ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المفتي وإعلان الإفلاس

د / نورالدين صلاح

أن يطلق وئام وهاب ورفيق نصر الله وناصر قنديل وأنيس نقاش وفرقة الشبيحة الإعلامية اللبنانية تهديداتهم فشيء مفهوم لا يستغرب، فالأول تحدث في قناة الدنيا عن مائة ألف صاروخ ستطال تركيا في كل منشآتها الحيوية وقواعدها العسكرية في أول يوم تتجاوز فيه تركيا شبراً من الأراضي السورية، وتوعد الثاني أثناء حديثه في عزاء المفتي (حسون) بأن عشرات آلاف الصواريخ جاهزة في جنوب لبنان للانطلاق إلى فلسطين المحتلة (إسرائيل) وتنتظر الإشارة من الرئيس القائد، والثالث يعلن من فندق (النبلاء) في دمشق عن إنشاء أكبر مؤسسة فضائية إعلامية في العالم العربي (توب نيوز) لها عشرة آلاف مراسل متطوع سينتشرون في أرجاء المعمورة، وبدأ يسرّب لنا الأخبار الخاصة جداً بحيث يوهمنا أن قناته وكالة استخبارات عالمية تتفوق على (سي آي إي) أو (ف بي آي) ليمارس التشبيح الإعلامي الممزوج بالكذب والشطحات التي تثير الضحك والاشمئزاز، أن يتحدث هؤلاء فهو أمر متوقع من هذه الجوقة المحترفة للصياح والنباح، وهكذا تابعنا هذه الحفنة من الإعلاميين في رمال السياسة اللبنانية المتحركة يعملون كهاتف العملة الذي يتحدث في يد كل من يدفع، ولقد جمع هذا النظام الآسن المتعفن حوله من قطيع الإعلاميين كل متردية ومنخنقة وموقوذة ونطيحة، ومن أولئك الذين يذبحون على أنصاب السياسة والنفاق والدجل، ويسوقون الأكاذيب من تجار الشعارات وخبثاء النفوس ومزوري الحقائق

وأن تنقل لنا الصحافة (على ذمتها) بعض تفاصيل لقاء الأسد بوزير خارجية تركيا (أوغلو) والوعيد الذي أطلق فيه الأسد تهديداته بإشعال الشرق الأوسط خلال ست ساعات، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية فإن من روج لها الصحف الإيرانية من جوقة الشبيحة الإعلامية، وكذلك ما نقل عن (آصف شوكت) نائب وزير الدفاع من تهديدات للأردن في لقائه لملكها بكل استخفاف بقوله (لدينا صواريخ سكود لا ندري ما نفعل بها) كل هذا مفهوم لمن يرتجف قلبه خوفاً وهو يرى من سلفه مطارداً أو يستجدي بمظهره المريض على السرير في أقفاص الاتهام

وأن نسمع تهديدات (المعلم) بالإجراءات المشددة الصارمة التي ستوقع على رأس كل من سيعترف بالمجلس الوطني السوري فأمر مفهوم من الذي أراد للمخيلة السياسية أن تنسى أوربا من الخارطة وقد رأيناه مؤخراً تحط قدماه في (فيينا) ويستجدي الأوربيين في لقائه الأخير مع مجموعة (ألبا) الأمريكية الجنوبية

وأن يتوعد رامي مخلوف بأنه سيقاتل حتى النهاية وليهمس في أذن إسرائيل بتهديد غبي مبطن (بأن أمن إسرائيل من أمن سوريا) واضح وجلي ولا يحتاج لذكاء شديد

وأن يهدد قائد عسكري إيراني رفيع تركيا بأن تحسن التعامل مع النظام السوري وإلا ستتوحد سوريا والعراق وإيران في وجه تركيا مفهوم من دولة طائفية عنصرية تسوق لامبراطورية أكل الدهر عليها وشرب وتقف في وجه الثورات التي اقتاتت عليها في كل أدبياتها وتضليلاتها للعالم

لكن أن نستمع لهذه النغمة وتلك النبرة العالية في التحدي والتهديد والوعيد من (المفتي) الذي كان يجوب أوربا ليحدثهم عن التسامح الديني ووحدة الأديان ويفسح له منبر البرلمان الأوربي ليتحدث عن هذه المضامين ويستقبل البابا ويزوره، ويستقبل قافلة (مريم) رمز السلم ونصرة المظلومين ليفاجئهم بهذا التصريح وهو الذي يقف ضد الإرهاب ويصف المجموعات الإسلامية الأخرى بالإرهاب، ويفتي بحرمة التظاهرات السلمية ويتحدث بملء فيه عن العصابات المسلحة السلفية ويدأب في كل مناسبة لذم التكفيريين والذين يستبيحون الدماء، فما باله اليوم يتحدث عن عمليات استشهادية في أوربا وأمريكا وإسرائيل، ومن سيقتل بهذه العمليات الاستشهادية، وما الفرق بين خطابه وخطاب من يسميهم الجماعات الإرهابية أو الجهادية السلفية، وما منزع الاستدلال بقوله العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، هل هذا يروق من فقيه بل من (مفتي) أن يتكلم بمثل هذا، فلو اغتصب العدو نساء المسلمين فهل يبرر هذا للمسلين أن يغتصبوا نساءهم، وإذا قتلوا أطفال المسلمين فهل يجوز استهداف أطفالهم، ولست الآن في معرض التأصيل الشرعي لمسألة العمليات الاستشهادية ضد عدو محتل اغتصب الأرض والبيت واستباح العرض كالصائل الذي يدفع وبين من أراد أن ينقل هذا إلى أرضهم ولا يفرق بين نسائهم ورجالهم، وأنا أسأل ههنا ما الفرق بين هذا الخطاب وخطاب من يحذرنا المفتي دائماً منهم، وإذا كان جاز للمفتي أن يفتي بمثل هذا عند تعرض سوريا لأول صاروخ فقد نزلت مئات بل آلاف الصواريخ على عواصم عربية وإسلامية أخرى فأين كانت فتوى المفتي آنذاك ؟ وأين صواريخكم عندما كانت إسرائيل تسرح وتمرح في أجوائكم وتعربد حيث شاءت ؟ ولماذا كان يسم من يتبنى هذا التوجه بالتطرف والإرهاب ويتباهى نظامه بأنه يعطي الدروس ويملك الخبرة في مكافحة الإرهاب والإرهابيين !!!!

ويا سماحة المفتي إذا كنتم تتحدثون عن التدخل الخارجي فلماذا تزج اللبنانيين في معركتكم ؟ أليس هذا تدخلاً خارجياً بشؤونهم ؟ أم حلال لكم حرام على غيركم ؟؟

وهل فكر سماحة المفتي بما سوف يترتب على تصريحه من عقبات ومشاكل ومتاعب للسوريين في تلكم البلاد وعلى حدودها وفي سفاراتها ومطاراتها، أما يكفي المواطن السوري ما يعانيه من سفاراتكم في الخارج التي غدت مراكز أمنية وتمارس الإرهاب على السوريين بشهادة المنظمات الدولية، وسماحة المفتي يؤكد هذا بقوله إن هؤلاء الاستشهاديين موجودون عندكم وفي بلادكم الآن ولسنا بحاجة إلى إرسالهم، أليس يثبت هذا الدور الذي تقوم به سفارات النظام في الخارج؟ نعم هذا هو دورها وهذه مهمتها، أوكار تجسس على المواطنين ومراكز للتشبيح وإرسال الإرهابيين لزرع الرعب والقتل

ما دخل المفتي بكل هذا ؟

نحن نعلم أن الرئيس هو الشبيح الأكبر لقد رأينا كذبه عندما حدثنا عن تفخيخ مآذن المساجد وأنها سقطت بفعل التفخيخ وكأن المسلمين والمصلين الذين بداخلها هم فخخوها لتسقط فوقهم أو على إخوانهم من المصلين، ولقد رأى العالم كله كيف استهدفت المآذن بقذائف صاروخية أو مدفعية، والرئيس ما زال يصر أنه لم تستعمل إلا الأسلحة الخفيفة حتى الآن، اقتحمت حماة في أول رمضان بالدبابات وقصفت بالراجمات ويطل علينا في آخر رمضان ليخبرنا أنه لم تستعمل إلى الآن إلا الأسلحة الخفيفة، ونعلم كذلك أن قارون النظام (مخلوف) هو أحد ممولي الشبيحة الكبار ونعلم عن جوقة الدجل السورية واللبنانية الذين يسوقون الأكاذيب ويصيحون في كل واد وينفخون في كل رماد، أما أن يصبح المفتي شبيحاً فهذا مما سأقف عليه باختصار شديد :

أولاً : يدل هذا على الإفلاس الكامل والتخبط الواضح والترنح الظاهر لهذا النظام، لقد رأيناه يتخبط في الإعلام ورأيناه يتخبط في الاقتصاد فيصدر القرارات ثم يلغيها بعد أيام كقرار منع الاستيراد مثلاً، أما أن يتخبط بتحويل المفتي إلى زعيم عصابة

بالأمس كان يحدثنا المفتي ويقسم الأيمان أن الرئيس لا مطمع له بالرئاسة وأنه يريد أن يوصل البلاد إلى بر الأمان ثم يقول السلام عليكم (أي يرحل) فهل تصريحات المفتي الأخيرة تبشرنا بأن الرئيس سيحمل البلد إلى شاطئ النجاة وبر الأمان !!!!

ثانياً : وبالأمس كان المفتي يتأسى بأبي عبدالله الحسين ويتذكر مصابه به ليسلو مصابه بولده، لكن نسي أن من قتل أبا عبدالله الحسين هو في خندق من قتل ولده، إن الذي قتل ويقتل الحسين في سوريا كل يوم هو النظام المتجبر الطاغي، لقد كان حرياً بالمفتي بدل هذه التصريحات أن يبحث جاداً عمن قتل ولده ولماذا قتل ؟ ولقد قال في التعزية مستعطفاً على عادته لماذا لم يطلقوا الرصاص على صدري ويدعوا ولدي ؟ وأنا أقول له أسأل النظام هذا السؤال، لكني سأجيبك ببساطة لأن النظام لا مصلحة له في قتلك فأنت أكبر شبيح بأكبر عمامة لأسوأ نظام، ولا مصلحة له بوجود ولدك فلا مانع من قتله، ولو كان هناك عصابات كما يزعم النظام لقتلوك ولما قتلوا ولدك فلا مصلحة لهم به، لكن لا يوجد من يقتل إلا النظام فهم قتلوا ابنك وسيقتلون غيره بحجة أنه قاتل ابنك، وهذه رواية القتل المستمرة وشلال الدم المتدفق لن يتوقف ما دام هذا النظام القاتل الذي يستبيح كل شيء، ولا ندري لعل ولدك يبعث من جديد في التلفزيون السوري كما بعثت زينب الحصني، فكل شيء ممكن في عالم الدجل والخداع

مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم الثورة السورية

========================

{{ الحسنى والزيادة }}

" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة

أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون"

 بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي

علمتنا القاعدة الذهبية في حياة الثواب والعقاب أن الأجر من جنس العمل . فالله تعالى يقول : " من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها " ويقول – سبحانه – كذلك " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" . والحَظ أداة َ الشرط في الآيتين السابقتين يتبيّن لك أنه لا بدّ للوصول إلى الهدف من الجد والعمل بما يناسب . وهاتان الآيتان الكريمتان أسلوب ترغيب وترهيب في الوقت نفسه، إنهما توضحان المقصود بأبسط لفظ وأتم معنى ، ليس فيهما لبس ولا غموض.

إن الحسنى ( الجنّة) دار المؤمنين في الدار الآخرة ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نالها المؤمن جزاء وفاقاً لإيمانه بالله والعمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه ، وهي نهاية طبيعية لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها بحق . والمولى تعالى يقول " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" ؟ وهوتقرير جاء بصيغة سؤال لا يستدعي الإجابة . أما فتضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضا مما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم وما أخفاه لهم من قرة أعين فهذا من جميل كرمه جل شأنه ، وهو الحال الطبيعي الذي ينتظره المسلم من رب كريم عطاؤه لا يُحَدّ . ثم يأتي أفضل من ذلك وأعلاه وهو النظر إلى وجهه الكريم . والنظر إلى وجهه سبحانه أكرم وأعظم من جميع ما أعطوه ، لا يستحقونها بعملهم – فعملهم قليل - بل بجوده ورحمته .

وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب والحسن وغيرهم من السلف والخلف كثير. وقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد ، قال : عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه . فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجِرنا من النار ؟ قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقرَّ لأعينهم " . وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمع أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن عز وجل ".

والقتر سواد في عرصات المحشر كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة . أما الذلة فهوان وصغار يصيب الكفار ويعتريهم . ولا يحصل للمؤمنين إهانة في الباطن ولا في الظاهر بل هم كما قال تعالى في حقهم " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " فالنضرة في وجوههم والسرور في قلوبهم قال تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " جعلنا الله منهم بفضله ورحمته .

وفي تفسي القرطبي :

1-        روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب

2-        وقال يزيد بن شجرة : الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها , وتقول : يا أهل الجنة , ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئا إلا أمطرتهم إياه . 3- وقيل : الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطيف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك , مع كل ملك هدايا من عند الله ليست مع صاحبه , ما رأوا مثل تلك الهدايا قط ; فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدوراته . 4- وقيل : " أحسنوا " معاملة الناس , " الحسنى " : شفاعتهم , والزيادة : إذنٌ الله تعالى فيها وقبوله .

======================

أيها المجلس الوطني الإنتقالي السوري: أنا اعترف بك

أ.د. ناصر أحمد سنه

كاتب وأكاديمي من مصر

nasenna62@hotmail.com

قرر "المجلس الانتقالي الوطني الليبي" الاثنين /10 اكتوبرالحالي الاعتراف "بالمجلس الوطني السوري"، كممثل وحيد للشعب السوري، و"إغلاق السفارة السورية في ليبيا".. وكذلك نقلت وسائل الإعلام إعتراف "التحالف الديمقراطي المصري"، الذي يضم عشرات الأحزاب والحركات والتكتلات المصرية إعترافه "بالمجلس الوطني السوري". وقد تقدم الاتحاد الأوروبي، الذى يستعد لفرض عقوبات جديدة على دمشق، خطوة باتجاه المجلس الوطني السورى من خلال ترحيبه بإنشائه ولكن من دون الذهاب  بعد إلى حد الاعتراف به. إذ قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى "كاثرين اشتون" أن "الاعتراف خطوة كبيرة ولن نقوم بها إلا عندما يرى الوزراء أنها الأمر الصائب".

هذا الإعتراف إنما اعتراف بثورة الشعب السورى الشقيق. وإعتراف بتحقيق حلمه في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية شأنه شأن باقي الشعوب العربية.. في تونس مصر، وليبيا واليمن. فكما عانى الشعب الليبى، واليمني فإن معاناة الشعب السورى مماثلة. هناك نظام فى سوريا واليمن يقتل الشعب ويعتقله ويهجره، ويمارس الإرهاب، وقد دعما فى السابق نظام القذافى، فالأمور جد متشابهة بين ليبيا وسوريا واليمن".

تأسس، رسميا فى الثانى من أكتوبر الجاري في اسطنبول، المجلس الوطني السوري، وضم للمرة الأولى ما يزيد عن 80% من التيارات السياسية المعارضة للنظام السوري، لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات. فضلاً عن الليبراليين وجماعة الإخوان المسلمين، وأحزابا كردية وآشوريين، ومستقلين. وقد أكد الدكتور "برهان غليون"، المعارض السياسي العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي، أن تشكيل المجلس في صيغته الأخيرة "خطوة مهمة جاءت بعد ستة أشهر من المساعي لتقريب وجهات النظر بين تيارات المعارضة". وأوضح أن المعارضة "نجحت بالدوحة في تأسيس أو الإعلان عن ائتلاف وطني يضم الكتل الرئيسة من الهيئة التنسيقية وإعلان دمشق والإخوان المسلمين". ويري أن "المجال لا يزال مفتوحاً أمام الجميع، فالمجلس فكرته أن لا يكون ممثلاً لتيار أو طيف واحد، ولكنْ إطار لجميع السوريين المؤمنين بضرورة إسقاط النظام، وهي النقطة التي يتفق عليها الجميع".

ويتألف المجلس الوطني من ثلاثة هياكل رئيسة وهي: الهيئة العامة والأمانة العامة والمكتب التنفيذي، وتتكون الهيئة العامة من 230 عضواً تنقسم الى كتل هي: كتلة الإخوان المسلمين، وكتلة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، وتستثنى منه الأحزاب الكردية لكونها ممثلة في الكتلة الكردية، وكتلة مجلس اسطنبول الذي عقد في 15-9-2011، وكتلة المستقلين، والكتلة الكردية التي تضم أحزاباً وشخصيات مستقلة وتنسيقيات، وكتلة تنسيقيات الثورة وتضم لجان التنسيق المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، وبعض التنسيقيات المحلية.

أما الأمانة العامة فتتكون من 29 مقعداً موزعة بين مختلف التيارات والطوائف .وأخيراً المكتب التنفيذي ويتكون من ستة أعضاء قد يتم زيادتهم الى سبعة اعضاء خلال المشاورات التي يجريها اعضاء المجلس.

وكان المجلس السوري قد أعرب عن رغبته في القيام بجولة في بعض الدول الأجنبية لانتزاع الاعتراف به كممثل وحيد للشعب السوري. وكان وزير خارجية النظام السورى حذر من أن دمشق ستتخذ "إجراءات مشددة" ضد البلدان التى ستعترف بالمجلس الوطنى السورى، الهيئة التى وصفها ب"غير الشرعية".

الشرعية هي التي يعطيها الشعب لمن يشاء، وينزعها عمن يشاء في تصويت فعلي عملي، وتظاهرات سلمية. لقد تحمل الشعب السوري، والليبي واليمني من قبل  ولشهور عديدة القتل والتمثيل والتشريد والإعتقال والتعذيب والإغتيال (وآخرها إغتيال المعارض السوري الكردي "مشعل تمو").

فعلي كل من يتردد  حكومات وشعوب وأحزاب وجماعات وأفراد  ويعيد حساباته مرة ومرة،أن يبادر إلي الإعتراف بهذه المجالس علي طريق التحرر والحرية والدولة الحديثة. فشرعية هذه المجالس مُستمدة من الشعوب التى تخرج فى تظاهرات تأييداً لها، وإضفاءً علي شرعيتها، والشعوب إلي إنتصار، والنظم إلي زوال. فما واجهه شعب نظام إستبدادي طاغوتي فاسد مفسد إلا وأنتصر عليه.

 

الإعتبار من درس "كوسوفا"

في الأسبوع الأخير من شهر أبريل من العام الماضي 2010م، نشر  كاتب هذه السطور مقالاً الكترونياً في عدد من المواقع عنوانه:" يا كوسوفا: عذراً لقد تأخرت في الاعتراف بك". يحكي فيه خواطر/ خلفيات/ شجون نشأت بمتابعة مشكلة "الجمهورية الوليدة".. جمهورية "كوسوفا" المستقلة منذ 17 فبراير 2008م. وتمر الأيام.. وتتغير الأحوال، بل تنقلب  بالثورات العربية رأساُ علي عقب. ويفرح الكوسوفيون  رسمياً وشعبياً كما فرحنا. فقد "هرموا أيضا كما هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".

وشاعت أنباء وتجليات ومظاهر تلكم "الفرحة الكوسوفية العارمة" بسقوط "رأس النظام المصري". فقد عبروا عنها خلال لقائهم بالوفد الشعبي المصري  الذي زار العاصمة برشتينا مؤخرا برئاسة السفير "محمد رفاعة الطهطاوي" مساعد وزير الخارجية السابق، وعضو ائتلاف الثورة (ومعه ثلة من الصحفيين).

لقد خرج الدبلوماسيون والساسة الرسميون الكوسوفيون عن" تحفظاتهم التقليدية" للتعبير عن هذه الفرحة فأبدت رئيسة الجمهورية "عطيفة يحيي" تهنئتها لثوار التحرير وانتصار ارادة المصريين. كما عبر رئيس الوزراء الكوسوفي "هاشم تاجي" للوفد الشعبي: أزحتم ديكتاتوراً وعلي الثورة المصرية/ العربية ألا تتوقف حتي يتم التحرر من رموز الفساد والديكتاتورية التي أهدرت طاقات المسلمين والعرب.

علي جانب آخر.. طلب "أنور هوشيه" وزير الخارجية في الدولة الوليدة من الوفد الشعبي نقل تهنئة شعب كوسوفا بالقضاء علي "نظام كان معيناً للانظمة الفاشية والديكتاتورية في العالم". كل هذه التصريحات وغيرها من مظاهر معبرة عن فرحة عمت كوسوفا لها أسبابها وحيثياتها. لقد كان  الكثيرون  يستغربون هذا الحلف والتحالف بينه وبين النظام الصربي/ اليوغوسلافي البائد أيضا. والذي حاكمه المجتمع الدولي بتهمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية لشعب كوسوفا. لقد وقف "رأس" النظام المصري البائد بالمرصاد للشعب الكوسوفي المسلم حيث رفض الاعتراف باعلان دولته منذ عامين. مما ساعد النظام الصربي الذي أباد المسلمين وقتل منهم نحو نصف مليون شخص علي مدي 10 سنوات من التطهير العرقي.

ويبقي الشاهد: إن تنسي الدول والشعوب مواقف بعينها لكنها لا تنسي أبداً من بادر وسارع وشارك في "ولادتها" وأعترف بها دولة مستقلة كغيرها من دول العالم. كما لا تنس من رفض وحرّض ووقف ضد الإعتراف بدولة قدمت تضحيات وتحملت فظاعات إحتلال عنصري دموي شوفيني بشع. وقد كان نظام مصر البائد/ المتخلي من هذا الصنف الأخير. فحُق لكسوفا أن تفرح بذهابه، إلي حيث ذهب، كما فرح الشعب المصري بتخليه.

ينتظر الشعب السوري واليمني من الحكومات والشعوب العربية والإسلامية: الاعتراف بثورته السلمية، وتفهم توقه إلي الإنعتاق من ربقة الإستبداد والطغيان والفساد والإفساد. ودعمهما بكافة السبل.

لذا فمرحبا بتلكم المبادرات في الإعتراف بالمجلس الوطني الليبي والسوري واليمني، والأمل معقود علي إستتباعها بأخري رسمية. ويا جمهورية "كوسوفا"، ويا أيها المجلس الوطني السوري واليمني، ومن قبل الليبي: مرة ثانية وثالثة ورابعة: أنا اعترف بكم جميعاً. وعذرا إن جاء الاعتراف متأخراً.. فأن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي علي الإطلاق.

======================

العمليات العسكرية في المدن أكبر مسمار في نعش النظام السوري

بقلم / محمد الدعدع

لاشك لدي أن ظاهرة الأنشقاقات العسكرية المتواصلة بين صفوف الجيش السوري ذو القاعدة العسكرية السنيه ستصيب المؤسسة العسكرية السورية بحاله من الهشاشة والتأكل الداخلي,فتركيبة الجيش الذي يشبه هرما برأس علوي وقاعدة سنيه يتعرض لهزة عنيفة من الداخل,فابقاء النظام العلوي الحاكم في سوريا علي امتيازات اختص بها العلويين دون غيرهم باحتفاظهم بالعنصر القيادي بداخل تلك المؤسسة كان من تدابير النظام الأسدي طيلة فترة حكم امتدت 40 عام,لضمان ولاء قادة الجيش له في مواجهة أي أخطار قد تواجهه مستقبلا, اذ بات الأن الرأس في مواجهة وشيكة مع القاعدة الهرمية السنيه للمؤسسة العسكرية في سوريا فذهب الأسد لاقصاء البعض وتحييد الأخر باقالة عدد كبير من الضباط السوريين من ذوي الانتماءات السنيه فبلغ عددهم وفقا لبعض التقارير زهاء 4000 عنصر..ومن حيث السيطرة السنيه وهيمنة أتباعها علي سلاح الطيران فأنهم أعطوا أجازات مفتوحة خوفا من سيطرتهم علي السماء السورية

ان استمرارية الانشقاقات وتواليها بين عناصر الجيش باختلاف مناصبهم له دلالة واضحة علي قرب انتهاء النظام بحسب مايري محللون عسكريون, وان لم يؤثر ذلك-حاليا علي الأقل- سلبا علي فاعلية العمليات العسكرية في الريف السوري والتى وكل بها وحدات شديدة الولاء بأمرة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري ومنها الفرقة الرابعة والحرس الجمهورية مع الأستعانة بعنصر مأجور ومرتزقة الا وهي عصابات الشبيحة الغير نظامية

ذلك أن الجيش مازال متماسكا اذ لم يخسر بعد في انشقاقات كهذة أسلحتة الثقيلة أو ضباطا كبار باستثناء خسارة متزايدة بنحو سريع في العنصر العسكري البشري المنشق, لكن في حالة ألاذدياد المستمر لعمليات الأنشقاق فان ذلك سيشكل خطرا جسيما علي النظام وألته العسكرية وربما قد يدفع ذلك بعض الضباط الكبار بحسم الأمر بالاطاحة بنظام الأسد في مرحلة لاحقة, لاسيما بعد أن تحدث تقرير مركز ستراتفور الأستخباري عبر رسالة الكترونية كانت قد وصلتنى منذ يومين عن أن منطقة الجزيرة الحدودية السورية المتاخمة لمحافظتى الموصل والأنبار العراقيتين بها أسلحة كثيرة تخص الجيش العراقي السابق كانت قد خزنتها قبائل المنطقة مما قد يدفعهم لتسليح الثوار وعناصر الجيش المنشقة علي نهج سيمفونية التمرد المسلح الليبي بقيادة المجلس الأنتقالي الحاكم الأن

ولعل أهم أخطاء الحملة العسكرية السورية في مدن وريف سوريا يتمثل في اقحام ودفع الجيش بعناصرة البشرية التى تنتمى لهذة المدن ديموغرافيا ومذهبيا لاخماد ثورة هذة المناطق مما دفع بالبعض للانشقاق وعدم الأمتثال لأوامر القياة باطلاق الرصاص علي المتظاهرين وقصف المساجد السنيه كما في جسر الشغور والرستن الأمر الذي أثار غضب البعض..وليست روايات التلفزيون الرسمي السوري بدمشق حول سقوط عدد من عناصر القوات المسلحة قتلي علي أثر أكمنه نصبت لهم باحكام من قبل عصابات الثورة! سوي كذبه افتراها النظام علي الثورة السلمية ضدة, وحقيقة الأمر أن قتلي الجيش سقطوا بفعل عمليات اعدام لبعض الضباط والمجندين ممن لم يمتثلوا لأوامر اطلاق النار علي المتظاهرين نفذتها وحدات وشعب المخابرات الأسدية حتى ربما لمجرد الشك في ولائهم, خطأ لايمكن أصلاحة وتفادي أثارة المدمرة فلو سحب النظام جيشه وعصاباته من المدن السورية فسيفاجيء بتظاهرات مليونية في كافة المدن والقري السورية مما يشكل حرجا للنظام أمام المجتمع الدولي..فالنظام السوري ماض نحو حتفه بدقه لمسمار الجيش في نعشه

===========================

يا شام يا شام والتاريخ مشتعلٌ

د. أحمد بن عثمان التويجري*

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ )

لم يبلغ نظام سياسيٌ من الخِسَّةِ والدَّناءَةِ والحقارة ما بَلَغَهُ نظامُ البعثِ الطائفيّ في سوريا خلال مواجهته الهمجية لثورة الشعب السوري العظيم خلال الأشهر الستة الماضية ، وفي المقابل لم يصمد شعب من الشعوب العربية في وجه الطغيان والهمجية وآلة الدمار في ربيع العرب مثلما صمد الشعب السوري ، فإلى الأحرار والأبطال الذين قدموا أنفسهم وأولادهم وكل ما يملكون ثمناً لحريتهم وكرامتهم وعزتهم أهدي هذه الأبيات.

آلـيتُ  كُـلُّ الـذي أهـواهُ iiوالولدُ
فِـداكِ  يـا شامُ بلْ روحي وما iiأجِدُ
تَـزَاحَمَ  الـشِّعرُ في صَدري iiفَمَزّقّهُ
وأشـعلَ الـوَجدَ حـتّى ذَابتِ iiالكَبِدُ
فَـلا تَـلومي إذا التاعَ القَصِيدُ جَوىً
إن  الـشُّجُونَ بِـقَلبي الـيومَ تَـتَّقِدُ
يـا  شَـامُ يـا زَهرةَ الدُّنيا وَبَهجَتَهَا
أنـتِ  الـسَّناءُ الـذي بِالمَجدِ يَنفَرِدُ
أنـتِ  الـضِّياءُ الذي في كلِّ iiبَارِقَةٍ
وأنـتِ قَـطْرُ النَّدى والغَيثُ iiوالبَرَدُ
خَـابَ الـطُّغاةُ وخابت كلُّ iiزُمرَتِهِمْ
وخـابَ ما زَرَعُوا بَغْياً وما iiحَصَدوا
الـسَّافِلونَ  كِـلابُ البعثِ مَنْ iiنَكَثُوا
كُـلَّ  الـعُهُودِ لَكَمْ خانُوا وكم iiفّسّدُوا
الأرذَلـونَ الأولـى بالعارِ قد غَرِقوا
الـمَارِقونَ عـلى الإلحادِ هم iiمَرَدوا
هَـيْهاتَ  هَيْهاتَ تَعلوا اليومَ iiرايتُهُمْ
هَـيْهاتَ  يَرقى لَهُمْ شأنٌ وإنْ iiجَهِدوا
هَـيْهاتَ يَـبقآ لهم صَرحٌ وَقَدْ وَثَبَتْ
كُـلُّ الـشَآمِ وثَـارَ الـسَّهلُ iiوالنُّجُدُ
يـا شـامُ يـا شامُ والتاريخُ iiمُشتعِلٌ
كُـلُّ  الـبُطُولَةِ فـي بُرديكِ iiتَحتَشِدُ
نَـهرُ الـشَّهادةِ أنـتِ الـيومَ iiمَنبَعُهُ
وفـي  ثّـراكِ سَـواقي المَجدِ iiتَتّحِدُ
فـي رِيـفِ دَرعا أغارَ العِزُّ iiمؤتَلِقاً
وَمـن حَـماةَ أتـاهُ الِّـرِّفدُ والـمَدَدُ
وفي  رُبى حِمصَ قَامَ المَجدُ iiمُنتَفِضاً
يُخزي  الفَسادَ وَيَجلو كُلَّ مَنْ iiجَحَدوا
وفـي حَمى الدَّيرِ دَير الزّورِ iiمَلحَمَةٌ
مِـنَ  الـفِداءِ تُحيّي كُلَّ مَنْ iiصَمَدوا
يـا شَـامُ أنتِ رَبيعُ الأرضِ iiأجمعَهُ
وأنـتِ  أنتِ الهَوَى والحُسْنُ iiوالغَيَدُ
وأنـتِ مَـفخَرَةُ الأوطـانِ iiقَـاطِبَةً
وفـي بَـنيكِ لِـواءُ الـعِزِّ iiمُـنعَقِدُ
يَـا شَـامُ يَـكفيكِ إيمانٌ صَدَعْتِ بِهِ
لَـهُ الـطّواغيتُ فـي الآفاقِ iiتَرتَعِدُ
يـا  شَـامُ لَنْ يُدركَ البَاغُونَ غايتَهُم
أو يَبلُغُوا رَغمَ طُولِ المَكرِ ما قَصَدُوا
وَلَـنْ يَـنالوا وإنْ خَـسَّتْ iiمَكائدُهُمْ
مِـنْ  بَأسِ صِيدٍ لِغَيرِ اللهِ ما iiسَجَدُوا

*محام سعودي ورئيس منظمة العدالة الدولية - الرياض

========================

"عقد الإخوان"

عريب الرنتاوي

يستحق العقد الثاني من القرن الحالي أن يوصف بأنه عقد الإخوان المسلمين بامتياز...سيصلون السلطة في عدد من الدول العربية، وسيشاركون فيها من موقع قوة في عدد آخر منها، وستكون لهم كلمة مسموعة من مواقعهم في المعارضة، حيثما تعذر عليهم مغادرة خنادقها لأسباب شتى.

 

هذه باختصار، ومن دون "تزويق" أو "تجميل"...من دون مبالغة أو تهويل، خلاصة القراءة الموضوعية لسياقات الأحداث والتطورات، قبل ربيع العرب، وبالأخص بعد اندلاعه...لقد جاء زمن الإسلاميين لممارسة حظوظهم في الحكم والسلطة، بعد أن أتيح لقوميين ويساريين ووطنين ورجعيين وعملاء وأباطرة، أن يتعاقبوا على السلطة (السلطات) في 22 دولة عربية، خلال الأعوام الخمسين والستين الفائتة، أي منذ الاستقلالات الوطنية الأولى.

 

لم تعد ثمة عوائق جدية تحول دون ذلك...هم القوة الأكثر تنظيماً...هم الأقلية الأكثر تنظيماً إن شئتم الدقة...لا يتمتعون في غالبية الدول العربية بغالبية حاسمة أو راجحة، بيد أن غيرهم لا يتمتع بذلك أيضا، مع فارق نوعي مهم، لصالح الإخوان، أنهم المنظمون والموحدون، فيما الاخرون، منقسمون على أنفسهم، مفتتون ومبعثرون.

 

لقد سقطت الفزّاعات...ولم يعد بمقدور "الحاكم العربي" أن يلوح بورقة "التهديد الإسلامي"...هذه اللعبة لم تعد تنطلي على أحد...لقد أشعلت واشنطن، ومن خلفها عواصم الغرب بمجمله، الضؤ الأخضر أمام مشاركتهم في السلطة، بل وتوليها إن دعت الحاجة، ولكن عبر صناديق الاقتراع كما هو معلوم، وبطرق سلمية، ومن ضمن سياق ديمقراطي، تختلف الآراء والتقديرات، بصدد مدى عمقه وأصالته وجذريته.

 

وتظهر عشرات الوقائع والمعطيات، من داخل ويكيليكس وخارجها، أن اتصالات تمهيدية ومشاورات ومفاوضات، هي أقرب لاستطلاع الرأي وقياس درجة حرارة الماء، قد جرت بالفعل بين فروع إخوانية عديدة، وممثلين عن واشنطن وعواصم الغرب، ولقد ظهر أن نتائج هذه الإمتحانات، قد جاءت لصالح الإخوان، وعظّمت فرص صعودهم صهوة صناديق الاقتراع، واعتلائهم كراسي الحكم والسلطة في غير دولة عربية.

 

والراهن أن الإسلاميين، أظهروا من قبل ومن بعد، براغماتية مذهلة في التعامل مع التطورات...ومن يظن أنهم يقيدون أرجلهم ب"سلاسل الثوابت" و"ضوابط العقيدة"، يخطئ بعض الشيء في تقدير الموقف...فبعضهم دخل في حلف غير مقدس مع الولايات المتحدة وتماهى معها وهي تخوض أبشع حروبها في العراق...وبعضهم يفعل شيئاً مماثلاُ الآن على الساحة السورية...وبعضهم لا يتوانى عن التحالف مع إيران...وآخرون يتحدثون بكثير من التبجيل عن "الشيخ" إسامة بن لادن، الذي وإن اختلفنا معه، إلا أننا نقدر جهاده، هذا هو لسان حال بعضهم، أو غالبيتهم على أية حال.

 

وفي الجانب المدني والاجتماعي، ينقسم الإسلاميون، حتى من داخل الخط الإخواني، إلى مدارس وتيارات...من يقرأ البرنامج الانتخابي لحركة النهضة في تونس، يُذهل من حجم التطور في الخطاب المدني الديمقراطي للإسلاميين...أنا شخصياً، أجدني متفقاً مع غالبية فصول ذلك البرنامج، وهو إلى جانب العدالة والتنمية في المغرب، يشكلان "المعادل العربي" للإسلام السياسي الأردوغاني...حتى أنني لا أبالغ إن قلت أن الإسلاميين المغاربة، يقفون في كثير من الحقول، على مسافة خطوات، أمام حزب العدالة والتنمية التركي، وليس وراءه، كما هو حال الإسلام السياسي المشرقي عموماً، ودائما يدور الحديث عن التيار الإخواني بخاصة.

 

لست هنا بصدد إعطاء موقف من هذه الظاهرة وحراكها...بل وأحسب أن ليس من الأخلاقي إطلاق أحكام ومواقف في هذا المجال...الإسلاميون تيار عريض في الشارع العربي، وهو تيار أصيل فيه...ومن حقه أن يكون شريكاً وقائداً وحاكماً، إن جاء ذلك عبر صناديق الاقتراع...وليس ثمة و"كالة حصرية" للحكم في بلادنا لتيار معين أو جهات بذاتها...الشعب مصدر السلطات، وهو الذي يختار ويقرر ويحكّم ويعزل، شريطة أن يتم ذلك، بطرق سلمية، منتظمة وغير متقطعة، شريطة أن نخضع جميعاً لقواعد اللعبة.

 

ولست هنا بصدد إطلاق النبؤات حول مصائر الإسلاميين أو المنطقة تحت حكمهم...فهذا أمر متروك للتجربة ذاتها، وفي ظني أن الإسلاميين قد ينجحون في تقديم نماذج أفضل من كثير من نماذج الحكم القائمة أو البائدة، سواء لجهة حفز النمو ومحاربة الفساد وإحقاق العدالة الاجتماعية، أو لجهة اتّباع سياسات خارجية أكثر استقلالية وصلابة، من أنظمة الإتّباع والإستتباع، التي اهدرت السيادة والكرامة والحقوق، وبددت الدور والصورة.

 

قد يقال أن الإسلاميين، خاضوا تجربة الحكم، وكان حصادهم منفّراً وكارثياً...في ظني أن غزة في حصارها والحرب عليها، لا تصلح كنموذج للقياس أو الحكم على التجربة...أما بقية التجارب، فمن حق إخوان المشرق وإسلاميّ المغرب العربيين، أن يقولوا بأنها ليست تجاربهم، وأن من قادها لا ينتمي إليهم، يستوي الأمر في السودان وأفغانستان مثلما ينطبق على بعض ممالك الخليج وإيران.

 

مثل هذا السيناريو الراجح، بكل الحسابات والمقاييس، يدفعنا لاقتراح الشروع في حوار أكثر عمقاً، حول قواعد اللعبة السياسية والديمقراطية في بلادنا...فنحن نغادر حقبة بقواعدها وقوانينها، وندخل حقبة جديدة، من دون أن نرسي لها قواعد وأسس متفق عليها...في مصر، اندرج الجدل حول هذه المسألة في الحوار حول الدستور والمبادئ "الفوق دستورية"...وفي تونس ثمة تنظير مهم للغاية حول هذه المسائل، وفي المغرب ثمة أمر شبيه به...أما في الأردن، فإن الحوار لم ينطلق بعد، وما يدور على ساحتنا أقرب للنكايات والمناكفات، في ظل استنكاف الدولة عن القيام بهذا الدور، وضعف القدرة "التنظيرية" للحركة الإسلامية، وعزوف قادة الفكر من خارجها، عن الدخول في سجال فكري وسياسي عميق، تأسيساً على تجارب هبط فيها السجال، مستوى وسوية، قبل أن يبدأ، ليستحيل حفلات شتم وردح وبلطجة الكترونية، تُقرأ كالمكاتيب، من عناوينها.

======================

نعم إسقاط النظام وليس غيره ..

عقاب يحيى

 كأننا اليوم في مرحلة المماحكة حول المصطلحات ومداليلها : بين إسقاط النظام، أو إسقاط السلطة.. فندخل في نقاشات نخبوية عن الفرق بين النظام والسلطة.. وصولاً إلى تخطيء مطلب الشعب الثائر في الساحات العربية الذي ابتدع شعاره الرائع، الرائج : الشعب يريد إسقاط النظام ، وراح يتفنن في نطقه وتلحينه كشيء خاص يحمل مدلولاً واحداً، واضحاً : إسقاط القائم جملة وتفصيلاً.. وبشكل كامل وشامل.. وإقامة البديل المختلف : النظام المدني الديمقراطي، التعددي .

 ورغم عفوية الشعار الذي فرضته عقود الاستبداد المكين لنظم الطغم التي دمّرت الدولة والوطن إلا أن الشعب يدرك بحسّه العفوي، وعبر الممارسة الفرق الكبير بين الدولة والنظام، وبين مؤسساته الأمنية، والقمعية، وعناوينه السياسية والجبروتية وبين الملكية العامة لمؤسسات الدولة التي لم يقترب منها، بل حماها وصانها في عديد البلدان من شبابيح النظام ومرتزقة الفرص السانحة ..

 نعم.. الدولة ملكية عامة، هي التجسيد للوطن : أرضاً، وشعباً، ومؤسسات بناها عبر الأجيال بعرقه وماله وجهده، وهي لا تعود لنظام معين، ولا لعائلة وزمرة ومافيا، ويجب صونها، وحمايتها، وترقيتها وفصلها عن مؤسسات النظام وبنيانه .

 ورغم أن نظام الطغمة العائلية، الفئوية عندنا قزّم الدولة فعلاً، وادخلها ملكيته الخاصة، ودمجها ليس بسلطته وحسب بل ضمن ملكيته الخاصة حتى صارت سورية تسمى عنده وعند عديد المبوقين : سورية الأسد.. ناهيك عن آلاف المؤسسات والمراكز والساحات والميادين والشوارع والنصب التي تقترن بتلك الملكية الخاصة للعائلة : الأب وأبنائه.. حتى الابن باسل الذي توفي في حادث عادي بات عنوان الشيوع للشهادة.. والابتزاز، والنفاق..حيث تمتلئ البلاد بالأماكن التي تسمى باسمه ..

 الدولة السورية التي كانت هدفاً رئيساً ضمن مشروع النهوض والحداثة اغتيلت عملياً بإقحامها جبرياً عرش المملكة الخاصة التي أقامها الأسد فلم يعد المواطن يعرف تخومها فعلاً، وأين تبدأ وأين تنتهي، وما الفرق بينها وبين النظام أو السلطة فاختلط الحابل بالنابل، وبحيث يمكن للكثير الوقوع في الخلط ، وهو خلط لا يخص الفئات الشعبية بل الجميع بالنظر لما حدث من تشويه لكافة مؤسسات الدولة وإخضاعها بالكامل للسلطة، بل ولمرتكزها الرئيس : الأجهزة الأمنية .

 نعم الدولة هي الكيانية السورية . هي المؤسسات المستقلة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والقضائية.. وغيرها وغيرها.. وإن تعرّضت جميعها للتشويه والإخضاع والقولبة.. الأمر الذي يدعو النظام الجديد القادم إلى بذل جهود جبارة لإعادة نظر جذرية فيها وتحويلها من تابع إلى عام ، وبما يجعلها متناسبة مع أسّ النظام الديمقراطي التعددي الذي يرسخها كملكية عامة فوق النظم والسلط، والتي لا تتأثر بتغيير السلطة .

 وهي الدستور والتشريعات الناظمة والقوانين المحددة، والنظام التشريعي والقضائي، وواجبات وحقوق المواطن، ومجاميع قوانين ومؤسسات الصحة والتعليم والبنى التحتية والفوقية..

بالمقابل.. فإن سورية ومذ دخلت حقبة الحزب الواحد عرفت تغييراً جوهرياً بالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي بشكل جوهري، وبحيث لم يعد الفرق واضحاً بين النظام والسلطة . هنا تسود الأحادية، والحزب الواحد، والنظام الشمولي القائم على التخطيط المركزي وإخضاع الدولة بجميع مؤسساتها لتلك الفلسفة (الأديولوجيا) وما تفرّع عنها من سياسات تخص كافة الميادين، حيث اندمجت السلطة بالنظام ولم تعد الحدود واضحة بين الدولة والنظام، وبينهما وبين السلطة، خاصة وان السلطة هي نتاج تلك الآلية ولا تعرف التداول، ولا الفصل بين التشريعية والتنفيذية والقضائية ..

 حين أسس الأسد الأب نظامه، أو مملكته الاستبدادية الفردية المرتكزة حول الشخص القائد، وليس غيره، استناداً على الأجهزة الأمنية الحامية والقامعة، والمتدخلة بكل الشؤون، قام بعملية عجن ودهس وخلط لكل شيء لتشكيل مكوّنه الخاص : دولته، ونظامه، وسلطته التي لا فروق بين حدودها، فبات هو الدولة، وأساس النظام، وهو السلطة الذي تساعده مرتكزات ومجاميع يتحكم بها حيث باتت الجمهورية أقرب للملكية، بل شكلاً من الملكية الملغومة، أو "مملكة الخوف والصمت" فتداخلت المؤسسات ببعضها وخضعت جميعها لإرادة فئوية ينظمها دستور شكلي ينص على أن " حزب البعث" هو القائد للمجتمع والدولة، وبما يعني أن الدولة، وليست السلطة أو النظام، خاضعة للحزب، وطالما أن الحزب واجهة المستبدّ وأداته باتت الدولة كلها خاضعة له، ناهيك عن توابعها : النظام، أو السلطة بكل المؤسسات التي تداخلت وخضعت جميعها للأجهزة التي تتلاعب بها .

 أكثر من ذلك فالتوريث الفضيحة، والتوريث الأمر الواقع ألغى حتى القشور المظهرية للجمهورية والدولة، وحولهما إلى " جملكية" تأخذ من النظامين : الجمهوري والملكي أسوأ ما فيهما : القمع والدولة الأمنية، والأحادية المغرقة والغارقة بالإخضاع والتخويف، والفئوية .

 وعلى ذكر الدولة الأمنية يلاحظ التداخل بين النظام والدولة، وخضوع الدولة لصالح النظام، بما في ذلك المؤسسات التي يُفترض أن تكون عماد قيام الدول كالدستور والقوانين والتشريعات، ناهيك عن كافة المجالات الأخرى كالتعليم والصحة.. وقد بلغ التدخل الأمني ذروته في جميع شؤون الحياة، في التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، وما دون ذلك حتى إلى الأعراس التي تحتاج موافقات مسبقة .. وجميع مرافق الحياة ..

 ****

لهذا فعندما يرفع الشعب شعار : إسقاط النظام فإنه يعنيه تماماً : حرفياً، وعلمياً، وعملياً، وعلمياً، وهو هنا : نظام الاستبداد الشمولي بكل مرتكزاته وقوانينه وتشريعاته وما نجم عنه .

الإسقاط المطروح لا يطال الدولة بمعنى الكيان، على العكس من ذلك فإن الهدف الرئيس لثورة الحرية هو بناء الدولة المستقلة عن النظام . الدولة المدنية الديمقراطية، التعددية . دولة المواطنة والقوانين الناظمة لعلاقات البشر بها وفيما بينهم، ودولة التداول السلمي على السلطة. دولة المؤسسات المستقلة وفي مقدمها : المجلس التشريعي السيد الذي يصوغ القوانين ويراقب السلطة التنفيذية، وينتخب رئيس الجمهورية لفترتين محددتين غير قابلتين للتمديد أو التجديد، واستقلال القضاء، ودولة المواطنة التي تطلق الحريات العامة، وفي أساسها حرية التعبير والاعتقاد والتحزب والصحافة والعمل النقابي المستقل، وتنمي الوحدة الوطنية وهي تلبي حقوق الأقليات القومية والإثنية بتناغم التنوّع والتوحد، وكذا حرية العبادة والتدين، وحرية الاعتقاد وغيرها من مفردات النظام الديمقراطي .

النظام الديمقراطي يختلف كلياً عن نظام الاستبداد وهو نقيضه، ولا بدّ أن يتناول نسف مرتكزاته كلها التشريعية والقانونية، وفي مقدمها وضع دستور عصري يؤمن الفصل بين الدولة والسلطة، وبين الدولة واستخدام الدين لأغراض سياسية، وبينها وبين السلطة المتعاقبة التي يقررها صندوق الانتخاب .

إن شعار إسقاط النظام المرفوع من قبل شعبنا دقيق في محتواه وأبعاده، وهو لا يقيم خلطاً بين النظام والدولة لأنه بالأصل يرمي إلى قيام الدولة الديمقراطية الحديثة على أنقاض الدولة الأمنية ونظام الاستبداد الشمولي ......

=====================

رغم القمع وشلالات الدماء نبارك لحماس انتزاع حرية الأسرى

محمد فاروق الإمام

رغم الجراحات والعذابات وشلالات الدماء والقمع الوحشي لشبيحة الأسد ورجال أمنه وفرق جيشه البربرية بحق الشعب السوري بكل مدنه وبلداته وقراه وريفه وحضره، لا يسعني إلا أن أرسم على شفتاي ابتسامة فرحة كليمة أزفها للإخوة في فلسطين، وقد حققوا نصراً كبيراً على الصهاينة في إجبارهم على القبول والنزول على شروطهم في إبرام صفقة تبادل الأسرى الكبيرة، التي طالت كل الحرائر الفلسطينيات الأسيرات، والمئات من شباب الفصائل الفلسطينية، الذين قبع بعضهم خلف القضبان لأكثر من ثلاثين سنة، أو ممن حكموا بعدد من المؤبدات فاقت بعضها المئة من السنين، وفي مقدمتهم المناضل أحمد سعادات والمناضل مروان البرغوثي.

نبارك لهؤلاء الأبطال الذين سَيُحررون بعد كل هذه السنين من المعاناة ليعودا إلى أمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأولادهم الذين لم يكونوا أقل معاناة منهم، وقد حرموا قسراً منهم على مدار سنين طويلة، لا يعلم إلا الله حجم ما كانوا يعانون على فراقهم، ويظل قلمي عاجزاً بكل ألوان مداده من التعبير عن الفرحة التي ستغمر قلوب الأسرى وأهليهم عند اللقاء القريب المنتظر!!

وفي هذا السياق لابد لنا من تذكّر إخوان وأشقاء للفلسطينيين في سورية الجريحة هم أسرى بيد النظام السادي الفاشي الذي يعيث فساداً في سورية منذ أكثر من أربعة عقود، ويحول بين فرحة السوريين بانتصار إخوانهم في فلسطين على العدو الصهيوني، وقد تعرضوا ويتعرضون للقتل والتشريد والنفي والأسر والسجن والاعتقال كحال الفلسطينيين، وإذا ما كان سلوانا أن أسر الفلسطينيين هو على يد الصهاينة الأعداء، فلا سلوى للأسرى السوريين لأنهم أسرى بيد من كانوا من المفترض أخوة وشركاء في الوطن وحماة للديار!!

قد ألتمس لعدو صهيوني غاشم حاقد أن يحتفظ بآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونه ومعتقلاته لسنوات طويلة زادت على الثلاثين سنة، ولكنني أعجز عن التماس أي عذر لحكام سورية الفاشيين الذين يغيبون في سجونهم نخبة من أبناء الوطن منذ العام 1979 وهم بعشرات الألوف دون أن يعرف ذويهم إن كانوا في عالم الأحياء أو الأموات!!

قد التمس لعدو صهيوني غاشم حاقد إنزال أحكام مؤبدة جائرة بحق الفلسطينيين، ولكنني اعجز عن التماس أي عذر لحكام سورية الفاشيين وهم يصدرون قوانين مسبقة تحكم على نخبة من شرفاء الوطن ورجالاته بالإعدام بأثر رجعي فقط لأنهم يخالفونهم الرأي، وينفون مئات الألوف إلى خارج حدود الوطن، ويهجرون عشرات الآلاف من معارضيهم، ويقمعون بوحشية، ما سبقهم إليها أحد، المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بالحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة!!

يؤسفني أن أقول للإخوة الفلسطينيين أن عدوهم الصهيوني هو أرحم بعشرات المرات من العصابة الحاكمة في دمشق التي تذيق السوريين ما لم يفعل الصهاينة بهم، ولعل الإخوة الفلسطينيين قد شاهدوا على القنوات العالمية صور ما فعلته هذه العصابة المتوحشة بحمزة الخطيب وزينب الحصني وإبراهيم القاشوش والمئات من المشوهين والمقطعي الأوصال، الذين اقتيدوا دون ذنب ارتكبوه إلى معتقلات وأقبية وسجون العصابة التي تحكم دمشق، وَسُلموا بعد أيام أو أسابيع من اختطافهم إلى أهليهم في أكياس قمامة سوداء، عجز الآباء والأمهات على التعرف على فلذات أكبادهم، وقد اختلط اللحم بالعظم وشقت البطون وقلعت العيون وانتزعت الأطراف وأحرقت الوجوه وسلخت الجلود!!

مجدداً أزف للإخوة الفلسطينيين التبريكات على هذا الإنجاز العظيم الذي حققوه بصبرهم وثباتهم، متمنياً عليهم أن لا ينسوا إخواناً لهم في سورية يعانون ما عانوا ويزيد، أن يشاركوهم بالحد الأدنى.. الدعاء لهم بالثبات والصبر والنصر على طاغيتهم، لأن في نصرهم تسريعاً لحل قضية فلسطين التي تاجر فيها النظام السوري لنحو نصف قرن، لم يحصد خلالها الفلسطينيون إلا مزيداً من التشرذم والانقسامات والصراعات والبعد عن حل قضيتهم، التي جعل منها حكام دمشق وأشباههم مادة تخدم أغراضهم وأجندتهم وتكرّس حكمهم البغيض، على أنها أنظمة ممانعة تبين أنها زائفة مخادعة.. وأنظمة صمود تبين أنها جبانة كاذبة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ