ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المؤامرة في استمرار
نظام الطغمة .. عقاب يحيى عبر عقود الفرض، والقتل، والرعب المعمم
في مملكة الصمت والتوحّش التي
أقامها الطاغية الأسد، وهو يرقد
على جماجم عشرات آلاف القتلى،
وأكثر منهم من المعذبين،
المهانين في مسالخ التعذيب
والاعتقال الجهنمي.. حين وصلت
الأعداد عشرات الألوف على مدى
عقدي الثمانينات والتسعينات..
ثم وهو يستفشر بجاحة بتركيع
الشعب والدوس على حقوقه وكرامته
ورأسه أيضاً.. وهو يسبح في
مستنقع الترهيب، والتلفيق
المنهّج...... كبر الاستكبار وانتفخ، وتضخّمت معه
الأجهزة الأمنية : فروعاً،
وأجهزة، وعدّة وأعداداً،
وخلفها (جيوش لجبة) من المخبرين
الذين انتزعت من الكثير ضمائرهم
وأخلاقهم في عملية مقصودة
لتعميم الارتزاق، والنخر
للأخلاق والقيم التي اعتمدها
مجتمعنا عبر القرون.. والتي تمجّ
بيع الضمير، والتجسس على
المواطن، والكيدية المقبوضة
الثمن، والتخويف المرسوم وغيره
كثير من بضاعة الطاغية التي
كرّسها قيماً عليا.. ناهيك عن
الإفساد المنظم، والتخريب
المركّب للنفوس والعلاقات ..
وصولاً إلى اللعب بالنسيج
الوطني، وتعضيد البنى الطائفية
والاستناد إليها، وتصديرها
بدائل مناقضة للتعايش القائم
على الوحدة الوطنية، والمساواة
في المواطنة والحقوق ..... ... عبر ذلك.. وما اعتبره انتصار الانتصارات
على " الحركة الدينية"
خصوصاً، والمعارضة عموماً..
والشعب كله بشكل أخص، وصل
التبجّح ذراه في الأجهزة
الأمنية وهي تمدّ أذرعها إلى
خارج البلد، وهي تتحدّث عن
معرفتها بحركة الطير الطائر،
وسماع دبيب النمل، والتغلغل حتى
في أسرة النوم ومعرفة ما يدور
وراء الجدران، وهي تعفس على
البشر بالجملة وتستهين بقيمنا
وأخلاقنا ومشاعرنا(ناهيك عن
حقوقنا).... وكثير كثير .. مما طفا
على السطح فعلا.. وضمن أسوار
مملكة الرعب التي أقيمت
بجدرانها السميكة المحصنة على
الاختراق، والعالية التي لا
يسمح لأحد الاقتراب منها، ورؤية
ما يجري داخلها .. ***** وعلى منوال
التبجّح سار وريث الأمر الواقع..
فشرّق وغرّب بجاحة، وصال وجال
وحيداً كحاكم مطلق يلعب
بالكلمات والوعود، ثم يفرّغها،
ثم يمطّها.. يقدّم فيها وينظّر،
ويقهقه بلاهة وسخرية ممن اعتقد
أنه وعد يوماً بإصلاحات فعلية،
فيتفلسف بالمصطلحات، ويزداد
تهكماً بالذين" فهموا خطاب
قسمه خطأً".. لأنه أبداً لم
يعد بالموعود المقصود..
فالتلاعب بالكلمات عن الإصلاح
والإسراع والتسرّع، والقبل
والبعد، والإداري والاقتصادي،
والخبز والطحين ضمن خلطة فذلة
العجين، والتطلع إلى تجربة
الصين.. ودنيا الخواء التي امتشق
صهوتها رامحاً بزبد الحداء "للرئيس"
المحبوب جدأً.. ولوضعه المختلف
جداً، ولاستقراره الأبدي جداً.. لم يسمع أحد يوماً أن نظام مملكة القمع
لديه خارجين عن القانون..
ومنفلتين من قبضته وأحكامه،
وحتى تاريخ انفجار الاحتقان
الشبابي الشعبي : انتفاضة
متصاعدة.. بدت دنياه الأمنية
بألف خير، مظهراً تحكمه حتى
بالهواء.. فكيف بمسلحين،
ومخربين، وسلفيين، ومندسين،
وعصابات مسلحة.. وقصص المسلسلات
التي يخرجها مخرج رديء ؟؟...ومعلناً
استعداده النهم لتصدير تجاربه
الأمنية للغير وتعليهم أصول
الضبط والربط، ومصادرة الريح،
وتطويع الأفكار، ونخر ونحر
الحقوق . وسبق أن كتبت في
بداية الانتفاضة عن وجود أشباح
هبطت من الفضاء على هيئة
مسلحين، وسلفيين ملتحين..وإذ
بهم من الكثرة التي تبلغ عشرات
الآلاف.. وإذ برأس النظام"يعترف"
بوجود أنواع شتى من "
المتمردين" الذي لم يكن أحد
من السوريين قد سمع بهم.. وكان
السؤال البديهي : إذا كانت تلك
الأرقام صحيحة.. أليس ذلك يعني
أن أجهزة الأمن كلها كاذبة،
وتستحق المحاكمة والمحاسبة ؟؟....لأنها
كانت " تقدّم" معلومات
مغلوطة لسيادته غشّت استقراره،
وتصريحاته وخططه، ونهجه،
وورطته بالانزلاق نحو العنف.. ثم
الغرق فيه ؟؟؟؟؟؟....وأن
اجتماعاته الكثيرة المكثفة مع
قادة الأمن قبل الانتفاضة بفترة
وضعت كل الخطط القمعية فيما لو
حدث أن تجرّأ أحد برفع الصوت،
وأنه قادر على البطش وإبادة كل
محاولة في أرضها وبظرف قياسي
سيحده عليها بقية الطغاة..
فانتشى.. ومشى في هذا الطريق
الوحيد الذي لا يعرف السير
بغيره. ****** اليوم يكثر
الحديث عن المسلحين والعمليات
المسلحة وكأننا في الصومال، أو
عراق ما بعد الاحتلال، أو
أفغانستان.. ويتبنى بعض الناس
المعارضين ذلك فتكثر اللاءات،
وبيانات التحذير والإدانة..
وهناك من يريد وضع النظام
والثورة في كفتي ميزان وكأنهما
قرينا عنف، وعمليات متبادلة،
فتكثر الغمغمة عن التطويف،
والتسليح، والعسكرة، والتدخل
الخارجي.. وتكرير المكرر بسلمية
الانتفاضة ..إلخ . لنعد إلى الأيام
الأولى وخطاب، إطلالتها البهية
(حفارة القبور والتعبير مأخوذ
من حكم البابا) مستشارة الوريث
والحقد الكحلي يختلط باللؤم ..
والانتفاضة ما تزال بعد جنينية
ومحصورة، ومطالبها متواضعة..
كيف لخّصت المسألة كلها بنقطتين
: الفتنة والمؤامرة.. وكان ذلك
شيئاً خطيراً يحمل مداليل واضحة
عن قادم سيمارس فيه النظام فعل
القتل تحت ظلال اليافطتين .
وتكريس المصطلحين عند أبو
المصطلحات في خطاب التهريج في
مجلس التهريج.. والذي لا يعني
إلا أمرين : تجييش طائفي معلن،
وسلّ السيف الصدئ لقطع الرقاب
باسم مواجهة المؤامرة الخارجية
. الكلام عن
الفتنة من رأس الهرم إعلان صريح
بإسباغ الوجه الطائفي لما يقوم
به، وباختصار : محاولة تشويه
جوهر الأزمة الصراع الثورة
المطالب بالحرية والتغيير..
بإرجاعها إلى جهات طائفية وليست
شعبية، والدفع بترجمة هذا
التفكير الجهنمي على الأرض عبر
عمليات مليشياوية للشبيحة
والمسلحين المنضوين في أجهزة
النظام، المحقونين بحق التعبئة
ضد الآخر، وسط أجيج الفبركة عن
القتل على الهوية، وعن الإفناء
على أسس مذهبية، وتصنيع القصص
ونشرها، واستثمار تصريح مشبوه
هنا، وآخر مراهق هناك، أو قول
حاقد غرّ بالسياسة لتضخيمه
وتعميمه.. وكأن جوهر الثورة
طائفي(أكثري ضد الأقليات)،
واقتران الدجل بالقتل، والعنف
المعمم...وعمليات التمثيل
والنهش والتقطيع والتقطيع :
أعضاء الذكورة الاغتصاب قضم
الحناجر تقطيع الأوصال سرقة
الأعضاء تسليح بعض القرى وحقنها
بالعداء ضد الآخر وإطلاق اليد
بأعمال التوتير والانتقام ..إلخ
.. ورغم أن الثورة
السورية كلت وملت وتقيّأت
شعاراتها وهي تردد : واحد واحد
واحد .. الشعب السوري واحد،
وغيرها من الشعارات التفصيلية،
ورغم وعيها المجسّد لوعي الشعب
بعموم فئاته الدنية والمذهبية،
وتفويت ما يهدف إليه النظام..
استمر في توليفته، وقد أخذ
يمارس ضغوطه على الغير من أوساط
مثقفة ومعارضة لوضعهم على حدّ
السكين، ثم الدفع للدخول في
مغطس المقاربة، ثم التناغم معه
في تلك الصرخات التي تحاول
الموازنة بين فعل النظام،
وأفعال أخرى تعتبرها مماثلة . نعم. ربما حدثت
بعض عمليات الانتقام وردود
الفعل هنا وهناك.. ردّاً على
انتهاكات فظيعة تصل حد القتل
والتمثيل.. لكنها بالتأكيد
عمليات فردية محدودة، وليست
فعلاً طائفياً مضاداً يسم
الثورة كلها، ولا حتى أجنحة
فيها . على العكس.. فإن جوهر
الثورة ممثلة بتنسيقياتها،
ومعها الحركة الشعبية : حاضنها..
أدانت وتدين كل يوم أي فعل طائفي
من أي جهة جاء، ورفضت وترفض
الانسياق فيما يريده النظام :
الحرب الأهلية، كما أن الجميع
يدينون أي تصعيد طائفي ولو كان
بكلام غير مسؤول لشاب متحمس، أو
شيخ حاقد، بالتأكيد على أن
الدولة المدنية الديمقراطية،
التعددية هي البديل، وهي دولة
المواطنة المتساوية التي لا
تفرّق بين المواطنين مهما كانت
انتماءاتهم الفكرية والسياسية
أو عقائدهم الدينية والمذهبية،
او أصولهم القومية والإثنية، أو
جنسهم : نساء ورجالاً .. إن التصعيد
الطائفي من طرف واحد يقوده نظام
طغمة مأزوم، محقون بالحقد وكره
الشعب، وهو لا يتوانى عندما
ينزنق وهو مزنوق عن دفع الأمور
بكل الاتجاهات، بما فيها الحرب
الأهلية لتجييش فئات معينة،
ومنحه أوراق البقاء : نظاماً
فئوياً متحكماً بالجميع، بما
فيهم الطائفة التي يريد دفعها
للمحرقة، والأقليات الأخرى
التي يدّعي أنه حاميها من أكثري
يستهدفها . وبالتالي : فإن
الشعارات الملغومة عن فعل طائفي
متنوع.. هو محاولة لمساواة
النظام بالشعب والثورة، وطمس
للحقيقة . وعلى نفس
المنوال يأتي حضور المؤامرة
الخارجية التباساً آخر تندفع
إلى الصراخ به بعض القوى
المحسوبة على المعارضة وكأنها
في موقع المتهم الذي يحتاج
إثبات براءته، وقسم يمين الولاء
كل يوم بوطنيته، ورفضه للتدخل
العسكري الخارجي.. ولما يمكن أن
يكون حقيقياً من فعل تآمري ضد
بلدنا . لن نفتح صفحات
تاريخ النظام الآثم في هذا
الميدان، ودوره التآمري فعلاً،
ومقايضته بكل قضايا البلد،
والأمة.. فالوقائع معروفة
ومعروضة.. لكنه وهو الكاذب في كل
شعارات الممانعة، وهو الذي كان
مترامياً على الوصول لاتفاق مع
العدو الصهيوني، وهو الذي يدفع
بالأمور للجدار المسدود، ويقوم
بفعل القتل والخنق والجريمة
المنظمة حتى يضع المواطن أمام
حقيقة واحدة لا يفهم غيرها :
الخنوع والخضوع والتسليم
بالتأبيد، وغلا القتل
والاعتقال والتهجير، والسحق..
وكل الموبقات المعروفة .. أمام هذا الدفع المنظم المجبول بأقصى
أنواع العنف الذي تستخدمه طغمة
ضد الشعب دون حدود، ودون رقيب أو
حسيب، ودون وجود أية حماية
للأرواح والممتلكات والبدن
والطفولة والكرامة وغيرها..
تصبح المطالبة بالحماية
الدولية حقاً مشروعاً، ووجباً
فورياً ملقى على المؤسسة
الدولية وجميع الهيئات العاملة
في مجال حماية البشر من الإبادة
الجماعية . إن مواصلة فعل
القتل المعمم، المنهج.. يفتح
الطريق للبحث عمّن يحمي الحياة :
أغلى ما يملكه البشر، ولهذا،
وللمرة الأولى تقدم قيادات
الثورة على طلب الحماية الدولية..
سبيلاً وحيداً للحفاظ على
الأرواح من طغمة منفلتة العقال،
تستبيح كل شيء كي تبقى رابضة على
صدر الوطن .. الحماية الدولية
التي تقرها هيئة الأمم المتحدة
ليست هي التدخل الخارجي الذي
يطبل به النظام ويزمر منذ اشهر،
ويسيل لعاب البعض فيغدق عليه
معزوفات تضاف إلى معزوفاته،
إنها وسيلة لكف يد الطغمة،
ومنعها من مواصلة جرائم الإبادة
اليومية التي ترتكبها . لكن
مسألة التدخلات الخارجية
بتلاوينها المتعددة،
واحتمالاتها المختلفة، والتي
يلوح بعضها في الأفق.. هي اليوم
نتاج مباشر لنهج النظام الذي
رفض على مدى الشهور الستة
الاستجابة للحد الأدنى من (النصائح)
والمبادرات التي قدّمت له بكف
يد الأجهزة الأمنية عن القتل
والتهجير والاعتقال، وسحب
الجيش من المدن، وإطلاق سراح
جميع المعتقلين.. مواصلاً
تبجحه، ومضخماً من أحاديثه عن
المؤامرة، وخالطاً على الدوام
بينه وبين الوطن ..وكأنه يستدرج
الخارج بقوة، وترحاب.. كي يرتدي(بطل
تحرير المدن من الشعب) بزّة
الوطنية ويمتشق سيفه المثلوم
باسم : مواجهة المؤامرة التي
تقيّأها ملايين المرات . إن الثورة
السورية الشعبية المعتمدة على
قواها الذاتية بالأساس، وعلى
تصميم وإيمان الشعب بإسقاط
النظام ماضية في طريقها ولن
ترهبها اليافطات الدجلة، ولا
التخويفات الخلبية لأنها
أصيلة، ولأنها تعبّر عن روح
الانعتاق الذي كان عشق شعبنا
المحروم على مدار العقود .. ستمضي الثورة في
طريق إنهاء هذا الاستثناء في
تاريخ بلدنا الحبيب، مهما كانت
التعرّجات، وحجم التضحيات،
وستقبر المؤامرة الحقيقية التي
يمثلها وجود واستمرار نظام
الطغمة المجرم. ========================== لجنة تقصي حقائق أم هي
مهلة لانتشاله من المآزق بقلم: الليث السوري أيها
الرُّوس قد انتهت مُهلة
الأسبوعَين .. فلمَ أنتم قادمُون
.. أأنتُم مُتقمصُون .. أم
مُتقصيُون .. وهل أتيتُم
لمُحاسبة الأسد وسؤاله .. عمَّا
فعلَ في مُهله .. الممنوحةُ له من
نائب وزير خارجيتكم .. ميخائيل
بوغدانوف .. وهل المُهلة كانت
للإصلاح .. أم للقضاء على الثورة
بالسلاح .. وهل يصلح رئيس
العطارين .. في بلاد العالمين ..
ما أفسده بشار .. وشبيحته
الأشرار .. في جميع المدن
والميادين . ولنبدأ
في أول استفسار .. بـ هل أداة
الاستفهام : هل
أوقفَ بشارُ العنفَ وسحبَ
الدبابات والمدرعات .. من
الشوارع والساحات ؟ هل
أوقفَ إطلاق الرصاص والقنابل
على المتظاهرين السلميين ؟ هل
أوقفَ المداهمات للحرمات
وأماكن العبادات والمستشفيات ؟ هل
أوقفَ إطلاق الرصاص على سيارات
الإسعاف والمدنيين . هل
أوقفَ قصف البيوت والمتاجر ..
والمساجد والمآذن ؟ هل
أوقفَ الاعتقال .. والتعذيب
والتمثيل بالقتلى وجز حناجر
الأسرى ؟ هل
أوقفَ سرقة الأعضاء البشرية ؟ هل
أوقفَ الهجوم عل المشافي ..
والتجهيز على الجرحى ؟ هل
أوقفَ اعتقال الأطباء
والممرضين والإداريين
لمعالجتهم الجرحى والمصابين ؟ هل
أوقفَ اعتقال الناشطين
السياسيين ؟ هل
أوقفَ اعتقال رؤوس المعارضة
المصنفة بالمعارضة الداخلية
الوطنية ؟ هل
اعتقلَ الأسدُ أو حاسبَ أيَّ
فرد من أفراد الأمن والشبيحة
الذين ظهَرت وجوهَهُم بكل وضوح
على القنوات الفضائية وهم
يدوسون على رقاب العباد ..
ويركلون الوجوه بصبابيتهم
العسكرية .. ويضربونهم
ويهينونهم في الساحات والباصات
.. والملاعب والصفوف في المدارس
.. ويقومون بتصفية الأبرياء دون
الخوف من رقيبٍ أو محاكمة ؟ هل
حاسبَ أو اعتقلَ من كفَّرَ و
أجبرَ الناسَ على قولِ : لا إله
إلا بشار ؟ هل
حاسبَ أو اعتقلَ من خربَ
المساجدَ وقصفَ المآذن ؟ هل
حاسبَ أو اعتقلَ فرداً واحداً
من عناصر الأمن والشبيحة على
سَلبهم ونَهبهِم للبيوت
والمحلات وتشليح العباد والناس
؟ هل
استنكَر ولو مرة ً واحدةً ما
فعلهُ أمنه وشبيحته من هذه
المجازر والمآسي ؟؟ هل
استنكرَ أو اهتم أو تحدث ؟ ولو
لمرة واحدة إلى الشعب في خطاب
تلفزيوني عن أسفه عن المآسي
التي حصلت .. والأرواح التي زهقت
.. ولا تدري بأي ذنب قتلت .. وهل
استنكر ترديد الأمن : لا إله إلا
بشار .. وأن هذا التأليه حرام
وشرك بالله . فالرئيسُ
الفاقدُ للشرعية بشار .. لايتركُ
مُناسبةً دينيةً إلا ويكون فيها
المُختار .. ويؤدي صلاة العيد ..
ويلبس الثوب الجديد . وهل
قامَ بشّار بإصدَار الأوَامر
الشَّفهية و العسكريَّة أو
القانُونيَّة لوقف التـأليـه ..
وعدم قول لا إله إلا بشار ..
وتهديد من يقوم بترديد هذه
الأقوال بُمحاكمة عسكريةٍ أو
ميدانية .. كما تفعلُ شبيحته
الآن بتصفيات ميدانية لأبرياء ..
جريمتهُم أن هتفُوا بدنـا
حُريـة .. وهل طلبُ الحرية
يحتاجُ لمحكمةٍ وتصفيةٍ
ميدانية .. وترديدُ لا إله إلا
بشار .. لا تستأهل محاكمة .. أيتها
اللجنة المتقصية .. هذه حقائق
ملموسة .. شاهدها العالم في
أنحاء المعمورة .. موثقة في
محاضر مؤسسات حقوق الإنسان ..
ومحكمة لاهاي .. وبالتأكيد
اطلعتم على هذه التقارير ..
والسؤال لكم الآن: هل
ستقومونَ بالتنديد بجَرائم
النذل بشار ... والطلب منهُ
التنحِّي على الفور .. وهل يمكنُ
لرئيس .. فعل بالشعب ما فعل .. أن
يبقى الرئيس المُبتجل .. أم
ستفعلون له الآن .. بعض التجميل
والإصلاح .. مثل الميك أب
والماكياج .. وتحويله للجراح ..
وتقصير طوله قليلاً .. كي يسمع ما
يهتف به أهل المدينة في كل شارع
وساح . أي
إصلاح وأي ماكياج .. لن يُصلح
الماكياج ما أفسدهُ بشّار
الجزار .. وعصابته وشبيحته
الأشرار .. ولن ترجعَ الحياة
لآلاف الشهداء .. ولن يُعطي
الأسدُ العبدُ لنزواته ..
الحُرية لشعب بلاده .. فالحرُّ
تكفيه الإشارة .. وصاحبكُم فقد
السمعَ والبصرَ والإشارة . إنْ
كانَ لديكُم ذرةُ إحسَاس ..
انصحوهُ بالتنحِّي وحمايَة
أرواح الناس .. أو قِفُـوا
صامتين .. وارجعوا لبلادكم آمنين
.. وللحق شاهدين . احزمُوا
أمتعتكم و انصرفُوا عن بلادنا
أيها الروس .. وإياكُم من تمديد
المُهل لهذا الرئيس الديوس ..
ورشُوا ثيابكم بالـ بف باف
والكاز .. قبل أن تأخذوا العدوى
وتصابوا بالفيروس والسوس .. فقد
أثبتت المُختبرات و مراكز
التحليل أن بشار والشبيحة
أعشاشٌ للفيروس .. قد نخر فيهم
السوس .. ووصل للعظم والنفوس ..
فانطلقوا وانجُوا بأنفسكم ..
فأنتُم تدعمون الظالم الجائر ..
وتنسون الشعب المظلوم الثائر ..
لذا اخرجوا من أرضنا .. واحفظوا
كرامتكم خير لكم ولنا . نحنُ
شعبُ سورية الأحرار .. قد
أخذنَـا القرار .. بالتخلص من
بشّار .. ونظامه وعصابته الأشرار
.. و العودةُ إلى بناء سُورية
الحرة .. سُورية التاريخ العربية
.. سورية الأموية .. بحدائقها
الأندلسية .. وشجرة الياسمين
الدمشقية .. وحضارتها العريقة ..
من زنوبيا في تدمر .. وجوليا
الأمبراطورة في روما .. إلى صقر
قريش في الأندلس .. وقتيبة بن
مسلم في الصين . ولن
أرى مُدافعاً عن سُورية الشام ..
وسُورية التاريخ .. أفضل من شاعر
العرب في عهده .. ومتنبي عصره ...
الشاعر العاشق نزار قباني .. ابن
حارة الميدان العتيقة رحمه الله
وغفر له .. في حبه وهيامه للشام
العريقة .. وعشقه لدمشق العربية
.. بتاريخها وبطولاتها ..
بشوارعها وأسواقها .. بغوطتها
وبساتينها .. بنهر بردى وفيجها ..
بينابيعها وروافدها .. فهاهو
يتغنى بها .. ويتحرقُ شوقاً لها ..
حين كان ضيفاً في تونس العاصمة . يا
تونس الخضراء جئتك عاشقاً . . .
وعلى جبيني وردةٌ وكتاب إني
الدمشقي الذي احترف الهوى . . .
فاخضوضرت لغنائه الأعشاب والماء
يبدأ من دمشق فحيثما . . . أسندت
رأسك جدولٌ ينساب والخيل
تبدأ من دمشق مسارها . . . وتُشدُ
للفتح الكبير ركاب ودمشق
تعطي للعروبة شكلها . . . وبأرضها
تتشكل الأحقاب ويختم
قصيدته بهذا البيت الجميل تائبا
متمنيا الصفح والمغفرة من الله
العلي القدير فيقول : فذنوبُ
شِعري كلُها مغفورةٌ ... والله
جلَّ جلالهُ التـَّوابُ فهل
بقي لكم أيها الروس .. بعد هذا
الكلام .. جلوس ====================== بقلم :-
راسم عبيدات ...... كما هو كان بغير المفاجئ وغير المتوقع
،فالخطاب الذي ألقاه أوباما
أمام الدورة السادسة والستين
للجمعية العامة،والذي تجاهل
فيه بشكل كلي حقوق الشعب
الفلسطيني للخلاص والانعتاق من
الاحتلال الإسرائيلي،وأعلن
انحياز الإدارة الأمريكية
السافر والكلي إلى جانب إسرائيل
في مواقفها وتصوراتها
للمفاوضات والعملية
السلمية،وعبر عن رفضه للخطوة
الفلسطينية بالسعي للحصول على
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
كاملة السيادة على الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1967 من
خلال مجلس الأمن الدولي
والجمعية العامة،وقال بأن
الطريق إلى الدولة الفلسطينية
لن يتحقق إلا"بالمفاوضات
المباشرة" مع إسرائيل،تلك
المفاوضات العبثية
والماراثونية والمتواصلة منذ
ما يقارب العشرين عاماً،والتي
لم يحصل الفلسطينيين ويحصدوا من
خلالها سوى المزيد من الاستيطان
في الضفة الغربية والأسرلة
والتهويد والتطهير العرقي في
القدس. وخطاب أوباما هذا المخيب
للآمال الفلسطينية،هو تعبيراً
عن واستمرارا لمواقف الإدارات
الأمريكية السابقة في
الاستمرار بإدارة الأزمة على
صعيد الصراع العربي- الإسرائيلي
وفي الجوهر منه القضية
الفلسطينية،فأوباما كما هو
معروف بعد مجيئه الى الحكم
،حاول أن يسوق بضاعة قديمة بلغة
جديدة تلعب وتغزل وتعزف على
العواطف والمشاعر،ولكنها في
الجوهر وما تحت السطح تخفي
مخاطر وعداء للشعب الفلسطيني
وحقوقه المشروعة أكثر من أي
إدارة أمريكية سابقة،فالمتتبع
لمواقف الإدارة الأمريكية
الجديدة من فترة ما سمي بالخطاب
التاريخي الذي ألقاه اوباما في
حزيران/ 2008 في جامعة القاهرة
وحتى خطابه الأخير الذي ألقاه
أمام الدورة السادسة والستين
للجمعية العامة،يلحظ أن
الإدارة الأمريكية تستدير في
مواقفها وتتخلى عن أطروحاتها
وموقفها وخططها لصالح المواقف
والبرامج الإسرائيلية لجهة
التطابق والتماثل معها،ولا
تقيم أي وزن للمواقف والحقوق
العربية،حيث تبخرت ما يسمى بخطة
أوباما التي طرحها لإقامة
الدولة الفلسطينية ووقف
الاستيطان،بالربط بين الوقف
الشامل للاستيطان في القدس
والضفة الغربية مع التطبيع
عربياً،لصالح الموقف
الإسرائيلي الذي رفض ذلك،وذهب
اوباما الى ابعد من ذلك عندما
وصف ربط الفلسطينيين عودتهم
للمفاوضات بوقف الاستيطان
بالشروط المسبقة،أما حول دعوته
لإقامة الدولة الفلسطينية ضمن
حدود عام 1967،فإن حظ هذه الدعوة
لا يختلف عن الموقف من
الاستيطان،فالمتتبع لخطابات
نتنياهو واوباما منذ تولهما
للحكم والمتعلقة بالمفاوضات
والعملية السلمية،وحتى لو كان
من هواة السياسة وليس من
المتبحرين فيها،يصل إلى قناعة
مفادها،أن المواقف الأمريكية
والإسرائيلية من القضية
الفلسطينية متطابقة،بل وتجد
أحياناً أن الإدارة الأمريكية
ليكودية أكثر من الليكود
نفسه،حتى أن أعضاء الكونغرس
الأمريكي أكثر يمينية وتطرفاً
من ليبرمان نفسه فيما يخص
الحقوق الفلسطينية،حيث أنهم
صفقوا مطولاً واكثر من تسعة
وعشرين مرة لنتنياهو عندما ألقا
خطابه أمامه وأعلن فيه عن رفضه
الانسحاب إلى حدود الرابع من
حزيران ووقف الاستيطان في الضفة
الغربية والقدس،وثلاثين منهم
رداً على الخطوة الفلسطينية
بالتوجه الى هيئة الأمم المتحدة
للحصول العضوية والاعتراف
بالدولة الفلسطينية على حدود
الرابع من حزيران،دعو الحكومة
الإسرائيلية إلى ضم يسمى بالكتل
الاستيطانية الكبرى في الضفة
الغربية إلى "إسرائيل"
رداً على الخطوة
الفلسطينية،وهذا الكونغرس نفسه
يعد قراراً لقطع المساعدات
الأمريكية عن السلطة
الفلسطينية رداً على تلك الخطوة
أيضاً،فالتطابق بين الرجلين(
نتنياهو وأوباما ) لجهة المواقف
والرؤيا من المفاوضات والعملية
السلمية متطابقاً إلى حد
التماثل فيما عدا بعض الرتوش
والديكورات التي أراد بيعها
أوباما وتسويقها للعرب
والفلسطينيين،فكلاهما يرفض
الاعتراف بالحقوق المشروعة
للشعب الفلسطيني حتى في الحدود
الدنيا،إقامة دولة في فلسطين
على حدود الرابع من
حزيران،فأوباما تحدث عن إقامة
دولة فلسطينية بدون القدس وحق
العودة،ودعا الى تبادل
أراضي،ورفض التوجه الفلسطيني
إلى الأمم المتحدة من أجل
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
على حدود الرابع من حزيران،ووصف
تلك الدعوة بأنها محاولة لعزل
إسرائيل على الساحة
الدولية،وهو لم يهدد فقط
باستخدام حق النقض "الفيتو"
ضد هذه الخطوة العربية-
الفلسطينية،بل يمارس الكثير من
الضغوط والابتزاز والتهديد على
السلطة الفلسطينية
ورئيسها،لمنعها من تقديم الطلب
لمجلس الأمن والجمعية العامة
وعلى الدول الأوروبية دائمة
العضوية والدول الأعضاء غير
الدائمين في مجلس الأمن الدولي
لهذا الشهر من أجل ثنيهم عن
تأييد الطلب الفلسطيني بالحصول
على العضوية الكاملة،وجاء
خطابه الأخير أمام الجمعية
العامة،ليثبت أن دعوته لإقامة
الدولة الفلسطينية،ليست سوى
شيك بلا رصيد
للفلسطينيين،وليست أكثر من لغو
وشعارات فارغة،وتطابق كلي مع
الموقف الإسرائيلي،مما حدا
بأركان الحكومة الإسرائيلية
وأعضاء الكنيست حكومة ومعارضة
من يمينهم الى يسارهم،الى مدح
وشكر وتقدير عميق لأوباما على
هذا الخطاب،وبأنه خطاب صديق محب
لإسرائيل ومصالحها. أن ما يريده أوباما من الفلسطينيين هو
العودة إلى طاولة المفاوضات
المباشرة،بدون أي التزامات من
إسرائيل بتنفيذ تعهداتها
الواردة في خارطة الطريق
وغيرها،ووقف للاستيطان في
القدس والضفة الغربية،وهو لم
يأتي على ذكر الاستيطان في
خطابه،بل المتتبع للخطاب يتصور
أن الفلسطينيون هم من يحتلون
"إسرائيل" وليس
العكس،وأوباما لا يريد تدخل
الأمم المتحدة في المفاوضات من
حيث المرجعية ولا من حيث تطبيق
قرارات الشرعية الدولية ذات
الصلة،وكذلك يريدها مفاوضات
مفتوحة وبدون مواعيد وسقوف
زمنية،فهو في أكثر من خطاب هو
ووزير خارجيته هلاري
كلينتون،دعو الفلسطينيون الى
العودة للمفاوضات المباشرة
بدون شروط مسبقة،وبدون
مرجعيات، والمرجعية فقط هي ما
يتقرر على طاولة المفاوضات
المباشرة،وزيادة في الصلف
والعنجهية والغطرسة
الإسرائيلية فان نتنياهو
وأركان حكومته يستبقون
اللقاءات مع اوباما والإدارة
الأمريكية بإعلان الحكومة
الإسرائيلية عن موافقتها على
إقامة مئات الوحدات السكنية
الاستيطانية في القدس
الشرقية،أي المطلوب من
الفلسطينيين الخضوع للشروط
والاملاءات الإسرائيلية فيما
يتعلق بالمفاوضات والتسوية
والمرجعية والسقف الزمني لها. الجميع يعرف ويدرك أن نهج المفاوضات
العبثية لما يحقق طوال العشرين
سنة الماضية، أي شيء
للفلسطينيين،والنتيجة لم تكن
فقط صفر بامتياز
للفلسطينيين،بل كانت غطاءاً
استغلته إسرائيل وحكوماتها
المتعاقبة في تكثيف الاستيطان
بشكل كبير وواسع في الضفة
الغربية والقدس. ومن هنا علينا القول،كفلسطينيين وعرب
وبعد انكشاف حقيقة المواقف
الأمريكية بشكل سافر من الحقوق
المشروعة لشعبنا بعد الخطاب
الأخير لأوباما أمام الجمعية
العامة،وهو الرفض المطلق
لمنحنا الحد الأدنى من حقوقنا
المشروعة في دولة فلسطينية
مستقلة وعاصمتها القدس على حدود
الرابع من حزيران،لا من خلال
المفاوضات ولا من خلال المجتمع
الدولي ومؤسساته،فإنه لم يعد
هناك كما قال المأثور الشعبي
مجالا" لتجريب المجرب الا لمن
عقله مخرب"،أنه آن الأوان
للعرب والفلسطينيين مغادرة
خانة الرهان والثقة بالموقف
والراعي الأمريكي،فهذا الراعي
هو أكثر سفوراً وعداءاً للحقوق
الفلسطينية من دولة الاحتلال
نفسها،فهو لم يطرح ولو لمرة
واحدة ضرورة تطبيق إسرائيل
والتزامها بقرارات الشرعية
الدولية،أو التهديد بفرض
عقوبات عليها إذا ما رفضت تطبيق
مقررات الشرعية الدولية،بل
إسرائيل "البنت المدللة"
ترفض وتقبل وتقرر ما تشاء وما
تريد ودون حسيب أو رقيب،أما
العرب فهم لا يمتلكون مثل هذه
الحقوق،فعليهم الانصياع
للإرادة والشروط الأمريكية
والأوروبية الغربية
والإسرائيلية،وإلا فسيف
العقوبات الدولية سيطبق
عليهم،حتى لو كان ذلك يشمل
التدخل في شؤونهم الداخلية،تحت
حجج وذرائع الديمقراطية
والحرية وحقوق الإنسان،هذه
القيم والمبادئ التي تتعامل
معها أمريكا والغرب بشكل
انتقائي ومزدوج،وبما يخدم
أهدافهم ومصالحهم،فعندما كانت
الأنظمة العربية البائدة
المغرقة في الديكتاتورية
والقمع،خادمة ومنفذه لمصالح
وأهداف أمريكا،لم تطلب منها أن
تحترم حقوق الإنسان أو تمنح
شعوبها الحرية،أما اليوم عندما
أطاحت الشعوب العربية بتلك
الأنظمة فإن الإدارة
الأمريكية،أعلنت أنها ستقف إلى
جانب تلك الثورات،فهي مع قيم
الحرية والديمقراطية والعدالة
وغيرها،ولكنها بالمقابل تريد
أن تشتري المواقف السياسية لتلك
الثورات عبر المال وما يسمى
بالمساعدات الاقتصادية،ضمن خطة
أمريكية جديدة،لا تقوم على
التوريط العسكري الأمريكي
المباشر كما حصل في العراق،بل
شراء المواقف السياسية بالمال
والدعم الاقتصادي مقابل دعم
الحريات والديمقراطية في بلدان
تلك الثورات. وعلى ضوء خطاب أوباما والذي واضح انه لا
يخرج عن إطار المواقف الأمريكية
التقليدية،بالاستمرار في إدارة
الأزمة،وبما يمكن إسرائيل من
مواصلة تحقيق أهدافها
ومخططاتها على الأرض،فإنه
يتوجب على الطرف الفلسطيني
الصمود والثبات على مواقفه بعدم
الرضوخ للتهديدات الأمريكية
والأوروبية بالعودة إلى
المفاوضات،بل الاستمرار في
الحملة الدبلوماسية وتجنيد
الدعم الدولي للموقف
الفلسطيني،بطرح قضية الاعتراف
بالدولة الفلسطينية على حدود
الرابع من حزيران على مجلس
الأمن الدولي ،وبما يكشف ويعري
حقيقة المواقف الأمريكية
العدائية للشعب الفلسطيني،وزيف
شعاراتها وخداعها وتضليلها
فيما يخص الديمقراطية والحرية
وحقوق الإنسان وتقرير المصير
للشعوب،وأيضاً يجب الإسراع في
تطبيق اتفاق المصالحة،والعمل
على البدء بتنفيذ إستراتيجية
فلسطينية موحدة وبديلة،تقوم
على الصمود
والمقاومة،استراتيجية تشق مجرى
سياسي وكفاحي جديد،وتنهي
الانقسام،إستراتيجية تعيد
الاعتبار للبرنامج الوطني
والثوابت الفلسطينية. القدس- فلسطين ============================ إلى متى يا أهل الوفاء
والنخوة والمروءة في حلب
الشهباء ؟! د.
محمد ياسر المسدي لا أحد يشك أبداً أنَّ كل الغيورين
والأحرار والشرفاء في بلد
الوفاء والنخوة والمروءة تتقطع
أكبادهم حنقاً وغيظاً على
النظام الأسدي الظالم الجائر
كما تتقطع ألماً وحسرة على
تأخرهم عن مشاركة إخوانهم
الأحرار في ثورتهم المباركة في
بقية المحافظات السورية ، كما
أننا ندرك مدى الضغط والإرهاب
والتهديد الذي يتعرضون له ،
بالإضافة إلى وجود
المُخَذَّلين والمُرجِفين
والمُثبِّطين من أصحاب المصالح
المادية ، وعلماء السلطان ،
ولكن نقول وقد مضى على هذه
الثورة المباركة ستة شهور: أما
آن لهذا الفارس أن يترجل ، وأما
آن لهذا البركان أن يثور ، فيا
إخوتي ويا أخواتي ، ويا أبنائي
وبناتي ، هذا قول الحق يناديكم
ويقول لكم ولكلَ الباحثين عن
الحياة العزيزة الكريمة في
الدنيا : { يا أيها الذين آمنوا
مالكم إذا قيل لكم انفروا في
سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض
أرضيتم بالحياة الدنيا من
الآخرة فما متاع الحياة الدنيا
في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا
يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل
قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً
والله على كل شيء قدير } التوبة
(38-39) . إنها الدعوة من الله تعالى إلى الجهاد في
سبيل الله الذي هو ( ذروة سنام
الجهاد ) كما جاء في الحديث
الصحيح ، كما أنه أعلى أنواع
الذكر لله تعالى كما يقول
الإمام الغزالي "رحمه الله"
لأن المجاهد كلُّ ذرة في جسده
تذكر الله وتوحِّده ، فبالجهاد
يحفظ الدين ، ويُعزُّ أهله ،
ويهزم الكفر ويذل أهله ، لذلك
كان من أفضل الأعمال عند الله
تعالى بعد الفرائض ، كما جاء في
الحديث الصحيح :( أفضل الأعمال :
إيمان بالله ثم جهاد في سبيله )
رواه البخاري . والجهاد أنواع ، فإذا أطلق كان الجهاد
بالسيف وبآلات الحرب المعروفة ،
و هذا النوع لسنا بصدد الحديث
عنه لأن ثورتنا في سوريا سلمية ،
وجهادنا في سوريا جهاد اللسان
الذي هو في هذه الثورة بإذن الله
– أمضى وأقوى من جهاد السنان ،
لذلك اعتبر الرسول صلى الله
عليه وسلم من يُقتل وهو يجاهد
بلسانه سيد الشهداء، فقال : ( سيد
الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى
إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )
وعدَّ هذا الجهاد من أفضل أنواع
الجهاد فقال : ( أفضل الجهاد كلمة
حق عند سلطان جائر ) رواه
أبوداود والترمذي، كما نعى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الأمة
التي تحجم عن الجهاد بلسانها
وعدها في عداد الموتى، فقال : (
إذا خشيت أمتي أن تقول للظالم يا
ظالم فقد تُودِّع منها ) فهل ترضون يا من عُرف عنكم أنكم أهل
النخوة و الشهامة و الوفاء أن
تكونوا ممَّن نعاهم رسول الله
صلى الله عليه و سلم ؟ ! هلْ
ترضون أن يستفرد الظالمون و
الطغاة بإخوانكم في بقية
المحافظات ثم يتفرغون لكم
فتقولون – لا سمح الله –:
أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض ؟
! هل ترضون أن تُنتهك حرمات جيرانكم في حماة
و حمص و إدلب ومعرة النعمان و
جبل الزاوية و درعا ... و أنتم
تنعمون مع أهليكم و ذويكم ، هل
تظنون أن هذا النظام الشرس الذي
لم يرقب بأهل سوريا على اختلاف
أديانهم و أعراقهم إلاًّ ولا
ذمة سيترككم إن بقي له الأمر لا
سمح الله ، هل تظنون أن هذا
النظام الذي ضحى بأقرب المقربين
إليهم أمثال : غازي كنعان ،
وغيره كثير ، سيترككم ، طبعاً لا
، و ألف لا . يا أهل حلب الشهباء: إن إخوانكم و أخواتكم
و أطفالكم في المحافظات الأخرى
يستصرخون فيكم النخوة و المروءة
و الشهامة ويستصرخون فيكم جذوة
الإيمان الكامنة في نفوسكم و
التي تعلمتم من خلالها قول الله
تعالى: { قل لن يصيبنا إلا ما كتب
الله لنا } ، و قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم لابن عباس رضى
الله عنهما: " واعلم أن الأمة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم
ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء
لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله
عليك " . فالآجال محدودة ، كما أن الرزق محدود ،
وذلك منذ أن أمر الله تعالى
الملك بأن ينفخ الروح في الجنين
وهو في بطن أمه ، أمره بكتب
الرزق و الأجل كما في الحديث
الصحيح: " و يُؤْمر بكتب رزقه
و أجله .... " فلا الإقدام
يُقصِّر الآجال ، ولا الإحجام
يُطوِّل الآجال ، ألم تسمعوا
إلى قول سيف الله المسلول خالد
بن الوليد رضي الله عنه الذي ملأ
الدنيا في عهده جهاداً وقتالاً
لم يمتْ إلا على فراشه ، و ما
قولته المشهورة بخافية على أحد:
" لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها
وما في بدني موضع شبر إلا وفيه
ضربة بسيف أو طعنة برمح ، و ها
أنا ذا أموت على فراشي كما يموت
البعير فلا نامت أعين الجبناء
" نعم لا نامت أعين الجبناء ، ولا
المتخاذلين ، ولا المرجفين ،
فليعيشوا في خوف و رعب ،
وليموتوا أذلاء تعساء ، نعم لا
نامت أعين الذين يُلَبِِسونَ
على الناس الحق فيعتبرون مطالب
الشعب بالحرية و الكرامة فتنة ،
ويعتبرون ما يقوم به النظام
الغاشم من قتل للناس و تمثيل في
جثثهم ، وانتهاك لأعراضهم و
سرقة لأموالهم ، و هدم لمساجدهم
، أمراً ينبغي أن يُصبر عليه . كَبُرَتْ كلماتٍ ظالمةً تخرج من أفواههم
؟ !! نعم للحرية ثمن ، و ثمن غال ،
و باهظ يهون في سبيلها كلُّ شيء
، ولكن و ما أجملها من عبارة
رددها الشهداء و الجرحى و
المنتظرون: " الموت ولا
المذلة " نعم حالنا اليوم في
عاصمة الثورة : شهيد يسعف شهيداً
، و شهيد يُغسِّلُ شهيداً ،
وشهيد يصلي على شهيد ، وشهيد
يدفن شهيداً ، صدق فيهم قول الله
عزوجل : {من المؤمنين رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَنْ
قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما
بدلوا تبديلا }. ورحم الله الشاعر إذ يقول : عشْ عزيزاً أو مت و أنت كريم *** بين طعن
القنا و خفق البنود كما يقول في قصيدة أخرى : إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ *** فلا تقنعْ بما
دونَ النجوم ِ فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقير ٍ *** كطعم
ِالموتِ في أمرٍ عظيم ِ فاللهَ ، الله َ، يأهل النخوة والمروءة ،
فالمسؤولية عظيمة أمام الله
تعالى ، ثم أمام التاريخ ،
فلنتدارك الأمر، ولنعلم بأن هذا
الأمر لم يعد مندوباً ، أو
مستحباً ، بل أصبح واجباً
دينياً ، ووطنياً ، وتاريخياً . ولنتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( ما من أمرئٍ يخذل امرأً
مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته
وينتقص فيه من عرضه إلا خذله
الله في موطن يحبُّ فيه نصرته ،
ومامن امرئ ينصر مسلماً في موضع
يُنتقص فيه من عرضه وينتهك فيه
من حرمته إلا نصره الله في موطن
يحب نصرته ) أبوداود . ============================= د. عيدة المطلق قناة عقود طوال وقعت فيها الأمة تحت ربقة أنظمة
استبدادية هيمنت على السلطة
والثروة ورهنت قرار الأمة
للخارج.. عقود على اتفاقيات "كامب
ديفيد وأوسلو ووادي عربة"
التي صادرت القرار السيادي
للأمة بما فيها القرار السياسي
والاقتصادي وحتى الاجتماعي..
وخضعت أنظمتا للاشتراطات
والإملاءات الأمريكية
بالانفتاح الاقتصادي ، وخصخصة
القطاع العام ، وارتهان
مقدراتنا الحياتية للمساعدات
الامريكية.. ومحاصرة لقمة عيشنا..
وتهميشنا بين الأمم . ناهيك عن
إلزام مصر بتصدير أغلب انتاجها
من الغاز والبترول للعدو
الصهيوني بأبخس الاسعار..
ومحاصرتها بلقمة عيشها إذ تم
منعها من إنتاج القمح .. حتى
أصبحت الاستهانة بمصر والتطاول
عليها السمة الغالبة على السلوك
الصهيوني طيلة عقود من الإرتهان
والإذعان لعدو انفطر على التآمر
والعدوان، وارتكاب المذابح ،
واتسم بالصلف والعنجهية
والاستعلاء والنظر الدونية .. لقد جاء السلوك الإسرائيلي تجاه حادثة
قتل الجنود المصريين .. ورفضها
الاعتذار أو حتى إجراء تحقيق فى
الحادث ليؤكد حجم الاستهانة
والتطاول والتهميش الذي نال من
الهيبة والسيادة المصرية .. ولكن
رد الفعل على هذه السلوكيات في
مرحلة ما بعد الثورة المصرية
والربيع العربي جاء مختلفاً عن
سابقاتها .. إذ فتحت الحادثة
جرحا غائراً في القلب والكرامة
والكبرياء العربية بعامة
والمصرية بخاصة.. وأعادت فتح كل
الملفات.. ولا أظن أنه بات من
السهل إعادة الملفات الساخنة في
العلاقات العربية الإسرائيلية
أو العلاقات العربية الدولية
إلى سابق عهدها .. !! فحين تفجر الربيع العربي لاحظ المراقبون
تراجع "قضايا الأمة " أمام
أولويات ثورات الحرية والكرامة
والخلاص من الاستبداد والتهميش..
فظن الكثيرون أن الثوار لم
يعودوا على ارتباط بالأمة
وقضاياها المركزية.. !! وبالرغم من أن هناك - حتى من داخل "إسرائيل"
- من يعتقد بأن من أهم أسباب قيام
ثورة 25 يناير هو تصرفات إسرائيل
المستفزة.. وما جره النظام
المصري المخلوع من إهانة لمصر
وتهميش لدورها .. بدعمه المتواصل
للعدو الصهيوني وتعاميه عن
المجازر التي يرتكبها هذا العدو
بل وتغطيته الدائمة لها، إن لم
نقل دعمه المباشر لها.. إلا أن
لدينا نفر من المشككين أخذوا
يروجون لمزاعم - لا أساس لها من
الصحة - بأن "الربيع العربي ما
هو إلا مؤامرة أمريكية صهيونية
لإعادة ترتيب أولويات الأمة
بعيداً عن الخطر الصهيوني
ومصالحها.. إلى أن جاءت حادثة العدوان الصهيوني على
سيناء وقتل الجنود والمدنيين
المصريين .. ورفضه حتى الإعتذار..
دون رد من السلطة المصرية..
فكانت بمثابة القشة التي كسرت
ظهر البعير .. فانفجرت براكين
الغضب المكبوت.. وعلت صرخات
الاحتجاج .. وأرسل المصريون
رسالتهم لمن يهمهم الأمر فطوقوا
وكر العدو وأنزلوا العلم البغيض
.. وهدأوا بانتظار "رد حكومي
ما "على إستباحة الدم
والكرامة وإهانة الدولة
وإنتقاص سيادتها.. ومرة أخرى جاء
الرد الحكومي "استفزازياً
مفزعاً" بإعادة رفع علم
الكيان الصهيوني.. وبناء سور
لحماية العدو.. حتى بلغ الغضب
الثوري النبيل مبلغه فانقض
الثوار ب"الشواكيش" على
جدار الإذعان .. ثم اقتحموا وكر
التآمر والتجسس ، وأنزلوا العلم
اللعين للمرة الثانية ..وهتفوا
بحناجر الأمة من محيطها إلى
خليجها "ارحلوا عن ديارنا،
اخرجوا من تحت جلودنا" ..
فاشتعل الموقف .. وتدخلت قوات
الأمن .. ولكن الأمر كان أكبر من
أن يمنع!!.. فها هو السفير
الإسرائيلي في مصر " اسحاق
ليفانون" يروي ل''هآرتس''
لحظات الرعب التي عاشها عند
اقتحام السفارة قائلاً : "أدركت
ان الموقف على غير ما يرام..
عندما علمت من حارسي المبني أن
المتظاهرين أحدثوا فتحة في
الجدار.. وبلغت ذروة الضغط
الحقيقي عندما أخبروني عبر جهاز
الاتصال أن "المتظاهرين
اخترقوا .. اخترقوا ... اخترقوا
المبني"... وفى تلك اللحظات
وصل المتظاهرون إلى الطابق
السادس عشر الذي توجد به
السفارة ، وهنا أدركت أننا في
حالة طوارئ قصوى " !! إذن - مهما تفلسف المتحذلقون .. ومهما شكك
المشككون .. فإن اقتحام هذا
الوكر الصهيوني هو عمل وطني
بطولى بامتياز .. يمكن أن يعتمد
نموذجاً للقادم من الفعاليات
الشعبية في النضال الشعبي
السلمي لإعادة الاعتبار
للكرامة الوطنية .. لقد عبر
المصريون الأشاوس بهذا العمل عن
الشعور الحقيقي للأمة الواحدة ..
كما أعادو توجيه البوصلة
الثورية نحو اتجاهها الصحيح .. و
سجلوا بالشهادة والدماء
الطاهرة رفض الأمة للوجود
الصهيوني .. وأكدوا بأن أحوال
الأمة لا يمكن لها أن تستقيم
بدون إعادة الاعتبار للكرامة
الوطنية التي استبيحت
باتفاقيات العار مع العدو
الصهيوني .. وبإنهاء هذه العلاقة
الشاذة مع أعداء الأمة.!! لقد صنع المصريون منجزاً تاريخياً نعتز
به .. فهذا المنجز أكد بما لا
يقبل مجالاً للشك بأن الاحتلال
إنما يستمد قوته وهيبته من بقاء
الأنظمة الاستبدادية التي
تصادر حق الشعوب في التعبير عن
إرادتها وتمنعها من حسم
خياراتها نحو استعادة الحقوق
والكرامة المفقودة.. !! فهل يدرك المشككون حجم المتغيرات التي
طرأت على المنطقة بفعل الربيع
العربي؟ وإلى متى ستظل أنظمتنا الرسمية على احترامها
الاستفزازي لاتفاقيتي العار -
كامب ديفيد ووادي عربة – مع عدو
لم يحترمها وليس على استعداد
لاحترامها ؟ الكرة اليوم فى ملعب الشعوب وقواها الحية
شريطة ألا يظلوا رهائن للخوف
والعجز .. لقد ولى زمن الابتزاز
والاستغلال.. واستيقظ العرب..
وها هي الأمة – كل الأمة - دخلت
مرحلة نهوضها التاريخي .. في حين
بدأ عدوها مرحلة أفوله الحتمي .. ============================ خطاب أوباما أحد حلقات
التحالف الاستراتيجى
التاريخى مع اسرائيل – بقلم أ . رأفت حمدونة "أنا مقتنع بأنه لا توجد طريق مختصرة
لإنهاء نزاع قائم منذ عقود.
السلام لا يمكن أن يأتي عبر
بيانات وقرارات في الأمم
المتحدة، ولو كان الأمر بهذه
السهولة لكان قد أنجز على التو". " لن نسمح بالمساس نهائيا بالضمانات
الامريكية لامن اسرائيل،
والعلاقات مع اسرائيل عميقة جدا
، اسرائيل محاطة بجيران خاضوا
معها حروب ويهددونها بالحرب،
لذلك كل اتفاقية سلام يتم
التوصل لها يجب اخذ احتياجات
اسرائيل الامنية في هذه
الاتفاقية، وان اسرائيل تتعرض
باستمرار وعلى مدار اليوم
لتهديدات امنية " هذه هى الكلمات التى اكد عليها الرئيس
الأمريكى الرابع والأربعين
براك أوباما من على منصة الأمم
المتحدة قبيل خطاب الرئيس أبو
مازن وقبيل نية التصويت على
الدولة الفلسطينية . كلمات تنم عن تحالف استراتيجى تاريخى مع
الدولة العبرية ، وعن رؤية
منحازة ومبررات غير ميدانية بل
لها جذور وأسس ليس لها علاقة
بالرؤساء ومواقفهم وأصولهم
ولون بشرتهم بل لها علاقة
بالمصالح الكبرى وبالدين
وبتأثير اللوبى الصهيونى على
الرئيس والكونغرس وكل مسسات
الدولة وماكنة الاعلام
المتطرفة فيها . خطاب أوباما لم يأت بجديد فيما لو قورن
بمحطات تاريخية ومواقف سياسية
سابقة لرؤساء أمريكا بل فقط
الجديد هو الموقف الأمريكى
المخالف ليس للفلسطينيين فحسب
بل للمنظومة الدولية برمتها . أعتقد أن العلاقة القائمة بين اسرائيل
وأمريكا أكبر من رغبات العرب
والمسلمين وعلى العرب أن
يتذكروا أن أمريكا استخدمت ما
يزيد عن 33 مرة الفيتو ضد قرارات
مجلس الأمن التي تدين إسرائيل
وتعد بالفيتو الأخطر وهو تقرير
مصير الشعب الفلسطينى وتحقيق
حريته وحقوقه التاريخية
والمشروعة ، كما أعاقت جهود
الدول العربية لوضع الترسانة
النووية الإسرائيلية على أجندة
الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي أكتوبر 1973 هرعت الولايات
المتحدة لإنقاذ إسرائيل
وأيدتها في مفاوضات السلام،
ولعبت دورا رئيسيا لصالح
اسرائيل في مفاوضات أوسلو 1993؛
حيث نسقت مواقفها مع إسرائيل
ودعمت التناول والرؤية
الإسرائيلية للمفاوضات وقدمت
الدعم العسكرى والسياسى
والمالى فى كل الاتجاهات. كما وأن اسرائيل نجحت في عصر ادارة بوش
حتى آخر قطرة مستغلة الأزمات
وبعثرة الاوراق والحرب على ما
سماه بالارهاب ولقد حققت
اسرائيل مكاسب كثيرة على الصعيد
الأمني والاستراتيجي وأقامت
الكثير من الجسور والدعائم
لامنها القومي فى الثمانى سنوات
الأخيرة ، كما وأن التعاون
استمر بين اسرائيل والولايات
المتحدة رغم عدم الرضى الامريكي
من ادارة اسرائيل للامور
والازمات خلال فترة الحرب على
لبنان، ووفرت الادارة
الامريكية المظلة رغم المخاطر
وامكانية تدهور الاوضاع خلال
الهجوم الجوي الاسرائليي على
سوريا وضرب الموقع المشتبه به
داخل الاراضي السورية، كما أن
الكثير من الانجازات الامنية
والعسكرية الخاصة بالدعم
المادي الامريكي تم تحقيقها في
فترتي ولاية الرئيس جورج بوش. ومهم الذكر أن جذور التحالف الأمريكى
الاسرائيلى يبدأ منذ موافقة
الرئيس " وودرو ويلسون "
(1913-1921) _ صاحب النقاط الأربعة
عشرة الشهيرة ، في رسالة سرية
أرسلها إلى وزارة الحرب
البريطانية على وعد بلفور ،
وإلى موافقة الكونغرس الأمريكي
في 30 يونيو 1922_ في عهد " وارين
هاردنج " (1921-1923) على الانتداب
البريطاني على فلسطين ، فإن
الرئيس الأمريكي " هاري
ترومان " (1945-1952) قد أرسى حجر
الأساس للإنحيار الأمريكي
لإسرائيل ، برغم تحذير أركان
إدارته من خطورة هذا الإنحيار
على العلاقات الأمريكية
العربية وقتذاك . ومع عهد الرئيس
" ليندون جونسون " (63-1969)
بدأت حقبة جديدة من السياسة
الأمريكية تتسم بالإنحيار
التام لإسرائيل على مستوى
الرئاسة والكونغرس معاً . وقد
استمرت هذه السياسة في عهود
الرؤساء " نيكسون " و "
فورد " و " كارتر " و "
ريغان " و " بوش " "
وكلينتون " وبوش الابن "
حتى وصلت إلى براك أوباما الآن . أما عن مبررات الدعم كما تسوقها أمريكا
للدعم فهى : - وجود ملايين اليهود في الولايات المتحدة
سبب في إيجاد أذان صاغية
لتطلعات اليهود وكذلك كون لهذه
التطلعات صلة بما هو مكتوب في
التوراة وما قيل عنه في أقوال
الأنبياء. فكرة إقامة الدولة اليهودية أثارت تأييد
خاص في قلوب الأمريكان بسبب
الكارثة التي لحقت بهم خلال
الحرب العالمية الثانية وتم
النظر إلى تأييد اليهود وكأنه
تعويض العالم عما أصاب اليهود
من معاناة جراء هذه الكارثة
التي ألمت بهم ومنحهم ملجئ. ففي أواخر السبعينات تبلور اللوبي
الصهيوني كقوة سياسية ذات نفوذ
وسلطان تملك الوسائل المالية
والإعلامية الكفيلة بتحقيق
أهداف إسرائيل على الساحة
الأمريكية . ومع تزايد ثقته
بنفسه وبقدرته على تحقيق أهدافه
اتجه ذلك اللوبي إلى تبنى سياسة
تقوم على مكافأة الأصدقاء
ومعاقبة الخصوم وعدم التورع عن
تجاوز المحظورات في سبيل الوصول
إلى الهدف . وإذا كان نصيب
الأصدقاء والعملاء قد شمل
الحصول على التبرعات المالية
السخية والدعاية المغرضة
والتشكيك في النزاهة والملاحقة
في مكان العمل والأذى الشخصي . إن تزايد قوة اللوبي الصهيوني ونجاحه في
خلق مراكز النفوذ داخل مؤسسات
الدولة الرئيسية وأجهزة ووسائل
الإعلام جعل إسرائيل الطفل
الملل الذي لا يرفض له طلب
والحليف الإستراتيجي الذي
يستحل أن يرتكب الأخطاء . وكما
قال بول فندلى عضو الكونغرس
السابق " أصبحت كل الأعمال
التي تقوم بها إسرائيل ينظر
إليها متصرفات في مصلحة أمريكا
" ، الأمر الذي جعل القيام
بنقد إسرائيل عملاً ضد المصلحة
الأمريكية . ومهم الذكر أن هناك مجموعة من العوامل
دفعت في اتجاه جعل ضمان أمن
إسرائيل يمثل مصلحة أساسية
للولايات المتحدة الأمريكية ،
فهناك نوع من الارتباط العضوي
بين إسرائيل والولايات المتحدة
يتمثل في وجود قيم مشتركة
وتواصل ثقافي بين المجتمعين
الأمريكي والإسرائيلي . كذلك
فإن الدور الذي تلعبه جماعات
المصالح اليهودية في الولايات
المتحدة . ووسائل الإعلام الأمريكية ، قد خلق بيئة
سياسية مؤيدة لإسرائيل في
الولايات المتحدة ورأياً عاماً
معروفاً بتعاطفه وتأييده القوى
لها فضلاً عن ذلك ، فإن ضمان أمن
إسرائيل كانت له أهمية في
الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة في فترة الحرب
الباردة . ففي ظل ظروف الصراع
الأمريكي – السوفياتى كانت
لإسرائيل قوية – من وجهة النظر
الأمريكية – كان يضمن للولايات
المتحدة مصالحها في المنطقة في
مواجهة أي تهديد من دون حاجة إلى
تدخل عسكري أمريكي مباشر لحماية
هذه المصالح. - منحت الولايات المتحدة تأييدها
لإسرائيل لكونها أيضا امة
ديمقراطية ومجتمع يفيض بقيم
الحرية وثقافة الغرب
الديمقراطية إسرائيل حظيت
بتأييد خاص كونها كانت عمليا
إحدى الديمقراطيات النادرة من
بين الدول الجديدة التي تم
تأسيسها منذ الحرب العالمية
الثانية كون تجربتها استنهضت
ذكريات تجربة الولايات المتحدة. - إسرائيل كما هي الولايات المتحدة هي امة
مهاجرين من أماكن مختلفة، أناس
تركوا دول لا تسمح بدخول ضيوف
إليها ووصلوا إلى شواطئ جديدة
تشجعوا بها لبناء مجتمع عادل
وحر" حسب تعبير المفكرين
اليهود". - وحتى روح الطلائعيين اليهود الذين بنوا
إسرائيل يذكروا بالروح التي
سادت أمريكا خلال فترة صباها
وإنجازات الروح الطلائعية
اليهودية في مجالات الاقتصاد
والمجتمع والعلوم والجيش حظيت
بتقدير كبير في الولايات
المتحدة الذي يقدس مجتمعها
الإنجاز والتقدم. - التأييد الاقتصادي الأمريكي لإسرائيل
تعاظم بسبب الاهتمام العميق
والنشط الذي أبدوه يهود
الولايات المتحدة لدولة
إسرائيل ولجعلها مفتوحة
الأبواب لهجرة اليهود إليها. - وزاد اهتمامهم بسبب زيادة روح العداء
العربي الذي يهدد وجود هذه
الدولة وبهذا رأينا كيف تعاظمت
روابط العاطفة العارمة مع إسرائيل
والرغبة في مساعدتها من قبل كل
يهود أمريكا دون أي اعتبار إلى
ماضيهم أو مكانتهم أو أصولهم
الطائفية لعلاقة يهود أمريكا مع
إسرائيل ساعدت في نسج علاقة
منظمة بين دولتهم مع إسرائيل . - أحداث 11 سبتمبر وقضية محاربة الارهاب
استطاعت اسرائيل أن تجيرها على
أن الدولتين يستهدفهما الارهاب
وعلى الطرفين نواجهة هذا الخطر . تجليات التحالف الأمريكي الاسرائيلى تعد إسرائيل أكبر متلق للمعونة
الاقتصادية والعسكرية
الأمريكية المباشرة سنويا منذ
عام 1976، وهي أكبر متلق لإجمالي
المعونات منذ الحرب العالمية
الثانية. وفي عام 2003 بلغ إجمالي
المعونة الأمريكية المباشرة
لإسرائيل ما يزيد عن 140 مليار
دولار. ومن ناحية أخرى تحصل
إسرائيل كل عام على 3 مليارات
دولار في شكل مساعدة خارجية
مباشرة، وهو ما يساوي تقريبا
خمس ميزانية المساعدات
الخارجية الأمريكية. وبمقاييس
الدخل القومي، فإن كل إسرائيلي
يحصل من الولايات المتحدة على
أكثر من500 دولار سنويا رغم أن
إسرائيل تصنف على أنها دولة
صناعية. ووفق التحالف قامت الولايات المتحدة بدعم
إسرائيل فى عدة اتجاهات أهمها : الدعم العسكرى شهدت إدارة الرئيس " جون كيندي "
(61-1963) عقد أول صفقة سلاح أمريكي
مع " إسرائيل " بقيمة (22)
مليون دولار ، وكان ذلك في عام
1962 . وقد ظلت المعونة العسكرية
الأمريكية لإسرائيل متواضعة
حتى مجئ " جونسون " إلى سدة
الرئاسة حين بدأت في التصاعد
بشكل سريع . ومنذ العام 1986 تحصل
" إسرائيل " على معونة
عسكرية أمريكية رسمية " معلنة
" تقدر بنحو (1,8) مليار دولار
سنوياً ( وهذا الرقم يعادل نحو
36,2% من مجمل ميزانة برنامج
المعونات العسكرية الأمريكية
في المتوسط ) . وقد درجت الإدارات
الأمريكية المختلفة على"
مكافأة " " إسرائيل " في
أعقاب كل عدوان تقوم به هذه
الأخيرة ، فبعد حرب 1967 ارتفعت
المعونة العسكرية بنسب عالية (7
ملايين دولار عام 1967 ، ثم 25
مليون دولار عام 1968 ، ثم 85
حصولها على (307,5) مليون دولار قبل
الحرب . وفى أعقاب غزو لبنان
قفزت المعونة العسكرية السنوية
إلى(1.4)مليار دولار ، ثم إلى (1,7 )
مليار دولار . وفى أواخر العام
1985 وفى أعقاب عدوان " إسرائيل
" على مقر منطقة التحرير
الفلسطينية ، أقر الكونغرس
معونة إضافية مقدارها (1,4) مليار
دولار . وبعيد عدوان " إسرائيل
" على لبنان في إبريل 1996عززت
إدارة " كلنتون " دعمها
العسكري ، إلى " إسرائيل "
بأشكال مختلفة . وفى الإجمال ،
يقدر إجمالي المعونات العسكرية
الأمريكية المعلنة لإسرائيل
منذ قيامها وحتى العام 1996 بنحو
(42 مليار دولار ) ، علماً بأن هذه
المعونات صارت _ منذ العام 1984
وإبان عهد ريغان _ على شكل منح لا
ترد ، كما أن فوائد الديون
العسكرية السابقة على ذلك
التاريخ خفضت بقرار إداري من
" ريغان " في ديسمبر 1986. التعاون الإستراتيجي بين الولايات
المتحدة و " إسرائيل " : ولد هذا التعاون _ إبان فترة حكم ريغان
(82-1988) _ بعدما أدركت الولايات
المتحدة صعوبة تنفيذ الصيغة
الأمريكية لحلف دفاعي استرتيجى
تشارك فيه جميع الدول الصديقة(*) في المنطقة . لقد رأت الإدارة الأمريكية
أن أضمن وأسرع الطرق إلى حماية
مصالحها في المنطقة هو الطريق
الإسرائيلي . وقد عزز هذا التوجه
انتعاش الحرب الباردة بين
القطبين الأمريكي والسوفيتي _
مع مجئ ريغان للحكم _ وبروز دور"
إسرائيل " العسكري والأمني
خاصة بعد خروج مصر من حلبة
الصراع . بينما كانت كل الإدارات الأمريكية
المتتابعة تبدى استعدادها
للتجاوب مع الطلبات
الإسرائيلية قامت إدارة ريغان
بتجاوز حدود المعقول في دعمها
لإسرائيل . إذا على الرغم من
حصول لإسرائيل على كل ما طلبته
من معونات اقتصادية وعسكرية
وتقانية قامت الحكومة
الأمريكية عام 1981 بتوقيع "
اتفاقية التفاهم الإستراتيجي"
بين الطرفين . وبناء على تلك
الاتفاقية التزم الطرفان
بتوثيق مجالات التعاون ، بخاصة
في المجال العسكري ، الأمر الذي
قاد إلى تبلور تحالف إستراتيجي
استخدمه إسرائيل في الحصول على
المزيد من المعونات العسكرية
والدعم السياسي . وقد كان من
نتائج ذلك الاتفاق تشجيع
إسرائيل على السير في طريق
العدوان والتوسع على حساب
البلدان العربية المجاورة . إذ
بعد أسابيع قليلة من توقيع ذلك
الاتفاق أعلنت إسرائيل ضم
الجولان التي كانت قد احتلتها
عام 1967 . وفى منتصف عام 1982 قامت
القوات العسكرية الإسرائيلية
بغزو لبنان (**) . وقد ظهر هذا بعد توقيع وزيري الدفاع في
البلدين ( كايسبر واينبجر) و(اريل
شارون) في واشنطن على " مذكرة
التفاهم الإستراتيجي " في 30
نوفمبر 1981ثم على اتفاقية
التعاون وبموجب هاتين الاتفاقيتين انتقلت "
إسرائيل " من موقع "
التبعية " للولايات المتحدة
إلى " موقع الشراكة " ، وذلك
من خلال تأكيد البلدين على أن
التعاون بين البلدين " تعاون
متبادل " . وكان مما تم
الاتفاق عليه في هذا المجال:
تبادل المساعدات العسكرية ،
إجراء مناورات عسكرية مشتركة ،
التعاون في مجال البحث والتطوير
في مجال الصناعات العسكرية ،
تشكيل مجلس للتنسيق من وزيري
الدفاع في البلدين . وفى العام
1986 سمحت الولايات المتحدة
لإسرائيل بالمشاركة في أبحاث
برنامج حرب الكواكب ضمن مجموعة
دول الحلفاء ، وفى العام التالي
اعتبرت إدارة " ريغان " "
إسرائيل " " حليفاً رئيسياً
غير منتم لحلف الناتو " . وفى
أعقاب عدوان " إسرائيل "
على لبنان _ في إبريل 1996 _ وقعت
الولايات المتحدة و " إسرائيل
" اتفاقا جديداً لتعزيز
التعاون الإستراتيجي بينهما ،
وأخراً للتعاون الأمني
والإستخباراتى . وبعد وصول "
نتانياهو " إلى سدة الحكم (
يونيو 1996 ) ، وفى إبريل من العام
1997 أعلن البلدان عن تعزيز
التعاون الإستراتيجي والعسكري
في مجال البحوث وتطوير أسلحة
مضادة لصواريخ الكاتيوشا .
وبجانب كل ذلك الدعم العسكري
والإستراتيجي "لإسرائيل "
تحصل هذه الأخيرة على دعم أخر
غير مباشر من الولايات المتحدة
، وذلك من خلال التعهد بضمانة
تفوق النوع لإسرائيل على الدول
العربية ، وذلك من خلال
الحيلولة دون بيع أسلحة أمريكية
_ وغير أمريكية _ متطورة إلى
الدول العربية ، وتضييق الحصار
على الدول المناهضة لإسرائيل (
العراق ، إيران ، ليبيا ، سوريا....)
. المعونات الاقتصادية : ظلت المعونات الاقتصادية الأمريكية
لإسرائيل متواضعة حتى العام 1974
مقارنة بما آلت إليه بعد ذلك
التاريخ . ومنذ العام 1986 تحصل
" إسرائيل" سنوياَ على
معونة اقتصادية أمريكية رسمية " معلنة " بقيمة ( 1,2)
مليار دولار . وفى الإجمال تقدر
المعونات الأمريكية الاقتصادية
لإسرائيل منذ 1948 و حتى 1996 بنحو (
27,6 ) مليار دولار . و تنفرد "
إسرائيل" بالعديد من المزايا
فيما يتعلق بهذه المعونات
مقارنةََ ببقية الدول المتلقية
للمعونة الأمريكية , فمنذ عام 1984
صارت كل المعونات الأمريكية
لإسرائيل منحاَ لا ترد ، و صارت
تدفع نقداَ ، وفى بداية السنة
المالية في الولايات المتحدة . هذا بجانب أن الحجم المعلن أقل بكثير من
الحجم الحقيقي تبعاَ لما تقرره
أبحاث محايدة . وفى العام 1985
عقدت الولايات المتحدة و "
إسرائيل " اتفاقية للتجارة
الحرة بينهما ، فصارت العلاقة
بين البلدين كالعلاقة بين
الولايات داخل الولايات
المتحدة. معونات ومنح أمريكية أخرى غير مباشرة : لا يمكن الحديث عن المعونات الغير مباشرة
دون التطرق الى اللوبى الصهيونى
، فهنالك لجنة تسمى باللجنة
الشؤون العامة الإسرائيلية –
الأمريكية التي أنشأها في عام
1854 المجلس الصهيوني الأمريكي هي
لوبي محترف مسجل وظلت أنجح قوة
صهيونية في واشنطن . وكان لدى
هذه اللجنة بحلول أواسط
الثمانينيات خمسة وسبعون
موظفاً بميزانية سنوية تبلغ
5700000 دولار . وهكذا فالعقبة المعرقلة لتطبيق سياسة
خارجية أكثر توازناً في الشرق
الأوسط معقدة ، ليس فقط لتأثير
المواقف المؤيدة لإسرائيل ، بل
كذلك لتأثير جهود ناشطى اللوبي
المناوئين للعرب والمسلمين . وبخلاف المعونات الاقتصادية والعسكرية
الرسمية التي تحصل عليها "
إسرائيل " ( والتي تقدر بنحو 3
مليار دولار سنوياً ) تجنى "
إسرائيل " العديد من وجوه
الدعم الإقتصادى والعسكري غير
المباشر ، وذلك من خلال العديد
من السبل ، منها : السماح لسلع
إسرائيلية بدخول إلى السوق
الأمريكية دون رسوم جمركية قبل
أتفاق التجارة الحرة ( 1985 ) ،
وإلغاء كافة هذه الرسوم بعد
الاتفاق _ تقديم معونات مالية
لإسرائيل لبدء برنامج المعونات
الخارجية خاص بها _ تقديم
المعونات المالية للمنظمات
الصهيونية العاملة في مجال
تهجير الجماعات اليهودية إلى
" إسرائيل " _ تسهيل حصول"
إسرائيل " على القروض من
البنوك التجارية الأمريكية ،
وقيام الحكومة الأمريكية بضمان
هذه القروض _ الاستثمار المباشر
في الاقتصاد الإسرائيلي من قبل
الحكومة والشركات الأمريكية _
السماح لإسرائيل بشراء معدات
عسكرية قديمة بأسعار زهيدة
لتعيد بيعها بأرباح وفيرة بعد
ذلك لدول أخرى _ استثناء "
إسرائيل " من قانون تصدير
السلاح في أمريكا _ السماح
لإسرائيل بالحصول على أحدث
المعارف الفنية المتقدمة
الخاصة بصناعة السلاح وعلى أدق
المعلومات السرية المتعلقة
بجيوش الدول المجاورة ولا سيما
العربية منها _ شراء أسلحة
إسرائيلية وإدخالها الخدمة في
الجيش الأمريكي ، ومساعدة "
إسرائيل " على تصدير منتجاتها العسكرية إلى دول
العالم المختلفة _ تمويل
الولايات المتحدة ، في النصف
الثاني من الثمانيات ، مشروع
الطائرة الإسرائيلية " لافى
والتي خصص لها نحو ( 500 ) مليون
دولار سنوياً في الفترة من 1984
إلى 1987 _ تحمل الولايات المتحدة
تكاليف بناء قاعدتين جويتين في
النقب كتعويض عن قاعدة عسكرية
انسحبت منها " إسرائيل " في
سيناء ، وبلغت هذه التكاليف ( 1,1 )
مليار دولار _ العمل على إفشال
سياسة المقاطعة العربية
وتطويقها ، وغير ذلك . هذا ويطالب الزعماء اليهود الأمريكيون
بانتظام بصفقات مساعدات مالية
وعسكرية معينة لإسرائيل
ويعربون بصراحة عن موافقتهم أو
عدم موافقتهم على سياسات
الولايات المتحدة في الشرق
الأوسط . المعونات الخاصة من الأمريكيين اليهود : لقد استطاع اللوبى الصهيونى من التأثير
على الرؤساء الأمريكيين بشتى
الطرق فمثلاَ عندما تولى هاري ترومان الرئاسة بعد وفاة
روزفلت عام 1945 حشدت الصهيونية
اليهود الأمريكيين لإغراق
البيت الأبيض بالبرقيات
والعرائض التي جاءت من جميع
الولايات ، وما لبث أن تمت
استمالته لوجهة النظر
الصهيونية ، ولم يستمع لنصائح
مسؤولى وزارتي الدفاع
والخارجية الذين كانوا أكثر
اهتماما بالمصالح النفطية
الأمريكية في الشرق الأوسط ،
وراعهم أن يؤدى تبنى الرئيس
ترومان للمطالب الصهيونية إلى
الإضرار بمصالح أمريكا ومركزها
في الشرف الأوسط (**) . وتأتى هذه المعونات من عدة قنوات أهمها :
الأفراد العاديون ، المؤسسات
والمنظمات اليهودية الخاصة ،
وبيع " سندات إسرائيل " .
ويقوم بالقناة الأولى
الأمريكيون اليهود الأثرياء من
خلال عدة وسائل منها استثمار
أموالهم في " إسرائيل " ،
مساعدة البضائع الإسرائيلية
على التغلغل في السوق الأمريكية
، إبداع أموالهم في بنوك "
إسرائيل " ، وشراء " سندات
إسرائيل " . وتقدر تبرعات
الأمريكية اليهود واستثمارهم
في الاقتصاد الإسرائيلي خلال
الفترة من 48 _ 1988 بنحو (7) مليار
دولار . أما مساهمات المؤسسات والمنظمات
اليهودية الخاصة فتأتى من
المنظمات اليهودية الأمريكية
التي يزيد عددها عن (200) منظمة لا
يخضع نشاطها للضريبة في
الولايات المتحدة . وأهم هذه
المنظمات جمعية النداء الموحد .
وتقدر حصيلة ما أرسلته هذه
المنظمات إلى " إسرائيل "
حتى عام 1988 بنحو (12) مليار دولار . أما منظمة " سندات حكومة إسرائيل "
فهي تعمل في الولايات المتحدة
من خلال شركة مالية مسجلة في
نيويورك تحت اسم " استثمارات
التنمية الإسرائيلية "
كمؤسسة مالية خيرية(***). وقد قدرت الأموال التي جمعتها هذه
المنظمة منذ عام 1951 وحتى العام
1988 بنحو (9,5) مليار دولار من دول
أمريكا غرب أوربا ، منها أكثر من
(80%) من الولايات المتحدة (حوالي
7,5) مليار دولار ) . وجملة القول في شأن الدعم الأمريكى
لإسرائيل يمكن الانتهاء إلى أن
الولايات المتحدة تتولى رعاية
إسرائيل اقتصاديا وعسكرياً ،
وتعمل على إشراكها في برامجها
الإستراتيجية المتقدمة ، وفى
فوق هذا وذاك توفر لها حماية
دبلوماسية في كافة المحافل
الدولية منذ قرار التقسيم عام
1947 وحتى اليوم ، فقد تجاوز عدد
المرات التي لجأت فيها الولايات
المتحدة إلى حق الفيتو في كمجلس
الأمن لصالح " إسرائيل " _
منذ أول فيتو عام 1972 وحتى مطلع
العام 1997 _ أكثر من ثلاثين مرة .
وفى عهد الرئيس الحالي "
كلنتون " وصلت العلاقات
الأمريكية الإسرائيلية إلى وضع
ليس له مثيل في العلاقات
الدولية ، ويكفى للتدليل على
ذلك ما قاله " شمعون بيريز "
_ وقت أن كان رئيساً لوزراء
إسرائيل بعد اغتيال " رابين
" _ معلقاً على العلاقات
الأمريكية الإسرائيلية " لقد
أفلسنا من الطلبات فكل ما
طلبناه من كلنتون أعطاه لنا "
أما صحف "" إسرائيل " فقد
كتبت الكثير عن سخاء " كلنتون
" وإدارته ، ومن ذلك ما جاء في
صحيفة يديعوت أحرنوت بتاريخ
الثاني من مايو 1996 : " إن
كلنتون سيدخل في سجلات التاريخ
الإسرائيلي كأول رئيس أمريكي
يتصرف كالولد المطيع الذي لا
يعرف كيف يقول : لا " وتبعاً
لمعلومات أوردها أحد الباحثين
في مايو 1996 فإن "إسرائيل
تستأثر ب ( 1000) دولار سنوياً لكل
فرد إسرائيلي . من هنا نستطيع فهم العلاقة بين اسرائيل
وأمريكا التى هى فوق فوز براك
أوباما وأكبر من طموحات ورغبات
العرب والمسلمين والدول
النامية والفقيرة من العالم ،
فسبب هذا التزام أمريكا أكبر من
شخص ويعود إلى عوامل أخرى تتمثل
في الارتباط العضوي بين
الدولتين والتواصل الثقافي بين
المجتمعين إلى جانب العوامل
المتعلقة بالبيئة السياسية
الداخلية في الولايات المتحدة ،
وهى أمور لا تتغير بسهولة . و ضمان أمن إسرائيل سيبقى فى عهد براك
أوباما كما كان فى عهد أسلافه
يمثل مصلحة أساسية للولايات
المتحدة بالنظر لأهمية إسرائيل
الإستراتيجية لها بسبب موقعها
الجغرافي الذي يجعلها قاعدة
انطلاق مثالية للقيام بعمليات
عسكرية في كافة الاتجاهات . كما
أنه يمكن الوصول إليها بسهولة ،
ولديها تسهيلات إسناد متقدمة
تستطيع أن توفر للقوات
الأمريكية ما تحتاج إليه من
إمكانيات صيانة وتجهيز ، فضلاً
عن قدرتها العسكرية وتفوقها في
مجال البحث والتطوير
والاستخبارات على نحو يجعل
بالإمكان الاعتماد عليها كقوة
ردع في المنطقة . ويمكن فهم قوة هذه العلاقة من خلال ما
أعلنه أوباما فى المقال أعلاه
" سأحافظ على أمن اسرائيل "
وما أكده لأولمرت عبر اتصال
هاتفي مؤكداً له " سأحمي
اسرائيل وسأعزز الصداقة بين
الدولتين " . مستذكرين فى نفس السياق كلمات رؤساء
أمريكا السابقين كالرئيس فورد
الذى قال " سأبلغكم بإنجاز عن
سجلي في الكونغرس في ما يتعلق
بإسرائيل . لقد كان وثيقاً إلى
حد جعل سمعتي سيئة مع العرب . لقد
أحببت واحترمت دائماً الشعب
لإسرائيلي . إنهم أذكياء
ومكرسون للقضايا التي يؤمنون
بها . إنهم مخلصون لدينهم
ولبلدهم ولعائلتهم ولمستوياتهم
الأخلاقية العالية . أنا أحبهم
وأحترمهم . ولم يخب أملى من قبل
أبداً إلى هذا الحد الذي أرى فيه
شعباً أحترمه غير قادر على رؤية
أننا نحاول عمل شئ لمصلحتهم
ولمصلحتنا كذلك " وقد تكون تناقضات بين المصالح الامريكية
وممارستها المنحازة لاسرائيل
المطلقة ، وأحيانا غير المبررة
الأمر الذى جعل العرب يشعرون
بالمرارة تجاه الولايات
الأمريكية والتى ابتدأت
بالكراهية الشعبية اتجاهها . باختصار من غير المنظور أو غير القريب أن
تتغير السياسة الأمريكية نحو
الحياد والقضايا الانسانية لا
فى عهد براك أوباما ولا من سيأتى
بعده ، الأمر الذى قد يطور
ممارسات العداء العربى
والاسلامى بل ومن العالم
المقهور ومن المنافسين
الاقتصاديين لأمريكا على أكثر
من شكل قد نشهده فى عهد أوباما
وفى عهود مقبلة . ==================== د. محمد عبد الرحمن المرسى* بالنسبة لراية الإخوان التي يرفعونها
وعليها سيفان، أليس هذا فيه
دلالة على العنف واستخدام
السيف؟ لصاحب هذا التساؤل، أين هذا العنف من
الإخوان، طوال أكثر من ثمانين
عامًا من التواجد والحركة في
المجتمع، وأين هذا العنف في
كتاباتهم ورؤيتهم ومناهج
تربيتهم؟ إن الواقع يُكَذِّب هذا الادعاء، بل هم من
تحملوا العنف والظلم الواقع
عليهم، ولم يردوا عليه بأي عنف
كما فعل غيرهم. إن العَلَمْ أو الراية، تمثل شعارًا
وعنوانًا، يُعَبِّر فيه صاحبه
عن قضية أو مبدأ أو تعريف خاص
به، لهذا نسأل صاحبه عما يقصده،
لا أن نضع تفسيرًا من عندنا، ثم
نبني عليه الاتهام.فهذه دولة
تضع سيفًا على علمها الرسمي،
وهذه تضع أسدًا، فهل هي تهدد
العالم بالحرب والقتال
والسيطرة، وتقصد ذلك؟ وعلمنا المصري، وبعض أعلام الدول العربية
فيها ألوان لها معنى ودلالة،
فاللون الأسود مثلاً يمثل
الاحتلال، واللون الأحمر يمثل
المقاومة والتضحيات والدماء
التي سالت في سبيل ذلك، فهل لأحد
أن يَدَّعِي أن اللون الأحمر
عدواني يشير إلى إراقة الدماء. إن راية الإخوان تقول إن دعوتنا، والعمل
لرفعة الأمة والشعب تقوم على
مرجعيتها لكتاب الله، وأن هذا
هو أساس المشروع الحضاري الذي
تستهدفه، وأن القوة والإعداد
لها لتحرير الوطن من الاستعمار،
وكذلك حمايته من أي اعتداء
خارجي هو السبيل للحصول على
حريتها واستقلالها، والمحافظة
عليها، وقد سبق أن رفع شعبنا
شعار ما أخذ بالقوة لا يُسترد
إلا بالقوة.واليوم وقد زال
الاحتلال الأجنبي، لكن حماية
الوطن والدولة يجب أن تقوم على
الإعداد وأخذ كل وسائل القوة. إن المشروع الإسلامي لتحقيق نهضة الأمة
يقوم على: الدعوة والمرجعية
لكتاب الله (وهي المرجعية
الإسلامية)، وكذلك على تحرير
الوطن وحمايته وإعداد القوة
اللازمة لردع العدوان عليه.
ونحن ندعو الأمة للتمسك بهذا
المشروع، والقيام به، فهو ليس
قاصرًا على جماعة الإخوان. وقد طبق الإخوان عمليًا هذا المفهوم،
فشاركوا بفاعلية في حرب 1948م ضد
الاحتلال الصهيوني لأرض
فلسطين، وشاركوا في القتال
والجهاد ضد معسكرات الإنجليز في
القنال، وسقط منهم العديد من
الشهداء. ومازالت هذه الراية
التاريخية – بما عبرت عنه وما
زالت – تعبر عن ذلك المعنى الذي
أشرنا إليه، نعتز بها ونوضح لمن
أراد الاستيضاح. سؤال بشأن معاهدة السلام: ما هو موقف الإخوان من معاهدة السلام (كامب
ديفيد) خاصة إذا شاركوا في حكومة
أو شكلوا هم الحكومة؟ الجهة المعتمدة التي تعلن عن موقف
الجماعة هو فضيلة المرشد،
والمتحدث أو المتحدثون
الإعلاميون، وبيانات الجماعة
الصادرة عن مكتب الإرشاد، وفيها
يتضح الموقف من معاهدة السلام. وهذا يشكل الإطار العام الذي يحدد فهمي
ورؤيتي لهذا الأمر الذي يريد
فيه صاحب السؤال الوضوح
والتفصيل. وهو يشمل هذه النقاط
التالية (مكتملة ومجتمعة): أولاً:
قضية فلسطين ينظر إليها
الإخوان أنها قضيتهم الأساسية،
بل هي قضية الإسلام الأولى في
هذا العصر، ولما يمثله المشروع
الصهيوني من خطر كبير على الأمة
الإسلامية، وانطلاقًا من
الأحكام الشرعية لا يُقِّر
الإخوان باغتصاب أي شبر من أرض
فلسطين، وهذه عقيدتنا الثابتة
في هذا الشأن، وقد حددها الإمام
الشهيد في حينها، وهي تستند إلى
الضوابط والأحكام الشرعية
الثابتة، وليس مجرد اجتهاد
أفراد. فمعاهدة كامب ديفيد
تُقِّر للمغتصب بشرعية
اغتصابه، كما أنها تضيع حقوقًا
للدولة المصرية، ولهذا رفضها
الإخوان ودفعوا ثمنًا كبيرًا
لهذا الرفض. ثانيًا:
بالنسبة للمعاهدات الدولية
التي أبرمتها الدولة المصرية،
من الجانب الشرعي والقانوني لها
احترامها. والمعروف عن الإسلام
احترامه للمواثيق وحرصه على
الوفاء بالعهود. وإذا كان في
أي معاهدة خلل في بنودها أو
كيفية إبرامها، فإنها تراجع
بالأسلوب المتعارف عليه
قانونيًا، ومن خلال المؤسسات
الرسمية والدستورية. ثالثًا:
إن رأي الإخوان – وهم فصيل
من الأمة – لا نفرضه على الشعب،
حتى ولو شارك أفراد منَّا أو
شكلوا الحكومة، وإنما الشعب من
خلال مؤسساته المنتخبة
وبإرادته الحرة، ومن خلال
الاستفتاء، بعد الدراسة
والتمحيص هو الذي يفرض نفسه
ويلتزم به الجميع، بمن فيهم
الإخوان، حتى ولو خالف ذلك
رأيهم. رابعًا: الإخوان
ليسوا في حالة عداء شخصي أو حرب
مع من ينتمي للديانة أو الجنسية
اليهودية، فهؤلاء عاملهم
الإسلام معاملة حسنة كأهل كتاب،
وأباح طعامهم، والزواج منهم،
والإحسان إليهم، واستوعبهم
داخل دولته كأهل ذمة لهم حق
المواطنة كاملا، وإنما الإخوان
يرفضون احتلال أراضي المسلمين،
واغتصاب حقوقهم، والاعتداء
عليهم من أي جهة كانت، سواءً
كانت يهودًا أو غير ذلك. خامسًا: الأحكام
الشرعية الإسلامية من حيث واقع
التنفيذ والخاصة بالمجال
المجتمعي والسياسي، تحكمها
ضوابط ومصالح شرعية معتبرة، مثل:
دفع الضرر والمفسدة مقدم على
جلب المصلحة، ومثل احتمال أخف
الضررين، وتفويت أدنى
المصلحتين.. إلخ، وكذلك هناك
ضوابط لفقه الأولويات. * فهل
من مصلحة الدولة الآن إلغاء
معاهدة السلام، والدخول في حرب
مع دولة إسرائيل؟ * وهل
ذلك من الأولويات التي يجب
تنفيذها فورًٍا، أم أن بناء
الدولة المصرية وتقدمها
وحيازتها لكل أسباب القوة هو
الذي له الأولوية، مع عدم نسيان
المبادئ والمواقف الثابتة. * وهل
تحرير الأرض المغتصبة يكون
بالقرارات والشعارات، أم
بالإعداد وحسن الترتيب. * وهل
الوصول لتحقيق الأهداف
المطلوبة يكون فقط بالحرب، أم
أن هناك وسائل أخرى قد تحققها أو
تساعد على تحقيقها مطلوب
تحصيلها والاستفادة منها. سادسًا: نرى
أنه من حق مصر أن تطالب بمراجعة
وتعديل معاهدة كامب ديفيد (معاهدة
السلام)، وذلك وفقًا للإجراءات
المعتمدة في القانون الدولي،
حتى لو رأت الدولة السكوت
مؤقتًا على كامب ديفيد وأن فيه
مصلحة مؤقتة لمصر. إن رؤية
الإخوان من العمق والشمول
والإدراك للواقع واضحة في هذا
الموضوع، تحكمها ضوابط
وموازين، لا تجري وراء العواطف،
وإنما تضبطها بأشعة العقول.
لكننا حتى في هذا لا نفرض على
الشعب أو ننزع حق الأمة في تحديد
موقفها. ويرى الإخوان بناء على حقائق ووقائع
ثابتة أن المشروع الصهيونى ليس
خطرا على فلسطين فقط ، ولكنه خطر
على مصر والأمة العربية كلها،
فهو مشروع معادى في توجهه
وأهدافه ومساره الحالى، ونرفض
كل مظاهر التطبيع التى تتخذ منه
ستارا ومسارا لتحقيق أهدافهم فى
المنطقة . كما نرى أن بنود الاتفاقية الأمنية فى
سيناء مرفوضة جملة وتفصيلا ويجب
إلغاؤها أو تعديلها فورا . كما نرى أن سحب السفير المصرى ، وطرد
السفير الإسرائيلى من مصر
وتخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى
أدنى مستوى له ، أصبح مطلبا
جماهيريا تنادي به الأمة كلها
وفى مقدمتها الإخوان ، وذلك
نتيجة لجرائم إسرائيل المتعددة
. سابعًا: في
مسألة أن الدولة المصرية قد
وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل
وتتعامل معها، فهل الإخوان
سيتعاملون مع هذه الدولة من هذا
المنطلق؟ نقول بوضوح أن هذا شأن
الحكومة، وما عليها من تَبِعات
وقواعد تحكم تصرفاتها وتصرفات
أفرادها. أما جماعة الإخوان
فليست هي الحكومة. وفي رؤيتنا
أنه ليس على أي جماعة أن تتواصل
مع أي دولة خارجية إلا عبر
الحكومة ووزارة الخارجية. هذه
نقطة.. والنقطة
الأخرى.. أنه وفق القانون
الدولي، وقرارات الأمم المتحدة
تُعتبر دولة إسرائيل حتى وقتنا
الحالي دولة مغتصبة ومحتلة
لأراض دولة أخرى. فحسب قرار مجلس
الأمن الصادر في نوفمبر 1947م
والذي قسم أرض فلسطين العربية
إلى دولتين (عربية وإسرائيلية)
لكن استولت إسرائيل على جزء
كبير، ثم في حرب 5 يونيو 1967م
استولت على مساحة أكبر،
والقانون الدولي ومبادئ الحرية
والعدل ترفض هذا الاعتداء، وفرض
الأمر الواقع بالقوة، ليس فقط
على أراضي 1967م، وإنما على ما
استولت عليه عام 1948م. كما أن هذا
القانون يُعطي شرعية لمقاومة
لهذا المحتل الغاصب بكل وسائل
المقاومة، ولا تعتبر إرهابًا
كما يدعون كذبًا، وإنما مقاومة
مشروعة، والإرهاب هو ما يمارسه
العدو المحتل ضدهم. هذه هي مبادئ
القانون الدولي. ثم إن
ممارسات الدولة الإسرائيلية
المستمرة تجاه الشعب الفلسطيني
من قتل وضرب وإبادة واعتقال
وتشريد وحصار، يمثل جرائم حرب،
ولهذا لا يمكن للإخوان أن
تتواصل أو تتحاور مع أي فرد يمثل
هذه الدولة المعتدية، أو تلتقي
به وتتعامل معه في أي مجال أو
نشاط، وهذا الموقف يتماشى
تمامًا مع مقتضيا القانون
الدولي. *عضو مكتب الإرشاد بجماعة
الإخوان المسلمين ========================= شعر وإلقاء: زهرة الأقحوان http://www.youtube.com/watch?v=Px7CMztwDGw
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |