ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الزوايا
المهجورة لظاهرة الثورات في
العالم العربي أ.
محمد بن سعيد الفطيسي* تعد
ظاهرة الثورات في العالم العربي
بشكلها الراهن من حيث الكم
والنوع والكثافة , من الظواهر
الثقافية والاجتماعية
والسياسية الحديثة تاريخيا على
المجتمع العربي , ولتحليل هذه
الظاهرة بشكل علمي ودقيق , كان
لابد من تفكيك عناصرها أولا ,
والنظر إليها من مختلف زواياها
المهجورة بشكل منفصل , ومن ثم
تركيب تلك العناصر معا , للوصول
في نهاية المطاف الى فلسفة
ماكروسوسيولوجية حولها. ولهذه
الظاهرة من وجهة نظرنا ثلاثة
عناصر أساسية تشكل بناءها
الهيكلي والأيديولوجي التاريخي
الراهن , وهي : الأنظمة السياسية
– أي- المنظومة الرسمية لدول
المنطقة , ومؤسسات المجتمع
وشعوب المنطقة " المنظومة
المؤسساتية والشعبية "
والأفكار والتوجهات ومطالب
الإصلاح والتحديث" المنظومة
الثقافية والفكرية " . ومما
لابد من التدقيق فيه عند دراسة
هذه الظاهرة الحديثة على
الخارطة الجيوسياسية
والاجتماعية العربية بشكل صحيح
, خصوصية عاملي الزمان والمكان ,
فالملاحظ ان هذه الظاهرة تشكلت
زمنيا مع نهاية العقد الأول
وبداية العقد الثاني من القرن 21
, وإذا استثنينا الفتيل الذي
أشعلها في تونس بتاريخ 17 / 12 / 2010م
, – أي - الشاب التونسي محمد
البوعزيزي وعربة الخضار , فإننا
لا نستطيع ان نتجاهل دخول
العالم العربي في مرحلة تاريخية
استثنائية غير مسبوقة مع مطلع
العام 2011م . كما
ان العامل الجغرافي والمكاني
الذي انطلقت منه هذه الظاهرة
يحتاج منا الى دراسات متعمقة
لفهم أبعادها السسيولوجية
والديموغرافية وأسباب
ديماغوجيا الثورات العربية
التي انطلقت من تونس ولم تتوقف
عند مصر وليبيا , بل لا زالت
مستمرة حتى اللحظة التاريخية
الراهنة , ونتصور شخصيا بأنها
ستظل الى فترات زمنية أطول
بكثير مما يعتقد البعض منا ,
وخصوصا اذا تحول الأمر الى
ثقافة اجتماعية عامة وتوجه شعبي
يمارس كفكر سياسي . كما
ومما لابد من دراسته كذلك : تلك
المحفزات والدوافع التي تقلصت
او انعدمت فيها بواعث الظاهرة
في دول عربية بالمقارنة بدول
أخرى ؟ ولماذا أخذت في مصر على
سبيل المثال شكلا يختلف عما حدث
في ليبيا او سوريا ؟ ولماذا
تختلف أبعادها الثقافية
والفكرية في بلد كسلطنة عمان
والأردن والمغرب , عما هو في
اليمن والعراق والبحرين على
سبيل المثال لا الحصر ؟. والحقيقة
بانه وكما لابد من الاعتراف بان
شعوب المنطقة لم تالف الخروج
بهذا الكم والكثافة البشرية ,
وهذا النوع من التخطيط والتنظيم
والتنسيق للمطالبة بالإصلاح
والتغير والتحديث من جهة ,
وإسقاط الأنظمة السياسية من جهة
أخرى , فكذلك لم تعتد تلك
الأنظمة السياسية نفسها هذه
الظاهرة بهذا الشكل كما ونوعا
من قبل !! فمن كان يتصور بان
الشعوب العربية ستتخذ طريق
الثورات والاعتصامات كوسيلة
ثقافية وأداة سياسية لتطويع
الأنظمة العربية الحاكمة ؟ ومن
كان يتصور بان تلك الأنظمة
نفسها ستتهاوى كأوراق الخريف
أمام زحف تلك الجموع التي
انفجرت كبركان خامد ؟ . ولو
عدنا قليلا الى الوراء , فإننا
نستطيع ان نؤكد بان الإرهاصات
الأولية لهذه الظاهرة تشكلت
كردة فعل على المعالجات الأمنية
والسياسية والعسكرية التي
تبنتها الدول العربية لاحتواء
ما أطلق عليه بظاهرة الإرهاب
الدولي منذ العام 2001م , وهو ما
نتج عنه ردة فعل مقابلة تطالب
بمعالجات مقابلة لاحتواء ما
يطلق عليه في الثقافة الشعبية
بالانسياق الأعمى للأنظمة
العربية وراء مخططات الاستعمار
الغربي , دون مراعاة لمطالب
وحقوق وطموحات الشعوب العربية ,
بل وحدوث ذلك الفصام النكد بين
الأنظمة السياسية الحاكمة في
المنطقة العربية , وشعوب
المنطقة لإرضاء الولايات
المتحدة الاميركية . وبينما
كان يفترض على الأنظمة العربية
منذ ذلك الوقت تبني خيارات
الإصلاح والتحديث والتنمية
بهدف بناء مجتمع مدني حديث
ومتماسك سياسيا وثقافيا , ومنه
معالجة الفوارق الاجتماعية
والاقتصادية , واحتواء العديد
من الظواهر السلبية في المجتمع ,
وبالتالي تقليص هوة ذلك الفصام ,
ومساحة الخلاف بين مؤسسات
النظام والشعوب حول طريقة والية
إدارة مكتسبات وثروات الدول ,
أصرت تلك الأنظمة ومؤسساتها على
مراوحة مكانها التقليدي ,
معتقدة بان شعوب المنطقة لا
تدار سوى بالعصا دون الجزرة ,
وبالقوة دون الرحمة , وبالنظام
والقانون دون الاحترام
والإصغاء الى هموم الشارع . (
حتى اذا بلغ التعارض بين
المؤسسات وذهنية الأفراد شأوا
كبيرا برزت المقاومة ضدها سرا
وعلنا , مصحوبة بقيم ومعتقدات
ومذاهب جديدة تسعى الى منافسة
المؤسسات القائمة او تقويضها او
تغييرها او الاستبدال بها
مؤسسات جديدة تتلائم والظروف
الاجتماعية الجديدة الصاعدة ) . كما
كانت فكرة " خلود الأنظمة "
قائمة ومترسخة لدى اغلب الأنظمة
السياسية العربية الحاكمة ,
والتي كانت تتصور بأنها أنظمة
مخلدة ولا يمكن ان يأتي اليوم
الذي ستثور شعوب المنطقة فيه
عليها في حال لم تراعي مشاعرها
ومتطلباتها , وأنها أنظمة وجدت
لخدمتها ورعاية مصالحها , فكان
الإصرار على تقطير الإصلاحات
وتحديث البناء الاجتماعي
والمؤسساتي أبطأ بكثير من مطالب
الشعوب وسرعة رغباتها , وبمعنى
آخر – فان سلبية الأنظمة
السياسية تجاه شعوبها وما نتج
عنها من ظلم وطغيان وفساد ,
ورسوخ فكرة خلود الأنظمة
وبالتالي استغلال ثروات البلد
دون مراعاة وحرمة هما ما دفع
شعوب المنطقة الى تبني خيارات
التغير بمنطق القوة وليس بقوة
المنطق . كما
أنها ومن ناحية أخرى , كانت
وليدة التراكمات التاريخية
والتحولات الاجتماعية
والثقافية والضغوطات السياسية
طوال فترة عقود تلت ما أطلق عليه
شكلا " باستقلال الدول
العربية " , وهو في حقيقة
الأمر لم يزد عن كونه خلاصا
ظاهرا للمستعمر الذي ظل جاثما
حتى اللحظة التاريخية على اغلب
الدول العربية وأنظمتها
السياسية ومقدرات شعوبها , وهو
ما جعل شعوب المنطقة غير قادرة
على استساغة أنظمتها الحاكمة
التي تعتقد وتؤمن بأنها توجه من
الخارج عبر الريموت كنترول ,
فكانت سنوات من الشد والجذب
والمد والجزر وما يمكن ان نسميه
المسايرة الشعبية التي وصلت الى
مرحلة الانفجار كفيلة بخروج
المارد من قمقمه والانفجار على
أوضاعه وعلى أنظمته الحاكمة . في
المقابل فان تلك الأنظمة نفسها ,
وصلت الى مرحلة عمرية كبيرة ,
نستطيع ان نطلق عليها بمرحلة
الشيخوخة , فالدول والأنظمة لا
تختلف كثيرا في تطورها
الجيوسياسي وهيكليتها
الأيديولوجية عن مراحل التطور
البشري , فكما يولد الكائن الحي
تولد الأنظمة والدول , وكما
يتطور تتطور وتنمو , وكذلك تشيخ
وتهرم كحال الكائنات الحية ,
وكما تحتاج هذه الأخيرة الى
الغذاء والدواء من الأدواء
والأمراض المستعصية , وتحتاج
الى النقاهة والتجديد , فكذلك هو
حال الدول والأنظمة في مختلف
أنحاء العالم , فالدول والأنظمة
تحتاج الى الأفكار البناءة
والتخطيط والتنمية والإصلاح
والتحديث لتنمو وتتطور وتحافظ
على شبابها وحيويتها , وتقي
نفسها وشعوبها شر الأمراض
والأوبئة الحضارية والعصرية . (
وقد شهد العالم العربي خلال
السنوات القليلة الماضية , ولا
سيما بعد هجمات الحادي عشر من
سبتمبر 2001م كثافة في أطروحات
الإصلاح السياسي النابعة من
مصادر داخلية وخارجية , انعكست
في كثير من السياقات المحلية في
شكل حراك سياسي شعبي من ناحية ,
وإجراءات حكومية تراوح بين
إعلان الرفض والاستجابة
المحدودة من ناحية أخرى ) . إذن
– فالأنظمة السياسية ومؤسساتها
الرسمية ( قد تكون في مكان هادئ
وأمين اذا استطاعت ان تقنع
الجماهير بان المبادئ والأفكار
التي تحملها مفيدة للمجتمع
وقادرة على تطوير وتحقيق
طموحاتها , أما اذا كانت
الجماهير تؤمن بأفكارها ولا
تؤمن بأفكار حكامها وقادتها ,
لأنها متناقضة مع أفكارها ,
فلابد ان يحدث الاضطراب
الاجتماعي والهيجان الشعبي ). _________ *باحث
في الشؤون السياسية .. رئيس
تحرير صحيفة السياسي التابعة
للمعهد العربي للبحوث
والدراسات الاستراتيجية ======================== ثروات
القارة تضيع في النهب وشراء
السلاح .. ألم الجوع في أفريقيا المنشاوي
الو رداني* في
الوقت الذي تتذوق فيه القارة
السوداء ألم الجوع وتزداد وطأته
هذه الأيام ليعد الأسوأ منذ
ستين عاما - هناك دول تستهلك كما
هائلا من المواد الغذائية؛
فيقام ما يقارب 100 حفل زفاف في
الهند يوميا و يجري رمي آلاف
الأطنان من الطعام الفائض في
القمامة يوميا.أما الطعام الذي
يجري رميه يوميا في الولايات
المتحدة الأمريكية و بريطانيا
يكفي لإطعام أكثر من مليار شخص... منظمة
الأغذية والزراعة للأمم
المتحدة FAO، كانت
تنذر دوما بتفاقم وضعية الأمن
الغذائي المزعزع بمنطقة القرن
الإفريقي، ففي عام 2009 نشرت
المنظمة تقريرا خطيرا لها نشرته
شبكة ال CNNالإخبارية
حيث أكدت تفاقم الأزمة جراء
انخفاض معدلات الأمطار، إضافة
إلى استمرار النزاعات والتشرد
السكاني. وتوقعت
المنظمة زيادة عدد المعتمدين
على المعونات الغذائية في تلك
المنطقة من العالم، والبالغ
عددهم حتى الآن 20 مليون شخص،
والذين يتوزعون بين المزارعين
والرعاة وسكان المناطق الحضرية
من ذوي الدخل المحدود. ووفقاُ
لما أفادت المنظمة الدولية على
موقعها على الإنترنت، فإن عدد
الجوعى سيزداد مع وجود الظاهرة
المعروفة ب "النينيو" وهي
تيارات بحرية دافئة، تستتبع
عادة هطول أمطار غزيرة جداً،
قبيل انتهاء الموسم الزراعي، ما
يؤدي إلى دمار المحاصيل
الزراعية ومستودعات خزن الغذاء
جراء السيول والفيضانات
والانهيارات الطينية التي
تحدثها الأمطار. وعلى
الرغم من التذبذب الحاصل في
أسعار الذرة، التي تعتبر المورد
الأبرز في دول المنطقة، إلى
الأسعار ما زالت معقولة، وقد
ارتفعت صادرات بعض الدول من
محصول الذرة، إلا أن ذلك لم
ينعكس على السكان، كما إن ضعف
القدرة الشرائية لدى الأفراد
سيزيد من تفاقم الأزمة. وذكرت
المنظمة أن حال الرعاة مثلاً
تزداد سوءاً بسبب قلة المراعي
وبالتالي تفاقم أوضاع الماشية،
وحرمانهم من فرص تسويقها بأسعار
جيدة، ما يؤدي إلى تقويض
مستويات الدخل وقدرات الحصول
على الغذاء. وتشهد
أغلب دول القرن الإفريقي سنوات
من متتالية من المواسم الرديئة،
وتراجع محاصيلها بسبب الأمطار
والفيضانات، كما أشارت المنظمة
إلا أن الصومال يشهد أسوأ أزمةٍ
إنسانية منذ 18 عاماً، إذ يعيش
نصف مجموع سكان البلاد، أي ما
يقرب من 3.6 مليون شخص في حاجة
ماسة إلى مساعدات الطوارئ
لإنقاذ حياتهم وسُبل معيشتهم. واليوم..
وكجزء من عملية الإنقاذ.. يقدم
الإتحاد الأوروبي 18 مليون يورو
،وقامت منظمة الأغذية والزراعة
للأمم المتحدة "فاو"
بتوريد البذور الممتازة إلى 100000
مزارع من أضعف الفئات في
بوركينا فاسو، وأفاد النظام
العالمي للإنذار المبكّر لدى
المنظمة، بأن الأوضاع الغذائية
تَبعث على القلق والخوف في
أجزاءٍ من منطقة الساحل
والصحراء، حيث يواجِه أكثر من 10
ملايين فَرد خطر الجوع، موضحاً
أنه في بوركينا فاسو، أفضت
نُدرة الأمطار إلى انخفاضٍ
إنتاج الحبوب خلال العام الماضي
بنسبة 17%. وأعلن
الخبير جان بيير رينسون،
مُنسِّق عمليات الطوارئ لدى "فاو"
أن الجفاف يزيد زعزعة الأمن
الغذائي بعد ارتفاع أسعار
المواد الغذائية. وأشار إلى
المنظمة بدأت توزيع البذور
المحسّنة على مئة ألف مزارع،
تحضيراً للموسم المقبل، ما
تنعكِس فوائده على 700 ألف شخص في
المجموع، متوقعاً أن تقود
عمليات "فاو" إلى النهوض
بمستويات الأمن الغذائي لأكثر
من 860 ألف أسرة ريفية، أي أكثر من
6 ملايين فرد في المتوسط.
ويتمثّل الهدف في تعزيز إنتاج
الأغذية من خلال وضع البذور
المحسّنة في متناول المزارعين
المحتاجين إليها، وتشجيع
عمليات إكثار البذور على أسسٍ
مُستدامة وتوثيق منشئها. وأوضح
رينسون، أن في إمكان مناطق
الإنتاج المرتفع تعويض المناطق
الأقل إنتاجاً، التي تنقُصها
البذور وتواجه غياب الأمن
الغذائي، لذا سيذهب جزء من
الإنتاج إلى مناطق الأخطار
المرتفعة لسَدّ مَواطن العجز.إذ
يصارع 12 مليون و 400 ألف شخص الجوع
في الصومال و أثيوبيا و كينيا و
جيبوتي. و تحتاج هذه الدول إلى
المزيد من المساعدات الدولية
لتقف أمام الجوع و الجفاف الذي
يعتبر الأشد منذ 60 عاماً. هذا و
تعتبر الصومال أكثر الدول
الأفريقية تأثرا، فقد ترك ربع
الشعب منازلهم متجهين إلى
مخيمات المساعدة في كينيا و
أثيوبيا. و
أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة
إلى مليار و 600 ألف دولار لإطعام
الجياع في أفريقيا. أما تركيا
فطلبت من منظمة المؤتمر
الإسلامي عقد مؤتمرا عاجلا
لدراسة لوضع في أفريقيا. فيما
تواصل منظمات المجتمع المدني في
تركيا بالعمل من أجل جمع
المساعدات و إرسالها إلى
المخيمات في الصومال و كينيا. ويبقى
السؤال المهم: هل كانت سياسات
المساعدة التي تتبعها الدول
المتقدمة هي التي أثرت على
مشكلة المجاعة في أفريقيا.
فأفريقيا كانت تصدر المواد
الغذائية في الستينات و
السبعينات من القرن الماضي.. إذن
ما الذي حدث..؟! إن
العالم مطالب بكشف المخططات
الإسرائيلية والغربية التي
تدبر ضد القارة الإفريقية
وعمليات النهب المنظم لثرواتها
وكشف النفاق الغربي الذي يتحدث
في مؤتمرات الدول المانحة عن
تقديم مساعدات لدول القارة تبلغ
اثنين ونصف المليار دولار في
الوقت الذي يقدر حجم ما ينهبونه
من ثروات القارة من معادن وذهب
وغاز وطاقة ويورانيوم وغيرها
سنويا عشرات المليارات من
الدولارات . ولعل
الأسوأ من ذلك أن المساعدات
المالية والإنسانية التي تقدم
للقارة تقوم العصابات المسلحة
التي تخضع للشركات الغربية
بالاستيلاء عليها وشراء السلاح
لتسليح المتصارعين والدفع
بالقارة للمزيد من الحروب
الأهلية . وفي
نفس الإطار.. هذه المعونات تحول
الإنسان الإفريقي إلي مجرد
متسول لايمكنه أن يطور نفسه أو
يتحكم في ثرواته أو أن يملك
القوة لاستعادتها من الناهبين
والسارقين .. فهل كتب على
إفريقيا أن تظل قارة سوداء
جوعاء.. لا تحسن إدارة مواردها ..
ولا تفلح في الكشف عن ناهبيها
وسارقيها.. ؟!! ______________ *مترجم
بالتليفزيون المصري =========================== كلما
أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أ.د/
عبد الرحمن البر* «مصر
هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز
المخابرات الحربية الإسرائيلي،
وإن العمل في مصر تطور حسب الخطط
المرسومة منذ عام 1979م (يعني منذ
توقيع معاهدة كامب ديفيد) لقد
أحدثنا الاختراقات السياسية
والأمنية والاقتصادية
والعسكرية في أكثر من موقع،
ونجحنا في تصعيد التوتر
والاحتقان الطائفي والاجتماعي
لتوليد بيئة متصارعة متوترة
دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر
في سبيل تعميق حالة الاهتراء
داخل البنية والمجتمع والدولة
المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي
بعد حسنى مبارك في معالجة
الانقسام والتخلف والوهن
المتفشي في مصر». هذا ما
قاله الجنرال (عاموس يادين)
الرئيس السابق للاستخبارات
الحربية الإسرائيلية في خطاب
تنحيه، الذي نشرته الصحف في
2/11/2010م. ربما
لم يقع في خلد الرجل وهو يفتخر
ببطولاته تلك أن الأيام كانت
حبلى على وشك المخاض بثورة
متفردة ستقدم بها مصر نفسها إلى
العالم من جديد، بلدا متوحدا
يجتمع مسلموه ومسيحيوه، شبابه
وشيوخه، رجاله ونساؤه، على
إعادة الشباب لوطنيته من جديد،
ويخلعون عنه رداء الطائفية
المقيت الذي ظن الصهاينة
وإخوانهم من أهل الفساد في
النظام المخلوع أنه لا يمكن
خلعه من غير تقطيع اللحم
المصري، فإذا بهذا الشعب العظيم
يسل عنه رداء الطائفية كما تسل
الشعرة من العجين، ويقوم ميدان
التحرير شاهد صدق على أن جهود
الصهاينة والمتصهينة قد ضاعت
سدى، ولأول مرة في تاريخ الدنيا
كلها (لا في تاريخ مصر وحدها)
يتعاقب المصلون النصارى
والمسلمون في إقامة صلواتهم في
مكان واحد، ولا يحتاج أي من
الفريقين أن يخلي المكان للآخر
أو يغادر المكان عندما يأخذ
الآخر في صلاته، فما أن ينتهي
القداس المسيحي حتى تبدأ صلاة
الجمعة بحضور الجميع مسلمين
ومسيحيين، ولأول مرة ترى الدنيا
صلاة جمعة يحتشد لها أربعة
ملايين من البشر، يهتف خطيبها
المبارك حفظه الله: «أيها
الناس، أيها المصريون، أيها
المسلمون، أيها المسيحيون»،
وتسجل الدنيا شهادة ميلاد جديدة
للوطنية الحقيقية التي تستعيد
مصر من الحقبة الصهيونية، وتكشف
وجهها العربي الإسلامي الناصع،
ويتذكر المصريون الكلمات
الرائعة لمكرم عبيد باشا: «نحن
مسلمون وطنا, ونصاري دينا. اللهم
اجعلنا نحن المسلمين لك, وللوطن
أنصارا، واللهم اجعلنا نحن
نصاري لك, وللوطن مسلمين»، ومن
قبله كلمات غالي شكري: «إننا
ننتمي كعرب من مصر
إلي الإسلام الحضاري
والثقافي». ويتذكر
الجميع ما قاله نيافة الأنبا
يوحنا قلته الكاثوليكي «كلنا
مسلمون حضارة وثقافة، وإنه
ليشرفني وأفخر أنني مسيحي عربي,
أعيش في حضارة إسلامية, وفي بلد
إسلامي, وأساهم وأبني مع جميع
المواطنين هذه الحضارة الرائعة»
وغير هذا كثير. لقد
كشفت الثورة الكريمة في 25 يناير
الحقيقة التي ظن الصهاينة
والمتصهينون أنهم نسفوها، وهي
أن المصريين جميعا نسيج وطني
واحد وعرق واحد، يجري فيهم دم
واحد، وأن من الصعب على أي إنسان
أن يفرق في الواقع بين مصري مسلم
ومصري مسيحي، لأن العادات
الاجتماعية واحدة، والتعبيرات
المستخدمة في التعاملات
اليومية واحدة، والقبول
المشترك من كل طرف للآخر علامة
مميزة للحالة المصرية. كشفت
بعض الوثائق التي ظهرت أثناء
الثورة الكريمة أن النظام
المخلوع وأجهزة أمنه كانت تعمل
لحساب أجندة خاصة ضيقة النظرة
تلاقت مع الأجندة الصهيونية،
وأن تلك الأجهزة هي من كان يدبر
ما يسمى بالحوادث الطائفية، أو
على الأقل تغض الطرف عنها، أو
تتعمد تقديم العلاج الخاطئ لها،
وهي إذ تفعل ذلك تغفل عن أنها
تلعب بالنار التي ستحرقها، أو
لعلها ظنت أنها بذلك تتحكم في
الوطن، وتتمكن من ابتزاز
المواطنين، وابتزاز المجتمع
الدولي إذا فكر أحد في الدعوة
للإصلاح أو التغيير، ودائما ما
كان الرئيس المخلوع يقول: أنا أو
الفوضى. والحمد
لله أن شعبنا العظيم أثبت ذكاء
غير عادي في تفويت الفرصة على
الصهاينة وأزلامهم، وقدم ميدان
التحرير صورة مشرقة للحالة
المصرية الحقيقية، متجاوزا كل
المؤامرات ومبطلا كل ما زعم (عاموس
يادين) أنه حققه من إنجازات. لهذا
لم يكن من السهل على العصابة
الصهيونية أن تتجرع مرارة تلك
الهزيمة، فسعت إلى محاولة
الاستفادة من رجالها الذين قال (عاموس
يادين) إنه زرعهم في كل مكان،
وفي المقدمة منهم فلول النظام
الفاسد البائد الذين التقت
مصالحهم الضيقة مع مصالح
الصهاينة وضد مصلحة الوطن
العليا، فخرجت قضية كنيسة صول،
وقضايا المتحولين والمتحولات
إلى الإسلام، وأخيرا قضية كنيسة
المريناب، وحاول عملاء
الصهاينة من الفلول وغيرهم
استغلال العاطفة الدينية التي
عرف بها الشعب المصري بمسلميه
ومسيحييه في إذكاء نار الفتنة،
ومما يؤسف له أن بعض الوطنيين
المخلصين من الطرفين وقعوا في
الفخ المنصوب، وأسهموا في ترويج
الشائعات وتأجيج العواطف على
كلا الجانبين، وساعد على ذلك
وجود متشددين على الضفتين،
يندفعون خلف الشائعات بغير وعي
ولا بصيرة، حتى كانت الأحداث
الأخيرة المؤسفة التي اندس فيها
من لا يريد بهذا الوطن خيرا، ولا
يريد لهذه الأمة استقرارا،
والتي –للأسف- لم يحسن الجيش
والشرطة التعامل معها بشكل
صحيح، فسالت كل تلك الدماء
البريئة، وأزهقت أرواح بغير حق،
مما يوجب على العقلاء في هذه
الأمة من كل الأطراف أن يبادروا
بالتحرك في الاتجاه الصحيح
لإبطال مؤامرة الفلول
والصهاينة. وقد
رأينا أن تلفزيون الصهاينة
يواصل تحريضه ضد المجلس العسكرى
والجيش المصرى بصفة عامة، وينشر
تقاريره الملفقة عما يعانيه
الأقباط من تفرقة عرقية بين
المسلمين والمسيحيين وعما
يواجهه الأقباط مما زعم أنها
عمليات اضطهاد ديني فى جميع
أنحاء مصر، ويحرضهم على
الاستمرار فى مظاهرات الغضب،
وذلك لإسقاط ما سماه (نظام
الجنرالات) ويدعو الولايات
المتحدة الأمريكية لعدم بيع
الأسلحة لمصر رداً على أحداث
ماسبيرو. وهي لوثة صهيونية تكشف
جانبا ممن يجري من وراء الستار،
وتؤكد التورط الصهيوني في صنع
الأحداث أو على الأقل في
استغلالها. إن هذا
كله يفرض على كل العقلاء في هذا
الوطن سرعة التدخل لإطفاء نيران
الغضب، وإحياء روح الأخوة التي
صاحبت ثورة 25 يناير، وإعادة
اللحمة للنسيج الوطني الواحد،
وعلى العقلاء من الأخوة الأقباط
عدم إعطاء الفرصة لأعداء الوطن
في الداخل والخارج لإثارة الفتن
والقلاقل في هذه المرحلة
الحساسة، فالمطالب المشروعة
لها قنواتها القانونية ولها
طريقتها السلمية ولها وقتها
الذي يناسبها، والحكمة تقتضى
الصبر والتأني، وانتظار
الحكومة التي تستمد شرعيتها من
الشعب، وتدفع عنه المظالم التي
أغرقه فيها النظام البائد، لا
سيما ونحن على أعتاب الانتخابات
الحرة التي ينبغي التعجيل
بإجرائها للوصول بالبلاد إلى
حالة الاستقرار والشرعية
الشعبية والدستورية، حتى لو
اقتضى ذلك أن يقوم المجلس
العسكري بتعديل الجدول الزمني
بما يختصر المدة إلى أقصر مدى
ممكن. وفي
ذات الوقت فإن على الحكومة
والمجلس العسكري سرعة التحقيق
في تلك الأحداث المؤسفة وسرعة
إعلان النتائج بمنتهى
الشفافية، وتطبيق القانون بكل
حزم، حتى لا يفلت المتورط من
العقاب كائنا من كان، وسرعة
إصدار قانون العزل السياسي لكل
من أفسد الحياة السياسية، ووضع
الضوابط واتخاذ الإجراءات التي
تحول دون نجاح تلك المؤمرات
المستمرة. وأنا
على يقين بأنها مؤمرات فاشلة
بإذن الله، ما دام الشعب يقظا
لحراسة ثورته وحماية مكتسباته،
وأن الله سيطفئ هذه النارالتي
لا يستفيد من إشعالها سوى أعداء
البشرية من اليهود، مصداقا
لقوله تعالى ﴿كُلَّمَا
أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ
أَطْفَأَهَا اللَّهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا وَاللَّهُ لَا
يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة:
64]. ---------- *أستاذ
الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
وعضو مكتب الإرشاد بجماعة
الإخوان المسلمين وعضو الإتحاد
العالمي لعلماء المسلمين ===================== البرجوازية
السورية تتغذى على دماء الشعب فاتح
الشيخ* بدءاً
من ثمانينيات القرن الماضي عمدت
السلطة الحاكمة إلى إقامة شراكة
إستراتيجية مع برجوازية القطاع
الخاص الطفيلية ، هدفها نهب
الشعب واقتسام ثرواته ، و
المتجسدة عمليا ً بالتحالف
الأمني - التجاري والتحالف
العسكري- التجاري ، تحت عنوان
اقتصادي أطلق عليه التصحيح
الهيكلي أو التحرر الاقتصادي ،
و إخفاء مضمونه الاجتماعي
المتمثل بإعادة توزيع الدخل
الوطني لصالح النخبة الحاكمة
والبرجوازية المتحالفة معها . وكانت
النتائج المترتبة على المسار
الاقتصادي - الاجتماعي المذكور
، انسحاب السلطة من أدوارها
الاقتصادية والاجتماعية بشكل
تدريجي ، والتي بررت أصلاً
استيلاءها على السلطة من أجلها
، وهو التحالف مع العمال
والفلاحين وذوي الدخل المحدود ،
ودعمهم من حيث توفير فرص العمل
والتعليم والصحة والضمان
الاجتماعي والسكن والمواد
الغذائية الأساسية ، ولكنها
عملت على تنفيذ السياسات
الضارةِ بمصالحهم من قبيل (
السوق الاجتماعي - التعليم
الموازي – إضعاف القطاع العام
... وصولا ً إلى الخبز السياحي ) ،
وبذلك باتت سلطة عارية دون أية
فاعلية سياسية أو اقتصادية أو
اجتماعية كونها لا تمتلك أصلاً
سوى شرعية القهر والغلبة . إن
البرجوازية السورية المرتشية
التي تعيش في كنف بيئة سلطوية
استبدادية تقتات على الفساد
وعدم الشفافية و المساءلة
والتهرب الضريبي ، وعقد الصفقات
التفضيلية للمنتجات الوسيطة مع
القطاع العام بيعاً أو شراء ً ،
و الحصول على الإجازات الرسمية
للاستيراد والتصدير والتسعير
وشهادات المنشأ ، على شكل هبات
وأ ُُعطيات لمواد ضرورية
يحتاجها الاقتصاد السوري (
المواد الغذائية الأساسية –
مواد البناء – الطيران المدني
الخاص – السيارات - المعدات –
الآلات – شبكة الهاتف النقال –
فنادق الخمسة نجوم ... ) واقتصار
هذه الاحتكارات الاستيرادية
على فئة محدودة جدا ً للمقربين
من مراكز القرار السياسي و
العسكري الأمني ( على شاكلة
مخلوف ) والتي كان لها تأثيراتٌ
مدمرة على القطاع الصناعي بشكل
عام والصناعات الحرفية
التقليدية بشكل خاص ، لهذا كان
من الطبيعي الأخذ بنظر الاعتبار
القوة الاقتصادية للبرجوازية
السورية لا العددية للأشخاص (
الكيف لا الكم ) باعتبار المال
سلطة . إن
جميع الأعطيات والهبات
الممنوحة من قِبل النظام الحاكم
وتحت مسميات شتى كانت مقابل
التزام البرجوازية التجارية
باشتراطات ضمنية أربعة هي : الأول
/ اقتسام ثمرات النشاط
الاقتصادي مع النخبة الحاكمة (
الجاه المفيد للمال - ابن خلدون
). الثاني
/ توفير العملات الأجنبية للقطر
من خلال صادراتها للخارج (حاليا
ً توفر 85% منها ) . الثالث
/ عدم التدخل في رسم السياسات
الاقتصادية والاكتفاء بصفة
المراقبة وتنفيذ الدور المناط
بها . الرابع
/ الامتناع عن القيام بأي دور
سياسي أو نقابي ( الثروة مقابل
الصمت ) . وقد
تساكنت في حاضنة السلطة ثلاثة
أنواع من البرجوازيات الماصة
لدماء الشعب : البرجوازية
البيروقراطية السلطوية -
البرجوازية الكمبرادورية
المرتبطة بالخارج – البرجوازية
الطفيلية (الهباشة) ، والتي
تضخمت ثرواتها بشكل يفوق التصور
بالنسبة لمجتمعنا ، وعلى حساب
إفقار وتهميش أبناء الشعب ( ما
جاع فقير إلا بما متع به غني- علي
بن أبي طالب ) وبروز حالة من
الاستقطاب الطبقي الحاد الذي لم
تشهد له سوريا مثيلا ً في العصر
الحديث، حتى قبيْلَ تطبيق قانون
الإصلاح الزراعي وصدور مراسيم
تأميم المنشآت الصناعية
والتجارية للقطاع الخاص خلال
فترة الخمسينيات والستينيات من
القرن الماضي . ومما
يبرز الدور غير المنتج
للرأسمالية التجارية السورية
هو عدم ولوجها مجال التحديث
المادي الزراعي والصناعي
المُنتج لسد العجز في ميزان
المدفوعات وخلق قاعدة إنتاجية
وطنية توفر متطلبات الاقتصاد
الوطني ، وفي مقدمتها توفير فرص
العمل للمواطنين ، بل يقتصر
عملها الحالي على الأعمال
التجارية غير المُنتجة من خلال
فتح مكاتب الاستيراد والتصدير(وكلاء
تجاريين) ، والجري وراء تحقيق
الربح السريع والحصول على
العمولات ، وتحقيق عوائد تفوق
ثلاثة أضعاف ما تحققه
البرجوازية الصناعية في القطر . وكانت
النتائج المترتبة على هذا النهج
أن تجاوزت نسبة العاطلين عن
العمل 25 % من مجموع القوى
العاملة السورية ، مع بيان أن
أكثر من (300) ألف مواطن سوري
يدخلون سوق العمل سنويا ً ولا
يستطيع الاقتصاد توفير أكثر من
(150) ألف فرصة فقط . ونتيجة
للثروات الضخمة التي تتحصل
عليها هذه البرجوازيات المتخمة
بسرقة أموال الشعب كان من
الطبيعي وقوفها إلى جانب السلطة
والقتال في خندقها ضد خندق
الشعب المقهور الهادف إلى إسقاط
نظام الاستبداد والاستغلال
المزدوج وإقامة نظام سياسي
ديمقراطي عنوانه الحريات
والعدالة الاجتماعية ، حيث لا
مكان لمثل هذه البرجوازيات
الفاسدة في ظله . وبالنسبة
لتوزيع الدخل الوطني بين الفئات
الاجتماعية المتعددة ، تتحدث
الإحصاءات السورية شبه الرسمية
أن 10% من السكان يحوزون على 60% من
هذا الدخل ، في الوقت الذي يحوز
فيه 90% من السكان على 40% منه فقط ،
وهذا ما يبرز التناقض الفاقع
بين الأطروحات الرسمية للنظام (الدستور
والمنطلقات النظرية للحزب
الحاكم ) المدعي تحالفه ودفاعه
عن حقوق العمال والفلاحين وصغار
الكسبة !! والواقع المعاش فعلاً
على أرض الواقع في المدن
والأرياف بالتضامن مع الفئات
الاجتماعية الأخرى المنضمة
إليها ، والتي تضررت مصالحها
بشكل كبير نتيجة السياسات
الاقتصادية و الاجتماعية
الخاطئة للنظام والتي كانت
بمثابة الشرارات الأولى للثورة
. أما
بالنسبة للقطاع الخاص التقليدي
( البرجوازية الصغيرة ) ، والتي
تضررت مصالحها بشكل واضح نتيجة
لتفشي الفساد والممارسات
المنحرفة للنظام، والمكتفية
بالمراقبة والصمت حتى الآن لا
نعلم متى ستتحرك ضده ؟ ، وتصطف
إلى جانب الثورة السلمية –
المدنية للشعب ومستذكرة في
الوقت نفسه الدور الوطني المشرف
للبرجوازية الوسطى السورية في
دعمها وقيادتها للثورة الوطنية
ضد الانتداب الفرنسي خلال النصف
الأول من القرن الماضي . وتاريخيا
ًفقد لعبت البرجوازية الغربية
بدءا ً من القرن السادس عشر دور
الرافعة الديمقراطية من خلال
اصطفافها إلى جانب القوى
الديمقراطية ومطالبتها الأنظمة
الملكية المطلقة بالمزيد من
الحريات والمساءلة والشفافية ،
ورفعها لشعار لا ضريبة تدفع
للنظام دون تمثيل سياسي ، في حين
أن البرجوازية التجارية
السورية ليس لها أي دور سياسي
ضاغط على النظام لتوسيع هامش
الحريات ، بل تلعب دور الكابحة
الديمقراطية وبالضد من الثورة
الوطنية التي فجرها شعبنا
المجاهد في 15-3-2011 . وأخيراً
/ إن النظام السوري الشمولي يقوم
على منظومة متعددة من المصالح
والدعائم : الأيديولوجية
– العسكرية – الأمنية –
الاجتماعية – الاقتصادية –
المالية . إن
المطلوب من البرجوازية السورية
الشريفة دعم الثورة المدنية -
السلمية للشعب وإسقاط الدعامة
الاقتصادية - المالية التي يقوم
عليها النظام الفاسد ، واستهداف
تجفيف موارده المالية ، والتمرد
عليه من خلال عدم إرجاع العملات
الأجنبية للقُطر والمتحققة من
خلال صادراتها للخارج تمهيداً
لإسقاط النظام. الوطن
ليس درهماً ولا ديناراً *كاتب
سوري مقيم في المانيا =========================== دلالات
تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
من "إسرائيل" م.
عبد الله زيزان تميز
الخطاب الأمريكي الرسمي في
الملف السوري بالكثير من التردد
والتخبط، يصعب من خلاله فهم ما
تريده الإدارة الأمريكية كحل
للأزمة السورية... فنذكر كيف
تنصلت الإدارة الأمريكية من
تصريحات وزيرة خارجيتها "هيلاري
كلينتون" حين أسقطت الشرعية
في بادئ الأمر عن النظام السوري
وقالت إن بشار ليس بالشخص الذي
لا يستغنى عنه، بدعوى أنه موقف
شخصي ارتجالي من وزيرة خارجيتها
لا يعبر عن رأي الإدارة
الأمريكية –وهي طريقة غريبة في
التراجع عن تصريحات مسؤول رفيع
بمستوى وزيرة خارجية دولة
كالولايات المتحدة الأمريكية-،
لكنهم فيما بعد عاودوا وأعلنوا
سقوط الشرعية عن النظام وطالبوا
الأسد بالتنحي، مما يشير إلى
حجم المشكلة التي يشعرون بها من
تداعيات سقوط النظام في سورية... ولعلّ
أهم أسباب التردد الأمريكي هو
الموقف "الإسرائيلي" من
النظام السوري والذي اتسم
بالكثير من التوجس من مرحلة ما
بعد الأسد، مما دفعهم إلى الضغط
على أمريكا والغرب لمساندة
النظام السوري ومحاولة إنقاذه
من أزمته الراهنة، كما تشير بعض
التحليلات والتسريبات، وربما
ما قامت به "إسرائيل" من غض
للطرف لتجاوزات النظام السوري
في الجولان دليل على مدى الدعم
الذي يحظى به نظام "الممانعة"
هذا من هذه الدولة المارقة... لكن
تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
"ليون بانيتا" الأخيرة
والتي قال فيها: إن سقوط النظام
السوري مسألة وقت - لا يمكن لها
أن تكون ارتجالية، كما أن لها
دلالات كبيرة، إذا ما ربطناها
باختياره "إسرائيل" المكان
المناسب لهذه التصريحات... فهو
على ما يبدو يريد أن يرسل بذلك
رسالة مزدوجة إلى النظام
السوري، مفاد الرسالة الأولى
أنّ صبر الإدارة الأمريكية تجاه
ما تعيشه سورية الآن من الفوضى
قد انتهى، وهي لن تقبل بنظام
عاجز عن تأمين استقرار هذه
البقعة الجغرافية الحساسة من
المنطقة العربية، وأما الرسالة
الثانية، فهي أنّ الورقة
الأخيرة التي كان يملكها النظام
السوري والمتمثلة بالدعم "الإسرائيلي"
له قد سقطت هي الأخرى... فكما
يبدو أنّ "الإسرائيليين"
باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت
آخر بأنّ النظام السوري قد فشل
إلى هذه اللحظة في وأد الثورة
السورية وإنهاء أزمته، وأنّه لا
مؤشرات تلوح في الأفق تدل على
أنّ هذه الثورة قد تنحسر أو
تتراجع، كما أن التمسك بهذا
النظام قد يعود بالضرر الكبير
على دولتهم المضطربة أصلاً،
خاصة مع ظهور بوادر العمل
المسلح من جانب المنشقين من
الجيش السوري، والذين لا يمكن
ضبط تصرفاتهم ضمن إطار محدد
وواضح... وجاءت عملية "الرستن"
الأخيرة والتي أراد النظام من
خلالها تأديب بقية المدن
السورية الثائرة لتكشف حجم
المأزق الذي تعيشه الآلة
العسكرية السورية، حيث دفعتها
المقاومة الشرسة في تلك المدينة
إلى استخدام مئات الدبابات
وعشرات الطائرات... فهل
سنشهد تحولاً أمريكياً حقيقياً
في التعاطي مع الملف السوري؟ في
الحقيقة يشعر السوريون أنّ
الإدارة الأمريكية حتى فترة
قريبة لم تكن جادة في ما ذهبت به
من تصريحات حول سقوط شرعية نظام
الأسد ودعوتها إليه بالتنحي...
فهي لم تتخذ الخطوات العملية
التي تترجم هذه الأقوال إلى
أفعال مؤثرة على الأرض... كما أن
تمترس الإدارة الأمريكية خلف
الموقف الروسي الرافض لأي قرار
أممي يدين سورية بات مثيراً
للشك والريبة... فالنظام الروسي
يريد من خلال مواقفه الأخيرة
ثمناً أمريكياً يعوضه عن خسارته
من سقوط حليفه السوري وهو ما
تدركه أمريكا وتتغاضى عنه... لكن
تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
الأخيرة بنكهتها الجديدة
بصدورها من "إسرائيل"،
ربما هي إشارة إلى منعطف جديد في
تعامل الإدارة الأمريكية مع
الملف السوري، وهذا ما سيتكشف
لاحقاً من خلال المواقف العملية
التي ربما ستنتهجها أمريكا
والغرب من ورائها، والتي قد
تغير قليلاً من الريبة التي
يحملها السوريون نتيجة تقاعس
وتباطؤ التحركات الأمريكية
العملية على أرض الواقع... ======================= الأقباط
واحترام مشاعر شركاء الوطن!! حسام
مقلد * هل فكر
مشعلو أحداث فتنة ماسبيرو
الأخيرة في الآثار السلبية التي
ستنجم عن تصرفاتهم الطائفية
الغوغائية المرفوضة، وهجومهم
غير المبرر على جنود وضباط من
الجيش المصري؟! فرق كبير بين
حرية التظاهر السلمي وحرية
التعبير عن الرأي والمطالبة
بالحقوق المشروعة وبين العدوان
على الدولة وإسقاط هيبتها،
والتجرؤ على إطلاق النار
والرصاص الحي على أهم مؤسساتها
أيا كانت الأسباب والمبررات
والدوافع؟! وإن لم يكن ذلك
العدوان الصريح المباشر على
الجيش عدوانا على الدولة،
وإحراقا للوطن، وإشعالا لنيران
الفتنة الطائفية بين أبنائه
فبماذا نصفه؟!! وإذا لم نهتم
بمشاعر بعضنا البعض ونحرص على
تطييب خواطرنا، ونحافظ على
وطننا جميعا فماذا ننتظر...؟!! إن
الشعب المصري مسلمين ومسيحيين
شعب متدين، نعم!! لكنه بطبعه شعب
متسامح معتدل يمقت التطرف ويكره
التعصب، ويميل إلى الوسطية في
كل شيء تقريبا إلا في العواطف،
فهو شعب عاطفي بامتياز، يمكنك
أن تأسر وجدانه ومشاعره بصنائع
المعروف، وتمتلك قلبه بالكلمة
الطيبة، والإنسان المصري إذا
أحب أحدا وثق به وقربه منه،
وأخلص له الود، وعامله كأخ له،
ومنحه كل ما يريد دون أن يمن
عليه، ولا يُسمعه كلمة واحدة
تجرح مشاعره، بل يُشعره أنه
المتفضل عليه، وإذا استنصحه أحد
محضه النصح الخالص، وإذا استقام
له صاحبه استقام هو له على أفضل
ما يكون، وحافظ على بره وصلته،
وظل وفيا له طوال العمر، لكن إن
غدر به أحد كرهه ولم يحبه الدهر
كله!! ومن
أراد أن يتعرف أكثر على حقيقة
التلاحم بين جميع أبناء الشعب
المصري فلينزل إليه في الشوارع
والحواري والمقاهي والنوادي،
ولو سار أي شخص في أي شارع من
شوارع مصر فسينبهر بنموذج فريد
من التسامح الديني بين المسلمين
والمسيحيين لدرجة الانصهار
التام الذي محا معه كل الفوارق،
فعلى سبيل المثال إذا دخلت
مطعما تجده مكتظا بالزبائن من
كل الأعمار، ومن الرجال
والنساء، المسلمين والمسيحيين،
الكل وحدة واحدة لا يفرق بينهم
شيء، فهذا مسلم يجلس بجوار
المسيحي، ولا يتساءل أحد من
المسلم ومن المسيحي؟! ونفس هذا
المشهد المتسامح الذي ينصهر فيه
المصريون جميعا تجده في
المستشفيات، والمدارس
والجامعات والنوادي وفي كل مكان...،
وأما نقطة الدين فهي على عظم
أهميتها للإنسان المصري إلا
أنها لا تشكل أي حاجز نفسي على
الإطلاق بين المصريين
وتعاملاتهم في الحياة اليومية،
فرغم اختلاف العقائد والطقوس
والعبادات إلا أن المصري يحب
أخيه المصري ويحترمه، ويحافظ
على مشاعره الدينية، ويحرص على
ألا يجرحه بكلمة واحدة، وقد
استمر المصريون بهذه الأخلاق
الرفيعة على مدى قرون طويلة من
الزمن، ولم نسمع عن الفتن
الطائفية إلا في السنوات
الأخيرة، ولم نلمس ذلك في
حياتنا اليومية ولله الحمد، فلا
زلنا نعيش معا في حب وود وصفاء،
ونتشارك معا العيش والذكريات
الجميلة في كل مناحي الحياة دون
أي إحساس بأدنى تغيير في أي شيء،
لكن الحوادث المفتعلة الأخيرة،
وموقف وسائل الإعلام غير المنصف
منها بدأت تترك أثرا سلبيا في
النفوس، ليس في نفوس الأقلية
المسيحية وحدها بل في نفوس
الأغلبية المسلمة أيضا!! إن
المصري المسلم لا يرضى أبدا
بالإساءة إلى الأقباط بأي صورة
من الصور، ولا يوافق أبدا على
هدم كنيسة، أو الاعتداء على أية
ممتلكات لأخوته المصريين
الأقباط، وإذا وقعت أية حادثة
فردية من هذا القبيل هنا أو هناك
يكون المسلمون المصريون أول
الرافضين لها، وقلوب جميع
المصريين المسلمين مليئة بكل
مشاعر الحب والتسامح تجاه
الأخوة الأقباط، ويعلم الله
تعالى أن المصري المسلم لا يكن
في قلبه أي ذرة حقد عليهم، ويرفض
أي شكل من أشكال التعصب ضدهم،
لكن ما الذي حدث في قرية
المريناب ليتم تهييج شباب
الأقباط على هذا النحو المتطرف
الآثم الذي رأيناه في ماسبيرو؟!
وأيا كان الخطأ الذي وقع فيه
المحافظ أو غيره فما ذنب
الغالبية المسلمة لتوصف بالظلم
والعدوان وتهان مشاعرها بهذا
الشكل المؤسف؟! وهل ما حدث في
قرية المريناب يبرر الاعتداء
على الجيش المصري وإطلاق الرصاص
على ضباطه وجنوده، وسحل بعضهم
بهذا الشكل المهين المؤلم وبكل
هذا العنف والقسوة؟! لقد
شاهد الجميع ما جرى في ماسبيرو
وكيف بدأ العنف أولا بإلقاء
الحجارة على الجنود، ثم إطلاق
بعض المتظاهرين الأقباط نيران
أسلحتهم على الجنود المسالمين
الذين كانوا واقفين لحمايتهم!!
ورأينا جميعا كيف أحرق بعض شباب
الأقباط عددا من العربات
والمركبات العسكرية الموجودة
في الشوارع بجوار منطقة
الأحداث، وعندما حاول بعض
الجنود إنقاذ هذه العربات من
الاحتراق وأرادوا الذهاب بها
بعيدا زعم الكاذبون أنها كانت
تدهس المواطنين، وصُورُ
الأحداث التي عرضتها جميع
القنوات الفضائية
والموجودة على الإنترنت
تفضح كل هذه الادعاءات
الكاذبة، وتبين براءة جيش مصر
الباسل من هذه الافتراءات
الرخيصة!! كما
شاهدنا مجموعة أخرى من هؤلاء
المتطرفين الأقباط يهجمون على
سيارة عسكرية بها جندي، وعندما
هموا بإحراقها وهو داخلها خرج
منها لإنقاذ نفسه من النار،
فانهالوا عليه ضربا مبرحا حتى
خر صريعا فاقدا للوعي!! وكأنه
جندي في جيش احتلال وليس جنديا
وطنيا له كامل التقدير
والاحترام؛ لأننا ننام في
بيوتنا آمنين مطمئنين على
أنفسنا وأهلينا وأولادنا بفضل
حماية هذا الجندي لنا هو
وأمثاله، فلِمَ يهان ويضرب بهذا
الشكل المروع؟! والصور موجودة
والجنود الضحايا في هذه الأحداث
موجودون في المستشفيات
ومعروفون بالاسم لمن يريد
التأكد، فلِمَ فعل ذلك متطرفو
الأقباط ؟! وما جريمة هذا الجندي
وزملائه ليضربهم هؤلاء
المتطرفون بكل هذه الوحشية؟!
وماذا حدث أساسا كي يطلق هؤلاء
المتطرفون النار على جنود الجيش
المسالمين بهذا الشكل المروع
الذي ينم عن حقد دفين في القلوب؟!
ومن غرس فيهم هذا الحقد الأعمى
وأجج مشاعر غضبهم على هذا النحو
المريب المفتعل؟! وأغرب
ما في الأمر أن (قداسة...) الأنبا
شنودة قال في تعليقه على
الأحداث: إن بعض المندسين
اندسوا بين الأقباط، وهم من
أطلق الرصاص الحي على الجيش،
وهذا الكلام غير مقنع تماما،
فلو كان بين الأقباط بعض
العناصر المندسة فلِمَ لمْ يقبض
عليها المتظاهرون الشرفاء
ويسلمونها للجيش؟! وهل سمعنا في
أي مكان في الدنيا عن مظاهرات
سلمية تستخدم الرشاشات في ضرب
الجنود المكلفين بحمايتها؟! هل
هذه هي الحرية والديمقراطية
التي نسعى إليها؟! ورغم
كل ما حدث فهذا اللغط والجدل
مفهوم ويقع مثله في كل دول
العالم، لكن ما تلا ذلك في جميع
الفضائيات المصرية الخاصة من
تغطية غريبة ومنحازة للأقباط هو
ما غرس خنجرا مسموما في قلوب
المصريين جميعا، فبِمَ نفسر
تصوير المسلمين المصريين
وكأنهم وحوش كاسرة لا ترحم، فهم
يضطهدون الأقباط ويمنعونهم من
بناء الكنائس، ويعتدون عليهم
بالضرب، ويقيمون عليهم الحدود (كحد
قطع الأذن المزعوم...!!) ليس هذا
وحسب، بل امتدت الافتراءات
للجيش المصري ذاته وزعموا أنه
أراد منعهم من التظاهر وضربهم
بالرصاص الحي!! ولم يكتفِ مذيعو
ومذيعات هذه الفضائيات
المشبوهة بقلب الحقائق وتزييف
الوقائع التي حدثت بل وكما يقول
المثل العامي: (أقاموا جنازة
وشبعوا فيها لطم) ولم تقصر
المذيعات في حبك الدور فلبسن
الثياب السوداء (ملابس الحداد)
تعبيرا عن حزنهن العارم على
ضحايا الأقباط (ويعلم الله
تعالى أننا نحن أيضا حزنا من
أجلهم، والألم يعتصر قلوبنا
جميعا حزنا عليهم، فهم شباب طيب
مسكين غرر به الماكرون، وخالص
تعازينا ومواساتنا الصادقة
لأهاليهم، وقلوبنا مع آبائهم
وأمهاتهم على وجه الخصوص سائلين
الله تعالى أن يلهمهم الصبر
والسلوان) لكن المريب والمقلق
والمحزن حقا هو افتقاد هذه
الفضائيات المغرضة للإنصاف
والموضوعية، ونسيت تماما مصلحة
الوطن كله، واستخدمت لهجة سلبية
للغاية تصب في غير صالح
المصريين جميعا!! لقد
صورت معظم الفضائيات المصرية
الخاصة الوضع وكأنه مذبحة قام
بها الجيش ضد الأقباط، واستعملت
كل وسائل التأثير النفسي
والإقناع العقلي للدفاع عن
استخدام بعض شباب الأقباط
للسلاح والذخيرة الحية ضد
الجيش، وراحت تبرر هذا الموقف
المتطرف والتصعيد المتعمد من
قبل المتظاهرين الأقباط، ومعظم
كلامها كان عن الدماء القبطية
التي سالت، ولم تتحدث عن
الضحايا من جنود الجيش ودمائهم
التي أهريقت دون ذنب أو جريرة (ثلاثة
قتلى ونحو تسعين جريحا بعضهم
إصابته حرجة) وكأن هؤلاء بلا
أهل، وكأن آباءهم وأمهاتهم بلا
قلوب أو مشاعر!! ولا ندري سر هذا
التجاهل لضحايا الجيش الأبرار
رغم أنهم استشهدوا أو سقطوا
جرحى وهم يقومون بتأدية الخدمة
العسكرية وهذا أشرف واجب وطني
يؤديه شاب تجاه وطنه، وبالله
كيف نفهم قول أحد متطرفي أقباط
المهجر(...): إن الجيش المصري يقف
ضد جهة واحدة هي الأقباط؟! وبِمَ
نفسر ادعاء أحد الأقباط
الطائفيين (...) أمام معظم
الفضائيات بأن مدرعات الجيش
المصري تعمدت سحق الأقباط في
الشوارع، وقد تلقف مذيع قناة (البي
بي سي) العربية منه هذه العبارة
وأخذ يعيدها مرارا وتكرارا لرسم
صورة معينة للأحداث؟! بصراحة
لقد تسببت أحداث ماسبيرو، وما
تلاها من تصريحات رجال الدين
المسيحي، وما رافقها من تغطية
جائرة وطائفية بامتياز لمعظم
الفضائيات المصرية الخاصة، وما
واكب ذلك من مداخلات غير منصفة
لمفكرين وكتاب وصحفيين ومحللين
وباحثين وأصحاب رأي عن الأحداث
المؤسفة كل
ذلك أحدث شرخا نفسيا عميقا في
نفوس ومشاعر المسلمين، وهم
شركاء الوطن الذين يحبون
أخوانهم الأقباط، ويتعاملون
معهم بمودة وتلقائية، وأخشى ما
نخشاه ألا تندمل هذه الجراح
سريعا وتبقى غائرة في النفوس،
فتتغير مع الوقت مشاعرها
النبيلة!! *
كاتب مصري. ====================== نوبل
للسلام .. في حضرة الربيع العربي
.. والمرأة المسلمة د.عيدة
المطلق قناة ذات
هزيمة ، وخروج من التاريخ ..
تمكنت دولاً بعينها - في هذا
العالم - من إعادة رسم خرائط هذه
المنطقة.. فأقامت دولاً وألغت
أخرى .. واسترزعت شعوباً واقتلعت
أخرى.. واستباحت أوطاناً ونهبت
ثورات .. وسفهت الدين والحضارة ..
وأدانت إنسان هذه المنطقة - حتى
بلون بشرته- دون أن تدع له فرصة
لإثبات براءته .. خضعت
المنطقة عقوداً بل قروناً لقهر
الاحتلال والعدوان والتقطيع
والاستباحة .. وتعرضت أمتنا
خلالها لأسوأ أشكال العنصرية
والقهر والاستباحة وتصنيع
الأنظمة .. واستزراع الحكام ..
إلى أن بات العالم على قناعة
تامة بأنه يتعاطى مع شعوب من ورق
.. يمزقها متى شاء .. ويخربش عليها
متى شاء وبما شاء.. ويحرقها متى
شاء .. أما
الصورة التي رسمها للمرأة
العربية والمسلمة لعلها الأشد
بؤساً .. فما أكثر ما تعرضت له
المرأة من الإهانة والتشويه في
إعلامهم وآدابهم .. حتى باتت
صورة هذه المرأة في إعلامهم
ومناهجهم وأدابهم تراوح ما بين
"مملوكة ..خانعة .. ذليلة ..معنفة
- من جهة- و"تابعة .. تافهة ..
فارغة .. بلا عقل .. ولا رأي .. ولا
موقف ولا إرادة ولا شخصية" من
جهة أخرى .. وفي أحسن الأحوال
فإنها مضطهدة تنتظر المنقذ
الخارجي لتحريرها " على أن
تبدأ معركة التحرير هذه
بتحريرها من الحجاب.. ولا ندري
أين يمكن أن تتوقف عملية
التحرير هذه إذ تتكاثر المطالب
التحررية مع الأيام حتى أخذت
تحمل في كل يوم عنواناً جديداً ً
) !! وبينما
كان العالم يستمتع بنجاحاته
وعنصريته في مسخ هذه الأمة
وتدمير شخصيتها وهويتها على يد
الأنظمة التي استزرعها .. فوجئ
بهدير لم يعرف له مثيلا ًمن قبل
.. فاستفاق على ربيع هذه الأمة
وهو يسارع الخطى عبر هذه
الجغرافيا الممتدة مابين –
المحيط الأطلسي إلى الخليج
العربي .. ومن طرابلس إلى خليج
عدن .. فيورق في المكان - الذي
حسبوا أنه استحال إلى مقبرة
كبرى يصعب انبعاثها - .. !! وفي
غمرة المفاجأة اكتشف العالم أن
إنسان هذه المنطقة قد تمرد على
كل النصوص .. فأبدع نصه ، وحدد
هدفه .. وأعاد تنصيب بوصلته ..
ويصبح "محمد البو عزيزي"
إيقونة لهذا الربيع الذي أطاح
في فترة قياسية ثلاثاً من أعمدة
الاستبداد – التي لم تكن يوماً
من سدى هذه المنطقة ولا من
لحمتها – وبات الرابع والخامس
من هؤلاء قاب قوسين أو أدنى من
الإطاحة المؤكدة.. وهاهو سابعهم
وحتى آخرهم بالانتظار..!! لقد
اكتشف العالم أن هذا الربيع
العربي أفشل تاريخاً طويلاً من
التآمر والاحتلال والتشويه،
وأبطل مفاعيله .. فهذه الأمة ظلت
عصية على التفكيك الذي أرادوه ..
وأثبت إنسانها بأنه لم يكن
قابلاً للقسمة .. ولم تتحول
الشعوب– كما أرادوها - إلى
شراذم متدابرة متصارعة من
الطوائف والقبائل والإثنيات،
تتنابذ بالإلقاب ، وتحترب على
الماء والكلأ!! فاضطر
هذا العالم - لأول مرة - للاعتراف
والصدق مع الذات .. وأخذت
الاعترافات تتوالى .. فهذا "أوباما"
(رئيس الدولة الأعظم ) يعرب عن
تطلعه إلى أن يتتلمذ شباب "دولته
الأعظم " على أيدي ثوار ميدان
التحرير في القاهرة .. !! وهذه
"مجلة التايم الأمريكية "
تختار الشابة " اليمنية
العربية المسلمة المحجبة " (توكل
كرمان ) في المرتبة الأولى لأكثر
النساء ثورية في التاريخ.. وفي
المرتبة الثالثة عشر في قائمة
أكثر مائة شخصية مؤثرة في
العالم .. وتصنف من ضمن أقوى 500
شخصية على مستوى العالم.. !! وتصل
أصداء الإعجاز العربي ومنجزات
ربيعه إلى "أوسلو" (عاصمة
نوبل وموطنها) .. وتأخذ ترشيحات
الجائزة طريقها إلى هناك ..
فتحتل أسماء بعض رموز هذا
الربيع العربي مساحة مهمة فيها
.. وبإعجاب وانبهار يتم التداول
بأسماء المرشحين والمرشحات
الذين كان من بينهم .. " الشعب
التونسي .. الشعب المصري .. وائل
غنيم .. أسماء محفوظ.. إسراء عبد
الفتاح .. لينا بن مهني .. توكل
كرمان .. وربما آخرين .. ليكون
الاختيار الصعب .. فتفوز "توكل
كرمان " بجائزة السلام ولتكون
"أصغر امرأة وأول عربية"
تفوز بهذه الجائزة الرفيعة
فتخترق كل جدران العنصرية
والكراهية والتعصب .. و كل
التابوهات والتشوهات التي
حاولوا فرضها على أمتنا بعامة
ونسائها بخاصة.. وتنتزع
اعترافاً رفيعاً بإنسان هذه
المنطقة .. بنفس المقدار الذي
تنتزع فيه اعترافاً عزيزاً
بجدارة "المرأة العربية
المسلمة المحجبة" .. !! "توكل
كرمان" نموذج طيب كشف عنها
الربيع العربي .. فأنعم به ربيعا
.. وبوركت كرمان وأخواتها
وإخوانها على مدى هذه الجغرافيا
الرائعة !!! وطوبى
لكل الشهداء الذي جاءوا لأمتنا
بهذا الاعتراف العزيز .. وحققوا
لإنساننا العربي كل هذه الكرامة
.. والاحترام والمصداقية!! وطوبى
للمرأة العربية المسلمة إذ تخرج
على أقانيم الهزيمة والإحباط
والخوف والدونية.. احتراماً
لكينونتها الإنسانية .. ووفاء
لمثلها وقيمها وهويتها .. ويقينا
ً بنصر الله ورفعة الأمة
والأوطان ..!! ====================== فاتورة
حساب النظام السوري في ستة أشهر المهندس
هشام نجار* أعزائي
القراء دولتان
هما سوريا وإيران يشكلان ضلعين
لمثلث متساوي الأضلاع فإذا اضيف
إليهما ضلع ثالث هو حزب الله
عندها يكتمل تشكيل مثلث الجرائم.
كل ضلع من هذا المثلث يضطلع بنوع
من الجرائم ,حزب الله متهم
رسمياً بإغتيال الشهيد رفيق
الحريري وهو اليوم متهم من قبل
الشعب السوري بالتآمر عليه مع
النظام السوري ولن نغفر له,وإيران
اليوم في ورطه كبيره بمحاولة
إغتيال السفير السعودي في
واشنطن,أما النظام السوري فقد
دارت دباباته ومصفحاته وحاملات
جنده محافظات القطر ٦ مرات
حتى الآن لتشكل هذه المجموعه
مثلثاً يشغل كل نظام ضلعاً فيه ,
وما يهمنا اليوم هو النظام
السوري وكلفة جرائمه الإنسانيه
والماديه والتي بلغت ارقاماً
مفزعه ستقض مضاجعه قريباً إن
شاء الله. فهذا الضلع متخصص
بجرائم ضد شعبه بلغت ضحاياه
رقماً صار حصرهم يحتاج لمجهودات
عديده من منظمات إنسانيه تقف
عاجزه حتى الآن من تحديد رقم
دقيق. الحد الأدنى من الشهداء
مدنيين وعسكريين والذين تم
تصفيتهم من قبل مجموعات عسكريه
تنتمي الى فرق الموت والتي
يديرها الأخوين أسد بصوره
مباشره يصل إلى ٤٠٠٠
شهيد والحد الأعلى يناهز ال
٦٠٠٠ شهيد وتقديراتي
كمتابع لهذه الأرقام فإني
أحددها بحوالي ٥٠٠٠
شهيد وهو رقم يقترب من الواقع
بشكل كبير , أما تقديرات الأمم
المتحده والتي تحدده ب
٣٢٠٠ إنسان فهي
تقديرات تميل الأمم المتحده
فيها دائماً إلى التحفظ .يشكل
الأطفال منهم٢٠٠ شهيد
وتشير التقارير الى أن عدد
الجثث المشوهه يبلغ ٣٠٠
شهيد مشوه, اما عدد المغيبين
والمعتقلين فهم حوالي
٣٠٠٠٠ رجل وإمرأه
وطفل..والمهجرّين يصعب حصرهم في
الأردن ولبنان الا أنه في تركيا
يبلغ عددهم حوالي
٨٠٠٠ إنسان,البيوت
والمحلات الخاصه المدمّره او
شبه المدمره يبلغ عددها في
مختلف المحافظات
٢٥٠٠ بيت ومنشأه
تجاريه وكذلك إصابة ١٤
مسجداً بإضرار بين إصابه متوسطه
إلى جسيمه وتتركز الإصابات في
محافظات حماة ودير الزور درعا ,
اللاذقيه, جبله وإدلب, حمص,تلبيسه,تلكلخ,
الرستن إضافة إلى حرق ٣٥
هكتار من محاصيل القمح والشعير
في محافظتي درعا وأدلب مع
عمليات قتل لقطعان ماشيه
وحيوانات أليفه يبلغ عددها
التقريبي ٢٠٠ رأس تم (تصفيتهم)
في جسر الشغور وسهل الغاب.اما
كمية المحروقات التي إستهلكتها
دبابات وشاحنات وعربات الجيش
والمخابرات والشبيحه فتبلغ
٢٠٠مليون ليتر او ١
مليون برميل من مادة المازوت
ومثلها من مادة البنزين خلال
ستة أشهر فقط تبلغ قيمتها
العالميه على اساس بترول مكرر
٥٠٠ مليون دولار وإذا
أضفنا إليها ٥٠٠ مليون
دولار أخرى قيمة قطع غيار , فإن
تحركات آلياته في محافظات القطر
فقط تبلغ ١ مليار دولار , اما
المكافاءت والرواتب الإضافيه
وإستلاك الذخيره فحدث ولاحرج.
أضف إلى ذلك إنخفاض إنتاج
البترول للحد الأدنى نتيجة فرض
العقوبات,وهروب اموال القطاع
الخاص ,فإن التقديرات الخسائر
التي اصابت النظام خلال سبعة
اشهر من عمر الثوره تبلغ ٧
مليارات دولار الى ٩ مليارات
دولار ,وبحسبه بسيطه وإذا
إفترضنا توقف المساعدات
الإيرانيه المغذيه لآلة
العدوان للنظام السوري فإن
الإحتياطي الأجنبي المتوفر في
مصارف النظام في الوقت الراهن
لاتزيد عن ٥ مليارات إلى ٧
مليارات دولار فقط , وإذا
إفترضنا دخول جيش سوريا الحر
بقوه للدفاع عن المظاهرات
السلميه في الأيام القادمه
إضافة إلى تزايد أعداده بشكل
كبير وإتباعه إسلوب إضرب اليوم
في إدلب وغداً في دير الزور وبعد
غد في حمص فإن ذلك سيجعل من
آليات النظام وسدنتها تدور بلا
توقف,إضافة إلى تزايد الطلب على
المحروقات من الشعب في فصل
الشتاء لتوقعنا للنظام أياماً
عصيبه جداً منذ الآن وحتى شهر
شباط/فبراير ٢٠١٢
هذا إذا بقي النظام متماسكاً
حتى فبراير القادم. فإلى
الشعب السوري البطل وإلى جيش
سوريا الحر الأشم ...لقد قطعتم
شوطاً هاماً في تمريغ إنف
النظام في الوحل .والنظام يحاول
ان يؤثر علينا نفسياً تارة
وببطشه المعهود تارة أخرى , فهو
يتآكل يوماً بعد يوم وجيشكم
الحر يزداد يوماً بعد يوم عدداً
ويكتسب عزيمه, وعندما نطالب
اليوم بالدعم العالمي والحماية
الدوليه وهذه مهمة المجلس
الوطني بل هي والإعتراف به هما
اولى المهمات فإن ذلك يعني
التقليل من ضحايا شعبنا وتقريب
يوم النصر..قل إعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون. مع
تحياتي *المنسق
العام لحقوق الإنسان - الولايات
المتحده ، عضو في المجلس
الإقليمي لمناهضة العنف
والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق
الإنسان ======================== أيها
النظام الروسي والصيني: لن تنسي
ثورة الشعب العربي مواقفكم
المُخزية. أ.د.
ناصر أحمد سنه* بداية
لابد من التأكيد: إن من نكد وشؤم
هذه الأنظمة العربية الطاغية
المُستبدة، الفاسدة المُفسدة
التي قمعت الشعوب العربية
وإحتلتها وقتلتها ونهبتها
وأذلتها وباعتها في سوق النخاسة..
أن تجعل البعض يضطر إلي مخاطبة
أمثالها. آملاً منهم موقفاً
مسانداً، ك "المستجير علي
ملعب السياسة الدولية "القذر"
من الرمضاء بالنار". كما لا
تظنن، أيها النظام الروسي
والصيني، أن لديكما مكانة
معنوية أو حتي مادية، سوي
أحتكاركما منذ حربكم العالمية
الثانية لما يسمي "حق النقض/
الفيتو". ورقة تساومون بها في
سوق النخاسة الدولي. وتتلاعبون
بها لخدمة مطامعكم، وتحقيق
انتهازيتكم، بقطع النظر عن
المواقف المبدئية أو حتي مصالح
الشعوب الأخري. لكن "المعاملة
ستكون بالمثل". أيها
النظام الروسي والصيني: لماذا
لم تقفوا موقفاً إيجابياً مع
بدايات ثورة الشعب الليبي ضد
الطاغية الليبي وكتائبه
ومرتزقته الذين دمروا العباد
والبلاد ، وتركوا ليبيا "المختار"
خراباً يباباً. ثم لما
أنتصرت الثورة أتيتم صاغرين،
خوفاً علي "مطامعكم في كعكة
النفط الليبي" .. معترفين
بالمجلس الوطني الإنتقالي
اليبي وبثورة الشعب الليبي الحر
الأبي. وساعين للإبقاء أو تجديد
او تطوير عقودكم "الإستغلالية"
السابقة مع النظام الليبي الفار
الهارب البائد. أيها
النظام الروسي والصيني: لماذا
لم تقفوا موقفاً إيجابيا مع
ثورة الشعب السوري، ضد نظامه
الشمولي، وقاتليه وشبيحيته،
وجلاديه، ومعتقليه، ومُهجريه،
وعارضتم إدانته.. دولياً. ثم لما
تنتصر الثورة السورية ستأتون
أيضاً صاغرين، خوفاً علي "مطامعكم
في كعكة التبادل الإقتصادي
والنفوذ في المنطقة" ..
معترفين بالمجلس الوطني
الإنتقالي السوري وبثورة الشعب
السوري الحر الأبي. وساعين
للإبقاء أو تجديد او تطوير
عقودكم "الإستغلالية"
السابقة مع النظام البعثي الفار
الهارب البائد. أيها
النظام الروسي والصيني: لماذا
تقفوا متفرجين "مستمتعين"
بالمذابح التي تجري للشعب
اليمني. وقد ضرب أروع الأمثلة في
سلمية ثورته وهو الذي لو شاء،
بما يشيع لديه من سلاح، لجعلها
دموية حتي النخاع. أتظنون
أن الشعوب العربية والمُسلمة
وبخاصة الشعب الليبي والسوري
واليمني سينسي لكم هذه المواقف
الإنتهازية، بل المعادية لحق
الشعب العربي في نيل حريته
وكرامته وعدالته وإنعتاقه من
طغاته ومستبديه. هل
ننتظر من هؤلاء موقفاً مشرفاً؟؟ من
أنتم حتي ننتظر منكم موقفاً
مشرفاُ. وأنتم النظم الشمولية
القمعية الفاشستية التي تسوس
شعوبها بالحديد والنار،
وتسوقهم سوق القطيع، حتي
تعترفوا بحق الشعب العربي في
الحرية والتحرر الكرامة
والعدالة. فهذا
النظام الروسي، وريث الدب
السوفيتي السابق والبائد ايضا،
وقمعه للحريات وإحتلاله
سبعينيات القرن الفائت
لجمهورية أفغانستان. وها قد
خلفته أمريكا في هذا الإحتلال
وتعاوناً ضد شعب هذا البلد
المقهور المظلوم المسكين. أين
هذا النظام الروسي من حق تقرير
المصير لشعوب الجمهوريات
السوفيتية السابقة وبخاصة
جمهورية الشيشان؟؟. بل نراه
يعيث فسادا فيها ويُنصب حكومات
عميلة وموالية له لا تحظي برضا
الشعب عنها. ونراه يشن حرب
أستنزاف للشعب الشيشاني
ومقدراته وثرواته. هذا
النظام الروسي يتدخل تدخلاً
سافراً، ومازال، في الشئون
الداخلية لجمهوريات كازخستان
وقيرغيزيا، واوزباكستان
وتركمانستان وأبخازيا وجورجيا
الخ هل
ننسي لك، أيها الدب الروسي
العنصري، موقفك المعادي
لأستقرار منطقة البلقان بعد
تفتت الأتحاد اليوغوسلافي كما
تفتت أتحادك السوفيتي؟. أننسي
موقفك العنصري، و"أنتم عرق
وعقيدة واحدة"، المساند
للسلاف الصرب وصربيا، وطغاتها
وسفاحيها "ساوبودان مليسوفتش"،
ورادوفان كارازادتش" وغيرهما
في حربهم ومذابحهم ومجازرهم
البشعة في "البوسنة والهرسك"
بحق المسلمين ثم الكروات. وكذلك
في جمهورية "كوسوفا"المستقلة
حديثاً، بحق المسلمين الألبان. وهناك
موقفه السلبي من "القضية
القبرصية"، وإنحيازه
ككثيرين غيره
للشطر اليوناني من الجزيزة
المُقسمة. دون الإعتراف بالشطر
التركي منها، أو حتي المساهمة
الجادة في جهود توحيد الشطرين:
التركي والقبرصي. والذي وافق
عليه القبارصة التراك ورفضه
بتعسف اليوانانيون.
وهذا
النظام الصيني الذي قمع شبابه
وقتل طلابه وسحقهم بالمدرعات
والدبابات في "ميدان السماء".
بسبب مناداتهم "ببعض الحرية
والتحرر" من سجن الحزب
الشيوعي الصيني ونظامه القمعي. هذا
النظام الصيني الذي لايكل ولا
يمل، من أرتكاب المذابح الدموية
البشعة في "تركستان الشرقية/
إقليم سكينكيانغ", ليخمد أي
صوت ينادي بحق تقرير المصير
والحرية والتحرر والإنعتاق من
الإحتلال والهيمنة الصينية علي
الإقليم المسلم. العار
كل العار..علي هذه النظمة
وأمثالها. الأنظمة المنافقة
العارية من كل أوراق التوت التي
تداري عوراتهم المكشوفة. إنهم
سبب أساس في كل هذه المشاكل
والمشكلات. ليتهم يخرسون
ويصمتون.. لسنا بحاجة إليهم ولا
إلي تصريحاتهم وشعاراتهم. لكن
سنقف بالمرصاد لمواقفهم التي
تكيل بكل مكيال. أننتظر
من هؤلاء وأمثالهم موقفا مساندا
لحريتنا وتحررنا وكرامتنا
وعادلتنا الإجتماعية، واهم من
يتصور ذلك؟. لكن، علي أية حال،
في ظل هذه "القرية الكونية"
المتشابكة المصالح والمفاسد في
آن، لن يستطيع شعب أو دولة أو
حضارة أن تعيس منعزلة أو بمعزل
عن الآخرين. إن
لهؤلاء النظامين (الروسي
والصيني) شبكة من العلاقات
وجملة الروابط الإقتصادية
والسياسية والثقافية في
منطقتنا العربية والإسلامية. ف"العين
بالعين، والسن بالسن،
والمعاملة للأنظمة
المعادية لحقوقنا بالمثل".
ولتجد هذه الأنظمة مواداً خاماً
غير موادنا الجيدة والمتاحة
والرخيصة، ونفطاً غير نفطنا
الجيد والمتاح والرخيص، بل
وأسواقاً، يسوقون فيها سلعهم،
غير أسواقنا الشاسعة، الكبيرة
العدد، العظيمة الإستهلاك. ولقد
أثبتت المقاطعات الاقتصادية
فضلاً عن الثقافية والفكرية
علي المستوي الشعبي علي
الأقل، فعلها الفاعل والمؤثر.
وأسالوا إن شئتم الكيان
الصهيوني والأمريكي والدنماركي
والفاتيكاني وغيرهم ممن يتخذ
مواقفا مادية لحقوقنا
وتطلعاتنا كأمة عربية مسلمة.
ولتعلم ، هذه النظمة، أن
بسياساتهم الخرقاء إنما يضرون
شعوبهم من حيث يظهرون انهم
يعملون علي رعاية مصالحهم. وأخيراً..
لا يتحذلق متحذلق ويقول: من أنت
حتي تتحدث بهذه اللهجة ونيابة
عن الشعب العربي المسلم. والرد
المنطقي: ومن انت حتي ترد مقولتي
"ملكياً أكثر من الملك،
ومزايداً اكثر من المزايدين".
فلنحتكم إلي الشعب العربي
المسلم في أستفتاءات.. لكن حرة
ونزيهة وشفافة لا كالتي كان
تزورها الأنظمة البائدة التي
تمت الثورة عليها، وكنسها إلي
مزبلة التاريخ. تحيا
الأمة العربية الإسلامية..
عزيزة كريمة حرة ولو كره
الكارهون. تحيا
الأمة العربية الإسلامية.. قوية
مهابة، لها مكانها ومكانتها،
تعامل بالمثل. تحية
إلي كل شباب وشابات، ورجال
ونساء الثورة العربية الكبري. تحية
إلي أهلنا وأشقائنا في تونس
وليبيا ومصر واليمن وسوريا الخ. تحية
إلي كل الجرحي والمصابين
والمعتقلين والمُهجرين
والمُشردين. وتبقي
التحية موصولة للشهداء، من
الشباب والأطفال والرجال
والنساء، الذين رووا بدمائهم
أروع صفحات تاريخ الثورات
السلمية علي الإطلاق. تحية إلي
كل من سقط شهيداً من أجل رفعة
وكرامة وحرية وتحرر الأمة
العربية الإسلامية. فدفعوا من
دمائهم الذكية الثمن المُستحق
لحريتها، وعزتها، وكرامتها..
رغم أنف النظامين الروسي
والصيني، ومن لف لفهما، وسلك
دربهما، وانتهج نهجهما. *كاتب
وأكاديمي من مصر. ========================= د.
مصطفى يوسف اللداوي خمس
سنواتٍ تفصل بين عملية الوهم
المتبدد البطولية التي نتج عنها
أسر جلعاد شاليط، وبين صفقة
التبادل الثلاثين بين المقاومة
الفلسطينية والعربية وبين
سلطات الاحتلال الإسرائيلي،
التي تم بموجبها تحرير أكثر من
ألف أسيرٍ وأسيرة من كل أرجاء
الوطن فلسطين، ومن مختلف السجون
الإسرائيلية، وكما كانت عملية
الوهم المتبدد سابقةً مميزة في
سجل المقاومة الفلسطينية، لم
يكن يتوقعها أو يتخيلها قادة
أركان الجيش الإسرائيلي، إذ
استطاعت ثلةٌ من المقاومين
الأبطال، من رجالات غزة الذين
سيحفظ التاريخ اسمهم، وسيخلد
الزمان ذكرهم، وسيبقون مفخرة
المقاومة، ورموز الشجاعة
والإقدام، أن تهاجم رتلاً من
الآليات العسكرية الإسرائيلية،
فأربكتها وشلت قدرتها ومنعتها
من الحركة، فهرب الجنود مذهولين
خائفين جزعين، إلا أن أفراد
المجموعة الفدائية الذين
تمكنوا من تشتيت جمع الآليات
المدرعة، وتفريق الجنود
المدججين بالسلاح، قتلوا بعضهم
قبل أن يعتلوا ظهر دبابة
ميركافا ويخرجوا منها جلعاد
شاليط، الذي بدا مذعوراً
خائفاً، وقد كان للتو يمطر
أطراف غزة بوابلٍ من قذائف
دبابته اللعينة، التي عرفت
بأنها الأضخم والأقوى. اليوم
وفي ظل التحرير والوفاء للأسرى
والمعتقلين نستذكر عملية الوهم
المتبدد، التي استطاع من خلالها
مقاومونا البواسل أن يبددوا وهم
الجيش الإسرائيلي، وأن يميطوا
اللثام عن زيفه وخداعه، ويعروا
حقيقته، ويثبتوا أنه ليس جيشاً
أسطورياً، وأنه بالإمكان
هزيمته، وإلحاق أشد الخسائر به،
وأن الجندي الإسرائيلي جنديٌ
جبانٌ رعديدٌ خوافٌ مسكونٌ
بالرعب، وأنه لولا الحديد الذي
يسربله ويحيط به، ولولا الدبابة
المحصنة التي سكنها، والتقنيات
المتطورة التي تصاحبه،
والأقمار الصناعية ووسائل
المراقبة التي تتابعه وتراقبه
وتضمن سلامته، وتحذره من مواطن
الخطر والمسالك الوعرة، ولولا
الطائرات الحربية والحوامات
العسكرية التي تمهد له بقصفها
وتدميرها واستهدافها لكل
متحركٍ ومشبوه، ما كان لهذا
الجندي أن يدعي الشجاعة والقوة
والتفوق، وأن يعتقد بأن جيش
بلاده لا يقهر ولا يهزم، ولا
يعرف في المعارك خياراً غير
النصر، ولكن أبطال الوهم
المتبدد استطاعوا أن يوقظوا
الجندي الإسرائيلي من سباته،
وأن ينبهوه من غفلته، وأن
يكشفوا له كذب قيادته، وخداع
مسؤوليه، كما أثبتوا له قوة
المقاومة، وجرأة وجسارة
رجالها، وبينوا لهم عزم
المقاومة الذي لا يلين، وثباتها
الذي لا يتزعزع، وأهدافها التي
لا تعرف الصعوبة أو الاستحالة. بدد
الأمل واليقين بالنصر، وهم
العدو الإسرائيلي بالقضاء على
أحلام وآمال الفلسطينيين،
ومنعهم من التفكير في الحرية
والعودة والتحرير والاستقلال،
وظن أن قوة جيشه ستقوى على سحق
إرادة الأمة، وقتل روح القتال
فيها، فكانت عملية الوهم
المتبدد أبلغ رسالة لجيش العدو
الإسرائيلي، فهي في الوقت الذي
صنعت فيه النصر، وأوقعت في صفوف
العدو هزيمةً وخسارة، فقد أسست
لأملٍ جديدٍ، وحلمٍ آخر، فقد
مضى على بعض الأسرى في السجون
الإسرائيلية ما يزيد على ثلاثين
عاماً، وعشراتٌ منهم قضوا فترة
تزيد عن المؤبد، وقد عجزت
الاتفاقيات السياسية، ومفاوضات
السلام عن الإفراج عنهم
وإعادتهم إلى بيوتهم، إذ تمسك
بهم العدو، ورأى أنهم قد أهانوا
كيانهم، وقتلوا المئات من
جنودهم ومستوطنيهم، ومرغوا
أنوفهم بالتراب، فكان من الصعب
أن يتخلى عنهم، فجاءت المقاومة
لتبدد أوهامهم، وتعلمهم أن حساب
البيدر يختلف، فما تخطط له في
قواعدها وثكناتها ومراكزها
الأمنية يسقط في الميدان، ولا
يستطيع أن يثبت في مواجهة شعبٍ
لا يقبل بالاستسلام، ولا يرضى
بالهوان، ولا يستسيغ العيش
وشبابه في السجون وخلف القضبان. يخطئ
قادة الكيان الإسرائيلي عندما
يظنون أنهم بصفقة الأحرار قد
طووا ملف الأسرى، وأنهم لن
يجدوا أنفسهم مضطرين لإعادة
فتحه من جديد، وأن المقاومة
الفلسطينية اكتفت بما حققت،
وأنها بعد هذا الإنجاز العظيم
ستنام ملء جفونها، وستضحك ملء
شدقيها، وستقضي أيامها في
احتفالاتٍ ومهرجاناتٍ وتهاني
ومباركات، وأنها ستنسى من بقي
في السجون، وستسكت عمن استعصت
عليه الحكومة الإسرائيلية
ورفضت الإفراج عنهم، إنها
واهمةٌ جداً إذا ظنت أن
الفلسطينيين قد اكتفوا
بالغنيمة التي عادوا بها، فهذا
وهمٌ قد بددناه، وذاك وعدٌ قد
قطعناه أننا سنواصل الطريق،
وسنتم المشوار، وسنرسم البسمة
على بقية الشفاه، وسندخل الفرحة
إلى كل القلوب، وستعانق بقية
الأمهات أولادها الذين لم يفرج
عنهم في صفقة الأحرار، وسيلتقي
من بقي من الأسرى مع أولادهم
وفلذات أكبادهم، وسيعودون من
جديد إلى صفوف المقاومة ليفتتوا
أكباد العدو الإسرائيلي، فهذا
ما أثبتته كل الصفقات التي
سبقت، فما استكان محرر، ولا ندم
أسير، ولا ألقى البندقية وتخلى
عن المقاومة أي معتقلٍ سابق. الأمل
في هذه الأمة لا يموت، لأنه جزءٌ
من عقيدتها، وأساسٌ في دينها،
فهذه الأمة لا تعرف اليأس ولا
تعيش مع القنوط، ولا تستسلم
لغير الله سبحانه وتعالى ومنه
تستمد الأمل واليقين، فهذا وعد
الله الخالد لها بالنصر
والتمكين، ولكن مع العمل
والعطاء والتجرد والصدق
والإخلاص، فنحن أمةٌ كتب الله
لها العزة والنصر، فلا تخيفها
الدعايات والخزعبلات ومحاولات
التأثير والتضليل والخداع، ولا
يردعها عن أهدافها عظم الخسائر،
وغزارة الدم، وكثرة الشهداء،
وتزايد عدد الأسرى، وإمعان
العدو في تخريب بيوتنا، وتقويض
بنياننا، وإفساد حياتنا، فما
لدينا من الأمل أكثر بكثيرٍ من
أوهامه، وما عندنا من يقينٍ
كفيل بأن يبدد كل أوهامه
وأحلامه، فمع كل هذه السنين
مازالت القضية الفلسطينية هي
قضية الأمة العربية والإسلامية
المركزية، لم تنفض من حولها
الأمة، ولم تتخلى عن دعمها
ومساندتها، ومازالت تقدم لها كل
غالٍ ونفيس، وتضحي من أجلها وفي
سبيل استعادة أقصاها
ومقدساتها، فالأمل في هذه الأمة
باقٍ ويتجدد، ووهم العدو يتبدد
كل يوم، وتظهر حقيقته وتنكشف
للأمة والعالم سوءته، وإنا على
هزيمته لقادرين، وفي الطريق إلى
إساءة وجه ماضين، تأكيداً لوعد
الله الخالد "إِنْ
أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ
لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ
أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ
لِيَسُئُواْ وُجُوهَكُمْ
وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ
كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا
عَلَوْا تَتْبِيرًا". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |