ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/11/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

كفى يا بشار ؟ كفى تقتيلا لشعبك، و عد إلى صوابك فالله يمهل ولا يهمل

بقلم رضا سالم الصامت*

مع بداية انتفاضة الشعب السوري السلمية المسالمة في تحد لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 40 عاما ، كان عددُ الضحايا في ارتفاع يوما بعد يوم ، يموتون هكذا بدم بارد وأصبح بشار كالغول يصول و يجول و يقتل الشعب الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير و الإصلاح و ما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب ، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه و تمزيق بلد عظيم في تاريخه و حضارته و ثقافته . ...

بشار الذي وعد بالإصلاح، و خالف وعده ، قصف مدنا و يتم أطفالا و قتل نساء و رجالا و اعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء .. أبناء جلدته ...أهذا هو الإصلاح الذي وعد به شعبه ؟

إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن

فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات طبيب العيون،و ان قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه .

إن تعليق الجامعة العربية لعضوية سوريا هو اعتراف عربي لجرائم بشار وحاشيته وشبيحته بحق الشعب السوري المضطهد ، رغم أن هذا القرار جاء متأخرا ... الشعب السوري يقتل يوميا بأيدي هؤلاء المجرميين الذين يتمتعون بقتل الشعب بعد إعطاءهم كافة الصلاحيات من قبل بشار وعائلته وحزبه ، وما يسمى بالشبيحة الذين يقتلون الشعب السوري بدون أخلاق وبدون أية قيم رجال مناوؤن مأجوريين ضمائرهم على كف اطرافهم من التطرف والارهاب يسييرهم بشار واخيه ماهر وحاشيته ...لذلك تعليق عضوية سورية ضربة قاضية من الجامعة العربية لنظام بشار الأسد لذلك لم يبقى لبشار ونظامه سوى إيران وحزب الله ...

 الغرب لم يرأف لحال السوريين الذين يتساقطون برصاص الأمن و الجيش

 و " الشبيحة" و كأنهم جرذان كما قال " القذافي" يموتون يوميا شهداء تحت التعذيب ... يداهمون العائلات في بيوتهم و يقتلونهم هكذا بدون أي ذنب اقترفوه .

اليوم ، الانتفاضة السورية على مشارف شهرها الرابع، والقتل والبطش بالمحتجين السلميين ما يزال مستمرا ، دون أن تتّخذ واشنطن، ومن معها أيّ مواقف جدّية، و كأن موت أي سوري لا يعنيهم،وكأن المطلوب سفك دمائهم على يد زبانية النظام السوري وشبّيحته.

يبدو أن واشنطن غير عازمة، في الوقت الراهن، على تصعيد حدّة خطابها إزاء ما يجري في سورية، ولا يبدو أنها نفضت يدها، وقطعت الأمل، من إصلاحات الأسد الكاذبة، وأعداد القتلى على مقربة من الرّقم ألف، والجرحى والمعتقلون يُحصون بالآلاف. فحتى كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تقول قبل يومٍ واحدٍ من "جمعة حرائر سورية" بأن بلادها ستمارس مزيداً من الضغط على النظام السوري لإجراء الإصلاحات المطلوبة. ولكن لم تبين نوعية هذه الضغوط ! كما أن واشنطن لا تزال متردّدةً في اتّخاذ موقفٍ حول ما إذا فقد نظام الأسد شرعيّته أم لا ! أليس حديثُ كهذا مثيراً للدهشة ؟

فعن أي شرعية تتحدث هذه الوزيرة ؟

شعب سوريا يُقتل وتُسفك دماؤه وسط صمت دولي رهيب ، و لا حياة لمن تنادي ، و الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و أعمال القتل تتواصل و الأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار و المجد و الحرّية و الكرامة الإنسانية و بناء الديمقراطية...

بالنسبة للإتحاد الأوربي فقد أكد دعمه التام لقرار جامعة الدول العربية القاضي بتعليق عضوية سوريا إلى أن يلتزم الرئيس بشار الأسد بتنفيذ خطة العمل التي عرضتها عليه هذه المنظمة العربية لوقف العنف ضد المحتجين.

وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون لفرانس برس " ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري".

وأضاف مايكل مان المتحدث باسم اشتون " إننا نحيي عرض الجامعة العربية وقف أعمال العنف وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري منذ أشهر ... في حين أعلنت دمشق في 22 نوفمبر 2011 أنها ملتزمة لوقف أعمال العنف و التقتيل و قبولها خطة الجامعة العربية التي تنص على وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش من المدن وضمان حرية تنقل وسائل الإعلام قبل فتح حوار وطني.. وعلى ضوء ذلك أعتقد أن الجامعة العربية ستدخل في نفق مسدود يصعب الخروج منه في الوقت الذي لاتستطيع إرغام الأسد على التنحي والمتظاهرين على الرجوع إلى الوراء . و لكن المنطق يقول أن على بشار أن يكرم " لحيته بيديه " كما يقال و ينسحب بهدوء ... و كفى تقتيلا لشعب أراد الإصلاح و لم يراه ، و ليعد إلى صوابه فان الله يمهل و لا يهمل.

*كاتب صحفي و مستشار إعلامي

=======================

المعارضة.. والعبث بالثورة الشعبية في سورية .. الشعب يريد.. وعلى الاستبداد والمعارضة والقوى الأخرى الانصياع لإرادته

نبيل شبيب

هذه كلمات إلى الثوار الأحرار في سورية (وينطبق ما تقول به على الثورة والثوار في اليمن دون زيادة أو نقصان).. فما تورده الفقرات التالية معروف لمن يعتبر نفسه من "نخبة السياسيين" سواء مارس الاستبداد أو حمل عنوان المعارضة، أو دخل فيما يسمّى لعبة سياسية حول وساطة أو مبادرة من جانب جهات أخرى. وبالمقابل يواجه جيل المستقبل الذي صنع الثورة الشعبية في سورية، من جانب النسبة الأعظم من أولئك جميعا، كمّا هائلا من التضليل، يحاط بضباب التصريحات والمواقف واستخدام مصطلحات سياسية بغير مدلولاتها الحقيقية، على أكثر من صعيد.. ومثال ذلك كلمة "المعارضة" في الوقت الحاضر، أي أثناء ما يجري تحت عنوان مبادرة جامعة الدول العربية.

لا يزال الرهان يدور على "انخفاض" مستوى الوعي السياسي لدى الثوار، ولا يزال يظهر مرة بعد أخرى الدليل تلو الدليل أنّه رهان خاسر، والحديث هنا عن "نموذج" حول ذلك يتناول كلمة "المعارضة" وكيف يجري العبث بها على حساب الثورة، دون جدوى، إنّما يستهدف وضع النقاط على الحروف بلغة السياسيين أنفسهم، مع تعزيز ما يظهر من موقف الثورة والثوار إزاء ما يجري.. ولن يسفر هذا الذي يجري عن الالتفاف على الثورة، وإن سبّب عراقيل ومزيدا من التضحيات، ولن يؤدّي إلى الحيلولة دون تحقيق إرادة الشعب، فالشعب يريد تحرير نفسه ووطنه واستعادة زمام صناعة قراره بنفسه، لإقامة دولته على أسس الكرامة والحرية والعدالة.. ولن يتخلّى عن قيد أنملة من أي هدف من هذه الأهداف.. فإرادة الشعب لا تساوم، ولا يمكن قهرها بمساومات السياسة.

 

أين هي "المعارضة" السياسية؟

في مقدمة المصطلحات السياسية التي تعرضت للتزييف (وعلى الأقل باللهجة السورية: للفّ والدوران) أثناء الثورة الشعبية في سورية مصطلح "المعارضة السياسية"، وحتى فعاليات الثورة من مظاهرات وتجمعات وسواها، بمنطلقات ومشاركة شعبية محضة، كان يتردّد في بعض أجهزة الإعلام وصفها أحيانا بتعبير "احتجاجات المعارضة" في سورية، وتبعا للفوضى في استخدام هذا المصطلح انتشرت مقولات المعارضة التقليدية، ومعارضة الخارج، ومعارضة الداخل، وانقسام المعارضة، والحوار بمشاركة المعارضة "تحت سقف الوطن"، والرموز التاريخية للمعارضة.. وما شابه ذلك.

على النقيض من مصطلحات أخرى تعرّضت للفوضى لا يكاد يوجد في الأصل خلاف حول ما يعنيه مصطلح المعارضة السياسي في بلد من البلدان -لا سيما ذات الحكم الديمقراطي- أنّها مجموعة أحزاب وتجمعات وشخصيات سياسية، غير مشاركة في السلطة التنفيذية، في دورة انتخابية تشريعية ما، وتتبنّى غالبا -وليس دائما- مناهج وسياسات ومواقف تعارض بها السلطة التنفيذية، مع عدم المساس بالوحدة الوطنية ومنظومة الحقوق والحريات وهيكلية الدولة القائمة على الفصل بين السلطات.

هل هذا ما ينطبق على الوضع في سورية قبل الثورة وأثناء الثورة؟..

هل عرفت سورية خلال نصف قرن مضى ما تعنيه العبارات السابقة، بصدد أن المعارضة في هذه الدورة الانتخابية التشريعية يمكن أن تصبح هي السلطة التنفيذية في دورة تالية، وأن الأحزاب والتجمعات والشخصيات السياسية التي تشكل السلطة التنفيذية الآن يمكن أن تصبح هي المعارضة غدا؟..

الجواب معروف.. لأن سورية وطنا وشعبا وجيشا وثروات معتقلة منذ نصف قرن، وهذا ما يشمل ما كان ينبغي أن يحمل وصف المعارضة، وكذلك كلّ ما يحمل وصف "سياسي" -على الأقل- وإن لم يتخذ شكلا تنظيميا ما، فجميع ما سبق حتى اندلاع الثورة هو من قبيل "التمرّد السياسي وغير السياسي" على واقع استبدادي مفروض، ولم يكن قطّ ممارسات "معارضة" بالمعنى الاصطلاحي للكلمة.

 

هل الثورة على الاستبداد فقط؟..

في العهد الاستبدادي يمكن الحديث بتحفظ عن "المعارضة" المعتقلة، والملاحقة، والمضطهدة، والمنفية، وما شابه ذلك، ولا يمكن الحديث عن "المعارضة" بالمعنى الاصطلاحي للكلمة، أمّا أثناء الثورة الشعبية على الاستبداد فلا يمكن الاستمرار على ذلك، بل يستحيل الحديث عن المعارضة كما يجري الحديث عنها في وضع اعتيادي، يشهد نفاذ ما تقتضيه الحرية وسيادة الشعب، ممّا أصبحت كلمة "الديمقراطية" أقرب الكلمات إلى وصفه.

مع اليوم الأول لاندلاع الثورة الشعبية -ويسري هذا على سورية وعلى اليمن أيضا- ينتزع الشعب بنفسه كما صنع فعلا بكلمة (الشعب يريد..) "صلاحية تمثيله" عبر أي تنظيم سياسي، في السلطة أو في المعارضة، فيستعيد بذلك سيادته على صناعة قراره، وهذا ما يوصف بمشروعية الثورة، المستمدّة من حق الشعب نفسه أن يستخدم وسائل الثورة التي يختارها:

(1) لإسقاط سلطة تنفيذية وإفرازاتها الأخطبوطية، لأنّها لم تتصرّف لفترة طويلة وفق سيادة الشعب عليها وعلى صناعة القرار من خلالها..

(2) ولإسقاط قوالب صنعتها تشكيلات وأفراد، حملوا اسم المعارضة، ولم ينجحوا لفترة استبدادية طويلة ، في أن يستعيدوا هم، بوسائلهم، سيادة الشعب لصالح الشعب، أي أن ينتزعوها من قبضة الاستبداد المتمثل في السلطة التنفيذية وإفرازاتها الأحطبوطية.

في اللحظة التاريخية لاندلاع الثورة انتهى شأن الاستبداد.. وانتهت معه أيضا القوالب والوسائل التي عجزت عن إسقاطه وحملت مجازا وصف المعارضة.

في اللحظة التاريخية للثورة، وإلى أن تستقر دعامات دولة جديدة على أساس سيادة الشعب، تسقط الخيارات الجانبية والوسطية، ويبقى خياران فقط: "مع الشعب في ثورته.. أو ضدّ الشعب وثورته"، فالخيار الأول هو خيار صناعة المستقبل، والخيار الثاني هو خيار محاولة إطالة عمر ماضٍ أفلس وانتهى.

إذا كان واضحا أن السلطة التنفيذية -بجميع أذرع السيطرة الأخطبوطية الناشئة عنها- تقف أصلا في جبهة "ضدّ الشعب وثورته"، فإنّ ما يحكم على مستقبل ما حمل مجازا وصف المعارضة، قبل الثورة، هو ما مدى وقوفها فعلا لا كلاما في جبهة: "مع الشعب وثورته".

 

من يزعم الوصاية على الشعب الثائر؟..

ليس هذان الخياران الوحيدان مطروحين على حزب سياسي دون آخر، ولا تجمع في الداخل أو الخارج، ولا رمز تاريخي ورمز ظهر أثناء الثورة، ولا جهة ملاحقة وأخرى مهادنة في حقبة سابقة.. بل هما المطروحان على جميع هؤلاء دون استثناء.

وتعبير "خيار" مجازي أيضا.. فقد فرضت إرادة الشعب الثائر فرضا شرط الانتساب إلى ثورته ليشارك في صناعة مستقبله.

أصبحت الثورة -وليس تاريخا مضى لأي طرف- "تمحّص" الجميع، وغالبا ما يسقط عدد كبير في امتحان الثورة هذا.

من المعرّضين للسقوط قبل سواهم أولئك الذين عجزوا بوسائلهم الذاتية من قبل عن تحقيق هدف من الأهداف الشعبية للتخلّص من الاستبداد، ثمّ وجدوا في ظروف ثورة صنعها الشعب وحربٍ ضد الشعب تمارسها السلطة الاستبدادية، معطياتٍ جديدة، فمنهم (1) من يوظّف هذه المعطيات للانحياز المطلق لجبهة الشعب وثورته، ومنهم (2) من يحاول توظيفها ليصل هو -بغض النظر عن إرادة الشعب- إلى السلطة، متوهما تحقيق ذلك بمشاركة ما بقي من سلطة تنفيذية مستبدّة، وهي في موقع الدفاع عن استبدادها، لا سيما إذا كان هو ضعيف الثقة بالشعب وقدرته على النفاذ بإرادته وتحقيق أهداف ثورته.

لا علاقة لشيء من ذلك بمعارضة في المنفى ومعارضة في الداخل..

لهذا نشهد في حالة سورية -كما في سواها- أنّ كلا من جبهة "مع الثورة" وفي جبهة "المناورة على حساب الثورة"، على السواء، أصبحت تضمّ أشخاصا وأحزابا وتجمعات، صغيرة وكبيرة، منها من كان من قبل ولا يزال داخل الحدود ومنها ما كان من قبل ولا يزال خارج الحدود.

لا علاقة لشيء من ذلك بمعارضة أنجزت شيئا في الماضي أو لم تنجز..

ما يريده الشعب عبر الثورة هو التغيير الجذري الشامل، وهذا مختلف كليّة عمّا كان أصحاب الإنجازات التاريخية السابقة يرونه في وقت سابق ويعتبرونه آنذاك هو ما يمثل إرادة الشعب، فمن حقق منهم بعض الإنجازات، ومن قدّم منهم بعض التضحيات، إنّما كان ذلك في الإطار التارخي الذي ولّى وانقضى، لا يفقد قيمته.. ولكنها قيمة تاريخية، تبدّل إطارها تبدّلا كليّا باندلاع الثورة الشعبية.

السؤال عن خيار ما يحمل اسم "المعارضة" الآن، هو السؤال عن الوضع الذي أوجدته الثورة الآن..

وكلمة "الآن" تعني واقعا جديدا، فالشعب الذي استعاد حق سيادته على نفسه، أصبح هو الذي يعبّر بنفسه عن نفسه، بمختلف الوسائل التي تحمل "الآن" وصف ثورة، ولا تحمنل وصف "جهود.. ومناورات.. ومساومات.. وأطروحات" سياسية.. وفق ما ساد في حقبة زمنية انتهت!.

 

ضعوا النقاط على الحروف

لهذا.. يجب أن يكون واضحا بصدد تعامل جميع الأطراف مع الثورة الشعبية في سورية، بدءا بالمواطن الذي يتطلّع بحق إلى أهداف شعبية وطنية مشروعة، مرورا بالتشكيلات السياسية وشبه السياسية القديمة التقليدية والجديدة (لا سيما الشبابية)، انتهاء بمن يتعامل من مواقع ومنطلقات أخرى مع الثورة، كجامعة الدول العربية والقوى الإقليمية والدولية.. يجب أن يكون واضحا:

1- لا تُستمدّ أهداف الثورة الشعبية ومعاييرها وأحكامها وقراراتها ومواقفها وتصوراتها المستقبلية، إلا من الشعب الثائر في سورية.. مباشرة دون وسائط، إلى أن تقوم الدولة الجديدة بشروط قويمة.

2- أما الآن أثناء الثورة.. فعندما يحمل المجلس الوطني السوري (وأي جهة أخرى لم يضمّها المجلس/ من داخل سورية أو خارجها) هذه الأهداف في وثائقه وفي أنشطته واتصالاته وتحركاته ومفاوضاته مع أيّ طرف عربي أو دولي، وفي تصريحات أفراده الإعلامية.. ويرفض ما سواها، فهو يخضع بذلك لسيادة الشعب عليه.. فيجد التأييد الشعبي، ولا قيمة لمن يزعم هنا أنّ المجلس "يعطي أوامره أو توجيهاته" فيرفع الثوار لافتات التأييد لصالحه!.. وإذا تخلّى المجلس عن هذه الأهداف أو بعضها، أي تخلّى عن خيار "مع ثورة الشعب كما يريدها الشعب".. فسيفقد مشروعيته الثورية المشروطة بذلك التأييد.

3- أما الآن أثناء الثورة.. فعندما تحمل هيئة التنسيق الوطنية (أو أيّ جهة أخرى لم تضمّها، من داخل سورية أو خارجها) في وثائقها وفي أنشطتها واتصالاتها وتحركاته ومفاوضاتها مع أي طرف عربي أو دولي، وفي تصريحات أفرادها الإعلامية، أهدافا تراها هي "صالحة" للشعب وثورته، ولا يراها الشعب الثائر كذلك، فيرفضها ويستنكرها ويرفع لافتات الثورة معبرا عن سخطه إزاءها، فليس لما تقول الهيئة مشروعية شعبية، ولا يمكن أن تعتبر هي أن وعي الشعب لم يصل إلى مستوى استيعاب ما تقول، ولا قيمة لمزاعم تقول إنّ هذه الجهة أو تلك، كالمجلس الوطني أو سواه، توعز للشعب فيطيع.. ويعلن الرفض والاستنكار والسخط، فمثل هذا الزعم يستهين بالشعب ووعيه، ولا يقدّم ولا يؤخّر، وإذا تخلّت الهيئة عن ذلك وأخذت بخيار "مع ثورة الشعب كما يريدها الشعب".. اكتسبت تأييد الشعب وبالتالي المشروعية الثورية التي لا تملكها حاليا.

4- عندما تتعامل جامعة حكومات الدول العربية مع هؤلاء وهؤلاء وسواهم (بما في ذلك من يمثل بصورة مباشرة التشكيلات الشعبية للثورة، الميدانية والإعلامية والسياسية: الهيئة العامة، واتحاد التنسيقيات، واللجان التنسيقية) كما لو كان جميع هذه الأطراف، يمثلون إرادة الشعب على قدم المساواة، بدلا من تقدير كل طرف حسب المواقف الشعبية المعلنة مباشرة عبر وسائل الثورة، فإنّ الجامعة -وأي جهة رسمية أخرى- تنطلق بذلك من معايير وموازنات اعتادت عليها عبر حقبة الاستبداد، ولا تمارس ما تزعمه لنفسها تحت عنون "سياسة الموقف الحيادي" بين عدة أطراف.. وهي غير مطالبة بموقف حيادي بين جهات تتكلم فعلا أو تزعم أنها تتكلم باسم الشعب وثورته، ناهيك عن صنع ذلك بما يشمل بقايا عصابة التسلّط القمعية الدموية.. فالجامعة وكل طرف رسمي آخر من خارج سورية، مطالب تاريخيا بالخروج من تلك القوالب التقليدية المنحرفة الموروثة من حقبة الاستبداد، ومطالب بالاستجابة لإرادة الشعب الثائر الذي انتزع بثورته -أي بالدماء والتضحيات- لنفسه حق التعبير بنفسه عن أهدافه وإرادته.

================================

الانتخابات.. رؤية شرعية (1)

(1) وجوب المشاركة في الانتخابات

أ.د/ عبد الرحمن البر

عميد كلية أصول الدين بالمنصورة وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

تحت هذا العنوان كتبت من قبل دراسة لما يتعلق بالانتخابات من أحكام شرعية، خصوصا أن بعض الحركات الإسلامية كانت ترى عدم شرعية المشاركة في الانتخابات، وكانت تثار شبهات لدى الجمهور المسلم تدفع بعضه إلى العزوف عن المشاركة، مما استوجب عرض وجهة النظر الداعية والداعمة للمشاركة، التي آمنتُ بها شخصيا، وكانت ممثلةً للموقف الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين التي أشرُف بالانتساب إليها.

وقد تعرضت تلك الرؤية لكثير من المناقشات والانتقادات والمراجعات، سواء من القوى الرافضة لمشاركة الإسلاميين أو من بعض القوى الإسلامية أو حتى من بعض شباب الإخوان المسلمين الذين كانوا يرون أن المشاركة في ظل النظام البائد كانت تعطيه شرعية.

وها نحن بعد ثورة 25 يناير العظيمة نرى الكثيرين قد تغيرت آراؤهم لتتوافق مع كثير مما جاء في هذه الدراسة التي انتقدوها من قبل، وأنا لا أقول إنهم تحولوا، ولكنني أعتبر هذا تطورا فكريا جيدا وتفهما فقهيا مناسبا، وأعتقد أنه عندما ينزل المتفقهون إلى ساحة الواقع ويعايشون قضايا الأمة من قريب فسوف تضيق مسافات الخلاف إلى حد كبير.

وقد وجدت أن كثيرا من القضايا التي أثرتُها من قبل لا تزال في حاجة إلى عرضها على جمهور الأمة، مع مراعاة المستجدات التي نعيشها بعد ثورة التحرير المباركة، خصوصا وأن بعض المشايخ –وإن صاروا اليوم قلة محدودي التأثير- لا يزال يفتي بعدم مشروعية المشاركة في الانتخابات، وينتقد مشروعية إقامة الأحزاب. ولهذا أستأذن القراء الكرام في أن أعيد طرح هذه القضايا في المقالات التالية، إن شاء الله.

وسأناقش في هذا المقال والمقالات التالية مشروعية المشاركة في الانتخابات، وحكم الإدلاء بالصوت، ولمن يكون، وحكم تكوين الأحزاب، وحكم تغليب العصبية للقريب أو ابن البلد أو غيره على المصلحة العامة، وحكم شراء الأصوات لضمان النجاح، وما الذي يفعله المرشح النزيه إن وجد خصما يلجأ إلى تلك الحيلة، وهل يحل له أو يحق له عندئذ أن يفعل ما يفعل خصومه حتى يدرأ المفسدة عن الأمة والشعب، وما علاقة ذلك كله بفقه الرشوة المحرم، وكذلك مسألة ترشيح المرأة؟

وكذلك آداب الدعاية الانتخابية، وحكم استغلال الدين كأحد العوامل التي تسهم في كسب الرأي العام، باعتبار أن الدين له مكانة عظيمة في نفوس الناس في دولنا العربية والإسلامية، وكذلك أموال هذه الدعاية، وهل يجوز أن ينفق عليها من الصدقات، وهل يصح أن تتبنى بعض الهيئات الحكومية أو الأهلية تأييد مرشح معين، وحكم التحالفات السياسية والانتخابية، وغير ذلك من الإشكاليات الفقهية التي يسأل الناس فيها كثيرا؛ مما يقتضي أن تُقدم لها معالجة فقهية صحيحة إن شاء الله.

ولست في حاجة إلى التذكير بأن ما أقدمه هو رؤيتي الشخصية من خلال فهمي لنصوص الشريعة وأدلتها، وأنها رؤية قابلة للنقد والتقويم، كما أنني لست في حاجة إلى إعادة ما كتبته في أعداد سابقة عن رفض الفصل بين الدين والسياسة، ولكنني أنبه الذين يتبنون فكرة الفصل بينهما بحجة أن الخلط قد أفسدهما بأنه ما أفسد الدين والسياسة إلا أمران: الاستبداد السياسي من القادة، والنفاق العملي (وليس الاعتقادي) وسوء العرض من بعض الشيوخ، وفي ذلك قيل : «صنفان إذا صلحا صلح الناس: الأمراء والعلماء»، وقد أسهم ذلك في تشكيل صورة غير صحيحة عن حقيقة الدين، فخرج منها هذا (الخلط) الذي يفصل بين الدين والسياسة.

كما أنني أؤكد أنه لا معنى لتخوف البعض –بحسن نية أو بسوء قصد- من أن إقحام الدين والشريعة (بزعمهم) في مسائل السياسة يعني تكميم الأفواه وعدم جواز المعارضة؛ باعتبار أن المخالف أو المعارض لرأي الفقيه يكون مخالفا للدين! فهذا خطأ ظاهر، ففي أحكام الشريعة ما هو ثابت لا يتغير، ومنها ما هو دائر مع مصلحة العباد، ومسائل السياسة الشرعية هي من هذا القبيل الدائر مع المصلحة. ولهذا وجدنا المذاهب الفقهية تختلف في مسائل كثيرة جدا من أصول الدين وفروعه أهم بكثير من موضوع الانتخابات والمسائل السياسية، ومع ذلك لم نسمع أحدا يقول إن المعارض لرأي الفقيه الفلاني معارض للدين على الإطلاق، ولم أقف –في حدود علمي– على وجود لهذا الخلط الذي يروجه البعض هذه الأيام؛ لتخويف الناس من الشريعة الإسلامية، ومحاولة فض الجماهير من حول الداعين إليها.

فالاختلاف بين العلماء لا مفر منه، ولا سبيل لمنعه، ولا خوف منه على الإطلاق، إذا صحت النيات، ولم تكن الفتاوى على سبيل المكايدة أو مبنية على الميل مع الهوى، بل كان الاختلاف دائما إثراء للفقه والفكر وتوسعة على الأمة، والعبرة بأن يكون الاختلاف مؤسسا على علم وفقه ودلائل شرعية ومقصودا به طلب الحق وابتغاء وجه الله، وليس قائما على الهوى الشخصي والميل النفسي أو التعصب الحزبي.

بل أعتبر هذا الاختلاف بين أهل العلم إحدى صور حرية الرأي الناضجة النافعة التي تدل على أن تحكيم الشريعة في كل المجالات يفتح آفاقا رحبة للاجتهاد والنظر وحرية الرأي، وتدحض قول القائلين: إن إقحام الشريعة في المجال العام يسبب الحرج للأمة.

لهذا لا أجد أدنى حرج من إبداء رأيي في تأييد القول بوجوب المشاركة في الانتخابات متى كان في ذلك مصلحة شرعية معتبرة واجبة، كما هو الحال في مصر الآن، فمن واجب المسلم الذي يعيش في أي مجتمع أن يسهم إيجابيا في حل قضايا هذا المجتمع، بحسب وجهة نظره الإسلامية، وبالتالي فإذا أتيح له أن يشارك في انتخاب النواب الذين ينوبون عن الأمة في المسائل التشريعية أو في اختيار الحكومة، وفي إعطاء الثقة لها، أو نزعها منها، أو في مراقبة أدائها، وفي درء المفاسد عن الأمة، أو رفع الظلم عموما عن الناس، وغير هذا من المصالح المترتبة على دخول النواب في مجلس الشعب؛ فإن وجهة النظر الشرعية أنها فرصة لا يجوز للمسلم أن يضيعها.

وإذا تخلف المسلم عن المشاركة في مثل هذا الأمر؛ فقد قصر في القيام بواجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحديث: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ»، وإن من أهم وسائل إنكار المنكر: أن ينكره النائب عن الأمة، الذي يتلقى الناس عادة، وتتلقى الحكومات ويتلقى ذووا الرأي كلامه بالقبول، وتنشره وسائل الإعلام على كل صعيد.

ومن ثَمَّ كانت المشاركة في الانتخابات ترشيحا وإدلاءً بالصوت واجبة، والقائم بهذا الأمر له أجره بحسب نيته، والمتخلف عن هذا الواجب بغير عذر عليه إثمه؛ لأن ترك هذه المواقع لمن يسخرونها للفساد والإفساد ومخالفة الشريعة واستلاب حقوق الضعفاء والمحرومين ينافي مقاصد الشرع الحنيف، الذي جاء للعمل على تحقيق الحرية والعدالة والمساواة، ورفع الظلم والقهر والتسلط عن عباد الله في حدود المستطاع.

كما أن المشاركة في المجلس النيابي هي باب من أبواب الدعوة إلى الإسلام، وعرض أفكار الإسلام ومبادئه، من خلال المناقشة والحوار والاحتكاك بالآخرين، وإيصال الصوت الإسلامي إلى كل الناس، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم الفكرية ومواقعهم السياسية والنقابية والعلمية والاقتصادية، حتى لا يبقى للناس على الله حجة.

كما أن من واجب أبناء الحركة الإسلامية تعبئة الفراغ الذي خلفه سقوط التيارات والأفكار العلمانية، لنقوم بطرح الإسلام كبديل حضاري وتشريعي وحيد، ليس للمسلمين فقط، بل للبشرية أجمع.

وكم كنت أتمنى على كل فصائل الحركة الإسلامية أن تتقدم للمشاركة في هذه العملية الانتخابية تحت سقف مشروع إسلامي وطني واحد لمواجهة العربدة والمشاريع الأمريكية الصهيونية التي تريد أن تجتاح الأمة على كل صعيد.

يتبع إن شاء الله.

===========================

ماذا بعد المبادرة العربية؟

مجاهد مأمون ديرانية

ملاحظة: هذه المقالة تتمة للتي قبلها (هل اقتربنا من يوم الحسم؟)، وكما اعتذرت سابقاً عن طول تلك سأعتذر الآن عن طول هذه، وأرجو أن أعود إلى المقالات الموجَزة بدءاً من المقالة التالية إن شاء الله.

-1-

حسناً، ها قد اتفق العرب أخيراً على مبادرة حاسمة، واستجاب لها النظام -بزعمه- استجابةً غيرَ مشروطة. وماذا بعد؟ ما الذي سيحصل الآن؟ ثلاثةُ أمور ستحدد نتيجة المبادرة وتقرّبنا من الحسم، نعرف اثنين منها ولا نعرف الثالث.

نعرف أولاً أن النظام السوري لن يتخلى عن الحكم إلا اقتلاعاً، تماماً كما حصل مع حليفه البائد في ليبيا، لذلك لا فائدة من أي حوار معه ولن تكون أيّ مبادرة جادّة سوى مقدمة لما بعدها. ونعرف ثانياً أن النظام السوري هو أسوأ نظام في الدنيا، فهو أكثر المجرمين إجراماً، وأكثر الفاسدين المفسدين فساداً وإفساداً، وهو أكثر الكاذبين كذباً وأكثر المنافقين نفاقاً… وبالجملة وحتى لا أضيع وقتي بالكتابة وأوقاتكم بالقراءة: هو في الدّرْك الأسفل في كل الرذائل والموبقات التي يعرفها البشر، لذلك فإن موافقته ورفضه سواء، والثقة بوعوده لا تزيد على قبض الريح.

بقيت الثالثة التي لا نعرفها: ما هي الخطط الخبيثة التي أعدّها النظام للالتفاف على الحملة الأخيرة التي شنّتها عليه جامعةُ دول العرب، بالأصالة عن نفسها وبالوكالة عن المجتمع الغربي والقوى الدولية التي بدأت بالعد التنازلي منتظرةً انقضاءَ مهلة الأسبوعين الأخيرين؟ هذا السؤال لا نعرف جوابه، لكنْ لا يضرّنا جهلُنا بالجواب لأنه لن يقدم ولن يؤخر، فالقوى الدولية لن تنخدع بألاعيب النظام هذه المرة لأنها قررت أن لا تنخدع، ولأنها قررت أن وقت الضربة قد حان، فالنظام مضروب مهما فعل لا محالة بإذن الله.

إن النظام يقترب من ساعة الحسم ومن المعركة الفاصلة، ولعله هو نفسه يدرك هذه الحقيقة. بعض الإشارات تدل على ذلك، منها ما شاع مؤخراً وتناقلته صفحات الثورة من أن مسؤولين كباراً بدؤوا منذ أيام بتهريب عائلاتهم إلى خارج سوريا عبر مطار حلب، محدِّدين وجهات سفر تلك العائلات بالإمارات وإيران وماليزيا والصين وغانا ونيجيريا. هذا الخبر ينسجم مع الخبر الآخر الذي ورد في المقالة السابقة نقلاً عن المساعد المنشقّ محمود عبد الرحمن، الموظف في الأمن الداخلي في مطار دمشق الدولي، الذي أكّد أن كبار الضباط العلويين بدؤوا بتسفير عائلاتهم إلى خارج سوريا مؤخراً.

نعم، إن النظام يقترب من ساعة الحسم ومن المعركة الفاصلة، فلو أنه التزم بشروط الاتفاقية (وهو لم يفعله ولا يبدو أنه سيفعله) فسوف يخرج الملايين إلى الشوارع مطالبين بسقوطه، ويمكن عندها أن يتدخل المجتمع الدولي لفرض اختيار الأغلبية بالقوة (وهذا الإجراء له سابقة، في تيمور الشرقية وفي ألبانيا من قبل وفي جنوب السودان مؤخراً)، وإذا لم يلتزم، وهذا هو الحاصل، فإن المسبحة ستكرّ سريعاً بالقرارات والإجراءات.

-2-

النظام يتحرك بكثير من التخبط وبقليل، قليل جداً من العقل، وهو يظن أنه سيخدع المجتمع الدولي بإجراءات شكلية تلبي -في الظاهر- شروط المبادرة العربية، كسحب الدبابات والعربات العسكرية من المدن، لكنه لن يسحبها بعيداً لأنه لا يستطيع تغيير خطته الأمنية إلى النقيض، قد ينقلها فقط إلى ملاعب داخل المدن أو إلى معسكرات مؤقتة على أطرافها، وفي كل الأحوال فإن حركته ستكون مكشوفة ولن تخدع حتى الأطفال! أيضاً سيحاول الإيحاء بأن عناصر الأمن الذين سيبقون داخل الأحياء السكنية هم من الشرطة وليسوا من الجيش أو المخابرات، ولن يجد لتنفيذ تلك الخدعة الرخيصة سوى تغيير الملابس التي يرتدونها.

حينما كنت أكتب هذه الكلمات (في اليوم الثالث من أيام العيد) كان عمال معامل الدفاع في سوريا قد استُدعوا إلى مواقعهم للعمل بالطاقة القصوى طوال أيام العيد، لتجهيز طلب مستعجَل طلبته وزارة الدفاع ويتكون من ثلاثين ألف بدلة من بدلات الشرطة ذات اللونين الأبيض والكحلي. وقد عُلم من مصدر قريب من وزارة الدفاع بأن تلك البدلات مخصصة لعناصر الأمن والشبيحة وعناصر محددة من الجيش، ليرتدوها أمام أعضاء اللجنة العربية والقنوات الإعلامية.

أمثال هذه الخدع كانت مفيدة عندما أراد العالم أن يُخدَع، لكنها لم تعد مفيدة عندما قرر العالم أنه لا يريد أن يُخدَع من جديد. إن الطريقة التي تتعامل بها القوى الدولية مع كثير من المشكلات الإقليمية والمحلية تذكّرني بطرفة قرأتها ذات مرة، تقول إن الرجال يفهمون النساء حقاً ولكنهم يتظاهرون بعدم فهمهنّ لأن هذه الطريقة أرخص! بتطبيق القاعدة نفسها على الدول الكبرى نجد أنها تفهم مشكلات الدول الصغيرة عندما يكون الفهم مفيداً لها، كما صنع الأميركيون عندما قدّروا مشاعر الكويتيين الذين اجتاح صدام بلادَهم في عدوان ظالم غير مبرَّر، أما عندما يكون الفهم غير مفيد فالأفضل التظاهر بعدمه، كما صنعوا هم أنفسهم عندما احتلت أثيوبيا الصومال من قريب فدعموا المعتدي وتجاهلوا الضحيّة.

قراءة الموقف الآن توحي بأن تحالف القوى الدولية: الخليجية-العربية-التركية-الأوربية-الأميركية، هذا التحالف لن تخدعه ألاعيب النظام السوري لأنه قرر سلفاً أن المبادرة العربية ليس هدفها ترويض النظام السوري وحمله على تنفيذ أي شروط، بل إن هدفها -فيما يبدو- هو ترتيب التحرك الدولي بشكل رسمي وقانوني، وصولاً إلى إسقاط النظام.

في نفس اليوم الذي أعلن فيه النظام السوري موافقته على المبادرة أعلن البيت الأبيض أن على الأسد أن يتنحى عن الحكم، وخلال الأيام التالية التي استمرت فيها الحملات الأمنية -على حمص خاصة وعلى بقية المناطق السورية عامة- كانت ردود الأفعال الدولية سريعة وصارمة، فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي بأن فرنسا ستتشاور مع شركائها في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن بشأن النداء الذي وجهته المعارضة السورية لتوفير حماية دولية لأهالي حمص التي تتعرض لقصف القوات السورية، وأكد “أن طريقة تصرف النظام غير مقبولة ولا يمكننا أن نثق فيه”. وقال إن مبادرة الجامعة العربية للحل في سوريا ماتت، وأشار إلى أن باريس “مستعدة للاعتراف بالمجلس الوطني السوري إذا نظّم نفسه”. وقال أرشاد هورموزلو، المستشار السياسي للرئيس التركي، إن تركيا “فقدت الأمل في أن تتخذ القيادة السورية أي إجراءات للحد من استخدام العنف”. أما روسيا فقد أبدت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف قلقها من استمرار العنف، خاصة في حمص، وأعلن لافروف “أن بلاده لا تبرئ النظام السوري مما يحدث في الشارع”.

-3-

الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المرتقَب في القاهرة غداً سيكون حاسماً. الذي يتوقعه أكثر الناس والذي يلحّ عليه الشارع السوري هو تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية. إذا تحقق هذا الأمر فسوف يكون -على الأغلب- مقدمةً لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الذي يمكن أن يناقش مشروع قرار لفرض حظر جوي ومناطق عازلة لحماية المدنيين والمنشقين من الجيش السوري.

من المعروف أن أربع دول تعارض التوجه العربي العام للقطيعة مع النظام السوري، وهي لبنان (باعتبارها دولة يحتلها حزب الله العميل) واليمن والجزائر والسودان. هذه الدول قادرة، كلها أو بعضها، على إفشال قرار التجميد، لكن يبدو أنها لن تفعل؛ فقد رجّحت مصادرُ كثيرة أن يكون التوافق بين الدول العربية سابقاً على الاجتماع الوزاري الذي سيعلن النبأ. صالح القلاب، وزير الإعلام الأردني السابق والرجل المقرَّب من دوائر صنع القرار الغربي والعربي، توقع أن يُعلَن قرار التجميد يوم السبت، كما أن جريدة القبس نشرت قبل يومين خبراً عن اتصالات جرت على أعلى المستويات خلال فترة العيد وكان الموقف فيها موحداً. إذن فإن ما يغلب على الظن (وما ستثبته الساعات القادمة أو تنفيه) هو أنْ تُجمع الدول العربية على تجميد عضوية سوريا في الجامعة، وربما ترافق مع هذا القرار قطعٌ لعلاقات الدول العربية مع النظام السوري، لكن لا يُستبعَد أن ترفض الدول الأربع المذكورة قطعَ علاقاتها مع سوريا لأن هذا الإجراء سيكون خاصاً بكل دولة على حدة، بعكس التجميد الذي يجب أن يكون موقفاً جماعياً لاعتماده رسمياً.

ما سبق يمكن تلخيصه بكلمة واحدة: التدويل.

أخيراً خرجت الأزمة من بعدها المحلي (أزمة داخلية) أو الإقليمي (أزمة دول جوار) أو العربي (أزمة عربية) إلى البعد الدولي (أزمة دولية)، حيث الخيارات والاحتمالات كلها واردة، وإنْ بنِسَب متفاوتة: من الضربات الشاملة (ربما بنسبة عشرين بالمئة) إلى الضربات المحدودة (ربما بنسبة خمسين بالمئة) إلى الاحتمال الأعلى، ربما بنسبة ثمانين أو تسعين بالمئة: الحظر الجوي الكامل أو الجزئي (شمال وجنوب سوريا أو شمالها فقط) ومنطقة آمنة واعتراف بالجيش الحر بشكل مباشر أو غير مباشر، مع تزويده بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر وجميع أنواع الدعم اللوجستي، ومشاركة تركية فاعلة وكبيرة على كل المستويات، وصولاً إلى إسقاط النظام.

في العادة نُضطَر إلى نَخْل التصريحات السياسية لنستخلص منها المواقف الحقيقية المخلوطة بكثير من العبارات الدبلوماسية المطّاطة، لكنّا وجدنا هذه المرّة -وعلى غير العادة- أن تصريح أرشاد هورموزلو، المستشار السياسي للرئيس التركي، قد جاء في غاية الصراحة والوضوح عندما قال إن الحكومة التركية “يمكن أن تتخذ إجراءات معينة لحماية المدنيين السوريين”، قائلاً “إن القدرة على ذلك موجودة لكن الغطاء هو المهم“. وأضاف أن ثمة إجراءات سيتخذها المجتمع الدولي وستلتزم بها جميع الدول بما فيها تركيا.

-4-

هل يمكن أن يصطدم أي مشروع لقرار دولي ضد سوريا بفيتو روسي أو صيني مرة أخرى؟ الاحتمال وارد بالطبع، لكنه أقل بكثير مما كان في بداية تشرين الأول الماضي حينما أجهضت الدولتان المشروعَ السابق، وعلى الأغلب لن تقدّم أميركا وحلفاؤها أيَّ مشروع جديد إلى مجلس الأمن إلا بعد ترتيب المسألة وراء الكواليس لضمان عدم إجهاضه. في المقالة السابقة (هل اقتربنا من يوم الحسم؟) ناقشت الموقفين الروسي والصيني، حيث وجدنا أن الدولتين صارتا أبعدَ عن تأييد النظام بعد مرور خمسة أسابيع على الفيتو السابق، وبالإضافة إلى المواقف التي رصدَتها المقالة السابقة جاء تطور جديد مهم من موسكو.

فبعد محادثات هاتفية أجراها وزير الخارجية الروسي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو ستستقبل بعد أيام قلائل وفداً يمثل المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون، وسيلتقي الوفد مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف. وقال موقع الجزيرة نت (الذي نشر الخبر) إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف عبّر -في كلمة ألقاها في واشنطن- عن قلق الكرملين من استمرار العنف وإراقة الدماء في سوريا، وأكد أن استخدام روسيا لحق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالأزمة السورية كان إنذاراً أخيراً لدمشق، وإنه لم يكن لدعم أو لتبرئة نظام الأسد، بل كان محاولة أخيرة للحفاظ على الوضع القائم في سوريا وتوفير الفرصة للنظام لإجراء إصلاحات فعلية وبدء حوار حقيقي مع المعارضة.

-5-

تقولون: كيف تسارعت الأحداث فجأة في اتجاه الحسم؟ لماذا انتفض العالم فجأة بعد النوم الطويل؟ الجواب أن العالم لم يكن نائماً، ولكنه يتحرك ببطء وفي مسارات شديدة الاعوجاج وكثيرة التفرعات فيستغرق وقتاً طويلاً لبلوغ الغاية. الذي أظنه هو أن القصة بدأت فصولُها منذ شهور ولم تبدأ هذه الأيام. سأعود إلى الوراء، إلى رمضان، فالقصة التي نرى اليوم تفصيلاتها بدأت هناك. هل تذكرون التطورات الدولية المتسارعة التي رصدنا ثلاثين منها في أقل من أسبوع آنذاك؟ لن أعيد سردها هنا، ولكني سأسترجع إلى الذاكرة واحداً منها فقط، وهو تصريح الملك عبد الله بن عبد العزيز.

لقد كان التصريح الملكي السعودي واحداً من أهم الأسباب التي أقنعتني بأن الأحداث كانت تتجه إلى انفجار وشيك في ذلك الوقت، وهي قناعة مبرَّرة بالنظر إلى الطريقة التي تعمل بها الدبلوماسية السعودية. أنا عشت في المملكة العربية السعودية ثلث قرن أو يزيد، وأشهد أن دبلوماسيتها من أكثر الدبلوماسيات رصانة في العالم، ولا أبالغ إن قلت إن وزير خارجيتها لا يقل وزناً عن كثير من رؤساء الدول، وقد لا يعلم كثيرٌ من الناس خارج السعودية (وفي سوريا الثورة تحديداً) أن المملكة العربية السعودية لم تعرف في تاريخها الطويل سوى وزيرَي خارجية فقط، الأمير سعود حالياً ووالده فيصل (للدقة أكثر كان الأمير ثم الملك فيصل وزيراً للخارجية لمدة ثمان وأربعين سنة تخللتها سنتان تولى فيهما الوزارةَ غيرُه، ثم تولى ابنه سعود المنصب منذ وفاة الملك فيصل قبل ست وثلاثين سنة إلى اليوم). في الأحوال العادية يمكن أن تعبّر المملكة عن موقفها الرسمي ببيان صادر عن وزارة الإعلام، وإذا كان الموضوع مهماً جداً ومن الوزن الثقيل فسوف يقوم بذلك وزيرُ الخارجية نفسه، أما الملك؟! ليس من المألوف أبداً أن يظهر الملك على الشاشات ليقدم تصريحاً موجزاً يوضّح فيه موقف المملكة من موضوع خارجي.

لقد كان ذلك التصريح علامة مهمة، بل علامة شديدة الأهمية، وإن شئتم رأيي فقد كان “صفارة البداية” للمباراة الختامية. وقد رأينا آنذاك تسارعاً غريباً في المواقف العربية والدولية وكأنها قطار منطلق في طريق شديد الانحدار، وفجأة توقف قطار الأحداث المتسارعة في وسط المنحدَر! هذا أمر مشاهَد لا جدال فيه، لكن التعليل يحتمل الأخذ والردّ. ربما توقف بسبب تأخر ولادة المجلس الوطني، وهو احتمال كبير لأسباب كثيرة سبق توضيحها في غير هذه المقالة، وربما توقف بسبب ضغوط مارسها اللوبي الصهيوني بقيادة الآيباك على الإدارة الأميركية، وهو سبب تناقلته بعض الأخبار والتحليلات غير الموثوقة، وربما توقف لغير هذا وذاك من أسباب… هذا اللغز سوف تكشفه الأيام ولا أهميةَ كبيرةً له في موضوع اليوم، لذلك لا بأس في أن نقفز من فوقه الآن وننتظر قراءة تفصيلاته في الكتب التي ستصدر خلال السنوات القادمة.

-6-

إنها -إذن- البداية الحقيقية للفصل الأخير، لكن السيناريو الأكثر تداولاً يشير إلى أنه سيكون فصلاً طويلاً حافلاً بالتضحيات، وسوف يحتاج إلى الكثير من الصبر وصولاً إلى لحظة الختام وسقوط النظام الكامل بإذن الله.

يوم الأحد 14 آب نشرتُ الرسالة الحادية والثلاثين من رسائل الثورة وعنوانها “الأحداث المتسارعة تقرع بابَ النهاية”، استعرضت فيها أهم المؤشرات الدولية والمحلية ثم عقبت بالقول: “المؤشرات الخمسة السابقة واضحة الدلالة، وهي تدل على أن تطوراً كبيراً اقترب أوانُه، تطوراً حاسماً سيضع نقطة النهاية للملحمة. لا أقصد إنهاء الأزمة وإسقاط النظام فوراً بالضرورة، بل أقصد الدخول في المرحلة الأخيرة من الثورة التي ليس بعدها إلا سقوط النظام. لكن قطعاً لا أحد يستطيع أن يجزم كيف سيكون الحسم، لا أنا ولا غيري، فهو يمكن أن يكون: (أ) عملاً سريعاً جداً اعتماداً على اختراق للنظام وشق لقياداته العليا، ربما مع بعض العمليات الخاصة السريعة والخاطفة لإخراج بعض الرؤوس الكبيرة من المعادلة، مما يهيّئ لانهيار سريع لبنية النظام على مستوياته الوسطى والسفلى. (ب) أو عملاً طويلاً يتمثل في مواجهة على الأرض اعتماداً على قوات منشقّة تتحرك من منطقة آمنة. هذا السيناريو يحتاج إلى تنسيق وتعاون مع طرفَي الحدود الشمالية والجنوبية (تركيا والأردن) أو أحدهما على الأقل، ويمكن أن يترافق مع حظر طيران”.

في ذلك الوقت كان الاحتمال الأول أكثرَ ترجيحاً من الثاني اعتماداً على تقارير كثيرة وأخبار مسرَّبة من هنا وهناك، أما الآن فيبدو الاحتمال الثاني أقربَ وأكثر احتمالاً. مرة أخرى أقول: سوف تكشف الأيام حقيقة ما جرى في سوريا في تلك الفترة، أما أنا فيغلب على ظني أن بعض القوى المتحالفة ضد النظام، ولا سيما أميركا وتركيا وربما الأردن، أنها رتبت اختراقاً كبيراً للنظام كان من شأنه لو نجح أن ينهي اللعبة في وقت قياسي، ويبدو أنه فشل بسبب الاحتياطات الأمنية الهائلة لأجهزة المخابرات السورية العتيدة، وفي هذا السياق يمكننا أن نفسر اختفاء اثنين من أكبر القيادات العسكرية في مدة لم تتجاوز بضعة أسابيع، وزير الدفاع العماد علي حبيب ونائب رئيس هيئة أركان الجيش العماد بسام نجم الدين أنطاكيَلي (وكلاهما تم اغتياله بمرض مفاجئ أو بنوبة قلبية حادة!) واختفاء عشرات الضباط الكبار (أكثرهم عقداء وعمداء وبعضهم ألوية) الذين قيل إنهم معتقَلون في مطار المزة العسكري أو أنهم أُعدموا فيه.

حسناً، هذا كله سيبقى افتراضاً غيرَ مدعوم بالدليل حتى تتكشف تفاصيل هذه المرحلة بعد أشهر من سقوط النظام أو سنوات، وسوف نعرف حينها أسرارها وتفاصيلها كاملة، وهل كان النظام فعلاً على حافة الهاوية وعلى وشك السقوط خلال أيام أم لم يكن.

بعيداً عن تلك التخمينات كلها وعودةً إلى الساعة الحاضرة نجد أن الاحتمال الثاني الذي كان الأضعف صار هو الأقوى الآن: “عمل طويل يتمثل في مواجهة على الأرض اعتماداً على قوات منشقّة تتحرك من منطقة آمنة، بالتعاون والتنسيق مع طرفَي الحدود الشمالية والجنوبية (تركيا والأردن) أو أحدهما على الأقل، وربما ترافق مع حظر طيران”.

مع ذلك لا يمكننا استبعاد الاحتمالات الأخرى استبعاداً تاماً، ومنها استسلام بعض قادة النظام الكبار وتسليم بشار وماهر وبقية رؤوس العصابة مقابل صفقة ما مع الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، ومنها استسلام بشار نفسه وموافقته على اللجوء إلى إيران أو إلى إحدى الدول العربية التي عرضت عليه ضيافتها (كما قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، في تصريح أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ قبل أيام).

* * *

أبشروا يا أحرار الشام، إن ضوء الفجر يكاد ينبلج فيهزم الظلام. لقد انقضى الجزء الأطول وبقي -بإذن الله- الأقل من الأيام. اللهمّ إني أسألك أن تعجّل بلحظة الختام، وأن تُقرّ عيوناً طال سُهادها بسقوط النظام، وأن ترفع المحنة سريعاً عن أهل الشام، وأن تكتب النصر لعبادك الكرام، يا ربنا العظيم يا ذا الجلال والإكرام.

===========================

تحية إليكم يا أحفاد خالد ..

د.منير محمد الغضبان*

ياأحفاد خالد بن الوليد يا أحباب خالد الذين اختاركم لجواره من

 دون الناس جميعا . لقد رأيتم في ابن الوليد رضي الله عنه رائدا أمة على مدار التاريخ فاخترتم طريقه لقد كان خالد بن الوليد – كما قال نابليون – أعظم قواد التاريخ القديم واخترتم أن تكونوا أعظم الثوار في التاريخ الحديث بل لقد تعلمتم من خالد رضي الله عنه سيف الله أربعة أمور :

الأمر الأول : حب الجهاد والاستشهاد

يقول خالد رضي الله عنه : ما ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام . بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد مع سرية من المهاجرين نصبح بها العدو .

وهاأنتم اليوم تخرجون مزغردين للموت ، مغنون : الموت ولا المذلة ، الشعب السوري ما بنذل ، الله ، الوطن الحرية .

وتعلمون أنكم ماضون للقتل والسحل والتعذيب والاعتقال . تقصف المدينة بكل أحيائها بالليل ، وتعودون بروح شهدائكم وبدماء جرحاكم تصرخون في وجه الطاغية : ارحل ارحل يا بشار . الشعب يريد إعدام الرئيس ، الشعب يريد إسقاط النظام ، وتمثلون قول قائلكم ورائدكم خالد إلى رستم قائد جيش الفرس : " لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة " أو تحبون شرب الخمر "

الأمر الثاني :تعلمتم من رائدكم خالد رضي الله عنه الصبر والثبات والشجاعة في مواجهة العدو طفلكم وامرأتكم وشيخكم ، وشبابكم كلهم يناضل هاتفا بالحرية والثبات على الحق كما قال تعالى : " والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس "

يقول قائدكم وجدكم وسيدنا وحبيبنا خالد بن الوليد رضي الله عنه :

"قاتلت العرب والروم والفرس فلم أر أشد من قتال الفرس . ولقد كسرت في يدي تسعة أسياف يوم مؤتة ولم يثبت في يدي إلا صفيحة يمانية "

وهاأنتم أولاء تدخلون شهركم التاسع في ثورتكم المباركة . لا تهنون ولا تتراجعون ، وتعلمون الشعب السوري كله الثبات والصمود والبذل في هذه الثورة حتى النصر .

هاتفين بمقولة جدكم خالد : لقد حضرت مائة حرب أو زهاءها ، وما في جسدي من شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء " .

الأمر الثالث : تعلمتم عبقرية القيادة وعظمة القائد في تعبئة شعبه لمواجهة عدوه . وها أنتم الآن تقودون شعبكم السوري كله في هذه الثورة حتى يتم النصر بإذن الله . وسيذكر التاريخ لكم هذه القيادة التي تصنع مجدا جديدا لهذه الأمة وتسترد الكرامة المسلوبة والحرية المنهوبة من هؤلاء الطغاة الذين جثموا على صدر شعبنا نصف قرن ونيف .

هاهو قائدنا العظيم نشهده في فتح حمص عندما غزاها الروم وأرادوا أن يستردوها من أيدي المسلمين ، كما فعل غزاة اليوم من الطغاة وانتزعوا من كرامتنا وحريتنا ، وفتنونا في ديننا ، لنعبد بشار وحده " بشار وبس " وهم يرددون رغم أنف المستبدين : لن نركع إلا لله

" فخرج الجيشان معا من الكوفة القعقاع ابن عمرو في أربعة آلاف نحو حمص لنجدة أبي عبيدة ، وخرج عمر بنفسه من المدينة لينصر أبا عبيدة . فلما بلغ أهل الجزيرة الذين مع الروم أن الجيش قد طوق بلادهم انشمروا – رجعوا- إلى بلادهم وفارقوا الروم . وسمعت الروم بمقدم أمير المؤمنين عم لينصر نائبه عليهم ، فضعف جانبهم جدا . وأشار خالد على أبي عبيدة بأن يبرز إليهم ليقاتلهم . ففعل ذلك أبو عبيدة ففتح الله عليه ونصره وهزمت الروم هزيمة فظيعة وذلك قبل ورود عمر عليهم وقبل وصول الأمداد إليهم بثلاث ليال " ابن كثير 7-77

وأنتم اليوم يا أهل حمص ويا أحفاد خالد خرجتم لتواجهوا روم اليوم وتتحدوا طاغيتهم بشار . ولم تنتظروا المددمن أحد إلا من الله . وكنتم الأمناء على الثورة . وحافظتم عليها مشتعلة ملتهبة حارقة ، ومن أجل ذلك أعطيناكم قيادتها وأنتم الأهل لها ابتداءا من أطفالكم وانتهاء بنسائكم وعذاراكم من دون أن تبحثوا عن قيادة. وتقدموا ذاتكم وأنفسكم في سبيل الله .

الأمر الرابع :

وهو هذا الإيثار العظيم الذي تعلمتموه من جدكم ورمزكم خالد بن الوليد رضي الله عنه قائلا كلمته الخالدة : والحمد لله الذي ولى عمر وكان أبغض إلي من أبي بكر وقد ألزمني حبه .

ولننظر إلى أخلاق تلاميذ مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم

" عن عبد الملك بن عميرة قال : استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال خالد :

بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح . فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خالد سيف من سيوف الله . ونعم فتى العشيرة " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

وصاغ شاعرنا حافظ إبراهيم هذا المعنى بقوله :

سل قاهر الفرس والرومان هل شفعت

له الفتوح وهل أغنى تواليها

غزى فأبلى وخيل الله قد عقدت

باليمن والنصر في البشرى نواصيها

ما واقع الروم إلا فر قارحها

ولا رمى الفرس إلا طاش راميها

ولم يجز بلدة إلا سمعت بها

الله أكبر تدوي في نواحيها

....

أتاه أمر أبي حفص فقبّله

كما يقبل آي الله تاليها

واستقبل العزل في إبان سطوته

ومجده مستريح النفس هاديها

فاعجب لسيد مخزوم وفارسها

يوم النزال اذا نادى مناديها

يقوده حبشي في عمامته

ولا تحرك مخزوم عواليها

.....

وخالد كان يدري أن صاحبه

وجه النفس نحو الله توجيها

فما يعالج من قول ولا عمل

إلا أراد به للناس ترفيها

فقال خفت افتتان المسلمين به

وفتنة النفس أعيت من يداويها

ونحن يا قادتنا يا أحفاد خالد نعلم أنكم ترفضون الركوع لبشار الذي يجعل نفسه إلها من دون الله وتقدمون أرواحكم ودماءكم للمحافظة على هذه المبادئ والقيم التي زرعها خالد فيكم . فلا إله إلا الله . ونحن نسمع دوي تكبيركم كما كان خالد يسمع أرجاء الأرض تكبيرا بانتصار التوحيد . وأخيرا وقد أحبكم خالد وأحببتموه ، واختار المقام بينكم على كل بلدان الإسلام .

لتعيدوا اليوم سيرته من جديد وها نحن نبايعكم على قيادتنا تنفيذا لقول الله عز وجل : " وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " وتحية لشباب الشام كلها ، الثائر المجاهد فهم جميعا أحفاد خالد بن الوليد ...

*باحث إسلامي سوري

==========================

حمص وتعز : تربطهم قصة ثورة لإسقاط النظام .

خالد ممدوح العزي*

تعيش كل من مدينة حمص السورية ،ومدينة تعز اليمنية مأساة حقيقية يعيشها سكانهما،من ظلم وبطش وقتل وتنكيل يمارسهما نظام صالح والأسد ،فالاستبداد والفساد هما سيدا الموقف ،بالرغم من أن كل من مدينة تعز و مدينة حمص تعتبرا من المدن الثورية والثقافية والسياسية في العالم.

 لكن لتاريخ صولات وجولات والبقاء للأقوى والأجدر في الاستمرار والتحدي من اجل البقاء، فان مأساة ومعاناة المدينتين يجسدهم صمود وإصرار غريب من شعبهما فالتحدي مستمر مع الطغاة لإسقاطهما وبناء المستقبل الجديد الواعد.

حمص مدينة الثورة :

حمص مدينة الثورة والثوار مدينة الشهداء والجرحى والمعتقلين ،هي مدينة الرفض النهائي لسلطة بشار الأسد والعائلة الحاكمة وسيطرة المخابرات ،هي الذي تصدرت الدور الريادي في المواجهة مع نظام البعث منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية ،التي ابتدأتها درعا وأهلها في الجنوب،لتمتد إلى كل النواحي والمدن السورية الغاضبة والمشتعلة لهيبا ضد سلطة القمع والاضطهاد ، لكن حمص التي أصرت بكل فخر وثقة على إكمال المسيرة ومتابعة الثورة متحدية بشار الأسد ونظامه بأهلها وشعبها الطيب والمثقف والمناضل والفقير من هيمنة الاورغارشية السورية والطغمة المالية التي نهبت خيرات البلد ،حمص تخوض معارك مستمرة مع نظام الأسد دفاعا عن سورية العربية وشعبها الطيب ،دفاعا عن الأمة العربية والإسلامية بوجه نظام الأسد وتمدد الحرس الثوري على كل المنطقة العربية حمص تدك بالسلاح الثقيل لأنها كانت المكان الأمن لضباط الجيش السوري وجنوده الأحرار الذين رفضوا إطلاق النار على سكان الإحياء الحمصية الفقيرة في باب سباع وبابا عمر والخاليدية وكرم الزيتون والبياضة ودير بعلبة وباب هود وباب الدريومناطق الضواحي في تل كخ والقصير...الخ كلهم وقفوا ضد الأسد وانتفضوا عليه وأضحت حمص العاصي ثالث مدن سورية الممتدة من حدود العراق السني إلى حدود لبنان السنية منطقة شبه محررة من عصابات الأسد،فالشعب ألحمصي المشهور بطرافة النكتة وثقفته العالية ونسبة ألمتعلمي وكبار ألمخترعي ،ليحول الثورة مظاهراتهم إلى أعراس فعلية يغمرها الرقص والمرح والزغاريد بالرغم من الأوجاع الذي يعاني منها ألحمصي،حمص تحمل نصف أوزار الثورة السورية ، فالنظام لم يستطيع ولم يتجرأ على وصف حمص بأنها مدينة إرهابية وسلفية ،لان معظم أهلها من المناضلون والقوميون العرب الحقيقيون والليبراليون ،فالفكاهة لم تغب عن أهلها حتى في أيام الثورة بالرغم من فقدان كل شيء فحمص تغيب عنها المأكل والمشارب والكهرباء و المستشفيات مقفلة. فالتنكيل بالقتلى والجرحى ومنع الأدوية والمجموعات الطبية من العمل كانت صفات النظام ، لان المدينة التي تشكل العمود الفقري للثورة وعاصمتها تصر على متابعة الثورة والوقوف بوجه بشار الأسد وتقول في مظاهراتها الليلية اليومية التي أدهشت العالم بان إسقاط بشار الأسد ونظامه سيكون على يد أبناء المدينة ،لن تهدأ حمص وأبنائها مهما كلف الأمر وحتى لو دمرت كلها بسلاح الأسد الروسي ولن تركع،فالمشكلة أضحت تحدي بين أهل حمص المصرين على إسقاط الأسد أو الأسد المصر على الإبادة من اجل حماية وجوده المهدد بالزوال .فكان الرد ألحمصي المباشر من خلال الفنانة العلوية فدى سليمان بالصوت والصورة لقناة الجزيرة في 7 نوفمبر والتي تقول" بأنها مع الثورة ضد النظام الذي يقتل شعبه".فان مدينة حمص أصبحت قضية رأي عام عالمي بسبب المعاناة والنكبة التي تعصف بها ،لكنها لن تنام ولن يغمض لها جفن قبل إسقاط البشار.

خصوصيات مدينة حمص :

مدينة حمص هي ثالث أكبر وأهم مدينة في سوريا، موقعها الجغرافي في وسط البلاد يجعل منها عقدة اتصال إستراتيجية هامة بين أنحاء سوريا، وبالتالي فإن “احتلال” المدينة و عزلها بالكامل سيكون له أثر اقتصادي ولوجيستي هام جداً على البلاد فضلاً عن الكلفة العسكرية العالية نظراً لاتساع رقعة المدينة وزخم الحراك الشعبي العالي فيها،في حمص يقطن أكثر من 1,200 مليون ومائتان نسمة من مختلفة المكونات السورية العربية .

أما ريف حمص فهو من أهم مصادر تزويد الجيش السوري بالضباط و لاسيما مدينة الرستن، كما أنه متاخم للحدود مع لبنان مما جعله “تقليدياً” منطقة مفتوحة كثرة فيها الانشقاقات، وبالتالي فاجتياح ريف حمص أمر في غاية التعقيد.

تعز مدينة الثورة والثوار :

تعز عاصمة المحافظة الأكبر من حيث الساكن في اليمن والتي يبلغ تعددها أكثر من 4 مليون مواطن ،تعز مدينة الثورة والثقافة والسياسة ،هي صلة الوصل بين الشمال والجنوب ،هي العمق الشعبي والثوري للثورة اليمنية التي نظم فيها اكبر تنظيما احتجاجيا للثورة بالرغم من القمع والبطش التي تقوم به عصابات علي عبدالله صالح ضد الشعب الأعزل،لان الثورة في الشوارع أضحت تشكل شكلا مألوف للأهالي الذين يحاولون التكيف مع هذه الأوضاع الصعبة بالرغم من الآلام التي يفرضها نظام صالح الفاقد للشرعية الشعبية والقانونية .

تعز التي منها أطلق علي عبدا لله صالح شعار "الوحدة أو الموت"، وفيها أعلن بيان النصر في صيف عام 94م، وهي ذاتها المدينة التي ذابت في إطارها الهويات المنطقية لسكانها المنحدرين من كل أنحاء اليمن هي ذاتها المدينة..وهي نفسها التي انطلقت منها شرارة الثورة اليمنية في 11شباط "فبراير"2011 ، هي نفسها التي أضحت مسرحا لإعمال عنف متواصلة من قبل الرئيس صالح ضد شباب الثورة ومناصريهم الذين رفعوا شعار إسقاط السفاح ،من قبل البلطجية والشبيحة الذي يدعمها نظام صالح لقمع الحركة الشعبية الثورية، فالدعوة التي وجهت للرئيس صالح بالرحيل رد عليها بالقتل والقصف المدفعي ...فالكلمة جوبهت بالدم.

فتعز كما هو حال مختلف المدن التي يجدون فيها أبناءه ثقافة تاريخية لحمل السلاح، لكن الشعب اليمني يصر على عدم استخدام هذه الثقافة .

تعز بلاد العز، بلاد المدينة الحالمة بمستقبل جديد ومشرق واعد للشباب .تعز صوت شباب الثورة الذين يخطبون الرئيس علي صالح ويقولون له لا يغير علينا فرقكم .

وربما يعني انتصار الثورة في تعز يعني انهيار نظام علي عبد الله صالح...فالثورة اليمنية يصر أبناءها على أنها ستنتصر.

ما بين حمص وتعز :

فالذي يجمع بين تعز وحمص هي قصص وروايات يقصها إبطال من المدينتين ،قصص انتفاضات شعبية قامت بها شخصيات شبابية حالمة بالحب والحرية ،رفضت سلطة الاستبداد والقمع وفساد العائلة الحاكمة ،فكان رد السلطات بالقصف المدفعي والقتل والبطش واحتلال الأحياء والخطف والتعذيب والتنكيل بالمعتقلين والجرحى، لكل مدينة قصتها الخاصة يرويها أهلها الإبطال الذين كسروا حاجز الخوف وتصدوا للمخابرات ورجال الأمني والكتائب الأمنية التي تخدم الدكتاتور .

الشبه بين حمص وتعز كبير من خلال الرفض الدائم للنظام وعدم الرضوخ له ولسلطانه البغيض ،نمو الروح الثورية والسياسية والعلمية التي يتمتع بها أهل المدينتين، كذلك بالنسبة لوسائل القمع الوحشية التي يتم استخدامها ضد سكان المدنيتين من اجل إخماد صوت الأهالي الذين يطالبون بإسقاط النظام .المدافع والصواريخ والقتل لغة سلطات حكام البلاط،غصن الزيتون والكلمة هما الرد الحقيقي من قبل الأهالي على سلاح الجلادين.

فالأهالي في كلا المدينتين يعانون من حصار النظام لهما في محاولة عقابهما قطع الكهرباء ، الماء ،المحروقات ، غياب الخبز الدواء والاستشفاء ، مداهمة المستشفيات ،عدم السماح لإسعاف الجرحى ، استخدام السلاح الثقيل في قصف الإحياء السكانية المدنية،مهاجمة المتظاهرين بالذخيرة الحية ملاحقة النشطاء وقتلهم واعتقالهم .

إذا الشبه بالمأساة والمعاناة، فان التشابه بالدور الريادي التي تلعبه المدينتين في قيادة الثورة وكونهما خزانها الشعبي والقيادي ،نسبة للعلاقات العالية بين المدينتين من تقديم الشهداء اليومية من اجل إسقاط النظاميين،وكذلك القوة الأساسية بتخريج قيادات شابة من هذه المدن المنكوبة وخاصة من هاتين المدينتين،قيادات ميدانية لقيادة الحراك وقيادات سياسية وثقافية عديدة على مختلف المراحل السياسية والتاريخية.

من تعز كانت توكل كرمان القيادية الأولى في اليمن ومنافسة صالح الأولى والحائزة على جائزة نوبل للسلام، وصحافيات بلا قيود وكل من الناطق الرسمي لاحزاب المعارضة، محمد قحطان الناشطة والمحللة السياسية. بشرى المقطري، سلطان حزام العتواني ، عبد الله سلام الحكيميي، عبدالقوي الشميري، عبدالواسع هائل،الاعلامية، منى صفوان، علي المعمري، محمد الصبري. وكذلك من حمص رئيس المجلس الانتقالي برهان غليون وفرح الاتاسي وسهير الاتاسي وفداء الحوراني ونجاتي طيارة وفدوى سليمان ،ولاعب الفطبول عبد الباسط ساروت ، طلى الملوحي وآخرين...

 

 حمص وتعز تحت سيطرت التتار الجدد:

على الثوار في حمص وتعز أن يبتكروا أساليب و إستراتيجية جديدة لمواجهة النظامين من اجل البقاء والاستمرار، لأن النظامين طورا نفسهما على هذا الصعيد الأمني والعسكري، وإن كانوا ما يزالوا يتحركون في فضاء الحل الأمني فقط و لن يخرج عنه.

الحل الأمني لقد سقط، ولم يبقى سوى خيار الحل العسكري الذي أضحى يستخدم ضد المتظاهرين لإخماد حراكهم والتضييق عليهم في اقل وقت ممكن. حمص تدك بالمدفعية والصواريخ وشهداء باستمرار ،واحتلال دائم للإحياء الحمصية ،وتعز تقصف وتدك بالمدافع والصواريخ ،والقتل بالجملة ولم تسلم ساحة التحرير من الحرق الكامل لخيم المتظاهرين في 29 أيار "مايو "2011ليستمر مشهد القتل والتنكيل بالمتظاهرين من نساء وشيوخ وأطفال وذوي أصحاب الحاجات الخاصة ،مدينتين منكوبتين ،ومطلوب من العالم التدخل لوضع حد نهائي لأعمال العنف والبلطجة التي يمارسها المغول "التتار" الجدد في حمص وتعز.

لان الشعار الذي يجمع بين ثورتهما هو إسقاط النظام بالرغم من النزف الدائم والمستباح لمواطني المدنيتين وسائر المدن المنتفضة في البلدين ...

*كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.

dr_izzi2007@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ