ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
صمت عالمي على جرائم
الأسد ،والشعب السوري ضحية
الالتزام بأمن إسرائيل...!!! د.خالد ممدوح العزي* الرستن وتلبيسة مدن من رماد: أخيرا ظهرت العصابات المسلحة التي بقي
النظام السوري يحاول التسويق
لها طوال 7 شهور ،بعد فشل ذريع
حضي به النظام سقط القناع وبان
الوجه الحقيقي للنظام السوري
،فكانت معركة الرستن الذي خاضت
فيها كتائب الأسد معركة دامية
مابين القوات العسكرية المنشقة
عن نظام بشار الأسد وجنوده
وشبيحته المدججة بأحدث الأسلحة
والدبابات والسلاح الثقيل
والمروحيات 5 أيام من القتال
الشرس بين قوات الجيش الموالية
والمنشقة ،دخلت قوات الأسد في 1
أكتوبر بعد أن استباحت المدينة
وسكانها وتحويل سكانها إلى
معتقلين في مدارس المدينة 300
معتقل جزت بهم الحكومة في
معتقلاتها المستحدثة في مدارس
المدينة. لم تعد تستطيع دمشق إخفاء حقيقة
الانشقاقات العسكرية في وحدات
جيشها المختلفة،فالعصابات أضحت
واضحة فالمعركة بين الجيش نفسه
وهذا يدل على غياب العصابات
التي حاول النظام تسويقها، وهذا
يعني بان الانتفاضة السورية
بدأت تدخل تدرجيا في عسكرة
يحاول النظام فرضها بطريقة
معينة من خلال الهوس والإفراط
في ممارسة القوة الحربية
والعسكرية الذي يحاول فرضها
النظام على جمهور الانتفاضة
والعسكر الذي يلتحق فيها،فحسب
معلومات المحللين والخبراء
العسكريين بان عدد الجيش المنشق
يفوق عدده فوق 10000 مقاتل وكلهم
من ضباط الصف والرتب
العلية،ولكن شيئا فشيئا سوف
تمارس هذه العناصر مبدأ الحماية
من البطش والفتك من خلال
استعمال السلاح ،بالوقت الذي
يعتبر ميزان القوة بين الطرفين
حاليا غير متناسب لان قوات
الأسد الذي يملكها تبلغ 60الف
عسكري من فرق خاصة كالفرقة
الرابعة والحرس الجمهوري
والقوات الخاصة والتي تقاتل من
اجل الرئيس ومسلحة بأحدث
الأسلحة والتقنية والكفاءة
العالية ،بالوقت الذي لا يمكن
المقارنة بين الجيش العادي الذي
يقع ضمن الانشقاقات وفقدانه
للقدرات العسكرية والتقنية
الفعالة ،ولكن بحال حدوث اية
معارك عسكرية قد يكون الفوز
العسكري لصالح الجيش العادي
الذي يقاتل من اجل بلده وحماية
شعبه عكس الكتائب الأمنية التي
تقاتل من اجل شخص وعائلة ،وهذه
الحالة مشابها للحالة الليبية
عند اندلاع الحرب بين الثوار
وقوات ألقذافي،وبالتالي ميزان
القوى مال لصالح الثوار وفرار
كتائب ألقذافي. فالانشقاقات حالة خطيرة تفرض نفسها على
النظام السوري والذي حاول
تلافيها في البداية ،والقضاء
عليها كما دلت عملية خطف العقيد
حسين هرموش أول ضابط منشق
وتأسيس لواء ضباط الأحرار،وهذه
القوات تحاول الهجوم على مدينة
التلبيسة لقمع الحركة العسكرية
المنشقة. لكن السؤال الذي
يطرح نفسه ،بان معركة الرستن
والتبلسية هل هما بداية لعسكرة
الانتفاضة السورية . جمعة جديدة من التظاهرات في سورية: لم تعد المظاهرات السورية تكمن في ظهور
وخروج للجماهير السورية
والتظاهر بل تعدت ذلك الى ان
تكون مظاهرات يومية نهارا وليلا
،فالمظاهرات الشعبية التي أضحت
مستمرة دون انقطاع ومتواصلة
بشكل دائم ،فالشعب الذي يصر رغم
كل شيء على مواجهة النظام
السوري فالقضية أصبحت مسائلة
مبدأ بين الشعب الذي يصر على
خروج الرئيس والمطالبة بإعدامه
،والرئيس الذي يعتبر بان سحق
الانتفاضة هي مشكلة شرف له
وإعادة اعتباره كرئيس يبني قوته
على توازنات دولية مركبة وفقا
لمصالح دولية دون التفكير
بالشعب السوري ودوره ،وبالتالي
أصبحت حركة التنسيقيات يومية من
خلال الخروج كل يوم بمظاهرة ذات
اسم وكل يوم أصبح جمعة وكل جمعة
أصبحت مشهدية يومية ،يتم التضام
معها في كافة المدن ،كانت يوم
الأحد 25 أيلول جمعة الشهيدة
زينب ألحصني في حمص والثلاثاء
في 27 أيلول في دير الزور التي
أطلقت عليها ثلاثاء نواف البشير
زعيم عشائر البكارة ،والخميس في
29 أيلول خميس اللاذقية عروس
البحر المتوسط.الخ وهذا أضحى
يربك النظام وينهك قدراته
البشرية والمعنوية
والأمنية،وهذا يعني بان الشعب
مصمم على متابعة الطريق بالرغم
من كل السكوت المخجل من قبل
العالم العربي والغربي بالرغم
من الصيحات المخجلة من بعض
الدول ،لكن الشعب حسم وأمره
وصمم على متابعة طريقه مهما
كلفه ذلك من زرع أرواح سورية
تموت من اجل سورية الحرة
والجديدة. جمعة عربية بامتياز: جمعة جديدة في سورية يخرج الشعب فيها
للتظاهر في مدن ونواحي سورية في
160 تظاهرة في مختلف المناطق ،من
جديد تنجح تنسيقيات الثورة
السورية بتجميع اكبر عدد ممكن
من الشعب والخروج بمظاهرات
كبيرة ،بالرغم من الحصار المحكم
التي تفرضه القوات الأمنية
والعسكرية ،فكل الجمعات
السورية التي تم تسميتها كانت
خاصة وداخلية ،لكن جمعة هذا
الأسبوع كانت عربية بامتياز من
خلال الاسم الذي تم تسمية
الجمعة في كل من سورية واليمن
،وكان الشباب في البلدين يؤكدون
على وحدة الشعوب العربية،ودعم
الشعوب بعضها لبعض بعيدا عن
الصمت والسكوت الرسمي
العربي،لان المصير هو واحد بين
الدول القمعية والمستبدة،لقد
تم تسميتها باسم جمعة النصر "في
شامنا ويمننا"بتاريخ 31 أيلول
سبتمبر2011 ،فالهتافات كانت
موحدة في كل من اليمن وسورية،
وكانت أبرزها بان الأسد وصالح
فقدوا الشرعية الشعبية
والدولية والأخلاقية، فالشباب
بهذه الجمعة استحضروا على
تنائيه العرب،بالرغم من
استمرار النظم لا يزال يعزف نفس
المعزوفة بان العصابات المسلحة
هي التي تخل بالأمن السوري.
المشهد السوري واليمني أضحى
واحدا والقمع واقتل هو نفسه
ولإرهاب هو نفسه فسورية واليمن
ثورة مستمرة حتى إسقاط صالح
والأسد. الاطفال في الحراك الشعبي: تعتبر الثورة السورية هي أول ثورة في
العالم يفجرها الأطفال الذين
خرجوا من مدرسة من مدارس مدينة
درعا السورية،وكتب شعارات على
الحيطان طالبوا بإسقاط النظام
السوري ،فكان عقابهم الموت
والقتل والتنكيل بهم بطريقة
بشعة أكثر ما يتصوره الإنسان
،فالأطفال كانوا أشجع من كل شعب
سورية الذين فهموا الوضع منذ
اليوم الأول بأنه لا يمكن
مهادنة نظام الأسد الذي يعاني
من مشاكل جنون "جنون العظمة"لقد
طالبوا بسقوطه،الأطفال كانوا
يخرجون في المظاهرات وقادوا
مظاهرات وهتفوا بحناجرهم
الصغيرة ضد الأسد وتحده ،فكان
مصيرهم الموت والانتقام منهم . حسب التقرير الرسمية لحقوق الإنسان
والمنظمات المدنية والدولية
تقول بان عدد الأطفال الذين
قتلوا في الحراك السوري بلغ
عددهم حوالي 245 طفل تم قتلهم بدم
بارد من قوات الأسد
وعصاباته،فالطفولة السورية
تتهم بالسلفية وتقتل لأنها خرجت
للمشاركة في ثورة الشعب السوري
المتهمة بكونها ثورة إرهابية
وتشكل مؤامرة على نظام دكتاتوري
قمعي شمولي يقتل ويذبح ويغتصب
ويسرق ويدمر ويحرق ،حتى الحمير
لم تنجى من جنونه ،فكيف
بالطفولة البريئة التي تقتل
وتعذب بطريقة سادية وهوس جنسي
،فالكل يتذكر الطفل حمزة الخطيب
التي سمى الثوار جمعة باسمه
،كيف تم التنكيل بجسمه وتم خلع
أسنانه وقطع ذكره الجنسي ،من
قبل نظام مقاومة وشبيحته
وعصاباته مقاومين.المدارس
السورية مقفلة والطلاب لا
يذهبون إلى المدارس التي حولها
النظام لاعتقال أهلهم وشعبهم
،لا يردون الالتحاق بدروسهم حتى
تتحقق رغباتهم ومطالبهم بإسقاط
نظام الأسد ،وسوف يشاركون بكل
المظاهرات والمسيرات التي تخرج
في سوريا يوميا حتى اسقط الأسد. الوضع الاقتصادي السوري: لا شك بان النظام السوري يعني من ضيق
اقتصادي كبير سبب العقوبات
الاقتصادية الدولية، وعدم
الإمداد من قبل الحلفاء الذين
يدعمون النظام السوري بالمال
والعتاد فالاقتصاد السوري
بدأيعاني من مشالك مختلفة وفقا
للتالي : 1-النظام السوري يدفع أموالا هائلة للعتاد
والتذخير والتقنيات والأجهزة
التي تستخدم في قمع الانتفاضة، 2- دفع أموال كبيرة تدفع للمخبرين "والعواينية
والشبيحة" في هذه الحرب ،وحسب
المعلومات التي تقول بان الأسد
يدفع يوميا للشخص الواحد من
المخبرين 30 يور ،وبالتالي يتم
استخدام الأقليات السورية ن اجل
خدمة نظامه، 3- فكل هذا التضخم
الاقتصادي التي تعانيه سورية
منذ اندلاع الانتفاضة حتى اليوم
حاول الأسد حله بفرض ضرائب
كبيرة على الحاجات اليومية التي
تخص المواطن من اجل الضغط على
الشعب ،وافهم المواطنين بان
عقوبات الغرب وضعت ضد الشعب
وليس ضد النظام ،فالغرب يحاول
تجويع شعب سورية وقتل أطفالها، 4-منع الاستيراد من الدول المجاورة،
فالأسد يشن حربا اقتصاديا ضد
شعبه.إضافة إلى محاولة النظام
الدؤوب لطبع عملة تعوم السوق
لتفك أزمة النظام
لمرحلية،بالرغم من منع النظام
من طباعة أي عملة،مما يسمح
للنظام بالهروب حاليا إلى
الأمام لفك أزمته الاقتصادية
نحو دول كروسيا والصين وإيران
،والالتفاف على الغرب من جديد. 5- تعاني سورية بشكل عامة من أزمة اقتصادية
خانقة بسبب التوقف الكامل عن
العمل للشعب المتظاهر ،وغياب
الاستثمارات والسياحة وتوقف
البناء والإنتاج وهروب
الرأسمال السورية والأجنبية
إلى الخارج،وبدأ الاحتياط
الرسمي يتآكل،وحلب وتجارها لا
يستطيعون الصمود بوجه الانهيار
الاقتصادي السوري ،ومخارج
سورية المفتوحة من لبنان
والعراق وتركيا لن تحل أزمة
سورية الاقتصادية وتنقذ نظام
الأسد الذي بدأ يعاني فعليا من
العقوبات الأحادية التي لاتزال
بعيدة عن أي إقرار أممي رسمي من
مجلس الأمن، مجلس وطني انتقالي سوري: وأخيرا تم تشكيل مجلس انتقالي في اسطنبول
في 28ايلول نهار الأحد،وهذا
المجلس الذي انضوت في ظله حوالي
80% من كافة المعارضة السورية
وبغض النظر عن كيفية تركيبة هذا
المجلس ،لكنه تشكل ورحبت به
كافة التنسيقيات السورية
الثورية في الداخل، فالمجلس له
مهمتين : المهمة الأولى: تكمن في كيفية إدارة
المعركة الداخلية التي تقوم على
التنسيق بين كافة الفئات والقوى
المشاركة في الحراك الثوري من
اجل إسقاط النظام ،من خلال
الاستمرار بسلمية التظاهرات
بالرغم من شلالات الدم لذي تنزف
يوميا في كافة الأراضي السورية
فالدم هو ضريبة الحرية . المهمة الثانية :هي مهمة خارجية تكمن في
نسج علاقة جيدة مع كل الدول التي
تتعاطف مع الثورة السوري،وكذلك
بناء علاقة مع الدول التي لا
تتعاطف مع الثورة السورية
والعمل على شرح أفكارها وخططها
المستقبلية،إضافة للبدء السريع
بالعمل على انتزاع السلطة
الرسمية السورية من قبل نظام
الأسد لصالح المجلس الانتقالي
الجديد.وبالتالي أن أهم خطو تعد
في مسير الانتفاضة السورية هو
الاتفاق على تشكيل مجلس انتقالي
سوري بغض النظر من اعتراضات
الكثير على بنية هذا المجلس
والتي تعتبر اعتراضاتهم مشروعة
،لكن الأهم هو النضال من اجل
إسقاط النظام من خلال هيئة
سورية رسمية موافق عليها من
شباب الثورة . كواليس مجلس الأمن الدولي: فشل المشروع
الأوروبي التي قدمته الدول
الأوروبية"فرنسا البرتغال
وألمانيا وبريطانيا" الأربعة
إضافة إلى أمريكا إلى مجلس
الأمن بتاريخ 28 أيلول"سبتمبر"2011،
من اجل التوافق على إدانة رسمية
للممارسة للنظام السوري في قمعه
للمظاهرات الشعبية السلمية
،والسماح للتظاهر بسلمية دون
قمعها بالرصاص ،من خلال سحب
الجيش السوري من المدن وإعادته
إلى ثكناته وأعطى النظام مهلة
شهر واحد لتنفيذ قرار مجلس
الأمن من خلال مبعوث رسمي يقدم
تقريرا للرئيس بعد هذا الشهر عن
كيفية الالتزام بتنفيذ هذا
القرار،لكن القرار الذي تم
نقاشه في 5 أكتوبر "تشرين
الأول"بالفيتو الصين والروسي
،بالوقت التي صوت عليه 9 دول
واعترضه عيه كل من لبنان والصين
وروسيا والهند وجنوب إفريقيا
والبرازيل ،فالروس يعتبرون بان
قرار مجلس الأمن هو فخ يضع
النظام السوري فيه لأنهم قدموا
مشروعا بديل لمجلس الأمن يدين
العنف في سورية ويحمل
المتظاهرين والنظام المسؤولية
وعدم تحديد موعدا لتنفيذ القرار
ومطالبة مجلس الجامعة العربية
بالتحرك السريع من اجل،طبعا
موقف روسية غير أخلاقي وأنساني
في التعامل مع الحالة السورية
،فالموقف السوري ينبع من موقف
شخصي ومادي مبني على مصالح
اقتصادية ضيقة . فالرفد الروسي
يكمن في التفاوض على تحسين شروط
روسيا الاقتصادية بالوقت التي
قالت روسيا سوف تقوم باستقبال
وفد المجلس الانتقالي السوري
أخر الشهر وبالطبع هذا موقف
مشروط بتحسين شروط التفاوض
وضمان مصالح روسيا
واستثماراتها البالغة 4 مليارات
في سورية ،فروسيا التي تبرر
موقفها بأنها لا تريد تكرر
تجربة ليبيا طبعا صح هذا الموقف
لان روسيا خاسره خسارة كبيرة
لتغير النظام الليبي لا ليبيا
سوق سلاح كبير لبيع الأسلحة
الروسية فيها. بالرغم من الاعتراض الأمريكي والبريطاني
على كلمة المندوب السوري في
مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري
وخروجهم من الجلسة ،غير كافي من
الدول الغربية والعالمية التي
تضع مسائلة حقوق الإنسان
والحرية بالدرجة الأولى
وبالوقت الذي نشهد سكوت عربي
وإسلامي رسمي على جرائم النظام
السوري،إضافة للموقف الروسي
والصيني الذي ترجمته باستخدام
حق الفيتو في عدم تمرير قرار
دولي في لجم نظام الأسد
الدكتاتوري البائد والمهووس
،فهذا الصمت يساعد النظام
ويشجعه في استخدام القوة والبطش
والفتك والإجرام المفرط بظل
سكوت عالمي وعربي وإسلامي رسمي
،فهذا يدل بان العالم كله يهتم
لأمن إسرائيل ومصالحها الخاصة
،ولا يهتم لذبح الشعب السوري
اليومية الذي يمارسها نظام بشار
الأسد الدكتاتوري القمعي. الأمل الوحيدة بالتغير هو صمود الشعب
السوري البطل الذي يدفع الثمن
الباهظ لاستقلال القرار العربي
،وهذا يتوقف على نضال الشعب
اليومي ،وعلى القيادة السورية
التي يقع على عاتقه قيادة
المعركة لتغير سورية البعثية
وبناء سورية الحرة الجديدة. *صحافي وباحث إعلامي، و مختص
بالإعلام السياسي والدعاية. ============================= أ.د. عبد الرحمن البر* «مَثَلُ السلطانِ الجائرِ مثلُ الشوكةِ
في الرِّجْل، فصاحبُها تحت ألمٍ
وقلقٍ، ويَتَدَاعَى لها سائرُ
الجسد، ولا يزالُ صاحبُها
يَرُومُ قَلْعَها، ويستعين بما
في ميْسُوره من الآلات
والمناقيش والإِبَر على
إخراجِها، لأنها في غير موضعها
الطبيعيِّ، ويوشك أن يُقْلَع
بالأجرة». هذا النص من كتاب (سِراج الملوك) لأبي بكر
الطرطوشي (المتوفى سنة 520ه)، وهو
يعبِّرُ أبلغَ تعبيرٍ عن
الموقفِ الحقيقيِّ للشعوبِ من
الحاكمِ المستبدِ الجائر، فهي
ترى وجودَه في مكانِه وجوداً
غيرَ طبيعي، وتفكرُ في خلعِه
بكلِّ طريقٍ، وتلتمس كل سبيل
للتخلص من الآلام التي يسببها
للأمة، حتى لو اضطرت إلى
التضحية بأموالها أو إلى إجراء
جراحة في سبيل التخلص من ظلمه
وجبروته. وفي مواجهة هذا الرفض الشعبي لهذا
المستبد فإنه يلجأ لاستخدام
كافة الوسائل التي يعتقد أنها
تثبت ملكه، ومن أهم ما يحرص
الطغاة عليه في دعم الاستبداد
وتزييف وعي الشعوب محاولة إسباغ
شرعية دينية على تصرفاتهم
واستبدادهم، من خلال استخدام
بعض المنسوبين إلى علوم الشريعة
وتمكينهم من المناصب الدينية
ليقدموا له ما يريد. في ظلِّ الاستبدادِ يبرز تيارٌ سلطويٌ من
أهلِ العلمِ ينتقي من النصوصِ
والأدلةِ ما يلوي به عنق
الشريعة؛ ليبرِّر تصرفاتِ
هؤلاء الحكامِ المستبدِّين
الضالَّةَ وأوضاعَهم
المنحرفةَ، فيبررون جوْرَهم
وقسوتَهم على الأمة برعاية
المصالح الكبرى للأمة، ويبررون
تفريطَهم وتخاذُلَهم أمام
عدوِّهم بأنه من باب الحكمة
والسياسة الشرعية، ويكون الصوت
العالي للفتاوى التي تتناول
حقوقَ الحاكم ووجوبَ السمع
والطاعة، وتَحَمُّلَ الإمامِ
الغشوم؛ خوفًا من فتنةٍ تدوم،
وتُسْتَخْرَج النصوصُ التي
تُكَرِّسُ الخنوعَ للذلِّ،
وتبرِّرُ الخضوعَ للظلمة. وتُغَيَّبُ -عن عمد- النصوص والوقائع التي
تدعو إلى مواجهة الظلم، ونصح
الظالم، وتُكَرِّس مواجهةَ
السلطانِ الجائرِ بالحقِّ
باعتبارهِ أعظمَ الجهاد، وتنهى
عن الطاعة في غير المعروف أو
الطاعة في معصية الله. وفي ذات الوقت يصفون المعارضةَ السياسية
للمستبد الغشوم بالخروج
والبغي، وينعتون النصيحةَ
الشرعية الواجبة لهم بالتمرد
والإهانة للحاكم الشرعي،
ويستحق المعارض الناصح الأمين
في رأيهم الموتَ والإخراجَ من
الأرض، بل ومن الإسلام إذا
اقتضى الأمر، ولا حول ولا قوة
إلا بالله. وفي الوقت الذي عدَّ فيه النبي صلى الله
عليه وسلم مواجهة المستبد
الجائر بكلمة الحق أعظم الجهاد،
ويلقِّبُ من فعل ذلك فقتله
الجائرُ بسيد الشهداء: «أَفْضَلُ
الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ
عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ« (أبو
داود والترمذي) «سَيِّدُ
الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ
قَامَ إلَى إمَامٍ جَائِرٍ
فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ،
فَقَتَلَهُ« (الحاكم وصححه) أما
سَدَنَة الاستبداد من أهل العلم
فهم يُفْتُون بأنَّ مَنْ فَعَل
ذلك خارجيٌّ يستحق القتل! وبهذا تصبح مهمة المنتسبين إلى العلم
الشرعي تبرير انحرافات المستبد
وتصديقه، وترويج بضاعته
الفاسدة الكاسدة على جمهور
الأمة، فيتحولون من حيثُ
يَدْرُونَ أوْ لا يَدْرُون إلى
أدواتٍ بيد المستبدِّ، ويقدمون
دليلاً زائفًا للماركسيين
الذين يَدَّعُون زورًا
وبهتانًا أن (الدين أفيون
الشعوب). وذلك ما حذَّر منه النبيُّ صلى الله عليه
وسلم كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ رضي
الله عنه حين قال له: «يَا
كَعْبُ بن عُجْرَةَ، أُعِيذُكَ
بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ
السُّفَهَاءِ»، قال: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا
إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ:
«أُمَرَاءُ يَكُونُونَ مِنْ
بَعْدِي، فَمَنْ دَخَلَ
عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ
بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ
عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ
مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ،
وَلَنْ يَرِدَ عَلَى
الْحَوْضِ، وَمَنْ لَمْ
يَأْتِهِمْ وَلَمْ
يُصَدِّقْهُمْ، بِكَذِبِهِمْ
وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى
ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي،
وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ
عَلَى الْحَوْضِ» (الترمذي
والطبراني). وهكذا يقف أئمة الضلال من الحكام قادةً
لمرحلة الضياع والإفلاس،
ويؤازرهم بعض العلماء الذين
يستخدمون علمهم في تبرير
الأوضاع، والتماس الأعذار
للاستبداد والمستبدين، وفي خلط
الحقائق حتى لا تكاد جمهرة
الأمة تعرف المعروف من المنكر،
ويتصدر هؤلاء الساحات
المختلفة، وميادين العمل
المتقدمة، فيحجبون الحق،
ويظهرون الباطل، وتنزوى
النماذج الصالحة، وتتألق
النماذج الهابطة، وتتعرض سفينة
الأمة كلها للضلال والضياع. ولهذا حذر النبيُّ صلي الله عليه وسلم من
الاستبداد، وقال: «إِنَّ شَرَّ
الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ» (مسلم)
والحُطَمة كالهُمَزة واللُمَزة:
هو الذى يضرب الناس ولا يرحمهم،
والذي يسوقهم سَوْقاً شديداً
عنيفاً لا رفقَ فيه، ويأخذهم
بالشدة، وهو كذلك الأَكُولُ
الحريصُ، فإنَّ دأبَ الحاكمِ
المستبدِّ الجائرِ أن يكون سيءَ
النفسِ ظالماً بطبعه، شديدَ
الطمع فيما فى أيدي رعيته، لا
يحرص على نفعهم بقدر ما يحرص على
نفع نفسه ولو بظلم رعيته. ودعا النبي صلي الله عليه وسلم على الحاكم
المستبد فقال: «اللَّهُمَّ مَنْ
وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي
شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ
فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ
وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي
شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ
فَارْفُقْ بِهِ» (مسلم). أكتب هذا بين يدي ما صدر في يوم الثلاثاء 29
شوال 1432 ه الموافق 27 سبتمبر 2011م
عما يسمى (جمعية علماء اليمن) من
حث جميع أبناء الشعب اليمني على
الالتزام بما أسموه البيعة
المنعقدة في ذمتهم والوفاء بها
عملا بقول الله تعالى ﴿وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ
كَانَ مَسْئُولًا﴾[الإسراء/34]،
وأخذ العبرة من الدول التي
اتبعت نهج الثورات والانقلاب
المسلح وما تعانيه من اضطرابات
أمنية واقتصادية، ثم فتواهم
بتحريم المظاهرات المداعية
لإسقاط نظام الرئيس صالح،
ووصفهم الثوار الذين خرجوا
بمئات الآلاف والملايين في
شوارع سبع عشرة محافظة بأنهم
خارجون عن الشرعية! وذلك من أعجب
العجب! إذ كيف تنعقد لهذا الحاكم
المستبد ولاية شرعية والناس لا
تريده، ومئات الألوف في الشوارع
ليلا ونهارا ينادون برحيله،
ويعلنون سحب تفويضهم له إن صح
أنهم فوضوه أصلا. وتجاهل السادة العلماء المذكورون أن
شرعية الحاكم تعتمد على رضا
الشعوب والتزام الحكام بشروط
البيعة، وأن حركات المعارضة
والاحتجاج السلمي للمطالبة
بالحقوق المشروعة في الحرية
والعدالة والإنصاف هي حق أصيل
للشعوب في تقويم حكامهم الذين
ينشرون الظلم وينهبون المال،
ويزورون الانتخابات، ويطلقون
أيدي أتباعهم وأجهزتهم الأمنية
تنكل بالشعب المقهور، وليست هذه
الحركات الاحتجاجية من الخروج
المنكر في شيء. لقد أغفل السادة المذكورون حقيقة أن
الحاكم الذي يدافعون عنه ويدعون
إلى طاعته، استبد بالسلطة منذ
أكثر من ثلاثة عقود، وسعى إلى
توريثها من بعده، وعارض الشرع
الذي يستنجد بعلمائه، وبدلا من
أن يستخدم الجيش في مواجهة
أعداء الأمة فإنه استخدمه في
ضرب أبناء شعبه، وهم يمارسون
حقا كفله لهم الدستور الذي
وضعه، فنقض بذلك ميثاق حكمه،
وأهدر بذلك شرعية سلطته، وبدلا
من أن يوجه هؤلاء السادة
نصيحتهم إليه بالاستجابة
لمطالب شعبه، والكف عن الإمعان
في إراقة دماء الأبرياء
المسالمين الذين خرجوا بصدورهم
العارية وبحناجرهم وأصواتهم
العالية دون سلاح ولا سيف ولا
عصا؛ إذا بهم من حيث يدرون أو لا
يدرون يسوقون له المبررات
للاستمرار في قتل الأبرياء،
ويطالبون الشعب بالاستسلام
لإرادة الحاكم الظالم الذي سد
الطرق تماما إلى الإصلاح. فليتذكر سادتنا العلماء قول الله تعالى
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ
أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا
تُنْصَرُونَ﴾[هود/113] ،
وليتذكروا أنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الله ﴿وَلَا
تُطِيعُوا أَمْرَ
الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ
يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ [الشعراء/151،
152] وليقفوا مع شعبهم في مطالبه
العادلة بحياة الحرية و الكرامة
و العدالة والإنسانية، وعليهم
أن يدركوا أن الشعب لن يهدأ حتى
يخرج الشوكة التي تؤلم جسمه،
ولن تقنعه تلك الفتاوى التي تقف
عند ظواهر بعض النصوص وتهمل
مقاصد الشريعة الغراء، وأذكر
الجميع بقول النبي صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمْ
أُمَّتِى تَهَابُ الْظَالِمَ
أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ
أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ
تُوُدِّعَ مِنْهُمْ » (أحمد). *أستاذ الحديث وعلومه بجامعة
الأزهر وعضو مكتب الإرشاد
بجماعة الإخوان المسلمين وعضو
الإتحاد العالمي لعلماء
المسلمين ======================= الدكتور عثمان قدري مكانسي كلما قرأت سورة يوسف تبدى لي جمال جديد
فيها ، وهذا من روعة القرآن
الكريم الذي لا تنقضي عجائبه. صلى فينا الأمام
صلاة العشاء أمس ، فقرأ من سورة
يوسف طريقة احتجاز يوسف أخاه
بنيامين وتعريفه بنفسه وعودة
الإخوة إلى أبيهم معتذرين عن
إخلافهم وعدهم بالعودة إلى
فلسطين ومعهم أخوهم المحتجز إلى
أن وصل إلإمام إلى قوله تعالى: (
وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ
وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ
عَلَىٰ يُوسُفَ
وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ
الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84))
فقلت في نفسي : إنهم أخبروا
أباهم بما حصل لبنيامين فلم
يظهر يعقوب عليه السلام الحزن
عليه إنما ذكر يوسف وتأسف على
فراقه . فلماذا يا ترى طغى شوقه
إلى يوسف على حزنه لاحتجاز أخيه
بنيامين؟! مع أن هذه الحادثة
جديدة ، وحادثة يوسف قديمة . ثم
قلت مجتهداً : 1-
لعله إذ علم أن سجن بنيامين
معروف زماناً ومكاناً تأثر أن
يوسف غائب في مكان لا يدريه ولا
يعلم الوقت الذي سيلتقيه فهو
يشتاقه . 2-
وقد تُظهِر المصيبة ُ
الجديدة المصيبة َ القديمة
فتفجرها كما يتفجر البركان فجأة
والناس من حوله يظنون أنه خمد. 3-
ولعله إذ علم أن بنيامين سجن
في مصر فهذه توطئة أو إشارة
لمعرفة مكان أخيه ، وأن الفرج قد
دنا . 4-
كما أن الأخ الأكبر بقي في
مصر ليكون قرب أخيه بنيامين ولم
يأت إلى فلسطين " فلن أبرح
الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم
الله لي وهو خير الحاكمين "
فاجتمع في مكان واحد ثلاثة إخوة
، وهذا إيذان آخر بقرب الفرج
واجتماع الجميع تحت كنف أبيهم ،
فقال يعقوب عليه السلام "...
عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً
إنه هو العليم الحكيم" 5-
فلما اشتد حزنه وابيضت
عيناه خشي عليه أبناؤه فقالوا :
" قَالُوا تَاللَّهِ
تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ
حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا
أَوْ تَكُونَ مِنَ
الْهَالِكِينَ (85)" حتى تكون حرضا 1-
أي تالفا . 2-
وقال ابن عباس ومجاهد : دنفا
من المرض , وهو ما دون الموت ; 3-
قال الشاعر : سرى همي فأمرضني وقِدماً زادني مرضا كذاك الحب قبل اليو م مما يورث الحرضا 4-
وقال قتادة : هرما . 5-
قال الضحاك : باليا دائرا . 6-
قال محمد بن إسحاق : فاسدا لا
عقل لك . 7-
قال الفراء : الحارض الفاسد
الجسم والعقل ; وكذا الحرض . 8-
قال ابن زيد : الحرض الذي قد
رد إلى أرذل العمر . 9-
قال الربيع بن أنس : يابس
الجلد على العظم . 10- قال
المؤرج : ذائبا من الهم . 11- وقال
الأخفش : ذاهبا . 12- وقال
ابن الأنباري : هالكا . وكلها متقاربة .... وأصل الحَرَض الفسادُ
في الجسم أو العقل من الحزن أو
العشق أو الهرم ، قاله أبو عبيدة
وغيره . وقال العرجي : إني امرؤ لج بي حب فأحرضني حتى بليت وحتى
شفني السقم وقال امرؤ القيس : أرى المرء ذا الأذواد يصبح محرضا كإحراض
بكر في الديار مريض قال النحاس : وحكى أهل اللغة أحْرَضه
الهمُّ إذا أسقمه ،ورجل حارض:
أحمق . " لا تثريب عليكم " ثرّب : عيّر ووبخَ . وأصل التثريب الإفساد , وهي لغة أهل
الحجاز . وعن ابن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخذ
بعضادتي الباب يوم فتح مكة , وقد
لاذ الناس بالبيت فقال : ( الحمد
لله الذي صدق وعده ونصر عبده
وهزم الأحزاب وحده ) ثم قال : (
ماذا تظنون يا معشر قريش ) ؟
قالوا : خيرا , أخ كريم , وابن أخ
كريم وقد قدرت ; قال : ( وأنا أقول
كما قال أخي يوسف " لا تثريب
عليكم اليوم " . فقال عمر رضي
الله عنه : ففِضْتُ عرقا من
الحياء من قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم ; ذلك أني قد كنت
قلت لهم حين دخلنا مكة : اليوم
ننتقم منكم ونفعل , فلما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
قال استحييت من قولي . وفي قوله تعالى : قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ
الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
(92) من سورة يوسف يقول عطاء
الخراساني : طلب الحوائج من
الشباب أسهل منه من الشيوخ ; ألم
تر قول يوسف : " لا تثريب عليكم
اليوم يغفر الله لكم " وقال
يعقوب : " سوف أستغفر لكم ربي
" . وقال بشر : فعفوت عنهم عفو غير مثرب وتركتهم لعقاب
يوم سرمد وجمال التعبير واضح في قولك : ( وانتبه إلى
القراءة) 1-
(لا تثريب عليكم اليوم ) (يغفر
الله لكم) ... وفي قوله 2-
(اليوم يغفر الله لكم) وهو
أرحم الراحمين. ففي الأولى : لا تعيير ولا توبيخ لكم اليوم
. بل أسأل الله لكم العفو
والمغفرة . وفي الثانية : لا تعيير ولا توبيخ ، (إن هذا
اليوم يوم عفو وغفران ). قميص يوسف من الملفت أن للقميص في قصة يوسف دوراً
عجيباً ، فقد ورد ثلاث مرات الأولى: " وجاءوا على قميصه بدم كذب."
، ولم يكن القميص ممزقاً ، فبان
كذب إخوته. الثانية : " وقدّت قميصَه من دُبُر
وألفيا سيدها لدى الباب."
فحكم المرافق بصدقه حين قد من
دبر ، ولو قُدّ من قبُل لاتهموه . الثالثة : " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه
على وجه أبي يأت بصيراً " .
فكان القميص إيذاناً بجلاء
العمى واجتماع الشمل. فكان للقميص بإذن الله فوائد طريفة ...........
============================ بدرالدين حسن قربي في 27 تموز/يوليو من العام الحالي تم
اعتقال زينب عمر الحصني
اختطافاً في مدينة حمص الثائرة،
وفي 10 أيلول تم اعتقال أخيها
الناشط محمد الذي سُلّم لأهله
جثة هامدة بعد ثلاثة أيام،
وصفها أخوه يوسف بأن فيها آثار
ثلاثة رصاصات في الصدر، وواحدة
في الكتف وأخرى في الخاصرة،
وواحدة في الفم، مع كسر في
الرقبة والفكّ وخلع في الكتفين،
وآثار حرق سجاير على الوجه مع
آثار التعذيب والضرب في كافة
أنحاء الجسم. وإنما أثناء تسلّم
الأهلجثة محمد، تمّ تسليمهم جثة
أخرى مقطّعة الأوصال ومشوهة على
أنها ابنتهم زينب، وذلك بعد
استكمال إجراءات قضائية وأمنية
رسمية سمحتللأهل بدفن جثة
ابنتهم المفترضة في 17 أيلول.
وعليه، فإن انتشار الخبر وتوحش
القتل فيه، أحدث ضجة كبيرة
رافقتها تصريحات واسعة وعالية
النبرة لعدد من الفضائيات
والمنابر الإعلامية والدينية
ومنظمات المجتمع المدني
الإنسانية والحقوقية. جديد القصة الكارثة قيام التلفزيون
السوري الرسميفي 4 تشرين الأول
الثلاثاء الفائتبعرض مقابلةٍ
مع زينب الحصنيليؤكد بها أن كل
ماأشيع عنها هو محض كذب واختلاق
وأنها حية ترزق، وليتهم بعدها
كل من تعاطف مع الجريمة
الكبرىبأخلاقه وضميره ووطنيته
ومصداقيته، لأن قصتها مفبركة
ولا أصل لها، بل والأنكى مطالبة
الجهات المتهمة بالمهنية
والتأكد من صحة الخبر قبل نشره
والاعتذار عما بدر منهم. وعليه، فإذا افترضناأن المقابلة حديثة
وليست قديمة، واعتبرنا أنّ
مابثه التفلزيون صحيح، وأن
مسألة الجثة والدفن ثابتة
يقيناً، فلسوف يكون عندنا
موضوعياً عدد من الأسئلة.
الأشلاء التي سُلّمت من قبل
الجهات الرسمية لآل الحصني هي
أوصال مَنْ؟ ولماذا اتهامات
المعارضة ولغيرها من الناس
عرباً وأجانب ولشيخ الأزهر
ومنظمات حقوق الإنسان تحديداً،
إذا كان جميعهم اعتمدقصةً
مكتملة العناصر،أيّدتها أوراق
رسمية وانتهى أمرها بالتشييع
والدفن؟ولماذا لم تُكذّب
الجهات الرسمية أيضاً ادعاءات
أهلها والمعارضة معها
والمنظمات الحقوقية منذ
البداية، بل تركت القصة تتفاعل
شعبياً وإعلامياً لتصل مداها،
ثم عشية تصويت مجلس الامن على
قرارٍلإدانة الممارسات الوحشية
للنظام، تظهرها لتدلل بها على
كذب مايقال عن قمعه وفظائعه
والعياذ بالله، ولتقلل من
مصداقية الاتهامات؟ إن أكبر تلفزيونيي النظام الدكتور طالب
ابراهيم، وعلى قناة الجزيرة في
الاتجاه المعاكس الثلاثاء 27 آب
تحدّى محاوره والذي خلقه أيضاً،
بأن ثبوتياته ومستنداته تؤكد أن
من قتل زينب هم العصابات
المسلحة وليس قوات النظام
والأمن السوري، وإنما بعد أسبوع
بالتمام يأتي ماعرضه التلفزيون
في مقابلته ليتكلم بخلاف ماقاله
أحد ناطقيه وشبيحته ويكّذبه
أيضاً.نظام غاية في البجاحة
تميّز بماكنات الفبركة،
وطواحين الكذب، وإعلام فيه غاية
في الكذب والإفك، فبرك مسألةً
سُلّمت فيها رسمياً أشلاء جثة
وأوصال جسد لأهل اختطفت ابنتهم
من قبل شبيحته، دفنوها منذ
ثلاثة أسابيع، وأثارت قصتها
ضمير العالم ومنظماته
الإنسانية بما كان فيها، ثم هو
يستنكر عليهم غضبتهم رغم وجود
جثة ممزّعة سلمت رسمياً ودفنت
على ذمة النظام بأنها زينب. يؤكد النظام وإعلامه قدرة نوعية جامدة في
الفبركة تأخذ بالعقول، فهو دون
تردد يدفع بالكذبة الكبيرة
بالغاً مابلغت دون ذرةٍ من حياء
أو وَجَل من يوتوب أو حساب
لانترنت أو خوف من فيس بوك أو
تويتر، ومن دون أن يرف له جفن أو
يرجف له قلب، أو يتلكلك له لسان،
والأبلغ أنه يناطح بهذا الكذب
ويريد من الناس أن تعتمده
بمثابة كلام طابو ينفي الرواية
الأخرى أياً كانت والعياذ بالله
وتنتفي بوجودها الحاجة للإعلام
الآخر من أفّاكي وكالات الأنباء
ومراسلي الفضائيات المتآمرين
والمرتبطين. وإنما كيفما كانت الروايات جميعها، فإن
ما هو ثابت وصحيح أن هناك جثة
مقطعة الأوصال سلّمت لآل الحصني
وتم تشييعها ودفنها. وهي
بالتأكيد ترجع لمواطنة سورية
قُتلت بطريقة وحشية، ولاينفي
عنها الإجرام ألا تكون جثة زينب
الحصني، لأن القتلة والأفّاكين
يعلمون مايفعلون، ولن ينفعهم
إجرامهم في تأخير سقوطهم، بل
سيعجّل به ويذهب بهم إلى سواء
الجحيم. http://www.youtube.com/watch?v=p3WhfsHtH1s&fe http://www.youtube.com/watch?v=UNQd1_HfyzY http://www.youtube.com/watch?v=shZalNx7VmU http://www.youtube.com/watch?v=yF7a4wFON http://www.youtube.com/watch?v=RMgXiNL3EU8 ======================== المهندس صبيح اتاسي تتنافس وسائل المرئية و المسموعة و
المكتوبة اليوم بالدعاية
لمواقفها من الوضع بسورية . ولكن
قليل ما يبحث أصل المشكلة , بما
أن الرجوع إلى اصل المشكلة يكشف
الحقيقة و يرد المزيفين اقدم
مقالي هذا أرجو نشره و الحوار في
محتوياته . لا يختلف اثنان بان الوضع في سورية في
العقود الماضية كان سيئ للغاية ,
حتى رئيس النظام اعترف بذلك في
خطبة القسم الأولى – إذ وعد
بإصلاح الفساد - . لقد استند هذا
النظام في تكوينه و وبقائه على
الاعتماد و تغزيه التكتلات
القبلية و العشائرية لدرجة دعا
البعض للنظر إلى الوضع نظرة
خاطئة بان الأمر طائفي , هذه
التكتلات لم تقم على أساس
عقائدي كي تكون طائفية بل قامت
على أساس التكتل في سبيل القوة و
الخلافات ليست عقائدية إنما هي
خلافات على السلطة , حتى داخل
القبيلة الواحدة يوجد تكتلات
عشائرية وعشيرة الأسد هي
المسيطرة اليوم وتقوم على أكتاف
القبيلة و القبلية , وهي التي
تبتلع بشبق خيرات الوطن على
حساب الآخرين . تتمتع سورية بتشكيلة فسيفسائية من
الاقليات , عاش الشعب السوري
باقلياته بانسجام و كان يستغل
الخلاف بالآراء للإغناء الفكري
, ولم يميز الانتماء بين مختلف
فئات المواطنين في شئ و الدليل
على ذلك أن الاقليات استطاعته
الوصول إلى مراكز مكنتهم
الاستيلاء على السلطة . بعد وصول
آل الأسد المتعطشين للسلطة إلى
الحكم و نظرا لفراغ جعبتهم مما
يقدموه للشعب اتبعوا أسلوب فرق
تسد ضمانا لتسلطهم , فشجعوا
الميول القبلية – اليس ذلك
خيانة للقومية التي يدعونها و
التي هدفها التجميع !!- , وساعدوا
ذوي الميول القبلية القابلين
للتبعية لهم للوصول إلى مركز
أعلى كي يستطيعون التأثير على
الباقي , نظرا لغياب القانون
والحق استطاعوا النجاح نظرا
لحاجة المواطن للواسطة في سبيل
تمشية أمورهم , كافح السلطويين
التنظيمات السياسية القائمة
على الانتماء للمبدأ وليس
الانتماء القبلي , منعوا
الاجتماعات حيث لم يعد يمكن
التجمع إلا في دور العبادة فكان
ما حدث في الميول لأفرد الشعب ,
ولازالت حتى اليوم تحاول السلطة
استجلاب الاقليات إلى صفها عن
طريق تخويفهم من الأكثرية التي
تدين بالإسلام و السنية تطبيقا
لمقولة فرق تسد . أن تحريضهم الاقليات للوقوف بجانبهم على
أساس طائفي سينقلب ضدهم , إذ أن
الأكثرية المطلقة من شعوب
المنطقة سنية ولن تسكت عن ذبح
العلويين للسنة , و السؤال ماذا
يحدث في الجيش السوري إذا ما دخل
الجيش التركي مثلا لحماية السنة
في حالة حدوث مذابح , هل سيفضل
الجندي السوري المقامرة بحياته
ضد الجندي التركي الذي حضر
لإنقاذ أهله أم يفضل المغامرة
بحياته بقتل آمره دفاعا عن شعبه
, وماذا عن الأكثرية من عناصر
أجهزة الأمن أليست بحاجة لأعمال
تبرر أن أعمالها السابقة كانت
مجبرة ! . ثم هل إيران مستعدة
لدخول حرب في سبيلهم تفسح
خلالها المجال لإسرائيل و
الأميركيين تحقيق حلمهم بضرب
إيران ؟ إذ سيقف أكثرية الشعب
العربي مع ضرب إيران , لقد وقف
الشعب العربي ضد الهجوم على
إيران عندما كانت المعركة بين
إيران و إسرائيل وبذلك شكل خطر
محتمل لتشكيلات عشوائية لا يمكن
السيطرة عليها , يشكل ذلك خطرا
على مصالح الغرب في بلاد النفط,
ولكن ماذا يعتقد سلطويي سوريه
بموقف هذه الشعوب إذا كانت
المعركة بين السنة و الشيعة .
يتشبث آل الأسد بالسلطة لكونهم
استعادوا على البذخ و السلطة
ولو على حساب حرب أهلية في
المنطقة ؟ من الذي يخدم أعداء
الوطن ومن يساعد إسرائيل و
أمريكا على تحقيق أماني لم
يستطيعوا تحقيقها !!! يوجد مشكلة حساسة في تفكير السلطويين في
سورية , فهم لا يستطيعون التفريق
بين الحكم و السيادة . عادة يقوم
الحكم بتنظيم أمور البلاد حسب
قوانين و أنظمة مرعية , أما
حكامنا فقد نصبوا أنفسهم أسيادا
على البلاد فالأمر بيدهم ولهم
القرار حسب مصلحتهم و رغبتهم و
تثبيتا للسيادة اصبح على كل
مواطن ذا قضية البحث عن واسطة
يترجاها لحل قضية و ما يمنح
للمواطن ليس حق له إنما عطاء
لعيون الواسطة , الأمر لا يعتمد
على حق المواطن إنما يعتمد على
واسطته فليس للموطن حقوق وليعلم
المواطن انه بحاجة لأسياد يجب
أن يرضخ لهم لمساعدة في حل أموره
حين يحتاج , يضبط ذلك بإشراف
الأجهزة الأمنية على حياة
المواطنين فحتى إذا أراد
المواطن فتح دكان حلاقة يتطلب
ذلك موافقة الأجهزة الأمنية - .
نعم يبحث المواطن عن الواسطة و
يترجاها لتسير أموره ولكن هل
فكر السلطويون عن الشعور الذي
يتركه ذلك لدى المواطن ؟؟؟ ,. لم ولن تستطع هذه السلطة تقديم شيء للشعب
فبادرت إلى شراء الذمم و تشجيع
الرشوة مما أدى إلى نشر الفساد
بصورة أن الرشوة أصبحت جزء من
الدخل لكثير من الموظفين و
اصبحوا لا يستطيعوا الاستغناء
عنها , كما أد ذلك إلى تحطيم
الاقتصاد حيث يعيش كثيرا من
أبناء الشعب في بيوت من الصفيح ,
مع ذلك استغل بني الأسد الوضع
للثراء الفاحش ولم يسمعوا أنات
الشعب أو يشعروا بآلامه بل
حبذوا الفساد إذ يساعدهم على
النهب , وقد خلقت هذه الحالة
مخلوف الشهير و أخريين . أملين
بان هذا الفساد يساعدهم على
السيطرة الاقتصادية التي
تساعدهم بدورها في تقوية سلطتهم
و سيادتهم ولم يهمهم تدمير
الاقتصاد إذ هم بعيدون عن
تبعاته وهكذا دمر اقتصاد البلاد
. بالنسبة للشعب كان تحضير النظام فقط
بالقوانين التي تقيد حرية الشعب
و بالطلب من الشعب المكمم
الأفواه ترديد شعارات البعث و
التضحية في سبيل القضية بينما
هم ينعمون بالأموال المنهوبة
منه باسم القضية , مما أفضى
خسارة إمكانيات الشعب و
إبداعاته التي لا غنى عنها في
المعركة , كانت نتيجة سياستهم –
للمدعيين بحماية القومية – أن
قسم كبيرا من الشعب اصبح يفضل
السلام مع إسرائيل بغد النظر عن
الشروط أو إمكانية استمرار
السلام مع كيان عنصري أملا
التخلص من الأحكام العرفية التي
يردح تحتها , تفرض عادة الأحكام
العرفية في حالة الحرب أي
احتدام القتال على الجبهات , فهل
عرف التاريخ حالة وقف لإطلاق
النار تدوم ما يقارب الأربعين
عاما !!! هذا ما حضرة النظام في
الجبهة الداخلية للمعركة !!! ولفراغ جعبتهم من حسنات قدمها النظام
يستطيع أن يستجلبهم بها النظام
على أساس الحفاظ عليها و الخوف
من فقدانها , تكرموا على الشعب
بوعود ضبابية بإصلاحات الفساد
المستشري في البلاد التابعة
لسطوتهم , لقد سمعنا هذه الوعود
قبل ذلك من بشار الأسد في خطبة
القسم الأولى ولم نرى شئ من هذه
الوعود سوى الضغوط تتزايد حتى
بعد أكثر من عشر سنوات , صرح بعد
ذلك انه يوجد عوائق للتنفيذ و لم
يقل ما هي تلك العوائق ؟ أليست
هذه العوائق من أركان النظام
نفسه ؟هل يستطيعوا السلطوين
التفريق بين الحكم و السيادة ؟
هل باستطاعة هذا النظام الإصلاح
؟ هل يعرفون ما هي الديمقراطية و
هل يستطيعون الحكم في نظام
ديمقراطي و بدون فساد ؟ ألا يرى
القائمون على النظام بان
الديمقراطية فوضى ؟ ألا يعتمد
هذا النظام منذ قيامه و في بقائه
على الفساد ؟ لم اسمع حسنة واحدة قدمها النظام للشعب لا
من أبواق النظام التي تقدمها
الفضائية السورية و لا من رؤساء
النظام - سوى الوعود بتصليح
الأمور – لأنه لا وجود لهذه
الحسنات الهم عدا تزينات شكلية
بصورة مراسيم على الورق يمن بها
النظام على الرعية – إذ يدعون
أن هذه الأمور قد قررت أو درست
من قبل – خوفا من أن يفكر الشعب
أنه قد استطاع أو يستطيع أن يحقق
شئ فتقوى عزيمته بل كل شئ بيد
الأسياد . يدعون إلى الحوار و لم
يعينوا أسس الحوار هنالك فرق شاسع بين مطروحات النظام و
مطروحات المعارضة , يريد النظام
القيام بزينات خارجية لا تسمن و
لا تغني من جوع بينما تطلب
المعارضة تغيير النظام . يدعو
النظام إلى الحوار , إذا استجابت
المعارضة الحقيقية إلى الدعوى
فهل يمكن أن يكون هذا الحوار سوى
حوار الطرشان كل في جهة يغني على
ليلاه أم أنهم يعتمدون على
المسدسات إلى ستوجه إلى رؤوس
المحاورين من المعارضة ؟ . هل
هناك هدف آخر من هكذا حوار إلا
توريط قسم من المعارضة للمشاركة
بتحمل المسؤولية أعمال النظام ,
بينما فقدت المعارضة الأمل بهذا
النظام و تطالب بتغييره . نعم
أوقف العمل بقانون الطوارئ ولكن
عوض عنه بقانون لا يختلف عنه إلا
بالاسم . يدعي النظام أن المحرض على الانتفاضة هي
دول خارجية ( أمريكا و إسرائيل و
أوربا ) , مما سلف يظهر أنه لا
مصلحة لإسرائيل و الغرب بتغيير
النظام كي يتآمروا عليه بل دلت
مواقفهم من حوادث حماه في
الثمانيات أنهم اقرب إلى حمايته
. كما هو معلوم لا توجد حتى
تاريخه قيادة لحركة الشعب كما
إن المحاولات لإيجاد قيادة قد
أخفقت فمع من خطط الأمريكان
لحياك هذه المؤامرة ؟ , هذا يدل
على أنها حركة عفوية لشعب ضاق
ذرعا بالذل الذي يعيشه تحت سطوة
هذا النظام , إن وضع الانتفاضة
يدل بلا ريب على أنها انتفاضة
عفوية لشعب لم يعد يستطيع
التحمل و إذا غيرت الحكومات
الغربية موقفها بعد أن أفقدت
هذه الانتفاضة جاذبية الحكم
للغرب بأنه لم يعد يؤمن
الاستقرار في سورية فلا يعني
ذلك أن الغرب هو المحرض بل هو
المتأثر بها . حينما انتفض الشعب في كل من تونس ومصر
واستمرت الانتفاضة بضع أسابيع
علم الأميركيان أن الشعب لم يعد
يحتمل و أن عدم التنازل قد يؤدي
إلى انفجار فأوعزوا إلى الحكام
بالاستقالة وتركوا خادمهم
المخلص حسني مبارك لمصيره وهو
اليوم قيد المحاكمة غيرت أمريكا موقفها لكونها ليست عقائدية
بل براغماتية تحاول ركب الموجة
ثم استغلالها لصالحها , والنظام
هو المسؤول عما تؤول إليه
الأمور لأنه هو الذي أوصل
البلاد إلى هذه الحالة . بالنسبة للمواقف
القومية فقد خان النظام الاتجاه
القومي من أول الأمر باعتماده
على القبلية . فالموقف القومي
يعمل على صهر الشعب في البوتقة
القومية لا كما اعتمد النظام
على مقولة فرق تسد . أما ادعائه و
ادعاء أبواقه بأن مواقف
الممانعة هي التي تجر عليه
الوبال فهي مردودة عليه إذ عاش
هذا النظام منذ البداية على
العطايا الممنوحة له من دول (
الاعتدال ) لكونه حافظ على (
الاستقرار ) , واكبر دليل على ذلك
الصمت الإعلامي لحوادث حماة في
الثمانيان . فالواقع أرضى
النظام الغرب بالعمل على (
الاستقرار ) أي عدم التغيير فأين
النضال ؟ , ولا شك أن هذه الخطب
التي يدعي النظام فيها الصمود و
التصدي التي لا تسمن ولا تغني من
جوع لا يهتم بها الغرب وهي
بالنسبة له مهزلة . لقد سحب
النظام حتى توعده بالرد على قصف
الطائرات الإسرائيلية لشمال
سورية مع أنه كان جعجعة بلا طحين
. أمانة للتاريخ لا بد أن نذكر أن الهجوم
على الشعب السوري الأعزل ليس هو
الهجوم الوحيد الذي قام به جيش
السلطة , كما تذكرون قام جيش
السلطة بهجوم على المقاومة
الفلسطينية في لبنان مكملا ما
لم يستطع القيام به الجيش
الإسرائيلي , وقد نفذ هذا الهجوم
هدفه بإخراج المقاومة
الفلسطينية من لبنان وبذلك حرمت
المقاومة الفلسطينية من الوصول
إلى الحدود الإسرائيلية لتنفيذ
المهمة التي كونت من اجلها ,
وكان نتيجة ذلك التطورات
اللاحقة بالمقاومة الفلسطينية
التي يعرفها الجميع, والتي
هاجمتها السلطات السورية
متناسية دورها بذلك . إن من يريد دخول معركة بشكل جدي يحضر لها .
أما بالنسبة للجيش , فأول ما قام
به النظام تسريح الضباط
المؤهلين و تعويضهم بضباط
مؤهلهم الوحيد ثقة النظام
بتبعيتهم و إخلاصهم للسلطة
فتحويل الجيش من جيش وطني إلى
جيش عقائدي عقيدته حماية السلطة
أي تحويله من حامي للوطن و
المواطنين إلى حامي للسلطة,
وبذلك تحول الجيش من جيش مقاتل
إلى قوة قمع للشعب ( وهذا ما نراه
اليوم ), و السؤال هل يمكن لجيش
قمع أعد لقمع العزل أن يكون جيشا
مقاتلا في حرب ؟, لم تشهر حتى
الآن حقيقة مهمة حصلت في حرب ال
73 لم أشاء كشفها لتأثيرها على
سمعة الجيش ولكن بعد هجوم الجيش
على شعبه لم يعد ما يسئ لسمعة
الجيش أكثر من ذلك العمل , في
بداية حرب ال 73 دمرت إسرائيل
الدبابات السورية بعد عدة أيام
من بداية الحرب بلعبة تكتيكية
إسرائيلية بسيطة لم تستطع
القيادات السورية الغير مؤهلة
اكتشافها لجهلهم وعدم أهليتهم ,و
قيل وقتها " لو خسر الإتحاد
السوفياتي من اليوم أول في حرب
عالمية ما خسره الجيش السوري في
اليوم الأول لخسر الحرب " .
أصرت القيادة السورية كحل
للمشكلة أن يشن الجيش المصري
هجوما عسى أن يخفف ذلك الضغط على
الجبهة السورية , كانت النتيجة
الكارثة التي يعلمها الجميع
بالنسبة للجبهة المصرية و التي
تسببت ب ثغرة الدفر سوار , وظهرت
حتى على أجهزة الإعلام احتجاجات
رئيس أركان الجيش في ذلك الوقت
الفريق سعد الدين الشاذلي على
الهجوم الذي لم يخطط له ولم يكن
الجيش المصري مستعدا له إنما
أتخذ قرارا سياسيا من قبل رئيس
الجمهورية للطلب المكرر من
القيادة السورية. و كان نتيجة
ذلك الوضع المعروف للمشكلة الذي
آلت إليه الجبهة المصرية
وتوابعها ( يمكن قرأت الموضوع في
اسفل المقال ) . أما بالنسبة
للجبهة السورية فقد كشف اللعبة
الإسرائيلية مهندس يؤدي الخدمة
الإلزامية في الجيش السوري
اقترح استغلالها لصالح سورية
بطريقة تقلب السحر على الساحر,
لكن لم يكن قد بقي لدى الجيش
السوري دبابات صالحة حتى
لمناورة . أنقذ الموقف حضور
الجيش العراقي الذي نفذ الخطة و
انقلب السحر على الساحر, ومكن
ذلك استمرار المعارك وبدء على
أساسها حافظ الأسد يضع شروط
لوقف القتال – كالانسحاب من
القطنيرة - . نعترف بان موقف
السلطة السورية لم يكن سلبيا
تمتما ذلك بادعائهم النصر و
الاحتفال السنوي بنصر لم يكن
لهم أي فضل به . على كل كانت
النتيجة الواقعية اعتراف
السلطات السورية ضمنيا بأنهم
ليسوا قادرين على هذه المعركة
القومية وبقيت الجبة السورية
الإسرائيلية ميتة منذ ذلك الوقت
كما كان لها فضل بالدفر سوار . إذن الممانعة التي تقوم بها السلطات
السورية هي جعجعة فقط و التنفيذ
على الأرض يخدم سياسات أخرى ,
هذا من الناحية القومية لذلك
ارجوا من القوميين المخلصين
إعادة النظر في تقيمهم للوضع في
سورية . ارحب بالتعليقات و الحوار على
العنوان المهندس صبيح اتاسي بعض التفاصيل ما سببت القيادة السورية في
حرب أل 73 يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم
على إسرائيل واقتحام قناة
السويس التي سماها "المآذن
العالية" : إن ضعف قواتنا الجوية وضعف إمكاناتنا في
الدفاع الجوي ذاتي الحركة
يمنعنا من أن نقوم بعملية
هجومية كبيرة.. ولكن في
استطاعتنا أن نقوم بعملية
محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر
خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12
كيلومترا شرق القناة. كانت
فلسفة هذه الخطة تقوم على أن
لإسرائيل مقتلين: المقتل الأول : هو عدم قدرتها على تحمل
الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد
أفرادها. المقتل الثاني : هو إطالة مدة الحرب، فهي
في كل الحروب السابقة كانت
تعتمد على الحروب الخاطفة التي
تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة
أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال
هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من
الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة
عالية جدًّا. ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في
إسرائيل والتعليم يتوقف
والزراعة تتوقف والصناعة كذلك ؛
لأن معظم الذين يعملون في هذه
المؤسسات في النهاية ضباط
وعساكر في القوات المسلحة؛
ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم
على استغلال هاتين النقطتين. الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان
إسرائيل من أهم مزاياها
القتالية يقول عنهما الشاذلي:
"عندما أعبر القناة وأحتل
مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة
بطول الجبهة (حوالي 170 كم) سأحرم
العدو من أهم ميزتين له؛
فالميزة الأولى تكمن في حرمانه
من الهجوم من الأجناب؛ لأن
أجناب الجيش المصري ستكون
مرتكزة على البحر المتوسط في
الشمال، وعلى خليج السويس في
الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من
المؤخرة التي ستكون قناة
السويس، فسيضطر إلى الهجوم
بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن
فادحًا". وعن الميزة الثانية قال الشاذلي: "يتمتع
العدو بميزة مهمة في المعارك
التصادمية، وهي الدعم الجوي
السريع للعناصر المدرعة
التابعة له، حيث تتيح العقيدة
القتالية الغربية التي تعمل
إسرائيل بمقتضاها للمستويات
الصغرى من القادة بالاستعانة
بالدعم الجوي، وهو ما سيفقده
لأني سأكون في حماية الدفاع
الجوي المصري، ومن هنا تتم
عملية تحييد الطيران
الإسرائيلي من المعركة. أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا
للقيادة الموحدة للجبهتين التي
كان يقودها المشير أحمد إسماعيل
علي تطلب زيادة الضغط على
القوات الإسرائيلية على جبهة
قناة السويس لتخفيف الضغط على
جبهة الجولان، فطلب الرئيس
السادات من إسماعيل تطوير
الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على
سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره
بذلك على أن يتم التطوير صباح 12
أكتوبر. عارض الفريق الشاذلي
بشدة أي تطوير خارج نطاق ال12
كيلو التي تقف القوات فيها
بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي
تقدم خارج المظله معناه أننا
نقدم قواتنا هدية للطيران
الإسرائيلي. بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت
القوات المصرية في قطاع الجيش
الثالث الميداني (في اتجاه
السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء
الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في
اتجاه ممر الجدي، واللواء
الثالث المدرع في اتجاهممر متلا. في قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه
الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21
المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"،
وعلى المحور الشمالي لسيناء
هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة".
كان الهجوم غير موفق بالمرة كما
توقع الشاذلي، وانتهى بفشل
التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو
أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة
من قوتها الضاربة الرئيسية في
ساعات معدودات من بدء التطوير
للتفوق الجوي الإسرائيلي. بنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في
جانب القوات الإسرائيلية التي
استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من
قبل والمعروفة باسم "الغزالة"
للعبور غرب القناة، وحصار
القوات المصرية الموجودة شرقها
خاصة وأن القوات المدرعه التي
قامت بتطوير الهجوم شرقا هي
القوات التي كانت مكلفة بحماية
الضفة الغربية ومؤخرة القوات
المسلحة وبعبورها القنال شرقا
وتدمير معظمها في معركة التطوير
الفاشل ورفض السادات سحب ما
تبقى من تلك القوات مرة أخرى إلى
الغرب، أصبح ظهر الجيش المصري
مكشوفا غرب القناة. فيما عرف بعد
ذلك بثغرة الدفرسوار. تدعي السلطات السورية و أبواقها أنهم
يواجهون مؤامرة أميركية
إسرائيلية غربية لموقفهم
الممانع بالنسبة لإسرائيل و
السياسات الغربية الاستعمارية
وأن من يقتلونهم من خيرة شباب
سورية ( هم عملاء ) , ذكرت حسنات
النظام بالنسبة لإسرائيل و
الغرب فلماذا يتآمرون عليه فأين هي الممانعة ؟ ========================== المحنة في طريق الدعاة بقلم: محمد عادل فارس 1. مقدّمة الصّراع بين الحقّ والباطل، وبين الخير
والشّر، قديم قِدَمَ
الإنسانيّة. فقد وقع أول نزاع
بين ابني آدم: ((إذ قرّبا
قُرباناً فتُقُبّل من أحدهما
ولم يُتقبّلْ من الآخر. قال
لأقتُلنّك))، وقد نفّذ تهديده ((فطوّعت
له نفسه قتل أخيه فقتله..)) سورة
المائدة:30 ولم يتوقف الصِّراع بعد هذا، وسيبقى إلى
أن يرث الله الأرض ومن عليها. وما دام الأمر كذلك، فلابدّ للحق من أقوام
يدفعون عنه شر الأشرار، ويحمونه
من البغي والعدوان. ولهذا كان
الجهاد ماضياً إلى يوم القيامة،
شاء من شاء، وأبى من أبى ((ولولا
دفعُ الله النّاس بعضهم ببعض
لهُدّمت صوامعُ وبيَعٌ وصلواتٌ
ومساجدُ يُذكر فيها اسم الله
كثيراً )). سورة الحج:40 وقد قال ربّنا سبحانه-عن موقف الكافرين
منا-: ((ولا يزالون يُقاتلونكم
حتى يردّوكم عن دينكم إن
استطاعوا)). سورة البقرة:217 وللصراع بين الحقّ والباطل تبعات كثيرة،
وعلى أهل الحقّ أن يُعدّوا
أنفسهم لتحمّل هذه التّبعات،
والصّبر على الشدائد والمحن
التي تنزل بهم لأجل إيمانهم
بالحقّ، ودفاعهم عنه. وهيهات هيهات أن تقوم لدعوة الحقّ قائمة،
وأن تبقى مبادئ الخير في خير،
دون أن يكون هناك من يتحمّل
المحنة في سبيلها، وينصرها،
ويدفع ثمن ذلك، إذ أن سَدَنَةَ
الشر، وأهل الباطل لن يتركوا
أنصار الحقّ والخير، وسيبذلون
غاية ما يستطيعونه لصرف هؤلاء
عن حقهم، أو لإلحاق الأذى بهم،
وإذاً لابدّ من وجود أناس قد
روّضوا أنفسهم، واستعدوا لحمل
الأمانة، والصبر على الشدائد
والمحن، والتضحية بالغالي
والنفيس في سبيل إيمانهم
وعقيدتهم. ومن هنا جاءت الآيات الكريمة تهيئ نفوس
المؤمنين للصبر على البلاء،
وتبيّن أن التعرّض للفتنة مقترن
بالانتماء إلى هذا الدين، وأن
الله تعالى لن يدع المؤمنين حتى
يمحّصهم بالجهاد والابتلاء. ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ
الله الذين جاهدوا ويَعلَمَ
الصّابرين)). سورة آل عمران:142 والذين يحسبون إذاً أنهم يمكن أن يعملوا
للإسلام، ويشترطوا السلامة من
كل شدّة وامتحان.. مخطئون! 2. الابتلاء سنة ثابتة في الدعوات منذ
القِدَم. وكما كان الصِّراع بين الحقّ والباطل منذ
فجر البشرية، كان الابتلاء
مقترناً بهذا الصِّراع. وقد
وضّحت الآيات الكريمة هذه
الحقيقة بأجلى بيان. قال عزّ من
قائل: ((ألم. أحسِب النّاس أن
يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا
يُفْتَنون. ولقد فتنا الذين من
قبلهم فليعلمنّ الله الذين
صدقوا وليعلمنّ الكاذبين)). سورة
العنكبوت:1-3. فالابتلاء سنّة
ثابتة منذ القِدَم. ومن المعلوم أن الهمزة في كلمة ((أحَسِبَ))
للاستفهام الإنكاري، فهو إنكار
على الناس أن يحسَبوا أن الله
تعالى يتركهم من غير امتحان
واختبار بعد أن يقولوا: ((آمنا))،
بل عليهم أن يعلموا أن هذا
الحسبان باطل. ولم يألُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
جهداً في تأكيد هذا المعنى في
أكثر من مناسبة. ولعلّ أشهرها
جوابه لخباب رضي الله عنه: روى البخاري عن أبي عبد الله خباب بن
الأرت رضي الله عنه قال: شكونا
إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو متوسّد بُردةً في ظل
الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟
ألا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان
من قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له
في الأرض، فيُجعلُ فيها، ثم
يُؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه
فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط
الحديد، ما دون لحمه وعظمه، ما
يصدُّه ذلك عن دينه. والله
ليُتِمَّنَّ الله هذا الأمر حتى
يسير الراكب من صنعاء إلى
حضرموت، لا يخاف ألا الله،
والذئب على غنمه، ولكنكم
تستعجلون". ففي هذا الجواب توطين للنفوس على
الصَّبر، وتأكيد أن المحنة سنة
جارية، وأن الأمم السابقة
امتُحِنت بأشد أنواع المحن
فصبرت، ولا ينبغي أن يكون أبناء
هذه الأمة أقل صبراً، وأن الفرج
آتٍ، والنّصر قادم بإذن الله. وإن الشدائد والبلايا ليست خاصة بالمؤمن،
بل تصيب البرّ والفاجر، لكنّ
مسوغات وقوعها على المؤمن أكثر،
تنقية للصف، واختباراً لقوة
الإيمان، ورفعاً للدرجات. تدبّر
قول الله تبارك وتعالى: ((إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما
تألمون، وترجون من الله ما لا
يرجون. وكان الله عليما حكيماً)).
سورة النّساء:104 (وهي في مجال
الصبر على جهاد الكفار). وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ
الناس أشدّ بلاء؟ قال: "الأنبياء،
ثم الأمثل فالأمثل". رواه
أحمد والبخاري والترمذي وابن
ماجه والدّارمي. 3. النّاس أصناف في مواجهة الشدائد والناس في مواجهة الشدائد والمحن أصناف
مختلفة. *فمنهم من يضعُف، وربّما تنكّب طريق
الحقّ، حرصاً على الحياة
والرزق، وخوفاً من عذاب النّاس.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا
الصنف في قوله تعالى: ((ومن
النّاس من يقول آمنّا بالله.فإذا
أوذي في الله جعل فتنة النّاس
كعذاب الله)) سورة العنكبوت:10.
وموقفهم هذا ناشئ عن الجهل، أو
ضعف الإيمان، أو الهزيمة
النّفسيّة التي يعيشونها. ولقد
قرر القرآن الكريم بوضوح أن
الحياة والرزق بيد الله وحده،
وأن العباد لا يملكون منهما
شيئاً: ((والله الذي خلقكم ثم رزقكم، ثم يميتكم ثم
يحييكم. هل من شركائكم من يفعل
من ذلكم من شيء)). سورة الروم:40. وربما زاد بعضهم على هذا الخوف نقيصةً
أخرى، فراح يهاجم العاملين
للإسلام، متهماً إياهم بالجهل،
ومفتشاً عن أخطائهم، لعل ذلك -في
تقديره- يطمس الحقيقة، ويستر
خوفه وجبنه وضعف إيمانه، فيظهر
أمام الناس حكيماً كيّساً، لا
جباناً منهزماً. نعم قد يكون الابتلاء نتيجة مخالفة
وأخطاء، كما حدث في غزوة أحد
عندما خالف الرّماة الأوامر،
وقد ينزل من دون تلك المقدمات
والأخطاء، كما حدث للذين آمنوا
بالله عزّ وجلّ، فأمر الملك
الظالم بحفر الأخدود، وإضرام
النار فيه، ثم ألقي المؤمنون في
النار ((وما نقموا منهم إلا أن
يؤمنوا بالله العزيز الحميد)). *ومنهم صنف يُقابل ذلك الصنف الضعيف، لا
تهزه العواصف، ولا تزحزحه المحن.
يشق طريقه غير عابئ بما يلاقيه
في سبيل الله عز وجلّ. يستعذب
العذاب، ويستسهل الصعب. ولقد
كان هذا الصنف هو الغالب في جيل
الصحابة، وكانت مواقفه
وتضحياته سبباً في انتصار الحقّ
وبقائه. وقد تمثلت حقيقة هذا
الصنف في مواقف كثيرة كموقف أنس
بن النّضر في أحد، عندما أشيع أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
قُتل، فقال أنس: فماذا تصنعون
بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على
ما مات عليه... ثم استقبل القوم
فقاتل حتى قُتِل... وموقف زيد بن الدَّثِنَّة حين قدّمه
المشركون للقتل فسأله أحدهم:
أَنْشُدُك الله يا زيد، أتحب أن
محمداً عندنا الآن في مكانك
نضرب عنقه، وأنت في أهلك؟ قال:
والله ما أحب أن محمداً الآن في
مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكة
تؤذيه، وأني جالس في أهلي!. وموقف خبيب بن عديّ حين قدموه ليصلبوه
فقال شعراً، منه: ولست أبالي حين أُقتل مسلما=على أي جنب
كان في الله مصرعي ولست بمبدٍ للعدوّ تخشُّعاً=ولا جزعاً،
إنّي إلى الله مرجعي وقد نوّه القرآن الكريم بهذا الصنف، وذلك
في قول الله تبارك وتعالى: ((وكأيّن
من نبيّ قاتل معه رِبّيّون
كثير، فما وهنوا لما أصابهم في
سبيل الله، وما ضعُفوا وما
استكانوا. والله يحبّ الصّابرين)).
سورة آل عمران:146 وفي قوله سبحانه: ((من المؤمنين رجالٌ
صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
فمنهم من قضى نَحْبَهُ، ومنهم
من ينتظر. وما بدّلوا تبديلاً)).
سورة الأحزاب:23 *وثمة صنف ثالث يشتدّ تارة ويقوى، ويضعف
تارة أخرى. وهذا الصّنف وإن كان
فيه بقية خير، فإنه لا يعوّل
عليه، فقد يخذل الدعوة في أصعب
الظروف. فمن أيّ هذه الأصناف تريد أن تكون؟! ======================== زينب الحصني وألاعيب
النظام المكشوفة ياسر سعد الدين يمارس النظام في تعاطيه السياسي
والإعلامي مع ثورة الحرية في
سورية أساليب ملتوية وطرق
مخادعة تهدف إلى وتشتيت
الانتباه وتضييع الأولويات في
محاولة منه لتزييف الحقائق وكسب
الوقت لإخماد الثورة وقمع
المتظاهرين والثائرين وبأية
وسيلة وطريقة. النظام السوري
يتميز عن الأنظمة العربية والتي
اجتاحتها الثورات بمنعه وسائل
الإعلام عن تغطية الأحداث تحت
ذرائع واهية وحجج عقيمة وهو في
حقيقة الأمر يريد أن يقترف
جرائمه في الظلام ويحجب عن
العالم صور الغضب الشعبي العارم
ضده وضد أساليبه ووسائله. تركيز النظام السوري في تعامله مع
الأحداث يعتمد على محورين،
الأول تسويق وإبراز قراراته
الإصلاحية المزعومة والتي هي في
حقيقتها سراب وخداع لكسب الوقت
وتحطيم إرارد الثورة وشق
صفوفها، والمحور الثاني
الإصرار على حصر المسألة
بالإعلام المغرض وبالقنوات
التحريضية وبالفبركة المزعومة.
وفيما يتهرب النظام من تعيين
ناطق إعلامي رسمي له ليحدد
مواقفه من القضايا المستجدة
والتطورات المتلاحقة، يقدم
شخصياته الأمنية المتخصصة تحت
مسميات أكاديمية وبحثية لتدافع
عن النظام وتسوق إطروحاته. رموز
النظام الإعلامية تتهرب دائما
من أسئلة الإعلاميين بالهحوم
على وسائل إعلامهم واتهامها
بالافتقار إلى المهنية، وهم في
كلامهم الخالي من المنطق
والمفتقر في كثير من الأحيان
إلى التهذيب يصرون على أنهم لا
يمثلون النظام، ليعفي النظام
نفسه من أية مقاربة أو مساءلة
على ضعف الحجة وتهاوي المنطق أو
المواقف المتناقضة. ولإن النظام السوري يرتعد ويرتعب من
الإعلام والذي يوثق جرائمه
وتجاوزاته، ولإنه يريد أن يحصر
أزمته الخانقة والرفض الشعبي
العارم لحكمه بما يقوم به
الإعلام من تحريض مزعزم فقد كان
من أهم أولويات العقلية الأمنية
السورية ضرب مصداقية الإعلام
وبالتالي إعطاء زخم وشيء من
المصداقية لحملاته التشكيكية
في التغطية الإعلامية. تكررت
تلك المحاولات وفشل كثير منها
بطريقة فاضحة مثل ما حدث مع أحمد
بياسة في البيضة. بتقديري أن النظام حاول أن يعوض على
محاولاته الفاشلة السابقة،
بمحاولة جديدة أكثر حرفية
بتقديره تهدف لضرب مصداقية
الإعلام بقصة زينب الحصني -والتي
هزت الضمير العالمي- فأخذت منه
زمنا أطول في التعامل معها حتى
يكون الفصل الأخير منها مدويا.
النظام أوهم أهل زينب أن جثة
أبنتهم (والتي اختطفها الأمن من
منزلها) في المستشفى وتم
تسليمهم جثة ممزقة لا يمكن
التأكد من هويتها. وما كان لهذه
الجثة أن تدفن إلا بعد فحص
الطبيب الشرعي ومصادقة السلطات
الأمنية والتي من واجباتها
التأكد من شخصية الجثة. وحين
كانت مسألة زينب تطرح على رموز
النظام الإعلامية كانوا يتهمون
العصابات المسلحة بقتلها
والتمثيل بها، وبكل الأحوال لا
يظهر في المشهد ناطق رسمي يعلن
موقف الدولة حتى لا تتحمل اية
مسؤولية ولا يتم مراجعاتها
مستقبلا. النظام أخرج لنا زينب وأجبرها –كما يبدو-
على رواية قصة غريبة عن مشاكل
عائلية ليحاول إحراج الإعلام
والمعارضة ومن يتضامن مع الجرح
السوري النازف مثل شيخ الأزهر.
غير أن النظام والذي يلعب بدماء
الناس وأعراضهم ومعاناتهم
لتحقيق ما يتصوره كسب إعلامي
وكل همه تمرير الوقت يثبت بهذه
القصة وبغيرها بإن إدعاءاته
الإصلاحية زائفة وكاذبة.
المطلوب من النظام أن يخبرنا
بهوية الفتاة القتيلة والتي تم
التمثيل بجثتها وبظروف مقتلها
والتي دفنها أهل زينب، وأن يجيب
على الاستفسارات القانونية مما
يخص عملية الدفن والتحقق من
شخصية القتلي في "صورية الأسد".
إن قصة زينب وملابساتها والتي ما تزال
غامضة ومشوشة تبرهن أن سوريا
تحكم بعقلية المافية والعصابات
دون أن يحسب نظامها الأمني أي
حساب للمشاعر الإنسانية وللقيم
الأخلاقية. علينا أن نطالب
بلجنة تحقيق دولية في ملابسات
قضية زينب وأخيها محمد فإذا كان
النظام واثقا من روايته معتدا
بها فليدع ممثلي الصليب الأحمر
للتحقيق المستقل فيها. ========================= الأخسرين أعمالا ..
والحاملين أسفارا بقلم: الليث السوري لشَدَّمَا يُحَيرُني خُروج المُثقفينَ
والمُنظرينَ على الشَّاشَات
الفَضائيّة والبرامج
الحِِوارية .. وهم يَستشهدونَ
بالآيات القرآنية ويفتُون ..
أنَّ الدينَ لله والوطن
للعلمانيين والعباقِرة
الإداريين .. وعلى كل من له وجهة
نظر مخالفة التنحي لأنهُ
مُتخلٌف من الإسلاميين .. يَعني بالمشَرمَحِي اترُكُوا لنَا
الحُكمَ نسرحُ ونَمرَحُ ..
واعبُدُوا اللهَ أنتُم فِي
كُلَّ مَطرَح . والغريبُ العجيبُ أنَّ معظمَ هؤُلاء
الفَلاسفَة وأساتذةُ الاقتصَاد
والجَهابذَة ؛ مُسلمون
بالوراثَة ؛ أسماؤُهم إسلامية
ويَنطقُونَ بالعَربية .. بَيْدَ
أنهم يَحقدُونَ على الإسلام
فكرَاً ومنهجَاً وطريقَة ؛
نَاسينَ أنَّ المشكلة كانت
وتبقَى في "المسلمين" لا في
الإسلام ؛ والدليلُ ما قالهُ
الإمام محمد عَبدة حين كانَ في
فرنسا: وجدتُ الإسلام ولم أجِد
مُسلمين . ومَا إن نَجَحت الثَورةُ في تُونس ومصرَ
وليبيا الحُرة .. حتى انكشفَت
الأقنعَة .. وشُحذَت الأقلامُ
المضللة .. وصَدحَت الألسنة في
التخويف وإعلان الرُّعب مِن
الأيام المُقبلة .. ومن نَجاح
الأحزاب الإسلامية .. في
الانتخابات الرئاسية ..
والسيطرة على مَقَاليد الحُكم
والدولة . * وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ
قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ
عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ
وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * هذه الألسنَة لطالما كانت نائمَة ..
ولاستبداد الطُغاة دامَت
صَامِتَة .. و ماصَدحَت ألسنتهم
البَتَّة .. في الحَديث عن فَساد
وخطَط السُلطة الغَتَّة ..
وإدارتهم المتخلفة المُتفَتتَة
.. بل عَملُوا معَ هؤُلاء
القَادة .. ودَعمُوا ظُلمَهُم
وفَسادَهم .. ونَابَهُم منَ
الغنائم ما نَابَهُم .. حتى
امتلأت جُيوبهم .. وكُممت
أفواهَهم .. وَعَمَت على بصائرهم
.. وخدَّرت ضمائرهم .. وعُلبَّت
مبادءهم في مَعامل الشيبسِ
والعِلكَة .. والكاتشاب
والكونسروة . والعلمانيةُ تقومُ على فصَل الدِّين عن
الدَّولة .. وقَامَت بسبب سَيطرة
قَرار الكنيسة على الحَياةِ في
القُرونِ الماضية .. ولكنّ
الإسلام أعلنَ مُنذُ ظهورهِ أنْ
لا كَهنُوتَ في الإسلام .. ولا
سيطرة للمُؤسسَات الدينية على
الحُكَّام .. لأنهُم مُبايَعُون
ومُنتخَبونَ في الأصل من الأنام
.. ومُقتنعون في استخدامهم
لقوانينِ اللهِ في الأرض ..
وأحكَامِ الدين والفرض . ويُريدونَ وأقصدُ هُنَا مُعظمُ العِلمٓانيّين والشُيوعيّين .. وكل من والاهُم من
الليبراليين والانتهازيين .. أن
يركنوا القرآن كتاب الله .. في
زوايا الجامع بحُجة أنَّهُ
منهجٌ للصَلاة والعبَادٓة .. ولا مُهمَّةَ له في إدارة
الدّولة والسيادة . ويتجاهَلونَ مَعرفَةَ الله خَالق الكَون
فيمَا تَحتاجهُ البشرية .. منْ
نظَام إلهيٍ ومَنهَج يُسيُر
شؤونَ حياتهم العملية
والاجتماعية والاقتصادية ..
ويُحدد مسؤولية الفرد والحاكم
وشؤون السياسة والإدارة .. ومَا
عَلمَنَا إيَّاهُ وَوجَهنَا
وَأكملَهُ لنا سيدُ الخلق
مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم
وآخرها في خُطبة الوَدَاع حين
قال : * اليَومَ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ
أَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَ
رضِيتُ لَكُم الإسلَام دِيناً * ومَا كانَ للدكتُور مَايكل هَارت صاحبُ
كتاب أعظم مائة شخصيّة في
التَّاريخ .. وهو يَهُودي
الجنسية .. ليَختار سيدنا محمد
نبي الأمة الإسلامية .. في رأس
القائمة .. كأعظمِ شخصيةٍ
أثَّرَت في تاريخِ البشرية ..
وَهؤُلاء الجَهَابِذَة
مُسلمونَ وَيتهمُوننَا
بالتَّخلفِ والرَّجعِية . وتَرى بعضَهم لا يُطيقونَ ذكرَ الإسلام
والقُرآن .. بدعوَى عَدم صَلاحه
في الإدارة واستراتيجية العمَل
في الميدَان .. ويتكهرَبونَ
ويرجفُون .. ويَمسحُون ويُقصُون
أي عَالم مُسلم رُبمَا تَخرجَ
معهُم من نفس المدرسة أو
الجَامعة .. ورُبَّما فاقَهُم
علمَاً ودرجَةً .. ومَنطقاً
ومَقدرةً .. بسبب مُيوله
الإسلامية .. وقَناعَته الفكرية
بوجُوب تَطبيق قيم الإسلام
العظيمة .. في الحُكم والإدارة ..
ويتهمونَهُ على الفَور بالتشدد
وتأخير التقدم والتطور .. وإرجاع
البلاد إلى عصور التخلف
والتدهور . ويَستشهدونَ على الدَّوام .. بعلمَانية
وتَقدُم الدول الغَربية بعيداً
عن تَسلطِ الأديان .. ويفتخرونَ
بما أنجزتهُ هذه البُلدَان .. من
حُريةٍ وعدالةٍ وبُنيان .. وطبٍ
وعِلمٍ ومِهنيةٍ وإتقَان ..
وسِياحةٍ وفُنونٍ ورقصٍ
وإلهَام . وأنا أوافقهُم في كلِّ هذا الانبهَار ..
ولكنْ حَبَّذا لو أضافُوا
الفُلفلَ والبهَار .. لهذا
التقَدُم والازدهار .. ولو
فَعلُوا لتفَادوا الإفلاسَ
والانهِيَار .. والبَطالَةَ في
الانتشَار .. والأمراضَ في.
الدِّيار . فَمَا هُو هذا الفُلفل والبهَار .. هَلْ
عَرفتُم أيُّهَا الجَهَابِذةُ
الشُّطَّار .. !!! هِيَ الأخلاقُ .. أكَدَهَا أميرُ
الشُّعراء أحمَد شَوقِي حينَ
قَال : وإنَمَّا الأُمَمُ الأخلاقُ مَا بَقِيتْ فَإِنْ
هُمُ ذَهبَتْ أَخلاقُهُم
ذَهَبُوا فَمَا يَضيرُ هذه الدُّول المُتقَدمٓة .. أنْ تُضيفَ الأخلاقَ إلى مَائدَة
العِلمانية .. وتَعَاليم الله
لإدارة البشرية .. والضمير
الإنساني لنصرة الحق والحرية ..
والقضاء على الظلم
والديكتاتورية .. ومُحَاربة
الجشع والطمَع والأنانية . والدليلُ على ما أقُول .. أنَّ بُنيانَهُم
الحَضاري استَمَر فقط لبضعةِ
عُقُود .. وما كانَ لِيَدوم ..
وهَاهُم يُفلِسُونَ ويشحَذون ..
والدليل: * انهيَارُ الاقتصاد العَالمي .. والأزمة
المالية في العالم الأمريكي عام
2007 وشملت البورصة والبنك
المركزي .. وامتدت الأزمة
المالية لأوروبا وآسيا والدول
الخليجية على الصعيد العالمي ..
وإفلاس تسعة عشر بنكاً في
امريكا .. وخسارة معظم البنوك
وشركات الأسهم في العالم ودُبَي
.. وانتشار البطالة في كل حي .. * أزمة الدين العام الأمريكي عام 2011 ؛
ووصول العجز لرقم خيالي قدره 14
ألف مليار دولار أمريكي ( 14
تريليون دولار ) . * إفلاسُ اليُونَان .. والدورُ قادمٌ على
إسبانيَا وإيطاليَا وبلجيكَا
والبُرتغَال ومُعظم دول أوروبا
وشقيقاتها البُلغار . * مُدَّةُ حضَارتهم المدنية رُغمَ الظلم
والعنصرية .. لمْ تَدُمْ لِقَرن
في تاريخ الحَضارة المدنية ..
بينمَا دامَت حضَارتنا
الإسلامية لأكثر من ألف عام في
ميادين العُلوم والإنسانية ..
وقِمة الرُّقي في الرفَاهية
والازدهار والتنمية . * أُسُس التَّنميةِ يجبُ أنْ تكونَ مَبنية
على الأخلاق والإنسانيّة ..
والإخلاص في العمل والنية ..
وتنميةُ العقل والاستفادة من
الطاقَةِ البشرية .. في الإنتاج
والخطط العملية .. والإتقان في
العمل والمهنية .. وبقية المرافق
الحيوية .. وتشجيعُ الأبحاث
العلمية . * ما بُني َعلى حَرام فهو حَرام .. ولا
يشكلُ قاعدةً للمَوارد
والتنمية .. والدليل القريبُ لنا
إفلاس دُبي .. لاعتمادها على
السياحة اللاأخلاقية .. وفتح
أسواق الدٌَعَارة .. حتى صَارت
الرُّوسيات مُنتشرَة .. في
البَقاليات وأسواقِ الخُضرَة . وَفي حوَار أحد رجَال الأعمال المصريين
على قنٓاة المحور .. وهو من الداعين إلى علمانية
الدولة .. استهزأ بمُرشحي بعض
الإسلاميين .. واتهمهُ على الفور
بالتشدُد ودعوته لتطبيق
الشريعة الإسلامية .. وسألَ كيف
ستطبقُ الشريعة الإسلامية على
السُّياح .. الذين قَدمُوا
ليصرفُوا الفلوس في مصر ..
وتَمنعهُم مثلاً مِن السباحة
بالمايُوه .. والرقصِ في
الكازينو .. وشُرب الخمرِ
ولوازمُو . ولنقرأ هذه الإحصَائية ونَطَّلعَ معَ
أخينا رجُل الأعمَال .. المُؤمن
بحُرية العِلمانية وفَصلِها عن
الدين ِوالمنهجيّة .. وإزالةِ
الضوابطِ عن السُّياح
والسِّياحَة : 1 ) عددُ السياح عام 2009 يصل إلى 74 مليون
سائح في فرنسا . 2 ) عددُ السياح عام 2009 يصل إلى 52مليون سائح
في إسبانيا . 3 ) عددُ السياح عام 2009 يصل إلى 55 مليون
سائح في أمريكا . 4 ) عددُ السياح عام 2008 يصل إلى 12 مليون
سائح في مصر . 5) عددُ السياح عام 2008 يصل إلى 8 مليون سائح
في مراكش . 6 ) عددُ السياح عام 2008 يصل إلى 7 مليون سائح
في تونس . فَهَلْ لَنَا أنْ نسألَه .. هل أنقذَ هذا
العددُ الهائُل من السُّياح هذه
الدُّول من الانهيَار
الاقتصادي والإفلاس .. وهل
أنقَذَت السياحَةُ على سبيلِ
المثال .. دُبي وتُونس مِن
أزمتِهَا الاقتصادية بأيةِ
حَال . اسمَع ماقَالَهُ الشاعر مَعرُوف
الرصَافي : هِيَ الأخلاقُ تَنبُتُ كالنَّبات=إذا
سُقِيت بِمَاء المكرُمَات فَكيفَ تظنُّ بالأبناءِ خيراً=إذا نَشأوا
بِحِضنِ السَّافِلات وإن كُنتُم تتكلمونَ عَن الذَّوق
والجَمال .. في السُّلوك
الحَياتي .. والمأكَل والمشرٓب في الشأن اليَومِي ..
والتعامُل الاجتماعي مع الجار
والإنسان والحب البشري .. ستفاجؤونَ أنَّ سَيَّدَ الخَلق مُحَمَّد
"صلى الله عليه وسلم" كانَ
الرائدَ في كلِّ شيء .. وبَلَغَ
قمَّةَ العَاطفة في الحُب
الإنساني .. ورُقي التعامل مع
الزوجة .. ورَوعَة الذوق في آداب
الطعَام والإتيكيت .. وحُسنَ
الخُلُق في العمَلِ والبيت ..
وكل ماهُو ذائع الصِّيت .. وإليك
الدليل : * فيْ آدابِ الطَعام : قال صلى الله عليه
وسلم سَمِّ بالله وكُل بيمينكَ
وكُل مِمَّا يَليك . * فِي عِلمِ الرَّشاقَةِ والجَمَال: نحنُ
قومٌ لا نأكلُ حَتى نَجُوعُ
وإذا أكَلنَا لا نشبَع . * فِي الحُب والتَّعامُل مع الزَّوجَة:
اجعَل بينكَ وبينهَا رسُول (
قبلة ) . * فِي التَّحيةِ والسَّلام: أفشُوا
السَّلام بينَكُم تَحَابُّوا. * فِي حُبِّ الحَياة والتَّفاؤل:
ابتسامتُكَ في وجهِ أخيكَ
صَدقَة . * فِي الجَار: الجارُ قبلَ الدَّار .. وما
أكثر الأحاديث في هذا
المِمضمَار . * فِي زِيارةِ المريض: حقُّ زيارةِ المريض
وعدم الإطالة في الزيَارة . * فِي صِلةِ الرَّحِم: قال "صلى الله
عليه وسلم" الرحمُ مُعلقةٌ
بالعَرش تَقُول: مَنْ وَصَلنِي
وصَلهُ الله ومن قطعني قطعهُ
الله . * فِي بِرِّ الوالدين: عَن ابن مَسعود رضيَ
اللهُ عنهُ قالَ سألتُ النَّبيَ
"صلى الله عليه وسلم": أيُّ
العمل أحبُّ إلى الله تَعالى ؟
قَال: الصَّلاة في وقتِها ؛
قُلتُ ثُمّ أيّ ؟ قَال: بِرّ
الوالدين ؛ قُلتُ ثُمَّ أيّ ؟
قال: الجِهادُ في سَبيل الله . * فِي إتقانِ العَمل: قال " صلى الله
عليه وسلم " : إنَّ اللهَ
يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أحَدكُم
عَملاً أنْ يُتقِنَه . * فِي حُبِّ القُوة والرّيَاضة : قال "
صلى الله عليه وسلم " ((
الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ
وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ
الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي
كُلٍّ خَيْرٌ )) ولستُ هُنَا في مَعرض ذكر صفَات خَير
البريَّة .. النَّبي الكَريم
حبيب الله ونَجِيَّه .. أو
الحديثِ عن الدينِ الخاتمِ الذي
ارتضَاهُ اللهُ للبشرَية .. لذا أعُودُ لموضوعِ الأخلاقِ
والعلمانيةِ .. و مَاحَصلٓ أثناءَ الأزمَة الماليةِ
العالميةِ : * البنوكُ الإسلاميَّة : لَم تَتأثَّر
بالأزمَة الماليةِ بسببِ
نهجِها الإسلامِي فِي
المُشاركة . * طلبَ أحدُ القَساوسَة خلال الأزمَة ..
الاستفادَةَ من النِظام المالي
الإسلامي في قوانينِ الدُول
الأوروبية .. فَتَلقَّى هُجوماً
لاذِعَاً مِنَ الأحزاب
العُنصرية . * قامت البنوكُ الأوروبيةِ بدراسةِ
قواعدِ البنوكِ الإسلاميةِ
للتعَلُم مِن أصُولها وَأُسسِ
بِناءِهَا . * أزمةُ الرهنِ العقَاري: في أوروبا
وأمريكا وماسببته من كوارث
مالية . * الرِّبى : وما يُسمى بالدَّين القَذِر
الذيْ أفلسَ البشَر والحجَر . بالإضافَة إلىْ مَافيَا البُورصَة ..
وتَحكُم أمبراطوريات المال
اليَهودية .. في تَفاصيل الحَياة
اليومِية .. وإرهَاقِ الفَردِ
والمُؤَسسَات بِدُيونٍ طَويلةِ
الآجال .. تُورثُها الأجيالُ
للأجيال . لذَا كَانَت هَذه القَوانين الوضعيّة ..
رُغمَ الخطَط الاقتصاديةِ
والاستراتيجيةِ .. ليسَت
قَوانينُ مِثاليّة .. ولا
تُوفِرُ الأمنَ والأمَان
للبَشرية . فَلنحمَد اللهَ على قَوانينهِ الصَّالحة
لكُل عٓهد وزَمَان .. ورزقهِ الوافر للعباد
والبُلدان ... والأرض والطبيعَة
والمكَان .. وسَلامةِ البيئَةِ
والأجواء .. في الأرضِ والسّماء
... و البَّر والبَحر والمٓاءِ والهَواء . فَهَل ظَهَرت الحقيقَةُ واتَّضحَت
الرُؤيَا أيُّها المُخَالفُون
.. ولمَنهَج الله في الأرض
تُعَاندُون .. وهل تَبينتُم
بأننَا قَومٌ أعَزَّنا اللهُ
بالإسلام .. * فقال : وَمَن
يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ
دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ * وهل اقتنعتُم أنَّ مَا تَملكونَهُ من
العلم والثقافَة .. وشَهادات
الدُّكتوراة والفلسفَة .. ما
كانَت لتنفعَكُم إنْ لمْ
تَصلُوا بها إلى ذروة الإيمان
بالله .. ومنهجه الذي ارتضَاه ..
فوالله قَد عَلِمَ اللهُ
بِأمثالِكُم .. فاتقُوه ذلكَ
خيرٌ وأنجَى لكُم ، وهَاهُو
اللهُ عالمُ الغيبِ
والشَّهَادةِ يشرحُ حالَكُم : قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعًا *
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ
وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَزْنًا * ذَٰلِكَ
جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا
كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي
وَرُسُلِي هُزُوًا * . واسمحُوا لي أنْ أذكِركُم بآيات الله ..
ومَن آحسنُ مِن الله قَولاً: * إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ
الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلَّا مِن بَعْدِ مَا
جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا
بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ
بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ
اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * . وقال عزَّ مِن قائل: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ
حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ
وَالْيَتَامَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ
وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ
الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ
إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ =========================== بين إيمان العبيدي وزينب
الحصني احمد النعيمي تفاجأ بها الصحفيون المقيمون داخل أحد
فنادق طرابلس وهي تقتحم عليهم
البهو مستنجدة بهم، صارخة كاشفة
عما مورس بحقها من قبل وحوش
القذافي – العميل البريطاني–
حيث تناوب خمسة عشرة وحش منهم
واغتصابها على أحد حواجز مدينة
طرابلس بعد أن علموا أنها قادمة
من بني غازي، ولم يمهلها حرس
الفندق لتكمل ماساتها، حتى
قاموا بانتزاعها من بين
الصحافيين، وإدخالها بسيارة
ذهبت بها بعيداً، بعد أن فشلت
محاولة بعض الصحفيين منعهم من
أخذها، لتتوارى عن الأنظار وسط
تصوير الكميرات. ومن فوره عقد إعلام العميل البريطاني
مؤتمراً تحدث فيه الناطق باسمه
"إبراهيم موسى" وكان الرد
المعلب جاهزاً، بأن هذه المرأة
مختلة عقلياً، وأنها قد احتست
الكثير من الكحول، وأنها مشردة
ولا أهل لها، ثم تبين بأن هذه
المرأة من بني غازي وأنها تنتمي
إلى عشيرة أصيلة في ليبيا وهي
عشيرة "بني عبيد" وأكد كذلك
أهلها في بني غازي بان أختها
وزوج أختها محتجزين أيضاً في
طرابلس بعد الحادثة المشينة
التي حصلت لابنتهم. وهذا الكذب والتضليل والإجرام وانتهاك
الأعراض مارسه العميل القذافي
طيلة سنوات حكمه، وظهر إجرامه
وكذبه جلياً بقيام الثورة
الليبية، قبل أن يطاح بحكمه
وتسقط مدينة طرابلس بيد الثوار
في العشرين من شهر رمضان
المبارك، والتي غادرها مخلفاً
ورائه التدمير والقتل، وحرق
عشرات المساجين وهم أحياء؛
واستمر بتضليله إلى حين القبض
على الناطق الرسمي باسمه، الذي
كان يهدد قبلها بأيام أنهم
قادمون لتطهير ليبيا من
الجرذان، إلى قرب سقوط أغلب
مناطق سرت وسبها، ولا زال هذا
العميل عصياً عليه الإدراك بأن
ملكه قد نزع منه، ولا زال يدعو
أهل ليبيا إلى أن يجعلوا منه
رمزاً وطنياً كملكة بريطانيا،
مقابل أن يتخلى عن العملية
السياسية. والإجرام الذي عاشه الليبيون تحت نير –
العميل البريطاني– القذافي
طيلة سنوات حكمه الطويلة، ليست
بأقل مما يعانيه السوريون تحت
نير الخائن الصهيوني – ابن بائع
الجولان – بشار الأسد، وهو ما
كشفته كذلك ثورة الشعب السوري
الشجاع، الصامد طيلة أشهر
الثورة السبعة بالرغم من
الإجرام الواقع بحقهم، والكذب
والدجل والتضليل، وسكوت العالم
وبشكل خاص الحكام العرب عما
يجري في سوريا من قتل وانتهاك
للأعراض وإهانة لكرامة الإنسان
وحتى الحيوان، سمح لهذا المجرم
بأن يوغل في إجرامه ويتمادى في
طغيانه، وزاد عليها الاستخفاف
والاستهزاء والكذب. ومن هذه الأكاذيب أكذوبة جديدة واستخفاف
آخر بجرائمهم، التي تترفع
الوحوش عن ارتكابها، دون أي خجل
أو وازع من ضمير أو دين أو خلق،
حيث قامت عصابة الأسد باختطاف
زينب في نهاية شهر تموز الماضي
ثم سلمت جثة مشوهة مقطوعة الرأس
والأوصال إلى أهلها، لتطل زينب
من جديد على التلفاز الأسدي،
وهي تزعم أنها كانت هاربة من بيت
أهلها نتيجة لتفكك الأسرة
وتعذيب إخوتها لها، وجلست عند
قريب لأهلها، ثم سلمت نفسها بعد
أن علمت أن قصتها أصبحت خبر
العالم، لأنها ستتزوج في
المستقبل ولا تريد أن تحرم
أبنائها من تسجيلهم في دوائر
الدولة. بدأ مقصد عصابة الأسد – وإن بدت مسرحية
مكشوفة للعيان– نفي تهمة
الانتقام من ذوي المتظاهرين
والمنشقين من الجيش والتنكيل
بهم، وتشويه صورة الشعب السوري،
والتشكيك بالصور المبثوثة
للقتل والتعذيب، وأن ما يجري
داخل سوريا مؤامرة يقودها أناس
مفككة أسرها، ويعذبون أخواتهم،
وما دروا بأن ظهور زينب لن يزيد
هذه العصابة إلا خذلاناً وفضيحة
إثر فضيحة، وأنه سيكون حجة
عليهم لا لهم، وتأكيداً
لإجرامهم وكذبهم وعهرهم الذي
يمارسونه بحق الشعب السوري
والعالم أجمع، فإذا كان تهديد
عصابة الأسد قد وصل إلى
السوريين المقيمين في الخارج
والذين يعملون على فضح هذه
العصابة القاتلة والضغط على
ذويهم في الداخل حتى يتبرءوا من
أقربائهم في الخارج، وتهديد
الشخصيات الناشطة كما حدث مع
"غسان عبود" مالك "قناة
الشرق" وتهديده وتهديد
موظفيه بتعرض عائلاتهم للخطف،
والضغط على دولة الإمارات التي
عملت على ترحيله إلى مصر، بل
ووصل الأمر بهم إلى تهديد غير
السوريين، حيث هددت عصابة
الأسدية الشيخ "محمد العريفي"
بتصفيته وإبادة أسرته إذا لم
يتوقف عن التكلم بالشأن السوري،
وإذا كان هذا شأن من هم خارج
سوريا فما بالك بمن هم داخلها،
فحدث ولا حرج!! وظهور زينب بتصوير مسجل يدفع العديد من
التساؤلات، وهي متى تم تسجيل
هذا الفيديو؟! هل هو بعد قتل
الفتاة مقطعة الأوصال، أم قبل
مقتلها؟! فإذا كان قبل قتل
الفتاة التي سلمت لأهل زينب
فستكون زينب هي الفتاة القتيلة
نفسها، وإذا كانت من بعد أو قبل
فقد يكون تم تصوير زينب بعد
اختطفاها لتدلي بهذا التصريح،
ثم سلمت جثة الفتاة المقطعة
الأوصال لأهل زينب، لتقول لنا
عصابة الأسد بأن زينب حية ترزق،
وفي ظنها أنها ستخربط الأوراق،
وهنا أتحدى إعلام عصابة الأسد
بأن يُظهر زينب أو أي واحد من
الذين يعتقلهم وهو يزعم بأنهم
رؤساء عصابات؛ بشكل مباشر، قبل
أن يتم تعذيبهم ودبلجة ما يراد
لهم أن ينطقوا به؟! ثم من يقدم على إبادة المدن السورية مدينة
مدينة والتي كان آخرها "مدينة
الرستن" بكل الحقد والإجرام،
ويهدم البيوت فوق أهلها ويدفنهم
أحياء تحت أنقاضها، ويعدم عشرين
طفلاً بكل برودة دم، لن يتردد أن
يقتل حمزة وانس وإبراهيم قاشوش
وهاجر ويخطف زينب وبشرى الزين
ومن ثم يتفنن في التمثيل بجثثهم
وتقطيع أوصالهم؛ فلن يتورع عن
تقطيع أوصال الفتاة التي زعموا
أنها زينب ويسلموا هذه الجثة
لأهلها زاعمين أنها زينب، ثم
يعودون لإخراجها حية في مسرحية
هزيلة، وكأنهم لم يتركبوا شيئاً
أو يقوموا بأية جريمة؟! وسواء كانت القتيلة هي زينب والتسجيل
قديم لها، أو أن القتيلة فتاة
أخرى سلمتها عصابة الأسد لأهل
زينب، وزينب في الأسر، فهو
إدانة جديدة لنظام مجرم قاتل،
وهو إن زعم أنه قد أعاد زينب إلى
الحياة فلن يستطيع أن يعيد حمزة
وأنس وهاجر والقاشوش والفتاة
مقطعة الأوصال والعشرون طفلاً
في مدينة الرستن، والثلاثة آلاف
شهيد الذين سقطوا منذ انطلاق
ثورة الشعب السوري الأبي، وليعد
إلى الحياة أخاها الناشط "محمد"
الذي جرى تمزيقه إرباً!! وإذا كان هذا النظام القاتل الكاذب قد
شجعه سكوت العالم عن جرائمه،
ودفعه إلى التمادي في الغي
والتفنن في طرق القتل واختراع
الأكاذيب، ومنعه لوسائل
الإعلام من دخول سوريا خوفاً من
أن تتضح الحقائق، حتى وإن كانت
هذه الحقائق واضحة وجلية؛ فإن
الشعب السوري له بالمرصاد
كاشفاً كذبه وفاضحاً أكاذيبه،
وجاعلاً منه سخرية أمام العالم
أجمع، دون أن يفت في عضده تقاعس
المتقاعسين عن نصرته، أو ترهبه
آلة قتل المجرم الأسد، إلى أن
يسقط هذه العصابة تحت أقدامه
صرعي بإذن الله، والعاقبة
للمتقين. ولن نستطيع أن نفهم ما جرى في ليبيا
وسوريا ولماذا لم يحصل مثله في
مصر وتونس؟! حتى نعلم بأن هذين
النظامين يتبعان لعقيدة تقوم
على الكذب والتقية والتنكيل بكل
مسلم ومسلمة، وهذا ما شاهدناه
من ترجمة عملية لهذه العقيدة في
كلا البلدين، بعيداً عن أي
طائفية، ولكنه بيان للحال
لمعرفة كيف ولماذا يحدث ما يحدث
في ليبيا وسوريا!! ======================== أمَّةُ مزيج الصراعات
والتحدّيات صبحي غندور* لا أعتقد أنّ هناك أمَّةً في العالم تشهد
خليطاً من الصراعات والتحدّيات
كما تفعله الأمّة العربية. فهذه
الأمَّة تشهد، وعلى مدار قرن من
الزمن تقريباً، مزيجاً من
الأزمات والتحوّلات، بعضها هو
محصّلة للتدخّل الخارجي
والأطماع الأجنبية، والبعض
الآخر هو إفرازٌ لأوضاع داخلية
يسودها الاهتراء والاستبداد
السياسي، والتمييز الاجتماعي،
والفساد، والفوضى الاقتصادية. ورغم ومضات الأمل التي تظهر عربياً بين
فترةٍ وأخرى، واستمرار إرادة
العمل من أجل التغيير على أكثر
من ساحةٍ عربية، فإنّ المراوحة
في المكان نفسه هي السِّمة
الطاغية على الأوضاع العربية. وقد تعرّضت أممٌ كثيرة خلال العقود
الماضية إلى شيءٍ من الأزمات
التي تواجه الآن العرب، كمشكلة
الاحتلال الأجنبي والتدخّل
الأجنبي، أو كقضايا سوء الحكم
والتخلّف الاجتماعي
والاقتصادي، أو مسألة التجزئة
السياسية بين أوطان الأمّة، أو
الحروب الأهلية في بعض أرجائها
.. لكن من الصعب أن نجد أمّةً
معاصرة امتزجت فيها في آنٍ واحد
كلّ هذه التحدّيات، كما يحدث
الآن على امتداد الأرض العربية. فخليط الأزمات يؤدّي إلى تيْهٍ في
الأولويات، وإلى تشتّت القوى
والجهود، وإلى صراع الإرادات
المحلية تبعاً لطبيعة الخطر
المباشر، الذي قد يكون ثانوياً
لطرفٍ من أرجاء الأمّة، بينما
هو الهمّ الشاغل للطرف الآخر. لقد عاش العرب في منتصف القرن العشرين
حقبةً زمنيةً مضيئة، حينما كانت
أولوياتهم واحدة وجهودهم
مشتركة من أجل معارك التحرّر
الوطني من الاستعمار الأجنبي،
ثمّ جاءت حقبة الستينات التي
طغت عليها قضية الصراعات
الاجتماعية، إلى حين الهزّة
الكبرى للمنطقة التي أحدثتها
هزيمة العام 1967. إذ تبيّن أنّ الصراع مع إسرائيل، بل وجود
إسرائيل نفسها في المنطقة،
قادرٌ على الإخلال بأيِّ توازنٍ
يصنعه العرب لأنفسهم، وقادرٌ
على دفع الكثير من الأولويات
إلى الخلف، وعلى هدم إنجازاتٍ
كبرى تمّ تحقيقها في قضايا أخرى.
هكذا كان الدرس الذي أدركه جمال
عبد الناصر في مصر عقب حرب العام
1967، حيث تراجعت أولويات مصر
الناصرية في قضايا الوحدة
والعدل الاجتماعي والتغيير
الثوري للمنطقة، وبرزت أولوية
المعركة مع إسرائيل، التي من
أجلها جرى التحوّل الكبير آنذاك
في سياسة القاهرة. فكان تركيز
مصر الناصرية على مواجهة
التحدّي الإسرائيلي ووقف
الصراعات العربية/العربية مهما
كانت مشروعية بعضها، وبناء
ركائز سليمة لتضامن عربي فعّال،
ظهرت نتائجه الهامّة في حرب
أكتوبر عام 1973 رغم وفاة جمال عبد
الناصر قبل حدوثها، لكنّها كانت
محصّلة للسياسة الداخلية
والخارجية التي وضعها ناصر بعد
حرب 1967. وكم هو جهلٌ متعمّد للحقائق حين يصرّ
البعض على اعتبار أنّ ما تعيشه
الأمّة العربية الآن هو إفرازٌ
لنتائج هزيمة عام 1967، بينما
الواقع هو أنّ التحوّل الخطير
قد حدث بعد حرب أكتوبر 1973، حينما
عملت آنذاك الإدارة الأميركية
على إخراج مصر من الصراع العربي/الإسرائيلي،
وما سبّبه ذلك من انهيار
للتضامن العربي ومن بدء
الصراعات العربية الأهلية (كحرب
لبنان التي انغمست فيها سوريا
ومنظمة التحرير الفلسطينية
وقوًى عربية أخرى)، أو الحروب
الحدودية كما حدث بين عدّة دول
عربية، إضافةً إلى إشعال الحرب
العراقية/الإيرانية، وما أدّت
إليه من استنزافٍ هائل للثروات
العربية ولطاقات دولٍ عديدة في
الخليج العربي. وهذه الحروب "الأهلية"
و"الحدودية" كلّها كانت
تحدث في الربع الأخير من القرن
العشرين، بينما تسرح إسرائيل
وتمرح في المشرق العربي وتجتاح
لبنان وعاصمته، وتزيد من
المستوطنات اليهودية ومن تدمير
مقوّمات الحياة للشعب
الفلسطيني. وقد حدثت هذه الحروب الاستنزافية للأمَّة
العربية في الوقت نفسه الذي
ازدادت مشكلة انعدام
الديمقراطية فيه مع غياب
المشاركة الشعبية السليمة في
الحكم وسوء إدارة الأوضاع
الاقتصادية والاجتماعية، فزادت
الحكومات تكلّساً وتكاسلاً
بينما زادت الشعوب تخلّفاً
وفقراً. ثمّ جاء مطلع القرن الحادي والعشرين
ليحمل معه المزيد من المآسي
لأوضاع هذه الأمَّة، حيث انفجرت
قضية "الحرب على الإرهاب"
لتكون أرض العرب ساحتها
الرئيسة، في ظلّ إدارة أميركية
وظّفت الإرهاب على أميركا
والحرب على الإرهاب لصالح أجندة
خاصّة بها، كان الأساس فيها
الشرق الأوسط عموماً والدول
العربية النفطية خصوصاً. الآن، تعيش الأمّة العربية نتائج كلّ هذه
الحروب والأزمات المتداخلة..
وزادت عليها هذا العام تحوّلات
هامّة في عدّة بلدانٍ عربية
شهدت وتشهد ثوراتٍ وانتفاضاتٍ
شعبية، لكن ذلك كلّه يحدث دون
بوصلةٍ سليمة تُرشد هذه الأمّة
إلى الهدف الصحيح، وفي غياب
قيادةٍ عربيةٍ جامعة لإرادات
الأمَّة المبعثَرة. لذلك، هي مسؤوليةٌ كبرى الآن على مفكّري
هذه الأمَّة، وقياداتها
الحركية الفاعلة، بأن يتمّ
العمل على صياغة مشروعٍ عربيٍّ
مشترَك أو رؤية عربية لمستقبل
أفضل، تحمل في مضامينها حسماً
لمنطلقات، ورسماً لغايات،
وتحديداً لوسائل تؤدّي بمجملها
إلى تصويبٍ منشودٍ للصراعات،
وإلى إعادة ترتيب أولويات هذه
الأمَّة وطنياً وعربياً. صحيحٌ أنّ المسألة الديمقراطية هي أساسٌ
مهمٌّ للتعامل مع كلّ التحدّيات
الخارجية والداخلية، لكن
العملية الديمقراطية هي أشبه
بعربة تستوجب وجود من يقودها
بشكل جيّد، وتفترض حمولةً
عليها، وهدفاً تصل إليه. وهذه
الأمور ما زالت غائبةً في معظم
الأحيان عن الدعوات
للديمقراطية في المنطقة
العربية. فالعملية الديمقراطية
التي حدثت بعد انتهاء الحكم
الشيوعي في روسيا كانت كارثة
أيضاً للمجتمع الروسي في ظلّ
حكومة يالستين، ولم تنهض روسيا
من كبوتها إلا حينما توفّرت لها
قيادة واعية وإدارة سليمة
وتوظيف صحيح للطاقات، حيث
استطاعت حكومة بوتين فيما بعد
أن تعيد التوازن للحياة الروسية
بأبعادها السياسية والاقتصادية
والاجتماعية، وأن تبني لروسيا
دوراً أفضل في إطار السياسة
الخارجية، بعدما شارفت على
الانهيار الشامل في ظلّ حكومة
ما بعد سقوط النظام الشيوعي. إذن، العملية الديمقراطية وحدها لن تحلّ
مشاكل الأمّة العربية، بل على
العكس هي مراهنة أجنبية بأن
تكون العملية الديمقراطية فقط
بديلاً عن الأولويات الأخرى
المطلوبة في مواجهة التحدياّت
الخطرة التي تتعرّض لها المنطقة
العربية. إنّ التحرّر الوطني، واستقلالية القرار
الوطني، هما الأساس والمدخل
لكلّ القضايا الأخرى بما فيها
مسألة الديمقراطية. إنّ أولويّة الإنسان العربي، في أيِّ بلد
عربي، هي تأمين لقمة العيش
بكرامة وتوفير العلم والسكن
والضمانات الصحّية لأفراد
العائلة. وهذه الأولوية للمواطن
لا تتناقض مع أولويات الوطن من
حيث التحرّر والبناء الدستوري
السليم. فإذا كان واجب المواطن
هو العمل الصالح في المجتمع،
فإنّ واجب الحكومات هو توفير
معاني المواطنة لكي يتعزّز
الولاء الوطني لأبناء الوطن
الواحد. المؤسف في ذلك كلّه، أنّنا نتحدّث عن "الأمَّة
العربية" وما فيها من ترابط
وتلاحم بين الأزمات والصراعات،
بينما عناصر الترابط والتلاحم
بين أوطان الأمّة تزداد تفكّكاً
وتباعداً! ولا يمكن لأمّةٍ منقسمةٍ على نفسها أن
تضمن استقلالها أو تصون أرضها
وثرواتها أو أن تبني لشعوبها
مستقبلاً أفضل .. فلْنتتبّه
جميعاً قبل فوات الأوان! ـــــــــــــ * مدير "مركز الحوار العربي"
في واشنطن ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |