ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عندما
تتكلم كاهنة دمشق أشعر بالغثيان محمد
فاروق الإمام في
مقابلة أجرتها كاهنة النظام
السوري بثينة شعبان مع صحيفة (اندبندانت)
البريطانية الصادرة يوم أمس
الجمعة 28 تشرين الأول الحالي
قالت في غمرة دفاعها عن نفسها
حول العقوبات التي فرضتها
الولايات المتحدة عليها "
ليست لدي أصول باستثناء أصول
حبي لأهل بلدي، فالأمريكيون
يفهمون الأصول على أنها دولارات
فقط، وأنا لا أملك دولارات في أي
مكان في العالم". وأضافت
شعبان "من المثير للسخرية
حقاً أن أكون على قائمة
العقوبات الأمريكية بينما تباع
كتبي في جميع أنحاء الولايات
المتحدة، وبإمكاني الذهاب إلى
أوروبا إن شئت، لكن خطة سفري
الوحيدة في الوقت الحاضر هي
القيام بزيارة محتملة إلى
السعودية". وحول
العلاقة مع قطر وتركيا، قالت
شعبان "أجد موقف تركياً لغزاً..
لأن سورية فتحت للأتراك البوابة
الأمامية للعرب وسمحت لهم
بالمجيء إلى هنا من دون تأشيرة،
وغمرت بضائعهم أسواقنا، ونحن لا
يمكن أن نلتزم بسياسات الآخرين
واعتقد أن هناك أسباباً أكبر
وأضخم، فسيكون هناك درع مضاد
للصواريخ في تركيا، والأخيرة
عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)". وأضافت
"لا أعرف ما هي في الكعكة
بالنسبة لتركيا، وحين سمعت بعض
التصريحات من قبل مسؤول تركي
عنا شعرت أنه كان من المفترض أن
يكون المعلم ونحن التلامذة،
ونحن لم نفعل أي شيء لإثارة هذا
الموقف من تركيا". وقالت
شعبان"إن موقف قطر يدعو
للاستغراب". كاهنة
دمشق بثينة شعبان لا تملك أصول
مالية في أمريكا ولا دولارات
وهذا تعرفه أمريكا ونحن والعالم..
وتعرف أمريكا ونحن والعالم أن
كتب هذه الكاهنة تباع في أوروبا
وأمريكا لأن ما فرضته أمريكا من
عقوبات على بعض الضالعين في قتل
الشعب السوري وسفك دم أبنائه هي
عقوبات رمزية بمثابة مذكرة
اتهام تسبق السوق إلى قفص
العدالة الذي ينتظرها وينتظر كل
أولئك الذين أوغلوا في ذبح
السوريين وتلوثت أيديهم بدمائه..
أما عن حبها لبلدها الذي تدعيه
فهو ضرب من ضروب الحب القاتلة
التي نراها صباح مساء في شوارع
وأحياء وبيوت وزنقات مدينتها
حمص العدية الصابرة المصابرة
التي تتلقى الطعنات في الظهر من
هذه الكاهنة المتنكرة لمياه
وملح المدينة التي نشأت وترعرعت
في أحضانها، كحال كاهنة أفريقيا
(ديهيا) التي – من فرط حبها
لبلادها – أحرقت الأخضر
واليابس وتركت تلك البلاد التي
كانت تمتد كبساط سندسي بواحاتها
وخمائلها وعمرانها في كل شمال
أفريقيا إلى صحراء قاحلة
أورثتها لأحفادها ومن جاء بعدها
قاعاً صفصفا. كاهنة
النظام السوري من فرط حبها
لبلدها حمص تشير على سيدها بشار
أن يرسل إليها فيالق الجيش
وقطعان الشبيحة والأمن ليسفكوا
دماء أهلها ويستبيحوا حرمة
منازلها ودور عبادتها ويدكوا
بالمدفعية أحياءها والبيوت على
رؤوس ساكنيها وقصف قباب المساجد
والمنارات على رؤوس المعتكفين
والمصلين والمحتمين بمحاريبها،
لتحصد أكبر عدد ممكن من الشهداء
يوم جمعة الحظر الجوي الذي ناهز
الخمسين ضحية.. ما أفظع هذا الحب
وما أشنعه أيتها الكاهنة!! كاهنة
النظام السوري تخطط – كما جاء
في المقابلة – لزيارة المملكة
العربية السعودية، دون أن تشير
إلى دواعي ودوافع هذه الزيارة
غير المرحب بها في بلاد الحرمين
الشريفين التي تأنف من استقبال
هذه الكاهنة الملوثة أياديها
بدم السوريين أشقاء أهل الحرم
الذين يتحرقون للذود عن أشقائهم
الذين يذبحون من الوريد إلى
الوريد على يد المافيا الحاكمة
في دمشق ومستشارتهم بثينة
شعبان، وحتى وإن كان في نيتها
الفرار – وقد اقترب الفصل
الأخير من نهاية النظام – إلى
تلك البلاد الطاهرة النقية،
فإنها لن تجد في استقبالها إلا
رجال الأنتربول يقتادونها إلى
لاهاي حيث محكمة العدل الدولية!!
أما عن
النعوت التي أمطرت بها هذه
الكاهنة تركيا الجارة والشقيقة
ودعاويها بأن النظام السوري هو
من فتح للأتراك البوابة
الأمامية للعرب وسمح لها
بالمجيء إليها من دون تأشيرة،
وغمرت بضائعها أسواق سورية
والبلاد العربية فشيء يثير
الضحك والسخرية، فأبواب العرب
كانت على الدوام مشرعة للأتراك
واستثماراتهم وخبراتهم
وبضائعهم قبل وصول سيدها إلى
سدة الحكم، والعرب والعالم كله
يعرف أن تركيا هي من انتشلت دمشق
من عزلتها وفتحت لها أبواب
أوروبا وأمريكا، ولبت رجاءها في
إقناع إسرائيل بالجلوس معها في
مفاوضات سرية لعقد اتفاق صلح
معها، فسهلت ذلك تحت رعايتها
لتكون الداعمة لها والضاغطة على
الصهاينة، وأن تركيا كانت إلى
الأمس القريب ناصحة وأمينة مع
النظام السوري تقدم له النصح
والحلول العقلانية لما يجري في
سورية من أحداث وتترك له الفرص
ليستدرك الأمر دون جدوى، حتى
إذا ما أعلنت عن موقفها الشجاع
إلى جانب الشعب السوري المظلوم
الذي يقتل بدم بارد على يد
جلاديه، أصاب هذه الكاهنة
وأسيادها في دمشق وإعلامهم
الصرع والجنون والسفاهة فراحوا
ينعتون تركيا ورجالاتها بأقذع
النعوت التي يعاف اللسان عن
ذكرها. أما عن
استغراب هذه الكاهنة من موقف
قطر حيال ما يجري في سورية من
مجازر وعمليات قتل فهذا دليل
إدانة لها ولنظام سيدها، وقد
كانت قطر إلى الأمس القريب
صديقة متميزة للنظام السوري تشد
من أزره وتدعمه في كل المجالات،
واستثمارات قطر في المشاريع
السورية الحيوية فاقت
المليارين، لأن قطر الصديقة
كانت صادقة مع النظام السوري
وقدمت له النصيحة تلو النصيحة
للكف عن جرائمه وسفك دماء شعبه
والاستماع إلى مطالب الشعب في
تحقيق أمانيه في الحرية
والكرامة والديمقراطية بأسلوب
حضاري، والتوقف عن الحل الأمني
في معالجة ما يجري، لأن العنف لا
يفضي إلا إلى العنف وخراب
البلاد وتدميرها وزيادة
الأحقاد والنزاعات والصراعات،
وبالتالي دفع المجتمع الدولي
للتدخل حفاظاً على الأمن والسلم
الدوليين، دون أن تجد الدوحة
عند النظام آذان صاغية إلى كل
هذه النصائح والدعوات، وعندها
كان لابد لقطر أن يكون لها موقف
واضح وحيادي من كل ما يجري في
سورية. أخيراً
أقول لكاهنة دمشق أن تقف للحظة
واحدة مع بقايا ضميرها إن كان
هناك بقية وتراجع حساباتها، ولا
توغل كثيراً في تنكب هذا الطريق
الذي تسير عليه فنتيجته محسومة،
والعبرة العبرة من دروس من
سبقنا وليس بيننا وبينها فواصل
زمنية وعليها الصدق مع سيدها
والإشارة عليه بأن يعتبر.. فأين
بن علي، وأين حسني مبارك، وأين
القذافي، وقد طوتهم الشعوب في
إعصارها الهادر الذي لا تقوى كل
طواغيت الأرض في الوقوف في
مواجهته أو النجاة منه لأن مع
الشعوب إرادة السماء ومع
الطواغيت إرادة إبليس وشياطين
الأنس، وشتان.. شتان بين
الإرادتين؟! ========================= الجيش
الحرّ هو جيش سوريا الوطني مجاهد
مأمون ديرانية رغم
أنني أتعرض إلى انتقادات شديدة
وهجوم كاسح كلما نشرت مقالة
رفضت فيها التدخل العسكري
الأجنبي فسوف أظل متمسكاً
بموقفي، لسبب واحد أرجو أن
يفهمه من لم يفهمه بعد، هو الخوف
على مستقبل وحرية سوريا، والحرص
على استقلالها أخيراً بعد الذل
المرير والاستعباد الطويل
اللذين عاشت فيهما حتى اليوم. يا
أيها الناس: لقد استُشهد الآلاف
حتى اليوم في سبيل استقلال
سوريا، فلا تخونوا دماء الشهداء
وتسلّموا البلاد لمن لا يريد
بها خيراً. هؤلاء الذي نتسوّل
اليومَ دعمَهم ونصرتهم هم أعداء
الأمس القريب، الذين أمدّوا
طاغية الشام القديم وطاغيتَها
الجديد بأسباب البقاء، الذين
حَمَوه ودعموه دائماً وراقبوه
ببلادة ولامبالاة وهو يُذيق
شعبه الأبيّ الحر الخسفَ
والهوان، الذين ترددوا في
الانحياز إلى جانب الشعب
المظلوم واستمروا يراقبون
ويسوّفون ويماطلون شهراً بعد
شهر وهم يتمنون -في سرّهم- أن
يتغلب النظام على شعبه الأبيّ
وأن يبقى هو الخادم الوفيّ
للغرب والحارس الأمين لإسرائيل. لا يا
أيها الناس! ما هؤلاء بأمُناء
على ثورتنا وما ينبغي لنا أن
نطمئن إليهم ولا أن نثق بهم، وفي
اللحظة التي نمنحهم فيها الإذن
بالتدخل العسكري سيهبّون فرحين
لتدمير جيشنا الوطني حتى لا
يبقى لسوريا الحرة غداً جيش
يهدد أمن إسرائيل، وسيكونون في
غاية الرضا وهم يحطمون البُنى
التحتية لبلادنا، الطرق
والجسور والموانئ والمطارات
والمصانع ومحطات الطاقة…
ليعودوا بعد ذلك بثياب المنقذين
المخلصين لبناء ما دمروه على
حسابنا وعلى حساب أولادنا. وقد
علمنا مما رأيناه من تجارب
غيرنا: إنهم إذا دخلوا بلداً
خرّبوه وأذلوا أهله ونهبوا
موارده وثرواته، ثم لا يكادون
يخرجون. لا
نريد أن تطأ أرضَنا نعالُ جنودِ
مَن كانوا إلى الأمس القريب
أعداءنا وأصدقاء نظامنا المجرم.
إن في سوريا من الرجال العظماء
من هو قادر على القيام بهذه
المهمة، هؤلاء هم أبطال جيشنا
الحر، نريد فقط إمدادهم بالدعم
والسلاح، على أن ندفع قيمة ما
يحصل عليه جيشُنا الحر من
مالنا، لا نريده صدقة ولا نقبل
مِنّة من أحد علينا، فإنّا نقطع
الغذاء عن أفواه أولادنا وندفع
قيمة السلاح الذي يحتاج إليه
جيشنا ولا نرهن مقابله بلادَنا
وقرارانا ومستقبلنا ومستقبل
أولادنا. * * * في
الشهور الأولى من عمر الثورة
استبعد الأكثرون أن يكون للجيش
السوري أي تأثير في الأحداث،
وذلك اعتماداً على ما يعرفونه
عن قياداته من طائفية وولاء
شديد للعصابة الحاكمة، ولم أكن
أنا من أولئك الأكثرين بحمد
الله، بل كانت ثقتي كبيرة
بوطنية عناصر وضباط الجيش، إلا
الأقل منهم الذين ارتبطوا
بالعصابة الحاكمة ارتباط
المصلحة والمصير. في
الثاني من أيار، قبل نحو ستة
شهور، نشرت مقالة عنوانها “الأنظار
تتجه إلى الجيش” تداولتها
مواقع كثيرة وما تزال منشورة
على المدونة التي تضم كل ما
كتبته عن الثورة حتى اليوم،
مدونة “الزلزال السوري”، وهي
طويلة ولا أستطيع إعادة سرد كل
ما فيها، لكنّي سأستشهد بفقرتين
منها بعد إذن القراء. قلت في
الأولى: “أنا أقرأ وأنتم تقرؤون
طول الوقت دراسات وتحليلات
تحاول فهم الأزمة والتنبؤ
بمصيرها، ولعلكم لاحظتم
إجماعاً أو شبهَ إجماع على أن
الجيش في سوريا ليس كالجيش في
تونس ومصر، لأنه جيش طائفي كما
يقولون، ولذلك صدر الحكم: سيبقى
الجيش مع النظام إلى آخر الطريق
وسوف يكون قوةً على الشعب لا معه.
وأنا أقول لهؤلاء الدارسين
والمحللين: إنكم مخطئون”. ثم قلت
في الثانية: “لقد قال أكثر
الناس من قبل، العوام منهم
والخبراء، إن الشعب السوري لا
يمكن أن يثور على حكومته لأنه
محكوم بقبضة حديدية، ويقول أكثر
الناس اليوم، العوام منهم
والخبراء، إن الجيش السوري لا
يمكن أن يثور، للأسباب نفسها
ولأن قياداته كلها من الطائفة
الحاكمة. لكن الشعب السوري
فاجأهم وثار، فما الذي يمنع
الجيش من أن يفاجئهم ويثور؟
بلى، سيثور الجيش السوري
العظيم، على أن ثورته لن تكون
كثورة الشعب، فهو لن يخرج إلى
الشوارع في مسيرات ولن يهتف
بسقوط النظام، وأيضاً لا
يُتوقَّع أن يقوم بعض ضباطه
بانقلاب، فهذا الأمر في حكم
المستحيل لشدة الرقابة والضغط
من أجهزة المخابرات والأمن
العسكري، هذا أولاً، وثانياً
ليس هو المطلوب أصلاً في ثورة
الشعب السوري. هذه الثورة
السلمية الجماهيرية المباركة
لم تصنع كل ما صنعته إلى اليوم
من إنجازات وتقدّم ما قدمته من
تضحيات ليقطع عليها الطريقَ
انقلابٌ عسكري يعيدنا إلى أول
الطريق! لا، كل ما هو مطلوب وما
هو متوقع من جيشنا السوري إنما
هو نفسه ما قدمه العسكريون
الشرفاء إلى اليوم، الذين
تمردوا على أوامر قياداتهم
ورفضوا قتل إخوانهم المتظاهرين
المسالمين”. * * * لقد
كان ذلك أملاً فانقلب واقعاً،
وكان خيالاً فصار حقيقة.
فليعلَمْ مَن يمثل ثورتنا وينطق
باسمنا، وليعلمْ العالم كله
بشرقه وغربه، أن لنا جيشاً حراً
مستقلاً سوف يحمي اليوم ثورتنا،
وسوف يحمي غداً بلادَنا بإذن
الله. هو إلى اليوم صغير في حجمه
قليل في عدده، ولكنه منذ الغد
كبير كثير بإذن الله، فإن
الأحرار الكرام من أهل الشرف
والمروءة الذين استعبدهم نظام
الأسد وجيّشَهم ضد أمّتهم
وبلادهم كثيرون، وهؤلاء
مستمرون في الانشقاق على جيش
الاحتلال الأسدي في كل يوم،
بدؤوا انشقاقهم آحاداً في أول
الأمر، ثم صاروا عشرات فمئات،
وهم اليوم آلاف وفي الغد عشرات
آلاف، فارتقبوا جيشنا القادم من
وراء حجاب الغيب، يمدّه بنصره
اللهُ القويُّ العزيزُ بإذنه
تعالى. وإن في
ملايين الأحرار الذين ثاروا على
الظلم والاستعباد من يرجو
ويترقب يوماً يفتح فيه جيشنا
الحر أبوابَ التطوع ليكونوا في
طليعة المتطوعين. قد يلتحق
بالجيش ألف أو عشرة آلاف، لن
يكون أحدهم أقلّ طلباً للشهادة
من العسكريين الشرفاء الذين
انشقوا عن جيش العبيد وأنشؤوا
جيش الأحرار. هؤلاء وأولئك
سيكونون ردءاً ودرعاً لجمهور
الثورة السلمية الكبير الذي يضم
الملايين في أنحاء سوريا كلها،
وليس أيٌّ من الفريقين بأقل
شجاعة من صاحبه، لا العسكري أو
المتطوع في الجيش وهو يرجو
الشهادة ويتحرك تحت مظلة الموت،
ولا المتظاهر السلمي الذي يخرج
ملتفّاً بكفنه واضعاً روحَه في
كفه، ما يدري إذا خرج في
المظاهرة أيعود حياً يمشي على
رجلين أم جثة في نعش يحمله
الأصحاب… بارك الله في
الفريقين جميعاً وكتب على
أيديهما النصر المبين. * * * يا
أيها الناس: إن دعم الجيش الحر
من أوجب الواجبات، ليس لمصلحة
الثورة اليوم فقط بل لمصلحة
سوريا في الغد أيضاً، حتى لا
نبقى رهائنَ جيش حزبي أو طائفي
يتحكم بحكومة بلادنا الحرة،
وحتى لا تكون سوريا ضعيفة أمام
التهديد الخارجي من أي طرف كان.
وهذا الدعم مطلوب من جهتين؛ من
الثورة في الداخل، ومن المجلس
الوطني في الخارج: (1)
فأما الثورة فعليها أن ترفع
شعار “الجيش السوري الحر هو جيش
سوريا الوطني”، وأن تجعل هذا
الشعار أساساً لحملة كبيرة
متصلة تصرّح بها لافتات الثورة
وهتافاتها، وأن تضغط على المجلس
الوطني ليدعم الجيش الحر على كل
المستويات. (2) وفي
مرحلة لاحقة، ذات يوم قريب أو
بعيد، سوف يستكمل الجيش الحر
بإذن الله بناء أساسه وهيكله
ويدعو إلى التطوع. إنّ قادته
وضباطه الكبار أعلم بما يحتاجون
إليه من طاقات وخبرات، فربما
دَعَوا إلى تعبئة جزئية فجمعوا
من خدم في سلاح الإشارة مثلاً أو
في الدفاع الجوي أو في القوات
الخاصة، وربما وسّعوا الباب
فدعوا كل راغب في الجهاد مستعد
لحمل السلاح، وللسلاح أهله كما
أن للثورة السلمية جمهورها،
فأجيبوا الداعي كما يدعو حين
يدعوكم. (3)
وأما المجلس الوطني فمطلوبٌ منه
أن يعترف بالجيش اعترافاً
رسمياً ويعتبر مجلسه العسكري
قيادة عسكرية شرعية في سوريا،
وأن يسعى لتأمين ما يحتاج إليه
الجيش من مال وسلاح وذخيرة ودعم
إعلامي ولوجستي، بما في ذلك
المناطق الآمنة التي يحتاج
إليها لإيواء قيادته وكتائبه
وتطوير عملياته. ============================ بين
القصور الذاتي والمؤامرة
الخارجية بقلم:
محمد عادل فارس من
يقرأْ حال الفرد المسلم،
والجماعة المسلمة... والعالم
الإسلامي، يجد مبشّرات ومحبطات. تتمثل
المبشرات في صحوة إسلامية
متنامية، تفرض نفسها في أنحاء
العالم الإسلامي، بل في أنحاء
العالم كله، وتتمثل في إقبال
قطاعات متزايدة من الشباب،
ذكوراً وإناثاً، على الالتزام
بالإسلام، والسعي لإقامة
الحياة الإسلامية، على المستوى
المحلي والعالمي، وإحياء
العلوم الإسلامية، والثقافة
الإسلامية، والتراث الإسلامي... ويتبع
ذلك دخول عشرات الآلاف، كل عام،
في الإسلام، ممن كانوا يعتنقون
ديانات أخرى، فضلاً عن توجّه
مئات الآلاف إلى الإسلام، ممن
كانوا محسوبين على الإسلام –بحكم
شهادات الميلاد- ولم يكونوا قبل
ذلك يكترثون بالدين، بل ربما
كانوا يحاربونه!. ويترافق
ذلك مع انتشار الكتاب الإسلامي،
التراثي منه والجديد، وشريط
الكاسيت والأقراص المدمجة، بما
تحويه من ترشيد للصحوة، ومن
تعليم، ومن وعظ، ومن ترفيه
ونشيد ومسابقات... كما
يترافق مع إقبال على حفظ القرآن
الكريم، والطلب المتزايد على
الإجازة في تجويده وقراءاته،
والإقبال على الدراسات
الإسلامية في الجامعات
والمعاهد... ******* وقد
ينغّص على هذه المبشّرات اضطراب
سُلّم الأولويات في رؤية بعض
الإسلاميين، كأن يختار أحدهم
الدراسة والتحقيق في بحوث لا
تمسّ حياة المسلمين وحاجاتهم
ومشكلاتهم في شيء، أو يتحمس
أحدهم للدفاع عن الإسلام
وحرماته، لكنه يوجّه جهاده نحو
الهدف القريب السهل وإن كان
هدفاً خاطئاً، ويتوه عن الهدف
الصحيح... ومثاله ما نجده من
مخاصمة المسلم لأخيه الذي
يخالفه في الرؤية والاجتهاد!
هذه المخاصمة التي تنتهي
أحياناً إلى استباحة دمه! وهذا
الأمر يضعنا على عتبة المحبطات: فكم من
صيحة لمفكرين إسلاميين (كابن
باديس وحسن البنا ومالك بن نبي
وشكيب أرسلان وعبد الرحمن
الكواكبي ونجم الدين أربكان...)
على اختلاف مشاربهم، لم تأخذ
مداها، وتحقق غاياتها!! وكم من
مشروعات عُقدتْ لها المؤتمرات،
وأُنشئت لها المنظمات، وبذلت
فيها الجهود والأموال، وصدرت
عنها التوصيات والقرارات...
وأسمعتْنا جعجعة، ولم تُرنا
طِحْناً!! أو كان ما ترينا إياه
أشبه بالشكليات والرسوم! ولسنا
هنا نسأل عن أهداف عريضة كعودة
الدولة الإسلامية العالمية، بل
نذكر أهدافاً أقلّ كجامعة الدول
الإسلامية، بل أقلّ كمجموعة
الدول الإسلامية الثماني، بل
مشروع خط الحديد الحجازي،
وتقريب الفجوة بين تيارات العمل
الإسلامي... ولدى
دراسة كل حالة من الحالات نجد أن
عوائق خارجية قد حالت دون ظهور
الجدوى، بل لعل بعض التحركات قد
بادرت إليها جهات سيئة النية،
لتحول دون وقوعها في أيدي أصحاب
النيات الحسنة. وفي
عصر التداخل السياسي والثقافي
والإعلامي والاقتصادي، عصر
العولمة، لا يمكن الفصل تماماً
بين ما هو ذاتي وما هو خارجي،
فالأفراد والمؤسسات والدول
كلها تخضع لتبادل التأثير،
والأقوى هو الأقوى تأثيراً... المؤامرة
قائمة مرئيّة رأي العين، وهي
تتخذ صوراً عدّة، فالسماح لأهل
الضلال والفساد، والرعايةُ لهم
والتأييد والتشجيع، بنشر
ضلالهم وفسادهم باسم الحرية،
وإسناد المسؤوليات إليهم في
المؤسسات الرسمية وغير الرسمية...
بمقابل التضييق على أهل الحق
والخير والصلاح، مرة باسم تجفيف
منابع الإرهاب، ومرة بحجة أن
الدعوة باسم الدين تشقّ المجتمع
طولياً!، ومرة بأن هذه الدعوة
تتجاوز على الأقليات، ومرة
بأنها رجعية أو أصولية أو عميلة
أو سلفية... هذا الأمر يضع دعاة
الإسلام أمام خيارات صعبة: إما أن
يَمْضُوا في الطريق الذي آمنوا
به، وهذا يجعلهم في صدام مباشر
مع القوى المضادّة... وإما
أن ييئسوا فينكفئوا على أنفسهم،
ويرضوا من الغنيمة بالإباب!. وإما
أن يختاروا العمل (أو اللعب) في
الميدان الذي يجود عليهم به
الآخرون، فيسمحوا لهم بالعمل
فيه، وهم يراقبونهم، لعلهم
يتجاوزون الخطوط الحمراء في
غفلة من حُماة الخيانة والرذيلة!
وهذه الخطوط قابلة للتراجع
والانحسار كلما ضاق أهل الباطل
بها ذرعاً!. ******** وحتى
لا نطيل في تحليل الواقع، نسجل
بعض الخلاصات: 1- هناك
مؤامرات على الفرد المسلم،
والأسرة المسلمة، والجماعات
والأحزاب الإسلامية... تتمثل
بالغزو الثقافي، والحصار
الاقتصادي والسياسي والأمني... 2-
وهناك رقابة على الأفراد
المسلمين، والمنظمات
الإسلامية، بل على الدول
الإسلامية... لضمان الاستحواذ
على ذلك كله، أو ضمان بقائه ضمن
الحدود المرسومة، لئلا يحدث شيء
لم يكن في الحسبان. 3-
وهناك حرب إعلامية على دعاة
الإسلام، وتشويه لسمعتهم،
لتخذيل الشعوب من حولهم،
والحيلولة دون تمكنهم من قيادة
تلك الشعوب. 4-
وهناك –في المقابل- قصور شديد
لدى المسلمين أنفسهم. وإذا كان
بعض القصور يعود إلى العوامل
الخارجية، فإن كثيراً من القصور
يتسبب به المسلمون أنفسهم. ومع
الاعتراف بأن المؤثرات
الخارجية صارت من السَّعة
والثِّقَل والنفوذ... ما يجعلها
تتسرب في جوانب الحياة الشخصية
والجماعية، والمادية
والأخلاقية والثقافية... فإن على
المسلمين أن يراجعوا مواقفهم
ومسالكهم، ويأخذوا بأسباب
النهوض، ويفرضوا احترامهم على
العالم، وينقدوا أنفسهم نقداً
بنّاء إيجابياً، لا يصل إلى
التقريع وجلد الذات والتثبيط...
إذ ليس كل ما في حياتهم من خلل
ومرض وتخلُّف، راجعاً إلى ضغط
الآخرين وتآمرهم. أليس بإمكان
المسلمين أن يتمسّكوا بقيم
الإسلام العليا من صدق وأمانة
ونظافة، وضبط للموعد، وصيانة
للوقت، ومحافظة على البيئة،
وتأكيد لكرامة الإنسان، وتوعية
بالواقع السياسي، ومقاومة
للظلم والاضطهاد، ونصرة
للمظلوم...؟ 5- لو
قرأنا كتاب الله تعالى (ومعه
السنّة المطهرة) لوجدنا الإشارة
إلى الأمرين جميعاً: تآمر
الأعداء وكيدهم، وقصور
المسلمين وغفلتهم. فالله
تعالى يقول: ((قد
بدتِ البغضاء من أفواههم، وما
تخفي صدورهم أكبر
لا يرقُبون في
مؤمن إلّاً ولا ذمّة
ولا
يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم
عن دينكم إن استطاعوا)). ويقول
سبحانه كذلك: ((أوَ
لمّا أصابتكم مصيبةٌ، قد أصبتم
مثليها، قلتم: أنّى هذا؟! قل: هو
من عند أنفسكم
)). ((إن الله لا يغيّرُ ما
بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم
إن
الذين توفّاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم قالوا: فيم كنتم؟ قالوا:
كنا مستضعفين في الأرض)). وعندما
بيّن النبي صلى الله عليه وسلم -في
الحديث الذي رواه أبو داود- حال
المسلمين يوم تداعى عليهم
الأمم، وهم كثير، لكنهم غثاء
كغثاء السيل... ذكر أن قلوب
المسلمين يومئذ مبتلاة
بالوهَن، الذي هو: "حب الدنيا
وكراهية الموت". 6- هناك
مجالات يسمح بها الآخرون للمسلم
أن يتحرك فيها، إما لغفلتهم
عنها، أو غفلتهم عن خطورتها...
وعلى المسلم أن يستثمر هذه
المجالات، فالفرصة التي تضيع لا
تعوّض، ولا ينفع البكاء عليها
بعد فواتها. ولكن لا يجوز للمسلم
أن يكتفي بهذه المجالات، بل
عليه، أو على مجموع المسلمين،
أن يحرصوا على سد الثغرات،
والقيام بالواجبات، والاستعداد
للتضحيات. ومن اختار مجالاً
يعمل فيه فلا يحسبنّ أنه –بالضرورة-
يسدّ الثغرة الأهم، وأن غيره
يعبث ويلهو ويطيش... بل ليتسعْ
صدرُه وعقله لاجتهادات الذين
اختاروا مجالات للعمل أخرى! 7- إذا
استعرنا المصطلح الذي أبدعه
المفكر الجزائري مالك بن نبي،
وهو "القابلية للاستعمار"
فيمكن أن نقول: هناك استعمار
وتوابع للاستعمار من دول
ومنظمات وأفراد... وهو ما يمثل
الطرف المتآمر والضاغط
والمدمّر... وهناك القابلية
للاستعمار التي تتمثل في الخوف
والقعود والكسل والبلادة
والخيانة والجهل والفقر
والشعور بالتقزم والتبعية
والتقليد الأعمى والانبهار...
وهذه الأمراض لم تظهر في
المسلمين بين عشية وضحاها، بل
امتدت عبر سنين طويلة، وأصبح
بعضها عميق الجذور في حياتهم...
وعلاجها كذلك يحتاج إلى جهود
طويلة، ومجاهدة دؤوب. ((وقل:
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون، وستردُّون إلى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون)). ((والذين
جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا.
وإن الله لمع المحسنين)). ========================= التونسي
قادر على صنع الديمقراطية الحقة
في ظل ثورات الربيع العربي... بقلم
رضا سالم الصامت* شهدت
تونس حركية لا مثيل لها منذ
الإطاحة بنظام بن علي الرئيس
المخلوع ، على اثر ثورة
الياسمين الحضارية التى اندلعت
في الرابع عشر من يناير 2011 ، حيث
توافد منذ أيام الملايين من
أبناء الشعب التونسي إلى صناديق
الاقتراع في أول انتخابات حرة و
نزيهة جرت في 23 أكتوبر 2011 مما
جعل بلدان العالم تنوه بمدى
قدرة التونسي على صنع
الديمقراطية في ظل ثورات الربيع
العربي، و هو ما يجعل الشعوب
العربية تفتخر لما يحدث في تونس
الخضراء من تغيير حاسم . تونس
تدخل مرحلة جديدة في حياتها
السياسية ، و أن الشعب اختار"
حركة النهضة " و هي حركة
اسلامية تمثله بكل حرية و دون أي
املاءات خارجية في أول مجلس
تأسيسي من بعد سقوط الحزب
الحاكم الذي كان مهيمنا على
حريات الشعب التونسي في الماضي .
حركة
النهضة فازت وحسب النتائج
المعلنة بنحو 40 بالمائة من
مقاعد المجلس التأسيسي كما حصلت
قائمة العريضة الشعبية للهاشمي
الحامدي المقيم بلندن على نسب
مرتفعة فاجأت الكثيرين. وانتقد
حمادي الجبالي الأمين العام
لحركة النهضة حصول القائمة على
كل هذه المقاعد وقال أن النهضة
لن تتحالف معها. كما عبر مسؤولون
من التكتل والمؤتمر من اجل
الجمهورية الفائزين عن رفضهما
التعامل مع نفس القائمة واصفين
اياها بانها وليدة حزب التجمع
الحاكم سابقا. الهاشمي الحامدي
زعيم قوائم "العريضة الشعبية"
أعلن لوكالة فرانس برس سحب
قوائمه التي فازت ب 19 مقعدا (مرتبة
رابعة) في المجلس التأسيسي،
وذلك بعد إعلان الهيئة العليا
المستقلة للانتخابات إلغاء فوز
قوائمها في ست دوائر انتخابية
خصوصا بسبب مخالفات مالية. وكانت
"العريضة الشعبية" ستحل
ثالثة في الانتخابات لو احتسبت
نتائج قوائمها الملغاة (8 مقاعد)،
خلف النهضة وحزب المؤتمر من اجل
الجمهورية وقبل حزب التكتل
الديمقرطي من اجل العمل
والحريات... و قد
حلت "العريضة الشعبية"
الأولى في دائرة سيدي بوزيد
وحصلت على ثلاثة مقاعد متقدمة
على حزب النهضة. علما و أن
الهاشمي الحامدي هو أصيل مدينة
سيدي بوزيد الولاية التي فجرت
الثورة التونسية.. أثارت
هذه التصريحات على ما يبدو
حفيظة أهالي سيدي بوزيد الذين
خرجوا الى وسط المدينة رافعين
شعارات "زنقة زنقة دار دار
حتى نسترجع الاعتبار". و من
أجل بلوغ الأمنية الشعبية و
الحلم الذي طالما راود شعب تونس
في بناء دولة ديمقراطية تتسم
بالمساواة والتعددية والحرية،
فان هذا الشعب قدم التضحيات و
ناضل كثيرا في صمت و قام بثورة
ناجحة ، عزز مكانتها و دافع عنها
باعتبارها خطوة نحو الأمام و
نحن مستقبل أفضل وفاء لدماء
الشهداء الذين قدموا حياتهم من
أجل هذه اللحظة التاريخية . الشعب
التونسي ألهم المنطقة والعالم
كله بتحركه، وأن هذه الانتخابات
ستكون لها أهمية كبيرة في
التحول الديمقراطي في البلاد و
التونسي بدأ يرى ويميز بين
الديمقراطية والفوضى. إن
نجاح الانتخابات التونسية من
شأنه أن يجعل من تونس نموذجًا
للحكم بعد سنواتٍ من غياب
الديمقراطية في أي بلدٍ عربي. تواجه
هذه الانتخابات تحديات صعبة ،
أهمها الخوف والقلق من سيطرة
الأحزاب الإسلامية كحزب النهضة
الذي حصل على أغلبية الأصوات في
الانتخابات والعمل على أساس
احترام الديمقراطية والحداثة.
والدعوة إلى حكومة ائتلافية تضم
كل الشرائح التونسية ، وأنها لن
تقوم بالتضييق على الحريات
بصورة عامة أو بالتضييق على
حرية المرأة التونسية التي
تتمتع بفضل «مجلة الأحوال
الشخصية» التي أصدرها الزعيم
الراحل الحبيب بورقيبة، حيث
تمنع هذه المجلة بالخصوص تعدد
الزوجات وتعطي المرأة حقوقاً
متساوية مع الرجل! الشعب
التونسي قد تحرر من سجنه الكبير
وهو الآن مصمم على بناء مستقبل
أفضل و تونس تدخل مرحلة جديدة في
حياتها السياسية . فالتونسي
قادر على صنع الديمقراطية الحقة
في ظل ربيع الثورات العربية . *
كاتب صحفي و مستشار اعلامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |