ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
فقدان
الدفء الوطني وتأثيره على
الشباب العربي أ
.محمد بن سعيد الفطيسي* بحسب
الفهم المتداول يعلم الجميع ان
الغربة الوطنية هي العيش بعيدا
عن الوطن , ولكن هل يمكن ان يفتقد
شبابنا العربي الدفء الوطني
داخل أوطانهم , فيعيش غربة
ثقافية وسياسية مكانية في حدود
وطنه وأرضه ومجتمعه وأسرته
ونفسه , وهل لتلك الغربة
الداخلية انعكاسات سلبية لا تقل
مأساوية عن الغربة الخارجية على
تفكير وهوية وثقافة الشباب
العربي ؟ وهل لسياسات الأنظمة
العربية وتوجهاتها السياسية
والاقتصادية والثقافية
الداخلية والخارجية تأثير سلبي
على الهوية الوطنية وثقافة
الولاء والانتماء للوطن ؟ . والحقيقة
ان الأنظمة السياسية تمارس دورا
جوهريا في تحديد نمط وشكل
ومضمون الهوية الوطنية للشباب
العربي , خاصة فيما يتعلق
بالمواطنة بوصفها ثابتا جوهريا
تتشكل على أساسه الدولة , ويستقر
من خلاله الوطن والمواطن ,
والهوية هنا : تتضمن الولاء
والانتماء , والذي يعني ارتباط
الفرد بالأرض والشعور بكونها
جزءا من مجموعة أوسع _ الأسرة
والقبيلة والجنسية والقومية - ,
ينتمي إليها ويحس بالاطمئنان
والفخر والرضا المتبادل بينه
وبينها , والولاء الذي يرتبط
بالانتماء هو صفة أصيلة للهوية
الوطنية , حيث ان الولاء يرتبط
بالانتماء وهو علاقة بين وطن
وفرد يعلن ولاءه للنظام السياسي
- الذي يفترض ان يمثل ذلك الوطن
أفضل تمثيل في الداخل والخارج - . وبالرجوع
الى حال شبابنا العربي اليوم –
ولا نعمم بالطبع - فانه لا يختلف
اثنين على الحالة المزرية
والمحزنة التي يعيشها العديد
منهم داخل أوطانهم , حالة من
الفوضى الأخلاقية والضياع
الفكري والتخبط الثقافي في
التفكير والتصرفات والسلوكيات ,
مع مزيج من الغضب والحقد
والكراهية والعداء والتمرد على
الأنظمة السياسية التي يرون من
وجهة نظرهم أنها لم تلبي
متطلباتهم وحاجياتهم وحقوقهم
الإنسانية والوطنية , مما انعكس
سلبا وبشكل خطير جدا على هويتهم
الوطنية وولاءهم للوطن الذي
يفترض ان يدير ثرواته وخيراته
النظام السياسي الحاكم بشكل
عادل يضمن توزيع الحقوق بالعدل
والمساواة بينهم . وليس
اصدق دليلا على ذلك من الواقع
المأساوي الذي يعيشه الوطن
العربي , ذلك الواقع الذي طالما
عمل على ترسيخ عدم الثقة بين
الأنظمة السياسية والشباب
العربي , فسادت بينهم مفاهيم
توصف المستقبل العربي بالرجعية
والتخبط وعدم الوضوح , وتوصف تلك
الأنظمة بالفساد والعمالة
والارتزاق , وهو ما شوه الهوية
الوطنية في أنظار تلك الشريحة ,
التي ترى في أوطانها صورة تلك
الأنظمة لا أكثر ولا اقل , وهو ما
خلق لدى العديد منهم نوعا من
الفصام الوطني النكد , الذي
دفعهم في نهاية المطاف الى
الإحساس بالغربة المكانية
وفقدان الدفء الوطني والشعور
بالانتماء والولاء للوطن . و-
للأسف الشديد –فقد انعكس
الواقع السياسي للدول العربية
وقضاياه سلبا وبشكل مباشر على
التكوين النفسي والثقافي
للشباب العربي , حيث تشير العديد
من الإحصائيات والدراسات
الموثقة , ان نسبة تتجاوز ال 70%
من الشباب العربي محبط من
إمكانية تغيير الواقع
الاجتماعي والسياسي والاقتصادي
في ظل الأنظمة السياسية الراهنة
, وان أكثر من 25% تعيش حالة من
الانفصام عن الواقع العربي ,
وتعيش حالة من عدم الاكتراث
واللامبالاة بذلك الواقع
وقضاياه , وباقي النسبة تتذبذب
بين الأمل واليأس والخوف والحقد
والتمني , وهو ما يدل على أعلى
درجات الاغتراب السياسي
والثقافي للشباب العربي .في
وطنه . ويكفي
هنا ان نشير الى ما حدث في بعض
الدول العربية التي أهملت
الاهتمام بهويتها الوطنية على
حساب متطلبات الانفتاح وسوق
العمل وترسيخ مكانة أنظمتها
السياسية , فقد أصبح شبابها
اليوم يعيش حالة من الضياع
والتخبط وفقدان الهوية الوطنية
, وتراجعت لديهم مشاعر الولاء
والانتماء للوطن والأرض أمام
طوفان التحولات السياسية
والمتطلبات الاقتصادية
والمعيشية اليومية وتجاذبات
التيارات الثقافية والانفتاح
الكبير الذي تشهده دول المنطقة
على العالم الخارجي في ظل
العولمة العابرة للقارات . هذا
بخلاف تراجع دور اللغة العربية
ومستويات التعليم والمناهج
الدراسية التي تلعب دورا كبيرا
في تشكيل الهوية الوطنية من
خلال بناء وإعداد الإنسان
وتكوين شخصيته المتكاملة
بأبعادها المختلفة الروحية
والسلوكية والجسمية
والاجتماعية والثقافية
والسياسية والاقتصادية , وشخصية
المجتمع والأمة وفق ثقافة
وتقاليد وقيم وثوابت الأمة خاصة
في هذه المرحلة – ونقصد – مرحلة
العولمة والتحولات الكبيرة ,
مرحلة الانفتاح الواسع على
مجتمعات العالم وبالأخص
الغربية , كما يشير الى ذلك
الاستاذ محمد الباهلي في كتابه
التعليم والهوية الوطنية. اذا
فنحن اليوم نعايش نتيجة كل ما
سبق ذكره تحول غير ايجابي في
تركيبة النفسية للشباب العربي ,
تحول في اتجاه خطير للغاية ,
يمكن ان يترتب عليه لو أهمل أكثر
من ذلك الى القضاء على هوية
الأمة ككل , فالشباب هم روح
الأمة وقلبها النابض ورئتها
التي تتنفس بها الهواء النقي ,
فإذا فسد الشباب وتردى , تراجعت
الأمة ككل بفساد الهواء الذي
تتنفسه تلك الرئة , وبالتالي
كميته النقية الى الشرايين ومنه
الى الدماغ , والنتيجة معروفة
بالطبع , - واقصد – الموت البطئ
لذلك الجسد . نعم
.... ان العديد من الشباب العربي
اليوم يعيش ما يمكن ان نطلق عليه
بالإحساس بالغربة المكانية
وفقدان الدفء الوطني , يعيش فترة
صعبة من تراجع منسوب الهوية
الوطنية , وبالتالي تراجع قيم
الولاء والانتماء للوطن , لدرجة
أننا نستطيع ان نؤكد بان هناك
العديد من الشباب العربي سينقلب
ان طال به الأمد دون معالجة
لأوضاعه ومتطلباته الاجتماعية
والثقافية والاقتصادية على
أوطانه نفسها , وسيندفع وراء
تيارات وثقافات هجينة مستوردة
لا تؤمن بالثوابت والقيم
الفاضلة والمعتقدات والأخلاق ,
بل وستدفع شبابنا باتجاه
الانحلال والتفسخ وعدم
الاكتراث بتعاليم الإسلام . وقد
تأكد ذلك وبرز للعيان من خلال
العديد من المناهج والطرق
والأساليب التي حاول الشباب
العربي من خلالها الخروج من تلك
الحالة من الاغتراب الوطني ,
فمثلت الهجرة أولى الطرق لذلك ,
مما افقد أوطاننا العربية
العديد من العقول والأدمغة التي
استفاد منها الغرب وكان أولى
بأوطانها ان تستفيد منها ومن
علمها , ومن ثم تحول الشباب الى
المواجهة المباشرة , والمواجهة
هنا أتت متخذة شكلين , أولها :
الانضمام الى التنظيمات
والجماعات السياسية
والاجتماعية والثقافية
المتطرفة , وغيرها من التنظيمات
التي يراد من وراءها تخريب
الأفكار والأخلاق وثوابت الأمة
وقيمها الفاضلة الكريمة ,
والدفع الى تخريب الممتلكات
والثروات الخاصة والعامة , كردة
فعل عكسية متطرفة على نظرتها
للوطن من خلال النظام السياسي
الذي لا تشاهد فيه غير الظلم
والقسوة والفساد والمحسوبية . أما
الشكل الثاني فقد اتخذ حالة من
العنف السياسي والعسكري المنظم
, مدعوما من الخارج بالمال
والأفكار المستوردة والخارجة
عن تعاليم الدين الإسلامي , وليس
اصدق على ذلك من التفجيرات
والمواجهات المسلحة مع الأنظمة
في العديد من الدول العربية , -
وباختصار – فان حالة الإحباط
التي يعيشها الشباب العربي على
الصعيد السياسي والاقتصادي
نشطت حالة العنف لديهم , فتبلورت
في العقل الجمعي بصفة عامة وفي
عقل الشباب العربي على وجه
الخصوص و باعتبارها أفضل السبل
لنيل الحقوق وأفضل الطرق لحل
الكثير من القضايا وتلبية
العديد من المتطلبات المعيشية . ونحن
هنا نطلق جرس إنذار من خطر يحيق
بدولنا العربية من الداخل ,
ونعني بذلك الخطر استمرار تجاهل
الأنظمة السياسية لحالة
الاختناق والاغتراب لدى شريحة
الشباب العربي وتراجع دور
الهوية الوطنية لدى الكثير منهم
نتيجة ما تطرقنا لذكره من أسباب
سياسية واقتصادية واجتماعية
وثقافية , ونتيجة ضعف المؤسسات
الاجتماعية والتعليمية
والثقافية في عملية التنشئة ,
كما لا يمكننا تجاهل ضعف
المنظومة الدينية بين الشباب
العربي باعتبارها احد العوامل
الأساسية التي ساهمت في خلق
الواقع الاجتماعي والثقافي
الذي يعيشه الشباب العربي اليوم
في مختلف بلداننا العربية بلا
استثناء . اذا
لا عزاء لنا اليوم سوى
بالاهتمام بكل ما من شانه ترسيخ
الهوية الوطنية وقيم الولاء
والانتماء للأمة الإسلامية لدى
الشباب العربي , ولن يكون ذلك
بالطبع سوى انطلاقا من تربية
دينية سليمة وصالحة , وأخرى
وطنية تستند الى فكر عربي يرتبط
بثوابت وقيم الأصالة والتراث
والقدوة الحسنة , ومناهج
تعليمية يراعى في مضمونها حقوق
الله والمجتمع والوطن , كما ومما
لا مناص عنه ضرورة ان تنتبه
أنظمتنا العربية الى حقوق
الشباب ومتطلباتهم السياسية
والاقتصادية والثقافية
والاجتماعية , وان يشعر الشباب
بدفء أوطانهم عليهم , وقرب
أنظمتهم السياسية منهم ومن
أفكارهم . وبالطبع
وكما وجهنا خطابنا للأنظمة
السياسية الحاكمة بضرورة ان
تتقي الله في أماناتها تجاه
الوطن والمواطن , فان الله سيسال
كل حاكم عن كل فرد من أفراد شعبه
يوم القيامة , وكل مسؤول عما
أوكل إليه , فماذا انتم قائلون
يا حكام المسلمين ومسئوليهم
يومئذ ؟!! فإننا نوجه النداء
الآخر للشباب أنفسهم , تلك
الشريحة التي تعتمد عليها الأمة
الإسلامية ككل , وأوطانها على
وجه الخصوص , فيا أيها الشباب
المسلم : اتقوا الله في أوطانكم ,
فإنها أمانة الله في أعناقكم ,
وسيسألكم الله عزوجل عنها يوم
القيامة , فهل ستجيبونه بأنكم قد
دمرتم ثرواتها وخيراتها
وممتلكاتها لأنكم حانقون على
أنظمتها السياسية وحكامها
والمفسدين فيها ؟!! *
باحث في الشؤون السياسية .. رئيس
تحرير صحيفة السياسي التابعة
للمعهد العربي للبحوث
والدراسات الاستراتيجية ====================== سقوط
نظام سوريا الحتمي سيترك حلفاءه
في حال ضياع..؟؟ حسان
القطب مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات القضية
الفلسطينية هي محور الصراع في
المنطقة، وتعتبر المشكلة
الأساس التي على أساسها يتحقق
السلم أو الحرب في المنطقة.
بالنسبة للعالم الإسلامي هي
القضية المركزية، التي لا يتحقق
الاستقرار دون حل معضلتها، سواء
بتحريرها بالكامل أو بإقامة
دولة فلسطينية ضمن أراضي حدود
عام 1967، وعودة اللاجئين أو حل
مشكلتهم في بلاد الشتات
والانتشار وإنهاء معاناتهم
وعذاباتهم وخاصةً في دولة
العراق التي تدعمها جمهورية
إيران..وبالنسبة لدول العالم أو
المجتمع الدولي إن صح التعبير،
تعتبر هذه القضية سبباً مباشراً
في الإرهاب ونشر القلق في مختلف
أرجاء الأرض وبالتالي يجب حل
معضلتها وتجاوز أزمتها بأي شكل
من الأشكال حتى يستقر الأمر
ويحل السلام ويعم الاستقرار..
ولو على حساب الشعب الفلسطيني
ومستقبله وتجاوز ونسيان
معاناته وتضحياته..وحرمانه من
إنشاء دولته المستقلة ولو على
جزءٍ من أرض فلسطين..أو على
الأقل بناء كيان ولو شكلاً
يفتقد للحد الأدنى من مقومات
الاستقلال والسيادة والحرية..
وحسناً فعل الرئيس الفلسطيني
محمود عباس حين توجه للمجتمع
الدولي مطالباً بإعلان الدولة
الفلسطينية ليخرج القضية
وشعبها من بازار التجاذب
والمتاجرة والاستغلال من قبل
بعض التنظيمات والدول والمحاور.. والبعض
الأخر من هذه الدول والمنظومات
والمنظمات ترى في قضية فلسطين
ومعاناة الفلسطيني سبباً في
الاستمرار في السلطة وسبيلاً
ومبرراً لقمع شعوبها والتنكيل
بهم تحت اسم فلسطين وشعب فلسطين
واستعداداً لتحرير فلسطين،
فالنظام السوري لشدة تعلقه
بالقضية الفلسطينية، أنشأ
فرعاً مخابراتياً يخشاه كل
مواطن تحت اسم (فرع مخابرات
فلسطين) لفظاعة ما يتم تحت سقفه
من ممارسات التعذيب والقهر
والتنكيل.. وحلفاء سوريا في
لبنان وباسم فلسطين وتحرير
فلسطين، سمحوا لأنفسهم برعاية
سورية وبعناية وتمويل إيراني
بالحفاظ على سلاحهم الذي يستهدف
الداخل اللبناني والشركاء في
الوطن قبل العدو الرابض على
الحدود، وتحرير الدولة من
أملاكها العامة بالاستيلاء
عليها غصباً وبغطاء سياسي بالغ
الدلالة في كافة المناطق
اللبنانية، قبل تحرير مزارع
شبعا ومرتفعات كفرشوبا. والنظام
الإيراني الذي ينكل بالأقليات
الدينية والعرقية والإثنية في
إيران ويحرم شعبه وأبناءه من
أموال النفط لينفقها على حماية
مشروعه السلطوي في المنطقة،
يمارس كل هذا باسم فلسطين وتحت
شعار ويافطة مواجهة مشروع
الاستيطان الصهيوني في فلسطين،
وهو مع ذلك يحتل جزر دولة
الإمارات العربية، ويتدخل في
البحرين واليمن ولبنان وسوريا
ومصر والعراق وغيرها من الدول
العربية تمويلاً وتدريباً
واستهدافاً.. وفلسطين لا زالت
محتلة ودولتها لم تعلن بعد،
واللاجئون الفلسطينيون لا
زالوا يعانون في بلاد الهجرة
والشتات وفي مخيمات العذاب
والمعاناة..كما في الأراضي
المحتلة.. القاسم
المشترك بين هذه الدول والقوى..(سوريا،
إيران، العراق، حزب الله
وحلفائه) هو الاتجار بقضية
فلسطين ومعاناة شعب فلسطين..
فالقتل في سوريا يجري بوتيرة
يومية متصاعدة لحماية نظام
سوريا المستهدف من القوى (الغاشمة)
ولكن على يد الشعب السوري، وهل
من المعقول أن ينخرط شعب برمته
في مؤامرة تستهدف نظام وعائلة
حاكمة؟.. أم أن هذه الانتفاضة هي
نتيجة ممارسات وسياسات ومعاناة
متراكمة على امتداد سنوات وعقود
من الظلم والقهر والقتل
والتهجير والإبعاد..!! والهدف
كما يقول إعلام هؤلاء من هذه
المؤامرة هو ضرب تحالف القوى
الممانعة والمقاومة وإضعافه
لصالح قوى الاستسلام والانهزام..؟؟
لذلك وإحباطاً لهذه المؤامرة،
أصبح قتل أبناء الشعب السوري
مباحاً ومسموحاً.؟؟ تماماً كما
أيد ودعم النظام السوري ما
ارتكبه حزب الله وحلفائه في
لبنان من فظائع في السابع من
أيار/مايو من عام 2008، تحت عنوان
حماية مشروع شبكة اتصالات
المقاومة من مؤامرة يعد لها
تحالف قوى الرابع عشر من آذار/مارس..
ولكن يوم السبت 24/9/2011، نشرت
صحيفة النهار: (وأفادت أوساط
متابعة أن "المدعو أبو عبد
إسماعيل هرب من لبنان قبل شهر
بمساعدة قوة كومندوس إسرائيلية
لاقته عند قرية حدودية".
وكشفت الأوساط لصحيفة "النهار"
أنه (أبو إسماعيل) كان بمثابة
وزير للبنى التحتية في الحزب
الذي ينتمي إليه).. ولا يكفي أن
ينفي حزب الله هذا الخبر لأنه لن
يكون كافياً.. وشبكة الاتصالات
ولا شك تعتبر من البنى التحتية..! القضية
الفلسطينية التي كانت عنوان
وشعار المرحلة التي عشناها
ونعيشها لضمان هيمنة أنظمة
واستقرارها وتجاهل بطشها
وجبروتها أخذت تتلاشى، وما يجري
على الأراضي السورية اليوم يؤكد
أن نظام سوريا لم يكن يستعد
يوماً لمواجهة جيش الاحتلال ولا
لتحرير الجولان، فالجيش السوري
كما نراه اليوم ليس أكثر من فرقة
مسلحة لحماية نظام وعائلة وسلطة
لا تقيم وزناً لأرواح المواطنين
وممتلكاتهم ولا لكرامات الناس
وإنسانيتهم.. وهذا الانكشاف
الفاضح لحقيقة النظام السوري
ولطبيعة نظامه المقاوم لتطلعات
شعبه، وغير الممانع للمفاوضات
غير المباشرة والاتصالات
الخاصة وعبر الوسطاء لم يكشفه
وحده، بل كشف إلى جانبه مجموعة
أحزاب تسير في ركاب حزب الله،
التي ترى نفسها اليوم ملزمة
بالوقوف إلى جانب هذا النظام في
ممارساته رغم خطورة ما يرتكبه،
ولكنه واجب الوفاء لتاريخ طويل
من التعاون المشترك والتغطية
المشتركة لارتكابات بعضهم
البعض في لبنان سابقاً وحالياً،
مماثلة للتي تجري اليوم في
سوريا بحق أبناء الشعب السوري
والفلسطيني، وهو الفريق نفسه
الذي يدين ما يجري في العراق من
أعمال تفجير تستهدف مناطق معينة
ويتجاهل أعمال مماثلة تقع في
مناطق مقابلة، وهل الإجرام أو
أعمال التفجير تتفاوت أو تتباين
ترجمة مفهومها بين منطقة ومنطقة
أو بين مجموعة وأخرى: (فقد علق
"حزب الله" في بيان أصدره
على "الجرائم الإرهابية التي
استهدفت المواطنين العراقيين
في مدينة كربلاء"، بالقول:
"لم تكف يد الإرهاب الإجرامية
عن استهداف أبناء الشعب العراقي
المسالم، وقتل أطفاله ونسائه،
وتخريب ممتلكاته في مختلف
المناطق، ولاسيما في المناطق
المقدسة وعلى رأسها مدينة
كربلاء". وعبر الحزب "عن
إدانته لهذه الجريمة الإرهابية
الجديدة"). أليس قتل الأطفال
والشيوخ على يد جيش الأسد جريمة
وتهدف لخدمة مشاريع مرفوضة
أيضاً ويجب إدانتها واستنكارها..تماماً
كما هذه الجريمة؟؟ واليوم
ونحو نتطلع إلى يوم قريب يتخلص
فيه الشعب السوري من ظالميه
ومضطهديه، نتساءل ما هو دور
القوى والحركات والشخصيات التي
ربطت مصيرها ومستقبلها ونهجها
بنظام سوريا، وكيف ستقدم نفسها
لمجتمعها وجمهورها ومواطنيها،
وكيف سيتم تعريف وتفسير
إستراتيجيتها الجديدة، بعد أن
تهالكت مقولة المقاومة
والممانعة التي لم نر منها
شيئاً..؟ وما نطرحه هنا ليس
تنبؤات بل بناءً على ما ورد في
سياق هذا الخبر الذي نشرته إحدى
الصحف المؤيدة لنظلم سوريا وحزب
الله ويقول: (زار وفد رفيع
المستوى من حركة «حماس»، يضمّ
مسؤولين في الحركة من خارج
لبنان، الأمين العام لحزب الله
السيد حسن نصر الله منذ نحو
أسبوع. ودام اللقاء أكثر من خمس
ساعات. وتناول الحديث ما يجري في
المنطقة العربيّة من أحداث
وتطوّرات وكيفيّة تنسيق
المواقف من جميع الأحداث، «على
مستوى محور المقاومة المكوّن من
إيران وسوريا وحزب الله
والمقاومة الفلسطينية»). يبدو
انه القلق الذي أصاب هذه القوى
من شدة قوة وعزم وزخم الانتفاضة
السورية التي ستنتصر حتماً مهما
تحالف وتآمر عليها الذي اجتمعوا
في هذا اللقاء وغيره لوأدها
ومحاربتها والطعن بها والتشكيك
بجمهورها وتضحياتها وشهدائها
وعذابات معتقليها وتشويه
شهدائها وآخرهم الشهيدة زينب
الحصني، حيث نقلاً عن تقرير
لوكالة رويترز: (أكدت منظمة
العفو الدولية، أن الشابة
السورية زينب الحصني (18 عاماً)
من مدينة حمص، عثرت أسرتها على
جثتها الممثَّل بها في مشرحة
بالصدفة حين كانت هناك للتعرف
إلى جثة أخيها. وذكرت أن الجثة
كانت مقطوعة الرأس والذراعين
ومسلوخة الجلد).. الشهيدة زينب
سقطت لأنها واجهت السيف بالدم،
أليست هذه ثقافة الإمام الحسين
التي يحدثنا عنها حزب الله..؟؟
ومع ذلك يؤيد حزب الله سلطة
السيف الظالم، ويتجاهل سفك دماء
المظلومين في سوريا..؟ رغم أن
المعاناة متشابهة والمفاهيم
واحدة والضحية فتاة في مقتبل
العمر..؟؟ وانتفاضة زينب ضد
الظلم والطغيان والقهر والذل
والعيش في حال الخوف من
المخابرات والاعتقال تشبه إلى
حد بعيد بل هي عينها طبيعة
ومفهوم انتفاضة شعب فلسطين ضد
الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك
حماس تتجاهل معاناة الشعب
السوري ودور حزب الله ونظام
إيران في دعم وتأييد هذا
النظام، مقابل دراهم قليلة،
وشعارات ترفع لفلسطين، ولكنها
تستثمر للاستيلاء على السلطة في
سوريا ولبنان والعراق والبحرين
وغيرها..مصير حلفاء سوريا لن
يكون أقل سوءاً من نظام الأسد
نفسه لأن المشروع واحد، وشعب
سوريا ولبنان واحد في دولتين
كما كانوا يرددون، وسقوط نظام
سوريا حتماً سيتبعه بناءً على
هذه المقولة سقوط حلفائها في
لبنان، لذا يجب أن يكون مشروعهم
المقبل هو في العمل على الخروج
من حال التبعية لنظام سوريا
وإيران والانخراط في بناء لبنان
الوطن إلى جانب سائر مكونات
الكيان اللبناني وهو الخيار
الوحيد، لأن سقوط النظام السوري
سيتركهم في حال ضياع أو في مهب
الريح.. ====================== أين
الحقائق فيما زعمه البطريرك
الماروني الراعي في فرنسا؟ الطاهر
إبراهيم* ليست
فلتة لسان ما صرح به البطريرك
الماروني "مار بشارة بطرس
الراعي" أثناء زيارته
الأخيرة إلى باريس ولقائه
الرئيس الفرنسي "ساركوزي"
عندما حذره من وصول المتشددين
الإسلاميين إلى السلطة في
سورية، فيما لو أطيح بالرئيس
"بشار أسد"، بعد أن بدا كأن
ذلك قاب قوسين أو أدنى. كلام
كهذا في موقف كهذا من رجل كهذا،
يدل على أن الرجل له أجندة تختلف
عن أجندة البطريرك "مار نصر
الله صفير"، الذي كان أكثر
تسامحا في علاقته مع المسلمين،
وأقل التصاقا بالنظام السوري.
فسجون سورية ما تزال تغص
بمعتقلين مسيحيين لبنانيين –
كما السوريين- الذين خطفوا من
لبنان خلال وصاية آل أسد على
لبنان على مدى أكثر من ربع قرن.
كلام البطريرك الراعي رسالة
مودة إلى النظام في سورية. لا
يحتاج الأمر إلى تقديم قائمة
بالعلاقات الحسنة التي ربطت بين
المسلمين والمسيحيين في سورية
ولبنان منذ الفتح الإسلامي فهي
كثيرة، تكفي الإشارة للبعض منها
في القرن العشرين وحتى تاريخ
استيلاء حزب البعث على الحكم في
سورية في عام 1963. فالتاريخ
السوري حافل بأمثلة التعايش
الوطني بين المسلمين
والمسيحيين، في سورية ولبنان. ليس
العجيب أن نسجل أن "فارس
الخوري" الزعيم السوري
المسيحي المعروف صار رئيسا
لوزراء سورية ذات الأغلبية
المسلمة عام1944، بل العجيب أن
يستلم الخوري حقيبة وزارة
الأوقاف أيضا ثم لا تجد سوريا
مسلما يحتج على استلامه وزارة
التصقت في أذهان الناس بأصحاب
العمائم واللحى من المشايخ منذ
استقلال سورية وحتى الآن. بالمقابل
كان عجبا أن بطريرك أنطاكية
وسائر المشرق "مار بشارة بطرس
الراعي" المنتخب حديثا كان
أول إطلالة له على سورية أن
ابتدأ، أثناء زيارته فرنسا،
بالهجوم على أهل السنة في سورية
الذين يزيدون على أكثر من 70% من
سكان سورية، محذرا فرنسا من أن
يخلف "المتشددون"، يقصد
الإسلاميين، على الحكم بعد "بشار
أسد". تصريح الراعي في باريس
عدا عن أنه مجاف للواقع ، فهو
تدخّل في شئونٍ سورية داخلية،
يرفضه السوريون. ومع أن
السوريين مشغولون اليوم بما هو
أهم من الرد على البطريرك
الراعي، لكن لا بأس من تفنيد ما
قاله أثناء زيارته إلى فرنسا.
فالسوريون المشغولون بالمجازر
التي تنصبها لهم أجهزة النظام
الأمنية وقطعان الشبيحة،
يستحقون من "غبطته" أن
يتخوف عليهم من المجازر أكثر من
تخوفه من الإطاحة بالنظام في
سورية. فمنذ أكثر من ستة أشهر
انشغل السوريون بنصب سرادقات
العزاء للشهداء الأطفال مثل "حمزة
الخطيب" الذي كسر فرسان
الشبيحة رقبته، ومثل الفتاة "زينب
الحصني" ذات التسعة عشر ربيعا
التي اختطفت من أمام منزل أهلها
في شهر تموز الماضي لإرغام
أخيها "محمد الحصني" على
تسليم نفسه. وعندما كانت تبحث
أمها عن أخيها في المستشفى منذ
أيام عثرت على جثة "زينب"
في كيس أسود، ممزقة الأوصال،
والقائمة تطول يا غبطة البطريرك.
الإسلاميون
السوريون –يا غبطة البطريرك- لم
يشنوا حربا على الجيش اللبناني
عام 1991 يوم كان يقوده الجنرال
ميشيل عون حليف بشار أسد حاليا.
الإسلاميون السوريون لم يوجهوا
راجمات صواريخهم إلى جبل لبنان
في ثمانينات القرن العشرين كما
فعل جيش حافظ أسد يا غبطة
البطريرك، لأنهم ببساطة كانت
سورية قد خلت منهم منذ أن أصدر
الرئيس حافظ أسد قانون الذبح 49
لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام على
كل منتمٍ لجماعة الإخوان
المسلمين. إذا
كان البطريرك الراعي أراد أن
يستعدي فرنسا على الثوار في
سورية خوفا من أن يصل
الإسلاميون إلى الحكم في سورية،
فإن نذكر غبطته بأن فرنسا لم
تحتل سورية ولبنان عام 1920
لحماية المسيحيين، بل لأجندة
أخرى فهمها "فارس الخوري"
أكثر مما فهمها غبطته. فقد
حفظ لنا التاريخ أن (الجنرال
غورو أبلغ فارس الخوري أن فرنسا
احتلت سورية لحماية مسيحيي
الشرق، فما كان من فارس الخوري
إلا أن قصد الجامع الأموي يوم
جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا
كانت فرنسا تدعي أنها احتلت
سورية لحمايتنا نحن المسيحيين
من المسلمين، فأنا كمسيحي من
هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا
الله...). الثورة
في سورية اليوم ليست ثورة
الإسلاميين فحسب، بل هي ثورة كل
السوريين، مسلمين ومسيحيين، ضد
القمع والاستبداد بعد أن سوى
حكم آل أسد بينهم وجعلهم في
الظلم سواء. بلدة "داريا"
القريبة من دمشق كان يتظاهر
فيها15000 شخصا في كل جمعة. لكن "غياث
مطر" الذي تم اختطافه من قبل
أجهزة الأمن يوم 6 أيلول وسلموه
لأهله جثة هامدة فيها شق طولي
وآثار التعذيب، بلغ عدد مشيعي
جثمانه أكثر من 40 ألف مشيع. بيت
القصيد في هذه القصة ليست ضخامة
عدد المشيعين، بل هو قيام
المسيحيين في داريا بالمشاركة
بنصب خيم العزاء، وكانت أجراس
الكنائس تقرع عند مرور موكب
الشهداء أثناء التشييع. هذا
المشاركة المسيحية لم تقتصر على
غياث مطر وعلى بلدة داريا، فهي
مشاركة وجدانية متبادلة في كل
فرح وكل عزاء بين المسيحيين
والمسلمين في سورية كلها. البطريرك
الراعي يتعامى عن المصائب التي
حفل بها حكم الرئيسين حافظ أسد
وبشار أسد من بعده في لبنان حيث
استعدى بعضَ اللبنانيين على
البعض الآخر، كما سكت عن اغتيال
قيادات مسيحية ومسلمة، وربما
شاركت فيها أجهزة الأمن السورية
أثناء الوصاية على لبنان. بينما
لم يسجل لنا التاريخ منذ احتلال
فرنسا لسورية ولبنان أي فتنة
طائفية مسيحية مسلمة. لم يكن
المسلمين والمسيحيين في سورية
عداوات، بل لقد ترشح مسيحيون في
قوائم الإخوان المسلمين في
سورية في كل من حلب وحماة في
انتخابات عام 1961 بعد انفصال
سورية عن مصر. كموليس بعيدا منا
تحالف قسم كبير من مسيحيي لبنان
مع مرشحي تيار المستقبل في
الانتخابات اللبنانية الماضية
والتي قبلها. ولقد أرسل الشيخ
"فارس الخوري" ابنتيه
للدعاية للشيخ "مصطفى
السباعي"، أثناء الانتخابات
النيابية التكميلية في سورية
عام1957وقد ترشح ضده "رياض
المالكي" الذي دعمه الجيش
وحزب البعث. ليس
مهما معرفة ما يحيك في صدر
البطريرك الراعي الذي أصدر
التحذيرات المسمومة، لكن المهم
أن نعرف أن هذه التحذيرات لا
أرضية لها في عالم الواقع. وبدلا
من أن ينشغل بال غبطته بالمجازر
التي تحصد السوريين من كل
الأديان والإثنيات، فهو يشغل
اللبنانيين والسوريين بأمور لا
تعدو كونها أوهاما في مخيلة
غبطته. يبقى
أن نقول لغبطته: اخرج منها أيها
البطريرك، والمسلمون
والمسيحيون في سورية وفي لبنان
بألف خير. *كاتب
سوري ====================== "استحقاق
أيلول".. إعادة إنتاج ذات
البضاعة نزار
السهلي تنقضي
أيام أيلول ,كما في كل عام وكل
وقت لتتضح الصورة عند كل اعتلاء
لسيد البيت الأبيض منبر المنظمة
الدولية "مشددا على امن
إسرائيل كاستراتيجيه أولى"
لأي إدارة أمريكية تتربع في
البيت الأبيض , ويقدم نتنياهو
خطابه التوراتي الناسف لكل
أوهام الاستعطاف الدولي مع
عذابات الشعب الفلسطيني أمام
تخلخل وانهيار الجبهة
الفلسطينية المفاوضة ,فُزنا
بالابتزاز والضغط والاهانة لكل
المجتمع الدولي المرتبك
والحائر وللجانب الفلسطيني
الفاقد لروحه وأسلحته التي
أضاعها طيلة عقدين متدحرجا أمام
المفاوض الإسرائيلي لعل
الرسالة الأبرز من حدث أيلول
الفلسطيني ,تكمن في كلمة رئيس
الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ,عند
حديثه "عن التمسك بالضفة
الغربية وبالجبال المحيطة بها ,كأرض
حيوية لإسرائيل "وعدم
اعترافه بكل قرارات الشرعية
الدولية الخاصة بالصراع العربي
الإسرائيلي , وأيضا بكلمة
الرئيس الأمريكي اوباما " لا
مجال للطريق المختصرة لإنهاء
النزاع " والمقصود القرارات
والمنابر الدولية ,بل في غرف
المفاوضات المظلمة ! يذهب
أيلول ويقدم الفلسطينيون طلب
الاعتراف "بالدولة ",متخطين
كل المصاعب والضغوط التي مورست
عليهم لثنيهم على أن تكون لديهم
"كيانية "مستقلة بحدود
واضحة على كل الأرض التي
احتلتها إسرائيل عام 67 ,وقدم "أبو
مازن" طلبه للمنظمة الدولية ,التي
قابلته بتصفيق حار بعد"
انهمار " الاعتراف الدولي
الداعم لعضوية فلسطين , تاركا
خلفه وضعا داخليا متشرذما الالتباس
الحاصل في وضع الجبهة
الفلسطينية الداخلية ,ينطوي على
كثير من المخاطر تعتلي فن
الخطابة السياسة التي برع في
تقديمها أبو مازن ,من حالة
الانقسام الى ظروف وكيفية
مواجهة حرب الاستيطان التي
تشنها إسرائيل على الأرض
الفلسطينية ,فسلمية الخيار
النضالي مع البحث الفصائلي عن
حصة ما بعد أيلول من كعكة
المصالحة لا توفر جبهة للتصدي
لكل العربدة الصهيونية وهو
التباس يكمن في التفاصيل
الشيطانية للتنسيق الأمني الذي
يضرب كل مقاومة لهجمات
المستوطنيين التي تنهب الأرض الربيع
الفلسطيني الذي تحدث عنه أبو
مازن ,وبعبارات ممزوجة بالمشاعر
العاطفية لن تبني وتؤسس دولة في
الغد القريب وقد خرج منها آخر
جندي محتل وأخر مستوطن مستورد
من أصقاع الأرض ,فالتصعيد
المستمر والسطو على الأرض
والممتلكات لم يتوقف للحظة
واحدة قبل المفاوضات وبعدها ,ففي
ذات الوقت التي تخرج تصريحات
الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي المعبرة عن الرغبة
الجامحة في العودة للمفاوضات ,يقدم
نتنياهو برنامجه التفاوضي على
أساس الشعور المتعالي لدولة
الاحتلال مع قضية الشعب
الفلسطيني وفي الأجندة
الإسرائيلية مزيد من الأساطير
التوراتية, يصف نتنياهو المنظمة
الدولية"بالغرفة المظلمة "
فيها ضوء ينبلج من واحة "الديمقراطية"
الوحيدة التي تمثلها إسرائيل في
المنطقة ,هذا التهكم على
المنظمة الدولية التي منحت
إسرائيل أول اعتراف بها على
أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني من
خلال قرار التقسيم الشهير في
العام 1947, هو تهكم على الحق
والتاريخ الفلسطيني الذي لا
يسمح له بالعودة 63 عام الى
الوراء بينما يلوح نتنياهو
بأسطورة خرافية تعود ل 3000 عام
حين قال: " هل تعلمون من أين
جاءت تسمية اليهود؟ إنها تعود
إلى منطقة يهودا. ويوجد حالياً
في مكتبي ختم قديم عبارة عن خاتم
للتوقيع لمسؤول يهودي من عصر
الكتاب المقدس. وقد تم العثور
على هذا الختم بمحاذاة الحائط
الغربي ويعود تأريخه إلى حوالي
2700 عام أي إلى عهد الملك حزقيا" وبهذا
الأفق الذي تتجه فيه أحداث
انتزاع الاعتراف بالدولة
الفلسطينية وبإحداث مأساة
جديدة من إعادة الفريق
الفلسطيني لطاولة المفاوضات
كطريق وحيد "للدولة " مع
غياب البرنامج الوطني الكفاحي
للتحرر من الاحتلال تتواصل
وتبقى الصرخة إياها ,لإشعال
فتيل التصدي لكارثة المفاوضات
بالاقتراب من إرادة الشعب
الفلسطيني لوقف الانهيار
والتأشير لطريق آخر هو خيار
الأغلبية الساحقة من شعب فلسطين
الذي يستمر في المقاومة ويرفض
كارثة المفاوضات التي أضاعت 80%
من ارض فلسطين التاريخية عرض
لإنتاج ذات البضاعة من هنا
تبدأ معالم المشروع الذي تتسابق
لتسويقه ,الإدارة الأمريكية
والرباعية الدولية ,اخذين
بالأفكار الإسرائيلية للوصول
إلى مخرج ينتج ذات البضاعة
الرديئة مع تحسينات لفظية ,يلقى
بها في وجه الشعب الفلسطيني , إذ
كيف لأصحاب نظرية "وحدانية
" الخيار المفاوض الذي يُعبر
عنه فلسطينيا وأمريكيا
وإسرائيليا أن يوفر الزخم
الكافي من خلال الالتزام بميزان
المفاوضات الذي يميل دوما في
مصلحة فرض الاملاءات والشروط
الإسرائيلية أن يبعث دينامية
جديدة هي بالأصل صناعة
إسرائيلية وعلى مسائل كبرى من
نوع الاستيطان والحدود والقدس
واللاجئين والأسرى والحدود
والمياه وبما
أن إسرائيل ربحت في سنوات
التفاوض ربحا وفيرا في ضرب وشل
حركة المقاومة بالتنسيق
المتواصل مع السلطة المفاوضة من
خلال إسقاط السلاح من يد
الفلسطيني وبالمحاولات
المتتالية لانتزاع الروح
العدائية من صدره يبقى الحديث
عن العودة الميمونة لطاولة
التفاوض استكمال لذات العجز في
تسويق تلك الشعارات الرديئة لن
نتحدث كثيرا عن الفيتو الأمريكي
في مجلس الأمن ,فالتعويل
المستمر على غير الشعب
الفلسطيني وقواه الوطنية لن
يحصد سوى الخيبة التي تعيش
أيامها سلطة رام الله برغم
التصفيق الحار وكلمات العطف
الأوربية عن الدولة, لان الشعب
الفلسطيني على يقين تام أن آية
تكتيكات سياسية وشعارات لا تشتق
من رؤية واضحة تستند إلى الحقوق
الكبرى للشعب وفي مقدمتها حقه
في مقاومة المحتل فإنها لن ترسخ
سوى الردة التفاوضية المستمرة
في العجز الحصار
وحالة النزف التي يعيشها الشعب
الفلسطيني , المضافة لتراكم
عدواني يشمل الوجود الفلسطيني
فوق أرضه يتطلب العودة للشعب
الفلسطيني كخزان مهم لرفد
النضال الوطني ,وعلى الذين
غادروا الربط بين الخاص والعام
الوطني والقومي عبر تكريس
مفاهيم قطرية ضيقة لتحط رحالها
في بوتقة الصفقات أمام أطماع
إسرائيل التوسعية ,وهي ليست
شعارات خشبية ولا لغة أكل عليها
الدهر وشرب فحين يتباهى نتنياهو
بأسطورة مزيفة عن خاتم منقوش
عليه اسم أجداده عثر عليه في "حائط
البراق" فلدينا آلاف الشواهد
القائمة والتي تجعلنا نرى بوضوح
ما بني خلف ضباب المفاوضات
وجعجعة أيلول وكلها لا تغيب
وراء ركام التفاصيل ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |