ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 15/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الشعب يطالب بحماية دولية، والنظام وضع سورية في نفق مظلم يؤدي إلى انفجار قادم...!!!

د.خالد ممدوح العزي*

الشعب السوري يقرر من يمثله:

 سؤال يطرح نفسه على لسان مؤيدي النظام السوري والمرتبطين معه بعلاقات مادية ومستنفدين منه،بان الخوف على سورية بحال ذهب نظام الأسد والمانع للغرب من خلال مؤامرة خارجية يقوم بتنفيذها الشعب السوري،،،لكن الرد الفعلي والحقيقي على أراء ووقاحة هؤلاء المرتزقة والمنتفعين والشبيحة، فالمقاومة والوطنية ليست معلقة بشخص واحد ،بشخص الأسد ونظامه الفاسد وعصاباته المجرمة البعيد عن المقاومة ،ولكن أين دور الشعب،لماذا الخوف على نظام بشار الأسد والخوف من حركة الأخوان بالسيطرة على سورية،فالوقوف مع الأسد لأنه يرتكز على تحالف الأقلية ويحتمي بها ويضع الطائفة العلوية في المواجهة ،الغير متناسبة مع الأكثرية السنية،لماذا يحق للأكثرية الشيعية في إيران من الحكم وحزب الله في لبنان من السيطرة والحرس الثوري ونظام الملآلي في إيران وحزب التنمية والعدالة في تركيا والإخوان في مصر وحماس في قطاع غزة والسلفيين في الكويت وجبهة العمل في الأردن،وطالبان في أفغانستان،وغير مسموح للإخوان في سورية ،فهل الأخوان في سورية هم من صناعة إسرائيل ،فإذا كانت رغبة الشعب السوري بان تستلم الحركات الإسلامية في سورية ،هذا حقها الطبيعي نتيجة فشل وهرم حزب البعث الاشتراكي المسيطر على السلطة من 48 سنة،لكن المسألة واضحة جدا هو التحالف مع نظام أقلية دينية مع بعض أقليات أخرى تحاول فرض طوق على تحالفاتها تحت شعارات وطنية وقومجية للسيطرة على زمام السلطة في البلاد الذي يعتبرون فيها أقلية،فكيف تبرر هذه النخبة عمليات القتل والتعذيب والذل ألقصري بحق الشعب والسرقة والاغتصاب، من خلال عصابات هذا النظام،فعمليات الإذلال المنظمة التي تقوم بها زمر النظام مقصودة لكي تدفع الشعب بالرد العسكري انتقام للشرف،مما يدفع النظام بالرد بطريقة قوي مبررة كل همجية النظام ووحشيته.

استهتار الاسد ونظامه بمطالب الشعب:

 الاحتجاجات السورية تواصل الليل والنهار ،وترفع شعارات مختلفة تصب جميعها في رحيل النظام، وإعدام الرئيس ،لم يعد احد في سورية يقوم بعد الشهداء المتساقطة يوميا في ساحات وشوارع مدن سورية المختلفة،قتل يومي بطش وحشي مداهمات للمنازل،احتلال المدن لعدة مرات، استعمال كل الوسائل الهمجية من قبل عصابات النظام لإسكات الصوت المحتج والمعارض من خلال قتل الناشطين واقتلاع حناجرهم،لان النظام يظن باقتلاع الحناجر يمكن أن تختفي الأصوات،لكن سميح شقير المغني السوري قال في أغنيته الشهيرة،لو رحل صوتي ما بترحل حناجرهم" .كل هذه البلطجة والعربدة من قبل نظام الأسد علنيا دون الاكتراث لأي صوت عالمي ،إقليمي ، داخلي،الأسد يخوض حرب ضد الشعب من اجل بقاءه في الكرسي حتى لو كلف ذلك لحرق سورية وقتل أهلها الإرهابيين السلفيين والخونة وأصحاب السوابق السيئة كما يصفهم الأسد ويروج إعلامه الكاذب...فالقتل والحرق والكذب هي من صفات نظام الأسد ومن إيديولوجية البعث،وإذا لا يتم التوافق معه على كذبه المبتدع فهذا بحد ذاته المؤامرة الخارجية المحاكة ضد سورية، فالشعب السوري إذا خائن كله لأنه يطالب بحماية دولية ولا يقبل الانصياع لزم وعصابات الأسد التي تقوم بالقتل والفتك بدم بارد.

 جمعة الحماية الدولية:

الشعب لسوري الذي يدفع يوميا ثمن حريته شلالات غزيرة من دمه التي تسفك من قبل نظام الأسد،وبظل الصمت العربي والعالمي وعدم الجدية الذي لا يزال العالم يتعامل مع نظام وعصابات الأسد بمزيد من المهل ، لقد نجحت تنسيقيات الثورة السورية من جديد هذا الأسبوع بإخراج الأعداد الهائلة من المتظاهرين التي أرعبت النظام وأربكته بالرغم من الحملات الأمنية المنظمة الذي يشنها النظام ضد ناشطين الثورة وقيادتها الميدانين الإعلامية والسياسية التي أضحت تأثر على تغير معالم الخريطة الإنتروبولوجية لرقعة الحراك الشعبي السوري المتسع باستمرار وانضمام مناطق وقرى جديدة للمظاهرات كان النظام يراهن على بقاءها محايدة. فالنشطاء الميدانيين أصبحوا الرقم الصعب في قيادة الشارع السوري ويحركوا كيفما يريدون ،لذلك خرجت هذه الجمعة بتاريخ 9 أيلول"سبتمبر"2011 ،والتي أطلق عليها اسم" جمعة الحماية الدولية " الحماية الدولية التي يطالب بها الشعب السوري الذي يتعرض للذبح اليومي من قبل عصابات الأسد وفرق موته وكتائبه الأمنية،لكي تؤخذ الدول العالمية دورها في فرض الحماية للشعب الذي يتعرض لأكبر عملية اضطهاد إنسانية في القرن الواحد والعشرين قبل فوات الأوان وتتكرر مجاز رواندا من قبل نظام عنده القابلية لذلك وله سوابق "مجاز حماة وحمص في العام" 1982 ".

الحماية الدولية والتدخل العسكري:

الشعب السوري لا يزال يرفض التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية ويطالب العالم كله بتقليم أظافر نظام الأسد الذي يفتك بالشعب السوري بدم باردة بظل غياب توازن القوى، فالشعب السوري يطالب بحماية دولية وليس تدخل دولي عسكري، لان لجم قوة النظام الحالية الذي يقتل ويفتك بالشعب . والتدخل الدولي الخارجي له شرعية مجلس الأمن بعكس التدخل الأجنبي المحصورة بدول معينة تطبق سياسات معينة خاصة بها وأجندتها،طبعا يحاول النظام السوري الهروب من التدخلات الدولية بقمع الاحتجاجات الشعبية من خلال حمام دم الذي يفرضه بالقتل والبطش لكن هذه الحالة التي يمارسها النظام هي التي تفرض التدخلات الأجنبية وليس المطالبة الشعبية، حتى لو تحولت المظاهرات الشعبية من سلمية إلى عسكرية فالنظام هو الأقوى والشعب لن يستطيع إسقاطه إذا لم تتدخل القوى الدولية لإسقاطه ،لأنه يملك من القوة والعتاد والعتيد والأجهزة الأمنية والشبيحة والمرتزقة التي تبقي المعركة لفطرة طويلة ،فالتدخل الدولي كالتدخل في ليبيا وكوسوفو والكويت غير التدخل في الكويت ،فالدولي مرجعيته ملك ملس الأمن المحكوم بتوازنات دولية عالمية وإدارته وزمنه ،والسؤال الهام الذي يجب طرحه اليوم من الذي سوف يحمي ارض وشعب ودولة سورية بحال سقوط نظام الأسد وهذه الأرض مكان أطماع من تركيا وإسرائيل وإيران الذين يحولون الأطباق على سورية ولا يزال النظام موجود لاقتسام الكعكة السورية الغنية.

مسؤوليةالعالم الحر الاخلاقية امام الشعب السوري:

لبد للعالم من وقفة شجاعة بوجه عنجهية بشار الأسد وقواته المستشرسة في القتل وسفك دماء العزل الذين يطالبون الحرية من خلال حركات القوة العسكرية البهلوانية التي يمارسها ويعربد بها على الشعب السوري الأعزل والمتظاهر سلميا في حركته الاحتجاجية الشعبية التي أدهشت العالم كله ،لذلك لبد للمجتمع الدولي من الوقوف بصرامة واستخدام نبرة حادة في التخاطب مع أركان النظام السوري، لتبليغه مسج قاسي من اجل إيقاف عدوانيته وهمجيته التي يمارسها ضد شعبه بالقوة ،وهذا مطلب الشعب السوري في جمعته التي أطلق عليها" جمعة الحماية الدولية" وفي يد المجتمع الدولي خطوات كثيرة يمكن تؤثر على النظام الحالي بالرغم من موقف روسيا المعارض للمواقف الدولية والتي تكمن بالتالي:

 1- على الأمم المتحدة البدء الاستمرار بإصدار حزمات جديدة بعقوبات اقتصادية كبيرة تفرض على النظام وأشخاصه التي ستؤدي إلى إضعافه تدرجيا ماديا ومعنويا، والعمل الجدي على فرض كمية هذه العقوبات من خلال قرارا أممي يلزم الدول العالمية والإقليمية الالتزام بها والتوصل إلى وضع هذه العقوبات تحت بند السابع من مجلس إلام التي يجبر العالم كله الالتزام به وتنفيذه.

2- على الأمم المتحدة التسريع باتخاذ قرارا سريعا بفرض حضر جوي على سورية لعدم استخدام الطائرات من إمداد النظام،واضعف حركته العسكرية والامنية.

 3 - فرض عقوبات على كل الدول التي تمد النظام بالسلاح والعتاد والأجهزة التقنية والالكترونية، مما يحد من دور إيران وروسيا والصين الذين يزودون النظام بالات القتل والقمع،وتحذير روسيا من اللعب بالنار من خلال الضغط على مصالحها في العالم العربي .

4- على أوروبا فرض حضر فوري على شركات النفط التي تعمل في سورية وعدم التفكير بمهل جديدة تمدد عمر النظام ،وكذلك على الدول التي تستورد النفط ومشتقاته من سورية التوقف عن استيراده.

5 -فرض عقوبات على الدول المجاورة التي تمد النظام السوري بالمال والعتاد والأسلحة، ومراقبة بنوكها وشركاتها الاقتصادية وخاصة العراق ولبنان.

6- العمل على تجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية .

7- الضغط على كل من الصين وروسيا لتغير موقفهما من خلال تحرك عربي وأوروبا، يبتداء بشرح الموقف للإنساني وللأخلاقي للدولتين،وينتهي بمقاطعة كاملة للدولتين في كل العالم العربي والإسلامي،وعند تهديد مصالحهما للخطر سوف ينظرون جديا في مواقفهما .

8- الخروج بموقف عربي أكثر جدي وأقوى من الموقف الحالي يبدأ بسحب السفراء العرب من دمشق وإيقاف الاستثمارات والدعم العربي المادي والمعنوي للنظام السوري،والضغط المباشر على إيران من خلال تحريك نقاط ضعف تزعج إيران من اجل رعبها وأربكها.

9- على الجامعة العربية التحرك بسرعة ،من اجل تسويق مبادرتها التي حملها السيد نبيل العربي إلى سورية في 10 أيلول ، ووضع النظام السوري في خانة" اليك" لعدم تنفيذ مبادرتهم التي يرفضها ويؤجلها كأن الجامعة تتسول من هذا النظام،على الجامعة التحرك السريع كما تحركت في ليبيا لحسم أمرها بالنسبة لسورية ،من خلال تعليق عضوية النظام السوري الحالي في الجامعة والمنظمات العربية الرسمية ، سحب السفراء العرب من دمشق ،وطرد السفراء السورين من العواصم العربية ،قطع بث القنوات السورية عن الأقمار الاصطناعية كالنيل ست وعرب ست...الخ والتحرك السريع في أوسع حملة شعبية ورسمية في الدول العربية والإسلامية والعالمية التي تدين هذا النظام ووحشيته.

10- فتح قنوات التفاوض الجدية مع المعارضة السورية التي هي تعبر عن الشارع السوري المحتج والمعترض عل نظام الأسد الذي فقد الشرعية الشعبية والدولية الأخلاقية والإنسانية.

11- المطالبة من قيادات الجيش السوري ، بتحمل المسؤولية التاريخية والوطنية في لعب دورا رياديا في المجتمع السوري من خلال التمرد على تعليمات القيادة السورية من اجل عدم الدخول في حرب ضد الشعب والتي يترتب عليها فيما بعد تحمل المسؤوليات القانونية من خلال ارتكاب جرائم حربية ضد الإنسانية.

12- العمل على إرسال مراقبين دوليين وبعثات دولية لتقصي الحقائق ومراقبة الوضع في سورية ،المطالبة بإدخال العلام العالمي وفك التعتيم الإعلامي عن الحدث السوري من اجل أظهار الحقائق نقلها من مركز الحدث ،دون فبركة وتقزيم للأخبار.

عندها يمكن الاستجابة لمطالب الشعب السوري المنتفض والحد الفعلي من شراسة نظام بشار الأسد ولجمه التدريجي في ممارسته القمعية والوحشية التي ينفذها ضد الشعب السوري الأعزل المسالم، .

المبادرة العربية :

بالرغم من المماطلة التي مارسها النظام السوري وتبريراته المختلفة للزيارة ،ومحاولته العديدة للتهرب من المبادرة العربية التي حملها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للأسد مباشرة بتاريخ 10 أيلول الحالي ، فالنظام السوري يعي جيدا ماذا تعني المبادرة العربية والتي لا يستطيع رفضها علنيا وعدم استقبل العربي ،بظل الحصار والعزلة المفروضة على نظام الأسد،فالمبادرة تكمن بان الدول العربية تحاول أن تخرج النظام من نفق وضع نفسه فيه بهذه المبادرة التي تكمن في 3 أمور رئيسية :

-1- وقف القمع وانسحاب الجيش إلى ثكناته الداخلية.

 2- عدم تدخل الأمن والجيش في حياة البلاد الإدارية والسياسية.

 3- انتخابات نيابية أخر السنة وتغير الدستور وتشكيل حكومة ن قبل المعارضة تعمل مع الرئيس سويا وترتيب انتخابات رئيسية في العام 2014. بالطبع النظام لن يوافق على تطبيق هذه العناصر لأنها تعني نهاية النظام السوري الفعلي ،ولكن الدول العربية تحاول الحفاظ على الدولة وهيكلتها والجيش وتركيبته الوطنية والقتالية،لان أسطورة الشعب السوري النضالية في مواجهة الدولة هي التي تدفع الجامعة والدول العربية التحرك واتخاذ هذه المواقف،بناءا لموقف الجامعة العربية الذي له تأثيرا معنويا وشرعيا على قرارات الدول العالمية في صياغة مواقفها وتصعيد لهجتها الخطابية مع النظام السوري، وبعد طرح المبادرة تغير الصوت التركي الذي اخذ مجددا لهجة تصاعدية ،والتغير السريع في الموقف الإيراني وخطاب نجاد الذي يطلب من الدول الإقليمية والعربية على مساعدة سورية من الخروج من المآزق الذي وضعت نفسها فيه،وهنا نرى حالة الخوف الإيراني على النظام والكارثة الفعلية لسقوط لنظام السوري ،مما ساهم بالتغير التدريجي بالموقف الإيراني من مرحلة الخيانة والمؤامرة إلى الحوار وعدم قتل المتظاهرين علها ترطب قلوب المحتجين والمنتفضين على نظام الأسد من اجل كسب الود المستقبلي"،النظام السوري لن ينفذ أي بند من بنود المبادرة بالرغم منى وعوده المتكررة بالايجابية ،لكن الدول العربية سوف يكون لها ردا تصعيدا من خلال اتخاذ قرارا أكثر فعلية وتأثير على النظام .

المعارضة السورية وفشل الامجلس الانتقالي:

مما لاشك فيه بان المعارضة السورية تعاني حاليا العديد من المشاكل التي تجعلها غير قادرة على بناء كيان سياسي جامع لها بظل الثورة السورية وأسطورتها البطلة، لان المعارضة تقع أسيرة ثلاثة أمور جوهرية ،

 1- الأمر الأول وهو العامل الذاتي التي تعانينه قوى المعرضة ويتمثل بأقطاب المعارضة الشخصية .

 2- الأمر الثاني وهو العامل الموضوعي الذي يفرض نفسه على مكونات المعارضة المختلفة.

 3- الأمر الثالث وهو واقع الثورة نفسه وتقدم الشارع عن القيادات الذي يجعل فراغ كبير في مستوى أداء قيادة المعارضة في الخارج والقادة الميدانيين.

فالمعارضة السورية تعاني من الارتباك وعدم الخبرة المنظمة في العمل النقابي والحزبي لإدارة الشارع وخاصة الشارع السوري الذي لا يفتقد لقيادة تديره ،طبعا هذه القوى والشخصيات لم يكن لها من الخبرة المهنية والحزبية والنقابية ما يكفيها بسبب قمعها من نظام البعث طوال سنوات سيطرته على السلطة السورية ،لكن الأسد الأب في عام 1982 اجتث كل أشكال المعارضة التي تعارض سلطانه من خلال مجزرة حماة الذي ارتكبها ضد حركة الاخوان وتم تهجير وقتل قيادتها ومناصريها ووضع البقية في سجون لم تعرف مصيرهم حتى اليوم ،لقد حمش الأكراد وهجر أحزابها إلى الدول لاسكندنافية في أقامة دائمة ،ذوب كل الأفكار العربية والقومية والأممية والإسلامية والليبرالية التي تعارض حزبه البائد ،لقد منع كل الحركة الديمقراطية والحرية والكلمة،فأصبحوا هؤلاء المعارضين منتشرين في كل بقاع العالم دون كيان وانتماء سوى المعارضة لنظام الأسد وعصاباته ،فالمعارضة متعددة ومتنوعة ومختلفة الاتجاهات وأول مرة تجلس مجتمعة لتناقش بناء كيان سياسي جامع للكل لإسقاط نظام الأسد فالاختلاف مشروع والديمقراطية تكفل ذلك،والوقت كان كافي للتفاهم والمؤتمرات التي عقدت في دول عدة يجب ان تكون البداية في وضع حجر تفاهم بين القوى والشخصيات من اجل تأسيس مجلس انتقالي يكون كيان سياسي واضح من اجل التحدث عن إسقاط الأسد،الجميع ينتظر بفارغ الصبر تشكيل هذه الهيئة الرسمية ،الشعب السوري بامس الحاجة للمجلس والعالم ينتظر تقدم خطواتكم والوقت ليس لصالح المعارضة ‘فالشعب لن يرحم احد وسيستمر في السير دونكم .

حمص المدينة البطلة :

تعتبر مدينة حمص من المدن الصاخبة التي تمارس فيها الاحتجاجات بطريقة مختلفة عن باقي المدن السورية،بعد إسكات دير الزور وحماة من خلال الحملات العسكرية والأمنية ،لم يتمكن النظام من إسكات حمص بالرغم من احتلالها عدة مرات ومحاصرتها وتقطيعها لعدة محاور لكن الثورة مستمرة ،حمص عاصمة الثورة السورة وناطقها الرسمي ،فحمص التي تتميز بتنوع طائفي مختلف منظم للثورة وقيادة كبيرة منها من قابع في السجون ومنها مختفي فيها،وحركة الانشقاقات الكبيرة لوحدات الجيش السوري لتي تتخذ من"حمص والرستن والتبليسة" مرا كزا لها ولكتائبها الحرة مثل كتيبة خالد ابن الوليد المنضوية تحت لواء ضباط الأحرار،فالجيش السوري يحاول خوض حرب "داحس والغبراء"، من اجل سحق المتمردين والمنشقين العسكريين من خلال مهاجمة حمص حتى لو كان باستخدام الطائرات الحربية التي يلوح بها النظام.

انشقاقات الجيش السوري :

يتعرض الجيش السوري لحركات انشقاقات مختلفة في وحداته التي تعرض مسير هذا الجيش للمجهول ، فالوحدات التي يقودها ماهر الأسد والتي تعتبر النخبة مازالت متماسكة وقوية في خوض حربها ضد الشعب دفاعا عن النظام السوري وعصاباته،لان وحدات النخبة وفرق الموت مركبة من العناصر العلوية الأقليات الأخرى الموالية للنظام والمجهزة بأحدث التجهيزات وأعلى التدريبات ،بعكس الوحدات الأخرى التي تفتقر لكل شيء من الذي ذكرنه وبالتالي لن تدافع عن عصابات النظام ،فتعمد للتمرد على القيادات معرضة نفسها للقتل من قبل كبار الضباط البعثين الموالين للنظام،فالإعداد تزاد يوميا بالتمرد ومغادرة وحداتها وتشكيل وحدات الضباط الأحرار ،أو تقتل وتصفى وتنسب إلى عناصر إرهابية تبعث في امن سورية وتعرض امن الدولة لمؤامرة خارجية،وبالتالي سوف يدخل الجيش السوري في حرب أهلية تؤدي إلى انقسامات طائفية شاء العالم آم لم يشاء.

أوراق المعارضة السورية التي بين ايديها:

الكل يقر بان وضع سورية الاستراتيجي مختلف عن أي دولة عربية ولها وضعها الخاص ويجب التعامل معها بحذر ودقة جيدة كي تخرج سورية بأقل كلفة وخسارة من صراعها الداخلي والخارجي،لكن فئة من الخبراء الاستراتجيين والخبراء السياسيين يرون بان وضع سورية مهم جدا ولا يقل أهمية عن موقع ودور مصر وسورية هي ثاني مصر،فكما يمتلك النظام أوراق يحاول أن يعرضها للعالم ويلعب فيها كي يخيف العالم العربي والإقليمي تستطيع أن تتفاوض من خلالها مع العالم الخارجي الذي يحاول المحافظة على مصالحه الخاصة قبل أي شيء.

هذه النظرية تكمن أساس حقيقية كاملة بان الانتفاضة السورية الحالية أفشلت مخططات الأسد وحلفاءه من خلال أوراق عدة أضحت في قبضة يداها:

أوراق المعارضة الداخلية والخارجية :

- من الأوراق الداخلية التي امتلكتها المعارضة:

1-استطاعت المعارضة الاستمرار بالانتفاضة الشعبية السلمية طوال هذه الفترة الزمنية بالرغم من استخدام النظام السوري،لكل ترسانة العسكرية والحربية الكبيرة ضد شعبه والتي تعتبر مخزونه الاستراتيجي في حربه ضد الشعب.

2-بالرغم من قوة النظام ،واقتناعه بالقمع العسكري المفرط للثورة من قبل أجهزة الأمن والكتائب الأمنية،لكن رد المعارضة كانت بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية كرد على همجيته.

3- أضحت المعارضة السورية تمتلك قاعدة شعبية كبيرة لمختلف المذهب والقوميات الاثينية، بمختلفة المدن والنواحي السورية،والتي أعطتها قدرة قوية للتحرك الواسع وسط كل المكونات الاجتماعية المختلفة.

4- استطاعت المعارضة من توحيد الشارع السوري وإفشال مخططات بشار الأسد الطائفية والمحافظة على الروح الوطنية والوحدة الشعبية للشارع السوري.

5- الانتشار السريع لصوت المعارضة السورية في اغلب عواصم القرار العالمي،و التي كانت بعيدة عنها من خلال وفود مختلفة فاوضت مع قيادات هذه الدول باسم المعارضة.

6- تماسك قوى المعارضة كلها بكافة أطيافها الدينية والفكرية على بناء سورية الجديدة بطريقة مدنية ديمقراطية حرة.

7- الخلاف داخل المعارضة السورية والارتباك في التعامل، وعدم استطاعتها بتشكيل هيئة تنسيق أو مجلس قيادي للتعامل معها عالميا يعود للأسباب الموضوعية التي تفرضها تطور الأحداث وتسارعها.

8- المعارضة مازالت تمد الجسور مع قاعدة الشعب الكردي المنتفض بوجه النظام،وتملك العلاقات الواسعة مع اكبر شريحة كردية معارضة،تدخل في تنسيقيات الثورة السوري، مما تعكسه الاختلاف الواسعة بين الشارع والقيادة الكردية .

9-نجحت المعارضة السورية من افشل إعلام النظام السوري في تروج أفكاره من خلال نمو الإعلام الشعبي الذي كان الرادع لإعلام النظام وكذبه وفبراكاته الإعلامية.

10- نجحت المعارضة من تعاطف العلام العربي والعالمي معها وتحول قنواته المختلفة لمنابر إعلامية حرة لهم.

11- امتلكت المعارضة الشوارع الشعبية العربية والعالمية مع حركتها الاحتجاجية السلمية.

12- استطاعت المعارضة السورية من التأثير الفعلي على قسم من الجيش الذي انظم إلى لواء الثورة.

13- استطاعت المعارضة افشل مخطط الأسد بعسكرة الانتفاضة السورية والحفاظ على سلميتها ،بالرغم من محاولة المستمرة والدوؤب لفرض الحالة الليبية.

 2- من الأوراق الخارجية الذي تملكها المعارضة السورية:

1- استطاعت المعارضة السورية من أحداث إرباك فعلي في خطاب الساسة الإيرانيين الذين وتغير اللهجة مع ثورة الشعب السوري.

2- استطاعت المعارضة من أتبات وجودها على الساحة الدولية والاعتراف بها على كونها معارضة سياسية يجب على النظام التحاور معها.

3 – فرضت المعارضة نفسها على روسيا الداعمة للنظام السوري والتفكير في محاورتها والتعرف عليها عن قرب من خلال دعوتها الثانية إلى روسيا بتاريخ 8-9 أيلول .

4- وجود المعارضة التي فرضت نفسها خارجيا،وأنهت المغازلة الأوروبية والأمريكية للنظام السوري التي أضحت تفرض عليه عقوبات اقتصادية وتطالبه بالتنحي..

6- قوة المعارضة وتصاعد نجمها جعلت قوى كثيرة ودول عربية وإقليمية تنظر لها بعين الجد والحساب لما بعد نظام بشار "إيران العراق الدول العربية، حكومة لبنان وحزب الله ".

فهذه الأوراق التي تمتلكها المعارضة يوميا قابلة للتغير نحوى الأفضل بسبب تصاعد حركة الشارع الاحتجاجية وضعف النظام بسبب قدرة الانتفاضة الشعبية واتساع حجمها ،التي باتت تؤثر على تحرك الشارع السياسي وشدها نحوها كما يحدث في مدن حلب ودمشق والانقسامات التدريجية في قطع الجيش ، فنمو المعارضة التدريجي تفقد النظام السوري ورقة،"تلوى الورقة".لقد نجحت المعارضة من الدخول إلى كل المناطق والنواحي والفئات السورية والمذهبية بما فيهم الأقليات السورية التي حاول النظام تجيشها والاحتماء بها. فأضحت سورية كلها ساحات وميادين يتظاهر فيها الشعب السوري، بالرغم من القتل المفرط بحق الشعب وحملات الاعتقالات الواسعة لا تزال المعارضة تحرك الشعب السوري في مظاهرات يومية وأسبوعية بوجه النظام

المعركة حادة وقوية معركة كسر عظم بين النظام الذي يفقد شرعيته الشعبية والدولية ويتلاشى تدريجيا من خلال استمرار الحراك الشعبي الذي فرض نفسه على الداخل والخارج ،ومابين الشعب المستمر بالاحتجاج بالرغم من الجرح النازف الذي فتحه النظام في جسم الشعب السوري من خلال القوة والبطش والقتل وادخل الجيش في دوامة حرب الاستنزاف التي قد تطول لمدة طويلة لان النظام لا يريد ان يرمي سلاحه بل مستمر بالقتل والبطش ومصر على مقولته بان سورية تتعرض لا بشع مؤامرة خارجية من خلال العصابات المسلحة التي تبعث بالأمن والاستقرار.

أمام كل هذا الضغط التي يتعرض لها النظام من الخارج والداخل ،لم يبقى أمامه سوى المغامرة الكبيرة بمساعدة حلفائه الذين أصبحوا يشعرون بالخوف على انهيار النظام البعثي الممانع المقاوم قاتل الأطفال والشيوخ ومختصب النساء وسارق البيوت وسمسار القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية.

فإيران المتخوفة جدا على مصير النظام السوري قد تعمد إلى فتح نقاط ساخنة في "البحرين أو العراق أو لبنان وتركيا والكويت"، بمساعدة حلفاءها من اجل فتح تغره في جدار الأزمات لعل النظام السوري يتمكن من التقاط أنفاسه الأخيرة من خلال عملية أمنية كبيرة يقوم بها جيش بشار الأسد وعصاباته المسلحة في أكثر من مدينة تنتهي بمجازر كبرى تخمد صوت الانتفاضة والثورة السورية ويخرج فيها بطل المقاومة منتصرا مفاوضا مع الغرب على حساب شعبه الأعزل والمسالم ،فكل المعلومات وكل التحليل والخبراء يصرون على هذه العملية التي قد يلجئ إليها النظام من خلال دعم عسكري ولوجستي وتقني وخبراء في الانترنت والأجهزة الكهربائية والسلكية إيرانيون وروسيا تم جلبهم إلى سورية خصيصا لهذه المهمة التي قد تكون النهائية لبقاء النظام أو رحيله.

لننتظر جميعا تطورات الجمعة القادمة وكيف سيكون رد حركات التنسيقيات الثورية في الجمعة القادمة على كل المواقف الدولية والحراك السياسي السوري الداخلي .

*صحافي وباحث إعلامي خبير بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

===================

الثورة السورية: المرحلة الثانية

مجاهد مأمون ديرانية

مقدمة

سأحدثكم عن رهانين راهنتهما هذه السنة، خسرت أحدَهما وربحت الآخر. لا بأس أولاً أن أبيّن أن الرهان ممنوع شرعاً طالما كان من جهتين، لكنه مُباح من جهة واحدة لأنه يكون عندئذ في معنى الشرط أو النذر. سأوضح بمثال: ابني كنان حاذق في استخراج المال من الجيوب. راقبته في السنة الأخيرة فرأيته يضيع الوقت ولا يكاد يدرس شيئاً، فقلت له: أنت لن تنجح هذه السنة قطعاً. قال: هل تراهنني؟ قلت: نعم. قال: إذا نجحت بمعدل يزيد على ثمانين بالمئة تعطيني خمسين ريالاً؟ فاستسهلت المبلغ واستبعدت نجاحه بذلك المعدل فقبلت… وخسرت الرهان. في هذه الحالة لم يتضمن الاتفاق أن يدفع هو أي غرامة إذا لم يحقق النجاح المطلوب، لذلك نقول إنه رهان من طرف واحد أو أنه بمثابة الشرط، وهو مباح.

أعود إلى رهانَيّ اللذين بدأت حديثي بهما. الأول منهما كان بعد انتصار الثورة المصرية وانفجار ثورتَي ليبيا واليمن. كانت الثورات العربية هي حديث كل مجلس بطبيعة الحال، وفي واحد من تلك المجالس ذُكرت سوريا، فقلت للجالسين: إن سوريا ستثور خلال شهور. فقال أحدهم: لن تثور في مئة سنة! قلت: بل ستثور في بضعة شهور، هل الشعب السوري أقل رجولة من الشعب المصري أو التونسي أو الليبي واليمني؟ قال: ليس بعد حكم البعث خمسين سنة؛ لقد تغيرت النفوس. قلت: تدفع ريالاً إذا ثار السوريون؟ قال: نعم. وتحمس بعض المشاركين فشاركوا في المراهنة حتى بلغت جملة الرهان اثني عشر ريالاً، أي نحو مئة وخمسين ليرة سورية. وما لبث الشعب السوري الأبيّ العظيم أن ثار، وكسبت الرهان ولكني تنازلت عنه مسروراً. لقد كنت مستعداً لدفعه مضاعَفاً ألفَ مرة ليثور شعب سوريا، وقد فعل، بارك الله فيكم يا أعظم أبطال أمة العرب، بل يا أعظم أبطال جنس البشر كله في هذا الزمان، لقد ثرتم على أشد خصم للحرية وأبعده عن الإنسانية وأعظمه إجراماً في هذا العصر. بارك الله فيكم يا أبطال الشام.

الرهان الثاني خسرته، فقد راهنت على أن الثورة ستنجلي عن سقوط النظام قبل العيد، وها أنذا أكتب هذه الكلمات في يوم العيد الثالث والنظام لمّا يسقط. لا، لم تقصّروا أنتم، ولعلي لم أفْرط في التفاؤل، ولكن النظام أفرط في الشراسة وتفوّق على نفسه في الإجرام.

لماذا ضيعت وقتكم بحكاية هذه القصة؟ لأقول ما يأتي: لقد بدأت ثورة سوريا العظيمة بلا خطة ولا إعداد. في أول الأمر خرج عشرات، ثم مئات، ثم ألوف ثم عشرات ألوف ثم مئات ألوف، ولا أستبعد أنهم اقتربوا من المليون ذات يوم. بدؤوا بالغضب ورجاء الإصلاح ثم انتهوا بطلب لا مساومة فيه: إعدام الرئيس وأعوان الرئيس من كبار القتلة والمجرمين. لم يكن لهم منذ البداية شكل محدّد ولا هدف موحّد، ولكنهم سرعان ما صاروا ثورة شعبية عارمة، بل صاروا أجمل وأعظم ثورة في العصر الحديث، لكنْ بقيَ الزمنُ عنصراً مجهولاً طول الوقت.

لقد اتخذ عمالقة الشام القرار ولن يرجعوا إلى بيوتهم قبل تحقيق الهدف: انتصار الثورة وإسقاط النظام، ولكنهم بدؤوا يتعبون من طول الطريق، ومع التعب والخسائر والإصابات وارتفاع مستوى إجرام النظام راحوا يسألون: ماذا بعد؟ أو يتساءلون: هل حققت الثورة السلمية أي نتيجة حتى الآن؟ أو يتشككون: هل ستوصلنا الثورة بصورتها الحالية إلى نتيجة؟ أو ينادون: نريد دعماً دولياً وغطاء جوياً. أو يقترحون: لا بد من عسكرة الثورة والانتقال إلى القتال.

للإجابة عن هذه التساؤلات ومناقشة هذه الأفكار بدأت بكتابة سلسلة مقالات ستأتي تباعاً بإذن الله، وجعلت عنوانها الكبير “الثورة السورية: المرحلة الثانية”، لأني اعتبرت أن الثورة أنهت مرحلتها الأولى مع غروب شمس آخر أيام رمضان ودخلت في مرحلة جديدة تقتضي تطوير وسائل جديدة، وقد بات من الضروريات إحياء الثقة بالثورة وبث روح جديدة فيها والسعي إلى توضيح معالم المرحلة المقبلة.

إن المرحلة الفاصلة بيننا وبين ساعة الحسم قد تكون قصيرة (تُعَدّ بالأسابيع) وقد تطول كثيراً (ستة أشهر أخرى مثلاً أو أكثر)، اعتماداً على آليات الحسم التي سيعتمدها المجتمع الدولي الذي يبدو أنه قرر إنهاء النظام والانتقال إلى سوريا الجديدة، سوريا ما بعد الأسد. إن عالم السياسة مبني على اللعب الخفي والتحرك وراء الكواليس، وفي الظروف الاستثنائية يزداد خفاء الألاعيب السياسية بحيث يتعذر على المراقب الخارجي الجزم بأي احتمال. نعم، إن المؤشرات تشير إلى حسم سريع أكثر مما تشير إلى حرب استنزاف، لكن الحكمة تقتضي من الثورة أن تستعد لمرحلة طويلة شاقة وأن تضع خططها على هذا الأساس، وهذا هو تماماً ما أنشأت سلسلة المقالات الجديدة (الثورة: المرحلة الثانية) من أجله. في رواية سيرفانتيس الشهيرة يقول دون كيشوت: “إن الرجل المستعد يكسب نصف المعركة مقدماً”. إن التفاؤل بالأفضل لا ينبغي أن يصرفنا عن الاستعداد للأسوأ، فلنخطط إذن لمرحلة طويلة شاقة قادمة، ولكن لنرجُ وندعُ الله أن تنتهي المواجهة نهاية سريعة حاسمة لصالح الثورة بإذن الله.

هذه المقالات موجَّهة لكل ثوار سوريا الذين يتحركون على الأرض، ولكل من حمل همّهم ووقف مع ثورتهم وتحمس لقضيتهم في الداخل والخارج، وسوف أجتهد في تقديمها موجَزة مركزة بلا تطويل، لأن من الناس من إذا استطال المقالة تركها جملة واحدة، وأنا حريص على أن لا يفعل وأن يقرأها ويستوعبها ويعمل بها، لذلك سأميل إلى الاختصار. لكني لن أضحّي بتفصيل لا بد منه أو بشرح أجده ضرورياً في بعض الأحيان، فإذا وجدتم شيئاً من الاستطراد الممل فاقفزوا من فوقه، وإذا استطلتم المقالة فتنقّلوا بين فقراتها وخذوا منها خلاصاتها، وأرجو أن ينفع بها الله. أيضاً أريد أن أقدم اعتذاراً مسبقاً بين يدي المقالات الآتيات، فربما وجدتم في محتوياتها بعض التكرار أو التداخل، فإني اضطررت إلى عرض الفكرة في موضع وإعادة استثمارها في موضع آخر مما يوحي بأنها مكررة، وإنما هي ضرورة السياق، فاعذروني.

المقالات الآتية ستعالج القضايا التالية بالترتيب:

(1) ما هي المكتسبات التي حققتها الثورة حتى اليوم؟

(2) هل يمكن أن تنجح الثورة السلمية في إسقاط النظام؟

(3) كيف يمكن أن تنجح الثورة السلمية في إسقاط النظام؟

(4) بين طلب مراقبين دوليين وطلب الحظر الجوي.

(5) لماذا يجب أن نرفض الضربات الجوية؟

(6) لماذا يجب أن نرفض التدخل العسكري الأجنبي المباشر؟

(7) لماذا يجب أن نرفض عسكرة الثورة؟

(8) إعادة تعريف السلمية.

(9) من المعارضة السلمية إلى المقاومة المدنية.

أخيراً أحب أن أقول إنني عادة ما أفقد الصلة مع القراء بعد نشر المقالات في صفحات ومواقع الثورة لأنني لا طاقة لي بمتابعة كل المواقع والصفحات وقراءة الردود والتعليقات، فمن أراد أن يناقش أياً من الأفكار الواردة في المقالات أو يضيف إليها فليصنع ذلك في هذه المدونة

==========================

العالم نحو عصر جديد -2-

عادل عبد الرحمن

من ملامح التفكك للعصر القائم، تداعي المركز الثاني في العالم، الاتحاد الاوروبي، نتيجة ازمة المديونية غير العادية، التي طالت عددا من دول منطقة اليورو، حيث الركود جاثم وواقع في خمسة دول، منها ثلاث دول لم تعد قادرة على الاستدانة، وهي اليونان والبرتغال وايرلندا. وتشير الدلائل الى ان كل من اسبانيا وايطاليا تتجه الى ذات المنحدر. وفي حال لحقت هاتان الدولتان بركب العجز عن الاستدانة، فإن مستقبل منطقة اليورو سائر نحو المجهول، الذي سيعصف بمستقبل الاتحاد الاوروبي نفسه واليورو كعملة. لا سيما وان تقرير حول المالية العامة للمفوضية الاوروبية اول امس، (جريدة الاتحاد الضبيانية) بان الديون العامة في منطقة اليورو ، ستصل الى نسبة 88,7% من اجمالي الناتج الداخلي في 2012، وهو العام الذي ستسجل فيه الديون اعلى مستوياتها. كما ان المشهد في بريطانيا واليابان لا يبدو بعيدا عما تعيشه الدول الاوروبية المذكورة آنفا.

امام التحدي الخطير، الذي يواجه منطقة اليورو، تداعت مجموعة السبع الكبار يوم الجمعة الماضي لتدارس كيفية علاج الازمة. غير ان نتائج الاجتماع كانت غير ذات جدوى، حيث لم تتمكن تلك الدول من ايجاد مخرج للازمة. مما يدلل على الارباك الحقيقي العاصف بمنطقة اليورو. وهذا ادى الى المزيد من المخاوف في اسواق المال الاوروبية والعالمية، لان إفلاس اليونان بات مسألة وقت. وهذا ما توقعه وزير الاقتصاد الالماني فيليب روسلر نهاية الاسبوع الماضي. غير ان المستشارة الالمانية ميركل ، رفضت ما ذكره وزير اقتصادها، كما رفضت الاستجابة لدعوات الحزب السيحي الاجتماعي، شريكها في الائتلاف الحكومي، من استبعاد اليونان من منطقة اليورو كوسيلة اخيرة للخروج من الازمة.

عدم تساوق المستشارة الالمانية مع دعوات حليفها في الائتلاف الحاكم، لا يقلل من حجم الاخطار والتداعيات الناجمة عن خطر إفلاس اليونان، الذي يهدد استقرار ونشاط اسواق المال العالمية، التي لم تعد تأمن معالجات رجال السياسة. لانها معالجات عاجزة، وافتقدت القدرة على المبادرة لمواجهة الازمة.

تداعيات الازمة الخانقة لدول الاتحاد الاوروبي، دعت الرئيس باراك اوباما يحذر الاثنين الماضي من ان الاقتصاد العالمي سيظل ضعيفا إذا لم تحل ازمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو. واضاف اوباما في لقائه مع الصحفيين الناطقين بالاسبانية ، إن "بلاده ضالعة في العمق في الجهود التي تبذلها الدول الاوروبية لحل ازمة الدين ... مشيرا في الوقت نفسه الى ان وضع الاستراتيجية المناسبة لمعالجة هذه الازمة امر يعود الى كبرى دول القارة العجوز." وتابع الرئيس الذي تعاني بلاده من اعظم مديونية داخلية وخارجية، القول والتشخيص للازمة الاوروبية "هناك مشكلة اخطر بكثير هي ما سيحدث في اسبانيا وايطاليا إذا ما واصلت الاسواق مهاجمة هذين البلدين الكبيرين جدا." الذي يشير الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، ابراهيم دبدوب (الرأي الكويتية)، الى ان اقتصاد هاتين الدولتان في حال إنفجار ازمة المالية فيهما، تبدوان "أكبر من ان ينهار" و "أكبر من أن ينقذ" في الوقت نفسه".

امام التداعيات الخطيرة العاصفة بمنطقة اليورو، وتحديدا اليونان والبرتغال وايرلندا، فإن المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي، التي غادرت اليونان في مطلع ايلول الحالي ستعود الى اليونان "خلال الايام القليلة المقبلة" لاعطاء نوع من الثقة. ويتوقع ان يكون الاسبوع الحالي اسبوعا حاسما، لاسيما وان صندوق النقد الدولي سيعقد إجتماعا طارئا حول اليونان مع وزراء مالية منطقة اليورو. ثم سيعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا الجمعة والسبت في بولندا في محاولة لانجاز ثاني خطة مساعدة لليونان بقيمة (160) مليار يورو تقريبا. (نقلا عن أ.ف.ب)

مع ذلك لا يبدو هناك افق للخروج من نفق الازمة ، لان وقع الحال الاوروبي الاقتصادي والمالي والسياسي غير قادر، ولامؤهل لتقديم حلول واقعية لمعالجة ازمة بلدان الاتحاد. ويوم تلو الآخر تتفاقم الازمة في البلدان المذكورة، مما يشير الى وجود عاصفة زلزالية على شاكلة تسونامي تعصف بدول الاتحاد الاوروبي. الامر الذي يعمق الاستنتاج القائل، بأن واقع الحال الاوروبي ليس بأحس حال من الولايات المتحدة. لا بل ان الازمة العميقة في أقطاب الرأسمالية العالمية عميقة الصلة ببعضها البعض. ولا يمكن الخروج من نفقها المظلم إلآ باجاد حلول إبداعية جذرية خارج نطاق النظام الدولي القائم، وهو ما يدفع موضوعيا ورغما عن القيادات السياسية والاقتصادية - المالية للبحث عن عالم جديد بملامح مختلفة عن واع العولمة السائد.

يتبع غدا

a.a.alrhman@gmail.com

=========================

النظام السوري ... وعقدته من الكفاءات والأحرار

محمد حسن فقيه

عندما يفكر أي نظام في بناء دولة متحضرة ، تحترم مواطنيها وتسعى لتحقيق مطالبهم في الحرية والعدالة والعيش الكريم ، فإنه يسعى لاستثمار الكفاءات والعقول من أبناء وطنه وتوظيفها في المكان المناسب ، ليستفيد من إمكانياتها وخبراتها ، من أجل النهوض بالبلد وتطويره .

 لكن النظام الذي لايفكر سوى يمصالح شخصية ضيقة لشلته على حساب المصلحة العامة وحقوق المواطن ، فإنه يسعى حينها إلى طرد الكفاءات وإقصاء الخبرات وتهميش النشطاء ومحاربة الشرفاء ، في سبيل توطيد الدعائم المتهاوية لدولة الشلل والعصابات ، لا بل يعتبر هذه الخبرات والكوادر والكفاءات عائقا أمامه وعدوا له ، وتشكل خطرا على وجوده ، ويتوجب عليه التخلص منها ليضمن استمرار حكمه واستبداده ، ليتسنى له تنفيذ أجنداته الخاصة ، من خنق الحرية وسحق الكرامة ونهب الأموال وإشاعة الفساد وتضييع الوطن .

وعندها يصبح من أعدى أعداء النظام ، ليس المحتل أو الأجنبي الذي يفكر بالأطماع داخل البلد ، بل ذلك المواطن الحر الشريف الذي يأبى سياسة الفساد ونهج الاستبداد ، ويجند نفسه لتصويب الخطأ وإصلاح الفساد ، والتمرد على الذل والاستعباد .

لقد أدمن النظام السوري على الإنتقام من الشرفاء والأحرار، الذين رفضوا السير في ركبه ، وعقدوا العزم على نصرة الحق والانحياز إلى المستضعفين والمظلومين من أبناء الوطن .

إن سلسلة استهداف أحرار الوطن وكفاءاته من قبل هذا النظام قديمة بقدمه ، من يوم أن تسلق سدة الحكم بانقلاب عسكري، أطاح حافظ أسد بزملائه ، ورمى بهم في السجون حتى قضوا حتفهم داخله ، أو وصلوا إلى شفير الهاوية فأخرجهم ليقضوا حتفهم بعد أشهر خارج الزنازين والسجون .

 بعد أن أقصى وسرح وغيب أو همش أو حطم بالإعتقال أو غيره المئات ، وهجر الآلاف المؤلفة من الكفاءات والكوادر النشطة والفعالة خارج البلد .

استفاد الابن من أبيه وأعجبه نهج الإقصاء والتغييب ليطمئن على سلامة كرسيه ، فأكمل مسيرته واستلم اللواء من بعده ليستمر قدما في هذا الطريق ، ولم يكتف بتطبيق هذا النهج الإرهابي داخل الوطن ، بل صدره إلى دول الجوار فاعتدى على حقوق الناس وسيادة البلدان ، وحرمة الناس والأوطان .

آخر هذه المخازي الإرهابية ما قامت به عصابات الأمن الأسدية من اختطاف رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات ، والإعتداء عليه بطريقة وحشية همجية تنم عن المستوي الفكري المتخلف لتلك الأجهزة القمعية ومن يقف وراءها ، كما يدل طبيعة هذا العدوان البربري واستهداف رأس الفنان ويديه بشكل جلي ، على عقدة هذا النظام من المثقفين والفنانين الأحرار ، لما يرون فيهم من تهديد لكيانهم وخطرا على وجودهم ، ولذا قام أزلامه باستهداف رأسه الذي يخط الأفكار، وأنامله التي تصوغ من هذه الأفكار رسوما معبرة ، تصور طبيعة هذا النظام الفاشي وأجهزته البوليسية المتخلفة ، التي حفرت هوات عميقة ، وشيدت حواجز شاهقة بينها وبين شعبها ، وتولت قمعه وقهره وقتله ، بدلا من من حمايته والحفاظ على أمنه وحراسة مكتسباته والاستفادة من خبراته ومهاراته .

ليست حادثة الفنان العالمي علي فرزات بدعا جديدا من إبداعات القمع ضد أحرار الوطن ومثقفيه من قبل هذا النظام الإقصائي ، وإنما هي حلقة جديدة من سلسلة طويلة بدأها نظام الحزب الشمولي من عهد الأب ، ثم استلم من بعده الابن هذا اللواء وسارعلى نهج أبيه ، فمن شابه أباه فما ظلم !

إن الفنان علي فرزات قد يكون الأوفر حظا بين الكفاءات والأحرار الذين استهدفهم هذا النظام الإقصائي ، بالمقارنة مع ما تعرض له غيره من الشرفاء على أيدي هذا النظام السفاح ، فبالأمس القريب انتقم بطريقة وحشية قبيحة من الشاعر ابراهيم قاشوش ، فاغتاله وانتزع حنجرته قبل أن يرميه في نهر العاصي ، ظنا منه أنه بهذه الجريمة الشنعاء يخنق صوته ، الذي صدح بأجمل العبارات والألحان للثورة في حماه ضد الطغمة المستبدة ، إلا أنهم وبعملهم الإجرامي القذر هذا ، قد أحيوا كلماته الجميلة وألحانه العذبة لتعم وتتردد في جميع التظاهرات في مدن وأرياف سورية ، فحفظها ورددها الشباب الثائر، وصدحت بها المحطات الفضائية .

كان ابر اهيم القاشوش ينشد لثوار حماة قبل أن تغتاله عصابات الأمن والشبيحة القذرة ، فأصبح بعد اغتياله منشد الثورة السورية في جميع محافظاتها .

 كان ابراهيم القاشوش قبل اغتياله محبوبا ومعروفا عند أهل حماة وثوارها الأبطال ، فأصبح نجما مشهورا عند جميع الشرفاء والأحرار، ليس في سورية فحسب بل في جميع البلدان العربية والتي عاشت ربيعا عربيا أو تعيشه أو تخطط له لتعيشه قريبا .

لقد سبق للأب والذي خط هذا الطريق الإجرامي في حربه ضد الكلمة الحرة وفرسانها الشرفاء، على الانتقام من رجالاتها الأباة .

 فقد أقدم على إعطاء التعليمات والأوامر لقتل سليم اللوزي رئيس تحرير صحيفة الأحداث ، على أيدي أجهزته البوليسية وأذنابهم من عصابات القتل في لبنان ، بعد أن حرقت وحللت يداه بالأسيد انتقاما ، لأنها كانت تخط عبارات الحرية وتصدح بالحقيقة ، وتفضح مخازي نظام القمع والاستبداد .

 ومن قبله قتل حافظ الأسد الزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1977، والد وليد جنبلاط ، والذي صرح أكثر من مرة بأنه يعرف قاتل أبيه !

ومن بعده قام بشار مع أجهزته الأمنية في لبنان ، على اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري مع مجموعة من مرافقيه عام 2005، بالتنسيق مع عملائه وأذرعته في جنوب لبنان .

 وهم الآن مطلوبون للعدالة والمحكمة الدولية ، والسبب في اغتياله – مع أن هذا النظام المجرم القمعي لا يحتاج إلى سبب - لأنه رفض الإنصياع لمخططات بشار وأجهزته القمعية وإملاءاتهم ، وتمرد على الإحتلال والوصاية السورية على لبنان .

إن المشكلة في هذا النظام لا تنحصر في أشخاص أو عائلة أو طائفة أو شلة فاسدة ، وإن كانوا جميعا يقفون وراء هذه العقلية المتخلفة العفنة والعمليات الإجرامية ، وإنما المشكلة في طريقة تفكير انتقامية عقيمة ، وعقلية إجرامية منحطة ، ومدرسة إرهابية متخلفة ، تتبنى سياسة إقصائية سقيمة ، وتستهدف جميع العقول والكفاءات من الشرفاء والأحرار ، الذين رفضوا أن يكونوا أفرادا أو أرقاما في القطيع ، وتمردواعلى سياسة الإملاء والاستبداد ، وأصروا على المطالبة بحريتهم المصادرة وكرامتهم المسحوقة وانسانيتهم المغيبة ، من يوم تربع هذا الحزب الشمولي على سدة الحكم بانقلاب عسكري ، وألغى جميع من حوله .

 ومنح نفسه لقب القائد للأمة والمجتمع ، وعادى الأمة ... وعادى المجتمع ... وعادى رب الأمة والمجتمع ! .

============================

سورية: جوهر الأزمة

أ. د. عبد الكريم بكار

 لا يعترف النظام أن لديه شعباً يستحق الاحترام أو ينبغي استرضاؤه أو عكس رغباته في السياسات المتبعة، وقد كشفت مجريات الأحداث هذا الأمر بشكل لا يقبل اللبس، وحين يستمع الواحد منا إلى وسائل الإعلام الحكومية والتي تدور في فلكها يجد تجاهلاً شبه تام للتظاهرات العارمة التي يبلغ عددها في بعض الأيام أكثر من ثلاثمائة تظاهرة، ويبلغ عدد بعضها نحواً من أربعمائة ألف متظاهر، إن كل هذه التظاهرات إما أنها غير موجودة أو هي عبارة عن مجموعات متناثرة هنا وهناك، ثم إن تلك المجموعات لها في الغالب مطالب اقتصادية وخدمية واجتماعية ليس أكثر حسب الرؤية الحكومية ! مع أن القاصي والداني يعرف أن بدايات المظاهرات كانت تطالب بالحرية والكرامة ومكافحة الفساد، لكن هذا انتهى منذ ثلاثة أشهر، وكل مطالب الثائرين موحدة اليوم في رحيل النظام ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم القتل من رموزه، لكن النظام لا يرى كل هذا ، ولا يتحدث عنه .

النظام لا يعترف أن في سورية شعباً ينبغي توجيه الخطاب إليه، والحقيقة أن هذا الموضوع قديم، وربما واكب ولادة النظام البعثي قبل نحو من نصف قرن، الخطاب في سورية موجَّه للخارج وللعالم الغربي عامة وأمريكا تحديداً ، ولهذا فإنه يفرض على الموظفين الخروج في تظاهرات مؤيدة مع ما في ذلك من إهانة للناس وتزوير للحقيقة حتى يرسل رسالة للخارج تقول: إن كان هناك من يعارض النظام، فهناك أيضاً من يؤيده، بل إن إعلام النظام يقول إن الشعب السوري يزيد على ثلاثة وعشرين مليوناً والمتظاهرون بضعة ألوف، والأغلبية الهائلة من الشعب صامتة، وهي مؤيدة للوضع الراهن وراضية به، وأعتقد أن وزير خارجية تركيا السيد أوغلو قد وجَّه ضربة قاسية للنظام حين قال في سياق الرد على ما ادعاه النظام من إصلاحات : (المهم ليس أن نقتنع نحن بإصلاحاتكم، كما أنه ليس من المهم أن يقتنع العالم الخارجي، إنما المهم هو أن يقتنع الشعب السوري بها).

قد كان لهذا الكلام وقع الصاعقة على بشار لأنه يطلب منه أن يتحاكم إلى رأي شعب هو لا يؤمن بوجوده، ولا يكنُّ له أي قدر من الاحترام .

الشعب السوري لا يثق في النظام ليس بسبب أن كل مولود سوري يولد على ذلك، ولكن بسبب خبرة خمسين سنة من رصد المواقف والتصرفات، ونحن نعرف أن بناء الثقة يتم بشكل تراكمي، وقد سمعنا من السوريين من يقول : لماذا أصدق الآن نظاماً مارس الكذب علينا طيلة نصف قرن، وهو إلى هذه اللحظة يكذب كل يوم عشرات الكذبات، بل إن أحدهم قال: كيف أصدق دعوى النظام بأنه لا يحارب المتظاهرين ، وإنما عصابات مسلحة منتشرة في البلاد، وهو لا يصدق حتى فيما يذكره عن درجات الحرارة في النشرة الجوية ! .

الشعب السوري لا يثق بنظام الأسد وبما يدعيه من إصلاح لأنه يعاني من القتل، والتعذيب يومياً على أيدي أجهزته الأمنية، وليس هذا هو طريق إقامة دولة الحرية والعدالة والقانون .

في الختام لا أعتقد أن النظام قادر على الاعتراف بالشعب، كما أنه لن يكون قادراً على كسب ثقته لأن ذلك يعني ببساطة تفكك النظام إلى غير رجعة .

=======================

الأقلياتُ في ظل الثورَة .. حوارٌ أخويٌ .. عتابٌ و دردشةٌ

بقلم : الليث السوري

كثرَ الحديثُ عن مخاوف الأقليّات .. في ظلِّ الثَورات العَربيّة .. لا سيمَا عندَ الحَديث عن الثورَة السورية .. وبدأت الاستغاثات تنطلق من هنا وهناك .. عن مصير هذه الأقليات عند نجاح الثورات .

وكأنَّ هذه الأقليات دونَ تعميم .. لا تعتبرُ نفسهَا مقهُورةً ضمنَ نظام البعث الآن .. وتصنفُ نظام البعث الأسدي .. القاتل الجائر .. نظاماً سَليماً طاهرا .. يتحلى بالديمقراطية .. ويضمن لها الحرية والعدالة الاجتماعية .

إذن هذه الأقلية . . بكل صراحة لا تكترثُ بالأكثرية .. ولا تعترفُ بحقوقِهَا .. فَمَن عليهِ أنْ يتوجسَ مِن مَن .. الأكثرية أم الأقلية .

وهيَ التي تحبُ أن تقسمَ الشعبَ السُّوري إلى فئات .. حسبَ الأديان والمعتقدات .. لذا هي لا تنغمرُ مع الأكثرية في الثورة السورية .. ضد الظلم والقهر .. وتحب أن تلعب على وتر الأقليات .. الضعيفة الصغيرة .. الخائفة من الأكثرية الساحقة .. وكأن هذه الأكثرية القادمة .. ستأكل ياحرام هذه الأقلية .. بينما أقلية العصابة الأسدية المجرمة .. حفظت هذه الأقلية .. وهذا يعني مشاركة هذه الأقلية للعصابة الأسدية في جرائمه المتعددة .. وتتشارك مع هذه العصابة في الاستيلاء وسرقة مقدرات الأكثرية .. وتدعم قتله وإجرامه .. ولا أعمم ؟

إنْ كانَ من حقِّ الأقليةِّ الدفاع عن حُقوقها ... فالأولَى بالأكثرَية أنْ تحصلَ على حُقوقها .. ودورها في المُشاركة في حكم سورية .. وبناء سورية .. والعمل على نشر مبادئ العدل والحرية .. والحق والعدالة الجتماعية .

آنَ الأوانُ أيُّها الأكثريةُ والأقليَّة .. أنْ تتكلمُوا باسم الشَّعب السوري .. وتتوقفُوا عن تقسيمه لفئات متنوعة .. مذهبية أو طائفية .. كلنا سوريون .. وصناديق الاقتراع هي الفيصل في الانتخابات .. آخذين بعين الاعتبار التمثيل الحقيقي لكل مكونات الشعب السوري .

ولنتمثل برجالاتنا السِّياسية .. الشُّرفاء الأحرار في عهد الاستقلال .. الذينَ أسسُوا سُورية الحُرة عام 1945 .. فكانت مثلا رائداً في الديمقراطية .. والانتخابات النيابية ..

ولنسترجع تاريخَ سورية قبل احتلال البعث والعصابة الأسدية .. ولنتذكر كيف انتخبَ السُوريون فارس بك الخوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1936 وعام 1943 . . و رئيساً للوزراء عام 1944 ؛ وكلفه رئيس الجمهورية هاشم بك الأتاسي مرة أخرى بتشكيل الوزارة عام 1945 م .

فلنكن أيضاً كمَا كانَ فارس الخوري .. متجرداً في أحكامه . . عميقاً في تفكيره . . صائباً في نظرته . . منصفاً محبا لكل مكونات الشعب السوري .

انتبهوا يا بعضَ الأقلية المُستترة .. أنتُم والله تُشبهونَ عصابة عَلي بابَا والأربعين حرامي .. والأسد هنا يمثل علي بابا .. والأربعين حرامي تمثل من ينضم إليه في سرقة أهل البلد .. أربعون يمثلون أقلية .. في سرقة الشعب الذي يمثل أكثرية .

نحنُ نريدُ الحُرية أيُّها السَّادة .. نريدُهَا كاملةً غيرَ منقوصَة .. نريدُهَا للمُؤمن ونريدُهَا للمُلحد .. نريدها للمتدين .. واللا ديني .. نريدها للمسلم والمسيحي .. للسني والعلوي .. والدرزي والاسماعيلي .

أيتها الأقليةُ .. مسيحية وعلوية ودرزية واسماعيلية نحنُ نعتبركُم منا وفينا .. ومعاً جميعاً نصبح الأكثرية .

أيها الصحفيون كفى اتهاماً للثوار والمُعارضة .. وأنت أيها الصحفي نمرود سليمان من الطائفة الآشورية .. المقيم في أمريكا بلاد الديمقراطية .. كفاك نقدا في كل لقاءاتك الصحفية .. المعارضة السورية ... تبحث يانمرود عن ألف تُهمة وتُهمة .. وتتناول موضوع الثورة .. في كل لقاءاتك الصحفية .. باحثاً عن نقاط الضعف لديها .. ومكسراً لمجاديفها ..

ثم تنادي وتقول أنك مع تغيير النظام في سُورية .. ولكنكَ تُفضلُ دعمَ التغيير والإصلاح .. بقيادة بشار صاحب الأيادي الملاح للانتقال إلى عصر الديمقراطية .. متجاهلاً مجازر هذا السفاح .. و استخدامه الرصاص الحي .. والأسلحة الثقيلة والقنابل المسيلة .. والقنابل المسمارية المحرمة دوليا في الحروب .. في إلقاءها على المدنيين في الطرقات والدروب .

كيف يمكنُ للشعب السُوري أن يقبلَ هذا الرئيس .. القاتلَ الخسيس .. الفاقد َللشرعية .. بعد ارتكابه مجازر ضد الإنسانية .. بشهادة الدول العربية و الأوروبية والأمريكية .. هل تقبل يا نمرود أن ترتكب الولايات المتحدة .. مثل هذه المجازر بحقك وحق من يعيش على أرضِها .

هذه بلدُنا وبلدكُم أيُّها السُوريون .. شاركُوا معنَا في الثورة السُورية ... لنبنيَ سورية الحرية .. و الخلاص من عصابة البعث الأسدية . . . كونوا معنا في الانتصار .. وساهموا في بناء سورية الحديثة . . دولة مدنية ديمقراطية . . تشبه دولة فارس الخوري في عهد الاستقلال . . وسنستمتع معا في سورية الدولة . . . رمز الحرية والديمقراطية . . أبية أبية .

=========================

المقدسيون ... ومخاطر قانون أملاك الغائبين

بقلم :راسم عبيدات

.... لعل قانون أملاك الغائبين واحد من أخطر القوانين التي شرعتها حكومة الاحتلال من أجل أسرلة وتهويد المدينة،حيث يعد الصراع على ملكية الأرض في فلسطين منذ الغزوة الصهيونية لفلسطين واحد من أهم وأخطر مظاهر الصراع العربي – الإسرائيلي إن لم يكن أهمها على الإطلاق،وانعكس ذلك في شراء المؤسسات الصهيونية المختلفة للأراضي، وطرد الفلاحين العرب،ومن هنا كان من الطبيعي أن تتخذ السلطات الإسرائيلية بعد إعلان قيام "الدولة" مجموعة من الإجراءات والخطوات والممارسات التي تسهل نقل ملكية الأراضي من أصحابها العرب الى المستوطنين وحكومتهم،ولذلك يعد قانون أملاك الغائبين الصادر سنة 1950 ذا أهمية كبرى لأنه جاء تتويجاً لسلسلة من القرارات والإجراءات الصادرة منذ سنة 1948 من جهة،ومن جهة أخرى الأساس الذي استندت إليه السلطات الإسرائيلية في مصادرة جزء كبير من الأراضي العربية في فلسطين المحتلة،ومن جهة ثالثة فهو خرق رسمي صريح لقرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة في 1947 .

ومن المهم جداً القول بأن استصدار قانون أملاك الغائب عام 1950 ،كان محاولة لإضفاء الصفة القانونية على سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية تدريجاً،فحسب هذا القانون يمنح الوصي الإسرائيلي على أملاك الغائب"الحق" في الاستيلاء عليها وإدارتها والسيطرة على الأرض التي يملكها أشخاص يعرفون"غائبين".

والغائب هو أي فلسطيني هجر إلى خارج فلسطين في الفترة من 29 /11 /1947 الى 18 ايار/1948 عن تلك الأقسام من فلسطين التي أقيمت عليها إسرائيل.

ومع مجيء حكومة اليمين والتطرف إلى الحكم في دولة الاحتلال،شنت حرب شاملة على المقدسيين بغرض إحكام السيطرة على المدينة،وتلك الحرب طالت المقدسيين في مختلف مناح شؤون حياتهم،وكانت الأرض في مقدمة ذلك الاستهداف،وشرعت في ممارسة التطهير العرقي بحق المقدسين،ولهذا الغرض سنت وشرعت الكثير من القوانين التي من شأنها تقليل عدد السكان العرب في المدينة إلى أقل حد ممكن،ويعتبر ما يعرف ب"قانون أملاك الغائبين" الوسيلة الأخطر لتحقيق هذا الهدف والغرض فهو يتيح للمستوطنين السيطرة على منازل العرب الفلسطينيين بصورة "قانونية" تشرعنها محاكم الاحتلال،كما حصل في قضية كرم المفتي في منطقة الشيخ جراح ومنزل عائلة قرش في البلدة القديمة والبيت الاستيطاني في سلوان المعروف ببيت يونثان وفندق كليف في ابو ديس وغيرها من عشرات المنازل الأخرى،وهذا القانون القراقوشي بمثابة السيف المسلط على رقاب المواطنين الفلسطينيين،حيث تلجأ حكومة الاحتلال والمنظمات الاستيطانية وبتواطؤ الجهاز القضائي إلى استخدامه في كل مرة يريدون فيها الاستيلاء على ارض او عقار فلسطيني في القدس.

وحسب هذا القانون المغرق في العنصرية والتطرف فإن كل مواطن مقدسي له شقيق أو قريب آخر من الدرجة الأولى يقيم خارج القدس حتى وإن كان الضفة الغربية يعتبر "غائباً" وبالتالي يمكن الاستيلاء على حصته من الإرث،حيث نجح الاحتلال في الاستيلاء على عقارات كثيرة في القدس بهذه الطريقة.

والقانون هذا يسري على القدس وسكانها وأملاكها بصرف النظر عن كونها فلسطينية أو عربية،وتحت هذه الحجة والذريعة سيطر الاحتلال قبل عشر سنوات على بيت تعود ملكيته لعائلة بن لادن في منطقة شعفاط/ القدس.

وهنا لدينا الكثير ما نقوله فإن تسهيل السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينية والعربية في مدينة القدس،لا تتم فقط عبر ما يسمى ب"قانون أملاك الغائبين"،بل هناك مرضى وضعاف نفوس وفاقدي الحس والشعور الانتماء الوطني،ممن يقدمون خدمات مجانية للاحتلال في هذا الجانب،حيث يقوموا بإرشاد الاحتلال الى عقارات وأملاك يتواجد أصحابها أو جزء منهم في الخارج،ويقدموا على شرائها أو يتفقوا مع ورثة من الغائبين على التوجه الى المحاكم الإسرائيلية رغم معرفتهم وعلمهم بأن تلك الأرض أو ذلك العقار سيؤول إلى أملاك الغائبين،وبما يعني أن تلك الأرض أو ذلك العقار سيتم تسريبه الى الجمعيات الاستيطانية،وهذه الجماعات أو الأفراد الذين يقومون بمثل تلك الممارسات والأعمال خدمة لجشعهم وطمعهم وضيق أفقهم وأنانيتهم،فبالضرورة أن يتم الوقوف أمامهم بشكل جاد من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ومن قبل القوى والمؤسسات المجتمعية المقدسية،فما يقومون به من أعمال يرتقي الى حد الخيانة،فتسليم عقار او ارض للاحتلال وجمعياته الاستيطانية لا يقل خطورة او جرماً عن التعامل والتعاون مع العدو في القضايا الأمنية،وهناك عقارات في شعفاط والشيخ جراح وسلوان تحت خطر وضع اليد من قبل ما يسمى بحارس أملاك الغائبين،نتيجة لقيام البعض بالتوجه الى المحاكم الإسرائيلية بشأن وحول خلافات على الميراث أو الملكية،وخصوصاً أن جزء من الورثة او مدعي الملكية لذلك العقار أو تلك الأرض يعيشون خارج القدس.

وبهذه الطريقة والوسيلة نجحت الجمعيات الاستيطانية بالتعاون والشراكة والتعاقد من الباطن مع العديد من مرضى النفوس في تسهيل سيطرتها على أراض وعقارات مقدسية عديدة .

صحيح أن ثمة تركيز للنشاط الاستيطاني داخل البلدة القديمة في القدس والأحياء العربية المحيطة بها أو ما يعرف بالحوض المقدس ( سلوان والشيخ جراح والطور)،بغية تهويدها من خلال الزحف الديمغرافي،حيث تنشط الجمعيات الاستيطانية وبمباركة الحكومة ودعمها في جلب المستوطنين والمهاجرين اليهود لإحلالهم محل الفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات والإغراءات المالية الضخمة لهم،وما يتمتعون بهم من مختلف أشكال الإعفاءات الضريبية.

ولكن هؤلاء احتلال ومستوطنين نعرف أهدافهم ومراميهم،تهويد وأسرلة أرضنا والقضاء على وجودنا في مدينة القدس،ولكن أن يقوم البعض منا بمساعدة هؤلاء على تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم،من خلال التوجه الى المحاكم الإسرائيلية بخصوص أراض وعقارات متنازع أو مدعى على ملكيتها،جزء او بعض من أصحابها أو ورثتها خارج مدينة القدس،هو خدمة مجانية للاحتلال وأهدافه،ومثل هذه الأعمال بقصد أو غير قصد تصب في الخانات غير الصحيحية،وعلى السلطة الفلسطينية والحركة الوطنية،أن تتصدى لهذا الملف بشكل جدي،فالأمور ليست بحاجة الى مجرد مناشدات ومطالبة،بل هذه أمور تشكل مخاطر جدية على أرضنا ووجودنا في القدس،ولا يحق للعابثين وأصحاب المصالح الخاصة بضيق أفقهم وأنانيتهم أن يعرضوا وجودنا في المدينة للخطر.

القدس- فلسطين

Quds.45@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ