ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 22/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

روسيا الاتحادية: وكالة حصرية بحماية الدكتاتوريات العربية،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذج...!!!

(1-3)

د.خالد ممدوح العزي*

الجزء الأول

موسكو مركز تحاور فاشل:

منذ مدة قصيرة تعيش العاصمة الروسية موسكو حالة غير طبيعية من خلال توافد زيارات مستمرة لوفود من المعارضات العربية وممثلين للانظمة الدكتاتورية التي لاتزال موسكو تشكل لهم حاجزا منيعمن السقوط المذوي ، فالزيارات السريعة التي أتت من ليبيا وسورية واليمن وأخيرها وفد حزب الله اللبناني الذي كان اخر الوفود لشكر موسكو على وقفها مع دكتاتوريات المنطقة وتقديم يد العون والامتنان لموقفها ،فالزيارات الى بلد القياصرة الجدد لم تكن نافعة وذات نتيجة مثمرة فاعلة ،فعدم الوصول الى شيء يساعد موسكو من ان تساهم في حل لازمة من الازمات العالقة يدل على الخوف والالتباس الفعلي التي تعاني منه موسكو حيال الثورات العربية وزلزالها المتصاعد ،والذي يشكل تهديدا قويا لروسيا وصقورها القابعين في الكريملين واخراجهم من الشرق الاوسط نهائيا بسبب تعامل روسيا الغير اخلاقي والغير انساني مع ثورات هذه المنطقة وشعوبها ،فموسكو تحاول ان تكون لاعبا قويا في هذه الدول المتصدعة من خلال دعواتها المتكررة لزيارتها في دارها ، من خلال وفود المعارضة والموالاة لكي تقرب وجهات النظر بينهما علها تعيد الثقة المفقود بينهم ،لكن موسكو تفقد لشرطين اساسيين في الوساطة:"المصداقية،والمبادرة".

الخوف الروسي من الثورات العربية :

في 7 أكتوبر "تشرين الأول من هذا العام ،إثناء دفاع روسيا لاستخدامها حق النقد "الفيتو" ومنعها لتمرير قرار دولي يدين العنف السوري الذي يستخدم ضد الشعب من السلطة القمعية ، الرئيس الروسي قال:" بصراحة بان روسيا سوف تدين وتعيق أي قرار دولي وأممي يحول تغير الأنظمة من خلال قرارات دولية ،وعلى السوريين والآخرين التغير في دولهم دون التدخل الخارجي "،وهنا يكمن بيت الأصيل في الموقف الروسي الذي يعيق أي قرار دولي ،ليس حبا بسورية وإنما خوفا على نفسه من هبوب رياح التغير العربية نحو موسكو والذي قد تلقي صدى كبير في جمهوريات الاتحاد الروسي الإسلامي التي تعاني من مشاكل كثيرة وكبيرة مع موسكو ونظامها، وأيضا الدول الإسلامية التي تعتبرها روسيا ملكا اقتصاديا وامنيا لها، إضافة إلى أزمة كبيرة اقتصادية تعاني منها روسيا تصل إلى حد الفقر وسط الشعب الروسي بسبب نهب ثرواته الاقتصادية من رجال المافيا الروس ، مما دفع بروسيا بالتشويش على هذه الثورات العربية منذ بدايتها ، ودعم دكتاتورية هذه الأنظمة ، والوقف إلى جنبها وشن حملة إعلامية وسياسية ضد الثورات وقادتها ومناضليها، باعتبارها من صناعة الغرب التي تحاول تفكيك الدول العربية وبمساعدة القاعدة التي تسيطر على قيادة الثورات الشعبية لبناء دول إسلامية متطرفة، فهذا الخوف من الثورات استدعى من القيادة الروسية بالوقف بحزم ضد هذه الثورات بالرغم من معرفة روسيا الخفية بخسارة هذه الأنظمة ونجاح الثورات ،لكن روسيا تخوض معركة دبلوماسية دولية لمنع العالم من التدخل في شؤونها بسبب غياب الحرية والديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان لذلك تقف روسيا هذا الموقف المتعنت مع نظام بشار الأسد إضافة إلى أمور أخرى تصارع بها ضد الغرب.

مواقف روسيا من الثورات خاصة سورية :

لا شك بان موقف روسيا من الثورة السورية والثورات العربية موقف ملتبس وغير واضح الطرح بعيدا عن المنطقية ،فالمشكلة عميقة بين روسيا والثورات الديمقراطية منذ ثورة ربيع بوخارست عام 1956 عندما قمع الاتحاد السوفيتي هذه الثورة بواسطة الدبابات والأسلحة الثقيلة التي استخدمت لقمع الشعب الهنغاري خوفا من امتداد لهيب الثورة إلى عواصم أخرى من دول حلف وارسو،لكن التجربة تكررت في براغ عام 1986 في تشيكوسلوفاكيا،حيث تم قمع الانتفاضة بطريقة وحشية وقمعية بواسطة قوات عسكرية خاصة من دول حلف وارسو،فكان الانتقام شديد ،مما ترك اثأرا سلبية في نفوس الشعب البوهيمي والشعوب الأخرى من الذين تم قمعهم من قبل دولة كانت تدعي بحرية الشعوب وتقرير مصيرهم ،بالوقت الذي نشب ربيع براغ مع ربيع باريس في العام 1968 والذي سميي هذا الربيع بثورة الشباب التي غيرت مجرى الحياة الفرنسية والذي أدى إلى تغير الجمهورية الرابعة وبناء الجمهورية الخامسة الذي لعب فيها الشباب دورا طليعيا في عملية التغير ، فروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي لم يختلف توجهاتها كثيرا في التعامل مع الثورات الأخرى التي نشبت في خلفيتها السياسية والاقتصادية ،منذ العام 1989 وثورات دول الاتحاد السوفيتي إلى دول البلقان ومن ثم العراق ويوغسلافيا وليبيا وأوكرانيا وجورجيا وحاليا سورية ،التي خسرتهم جميعا بسبب الخوف وعدم التعامل الواضع مع التغيرات التي تعصف فيها ،بالرغم من ان روسيا هي التي انقلبت على الاتحاد السوفيتي من خلال ثورة شعبية أنتجت من خلالها دولة روسيا الاتحادية، وأعطت هي دول الاتحاد السابق، الاستقلال السياسي والاقتصادي ،لكن الخوف والالتباس في الموقف الروسي يبقي السياسة الروسية غامضة وغير محبة من الشعب الأخرى ،وبالتالي يتم تعرض المصالح الروسية في المنطقة لخطر وإقصاء روسيا عن موقعها ودورها في دول الثورات وخاصة العربية كليبيا وسورية التي أضحت روسيا عدوا لدودا لشعوبها وتحق إعلامها يوميا في ساحة الحراك الشعبي ،بسبب موت الشعوب اليومية من خلال التواطؤ الروسي مع هذه الأنظمة التي تقتل شعوبها بالسلاح الروسي الفتاك الذي يتم دفع ثمنه من مال هذه الشعب التي تقتل به.

القيادة الروسية و الثورات العربي:

فإذا كانت القيادة الروسية السياسية والدبلوماسية تصارع من اجل مصالح روسيا الاقتصادية والمادية من خلال مواقف سياسية تسجل على روسيا وسياسيتها ،لكن الغاية تبرر الوسيلة ،فالروس يخوضون معركة قوية جدا ضد الأمريكان والغرب ،وسورية هي إحدى حقولها الميدانية إضافة إلى مناطق أخرى لا تقل أهمية عن سورية ،فالغرب يقود معركة مزدوجة ضد روسيا :

1-محاولة إبعادها من الشرق الأوسط يحاول إبعادها عن المنطق وقرصنة مصالحها الاقتصادية والتي تعتبر موارد أساسية لها كتجارة السلاح وتنقيب النفط والغاز ،فكان العراق وثم ليبيا التي تعتبر روسيا بأنها أخطأت وصدقت كلام الغرب من خلال تصريها لهم بتغير النظام الليبي وفيما بعد تم التنكر لمصالح روسيا التي كانت ليبيا سوقا كبيرا للسلاح الروسي والخبراء العسكريين والتقنيين والتنقيب عن النفط كما كان الوضع في العراق ،واليوم سورية لذلك روسيا تقول ولا تريد تكرر السيناريو الليبي في سورية بالوقت الذي يعتبر الدور الروسي في سورية جدا ضعيف.

2- محاصرة روسيا عسكريا من خلال نشر درع صاروخي في أوروبا والتي استقبلت تركيا جزاء منه وبالتالي روسيا تعتبر بان هذه الأنظمة العسكرية الصاروخية مباشرة ضد روسيا وليس ضد الدول الدكتاتورية التي تبرر أمريكا سبب نشرها للأسلحة.

3- الخوف الروسي من استخدام الثورات العربية من اجل نقلها الى روسيا ونشرها في المناطق الإسلامية التي لا تزال النار فيها تحت النار.

4- الخوف الروسي من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرت حركة طلبان مجددا على أفغانستان،ونقل المعركة إلى دول إسلامية خاصة بروسيا وبالتالي تتحول المعركة مع روسيا مباشرة ضد الحركات الإسلامية المتطرفة وتكون نجحت أمريكا بالخروج من المآزق الأفغاني ونقل المعركة إلى روسيا التي تقوم روسيا بهجمة عنيفة ضد الأصولية الإسلامية المتطرفة الممثلة بحركة القاعدة.

5-الحالة الاقتصادية الداخلية الروسية التي قد تكون شرارة الثورة الجديدة في روسيا وتنمية فكرة الربيع الروسي تغير النظام الحالي،وبظل هذه الأوضاع الصعبة التي تفرض نفسها على روسيا وقادتها ،أدت بطرح اسم الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين في مقدمة المرشحين للرئاسة القادمة.

فاذا كان الموقف الروسي الرسمي يكمن بالخوف من نقل بذور هذه الثورات إلى الدول العربية ،لكن الموقف الداخلي يختلف بين مؤيد ومعارض بين السياسيين والأحزاب والإعلاميين والدبلوماسيين،

فالاختلاف واضح جدا في التعاطي مع حركة الثورات العربية والتعاطي معها داخليا وخارجيا ،في المشهد الأولى والذي نره واضحا في خطابات الرئيس ميديفيديف نفسه وتناقضاته الملتبسة في تصريحاته،إضافة إلى الاختلاف الواضح بين وجهة نظر الخارجية سرغي لافروف،ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل مرغيلوف في التعاطي مع الثورات العربية من خلال تصريحاته التي يطالب فيها مثلا الرئيس الأسد بتنفيذ الإصلاحات سريعا ،من خلال لقاءه مع الوفود المعارضة التي يستقبلها مرغيلف نفسه بعيدا عن استقبالات الخارجية الروسية .

إضافة إلى الخلاف بين الإعلام المرئي والمكتوب ،فالمرئي كان يتجاهل الثورات العربية ،ويحاول تشويه الثورات من خلال ترجمة خطاب الأنظمة العربية ونشرها على الشعب الروسي ،بالإضافة إلى الهجمة العلنية على الحركات الإسلامية التي تقود الثورات العربية ،والتي كان وراء هذا الخطاب هو المنظرين الصهاينة الذين استخدم الاعتراض الروسي والتباسه في موقف ضد الإسلام الذي يحاول تغير الخارطة الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط والتي تشكل خطرا على إسرائيل وعلى أمنها القومي في وسط أسيا،فالمعارضة الروسية التي تعارض نظام روسيا الحالي أضحت لانتقال رياح الثورات العربية إلى روسيا والعمل على الإطاحة بهذا النظام.

لكن هناك معلومات هامة تعرضها المعارضة السورية والتي تقوم على:"كون المخابرات السورية تقوم بدفع مبالغ كبيرة وكثيرة لأشخاص ذو تأثير كبير على السياسة الروسية وقيادتها السياسية من "مخابرات وسياسيين روس يمتلكون صدقات قديمة مع النظام السوري الحالي من اجل استخدامهم بالضغوط على الساسة الروس ،من اجل تروج لبقاء النظام الحالي،ولإقناع الروس به ، والاستمرار بدعم النظام السوري . إضافة للضغط الإسرائيلي الذي يقوم به شخصيا رئيس الوزراء الصهيوني بنيمين نتانياهو ،على القيادة الروسية بسبب الفوضى القادمة التي سوف تحدثها التغيرات الجديدة للثورات العربية التي سينعكس مدها القريب على دولة إسرائيلي وشعبها المعرض للخطر من سيطرت الإسلاميين المتطرفين على هذه الأنظمة العربية الجديدة ،فالتالي وجود النظام السوري الحالي هو ضمان امني واستراتجي لأمن الدولة العبرية التي تلتزم بها موسكو .

المعارضة والنظام السوري ضيوف الكريملين :

لم يكن كلام المبعوث الروسي للشرق الاوسط مخائيل مارغيلوف مجرد زلت لسان ،اثناء لقاءه وفد معارضة الداخل السوري الذي ارسله النظام الممثل باعضاء الجبهة الوطنية القومية التي يراسها حزب البعث السوري ،مرغيلف الذي طالب النظام بالجلوس على طاولة الحوار الوطني التي تعمل روسيا على انجاحها، والتي دعت اليها وفد المعارضة في الداخل وتم توجيه دعوة لللمجلس الانتقالي السوري لاستضافتها .مرغيلف الذي يوقل بصراحة على النظام السوري الجلوس الفوري مع المعارضة الحقيقية وليس المعارضة التي يشكلها او يختارها النظام بنفسه وحسب مزاجه ،وهذا يعني بان المعارضة الاخيرة التي جئت الى موسكو ماهي الا صورة جديدة للنظام السوري الحالي الذي يحاول اللعب على مفهوم المعارضة والخلاف بين الداخل والخارج ،وبمعارضة شريفة واخرى عملية.

لقد ذهب وفد المعارضة السوريةالى روسيا بتاريخ25 حزيران "يونيو "2011 برئاسة رضوان زيادة منسق المكتب الخارجي للمجلس الانتقالي السوري،فالوفد الذي جاء لتلبية دعوة موسكو الرسمية عرض مواقفه مع المبعوث الروسي للشرق الاوسط السيناتور مارغيلوف وكانت جلسة تعارف بين الطرفين على مواقفهم ،بظل تصاعد الاوضاع في سورية بطاريقة عنفية من قبل النظام وقمعه البشع للمتظاهريين السلمين ،لكن موسكو اضحت متمسكة اكثر بالنظام الحالي وتشكل له مظلة دولية لمتابعة اجرامه وبظل الضغوط الكبيرة التي اضحت تحاصر نظام الاسد حاولت موسكو مجددا فتح تغرة في جدار النظام السوري المتغطرس من اجل انقاضه من مآزقه الخارق فيه،فحاولة ارسال وفد الى سورية يتضمن مهلة للنظام لتطبيق وعوده الاصلاحية ،وبالوقت نفسه دعت موسكو مجددا المعارضة السورية لتلبية زيارتها في موسكو من اجل بحث فتح حوار بين السلطة والمعارضة ،لقد لبت المعارضة في موسكو مجدد بتاريخ 8 ايلول سبتمبر2011 من خلال وفد سوري معارض برئاسة دعمار القربي عضو المجلس الانتقالي السوري رئيس الهيئة الوطنية السورية لحقوق الإنسان ،فكان اللقاء ودي بين الطرفين ، وتم شارح امور كثيرة، ولمخاوف الطرفين ،دون الالتزام منهما باي التزامات امام الطرف الاخر، وبعدها ارسلت موسكو بطلب وفد الدولة الرسمي الذي جاء الى موسكو بتاريخ 10 ايلول" سبتمبر" 2011 برئاسة بثينة شعبان مستشارة الاسد السياسية والاعلامية ،ولكن الروسي كانوا منزعجين جدا من طرح ونقاش مندوب السلطة الديماغوجي اثناء محاضرة لها في معهد العلاقات الدبلوماسية الروسية في موسكو تحت عنوان" بثينة شعبان : كلما اصلحنا.. كلما زادوا الضغوط علينا وشنوا عمليات ارهابية..! ،والذي عبر عنه مارغيلوف اثناء زيارته الى بيروت بتاريخ في 12 ايلول من العام نفسه والذي قال :" بان تصريح السيدة شعبان في موسكو ذكرتنا بمحاضرة من ايام الاتحاد السوفيتي السابق".

*كاتب صحافي وباحث في الشؤون الروسية ودول الكومنولث.

Dr_izzi2007@hotmail.com

يتبع في الجزء الثاني

============================

" مبادرة الجامعة العربية" بين قراءتين

عقاب يحيى

احتجّ الشباب ومعهم الشعب السوري الثائر على قرار(مبادرة) الجامعة العربية، إن كان لجهة المضمون الظاهر الداعي للحوار مع نظام طغمة القتل، أو لمنحه فرصة أخرى لمدة خمسة عشر يوماً.. وكأنه ضوء أخضر جديد للإمعان في نهجه الدموي العنفي .. ثم ..!!!!! ..

لنقل أن غضبة الشباب والشعب في مكانها لجهتين :

 الأولى : أن مجرد طرح فكرة الحوار مستحيلة التحقيق، تثير المشاعر، وتدلل على مستوى التفكير بجوهر الأزمة التي قادها النظام وواصلها، وكأنهم يعطونه صكّ غفران عن كل الجرائم والموبقات وعمليات القتل العمدي، والاعتقال الفظيع، والتقطيع والتمثيل بالجثث، وهذا الدمار لبعض المدن.. وجملة نتائج النهج الدموي.. وكأنهم يقولون له : عفا الله عن كل آثامك وما اقترفته يداك الملطخات بالدم، ودع عنك ذلك وافتح صفحة جديدة.." صالح فيها شعبك".. وتحوّل من قاتل، ومجرم، وسفّاك للدماء، ومنتهك للحرمات إلى "حضاري" يؤمن بالحوار والمصالحة.. والجلوس"هادئاً" مع قوى المعارضة لمعالجة الوضع "المتفجر" والكفّ عن القتل والعنف.. على طاولة مستديرة مثلك مثلهم .

 هذا كلام كان يمكن أن يقال، ويمكن سماعه، وربما التعاطي معه لو جاء في الأيام الأولى لانتفاضة الشعب السوري.. وهو دوماً يثير تساؤل من لا يريد فهم جوهر وتركيب الطغمة التي لا تملك، ولا تعرف سوى نهجاً وحيداً : القوة، والقمع، والفتك، والقتل، والتخويف ، وإركاع البشر، والتعامل معهم كرعاع، وحشرات....وهل يمكن لهكذا طغمة أن تنقلب على ذاتها وتصبح أخرى ؟؟..

أمّا وقد سالت الدماء للركب، أمّا وقد فظّعت الطغمة بالشعب تنكيلاً، وقنصاً، واغتيالاً للناشطين، واعتقالاً لعشرات الآلاف. أمّا وقد أغلقت كل المنافذ على كل من راهن على حوار ومصالحة..

أمّا وقد قدّمت الثورة آلاف الشهداء، والمفقودين.. وعشرات آلاف المعتقلين، وأثبتت جدارتها وتصميمها على تحقيق شعارها الوحيد : إسقاط نظام الطغمة بكل مركباته ورموزه، وبات الهدف أمام الأنظار، وبين أيدي الشباب الثائر، والشعب المؤمن بالتغيير..

فإن دعوات الحوار ليست باطلة وحسب، بل تصل في نظر الشعب السوري الثائر إلى مرتبة الخيانة لكل شخص، أو طرف معارض يرتكبها، فيقبل أن يمدّ يده، أو يجلس مع الطغمة.. فكيف إذاً هو حال قوى الثورة الفعلية وأطرافها الرئيس؟؟.. وهل يمكن لأحدهم أن يعبر بفكره، مجرد عبور، خاطر الصفح عن الدماء التي أريقت.. وهذا الكمّ من الآثام المقترفة بحق شعبنا"ليصفح" و"ينسى" والسؤال البسيط المطروح : من يعوّض أولئك الشهداء الذين أزهقت أرواحهم لأنهم طالبوا بالحرية؟؟.. وكانوا سلميين يواجهون الرصاص بصدورهم العارية، وحناجرهم المؤمنة بقدر التغيير ؟؟..

 لنضع جانباً الشعب السوري وثواره في الهيئة العامة للثورة السورية وبقية التشكيلات الأخرى، ونطرح السؤال على أصحاب المبادرة : هل تعتقدون وتتصورون للحظة واحدة أن الطغمة الغاطسة بالدماء، المتعجرفة بزهو ما تملك من وسائل القتل، المتكبّرة، المتغطرسة، والمصابة بجنون الانفصام، وأوهام الإخضاع.. يمكن أن تقبل بمبادرتكم فتلتزم بالشروط الموضوعة.. وأولها : إيقاف العنف، وسحب الجيش وأجهزة الأمن من المدن.. ثم " الجلوس" إلى طاولة الحوار مع جميع أطراف المعارضة ؟؟..(لاحظوا تأكيد المبادرة على جميع وما تعنيه من خلفيات) ..

 النظام يخشى أشباحه التي تطارده، وهو على يقين بأن مجرد إرخاء قبضته الأمنية، وعمليات القتل اليومي، وسحب الجيش وأجهزة الأمن والشبيحة.. سيسقط فوراً.. حين سيخرج شعبنا بأغلبيته الساحقة في جميع المدن، ومن مختلف المكونات السياسية والدينية والمذهبية(وأولهم في الطائفة العلوية) معلناً قراره بإسقاط النظام ..

 والنظام الطغمة العائلة الفئوية لا يعترف بمعارضة صلبة تضع إسقاطه في أول أهدافها، بل ما هو أدنى من ذلك.. إنه يريد" معارضة" حلزونية رخوة من تلك التي يولدها من رحمه، وتلك الخارجة من بطنه وعلى حوافه، وبعض المرتبطين به وبأجهزته الأمنية وتصديرها وتصويرها كمعارضة يتحاور ويتفق معها على بقائه وفق منظوره، وما يريد.. بينما استبعد ويستبعد حتى القوى الوسطية في المعارضة، فكيف بقوى الثورة الشبابية، والمجلس الوطني المتناغم مع أهدافها : إسقاط النظام هدفاً مركزياً ؟؟؟..

 الثانية : تتعلق بالمهلة .. التي تذكر شعبنا بمهلة وزير خارجية تركيا بعد زيارته لرأس النظام ومنحه مهلة /15 / يوماً.. وكأننا أمام مناقصة للعروض التي تتعدد فيها المُهل، وكلما تأخر الإنجاز مددت ثانية حتى إنجاز المطلوب، ولسنا إزاء قضية شعب تسفك دماؤه يومياً ويسجل العداد قائمة جديدة كل يوم، وكأن وزراء الخارجية العرب، وقد أمهلوه قبلها، يعتقدون أن مهلة الخمسة عشر يوماً كافية لأن يُجهز النظام على الثورة فيئدها، أو أنه جاد، وصادق، ويحسّ بالمسؤولية تجاه شعب، ووطن يتعرض للدمار ولعديد المخاطر التي تلوح في أفق يستدرجه منذ اليوم الأول للانتفاضة الثورة.. كي يصدّق فهلويته وعبقريته حين اعتبر الانتفاضة فتنة، ومؤامرة ...

 شعبنا، بل ووزراء الخارجية والداخلية العرب.. وكل مخلوقات الدنيا.. تعلم علم اليقين أنه مع هكذا طغمة لا تنفع لا مهلة ولا فرصة(أخيرة)، لأنها مركّبة هكذا، ولأنه يستحيل أن تسلك غير نهجها الدموي.. الذي يمكن أن تطعّمه بلون القتل حين تزعم أنها تقوم بإصلاحات، وأنها تحاور نفسها وتبعياتها وملحقاتها.. وفق أوهام لا تعني سواها ..

 ****

 لكن لو وضعنا الظاهر في المبادرة جانباً، وحاولنا قراءة مضمونها بتأنٍ، وما بين وخلف السطور سنجد لوحة أخرى مخالفة للنقطتين اللتين ذكرناهما، والتي تتصف ب :

1 جميع وزراء الخارجية العرب ومعهم الأمين العام الذي زار دمشق مرتين يعلمون علم اليقين طبيعة تركيب الطغمة الحاكمة، واستحالة الاستجابة لما ورد في المبادرة، إن كان لجهة المهلة الممنوحة، أو لجهة الشروط التي تتضمنها، أو لقبوله بالحوار مع كافة أطياف المعارضة، أو للنيّة بعقد اجتماع طارئ في أي وقت قبل المهلة، أو بعيدها، الأمر الذي يطرح السؤال المشروع : طالما أنهم يعرفون ذلك، ومتأكدون من رفضه لمبادرتهم، ومن استحالة تحقيق الشروط الواردة فيها.. فلمَ إذاً هذه المبادرة؟، ولماذا لم يضعوا اقتراح تجميد عضوية نظام الطغمة موضع التنفيذ ؟؟..

2 إن مجرد انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بدعوة استثنائية يحمل بحد ذاته معنى كبيراً . إنه إنذار واضح بأن الوضع غير المحتمل للشعب السوري لا يمكن السكوت عليه، وأنه يجب وضع حد قاطع لفعل النظام ونهجه الدموي . وأن الجامعة العربية معنية باتخاذ ما تراه ضرورياً حيال نظام لم يستجب لأدنى المبادرات، ورفض حقن الدماء ودرء المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها البلاد .

3 في أكثر من مقال، ومقطع صغير لي، وعبر قراءتي لتطور لوحة الوضع في بلدنا : تناغماً بين وتيرة الثورة الصامدة التي تثبت جدارتها، وقدراتها الفائقة على إفشال مخططات النظام لإخمادها بالقتل والاعتقال والترويع، وهذه الشجاعة النادرة لشعب مصمم على انتزاع حريته مهما غلت وبلغت التضحيات، وبين لوحة الوضعين العربي والدولي نقرأ حقيقة ساطعة تتلخص في فرض الثورة واقعها على الجميع : عرباً ودولاً أجنبية، ودفعهم عبر تضحياتها وصمودها إلى اتخاذ مواقف متدرجة، متصاعدة من نظام الطغمة، اتصفت بالقوة في الأشهر الأخيرة، بالقياس إلى ما سبق، وشمولية هذا التطور عديد الدول، رغم الموقف الروسي والصيني، ودخولهما مرحلة السمسرة، والبحث عن المخارج .

4 لوحة الوضع الدولي، ومعه العربي الرسمي، تشير إلى ما يمكن اعتباره بسياسة الدحرجة التي تعني أمرين واضحين :

الأول : قناعة أطراف تلك اللوحة باستحالة أن يبدّل نظام الطغمة نهجه، وبالتالي ممارسة نوع من التضييق والحصار عليه بما يدفعه لردود فعل عصبية تغرقه أكثر بالعنف والدماء حتى يصبح أسيرها تماماً، وغير قادر على الخروج من مغطسها، وبحيث يستحيل عليه معها التراجع، أو الانتقال إلى ما يمكن اعتباره مصالحة، أو حوار(مع أطراف الأزمة) . وبالتالي : تسقط كل إجراءاته التي يعتبرها إصلاحية في مستنقع ممارساته الدموية وتغرق فيها.. وبما يقوده للاختناق .

الثاني : نقمة الشعب السوري على النظام الطغمة وما يمارسه من قتل يومي، تصبح معها المطالبة بالحماية الدولية أمراً ضرورياً للحفاظ على أرواح وحياة البشر، وتطوير هذا المطلب إلى آخر يمكن أن يكون مفتوحاً على أشكال من التدخل الخارجي.. الذي يساعد الشعب في التخلص من طغمة القتل .

 على الأرض : النظام يغرق بالدماء التي تحاصره، فتطارده أشباحها ولا يملك غير الإيغال فيها، وتصعيد فعل العنف كرهان وحيد، وبالتالي فإن كل قراراته وإجراءاته الإصلاحية هي جوفاء ولا تهمّ سواه، ولا تنفعه بشيء لأنها باتت وراء الشعب وثورته، وحتى وراء النظام ذاته، ولهذا لم يعد سوى السقوط مآلاً وحيداً.. بغض النظر عن زمن وآليات، وثمن السقوط ..

 وبالوقت نفسه لقد شرعنت الثورة الثورية مطلب الحماية الدولية وطلب مراقبين دوليين لحماية المدنيين وأرواحهم تحت وقع الواقع، وكرد فعل طبيعي على ممارسات النظام الدموية ، واليوم فإن الأغلبية الساحقة من قوى الحراك الثوري تضع هذا المطلب في صلب مواقفها .

5 إن النصّ في المبادرة العربية، وفي أكثر من مكان، على وجوب قيام النظام الطغمة بالحوار مع كافة أطراف المعارضة السورية(وتعني ضمناً وتحديداً قوى الثورة والمجلس الوطني، إلى جانب القوى الوطنية الأخرى المعارضة) بعد تلبية الشروط التي نصّت عليها، تعني في قراءة سياسية واضحة أن الجامعة العربية تضع النظام أمام الفرصة الأخيرة، وكأنها تقول له : أعذر من أنذر، وأنها بحلٍ من أية اعتبارات حينما ستقدم هي، وربما المجتمع الدولي، على اتخاذ إجراءات نوعية تقطع نهائياً الصلة به، ولا تتوقف عند تجميد عضويته فيها..

6 هذه القراءة واضحة لما بين السطور وما خلفها، وهي تتلاقى مع ملامح التحولات في المواقف الدولية التي من المنتظر أن تخطو خطوات جريئة في نزع الغطاء عن نظام الطغمة، وربما ما هو أكثر، وأشمل .

7 بقي القول : أن الطغمة هي المسؤول الرئيس عن إيصال الأمور إلى هذا الوضع، وهي من قادت إليه برعونتها ودمويتها ونهجها وعقلها المريض الحاقد، وهي من يتحمل تبعات ما يحصل لها، ولبلدنا العزيز.. لأنها لم تفكر إلا بالقتل، وكسر إرادة المواطنين بالقوة، وإلا بالاستفشار والتكبّر الذي يحتقر البشر ويستهين بحقوقهم وكرامتهم وحلمهم وإرادتهم .

 كما أنه يجب تسجيل كلمة أخيرة : بأن صمود الشعب السوري وبسالته التي تصل حد الخوارق، واستعداده المفتوح للتضحية، وإصراره على سلمية ثورته، وعلى شعار إسقاط النظام.. هو العامل الحاسم في جميع تطورات المواقف العربية والدولية، وهو الرهان للحفاظ على الثوابت السورية الوطنية في حرية بلادنا، واستقلال قرارها الوطني، وفي وحدة سورية السياسية والجغرافية للدولة المدنية الديمقراطية، التعددية القادمة .

============================

صفقة وفاء الأحرار: إعجاز في الانجاز

بقلم/ حسام الدجني

Hossam555@hotmail.com

إنه إعجاز في إنجاز صفقة وفاء الأحرار، في تأكيد على ما ذهب إليه دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية بأنه يوم من أيام الله، فلولا توفيق الله ثم تصميم المجاهدين ما نجحت الصفقة، فما هي مراحل تلك الإعجاز...؟

 

أولاً: المزاوجة بين الحكم والمقاومة

في ظل نظام عالمي أحادي القطبية تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، ونظام إقليمي عربي ضعيف، حققت حركة حماس فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/2006م، لتعلن جهراً بأنها تتبنى خيار المزاوجة بين العمل المسلح ضد إسرائيل وبين ممارسة الحكم، وكان هذا من وجهة نظر بعض المراقبين بأنه مراهقة سياسية، ولكن الإعجاز الأول هو نجاح الحركة الإسلامية بذلك، فبعد ثلاث شهور فقط من أداء حكومة حماس اليمين الدستوري، جاءت عملية الوهم المتبدد.

 

ثانياً: عملية الوهم المتبدد.

الإعجاز الثاني يتمثل في العملية ذاتها من حيث التخطيط والتنفيذ، فعلى عكس المتوقع إسرائيلياً بأن أي عمل مقاوم سيأتي من فوق الأرض، ولكن المقاومة حفرت نفقاً طويلاً ومن خلاله زحف المجاهدون السبع لينقضوا على الجنود الإسرائيليين من الخلف، فيقتلوا جنديين ويخطفوا ثالث، على الرغم من التحذيرات الأمنية الصهيونية لقواتهم المنتشرة على الحدود مع غزة، والتي دفعت قادة جهاز الشباك الإسرائيلي بأن يعترفوا بإخفاقهم في إفشال عملية الوهم المتبدد، بعد أن زعموا في إعلامهم بأنهم قاموا بعملية خاطفة في جنوب القطاع اعتقلوا بموجبها مصطفى معمر وشقيقه، وحسب الشاباك فإن مصطفى معمر هو أحد أفراد الخلية التي ستنفذ عملية الوهم المتبدد، وفيما لو صحت رواية الشاباك والتي أذاعها الإعلام العبري، فإن مخاطر تنفيذ العملية ستكون كبيرة، وهنا المعجزة الثانية، وتتمثل في إصرار المقاومة على التنفيذ، ونجحوا خلال ثمانية وعشرون دقيقة من تنفيذ العملية والعودة بالجندي الإسرائيلي شاليط.

 

ثالثاً: عملية إخفاء الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط

المعجزة الثالثة تتمثل في أضخم انجاز أمني لحركات المقاومة في التاريخ المعاصر، فأن تحتجز جندي في مساحة 365 كم2، وتستطيع الهروب من أعين ثلاث أجهزة مخابرات صهيونية هي الموساد والشاباك وأمان، بالإضافة إلى مساهمة عدة أجهزة استخبارات دولية، فإن ذلك معجزة، ولكن تلك المعجزة مستمدة من صمود وصبر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي رفض العروض الصهيونية لتقديم معلومات حول مكان شاليط مقابل مكافأة تصل قيمتها عشرة ملايين دولار، على الرغم من الحصار والفقر، ولكن النجاح في الانجاز أزال عتمة الحصار ليرى النور مرسوماً على وجوه المحررين وذويهم.

 

رابعاً: المفاوضات بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية

الإعجاز الرابع يتمثل في عملية التفاوض وشخوص المفاوضين، بحيث اتسمت العملية التفاوضية على مرتكزين هامين:

الأول: ورقة القوة التي يمتلكها المفاوض الفلسطيني ومتمثل في الجندي جلعاد شاليط.

الثاني: طول نفس المفاوض الفلسطيني ودرايته بالعقلية الأمنية الصهيونية، فأنجز ما تمنى.

 

خامساً: عملية التسليم والتسلم

أكثر من ثلاثين سيارة من نفس اللون والنوع، دخلت معبر رفح في عملية أمنية معقدة، ومناورة عسكرية تؤكد على قدرة المقاوم الفلسطيني في خداع التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، فتمت عملية تسليم الجندي شاليط بدون أدنى معلومة أمنية قد يستفيد منها هذا العدو الماكر، وفعلاً نجحت العملية وتم تسليم شاليط حسب الاتفاق لقادة جهاز المخابرات المصرية، وتبدأ المرحلة الأولى من عملية وفاء الأحرار، وهذا أيضاً إعجاز في الانجاز يسجل لحركة حماس.

 

سادساً: لوحة استقبال المحررين

أما المعجزة الأخيرة وهي اللوحة الجميلة التي رسمتها الضفة الغربية وقطاع غزة في استقبالها للأبطال، بحيث رسمت رايات الفصائل الفلسطينية المتعانقة والتي تهتف جميعها بالانجاز الوطني، صورة جميلة، ورسالة سياسية للقادة بأن الوحدة الوطنية والمصالحة باتت خياراً شعبياً، وأن البيئة السياسية جاهزة لتنفيذ اتفاق المصالحة، وما على القيادة إلا بالبدء بالخطوة الأولى، وهذا إعجاز صفقة وفاء الأحرار بأنها ستكون خارطة الطريق لتحديد معالم الإستراتيجية الوطنية المقبلة، والتي تمثل المصالحة أولى ركائزها...

============================

وفاء الأحرار .. صور ودروس

أ.د/ عبد الرحمن البر

أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

«أيها الإخوان، إن الأمة التي تحسن صناعةَ الموت، وتعرف كيف تموت الموتةَ الشريفةَ؛ يَهَب الله لها الحياةَ العزيزةَ في الدنيا، والنعيمَ الخالدَ في الآخرة، وما الوهن الذي أذلَّنا إلا حبُّ الدنيا وكراهية الموت، فأعِدُّوا أنفسَكم لعملٍ عظيم، واحرصوا على الموت تُوهَب لكم الحياة.. فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة».

تلك هي الكلمات التي ختم بها الإمام الشهيد حسن البنا (رسالة الجهاد)، والتي قفزت إلى مخيلتي وأنا أتابع بدموع الفرح مشاهد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني، والعزة التي ارتسمت على وجوههم وفي عيونهم، والكلمات التي نطقت بها ألسنتهم، بل القذائف التي خرجت من أفواههم، تعبيرا عن حالة مبهرة من الصمود الذي تأبى على الاهتزاز والإرادة التي استعصت على الكسر، فأثبتوا أن الجهاد وحده هو السبيل لتحرير الإنسان والأوطان، وبه وحده يعلو الحق، ولا تعطي الأمةُ الدنِيَّةَ في دينها ولا في حقوقها، ولا يستهينُ بها أعداؤها، وبذلك تجمع عزَّ الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، وها هم أبناء البنا وياسين والرنتيسي يحققون في وقتٍ قليلٍ عن طريق الجهاد ما عجزت الأمة في سنواتٍ طويلةٍ عن تحقيقه من طريق التفاوض والاستسلام الذي راح أصحابه يروِّجون -وراحت الأمة تسمع لهم- أن الجهاد إرهابٌ تنبغي محاربتُه، وشرٌّ يجب الوقوف في وجهه، حتى استخذى بعضهم من التفوُّه بهذا اللفظ بعد أن حُذف من مضابط جلسات القمم.

الانتصار على النفس أولا:

«إن ألفَ معركة خاسرةٍ في ميدان الحرب مع الأعداء أهونُ من معركة واحدةٍ خاسرةٍ مع النفس، وإن المجاهد إذا دخل المعركة مزعزعَ الإيمان مضطرب العقيدة متعلقاً بالشهوات سقط عند أول اختبار» تلك هي الحقيقة التي وعاها أسود حماس والقسام والجهاد في فلسطين، فتمت النجاحات التي حققوها أولا في ميدان النفس قبل أن تكون واقعاً حياً على الأرض، فرفضوا الهزيمة النفسية، ولم يضعفوا أمام كل الإغراءات والإغواءات، وصمموا على الصمود والشموخ والثبات وعدم الانحناء أمام عواصف الفتن الهوجاء، وفي وجه كل الضغوط من الصهاينة والمتصهينين والمنهزمين أمامهم، وسَخَتْ أنفسهم بالشهادة في سبيل الله، ولم يبخلوا على وطنهم بنفوسهم

يجود بالنفس إذا ضَنَّ البخيلُ بها=والجودُ بالنفس أقصى غايةِ الجود

إن هذه الروحَ المعنويةَ العاليةَ وهذا الإيمانَ القويَ المتدفقَ بالله، وهذا الحب الجارف للوطن، وهذه العزيمة الماضية والإرادة المصممة على تحقيق الأهداف النبيلة؛ كانت السبب الأساسي لنجاح صفقة وفاء الأحرار، التي حررت الأسرى الأبطال، وأعادت معهم إلى الأمة روح الانتصار، وغيَّرت ميزانَ القوى في المعركة مع الصهاينة المجرمين، وحددت الطريق الأنسب لاستعادة فلسطين وتحرير المقدسات.

حتى لا ننسى .. سلاح الاستشهاد:

لا يمكن أن نغفل في غمرة هذا الفرح صناع هذه الفرحة الأصليين، من الاستشهاديين الذين دوخوا الصهاينة وحيروا مخابراتهم وأذلوا أنوفهم، وأصروا على تقديم أرواحهم قربانا لنجاح قضيتهم وتحرير وطنهم، وهنا لا بد من التذكير ببعض أقوال أولئك الأبطال: يقول الاستشهادي حاتم طلال شعبان رحمه الله في وصيته: «قد اخترت هذا الطريق إيمانا مني بأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الذي من خلاله سنحرر أرضنا، أدعو الأمة الإسلامية أن تسير على درب الجهاد في سبيل الله، وتنسى طريق المفاوضات والمساومة على الأرض».

ويقول الاستشهادي محمد هزاع الغول رحمه الله: «ما أجمل أن أكون الردَّ؛ لتكون عظامي شظايا تفجر الأعداء، ليس حباً في القتل، ولكن لنحيا كما يحيا الناس، فنحن لا نغني أغنيةَ الموت، بل نتلو أناشيدَ الحياة، ونموت لتحيا الأجيالُ من بعدنا».

أما الاستشهادية دارين أبو عيشة رحمها الله فتقول: «لأنَّ دور المرأة الفلسطينية لا يقلُّ في شأنه متانةً عن دور إخواننا المجاهدين، فأهَبُ نفسي رخيصةً في سبيل الله سبحانه وتعالى؛ انتقاماً لأشلاء إخواننا الشهداء، وانتقاماً لحرمة ديننا ومساجدنا، وانتقاماً لحرمة المسجد الأقصى».

أما السيدة أم نضال أم الاستشهاديين محمد ونضال وياسر فرحات فتقول لابنها محمد وهي تودعه ليفجر نفسه في الصهاينة وقد غلبها البكاء: «إياك أن تصدق دموعي، فإنها دموع أمّ تزفُّ ابنَها إلى الحور العين فأطعْ ربك، وجاهدْ، واثبتْ حتى تلقى ربك».

ثم توجِّه تلك السيدةُ العظيمةُ نساء الأمة، فتقول: «من يحب الله والوطن فلا يتوانى عن تقديم أبنائه فداء له، والأم التي تحب ولدها تطلب له النجاة في الدنيا والآخرة، وتدفعه للجهاد والشهادة ولا تجزع عند فوزه بها، ولا تشمت الأعداءَ بشعبنا بدموعها على شاشات التلفزة».

إنه ليس حبا في الموت، ولكنه استشهاد؛ رغبةَ في حياةٍ عزيزةٍ للأمة، وعيشةٍ كريمةٍ لأبناء الوطن، فأكْرِمْ بالطالب والمطلوب!‍.

الصفقة الرابحة.. الإنسان والوطن:

لقد كان لافتا عظمة وعبقرية المفاوض الفلسطيني، الذي حرص على أن تشمل الصفقة الأسرى من كل الفصائل تعبيرا عن وحدة الدم الفلسطيني، وأن تشمل الأسرى من كل مناطق الوطن في غزة والضفة والقدس وما يسمى بمواطني الثمانية والأربعين تعبيرا عن وحدة التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، وأن تشمل رفع الحصار عن غزة تعبيرا عن كسر الإرادة الصهيونية، وأن تتم وفق ترتيبات حمساوية قسامية معقدة أذهلت الجميع تعبيرا عن كفاءة المقاومة واستعصائها وتفوقها على كل أجهزة الرصد والاستخبارات الحديثة، وأن تكون برعاية وضمان مصري تعبيرا عن العمق الاستراتيجي والغطاء المصري للمقاومة الصادقة، خصوصا بعد الموقف المصري الشعبي الرافض بوضوح للتواجد الدبلوماسي الصهيوني على أرض الكنانة، حتى ليمكننا القول باطمئنان: إن هذا الإنجاز الرائع هو أحد تجليات الثورة المصرية المباركة، وهو علامة بارزة على تقدم المشروع التحرري العربي الإسلامي على حساب المشروع الصهيوني الذي يزداد انكسارا يوما بعد يوم، وهذا كله إعلان بأن بين الأمة وبين تحرير الأقصى بإذن الله مسافةً جد قريبة إذا توحدت وارتبطت بالله القلوب، واجتمعت على الحق الآراء، وجدير بالفرقاء في فلسطين أن ينتهزوا هذه اللحظة التاريخية لإتمام المصالحة والاتفاق، لتتوجَّه كلُّ الطاقاتِ لاستردادِ الأرضِ المغصوبةِ، والحقوقِ المسلوبةِ، بدلاً من ارتماءِ البعض على أعتابِ أمريكا، أو التَّسَكُّعِ على موائدِ المفاوضاتِ التي لم ولن تردَّ الحقوقَ المسلوبةَ، بل على العكسِ تعملُ على أن تمكِّنَ للغاصبِ وتُعطِيه شرعيةً.

لا مجال لليأس في مواجهة عدو منهزم:

 بعد هذه الأعمال البطولية التي حققتها المقاومة لا ينبغي أن نلقي أذنا لأولئك المثبطين والمخذلين والساعين لجر الأمة مرة أخرى إلى مربع اليأس والإحباط، فرايات النصر والعز والشرف أوشكت أن ترفع فوق مآذن الأقصى بإذن الله، ما دام في الأمة أبطال من عينة أبناء القسام وياسين والرنتيسي ومشعل وهنية والزهار.

لا تقولوا: زَرَعَ الزَّارِعُ والباغِي حَصَدْ

ذهبَ الأقْصَى وضاعَتْ قُدْسُنا مِنّا وحَيْفَانا ويَافَا وصَفَدْ

لا تقولوا: حارسُ الثَّغْر رَقَدْ

أنا لا أُنكرُ أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ

والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ

أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمِنا المسْكونِ بالوَهْمِ انْتَشَرْ

غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلفُ باللهِ الأحَدْ

أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ، وعدوَّ اللهِ لنْ يَلْقَى من الله سَنَدْ

لنَ يَنَالَ المعتدِي ما يبتَغِي في القُدْسِ... ما دامَ لنَا فيها وَلَدْ

((فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.))

===========================

مندس سوري قادم من زنزانة إسرائيلية

بدرالدين حسن قربي

مهما قيل عن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينية الإسرائيلية، فإنها لاشك تبهج القلب من جانبها الإنساني على الأقل، ومهما قيل عنها في الأخبار، فإن الخفيّ من قصصها ومآسيها مما يألم له القلب أكثر وأكثر، فمع كل أسير ألف حكاية وحكاية عن كل يوم أمضاه في قيود الأسر وقيعان السجن بعيداً عن الأهل والأحباب. ومع ذلك، يبقى هناك أسيران من بين المئات الذين أطلق سراحهم، فرّقت بينهما أشياء وأشياء إلا أن وحدةً من نوع ما جمعت بينهما، فكلاهما انقلب إلى أهله ورجع من الأسر وحيداً.

أحدهما الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بطل صفقة التبادل وعمودها، الذي وجد في استقباله دولةً بحالها ومجتمعاً بأكمله، ومظاهر بهجة وفرح يعمّ الناس، ورئيس حكومة بشخصه وبعض وزرائه في استقباله، وناطقاً رسمياً على الفضائيات يلعلع: التزامنا مع ناسنا من شاليط وغير شاليط، أننا لا نتركهم مهما طال الزمن ولا نتخلّى عنهم مهما بلغ الثمن.وثانيهما المناضل ابن الثلاثين عاماً وئام محمود عماشة ابن الجولان السوري المحتل وأسيرها قرابة خمسة عشر عاماً الذي لم يجد في استقباله غير أسرته ثم فيما بعد أهل قريته، بل إن خبر إطلاق سراحه من التلفزيونات السورية وصحافتها مرّ كخبر أقل بكثير من خبر عادي جداً، بل لم يكلف أحد من الرسميين حكومة ورئيساً ونظاماً خاطره أصالة أو نيابةً ولو باتصال سلامٍ وتحية، أو إرسال طاقة ورد قيمتها أقل من قيمة غداء في مطعم متواضع تعبيراً عن تهنئة.

وحتى لاندخل في ذمة المقاومين والممانعين فنضعف نفسيتهم، أو نتكلم عليهم بغير حق فنوهن عزيمتهم، فإن تجاهل الخبر لايعدو أن البطل الجولاني عبارة عن مندس أو سلفي أو جرثومة حتى وإن كان عائداً من أسر طال واستطال عند الإسرائيلين، ودليلنا إعلانه التضامن مع ثورة شعبه من داخل زنزانته في معتقل الجلبوع الإسرائيلي في 23 أيار/مايو الماضي،بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على ممارسات النظام في الاعتقال التعسفي وسفك لدماء السوريين العُزل وصل حد المجازر الجماعية،وتضامناً مع المحتجين ودعماً لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية، وانطلاقاً من قناعة راسخة بأن الحرية والديموقراطية والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة هي أهم توازن استراتيجي يمكن أن تحدثه سوريا على الإطلاق في مواجهة تحديات العصر فضلاً عن العربدة الإسرائيلية. ودليلنا أيضاً مخاطبته كل مدينة وقرية في الوطن السوري الحبيب: كماأن الوطن والحرية والكرامة لاتتجزأ، فإن النضال والقيم النضالية لاتتجزأ،أنا وأنت ياوطني والزمن على موعد مع الفرح الذي أريده فرحاً لكل المقهورين المعذبين والفقراء، ولكل من داست بساطير الأنظمة كرامتهم،أريده فرحاً لم نمارسه من قبل لكنه قادم، إنه الانتصار.

وفي رسالة نقل مضمونها محاميه قبل تحريره اعتبر أن الثورة السورية هي صاحبة رؤية تغيير شكل الحكم من نظام الحزب الواحد الشمولي الى دولة مدنية حديثة ديموقراطية تضمن مشاركة الشعب، وإن النظام السوري لديه ازدواجية بالمعايير، فمن ناحية هو يدعي حماية المقاومة، ومن ناحية أخرى يقمع ويقتل ويسلب الحريات. وعليه،فلم ينس إبلاغ أنصاره وذويه أنه يحب أن يُستقبَل على وقع زغاريد الثورة وهتافاتها ليس غير. وهكذا عاد وئام إلى قريته الجولانية المحتلة مثلما أراد أن يعود مندساً قادماً من زنزانة إسرائيلية محمولاً على أكتاف أهله ومحبيه، ونداء الجميع: الله، سوريا، حرية وبس، ويادرعا إحنا معاكِ للموت.

مبارك لك ياوئام حريتك، ونظافة ضميرك وطهر وطنيتك، وسلام عليكَ حراً بن حرٍ، وبورك بطن حملتك فيه حرة، غذتك بدمها حريةً وكرامة، وبلبنها عزماً وتصميماً، فما أوهنك الأسر ولا سجنه، رغم وهْن عودك وصغر سنك، بل كشفت فيه حرية السوريين المسروقة من مقاومة كاذبة، وكرامتهم المدعوسة من ممانعة مزيفة، فكنت وأنت في سجون آسريك مندساً كمندسي سوريا كلها تحلّق حرّاً طليقاً مع إخوتك وأهلك ومواطنيك على امتداد الوطن مع أحراره وحرائره المطالبين بالحرية والكرامة ممن قالت عنهم مافيات القمع والنهب أحياناً عصابات وأحياناً أخرى مندسيين. وبشراك موعداً مع الفرح لم نمارسه - كما قلتَ لنا - لكنه قادم قادم من أعماق الوطن إنه الانتصار

http://www.youtube.com/watch?v=

Xg5C5G89dK0&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=

Yj_DciSyquk&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=

270sEJQsSFc&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=

o9bgjxz-mXo&feature=related

============================

لماذا تنازلت إسرائيل في قضية الأسرى؟

د. فايز أبو شمالة

إن صفقة تبادل الأسرى الحالية خطيرة للغاية على أمن إسرائيل، وإنها أسوا بكثير من الصفقة التي رفضتها إسرائيل في عام 2009، هذا ما قاله للإذاعة العبرية رئيس الموساد الإسرائيلي السابق"مائير داغان" والذي أضاف: إنه ورئيس الشاباك السابق "يوفال ديسكين" رفضوا بشدة هذه الصفقة، وقد نجحوا في حينه بإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" بالتخلي عنها، وكان يمكن تنفيذ الصفقة بصيغتها الحالية قبل عامين ونصف من الآن.

   فما الذي يجرى في إسرائيل؟ وما الذي قلب الموازين؟ لماذا وافقت إسرائيل في سنة 2011، وتحت ظلال حكومة يمينية متطرفة على صفقة تبادل أسرى رفضتها في سنة 2009؟ ما الذي تغير في إسرائيل، ليؤيد غالبتهم 79% صفقة تبادل الأسرى؟

يقول يورام كوهين" رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي الشباك: إن الصفقة غير سهلة الهضم على المستوى الأمني والشعبي، لأنها تشمل تحرير 280 أسيرا شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون، وكان "يورام كوهين" قد أبلغ الوزراء الإسرائيليين أنه لم يعد هناك أي إمكانية لتحرير "جلعاد شاليط" بالوسائل العسكرية، علاوة على أنه لا يوجد أمل في أن تتوافر معلومات استخبارية عنه في القريب العاجل. ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن مصدر بارز في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن «الربيع العربي» والتحولات التي تمر في العالم العربي دفعت "نتانياهو" للاعتقاد بأن نافذة الفرص للإفراج عن شاليط تشرف على الانغلاق، وهذا ما دفعه للموافقة على الصفقة. بينما زعم "نتانياهو" نفسه: إن موافقته على صفقة التبادل جاءت لرفضه أن يتكرر سيناريو الطيار الإسرائيلي "رون أراد" الذي سقطت طائرته داخل لبنان قبل حوالي خمسة وعشرين عاماً، ولم يعرف مصيره حتى الآن.

ترى؛ هل ما قيل يكفي لاختراق المحرمات اليهودية، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقوا النار على الجنود الإسرائيليين؟ أم يمكننا الابتعاد قليلاً عن أرض فلسطين، والتفتيش فيالأسباب الخارجية المؤثرة في القرار السياسي الإسرائيلي، ومنها؛ توالي انحطاط مكانة الصهاينة اليهود على مستوى العالم، وهو ما يجبر قادة إسرائيل على التخفيف من غلوائهم، وأحقادهم، والاحتماء بصفقة تبادل الأسرى كملاذ لهم من كراهية العالم!.

 لقد تعرض اليهود إلى الهجوم خلال احتجاجات شارع "وول ستريت" في وسط نيويوررك، وألقيت عليهم مسئولية الأزمة المالية العالمية ومساعدة إسرائيل. وقد نشرت صحيفة معاريف مقاطع فيديو يتجادل فيها شاب أمريكي مع مسنٍ يهودي، يقول الشاب: أنا أعمل وأكسب 7 دولارات في الساعة، بينما أنتم "اليهود" تمتلكون المال الوفير. واتهم أمريكي من أصل أفريقي اليهود بأنهم يسيطرون على أمريكا، وقال: إن أصغر جماعة في أمريكا تسيطر على الأموال والأعلام وعلى كل شيء، كل الأصول تعود لرجال المصارف اليهود.

لقد أبرزت صحيفة معاريف التقرير السنوي الذي أعدته لجنة برلمانية إيطالية، جاء فيه: إن 44% من الإيطاليين لا يحبون اليهود، وإن 12% يشعرون بكراهية عميقة لهم.

فهل أفل نجم اليهود، وأسهم قطاع غزة في فضح حقيقتهم المجرمة على مستوى العالم؟ ليبدأ العد التنازلي لتفكيك أركان الكيان الذي ما زال يعتمد على يهود العالم في بقائه حياً؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ