مصلحتي الخاصة , و السؤال
إذا فرضنا أن السلطات السورية
من نفس الاتجاه أليست جاهلة
تماما ؟؟؟؟ هذا ما نبحثه في
التالي : لا زلت
مقتنعا بآرائي - ألم تسمى هذه
الانتفاضات بالربيع العربي - و
أحمل سبب فشل النهضة العربية في
المحاولات السابقة لامتطاء
العسكر قيادتها , وجميع هذه
الأنظمة كافحت مبادرات الشعب أي
منعته من المشاركة الفعالة من
بالصراع وقصرت دوره على الطاعة
أي حرمته من المبادرات الخلاقة
التي لا غنى عنها لتطوير
فعاليات الصراع . لذلك أثق انه
لا يمكن تحقيق هذه الأماني إلا
عن طريق الديمقراطية . لن أطيل
البحث في هذا الموضوع إذ الهدف
الأساسي في هذا المقال هو الوضع
في سورية .
لا يختلف اثنان بان الوضع في
سورية في العقود الماضية كان
سيئ للغاية , حتى رئيس النظام
اعترف بذلك في خطبة القسم
الأولى . لقد استند هذا النظام
في تكوينه و وبقائه على
الاعتماد و تغزيه التكتلات
القبلية و العشائرية لدرجة دعا
البعض للنظر إلى الوضع نظرة
خاطئة بان الأمر طائفي , هذه
التكتلات لم تقم على أساس
عقائدي كي تكون طائفية بل قامت
على أساس التكتل في سبيل القوة و
الخلافات ليست عقائدية إنما هي
خلافات على السلطة , حتى داخل
القبيلة الواحدة يوجد تكتلات
عشائرية وعشيرة الأسد هي
المسيطرة اليوم وتقوم على أكتاف
القبيلة و القبلية , وهي التي
تبتلع بشبق خيرات الوطن على
حساب الآخرين . لم ولن
تستطع هذه السلطة تقديم شيء
للشعب فبادرت إلى شراء الذمم
مما أدى إلى نشر الفساد بصورة أن
الرشوة أصبحت جزء من الدخل
لكثير من الموظفين و اصبحوا لا
يستطيعوا الاستغناء عنها , كما
أد ذلك إلى تحطيم الاقتصاد حيث
يعيش كثيرا من أبناء الشعب في
بيوت من الصفيح , مع ذلك استغل
بني الأسد الوضع للثراء الفاحش
ولم يسمعوا أنات الشعب أو
يشعروا بآلامه بل حبذوا ذلك إذ
يساعدهم على النهب , وقد خلقت
هذه الحالة مخلوف الشهير و
أخريين . أملين بان السيطرة
الاقتصادية تساعدهم في تقوية
السلطة ولم يهمهم تدمير
الاقتصاد إذ هم بعيدون عن
تبعاته وهكذا دمر اقتصاد البلاد
. يوجد
مشكلة حساسة في تفكير السلطويين
في سورية , فهم لا يستطيعون
التفريق بين الحكم و السيادة .
عادة يقوم الحكم بتنظيم أمور
البلاد حسب قوانين و أنظمة
مرعية , أما حكامنا فقد نصبوا
أنفسهم أسيادا على البلاد
فالأمر بيدهم ولهم القرار حسب
مصلحتهم و رغبتهم و تثبيتا
للسيادة اصبح على كل مواطن ذا
قضية البحث عن واسطة يترجاها
لحل قضية و ما يمنح للمواطن ليس
حق له إنما عطاء لعيون الواسطة ,
الأمر لا يعتمد على حق المواطن
إنما يعتمد على واسطته فليس
للموطن حقوق وليعلم المواطن انه
بحاجة لأسياد يجب أن يرضخ لهم
لمساعدة في حل أموره حين يحتاج ,
يضبط ذلك بإشراف الأجهزة
الأمنية على حياة المواطنين
فحتى إذا أراد المواطن فتح دكان
حلاقة يتطلب ذلك موافقة الأجهزة
الأمنية - . نعم يبحث المواطن عن
الواسطة و يترجاها لتسير أموره
ولكن هل فكر السلطويون عن
الشعور الذي يتركه ذلك لدى
المواطن ؟؟؟ ,.
لم اسمع حسنة واحدة قدمها
النظام للشعب لا من أبواق
النظام التي تقدمها الفضائية
السورية و لا من رؤساء النظام -
سوى الوعود بتصليح الأمور –
لأنه لا وجود لهذه الحسنات الهم
عدا تزينات شكلية بصورة مراسيم
على الورق يمن بها النظام على
الرعية – إذ يدعون أن هذه
الأمور قد قررت أو درست من قبل –
خوفا من أن يفكر الشعب أنه قد
استطاع أو يستطيع أن يحقق شئ
فتقوى عزيمته بل كل شئ بيد
الأسياد . يدعون إلى الحوار و لم
يعينوا أسس الحوار هنالك
فرق شاسع بين مطروحات النظام و
مطروحات المعارضة , يريد النظام
القيام بزينات خارجية لا تسمن و
لا تغني من جوع بينما تطلب
المعارضة تغيير النظام , إذا
استجابت المعارضة الحقيقية إلى
الدعوى فهل يمكن أن يكون هذا
الحوار سوى حوار الطرشان كل في
جهة يغني على ليلاه أم أنهم
يعتمدون على المسدسات إلى ستوجه
إلى رؤوس المحاورين من المعارضة
؟ . هل هناك هدف آخر من هكذا حوار
إلا توريط قسم من المعارضة
للمشاركة بتحمل المسؤولية
أعمالهم , بينما فقدت المعارضة
الأمل بهذا النظام و تطالب
بتغييره . نظرا
لعد وجود إنجازات تستطيع أبواق
النظام ذكرها تعتمد مكابرة
السلطة وعنادها على أمرين حسب
ما يبثه إعلامها وهما الموافق
القومية و تشكيلة الشعب في
سورية . بالنسبة
للمواقف القومية فقد خان النظام
الاتجاه القومي من أول الأمر
باعتماده على القبلية . فالموقف
القومي يعمل على صهر الشعب في
بوتقته لا كما اعتمد النظام على
مقولة فرق تسد . أما ادعائه و
ادعاء أبواقه بأن مواقف
الممانعة هي التي تجر عليه
الوبال فهي مردودة عليه إذ عاش
هذا النظام منذ البداية على
العطايا الممنوحة له من دول (
الاعتدال ) لكونه حافظ على (
الاستقرار ) أي عدم التغيير ,
واكبر دليل على ذلك الصمت
الإعلامي لحوادث حماة في
الثمانيان . فالواقع أرضى
النظام الغرب بالعمل على (
الاستقرار ) أي عدم التغيير فأين
النضال ؟ , ولا شك أن هذه الخطب
التي يدعي النظام فيها الصمود و
التصدي التي لا تسمن ولا تغني من
جوع لا يهتم بها الغرب وهي
بالنسبة له مهزلة . لقد سحب
النظام حتى تهديده بالرد على
قصف الطائرات الإسرائيلية
لشمال سورية . إن من
يريد دخول معركة بشكل جدي يحضر
لها . بالنسة
للشعب كان تحضير النظام فقط
بالقوانين التي تقيد حرية الشعب
و بالطلب من الشعب المكمم
الأفواه التضحية في سبيل القضية
بينما هم ينعمون بالأموال
المنهوبة منه باسم القضية , مما
أفضى خسارة إمكانيات الشعب و
إبداعاته التي لا غنى عنها في
المعركة , كانت نتيجة سياستهم –
للمدعيين بحماية القومية – أن
قسم كبيرا من الشعب اصبح يفضل
السلام مع إسرائيل بغد النظر عن
الشروط أو إمكانية استمرار
السلام مع كيان عنصري , ذلك أملا
التخلص من الأحكام العرفية التي
يردح تحتها , تفرض عادة الأحكام
العرفية في حالة الحرب أي
احتدام القتال على الجبهات , فهل
عرف التاريخ حالة وقف لإطلاق
النار تدوم ما يقارب الأربعين
عاما !!! أما
بالنسبة للجيش , فأول ما قام به
النظام تسريح الضباط المؤهلين و
تعويضهم بضباط مؤهلهم الوحيد
ثقة النظام بتبعيتهم و إخلاصهم
للسلطة فتحويل الجيش من جيش
وطني إلى جيش عقائدي عقيدته
حماية السلطة أي تحويله من حامي
للوطن و المواطنين إلى حامي
للسلطة ( وهذا ما نراه اليوم ) ,
وبذلك تحول الجيش من جيش مقاتل
إلى قوة قمع للشعب , و السؤال هل
يمكن لجيش قمع أعد لقمع العزل أن
يكون جيشا مقاتلا في حرب , لم
تشهر حتى الآن حقيقة مهمة حصلت
في حرب ال 73 لم أشاء كشفها
لتأثيرها على سمعة الجيش ولكن
بعد هجوم الجيش على شعبه لم يعد
ما يسئ لسمعة الجيش أكثر من ذلك
العمل , في بداية حرب ال 73 دمرت
إسرائيل الدبابات السورية بعد
عدة أيام من بداية الحرب بلعبة
تكتيكية إسرائيلية بسيطة لم
تستطع القيادات السورية الغير
مؤهلة اكتشافها لجهلهم وعدم
أهليتهم ,و قيل وقتها " لو خسر
الإتحاد السوفياتي من اليوم أول
في حرب عالمية ما خسره الجيش
السوري في اليوم الأول لخسر
الحرب " . أصرت القيادة
السورية كحل للمشكلة أن يشن
الجيش المصري هجوما عسى أن يخفف
ذلك الضغط على الجبهة السورية ,
كانت النتيجة الكارثة التي
يعلمها الجميع بالنسبة للجبهة
المصرية , وظهرت حتى على أجهزة
الإعلام احتجاجات رئيس أركان
الجيش في ذلك الوقت الفريق سعد
الدين الشاذلي على الهجوم الذي
لم يخطط له ولم يكن الجيش المصري
مستعدا له إنما أتخذ قرارا
سياسيا من قبل رئيس الجمهورية
للطلب المكرر من القيادة
السورية . و كان نتيجة ذلك الوضع
المعروف للمشكلة الذي آلت إليه
الجبهة المصرية وتوابعها . أما
بالنسبة للجبهة السورية فقد كشف
اللعبة الإسرائيلية مهندس يؤدي
الخدمة الإلزامية في الجيش
السوري اقترح استغلالها لصالح
سورية بطريقة تقلب السحر على
الساحر, لكن لم يكن قد بقي عند
الجيش السوري دبابات صالحة حتى
لمناورة . أنقذ الموقف حضور
الجيش العراقي الذي نفذ الخطة و
انقلب السحر على الساحر, ومكن
ذلك استمرت المعارك وبدء على
أساسها حافظ الأسد يضع شروط
لوقف القتال – كالانسحاب من
القطينرة - . نعترف بان موقف
السلطة السورية لم يكن سلبيا
تمتما ذلك بادعائهم النصر و
الاحتفال السنوي بنصر لم يكن
لهم أي فضل به . على كل كانت
النتيجة الواقعية اعتراف
السلطات السورية ضمنيا بأنهم
ليسوا قادرين على هذه المعركة
القومية وبقيت الجبة السورية
الإسرائيلية ميتة منذ ذلك الوقت
.
أمانة للتاريخ لا بد أن نذكر
أن الهجوم على الشعب السوري
الأعزل ليس هو الهجوم الوحيد
الذي قام به جيش السلطة , كما
تذكرون قام جيش السلطة بهجوم
على المقاومة الفلسطينية في
لبنان مكملا ما لم يستطع القيام
به الجيش الإسرائيلي , وقد نفذ
هذا الهجوم هدفه بإخراج
المقاومة الفلسطينية من لبنان
وبذلك حرمت المقاومة
الفلسطينية من الوصول إلى
الحدود الإسرائيلية لتنفيذ
المهمة التي كونت من اجلها ,
وكان نتيجة ذلك التطورات
اللاحقة بالمقاومة الفلسطينية
التي يعرفها الجميع, والتي
هاجمتها السلطات السورية
متناسية دورها بذلك .
إذن الممانعة التي تقوم بها
السلطات السورية هي جعجعة فقط و
التنفيذ على الأرض يخدم الاتجاه
المعاكس , هذا من الناحية
القومية لذلك ارجوا من القوميين
المخلصين إعادة النظر في تقيمهم
للوضع في سورية .
من ناحية التشكيلة السكانية
لسوريا , تتمتع سورية بتشكيلة
فسيفسائية من الاقليات , عاش
الشعب السوري باقلياته بانسجام
و كان يستغل الخلاف بالآراء
للإغناء الفكري , ولم يميز
الانتماء بين المواطنين في شئ و
الدليل على ذلك أن الاقليات
استطاعته الوصول إلى مراكز
مكنتهم الاستيلاء على السلطة .
بعد وصول آل الأسد المتعطشين
للسلطة إلى الحكم و نظرا لفراغ
جعبتهم مما يقدموه للشعب اتبعوا
أسلوب فرق تسد ضمانا لتسلطهم ,
فشجعوا الميول القبلية – اليس
ذلك خيانة للقومية التي هدفها
التجميع !!- , وساعدوا ذوي الميول
القبلية القابلين للتبعية لهم
للوصول إلى مركز أعلى كي
يستطيعون التأثير على الباقي ,
نظرا لغياب القانون والحق
استطاعوا النجاح نظرا لحاجة
المواطن للواسطة في سبيل تمشية
أمورهم , كافح السلطويين
التنظيمات السياسية القائمة
على الانتماء للمبدأ وليس
الانتماء القبلي , منعوا
الاجتماعات حيث لم يعد يمكن
التجمع إلا في دور العبادة فكان
ما حدث في الميول لأفرد الشعب ,
ولازالت حتى اليوم تحاول السلطة
استجلاب الاقليات إلى صفها عن
طريق تخويفهم من الأكثرية التي
تدين بالإسلام و السنية تطبيقا
لمقولة فرق تسد و ولفراغ جعبتهم
من حسنات قدمها النظام يستطيع
أن يستجلبهم بها النظام على
أساس الحفاظ عليها و الخوف من
فقدانها , تكرموا على الشعب
بوعود ضبابية بإصلاحات الفساد
المستشري في البلاد التابعة
لسطوتهم , لقد سمعنا هذه الوعود
قبل ذلك من بشار الأسد في خطبة
القسم الأولى ولم نرى شئ من هذه
الوعود سوى الضغوط تتزايد حتى
بعد أكثر من عشر سنوات , صرح بعد
ذلك انه يوجد عوائق للتنفيذ و لم
يقل ما هي تلك العوائق ؟ أليست
هذه العوائق من أركان النظام
نفسه ؟ ألا يعتمد هذا النظام منذ
قيامه و في بقائه على الفساد ؟
هل يستطيعوا السلطوين التفريق
بين الحكم و السيادة ؟ هل
باستطاعة هذا النظام الإصلاح ؟
هل يعرفون ما هي الديمقراطية و
هل يستطيعون الحكم في نظام
ديمقراطي و بدون فساد ؟ ألا يرى
القائمون على النظام بان
الديمقراطية فوضى ؟ نعم أوقف
العمل بقانون الطوارئ ولكن عوض
عنه بقانون لا يختلف عنه إلا
بالاسم . يدعي
النظام أن المحرض على الانتفاضة
هي دول خارجية ( أمريكا و
إسرائيل و أوربا ) , مما سلف يظهر
أنه لا مصلحة لإسرائيل و الغرب
بتغيير النظام كي يتآمروا عليه
بل دلت مواقفهم من حوادث حماه في
الثمانيات أنهم اقرب إلى حمايته
. كما هو معلوم لا توجد حتى
تاريخه قيادة لحركة الشعب كما
إن المحاولات لإيجاد قيادة قد
أخفقت فمع من خطط الأمريكان
لحياك هذه المؤامرة ؟ , هذا يدل
على أنها حركة عفوية لشعب ضاق
ذرعا بالذل الذي يعيشه تحت سطوة
هذا النظام , إن وضع الانتفاضة
يدل بلا ريب على أنها انتفاضة
عفوية لشعب لم يعد يستطيع
التحمل و إذا غيرت الحكومات
الغربية موقفها بعد أن أفقدت
هذه الانتفاضة جاذبية الحكم
للغرب بأنه لم يعد يؤمن
الاستقرار في سورية فلا يعني
ذلك أن الغرب هو المحرض بل هو
المتأثر بها . حينما
انتفض الشعب في كل من تونس ومصر
واستمرت الانتفاضة بضع أسابيع
علم الأميركيان أن الشعب لم يعد
يحتمل و أن عدم التنازل قد يؤدي
إلى انفجار فأوعزوا إلى الحكام
بالاستقالة وتركوا خادمهم
المخلص حسني مبارك لمصيره وهو
اليوم قيد المحاكمة غيرت
أمريكا موقفها لكونها ليست
عقائدية بل براغماتية تحاول ركب
الموجة ثم استغلالها لصالحها ,
والنظام هو المسؤول عما تؤول
إليه الأمور لأنه هو الذي أوصل
البلاد إلى هذه الحالة . تبين
تعليقات أبواق النظام على أن
النظام استند في بقائه على
تخويف الشعب و قطع أمله
بإمكانية إزاحته , وذلك بتأمينه
ولاء الجيش و التضخيم المفرط
لأجهزة القمع لقد أخفقوا بذلك
لأن الشعب قد كسر حاجز الخوف و
انتفض . بغض النظر عن مواقف
الخارج فإن الأكثرية الشعبية في
الداخل مصممة على تغيير النظام ,
وقد أثبتت ذلك بطول مدة
الانتفاضة وكبر التضحيات التي
قدمتها . لست
أدري على أي شئ يعتمد النظام غير
العند ويباس الرأس , يروج أبواقه
أن الثمن سيكون غاليا , فرد
عليهم الشعب بجمعة سماها "
الموت ولا المذلة " .
ماذا بعد !! إن استمرار هذا
الوضع لابد و أن تنفجر ثورة أي
سيحول الانتفاضة إلى ثورة , قد
يفكر بعض السلطويين أن ذلك
سيكون بمصلحتهم إذ لا يمكن
المقارنة بين القوة التي
يسيطرون عليها و قوة المعارضة
وسيفنون المعارضة بلمحة بصر,
لقد نسوا أن الوقت يمر لصالح
الشعب ثم أن تحريضهم الاقليات
للوقوف بجانبهم على أساس طائفي
سينقلب ضدهم , إذ أن الأكثرية
المطلقة من شعوب المنطقة سنية
ولن تسكت عن ذبح العلويين للسنة
, و السؤال ماذا يحدث في الجيش
السوري إذا ما دخل الجيش التركي
مثلا لحماية السنة في حالة حدوث
مذابح , هل سيفضل الجندي السوري
المقامرة بحياته ضد الجندي
التركي الذي حضر لإنقاذ أهله أم
يفضل المغامرة بحياته بقتل آمره
دفاعا عن شعبه , وماذا عن
الأكثرية من عناصر أجهزة الأمن
أليست بحاجة لأعمال تبرر أن
أعمالها السابقة كانت اضطرارية
. ثم هل إيران مستعدة لدخول حرب
في سبيلهم تفسح خلالها المجال
لإسرائيل و الأميركيين تحقيق
حلمهم بضرب إيران ؟ إذ سيقف
أكثرية الشعب العربي مع ضرب
إيران , لقد وقف الشعب العربي ضد
الهجوم على إيران عندما كانت
المعركة بين إيران و إسرائيل
وبذلك شكل خطر محتمل لتشكيلات
عشوائية لا يمكن السيطرة عليها ,
يشكل ذلك خطرا على مصالح الغرب
في بلاد النفط, ولكن ماذا يعتقد
سلطويي سوريه بموقف هذه الشعوب
إذا كانت المعركة بين السنة و
الشيعة . هذا ينقلنا إلى التفكير
من الذي يخدم أعداء الوطن ومن
يساعد إسرائيل و أمريكا على
تحقيق أماني لم يستطيعوا
تحقيقها !!! , قال
بشار الأسد في مقابلته الأخيرة
مع التلفزيون السوري أنه "
إذا حصل تدخل خارجي في سورية فلن
تبقى سورية لأنها ستدمر " , لم
افهم لمن موجه هذا التهديد فإن
كان لأعداء سورية فهو إغراء
وليس تهديد , و إن كان للشعب - حيث
ختم كلمته بأنه لا داعي للخوف
لان الشعب السوري عاقل - فأقول
له أنه أصبح واضحا أن الشعب في
سورية كسر الخوف وسمى جمعة باسم
" جمعة الموت ولا المذلة "
بقي احتمال واحد هم أن أتباعه
بدؤوا يخافون نتائج هذه الأعمال
فأراد تهدئتهم . تدل تطور
الأحداث على أن شبق السلطة قد
أعمى السلطويين و لم تعد تحلى
لهم الحياة بدون بذخ السلطة
الذي استعادوا عليه منذ صغرهم ,
تدل مجرى الأحداث أن السلطويين
في سورية مستعدين للدخول هذه
المغامرة غير عابئين بما يجره
استمرارهم بويلات على الوطن و
ساكنيه , لا يهمهم كيف سيقومهم
التاريخ و لا الذكرى التي
سيتركونها للباقين من النسل
السوري , كما لا يهمهم أنهم هم
الذين يخدمون أعداء الوطن و
يساعدوهم على تحقيق أمانيهم
التي لم يستطيعوا تحقيقها وذلك
بسياستهم الرعناء و إذا ما وصلت
الأمور إلى تدخل خارجي فهم
الوحيدين المسؤولين عن ذلك . إلى
أنصار النظام و المترددين
باتخاذ موقف خوفا من العهد
القادم ارفعوا شعار عدو
عاقل خير من صديق جاهل
لا يوجد للانتفاضة قيادة
تستطيع التحكم بالأمور مهما
وصلت إليه الأخطار فلا يمكن
الاعتماد على مبادرة من هذا
الطرف , لذلك اقترح حرصا على
إنقاذ الوطن و المواطنين أن يضم
الجميع صوتهم إلى أصوات
المعارضة بإرجاع الجيش إلى
ثكناته قبل فوات الأوان و إطلاق
المسجونين السياسيين والدعوة
إلى مؤتمر يضم الجميع في مكان
آمن و الإعلان مسبقا أن هدف هذا
المؤتمر نقل الحكم بشكل سلس ,
إنه الحل الوحيد الذي أراه
لإنقاذ سورية وشعبها من الدمار ,
علما بأنه لا داعي للخوف من
الأعمال الانتقامية مهما كان
شكل الحكومة القادمة إذ أن
القائمين على أعمال الدولة و
الجيش ضمان لذلك وأن الوقت
المطلوب لتبديلهم بشكل سلس
وواقعي كاف لتهدئة الخواطر !! ارحب
بالتعليقات و الحوار على
العنوان =========================== اتجاه
الريح الفلسطينية في الثورات
العربية .. دعم الشعوب الثائرة..
من أجل فلسطين نبيل
شبيب بغض
النظر عن الملابسات الحقيقية
والمزعومة بشأن اقتحام ما حمل
اسم السفارة الإسرائيلية في
قاهرة المعزّ، فقد كشف الحدث عن
عمق الوجود الفلسطيني في ضمير
الإنسان العربي، سيّان إلى أي
قطر عربي ينتمي من بين الأقطار
الناشئة عن إفرازات اتفاقية
سايكس بيكو وسواها، وفق قاعدة
"فرّق تسد" الاستعمارية
أصلا، الموروثة واقعا من حانب
أنظمة استبدادية بقيت تعضّ
عليها بالنواجذ والأحذية
العسكرية حتى اليوم. . . . لا
يزال من المبكّر استشراف صورة
واضحة ومتكاملة المعالم
للتطوّرات المنتظرة من نتاج ما
عرف بربيع الثورات العربية،
ولكن لا شكّ في أمرين: - هي
حدث تغيير جذري تاريخي محوره
تحرير إرادة الإنسان في المنطقة
العربية - هي
حدث لا يمكن أن تغيب آثاره
القادمة على صعيد قضية فلسطين
المحورية لم
تبلغ الثورات العربية غايتها
بعد، ولا تقاس الأحداث
التاريخية الكبرى بالأيام
والشهور والسنوات، وليس
المقصود بالحدث التاريخي أنّ من
الثورات الأولى ما أسقط أنظمة
استبدادية فاسدة وأنّ منها ما
أصبح على وشك إسقاط أخرى، وليس
المقصود أيضا أنّ الثورات التي
نشبت حتى الآن ستتبعها أخرى،
فالغاية الأهم للثورات هي صناعة
واقع جديد ومستقبل جديد، وهذا
ما ظهرت تباشيره ولكن لم يبدأ
بشكل فعال بعد، والبناء هو
الثورة الكبرى الطويلة، وهي
ثورة جامعة شاملة، وحصيلتها هي
التغيير الجذري المتوقع، على كل
صعيد اجتماعي وسياسي واقتصادي
وفكري.. على صعيد صناعة الإنسان
وبناء الأوطان. قد
يستغرق التغيير حتى يبلغ مداه
عقودا أو أجيالا، ولكنه بدأ
المسار على الطريق الصحيح، ومن
ذلك ما يظهر للعيان على صعيد
قضية فلسطين، وهو ما يبيّن من
خلال مثال الحدث الشعبي الأخير
في القاهرة، أنّ تحرير الإرادة
الشعبية يعني تحرير صناعة
القرار السياسي بما يشمل قضية
فلسطين أيضا. . . . الثورات
العربية تكشف بما لا يدع مجالا
للشك، وما لا يترك مجالا لمزيد
من التضليل السياسي-الإعلامي
الرسمي وشبه الرسمي، أنّ ما
صُنع بقضية فلسطين رسميا، تحت
مختلف العناوين، لم يكن يعبّر
عن إرادة شعبية في أية حقبة
تاريخية حديثة سابقة، ولا يمكن
أن تكون له مشروعية بأي معيار من
المعايير القويمة. والثورات
العربية تؤكّد بما لا يدع مجالا
للشك، أنّ من المستحيل في عصر ما
بعد الثورات استمرار إفرازات ما
صنع الاستبداد المحلي عبر
ارتباطاته بالاستبداد الدولي
أو عبر مساوماته مع الاستبداد
الدولي، كما أصبحت عليه في عصر
ما قبل الثورات. والثورات
العربية تصنع من خلال تحرير
إرادة الشعوب بتحرير إرادة
الإنسان، ما يمكّن من تعبئة
طاقات الشعوب وطاقات الأوطان،
لتكون في خدمة القضايا المصيرية
على كل صعيد وفي كل ميدان، وليس
في خدمة تحصين الاستبداد ومحاضن
الفساد. هذا
بالذات.. هو اتجاه الريح في قضية
فلسطين في عصر ما بعد الثورات
العربية، وهو أوّل ما تخشاه
القوى الدولية التي صنعت
للصهيونية العالمية مقرا، ثكنة
حربية، في قلب الوطن العربي
والإسلامي، في لحظة الغفلة
التاريخية.. ويستحيل بقاء ما
صنعت على حاله في لحظة اليقظة
التاريخية. هو
اتجاه الريح الفلسطينية في قلب
الثورات العربية، ابتداء من مصر..
يعصف مبكّرا وسيعصف بقوّة أكبر
بما صنعته سنوات كامب ديفيد
الكبيسة على كل صعيد.. وهو
اتجاه الريح الفلسطينية في قلب
الثورات العربية، وصولا إلى
سورية.. يعصف بما صنعته سنوات
المقايضات ما بين بقاء
الاستبداد والفساد محليا، وصكّ
الأمان والسلامة لربيبة
الاستبداد الدولي في فلسطين. . . . فوجئت
القوى الصهيونية وحاضنتها من
القوى الدولية بثورة شعب تونس،
وأصابها الذعر بوضوح نتيجة
انطلاقة الثورة في مصر، وبدأت
فور استفاقتها من هول المفاجأة
ببذل أقصى ما تستطيع لدعم قوى
تعتبرها أقرب إليها، ولتضيف
إليها عبر محاولات التأهيل
المحمومة باسم "ديمقراطية
مزورة" قوى أخرى بديلة عن
القوى الشعبية الوطنية
الثائرة، حتى إذا وصل مدّ
الربيع العربي إلى ليبيا
واليمن، اتخذت تلك الجهود صيغة
"هجوم مضادّ"، عبر محاولة
إعطاء الأهداف الذاتية للتدخّل
العسكري هنا والسياسي هناك
الأولوية على أهداف الثورة
الشعبية، على الهدف المحوري
لتحرير الإرادة الشعبية
والسياسية.. واستطاع ثوار ليبيا
سلوك طريق مكّنهم من الإفلات -مبدئيا-
من المصيدة، التي كان أبرز ما
يعبّر عنها مؤخرا (سياسيا.. فضلا
عن الأساليب التي اتبعها العمل
العسكري أطلسيا) هو التشبث
لأسابيع بزعم استحالة الحسم عبر
الحل العسكري، وخطورة "معركة
طرابلس".. وإذا بالثوار
يتجاوزون من قال بذلك دوليا. في هذا
الإطار، تتخذ الثورة الشعبية في
سورية موقعا مفصليا، ليس على
صعيد شمولية الربيع العربي
للمنطقة العربية فقط، بل على
وجه التخصيص في الجانب المحوري
موضع الاهتمام الأعظم لدى القوى
الدولية، وهو قضية فلسطين..
فتحرير الإرادة الشعبية في
سورية، لا يصبّ في تحرير القرار
السياسي القطري في قضية فلسطين
فحسب، بل يساهم بالقسط الأكبر
في توحيد الإرادة الشعبية
والسياسية الجماعية على
المستوى العربي أيضا، ومن هنا
لا بدّ من طرح بعض الأسئلة
الجوهرية: - هل
يمكن أن تصل الثورة الشعبية إلى
غايتها هذه -بعد أن ظهرت استحالة
وقفها- دون أن تبذل القوى
الدولية أقصى ما تستطيع
للانحراف بها.. أو على الأقل
لمحاولة احتواء نتائجها
المحلية والعربية؟.. - هل
يمكن لأي طرف يعمل حسب وجهة نظره
على إنكار حق التحرر الشعبي من
الاستبداد والفساد -بل يعاديه-
بحجة قضية فلسطين، أن يقبل
لنفسه بالتلاقي مع تلك القوى
الدولية على محاولة كسر إرادة
الشعب الثائر في سورية؟.. مع كل
التأكيد أنّ القوى الدولية
المعادية لن تتوقف عن حبك ما
تحبك وتنفيذ ما تريد ما استطاعت
إلى ذلك سبيلا، لا يمكن بمقياس
الإخلاص لقضية فلسطين وأهدافها
الأصيلة تحديدا، أن يسلك
المخلصون طريقا يتناقض مع "اتجاه
الريح الفلسطينية في الثورات
العربية".. لا سيما في مصر
وسورية، ومن يصنع ذلك عمدا أو
جهلا فسوف تتجاوزه الشعوب
الثائرة. =================== مابين
القارورة الليبية والشبيحة
السوريّة بدرالدين
حسن قربي عيد
بلا قذافي، يكفي في وصف عيد
الفطر عند الإخوة الليبين لتعلم
كيف كان طعمه عندهم، بل ومما زاد
في روعة الطعم بهجتهم باعتقال
امرأة قارورة من نوع مختلف
وخطير، عُرفت والعياذ بالله
بأنها مصاصة دماء الليبيين،
واشتهرت بمشاركتها في عمليات
إعدامات مروّعة، ومداهمات
كثيرة نفّذها نظام القذافي خلال
عشرات السنين، تصيب من يقرأ
عنها بالقرف حد الإعياء، ولو
قدّر للثورة أن تفشل فستكون
القارورة الدكتورة هدى بن عامر
هي شانقة الثوار وشنّاقتهم،
فنداؤها للقذافي في ساحات
المشانق والقتل: ياقايد..! صفيهم
بالدم، سر ولا تهتم، ما نبوش
كلام خواني، نبو شنقاً في
الميداني. باتت
الشنّاقة أحد أعمدة القمع
والقتل القذافي بتنفيذها عملية
شنق المعارض الشاب الصادق حامد
الشويهدي عام 1984 ، التي تُشكّل
بما كان فيها أقبح المعاني خسة
ودناءة ووحشية وانعداماً
للإنسانية مما تقشعر لها
الأبدان، ثم مشاركتها في إعدام
عدد من طلبة الجامعة 1987 في
المدينة الرياضية في بنغازي،
وهو ماتوجها مجرمة على عرش
الفتك والتنكيل، ولمثلها عند
مجرم ليبيا وسفّاحها تُفتح
أبواب السيادة والريادة. فمن
الراهبات الثوريات إلى الطلائع
فاللجان الثورية، ثم رئيسة
لبلدية مدينة بنغازي التي خاطبت
أهلها يوماً: هنا لا يوجد رجال،
أنا الرجل الوحيد في بنغازي..! ثم
أمينة لشؤون المرأة في مؤتمر
الشعب العام، ثم اختيارها
نائباً لرئيس البرلمان العربي
ثم رئيسة له من عام 2009 حتى تعليق
عضوية النظام القذافي في
الجامعة العربية في آذار/مارس
2011 ومن ثم عزلها. وهي اليوم في
قبضة العدالة الدنيوية والتي
نأمل لها أن تنال فيها محاكمة
عادلة، تنال فيها حقوقها كاملة
مكمّلة كمجرمة من طراز فريد
لاتظلم فيها شيئاً. وبالمناسبة،
فإنه في 17 شباط/ فبراير الماضي
التقت مصاصة دماء الليبين بشار
الأسد في دمشق، وهو اليوم الذي
اندلعت فيه شرارة الثورة
الليبية، وانطلقت فيه
الانتفاضة السورية أيضاً في
منطقة الحريقة الدمشقية
باعتداء شرطي مرور على شاب يريد
أن يوقف سيارته على طرف الشارع
وإدمائه بشكل وحشي مهين أدى إلى
تجمع المارة والمتسوقين وتجار
الحريقة الذين أغلقوا جميعاً
محلاتهم ليغدو الأمر تظاهرة
عفوية قدّر عددها بأربعة آلاف،
ونداؤها: الشعب السوري مابينذل،
والتي تتالت الأحداث من بعدها
لتشتعل سوريا باحتجاجات
وتظاهرات، ومازالت مطالبة
بإسقاط النظام. وكان مما كتبت
يومها: شرارة الانتفاضة من
الحريقة انطلقت، وعلى بركة الله
تريد الخروج من أسر الفساد
والقمع تحركت، روائحها ياسمين
شامنا وجوريّ حلبنا، سلامها
سنابل قمح جزيرتنا وحوراننا،
رسوخها صلابة الزيتون في ساحلنا
وشمالنا، ونخوتها من أبي الفداء
وابن الوليد راياتنا، وحداؤها
الشعب السوري مابينذل نشيدنا. نتكلم
عن رئيسة البرلمان العربي
السابقة وبعض معالمها في
التوحش، لنذكّر بأن لدينا في
سوريا من أمثالها الكثير في
مناصب رسمية مماثلة ومختلفة،
وقد تسببوا مع ميليشياتهم من
الشبيحة والشبيحات بمقتل
الآلاف بل وعشراتها من
مواطنيهم، وهم يظنون أنْ لم
يرهم أحد، أو أن لن يقدر عليهم
أحد. عقيدتنا أنه آتيهم يوم
لاريب فيه تنالهم فيهم العدالة
عاجلاً أو آجلاً، فلكل ظالم
يوم، وأن القذافي وجوقته، أو
الشنّاقة وشلّتها مثل حاضر بين
أيدينا لمن أراد أن يتذكّر من
السوريين. وإنما يبقى سؤال
يتردد، ولكنه بالتأكيد لن يجد
جواباً شافياً: أي نوع من البشر
هؤلاء القتلة المجرمون حكاماً
وشبيحة، شنّاقين وشنّاقات،
الذين يملكون هذا الكمّ من
الحقد والكراهية والإجرام،
ويرسلون شواظ ناره على مواطنيهم
وناسهم في ليبيا وسوريا مما لو
وُزّع على أهل الأرض لأظهر فيها
الرعب والذعر والفساد، وتبقى
دعوتنا قائمة للثوار الليبيين:
لطفاً ياكرام بقارورتكم
الليبية، لأنها على كل جرائمها
الوحشية، ليست شيئاً مذكوراً
أمام فظائع الشبيحة على الأرض
السورية، والتي ترشحهم (نظامي)
ليقفوا قريباً ومعهم أسيادهم
وكبراؤهم، والأصفاد في أيديهم
والأغلال في أعناقهم، ووجوههم
مسودة أمام المحاكم الدولية. http://www.youtube.com/watch?v=x2s3l5recqg ======================== خواطر
شاهد عيان : الخاطرتان الرابعة
والخامسة الدكتور
محمد أحمد الزعبي الخاطرة
الرابعة : خلفيات الصراع داخل
حزب البعث في سوريا : عندما
نعود بذاكرتنا نصف قرن إلى
الوراء ، وبالذات إالى الفترة
التاريخية التي ابتدأت
بالانقلاب الإنفصالي ( 28.09.1961 )
على الجمهورية العربية المتحدة
والرئيس جمال عبد الناصر ، وهو
الانقلاب الذي ترتب عليه ماسمي
ب " ثورة 8 آذار 1963 " ، التي
ترتبت عليها من جهة إعادة تفعيل
النشاط التنظيمي لحزب البعث
العربي الآشتراكي في القطر
العربي السوري( تنفيذا لقرار
المؤتمر القومي الخامس للحزب)على
يد مجموعة ثورة 8 شباط في العراق
( علي صالح السعدي ) والذي كان
محلولاً في فترة الوحدة ( ج ع م )
، ومن جهة أخرى تصفية الأستاذ
أكرم الحوراني بحجة تعاطفه مع
الإنقلاب الإنفصالي 1961 ، كما
وترتب عليها لاحقاً أحداث 18
تموز 1963 ، وتصفية مئات الضباط
الناصريين الذين كانوا في
غالبيتهم الساحقة من المسلمين
" السنّة" ، الأمر الذي
أدّى إلى استفراد الضباط
البعثيين ممثلين ( بفتح الثاء )
بما عرف ب " اللجنة العسكرية
" بالحكم ، واستجرار الحزب
المدني ( ميشيل عفلق وصلاح الدين
البيطار ) إلى السلطة كواجهة
مدنية ضرورية لهذه اللجنة
العسكرية التي كانت تحمل عملياً
في أحشائها جرثومة الطائفية
المقيتة . أقول عندما يعود المرء
بذاكرته نصف قرن إلى الوراء،
ويقف على كل تلك المعطيات التي
سقناها أعلاه يمكنه أن يعرف
الإشكالات اللاحقة التي مازلنا
نعاني منها ونجني ثمارها المرّة
على المستويين القومي والقطري ،
وأيضا على مستوى الحزب نفسه حتى
هذه اللحظة ، ولا سيما منذ ثورة
15 آذار 2011 ، ثورة " الشعب يريد
إسقاط النظام " المجيدة . فلقد
تجسدت تلك الإشكالات ، بصورة
أساسية في صراع حزبي مرير على
السلطة أخذ شكل : 1.
صراع ظاهري ومعلن ، تمظهر في
صورة : صراع
عسكري مدني
، صراع
بين القيادتين القومية
والقطرية ، ( تحول لاحقاً إلى
صراع سوري عرا قي ) ، صراع
يسار يمين
( بغض النظر عن المضمون الحقيقي
لهذا الصراع ) . 2.
صراع خفي غير معلن ، يمثل
واقع الحال جوهر الأزمة ، ألا
وهو : الصراع الطائفي على
المستويين المدني والعسكري ،
داخل وخارج الحزب . 3.
صراع بين حزب البعث الذي
احتكر السلطة لنفسه ، ورفع شعار
الحزب الواحد القائد ، وبقية
القوى والأحزاب التي كانت على
الساحة السياسية السورية في تلك
الفترة ، ولا سيما أحزاب : الشعب
والوطني ، والتيار الإسلامي ،
والتيار الناصري ، والحزب
الشيوعي ، والحزب العربي
الإشتراكي ( أكرم الحوراني ) . ولقد
كانت المحصلة النهائية لهذه
الخلطة العجيبة والمعقدة من
المشاكل والإشكالات : بروز
وتضخم الظواهر الاجتماعية
المرضية (بفتح الميم والراء)
داخل كل من الحزب والمجتمع في
سورية ، ولا سيما ظواهر :
الطائفية ، والعشائرية ،
والقطرية ( بضم القاف ) ،
والجهوية ، وذلك
على حساب الطابع القومي
والوحدوي والعلماني والتقدمي
للحزب ، وإلى حد ما المجتمع . تضخم
دور الجيش وأجهزة الأمن
والمخابرات ، والقيام بتصفيات
حزبية وعسكرية أدت إلى سيطرة
مجموعة عسكرية طائفية على كل من
الجيش والحزب والحكم ، اللجوء
إلى الانقلابات العسكرية ،
والتصفيات الجسدية ، داخل الحزب
نفسه (انقلاب 23 شباط 1966)
وأيضاً داخل التيارات الحزبية
نفسها (حركة حافظ الأسد
التصحيحية عام 1970 ) ، التخلي
الكلي أو الجزئي عن أهداف الحزب
المتمثلة ب " الوحدة ،
والحرية ، والاشتراكية " ، حيث
سكت انقلابيو 8 آذار 1963 عن إعادة
سورية ( الإقليم الشمالي ) إلى
الجمهورية العربية المتحدة
، رغم أن العنوان الكبير لما سمي
ب "ثورة 8 آذار " كان إنهاء
الإنفصال الذي قامت به
مجموعة عبدالكريم النحلاوي
العسكرية ، كما أن شعار الحرية
تجسد على مستوى التطبيق ،
بإعلان قانون الطوارئ ، وتغييب
الديموقراطية والتعددية ، بل
وتغييب الشعب ا لسوري كله عن
الحياة السياسية جملة وتفصيلا ،
والذي مايزال مستمرا حتى هذه
اللحظة ، أما الإشتراكية فقد
تحولت على يد النظام العسكري
السوري إلى تحويل سورية إلى
مزارع دولة (سوفخوزات ) وإلى
قطاع عام ، يملكها أقطاب النظام
وأتباعهم من عسكريين ومدنيين ،
وهذه ملياراتهم في البنوك
العربية والعالمية تشهد على
فسادهم الذي هو الإبن الشرعي
لاستبدادهم وطغيانهم ، التخلي
العملي عن القضية الفلسطينية ،
ولا سيما بعد حرب حزيران
واحتلال الكيان الصهيوني لهضبة
الجولان ، حيث رفع " الأسد "
وتبعه " الشبل " شعار "
السلام " كخيار استراتيجي لسوريا
( !! ) في سعيها لاستعادة الجولان
، ولا يجهلن أحد أن جبهة الجولان
مع العدو الصهيوني
تعتبر أهدأ جبهة عسكرية في
تاريخ الحروب ، وأن وزير
الخارجية السوري ( السيد فاروق الشرع وزير خارجية حافظ الأسد ) صرح بعد
هزيمة1967 " كلٌ مسؤولٌ عن
إزالة أشواكه بيده " في إشارة
إلى أن مسؤولية تحرير فلسطين
لم تعد مسؤولية العرب ( وبالتالي
سورية ) وإنما مسؤولية
الفلسطينيين أنفسهم !! . وهذا
أحد أقطاب النظام يستعين ( منذ
أسابيع قليلة ) بإسرائيل على
الشعب العربي السوري ، مذكراً
إياها بأن أمنها مرتبط بأمن
النظام الأسدي السوري ، وإذن
فعليها أن تحافظ على هذا النظام
، وتحميه من غضبة الشارع السوري
، الذي لم يبرح حناجره منذ 15
آذار شعار ، بل مطلب
" الشعب يريد إسقاط النظام" الخاطرة
الخامسة : خسائر الجيش السوري في
حرب حزيرا ن1967 . عمدت
بصفتي وزيراً للإعلام إلى عقد
مؤتمر صحفي حول حرب حزيران 1967 ،
وكان ذلك بتاريخ 24 حزيران 1967 ،
أي بعد حوالي عشرة أيام من وقف إطلاق النار
بين مصر وسورية والأردن
من جهة والكيان الصهيوني من جهة
أخرى . وقد قررت ومعي عدد من
الإعلاميين المحترمين في وزارة
الإعلام ( لاحاجة لذكر الأسماء )عقد
هذا المؤتمر الصحفي ، بغض النظر
عن رفض كبار مسؤولي الدولة لعقد
مثل هذا المؤتمر ، وذلك بحجة أن
القيادتين العسكرية والمدنية
مازالا يحاولان دمل جراح
الهزيمة الكبيرة التي لقيتها
جيوش مصر وسورية والمملكة
الأردنية الهاشمية على يد "
إسرائيل" ، وبالتالي فإنه
لايوجد شيء إيجابي الآن ( تاريخ
عقد المؤتمر الصحفي ) يمكن أن
نقوله للناس في هذا الوقت
المبكر، الذي ماتزال رائحة
الهزيمة تنتشر فيه في كل مكان من
الوطن العربي. واقع
الحال أنني كنت أنوي ، من خلال
هذا المؤتمر الصحفي ، من جهة أن
اطلع الشعب العربي عامة والسوري
خاصة على بعض الحقائق التي
أعرفها عن هذه الحرب (أنظرالخاطرة
الثالثة حول بالبلاغ 66
والمنشورة في القدس العربي ،
بتاريخ 23 .08 .2011 ) ، وبنفس الوقت
أن أحاول شد الناس ورفع
معنوياتهم التي باتت في الحضيض
بعد أن أصبحت إسرائيل على أبواب
دمشق ( أنظر وقائع المؤتمر في
جريدة البعث ، دمشق 25 .06 . 1967) . اتصلت
بحافظ الأسد هاتفياً قبيل
انعقاد المؤتمر الصحفي ، وطلبت
منه تزويدي بخسائر الجيش السوري
البشرية في الحرب ،لكي أعلنها
في هذا المؤتمر ، فزودني حافظ
شخصيّاً بالإحصاءات التالية ،
التي سؤوردها هنا وفق ما
أوردتها حرفياً في المؤتمر
الصحفي : "
ثالثاً : كانت خسائرنا في
الأرواح كما
قلت وهذا
أمر مهم ، قليلة نسبياً ، بسبب
الخطة الحكيمة التي عمدت إليها
قيادة الجيش في أوامر الإنسحاب .
ولابد لي أن أشير إلى عدد
الخسائروهي على النحوالتالي: الشهداء
، 20 ( عشرون ) ضابطاً ، عسكريون
وضباط صف 125 ( مائة وخمسة وعشرون )
، الجرحى 98
ضابطاً و 1500( الف وخمسماية )
عسكريون وضباط صف ، المصابون
بقنابل النابالم المحرمة
دولياً اكثر من 300 بين مدني
وعسكري " ( أنظر : الوثائق
الفلسطينية العربية لعام 1967 ،
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
وجامعة الخرطوم ، الجزء الثالث
، بيروت 1969 ، ص 416 ) . جدير بالذكر
هنا أن عدد المصابين بالنابالم
كان بحدود المائة فقط ، ولكننا
اضطررنا لذكر رقم ال 300 ، لأن
وزير الخارجية السورية (او
مندوب سورية الدائم في الأمم
المتحدة لاأذكر) كان قد قدم
للأمم المتحدة هذا الرقم. ولابد
لنا في إطار هذه الخاطرة
المتعلقة بحرب حزيران 1967 ، من
ذكر ماأورده الأخ خليل مصطفى
الضابط السابق في المخابرات
السورية في كتابه " سقوط
الجولان عام 1967 ، والذي نشره
موقع " سورية الحرة
المدنيون الأحرار" على
مدى 42 حلقة في العامين 2004 و 2005 ،
حول مؤتمرنا الصحفي
المذكورأعلاه ، وردنا الإيجابي
والموضوعي عليه . وسوف نورد ردنا
على الأخ خليل مصطفى كما ورد في
الموقع المشار إليه مع إضافتين
بسيطتين لم تردا في النص
المنشور ووضعناها بين قوسين
خاصين [...] : "
أما المسألة الأولى ، فتدور حول
ماورد في الهامش رقم 6 من الحلقة
رقم 18 تاريخ 4. 7. 2004 في
سلسلة مقالات " مشروع التحرير
الجولان ينادينا " التي
تنشرها تباعا سورية الحرة حول
ما ذكره وزير الإعلام السوري
آنذاك ( محمد الزعبي ) بمؤتمره
الصحفي بتاريخ 24 حزيران 1967 ، عن
الكيفية التي تمت بها عملية
انسحاب الجيش السوري من هضبة
الجولان بتاريخ 11 / 12 / حزيران /
1967 [ حيث وصفنا الأخ خليل بالكذب
] . إننا
لا نريد هنا الرد أو التعليق على
ماأورده كاتب /صاحب "المشروع"
فيما يتعلق بصحة أو عدم صحة
المعلومة التي أوردها حول
الموضوع ، ذلك أن الأمر على غاية
من التعقيد ، وهو بحاجة إلى مناخ
ديمقراطي داخل الوطن ، يسمح
للمعنيين والمطلعين أن يقولوا
أو يكتبوا كل ماعندهم حول نكسة /
هزيمة / حرب 1967 عامة ، وحول مسألة
سقوط القنيطرة خاصة ... إن ما
نريد الإشارة إليه هنا هو فقط
مايلي: إن
اهتمام سورية الحرة وبالتالي
محرر سلسلة المقالات المتعلقة
باحتلال الجولان هو أمر صحيح
ومشروع بل ويستحق الطرفان عليه
الثناء ، ذلك أنه قد ترتب على
هذا الإحتلال نتائج كارثية كنا
وما زلنا وسنبقى نعاني منهاعلى
المستويين القطري والقومي إلى
أمد غير معلوم . إن
الإعتماد على المنهج الوصفي في
فهم الظواهر الإجتماعية ،
لايعتبر بنظرنا كافيا ، مهما
علت درجة موضوعيته ، لفهم هذه
الظواهر ، ولابد من اللجوء إلى
المنهج الجدلي لمعرفة الأسباب
البعيدة والعميقة التي ساهمت في
صنع تلك الظواهر ، سواء في بعدها
التاريخي ، أو بعدها العلائقي ،
أو في صورتها النهائية . إن
اعتماد الباحث / الكاتب / المؤرخ
لهذا المنهج التحليلي ، سوف
يساعده على معرفة الحقيقة بصورة
أكثر دقة وشمولية وقد ينير له
العديد من الزوايا المعتمة ومن
الملابسات المتعلقة في هذا
الموضوع الإشكالي . إ
نني أزعم ، فيما يتعلق بما ذكره
الكاتب عن توصيفي لعملية انسحاب
الجيش السوري من هضبة الجولان [
والتي وصفني على أساسها بالكذب ]
، أنه لوكان مكاني آنذاك ، لكان
عليه وطنيا وأخلاقيا أن يقول
نفس ماقلته ، ذلك أن الجيش
السوري هو جيشنا جميعا ، بغض
النظر عن محاولات النظام أن
يصبغه بلونه السياسي والحزبي
المعروف ، الأمر الذي حرف هذا
الجيش عن مهمته الأساسية في
حماية الوطن ، وجيّرها
بصورة أو بأخرى
لحماية النظام .[ كما أنني لو
كنت أنا مكانه لكان علي أن اقول
نفس ماقاله] ". ======================= طرقاتٌ
مصرية على الأدمغة الإسرائيلية د.
مصطفى يوسف اللداوي زاغت
أبصار الإسرائيليين، ودارت
عيونهم في محاجرها، وبلغت
قلوبهم الحناجر، ومادت الأرض
تحت أقدامهم وتزلزلت، واضطربت
رؤوسهم خوفاً وحيرةً وقلقاً،
فلا يكاد يصدقون ما يحدث أمام
عيونهم في مصر، فقد انهارت
آمالهم، وتصدعت أحلامهم، وسقطت
مخططاتهم، ولم يعد لهم حراسٌ
على الحدود يحرسون كيانهم،
ويسهرون على راحتهم، ويعملون
لأجلهم، ويعاقبون كل من يحاول
المساس بأمنهم، فقد أتت الثورة
المصرية على بنيانهم، ودخلت إلى
سفارتهم، وعبثت بأوراقهم،
وأجبرت سفيرهم وحراسه على
التخفي للخروج من السفارة من
غير باب العمارة، ليغادر
القاهرة وهو لا يعلم إن كان
يستطيع العودة إليها مجدداً،
وبات من كان يعمل لأجلهم نزيل
السجون، يتردد كل يومٍ إلى
قاعات المحاكم، توجه إليه تهمة
خيانة تاريخ مصر، وضمير مصر،
فيشمت به المصريون، ويضحكون من
مآله والمخازي التي تنتظره،
ولكنهم لا يترحمون عليه، ولا
يتمنون له المغفرة، ولا يدعون
له بالفرج، بل يأملون أن يكون
وغيره عبرةً لكل من تآمر على
كرامة الأمة، وأسقط هيبتها،
وأهان تاريخها، وفرط في
مستقبلها، وتآمر مع عدوها،
وتحالف مع خصومها، فلا الحلفاء
تمكنوا من حمايته، ولا الأعداء
استطاعوا أن يحتفظوا بما سرقوه
من حقوق الأمة، فلا حاضراً
لنفسه أبقى، ولا مستقبل لذريته
ضمن، ولا تاريخ مشرف لنفسه
وأهله حفظ. يتساءل
الإسرائيليون بألمٍ وحسرة أين
مصر التي كانوا يدخلون إليها
دون خوفٍ متى شاءوا، يتجولون في
شوارعها، ويجلسون في مقاهيها،
ويشترون من أسوقها، ويزورون كل
مكانٍ فيها، ويطوفون في معالمها
السياحية في الجيزة والأقصر
وأسوان، يركبون الخيول والحمير
والبغال والجمال، ويستحمون في
شواطئها، ويستمتعون بجمال
طبيعتها، وسمرة أرضها، وحرارة
شمسها، ويقيمون في أكبر
فنادقها، ويملأون أشهر
منتجعاتها، فقد كانت لهم
الأولوية والصدارة، ولهم الأمن
والحماية، لا يخافون من أحدٍ قد
يعتدي عليهم، أو يعكر صفو
رحلتهم، ويحاسبون من لا يبش في
وجوههم، ويعاقبون من أساء إلى
مشاعرهم، أو امتنع عن التعامل
معهم، فقد كانت حصانتهم كبيرة،
وامتيازاتهم مهولة، وحقوقهم
محفوظة، وطرقهم مؤمنة،
وحافلاتهم محروسة، واتصالاتهم
مع سفارة كيانهم ساخنة ليلاً
ونهاراً، تتابع شؤونهم، وتلاحق
معاملاتهم، وتفرض لهم الحماية
والمرافقة، وتسعى لضمان
راحتهم، وتأمين سلامتهم. المصريون
بثورتهم ينهضون كل يومٍ من
جديد، يعيدون البريق الأصيل
والألق القديم إلى الشعب المصري
العتيد، ويلقمون في كل يومٍ
حجراً في أفواه الإسرائيليين،
ويطرقون على رؤوسهم وأدمغتهم
بمطارق من حديد، ضرباتٍ
متلاحقةٍ متتالية، فمصر التي
حاول نظام مبارك أن يرسمها لهم،
وأن يجعلها حديقةً خليفةً
لكيانهم، لم تعد كذلك، والعلم
الإسرائيلي الذي رفرف طويلاً
فوق أبنية القاهرة، أصبح من
الصعب على أي ساريةٍ مصرية أن
تحمله، ومن المتعذر عليهم إيجاد
مبنى يستأجرونه، أو عقارٍ
يشترونه، وسيفكر الدبلوماسيون
الإسرائيليون آلاف المرات قبل
أن يقبلوا العمل في سفارة
كيانهم في القاهرة، إذ لن تكون
فترة عملهم فيها ممتعة ولا
نزهة، وسيجدون أنفسهم مضطرين
للعيش في غيتواتٍ مغلقة،
وتجمعاتٍ صغيرة دقيقة ومحسوبة،
ولن يجدوا من الشعب المصري من
يقبل العمل معهم، أو تقديم
الخدمات لهم، وإن كانت قصة
السفارة العمارة يوماً فيلماً،
فقد أضحت اليوم حقيقة لا خيالاً. الإسرائيليون
سيتوقعون في الأيام القادمة
أحداثاً جديدة، وسيشهدون
مواجهاتٍ مختلفة، فلن تتوقف
الأحداث عند سفارتهم في
القاهرة، ولن يكتفي المصريون
بحصارهم والتضييق في عاصمة
بلادهم، فسيلاحقونهم في طابا
وشرم الشيخ، وفي سيناء وفي
أسوان، وفي كل مكانٍ كانوا
يرتادونه ويستمتعون به، وما لم
يتمكنوا من تحقيقه هذه المرة
فإن الأيام القادمة كفيلة
بتحقيقه، وسيكون هدفهم القادم
اتفاقية كامب ديفيد المذلة،
التي مست سيادتهم وكرامتهم،
والتي عزلتهم عن محيطهم، وأساءت
إلى تاريخهم، وأبعدتهم عن
أدوارهم القومية، فالمصريون
الأصلاء الشرفاء قادمون،
يحملون معهم مطارقهم وفؤوسهم
وكل آلات الطرق عندهم، ليقولوا
للإسرائيليين قد أخطأتم كثيراً
عندما ظننتم أن هذا الشعب قد نام
واستكان، وأنه رضي بالذل
والهوان، واستبدل رأسه
المرفوعة بكسرة خبز أو قطعةٍ من
قماش، وقبل بالعيش المهين
حارساً للكيان الإسرائيلي،
ومعادياً لنفسه وأهله وشعبه
وأشقائه الفلسطينيين، يتآمر
معهم ويقاتل إلى جانبهم، ويسكت
عن اختراقهم له، وعبثهم بأمنه
وسيادته، فذلك النموذج المخزي
الذي أراده مبارك لشعب مصر قد
انتهى وولى، وحل مكانه شعبٌ
أبيٌ حرٌ أصيل، يتوق إلى
الماضي، ويتطلع إلى المستقبل،
ويرنو بعيونه إلى العزة
والكرامة، ويتطلع إلى جيشٍ
مصريٍ قوي، ودولةٍ مصرية عصرية
تحرص على حياة وكرامة شعبها،
وترفض أن تدفن أبناءها على
استحياءٍ بصمتٍ في جوف الليل،
وترفض أن تنام عن حقها وتسكت عن
قاتل أبنائها ليعود فيقتلها من
جديد. لم يكن
يتوقع الإسرائيليون أنه سيأتي
يومٌ تعود فيه الأمور إلى
حقيقتها، وترجع مصر إلى
مربعاتها الأصيلة الأولى،
وموقعها الريادي الأول، ولكن
ثورة مصر وشعبها صنفتهم من جديد
أنهم أعداء غير مرغوبٌ بهم،
ووجوهٌ غير مرحبٍ بها، وأن
عليهم الرحيل والمغادرة،
واليقين بأنه لم يعد لهم في مصر
مكان، فلا المصريون يرحبون بهم،
ولا شمس بلادهم الحارة ترغب أن
تلون أجسادهم، ولا أن تلوح
وجوههم، وقد أدرك الإسرائيليون
أنه لم يعد في مقدورهم أن
يتجولوا في شوارع مصر، ويشتروا
من أسواقها، ويعبثوا بأمنها
وسيادتها، فقد باتت أصوات
جيرانهم في السفارة مرتفعة،
وإرادتهم قاهرة، ويستطيعون أن
يجأروا بحقهم بلا خوفٍ من أمنٍ
مركزيٍ يلاحقهم، ولا وزير
داخلية يستمد القوة من ولاءه
لهم، وسهره على راحتهم،
ويطالبون برحيلهم، ويرفضون
جوارهم، ويمتنعون عن تقديم
الخدمات لهم، ولعل جمال وخيول
وحمير الجيزة والهرم ترفض أن
يمتطيها الإسرائيليون، وأن
يستمتعوا بالتجوال على ظهورها،
مقابل بضعة دولاراتٍ أصبح
المصريون يرون أنها نقود قذرة
وملوثة، وأن أصحابها لا يقلون
عنها خسةً ونذالة وحقارة، فهي
أموالٌ لشراء الذم وقتل الضمائر
واسترقاق النفوس، فالمصريون
ليسوا في حاجةٍ لها، ولا يرغبون
أن يشتروا حليب أطفالهم منها،
أو يربوا صغارهم عليها، فهي
أموالٌ عليهم وعلى أولادهم
حرام، لا يستحلونها ولا يرغبون
في كسبها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |