ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
نحن ذاهبون باتجاه تأسيس جيش
سوري جديد ؟ فاتح
الشيخ* يتسائل
السوريون بمرارة ، كيف يمكن
لجيش الوطن القيام بمهام داخلية
قمعية ممثلة بحصار المدن
والبلدات والقرى على امتداد
ساحة الوطن ، واستعمال
صنوف الاسلحة الثلاث
في قتل أبناء الشعب
والتكنيل بهم وترويعهم ؟ وتحول
المؤسسة العسكرية الرسمية الى
قاهر أساسي أمام تقدم ثورة
الحرية والكرامة ، التي فجرها
شعبنا المجاهد لإسقاط النظام
السوري القاتل كمقدمة لإقامة
نظام وطني ديمقراطي تعددي تسوده
الحرية والعدالة . بداية
نقول إن المؤسسة العسكرية
السورية كانت ومازالت مصنع
القرار ، وصاحبة السلطة الفعلية
في البلد منذ قرابة خمسة عقود ،
عندما قامت اللجنة العسكرية –
البعثية وتكتلها السياسي –
الطائفي بالاستيلاء على السلطة
عام 1963 ، وأطاحت بالحكم
الانفصالي – البرلماني ، تحت
ذريعة اعادة الوحدة المصرية
السورية إلى سابق عهدها! وقد
ترتب على الأنقلاب المذكور
سيطرة العسكر على الشأن السياسي
، والقضاء على الحياة السياسية
التعددية الحيوية ، ونأي الجيش
عن التدخل في الشؤون السياسية ،
إلى القيام بفرض الأحادية
الأيديولوجية والثقافية
والسياسية ، والغاء كافة
المظاهر الديمقراطية من دستور
وأحزاب وحريات وصحافة حره
ومؤسسات مجتمع أهلي ومدني ،
وبدء العمل بقانون الطوارئ ،
وأدخال اللوثة السياسية
دستورياً – المادة 8 - واللوثة
الطائفية عملياً بغطاء من
الأولى ، لكافة مؤسسات الدولة
ومنها مؤسسة الجيش ، التي تعرضت
للعديد من التصفيات والتسريحات
للضباط الأكفاء وعلى أُسس
سياسية وطائفية مقيتة ، والأخذ
بمبدأ الفعل الانشطاري سواءً
ضمن التشكيل والتراتب العسكري
الواحد ، أو بين التشكيلات
والتراتبيات المختلفة ، مما
يعني استخدام البنى الأهلية ما
قبل الدولتية في بناء الجيش
وصولاً إلى خلق جيش أهلي خاص . وهذا
ما أدى إلى الإخلال بالتوازنات
التمثيلية داخل المؤسسة
العسكرية بشكل خاص ، ومؤسسات
الدولة الأخرى بشكل عام ،
والتمييز بين المواطنيين على
أسس سياسية وطائفية بحته ، بما
يتنافى ومبدأ المواطنة الداعي
إلى تساوي المواطنين جميعاً في
الحقوق والواجبات سواء في
الحياة المدنية أو العسكرية
وبغض النظر عن انتماءاتهم
المتعددة والمتباينة. إن
أشباع غريزة شهوة السلطة لدى
بعض العسكريين ، كان الدافع
الأساسي لركوبهم مركب السلطة
والاستيلاء عليها بالقوة ،
والقيام باستثمار الخلافات
السياسية والتمايزات الدينية
والعصبيات الطائفية الضيقة
للبقاء في السلطة ، واتباع
سياسة حرب الكل ضد الكل ، مما
أضر بالوحدة الوطنية وعرض
المجال السياسي الوطني
للأضطراب . وللتعمية
على الحكم العسكري المباشر قامت
السلطة بطرح شعارات فوق وطنية ،
واستوردت من دول المعسكر
الشيوعي السابق صيغاً سياسية
ديكورية متعددة
وألبستها الواقع السوري
المختلف – صاحب التجربة
الديمقراطية خلال فترة
الخمسينيات – مثل ( الجبهة
الوطنية لحزب السلطة -
الديمقراطية الشعبية – الجيش
الشعبي – الجيش العقائدي ...). وخلال
العقود الخمسة المنصرمة قام
العسكر بأدارة شؤون الحكم
بطريقتين مختلفتين متتاليتين ،
ولكن بمضمون واحد: الطريقة
الاولى / من خلال الأدارة غير
المباشرة للسلطة ومن وراء ستار
، وبأدوات أيدلوجية اكراهية –
عسكرية – أمنية – حزبية –
شعبوية – مليشيوية ...وصولاً
لتصنيع نظام سياسي شمولي مغلق
تماماً. الطريقة
الثانية / الإدارة المباشرة
للسلطة من قِبل حكم عسكري –
أمني فاقع ، والذي طغى على
المشهد السياسي السوري الدامي
منذ تفجر الثورة الوطنية
الديمقراطية في 15/03/2011. ومن
الضروري عند التعرض للمؤسسة
العسكرية السورية التمييز بين
قوتين: - قوات
النخبة / حرس جمهوري ، صاحبة
مهمة حماية النظام القائم ،
والمتميزة عن القوات التقليدية
من حيث : التطوع – التدريب –
التسلح – الرواتب – التعويضات
– السكن – أماكن تواجد القوات
القربية من مراكز النظام –
اختيار العناصر الموالية
سياسياً وطائفياً وعشائرياً
وأسرياً. -
القوات التقليدية / والتي لا
تتمتع بالمزايا المذكورة ،
والمتميزة بانتشارها الجغرافي
البعيد عن مراكز النظام ، ويغلب
على عناصرها عدم التطوع
والاكتفاء بأداء الجندية
الالزامية العامة. هل من
تأسيس جديد للجيش السوري ؟ من
المعروف أن تأسيس الجيش العربي
السوري عام 1946 ، بدأ بنواة
الضباط الوطنيين الأحرار ،
والمنتمين لكافة الملل والنحل
والأعراق السورية ، والمدفوعين
بوطنيتهم وشرفهم العسكري
الرفيع إلى ترك وحداتهم
العسكرية الطائفية ، العاملة
تحت إمرة القيادة الفرنسية لما
عرف حينها بجيش الشرق ،
والملتحقين بالمقاومة الشعبية
ضد الانتداب الفرنسي عام 1945 م . فهل
يعيد التاريخ العسكري السوري
نفسه ، ويقوم المجلس الأعلى
للقوات المسلحة المقترح ممثلاً
بشرفاء الجيش الوطني الحر
بتأسيس نواة لجيش وطني سوري
جديد ؟ ومن
جانب آخر يقوم النظام الحاكم
حالياً بخلق جيش جديد من قطعان
الشبيحة موازي لجيش السلطة ،
وليس للقمع الحالي فقط ، وإنما
استعداداً وتهيئةً لحرب أهلية
يدفع إليها لنظام دفعاً لتثبيت
بقائه في السلطة والعمل على
إشعال هذه الحرب بشتى السبل
والوسائل (لعن الله الفتنة ومن
أيقظها) السيناريوهات
المحتملة لموقف الجيش من
الأوضاع الحالية : -
انسحاب الوحدات العسكرية
لثكناتها. - دخول
الجيش في معركة مزدوجة داخلية
وخارجية. - قيام
أنقلاب عسكري مدعوم من الخارج
يطيح بالنظام. -
انشقاقات عسكرية كبيرة أو صغيرة
متنقلة قد تتحول الى حرب عصابات
شبه نظامية. -
مواجهة عسكرية – مدنية . -استمرار
تماسك الجيش. - وجود
أكثر من سيناريو في وقت واحد مع
تأييدنا التام للثورة السلمية -
المدنية التي يخوضها شعبنا
المجاهد ضد الطغمة الحاكمة ، و
رفضنا المطلق لعسكرة الثورة
أولاً والتجييش الطائفي ثانياً
والمواجهة العسكرية - المدنية
ثالثاً . سيناريوهات
للحوار . ما العمل ؟ *
كاتب سوري مقيم في المانيا ========================== أ.د.
ناصر أحمد سنه كاتب
وأكاديمي من مصر بعد
إحتجاجات شديدة في اسبانيا
وبريطانيا واليونان.. هاهي حركة
"احتلوا وول ستريت" قد سارت
علي خطي "الربيع العربي
الثائر"، الذي اجتاح منطقة
العربية، وأطاح، حتى اللحظة،
برؤوس نظام تونس، ومصر، وليبيا.
فيما لا تزال رياح التغيير تهب
علي مناطق أخرى. ومع
دخول حركة "احتلوا وول ستريت"
الأسبوع الرابع واكتسابها
زخماً داخلياً، وتعاطفاً
شعبياً خارجيا..أعلنت الحملة
موعداً للتحرك ضد المصارف"،
في حين تستمر حركة الاحتجاجات
السلمية، في حي المال والأعمال
بنيويورك، ووصفها المرشحان
الجمهوريان للانتخابات
الرئاسية العام المقبل، هيرمان
كين ونيوت غينغريش بأنها "صراع
طبقات." بدأت
المظاهرات بجماعات مناهضة
للاستهلاك، وموالية للبيئة.
واستقطب الحدث المتظاهرين
الذين يرغبون في التحدث علنا ضد
جشع الشركات، وعدم المساواة
الاجتماعية ، وتغير المناخ
العالمي الخ. كما هدفت إلى تسليط
الضوء على هيمنة المؤسسات
المالية النافذة على اقتصاد
أمريكا والعالم بأسره. وهناك
غضبا عاماً لأن أولئك الذين
ساعدوا في إحداث الأزمة المالية
يقاومون الآن الجهود الرامية
لكبح الممارسات الخاطئة. لذا
دعت الحركة إلي توجيه
الاحتجاجات ضد "الظلم
الاجتماعي" نتيجة فساد
النظام المالي:"لن تصادر
المصارف بيوتنا، ولن تسلب
الطلاب المستقبل، ولن تقدر على
تدمير البيئة، ولن تمول الحروب
البائسة، ولن تتسبب المصارف في
كم هائل من البطالة، كما لن تحقق
أرباحا من الأزمات الاقتصادية
دون مشقة." وسوف يحددون مطالب
محددة. وقد
ألقي الرئيس الأميركي باراك
أوباما خطاباً برر فيه مطالب
المحتجين، معتبرا "أنها تعكس
إحباط الشعب الأميركي من
الأزمات الاقتصادية التي تضرب
الولايات المتحدة والاقتصاد
العالمي". من المثير أن مؤسسة
"التقدّم الامريكي" اهتمت
بدعم حركة "احتلال وول ستريت"
فهذه المؤسسة يترأسها رئيس
اركان البيت الابيض في عهد بيل
كلينتون، وهي قريبة ايضاً من
ادارة الرئيس الديموقراطي
الحالي باراك اوباما وقالت في
احد منشوراتها وهي تبرّر ما
يعترض عليه المتظاهرون أن 1% من
الأمريكيين يملك 40% من ثروة
البلاد، أما الطبقة العاملة
والفقيرة وتصل إلى 80% من
الأمريكيين فتملك 7% من الثروة
الوطنية بالإضافة إلى ذلك تقول
الإحصائية الصادرة عن مؤسسة "التقدّم
الأمريكي" إن 1% من الأمريكيين
يملك 50 % من الأسهم وسندات
الخزينة وصناديق الاستثمار
فيما يملك 50% من الأمريكيين 0.5%
من هذه الأسهم والسندات
والصناديق. يسقط،
يسقط "وول ستريت". لا شك
أن حركة الإحتجاجات، التي بدأت
في 17 سبتمبر/أيلول الفائت، قد
توسعتواكتسبت بعداً جديداً،
سواء في أعداد المشاركين فيها
أو في رقعة انتشارها (حتي أن
العقيد الليبي الفار الهارب
ينسبها إلي نفسه، وقصاصا من
أمريكا). وامتدت إلى مدن أمريكية
أخرى منها لاس فيغاس، وأريزونا
وواشنطن." فى
أكتوبر من عام 1929 وقع ما يعرف فى
تاريخ العالم الرأسمالى كله بـ«الكساد
الكبير». استمر هذا الوضع
الاقتصادى والاجتماعى
نحو عشر سنوات. ارتفعت اعداد
العاطلين فى امريكا الى واحد
بين كل أربعة من العمال. انتحر
من انتحر من المستثمرين ومن
المضاربين فى البورصة، وتحول من
تحول الى متسولين بمئات آلاف فى
شوارع المدن الأمريكية
والأوروبية. ولا تزال كل موجة
ركود تصيب العالم الرأسمالى أو
بعض اجزائه تقاس فى شدتها إلى
ذلك الكساد الكبير. فإذا اقتربت
المؤشرات منه اعتبر أى كساد
كارثة اقتصادية. مع ذلك لم يخطر
ببال احد من الطبقة العاملة
الامريكية او من رجال الاعمال
الذين ضربهم الإفلاس فى احتلال
حى المال والأعمال فى نيويورك
حيث تقع سوق الأوراق المالية (البورصة)
الرئيسية فى أمريكا. ولكن هذا
حدث يوم 17 سبتمبر الماضى. لكن
يبقي سيل الأسئلة؟! هل
الإنسان مجموعة من الحاجات
والغرائز والدوافع، إذا لُبيت ـ
استهلاكاً وإشباعاً" من "رأسمالية
وول ستريت" ـ تحققت كينونته
وسعادته؟. العالم يعاني من "السيولة"
القيمية و"الذبذبة"
الأخلاقية و"النسبية"
النفعية الحاكمة لعصر الحداثة
وما بعدها مستندة إلى الفرودية،
والحتمية البيولوجية، والنفعية
البراجماتية، والعلمانية؟،
دونما اعتبار للشوق الروحي،
والبعد الأخلاقي الإلهي
والفطري. نريد
أن تكسب الإنسانية أنموذجا
للقيم السامية والثابتة
والشاملة والوسطية والواقعية
والمنفتحة.. تتأكد فيه الكرامة
الإنسانية بشقيها الروحي
والمادي:"ولقد كرمنا بنى لآدم
وحملناهم في البر والبحر،
ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم
على كثير ممن خلقنا تفضيلا"(الإسراء:
70)، كما تكسب هدايتها للمعروف كل
معروف، ونهيها عن المنكر كل
منكر، وتمتعها بالطيبات كل
الطيبات، واجتنابها الخبائث كل
الخبائث، وستضع عنها أصرها
وعنتها والأغلال التي عليها،
فيتراجع شقائها، وتزداد
سعادتها الحقيقية. فأخلاقيات
تهيمن على شتى مناحي الحياة،
بلا انفصام أو تعارض، أنموذجا
تنويراً حقيقياً، وتبيانا
شافياً، وتصحيحا وافياً لأزمة
الإنسان المعاصر وشقائه:"قد
جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا
مما كنتم تخفون من الكتاب،
ويعفوا عن كثير، قد جاءكم من
الله نور وكتاب مبين"(المائدة:15). "رأسمالية
وول ستريت" ، ومشكلة الجوع،
وتزايد معدلات البطالة والفقر
والديون الاقتصاد
العالمي وفي لبه "رأسمالية
وول ستريت" "ينتقل من
اللامساواة إلى اللاإنسانية"،
فليست الموارد: ناضبة والغذاء
يقل عن الوفاء باحتياجات
الزيادة السكانية، كما زعم "مالتوس"،
مكرساً أحقية البقاء للأغنى،
فهم الملاك الحقيقيين للثروة،
والأحرار في التصرف فيها كيفما
يشاءون، وموت الأضعف عبر
المجاعات والأوبئة والحروب
بينما الأراضي المزروعة
عالمياً تمثل فقط10 % من الصالحة
للزراعة، ومشكلة الغذاء
العالمي تكمن في عدم عدالة
توزيعه، حيث أغنياء متخمون
وفقراء مدقعون، واستغلاله في
كثير الأغراض المادية
والسياسية. إن نحو
مليار من البشر هم الأقل فقرا في
العالم حيث يقل دخلهم اليومي عن
دولار واحد، فهل يحقق"358"
مليارديرا (يملكون ما يعادل
دخول نصف سكان العالم)، ونحو"500"
من الشركات متعددة الجنسية (الأقوى
نفوذا من الدول والحكومات والتي
تدعو لإنتاجية متعاظمة،
واندماجاً بين الشركات، وتقليل
فرص العمل، وتروج لأنماط
استهلاكية واحدة، متزايدة
ومتسارعة، تعظيماً للربح،
واعدة بعمل أقل، وثراء سريع،
ومتعة عالية)، وخمس البشر (20 %
الأغنياء)الذين يحوزون 85% من
الدخل العالمي(17) عدالة توزيع
الثروات، والقضاء على الفقر
والديون؟؟. إن الإشكالية تكمن
في الأهواء المتضاربة وعجز
الأدمغة من أن تجعل الأرض
تستوعب أهلها، فالعولمة
الاقتصادية تتغول عبر منظومتها
من اتفاقيات الجات، وصندوق
النقد والبنك الدوليين،
والخصخصة وحرية تملك الأجانب،
وإلغاء الدعم عن الفقراء،
وتحرير نظم التأمين والمعاشات،
لتحكم القبضة على الاقتصاد
العالمي وتبعية الأضعف له،
فتقرض الأفقر وتتراكم ديونه
التي بلغت العام 1990م على (1200مليار)
دولار، وفوائدها التي لا يبدو
منها فكاكاً إلا بإعلان دول
العالم الثالث إفلاسها، كما
ينتشر تهريب الأموال (عائدات
الأموال القذرة تصل إلى 1500
مليار دولار سنوياً). بسقوط
"رأسمالية وول ستريت" تكسب
الإنسانية معالجة اقتصادها "اللاإنساني"
بربطة بالأخلاق والقيم..الرحمة
والتكافل والتعاون، وقيمة
العمل:"إذا قامت القيامة وفى
يد أحدكم فسيلة ففن استطاع أن لا
تقوم حتى يغرسها فليغرسها"(18)
وينهى عن التبطل والاحتكار
والاستغلال والجشع والغش، يأمر
بطرق كسب وإنفاق مشروعين، وينمى
الوازع الأخلاقي فيهما،
والموازنة في الإنفاق وفقاً
للضرورات والحاجيات
والتحسينيات على مستوى الفرد
والمجتمع والدول. وفقه الإسلام
يعارض جمع الثروات في أيد
معدودة، فتوزيعها الفيء
والغنيمة والزكوات والخراج
والعشور والتركات والكفارات
بين اكبر عدد من أفراد المجتمع:"كي
لا تكون دُولة بين الأغنياء
منكم"(الحشر:7). فالأرض
لمن يحييها محاربة للإقطاع،
وتبقى الملكية الحقيقية لله
تعالى، و"بنوك بلا فوائد"
فلا ربا، مما يجعل رؤوس الأموال
تنهض في الاستثمار وإيجاد فرص
العمل. ومن الملاحظ أن المصارف
الإسلامية تواصل نجاحها
وتعزيزها لموقعها العالمي، حيث
تجاوزت أصولها العالمية 202
مليار دولار، وهى مرشحة خلال
السنوات القادمة للاستحواذ على
40-50% من المدخرات الإسلامية
العالمية. إن مبدأ "إنفاق
العفو" من كل شئ كفيل بالقضاء
على أسباب ومظاهر الفقر. "رأسمالية
وول ستريت".. وأزمة البيئة
وتلوثها سببت
ارتفاع حرارة الأرض،"
والصوبات الزجاجية"، وذوبان
الجليد القطبي، وتآكل طبقة
الأوزون، والأمطار الحمضية،
وزيادة التصحر (20الف ميل /
سنوياً) وتآكل الغابات
والمحميات، وتزايد نسب وعناصر
وأنواع التلوث (سكان الدول
الصناعية وهم ربع العالم فقط
يستنزفون 75% من الطاقة في العالم
ومن ثم فهم الأكثر استغلالا و
تلويثا للبيئة). مشكلات بيئية
تهدد الإنسانية جمعاء، ومن
المعلوم أن الطبيعة وكائناتها
لا تلوث شيئاً، بل المعاناة
كلها من صنع الإنسان، لتدميره
التوازن والانسجام بينه وبين
نظام الكون والحياة، وفق سنن
الله تعالى ومنهجه الشامل
والمُنقذ من مشاكل البيئة..
توازناً ومحافظة على مواردها (دون
جور أو استنزاف أو تلويث)، ورحمة
بالكون وأحيائه، وحيواناته
ونباتاته وحتى جماداته. "رأسمالية
وول ستريت".. وتدنى الحقوق
الإنسانية والحريات الحقيقية تستغل
القوى المهيمنة التي تدور في
فلك "رأسمالية وول ستريت"
حقوق الإنسان لخدمة مصالحها،
وتقصرها على الإنسان الغربي
والأقوى دون الأضعف، والأبيض
دون الأسود، والغنى دون الفقير.
في حين أن المواثيق الدولية ـ
كالإعلان العالمي لحقوق
الإنسان للعام 1948م ـ نصت فقط على
ضرورة صيانتها، دون وضع الوسائل
الكفيلة بضمانها. هاهو
الإنسان الغربي ، في باريس
ولندن ومدريد وواشنطن، يعاني
أيضا، ويضج ـ بالشكوي ـ
بتحول مجتمعاته إلى "دول
بوليسية" تهدر حقوقه، التي
ناضل من أجلها طغيان الدولة
والإقطاع والكهنوت. ويرون
الجرائم البشعة ضد حقوق
الإنسان، وانتهاك الاتفاقيات
الدولية، بخاصة
تلك المتعلقة بحقوق الأسرى في
جوانتنمو وأبو غريب وغيرها مما
يدين توجه الإنسانية بقيادة "المحافظين
الجدد"، والذين يخشون من
المثول أما محاكم الجزاء
الدولية. ينبغي
إحقاق الحقوق للناس كافة، رغم
أنف "رأسمالية وول ستريت"
وحفظ ضروراتهم التي لا يصلح
الأمر إلا بها وبما يلزمها من
حقوق وواجبات، وإذا ما أنتقص حق
فرد فللعدالة دورها:"وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا
بالعدل"(النساء: 58)، وللتقاضى
والمساواة الكاملة للكافة أمام
القضاء:"ولا يجرمنكم شنآن قوم
على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب
للتقوى"(المائدة: 8). وهذا
التوجه ينبني على أن طبائع
البشر وسنة الوجود التي أرادها
الله تعالى اقتضت التنوع
والتعدد:"ولو شاء ربك لجعل
الناس أمة واحدة، ولا يزالون
مختلفين، ألا من رحم ربك ولذلك
خلقهم.."(هود: 118- 119). وستكسب
الإنسانية التجربة الحضارية
الأعدل من كل ما اهتدى إليه
العقل البشرى، حيث التحرر
الحقيقي وحقوق الإنسان
المنشودة:"متى استعبدتم
الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحرارا". "رأسمالية
وول ستريت" والعولمة
و"القولبة"، والعنصرية "رأسمالية
وول ستريت" تستند إلى
الداروينية الاجتماعية
والسياسية وكرست العنصرية،
والتراتيبية الاجتماعية
العالمية وفقاً للأقوى ومصالحه.
فكانت النازية (التي ادعت أنه
إذا كان هناك من إله فليكن
ألمانياً، أو أن الإنسانية ليست
بحاجة إلى آلهة،"فالإنسان
يقوم وحده") والفاشية
والإمبريالية والاستبداد
والقهر، وتجدد الشأن ـ بعد
أحداث سبتمبر 2001م، ومشاكل
الأقليات فبدا عدم القبول
بالاندماج الكامل للأقليات،
ومحاولات التحرش بها وتطهير
المجتمعات منها، لتحتفظ
بنقائها العرقي والثقافي. أهلاً
بحضارة تمحو ما بين الإنسانية
من فوراق الأجناس والأنساب
والألوان واللغات لتجمع بينهم
في أمة اصلها واحد، لا فضل لأحد،
يتعالى به وباستحقاقه ما ليس له
على حساب الآخرين، إلا بالمعيار
الأساس: التقوى والعمل الصالح،
وهما أعمال كسبية يتسابق فيهما
الناس جميعا لمرضاة لربهم،
وخدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم:"يا
أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله
اتقاكم"(الحجرات:13). فهي تعترف
بالتنوع المنبثق من التوحد،
وتقدم أنموذج الآصرة الإنسانية
الواحدة:" كلكم بنو آدم، وآدم
خُلق من تراب، ولينتهين قوم
يفخرون بآبائهم، أو ليكونُن
أهون عند الله تعالى من الجعلان"(
رواه أبو بكر البزار في مسنده من
حديث حذيفة). أسرة
روحية واحدة تؤمن بجميع الكتب
والأنبياء دون تفريق بين أحد
منهم:"قولوا آمنا بالله وما
أنزل إلينا، وما أًنزل إلى
إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب
والأسباط وما أُوتى عيسى وموسى،
وما أُوتى النبيون من ربهم لا
نفرق بين أحد منهم، ونحن له
مسلمون"(البقرة:136). المشكلات
الاجتماعية وتآكل دور الأسرة،
وشيوع المخدرات، والقمار
والرقيق الأبيض والعنف. أين
إعادة الاعتبار للأسرة"الرابطة
المقدسة" وأهدافها من تحقيق
التوازن العاطفي والنفسي
والجسدي والتناسلي، ودورها
التربوي والاجتماعي؟. لماذا
يتآكل مفاهيمها عالمياً من خلال
مؤتمرات كوبنهاجن والقاهرة
وبكين، واتجاهاتها العاصفة
لنشر الإباحية، وظهور"الجندر"،
والأنماط غير السوية من
المعاشرة الجنسية، وحق
المثليين جنسياً في الزواج
والتبنى والميراث، وتقنين
الإجهاض والحمل خارج الأسرة،
وتحديد مفهوم الأسرة: لتحقيق
اللذة أيا ما كانت (حتى ولو مع
حيوان)، أو في دورها الاقتصادي
البحت (استهلاكا أو إنتاجاً). مع
تآكل دور الأسرة هذا تتعرض فئات
من البشرية للانقراض بانعدام
نسلها، وزيادة أعداد شيوخها،
فنجد دولاً تهب جوائز، وتقدم
خدمات، لتشجيع الإنجاب، كما نتج
اكبر مشكلات الإنسانية.. مشكلة
المخدرات، وتحالفها مع القمار
وتجارة الجنس والرقيق الأبيض،
فتقديرات الأمم المتحدة العام
2003م تقول: أنه يُنفق في تجارة
المخدرات 600مليار دولار سنوياً،
وعدد مدمنيها يصل إلى 185 مليون
نسمة، وتكلفة مكافحتها
وعلاجاتها 120 مليار دولا
سنوياً، وهى التجارة الثانية
بعد النفط في أمريكا (شهدت الأمم
المتحدة بنمو رهيب لزراعة
المخدرات، الحشيش والأفيون، في
أفغانستان بعد الغزو الأطلسي
الأمريكي لها)، وأسبابها
ومضارها الفردية والعامة لا
تخفى على أحد، وتحتاج لمسئولية
جماعية في مواجهتها، تحريماً
كما في شريعة الإسلام، ووقاية
وعلاجاً، ومواجهات أسرية
واجتماعية وإعلامية وقانونية
ودولية. كما
شاع التفكك الأسرى والطلاق
والعنف الاجتماعي العالمي
بأنواعه، ففي أمريكا: جريمة
قـتل كل43 دقيقة، واختطاف رجال
كل 20 دقيقة، واغتصاب كل 19 دقيقة،
وسرقة كل دقيقتين، وسطو كل 20
ثانية، كما إن22 ـ 35% من عينة
كبيرة من نسائها ذهبن لمستشفيات
الطوارئ بسبب العنف المنزلي (والتي
تعمل لمكافحته 400 منظمة)،
وعالمياً 19 % من أجمالي أمراض
النساء يعود إليه، وفى بانكوك 10%
ممن اغتصبن قد أصابهن مرض نقص
المناعة"الإيدز" وبينما
البغاء وممارسة الدعارة عمل
اقتصادي طالما دُفعت الضرائب،
ولا شبهة لإكراه. تئن
"رأسمالية وول ستريت" وتضج
بالشكوى الاجتماعية وعدم
الفائدة الاقتصادية، من ذوى
الاحتياجات الخاصة والمعاقين
وكبار السن والأيتام، وتجارة
الأطفال واستغلالهم جنسياً وفى
سوق العمل (في العام 1996م- 73 مليون
طفل وقد يرتفعون إلى 250 مليون
شمل المسح الصين وأمريكا،
واللاجئين (70% منهم مسلمون)،
والمشردين جراء تنامي الكوارث
الطبيعية. إن "رأسمالية وول
ستريت" لا تريد للإنسانية
عافيتها وسلامتها:"إن الله
يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون"(النحل: 90). "رأسمالية
وول ستريت"، وانتشار أسلحة
الدمار الشامل والحروب،
والجريمة المنظمة، وغياب الأمن هاجس
البشرية هو الأمن، ولتحقيقه يتم
تملك السلاح، فالإنفاق العالمي
عليه يصل على 800 بليون دولار
سنوياً (وهو في ازدياد ليلتهم
موارد التنمية)، وبجيوش محترفة
قوامها 35 مليون فرد في العالم،
ولتوازن الرعب تجد أسلحة الفناء
الشامل التي حصدت 45 مليون نسمة
في الحرب العالمية الثانية فقط،
وخمس من السبعة الكبار من بائعي
السلاح في العالم يملكون مقاعد
دائمة في "مجلس الأمن"،
ولترويجه تُستحدث
بؤر التوتر والنزاع (اكثر من
200 صراع دموي في العالم النامي
ضحيتها 27 مليون نفسن بخلاف
اللاجئين والمشردين(21)، لذا
فالعالم الثالث الأكثر
استيرادا للسلاح (في الأعوام
1986-1990م انفق 131 مليار دولار) فيما
يمثل ربع وارداتها الخارجية،
وما يقرب من30% من دخلها القومي،
ويبقى السؤال: أين الأمن؟. إن خمس
سكان أمريكا يعانون ويلات الخوف
من شئ واحد على الأقل، فهل يتحقق
أمنهم وأمن غيرهم بالحروب
الأستباقية المخالفة لكافة
القوانين الدولية. فقط نهباً
للثروات، واستعباداً للشعوب؟،
أم بحروب تصنعها دول لا تعيش
أبدا دون عدو أو تتبدل عدوا بآخر
كي تخفى مشاكلها الداخلية وتمنع
تأكل مجتمعاتها، أم بالسعي
لاستعادة مناطق النفوذ
والهيمنة، وتأجيج التنازع
الديني والعرقي، ومناصرة فئة
دون أخرى في فلسطين والشيشان
وكشمير والبوسنة وكوسوفا
وايرلندا وتيمور الشرقية
والفليبين وتايلاند وجنوب
السودان الخ. أم بإعلام عنصري
يمجد لثقافة العنف (التي يبلغ
حجمها في أمريكا 16 مليار دولار)،
فيصبح المجرم "رجل سلام"،
والمدافعون علن الأرض والعرض"إرهابيون"؟!. هل
تسعي "رأسمالية وول ستريت"
إلي الأمن الداخلي والسلام
العالمي. لا.. بل البشر
المسالمون "إيماناً منهم
بحياة أخرى وراء هذه الحياة
للعدل المطلق فيها ميزان، هو
الحافز الباقي لكل أمن يرجى وكل
أمان". فالعدل بشتى صوره وحل
النزاعات بشكل عادل هو الكفيل
بالقضاء على تجارة السلاح
وتحويلها لجوانب تنموية تفيد
الإنسانية جمعاء. إنه التعاون
على إقامة العدل ونشر الأمن
وصيانة الدماء وحماية الحرمات،
ومدافعة الظلم والطغيان
والفساد:"وتعاونوا على البر
والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان"(المائدة:2)، إن
حضارة قوامها الألفة والمحبة
والأخوة كافيه- عندما تسطع
شمسهاـ بأن تزيل الكراهية
والشحناء من إنسان العصر
المأزوم، فإلهاً يمتن على عباده
بنعمة زرع الألفة في قلوبهم
وتحولهم اخوة بعد أن كانوا
أعداءً لله لإله ودود رحيم،
تفيض بهما تعاليمه وتتعدى إلى
الإنسانية:"عسى الله ان يجعل
بينكم وبين الذين عاديتم منهم
مودة والله قدير والله غفور
رحيم"(الممتحنة:7). "رأسمالية
وول ستريت"، والمشاكل الصحية
وانتشار الأمراض المعدية وغير
المعدية في
تسعينيات القرن الماضي يصاب (8500)
شخص كل يوم بالإيدز بينهم ألف
طفل، وقضى بسببه
1.3 مليون شخص بينهم 300الف
طفل، وهذه الكارثة تبلغ اوجها
في 16 دولة أفريقية، وبتسوانا هي
الأعلى في نسبة الإصابة حيث من
المتوقع العام 2010م أن تصل وفيات
الرضع فيها إلى 61%. ولنمط الحياة
في المجتمعات الغربية (الإسراف
في التغذية وإدمان التدخين
وشيوع الكحوليات والمخدرات
والقمار والتوتر والقلق
والممارسات الجنسية الشاذة)
تعود80-90% من حالات الوفاة
بالسرطان، منها 35% من الحالات
يعود للإسراف في التغذية
والسمنة، و12% إلى تناول الكحول،
بينما خسائر الاقتصاد العالمي
من التدخين يصل إلى 200مليار
دولار سنوياً، حيث يوجد مليار
رجل و200 مليون سيدة في العالم من
المدخنين، وسنويا
يحصد سرطان الرئة في فرنسا
وحدها 23 ألف شخص، ونصف مليون
امرأة في العالم والذي سيشكل 90%
من وفيات النساء ليصبح الأعلى
فوق سرطان الثدي، وغازات الأرض
المنبعثة والمؤثرة في طبقة
الأوزون تسبب 300 ألف حالة سرطان
الجلد سنويان هذا فضلا عن أمراض
القلب والشرايين والسكري،
والأمراض النفسية كالقلق
والاكتئاب والفصام و الانتحار
غيرها. لقد
أقرت منظمة الصحة العالمية WHO))
العام 1989م، بأهمية التوجيهات
والقيم المتوازنة في مجالي
الصحة الجسدية (عفة ونظافة وعدم
إسراف:"كلوا واشربوا ولا
تسرفوا"(الأنعام:31)، ولا ضرر
ولا ضرار". والصحة النفسية (الرضا
عن الله تعالى، ثم عن النفس
والحياة والقناعة ومنع أسباب
التوتر والقلق والاكتئاب). "رأسمالية
وول ستريت"، ومشكلات العلم
والفن في حين
أن خمس البشرية من الأميين،
ترتفع أصوات العلماء مطالبة
بأخلاقيات للعلم، وحسن توظيف
التقانة (التي أنتجت القنابل
الذرية والهيدروجينية) ووضع
ضوابط للهندسة الوراثية،
والتقانة الحيوية Biotechnology))
، والتي انطلقت من عقالها،
لتغيير التركيب الوراثي
للكائنات والزراعات، ونقل
وزراعة الأعضاء (عصابات القتل
وتجارة الأعضاء وخطف الأطفال
لبيع أعضائهم)، وحضارة:"اقرأ"
تحض على العلم والتعليم وإعمال
العقل والبحث العلمي وإزالة
الأمية، وما شموس حضارته التي
أشرقت على الغرب من سمرقند
وبخاري والرى وبغداد والأندلس
وصقلية وقبرص وغيرها من مناطق
التماس الحضاري عنا ببعيد، وهى
تقوم على شقين لا انفصام بينهما:
التقوى والتقانة، وضوابط
الإسلام الأخلاقية والقيمية
قادرة على راب الصدع بين العلم
وأخلاقياته، وللإنسانية مع
الفن "إشكالية" كبيرة (أمريكا
تحتكر 70% من أفلام وثقافة الجنس)
والحضارة الإسلامية لها رؤيتها
الجمالية والفنية والتجريدية
ثراء للتذوق الفني في شتى صوره
ودفعا عن كل ما يشين السمو
النفسي والاستعلاء الروحي. مجمل
القول: يسقط، يسقط "وول ستريت". تقف
الإنسانية على مفترق طرق،
يتهددها "رأسمالية وول ستريت".
ونهوض المسلمين بمسئوليتهم
الحضارية.. يهديها سُبلها،
ويعيد توازنها، وينقذها من
الهاوية، ويقدم لها الأنموذج
السامي والواقعي والمنفتح
والثابت والوسطى الذي يضع
الإجابات المقنعة، والحلول
الشاملة لأزماتها المعقدة،
وتبقى خيرية الأمة الإسلامية في
اضطلاعها برسالتها:"كنتم خير
أمة أُخرجت للناس، تأمرون
بالمعروف، وتنهون عن المنكر،
وتؤمنون بالله"(آل عمران:110). ========================== بقلم:
محمد عادل فارس عندما
تستعر المعركة بين المؤمنين
المدافعين عن الحق، المجاهدين
لإعلاء كلمة الحق وتحرير
المستضعفين... وبين الطغاة الذين
يستذلون الناس، وينتهكون
حرماتهم، ويسرقون ثرواتهم... ثم
تجد أناساً يقفون صامتين، وهم
قادرون على أن يقولوا كلمة
الحق، بل تجد أناساً ينافقون
للطاغية المجرم، وينفون عنه كل
ظلم، ويضفون عليه صفات القدسية،
ويصفون المجاهدين بأنهم دعاة
فتنة!... نعجب لموقف القاعدين
الصامتين، فضلاً عن موقف
المنافقين المداهنين، ولا نجد
الجواب الشافي لفهم هذه
المواقف، فهل لنا أن نتعمق في
فهم هذه الظاهرة المقيتة؟. *** كثيراً
ما تشغلنا المظاهر والأشكال عن
اللباب والحقائق، مع أن دلالة
المظاهر قاصرة عن فهم الأمور
وتحليلها. وقد وصف القرآن
الكريم أقواماً بالجهل لأنهم
يقفون عند الظواهر، فقال سبحانه:
ولكن أكثر الناس
لا يعلمون. يعلمون ظاهراً من
الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة
هم غافلون .
سورة الروم-الآيتان 6و7. ولدى
تحليل أسباب الإخفاق والهزيمة
عند الفرد أو الأمة، فأول ما
يتبادر إلى أذهاننا أن نستعرض
العَدَد والعُدَد... وهي شيء مهم.
وقد نتعمق أكثر فنسأل عن
التدريب والتخطيط والتنظيم...
وهي أمور أكثر أهمية، لكننا
نغفُل في أكثر الأحيان عن البحث
في النفوس ومشاعرها
واستعداداتها. ونسارع
فنؤكد أن ما في النفوس هو سر
النجاح أو الإخفاق، وهو سر
الانتصار أو الانهزام. ألم يقل
الله تعالى: إن الله لا يغير
ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؟
فإذا غيّر الناس ما بأنفسهم من
عقائد وتصورات، ومن مفاهيم
وقيم، ومن مشاعر وأشواق، غيّر
الله واقعهم بما يناسب ذلك
التغيير الذي أحدثوه في نفوسهم،
إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ. ومن ثم
فقد تحدث عدد من كبار المفكرين
عن هذه الحقيقة، وكثيراً ما
قرأنا للشهيد سيد قطب رحمه الله
عن "المهزومين روحياً أمام
ضغط الجاهلية الغربية" حيث
يعتبر هؤلاء المهزومين غير أهل
لحمل العقيدة والجهاد في
سبيلها، وكيف يكونون أهلاً وهم
يشعرون بالخزي والصغار من هذا
الدين وأحكامه؟ وكيف يواجهون
أعداء الإسلام وهم يُعجَبون
بهؤلاء الأعداء، ويعدّونهم
مثلاً أعلى في الحياة؟ حتى إذا
أراد هؤلاء المهزومون أن يعرضوا
دينهم أمام الناس عرضوه بما
يوافق أهواء الناس ويتملق
شهواتهم ومفاهيمهم الخاطئة،
وتدسسوا إليهم بالدين
تدسُّساً، وكأنهم يقولون: إن
الدين الذي ندعوكم إليه إنما هو
إضفاء الشرعية على أوضاعكم التي
أنتم عليها... وإذن فلن نكلفكم
تغيير هذا الواقع، إنما نطالبكم
فقط أن ترفعوا لافتة الإسلام
على أوضاعكم وأن تقولوا: نحن
مسلمون. فإذا قلتموها فقد انتهت
المسألة بيننا... هذا
الشعور، شعور الانهزام، أو شعور
ضعف الثقة، يحكم على صاحبه أن
يكون في ذيل القافلة، أو أن يكون
ذليلاً مهيناً، لا تفارق القيود
معصميه، ولا يملك أن يقف
مستقلاً على قدميه. ولهذا
فإن المفكر المعروف مالك بن نبي
رحمه الله، يصف هؤلاء الناس
بصفة "القابلية للاستعمار"،
فيَعُدُّ أن ثمة صفاتٍ وسماتٍ
إذا وجدت في أمة كانت هذه الأمة
مهيأة لأن تُستعمر حكماً. فإذا
لم يُهيأ لها من يستعمرها بحثت
عمن يستعمرها! وقد يبدو هذا
الكلام مبالغاً فيه، بعيداً عن
الواقع. ولكن أليست أوضاع كثير
من الأفراد والشعوب ترجمة لهذا
المعنى؟. فالذين
يملكون عقيدة وفكراً ثم هم
يُعرِضون عن ذلك ويستوردون
العقيدة والفكر، والذين يرون
الأخطاء في مجتمعهم فيتهيبون
إنكارها، ويرون الظلم من قادتهم
فلا يجرؤون على مقاومته...
أليسوا في وضع يدعو الآخرين لأن
يستعمروهم فكرياً وحضارياً،
وأن يستمروا في الطريق الخاطئ،
ويتمادوا في الظلم والطغيان؟ إن من
أهم شروط الأمة المجاهدة أن
تعيش حالة الكرامة في نفسها،
وأن تعتز بتاريخها، وتحس بأهمية
وجودها وقيمتها في الساحة
العالمية، وفي مسيرة التاريخ.
فهذه المشاعر تعطي زخماً مهماً
في طريق الجهاد والتضحية، وتدعو
إلى مزيد من المواقف المبدئية
الصلبة. والأمة التي تُحِسُّ
بالمهانة والدونية في انتمائها
الحضاري والتاريخي، وفي مكانة
الفكر والقيم والمناهج التي
تتبناها.. لا يمكن أن ترفع راية
الجهاد، وأن تحقق لنفسها العزة.
بل إن أقصى جهادها أن تنقد الظلم
والظالمين نقداً هامساً، وأن
تتجرع كؤوس الألم والإيذاء.
ولربما تتبرم بالمجاهدين
الثائرين لأنهم كانوا سبباً في
زيادة البلاء. فقد يشعر المهزوم
الذليل أن إذعانه للظالمين
وتعايشه معهم وتصنعه الابتسامة
في وجوههم، أهون عليه من الثورة
عليهم وتلقي مزيد من أذاهم. لقد
تبرم بنو إسرائيل بموسى عليه
السلام فقالوا:
أُوذينا من قبل أن تأتينا ومن
بعد ما جئتنا .
وغني عن البيان أنّ من كان في
طور إعداد واستعداد، وتهيئة
جادة للجهاد لا يكون في عداد
الساكتين عن الظلم، فإن عزمه
الصادق على الجهاد ينفي عنه صفة
الهزيمة الروحية التي تلحق
بالقاعدين، بل إن سكوت هذا أشبه
بالسكون الذي يسبق العاصفة. إن
قعود القاعدين، وخنوع الضعفاء،
يزيد الظالمين ظلماً وعلوّاً.
وإن الاعتراض بالكلمة حيث تجدي
الكلمة، وبأنواع المقاومة
المجدية الأخرى، فيه تضحية ببعض
الأموال والنفوس، لكن فيه
أخيراً العزة والمتعة في
الدنيا، ورضوان الله وجنته في
الآخرة. وصدق رسول الله صلى الله
عليه وسلم عندما قال: "إذا
رأيتَ أمتي تهاب الظالم أن تقول
له: إنك ظالم فقد تُوُدّع منهم"
رواه الإمام أحمد. =========================== لماذا
يجب أن نؤيد الثورة السورية جابر
عثرات الكرام السوري إنه
بلدنا و هم أهلنا و القضية التي
يضحون من أجلها هي قضيتنا جميعا
لماذا
يجب أن نؤيد الثورة السورية : 1.
إنه بلدنا و هم أهلنا و
القضية التي يضحون من أجلها هي
قضيتنا جميعا و سنقف الى جانبهم
بغض النظر عن ميزان القوة
وميزان الربح و الخسارة , و لو
تركتهم وحيدين و هم يطالبون
بحقي و حقهم و يقتلون و يعتقلون
و تهدم منازلهم و تدمر و تسلب
ممتلكاتهم من
أجل مستقبل أفضل لي و لهم
لأولادي و أولادهم.كيف سأنظر
لنفسي و كيف سينظرون لي و قد
تخليت عنهم. 2.
مطالبهم محقة و تتفق جميع
الشرائع الأرضية و الاديان
السماوية على حقهم فيما يطالبون
به و هي أبسط حقوق الانسان من
حرية و عدالة و محاسبة الظالمين
و المجرمين و ايقاف سرقة والوطن
و استعباد الناس, فلو لم يكونوا
أهلي و لم تكن سورية وطني لوجب
علي نصرتهم من أجل احقاق الحق
ورفع الظلم و الانتصار للمبادئ. 3.
العصابة الأسدية
كشفت عن وجه موغل في القبح و
الوحشية و الهمجية و الحقد
و لم يكن أشد المتشائمين
يتوقع وجود هذا المستوى من
الهمجية و الوحشية في القرن
الواحد و العشرون
من قتل للاطفال
وتمثيل بالجثث و تدمير
للمنازل و تقطيع للأوصال و سرقة
للأعضاء و اختطاف للفتيات
وتعذيب حتى الموت لم يسلم منه
الأطفال و لا النساء و لا الشيوخ,
فكيف سنستطيع التعايش معهم بعد
ذلك و كيف سنأمن على أنفسنا و
أولادنا و أعراضنا معهم. 4.
العصابة الأسدية
أثبتت بامتياز أنها تدير
دولة اللاقانون فهم أولا
يصادرون حقوق الشعب باختيار
ممثليه و التعبير عن نفسه و
يضعون القوانين التي تلائمهم ثم
يتجاوزونها بكل بساطة. 5.
العصابة الأسدية تستهدف
أقدس المقدسات فهم يدمرون
المعابد و يدنسونها و كذلك
الكتب المقدسه و يجبرون الناس
على التلفظ
بالشرك بالله و يكتبون عبارات
الشرك في كل مكان و لايحسبن أحد
أن هذا الفعل هو تعدي على حرمات
المسلمين فقط
بل هو تعدي على حرمات جميع
الاديان أوليس الله هو اله
المسلمين و المسيحين و العلويين
و الدروز و السنة و الشيعة
فعندما يكتبون لا اله الا بشار
يكونوا قد تعدوا على مقدسات
جميع الاديان, و ليس من تبرير من
أن ما يحدث هو تصرفات فردية لا
تمثل وجهة نظر العصابة الاسدية
بل هي عملية ممنهجة و مأمور بها
من قمة هرم العصابة و الدليل على
ذلك أمران: - أن
استهداف المقدسات لم يكن حالة
واحدة أو عدة حالات محصورة في
منطقة معينة و زمن محدد بل هي
مئات الحالات إن لم تكن الألاف ,
منتشرة في كافة انحاء الوطن و
مستمرة منذ بدء الثورة حتى
اليوم. -لم
يصدر أمر بالتوقف عن هذا
الاستهداف أو حتى الاستنكار له
أو الاعتذار للشعب عنه و قد
رأينا كيف قام أيهود بارك
الصهيوني العنصري المجرم
الغاصب المحتل بالاعتذار عن
احراق المستوطنين لأحد المساجد
بينما يصر بشار الاسد على تدمير
المساجد و التعدي على المقدسات
بشكل ممنهج ولم يستنكر أو
يعتذر عما يقوم به جنوده. صحيح
أن ميزان القوة العسكرية هو
لصالح العصابة الأسدية
لكن إن توحدنا و بذلنا أقصى
جهودنا فإن الله سينصرنا
و أذكركم أن جميع الشرفاء في
كافة انحاء العالم وقفوا مع
الحق و مع شعوبهم و أوطانهم رغم
أن ميزان القوة لم يكن في صالحهم
صحيح أن بعضهم استشهد على مذبح
الحق و الحرية كيوسف العظمة و
عمر المختار و لكن اسمائهم ظلت
مكتوبة بأحرف من نور و الهمت من
جاء بعدهم حتى حقق هدفهم
بالاضافة الى أن
معظم هؤلاء الشرفاء إنتصروا
و حققوا أهدافهم رغم أن
ميزان القوة العسكرية لم يكن في
صالحهم في البداية و منهم غاندي
الذي طرد الانكليز من الهند
و ثوار الجزائر الذين حرروها من
فرنسا و الروس الذين حطموا جيوش
هتلر في ستالينغراد وجورج
واشنطن الذي طرد الانكليز من
أمريكا و كثيرون لا يحصيهم العد
, قد تنتصر و قد تهزم لكن المهم
ان تقف مع الحق
مع العدل ضد الظلم , مع أخيك
المظلوم ضد الطاغية السفاح , مع
الشعب السوري ضد عصابة الاسد ,
بغض النظر عمن سينتصر لأن الثمن
عندما يهزم أخاك المحق و قد
خذلته سيكون أكبر من أي ثمن آخر
حتى الموت. نعم
أنه بلدي و هم أهلي و سأقف الى
جانبهم حتى النهاية. ثمّ,
ألا ترون طبول و ابواق العصابة
الأسدية يقولون أنهم يعترفون
بوجود أخطاء و يطالبون باعطاءهم
فرصة للاصلاح علما أنهم قضوا
أحد عشر عاما (من بعد ثلاثين
عاما حكم خلالها أبوهم) معترفين
خلالها بوجود أخطاء وواعدين
بالاصلاح الا أنه لم يصلحوا
بل ازداد الجور و الظلم و
الفساد بالرغم من أن البلاد و
العباد طوع يدهم قهرا و غصبا و
لا معارض لهم في الاصلاح الا
كونهم كبار المفسدين و أن
الاصلاح سيفقدهم مناصبهم التي
لا يستحقونها و يحرمهم الاموال
التي يسرقونها و يفقدهم أمنهم
من العقاب على الجرائم التي
يرتكبونها, أما عندما يتحدثون
عن ثورتي مصر و تونس فمنذ أول
يوم لسقوط النظام يقولون : ماذا
حققت الثورة , يردون أن يحبطونا
ويصورون الامر أن الثورات لن
تغير شيئا بل سيستمر الوضع على
ماهو عليه! نقول لهم: 1- أن
هذه الثورات لم تستلم مقاليد
الحكم و ان كانت سائرة على
استلام هذه المقاليد قريبا 2- هذه
الثورات حطمت جدار الخوف و
اصبحت الحكومات تخاف من شعوبها
إن اخطأت فتحسنت ادارة
البلاد بعد أن كان عنصر أمن يخيف
البرئ و يحمي المجرم 3-
أعادت حرية المواطن
فلم يعد المرء يعتقل و يقتل
و يعذب لمجرد الشك بمعارضته
للنظام 4- أصبح
الشعب يستطيع التعبير عن نفسه و
لم يعد تابعا من العدم لمجرم يظن
نفسه إلهاً. فلولا ثورة مصر هل
كان بالامكان فتح معبر رفح
و هل كان بالامكان الرد على
الغطرسة الاسرائيلية و الهجوم
على سفارتها و كم مرة
أعتدت و أهانت
اسرائيل كلاً من
مصر و سورية خلال الثمان و
الثلاثين عاما الماضية دون أن
يفكر أحد بالرد و الشعب يقبع
خائفا مغتاظا لا يجرؤ حتى على
انتقاد قرار القائد الحكيم
بالصمت على الاهانة و قبول
الاعتداء و تمريغ الكرامة. 5- أن
ما أفسدوه في عشرات السنين لن
تستطيع الثورة
بناؤه في أشهر قليلة و لكنه
بالطبع لن يستغرق عشرات السنين
بل هي سنوات قليلة و سنرى مصر و
تونس تنتقل الى مصاف النمور
الاقتصادية و التعليمية و سنرى
كيف ستبنى دولهم على اساس
الديموقراطية و المواطنة و
العدل و حقوق الاتسان و لنا في
تركيا العدالة و التنمية مثالا
يحتذى حيث تحولت خلال السنوات
العشر الماضية من تابع متسول
الى قوة اقليمية يحسب حسابها و
الى أحد اكبر الدول نموا في
العالم في حين يتراجع الآخرون
وكذلك تم
القضاء على الفساد و تضاعف
الناتج القومي ثلاث مرات خلال
سبع سنين و أزيلت ستّة أصفار من
الليرة التركية و انتقلت تركيا
في عهد حكومة حزب العدالة
والتنمية من "نادي الدول
المستقبلة للمعونات الخارجيّة"
إلى الدول المانحة. نعم
العصابة الأسدية تحتاج لفرصة كي
تمعن في قتل السوريين و بعد فرصة
ثلاثين عاما للأب و أحد عشرعاما
للإبن كلتاهما جوفاء جعلت سورية
في قعر العالم بعد أن كانت منارة
للحضارة لكن
لا فرصة لثورتي مصر و تونس بل
نريد أن نحاسبهما ونحكم عليهما
بالفشل حتى قبل الامتحان. ========================== حِواراتُ
الأبوَاقِ والمُعَارَضَة .. في
أسئِلَةٍ وأَجوِبَة بقلم:
الليث السوري مَاكَانَ
لأَسئلة مُتَكَرِّرَة ..
يَسألُهَا المُذِيعُ في قَنَاة
أو مَحَطَّة .. أو تَسأَلُهَا
الأَبواقُ المُرتَزِقَة ..
السُوريّةُ واللُبنَانيّة ..
أثنَاء اللقَاءَات
التلفزيُونيّة .. في
مُوَاجَهَةٍ معَ بَعضٍ مِنْ
وُجُوهِ المُعَارَضَةِ
السِيَاسِيَة .. أَنْ تَلقَى
الإجَابَةً الشَافِيَة . والسِّمَةُ
الغَالبَةُ عَلَىْ أَبواقِ
السُّلطَة .. هي الفُجُورُ
والوَقَاحَة .. والصيَاحُ
والنِّبَاحَة .. وكَيْل
السَّبَابِ والشتيمَة ..
للطَّرفِ الآخَر من
المُعَارضَة .. وتَطَاوُلهُم
حَتّى عَلى الذَات الإِلهية. وأصبحِت
هَذه الأبواقُ الفَاسدَة .. ذاتُ
علامَة فَارقَة .. وَمَاركَة
مُسجّلَة .. في الكُفرِ
والزَندقَة .. وقلَةَ الأدَب
والتَربيَة .. شَبيحَةٌ
إِعلاميّةٌ.. نَهَلُوا
الثَقَافَةَ من نَفس
المُعَلمَة .. فِي كُليّةِ
البَعثِ المُجرمَة .. وَنَالُوا
الأوسِمَة .. فِي الوَقَاحَةِ
والسفَالَةِ والإجرَام
والبلطَجَة . وعَيبُ
المُعارضَة .. التي ظَهرت حتّى
الآنَ في بَانُورَامَا أَو
مُقَابَلَة .. على قَنَاة
الجَزيرَة أو العَربية .. أو
فرَانس 24 أَو ال بي بي سِي ..
والحِوَار أو الحُرّة ..
عَيبُهَا يَاسَادَة .. أنَّهَا
مُهَذبَة أو هَادِئَة .. مثلَ
بُرهَان غَليُون وعُبيَدَة
النّحاس .. وزُهير سَالِم أو
بَسَّام جْعَارة .. أو عَصَبية
وَمُنفَعِلَة .. مثل وائل
الحَافظ و وَحيد صَقر أو
مُحمَّد العبد الله .. والكُلُّ
فِيهِم كُلُّ الخِصَال
الخَيِّرَة . وهُنَا
تَكمُنُ النَّتِيجَة .. لَا
تَركِيزَ عَلَى الأسئِلَة .. أو
في الرَّد والأَجوبَة ..
وَبَدَلاً مِن تَوضيح
الحَقيقَة .. بكُلِّ هُدوء
ومَقدرَة .. يَنفعِلُ
المُعَارضُ ويَتَشتّتُ الذّهنُ
.. ويَتغَيرُ الاتِجَاهُ وتضيعُ
الأَدِلَّة .. وتضعفُ الحُجّةُ
وتَبتَعُدُ البَينَة . وعندَ
الدَّعوَة إلى حِوار أو
مُنَاظَرَة .. على المُحَاور أن
يَكُونَ أكثَرَ فِطنَةً .. و
يُجَهِزَ الأجوبَة المُناسبة ..
وخاصةً أصبَحَت الأسئلَةُ
مُتَوقعَة .. وكُرِّرَتْ ألفَ
مَرّة .. ومٓلايينُ
المُشاهدينَ يُتَابعُونَهُ ..
ويَأمَلُونَ إفحَامَ خَصمِهِ ..
وٓفَضحَ كَذبِهِ ..
وإقَامَةِ الحُجَة عَلَيهِ .. في
إثبات الحَقِّ وبَيَانِه . وَ
رَحِمَ اللهُ الأُستَاذ الشَيخ
: أحمَد ديدَات .. وهوَ من أشهَر
المُحَاورين في القَارات ..
ورائداً في إعطَاء البُرهَان ..
وصَادقَاً في النَقل والبَيَان
.. ومُلمّاً بمَا جَاء في
الإنجِيلِ والقُرآن ..
والتَّورَاة وعُلوم الأديَان ..
ودَارسَاً وَعَالمَاً فَذاً في
أُصُول الحِوَار .. ومُنَاظَرةِ
القَساوسة والعُلمَاء في
البُلدَان والأمصَار ..
ومُلتَزمَاً القَاعِدَة
الحِواريَة المشهُورة: (
إنْ كُنتَ نَاقِلاً فالصِحَّة ..
وإنْ كُنتَ مُدَّعِيَاً
فَالدَّلِيل ) وقَالَ
تعَالى : { قُلْ هَاتُوْا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَاْدِقِيْن } فَالغَايَةُ
الأصليَّةُ للحوار .. إِظهَارُ
الحَقِّ واستِقراءُ الوَاقِع ..
وَ إجلاءُ الحَقِيقَةِ
للمُشاهِدِ والسّامِع . وَلنَأخُذ
بِحكمَةِ الشَافعِي رحِمَهُ
الله : (
مَا جَادَلتُ عَالِمَاً إلا
غَلبته .. ومَا جَادَلَنِي
جَاهلٌ إلا غَلبنِي ) وهَذا
التَهَكُم مِنَ الشَافعِي
يُشِيرُ إلى الجِدَالِ
العَقِيم الذي يجري بين غير
المتكافئين . وللحٍوار
قواعدٌ وأصول وقَدْ قرَأت
بحثَاً طَيِّبَاً للأستَاذ
صَالِح بن عَبدُ الله بن حمِيد
انتَقيتُ منهُ جُلّ مَا كَتبَه
.. جزَاهُ الله الخَيرَ كُلَّه ..
فيمٓا يَلِي: أصُولُ
الحِوَار: الأصلُ
الأوَّل : سُلوك الطُرق
العِلمية والتزامُها ، ومِن
هَذه الطُّرق : 1)
تَقديمُ الأدلة المُثبَتَة 2)
صحَّةُ النقل الأصلُ
الثَاني : سَلامَةُ كَلامِ
المُناظِر والبُعدُ عن
التناقُض .. فالمُتنَاقِضُ
سَاقِطٌ بَداهَةً . الأصلُ
الثالث : ألا يكونَ الدليلُ هُو
عَينُ الموضوع : أي
استخدامُ البَراعَة في اللّعب
في الألفَاظ وزَخرَفَتهَا
ليُوهِمٓ
الآخَرَ بأنَّهُ يُوردُ
دَليلاً . الأصلُ
الرابع : الاتفَاقُ عَلى
مُنطلقَات ثابتَة وقَضايَا
مُسَلَّمة . الأصلُ
الخامس : التجرُّد ، وقصد الحق ،
والبعد عن التعصب ، والالتزام
بآداب الحوار : الأصلُ
السادس : أَهلِيَّةُ المُحَاوِر
. الأصلُ
السابع : قَطعِيَّةُ النتَائج
ونسبيَّتها : مِن المُهم في هذا
الأصل إدراكُ أنَّ الرَأي
الفِكري نِسبيُّ الدَّلالَة
على الصَّواب أو الخَطَأ ،
والذي لا يجُوز عليهم الخَطَأ
همُ الأنبيَاءُ عَليهِم السلام
فِيمَا يُبَلغُونَ َعن
رَبِّهِم سُبحانَه وتَعَالى ..
ومَا عَدَا ذٓلك
فَيندَرجُ تَحتَ المقُولَةِ
المشهُورَة : (
رَأيِي صَوابٌ يَحتمِلُ
الخَطَأ ، وَرَأيُ الآخَر خَطَأ
يَحتَمِلُ الصَّواب ) . الأصلُ
الثامن : الرِّضَا والقَبُولُ
بالنَتائج التِي يَتَوصَّلُ
إليهَا المُتحَاورُون
والالتِزَامُ الجَادُّ بِهٓا
. قَالَ
الشّافِعي رِحمَهُ الله : مَا
نَاظرتُ أحَداً فَقَبِلَ مِني
الحُجَّة إلا عظُمَ فِي عَينِي
، وَلا ردَّها إِلا سَقَطَ في
عَينِي ) . آدابُ
الحِوَار: 1)
التزامُ القَول الحَسَن ،
وتَجَنُب مَنهَج التَّحَدي
والإفحَام : إنَّ
من أهَم ما يتوجَه إليه
المُحَاور في حوَاره .. التِزامُ
الحُسنى في القَولِ
والمُجَادَلَةِ ، فَفِي مُحكَم
التنزيل : { وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن }
وقَولُهُ عَزَّ وعَلَى {
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } . فَحَقُّ
العَاقِل اللبيبِ طَالبُ الحَق
.. أنْ يَنأىٓ
بِنفسهِ عَنْ أُسلُوبِ
الطَّعنِ والتَّجريحِ والهزءِ
والسُّخريَة .. وَألوانِ
الاحتِقَارِ والإِثَارَةِ
والاستِفزَاز . وَمِن
لطائِفِ التَّوجيهَات
الإلهيَّةِ لِنَبيِّنَا
مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم في
هَذا البَاب ، الانصرافُ عَن
التّعنيف في الرَّدِّ عَلى أَهل
البَاطِل ، حَيثُ قَالَ اللهُ
لِنبيهِ : { *وَإِنْ
جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ *
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا
كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *
} . وقَولُهُ
: { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ
لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ
مُبِينٍ } مَعَ أنَّ بُطلانَهُم
ظَاهِرٌ ، وَحُجَتُهُم داحضَة . ويَلحَقُ
بهَذا الأصل : تَجَنُّب أُسلوب
التَّحَدي والتَّعَسُّف في
الحَديث .. ويَعتٓمدُ عَلى إيقَاع
الخَصمِ في الإحرَاج ، ولَو
كَانَت الحُجَّة بينَةً
والدليلُ دامغاً .. وَقَد
تُفْحِمُ الخَصمَ ولكنّكَ لا
تُقنعُه .. وقَدْ تُسْكِتُهُ
بحُجَّةٍ ولكنّكَ لا تَكسَبُ
تَسليمَهُ وإذعَانَه ، وإنَّ
إِغلاظَ القَولِ ، وَرفعَ
الصَّوتِ ، وانتفَاخَ
الأودَاجِ .. لا يُولِّدُ إلا
غَيظَاً وحِقدَاً وحَنَقاً . ومن
أجل هَذا كَانَ عَلَى
المُحَاورِ .. ألا يَرفَعَ صوتَه
أكثَرَ من الحَاجَة .. فَهَذهِ
رعُونَةٌ وإيذَاءٌ للنَّفس
وللغَير .. ورَفعُ الصّوت لا
يُقَوّي حُجَةً ولا يَجْلِبُ
دَليلاً وَلا يُقُيمُ
بُرهَانَاً ؛ بل إنَّ صَاحِبَ
الصَّوت العَالي لَم يَعْلُ
صَوتُهُ في الغَالب .. إلا
لِضَعف حُجَّتِه وقِلَةِ
بضَاعَتِهِ .. فَيستُرُ عَجزَهُ
بالصُّراخ ويُواري ضَعفَهُ
بالعَوِيل . . وَهُدوءُ الصّوتِ
عُنوَان العَقلِ والاتِّزَان ،
والفِكرِ المُنَظَّمِ والنَّقد
المَوضُوعِي ، والثِّقَةَ
الواثِقَة . عَلَى
أنَّ الإنسانَ قَدْ يَحتَاجُ
إلى التَّغييرِ مِن نَبْرَاتِ
صَوتِه حسبَ استدعَاء المقَام
ونَوعِ الأُسلُوب لِينسجِمَ
الصّوتُ مَعَ المقَام
والأسلُوب .. استفهامِياً كَان ..
أو تَقريريَاً أو إنكَاريَّاً
أو تَعَجُبياً .. مِمَّا يَدفَعُ
المللَ والسَأمَة ، ويُعينُ
عَلى إيصال الفِكرَة ، ويُجَدد
التّنبيه لَدى المُشاركين
والمُتابِعين . وَهُنَاكٓ بعضُ الحَالاتِ
الاستثنَائِيَّة التي يَسوغُ
فيهَا اللجُوء إلى الإفحَام
وإسكَاتِ الطرف الآخَر
؛وذَلِكَ فيمَا إذَا استَطَال
وتَجَاوزَ الحَدّ .. وطَغَى
وظَلَمَ وعَادَى الحَق ..
وكَابَرَ مُكَابَرةً بيِّنَة ..
وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة
: { وَلا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ
إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ } . { لا
يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ
إِلَّا مَنْ ظُلِم } . فَفِي
حَالاتِ الظُلم والبَغي
والتَجَاوز .. قَدْ يُسمَحُ
بالهُجُومِ الحَادّ المُرَكَز
عَلى الخَصمِ لإِحرَاجِهِ ،
وتَسفِيهِ رأيِهِ ؛ لأنَّهُ
يُمَثُلُ البَاطِل ، وحَسَنٌ
أنْ يَرَى النَّاسُ البَاطِلَ
مَهزُوماً مَدحُورَاً . 2)
الالتزَامُ بِوقتٍ مُحَددٍ في
الكَلام : ينبغي
أنْ يَستقرَّ في ذِهن المُحَاور
ألا يَستَأثِرَ بِالكَلام ،
وَيستطيلَ في الحَديثِ ،
ويَسترسَلَ بِمَا يٓخرُجُ
بِهِ عَنْ حُدُودِ اللّبَاقَة
والأدَب والذَّوق الرفيع . 3)
حُسنَ الاستمَاع وأٓدب
الإنصَات وتَجَنُّب
المُقَاطَعَة : قَالَ
الحَسنُ بن عَلي لابنِه ، رضيَ
الله عنهم أجمعين : (
يا بنيّ إذَا جَالستَ العُلمَاء
؛ فَكُنْ عَلى أنْ تَسمَعَ
أحرصُ منكَ على أن تَقُول ،
وتعلَّم حُسْنَ الاستمَاعِ
كَمَا تَتَعَلم حُسنَ الكَلام ،
وَلا تَقطع عَلى أحَدٍ حَديثاً
وإنْ طَال .. حَتى يُمسِك ) . ويَقُولُ
ابنُ المُقَفَّع : (
تَعلَّمْ حُسنَ الاستمَاع
كَمَا تَتعَلم حُسنَ الكَلام ؛
وَمِن حُسنِ الاستمَاع :
إمهَالُ المُتَكلم حَتى يَنقضي
حَديثَه . وقِلةُ التَّلفُت إلى
الجَواب . والإقبَالُ بالوجه .
والنظرِ إلى الًُمتكَلم
والوعيَ لمَا يَقُول ) . فَلا
بدّ في الحوار الجيِّد من سماع
جيِّد ؛ والحوارُ بلا حُسْن
استمَاع هُو ( حَوَار طُرْشَان )
كمَا تقُولُ العَامَّة . 4)
تَقديرُ الخَصم واحترامُه : يَنبَغي
في مَجلس الحوار التَّأكيدُ على
الاحتَرام المُتَبَادل من
الأطرَاف ، وإعطَاء كُل ذِي
حَقٍ حَقه ، والاعترافُ
بمنزلتِه ومَقَامِه ،
فَيخَاطَبُ بالعِبَارَاتِ
اللائِقَة ، والألقَابِ
المُستحقّة ، والأسَاليبِ
المُهَذبَة . إنَّ
تَبَادُل الاحترَام يَقُودُ
إلى قَبُول الحَق ، والبُعدُ
عَن الهَوى ، والانتِصَار
للنّفس . أمَّا انتِقَاصُ
الرجَال وتَجهيلُهَا فَأمرٌ
مَعيبٌ مُحَرّم . 5) حصرُ
المنَاظَرات في مَكَان مَحدُود
: 6)
الإخلاص : هَذه الخُصلةُ من
الأَدب مُتَمِّمَة لما ذُكِرَ
منْ أَصل التَّجَرُّد فيْ طَلبِ
الحَق ، فَعَلَى المُحَاور أَنْ
يُوطِّنٓ
نَفسَهُ ، ويُروِّضَها على
الإِخلَاص للهِ فِي كُل ما
يَأتِي ومَا يَذر في مَيدان
الحِوار وحَلبتِه . ومِن
أجلَى المَظَاهِر في ذَلك : أَنْ
يَدفَع َ عَن نَفسهِ حُب
الظُّهُور والتَميُّز على
الأقرَان .. وإظهَار البَراعَةِ
وعُمقَ الثّقافَة .. والتّعَالي
عَلى النُّظرَاء والأندٓاد
.. إنَّ قَصْدَ انتِزاعِ
الإعجَاب والثَّنَاءِ
واستِجلاب المَدِيحِ ، مُفسدٌ
للأمرِ صَارف عَن الغَايَة . وَمِنَ
الجَميلِ ، وغَايَة النُّبل ،
والصَّدق الصَّادق معَ النَّفس
، وقُوة الإرادَة ، وعُمقَ
الإخلاص ؛ أَنْ تُوقِفَ الحِوٓار
إذاِ وَجَدْتَ نَفسَكَ قَد
تَغَيّرَ مسارُهَا ودَخَلتْ في
مَسارِب اللُجَج والخِصَام . واسمَحوا
لي أيُهَا السَّادٓة
.. أَنْ أعرِضَ فِيمَا يَلِي بٓعضَاً
مِنْ الأَسئِلَة .. وبعضاً من
الأجوبَة التيْ وَردَت في
مُعظَم الحِوارات عن الثَورَة
السُّورية .. آملاً مِنْ الإخوَة
في المُعَارضَة .. التَحَلي
بالصَبرِ .. والتَّحضِيرِ لكل
مُنَاظرةٍ أو مُشاركةٍ .. في صٓحيفٓةٍ أو قَنَاةٍ
فَضائِيّة .. فأَنتُم
تُمَثِلونَنَا في كُلِّ
مَحفَلٍ ونَدوَة . س1 )
البُوق : أنتُم لاتُمَثلُونَ
الشّعب وعَدَدُ المُتظَاهِرينَ
بالعَشَرات و أنتُم
تُفَبركُونَه إلى آلاف . س2 )
البُوق : تَتَحدَّثُونٓ
عَنْ قَتلى المُتَظَاهرين ..
فَمَن يَقتُل العَسكَريِين . س3 )
البُوق : شَاهد الُّسفراء
المَقَابرَ الجَمَاعية في جِسر
الشغُور .. وهيَ ملأَى بالجُنود
القَتلَى .. فَمَن قَتَلهُم . ج3 )
المُعَارض : كَيفَ عَرفتُم
بِهذهِ المَقَابِر .. بُسُرعَة
البَرق أيُها المَاكِر .. هَذا
والله خيرُ دَليل .. أنَّكُم من
ارتَكَبَهَا وحَفَر الحُفرَة
ووقَعَ فيهَا .. وتَذاكَيتُم
وأسرَعتُم بِدعوَة السُّفراء
للتغطِيَة على مَبدَأ قَتَلني
وبَكَى وسَبقني واشتَكى .. وهَذه
المقبَرةُ الجَمَاعيَةُ في
جِسر الشّغُور .. هيَ دليلٌ عَلى
فظَاعَة الغِّيّ والفُجُور ..
فَقَد قَتلتُم وغَدرتُم
بالجُنُود الشُّرفَاء ... والصُورُ
في القَنَوات الفَضَائية
صَوّرَت وسَجَّلَت كيفَ هَرَب
أهالي جِسر الشُّغُور العُزَّل
من جَرائمِكُم النَّكرَاء .. إلى
تُركيا .. وشَهدُوا بقَتل
أمنِكُم لهؤُلاء الجنود .. وَلَم
تُعلن أيَّ جَمَاعَة تَبَنِّي
هَذهِ الجَريمَة .. ولكِنْ
كيفَ تقبٓلُونٓ
هُنَا الزِّيَارة .. وتَدعُونَ
السفِير الأمريكِي والسُّفَراء
الأجَانِب الذَينَ
تَتَهمُونَهُم وراءَ
المُؤامَرة .. وتَشجِبُونَهَا
عِندَ زِيَارةِ السفيرِ
الأمريكِي والفَرنسِي لِحَمَاة
.. الذي شَهِدَ بِسلمِيّةِ
المُظَاهَرات .. وخُلُوِهَا منَ
العِصَابَات المُسلحَة . س4)
البُوق : حَرَقَ المُسٓلحُونَ
المُؤسسات والمُمتلكَات ..
وأضرَمُوا الحَرائِقَ في
السَّيارات . ج4)
المُعَارض : رأينَا جُنُودَكُم
وأمنَكُم على الشَاشات
الفَضائية وهُم يَحرقُونَ
المساجد و المؤَسسات ..
ويَقصفُونَ المَآذن
والمُستشفيَات .. ويَكسرِونٓ ويٓحرقُونَ
السّيارات المَدَنِية .. وكُل
هَذِه الأفعَال مُوثَقَةٌ
لدينَا .. وستُحَاسبُونَ عليهَا
. س5 ) :
البُوق : أما رأيتم على الشاشة
السورية اعتراف العناصر
المسلحة وصور الأسلحة المهربة . ج5 ) :
المُعَارض : من يقع في أيدي
المُخَابرات السورية يعترف
بأنه بن لادن .. أو هو من ألقى
القنبلة الذرية على هيروشيما ..
وأما الأسلحة فقد رأينا شبيحتكم
وهي تنثر الأسلحة على أجساد
القتلى الأبرياء في درعا . س6 )
البُوق : من يريد السلطة ..
فليشكل حزباً وليرشح نفسه .. حسب
قانون الأحزاب الذي صدر . ج6 )
المُعَارض : أنتم تضحكون على
أنفسكم ولا يمكن أن تضحكون
علينا .. فنحن قد كشفنا أمركم منذ
40 عاماً .. وقانون الأحزاب صدر
ولكنه تحت سيطرة حزب البعث
القائد للدولة والمجتمع .. وحتى
لو ألغيتم المادة 48 وألغيتم هذه
المادة من الدستور .. فأنتم
خارجون عن القانون ولا تحترمون
أي دستور .. وكل القرارات
والدستور تحت سيطرة أمنكم
ومخابراتكم ولا يمكن الوثوق بكم
؛ وها أنتم تعتقلون المعارضة
الموجودة في الداخل و التي كنتم
تعتبرونها وطنية .. فعن أية
أحزاب تتكلم . س8 ) :
البُوق : ألغينا قانون الطوارئ
فماذا تريدون . ج8 ) :
المُعَارض : أصدرتم بدلاً عنه
قانون الإرهاب .. وهو أنكى وألعن
.. وأنتم لا تحترمون أي قانون ..
وما يحصل من قتل واعتقال وتصفية
أمام الكاميرات والفضائيات
العالمية يثبت أنكم منبع
الإرهاب .. ولا تعترفون بحقوق
المدنيين و حقوق الإنسان .. ولو
طبقتم قانون الإرهاب .. ستضعون
أنفسكم وقادتكم بنفسكم في
السجون . س9 )
البُوق : أصدرنا قانون الانتخاب
وقانون الإعلام وبنود الإصلاح
على الطريق . ج9 )
المُعَارض : عن أي قانون تتحدث ..
والقناة الفضائية السورية
لازالت تكذب وتزور الحقائق ..
قوانينكم حبر على ورق .. كل
قوانينكم برعاية أمنكم
وشبيحتكم ومخابراتكم .. نظامكم
نظام ليس فيه للقضاء مكان .. س10 )
البُوق : هذه مؤامرة لكسر سورية
الممانعة . ج10 )
المُعَارض : هذه ثورة حرية
وكرامة .. عفوية صادقة .. أنتم أصل
المؤامرة .. وحميتم أمن إسرائيل
ل 40 سنة .. أكدها مسيو رامي مخلوف
في مقابلته مع المجلة .. ولنفرض
ونكذب على أنفسنا أنكم دولة
ممانعة ومقاومة .. فهل منع
الحرية وسحق الكرامة الإنسانية
للمواطن يضعف المقاومة .. والله
هذا أصل الكذب والخيانة . س11 )
البُوق : أنتم تدمرون الدولة
واقتصادها ؟ ج 11 )
المُعَارض: أنتُم وعصابَة الأسد
من نَهَبَ البَلد .. فَمن أينَ
لبشار الأسَد وأخيه وأبيه .. هذه
الملياراتُ من الدولارَات ..
وكلُّ التقَارير تُشير .. إلى
الأزمَة التي حصَلت مع بُنُوك
سويسرَا .. على ميرَاث بَاسل
الأسَِد بَعد مَمَاته .. وخلافهم
على 28 مليَار دولار التي كانت
مُسجلَةً باسمه .. ولا تَنسَ عَم
الرئيس جَميل الأسد .. الذي ملك
ما يقارب 3 مليَارات دولار .. و 180
عقار .. حيث فضحَت الصحُف خِلاف
ابنِهِ مُنذِر معَ زوجَةِ أبيهِ
على الميراث .. ورامي مَخلوف
الذي يَملكُ ما يزيدُ عَن
العشرة مليارات دولار .. إذَنْ
ما يملكُه بشار الآن مابينَ
خَمسين إلى مِائة مِليَار دولار
.. وقريبَاً ستكشفُ البُنوك عن
المُخَبّأ والمستُور . س 12 )
البُوق : المتظاهرون يقبضون 500
ليرة على كل مظاهرة .. من بندر بن
سلطان .. وسعد الحريري .. ج 12 )
المُعَارض : هذا يعني 500 ليرة x
مليون متظاهر x 180
يوم = 90 مليار ليرة في ستة أشهر ..
أنتم خُبلٌ أم سُطلٌ .. وهَل
يُغَامِر الحُر بحَيَاتِهِ
مِنْ أجلِ 500 ليرة .. ولكِنكُم لا
تَفهمُونَ أيُّهَا المُرتَزقَة
إلا بالرَّشوَة والعُملَة ..
فأنتُم الذين يقبضُون ثمن
العمَالة .. والحَرامي يعتقد أن
كل الناس حرامية مثله . س13 )
البُوق : تُريدونَ أنْ
تُرجُعُوا البَلَد للسلَفية
وحُكم الرَّجعية ؟ س14)
البُوق : تَطلبُونَ حِمايَة
دولية .. إنكُم عُمَلاء للدُّول
الغَربيةِ والأجنبيَةِ
والأمريكِية . س15)
البُوق : المجلسُ الوَطَنِي
عَميل .. وأعضاؤُه يعيشونَ في
الغَرب .. ولو كانُوا وطَنيين
فليأتُوا إلى سورية ..
ويُعارضُوا في الداخِل . س16)
البُوق : يحملُ بعض صُور
الضحَايَا من العَسكريين ..
ويسأل المُعَارض مَنْ قَتلَ
هؤلاء .. ج16)
المُعَارض : عليهِ تجهيزُ صور
الأطفال الشهداء وصورة غياث مطر
وحمزة .. والقَول : عن آلاف
الشهداء و صُور القَتلى على
الشاشَات .. و التركيزُ على
القول : لو كنتُم صٓادقِين فيمَا
تَدَّعُون .. اسمحُوا لوسائِلِ
الإعلام العَربية أو
العَالميَّة بالدُّخُول
والتَصوير .. ولكنْ لا يخشَ من
الإعلام إلا أنتُم الكَذَبَة
والقَتَلَةُ الحَقيقيُون . هَذهِ
أهمُّ الأسئِلَة .. وهيَ قليلَة
.. فَحَقَّ عَلَى المُعَارضَة
الرَّدُ عليهَا بِسهُولةٍ
وإقنَاع .. وإحراجُ البُوق
وحشرُهُ في أسفَلِ القَاع .. وماكَانَ
لِي أنْ أوَجِّهَكُم أيُّهَا
الإخوَةُ المُعَارضَة ..
فَأنتُم الخَيرُ والبَركَة ..
ولكِنَّهَا المحَبَّةُ
والغِيرَة .. والصِدقُ
والنصيحَة .. وكما قَالَ
المُتَنَبي : الرَأيُ
قَبلَ شَجَاعَةِ الشُّجعَان ***
هوَ أولٌ وَهِيَ المَحَلُّ
الثَاني فَإذَا
هُمَا اجتَمَعَا لِنَفسٍ
حُرَّةٍ *** بَلَغَتْ مِنَ
العَليَاءِ كُلَّ مَكَان ========================== د.
مصطفى يوسف اللداوي بكل
البهجة والفرح والابتهاج يودع
سكان قطاع غزة والشعب الفلسطيني
والمقاومة الفلسطينية كلها
الجندي الإسرائيلي الأسير
جيلعاد شاليط، يودعونه
بالأغاني والأهازيج والزغاريد
وكأنه يوم عيد أو ليلةً من ليالي
عرسٍ مهيب، خرجوا فيه جميعاً في
جوف الليل إلى الشوارع والطرقات
والميادين العامة، يهتفون
ويكبرون ويهللون، يتعانقون
ويتصافحون ويهنئون بعضهم
بعضاً، يوزعون الحلوى
والسكاكر، ويزورون بيوت الأسرى
وأمهات المعتقلين، وكأنهم في
مزارٍ أو موسمٍ أو مهرجان،
فعمرت الأفراح البيوت
الفلسطينية، وأشرقت البهجة على
الوجوه، وارتسمت البسمة على
الشفاه، فقد أزف يوم رحيل شاليط
وحانت ساعة عودته إلى بيته، فقد
كانوا في شوقٍ ولهفة لهذا اليوم
الذي يودعونه فيه عائداً إلى
بيته وأسرته الذين ينتظرونه منذ
خمس سنواتٍ في خيمةٍ أمام مكتب
رئيس الحكومة الإسرائيلية
بنيامين نتنياهو، الذي وعد قبل
أن يتسلم رئاسة الحكومة
الإسرائيلية بالتعجيل في
استعادته وتحريره، وإعادته إلى
بيته وأهله، مؤكداً عودته دون
تنازلاتٍ يقدمها لآسريه، ومن
غير شروطٍ يخضع لها، ودون
الإفراج عن عديد الأسرى
والمعتقلين الذين تصنفهم
أجهزته الأمنية بأن أيديهم
ملوثة بدماء الإسرائيليين. كان
وداع شاليط بالنسبة لسكان قطاع
غزة خصوصاً والفلسطينيين
عموماً حلماً يراود مخيلاتهم،
ويتراءى كالخيال أمام ناظريهم،
فكم تمنوا ألا تطول فترة وجوده
أسيراً بأيديهم، ومحتجزاً
عندهم، فما كان أحدٌ يرغب في
استبقائه، أو الاحتفاظ به بينهم
طويلاً، ولكن وداعه كان يبتعد
كلما اقترب، ويتعقد كلما ظن
الفلسطينيون أن شروطه قد تحققت،
وتنقلب حكومته على أي اتفاقٍ
قبل أن يوقع، وتتنكر لأي وسيطٍ
إذا نجح، ولكنه اليوم أضحى
حقيقةً لا خيالاً، وواقعاً لا
أحلاماً، فعما قريب سيتحرر
الأسرى، وسيعود المعتقلون
الفلسطينيون إلى بيوتهم
أحراراً، أعزةً كراماً، رؤوسهم
عالية، وقامتهم ممشوقة،
وهامتهم منتصبة، وخطاهم سريعة،
فقد أطلقت المقاومة سراحهم،
وحققت حلمهم بالحرية، وتمكن
المقاومون من فرض شروطهم،
وإكراه العدو على القبول بما
كان يرفضه، والإذعان لما كان
يظنه مستحيلاً، ويراه خطاً
أحمراً لا يمكن تجاوزه، ولا
ينبغي لأحدٍ التفكير فيه، أو
الاعتقاد بأنه يستطيع أن يفرضه
عليهم، ولكنه خضع في النهاية
واستسلم، وعاد ليبتلع بصاقه،
ويتراجع في كلامه، ويسلم
لمفاوضيه بقوة إرادتهم، وصلابة
مواقفهم، وقدرتهم الكبيرة على
الصبر والاحتمال والصمود وفرض
الرأي والموقف، فأعلن العدو
بلسان رئيس حكومته أنه لن
يستطيع أن يحقق أكثر من ذلك،
وأنه لا يمكن استعادة شاليط
بغير هذا الثمن، وأن آسريه
يملكون من القوة ما يستطيعون
فرض شروطاً أقسى، وأسماءاً
أخرى، وأماكن غير مرغوبة. وداعاً
شاليط بلسان كل طفلٍ فلسطيني
طال انتظاره لأبيه، وحال الأسر
بينه وبين والده، فلم يراه
سنينَ طويلة، ولم ينعم بأحضانه
طيلة عمره، ولم يتمكن من تقبيله
خلال الزيارات المحدودة إليه في
سجنه، فقد حالت القضبان
الحديدية والشباك الضيقة،
والحراس الغلاظ الأشداء،
وأخيراً العوازل البلاستيكية
والزجاجية من معانقة الأسير
لولده، ومنعته من تقبيل يد أمه،
ومصافحة إخوته وأحبته،
والاستمتاع باستقبالهم ساعةً
في الشهر وربما ساعةً في السنة،
فاليوم يودع الأطفال
الفلسطينيين وأمهاتهم وأخواتهم
وكل الشعب الفلسطيني شاليط،
ويلوحون له بأيديهم مودعين
ليستقبلوا برحيله آباءهم
وإخوانهم وأحبتهم، ففي وداعة
حرية، وفي رحيله اجتماع شمل،
وفي عودته استعادة للبسمة
والأمل، وفي غيابه يعود الأمن
لغزة، والسلامة لأبنائها،
والطمأنينة لأهلها، وتنفك عرى
الكثير من مشاكلها وهمومها،
وتبطل دعاوى الاحتلال، وتسقط
معاذيره، ويصبح عليه لزاماً أن
يرفع الحصار عن غزة، ويوقف
العقاب الجماعي لأهلها، ويمتنع
عن الإساءة لسكانها ويتركهم
وشأنهم مع أنفسهم ومع جيرانهم
في مصر، يتدبرون أمرهم، وينظمون
شؤونهم، ويتفقون على آليات
التعاون والعمل المشترك، ويكون
قرارهم المستقل في فتح المعبر،
وتسهيل انتقال المواطنين
وعبورهم على جانبي الأرض
العربية، واستعادة العلاقات
التاريخية الحميمة بين الشعبين
المصري والفلسطيني. شاليط
كان ضيفاً ثقيل الدم فما
أحببناه، وكان شخصاً مكروهاً من
على دبابته أنزلناه، ومن يده
أخذنا البندقية، وجردناه من
ثيابه العسكرية، وعلمناه أننا
شعبٌ حرٌ يسعى لاستعادة حريته
ونيل استقلاله، والتخلص من
استعمار جيشه، ولكنه كان نزيلاً
متعباً لم نكن نتمنى استمرار
وجوده، فقد أرهقنا بقاؤه،
وأتعبنا وجوده، ونال من حياة
المئات من أهلنا الاحتفاظ به،
وكان سبباً في معاناتنا وفرض
الحصار علينا، ومنع اتصالنا
بأهلنا وشعبنا، وبسببه وعلى أمل
استعادته شن جيش كيانه حرباً
دموية على غزة، فقتل بسببه
المئات من شعبنا، ودمر قطاعنا،
وأحال حياتنا إلى معاناةٍ شديدة
وكربٍ عظيم، ولكن شعبنا عض على
جرحه، وصبر على ألمه، وشد
المئزر والحزام على بطنه، وحافظ
على شاليط في أسره، أملاً في أن
يستعيد به حرية أبنائه، ويطلق
سراح من قد مكث في سجون الاحتلال
أكثر من ثلاثة عقود، ويحرر من ظن
الاحتلال أنه سيقضي بقية عمره
في السجن، ومنه سينقل جثمانه
إلى أهله ليدفن. نودع
شاليط اليوم وكلنا أمل أن
نستقبل كل أسرانا، وأن نحرر كل
معتقلينا، وأن ننهي عهدهم مع
الأسر والاحتلال، وأن نحول دون
اعتقال المزيد أو العودة من
جديد إلى القيود والأسر، ولكننا
إذ نودع شاليط فإننا نتمنى أن
نستقبل ضيفاً آخر، وأن نأسر
جندياً جديداً، وأن ننال من
العدو بما يذله ويخزيه، فننزل
جنوده من دباباتهم، بل نسقط
طائراتهم، وندمر آلياتهم،
ونقودهم أسرى إلى سجوننا، ونضع
الأغلال في أيديهم لنحرر بهم من
تبقى من أسرانا، ونعيد الحرية
لمن استبقاهم العدو في سجنه،
ورفض أن يفرج عنهم لأنهم أدموه
وأذلوه، وقتلوا خيرة جنوده،
ومرغوا بالتراب أنوف النخبة من
وحداته العسكرية المختارة،
وأجبروا قادته على الخضوع
لشروطهم والنزول عند إرادتهم،
وداعاً شاليط وأهلاً وسهلاً بمن
سيأتي من بعدك أسيراً نذل به
جيشك وقيادتك، فإننا لن نستسلم
ولن نستكين، ولن نيأس ولن نهين،
حتى يعود إلينا آخر أسيراً،
ونهدم في أرضنا كل معتقل بناه
عدونا، لنخرج منه كل سجين من
شعبنا. ========================== هل
من علاقة بين تهديدات رموز
النظام السوري وما كانت تخطط
له إيران؟! محمد
فاروق الإمام قد
يتساءل المرء - وهذا تساؤل مشروع
– هل هناك من علاقة بين ما كانت
تخطط له إيران من عملية إرهابية
في الولايات المتحدة لاغتيال
السفير السعودي في واشنطن،
والتهديدات التي أطلقها كل من
مهندس الدبلوماسية للنظام
السوري وليد المعلم ومفتي
النظام أحمد حسون، الذي كان
صريحاً جداً في تهديداته
وتوعداته للغرب وأمريكا، فقد
جاء في مقطع فيديو تم بثه على
اليوتيوب قوله: "مع انطلاق
أول قذيفة صوب سورية فلبنان
وسورية سينطلق كل واحد من
أبنائها وبناتها ليكونوا
استشهاديين على أرض أوروبا
وفلسطين", ولا أعرف لماذا حشر
حسون فلسطين في تهديداته وهو
القائل قبل أشهر "لو طلب مني
نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية
أو باليهودية لكفرت بمحمد، ولو
أن محمدًا أمرني بقتل الناس
لقلت له أنتَ لست نبيًا"،
وأين كان هؤلاء الاستشهاديين
الذين يهدد بهم حسون طيلة
أربعين سنة لم نسمع عنهم بأن
عكروا صفو وأمن المستوطنين
الصهاينة في الجولان بأزيز
رصاصة واحدة؟ وأوضح
حسون تهديداته " أقولها لكل
أوروبا وأقولها لأميركا سنعد
استشهاديين هم الآن عندكم إن
قصفتم سورية أو قصفتم لبنان
فبعد اليوم العين بالعين والسن
بالسن والبادئ أظلم وأنتم من
ظلمتمونا". وأضاف
حسون "سنقول لكل عربي ولكل
إنساني لا تعتقدوا أن من سيقوم
بالاستشهاد في أراضي فرنسا
وبريطانيا وأميركا سيكونون
عرباً ومسلمين بل سيكون محمد
درة جديد وسيكونون كل الصادقين
الجدد"، وهكذا يثبت حسون على
نفسه ونظامه أنهم عصابة مافيا
يمتد خطرها إلى دول العالم
قريبها وبعيدها يشاركها في ذلك
نظام ملالي قم والمؤمنين بولاية
الفقيه في الضاحية الجنوبية في
بيروت، وأنها تزرع خلايا نائمة
من الإرهابيين الذين سيفجرون
السلم العالمي والأمن الدولي،
وبالتالي فإن على المجتمع
الدولي التحرك سريعاً لوضع حد
لهذه العصابة بعد كشف أوراقها
للعالم أجمع. أما
المعلم فقد قال في مؤتمره
الصحفي الذي عقده مع وزراء
خارجية دول أمريكا اللاتينية
التهريجي "إن أي دولة تعترف
بالمجلس الوطني غير الشرعي –
يقصد المجلس الوطني الذي شكلته
المعارضة السورية والذي أعلن عن
تشكيله في اسطنبول ولاقى
اعترافاً وقبولاً من الجماهير
السورية الثائرة في الداخل
وترحيباً كبيراً من العديد من
دول العالم - سوف نتخذ بحقها
إجراءات خاصة ورادعة". وقبل
تهديدات المعلم وحسون هدد رأس
النظام بشار الأسد - كما جاء على
لسان أحد أبواقه من المرتزقة
اللبنانيين "وئام وهاب"
على قناة الدنيا الناطقة باسم
النظام يوم 2 تشرين الأول الحالي
– بأن بشار الأسد أبلغ وزير
الخارجية التركي أحمد داوود
أوغلو خلال زيارة للعاصمة
السورية دمشق قبل نحو شهرين "إذا
حصل أي جنون تجاه دمشق، فأنا لا
أحتاج أكثر من ست ساعات لنقل
مئات الصواريخ إلى هضاب
الجولان، لإطلاقها على تل أبيب،
وفي الوقت نفسه سنطلب من حزب
الله اللبناني فتح قوة نيرانية
على إسرائيل لا تتوقعها كل
أجهزة الاستخبارات، كل هذا في
الثلاث ساعات الأولى من الست
ساعات، وفي الساعات الثلاث
الأخرى ستتولى إيران ضرب بوارج
أميركية ضخمة راسية في مياه
الخليج، فيما سيتحرك الشيعة
الخليجيين لضرب أهداف غربية
كبرى، وقتل أميركيين وأوروبيين
حول العالم، إذ سيتحول الشيعة
في العالم العربي إلى مجموعة
فدائيين انتحاريين صوب كل هدف
يرونه سانحا، وسيخطفون طائرات
شرق أوسطية". هذه
التهديدات التي أطلقها الأسد
الصغير وصبيانه المعلم وحسون
ووئام وهاب لم تقابل إلا بمزيد
من الإصرار والعزيمة والتحدي من
قبل الثائرين الذين صعدوا من
ثورتهم كماً وكيفاً.. عمودياً
وأفقياً، لتشمل الثورة كل المدن
والبلدات والقرى السورية وفي
مقدمتها العاصمة دمشق وحلب كبرى
المدن السورية، التي طالما كان
يدعي النظام أن ملايين هاتين
المدينتين تؤيد النظام وتدافع
عنه وتتمسك به. أما
المجتمع العربي والدولي فقد
قابل هذه التهديدات الكونتيشية
المضحكة بمزيد من القرارات
الفاعلة للتصدي لهذا النظام
الوحشي المتخلف، لوقف تغوله في
سفك دماء المتظاهرين السوريين
السلميين الذين قدموا خلال سبعة
شهور من ثورتهم المباركة أكثر
من خمسة آلاف شهيد، بينهم نحو
مئتي طفل وعشرات النساء وأكثر
من عشرة آلاف جريح وضعفهم من
المهجرين إلى الدول المجاورة،
فقد دعت الجامعة العربية إلى
اجتماع عاجل لوزراء الخارجية
سيعقد يوم غد الأحد في القاهرة،
لاتخاذ القرارات المناسبة ضد
هذا النظام الذي يقتل شعبه بدم
بارد، في حين صعدت الدول
الغربية وأمريكا من عقوباتها ضد
النظام ورموزه والتي بدأت تشل
النظام وتربكه، وتسعى إلى
استصدار قرارات من مجلس الأمن
والمجتمع الدولي لمعاقبة هذا
النظام الذي يرتكب مجازر ضد
الإنسانية كما جاء في تقارير
منظمة حقوق الإنسان العالمية. نتمنى
على روسيا والصين أن لا تبقيان
تغردان خارج سرب المجتمع الدولي
نصرة للنظام السوري السادي،
الذي استلهم من قرار النقض الذي
اتخذته موسكو وبيجين في مجلس
الأمن ضد قرار يدين هذا النظام،
المزيد من ارتكاب جرائمه
الوحشية بحق الأطفال والنساء
والشيوخ والمتظاهرين السلميين
الذين يواجهون آلته العسكرية
الفتاكة بصدورهم العارية..
نتمنى على روسيا والصين أن
تُعمل العقل في تعاملها مع
الملف السوري وتبتعد عن
الاعتبارات المصلحية والمادية،
فهناك شعب يذبح في سورية من
الوريد إلى الوريد منذ سبعة
أشهر، والشعب في سورية مصمم على
ثورته حتى تحقيق النصر وفرض
إرادته على قاتليه مهما طال
الزمن وكبر الثمن، فعلاقتكم مع
هذا الشعب ومصالحكم ترتبط
بمصالحه، وليس بدعم وتأييد حفنة
من القتلة هم في طريقهم إلى
مزابل التاريخ، وعندها ستفقدون
كل هذه المصالح دفعة واحدة
فالشعوب لا تنسى الصديق فتكرمه
ولا تنسى العدو فتجافيه!! ========================== جواد
بولس هل
يمكن تعليم الحكمة؟! الاستزادة
بالمعرفة جائزة وضرورية لتجاوز
الحياة بسهولة أو بصعوبة لكنني،
لا أومن أن تعليم الحكمة ممكن. قيل لي
مرةً إن الحكمة تتحصل مع مرور
السنين، فسمعت كهلا يتمنى يا رب
ما زلت انتظرها. القصة
تبقى عند من لا يستزيد معرفةً
وخبرةً من صروف التاريخ أو
دلاله. والقضية تبقى أن الحقيقة
كلما كانت بسيطةً، إنكارها يكون
مغالطة وكذبًا، لكنها، كلما
تعقدت وعمقت، نقيضها يقبل
التأويل بذات المستوى
والاحتمال. فلو
قلنا مثلًا أن الحياة (عندنا أو
في سوريا) هي آية حقيقية وشيء
جميل ومدهش وأجمل الخيارات لقال
أحدنا هذه حقيقة لا نقاش حولها،
مع أن نقيضها يحتمل ذات الصواب
والقبول، فعندما يقول آخر إن
الحياة (عندنا أو في سوريا) هي
مأساة وعبء لا تستوجب التضحية
والعطاء، تكون هذه أيضًا حقيقة
جائزة ومن الصعب وصفها ببساطة
ووضوح على أنها مغالطة أو كذبة. تفكرتُ
بهذا عندما تجاذبني موضوعان
هامان، قرأت عنهما في صحافة هذا
الأسبوع. سوريا بشار ونظامه،
الذي يخشى عليه غيورون كثيرون
لأنهم ما زالوا يعتقدون أنه
نظام مقاوم ممانع لسياسة
أمريكا، سهم الامبريالية
والاستعمار السام والقاتل. فكل
من يقف في وجه أمريكا تحل عليه
البركة ويستوجب الدعم والهتاف
فالأصل أمريكا والطاعون أمريكا
وأمريكا هي الداء والداء أمريكا!. أمّا
الموضوع الثاني ألأقرب إلينا
والأنفع لنا هو ما أعلنه النائب
إبراهيم صرصور بصوت عال وواضح
ومستنفِر، "إذا لم يعلِن
المجتمع العربي فرض حالة
الطوارئ على نفسه فلن يتوقف
العنف!"، هكذا نقلت المواقع
والأخبار استغاثة النائب
وتصريحه المستفيض حول ما آلت
إليه أوضاع مجتمعنا واستشراء
ظاهرة العنف المقيت في كل بقعة
وناحية. "إنّها الغابة يا أخي"
كان عنوان إحدى مقالاتي في
العام المنصرم. والغابة هي
الغابة، لا يحتفل بها إلّا ضاري
الحيوان ولا ينتعش فيها ويستبد
إلّا مفتول العضلات وشديد البأس
ولا يفلت إلّا ماكر وطفيلي. قرأت
ما يكتبه دعاة سوريا البعث
والأسد، ولا أعتقد أن هنالك
أيّة إمكانية لتغيير رأي أحدهم
أو إقناعهم بخطأ موقفهم. لهم
ذلك، لكنني مندهش من بعض
الاستعارات والأمثلة التي سيقت
في معرض تعزيز موقفهم وتفنيد
موقف الآخرين. لا يمتلك أحد عصا
الساحر ولا ترياق التاريخ
ليفاخر بنشوة طاووس أنه على
صواب وغيره على شفا هاوية
وخيانة. ولذا سنعود، حتمًا، إلى
هذا الشأن وسنكتب فيه وعنه
قريبًا ولكن أن يصرح أمين عام
الحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه
سيقف مع أمير قطر وملك السعودية
إن بادرت أمريكا في عملية إطاحة
بهما، فهذا ما لم أفهمه وما لم
تستسغه أذن وما لم يرتح له قلب
ولا عقل. القضية
أكثر تعقيدًا أو أبسط بكثير.
ولكن سوقَ هذا المثل في هذا
الانسياب والقناعة والتبسيط
فيه نوع من استهزاء بالتاريخ
وأكثر بالقراء والعقول. وهذا
يشبه تمامًا ما دعا إليه قبل
أشهر مثقف ليبرالي علماني يساري
حين صلّى لنصر
طالبانيّ
في أفغانستان على أمريكا،
دعا ودعانا أن ننضم إليه وننتظر
ساعة الظفر على طاعون أمريكا
لننعم في بساتين وأريج طالبان
وما يعدونه للفجر الجديد والفتح
المبين. أن
نقرأ تحليلات عن أوضاع تتفاعل
وسيرورات تتدفق وتتعثر وتحاول
مجددًا لهو أمر جيد، ولكن
المزعج أن تأتينا هذه التحليلات
بلغات قواميس صلُحت لعوالم مضت
وتغيّرت، فاليوم تلائمه لغة هذا
العصر الجديد والفجر المنبلج. عانينا
منذ قرون من توقف اللغة وتعطيل
العقل والعيش في صدف التاريخ
وكهوفه وأراني أننا نعاني
اليوم مضاعفًا من هذا الأرق
والداء. فما الفرق بين من ما زال
ينكر على الإنسان نزوله على سطح
القمر وبين من يصر على إقناعنا
أنّ ستالين هو رمز للطيبة
والعطاء والبناء فهو خلاصة
إنسانية الإنسان وروحها. فيلسوف
اليونان قال قبل دهور "لا
يمكن دخول النهر ذاته مرتين فلا
النهر ذات النهر ولا الإنسان
ذاته"، ولكن اللافت ما قاله
أحد تلاميذ هذا المعلم حين أصر
أنه من المستحيل الدخول إلى
النهر ذاته حتى مرة واحدة. ما
يجري في سوريا وحولنا يهمنا
وسيؤثر علينا وعلى مصائرنا في
هذه المنطقة ولذا يتوجب أن
نتابعه ونفهمه ونقول رأينا فيه
وتمنياتنا لمستقبله، ولكنني
قلتها دومًا، وأكررها،
مياديننا هنا وهنا تبقى صرخة
النائب إبراهيم صرصور ذات وقع
خاص وأهمية قصوى وتستوجب
الإصغاء وقبول النداء والتحدي،
ولذا على كل فرد وحزب ومؤسسة
وواع ومسؤول أن يتنادى لوضع رؤى
عملية لآليات عمل ومجابهة عساها
توقف تمادي ضواري الغاب وكواسره. في
النهاية لا حيرة بين سوريا
والدم المسفوك هناك وبين ما
يسفك من دماء في شوارعنا وقرانا
ومدننا، لان الدم هو الدم،
فهناك يسفك من أجل حرية تواجه
سلطة ومالًا وجاهًا
واستبدادًا، وهنا يسفك من أجل
حرية ومستقبل وبقاء، نتمنى أن
لا يكون فقط للأقوى بل للأفضل
أيضًا. أعطوا
لسوريا ما لسوريا وأعطونا ما
لضمان الأمن والسلامة والبقاء.
لن يسعفنا تباك على شمس غربت ولا
استحضار أرواح مواضٍٍ مهما كانت
غالية علينا أو على بعضنا.
فلسوريا رب سيحميها، ولنا، ماذا
لنا؟ لنا ما علَّمنا الدم
والسكين أن لا نكون كمن بنفسه
يذهب إلى حتفه أو كما قال الحكيم:
"كمن أتتكَ بحائنٍ رجلاهُ". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |